diff --git a/01-GEN.usfm b/01-GEN.usfm index c8fb680..df3a2d5 100755 --- a/01-GEN.usfm +++ b/01-GEN.usfm @@ -1,1967 +1,2652 @@ -\id GEN - New Arabic Version (Ketab El Hayat)‎ +\id GEN - New Arabic Version (Ketab El Hayat)‎ \ide UTF-8 -\rem Copyright © ‎1988, 1997, 2012 by Biblica, Inc‎.®‎ -\h التكوين -\toc1 كِتَابُ التَّكْوِينِ -\toc2 التكوين -\toc3 تك -\mt1 كِتَابُ التَّكْوِينِ -\imt مقدمة -\ip فيما بين 1420‏–1220 ق. م. وبوحي من الروح القدس قام موسى بتدوين هذا الكتاب ليكون سجلاً إلهياً، ووثيقة مقدسة لكيفية نشوء العالم. إن ذات لفظة «تكوين» في اللغة العبرانية تعني «الأصل» أو «البدء». يؤكد لنا هذا الكتاب أن الله هو خالق الكون ومن جملته الإنسان الذي أقره الله في أفضل مكان وأحاطه بخير الأجواء والظروف. ثم يعرض إلى كيفية دخول الخطيئة في حياة الإنسان وما أسفرت عنه من نكبات وكيف رسم الله خطة خلاص الإنسان الضائع. وأفرد موسى، بوحي إلهي، صفحات من هذا السِّفر وصف فيها بداية التاريخ البشري ونشوء الفنون والحرف وظهور اللهجات واللغات، ومواطن الأمم الأصلية. ثم يتركز الحديث حول بداية التاريخ العبراني منذ عهد إبراهيم، وابنه إسحاق وحفيده يعقوب، وينتهي الكتاب بقصة بيع يوسف وحمله إلى مصر وانتقال يعقوب وأفراد عائلته إلى هناك بعد أن استدعاه يوسف للسكنى قريباً منه. -\ip تتلخص الفكرة الرئيسية التي تسري في صفحات هذا الكتاب حول رحمة الله. فمع أن الله قد خلق كل شيء على أفضل صورة، ثم جاءت خطيئة الإنسان فشوهت جمال إبداعه، فإن الله على الرغم من ذلك، لم ييأس من الإنسان بل سعى إلى خلاصه. وينصب التشديد على سيادة الله المطلقة، وكيف أنه يوجه سير التاريخ لصالح شعبه المؤمن به في كل أمة وقبيلة ولسان. -\ie -\c 1 -\s1 بدء الخليقة -\p -\v 1 فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، -\v 2 وَإِذْ كَانَتِ الأَرْضُ مُشَوَّشَةً وَمُقْفِرَةً وَتَكْتَنِفُ الظُّلْمَةُ وَجْهَ الْمِيَاهِ، وَإِذْ كَانَ رُوحُ اللهِ يُرَفْرِفُ عَلَى سَطْحِ الْمِيَاهِ، -\v 3 أَمَرَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ». فَصَارَ نُورٌ، -\v 4 وَرَأَى اللهُ النُّورَ فَاسْتَحْسَنَهُ وَفَصَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الظَّلامِ. -\v 5 وَسَمَّى اللهُ النُّورَ نَهَاراً، أَمَّا الظَّلامُ فَسَمَّاهُ لَيْلاً. وَهَكَذَا جَاءَ مَسَاءٌ أَعْقَبَهُ صَبَاحٌ، فَكَانَ الْيَوْمَ الأَوَّلَ. -\p -\v 6 ثُمَّ أَمَرَ اللهُ: «لِيَكُنْ جَلَدٌ يَحْجُزُ بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ». -\v 7 فَخَلَقَ اللهُ الْجَلَدَ، وَفَرَّقَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الَّتِي تَحْمِلُهَا السُّحُبُ وَالْمِيَاهِ الَّتِي تَغْمُرُ الأَرْضَ. وَهَكَذَا كَانَ. -\v 8 وَسَمَّى اللهُ الْجَلَدَ سَمَاءً. ثُمَّ جَاءَ مَسَاءٌ أَعْقَبَهُ صَبَاحٌ فَكَانَ الْيَوْمَ الثَّانِي. -\p -\v 9 ثُمَّ أَمَرَ اللهُ: «لِتَتَجَمَّعِ الْمِيَاهُ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَى مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسَةُ». وَهَكَذَا كَانَ. -\v 10 وَسَمَّى اللهُ الْيَابِسَةَ أَرْضاً وَالْمِيَاهَ الْمُجْتَمِعَةَ بِحَاراً. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ فَاسْتَحْسَنَهُ. -\v 11 وَأَمَرَ اللهُ: «لِتُنْبِتِ الأَرْضُ خُضْرَةً، وَشَجَراً مُثْمِراً فِيهِ بِزْرُهُ الَّذِي يُنْتِجُ ثَمَراً كَجِنْسِهِ فِي الأَرْضِ». وَهَكَذَا كَانَ. -\v 12 فَأَنْبَتَتِ الأَرْضُ كُلَّ أَنْوَاعِ الأَعْشَابِ وَالْبُقُولِ الَّتِي تَحْمِلُ بُزُوراً مِنْ جِنْسِهَا، وَالأَشْجَارَ الَّتِي تَحْمِلُ أَثْمَاراً ذَاتَ بُذُورٍ حَسَبَ نَوْعِهَا. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ فَاسْتَحْسَنَهُ. -\v 13 وَجَاءَ مَسَاءٌ أَعْقَبَهُ صَبَاحٌ فَكَانَ الْيَوْمَ الثَّالِثَ. -\p -\v 14 ثُمَّ أَمَرَ اللهُ: «لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي قُبَّةِ السَّمَاءِ لِتُفَرِّقَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، فَتَكُونَ عَلَامَاتٍ لِتَحْدِيدِ أَزْمِنَةٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينَ. -\v 15 وَتَكُونَ أَيْضاً أَنْوَاراً فِي قُبَّةِ السَّمَاءِ لِتُضِيءَ الأَرْضَ». وَهَكَذَا كَانَ. -\v 16 وَخَلَقَ اللهُ نُورَيْنِ عَظِيمَيْنِ، النُّورَ الأَكْبَرَ لِيُشْرِقَ فِي النَّهَارِ، وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِيُضِيءَ فِي اللَّيْلِ، كَمَا خَلَقَ النُّجُومَ أَيْضاً. -\v 17 وَجَعَلَهَا اللهُ فِي قُبَّةِ السَّمَاءِ لِتُضِيءَ الأَرْضَ، -\v 18 لِتَتَحَكَّمَ بِالنَّهَارِ وَبِاللَّيْلِ وَلِتُفَرِّقَ بَيْنَ النُّورِ وَالظَّلامِ. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ فَاسْتَحْسَنَهُ. -\v 19 وَجَاءَ مَسَاءٌ أَعْقَبَهُ صَبَاحٌ فَكَانَ الْيَوْمَ الرَّابِعَ. -\p -\v 20 ثُمَّ أَمَرَ اللهُ: «لِتَمْتَلِئِ الْمِيَاهُ بِشَتَّى الْحَيَوَانَاتِ الْحَيَّةِ وَلْتُحَلِّقِ الطُّيُورُ فَوْقَ الأَرْضِ عَبْرَ فَضَاءِ السَّمَاءِ». -\v 21 وَهَكَذَا خَلَقَ اللهُ الْحَيَوَانَاتِ الْمَائِيَّةَ الضَّخْمَةَ، وَالْكَائِنَاتِ الْحَيَّةَ الَّتِي امْتَلأَتْ بِها الْمِيَاهُ، كُلًّا حَسَبَ أَجْنَاسِهَا، وَأَيْضاً الطُّيُورَ وَفْقاً لأَنْوَاعِهَا. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ فَاسْتَحْسَنَهُ. -\v 22 وَبَارَكَهَا اللهُ قَائِلاً: «انْتِجِي، وَتَكَاثَرِي وَامْلإِي مِيَاهَ الْبِحَارِ. وَلْتَتَكَاثَرِ الطُّيُورُ فَوْقَ الأَرْضِ». -\v 23 ثُمَّ جَاءَ مَسَاءٌ أَعْقَبَهُ صَبَاحٌ فَكَانَ الْيَوْمَ الْخَامِسَ. -\p -\v 24 ثُمَّ أَمَرَ اللهُ: «لِتُخْرِجِ الأَرْضُ كَائِنَاتٍ حَيَّةً، كُلًّا حَسَبَ جِنْسِهَا، مِنْ بَهَائِمَ وَزَوَاحِفَ وَوُحُوشٍ وَفْقاً لأَنْوَاعِهَا». وَهَكَذَا كَانَ. -\v 25 فَخَلَقَ اللهُ وُحُوشَ الأَرْضِ، وَالْبَهَائِمَ وَالزَّوَاحِفَ، كُلًّا حَسَبَ نَوْعِهَا. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ فَاسْتَحْسَنَهُ. -\v 26 ثُمَّ قَالَ اللهُ: «لِنَصْنَعِ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا، كَمِثَالِنَا، فَيَتَسَلَّطَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ، وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ، وَعَلَى الأَرْضِ، وَعَلَى كُلِّ زَاحِفٍ يَزْحَفُ عَلَيْهَا». -\v 27 فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. -\v 28 وَبَارَكَهُمُ اللهُ قَائِلاً لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَتَكَاثَرُوا وَامْلَأُوا الأَرْضَ وَأَخْضِعُوهَا. وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ، وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَتَحَرَّكُ عَلَى الأَرْضِ». -\v 29 ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ أَصْنَافِ النَّبَاتَاتِ ذَاتِ الْبُذُورِ الْمُنْتَشِرَةِ عَلَى كُلِّ سَطْحِ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ يَحْمِلُ ثَمَراً فِيهِ بُذُورٌ، لِتَكُونَ لَكُمْ طَعَاماً. -\v 30 أَمَّا الْعُشْبُ الأَخْضَرُ فَقَدْ جَعَلْتُهُ طَعَاماً لِوُحُوشِ الأَرْضِ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ وَالْحَيَوَانَاتِ الزَّاحِفَةِ، وَلجَمِيعِ الْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِ». وَهَكَذَا كَانَ. -\p -\v 31 وَرَأَى اللهُ مَا خَلَقَهُ فَاسْتَحْسَنَهُ جِدّاً. ثُمَّ جَاءَ مَسَاءٌ أَعْقَبَهُ صَبَاحٌ فَكَانَ الْيَوْمَ السَّادِسُ. -\c 2 -\p -\v 1 وَهَكَذَا اكْتَمَلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ بِكُلِّ مَا فِيهَا. -\v 2 وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ أَتَمَّ اللهُ عَمَلَهُ الَّذِي قَامَ بِهِ، فَاسْتَرَاحَ فِيهِ مِنْ جَمِيعِ مَا عَمِلَهُ. -\v 3 وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ اسْتَرَاحَ فِيهِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِ الْخَلْقِ. -\s1 آدم وحواء -\p -\v 4 هَذَا وَصْفٌ مَبْدَئِيٌّ لِلسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَوْمَ خَلَقَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ. -\v 5 وَلَمْ يَكُنْ قَدْ نَبَتَ بَعْدُ فِي الأَرْضِ شَجَرٌ بَرِّيٌّ وَلَا عُشْبٌ بَرِّيٌّ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلَهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَرْسَلَ مَطَراً عَلَى الأَرْضِ، وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ إِنْسَانٌ لِيَفْلَحَهَا، -\v 6 إلَّا أَنَّ ضَبَاباً كَانَ يَتَصَاعَدُ مِنَ الأَرْضِ فَيَسْقِي سَطْحَهَا كُلَّهُ. -\v 7 ثُمَّ جَبَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ مِنْ تُرَابِ الأَرْضِ وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ، فَصَارَ آدَمُ نَفْساً حَيَّةً. -\v 8 وَأَقَامَ الرَّبُّ الإِلَهُ جَنَّةً فِي شَرْقِيِّ عَدْنٍ وَوَضَعَ فِيهَا آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ. -\v 9 وَاستَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ بَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ، وَلَذِيذَةٍ لِلأَكْلِ، وَغَرَسَ أَيْضاً شَجَرَةَ الْحَيَاةِ، وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ. -\v 10 وَكَانَ نَهْرٌ يَجْرِي فِي عَدْنٍ لِيَسْقِيَ الْجَنَّةَ، وَمَا يَلْبَثُ أَنْ يَنْقَسِمَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى أَرْبَعَةِ أَنْهارٍ: -\v 11 الأَوَّلُ مِنْهَا يُدْعَى فِيشُونَ، الَّذِي يَلْتَفُّ حَوْلَ كُلِّ الْحَوِيلَةِ حَيْثُ يُوْجَدُ الذَّهَبُ. -\v 12 وَذَهَبُ تِلْكَ الأَرْضِ جَيِّدٌ، وَفِيهَا أَيْضاً الْمُقْلُ وَحَجَرُ الْجَزْعِ. -\v 13 وَالنَّهْرُ الثَّانِي يُدْعَى جِيحُونَ الَّذِي يُحِيطُ بِجَمِيعِ أَرْضِ كُوشٍ. -\v 14 وَالنَّهْرُ الثَّالِثُ يُدْعَى حِدَّاقِلَ وَهُوَ الْجَارِي فِي شَرْقِيِّ أَشُّورَ. وَالنَّهْرُ الرَّابِعُ هُوَ الْفُرَاتُ. -\p -\v 15 وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَفْلَحَهَا وَيَعْتَنِيَ بِها. -\v 16 وَأَمَرَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلا: «كُلْ مَا تَشَاءُ مِنْ جَمِيعِ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ، -\v 17 وَلَكِنْ إِيَّاكَ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ لأَنَّكَ حِينَ تَأْكُلُ مِنْهَا حَتْماً تَمُوت». -\p -\v 18 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «لَيْسَ جَيِّداً أَنْ يَبْقَى آدَمُ وَحِيداً. سَأَصْنَعُ لَهُ مُعِيناً مُشَابِهاً لَهُ». -\v 19 وَكَانَ الرَّبُّ الإِلَهُ قَدْ جَبَلَ مِنَ التُّرَابِ كُلَّ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ وَطُيُورِ الْفَضَاءِ وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى بِأَيِّ أَسْمَاءَ يَدْعُوهَا، فَصَارَ كُلُّ اسْمٍ أَطْلَقَهُ آدَمُ عَلَى كُلِّ مَخْلُوقٍ حَيٍّ اسْماً لَهُ. -\v 20 وَهَكَذَا أَطْلَقَ آدَمُ أَسْمَاءَ عَلَى كُلِّ الطُّيُورِ وَالْحَيَوَانَاتِ وَالْبَهَائِمِ. غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَجِدْ لِنَفْسِهِ مُعِيناً مُشَابِهاً لَهُ. -\v 21 فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ، ثُمَّ تَنَاوَلَ ضِلْعاً مِنْ أَضْلَاعِهِ وَسَدَّ مَكَانَهَا بِاللَّحْمِ، -\v 22 وَعَمِلَ مِنْ هَذِهِ الضِّلْعِ امْرَأَةً أَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. -\v 23 فَقَالَ آدَمُ: «هَذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. فَهِيَ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِئٍ أُخِذَتْ». -\v 24 لِهَذَا، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَتْرُكُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَصِيرَانِ جَسَداً وَاحِداً. -\v 25 وَكَانَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ عُرْيَانَيْنِ، وَلَمْ يَخْجَلَا مِنْ ذَلِكَ. -\c 3 -\s1 سقوط الإنسان -\p -\v 1 وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَمْكَرَ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي صَنَعَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ، فَسَأَلَتِ الْمَرْأَةَ: «أَحَقّاً أَمَرَكُمَا اللهُ أَلَّا تَأْكُلَا مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» -\v 2 فَأَجَابَتِ الْمَرْأَةُ: «يُمْكِنُنَا أَنْ نَأْكُلَ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ كُلِّهَا، -\v 3 مَاعَدَا ثَمَرَ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِهَا، فَقَدْ قَالَ اللهُ: لَا تَأْكُلَا مِنْهُ وَلَا تَلْمَسَاهُ وَإلَّا تَمُوتَا». -\v 4 فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا، -\v 5 بَلْ إِنَّ اللهَ يَعْرِفُ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلانِ مِنْ ثَمَرِ هَذِهِ الشَّجَرَةِ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا فَتَصِيرَانِ مِثْلَهُ، قَادِرَيْنِ عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ». -\v 6 وَعِنْدَمَا شَاهَدَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ لَذِيذَةٌ لِلْمَأْكَلِ وَشَهِيَّةٌ لِلْعُيُونِ، وَمُثِيرَةٌ لِلنَّظَرِ قَطَفَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، ثُمَّ أَعْطَتْ زَوْجَهَا أَيْضاً فَأَكَلَ مَعَهَا، -\v 7 فَانْفَتَحَتْ لِلْحَالِ أَعْيُنُهُمَا، وَأَدْرَكَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ، فَخَاطَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ مِنْ أَوْرَاقِ التِّينِ. -\p -\v 8 ثُمَّ سَمِعَ الزَّوْجَانِ صَوْتَ الرَّبِّ الإِلَهِ وَهُوَ يَمْشِي فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَآ مِنْ حَضْرَةِ الرَّبِّ الإِلَهِ بَيْنَ شَجَرِ الْجَنَّةِ. -\v 9 فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ: «أَيْنَ أَنْتَ؟» -\v 10 فَأَجَابَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَاخْتَبَأْتُ خِشْيَةً مِنْكَ لأَنِّي عُرْيَانٌ». -\v 11 فَسَأَلَهُ: «مَنْ قَالَ لَكَ إِنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنْ ثَمَرِ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَيْتُكَ عَنْهَا؟» -\v 12 فَأَجَابَ آدَمُ: «إِنَّهَا الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا رَفِيقَةً لِي. هِيَ الَّتِي أَطْعَمَتْنِي مِنْ ثَمَرِ الشَّجَرَةِ، فَأَكَلْتُ». -\v 13 فَسَأَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ الْمَرْأَةَ: «مَاذَا فَعَلْتِ؟» فَأَجَابَتْ: «أَغْوَتْنِي الْحَيَّةُ فَأَكَلْتُ». -\v 14 فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ بَيْنَ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ، عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ، وَمِنَ التُّرَابِ تَأْكُلِينَ طَوَالَ حَيَاتِكِ، -\v 15 وَأُثِيرُ عَدَاوَةً دَائِمَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَكَذَلِكَ بَيْنَ نَسْلَيْكُمَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَلْدَغِينَ عَقِبَهُ». -\p -\v 16 ثُمَّ قَالَ لِلْمَرْأَةِ: «أُكَثِّرُ تَكْثِيراً أَوْجَاعَ مَخَاضِكِ فَتُنْجِبِينَ بِالآلَامِ أَوْلَاداً، وَإِلَى زَوْجِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَتَسَلَّطُ عَلَيْكِ». -\v 17 وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ أَذْعَنْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ، وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَيْتُكَ عَنْهَا، فَالأَرْضُ مَلْعُونَةٌ بِسَبَبِكَ وَبِالْمَشَقَّةِ تَقْتَاتُ مِنْهَا طَوَالَ عُمْرِكَ. -\v 18 شَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ، وَأَنْتَ تَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. -\v 19 بِعَرَقِ جَبِينِكَ تَكْسَبُ عَيْشَكَ حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ، فَمِنْ تُرَابٍ أُخِذْتَ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ». -\p -\v 20 وَسَمَّى آدَمُ زَوْجَتَهُ «حَوَّاءَ» لأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ. -\v 21 وَكَسَا الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ وَزَوْجَتَهُ رِدَاءَيْنِ مِنْ جِلْدٍ صَنَعَهُمَا لَهُمَا. -\p -\v 22 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا، يُمَيِّزُ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. وَقَدْ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَتَنَاوَلُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ وَيَأْكُلُ، فَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». -\v 23 فَأَخْرَجَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَفْلَحَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْ تُرَابِهَا. -\v 24 وَهَكَذَا طَرَدَ اللهُ الإِنْسَانَ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ، وَأَقَامَ مَلائِكَةَ الْكَرُوبِيمِ وَسَيْفاً نَارِيًّا مُتَقَلِّباً شَرْقِيَّ الْجَنَّةِ لِحِرَاسَةِ الطَّرِيقِ الْمُفْضِيَةِ إِلَى «شَجَرَةِ الْحَيَاةِ». -\c 4 -\s1 قايين وهابيل -\p -\v 1 وَعَاشَرَ آدَمُ حَوَّاءَ زَوْجَتَهُ فَحَبِلَتْ، وَوَلَدَتْ ابْناً أَسْمَتْهُ قَايِينَ إِذْ قَالَتْ: «اقْتَنَيْتُ رَجُلاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ». -\v 2 ثُمَّ عَادَتْ فَوَلَدَتْ أَخَاهُ هَابِيلَ، وَكَانَ هَابِيلُ رَاعِياً لِلْغَنَمِ. أَمَّا قَايِينُ فَقَدْ عَمِلَ فِي فِلَاحَةِ الأَرْضِ. -\v 3 وَحَدَثَ بَعْدَ مُرُورِ أَيَّامٍ أَنْ قَدَّمَ قَايِينُ مِنْ ثِمَارِ الأَرْضِ قُرْبَاناً لِلرَّبِّ، -\v 4 وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضاً مِنْ خَيْرَةِ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَأَسْمَنِهَا. فَتَقَبَّلَ الرَّبُّ قُرْبَانَ هَابِيلَ وَرَضِيَ عَنْهُ. -\v 5 لَكِنَّهُ لَمْ يَتَقَبَّلْ قُرْبَانَ قَايِينَ وَلَمْ يَرْضَ عَنْهُ. فَاغْتَاظَ قَايِينُ جِدّاً وَتَجَهَّمَ وَجْهُهُ كَمَداً. -\v 6 فَسَأَلَ الرَّبُّ قَايِينَ: «لِمَاذَا اغْتَظْتَ؟ لِمَاذَا تَجَهَّمَ وَجْهُكَ؟ -\v 7 لَوْ أَحْسَنْتَ فِي تَصَرُّفِكَ أَلَا يُشْرِقُ وَجْهُكَ فَرَحاً؟ وَإِنْ لَمْ تُحْسِنِ التَّصَرُّفَ، فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيئَةٌ تَنْتَظِرُكَ، تَتَشَوَّقُ أَنْ تَتَسَلَّطَ عَلَيْكَ، لَكِنْ يَجِبُ أَنْ تَتَحَكَّمَ فِيهَا». -\p -\v 8 وَعَادَ قَايِينُ يَتَظَاهَرُ بِالْوُدِّ لأَخِيهِ هَابِيلَ. وَحَدَثَ إِذْ كَانَا مَعاً فِي الْحَقْلِ أَنَّ قَايِينَ هَجَمَ عَلَى أَخِيهِ هَابِيلَ وَقَتَلَهُ. -\v 9 وَسَأَلَ الرَّبُّ قَايِينَ: «أَيْنَ أَخُوكَ هَابِيلُ؟» فَأَجَابَ: «لَا أَعْرِفُ. هَلْ أَنَا حَارِسٌ لأَخِي؟» -\v 10 فَقَالَ الرَّبُّ لَهُ: «مَاذَا فَعَلْتَ؟ إِنَّ صَوْتَ دَمِ أَخِيكَ يَصْرُخُ إِلَيَّ مِنَ الأَرْضِ. -\v 11 فَمُنْذُ الآنَ، تَحِلُّ عَلَيْكَ لَعْنَةُ الأَرْضِ الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا وَابْتَلَعَتْ دَمَ أَخِيكَ الَّذِي سَفَكَتْهُ يَدُكَ. -\v 12 عِنْدَمَا تَفْلَحُهَا لَنْ تُعْطِيَكَ خَيْرَهَا، وَتَكُونُ شَرِيداً وَطَرِيداً فِي الأَرْضِ». -\v 13 فَقَالَ قَايِينُ لِلرَّبِّ: «عُقُوبَتِي أَعْظَمُ مِنْ أَنْ تُحْتَمَلَ. -\v 14 هَا أَنْتَ الْيَوْمَ قَدْ طَرَدْتَنِي عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ، وَمِنْ أَمَامِ حَضْرَتِكَ أَخْتَفِي، وَأَكُونُ شَرِيداً طَرِيداً فِي الأَرْضِ، وَيَقْتُلُنِي كُلُّ مَنْ يَجِدُنِي». -\v 15 فَقَالَ الرَّبُّ لَهُ: «سَأُعَاقِبُ كُلَّ مَنْ يَقْتُلُكَ بِسَبْعَةِ أَضْعَافِ الْعُقُوبَةِ الَّتِي عَاقَبْتُكَ بِها». وَوَسَمَ الرَّبُّ قَايِينَ بِعَلَامَةٍ تَحْظُرُ عَلَى مَنْ يَلْقَاهُ اغْتِيَالَهُ. -\v 16 وَهَكَذَا خَرَجَ قَايِينُ مِنْ حَضْرَةِ الرَّبِّ وَسَكَنَ فِي أَرْضِ نُودٍ شَرْقِيَّ عَدْنٍ. -\p -\v 17 وَعَاشَرَ قَايِينُ زَوْجَتَهُ فَحَبِلَتْ وَأَنْجَبَتِ ابْناً دَعَاهُ «حَنُوكَ». وَكَانَ قَايِينُ آنَئِذٍ يَبْنِي مَدِينَةً فَسَمَّاهَا «حَنُوكَ» عَلَى اسْمِ ابْنِهِ. -\v 18 ثُمَّ وَلَدَ حَنُوكُ عِيرَادَ، وَوَلَدَ عِيرَادُ مَحُويَائِيلَ، وَوَلَدَ مَحُويَائِيلُ مَتُوشَائِيلَ، وَوَلَدَ مَتُوشَائِيلُ لَامَكَ. -\v 19 وَتَزَوَّجَ لَامَكُ امْرَأَتَيْنِ: اسْمُ الْوَاحِدَةِ عَادَةُ، وَاسْمُ الأُخْرَى صِلَّةُ. -\v 20 وَوَلَدَتْ عَادَةُ كُلًّا مِنْ «يَابَالَ» أَوَّلِ رُعَاةِ الْمَوَاشِي وَسَاكِنِي الْخِيَامِ. -\v 21 وَأَخِيهِ يُوبَالَ أَوَّلِ الْعَازِفِينَ بِالْعُودِ وَالْمِزْمَارِ. -\v 22 وَوَلَدَتْ صِلَّةُ «تُوبَالَ قَايِينَ» أَوَّلَ صَانِعِي آلَاتِ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ. كَمَا وَلَدَتْ «نَعْمَةَ» أُخْتَ تُوبَالَ قَايِينَ. -\v 23 وَقَالَ لَامَكُ لِزَوْجَتَيْهِ: «يَا عَادَةُ وَصِلَّةُ، اسْمَعَا قَوْلِي، يَا زَوْجَتَيْ لَامَكَ أَصْغِيَا لِكَلَامِي: إِنِّي قَتَلْتُ رَجُلاً جَرَحَنِي وَشَابّاً كَسَرَنِي. -\v 24 فَإِنْ كَانَ يُنْتَقَمُ لِقَايِينَ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ، فَإِنَّهُ يُنْتَقَمُ لِلَامَكَ سَبْعَةً وَسَبْعِينَ ضِعْفاً». -\p -\v 25 وَعَاشَرَ آدَمُ زَوْجَتَهُ حَوَّاءَ مَرَّةً أُخْرَى فَأَنْجَبَتْ لَهُ ابْناً أَسْمَتْهُ «شِيثاً» إِذْ قَالَتْ: «قَدْ عَوَّضَنِي اللهُ نَسْلاً آخَرَ عِوَضاً عَنْ هَابِيلَ الَّذِي قَتَلَهُ قَايِينُ». -\v 26 وَوُلِدَ لِشِيثٍ أَيْضاً ابْنٌ سَمَّاهُ أَنُوشَ وَعَنْدَئِذٍ ابْتَدَأَ النَّاسُ يَدْعُونَ بِاسْمِ الرَّبِّ. -\c 5 -\s1 من آدم إلى نوح -\p -\v 1 هَذَا سِجِلٌّ بِمَوَالِيدِ آدَمَ. يَوْمَ خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ، صَنَعَهُ اللهُ عَلَى مِثَالِهِ. -\v 2 وَقَدْ خَلَقَهُ ذَكَراً وَأُنْثَى. وَيَوْمَ خَلَقَهُ، بَارَكَهُ وَسَمَّاهُ آدَمَ. -\v 3 كَانَ عُمْرُ آدَمَ مِئَةً وَثَلَاثِينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَنْجَبَ وَلَداً كَشَبَهِهِ وَمِثَالِهِ، وَسَمَّاهُ شِيثاً. -\v 4 وَعَاشَ آدَمُ بَعْدَ مَوْلِدِ شِيثٍ ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوُلِدَ لَهُ بَنُونَ وَبَنَاتٌ. -\v 5 وَمَاتَ آدَمُ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ تِسْعُ مِئَةٍ وَثَلَاثُونَ سَنَةً. -\p -\v 6 كَانَ عُمْرُ شِيثٍ مِئَةً وَخَمْسَ سَنَوَاتٍ عِنْدَمَا أَنْجَبَ أَنُوشَ. -\v 7 وَعَاشَ شِيثٌ بَعْدَ ذَلِكَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَسَبْعَ سَنَوَاتٍ، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. -\v 8 وَمَاتَ شِيثٌ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ تِسْعُ مِئَةٍ وَاثْنَتَا عَشَرَةَ سَنَةً. -\p -\v 9 وَكَانَ عُمْرُ أَنُوشَ تِسْعِينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَنْجَبَ قِينَانَ. -\v 10 وَعَاشَ أَنُوشُ بَعْدَ ذَلِكَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَخَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. -\v 11 وَمَاتَ أَنُوشُ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ تِسْعُ مِئَةٍ وَخَمْسُ سَنَوَاتٍ. -\p -\v 12 وَكَانَ عُمْرُ قِينَانَ سَبْعِينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَنْجَبَ مَهْلَلْئِيلَ. -\v 13 وَعَاشَ قِينَانُ بَعْدَ ذَلِكَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. -\v 14 وَمَاتَ قِينَانُ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ تِسْعُ مِئَةٍ وَعَشْرُ سَنَوَاتٍ. -\p -\v 15 وَكَانَ عُمْرُ مَهْلَلْئِيلَ خَمْساً وَسِتِّينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَنْجَبَ يَارَدَ، -\v 16 وَعَاشَ مَهْلَلْئِيلُ بَعْدَ ذَلِكَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. -\v 17 وَمَاتَ مَهْلَلْئِيلُ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَخَمْسٌ وَتِسْعُونَ سَنَةً. -\p -\v 18 وَكَانَ عُمْرُ يَارَدَ مِئَةً وَاثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَنْجَبَ أَخْنُوخَ. -\v 19 وَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. -\v 20 وَمَاتَ يَارَدُ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ تِسْعُ مِئَةٍ وَاثْنَتَانِ وَسِتُّونَ سَنَةً. -\p -\v 21 وَكَانَ عُمْرُ أَخْنُوخَ خَمْساً وَسِتِّينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَنْجَبَ مَتُوشَالَحَ. -\v 22 ثُمَّ عَاشَ أَخْنُوخُ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مِئَةِ سَنَةٍ سَارَ فِيهَا مَعَ اللهِ. وَوُلِدَ لَهُ بَنُونَ وَبَنَاتٌ. -\v 23 وَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ أَخْنُوخَ ثَلَاثَ مِئَةٍ وَخَمْساً وَسِتِّينَ سَنَةً. -\v 24 وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، ثُمَّ تَوَارَى مِنَ الْوُجُودِ، لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ إِلَيْهِ. -\p -\v 25 وَكَانَ عُمْرُ مَتُوشَالَحَ مِئَةً وَسَبْعاً وَثَمَانِينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَنْجَبَ لَامَكَ. -\v 26 وَعَاشَ مَتُوشَالَحُ بَعْدَ ذَلِكَ سَبْعَ مِئَةٍ وَاثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. -\v 27 وَمَاتَ مَتُوشَالَحُ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ تِسْعُ مِئَةٍ وَتِسْعٌ وَسِتُّونَ سَنَةً. -\p -\v 28 كَانَ عُمْرُ لَامَكَ مِئَةً وَاثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَنْجَبَ ابْناً، -\v 29 سَمَّاهُ نُوحاً قَائِلاً: «هَذَا يُعَزِّينَا عَنْ أَعْمَالِنَا وَمَشَقَّةِ أَيْدِينَا فِي الأَرْضِ الَّتِي لَعَنَهَا الرَّبُّ». -\v 30 وَعَاشَ لَامَكُ خَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْساً وَتِسْعِينَ سَنَةً بَعْدَ وِلَادَةِ نُوحٍ، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وبَنَاتٌ -\v 31 وَمَاتَ لَامَكُ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ سَبْعُ مِئَةٍ وَسَبْعٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً. -\p -\v 32 كَانَ عُمْرُ نُوحٍ خَمْسَ مِئَةِ سَنَةٍ عِنْدَمَا أَنْجَبَ سَاماً وَحَاماً وَيَافَثَ. -\c 6 -\s1 فساد العالم -\p -\v 1 وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَتَكَاثَرُونَ عَلَى سَطْحِ الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ، -\v 2 انْجَذَبَتْ أَنْظَارُ أَبْنَاءِ اللهِ إِلَى بَنَاتِ النَّاسِ فَرَأَوْا أَنَّهُنَّ جَمِيلاتٌ فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ مِنْهُنَّ زَوْجَاتٍ كَمَا طَابَ لَهُمْ. -\v 3 فَقَالَ الرَّبُّ: «لَنْ يَمْكُثَ رُوحِي مُجَاهِداً فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ. هُوَ بَشَرِيٌّ زَائِغٌ، لِذَلِكَ لَنْ تَطُولَ أَيَّامُهُ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَقَطْ». -\v 4 وَفِي تِلْكَ الْحِقَبِ، كَانَ فِي الأَرْضِ جَبَابِرَةٌ، وَبَعْدَ أَنْ دَخَلَ أَبْنَاءُ اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَلَدْنَ لَهُمْ أَبْنَاءً، صَارَ هَؤُلَاءِ الأَبْنَاءُ أَنْفُسُهُمُ الْجَبَابِرَةَ الْمَشْهُورِينَ مُنْذُ الْقِدَمِ. -\p -\v 5 وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ فِكْرِ قَلْبِهِ يَتَّسِمُ دَائِماً بِالإِثْمِ، -\v 6 فَمَلأَ قَلبَهُ الأَسَفُ وَالْحُزْنُ لأَنَّهُ خَلَقَ الإِنْسَانَ. -\v 7 وَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ مَعَ سَائِرِ النَّاسِ وَالْحَيَوَانَاتِ وَالزَّوَاحِفِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي خَلَقْتُهُ». -\v 8 أَمَّا نُوحٌ فَقَدْ حَظِيَ بِرِضَى الرَّبِ. -\s1 نوح والطوفان -\p -\v 9 وَهَذَا سِجِلُّ مَوَالِيدِ نُوحٍ: كَانَ نُوحٌ صَالِحاً كَامِلاً فِي زَمَانِهِ، وَسَارَ نُوحٌ مَعَ اللهِ. -\v 10 وَأَنْجَبَ نُوحٌ ثَلَاثَةَ أَبْنَاءٍ هُمْ سَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ. -\v 11 وَإِذْ سَادَ الشَّرُّ الأَرْضَ أَمَامَ اللهِ وَعَمَّهَا الظُّلْمُ، -\v 12 نَظَرَ اللهُ وَإذَا بِها فَاسِدَةٌ لأَنَّ كُلَّ بَشَرٍ عَلَى الأَرْضِ قَدْ سَلَكَ فِي طَرِيقِ الإِثْمِ. -\p -\v 13 فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «قَدْ أَزِفَتْ نِهَايَةُ الْبَشَرِ جَمِيعاً أَمَامِي، لأَنَّهُمْ مَلَأُوا الأَرْضَ ظُلْماً. لِذَلِكَ سَأُبِيدُهُمْ مَعَ الأَرْضِ. -\v 14 ابْنِ لَكَ فُلْكاً مِنْ خَشَبِ السَّرْوِ، وَاجْعَلْ فِيهِ غُرَفاً تَطْلِيهَا بِالزِّفْتِ مِنَ الدَّاخِلِ وَالْخَارِجِ. -\v 15 اصْنَعْهُ عَلَى هَذَا الْمِثَالِ: لِيَكُنْ طُولُهُ ثَلَاثَ مِئَةِ ذِرَاعٍ (نَحْوَ مِئَةٍ وَخَمْسَةٍ وَثَلَاثِينَ مِتْراً)، وَعَرْضُهُ خَمْسِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ مِتْراً وَنِصْفِ الْمِتْرِ) وَارْتِفَاعُهُ ثَلَاثِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ مِتْراً وَنِصْفِ الْمِتْرِ). -\v 16 وَاجْعَلْ لَهُ نَافِذَةً عَلَى انْخِفَاضِ ذِرَاعٍ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ سَنْتِمِتْراً) مِنَ السَّقْفِ، وَبَاباً تُقِيمُهُ فِي جَانِبِهِ. وَلْيَكُنْ لِلْفُلْكِ طَوَابِقُ سُفْلِيَّةٌ وَمُتَوَسِّطَةٌ وَعُلْوِيَّةٌ. -\v 17 فَهَا أَنَا أُغْرِقُ الأَرْضَ بِطُوفَانٍ مِنَ الْمِيَاهِ لأُبِيدَ كُلَّ كَائِنٍ حَيٍّ فِيهَا مِمَّنْ تَحْتَ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا عَلَى الأَرْضِ لَابُدَّ أَنْ يَمُوتَ. -\v 18 وَلَكِنِّي سَأُقِيمُ مَعَكَ عَهْداً، فَتَدْخُلُ أَنْتَ مَعَ بَنِيكَ وَامْرَأَتِكَ وَنِسَاءِ بَنِيكَ إِلَى الْفُلْكِ. -\v 19 وَتَأْخُذُ مَعَكَ فِي الْفُلْكِ زَوْجَيْنِ، ذَكَراً وَأُنْثَى، مِنْ كُلِّ كَائِنٍ حَيٍّ ذِي جَسَدٍ، لاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. -\v 20 تُدْخِلُ مَعَكَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ صَنْفٍ مِنْ أَصْنَافِ الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَالزَّوَاحِفِ عَلَى الأَرْضِ، حِفَاظاً عَلَى اسْتِمْرَارِ بَقَائِهَا. -\p -\v 21 وَتَدَّخِرُ لِنَفْسِكَ مِنْ كُلِّ طَعَامٍ يُؤْكَلُ وَتَخْزُنُهُ عِنْدَكَ لِيَكُونَ لَكَ وَلَهَا غِذَاءً». -\v 22 وَفَعَلَ نُوحٌ تَمَاماً حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ. -\c 7 -\s1 الأمر بالدخول إلى الفلك -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِنُوحٍ: «هَيَّا ادْخُلْ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ جَمِيعاً إِلَى الْفُلْكِ لأَنِّي وَجَدْتُكَ وَحْدَكَ صَالِحاً أَمَامِي فِي هَذَا الْجِيلِ. -\v 2 خُذْ مَعَكَ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ الْحَيَوَانَاتِ الطَّاهِرَةِ سَبْعَةَ ذُكُورٍ وَسَبْعَ إِنَاثٍ، وَاثْنَيْنِ، ذَكَراً وَأُنْثَى مِنْ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ الْحَيَوَانَاتِ الأُخْرَى غَيْرِ الطَّاهِرَةِ. -\v 3 وَخُذْ مَعَكَ أَيْضاً مِنْ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ الطُّيُورِ سَبْعَةَ ذُكُورٍ وَسَبْعَ إِنَاثٍ لاسْتِبْقَاءِ نَسْلِهَا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ. -\v 4 فَإِنِّي بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ أُمْطِرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْماً، لَيْلاً وَنَهَاراً، فَأَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ كُلَّ مَخْلُوقٍ حَيٍّ». -\v 5 وَفَعَلَ نُوحٌ بِمُوْجِبِ كُلِّ مَا أَمَرَهُ الرَّبُّ بِهِ. -\p -\v 6 وَكَانَ عُمْرُ نُوحٍ سِتَّ مِئَةِ سَنَةٍ عِنْدَمَا حَدَثَ طُوفَانُ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ. -\v 7 فَدَخَلَ نُوحٌ إِلَى الْفُلْكِ مَعَ زَوْجَتِهِ وَأَبْنَائِهِ وَزَوْجَاتِهِمْ (لِيَنْجُوا) مِنْ مِيَاهِ الطُّوفَانِ. -\v 8 وَكَذَلِكَ الْحَيَوَانَاتُ الطَّاهِرَةُ وَغَيْرُ الطَّاهِرَةِ، وَالطُّيُورُ وَالزَّوَاحِفُ، -\v 9 دَخَلَتْ مَعَ نُوحٍ إِلَى الْفُلْكِ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، ذَكَراً وَأُنْثَى، كَمَا أَمَرَ اللهُ نُوحاً. -\s1 الطوفان -\p -\v 10 وَمَا إِنِ انْقَضَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ حَتَّى فَاضَتِ الْمِيَاهُ عَلَى الأَرْضِ -\v 11 فَفِي سَنَةِ سِتِّ مَئَةٍ مِنْ عُمْرِ نُوحٍ، فِي الشَّهْرِ الثَّانِي، فِي الْيَوْمِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنْهُ، تَفَجَّرَتِ الْمِيَاهُ مِنَ اللُّجَجِ الْعَمِيقَةِ فِي بَاطِنِ الأَرْضِ، وَهَطَلَتْ أَمْطَارُ السَّمَاءِ الْغَزِيرَةُ، -\v 12 وَاسْتَمَرَّ هَذَا الطُّوفَانُ عَلَى الأَرْضِ لَيْلاً وَنَهَاراً مُدَّةَ أَرْبَعِينَ يَوْماً. -\v 13 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي بَدَأَ فِيهِ الطُّوفَانُ دَخَلَ نُوحٌ وَزَوْجَتُهُ وَأَبْنَاؤُهُ سَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ وَزَوْجَاتُهُمُ الثَّلَاثُ إِلَى الْفُلْكِ. -\v 14 وَدَخَلَ مَعَهُمْ أَيْضاً مِنَ الْوُحُوشِ وَالْبَهَائِمِ وَالزَّوَاحِفِ وَالطُّيُورِ وَذَوَاتِ الأَجْنِحَةِ كُلٍّ حَسَبَ أَصْنَافِهَا؛ -\v 15 مِنْ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ الْحَيَّةِ أَقْبَلَتْ إِلَى الْفُلْكِ، وَدَخَلَتْ مَعَ نُوحٍ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، -\v 16 ذَكَراً وَأُنْثَى دَخَلَتْ، مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ، كَمَا أَمَرَهُ اللهُ. ثُمَّ أَغْلَقَ الرَّبُّ عَلَيْهِ بَابَ الْفُلْكِ. -\p -\v 17 وَدَامَ الطُّوفَانُ أَرْبَعِينَ يَوْماً عَلَى الأَرْضِ، وَطَغَتِ الْمِيَاهُ وَرَفَعَتِ الْفُلْكَ فَوْقَ الأَرْضِ، -\v 18 وَتَكَاثَرَتِ الْمِيَاهُ عَلَى الأَرْضِ وَطَغَتْ جِدّاً، فَكَانَ الْفُلْكُ يَطْفُو فَوْقَ الْمِيَاهِ. -\v 19 وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ جِدّاً فَوْقَ الأَرْضِ حَتَّى أَغْرَقَتْ جَمِيعَ الْجِبَالِ الْعَالِيَةِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ كُلِّهَا. -\v 20 وَبَلَغَ ارْتِفَاعُهَا خَمْسَ عَشْرَةَ ذِرَاعاً (نَحْوَ سَبْعَةِ أَمْتَارٍ) عَنْ أَعْلَى الْجِبَالِ، -\v 21 فَمَاتَ كُلُّ كَائِنٍ حَيٍّ يَتَحَرَّكُ عَلَى الأَرْضِ مِنْ طُيُورٍ وَبَهَائِمَ وَوُحُوشٍ وَزَوَاحِفَ وَكُلِّ بَشَرٍ -\v 22 مَاتَ كُلُّ مَا يَحْيَا وَيَتَنَفَّسُ عَلَى الْيَابِسَةِ. -\v 23 وَبَادَ مِنْ عَلَى سَطْحِ الأَرْضِ كُلُّ كَائِنٍ حَيٍّ سَوَاءٌ مِنَ النَّاسِ أَمِ الْبَهَائِمِ أَمِ الزَّوَاحِفِ أَمِ الطُّيُورِ، كُلُّهَا أُبِيدَتْ مِنَ الأَرْضِ، وَلَمْ يَبْقَ سِوَى نُوحٍ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ. -\v 24 وَظَلَّتِ الْمِيَاهُ طَامِيَةً عَلَى الأَرْضِ مُدَّةَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ يَوْماً. -\c 8 -\s1 تناقص المياه -\p -\v 1 ثُمَّ افْتَقَدَ اللهُ نُوحاً وَمَا مَعَهُ فِي الْفُلْكِ مِنْ وُحُوشٍ وبَهَائِمَ، فَأَرْسَلَ رِيحاً عَلَى الأَرْضِ فَتَقَلَّصَتِ الْمِيَاهُ -\v 2 وَانْسَدَّتْ يَنَابِيعُ الْمَاءِ فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَاحْتَبَسَ الْمَطَرُ. -\v 3 وَتَرَاجَعَتِ الْمِيَاهُ عَنِ الأَرْضِ تَدْرِيجِيًّا. وَبَعْدَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ يَوْماً نَقَصَتِ الْمِيَاهُ. -\v 4 وَاسْتَقَرَّ الْفُلْكُ عَلَى جِبَالِ أَرَارَاطَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ لِلطُّوفَانِ. -\v 5 وَظَلَّتِ الْمِيَاهُ تَتَنَاقَصُ تَدْرِيجِيًّا حَتَّى الشَّهْرِ الْعَاشِرِ. وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ الْعَاشِرِ بَدَتْ قِمَمُ الْجِبَالِ. -\p -\v 6 وَبَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً أُخْرَى فَتَحَ نُوحٌ النَّافِذَةَ الَّتِي كَانَ قَدْ عَمِلَهَا فِي الْفُلْكِ. -\v 7 وَأَطْلَقَ غُرَاباً، فَخَرَجَ وَظَلَّ يَحُومُ مُتَرَدِّداً إِلَى الْفُلْكِ حَتَّى جَفَّتِ الْمِيَاهُ عَنِ الأَرْضِ. -\v 8 ثُمَّ أَطْلَقَ نُوحٌ حَمَامَةً مِنَ الْفُلْكِ لِيَرَى إِنْ كَانَتِ الْمِيَاهُ قَدْ تَقَلَّصَتْ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ، -\v 9 وَلَكِنَّ الْحَمَامَةَ لَمْ تَجِدْ مَوْضِعاً تَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ رِجْلُهَا فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ فِي الْفُلْكِ، لأَنَّ الْمِيَاهَ كَانَتْ مَازَالَتْ تَغْمُرُ سَطْحَ الأَرْضِ، فَمَدَّ يَدَهُ وَأَخَذَهَا، وَأَدْخَلَهَا عِنْدَهُ إِلَى الْفُلْكِ. -\v 10 وَانْتَظَرَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخْرَى ثُمَّ عَادَ فَأَطْلَقَ الْحَمَامَةَ مِنَ الْفُلْكِ، -\v 11 فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ عِنْدَ الْمَسَاءِ تَحْمِلُ فِي مِنْقَارِهَا وَرَقَةَ زَيْتُونٍ خَضْرَاءَ، فَأَدْرَكَ نُوحٌ أَنَّ الْمِيَاهَ قَدْ تَنَاقَصَتْ عَنِ الأَرْضِ. -\v 12 فَمَكَثَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخْرَى ثُمَّ أَطْلَقَ الْحَمَامَةَ فَلَمْ تَرْجِعْ إِلَيْهِ هَذِهِ الْمَرَّةَ. -\p -\v 13 وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ مِنَ السَّنَةِ الْوَاحِدَةِ وَالسِّتِّ مِئَةٍ مِنْ عُمْرِ نُوحٍ، جَفَّتِ الْمِيَاهُ عَنِ الأَرْضِ، فَرَفَعَ نُوحٌ سَقْفَ الْفُلْكِ وَتَطَلَّعَ حَوْلَهُ، فَرَأَى أَنَّ سَطْحَ الأَرْضِ قَدْ أَخَذَ فِي الْجَفَافِ. -\v 14 وَلَكِنَّ الأَرْضَ لَمْ تَجِفَّ تَمَاماً إِلّا فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي. -\p -\v 15 وَخَاطَبَ اللهُ نُوحاً قَائِلا: -\v 16 «اخْرُجْ مِنَ الْفُلْكِ أَنْتَ وَامْرَأَتُكَ وَبَنُوكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ، -\v 17 وَأَخْرِجْ كُلَّ مَا مَعَكَ مِنَ الْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِ، مِنْ طُيُورٍ وَبَهَائِمَ وَكُلِّ مَا يَزْحَفُ عَلَى الأَرْضِ لِتَتَوَالَدَ وَتَتَكَاثَرَ عَلَى الأَرْضِ». -\v 18 وَخَرَجَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَامْرَأَتُهُ وَزَوْجَاتُ بَنِيهِ مَعَهُ. -\v 19 وَكَذَلِكَ خَرَجَتْ مَعَهُ كُلُّ الْحَيَوَانَاتِ، وَالزَّوَاحِفِ وَالطُّيُورِ، وَكُلُّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ، كُلٌّ مِنْهَا كَجِنْسِهَا. -\p -\v 20 وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ ثُمَّ اخْتَارَ بَعْضاً مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَالطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَقَرَّبَهَا مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ. -\v 21 فَتَقَبَّلَهَا الرَّبُّ بِرِضًى، وَقَالَ فِي نَفْسِهِ: «لَنْ أَلْعَنَ الأَرْضَ مَرَّةً أُخْرَى مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ، لأَنَّ أَهْوَاءَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرَةٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ وَلَنْ أُقْدِمَ عَلَى إِهْلاكِ كُلِّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ. -\v 22 وَتَكُونُ كُلُّ أَيَّامِ الأَرْضِ مَوَاسِمَ زَرْعٍ وَحَصَادٍ وَبَرْدٍ وَحَرٍّ وَصَيْفٍ وَشِتَاءٍ وَنَهَارٍ وَلَيْلٍ، لَنْ تَبْطُلَ أَبَداً». -\c 9 -\s1 عهد الله مع نوح -\p -\v 1 وَبَارَكَ اللهُ نُوحاً وَأَبْنَاءَهُ قَائِلاً لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَتَكَاثَرُوا وَامْلَأُوا الأَرْضَ، -\v 2 لِتَخْشَكُمْ وَتَرْهَبْكُمْ كُلُّ حَيَوَانَاتِ الأَرْضِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا يَتَحَرَّكُ عَلَى الأَرْضِ، وَسَمَكُ الْبَحْرِ، فَإِنَّهَا كُلَّهَا قَدْ أَصْبَحَتْ خَاضِعَةً لَكُمْ. -\v 3 وَلْيَكُنْ كُلُّ حَيٍّ مُتَحَرِّكٍ طَعَاماً لَكُمْ، فَتَأْكُلُونَ كُلَّ شَيْءٍ كَمَا تَأْكُلُونَ الْبُقُولَ الْخَضْرَاءَ الَّتِي أَعْطَيْتُكُمْ. -\v 4 وَلَكِنْ لَا تَأْكُلُوا لَحْماً بِدَمِهِ. -\v 5 وَأُطَالِبُ أَنَا بِدَمِكُمْ لأَنْفُسِكُمْ. مِنْ يَدِ كُلِّ حَيَوَانٍ أُطَالِبُ بِهِ، وَمِنْ يَدِ الإِنْسَانِ أَيْضاً أُطَالِبُ الأَخَ بِنَفْسِ أَخِيهِ الإِنْسَانِ. -\v 6 فَسَافِكُ دَمِ الإِنْسَانِ يُحْكَمُ عَلَيْهِ بِسَفْكِ دَمِهِ لأَنَّ اللهَ خَلَقَ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. -\v 7 أَمَّا أَنْتُمْ فَأَثْمِرُوا وَتَكَاثَرُوا وَتَوَالَدُوا فِي الأَرْضِ». -\p -\v 8 وَخَاطَبَ الرَّبُّ نُوحاً وَأَبْنَاءَهُ مَعَهُ قَائِلاً: -\v 9 «هَا أَنَا أقْطَعُ عَهْدِي مَعَكُمْ وَمَعْ ذُرِّيَّتِكُمْ، -\v 10 وَمَعْ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ الْحَيَّةِ الَّتِي مَعَكُمْ، مِنْ طُيُورٍ وَبَهَائِمَ، وَمِنْ كُلِّ حَيَوَانَاتِ الأَرْضِ الَّتِي خَرَجَتْ مَعَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ، مَعْ كُلِّ الْمَخْلُوقَاتِ الْحَيَّةِ عَلَى الأَرْضِ. -\v 11 أقْطَعُ عَهْدِي مَعَكُمْ بِأَنْ لَا يُبِيدَ الطُّوفَانُ كُلَّ ذِي جَسَدٍ ثَانِيَةً، وَأَنْ لَا يَكُونَ هُنَاكَ طُوفَانٌ لِيَقْضِيَ عَلَى الْحَيَاةِ فِي الأَرْضِ». -\v 12 وَقَالَ الرَّبُّ: «وَهَذِهِ هِيَ عَلامَةُ الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ الَّذِي أُقِيمُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْمَخْلُوقَاتِ الْحَيَّةِ الَّتِي مَعَكُمْ: -\v 13 أَضَعُ قَوْسِي فِي السَّحَابِ فَتَكُونُ عَلامَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَ الأَرْضِ. -\v 14 فَيَكُونُ عِنْدَمَا أُخَيِّمُ بِالسَّحَابِ فَوْقَ الأَرْضِ، وَتَظْهَرُ الْقَوْسُ، -\v 15 أَنِّي أَذْكُرُ عَهْدِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ كُلِّ الْمَخْلُوقَاتِ الْحَيَّةِ مِنْ ذَوَاتِ الْجَسَدِ، فَلا تَتَحَوَّلُ الْمِيَاهُ إِلَى طُوفَانٍ يُبِيدُ كُلَّ حَيَاةٍ. -\v 16 وَتَكُونُ الْقَوْسُ فِي السَّحَابِ، فَأُبْصِرُهَا، وَأَذْكُرُ الْعَهْدَ الأَبَدِيَّ الْمَقْطُوعَ بَيْنِي وَبَيْنَ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ الْحَيَّةِ عَلَى الأَرْضِ». -\v 17 وَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «هَذِهِ هِيَ عَلامَةُ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعْتُهُ بَيْنِي وَبَيْنَ كُلِّ حَيٍّ عَلَى الأَرْضِ». -\s1 أبناء نوح -\p -\v 18 أَمَّا أَبْنَاءُ نُوحٍ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَهُ مِنَ الْفُلْكِ فَكَانُوا: سَاماً وَحَاماً وَيَافَثَ. وَحَامٌ هُوَ أَبُو الْكَنْعَانِيِّينَ. -\v 19 هَؤُلاءِ كَانُوا أَبْنَاءَ نُوحٍ الثَّلاثَةَ الَّذِينَ تَفَرَّعَتْ مِنْهُمْ شُعُوبُ الأَرْضِ كُلِّهَا. -\p -\v 20 وَاشْتَغَلَ نُوحٌ بِالْفِلاحَةِ وَغَرَسَ كَرْماً، -\v 21 وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خَيْمَتِهِ، -\v 22 فَشَاهَدَ حَامٌ أَبُو الْكَنْعَانِيِّينَ عُرْيَ أَبِيهِ، فَخَرَجَ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ اللَّذَيْنِ كَانَا خَارِجاً. -\v 23 فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ رِدَاءً وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا الْقَهْقَرِيَّ إِلَى دَاخِلِ الْخَيْمَةِ، وَسَتَرَا عُرْيَ أَبِيهِمَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَدِيرَا بِوَجْهَيْهِمَا نَحْوَهُ فَيُبْصِرَا عُرْيَهُ. -\v 24 وَعِنْدَمَا أَفَاقَ نُوحٌ مِنْ سُكْرِهِ وَعَلِمَ مَا فَعَلَهُ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ -\v 25 قَالَ: «لِيَكُنْ كَنْعَانُ مَلْعُوناً، وَلْيَكُنْ عَبْدَ الْعَبِيدِ لإِخْوَتِهِ». -\v 26 ثُمَّ قَالَ: «تَبَارَكَ اللهُ إِلَهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُ. -\v 27 لِيُوْسِعِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي خِيَامِ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُ». -\p -\v 28 وَعَاشَ نُوحٌ بَعْدَ الطُّوفَانِ ثَلاثَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، -\v 29 ثُمَّ مَاتَ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ تِسْعُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ سَنَةً. -\c 10 -\s1 سجل سلالات الشعوب -\p -\v 1 هَذَا سِجِلُّ مَوَالِيدِ سَامٍ وَحَامٍ وَيَافَثَ أَبْنَاءِ نُوحٍ، وَمَنْ وُلِدَ لَهُمْ مِنْ بَعْدِ الطُّوفَانِ. -\s1 أبناء يافث -\p -\v 2 أَبْنَاءُ يَافَثَ: جُومَرُ وَمَاجُوجُ وَمَادَايُ وَيَاوَانُ وَتُوبَالُ وَمَاشَكُ وَتِيرَاسُ. -\v 3 وَأَبْنَاءُ جُومَرَ: أَشْكَنَازُ وَرِيفَاثُ وَتُوجَرْمَةُ. -\v 4 وَأَبْنَاءُ يَاوَانَ: أَلِيشَةُ وَتَرْشِيشُ وَكِتِّيمُ وَدُودَانِيمُ. -\v 5 وَتَفَرَّعَ مِنْ هَؤُلاءِ سُكَّانُ الْجَزَائِرِ وَتَفَرَّقُوا فِي مَنَاطِقِهِمْ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ وَأُمَمِهِمْ، وَلُغَاتِهِمْ. -\s1 أبناء حام -\p -\v 6 وَأَبْنَاءُ حَامٍ: كُوشٌ وَمِصْرَايِمُ وَفُوطُ وَكَنْعَانُ. -\v 7 وَأَبْنَاءُ كُوشٍ: سَبَا، وَحَوِيلَةُ، وَسَبْتَةُ وَرَعْمَةُ وَسَبْتَكَا. وَأَبْنَاءُ رَعْمَةَ: سَبَا وَدَدَانُ. -\v 8 وَأَنْجَبَ كُوْشُ نِمْرُودَ الَّذِي مَا لَبِثَ أَنْ أَصْبَحَ عَاتِياً فِي الأَرْضِ. -\v 9 كَانَ صَيَّاداً عَاتِياً أَمَامَ الرَّبِّ، لِذَلِكَ يُقَالُ: «كَنِمْرُودَ جَبَّارُّ صَيْدٍ أَمَامَ الرَّبِّ». -\v 10 وَقَدْ تَكَوَّنَتْ مَمْلَكَتُهُ أَوَّلَ الأَمْرِ مِنْ بَابِلَ وَأَرَكَ وَأَكَّدَ وَكَلْنَةَ فِي أَرْضِ شِنْعَارَ. -\v 11 وَمِنْ تِلْكَ الأَرْضِ خَرَجَ أَشُّورُ وَبَنَى مُدُنَ نِينَوَى وَرَحُبُوتَ عَيْرَ وَكَالَحَ، -\v 12 وَرَسَنَ الْوَاقِعَةَ بَيْنَ نِينَوَى وَكَالَحَ. وَهِيَ الْمَدِينَةُ الْكَبِيرَةُ. -\v 13 وَمِنْ مِصْرَايِمَ تَحَدَّرَتْ هَذِهِ الْقَبَائِلُ: اللُّودِيُّونَ وَالْعَنَامِيُّونَ، وَاللهَابِيُّونَ وَالنَّفْتُوحِيُّونَ -\v 14 وَالْفَتْرُوسِيُّونَ وَالْكَسْلُوحِيُّونَ. وَمِنْهُمْ تَحَدَّرَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَالْكَفْتُورِيُّونَ. -\v 15 وَأَنْجَبَ كَنْعَانُ صِيدُونَ ابْنَهُ الْبِكْرَ ثُمَّ حِثًّا، -\v 16 وَمِنْهُ تَحَدَّرَتْ قَبَائِلُ الْيَبُوسِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ، -\v 17 وَالْحِوِّيِّينَ وَالْعَرْقِيِّينَ وَالسِّينِيِّينَ، -\v 18 وَالأَرْوَادِيِّينَ وَالصَّمَارِيِّينَ وَالْحَمَاتِيِّينَ، وَبَعْدَ ذَلِكَ انْتَشَرَتِ الْقَبَائِلُ الْكَنْعَانِيَّةُ -\v 19 فِي الأَرَاضِي الْوَاقِعَةِ بَيْنَ صِيدُونَ وَغَزَّةَ مُرُوراً بِجَرَارَ، وَبَيْنَ صِيدُونَ وَلاشَعَ مُرُوراً بِسَدُومَ وَعَمُورَةَ وَأَدْمَةَ وَصَبُويِيمَ. -\v 20 كَانَ هَؤُلاءِ هُمُ الْمُنْحَدِرُونَ مِنْ حَامٍ بِحَسَبِ قَبَائِلِهِمْ وَلُغَاتِهِمْ وَبُلْدَانِهِمْ وَشُعُوبِهِمْ. -\s1 أبناء سام -\p -\v 21 وَأَنْجَبَ سَامٌ، أَخُو يَافَثَ الأَكْبَرُ، أَبْنَاءً. وَمِنْهُ تَحَدَّرَ جَمِيعُ بَنِي عَابِرَ. -\v 22 أَمَّا أَبْنَاءُ سَامٍ فَهُمْ: عِيلامُ وَأَشُّورُ وَأَرْفَكْشَادُ وَلُودُ وَأَرَامُ -\v 23 وَأَبْنَاءُ أَرَامَ: عُوصُ، وَحُولُ، وَجَاثَرُ وَمَاشُ. -\v 24 وَأَنْجَبَ أَرْفَكْشَادُ شَالَحَ، وَوَلَدَ شَالَحُ عَابِرَ. -\v 25 وَوُلِدَ لِعَابِرَ ابْنَانِ: اسْمُ أَحَدِهِمَا فَالَجُ (وَمَعْنَاهُ انْقِسَامٌ) لأَنَّ أَهْلَ الأَرْضِ انْقَسَمُوا فِي أَيَّامِهِ. وَاسْمُ أَخِيهِ يَقْطَانُ. -\v 26 وَأَنْجَبَ يَقْطَانُ أَلْمُودَادَ وَشَالَفَ وَحَضَرْمَوْتَ وَيَارَحَ، -\v 27 وَهَدُورَامَ وَأُوزَالَ وَدِقْلَةَ، -\v 28 وَعُوبَالَ وَأَبِيمَايِلَ وَشَبَا، -\v 29 وَأُوفِيرَ وَحَوِيلَةَ وَيُوبَابَ. وَهَؤُلاءِ جَمِيعُهُمْ أَبْنَاءُ يَقْطَانَ. -\v 30 وَقَدِ اسْتَوْطَنُوا فِي الأَرَاضِي الْوَاقِعَةِ بَيْنَ مِيشَا وَالتِّلالِ الشَّرْقِيَّةِ مِنْ جَبَلِ سَفَارَ. -\v 31 هَؤُلاءِ هُمُ الْمُنْحَدِرُونَ مِنْ سَامٍ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ وَلُغَاتِهِمْ وَبُلْدَانِهِمْ وَشُعُوبِهِمْ. -\p -\v 32 هَذِهِ هِيَ الْقَبَائِلُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ أَبْنَاءِ نُوحٍ حَسَبَ شُعُوبِهِمْ، وَمِنْهُمُ انْتَشَرَتِ الأُمَمُ فِي الأَرْضِ بَعْدَ الطُّوفَانِ. -\c 11 -\s1 برج بابل -\p -\v 1 وَكَانَ أَهْلُ الأَرْضِ جَمِيعاً يَتَكَلَّمُونَ أَوَّلاً بِلِسَانٍ وَاحِدٍ وَلُغَةٍ وَاحِدَةٍ. -\v 2 وَإِذِ ارْتَحَلُوا شَرْقاً وَجَدُوا سَهْلاً فِي أَرْضِ شِنْعَارَ فَاسْتَوْطَنُوا هُنَاكَ. -\v 3 فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لِنَصْنَعْ طُوباً مَشْوِيًّا أَحْسَنَ شَيٍّ». فَاسْتَخْدَمُوا الطُّوبَ بَدِيلاً لِلْحِجَارَةِ بِالطُّوبِ، وِالْحُمْرَ بَدِيلاً للطِّينِ. -\v 4 ثُمَّ قَالُوا: «لِنُشَيِّدْ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجاً يَبْلُغُ رَأْسُهُ السَّمَاءَ، فَنُخَلِّدَ لَنَا اسْماً لِئَلّا نَتَشَتَّتَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ كُلِّهَا». -\v 5 وَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَشْهَدَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ شَرَعَ بَنُو الْبَشَرِ فِي بِنَائِهِمَا. -\v 6 فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنْ كَانُوا، كَشَعْبٍ وَاحِدٍ يَنْطِقُونَ بِلُغَةٍ وَاحِدَةٍ، قَدْ عَمِلُوا هَذَا مُنْذُ أَوَّلِ الأَمْرِ، فَلَنْ يَمْتَنِعَ إِذاً عَلَيْهِمْ أَيُّ شَيْءٍ عَزَمُوا عَلَى فِعْلِهِ. -\v 7 هَيَّا نَنْزِلْ إِلَيْهِمْ وَنُبَلْبِلْ لِسَانَهُمْ، حَتَّى لَا يَفْهَمَ بَعْضُهُمْ كَلامَ بَعْضٍ». -\v 8 وَهَكَذَا شَتَّتَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى سَطْحِ الأَرْضِ كُلِّهَا، فَكَفُّوا عَنْ بِنَاءِ الْمَدِينَةِ، -\v 9 لِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْمَدِينَةُ «بَابِلَ» لأَنَّ الرَّبَّ بَلْبَلَ لِسَانَ أَهْلِ كُلِّ الأَرْضِ، وَبِالتَّالِي شَتَّتَهُمْ مِنْ هُنَاكَ فِي أَرْجَاءِ الأَرْضِ كُلِّهَا. -\s1 من سام إلى أبرام -\p -\v 10 وَهَذَا سِجِلُّ مَوَالِيدِ سَامٍ. لَمَّا كَانَ سَامٌ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ وَلَدَ أَرْفَكْشَادَ بَعْدَ الطُّوفَانِ بِسَنَتَيْنِ. -\v 11 وَعَاشَ سَامٌ بَعْدَ ذَلِكَ خَمْسَ مِئَةِ سَنَةٍ، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. -\v 12 وَعِنْدَمَا بَلَغَ أَرْفَكْشَادُ خَمْساً وَثَلاثِينَ سَنَةً مِنَ الْعُمْرِ وَلَدَ شَالَحَ. -\v 13 وَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاثَ سَنَوَاتٍ، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. -\v 14 وَكَانَ شَالَحُ فِي الثَّلاثِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا وَلَدَ عَابِرَ. -\v 15 وَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاثَ سَنَوَاتٍ، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. -\v 16 وَكَانَ عُمْرُ عَابِرَ أَرْبَعاً وَثَلاثِينَ سَنَةً عِنْدَمَا وَلَدَ فَالَجَ. -\v 17 وَعَاشَ عَابِرُ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. -\v 18 وَكَانَ عُمْرُ فَالَجَ ثَلاثِينَ سَنَةً عِنْدَمَا وَلَدَ رَعُوَ. -\v 19 وَعَاشَ فَالَجُ بَعْدَ ذَلِكَ مِئَتَيْنِ وَتِسْعَ سِنِينَ وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. -\v 20 وَكَانَ عُمْرُ رَعُوَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ سَنَةً عِنْدَمَا وَلَدَ سَرُوجَ. -\v 21 وَعَاشَ رَعُو بَعْدَ ذَلِكَ مِئَتَيْنِ وَسَبْعَ سِنِينَ، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. -\v 22 وَكَانَ عُمْرُ سَرُوجَ ثَلاثِينَ سَنَةً عِنْدَمَا وَلَدَ نَاحُورَ. -\v 23 وَعَاشَ سَرُوجُ بَعْدَ ذَلِكَ مِئَتَيْ سَنَةٍ، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. -\v 24 وَكَانَ عُمْرُ نَاحُورَ تِسْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً عِنْدَمَا وَلَدَ تَارَحَ. -\v 25 وَعَاشَ نَاحُورُ بَعْدَ ذَلِكَ مِئَةً وَتِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. -\v 26 وَعِنْدَمَا بَلَغَ تَارَحُ السَّبْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ أَنْجَبَ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ. -\s1 سلسلة نسب أبرام -\p -\v 27 وَهَذَا هُوَ سِجِلُّ مَوَالِيدِ تَارَحَ: وَلَدَ تَارَحُ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ. وَوَلَدَ هَارَانُ لُوطاً. -\v 28 وَمَاتَ هَارَانُ قَبْلَ تَارَحَ أَبِيهِ فِي أَرْضِ مَوْلِدِهِ فِي أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ. -\v 29 وَتَزَوَّجَ كُلٌّ مِنْ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ. وَكَانَ اسْمُ زَوْجَةِ أَبْرَامَ سَارَايَ، وَاسْمُ زَوْجَةِ نَاحُورَ مِلْكَةَ بِنْتَ هَارَانَ الَّذِي أَنْجَبَ مِلْكَةَ وَيِسْكَةَ. -\v 30 وَكَانَتْ سَارَايُ عَاقِراً لَيْسَ لَهَا وَلَدٌ. -\v 31 وَأَخَذَ تَارَحُ ابْنَهُ أَبْرَامَ وَحَفِيدَهُ لُوطاً بْنَ هَارَانَ، وَسَارَايَ كَنَّتَهُ زَوْجَةَ ابْنِهِ أَبْرَامَ، وَارْتَحَلَ بِهِمْ مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. -\v 32 لَكِنَّهُمْ وَصَلُوا إِلَى حَارَانَ وَاسْتَقَرُّوا فِيهَا. وَهُنَاكَ مَاتَ تَارَحُ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ مِئَتَانِ وَخَمْسُ سِنِينَ. -\c 12 -\s1 دعوة أبرام -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اتْرُكْ أَرْضَكَ وَعَشِيرَتَكَ وَبَيْتَ أَبِيكَ وَاذْهَبْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ، -\v 2 فَأَجْعَلَ مِنْكَ أُمَّةً كَبِيرَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً (لِكَثِيرِينَ). -\v 3 وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَأَلْعَنُ لاعِنِيكَ، وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ». -\v 4 فَارْتَحَلَ أَبْرَامُ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ، وَرَافَقَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ فِي الْخَامِسَةِ وَالسَّبْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا غَادَرَ حَارَانَ. -\v 5 وَأَخَذَ أَبْرَامُ سَارَايَ زَوْجَتَهُ وَلُوطاً ابْنَ أَخِيهِ وَكُلَّ مَا جَمَعَاهُ مِنْ مُقْتَنَيَاتٍ وَكُلَّ مَا امْتَلَكَاهُ مِنْ نُفُوسٍ فِي حَارَانَ، وَانْطَلَقُوا جَمِيعاً إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ إِلَى أَنْ وَصَلُوهَا. -\p -\v 6 فَشَرَعَ أَبْرَامُ يَتَنَقَّلُ فِي الأَرْضِ إِلَى أَنْ بَلَغَ مَوْضِعَ شَكِيمَ إِلَى سَهْلِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ آنَئِذٍ يَقْطُنُونَ تِلْكَ الأَرْضَ. -\v 7 وَظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ لَهُ: «سَأُعْطِي هَذِهِ الأَرْضَ لِذُرِّيَّتِكَ». فَبَنَى أَبْرَامُ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ. -\v 8 وَانْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ إِيلٍ حَيْثُ نَصَبَ خِيَامَهُ مَا بَيْنَ بَيْتِ إِيلٍ غَرْباً وَعَايَ شَرْقاً وَشَيَّدَ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِهِ. -\v 9 ثُمَّ تَابَعَ أَبْرَامُ ارْتِحَالَهُ نَحْوَ الْجَنُوبِ. -\s1 أبرام في مصر -\p -\v 10 وَعَمَّتْ تِلْكَ الْبِلادَ مَجَاعَةٌ، فَانْحَدَرَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ فِيهَا لأَنَّ الْمَجَاعَةَ كَانَتْ شَدِيدَةً فِي الأَرْضِ. -\v 11 وَمَا إِنِ اقْتَرَبَ مِنْ تُخُومِ مِصْرَ حَتَّى قَالَ لِزَوْجَتِهِ سَارَايَ: «أَنَا أَعْرِفُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ، -\v 12 فَمَا إِنْ يَرَاكِ الْمِصْرِيُّونَ حَتَّى يَقُولُوا: هَذِهِ هِيَ زَوْجَتُهُ فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَحْيُونَكِ. -\v 13 لِذَلِكَ قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي، فَيُحْسِنُوا مُعَامَلَتِي مِنْ أَجْلِكِ وَتَنْجُوَ حَيَاتِي بِفَضْلِكِ». -\p -\v 14 وَلَمَّا اقْتَرَبَ أَبْرَامُ مِنْ مِصْرَ اسْتَرْعَى جَمَالُ سَارَايَ أَنْظَارَ الْمِصْرِيِّينَ، -\v 15 وَشَاهَدَهَا أَيْضاً رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ فَأَشَادُوا بِها أَمَامَهُ. فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ. -\v 16 فَأَحْسَنَ إِلَى أَبْرَامَ بِسَبَبِهَا وَأَجْزَلَ لَهُ الْعَطَاءَ مِنَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ وَالْعَبِيدِ وَالإِمَاءِ وَالأُتُنِ وَالْجِمَالِ. -\v 17 وَلَكِنَّ الرَّبَّ ابْتَلَى فِرْعَوْنَ وَأَهْلَهُ بِبَلايَا عَظِيمَةٍ بِسَبَبِ سَارَايَ زَوْجَةِ أَبْرَامَ. -\v 18 فَاسْتَدْعَى فِرْعَوْنُ أَبْرَامَ وَسَأَلَهُ: «مَاذَا فَعَلْتَ بِي؟ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّهَا زَوْجَتُكَ؟ -\v 19 وَلِمَاذَا ادَّعَيْتَ أَنَّهَا أُخْتُكَ حَتَّى أَخَذْتُهَا لِتَكُونَ زَوْجَةً لِي؟ وَالآنَ هَا هِيَ زَوْجَتُكَ، خُذْهَا وَامْضِ فِي طَرِيقِكَ». -\v 20 وَأَوْصَى فِرْعَوْنُ رِجَالَهُ بِأَبْرَامَ، فَشَيَّعُوهُ وَامْرَأَتَهُ وَكُلَّ مَا كَانَ يَمْلِكُ. -\c 13 -\s1 انفصال أبرام ولوط -\p -\v 1 وَغَادَرَ أَبْرَامُ مِصْرَ وَتَوَجَّهَ هُوَ وَزَوْجَتُهُ وَلُوطٌ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ، نَحْوَ مِنْطَقَةِ النَّقَبِ -\v 2 وَكَانَ أَبْرَامُ يَمْلِكُ ثَرْوَةً طَائِلَةً مِنَ الْمَوَاشِي وَالْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ. -\v 3 وَظَلَّ يَتنَقَّلُ فِي مِنْطَقَةِ النَّقَبِ مُتَّجِهاً إِلَى بَيْتِ إِيلٍ، إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ قَدْ نَصَبَ فِيهِ خِيَامَهُ أَوَّلاً بَيْنَ بَيْتِ إِيلٍ وَعَايَ. -\v 4 حَيْثُ كَانَ قَدْ شَيَّدَ الْمَذْبَحَ أَوَّلاً، وَدَعَا هُنَاكَ أَبْرَامُ بِاسْمِ الرَّبِّ. -\p -\v 5 وَكَانَ لِلُوطٍ الْمُرَافِقِ لأَبْرَامَ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَخِيَامٌ أَيْضاً. -\v 6 فَضَاقَتْ بِهِمَا الأَرْضُ لِكَثْرَةِ أَمْلاكِهِمَا فَلَمْ يَقْدِرَا أَنْ يَسْكُنَا مَعاً. -\v 7 وَنَشَبَ نِزَاعٌ بَيْنَ رُعَاةِ مَوَاشِي أَبْرَامَ وَرُعَاةِ مَوَاشِي لُوطٍ، فِي الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ فِيهِ الْكَنْعَانِيُّونَ وَالْفِرِزِّيُّونَ يُقِيمُونَ فِي الأَرْضِ. -\v 8 فَقَالَ أَبْرَامُ لِلُوطٍ: «لا يَكُنْ نِزَاعٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَلا بَيْنَ رُعَاتِي وَرُعَاتِكَ لأَنَّنَا نَحْنُ أَخَوَانِ. -\v 9 أَلَيْسَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا أَمَامَكَ؟ فَاعْتَزِلْ عَنِّي. إِنِ اتَّجَهْتَ شِمَالاً، أَتَّجِهْ أَنَا يَمِيناً، وَإِنْ تَحَوَّلْتَ يَمِيناً، أَتَحَوَّلْ أَنَا شِمَالاً». -\p -\v 10 وَتَلَفَّتَ لُوطٌ حَوْلَهُ فَشَاهَدَ السُّهُولَ الْمُحِيطَةَ بِنَهْرِ الأُرْدُنِّ وَإذَا بِها رَيَّانَةٌ كُلُّهَا، قَبْلَمَا دَمَّرَ الرَّبُّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، وَكَأَنَّهَا جَنَّةُ الرَّبِّ كَأَرْضِ مِصْرَ الْمُمْتَدَّةِ إِلَى صُوغَرَ. -\v 11 فَاخْتَارَ لُوطٌ لِنَفْسِهِ حَوْضَ الأُرْدُنِّ كُلَّهُ وَارْتَحَلَ شَرْقاً. وَهَكَذَا اعْتَزَلَ أَحَدُهُمَا عَنِ الآخَرِ. -\v 12 وَسَكَنَ أَبْرَامُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَأَقَامَ لُوطٌ فِي مُدُنِ السَّهْلِ حَيْثُ نَصَبَ خِيَامَهُ بِجُوَارِ سَدُومَ. -\v 13 وَكَانَ أَهْلُ سَدُومَ مُتَوَرِّطِينَ فِي الشَّرِّ وَخَاطِئِينَ جِدّاً أَمَامَ الرَّبِّ. -\p -\v 14 وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ بَعْدَ أَنِ اعْتَزَلَ عَنْهُ لُوطٌ: «ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَتَلَفَّتْ حَوْلَكَ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ، شِمَالاً وَجَنُوباً، شَرْقاً وَغَرْباً، -\v 15 فَإِنَّ هَذِهِ الأَرْضَ الَّتِي تَرَاهَا، سَأُعْطِيهَا لَكَ وَلِذُرِّيَّتِكَ إِلَى الأَبَدِ. -\v 16 وَسَأَجْعَلُ نَسْلَكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَحَدٌ أَنْ يُحْصِيَ تُرَابَ الأَرْضِ يَقْدِرُ آنَئِذٍ أَنْ يُحْصِيَ نَسْلَكَ -\v 17 قُمْ وَامْشِ فِي طُولِ الأَرْضِ وَعَرْضِهَا لأَنِّي لَكَ أُعْطِيهَا». -\v 18 فَنَقَلَ أَبْرَامُ خِيَامَهُ ونَصَبَهَا فِي سَهْلِ مَمْرَا فِي حَبْرُونَ. وَهُنَاكَ بَنَى لِلرَّبِّ مَذْبَحاً. -\c 14 -\s1 أبرام ينقذ لوطاً -\p -\v 1 وَحَدَثَ فِي زَمَانِ أَمْرَافَلَ مَلِكِ شِنْعَارَ وَأَرْيُوكَ مَلِكِ أَلاسَارَ وَكَدَرْلَعَوْمَرَ مَلِكِ عِيلامَ وَتِدْعَالَ مَلِكِ جُويِيمَ، -\v 2 أَنَّ حَرْباً نَشَبَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ بَارَعَ مَلِكِ سَدُومَ وَبِرْشَاعَ مَلِكِ عَمُورَةَ وَشِنْآبَ مَلِكِ أَدْمَةَ وَشِمْئِيبَرَ مَلِكِ صَبُويِيمَ، وَمَلِكِ بَالَعَ الْمَعْرُوفَةِ بِصُوغَرَ. -\v 3 هَؤُلاءِ جَمِيعُهُمُ احْتَشَدُوا فِي وَادِي السِّدِّيمِ (وَهُوَ بَحْرُ الْمِلْحِ؛ الْبَحْرُ الْمَيِّتُ) -\v 4 وَكَانَ كَدَرْلَعَوْمَرُ قَدِ اسْتَعْبَدَهُمْ طَوَالَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَفِي السَّنَةِ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ تَمَرَّدُوا عَلَيْهِ. -\v 5 وَفِي السَّنَةِ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ اجْتَمَعَ كَدَرْلَعَوْمَرُ وَحُلَفَاؤُهُ الْمُلُوكُ وَقَهَرُوا الرَّفَائِيِّينَ فِي عَشْتَارُوثَ قَرْنَايِمَ، وَالزُّوزِيِّينَ فِي هَامَ، وَالإِيمِيِّينَ فِي سَهْلِ قَرْيَتَايِمَ، -\v 6 وَالْحُورِيِّينَ فِي جَبَلِهِمْ سَعِيرَ حَتَّى بُطْمَةِ فَارَانَ عَلَى حُدُودِ الصَّحْرَاءِ. -\v 7 ثُمَّ اسْتَدَارُوا حَتَّى أَقْبَلُوا عَلَى عَيْنِ مِشْفَاطَ، الَّتِي هِيَ قَادِشُ، فَهَزَمُوا بِلادَ الْعَمَالِقَةِ كُلَّهَا وَالأَمُورِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي حَصُّونَ تَامَارَ. -\p -\v 8 فَخَرجَ مَلِكُ سَدُومَ وَمَلِكُ عَمُورَةَ وَمَلِكُ أَدْمَةَ وَمَلِكُ صَبُويِيمَ وَمَلِكُ بَالَعَ، الَّتِي هِيَ صُوغَرُ، فِي عُمْقِ السِّدِّيمِ وَخَاضُوا حَرْباً -\v 9 مَعْ كَدَرْلَعَوْمَرَ مَلِكِ عِيلامَ وَتِدْعَالَ مَلِكِ جُويِيمَ وَأَمْرَافَلَ مَلِكِ شِنْعَارَ وَأَرْيُوكَ مَلِكِ أَلاسَارَ، فَكَانُوا أَرْبَعَةَ مُلوكٍ ضِدَّ خَمْسَةٍ. -\v 10 وَكَانَ وَادِي السِّدِّيمِ مَلِيئاً بِآبَارِ الزِّفْتِ، فَانْدَحَرَ مَلِكَا سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَسَقَطَا بَيْنَهَا، أَمَّا الْبَاقُونَ فَهَرَبُوا إِلَى الْجِبَالِ. -\v 11 فَغَنِمَ الْمُنْتَصِرُونَ جَمِيعَ مَا فِي سَدُومَ وَعَمُورَةَ مِنْ مُمْتَلَكَاتٍ وَمُؤَنٍ وَمَضَوْا. -\v 12 وَأَسَرُوا لُوطاً ابْنَ أَخِي أَبْرَامَ الْمُقِيمَ فِي سَدُومَ، وَنَهَبُوا أَمْلاكَهُ ثُمَّ ذَهَبُوا. -\s1 إنقاذ لوط من الأسر -\p -\v 13 وَجَاءَ أَحَدُ النَّاجِينَ إِلَى أَبْرَامَ الْعِبْرَانِيِّ، الَّذِي كَانَ مُقِيماً حَتَّى ذَلِكَ الْوَقْتِ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا أَخِي أَشْكُولَ وَعَانِرَ حُلَفَاءِ أَبْرَامَ، وَأَبْلَغَهُ بِمَا جَرَى. -\v 14 فَلَمَّا سَمِعَ أَبْرَامُ أَنَّ ابْنَ أَخِيهِ قَدْ أُسِرَ، جَرَّدَ ثَلاثَ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِنْ غِلْمَانِهِ الْمُدَرَّبِينَ الْمَوْلُودِينَ فِي بَيْتِهِ وَتَعَقَّبَهُمْ حَتَّى بَلَغَ دَانَ -\v 15 وَفِي أَثْنَاءِ اللَّيْلِ قَسَّمَ رِجَالَهُ، وَهَاجَمَهُمْ وَقَهَرَهُمْ، ثُمَّ طَارَدَهُمْ حَتَّى حُوبَةَ شَمَالِيَّ دِمَشْقَ. -\v 16 وَاسْتَرَدَّ كُلَّ الْغَنَائِمِ، وَاسْتَرْجَعَ ابْنَ أَخِيهِ لُوطاً وَأَمْلاكَهُ، وَالنِّسَاءَ أَيْضاً وَسِوَاهُمْ مِنَ الأَسْرَى. -\s1 ملكيصادق يبارك أبرام -\p -\v 17 وَجَاءَ مَلِكُ سَدُومَ لِلِقَاءِ أَبْرَامَ فِي وَادِي شَوَى الْمَعْرُوفِ بِوَادِي الْمَلِكِ، بَعْدَ عَوْدَتِهِ مِنْ كَسْرَةِ كَدَرْلَعَوْمَرَ وَالْمُلُوكِ حُلَفَائِهِ. -\v 18 وَكَذَلِكَ حَمَلَ إِلَيْهِ مَلْكِي صَادِقُ مَلِكُ شَالِيمَ، الَّذِي كَانَ كَاهِناً لِلهِ الْعَلِيِّ، خُبْزاً وَخَمْراً، -\v 19 وَبَارَكَهُ قَائِلاً: «لِتَكُنْ عَلَيْكَ يَا أَبْرَامُ بَرَكَةُ اللهِ الْعَلِيِّ، مَالِكِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. -\v 20 وَتَبَارَكَ اللهُ الْعَلِيُّ الَّذِي دَفَعَ أَعْدَاءَكَ إِلَى يَدَيْكَ». فَأَعْطَاهُ أَبْرَامُ عُشْرَ الْغَنَائِمِ كُلِّهَا. -\v 21 وَقَالَ مَلِكُ سَدُومَ لأَبْرَامَ: «أَعْطِنِي الأَسْرَى الْمَعْتُوقِينَ أَمَّا الْغَنَائِمُ فَاحْتَفِظْ بِها لِنَفْسِكَ». -\v 22 فَأَجَابَهُ أَبْرَامُ: «لَقَدْ أَقْسَمْتُ بِالرَّبِّ الإِلَهِ الْعَلِيِّ، مَالِكِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، -\v 23 وَعَاهَدْتُهُ أَلّا آخُذَ شَيْئاً مِمَّا هُوَ لَكَ، وَلَوْ كَانَ خَيْطاً أَوْ شَرِيطَ حِذَاءٍ، لِئَلّا تَقُولَ: أَنَا أَغْنَيْتُ أَبْرَامَ -\v 24 لَنْ آخُذَ غَيْرَ مَا أَكَلَهُ الْغِلْمَانُ. أَمَّا نَصِيبُ الرِّجَالِ الَّذِينَ ذَهَبُوا مَعِي: عَانِرَ وَأَشْكُولَ وَمَمْرَا، فَإِنَّهُمْ يَأْخُذُونَهُ». -\c 15 -\s1 عهد الله مع أبرام -\p -\v 1 وَبَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ قَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ فِي الرُّؤْيَا: «لا تَخَفْ يَا أَبْرَامُ. أَنَا تُرْسٌ لَكَ. وَأَجْرُكَ عَظِيمٌ جِدّاً». -\v 2 فَقَالَ أَبْرَامُ: «أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ أَيُّ خَيْرٍ فِي مَا تُعْطِينِي وَأَنَا مِنْ غَيْرِ عَقِبٍ وَوَارِثُ بَيْتِي هُوَ أَلِيعَازَرُ الدِّمَشْقِيُّ؟» -\v 3 وَقَالَ أَبْرَامُ أَيْضاً: «إِنَّكَ لَمْ تُعْطِنِي نَسْلاً، وَهَا هُوَ عَبْدٌ مَوْلُودٌ فِي بَيْتِي يَكُونُ وَارِثِي» -\v 4 فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «لَنْ يَكُونَ هَذَا لَكَ وَرِيثاً، بَلِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ يَكُونُ وَرِيثَكَ». -\v 5 وَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ إِلَى الْخَارِجِ وَقَالَ: «انْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ وَعُدَّ النُّجُومَ إِنِ اسْتَطَعْتَ ذَلِكَ». ثُمَّ قَالَ لَهُ: «هَكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ». -\v 6 فَآمَنَ بِالرَّبِّ فَحَسَبَهُ لَهُ بِرّاً، -\v 7 وَقَالَ لَهُ: «أَنَا هُوَ الرَّبُّ الَّذِي أَتَى بِكَ مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لأُعْطِيَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِيرَاثاً». -\v 8 فَسَأَلَ: «كَيْفَ أَعْلَمُ أَنِّي أَرِثُهَا؟» -\v 9 فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «خُذْ لِي عِجْلَةً وَعَنْزَةً وَكَبْشاً، عُمْرُ كُلٍّ مِنْهَا ثَلاثُ سَنَوَاتٍ، وَيَمَامَةً وَحَمَامَةً». -\v 10 فَأَخَذَ هَذِهِ كُلَّهَا وَشَقَّ الْبَهَائِمَ مِنَ الْوَسَطِ إِلَى شَطْرَيْنِ، وَجَعَلَ كُلَّ شَطْرٍ مِنْهَا مُقَابِلَ الشَّطْرِ الآخَرِ. أَمَّا الطَّيْرُ فَلَمْ يَشْطُرْهُ. -\v 11 وَعِنْدَمَا أَخَذَتِ الطُّيُورُ الْجَارِحَةُ تَنْقَضُّ عَلَى الْجُثَثِ زَجَرَهَا أَبْرَامُ. -\p -\v 12 وَلَمَّا مَالَتِ الشَّمْسُ إِلَى الْمَغِيبِ غَرِقَ أَبْرَامُ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ، وَإذَا بِظُلْمَةٍ مُخِيفَةٍ وَمُتَكَاثِفَةٍ تَكْتَنِفُهُ. -\v 13 فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «تَيَقَّنْ أَنَّ نَسْلَكَ سَيَتَغَرَّبُ فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، فَيَسْتَعْبِدُهُمْ أَهْلُهَا وَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ. -\v 14 وَلَكِنَّنِي سَأَدِينُ تِلْكَ الأُمَّةَ الَّتِي اسْتَعْبَدَتْهُمْ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُونَ بِأَمْوَالٍ طَائِلَةٍ. -\v 15 أَمَّا أَنْتَ فَسَتَمُوتُ بِسَلامٍ وَتُدْفَنُ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ. -\v 16 أَمَّا هُمْ فَسَيَرْجِعُونَ بَعْدَ أَرْبَعَةِ أَجْيَالٍ إِلَى هُنَا، لأَنَّ إِثْمَ الأَمُورِيِّينَ لَمْ يَكْتَمِلْ بَعْدُ». -\v 17 وَعِنْدَمَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَخَيَّمَ الظَّلامُ (ظَهَرَ) تَنُّورُ دُخَانٍ وَمِشْعَلُ نَارٍ يَجْتَازُ بَيْنَ تِلْكَ الْقِطَعِ. -\p -\v 18 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ اللهُ عَهْداً مَعْ أَبْرَامَ قَائِلاً: «سَأُعْطِي نَسْلَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِنْ وَادِي الْعَرِيشِ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ. -\v 19 أَرْضَ الْقَيْنِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ، وَالْقَدْمُونِيِّينَ -\v 20 وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ -\v 21 وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ». -\c 16 -\s1 هاجر وإسماعيل -\p -\v 1 وَأَمَّا سَارَايُ زَوْجَةُ أَبْرَامَ فَقَدْ كَانَتْ عَاقِراً، وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ مِصْرِيَّةٌ تُدْعَى هَاجَرَ. -\v 2 فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «هُوَذَا الرَّبُّ قَدْ حَرَمَنِي مِنَ الْوِلادَةِ، فَادْخُلْ عَلَيْهَا لَعَلَّنِي أُرْزَقُ مِنْهَا بَنِينَ». فَسَمِعَ أَبْرَامُ لِكَلامِ زَوْجَتِهِ. -\v 3 وَهَكَذَا بَعْدَ إِقَامَةِ عَشْرِ سَنَوَاتٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، أَخَذَتْ سَارَايُ جَارِيَتَهَا الْمِصْرِيَّةَ هَاجَرَ وَأَعْطَتْهَا لِرَجُلِهَا أَبْرَامَ لِتَكُونَ زَوْجَةً لَهُ. -\p -\v 4 فَعَاشَرَ هَاجَرَ فَحَبِلَتْ مِنْهُ. وَلَمَّا أَدْرَكَتْ أَنَّهَا حَامِلٌ هَانَتْ مَوْلاتُهَا فِي عَيْنَيْهَا، -\v 5 فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «لِيَقَعْ ظُلْمِي عَلَيْكَ، فَأَنَا قَدْ زَوَّجْتُكَ مِنْ جَارِيَتِي وَحِينَ أَدْرَكَتْ أَنَّهَا حَامِلٌ هِنْتُ فِي عَيْنَيْهَا. لِيَقْضِ الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ». -\v 6 فَأَجَابَهَا أَبْرَامُ: «هَا هِيَ جَارِيَتُكِ تَحْتَ تَصَرُّفِكِ، فَافْعَلِي بِها مَا يَحْلُو لَكِ». فَأَذَلَّتْهَا سَارَايُ حَتَّى هَرَبَتْ مِنْهَا. -\p -\v 7 فَوَجَدَهَا مَلاكُ الرَّبِّ بِالْقُرْبِ مِنْ عَيْنِ الْمَاءِ فِي الطَّرِيقِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى شُورٍ. -\v 8 فَقَالَ: «يَا هَاجَرُ جَارِيَةَ سَارَايَ، مِنْ أَيْنَ جِئْتِ؟ وَإِلَى أَيْنَ تَذْهَبِينَ؟». فَأَجَابَتْ: «إِنَّنِي هَارِبَةٌ مِنْ وَجْهِ سَيِّدَتِي سَارَايَ». -\v 9 فَقَالَ لَهَا مَلاكُ الرَّبِّ: «عُودِي إِلَى مَوْلاتِكِ وَاخْضَعِي لَهَا». -\v 10 وَقَالَ لَهَا مَلاكُ الرَّبِّ: «لأُكَثِّرَنَّ نَسْلَكِ فَلا يَعُودُ يُحْصَى»، -\v 11 وَأَضَافَ مَلاكُ الرَّبِّ: «هُوَذَا أَنْتِ حَامِلٌ، وَسَتَلِدِينَ ابْناً تَدْعِينَهُ إِسْمَاعِيلَ (وَمَعْنَاهُ: اللهُ يَسْمَعُ) لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ صَوْتَ شَقَائِكِ. -\v 12 وَيَكُونُ إِنْسَاناً وَحْشِيًّا يُعَادِي الْجَمِيعَ وَالْجَمِيعُ يُعَادُونَهُ، وَيَعِيشُ مُسْتَوْحِشاً مُتَحَدِّياً كُلَّ إِخْوَتِهِ». -\v 13 فَدَعَتِ اسْمَ الرَّبِّ الَّذِي خَاطَبَهَا: «أَنْتَ اللهُ الَّذِي رَآنِي» لأَنَّهَا قَالَتْ: «حَقّاً رَأَيْتُ الآنَ الَّذِي يَرَانِي» -\v 14 لِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْبِئْرُ «بِئْرَ لَحَيْ رُئِي» (وَمَعْنَاهُ بِئْرُ الْحَيِّ الَّذِي يَرَانِي) وَهِيَ وَاقِعَةٌ بَيْنَ قَادَشَ وَبَارَدَ. -\p -\v 15 ثُمَّ وَلَدَتْ هَاجَرُ لأَبْرَامَ ابْناً، فَدَعَا أَبْرَامُ ابْنَهُ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ لَهُ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ. -\v 16 وَكَانَ أَبْرَامُ فِي السَّادِسَةِ وَالثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا وَلَدَتْ لَهُ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ. -\c 17 -\s1 عهد الختان -\p -\v 1 وَعِنْدَمَا كَانَ أَبْرَامُ فِي التَّاسِعَةِ وَالتِّسْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ، ظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ قَائِلاً: «أَنَا هُوَ اللهُ الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً، -\v 2 فَأَجْعَلَ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَأُكَثِّرَ نَسْلَكَ جِدّاً». -\v 3 فَسَقَطَ أَبْرَامُ عَلَى وَجْهِهِ، فَخَاطَبَهُ اللهُ قَائِلاً: -\v 4 «هَا أَنَا أَقْطَعُ لَكَ عَهْدِي، فَتَكُونُ أَباً لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ. -\v 5 وَلَنْ يُدْعَى اسْمُكَ بَعْدَ الآنَ أَبْرَامَ (وَمَعْنَاهُ الأَبُ الرَّفِيعُ) بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِبْرَاهِيمَ (وَمَعْنَاهُ أَبٌ لِجُمْهُورٍ) لأَنِّي أَجْعَلُكَ أَباً لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ؛ -\v 6 وَأُصَيِّرُكَ مُثْمِراً جِدّاً، وَأَجْعَلُ أُمَماً تَتَفَرَّعُ مِنْكَ، وَيَخْرُجُ مِنْ نَسْلِكَ مُلُوكٌ. -\v 7 وَأُقِيمُ عَهْدِي الأَبَدِيَّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ، فَأَكُونُ إِلَهاً لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ. -\v 8 وَأَهَبُكَ أَنْتَ وَذُرِّيَّتَكَ مِنْ بَعْدِكَ جَمِيعَ أَرْضِ كَنْعَانَ، الَّتِي نَزَلْتَ فِيهَا غَرِيباً، مُلْكاً أَبَدِيًّا. وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً». -\p -\v 9 وَقَالَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ: «أَمَّا أَنْتَ فَاحْفَظْ عَهْدِي، أَنْتَ وَذُرِّيَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ مَدَى أَجْيَالِهِمْ. -\v 10 هَذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ ذُرِّيَّتِكَ مِنْ بَعْدِكَ الَّذِي عَلَيْكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ: أَنْ يُخْتَتَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنْكُمْ -\v 11 تَخْتِنُونَ رَأْسَ قُلْفَةِ غُرْلَتِكُمْ فَتَكُونُ عَلامَةَ الْعَهْدِ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ -\v 12 تَخْتِنُونَ عَلَى مَدَى أَجْيَالِكُمْ كُلَّ ذَكَرٍ فِيكُمُ ابْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ سَوَاءٌ كَانَ الْمَوْلُودُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ أَمْ كَانَ ابْناً لِغَرِيبٍ مُشْتَرىً بِمَالِكَ مِمَّنْ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. -\v 13 فَعَلَى كُلِّ وَلِيدٍ سَوَاءٌ وُلِدَ فِي بَيْتِكَ أَمِ اشْتُرِيَ بِمَالٍ أَنْ يُخْتَنَ، فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْداً أَبَدِيًّا. -\v 14 أَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لَمْ يُخْتَنْ، يُسْتَأْصَلُ مِنْ بَيْنِ قَوْمِهِ لأَنَّهُ نَكَثَ عَهْدِي». -\p -\v 15 وَقَالَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ: «أَمَّا سَارَايُ زَوْجَتُكَ فَلا تَدْعُوهَا سَارَايَ بَعْدَ الآنَ، بَلْ يَكُونُ اسْمُهَا سَارَةَ (وَمَعْنَاهُ أَمِيرةٌ). -\v 16 وَأُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ ابْناً مِنْهَا. سَأُبَارِكُهَا وَأَجْعَلُهَا أُمّاً لِشُعُوبٍ، وَمِنْهَا يَتَحَدَّرُ مُلُوكُ أُمَمٍ». -\v 17 فَانْطَرَحَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ قَائِلاً فِي نَفْسِهِ: «أَيُوْلَدُ ابْنٌ لِمَنْ بَلَغَ الْمِئَةَ مِنْ عُمْرِهِ؟ وَهَلْ تُنْجِبُ سَارَةُ وَهِيَ فِي التِّسْعِينَ مِنْ عُمْرِهَا؟» -\p -\v 18 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلهِ: «لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَحْيَا فِي رِعَايَتِكَ». -\v 19 فَأَجَابَ الرَّبُّ: «إِنَّ سَارَةَ زَوْجَتَكَ هِيَ الَّتِي تَلِدُ لَكَ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحاقَ (وَمَعْنَاهُ يَضْحَكُ). وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ وَمَعَ ذُرِّيَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ عَهْداً أَبَدِيًّا. -\v 20 أَمَّا إِسْمَاعِيلُ، فَقَدِ اسْتَجَبْتُ لِطِلْبَتِكَ مِنْ أَجْلِهِ. سَأُبَارِكُهُ حَقّاً، وَأَجْعَلُهُ مُثْمِراً، وَأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَهُ جِدّاً فَيَكُونُ أَباً لاثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً، وَيُصْبِحُ أُمَّةً كَبِيرَةً. -\v 21 غَيْرَ أَنَّ عَهْدِي أُبْرِمُهُ مَعَ إِسْحاقَ الَّذِي تُنْجِبُهُ لَكَ سَارَةُ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ مِنَ السَّنَةِ الْقَادِمَةِ». -\v 22 وَلَمَّا انْتَهَى مِنْ مُحَادَثَتِهِ فَارَقَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ. -\p -\v 23 وَفِي ذَلِكَ الْيَوْمِ بِعَيْنِهِ أَخَذَ إِبْرَاهِيمُ إِسْمَاعِيلَ وَجَمِيعَ الْمَوْلُودِينَ فِي بَيْتِهِ وَكُلَّ مَنِ اشْتُرِيَ بِمَالٍ، كُلَّ ذَكَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَخَتَنَ لَحْمَ غُرْلَتِهِمْ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. -\v 24 وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ فِي التَّاسِعَةِ وَالتِّسْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا خُتِنَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ، -\v 25 أَمَّا إِسْمَاعِيلُ ابْنُهُ فَقَدْ كَانَ ابْنَ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً حِينَ خُتِنَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ. -\v 26 وَهَكَذَا خُتِنَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُهُ فِي الْيَوْمِ نَفْسِهِ. -\v 27 وَكَذَلِكَ خُتِنَ مَعَهُ كُلُّ رِجَالِ بَيْتِهِ الْمَوْلُودِينَ فِيهِ وَالْمُبْتَاعِينَ بِمَالٍ مِنَ الْغَرِيبِ. -\c 18 -\s1 الزائرون الثلاثة -\p -\v 1 ثُمَّ ظَهَرَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ وَهُوَ جَالِسٌ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا وَقْتَ اشْتِدَادِ حَرِّ النَّهَارِ، -\v 2 فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَإذَا بِهِ يَرَى ثَلاثَةَ رِجَالٍ مَاثِلِينَ لَدَيْهِ. فَأَسْرَعَ لاسْتِقْبَالِهِمْ مِنْ بَابِ الْخَيْمَةِ وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ. -\v 3 وَقَالَ: «يَا سَيِّدِي، إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيْتُ بِرِضَاكَ فَلا تَعْبُرْ عَنْ عَبْدِكَ. -\v 4 بَلْ دَعْنِي أُقَدِّمُ لَكُمْ بَعْضَ مَاءٍ تَغْسِلُونَ بِهِ أَرْجُلَكُمْ وَتَتَّكِئُونَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، -\v 5 ثُمَّ آتِي لَكُمْ بِلُقْمَةِ خُبْزٍ تُسْنِدُونَ بِها قُلُوبَكُمْ، وَبَعْدَ ذَلِكَ تُوَاصِلُونَ مَسِيرَتَكُمْ، لأَنَّكُمْ قَدْ مِلْتُمْ إِلَى بَيْتِ عَبْدِكُمْ». فَأَجَابُوهُ: «حَسَناً، لِيَكُنْ كَمَا قُلْتَ». -\p -\v 6 فَأَسْرَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى دَاخِلِ الْخَيْمَةِ إِلَى زَوْجَتِهِ سَارَةَ وَقَالَ: «هَيَّا أَسْرِعِي وَاعْجِنِي ثَلاثَ كَيْلاتٍ مِنْ أَفْضَلِ الدَّقِيقِ وَاخْبِزِيهَا». -\v 7 ثُمَّ أَسْرَعَ إِبْرَاهِيمُ نَحْوَ قَطِيعِهِ وَاخْتَارَ عِجْلاً غَضّاً مُسَمَّناً وَأَعْطَاهُ لِغُلامٍ كَيْ يُجَهِّزَهُ. -\v 8 ثُمَّ أَخَذَ زُبْداً وَلَبَناً وَالْعِجْلَ الَّذِي طَبَخَهُ، وَمَدَّهَا أَمَامَهُمْ، وَبَقِيَ وَاقِفاً فِي خِدْمَتِهِمْ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وَهُمْ يَأْكُلُونَ. -\p -\v 9 ثُمَّ سَأَلُوهُ: «أَيْنَ زَوْجَتُكَ؟» فَأَجَابَ: «هَا هِيَ فِي الْخَيْمَةِ». -\v 10 فَقَالَ: «إِنِّي أَرْجِعُ إِلَيْكَ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ مِنَ السَّنَةِ الْقَادِمَةِ فَتَكُونُ سَارَةُ آنَئِذٍ قَدْ وَلَدَتْ لَكَ ابْناً». وَكَانَتْ سَارَةُ وَرَاءَهُ، عِنْدَ بَابِ الْخَيْمَةِ، فَسَمِعَتْ حَدِيثَهُ. -\v 11 وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ عَجُوزَيْنِ طَاعِنَيْنِ جِدّاً فِي السِّنِّ وَقَدْ تَجَاوَزَتْ سَارَةُ سِنَّ الْيَأْسِ. -\v 12 فَضَحِكَتْ سَارَةُ فِي نَفْسِهَا قَائِلَةً: «أَبَعْدَ أَنْ فَنِيَ عُمْرِي وَأَصْبَحَ زَوْجِي شَيْخاً يَكُونُ لِي هَذَا التَّنَعُّمُ؟» -\v 13 فَقَالَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ: «لِمَاذَا ضَحِكَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: أَحَقّاً أَلِدُ ابْناً وَقَدْ بَلَغْتُ سِنَّ الشَّيْخُوخَةِ؟ -\v 14 أَيَتَعَذَّرُ عَلَى الرَّبِّ شَيْءٌ؟ سَأَرْجِعُ إِلَيْكَ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ مِنَ السَّنَةِ الْقَادِمَةِ فَتَكُونُ سَارَةُ قَدْ أَنْجَبَتِ ابْناً». -\v 15 فَخَافَتْ سَارَةُ وَأَنْكَرَتْ قَائِلَةً: «لَمْ أَضْحَكْ». فَقَالَ: «لا، بَلْ ضَحِكْتِ». -\s1 تضرع إبراهيم لأجل سدوم وعمورة -\p -\v 16 ثُمَّ نَهَضَ الرِّجَالُ وَتَطَلَّعُوا نَحْوَ سَدُومَ. فَمَشَى إِبْرَاهِيمُ مَعَهُمْ لِيُوَدِّعَهُمْ. -\v 17 فَقَالَ الرَّبُّ: «أَأَكْتُمُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَا أَنَا فَاعِلُهُ؟ -\v 18 وَإِبْرَاهِيمُ لابُدَّ أَنْ يُصْبِحَ أُمَّةً كَبِيرَةً وَقَوِيَّةً، وَبِهِ تَتَبَارَكُ شُعُوبُ الأَرْضِ جَمِيعاً، -\v 19 لأَنَّنِي قَدِ اخْتَرْتُهُ لِيُوْصِيَ بَنِيهِ وَأَهْلَ بَيْتِهِ مِنْ بَعْدِهِ كَيْ يَحْفَظُوا طَرِيقَ الرَّبِّ، عَامِلِينَ الْبِرَّ وَالْعَدْلَ، حَتَّى يُنْجِزَ الرَّبُّ مَا وَعَدَ بِهِ إِبْرَاهِيمَ». -\v 20 وَقَالَ الرَّبُّ: «لأَنَّ الشَّكْوَى ضِدَّ مَظَالِمِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَتْ وَخَطِيئَتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً -\v 21 أَنْزِلُ لأَرَى إِنْ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ مُطَابِقَةً لِلشَّكْوَى ضِدَّهُمْ وَإلَّا فَأَعْلَمُ». -\v 22 وَانْطَلَقَ الرَّجُلانِ مِنْ هُنَاكَ نَحْوَ سَدُومَ، وَبَقِيَ إِبْرَاهِيمُ مَاثِلاً أَمَامَ الرَّبِّ. -\p -\v 23 فَاقْتَرَبَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «أَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟ -\v 24 لَوْ وُجِدَ فِي الْمَدِينَةِ خَمْسُونَ بَارّاً، فَهَلْ تُدَمِّرُهَا وَلا تَصْفَحُ عَنْهَا مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارّاً الَّذِينَ فِيهَا؟ -\v 25 تَنَزَّهْتَ عَنْ أَنْ تُهْلِكَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ، فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ؛ حَاشَا لَكَ. أَدَيَّانُ الأَرْضِ كُلِّهَا لَا يُجْرِي عَدْلاً؟» -\v 26 فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنْ وَجَدْتُ فِي سَدُومَ خَمْسِينَ بَارّاً فَإِنَّنِي أَصْفَحُ عَنِ الْمَكَانِ كُلِّهِ مِنْ أَجْلِهِمْ». -\v 27 فَأَجَابَ إِبْرَاهِيمُ: «هَا أَنَا قَدْ أَخَذْتُ فِي مُخَاطَبَةِ الْمَوْلَى، مَعَ أَنَّنِي لَسْتُ سِوَى تُرَابٍ وَرَمَادٍ. -\v 28 مَاذَا لَوْ نَقَصَ الْخَمْسُونَ بَارّاً خَمْسَةً؟ أَفَتُهْلِكُ الْمَدِينَةَ كُلَّهَا مِنْ أَجْلِ الْخَمْسَةِ؟» فَأَجَابَهُ: «إِنْ وَجَدْتُ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ بَارّاً لَا أُهْلِكُهَا». -\v 29 فَخَاطَبَهُ إِبْرَاهِيمُ ثَانِيَةً: «وَمَاذَا لَوْ وُجِدَ هُنَاكَ أَرْبَعُونَ بَارّاً فَقَطْ؟». فَأَجَابَهُ: «لا أُهْلِكُهَا مِنْ أَجْلِ الأَرْبَعِينَ». -\v 30 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «لا يَغْضَبِ الْمَوْلَى، بَلْ دَعْنِي أَتَكَلَّمُ. مَاذَا لَوْ وُجِدَ هُنَاكَ ثَلاثُونَ بَارّاً؟». فَأَجَابَهُ: «لا أُهْلِكُهَا إِنْ وَجَدْتُ ثَلاثِينَ». -\v 31 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «هَا أَنَا قَدِ اسْتَرْسَلْتُ فِي الْكَلامِ أَمَامَ الْمَوْلَى، فَمَاذَا لَوْ وَجَدْتَ هُنَاكَ عِشْرِينَ بَارّاً؟» فَقَالَ: «لا أُهْلِكُهَا مِنْ أَجْلِ الْعِشْرِينَ». -\v 32 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «لا يَغْضَبِ الْمَوْلَى، فَأَتَكَلَّمَ مَرَّةً أُخْرَى: مَاذَا لَوْ وُجِدَ هُنَاكَ عَشَرَةٌ؟». فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «لا أُهْلِكُهَا مِنْ أَجْلِ الْعَشَرَةِ». -\v 33 وَعِنْدَمَا فَرَغَ الرَّبُّ مِنْ مُحَادَثَةِ إِبْرَاهِيمَ مَضَى، وَرَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى مَكَانِهِ. -\c 19 -\s1 دمار سدوم وعمورة -\p -\v 1 وَأَقْبَلَ الْمَلاكَانِ عَلَى سَدُومَ عِنْدَ الْمَسَاءِ. وَكَانَ لُوطٌ جَالِساً عِنْدَ بَابِ سَدُومَ، فَمَا إِنْ رَآهُمَا حَتَّى نَهَضَ لاسْتِقْبَالِهِمَا، وَسَجَدَ بِوَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ، -\v 2 وَقَالَ: «يَا سَيِّدَيَّ، انْزِلا فِي بَيْتِ عَبْدِكُمَا لِتَقْضِيَا لَيْلَتَكُمَا، وَاغْسِلا أَرْجُلَكُمَا، وَفِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ تَمْضِيَانِ فِي طَرِيقِكُمَا». لَكِنَّهُمَا قَالا: «لا، بَلْ نَمْكُثُ اللَّيْلَةَ فِي السَّاحَةِ». -\v 3 فَأَصَرَّ عَلَيْهِمَا جِدّاً حَتَّى قَبِلا الذَّهَابَ مَعَهُ وَالنُّزُولَ فِي بَيْتِهِ. فَأَعَدَّ لَهُمَا مَأْدُبَةً وَخَبَزَ فَطِيراً فَأَكَلا. -\p -\v 4 وَقَبْلَ أَنْ يَرْقُدَا، حَاصَرَ رِجَالُ مَدِينَةِ سَدُومَ مِنْ أَحْدَاثٍ وَشُيُوخٍ، الْبَيْتَ، -\v 5 وَنَادُوا لُوطاً: «أَيْنَ الرَّجُلانِ اللَّذَانِ اسْتَضَفْتَهُمَا اللَّيْلَةَ؟ أَخْرِجْهُمَا إِلَيْنَا لِنُضَاجِعَهُمَا». -\v 6 فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ لُوطٌ بَعْدَ أَنْ أَغْلَقَ الْبَابَ خَلْفَهُ، -\v 7 وَقَالَ: «لا تَرْتَكِبُوا شَرّاً يَا إِخْوَتِي. -\v 8 هُوَذَا لِي ابْنَتَانِ عَذْرَاوَانِ أُخْرِجُهُمَا إِلَيْكُمْ فَافْعَلُوا بِهِمَا مَا يَحْلُو لَكُمْ، أَمَّا هَذَانِ الرَّجُلانِ فَلا تُسِيئوا إِلَيْهِمَا لأَنَّهُمَا لَجَآ إِلَى حِمَى مَنْزِلِي». -\v 9 فَقَالُوا: «تَنَحَّ بَعِيداً»، وَأَضَافُوا: «لَقَدْ جَاءَ هَذَا الإِنْسَانُ لِيَتَغَرَّبَ بَيْنَنَا، وَهَا هُوَ يَتَحَكَّمُ فِينَا. الآنَ نَفْعَلُ بِكَ شَرّاً أَكْثَرَ مِنْهُمَا». وَتَدَافَعُوا حَوْلَ لُوطٍ وَتَقَدَّمُوا لِيُحَطِّمُوا الْبَابَ. -\v 10 غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَيْنِ مَدَّا أَيْدِيَهُمَا وَاجْتَذَبَا لُوطاً إِلَى دَاخِلِ الْبَيْتِ، وَأَغْلَقَا الْبَابَ. -\v 11 ثُمَّ ضَرَبَا الرِّجَالَ، صَغِيرَهُمْ وَكَبِيرَهُمْ، الْوَاقِفِينَ أَمَامَ بَابِ الْبَيْتِ بِالْعَمَى، فَعَجَزُوا عَنِ الْعُثُورِ عَلَى الْبَابِ. -\p -\v 12 وَقَالَ الرَّجُلانِ لِلُوطٍ: «أَلَكَ أَقْرِبَاءُ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ؟ أَصْهَارٌ وَأَبْنَاءٌ وَبَنَاتٌ أَوْ أَيُّ شَخْصٍ آخَرَ يَمُتُّ إِلَيْكَ بِصِلَةٍ؟ أَخْرِجْهُمْ مِنْ هُنَا، -\v 13 لأَنَّنَا عَازِمَانِ عَلَى تَدْمِيرِ هَذَا الْمَكَانِ، إِذْ أَنَّ صُرَاخَ الشَّكْوَى مِنْ شَرِّهِ قَدْ تَعَاظَمَ أَمَامَ الرَّبِّ، فَأَرْسَلَنَا الرَّبُّ لِنُدَمِّرَهُ». -\v 14 فَمَضَى لُوطٌ وَخَاطَبَ أَصْهَارَهُ أَزْوَاجَ بَنَاتِهِ، قَائِلاً: «هَيَّا. قُومُوا وَاخْرُجُوا مِنْ هَذَا الْمَكَانِ، لأَنَّ الرَّبَّ سَيُدَمِّرُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ». فَبَدَا كَمَازِحٍ فِي أَعْيُنِ أَصْهَارِهِ. -\v 15 وَمَا إِنْ أَطَلَّ الْفَجْرُ حَتَّى طَفِقَ الْمَلاكَانِ يَلِحَّانِ عَلَى لُوطٍ قَائِلَيْنِ: «هَيَّا انْهَضْ وَخُذْ زَوْجَتَكَ وَابْنَتَيْكَ اللَّتَيْنِ هُنَا، لِئَلّا تَهْلِكَ بِإِثْمِ الْمَدِينَةِ». -\v 16 وَإِذْ تَوَانَى لُوطٌ، أَمْسَكَ الرَّجُلانِ بِيَدِهِ وَأَيْدِي زَوْجَتِهِ وَابْنَتَيْهِ وَقَادَاهُمْ إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ، لأَنَّ الرَّبَّ أَشْفَقَ عَلَيْهِمْ. -\p -\v 17 وَمَا إِنْ أَخْرَجَاهُمْ بَعِيداً حَتَى قَالَ أَحَدُ الْمَلاكَيْنِ: «اُنْجُ بِحَيَاتِكَ. لَا تَلْتَفِتْ وَرَاءَكَ وَلا تَتَوَقَّفْ فِي كُلِّ مِنْطَقَةِ السَّهْلِ. اهْرُبْ إِلَى الْجَبَلِ لِئَلّا تَهْلِكَ». -\v 18 فَقَالَ لُوطٌ: «لَيْسَ هَكَذَا يَا سَيِّدُ. -\v 19 هَا عَبْدُكَ قَدْ حَظِيَ بِرِضَاكَ، وَهَا أَنْتَ قَدْ عَظَّمْتَ لُطْفَكَ إِذْ أَنْقَذْتَ حَيَاتِي، وَأَنَا لَا أَسْتَطِيعُ اللُّجُوءَ إِلَى الْجَبَلِ لِئَلّا يُدْرِكَنِي مَكْرُوهٌ فَأَمُوتَ. -\v 20 هَا هِيَ الْمَدِينَةُ قَرِيبَةٌ يَسْهُلُ الْهَرَبُ إِلَيْهَا. إِنَّهَا مَدِينَةٌ صَغِيرَةٌ، فَدَعْنِي أَلْجَأُ إِلَيْهَا. أَلَيْسَتْ هِيَ مَدِينَةً صَغِيرَةً جِدّاً فَأَنْجُوَ فِيهَا بِحَيَاتِي؟» -\v 21 فَقَالَ لَهُ الْمَلاكُ: «إِنِّي قَدْ قَبِلْتُ طِلْبَتَكَ بِشَأْنِ هَذَا الأَمْرِ، وَلَنْ أُدَمِّرَ هَذِهِ الْمَدِينَةَ الَّتِي ذَكَرْتَهَا -\v 22 أَسْرِعْ، وَاهْرُبْ إِلَيْهَا، لأَنَّنِي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصْنَعَ شَيْئاً إِلَى أَنْ تَبْلُغَهَا». لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ صُوغَرَ (وَمَعْنَاهَا صَغِيرَةٌ). -\p -\v 23 وَمَا إِنْ أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ عَلَى الأَرْضِ حَتَّى كَانَ لُوطٌ قَدْ دَخَلَ إِلَى صُوغَرَ، -\v 24 فَأَمْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتاً وَنَاراً، مِنْ عِنْدِهِ مِنَ السَّمَاءِ. -\v 25 وَقَلَبَ تِلْكَ الْمُدُنَ وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا، وَالسَّهْلَ الْمُحِيطَ بِها وَكُلَّ مَزْرُوعَاتِ الأَرْضِ. -\v 26 وَتَلَفَّتَتْ زَوْجَةُ لُوطٍ السَّائِرَةُ خَلْفَهُ وَرَاءَهَا، فَتَحَوَّلَتْ إِلَى عَمُودٍ مِنَ الْمِلْحِ. -\p -\v 27 وَمَضَى إِبْرَاهِيمُ مُبَكِّراً فِي الصَّبَاحِ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي وَقَفَ فِيهِ أَمَامَ الرَّبِّ. -\v 28 وَتَطَلَّعَ نَحْوَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَلِسَائِرِ أَرْضِ السَّهْلِ، فَأَبْصَرَ الدُّخَانَ يَتَصَاعَدُ مِنْهَا كَالأَتُونِ. -\v 29 وَهَكَذَا عِنْدَمَا دَمَّرَ اللهُ مُدُنَ السَّهْلِ ذَكَرَ إِبْرَاهِيمَ، فَأَخْرَجَ لُوطاً قُبَيْلَ وُقُوعِ الْكَارِثَةِ حِينَ قَلَبَ الْمُدُنَ الَّتِي سَكَنَ فِيهَا لُوطٌ. -\s1 لوط وابنتاه -\p -\v 30 وَغَادَرَ لُوطٌ وَابْنَتَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ صُوغَرَ، وَاسْتَقَرُّوا فِي الْجَبَلِ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَلَجَأَ هُوَ وَابْنَتَاهُ إِلَى كَهْفٍ هُنَاكَ. -\v 31 فَقَالَتْ الابْنَةُ الْبِكْرُ لأُخْتِهَا الصَّغِيرَةِ: «إِنَّ أَبَانَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ حَوْلَنَا رَجُلٌ يَتَزَوَّجُنَا كَعَادَةِ كُلِّ النَّاسِ. -\v 32 فَتَعَالَيْ نَسْقِيهِ خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَلا تَنْقَطِعُ ذُرِّيَّةُ أَبِينَا». -\v 33 فَسَقَتَا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَبَاهُمَا خَمْراً، وَأَقْبَلَتْ الابْنَةُ الْكُبْرَى وَضَاجَعَتْ أَبَاهَا فَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا. -\v 34 وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي قَالَتْ الابْنَةُ الْبِكْرُ لأُخْتِهَا الصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ مَعَ أَبِي لَيْلَةَ أَمْسِ، فَتَعَالَيْ نَسْقِيهِ اللَّيْلَةَ أَيْضاً خَمْراً ثُمَّ ادْخُلِي وَاضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». -\v 35 فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَأَقْبَلَتْ الابْنَةُ الصَّغِيرَةُ وَضَاجَعَتْ أَبَاهَا. فَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا. -\v 36 وَهَكَذَا حَمَلَتْ الابْنَتَانِ كِلْتَاهُمَا مِنْ أَبِيهِمَا. -\v 37 فَوَلَدَتِ الْكُبْرَى ابْناً دَعَتْهُ مُوآبَ (وَمَعْنَاهُ مِنَ الأَبِ)، وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ، -\v 38 أَمَّا الصُّغْرَى فَوَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتْهُ «بِنْ عَمِّي» (وَمَعْنَاهُ ابْنُ قَوْمِي) وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ. -\c 20 -\s1 إبراهيم وأبيمالك -\p -\v 1 وَارْتَحَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى أَرْضِ النَّقَبِ، وَأَقَامَ بَيْنَ قَادَشَ وَشُورَ، وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ. -\v 2 وَهُنَاكَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ سَارَةَ زَوْجَتِهِ: «هِيَ أُخْتِي». فَأَرْسَلَ أَبِيمَالِكُ مَلِكُ جَرَارَ وَأَحْضَرَ سَارَةَ إِلَيْهِ. -\v 3 وَلِكَنَّ اللهَ تَجَلَّى لأَبِيمَالِكَ فِي حُلْمٍ فِي اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنَّكَ سَتَمُوتُ بِسَبَبِ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَخَذْتَهَا، فَإِنَّهَا مُتَزَوِّجَةٌ». -\v 4 وَلَمْ يَكُنْ أَبِيمَالِكُ قَدْ مَسَّهَا بَعْدُ، فَقَالَ لِلرَّبِّ: «أَتُمِيتُ أُمَّةً بَرِيئَةً؟ -\v 5 أَلَمْ يَقُلْ لِي إِنَّهَا أُخْتِي وَهِيَ نَفْسُهَا ادَّعَتْ أَنَّهُ أَخُوهَا؟ مَا فَعَلْتُ هَذَا إِلّا بِسَلامَةِ قَلْبِي وَطَهَارَةِ يَدَيَّ». -\v 6 فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «أَنَا أَيْضاً عَلِمْتُ أَنَّكَ بِسَلامَةِ قَلْبِكَ قَدْ فَعَلْتَ هَذَا، وَأَنَا أَيْضاً مَنَعْتُكَ مِنْ أَنْ تُخْطِئَ إِلَيَّ وَلَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا. -\v 7 وَالآنَ، رُدَّ لِلرَّجُلِ زَوْجَتَهُ فَإِنَّهُ نَبِيٌّ، فَيُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِكَ فَتَحْيَا. وَإِنْ لَمْ تَرُدَّهَا فَإِنَّك وَكُلَّ مَنْ لَكَ حَتْماً تَمُوتُونَ». -\p -\v 8 فَبَكَّرَ أَبِيمَالِكُ فِي الصَّبَاحِ وَاسْتَدْعَى جَمِيعَ عَبِيدِهِ، وَأَطْلَعَهُمْ عَلَى جَلِيَّةِ الأَمْرِ، فَاعْتَرَاهُمْ خَوْفٌ عَظِيمٌ. -\v 9 ثُمَّ دَعَا أَبِيمَالِكُ إِبْرَاهِيمَ وَقَالَ لَهُ: «مَاذَا فَعَلْتَ بِنَا؟ أَيُّ خَطَأٍ ارْتَكَبْتُهُ فِي حَقِّكَ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيَّ وَعَلَى مَمْلَكَتِي هَذَا الذَّنْبَ الْعَظِيمَ؟ لَقَدِ اقْتَرَفْتَ فِي حَقِّي أُمُوراً مَا كَانَ يَجِبُ أَنْ تَقْتَرِفَهَا». -\v 10 وَسَأَلَ أَبِيمَالِكُ إِبْرَاهِيمَ: «مَاذَا بَدَا لَكَ حَتَّى ارْتَكَبْتَ هَذَا الْفِعْلَ؟» -\v 11 فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «لَقَدْ فَعَلْتُ هَذَا لأَنَّنِي ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بِأَسْرِهِ خَوْفُ اللهِ فَخَشِيتُ أَنْ تَقْتُلُونِي مِنْ أَجْلِ زَوْجَتِي. -\v 12 وَهِيَ بِالْحَقِيقَةِ أُخْتِي، ابْنَةُ أَبِي، غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتْ ابْنَةَ أُمِّي فَاتَّخَذْتُهَا زَوْجَةً لِي. -\v 13 وَعِنْدَمَا دَعَانِي اللهُ لأَتَغَرَّبَ بَعِيداً عَنْ بَيْتِ أَبِي قُلْتُ لَهَا: حَيْثُمَا نَذْهَبُ قُولِي إِنِّي أَخُوكِ فَهَذَا هُوَ الْمَعْرُوفُ الَّذِي تَصْنَعِينَهُ لِي». -\p -\v 14 فَأَخَذَ أَبِيمَالِكُ غَنَماً وَبَقَراً وَعَبِيداً وَإِمَاءً وَقَدَّمَهَا لإِبْرَاهِيمَ، وَأَرْجَعَ إِلَيْهِ سَارَةَ زَوْجَتَهُ. -\v 15 وَقَالَ أَبِيمَالِكُ: «هَا هِيَ أَرْضِي أَمَامَكَ فَأَقِمْ حَيْثُ طَابَ لَكَ». -\v 16 وَقَالَ لِسَارَةَ: «هَا قَدْ وَهَبْتُ أَخَاكِ أَلْفَ قِطْعَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ، تَبْرِئَةً لَكِ مِنْ كُلِّ إِسَاءَةٍ أَمَامَ الَّذِينَ مَعَكِ، فَأَنْتِ بَرِيئَةٌ أَمَامَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَهَكَذَا تَكُونِينَ قَدْ أُنْصِفْتِ». -\v 17 فَابْتَهَلَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى اللهِ، فَشَفَى أَبِيمَالِكَ وَزَوْجَتَهُ وَجَوَارِيَهُ فَوَلَدْنَ. -\v 18 لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ قَدْ أَصَابَ نِسَاءَ بَيْتِ أَبِيمَالِكَ بِالْعُقْمِ مِنْ أَجْلِ سَارَةَ زَوْجَةِ إِبْرَاهِيمَ. -\c 21 -\s1 مولد إسحاق -\p -\v 1 وَافْتَقَدَ الرَّبُّ سَارَةَ كَمَا قَالَ، وَأَنْجَزَ لَهَا مَا وَعَدَ بِهِ. -\v 2 فَحَبِلَتْ سَارَةُ وَوَلَدَتْ لإِبْرَاهِيمَ فِي شَيْخُوخَتِهِ ابْناً، فِي الْوَقْتِ الَّذِي عَيَّنَهُ اللهُ لَهُ. -\v 3 فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ ابْنَهُ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ لَهُ سَارَةُ «إِسْحاقَ». -\v 4 وَخَتَنَهُ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ بِمُوجِبِ أَمْرِ اللهِ. -\v 5 وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ قَدْ بَلَغَ الْمِئَةَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا وُلِدَ لَهُ إِسْحاقُ. -\v 6 وَقَالَتْ سَارَةُ «لَقَدْ أَضْحَكَنِي الرَّبُّ. كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ هَذَا الأَمْرَ يَضْحَكُ مَعِي». -\v 7 وَأَضَافَتْ أَيْضاً: «مَنْ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَقُولَ لإِبْرَاهِيمَ إِنَّ سَارَةَ سَتُرْضِعُ بَنِينَ؟ فَهَا أَنَا قَدْ أَنْجَبْتُ لَهُ ابْناً فِي شَيْخُوخَتِهِ». -\v 8 وَكَبُرَ إِسْحاقُ وَفُطِمَ. فَأَقَامَ إِبْرَاهِيمُ فِي يَوْمِ فِطَامِهِ مَأْدُبَةً عَظِيمَةً. -\s1 طرد هاجر وإسماعيل -\p -\v 9 وَرَأَتْ سَارَةُ أَنَّ ابْنَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةِ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ لإِبْرَاهِيمَ يَسْخَرُ مِنِ ابْنِهَا إِسْحاقَ، -\v 10 فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، فَإِنَّ ابْنَ الْجَارِيَةِ لَنْ يَرِثَ مَعَ ابْنِي إِسْحاقَ». -\v 11 فَقَبُحَ هَذَا الْقَوْلُ فِي نَفْسِ إِبْرَاهِيمَ مِنْ أَجْلِ ابْنِهِ. -\v 12 فَقَال اللهُ لَهُ: «لا يَسُوءُ فِي نَفْسِكَ أَمْرُ الصَّبِيِّ أَوْ أَمْرُ جَارِيَتِكَ، وَاسْمَعْ لِكَلامِ سَارَةَ فِي كُلِّ مَا تُشِيرُ بِهِ عَلَيْكَ لأَنَّهُ بِإِسْحاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. -\v 13 وَسَأُقِيمُ مِنِ ابْنِ الْجَارِيَةِ أُمَّةً أَيْضاً لأَنَّهُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ». -\p -\v 14 فَنَهَضَ إِبْرَاهِيمُ فِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ وَأَخَذَ خُبْزاً وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَدَفَعَهُمَا إِلَى هَاجَرَ، وَوَضَعَهُمَا عَلَى كَتِفَيْهَا، ثُمَّ صَرَفَهَا مَعَ الصَّبِيِّ. فَهَامَتْ عَلَى وَجْهِهَا فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ. -\v 15 وَعِنْدَمَا فَرَغَ الْمَاءُ مِنَ الْقِرْبَةِ طَرَحَتِ الصَّبِيَّ تَحْتَ إِحْدَى الأَشْجَارِ، -\v 16 وَمَضَتْ وَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ، عَلَى بُعْدِ نَحْوِ مِئَةِ مِتْرٍ، لأَنَّهَا قَالَتْ: «لا أَشْهَدُ مَوْتَ الصَّبِيِّ». فَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا وَبَكَتْ. -\p -\v 17 وَسَمِعَ اللهُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَنَادَى مَلاكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا الَّذِي يُزْعِجُكِ يَا هَاجَرُ؟ لَا تَخَافِي، لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ بُكَاءَ الصَّبِيِّ مِنْ حَيْثُ هُوَ مُلْقىً. -\v 18 قُومِي وَاحْمِلِي الصَّبِيَّ، وَتَشَبَّثِي بِهِ لأَنَّنِي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً». -\v 19 ثُمَّ فَتَحَ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ، فَذَهَبَتْ وَمَلأَتِ الْقِرْبَةَ وَسَقَتِ الصَّبِيَّ. -\v 20 وَكَانَ اللهُ مَعَ الصَّبِيِّ فَكَبُرَ، وَسَكَنَ فِي صَحْرَاءِ فَارَانَ، وَبَرَعَ فِي رَمْيِ الْقَوْسِ. -\v 21 وَاتَّخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ مِصْرَ. -\s1 العهد في بئر سبع -\p -\v 22 وَفِي ذَلِكَ الزَّمَانِ خَاطَبَ أَبِيمَالِكُ وَفِيكُولُ قَائِدُ جَيْشِهِ إِبْرَاهِيمَ قَائِلَيْنِ: «إِنَّ اللهَ مَعَكَ فِي كُلِّ مَا تَقُومُ بِهِ، -\v 23 فَاحْلِفْ لِي الآنَ بِاللهِ أَنْ لَا تَغْدُرَ بِي وَلا بِنَسْلِي وَذُرِّيَّتِي، بَلْ تُحْسِنَ إِلَيَّ وَإِلَى شَعْبِي الَّذِي تَغَرَّبْتَ بَيْنَهُ، كَمَا أَحْسَنْتُ إِلَيْكَ». -\v 24 فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «أَحْلِفُ». -\v 25 وَعَاتَبَ إِبْرَاهِيمُ أَبِيمَالِكَ مِنْ أَجْلِ الْبِئْرِ الَّتِي اغْتَصَبَهَا عَبِيدُ أَبِيمَالِكَ، -\v 26 فَقَالَ أَبِيمَالِكُ: «لَسْتُ أَعْلَمُ مَنِ ارْتَكَبَ هَذَا الأَمْرَ، وَأَنْتَ لَمْ تُخْبِرْنِي بِهِ، وَلَمْ أَسْمَعْ عَنْهُ سِوَى الْيَوْمِ». -\v 27 ثُمَّ أَعْطَى إِبْرَاهِيمُ أَبِيمَالِكَ غَنَماً وَبَقَراً وَقَطَعَ كِلاهُمَا عَهْداً. -\p -\v 28 وَفَرَزَ إِبْرَاهِيمُ سَبْعَ نِعَاجٍ مِنَ الْغَنَمِ وَحْدَهَا. -\v 29 فَقَالَ أَبِيمَالِكُ لإِبْرَاهِيمَ: «مَاذَا تَقْصِدُ بِهَذِهِ النِّعَاجِ السَّبْعِ الَّتِي فَرَزْتَهَا جَانِباً؟» -\v 30 فَأَجَابَ: «هِيَ سَبْعُ نِعَاجٍ أُقَدِّمُهَا لَكَ بِيَدِي شَهَادَةً لِي أَنَّنِي حَفَرْتُ هَذِهِ الْبِئْرَ». -\v 31 لِذَلِكَ دَعَا ذَلِكَ الْمَكَانَ بِئْرَ سَبْعٍ (وَمَعْنَاهْ بِئْرُ الْحَلْفِ) لأَنَّ إِبْرَاهِيمَ وَأَبِيمَالِكَ كِلاهُمَا حَلَفَا هُنَاكَ. -\p -\v 32 وَهَكَذَا قَطَعَا عَهْداً فِي بِئْرِ سَبْعٍ، ثُمَّ نَهَضَ أَبِيمَالِكُ وَفِيكُولُ رَئِيسُ جَيْشِهِ وَرَجَعَا إِلَى أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. -\v 33 وَغَرَسَ إِبْرَاهِيمُ شَجَرَ أَثْلٍ فِي بِئْرِ سَبْعٍ، وَدَعَا هُنَاكَ بِاسْمِ الرَّبِّ الإِلَهِ السَّرْمَدِيِّ -\v 34 وَمَكَثَ إِبْرَاهِيمُ فِي بِلادِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ فَتْرَةً طَوِيلَةً. -\c 22 -\s1 الله يمتحن إبراهيم -\p -\v 1 وَبَعْدَ هَذَا امْتَحَنَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ، فَنَادَاهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ» فَأَجَابَهُ: «لَبَّيْكَ». -\v 2 فَقَالَ لَهُ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، إِسْحاقَ الَّذِي تُحِبُّهُ، وَانْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا وَقَدِّمْهُ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَهْدِيكَ إِلَيْهِ». -\v 3 فَاسْتَيْقَظَ إِبْرَاهِيمُ مُبَكِّراً فِي الصَّبَاحِ التَّالِي، وَأَسْرَجَ حِمَارَهُ، وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ، وَابْنَهُ إِسْحاقَ. وَجَهَّزَ حَطَباً لِمُحْرَقَةٍ، وَانْطَلَقَ مَاضِياً إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ عَنْهُ. -\v 4 وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ تَطَلَّعَ إِبْرَاهِيمُ فَشَاهَدَ الْمَكَانَ مِنْ بَعِيدٍ، -\v 5 فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِغُلامَيْهِ: «امْكُثَا هُنَا مَعَ الْحِمَارِ، رَيْثَمَا أَصْعَدُ أَنَا وَالصَّبِيُّ إِلَى هُنَاكَ لَنَتَعَبَّدَ لِلهِ ثُمَّ نَعُودَ إِلَيْكُمَا». -\v 6 فَحَمَّلَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحاقَ حَطَبَ الْمُحْرَقَةِ، وَأَخَذَ هُوَ بِيَدِهِ النَّارَ وَالسِّكِّينَ وَذَهَبَا كِلاهُمَا مَعاً. -\v 7 وَقَالَ إِسْحاقُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيهِ: «يَا أَبِي». فَأَجَابَهُ: «نَعَمْ يَا بُنَيَّ». فَسَأَلَهُ: «هَا هِيَ النَّارُ وَالْحَطَبُ، وَلَكِنْ أَيْنَ خَرُوفُ الْمُحْرَقَةِ؟». -\v 8 فَرَدَّ عَلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ: «إِنَّ اللهَ يُدَبِّرُ لِنَفْسِهِ الْخَرُوفَ لِلْمُحْرَقَةِ يَا ابْنِي». وَتَابَعَا مَسِيرَهُمَا مَعاً. -\p -\v 9 وَلَمَّا بَلَغَا الْمَوْضِعَ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ اللهُ شَيَّدَ إِبْرَاهِيمُ مَذْبَحاً هُنَاكَ، وَرَتَّبَ الْحَطَبَ، ثُمَّ أَوْثَقَ إِسْحاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ. -\v 10 وَمَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَتَنَاوَلَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ. -\v 11 فَنَادَاهُ مَلاكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «إِبْرَاهِيمُ، إِبْرَاهِيمُ» فَأَجَابَ: «نَعَمْ». -\v 12 فَقَالَ: «لا تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الصَّبِيِّ وَلا تُوْقِعْ بِهِ ضَرَراً لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ تَخَافُ اللهَ وَلَمْ تَمْنَعِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». -\v 13 وَإِذْ تَطَلَّعَ إِبْرَاهِيمُ حَوْلَهُ رَأَى خَلْفَهُ كَبْشاً قَدْ عَلِقَ بِفُرُوعِ أَشْجَارِ الْغَابَةِ، فَذَهَبَ وَأَحْضَرَهُ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضاً عَنِ ابْنِهِ. -\v 14 وَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذَلِكَ الْمَكَانِ «يَهْوَهْ يِرْأَه» (وَمَعْنَاهُ: الرَّبُّ يُدَبِّرُ). وَلِذَلِكَ يُقَالُ حَتَّى الْيَوْمِ «فِي جَبَلِ الرَّبِّ، الإِلَهِ يُرَى». -\p -\v 15 وَنَادَى مَلاكُ الرَّبِّ إِبْرَاهِيمَ مِنَ السَّمَاءِ مَرَّةً ثَانِيَةً: -\v 16 وَقَالَ: «هَا أَنَا أُقْسِمُ بِذَاتِي يَقُولُ الرَّبُّ: لأَنَّكَ صَنَعْتَ هَذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تَمْنَعِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي، -\v 17 لأُبَارِكَنَّكَ وَأُكَثِّرَنَّ ذُرِّيَّتَكَ فَتَكُونُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَرَمْلِ شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَتَرِثُ ذُرِّيَّتُكَ مُدُنَ أَعْدَائِهَا. -\v 18 وَبِذُرِّيَّتِكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، لأَنَّكَ أَطَعْتَنِي». -\v 19 ثُمَّ رَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى غُلَامَيْهِ، وَعَادُوا جَمِيعاً إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ حَيْثُ أَقَامَ إِبْرَاهِيمُ. -\s1 ذرية ناحور -\p -\v 20 وَقِيلَ لإِبْرَاهِيمَ بَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ: «هُوَذَا مِلْكَةُ أَيْضاً قَدْ وَلَدَتْ بَنِينَ لأَخِيكَ نَاحُورَ. -\v 21 عُوصاً الْبِكْرَ، وَأَخَاهُ بُوزاً وَقُمُوئِيلَ أَبَا أَرَامَ، -\v 22 وَكَاسَدَ وَحَزْواً وَفِلْدَاشَ وَيِدْلافَ وَبَتُوئِيلَ». -\v 23 وَأَنْجَبَ بَتُوئِيلُ رِفْقَةَ. هَؤُلاءِ الثَّمَانِيَةُ أَنْجَبَتْهُمْ مِلْكَةُ لِنَاحُورَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ. -\v 24 كَذَلِكَ أَنْجَبَتْ لَهُ سُرِّيَّتُهُ الْمَدْعُوَّةُ رُؤُومَةَ طَابَحَ وَجَاحَمَ وَتَاحَشَ وَمَعْكَةَ. -\c 23 -\s1 موت سارة ودفنها -\p -\v 1 وَعَاشَتْ سَارَةُ مِئَةً وَسَبْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً. -\v 2 ثُمَّ مَاتَتْ سَارَةُ فِي قَرْيَةِ أَرْبَعَ، أَيْ حَبْرُونَ، فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، فَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ لِيَنْدُبَ سَارَةَ وَيَبْكِيَ عَلَيْهَا. -\v 3 وَنَهَضَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ أَمَامِ الْجُثْمَانِ وَقَالَ لِلْحِثِّيِّينَ: -\v 4 «أَنَا غَرِيبٌ وَنَزِيلٌ بَيْنَكُمْ، فَمَلِّكُونِي مَعَكُمْ مَدْفَناً أُوَارِي فِيهِ مَيْتِي مِنْ أَمَامِي». -\v 5 فَأَجَابُوهُ قَائِلِينَ: -\v 6 «أَصْغِ لَنَا يَا سَيِّدِي. أَنْتَ رَئِيسٌ مِنَ اللهِ فِي وَسَطِنَا، فَادْفِنْ مَيْتَكَ فِي أَفْضَلِ قُبُورِنَا، فَلا أَحَدَ مِنَّا يَمْنَعُ قَبْرَهُ عَنْكَ لِتَدْفِنَ مَيْتَكَ». -\v 7 فَنَهَضَ إِبْرَاهِيمُ وَانْحَنَى أَمَامَ الْحِثِّيِّينَ أَهْلِ الْبِلادِ، -\v 8 وَقَالَ: «إِنْ طَابَتْ نُفُوسُكُمْ أَنْ أَدْفِنَ مَيْتِي مِنْ أَمَامِي، فَاسْمَعُوا لِي وَالْتَمِسُوا لأَجْلِي مِنْ عِفْرُونَ بْنِ صُوحَرَ، -\v 9 أَنْ يَبِيعَنِي مَغَارَةَ الْمَكْفِيلَةِ الَّتِي فِي طَرَفِ حَقْلِهِ، فَأَشْتَرِيَهَا مِنْهُ لِقَاءَ ثَمَنٍ كَامِلٍ، وَأَمْتَلِكَهَا لِتَكُونَ مَدْفَناً لِي فِي وَسَطِكُمْ». -\v 10 وَكَانَ عِفْرُونُ جَالِساً بَيْنَ الْحِثِّيِّينَ، فَقَالَ فِي مَسَامِعِ الْحِثِّيِّينَ، أَمَامَ كُلِّ الْحَاضِرِينَ فِي مَجْلِسِ مَدِينَتِهِ: -\v 11 «لا يَا سَيِّدِي، بَلْ أَصْغِ إِلَيَّ، هُوَذَا الْحَقْلُ الَّذِي لِي وَالْمَغَارَةُ الَّتِي فِيهِ أَهَبُهُمَا لَكَ عَلَى مَشْهَدٍ مِنْ بَنِي شَعْبِي فَخُذْهُمَا وَادْفِنْ مَيْتَكَ». -\v 12 فَانْحَنَى إِبْرَاهِيمُ أَمَامَ أَهْلِ الْبِلادِ مَرَّةً ثَانِيَةً، -\v 13 وَقَالَ لِعِفْرُونَ فِي مَسَامِعِ شَعْبِ الأَرْضِ: «إِنْ كُنْتَ تَشَاءُ فَاسْمَعْ لِي. أَنَا أَدْفَعُ ثَمَنَ الْحَقْلِ. فَاقْبَلْ ذَلِكَ مِنِّي فَأَقُومَ بِدَفْنِ مَيْتِي هُنَاكَ». -\v 14 فَأَجَابَ عِفْرُونُ إِبْرَاهِيمَ: -\v 15 «أَصْغِ لِي يَا سَيِّدِي، إِنَّ الأَرْضَ تُسَاوِي أَرْبَعَ مِئَةِ شَاقِلٍ (حَوَالَي خَمْسَةِ كِيلُو جِرَامَاتٍ) مِنَ الْفِضَّةِ، وَهُوَ (ثَمَنٌ) لَا قِيمَةَ لَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، فَادْفِنْ مَيْتَكَ». -\v 16 فَقَبِلَ إِبْرَاهِيمُ عَرْضَ عِفْرُونَ، وَوَزَنَ لَهُ الْفِضَّةَ الَّتِي ذَكَرَهَا فِي مَسَامِعِ الْحِثِّيِّينَ. أَرْبَعَ مِئَةِ شَاقِلٍ رَائِجَةً بَيْنَ التُّجَّارِ. -\p -\v 17 وَبِمُقْتَضَى ذَلِكَ أَصْبَحَ حَقْلُ عِفْرُونَ الَّذِي فِي الْمَكْفِيلَةِ مُقَابِلَ مَمْرَا، وَالْمَغَارَةُ الَّتِي فِيهِ، وَجَمِيعُ الأَشْجَارِ الْقَائِمَةِ فِي كُلِّ الْحُدُودِ الْمُحِيطَةِ بِهِ، -\v 18 مُلْكاً لإِبْرَاهِيمَ، بِمَشْهَدٍ مِنَ الْحِثِّيِّينَ وَسَائِرِ الْحَاضِرِينَ فِي مَجْلِسِ مَدِينَتِهِ. -\v 19 وَبَعْدَ ذَلِكَ دَفَنَ إِبْرَاهِيمُ زَوْجَتَهُ سَارَةَ فِي مَغَارَةِ الْمَكْفِيلَةِ، مُقَابِلَ مَمْرَا. وَهِيَ حَبْرُونُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. -\v 20 فَامْتَلَكَ إِبْرَاهِيمُ مِنَ الْحِثِّيِّينَ الْحَقْلَ وَالْمَغَارَةَ الَّتِي فِيهِ لِيَكُونَا مَدْفَناً لَهُ. -\c 24 -\s1 إسحاق ورفقة -\p -\v 1 وَشَاخَ إِبْرَاهِيمُ وَتَقَدَّمَ بِهِ الْعُمْرُ. وَبَارَكَ الرَّبُّ إِبْرَاهِيمَ فِي كُلِّ شَيْءٍ. -\v 2 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِرَئِيسِ عَبِيدِهِ، الْمُتَوَلِّي جَمِيعَ شُؤُونِ بَيْتِهِ: «ضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخْذِي، -\v 3 فَأَسْتَحْلِفَكَ بِالرَّبِّ إِلَهِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَنْ لَا تَأْخُذَ لابْنِي زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ الْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِيْنَ أَنَا مُقِيمٌ فِي وَسَطِهِمْ. -\v 4 بَلْ تَمْضِي إِلَى بَلَدِي وَإِلَى عَشِيرَتِي، وَتَأْخُذُ زَوْجَةً لابْنِي إِسْحاقَ». -\v 5 فَقَالَ لَهُ الْعَبْدُ: «هَبْ أَنَّ الْمَرْأَةَ لَا تَشَاءُ أَنْ تَتْبَعَنِي إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ، فَهَلْ أَرْجِعُ بِابْنِكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي ارْتَحَلْتَ عَنْهَا؟». -\v 6 فَأَجَابَ إِبْرَاهِيمُ: «إِيَّاكَ أَنْ تَرْجِعَ بِابْنِي إِلَى هُنَاكَ، -\v 7 فَالرَّبُّ إِلَهُ السَّمَاءِ الَّذِي أَخَذَنِي مِنْ بَيْتِ أَبِي وَمِنْ أَرْضِ قَوْمِي، وَخَاطَبَنِي وَأَقْسَمَ لِي قَائِلاً: لِذُرِّيَّتِكَ أَهَبُ هَذِهِ الأَرْضَ، هُوَ يُرْسِلُ مَلاكَهُ أَمَامَكَ لِتَأْخُذَ زَوْجَةً لابْنِي مِنْ هُنَاكَ. -\v 8 إِنْ أَبَتِ الْمَرْأَةُ أَنْ تَتْبَعَكَ، تَكُونُ آنَئِذٍ فِي حِلٍّ مِنْ حَلْفِي هَذَا، أَمَّا ابْنِي فَإِيَّاكَ أَنْ تَرْجِعَ بِهِ إِلَى هُنَاكَ». -\v 9 فَوَضَعَ الْعَبْدُ يَدَهُ تَحْتَ فَخْذِ سَيِّدِهِ إِبْرَاهِيمَ وَحَلَفَ لَهُ عَلَى ذَلِكَ. -\p -\v 10 وَاخْتَارَ الْعَبْدُ عَشَرَةَ جِمَالٍ وَحَمَّلَهَا مِنْ جَمِيعِ خَيْرَاتِ مَوْلاهُ الَّتِي فِي يَدِهِ، وَقَامَ وَانْطَلَقَ إِلَى أَرَامِ النَّهْرَيْنِ إِلَى مَدِينَةِ نَاحُورَ. -\v 11 وَهُنَاكَ أَنَاخَ الْجِمَالَ خَارِجَ الْمَدِينَةِ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ وَقْتَ الْمَسَاءِ، فِي مَوْعِدِ خُرُوجِ الْمُسْتَقِيَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، -\v 12 وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ، أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ أَنْ تُيَسِّرَ أَمْرِي الْيَوْمَ وَتُسْدِيَ مَعْرُوفاً لِسَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ. -\v 13 هَا أَنَا وَاقِفٌ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ حَيْثُ تُقْبِلُ بَنَاتُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ -\v 14 فَلْيَكُنْ أَنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي أَقُولُ لَهَا: ضَعِي جَرَّتَكِ لأَشْرَبَ مِنْهَا، فَتُجِيبُ: اشْرَبْ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضاً، تَكُونُ هِيَ الَّتِي اخْتَرْتَهَا لِعَبْدِكَ إِسْحاقَ. وَبِذَلِكَ أُدْرِكُ أَنَّكَ أَسْدَيْتَ مَعْرُوفاً لِسَيِّدِي». -\p -\v 15 وَقَبْلَ أَنْ يُتِمَّ صَلاتَهُ إِذَا بِهِ يُشَاهِدُ رِفْقَةَ ابْنَةَ بَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ زَوْجَةِ نَاحُورَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ مُقْبِلَةً، وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا. -\v 16 وَكَانَتِ الْفَتَاةُ رَائِعَةَ الْجَمَالِ، عَذْرَاءَ لَمْ يَمَسَّهَا رَجُلٌ. فَنَزَلَتْ إِلَى الْعَيْنِ وَمَلأَتْ جَرَّتَهَا ثُمَّ صَعِدَتْ، -\v 17 فَرَكَضَ الْعَبْدُ لِلِقَائِهَا وَقَالَ: «أَرْجُوكِ، اسْقِينِي قَلِيلاً مِنْ مَاءِ جَرَّتِكِ». -\v 18 فَأَجَابَتِ الْفَتَاةُ: «اشْرَبْ يَا سَيِّدِي». وَأَسْرَعَتْ وَأَنْزَلَتْ جَرَّتَهَا عَلَى يَدِهَا وَسَقَتْهُ. -\v 19 وَبَعْدَ أَنْ شَرِبَ قَالَتْ: «أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ أَيْضاً حَتَّى تَرْتَوِيَ». -\v 20 وَمَضَتْ مُسْرِعَةً وَأَفْرَغَتْ جَرَّتَهَا فِي حَوْضِ الْمَاءِ، ثُمَّ رَكَضَتْ نَحْوَ الْبِئْرِ فَاسْتَقَتْ لِكُلِّ جِمَالِهِ. -\v 21 وَظَلَّ الرَّجُلُ يَتَأَمَّلُهَا صَامِتاً لِيَعْلَمَ إِنْ كَانَ الرَّبُّ قَدْ وَفَّقَ مَسْعَاهُ أَمْ لا. -\v 22 وَعِنْدَمَا ارْتَوَتِ الْجِمَالُ تَنَاوَلَ الرَّجُلُ خِزَامَةً ذَهَبِيَّةً وَزْنُهَا نِصْفُ شَاقِلٍ (نَحْوَ سِتَّةِ جِرَامَاتٍ) وَسُوَارَيْنِ ذَهَبِيَّيْنِ وَزْنُهُمَا عَشَرَةُ شَواقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً)، -\v 23 وَسَأَلَهَا: «ابْنَةُ مَنْ أَنْتِ؟ أَخْبِرِينِي: هَلْ فِي بَيْتِ أَبِيكِ مَوْضِعٌ نَبِيتُ فِيهِ؟» -\v 24 فَأَجَابَتْهُ: «أَنَا ابْنَةُ بَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ لِنَاحُورَ، -\v 25 عِنْدَنَا كَثِيرٌ مِنَ التِّبْنِ وَالْعَلَفِ، وَمَكَانٌ لِتَبِيتُوا فِيهِ». -\v 26 فَأَطْرَقَ الرَّجُلُ بِرَأْسِهِ وَسَجَدَ لِلرَّبِّ مُصَلِّياً: -\v 27 «تَبَارَكَ الرَّبُّ إِلَهُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ الَّذِي لَمْ يَتَخَلَّ عَنْ لُطْفِهِ وَوَفَائِهِ لِسَيِّدِي. أَمَّا أَنَا فَقَدْ هَدَانِي الرَّبُّ فِي الطَّرِيقِ إِلَى بَيْتِ إِخْوَةِ سَيِّدِي». -\v 28 فَهُرِعَتِ الْفَتَاةُ وَأَخْبَرَتْ بَيْتَ أُمِّهَا بِهَذِهِ الأُمُورِ. -\p -\v 29 وَكَانَ لِرِفْقَةَ أَخٌ يُدْعَى لابَانَ، فَأَسْرَعَ نَحْوَ الرَّجُلِ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ، -\v 30 إِذْ كَانَ قَدْ رَأَى الْخِزَامَةَ وَالسِّوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْ أُخْتِهِ، وَسَمِعَ حَدِيثَهَا عَنِ الرَّجُلِ؛ فَوَجَدَهُ وَاقِفاً بِالْقُرْبِ مِنَ الْجِمَالِ عِنْدَ الْمَاءِ، -\v 31 فَقَالَ: «ادْخُلْ أَيُّهَا الْمُبَارَكُ مِنَ الرَّبِّ، لِمَاذَا تَقِفُ خَارِجاً؟ لَقَدْ أَعْدَدْتُ الْبَيْتَ وَكَذَلِكَ مَكَاناً لِلْجِمَالِ». -\v 32 فَدَخَلَ الرَّجُلُ إِلَى الْمَنْزِلِ، وَحَلَّ عَنِ الْجِمَالِ، وَقَدَّمَ لَهَا تِبْناً وَعَلَفاً، وَأَتَى لابَانُ بِمَاءٍ لِغَسْلِ رِجْلَيْهِ وَأَرْجُلِ مُرَافِقِيهِ. -\v 33 ثُمَّ وَضَعَ الطَّعَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ لِيَأْكُلَ. لَكِنَّهُ قَالَ: «لَنْ آكُلَ حَتَّى أُخْبِرَكُمْ بِمَا يَجِبُ أَنْ أَقُولَهُ». فَقَالَ لَهُ: «تَكَلَّمْ». -\p -\v 34 فَقَالَ: «أَنَا عَبْدُ إِبْرَاهِيمَ، -\v 35 وَقَدْ أَغْدَقَ الرَّبُّ عَلَى مَوْلايَ بَرَكَاتٍ جَمَّةً فَصَارَ عَظِيماً، إِذْ أَنْعَمَ عَلَيْهِ بِغَنَمٍ وَبَقَرٍ وَفِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَعَبِيدٍ وَإِمَاءٍ وَجِمَالٍ وَحَمِيرٍ. -\v 36 وَأَنْجَبَتْ سَارَةُ امْرَأَةُ سَيِّدِي بَعْدَ أَنْ شَاخَتِ ابْناً لِسَيِّدِي أَوْرَثَهُ كُلَّ مَالَهُ -\v 37 وَقَدِ اسْتَحْلَفَنِي سَيِّدِي أَلّا آخُذَ زَوْجَةً لابْنِهِ مِنْ بَنَاتِ الْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ يَسْكُنُ أَرْضَهُمْ، -\v 38 بَلْ أَذْهَبُ إِلَى بَيْتِ أَبِيهِ وَعَشِيرَتِهِ وَآخُذُ لابْنِهِ مِنْهُمْ زَوْجَةً. -\v 39 فَقُلْتُ لِسَيِّدِي: قَدْ تَأْبَى الْفَتَاةُ أَنْ تَتْبَعَنِي إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ. -\v 40 فَأَجَابَنِي: إِنَّ الرَّبَّ الَّذِي سَلَكْتُ أَمَامَهُ، هُوَ يُرْسِلُ مَلاكَهُ مَعَكَ وَيُوَفِّقُ مَسْعَاكَ فَتَأْخُذُ لابْنِي زَوْجَةً مِنْ عَشِيرَتِي وَمِنْ بَيْتِ أَبِي. -\v 41 وَإذَا قَدِمْتَ عَلَى قَوْمِي وَرَفَضُوا أَنْ يُعْطُوكَ إِيَّاهَا تَكُونُ آنَئِذٍ فِي حِلٍّ مِنْ حَلْفِي. -\v 42 فَأَقْبَلْتُ الْيَوْمَ عَلَى الْعَيْنِ وَقُلْتُ: أَيُّهَا الرَّبُّ، إِلَهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ. أَرْجُوكَ أَنْ تُوَفِّقَ مَسْعَايَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قُمْتُ بِهَذِهِ الرِّحْلَةِ. -\v 43 هَا أَنَا وَاقِفٌ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ، فَلْيَكُنْ أَنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي تَأْتِي لِتَسْتَقِيَ، وَالَّتِي أَطْلُبُ مِنْهَا أَنْ تَسْقِيَنِي بَعْضَ الْمَاءِ، -\v 44 فَتَقُولُ لِي: اشْرَبْ أَنْتَ، وَأَنَا أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ أَيْضاً، تَكُونُ هِيَ الْفَتَاةَ الَّتِي عَيَّنَهَا الرَّبُّ لابْنِ سَيِّدِي. -\v 45 وَبَيْنَمَا كُنْتُ أُنَاجِي نَفْسِي بِهَذَا الْكَلامِ، إِذَا رِفْقَةُ قَادِمَةٌ، حَامِلَةً جَرَّةً عَلَى كَتِفِهَا، فَنَزَلَتْ إِلَى الْعَيْنِ وَاسْتَقَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: أَرْجُوكِ أَنْ تَسْقِينِي -\v 46 فَأَسْرَعَتْ وَوَضَعَتْ جَرَّتَهَا عَنْهَا قَائِلَةً: اشْرَبْ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضاً. -\v 47 ثُمَّ سَأَلْتُهَا: ابْنَةُ مَنْ أَنْتِ؟ فَأَجَابَتْ: ابْنَةُ بَتُوئِيلَ بْنِ نَاحُورَ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ مِلْكَةُ لَهُ. فَوَضَعْتُ الْخِزَامَةَ فِي أَنْفِهَا وَالسِّوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا. -\v 48 ثُمَّ خَرَرْتُ وَسَجَدْتُ وَبَارَكْتُ الرَّبَّ إِلَهَ مَوْلايَ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي هَدَانِي فِي الطَّرِيقِ الْقَوِيمِ لِآخُذَ ابْنَةَ أَخِي سَيِّدِي لابْنِهِ. -\v 49 وَالآنَ إِنْ كُنْتُمْ تُبْدُونَ لُطْفاً وَأَمَانَةً لِسَيِّدِي فَأَجِيبُوا طَلَبِي، وَإلَّا فَأَخْبِرُونِي لأَتَّجِهَ يَمِيناً أَوْ شِمَالاً». -\p -\v 50 فَأَجَابَ لابَانُ وَبَتُوئِيلُ: «قَدْ صَدَرَ هَذَا الأَمْرُ مِنَ الرَّبِّ، وَلا نَقْدِرُ أَنْ نَقُولَ لَكَ خَيْراً أَوْ شَرّاً. -\v 51 هَا هِيَ رِفْقَةُ أَمَامَكَ، خُذْهَا وَامْضِ. لِتَكُنْ لابْنِ سَيِّدِكَ كَمَا قَالَ الرَّبُّ». -\v 52 فَمَا إِنْ سَمِعَ عَبْدُ إِبْرَاهِيمَ كَلامَهُمْ حَتَّى خَرَّ عَلَى الأَرْضِ سَاجِداً لِلرَّبِّ، -\v 53 ثُمَّ أَخْرَجَ جَوَاهِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَمِنْ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَأَعْطَاهَا لِرِفْقَةَ، وَأَهْدَى أَيْضاً أَخَاهَا وَأُمَّهَا تُحَفاً -\v 54 وَأَكَلَ وَشَرِبَ هُوَ وَرِجَالُهُ، وَقَضَوْا لَيْلَتَهُمْ هُنَاكَ. وَعِنْدَمَا اسْتَيْقَظُوا فِي الصَّبَاحِ قَالَ: «أَطْلِقُونِي لأَعُودَ إِلَى سَيِّدِي». -\v 55 فَأَجَابَ أَخُوهَا وَأُمُّهَا: «دَعِ الْفَتَاةَ تَمْكُثُ مَعْنَا عَشَرَةَ أَيَّامٍ أَوْ نَحْوَهَا، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَنْطَلِقُ». -\v 56 فَقَالَ لَهُمْ: «لا تُعِيقُونِي فَالرَّبُّ وَفَّقَ مَسْعَايَ، أَطْلِقُونِي لأَمْضِيَ إِلَى سَيِّدِي». -\v 57 فَقَالا: «نَدْعُو الْفَتَاةَ وَنَسْأَلُهَا رَأْيَهَا». -\v 58 فَدَعَيَا رِفْقَةَ وَسَأَلاهَا: «أَتَذْهَبِينَ مَعَ هَذَا الرَّجُلِ؟» فَأَجَابَتْ: «أَذْهَبُ». -\v 59 فَصَرَفُوا رِفْقَةَ أُخْتَهُمْ وَمَعَهَا مُرَبِّيَتَهَا وَعَبْدَ إِبْرَاهِيمَ وَرِجَالَهُ، -\v 60 وَبَارَكُوا رِفْقَةَ قَائِلِينَ لَهَا: «أَنْتِ أُخْتُنَا، فَلْتَتَكَاثَرِي لِتَصِيرِي أُلُوفَ أُلُوفٍ وَلْتَرِثْ ذُرِّيَّتُكِ مُدُنَ مُبْغِضِيهَا». -\p -\v 61 فَنَهَضَتْ رِفْقَةُ وَفَتَيَاتُهَا وَرَكِبْنَ الْجِمَالَ وَتَبِعْنَ الرَّجُلَ. فَانْطَلَقَ الْعَبْدُ بِرِفْقَةَ وَمَضَى فِي طَرِيقِهِ. -\v 62 وَكَانَ إِسْحاقُ الْمُقِيمُ آنَئِذٍ فِي النَّقَبِ قَدْ عَادَ مِنْ طَرِيقِ بِئْرِ «لَحَيْ رُئِي». -\v 63 فَخَرَجَ عِنْدَ الْمَسَاءِ إِلَى الْحَقْلِ مُتَأَمِّلًا، وَإِذْ تَطَلَّعَ حَوْلَهُ شَاهَدَ جِمَالاً مُقْبِلَةً، -\v 64 وَرَفَعَتْ رِفْقَةُ كَذَلِكَ عَيْنَيْهَا وَرَأَتْ إِسْحاقَ فَتَرَجَّلَتْ عَنِ الْجَمَلِ، -\v 65 وَسَأَلَتِ الْعَبْدَ: «مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الْمَاشِي فِي الْحَقْلِ لِلِقَائِنَا؟» فَقَالَ الْعَبْدُ: «هُوَ سَيِّدِي». فَتَنَاوَلَتِ الْحِجَابَ وَتَغَطَّتْ. -\v 66 ثُمَّ حَدَّثَ الْعَبْدُ إِسْحاقَ بِكُلِّ الأُمُورِ الَّتِي قَامَ بِها. -\v 67 فَأَدْخَلَ إِسْحاقُ رِفْقَةَ إِلَى خَيْمَةِ أُمِّهِ سَارَةَ، وَتَزَوَّجَهَا وَأَحَبَّهَا وَتَعَزَّى بِها بَعْدَ مَوْتِ أُمِّهِ. -\c 25 -\s1 موت إبراهيم -\p -\v 1 وَعَادَ إِبْرَاهِيمُ فَاتَّخَذَ لِنَفْسِهِ زَوْجَةً تُدْعَى قَطُورَةَ، -\v 2 فَأَنْجَبَتْ لَهُ زِمْرَانَ وَيَقْشَانَ وَمَدَانَ وَمِدْيَانَ وَيِشْبَاقَ وَشُوحاً. -\v 3 وَأَنْجَبَ يَقْشَانُ شَبَا وَدَدَانَ. أَمَّا أَبْنَاءُ دَدَانَ فَهُمْ: أَشُّورِيمُ وَلَطُوشِيمُ وَلأُمِّيمُ. -\v 4 وَأَبْنَاءُ مِدْيَانَ هُمْ: عَيْفَةُ وَعِفْرُ وَحَنُوكُ وَأَبِيدَاعُ، وَأَلْدَعَةُ. وَهَؤُلاءِ جَمِيعاً مِنْ ذُرِّيَّةِ قَطُورَةَ. -\v 5 وَوَرَّثَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحاقَ كُلَّ مَالَهُ. -\v 6 أَمَّا أَبْنَاؤُهُ مِنْ سَرَارِيهِ فَأَعْطَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَطَايَا، وَصَرَفَهُمْ فِي أَثْنَاءِ حَيَاتِهِ نَحْوَ أَرْضِ الْمَشْرِقِ بَعِيداً عَنْ إِسْحاقَ ابْنِهِ. -\p -\v 7 وَعَاشَ إِبْرَاهِيمُ مِئَةً وَخَمْساً وَسَبْعِينَ سَنَةً. -\v 8 ثُمَّ مَاتَ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ وَانْضَمَّ إِلَى أَسْلافِهِ، -\v 9 فَدَفَنَهُ ابْنَاهُ إِسْحاقُ وَإِسْمَاعِيلُ فِي مَغَارَةِ الْمَكْفِيلَةِ، فِي حَقْلِ عِفْرُونَ بْنِ صُوحَرَ الْحِثِّيِّ مُقَابِلَ مَمْرَا، -\v 10 وَهُوَ الْحَقْلُ الَّذِي اشْتَرَاهُ إِبْرَاهِيمُ مِنَ الْحِثِّيِّينَ، وَفِيهِ دُفِنَ إِبْرَاهِيمُ وَزَوْجَتُهُ سَارَةُ. -\v 11 وَبَعْدَ وَفَاةِ إِبْرَاهِيمَ بَارَكَ اللهُ إِسْحاقَ ابْنَهُ، وَأَقَامَ إِسْحاقُ عِنْدَ بِئْرِ لَحَيْ رُئِي. -\s1 ذرية إسماعيل -\p -\v 12 وَهَذَا سِجِلُّ مَوَالِيدِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ هَاجَرُ الْمِصْرِيَّةُ جَارِيَةُ سَارَةَ لإِبْرَاهِيمَ. -\v 13 وَهَذِهِ أَسْمَاءُ أَبْنَاءِ إِسْمَاعِيلَ مَدَوَّنَةً حَسَبَ تَرْتِيبِ وِلادَتِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ، -\v 14 وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا، -\v 15 وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. -\v 16 هَؤُلاءِ هُمْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ، وَهَذِهِ هِيَ أَسْمَاؤُهُمْ حَسَبَ دِيَارِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، وَقَدْ صَارُوا اثْنَي عَشَرَ رَئِيساً لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ قَبِيلَةً. -\v 17 وَمَاتَ إِسْمَاعِيلُ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ مِئَةٌ وَسَبْعٌ وَثَلاثُونَ سَنَةً، وَلَحِقَ بِقَوْمِهِ. -\v 18 أَمَّا ذُرِّيَّتُهُ فَقَدِ انْتَشَرَتْ مِنْ حَوِيلَةَ إِلَى شُورَ الْمُتَاخِمَةِ لِمِصْرَ فِي اتِّجَاهِ أَشُّورَ، وَكَانَتْ عَلَى عَدَاءٍ مَعَ بَقِيَّةِ إِخْوَتِهَا. -\s1 يعقوب وعيسو -\p -\v 19 وَهَذَا سِجِلُّ مَوَالِيدِ إِسْحاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. أَنْجَبَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحاقَ. -\v 20 وَكَانَ إِسْحاقُ فِي الأَرْبَعِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا تَزَوَّجَ رِفْقَةَ بِنْتَ بَتُوئِيلَ الأَرَامِيِّ مِنْ سَهْلِ أَرَامَ، وَأُخْتَ لابَانَ الأَرَامِيِّ. -\v 21 وَصَلَّى إِسْحاقُ إِلَى الرَّبِّ مِنْ أَجْلِ امْرَأَتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَاقِراً، فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ، فَحَمَلَتْ رِفْقَةُ زَوْجَتُهُ. -\v 22 وَإِذْ تَصَارَعَ الطِّفْلانِ فِي بَطْنِهَا قَالَتْ: «إِنْ كَانَ الأَمْرُ هَكَذَا فَمَالِي وَالْحَبَلُ؟» وَمَضَتْ لِتَسْتَفْهِمَ مِنَ الرَّبِّ -\v 23 فَقَالَ لَهَا الرَّبُّ: «فِي أَحْشَائِكِ أُمَّتَانِ، يَتَفَرَّعُ مِنْهُمَا شَعْبَانِ. شَعْبٌ يَسْتَقْوِي عَلَى شَعْبٍ، وَكَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ». -\p -\v 24 وَعِنْدَمَا اكْتَمَلَتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ إِذَا فِي أَحْشَائِهَا تَوْأَمَانِ. -\v 25 فَخَرَجَ الأَوَّلُ مَكْسُوّاً بِالشَّعْرِ وَكَأَنَّهُ يَرْتَدِي فَرْوَةً حَمْرَاءَ، فَدَعَوْهُ عِيسُو (وَمَعْنَاهُ أَشْعَرُ). -\v 26 ثُمَّ خَرَجَ أَخُوهُ وَيَدُهُ قَابِضَةٌ عَلَى عَقِبِ عِيسُو فَدَعَوْهُ يَعْقُوبَ (وَمَعَنَاهُ مُتَعَقِّبٌ). وَكَانَ إِسْحاقُ فِي السِّتِّينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا أَنْجَبَتْهُمَا لَهُ رِفْقَةُ. -\p -\v 27 وَكَبُرَ الْوَلَدَانِ، فَأَصْبَحَ عِيسُو صَيَّاداً مَاهِراً وَرَجُلَ بَرِّيَّةٍ، بَيْنَمَا كَانَ يَعْقُوبُ رَجُلاً هَادِئاً يُقِيمُ فِي الْخِيَامِ. -\v 28 وَأَحَبَّ إِسْحاقُ عِيسُو لأَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ صَيْدِهِ، أَمَّا رِفْقَةُ فَقَدْ أَحَبَّتْ يَعْقُوبَ. -\v 29 وَذَاتَ مَرَّةٍ عَادَ عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ مُرْهَقاً فَوَجَدَ يَعْقُوبَ قَدْ طَبَخَ طَعَاماً، -\v 30 فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الطَّبِيخِ الأَحْمَرِ لأَنَّنِي جَائِعٌ جِدّاً». لِهَذَا دُعِيَ عِيسُو بِأَدُومَ. -\v 31 فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي أَوَّلاً امْتِيَازَاتِ بَكُورِيَّتِكَ». -\v 32 فَقَالَ عِيسُو: «أَنَا لابُدَّ مَائِتٌ، فَأَيُّ نَفْعٍ لِي مِنْ بَكُورِيَّتِي؟» -\v 33 فَأَجَابَهُ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِي أَوَّلًا». فَحَلَفَ لَهُ، وَبَاعَ امْتِيَازَاتِ بَكُورِيَّتِهِ لِيَعْقُوبَ. -\v 34 عِنْدَئِذٍ أَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُو خُبْزاً وَطَبِيخَ عَدَسٍ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ ثُمَّ قَامَ وَمَضَى فِي سَبِيلِهِ. وَهَكَذَا احْتَقَرَ عِيسُو امْتِيَازَاتِ الْبَكُورِيَّةِ. -\c 26 -\s1 إسحاق وأبيمالك -\p -\v 1 وَحَدَثَ فِي الأَرْضِ جُوعٌ غَيْرُ الْجُوعِ الأَوَّلِ الَّذِي كَانَ فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ، فَارْتَحَلَ إِسْحاقُ إِلَى مَدِينَةِ جَرَارَ حَيْثُ أَبِيمَالِكُ مَلِكُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. -\v 2 فَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ قَائِلاً: «لا تَمْضِ إِلَى مِصْرَ، بَلُ امْكُثْ فِي الأَرْضِ الَّتِي أُعَيِّنُهَا لَكَ. -\v 3 أَقِمْ فِي هَذِهِ الأَرْضِ فَأَكُونَ مَعَكَ وَأُبَارِكَكَ، لأَنَّنِي أُعْطِي لَكَ وَلِذُرِّيَّتِكَ جَمِيعَ هَذِهِ الأَرْضِ وَفَاءً بِقَسَمِي الَّذِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ. -\v 4 وَأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَأَهِبُهَا جَمِيعَ هَذِهِ الْبِلادِ. وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ. -\v 5 لأَنَّ إِبْرَاهِيمَ أَطَاعَ قَوْلِي، وَحَفِظَ أَوَامِرِي وَوَصَايَايَ وَفَرَائِضِي وَشَرَائِعِي». -\v 6 فَأَقَامَ إِسْحاقُ فِي مَدِينَةِ جَرَارَ. -\p -\v 7 وَعِنْدَمَا سَأَلَهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ عَنْ زَوْجَتِهِ قَالَ: «هِيَ أُخْتِي» لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَقُولَ: «هِيَ زَوْجَتِي» لِئَلّا يَقْتُلَهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ أَجْلِ رِفْقَةَ، لأَنَّهَا كَانَتْ رَائِعَةَ الْجَمَالِ. -\v 8 وَحَدَثَ بَعْدَ أَنْ طَالَ مُكُوثُهُ هُنَاكَ، أَنَّ أَبِيمَالِكَ مَلِكَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَطَلَّ مِنَ النَّافِذَةِ، فَشَاهَدَ إِسْحاقَ يُدَاعِبُ امْرَأَتَهُ رِفْقَةَ. -\v 9 فَاسْتَدْعَاهُ إِلَيْهِ وَقَالَ: «إِنَّهَا بِالْحَقِيقَةِ زَوْجَتُكَ، فَكَيْفَ قُلْتَ هِيَ أُخْتِي؟» فَأَجَابَ إِسْحاقُ: «لأَنِّي قُلْتُ: لَعَلِّي أُقْتَلُ بِسَبَبِهَا». -\v 10 فَقَالَ أَبِيمَالِكُ: «مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتَ بِنَا؟ لَقَدْ كَانَ يَسِيراً عَلَى أَيِّ وَاحِدٍ مِنَ الشَّعْبِ أَنْ يَضْطَجِعَ مَعَ زَوْجَتِكَ فَتَجْلِبُ بِذَلِكَ عَلَيْنَا إِثْماً». -\v 11 وَأَنْذَرَ أَبِيمَالِكُ كُلَّ الشَّعْبِ قَائِلاً: «كُلُّ مَنْ يَمَسُّ هَذَا الرَّجُلَ أَوْ زَوْجَتَهُ فَحَتْماً يَمُوتُ». -\p -\v 12 وَزَرَعَ إِسْحاقُ فِي تِلْكَ الأَرْضِ، فَحَصَدَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ مِئَةَ ضِعْفٍ لأَنَّ اللهَ بَارَكَهُ. -\v 13 وَعَظُمَ شَأْنُ الرَّجُلِ، وَتَزَايَدَ غِنَاهُ وَأَصْبَحَ وَاسِعَ الثَّرَاءِ وَالنُّفُوذِ. -\v 14 وَصَارَتْ لَهُ مَاشِيَةٌ، غَنَمٌ وَقُطْعَانُ بَقَرٍ وَعَبِيدٌ كَثِيرُونَ. فَحَسَدَهُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ. -\v 15 وَرَدَمَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ بِالتُّرَابِ جَمِيعَ الآبَارِ الَّتِي حَفَرَهَا عَبِيدُ أَبِيهِ فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ. -\v 16 وَقَالَ أَبِيمَالِكُ لإِسْحاقَ: «ارْحَلْ عَنَّا لأَنَّكَ أَصْبَحْتَ أَكْثَرَ قُوَّةً مِنَّا». -\v 17 فَانْصَرَفَ إِسْحاقُ مِنْ هُنَاكَ وَضَرَبَ خِيَامَهُ فِي وَادِي جَرَارَ حَيْثُ أَقَامَ. -\p -\v 18 وَأَعَادَ إِسْحاقُ حَفْرَ آبَارِ الْمِيَاهِ الَّتِي كَانَ قَدْ تَمَّ حَفْرُهَا فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ وَرَدَمَهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ، وَدَعَاهَا بِالأَسْمَاءِ الَّتِي أَطْلَقَهَا عَلَيْهَا أَبُوهُ. -\v 19 وَعِنْدَمَا حَفَرَ عَبِيدُ إِسْحاقَ فِي الْوَادِي وَعَثَرُوا عَلَى بِئْرِ مَاءٍ جَارٍ، -\v 20 خَاصَمَ رُعَاةُ مَدِينَةِ جَرَارَ رُعَاةَ إِسْحاقَ قَائِلِينَ: «هَذَا الْمَاءُ لَنَا». فَدَعَا الْبِئْرَ «عِسِقَ» لأَنَّهُمْ نَازَعُوهُ عَلَيْهَا. -\v 21 ثُمَّ حَفَرُوا بِئْراً أُخْرَى وَتَخَاصَمُوا عَلَيْهَا، فَدَعَاهَا «سِطْنَةَ» (وَمَعْنَاهَا عَدَاوَةٌ). -\v 22 وَانْتَقَلَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ هُنَاكَ وَحَفَرَ بِئْراً أُخْرَى وَلَمْ يَتَنَازَعُوا عَلَيْهَا، فَدَعَا اسْمَهَا «رَحُوبُوتَ» (وَمَعْنَاهَا الأَمَاكِنُ الرَّحْبَةُ) قَائِلاً: «لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَرْحَبَ الآنَ لَنَا وَأَثْمَرْنَا فِي الأَرْضِ». -\v 23 ثُمَّ مَضَى مِنْ هُنَاكَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ. -\v 24 فَتَجَلَّى لَهُ الرَّبُّ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَقَالَ: «أَنَا هُوَ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ. لَا تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ وَأُبَارِكُكَ وَأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَكَ مِنْ أَجْلِ عَبْدِي إِبْرَاهِيمَ». -\v 25 فَشَيَّدَ إِسْحاقُ هُنَاكَ مَذْبَحاً وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ، ثُمَّ نَصَبَ هُنَاكَ خَيْمَتَهُ، وَحَفَرَ عَبِيدُهُ بِئْراً. -\p -\v 26 وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ مِنْ مَدِينَةِ جَرَارَ أَبِيمَالِكُ وَأَحُزَّاتُ مُسْتَشَارُهُ، وَفِيكُولُ رَئِيسُ جَيْشِهِ. -\v 27 فَقَالَ لَهُمْ إِسْحاقُ: «مَا بَالُكُمْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَيَّ، وَأَنْتُمْ قَدْ أَبْغَضْتُمُونِي وَصَرَفْتُمُونِي مِنْ عِنْدِكُمْ؟» -\v 28 فَأَجَابُوهُ: «لَقَدْ تَبَيَّنَ لَنَا أَنَّ الرَّبَّ مَعَكَ، فَقُلْنَا: لِيَكُنْ بَيْنَنَا حَلْفٌ وَلْنَقْطَعْ مَعَكَ عَهْداً: -\v 29 أَنْ لَا تُسِيءَ إِلَيْنَا كَمَا لَمْ نَمَسَّكَ بِشَرٍّ وَلَمْ يُصِبْكَ مِنَّا سِوَى الْخَيْرِ، ثُمَّ صَرَفْنَاكَ بِسَلامٍ. وَهَا أَنْتَ الآنَ مُبَارَكٌ مِنَ الرَّبِّ». -\v 30 فَأَقَامَ لَهُمْ مَأْدُبَةً فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا. -\v 31 ثُمَّ بَكَّرُوا فِي الصَّبَاحِ وَحَلَفَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، وَشَيَّعَهُمْ إِسْحاقُ فَانْصَرَفُوا بِسَلامٍ. -\v 32 وَفِي نَفْسِ ذَلِكَ الْيَوْمِ جَاءَ عَبِيدُ إِسْحاقَ وَأَخْبَرُوهُ قَائِلِينَ: «إِنَّنَا عَثَرْنَا عَلَى مَاءٍ فِي الْبِئْرِ الَّتِي حَفَرْنَاهَا». -\v 33 فَدَعَاهَا شِبْعَةَ، لِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْمَدِينَةُ بِئْرَ سَبْعٍ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. -\s1 يعقوب يسرق بركة عيسو -\p -\v 34 وَلَمَّا بَلَغَ عِيسُو الأَرْبَعِينَ مِنْ عُمْرِهِ تَزَوَّجَ كُلًّا مِنْ يَهُودِيتَ بِنْتِ بِيرِي الْحِثِّيِّ، وَبَسْمَةَ بِنْتِ إِيلُونَ الْحِثِّيِّ. -\v 35 فَأَتْعَسَتَا حَيَاةَ إِسْحاقَ وَرِفْقَةَ. -\c 27 -\p -\v 1 وَلَمَّا شَاخَ إِسْحاقُ وَضَعُفَ بَصَرُهُ اسْتَدْعَى ابْنَهُ الأَكْبَرَ عِيسُو وَقَالَ لَهُ: «يَا بُنَيَّ، -\v 2 هَا أَنَا قَدْ شِخْتُ وَلَسْتُ أَعْرِفُ مَتَى يَحِينُ يَوْمُ وَفَاتِي. -\v 3 فَالآنَ خُذْ عُدَّتَكَ: جُعْبَتَكَ وَقَوْسَكَ، وَامْضِ إِلَى الْبَرِّيَّةِ وَاقْتَنِصْ لِي صَيْداً. -\v 4 وَجَهِّزْ لِي طَعَاماً شَهِيًّا كَمَا أُحِبُّ وَائْتِنِي بِهِ لِآكُلَ، لِتُبَارِكَكَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ». -\p -\v 5 وَسَمِعَتْ رِفْقَةُ حَدِيثَ إِسْحاقَ لابْنِهِ عِيسُو. فَعِنْدَمَا انْطَلَقَ عِيسُو إِلَى الْبَرِّيَّةِ لِيَصْطَادَ صَيْداً وَيَأْتِيَ بِهِ. -\v 6 قَالَتْ رِفْقَةُ لابْنِهَا يَعْقُوبَ: «سَمِعْتُ أَبَاكَ يَقُولُ لِعِيسُو أَخِيكَ: -\v 7 اقْتَنِصْ لِي صَيْداً، وَجَهِّزْ لِي أَطْعِمَةً شَهِيَّةً لِآكُلَ وَأُبَارِكَكَ أَمَامَ الرَّبِّ قَبْلَ مَوْتِي. -\v 8 وَالآنَ يَا بُنَيَّ أَطِعْ قَوْلِي فِي مَا آمُرُكَ بِهِ، -\v 9 وَاذْهَبْ إِلَى قَطِيعِ الْمَاشِيَةِ، وَاخْتَرْ جَدْيَيْنِ لأُجَهِّزَ لأَبِيكَ أَطْعِمَةً شَهِيَّةً كَمَا يُحِبُّ، -\v 10 تُقَدِّمُهَا لأَبِيكَ لِيَأْكُلَ، فَيُبَارِكَكَ قَبْلَ وَفَاتِهِ». -\v 11 فَقَالَ يَعْقُوبُ لِرِفْقَةَ أُمِّهِ: «أَخِي عِيسُو رَجُلٌ أَشْعَرُ، وَأَنَا رَجُلٌ أَمْلَسُ. -\v 12 وَقَدْ يَجُسُّنِي أَبِي فَيَتَبَيَّنُ خِدَاعِي، وَأَسْتَجْلِبُ عَلَى نَفْسِي لَعْنَةً لَا بَرَكَةً». -\v 13 فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «لَعْنَتُكَ عَلَيَّ يَا بُنَيَّ، فَأَطِعْ قَوْلِي فَقَطْ، وَاذْهَبْ وَأَحْضِرِ الْجَدْيَيْنِ لِي». -\v 14 فَذَهَبَ وَاخْتَارَهُمَا وَأَحْضَرَهُمَا لأُمِّهِ، فَأَعَدَّتْ رِفْقَةُ الأَطْعِمَةَ الْمُطَيَّبَةَ كَمَا يُحِبُّ أَبُوهُ -\v 15 وَتَنَاوَلَتْ ثِيَابَ بِكْرِهَا عِيسُو الْفَاخِرَةَ الْمَوْجُودَةَ عِنْدَهَا فِي الْبَيْتِ وَأَلْبَسَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الأَصْغَرَ، -\v 16 وَكَذَلِكَ غَطَّتْ يَدَيْهِ وَمَلاسَةَ عُنُقِهِ بِجِلْدِ الْجَدْيَيْنِ. -\v 17 وَأَعْطَتْهُ مَا أَعَدَّتْهُ مِنَ الأَطْعِمَةِ الشَّهِيَّةِ وَالْخُبْزِ. -\p -\v 18 فَأَقْبَلَ عَلَى أَبِيهِ وَقَالَ: «يَا أَبِي». فَأَجَابَهُ: «نَعَمْ يَا ابْنِي، مَنْ أَنْتَ؟» -\v 19 فَقَالَ يَعْقُوبُ: «أَنَا عِيسُو بِكْرُكَ. وَقَدْ فَعَلْتُ كَمَا طَلَبْتَ، وَالآنَ قُمْ وَاجْلِسْ وَكُلْ مِنْ صَيْدِي حَتَّى تُبَارِكَنِي». -\v 20 فَقَالَ إِسْحَاقُ: «كَيْفَ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَجِدَ صَيْداً بِمِثْلِ هَذِهِ السُّرْعَةِ يَا وَلَدِي؟» فَأَجَابَهُ: «لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ قَدْ يَسَّرَ لِي ذَلِكَ». -\v 21 وَقَالَ إِسْحاقُ: «اقْتَرِبْ مِنِّي لأَجُسَّكَ يَا ابْنِي لأَرَى إِنْ كُنْتَ حَقّاً ابْنِي عِيسُو أَمْ لا». -\v 22 فَدَنَا يَعْقُوبُ مِنْ أَبِيهِ إِسْحاقَ فَجَسَّهُ وَقَالَ: «الصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ، أَمَّا الْيَدَانِ فَهُمَا يَدَا عِيسُو». -\v 23 وَلَمْ يَعْرِفْهُ لأَنَّ يَدَيْهِ كَانَتَا مُشْعِرَتَيْنِ كَيَدَيْ أَخِيهِ عِيسُو، فَبَارَكَهُ، -\v 24 وَسَأَلَ: «هَلْ أَنْتَ ابْنِي عِيسُو؟» فَأَجَابَ: «أَنَا هُوَ». -\v 25 ثُمَّ قَالَ: «قَدِّمْ لِي مِنْ صَيْدِكَ حَتَّى آكُلَ وَأُبَارِكَكَ». فَأَحْضَرَ يَعْقُوبُ إِلَيْهِ الطَّعَامَ فَأَكَلَ ثُمَّ قَدَّمَ لَهُ خَمْراً فَشَرِبَ، -\v 26 فَقَالَ لَهُ إِسْحاقُ أَبُوهُ: «تَعَالَ وَقَبِّلْنِي يَا وَلَدِي». -\v 27 فَاقْتَرَبَ مِنْهُ وَقَبَّلَهُ، فَتَنَسَّمَ رَائِحَةَ ثِيَابِهِ وَبَارَكَهُ قَائِلاً: «هَا إِنَّ رَائِحَةَ ابْنِي كَرَائِحَةِ حَقْلٍ بَارَكَهُ الرَّبُّ، -\v 28 فَلْيُنْعِمْ عَلَيْكَ الرَّبُّ مِنْ نَدَى السَّمَاءِ وَمِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، فَيُكَثِّرُ لَكَ الْحِنْطَةَ وَالْخَمْرَ. -\v 29 لِتَخْدُمْكَ الشُّعُوبُ، وَتَسْجُدْ لَكَ الْقَبَائِلُ، لِتَكُنْ سَيِّداً عَلَى إِخْوَتِكَ. وَبَنُو أُمِّكِ لَكَ يَنْحَنُونَ. وَلْيَكُنْ لاعِنُوكَ مَلْعُونِينَ، وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ». -\p -\v 30 وَلَمَّا فَرَغَ إِسْحاقُ مِنْ مُبَارَكَةِ يَعْقُوبَ، وَخَرَجَ يَعْقُوبُ مِنْ عِنْدِ أَبِيهِ، رَجَعَ عِيسُو مِنْ صَيْدِهِ، -\v 31 فَجَهَّزَ هُوَ أَيْضاً أَطْعِمَةً طَيِّبَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ: «لِيَقُمْ أَبِي وَيَأْكُلْ مِنْ صَيْدِ ابْنِهِ فَتُبَارِكَنِي نَفْسُكَ». -\v 32 فَقَالَ إِسْحاقُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَأَجَابَهُ: «أَنَا ابْنُكَ بِكْرُكَ عِيسُو». -\v 33 فَارْتَعَدَ إِسْحاقُ بِعُنْفٍ وَقَالَ: «مَنْ هُوَ إِذاً الَّذِي اصْطَادَ صَيْداً وَأَحْضَرَهُ إِلَيَّ فَأَكَلْتُ مِنَ الْكُلِّ قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ، وَبَارَكْتُهُ؟ وَحَقّاً يَكُونُ مُبَارَكاً». -\v 34 فَمَا إِنْ سَمِعَ عِيسُو كَلامَ أَبِيهِ حَتَّى أَطْلَقَ صَرْخَةً هَائِلَةً وَمُرَّةً جِدّاً وَقَالَ: «بَارِكْنِي أَنَا أَيْضاً يَا أَبِي». -\v 35 فَأَجَابَ: «لَقَدْ مَكَرَ بِي أَخُوكَ وَسَلَبَ بَرَكَتَكَ». -\v 36 فَقَالَ: «أَلَمْ يُدْعَ اسْمُهُ يَعْقُوبَ؟ لَقَدْ تَعَقَّبَنِي مَرَّتَيْنِ: أَخَذَ بَكُورِيَّتِي، وَهَا هُوَ يَسْلُبُنِي الآنَ بَرَكَتِي». ثُمَّ قَالَ: «أَمَا احْتَفَظْتَ لِي بِبَرَكَةٍ؟» -\v 37 فَأَجَابَ إِسْحاقُ: «لَقَدْ جَعَلْتُهُ سَيِّداً لَكَ، وَصَيَّرْتُ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ لَهْ خُدَّاماً، وَبِالْحِنْطَةِ وَالْخَمْرِ أَمْدَدْتُهُ. فَمَاذَا أَفْعَلُ لَكَ الآنَ يَا وَلَدِي؟». -\v 38 فَقَالَ عِيسُو: «أَلَكَ بَرَكَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ يَا أَبِي؟ بَارِكْنِي أَنَا أَيْضاً يَا أَبِي». وَأَجْهَشَ عِيسُو بِالْبُكَاءِ بِصَوْتٍ عَالٍ. -\v 39 فَأَجَابَهُ أَبُوهُ: «هَا مَسْكَنُكَ يَكُونُ فِي أَرْضٍ جَدْبَاءَ لَا يَهْطِلُ عَلَيْهَا نَدَى السَّمَاءِ. -\v 40 بِسَيْفِكَ تَعِيشُ وَلأَخِيكَ تَكُونُ عَبْداً، وَلَكِنْ حِينَ تَجْمَحُ تُحَطِّمُ نِيرَهُ عَنْ عُنْقِكَ». -\s1 يعقوب يهرب إلى لابان -\p -\v 41 وَحَقَدَ عِيسُو عَلَى يَعْقُوبَ مِنْ أَجْلِ مَا نَالَهُ مِنْ بَرَكَةِ أَبِيهِ. فَنَاجَى نَفْسَهُ: «قَرِيباً يَمُوتُ أَبِي، وَبَعْدَئِذٍ أَقْتُلُ أَخِي يَعْقُوبَ». -\v 42 فَبَلَغَ رِفْقَةَ وَعِيدُ عِيسُو ابْنِهَا الأَكْبَرِ، فَأَرْسَلَتْ وَاسْتَدْعَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الأَصْغَرَ وَقَالَتْ لَهُ: «عِيسُو يُخَطِّطُ لِقَتْلِكَ. -\v 43 وَالآنَ يَا ابْنِي أَصْغِ لِقَوْلِي، وَقُمِ اهْرُبْ إِلَى أَخِي لابَانَ إِلَى حَارَانَ، -\v 44 وَامْكُثْ عِنْدَهُ أَيَّاماً قَلائِلَ رَيْثَمَا يَهْدَأُ سُخْطُ أَخِيكَ. -\v 45 وَمَتَى سَكَنَ غَضَبُهُ وَنَسِيَ مَا صَنَعْتَ بِهِ، عِنْدَئِذٍ أَبْعَثُ إِلَيْكَ لِتَعُودَ مِنْ هُنَاكَ. فَلِمَاذَا أُحْرَمُ مِنْكُمَا كِلَيْكُمَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ؟». -\p -\v 46 ثُمَّ قَالَتْ رِفْقَةُ لإِسْحاقَ: «قَدْ كَرِهْتُ حَيَاتِي مِنْ جَرَّاءِ الْبَنَاتِ الْحِثِّيَّاتِ، فَإِنْ تَزَوَّجَ يَعْقُوبُ مِنِ الْحِثِّيَّاتِ بَنَاتِ هَذِهِ الأَرْضِ الْمُمَاثِلاتِ لِزَوْجَتَيْ عِيسُو، فَإِنَّ مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي». -\c 28 -\p -\v 1 فَاسْتَدْعَى إِسْحاقُ يَعْقُوبَ وَبَارَكَهُ وَأَوْصَاهُ قَائِلاً: «لا تَتَزَوَّجْ مِنْ بَنَاتِ كَنْعَانَ. -\v 2 قُمِ انْطَلِقْ إِلَى سَهْلِ أَرَامَ، إِلَى بَيْتِ بَتُوئِيلَ أَبِي أُمِّكَ، وَتَزَوَّجْ إِحْدَى بَنَاتِ خَالِكَ لابَانَ. -\v 3 وَلْيُبَارِكْكَ اللهُ الْقَدِيرُ وَيُنَمِّكَ وَيُكَثِّرْكَ لِتَكُونَ أُمَّةً تَتَفَرَّعُ مِنْهَا شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ، -\v 4 وَلْيُعْطِكَ أَنْتَ وَذُرِّيَّتَكَ مَعَكَ بَرَكَةَ إِبْرَاهِيمَ لِتَرِثَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ الَّتِي تُقِيمُ فِيهَا الآنَ؛ هَذِهِ الأَرْضَ الَّتِي وَهَبَهَا اللهُ لإِبْرَاهِيمَ». -\v 5 ثُمَّ صَرَفَ إِسْحاقُ يَعْقُوبَ فَمَضَى إِلَى سَهْلِ أَرَامَ، حَيْثُ يُقِيمُ لابَانُ بْنُ بَتُوئِيلَ الأَرَامِيُّ أَخُو رِفْقَةَ أُمِّ يَعْقُوبَ وَعِيسُو. -\p -\v 6 وَلَمَّا رَأَى عِيسُو أَنَّ إِسْحاقَ قَدْ بَارَكَ يَعْقُوبَ وَصَرَفَهُ إِلَى سَهْلِ أَرَامَ لِيَخْتَارَ مِنْ هُنَاكَ زَوْجَةً، وَأَوْصَاهُ قَائِلاً: «لا تَتَزَوَّجِ امْرَأَةً كَنْعَانِيَّةً» -\v 7 وَأَنَّ يَعْقُوبَ أَطَاعَ وَالِدَيْهِ وَارْتَحَلَ إِلَى سَهْلِ أَرَامَ -\v 8 وَإِذْ رَأَى عِيسُو أَنَّ بَنَاتِ كَنْعَانَ شِرِّيرَاتٌ لَمْ يَحْظَيْنَ بِرِضَى أَبِيهِ -\v 9 مَضَى إِلَى إِسْمَاعِيلَ عَمِّهِ وَأَخَذَ مَحْلَةَ ابْنَةَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أُخْتَ نَبَايُوتَ، زَوْجَةً لَهُ عَلَى نِسَائِهِ. -\s1 حلم يعقوب في بيت إيل -\p -\v 10 أَمَّا يَعْقُوبُ فَتَوَجَّهَ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ نَحْوَ حَارَانَ، -\v 11 فَصَادَفَ مَوْضِعاً قَضَى فِيهِ لَيْلَتَهُ لأَنَّ الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ، فَأَخَذَ بَعْضَ حِجَارَةِ الْمَوْضِعِ وَتَوَسَّدَهَا وَبَاتَ هُنَاكَ. -\v 12 وَرَأَى حُلْماً شَاهَدَ فِيهِ سُلَّماً قَائِمَةً عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ، وَمَلائِكَةُ اللهِ تَصْعَدُ وَتَنْزِلُ عَلَيْهَا، -\v 13 وَالرَّبُّ نَفْسُهُ وَاقِفٌ فَوْقَهَا يَقُولُ: «أَنَا هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحاقَ. إِنَّ الأَرْضَ الَّتِي تَرْقُدُ عَلَيْهَا الآنَ أُعْطِيهَا لَكَ وَلِذُرِّيَّتِكَ، -\v 14 الَّتِي سَتَكُونُ كَتُرَابِ الأَرْضِ، وَتَمْتَدُّ غَرْباً وَشَرْقاً، وَشِمَالاً وَجَنُوباً، وَتَتَبَارَكُ بِكَ وَبِذُرِّيَّتِكَ جَمِيعُ شُعُوبِ الأَرْضِ. -\v 15 هَا أَنَا مَعَكَ وَأَرْعَاكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ. وَلَنْ أَتْرُكَكَ إِلَى أَنْ أَفِيَ بِكُلِّ مَا وَعَدْتُكَ بِهِ». -\p -\v 16 ثُمَّ أَفَاقَ يَعْقُوبُ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «حَقّاً إِنَّ الرَّبَّ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَأَنَا لَمْ أَعْلَمْ!» -\v 17 وَاعْتَرَاهُ خَوْفٌ وَقَالَ: «مَا أَرْهَبَ هَذَا الْمَكَانَ! مَا هَذَا سِوَى بَيْتِ اللهِ وَهَذَا هُوَ بَابُ السَّمَاءِ». -\v 18 ثُمَّ بَكَّرَ يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ، وَأَخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي تَوَسَّدَهُ وَنَصَبَهُ عَمُوداً وَصَبَّ عَلَيْهِ زَيْتاً، -\v 19 وَدَعَا الْمَكَانَ «بَيْتَ إِيلَ» (وَمَعْنَاهُ: بَيْتُ اللهِ) وَكَانَ اسْمُ الْمَدِينَةِ أَوَّلاً «لُوزَ». -\p -\v 20 وَنَذَرَ يَعْقُوبُ نَذْراً قَائِلاً: «إِنْ كَانَ اللهُ مَعِي، وَرَعَانِي فِي هَذِهِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَنَا أَسِيرُ فِيهَا وَوَفَّرَ لِي طَعَاماً لِآكُلَ وَثِيَاباً لأَلْبَسَ، -\v 21 وَعُدْتُ بِسَلامٍ إِلَى بَيْتِ أَبِي، عِنْدَئِذٍ يَكُونُ الرَّبُّ إِلَهاً لِي -\v 22 وَيَكُونُ هَذَا الْحَجَرُ الَّذِي نَصَبْتُهُ عَمُوداً بَيْتاً لِلهِ، وَأَدْفَعُ عُشْرَ كُلِّ مَا تَرْزُقُنِي بِهِ». -\c 29 -\s1 رحلة يعقوب -\p -\v 1 وَتَابَعَ يَعْقُوبُ رِحْلَتَهُ حَتَّى وَصَلَ أَرْضَ حَارَانَ. -\v 2 وَتَطَلَّعَ حَوْلَهُ فَشَاهَدَ بِئْراً فِي الْحَقْلِ، تَرْبِضُ عِنْدَهَا ثَلاثَةُ قُطْعَانِ غَنَمٍ، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْقُونَ الْقُطْعَانَ مِنْ تِلْكَ الْبِئْرِ. وَكَانَ الْحَجَرُ الَّذِي عَلَى فَمِ الْبِئْرِ كَبِيراً، -\v 3 فَكَانَ رُعَاةُ جَمِيعِ الْقُطْعَانِ يَجْتَمِعُونَ هُنَاكَ، وَيُدَحْرِجُونَ الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ وَيَسْقُونَ الْغَنَمَ. ثُمَّ يَرُدُّونَ الْحَجَرَ إِلَى مَوْضِعِهِ عَلَى فَمِ الْبِئْرِ. -\v 4 فَقَالَ لَهُمْ يَعْقُوبُ: «يَا إِخْوَتِي مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ؟» فَأَجَابُوا: «نَحْنُ مِنْ حَارَانَ». -\v 5 فَسَأَلَهُمْ: «أَتَعْرِفُونَ لابَانَ بْنَ نَاحُورَ؟» فَأَجَابُوا: «نَعْرِفُهُ». -\v 6 فَقَالَ لَهُمْ: «أَهُوَ بِخَيْرٍ؟». فَأَجَابُوهُ: «هُوَ بِخَيْرٍ، وَهَا هِيَ رَاحِيلُ ابْنَتُهُ مُقْبِلَةٌ مَعَ الْغَنَمِ». -\v 7 فَقَالَ لَهُمْ: «هُوَذَا النَّهَارُ مَازَالَ طَوِيلاً، وَلَيْسَ هَذَا أَوَانَ اجْتِمَاعِ الْمَوَاشِي، فَاسْقُوا الْغَنَمَ وَامْضُوا بِها إلَى الْمَرَاعِي». -\v 8 فَقَالُوا: «لا يُمْكِنُنَا ذَلِكَ إِلّا بَعْدَ أَنْ تَجْتَمِعَ جَمِيعُ الْقُطْعَانِ وَرُعَاتُهَا فَيُدَحْرِجُوا الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ، فَنَسْقِي الْغَنَمَ». -\s1 لقاء يعقوب براحيل -\p -\v 9 وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ أَقْبَلَتْ رَاحِيلُ مَعَ غَنَمِ أَبِيهَا لأَنَّهَا كَانَتْ رَاعِيَةً أَيْضاً. -\v 10 وَعِنْدَمَا رَآهَا يَعْقُوبُ، تَقَدَّمَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ وَسَقَى غَنَمَ خَالِهِ لابَانَ. -\v 11 وَقَبَّلَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ وَأَجْهَشَ بِالْبُكَاءِ، -\v 12 ثُمَّ أَخْبَرَهَا أَنَّهُ قَرِيبُ وَالِدِهَا وَأَنَّهُ ابْنُ رِفْقَةَ. فَرَكَضَتْ وَأَخْبَرَتْ أَبَاهَا. -\v 13 فَعِنْدَمَا سَمِعَ لابَانُ بِخَبَرِ ابْنِ أُخْتِهِ أَسْرَعَ لِلِقَائِهِ وَعَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ وَأَحْضَرَهُ إِلَى مَنْزِلِهِ. فَقَصَّ يَعْقُوبُ عَلَى لابَانَ جَمِيعَ هَذِهِ الأُمُورِ. -\v 14 فَقَالَ لَهُ لابَانُ: «حَقّاً إِنَّكَ عَظْمِي وَلَحْمِي». وَأَقَامَ عِنْدَهُ نَحْوَ شَهْرٍ مِنَ الزَّمَانِ. -\s1 زواج يعقوب من ليئة وراحيل -\p -\v 15 وَقَالَ لابَانُ لِيَعْقُوبَ: «هَلْ لأَنَّكَ قَرِيبِي تَخْدُمُنِي مَجَّاناً؟ أَخْبِرْنِي مَا أُجْرَتُكَ؟» -\v 16 وَكَانَ لِلابَانَ ابْنَتَانِ، اسْمُ الْكُبْرَى لَيْئَةُ وَاسْمُ الصُّغْرَى رَاحِيلُ، -\v 17 وَكَانَتْ لَيْئَةُ ضَعِيفَةَ الْبَصَرِ، وَأَمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ جَمِيلَةَ الصُّورَةِ وَحَسَنَةَ الْمَنْظَرِ. -\v 18 فَأَحَبَّ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ. وَأَجَابَ يَعْقُوبُ خَالَهُ: «أَخْدِمُكَ سَبْعَ سِنِينَ لِقَاءَ زَوَاجِي بِرَاحِيلَ ابْنَتِكَ الصُّغْرَى». -\v 19 فَقَالَ لابَانُ: «أَنْ أُزَوِّجَهَا مِنْكَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ أزَوِّجَهَا مِنْ رَجُلٍ آخَرَ، فَامْكُثْ عِنْدِي». -\v 20 فَخَدَمَ يَعْقُوبُ سَبْعَ سَنَوَاتٍ لِيَتَزَوَّجَ مِنْ رَاحِيلَ بَدَتْ فِي نَظَرِهِ كَأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ، لِفَرْطِ مَحَبَّتِهِ لَهَا. -\p -\v 21 ثُمَّ قَالَ يَعْقُوبُ لِلابَانَ: «أَعْطِنِي زَوْجَتِي لأَنَّ خِدْمَتِي قَدْ كَمُلَتْ فَأَدْخُلَ عَلَيْهَا». -\v 22 فَجَمَعَ لابَانُ سَائِرَ أَهْلِ النَّاحِيَةِ وَأَقَامَ لَهُمْ مَأْدُبَةً. -\v 23 وَعِنْدَمَا حَلَّ الْمَسَاءُ حَمَلَ ابْنَتَهُ لَيْئَةَ وَزَفَّهَا إِلَيْهِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا -\v 24 وَوَهَبَ لابَانُ زِلْفَةَ جَارِيَتَهُ لِتَكُونَ جَارِيَةً لابْنَتِهِ لَيْئَةَ. -\v 25 وَفِي الصَّبَاحِ اكْتَشَفَ يَعْقُوبُ أَنَّهُ تَزَوَّجَ بِلَيْئَةَ، فَقَالَ لِلابَانَ: «مَاذَا فَعَلْتَ بِي؟ أَلَمْ أَخْدِمْكَ سَبْعَ سَنَوَاتٍ لِقَاءَ زَوَاجِي مِنْ رَاحِيلَ؟ فَلِمَاذَا خَدَعْتَنِي؟». -\v 26 فَأَجَابَهُ لابَانُ: «لَيْسَ مِنْ عَادَةِ بِلادِنَا أَنْ نُزَوِّجَ الصَّغِيرَةَ قَبْلَ الْبِكْرِ. -\v 27 أَكْمِلْ أُسْبُوعَ لَيْئَةَ ثُمَّ نُزَوِّجُكَ مِنْ رَاحِيلَ، لِقَاءَ خِدْمَتِكَ لِي سَبْعَ سِنِينَ أُخَرَ». -\v 28 فَوَافَقَ يَعْقُوبُ، وَأَكْمَلَ أُسْبُوعَ لَيْئَةَ، فَأَعْطَاهُ لابَانُ رَاحِيلَ ابْنَتَهُ زَوْجَةً أَيْضاً. -\v 29 وَوَهَبَ لابَانُ بِلْهَةَ جَارِيَتَهُ لِتَكُونَ جَارِيَةً لابْنَتِهِ رَاحِيلَ. -\v 30 فَدَخَلَ يَعْقُوبُ عَلَى رَاحِيلَ أَيْضاً، وَأَحَبَّ رَاحِيلَ أَكْثَرَ مِنْ لَيْئَةَ. وَخَدَمَ خَالَهُ سَبْعَ سِنِينَ أُخَرَ. -\s1 أبناء يعقوب -\p -\v 31 وَعِنْدَمَا رَأَى الرَّبُّ أَنَّ لَيْئَةَ مَكْرُوهَةٌ جَعَلَهَا مُنْجِبَةً، أَمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ عَاقِراً. -\v 32 فَحَمَلَتْ لَيْئَةُ وَأَنْجَبَتِ ابْناً دَعَتْهُ رَأُوبَيْنَ (وَمَعْنَاهُ: هُوَذَا ابْنٌ) لأَنَّهَا قَالَتْ: «حَقّاً قَدْ نَظَرَ الرَّبُّ إِلَى مَذَلَّتِي، فَالآنَ يُحِبُّنِي زَوْجِي». -\v 33 وَحَمَلَتْ مَرَّةً أُخْرَى وَأَنْجَبَتِ ابْناً، فَقَالَتْ: «لأَنَّ الرَّبَّ سَمِعَ أَنَّنِي كُنْتُ مَكْرُوهَةً رَزَقَنِي هَذَا الابْنَ أَيْضاً». فَدَعَتْهُ شِمْعُونَ (وَمَعْنَاهُ: سَمِيعٌ) -\v 34 ثُمَّ حَمَلَتْ مَرَّةً ثَالِثَةً وَأَنْجَبَتِ ابْناً فَقَالَتْ: «الآنَ فِي هَذِهِ الْمَرَّةِ يَتَّحِدُ بِي زَوْجِي، لأَنَّنِي أَنْجَبْتُ لَهُ ثَلاثَةَ بَنِينَ». لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ لاوِي (وَمَعْنَاهُ: مُتَّحِدٌ) -\v 35 وَحَبِلَتْ مَرَّةً رَابِعَةً وَأَنْجَبَتِ ابْناً فَقَالَتْ: «فِي هَذِهِ الْمَرَّةِ أَحْمَدُ الرَّبَّ». لِذَلِكَ دَعَتْهُ يَهُوذَا (وَمَعْنَاهُ: حَمْدٌ). ثُمَّ تَوَقَّفَتْ عَنِ الْوِلادَةِ. -\c 30 -\p -\v 1 وَعِنْدَمَا تَبَيَّنَتْ رَاحِيلُ أَنَّهَا عَاقِرٌ، غَارَتْ مِنْ أُخْتِهَا، وَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ: «هَبْ لِي بَنِينَ وَإلَّا فَإِنِّي أَمُوتُ». -\p -\v 2 فَاحْتَدَمَ غَضَبُ يَعْقُوبَ عَلَى رَاحِيلَ وَقَالَ: «أَلَعَلِّي أَقُومُ مَقَامَ اللهِ الَّذِي حَرَمَكِ مِنَ الإِنْجَابِ؟» -\v 3 فَقَالَتْ لَهُ: «هَا هِيَ جَارِيَتِي بِلْهَةُ، عَاشِرْهَا فَتَلِدَ وَيَكُونَ لِي مِنْهَا بَنُونَ». -\v 4 وَأَعْطَتْهُ بِلْهَةَ زَوْجَةً فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَعْقُوبُ. -\v 5 وَحَمَلَتْ بِلْهَةُ وَأَنْجَبَتْ لِيَعْقُوبَ ابْناً. -\v 6 فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ قَضَى اللهُ لِي وَأَصْغَى لِصَوْتِي وَرَزَقَنِي ابْناً». لِذَلِكَ دَعَتْهُ دَاناً (وَمَعْنَاهُ: قَاضٍ). -\v 7 ثُمَّ حَمَلَتْ بِلْهَةُ جَارِيَةُ رَاحِيلَ مَرَّةً أُخْرَى وَأَنْجَبَتْ لِيَعْقُوبَ ابْناً ثَانِياً، -\v 8 فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ تَصَارَعْتُ مَعَ أُخْتِي مُصَارَعَاتٍ عَنِيفَةً وَظَفِرْتُ». وَدَعَتْهُ نَفْتَالِي (وَمَعْنَاهُ: مُصَارَعَتِي). -\p -\v 9 وَلَمَّا رَأَتْ لَيْئَةُ أَنَّهَا كَفَّتْ عَنِ الْوِلادَةِ، أَخَذَتْ جَارِيَتَهَا زِلْفَةَ وَأَعْطَتْهَا لِيَعْقُوبَ زَوْجَةً، -\v 10 فَأَنْجَبَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ لِيَعْقُوبَ ابْناً -\v 11 فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «يَا لَحُسْنِ الْحَظِّ!» وَدَعَتْهُ جَاداً (وَمَعْنَاهُ: فَأْلٌ حَسَنٌ، أَوْ كَتِيبَةٌ قَادِمَةٌ). -\v 12 وَأَنْجَبَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةُ ابْناً ثَانِياً لِيَعْقُوبَ، -\v 13 فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «يَا لَغِبْطَتِي، لأَنَّ النِّسَاءَ سَيَدْعُونَنِي الْمَغْبُوطَةَ». وَأَسْمَتْهُ أَشِيْرَ (وَمَعْنَاهُ: سَعِيدٌ أَوْ مَغْبُوطٌ). -\p -\v 14 وَذَهَبَ رَأُوبَيْنُ فِي مَوْسِمِ حَصَادِ الْقَمْحِ إِلَى الْحَقْلِ، فَعَثَرَ فِيهِ عَلَى نَبَاتِ اللُّفَّاحِ وَجَاءَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ لَيْئَةَ. فَقَالَتْ رَاحِيلُ لِلَيْئَةَ: «أَعْطِنِي مِنْ لُفَّاحِ ابْنِكِ». -\v 15 فَأَجَابَتْهَا: «أَلَمْ يَكْفِ أَنَّكِ أَخَذْتِ مِنِّي زَوْجِي، وَالآنَ تُرِيِدينَ أَنْ تَأْخُذِي لُفَّاحَ ابْنِي أَيْضاً؟» فَأَجَابَتْهَا رَاحِيلُ: «إِذاً يُعَاشِرُكِ اللَّيلَةَ لِقَاءَ لُفَّاحِ ابْنِكِ». -\v 16 وَعِنْدَمَا رَجَعَ يَعْقُوبُ مِنَ الْحَقَلِ فِي الْمَسَاءِ خَرَجَتْ لَيْئَةُ لِلِقَائِهِ وَقَالَتْ لَهُ: «إِلَيَّ تَجِيءُ اللَّيْلَةَ لأَنَّنِي قَدِ اسْتَأْجَرْتُكَ بِلُفَّاحِ ابْنِي». فَعَاشَرَهَا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ. -\v 17 وَاسْتَجَابَ اللهُ لِلَيْئَةَ فَحَمَلَتْ وَأَنْجَبَتْ لِيَعْقُوبَ ابْناً خَامِساً. -\v 18 فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «قَدْ أَعْطَانِي اللهُ أُجْرَتِي لأَنَّنِي وَهَبْتُ جَارِيَتِي لِزَوْجِي». وَدَعَتْهُ يَسَّاكَرَ (وَمَعْنَاهُ: يَعْمَلُ بِأُجْرَةٍ) -\v 19 وَحَبِلَتْ لَيْئَةُ مَرَّةً أُخْرَى فَأَنْجَبَتْ لِيَعْقُوبَ ابْناً سَادِساً. -\v 20 وَقَالَتْ لَيْئَةُ: «قَدَ وَهَبَنِي اللهُ هِبَةً ثَمِينَةً، وَالآنَ يُقِيمُ مَعِي زَوْجِي لأَنِّي أَنْجَبْتُ لَهُ سِتَّةَ بَنِينَ». وَدَعَتْهُ زَبُولُونَ (وَمَعْنَاهُ إِقَامَةُ). -\v 21 ثُمَّ أَنْجَبَتِ ابْنَةً دَعَتْهَا «دِينَةَ». -\p -\v 22 وَذَكَرَ اللهُ رَاحِيلَ وَاسْتَجَابَ لَهَا وَفَتَحَ رَحِمَهَا، -\v 23 فَحَمَلَتْ وَأَنْجَبَتِ ابْناً وَقَالَتْ: «قَدَ نَزَعَ اللهُ عَنِّي عَارِي». -\v 24 وَدَعَتْهُ يُوسُفَ (وَمَعْنَاهُ يَزِيدُ) قَائِلَةً: «لِيَزِدْنِي الرَّبُّ ابْناً آخَرَ». -\s1 قطعان يعقوب تزداد -\p -\v 25 وَعِنْدَمَا وَلَدَتْ رَاحِيلُ يُوسُفَ، قَالَ يَعْقُوبُ لِلابَانَ: «أَخْلِ سَبِيلِي فَأَنْطَلِقَ إِلَى بَلَدِي وَإِلَى أَرْضِي، -\v 26 وَأَعْطِنِي نِسَائِي وَأَوْلادِي الَّذِينَ خَدَمْتُكَ بِهِمْ، وَدَعْنِي أَمْضِي، فَأَنْتَ تُدْرِكُ أَيَّةَ خِدْمَةٍ خَدَمْتُكَ». -\v 27 فَقَالَ لَهُ لابَانُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ فَأَرْجُوكَ أَنْ تَمْكُثَ مَعِي، لأَنَّنِي عَرَفْتُ بِالتَّفَاؤُلِ بِالْغَيْبِ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ بَارَكَنِي بِفَضْلِكَ». -\v 28 وَأَضَافَ: «عَيِّنْ لِي أُجْرَتَكَ فَأُعْطِيَكَ إِيَّاهَا». -\v 29 فَقَالَ لَهُ يَعْقُوبُ: «أَنْتَ تَعْلَمُ كَيْفَ خَدَمْتُكَ، وَمَاذَا آلَتْ إِلَيْهِ مَوَاشِيكَ تَحْتَ رِعَايَتِي، -\v 30 فَالْقَلِيلُ الَّذِي كَانَ لَكَ قَبْلَ مَجِيئِي ازْدَادَ أَضْعَافاً كَثِيرَةً، فَبَارَكَكَ الرَّبُّ مُنْذُ أَنْ قَدِمْتُ عَلَيْكَ، وَالآنَ مَتَى أَشْرَعُ فِي تَحْصِيلِ رِزْقِ عَائِلَتِي؟» -\v 31 فَسَأَلَهُ: «مَاذَا أُعْطِيكَ؟» فَأَجَابَهُ يَعْقُوبُ: «لا تُعْطِنِي شَيْئاً. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ، فَاصْنَعْ لِي هَذَا الأَمْرَ الْوَاحِدَ فَأَذْهَبَ وَأَرْعَى غَنَمَكَ وَأَعْتَنِيَ بِها: -\v 32 دَعْنِي أَمُرُّ الْيَوْمَ بَيْنَ مَوَاشِيكَ كُلِّهَا، فَتَعْزِلَ مِنْهَا كُلَّ شَاةٍ رَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ وَسَوْدَاءَ مِنْ بَيْنِ الْخِرْفَانِ، وَكُلَّ بَلْقَاءَ وَرَقْطَاءَ بَيْنَ الْمِعْزَى، فَتَكُونُ هَذِهِ أُجْرَتِي. -\v 33 وَتَكُونُ أَمَانَتِي شَاهِدَةً عَلَى صِدْقِ خِدْمَتِي فِي مُسْتَقْبَلِ الأَيَّامِ. فَإِذَا جِئْتَ تَفْحَصُ أُجْرَتِي، وَوَجَدْتَ عِنْدِي مَا لَيْسَ أَرْقَطَ أَوْ أَبْلَقَ بَيْنَ الْمِعْزَى وَأَسْوَدَ بَيْنَ الْخِرْفَانِ، يَكُونُ مَسْرُوقاً عِنْدِي». -\v 34 فَقَالَ لابَانُ: «لِيَكُنْ وَفْقاً لِقَوْلِكَ». -\v 35 وَعَزَلَ لابَانُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ التُّيُوسَ الْمُخَطَّطَةَ وَالْبَلْقَاءَ، وَكُلَّ عَنْزٍ رَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ، كُلَّ مَا فِيهِ بَيَاضٌ وَكُلَّ خَرُوفٍ أَسْوَدَ. وَعَهِدَ بِها إِلَى أَبْنَاءِ يَعْقُوبَ. -\v 36 وَجَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَعْقُوبَ مَسَافَةَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، وَاسْتَمَرَّ يَعْقُوبُ يَرْعَى مَوَاشِي لابَانَ. -\p -\v 37 وَأَخَذَ يَعْقُوبُ قُضْبَاناً خَضْرَاءَ مِنْ أَشْجَارِ اللُّبْنَى وَاللَّوْزِ وَالدُّلْبِ وَقَلَّمَهَا بِخُطُوطٍ بَيْضَاءَ كَاشِفاً عَمَّا تَحْتَ الْقِشْرَةِ مِنْ بَيَاضٍ، -\v 38 وَنَصَبَ الْقُضْبَانَ الَّتِي قَلَّمَهَا تِجَاهَ الْغَنَمِ فِي أَجْرَانِ مَسَاقِي الْمَاءِ حَيْثُ تَرِدُ الْمَوَاشِي، فَتَتَوَحَّمُ عَلَيْهَا إِذَا مَا أَقْبَلَتْ لِتَشْرَبَ. -\v 39 فَكَانَتِ الْغَنَمُ تَتَوَحَّمُ عِنْدَ الْقُضْبَانِ، فَتَلِدُ غَنَماً مُخَطَّطَةً وَرَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ. -\v 40 وَفَرَزَ يَعْقُوبُ الْحُمْلانَ، وَجَعَلَ مُقَدِّمَةَ الْمَوَاشِي فِي مُوَاجَهَةِ كُلِّ مَا هُوَ مُخَطَّطٌ وَأَسْوَدُ مِنْ غَنَمِ لابَانَ، وَأَقَامَ لِنَفْسِهِ قُطْعَاناً عَلَى حِدَةٍ بِمَعْزِلٍ عَنْ غَنَمِ لابَانَ. -\v 41 فَكَانَ يَعْقُوبُ كُلَّمَا تَوَحَّمَتِ الْغَنَمُ الْقَوِيَّةُ يَنْصِبُ الْقُضْبَانَ أَمَامَ عُيُونِ الْمَوَاشِي فِي الأَجْرَانِ لِتَتَوَحَّمَ بَيْنَ الْقُضْبَانِ. -\v 42 وَحِينَ تَكُونُ الْغَنَمُ ضَعِيفَةً، لَا يَضَعُ الْقُضْبَانَ أَمَامَهَا، فَصَارَتِ الضَّعِيفَةُ لِلابَانَ وَالْقَوِيَّةُ لِيَعْقُوبَ. -\v 43 فَاغْتَنَى الرَّجُلُ جِدّاً، وَكَثُرَتْ مَوَاشِيهِ وَجَوَارِيهِ وَعَبِيدُهُ وَجِمَالُهُ وَحَمِيرُهُ. -\c 31 -\s1 يعقوب يهرب من لابان -\p -\v 1 وَسَمِعَ يَعْقُوبُ مَا يُرَدِّدُهُ أَبْنَاءُ لابَانَ قَائِلِينَ: «لَقَدِ اسْتَوْلَى يَعْقُوبُ عَلَى كُلِّ مَا لأَبِينَا، وَجَمَعَ ثَرْوَتَهُ مِمَّا يَمْلِكُهُ وَالِدُنَا». -\v 2 وَرَأَى يَعْقُوبُ أَنَّ مُعَامَلَةَ لابَانَ لَهُ قَدْ طَرَأَ عَلَيْهَا تَغْيِيرٌ فَاخْتَلَفَتْ عَمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ سَابِقاً. -\v 3 وَقَالَ الرَّبُّ لِيَعْقُوبَ: «عُدْ إِلَى أَرْضِ آبَائِكَ وَإِلَى قَوْمِكَ وَأَنَا أَكُونُ مَعَكَ». -\p -\v 4 فَأَرْسَلَ يَعْقُوبُ وَاسْتَدْعَى رَاحِيلَ وَلَيْئَةَ إِلَى الْحَقْلِ حَيْثُ يَرْعَى الْمَاشِيَةَ. -\v 5 وَقَالَ لَهُمَا: «إِنِّي أَرَى أَنَّ أَبَاكُمَا لَمْ يَعُدْ يُعَامِلُنِي كَالْعَهْدِ بِهِ مِنْ قَبْلُ، وَلَكِنْ إِلَهُ أَبَائِي كَانَ وَمَازَالَ مَعِي. -\v 6 أَنْتُمَا تَعْلَمَانِ أَنَّنِي خَدَمْتُ أَبَاكُمَا بِكُلِّ قُوَايَ. -\v 7 أَمَّا أَبُوكُمَا فَقَدْ غَدَرَ بِي وَغَيَّرَ أُجْرَتِي عَشْرَ مَرَّاتٍ. لَكِنَّ اللهَ لَمْ يَسْمَحْ لَهُ بِأَنْ يُسِيءَ إِلَيَّ. -\v 8 فَإِنْ قَالَ: لِتَكُنِ الْغَنَمُ الرُّقْطُ أُجْرَتَكَ، وَلَدَتْ كُلُّ الْغَنَمِ رُقْطاً. وَإِنْ قَالَ: لِتَكُنِ الْغَنَمُ الْمُخَطَّطَةُ أُجْرَتَكَ، وَلَدَتْ كُلُّ الْغَنَمِ مُخَطَّطَةً. -\v 9 لَقَدْ سَلَبَ اللهُ مَوَاشِي أَبِيكُمَا وَأَعْطَانِي إِيَّاهَا. -\v 10 وَرَأَيْتُ فِي مَوْسِمِ تَلاقُحِ الْغَنَمِ حُلْماً: أَنَّ جَمِيعَ الْفُحُولِ الصَّاعِدَةِ عَلَى الْغَنَمِ مُخَطَّطَةٌ وَرَقْطَاءُ وَمُنَمَّرَةٌ. -\v 11 وَقَالَ لِي مَلاكُ اللهِ فِي الْحُلْمِ: يَا يَعْقُوبُ، -\v 12 تَطَلَّعْ حَوْلَكَ وَانْظُرْ، فَتَرَى أَنَّ جَمِيعَ الْفُحُولِ الصَّاعِدَةِ عَلَى الْغَنَمِ هِيَ مُخَطَّطَةٌ وَرَقْطَاءُ وَمُنَمَّرَةٌ. فَإِنِّي رَأَيْتُ مَا يَصْنَعُهُ بِكَ لابَانُ. -\v 13 أَنَا إِلَهُ بَيْتِ إِيلَ، حَيْثُ مَسَحْتَ عَمُوداً، وَحَيْثُ نَذَرْتَ لِي نَذْراً. الآنَ قُمْ وَامْضِ مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ وَارْجِعْ إِلَى أَرْضِ مَوْلِدِكَ». -\p -\v 14 فَقَالَتْ رَاحِيلُ وَلَيْئَةُ: «هَلْ بَقِيَ لَنَا نَصِيبٌ وَمِيرَاثٌ فِي بَيْتِ أَبِينَا؟ -\v 15 أَلَمْ يُعَامِلْنَا كَأَجْنَبِيَّتَيْنِ لأَنَّهُ بَاعَنَا وَأَكَلَ ثَمَنَنَا أَيْضاً؟ -\v 16 إِنَّ كُلَّ الثَّرْوَةِ الَّتِي سَلَبَهَا اللهُ مِنْ أَبِينَا هِيَ لَنَا وَلأَوْلادِنَا، وَالآنَ افْعَلْ كُلَّ مَا قَالَهُ اللهُ لَكَ». -\p -\v 17 فَقَامَ يَعْقُوبُ وَحَمَلَ أَوْلادَهُ وَنِسَاءَهُ عَلَى الْجِمَالِ، -\v 18 وَسَاقَ كُلَّ مَاشِيَتِهِ أَمَامَهُ وَجَمِيعَ مُقْتَنَيَاتِهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا فِي سَهْلِ أَرَامَ وَاتَّجَهَ إِلَى إِسْحاقَ أَبِيهِ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. -\v 19 وَكَانَ لابَانُ قَدْ مَضَى لِيَجُزَّ غَنَمَهُ، فَسَرَقَتْ رَاحِيلُ أَصْنَامَ أَبِيهَا. -\v 20 وَكَذَلِكَ خَدَعَ يَعْقُوبُ لابَانَ الأَرَامِيَّ فَلَمْ يُخْبِرْهُ بِقَرَارِهِ -\v 21 فَهَرَبَ هُوَ وَكُلُّ مَا مَعَهُ، وَانْطَلَقَ عَابِراً النَّهْرَ مُتَوَجِّهاً نَحْوَ جَبَلِ جِلْعَادَ. -\s1 لابان يطارد يعقوب -\p -\v 22 فَأُخْبِرَ لابَانُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أَنَّ يَعْقُوبَ قَدْ هَرَبَ. -\v 23 فَصَحِبَ إِخْوَتَهُ مَعَهُ وَتَعَقَّبَهُ مَسِيرَةَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ حَتَّى أَدْرَكَهُ فِي جَبَلِ جِلْعَادَ. -\v 24 فَتَجَلَّى اللهُ لِلابَانَ الأَرَامِيِّ فِي حُلْمٍ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «إِيَّاكَ أَنْ تُخَاطِبَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ بِشَرٍّ». -\v 25 وَحِينَ أَدْرَكَ لابَانُ يَعْقُوبَ كَانَ يَعْقُوبُ قَدْ ضَرَبَ خَيْمَتَهُ فِي الْجَبَلِ، فَخَيَّمَ لابَانُ وَإخْوَتُهُ فِي جَبَلِ جِلْعَادَ. -\p -\v 26 وَقَالَ لابَانُ لِيَعْقُوبَ: «مَاذَا دَهَاكَ حَتَّى إِنَّكَ خَدَعْتَنِي وَسُقْتَ ابْنَتَيَّ كَسَبَايَا السَّيْفِ؟ -\v 27 لِمَاذَا هَرَبْتَ خِفْيَةً وَخَدَعْتَنِي؟ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي فَكُنْتُ أُشَيِّعُكَ بِفَرَحٍ وَغِنَاءٍ وَدُفٍّ وَعُودٍ؟ -\v 28 وَلَمْ تَدَعْنِي أُقَبِّلُ أَحْفَادِي وَابْنَتَيَّ؟ إِنَّكَ بِغَبَاوَةٍ تَصَرَّفْتَ. -\v 29 إنَّ فِي مَقْدُورِي أَنْ أُؤْذِيَكَ، وَلِكِنَّ إِلَهَ أَبِيكَ أَمَرَنِي لَيْلَةَ أَمْسٍ قَائِلاً: إِيَّاكَ أَنْ تُخَاطِبَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ بِشَرٍّ. -\v 30 وَالآنَ أَنْتَ تَمْضِي لأَنَّكَ اشْتَقْتَ إِلَى بَيْتِ أَبِيكَ، وَلَكِنْ لِمَاذَا سَرَقْتَ آلِهَتِي؟». -\p -\v 31 فَأَجَابَ يَعْقُوبُ: «لأَنَّنِي خِفْتُ أَنْ تَغْتَصِبَ ابْنَتَيْكَ مِنِّي. -\v 32 وَالآنَ، مَنْ تَجِدُ آلِهَتَكَ مَعَهُ فَالْمَوْتُ عِقَابُهُ. فَتِّشْ أَمَامَ إِخْوَتِنَا كُلَّ مَا مَعِي. إِنْ وَجَدْتَ لَكَ شَيْئاً فَخُذْهُ». وَلَمْ يَكُنْ يَعْقُوبُ يَعْلَمُ أَنَّ رَاحِيلَ قَدْ سَرَقَتِ الآلِهَةَ. -\p -\v 33 فَدَخَلَ لابَانُ خَيْمَةَ كُلٍّ مِنْ يَعْقُوبَ وَلَيْئَةَ وَالْجَارِيَتَيْنِ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئاً. ثُمَّ خَرَجَ مِنْ خِبَاءِ لَيْئَةَ وَدَخَلَ إِلَى خَيْمَةِ رَاحِيلَ. -\v 34 وَكَانَتْ رَاحِيلُ قَدْ أَخَذَتِ الأَصْنَامَ وَأَخْفَتْهَا فِي رَحْلِ الْجَمَلِ وَجَلَسَتْ عَلَيْهَا، فَبَحَثَ فِي كُلِّ الْخَيْمَةِ دُونَ أَنْ يَعْثُرَ عَلَى شَيْءٍ. -\v 35 وَقَالَتْ لأَبِيهَا «لا يُسِئْكَ يَا سَيِّدِي عَدَمُ اسْتِطَاعَتِي الْوُقُوفَ أَمَامَكَ لأَنَّ عَادَةَ النِّسَاءِ قَدْ عَرَضَتْ لِي». وَعِنْدَمَا بَحَثَ لابَانُ وَلَمْ يَجِدْ شَيْئاً -\v 36 اغْتَاظَ يَعْقُوبُ وَخَاصَمَ لابَانَ قَائِلاً: «مَا هُوَ ذَنْبِي وَمَا هِيَ خَطِيئَتِي حَتَّى تَعَقَّبْتَنِي بِغَيْظٍ؟ -\v 37 وَهَا أَنْتَ قَدْ فَتَّشْتَ جَمِيعَ أَثَاثِ بَيْتِي، فَمَاذَا وَجَدْتَ مِنْ جَمِيعِ أَثَاثِ بَيْتِكَ؟ اعْرِضْهُ هُنَا أَمَامَ أَقْرِبَائِنَا فَيَحْكُمُوا بَيْنَنَا كِلَيْنَا. -\v 38 لَقَدْ مَكَثْتُ مَعَكَ عِشْرِينَ سَنَةً، فَمَا أَسْقَطَتْ نِعَاجُكَ وَعِنَازُكَ، وَلَمْ آكُلْ مِنْ كِبَاشِ غَنَمِكَ. -\v 39 أَشْلاءَ فَرِيسَةٍ لَمْ أُحْضِرْ لَكَ بَلْ كُنْتُ أَتَحَمَّلُ خَسَارَتَهَا، وَمِنْ يَدِي كُنْتَ تَطْلُبُهَا، سَوَاءٌ كَانَتْ مَخْطُوفَةً فِي النَّهَارِ أَمْ فِي اللَّيْلِ. -\v 40 كُنْتُ فِي النَّهَارِ يَأْكُلُنِي الْحَرُّ وَفِي اللَّيْلِ الْجَلِيدُ، وَفَارَقَ نَوْمِي عَيْنَيَّ. -\v 41 لَقَدْ صَارَ لِي عِشْرُونَ سَنَةً فِي بَيْتِكَ. أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً مِنْهَا خَدَمْتُكَ لِقَاءَ زَوَاجِي بِابْنَتَيْكَ، وَسِتَّ سَنَوَاتٍ مُقَابِلَ غَنَمِكَ، وَقَدْ غَيَّرْتَ أُجْرَتِي عَشْرَ مَرَّاتٍ. -\v 42 وَلَوْلا أَنَّ إِلَهَ أَبِي، إِلَهَ إِبْرَاهِيمَ وَهَيْبَةَ إِسْحاقَ كَانَا مَعِي لَكُنْتَ الآنَ قَدْ صَرَفْتَنِي فَارِغاً. لَكِنِ الرَّبُّ قَدْ رَأَى مَذَلَّتِي وَتَعَبَ يَدَيَّ فَوَبَّخَكَ لَيْلَةَ أَمْسِ». -\p -\v 43 فَأَجَابَ لابَانُ: «الْبَنَاتُ بَنَاتِي، وَالأَبْنَاءُ أَبْنَائِي وَالْغَنَمُ غَنَمِي، وَكُلُّ مَا تَرَاهُ هُوَ لِي. وَلَكِنْ مَاذَا أَفْعَلُ بِبَنَاتِي وَأَوْلادِهِنَّ الآنَ؟ -\v 44 فَلْنَقْطَعْ عَهْداً بَيْنَنَا الْيَوْمَ، فَيَكُونَ شَاهِداً بَيْنِي وَبَيْنَكَ». -\p -\v 45 فَأَخَذَ يَعْقُوبُ حَجَراً وَنَصَبَهُ عَمُوداً، -\v 46 وَقَالَ لأَقْرِبَائِهِ: «اجْمَعُوا حِجَارَةً». فَأَخَذُوا الْحِجَارَةَ وَجَعَلُوهَا رُجْمَةً وَأَكَلُوا هُنَاكَ فَوْقَهَا. -\v 47 وَدَعَاهَا لابَانُ «يَجَرْ سَهْدُوثَا» (وَمَعْنَاهَا: رُجْمَةُ الشَّهَادَةِ بِلُغَةِ لابَانَ) وَأَمَّا يَعْقُوبُ فَدَعَاهَا «جَلْعِيدَ» (وَمَعْنَاهَا: رُجْمَةُ الشَّهَادَةِ بِلُغَةِ يَعْقُوبَ). -\v 48 وَقَالَ لابَانُ: «هَذِهِ الرُّجْمَةُ شَاهِدَةٌ الْيَوْمَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ». لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا جَلْعِيدَ. -\v 49 وَكَذَلِكَ دُعِيَتْ بِالْمِصْفَاةِ أَيْضاً لأَنَّهُ قَالَ: «لِيَكُنِ الرَّبُّ رَقِيباً بَيْنِي وَبَيْنَكَ حِينَ يَغِيبُ كُلٌّ مِنَّا عَنِ الآخَرِ. -\v 50 إِنْ أَسَأْتَ مُعَامَلَةَ ابْنَتَيَّ، أَوْ تَزَوَّجْتَ عَلَيْهِمَا، فَإِنَّ اللهَ يَرَاكَ وَيَكُونُ حَاكِماً بَيْنِي وَبَيْنَكَ حَتَّى لَوْ لَمْ أَعْرِفْ أَنَا». -\v 51 وَأَضَافَ: «لِتَكُنِ الرُّجْمَةُ، وَهَذَا الْعَمُودُ الَّذِي أَقَمْتُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ -\v 52 شَاهِدَيْنِ أَنْ لَا أَتَجَاوَزَ هَذِهِ الرُّجْمَةَ لإِيقَاعِ الأَذَى بِكَ، أَوْ تَتَجَاوَزَ أَنْتَ الرُّجْمَةَ وَهَذَا الْعَمُودَ لإِلْحَاقِ الضَّرَرِ بِي. -\v 53 وَلْيَكُنْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ نَاحُورَ وَإِلَهُ أَبِيهِمَا حَاكِماً بَيْنَنَا». فَحَلَفَ يَعْقُوبُ بِهَيْبَةِ أَبِيهِ إِسْحاقَ. -\v 54 ثُمَّ قَدَّمَ يَعْقُوبُ قُرْبَاناً فِي الْجَبَلِ وَدَعَا أَقْرِبَاءَهُ لِيَأْكُلُوا طَعَاماً، فَأَكَلُوا وَقَضَوْا لَيْلَتَهُمْ فِي الْجَبَلِ. -\p -\v 55 وَفِي الصَّبَاحِ الْمُبَكِّرِ نَهَضَ لابَانُ وَقَبَّلَ أَحْفَادَهُ وَابْنَتَيْهِ وَبَارَكَهُمْ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَاجِعاً، إِلَى مَحَلِّ إِقَامَتِهِ. -\c 32 -\s1 استعداد يعقوب للقاء عيسو -\p -\v 1 وَلَمَّا مَضَى يَعْقُوبُ فِي سَبِيلِهِ لاقَتْهُ مَلائِكَةُ اللهِ. -\v 2 فَقَالَ يَعْقُوبُ: «هَذَا جُنْدُ اللهِ». فَدَعَا اسْمَ ذَلِكَ الْمكَانِ مَحَنَايِمَ. (وَمَعْنَاهُ: الْمُعَسْكَرَانِ). -\p -\v 3 وَبَعَثَ يَعْقُوبُ قُدَّامَهُ رُسُلاً إِلَى أَخِيهِ عِيسُو فِي أَرْضِ سَعِيرَ بِلادِ أَدُومَ. -\v 4 وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «هَذَا مَا تَقُولُونَهُ لِسَيِّدِي عِيسُو: هَكَذَا يَقُولُ عَبْدُكَ يَعْقُوبُ: لَقَدْ تَغَرَّبْتُ عِنْدَ لابَانَ وَمَكَثْتُ هُنَاكَ إِلَى الآنَ، -\v 5 وَاقْتَنَيْتُ بَقَراً وَحَمِيراً وَغَنَماً وَعَبِيداً وَإِمَاءً وَأَرْسَلْتُ لأُعْلِمَ سَيِّدِي لَعَلَّنِي أَحْظَى بِرِضَاكَ». -\p -\v 6 فَرَجَعَ الرُّسُلُ إِلَى يَعْقُوبَ قَائِلِينَ: «لَقَدْ قَدِمْنَا عَلَى أَخِيكَ عِيسُو وَهَا هُوَ مُقْبِلٌ إِلَيْكَ، وَمَعَهُ أَرْبَعُ مِئَةِ رَجُلٍ». -\v 7 فَاعْتَرَى يَعْقُوبَ خَوْفٌ وَكَرَبٌ عَظِيمَانِ وَقَسَّمَ الْقَوْمَ الَّذِينَ مَعَهُ وَالْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَالْجِمَالَ إِلَى جَمَاعَتَيْنِ. -\v 8 وَقَالَ: «إِنْ صَادَفَ عِيسُو إِحْدَى الْجَمَاعَتَيْنِ وَأَهْلَكَهَا، تَنْجُ الْجَمَاعَةُ الْبَاقِيَةُ». -\p -\v 9 وَصَلَّى يَعْقُوبُ: «يَا إِلَهَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهَ أَبِي إِسْحاقَ، أَيُّهَا الرَّبُّ الَّذِي قَالَ لِي: ارْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ وَإِلَى قَوْمِكَ فَأُحْسِنَ إِلَيْكَ. -\v 10 أَنَا لَا أَسْتَحِقُّ جَمِيعَ إِحْسَانَاتِكَ وَأَمَانَتَكَ الَّتيِ أَبْدَيْتَهَا نَحْوَ عَبْدِكَ، فَقَدْ عَبَرْتُ الأُرْدُنَّ وَلَيْسَ مَعِي سِوَى عَصَايَ، وَهَا أَنَا أَعُودُ وَقَدْ أَصْبَحْتُ جَيْشَيْنِ. -\v 11 نَجِّنِي مِنْ يَدِ أَخِي عِيسُو لأَنِّي خَائِفٌ أَنْ يَقْدِمَ عَلَيَّ فَيُهْلِكَنِي وَيُهْلِكَ مَعِي الأُمَّهَاتِ وَالْبَنِينَ. -\v 12 وَأَنْتَ قُلْتَ: إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْكَ وَأَجْعَلُ ذُرِّيَّتَكَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ فَلا تُحْصَى لِكَثْرَتِهَا». -\p -\v 13 وَبَاتَ هُنَاكَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَانْتَقَى مِمَّا لَدَيْهِ هَدِيَّةً لأَخِيهِ عِيسُو. -\v 14 فَكَانَتْ مِئَتَيْ عَنْزٍ وَعِشْرِينَ تَيْساً وَمِئَتَيْ نَعْجَةٍ وَعِشْرِينَ كَبْشاً، -\v 15 وَثَلاثِينَ نَاقَةً مُرْضِعَةً مَعَ أَوْلادِهَا، وَأَرْبَعِينَ بَقَرَةً وَعَشَرَةَ ثِيرَانٍ وَعِشْرِينَ أَتَاناً وَعَشَرَةَ حَمِيرٍ، -\v 16 وَعَهِدَ بِها إِلَى أَيْدِي عَبِيدِهِ، كُلِّ قَطِيعٍ عَلَى حِدَةٍ. وَقَالَ لِعَبِيدِهِ: «تَقَدَّمُونِي، وَاجْعَلُوا بَيْنَ كُلِّ قَطِيعٍ وَقَطِيعٍ مَسَافَةً». -\v 17 وَأَوْصَى طَلِيعَتَهُمْ قَائِلاً: «إِذَا لَقِيتَ أَخِي عِيسُو وَسَأَلَكَ: لِمَنْ أَنْتَ؟ وَإِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ؟ وَمَنْ هُوَ صَاحِبُ الْقَطِيعِ الَّذِي أَمَامَكَ؟ -\v 18 أَنَّكَ تُجِيبُ: هِيَ لِعَبْدِكَ يَعْقُوبَ، هَدِيَّةٌ بَعَثَ بِها لِسَيِّدِي عِيسُو. وَهَا هُوَ قَادِمٌ خَلْفَنَا». -\v 19 وَأَوْصَى أَيْضاً بَقِيَّةَ السَّائِرِينَ وَرَاءَ الْقُطْعَانِ بِمِثْلِ هَذَا الْكَلامِ وَأَضَافَ: -\v 20 «تَقُولُونَ أَيْضاً: هُوَذَا عَبْدُكَ يَعْقُوبُ قَادِمٌ وَرَاءَنَا». وَكَانَ يَعْقُوبُ يَقُولُ فِي نَفْسِهِ: «أَسْتَعْطِفُهُ بِالْهَدَايَا الَّتِي تَتَقَدَّمُنِي، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ أُشَاهِدُ وَجْهَهُ لَعَلَّهُ يَرْضَى عَنِّي». -\v 21 وَهَكَذَا تَقَدَّمَتْهُ هَدَايَاهُ. أَمَّا هُوَ فَقَضَى لَيْلَتَهُ فِي الْمُخَيَّمِ. -\s1 يعقوب يصارع مع الله -\p -\v 22 ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَصَحِبَ مَعَهُ زَوْجَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلادَهُ الأَحَدَ عَشَرَ، وَعَبَرَ بِهِمْ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ، -\v 23 وَلَمَّا أَجَازَهُمْ وَكُلَّ مَالَهُ عَبْرَ الْوَادِي، -\v 24 وَبَقِيَ وَحْدَهُ، صَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ. -\v 25 وَعِنْدَمَا رَأَى أَنَّهُ لَمْ يَتَغَلَّبْ عَلَى يَعْقُوبَ، ضَرَبَهُ عَلَى حُقِّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ مَفْصِلُ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. -\v 26 وَقَالَ لَهُ: «أَطْلِقْنِي، فَقَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَأَجَابَهُ يَعْقُوبُ: «لا أُطْلِقُكَ حَتَّى تُبَارِكَنِي». -\v 27 فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَأَجَابَ: «يَعْقُوبُ». -\v 28 فَقَالَ: «لا يُدْعَى اسْمُكَ فِيمَا بَعْدُ يَعْقُوبَ، بَلْ إِسْرَائِيلَ (وَمَعْنَاهُ: يُجَاهِدُ مَعَ اللهِ)، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ». -\v 29 فَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. -\p -\v 30 وَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ فَنِيئِيلَ (وَمَعْنَاهُ: وَجْهُ اللهِ) إِذْ قَالَ: «لأَنِّي شَاهَدْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَبَقِيتُ حَيًّا». -\v 31 وَمَا إِنْ عَبَرَ فَنِيئِيلَ حَتَّى أَشْرَقَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فَسَارَ وَهُوَ عَارِجٌ مِنْ فَخْذِهِ -\v 32 لِذَلِكَ يَمْتَنِعُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَنْ أَكْلِ عِرْقِ النَّسَا الَّذِي عَلَى حُقِّ الْفَخْذِ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، لأَنَّ الرَّجُلَ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِ يَعْقُوبَ عَلَى عِرْقِ النَّسَا. -\c 33 -\s1 لقاء يعقوب وعيسو -\p -\v 1 وَتَطَلَّعَ يَعْقُوبُ مِنْ بَعِيدٍ، فَرَأَى عِيسُو مُقْبِلاً وَمَعَهُ أَرْبَعُ مِئَةِ رَجُلٍ، فَفَرَّق أَوْلادَهُ عَلَى لَيْئَةَ وَرَاحِيلَ وَالْجَارِيَتَيْنِ. -\v 2 فَجَعَلَ الْجَارِيَتَيْنِ وَأَوْلادَهُمَا فِي الطَّلِيعَةِ، ثُمَّ لَيْئَةَ وَأَوْلادَهَا، وَأَخِيراً رَاحِيلَ وَيُوسُفَ. -\v 3 وَتَقَدَّمَهُمْ، وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ سَبْعَ مَرَّاتٍ حَتَّى اقْتَرَبَ مِنْ أَخِيهِ. -\v 4 فَأَسْرَعَ عِيسُو لِمُلاقَاتِهِ وَعَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ، وَبَكَيَا. -\p -\v 5 وَتَلَفَّتَ عِيسُو حَوْلَهُ فَشَاهَدَ النِّسَاءَ وَالأَوْلادَ فَقَالَ: «مَنْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ مَعَكَ؟» فَأَجَابَ: «هُمُ الأَوْلادُ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ بِهِمْ عَلَى عَبْدِكَ». -\v 6 ثُمَّ دَنَتِ الْجَارِيَتَانِ مَعَ أَوْلادِهِمَا وَانْحَنَوْا أَمَامَ عِيسُو. -\v 7 وَبَعْدَهُمْ اقْتَرَبَتْ لَيْئَةُ وَأَوْلادُهَا وَانْحَنَوْا أَيْضاً، وَأَخِيراً تَقَدَّمَتْ رَاحِيلُ وَيُوسُفُ وَانْحَنَيَا أَمَامَهُ. -\v 8 وَسَأَلَ عِيسُو: «مَا هُوَ قَصْدُكَ مِنْ كُلِّ هَذِهِ الْقُطْعَانِ الَّتِي صَادَفْتُهَا؟». فَأَجَابَ يَعْقُوبُ: «هِيَ لِكَيْ أَحْظَى بِرِضَى سَيِّدِي». -\v 9 فَقَالَ عِيسُو: «إِنَّ لَدَيَّ كَثِيراً يَا أَخِي. فَاحْتَفِظْ لِنَفْسِكَ بِمَا لَكَ». -\v 10 فَقَالَ يَعْقُوبُ: «لا، إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ، فَأَرْجُو مِنْكَ أَنْ تَقْبَلَ مِنِّي هَدِيَّتِي لأَنِّي رَأَيْتُ وَجْهَكَ كَمَا يُرَى وَجْهُ اللهِ، فَرَضِيتَ عَنِّي. -\v 11 فَأَطْلُبُ إِلَيْكَ أَنْ تَقْبَلَ بَرَكَتِي الَّتِي حَمَلْتُهَا إِلَيْكَ، فَإِنَّ اللهَ قَدْ أَغْدَقَ عَلَيَّ، وَلَدَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ». وَأَلَحَّ عَلَيْهِ حَتَّى قَبِلَ. -\s1 الافتراق السلمي -\p -\v 12 وَقَالَ عِيسُو: «لِنَرْتَحِلْ فَأَسِيرَ أَمَامَكَ وَتَتْبَعَنِي». -\v 13 فَأَجَابَهُ يَعْقُوبُ: «يَا سَيِّدِي أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ الأَوْلادَ مَا بَرِحُوا أَطْرِيَاءَ الْعُودِ، وَغَنَمِي وَبَقَرِي مُرْضِعَةٌ، فَإِنْ أَجْهَدْتُهَا يَوْماً وَاحِداً فَإِنَّ كُلَّ الْغَنَمِ تَمُوتُ. -\v 14 فَلْيَتَقَدَّمْ مَوْلايَ عَبْدَهُ، وَأَنَا أَسِيرُ مُتَمَهِّلاً فِي إِثْرِ الْمَاشِيَةِ الَّتِي أَمَامِي، وَفِي إِثْرِ الأَوْلادِ أَيْضاً، إِلَى أَنْ أُقْبِلَ عَلَى سَيِّدِي فِي سَعِيرَ». -\v 15 فَقَالَ لَهُ عِيسُو: «إِذاً أَتْرُكُ مَعَكَ بَعْضَ الْقَوْمِ الَّذِينَ مَعِي». فَأَجَابَهُ: «وَأَيُّ حَاجَةٍ لِذَلِكَ؟ إِنَّ كُلَّ مَا أَطْلُبُهُ هُوَ أَنْ أَحْظَى بِرِضَى سَيِّدِي». -\v 16 فَمَضَى عِيسُو فِي طَرِيقِهِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ رَاجِعاً إِلَى سَعِيرَ. -\p -\v 17 أَمَّا يَعْقُوبُ فَارْتَحَلَ إِلَى سُكُّوتَ، وَبَنَى لِنَفْسِهِ بَيْتاً وَصَنَعَ لِمَوَاشِيهِ مِظَلاتٍ. لِذَلِكَ دُعِيَ ذَلِكَ الْمَكَانُ بِاسْمِ سُكُّوتَ (وَمَعْنَاهُ: الْمِظَلاتُ). -\v 18 ثُمَّ وَصَلَ يَعْقُوبُ سَالِماً مَدِينَةَ شَكِيمَ (وَهِيَ نَابُلْسُ) الَّتِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، عَلَى طَرِيقِهِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى سَهْلِ أَرَامَ، وَنَصَبَ خِيَامَهُ مُقَابِلَ الْمَدِينَةِ، -\v 19 وَاشْتَرَى الأَرْضَ الَّتِي نَصَبَ عَلَيْهَا خَيْمَتَهُ، مِنْ أَبْنَاءِ حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ بِمِئَةِ قِطْعَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ. -\v 20 وَشَيَّدَ هُنَاكَ مَذْبَحاً دَعَاهُ إِيلَ (وَمَعْنَاهُ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ). -\c 34 -\s1 دينة وأهل شكيم -\p -\v 1 وَخَرَجَتْ دِينَةُ ابْنَةُ لَيْئَةَ الَّتِي أَنْجَبَتْهَا لِيَعْقُوبَ لِتَتَعَرَّفَ عَلَى بَنَاتِ الْمِنْطَقَةِ الْمُحِيطَةِ، -\v 2 فَرَآهَا شَكِيمُ بنُ حَمُورَ الْحِوِّيِّ، رَئِيسِ الْمِنْطَقَةِ، فَأَخَذَهَا وَاغْتَصَبَهَا وَلَوَّثَ شَرَفَهَا، -\v 3 وَأُغْرِمَ قَلْبُهُ بِدِينَةَ وَلاطَفَهَا. -\v 4 وَقَالَ شَكِيمُ لِحَمُورَ أَبِيهِ: «خُذْ لِي هَذِهِ الْفَتَاةَ زَوْجَةً». -\v 5 وَسَمِعَ يَعْقُوبُ أَنَّهُ قَدْ لَوَّثَ شَرَفَ ابْنَتِهِ دِينَةَ. وَكَانَ بَنُوهُ آنَئِذٍ يَرْعَوْنَ مَوَاشِيَهِ فِي الْحَقْلِ، فَسَكَتَ حَتَّى رَجَعُوا. -\p -\v 6 وَوَفَدَ حَمُورُ وَالِدُ شَكِيمَ عَلَى يَعْقُوبَ لِيُخَاطِبَهُ بِشَأْنِ دِينَةَ -\v 7 وَأَتَى بَنُو يَعْقُوبَ مِنَ الْحَقْلِ عِنْدَمَا سَمِعُوا بِالأَمْرِ، وَقَدِ اسْتَشَاطُوا غَضَباً وَغَيْظاً لأَنَّ شَكِيمَ قَدِ ارْتَكَبَ فَاحِشَةً فِي إِسْرَائِيلَ بِمُضَاجَعَةِ ابْنَةِ يَعْقُوبَ، وَهُوَ أَمْرٌ مَحْظُورٌ. -\v 8 وَقَالَ حَمُورُ: «لَقَدْ تَعَلَّقَتْ نَفْسُ ابْنِي شَكِيمَ بِابْنَتِكُمْ، فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَنْ تُزَوِّجُوهُ مِنْهَا. -\v 9 صَاهِرُونَا، وَزَوِّجُونَا بَنَاتِكُمْ، وَتَزَوَّجُوا مِنْ بَنَاتِنَا، -\v 10 وَاسْكُنُوا مَعَنَا، فَهَا هِيَ الأَرْضُ أَمَامَكُمْ. أَقِيمُوا بِها وَاتَّجِرُوا وَتَمَلَّكُوا فِيهَا». -\v 11 وَقَالَ شَكِيمُ لأَبِيهَا وَإِخْوَتِهَا: «دَعُونِي أَحْظَى بِرِضَاكُمْ، وَكُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ أُعْطِيهِ. -\v 12 أَغْلُوا عَلَيَّ الْمَهْرَ وَالْهَدِيَّةَ فَأَبْذُلَهُمَا كَمَا تَطْلُبُونَ، إِنَّمَا زَوِّجُونِي مِنَ الْفَتَاةِ». -\p -\v 13 وَأَجَابَ أَبْنَاءُ يَعْقُوبَ شَكِيمَ وَأَبَاهُ حَمُورَ بِدَهَاءٍ، لأَنَّهُ كَانَ قَدْ لَوَّثَ شَرَفَ أُخْتِهِمْ، -\v 14 وَقَالُوا لَهُمَا: «لا يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ هَذَا الأَمْرُ فَنُعْطِيَ أُخْتَنَا لأَغْلَفَ، لأَنَّ هَذَا عَارٌ عَلَيْنَا. -\v 15 غَيْرَ أَنَّنَا نُوَافِقُ عَلَى طَلَبِكُمْ إِنْ صِرْتُمْ مِثْلَنَا، وَاخْتَتَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنْكُمْ، -\v 16 عِنْدَئِذٍ نُزَوِّجُكُمْ بَنَاتِنَا، وَنَتَزَوَّجُ مِنْ بَنَاتِكُمْ، فَنُقِيمُ بَيْنَكُمْ وَنُصْبِحُ شَعْباً وَاحِداً، -\v 17 وَإِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لَنَا وَتَخْتَتِنُوا، نَأْخُذُ ابْنَتَنَا وَنَمْضِي». -\p -\v 18 فَاسْتَحْسَنَ حَمُورُ وَوَلَدُهُ شَكِيمُ كَلامَهُمْ، -\v 19 وَلَمْ يَتَوَانَ الشَّابُ عَنْ تَنْفِيذِ الأَمْرِ، لأَنَّهُ كَانَ مُغْرَماً بِابْنَةِ يَعْقُوبَ، وَكَانَ أَكْرَمَ جَمِيعِ بَيْتِ أَبِيهِ. -\v 20 فَجَاءَ حَمُورُ وَشَكِيمُ ابْنُهُ إِلَى مَجْلِسِ الْمَدِينَةِ وَقَالا لِرِجَالِهَا: -\v 21 «إِنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ مُسَالِمُونَ لَنَا، فَلْنَدَعْهُمْ يُقِيمُونَ فِي الأَرْضِ وَيَتَّجِرُونَ فِيهَا، فَالأَرْضُ رَحْبَةٌ أَمَامَهُمْ، وَلْنَتَزَوَّجْ بَنَاتِهِمْ وَهُمْ يَتَزَوَّجُونَ بَنَاتِنَا. -\v 22 وَقَدِ اشْتَرَطُوا لِلإِقَامَةِ بَيْنَنَا وَأَنْ نُصْبِحَ شَعْباً وَاحِداً، أَنْ يَخْتَتِنَ كُلُّ ذَكَرٍ كَمَا هُمْ -\v 23 عِنْدَ ذَلِكَ تُصْبِحُ مَاشِيَتُهُمْ وَمُقْتَنَيَاتُهُمْ وَكُلُّ بَهَائِمِهِمْ مِلْكاً لَنَا. فَلْنُوَافِقْهُمْ عَلَى ذَلِكَ فَيُقِيمُوا مَعَنَا». -\v 24 فَوَافَقَ جَمِيعُ الْحَاضِرِينَ فِي مَجْلِسِ الْمَدِينَةِ عَلَى كَلامِ حَمُورَ وَابْنِهِ شَكِيمَ، فَاخْتَتَنَ كُلُّ ذَكَرٍ فِي الْمَدِينَةِ. -\p -\v 25 وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، بَيْنَمَا هُمْ مَازَالُوا مُتَوَجِّعِينَ، تَقَلَّدَ شِمْعُونَ وَلاوِي ابْنَا يَعْقُوبَ وَأَخَوَيْ دِينَةَ، سَيْفَيهِمَا، وَدَخَلا الْمَدِينَةَ بِجَرَاءَةٍ وَقَتَلا كُلَّ الذُّكُورِ. -\v 26 وَقَتَلا أَيْضاً حَمُورَ وَشَكِيمَ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَأَنْقَذَا دِينَةَ مِنْ بَيْتِ شَكِيمَ وَخَرَجَا. -\v 27 ثُمَّ أَقْبَلَ بَنُو يَعْقُوبَ عَلَى الْقَتْلَى وَنَهَبُوا الْمَدِينَةَ لأَنَّهُمْ لَوَّثُوا شَرَفَ أُخْتِهِمْ، -\v 28 وَاسْتَوْلَوْا عَلَى غَنَمِهِمْ وَبَقَرِهِمْ وَحَمِيرِهِمْ وَعَلَى كُلِّ مَا فِي الْمَدِينَةِ وَفِي الْحَقْلِ، -\v 29 وَسَبَوْا وَنَهَبُوا جَمِيعَ ثَرْوَتِهِمْ وَكُلَّ أَطْفَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ وَكُلَّ مَا فِي الْبُيُوتِ. -\p -\v 30 فَقَالَ يَعْقُوبُ لِشِمْعُونَ وَلاوِي: «لَقَدْ جَلَبْتُمَا عَلَيَّ الشَّقَاءَ وَكَرَاهِيَةَ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي هَذِهِ الْبِلادِ. وَهَا أَنَا نَفَرٌ قَلِيلٌ، فَيَتَأَلَّبُونَ عَلَيَّ وَيَقْتُلُونَنِي، فَأَبِيدُ أَنَا وَبَيْتِي». -\v 31 فَقَالا لَهُ: «أَمِثْلَ زَانِيَةٍ يُعَامِلُ أُخْتَنَا؟». -\c 35 -\s1 رجوع يعقوب إلى بيت إيل -\p -\v 1 ثُمَّ قَالَ اللهُ لِيَعْقُوبَ: «اصْعَدْ إِلَى بَيْتِ إِيلَ وَاسْكُنْ هُنَاكَ، وَشَيِّدْ مَذْبَحاً لِلهِ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ عِنْدَمَا كُنْتَ هَارِباً مِنْ أَمَامِ أَخِيكَ عِيسُو». -\v 2 فَأَمَرَ يَعْقُوبُ أَهْلَ بَيْتِهِ، وَكُلَّ مَنْ كَانَ مَعَهُ: «تَخَلَّصُوا مِنَ الآلِهَةِ الْغَرِيبَةِ الَّتِي بَيْنَكُمْ، وَتَطَهَّرُوا وَأَبْدِلُوا ثِيَابَكُمْ، -\v 3 ثُمَّ تَعَالَوْا لِنَذْهَبَ إِلَى بَيْتِ إِيلَ لأُشَيِّدَ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلهِ الَّذِي اسْتَجَابَ لِي فِي يَوْمِ ضِيقَتِي، وَرَافَقَنِي فِي الطَّرِيقِ الَّتِي سَلَكْتُهَا». -\v 4 فَسَلَّمُوا يَعْقُوبَ كُلَّ الآلِهَةِ الْغَرِيبَةِ الَّتِي كَانَتْ لَدَيْهِمْ وَالأَقْرَاطَ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ، فَطَمَرَ هَا يَعْقُوبُ تَحْتَ الْبُطْمَةِ الَّتِي فِي شَكِيمَ. -\p -\v 5 ثُمَّ ارْتَحَلُوا، فَهَيْمَنَ رُعْبُ اللهِ عَلَى الْمُدُنِ الَّتِي حَوْلَهُمْ، فَلَمْ يَسْعَوْا وَرَاءَهُمْ -\v 6 فَوَصَلَ يَعْقُوبُ وَجَمِيعُ الْقَوْمِ الَّذِينَ مَعَهُ إِلَى لُوزَ فِي أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ، وَهِيَ نَفْسُهَا بَيْتُ إِيلَ. -\v 7 وَشَيَّدَ مَذْبَحاً هُنَاكَ، وَدَعَا الْمَكَانَ «بَيْتَ إِيلَ» لأَنَّ اللهَ تَجَلَّى لَهُ هُنَاكَ عِنْدَمَا كَانَ هَارِباً مِنْ أَمَامِ أَخِيهِ. -\v 8 وَمَاتَتْ هُنَاكَ دَبُورَةُ مُرْضِعَةُ رِفْقَةَ، فَدُفِنَتْ فِي مُنْخَفَضِ بَيْتِ إِيلَ تَحْتَ شَجَرَةِ الْبَلُّوطِ، وَسَمُّوهَا «أَلُّونَ بَاكُوتَ» (وَمَعْنَاهَا: بَلُّوطَةُ الْبُكَاءِ). -\p -\v 9 وَظَهَرَ اللهُ لِيَعْقُوبَ مَرَّةً أُخْرَى بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ سَهْلِ أَرَامَ وَبَارَكَهُ، -\v 10 وَقَالَ لَهُ: «لَنْ يُدْعَى اسْمُكَ يَعْقُوبَ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ إِسْرَائِيلَ» (وَمَعْنَاهُ: يُجَاهِدُ مَعَ اللهِ). وَهَكَذَا سَمَّاهُ إِسْرَائِيلَ. -\v 11 وَقَالَ اللهُ لَهُ: «أَنَا هُوَ اللهُ الْقَدِيرُ. أَثْمِرْ وَاكْثُرْ، فَيَكُونَ مِنْكَ أُمَّةٌ وَطَوَائِفُ أُمَمٍ، وَمِنْ صُلْبِكَ يَخْرُجُ مُلُوكٌ. -\v 12 وَالأَرْضُ الَّتِي وَهَبْتُهَا لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحاقَ أُعْطِيهَا لَكَ وَلِذُرِّيَّتِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَيْضاً». -\v 13 ثُمَّ فَارَقَهُ اللهُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي خَاطَبَهُ فِيهِ. -\v 14 وَأَقَامَ يَعْقُوبُ عَمُوداً مِنْ حَجَرٍ فِي الْمَكَانِ الَّذِي تَكَلَّمَ فِيهِ مَعَهُ، وَسَكَبَ عَلَيْهِ سَكِيبَ قُرْبَانٍ وَصَبَّ عَلَيْهِ زَيْتاً أَيْضاً. -\v 15 وَدَعَا اسْمَ الْمَكَانِ «بَيْتَ إِيلَ» (وَمَعْنَاهُ: بَيْتُ اللهِ) لأَنَّ اللهَ خَاطَبَهُ هُنَاكَ. -\s1 موت راحيل وإسحاق -\p -\v 16 ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ بَيْتِ إِيلَ. وَإِذْ كَانُوا بَعْدُ عَلَى مَسَافَةٍ مِنْ أَفْرَاتَةَ شَعَرَتْ رَاحِيلُ بِالْمَخَاضِ وَتَعَسَّرَتْ وِلادَتُهَا. -\v 17 وَإِذْ كَانَتْ تُقَاسِي فِي وِلادَتِهَا قَالَتْ لَهَا الْقَابِلَةُ: «لا تَخَافِي، فَإِنَّ هَذَا أَيْضاً ابْنٌ آخَرُ لَكِ». -\v 18 وَبَيْنَمَا كَانَتْ تَلْفِظُ أَنْفَاسَهَا عِنْدَ مَوْتِهَا دَعَتْهُ «بِنْ أُوْنِي» (وَمَعْنَاهُ: ابْنُ حُزْنِي) غَيْرَ أَنَّ أَبَاهُ دَعَاهُ «بِنْيَامِينَ» (وَمَعْنَاهُ: ابْنُ يَمِينِي). -\v 19 ثُمَّ مَاتَتْ رَاحِيلُ وَدُفِنَتْ فِي الطَّرِيقِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى أَفْرَاتَةَ، أَيْ بَيْتِ لَحْمٍ. -\v 20 وَأَقَامَ يَعْقُوبُ عَمُوداً عَلَى قَبْرِهَا، وَهُوَ الْمَعْرُوفُ بِعَمُودِ قَبْرِ رَاحِيلَ إِلَى الْيَوْمِ. -\p -\v 21 وَتَابَعَ إِسْرَائِيلُ رَحِيلَهُ وَنَصَبَ خِيَامَهُ وَرَاءَ «بُرْجِ عِدْرٍ» -\v 22 وَبَيْنَمَا كَانَ إِسْرَائِيلُ يُقِيمُ فِي تِلْكَ الأَرْضِ مَضَى رَأُوبَيْنُ وَضَاجَعَ بِلْهَةَ سُرِّيَّةَ أَبِيهِ. وَعَرَفَ إِسْرَائِيلُ بِالأَمْرِ. وَهَؤُلاءِ هُمْ أَبْنَاءُ يَعْقُوبَ الاثْنَا عَشَرَ: -\p -\v 23 أَبْنَاءُ لَيْئَةَ: رَأُوبَيْنُ بِكْرُ يَعْقُوبَ، وَشِمْعُونُ وَلاوِي وَيَهُوذَا وَيَسَّاكَرُ وَزَبُولُونُ. -\v 24 وَابْنَا رَاحِيلَ: يُوسُفُ وَبَنْيَامِينُ. -\v 25 وَابْنَا بِلْهَةَ جَارِيَةِ رَاحِيلَ: دَانٌ وَنَفْتَالِي. -\v 26 وَابْنَا زِلْفَةَ جَارِيَةِ لَيْئَةَ: جَادٌ وَأَشِيرُ. وَهَؤُلاءِ هُمْ أَوْلادُ يَعْقُوبَ الَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي سَهْلِ أَرَامَ. -\p -\v 27 وَقَدِمَ يَعْقُوبُ عَلَى إِسْحاقَ أَبِيهِ إِلَى مَمْرَا فِي قَرْيَةِ أَرْبَعَ الْمَعْرُوفَةِ بِحَبْرُونَ حَيْثُ تَغَرَّبَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحاقُ. -\v 28 وَعَاشَ إِسْحاقُ مِئَةً وَثَمَانِينَ سَنَةً، -\v 29 ثُمَّ أَسْلَمَ رُوحَهُ وَلَحِقَ بِقَوْمِهِ شَيْخاً طَاعِناً فِي السِّنِّ وَدَفَنَهُ ابْنَاهُ عِيسُو وَيَعْقُوبُ. -\c 36 -\s1 ذرية عيسو -\p -\v 1 وَهَذَا سِجِلُّ مَوَالِيدِ عِيسُو أَيْ أَدُومَ: -\v 2 تَزَوَّجَ عِيسُو مِنْ بَنَاتِ كَنْعَانَ: عَدَا بِنْتَ إِيلُونَ الْحِثِّيِّ وَأُهُولِيبَامَةَ بِنْتَ عَنَى بِنْتِ صِبْعُونَ الْحِوِّيِّ. -\v 3 وَتَزَوَّجَ أَيْضاً بَسْمَةَ بِنْتَ إِسْمَاعِيلَ عَمِّهِ، أُخْتَ نَبَايُوتَ. -\v 4 فَأَنْجَبَتْ عَدَا لِعِيسُو أَلِيفَازَ، وَأَنْجَبَتْ بَسْمَةُ رَعُوئِيلَ. -\v 5 أَمَّا أُهُولِيبَامَةُ فَقَدْ أَنْجَبَتْ يَعُوشَ وَيَعْلامَ وَقُورَحَ. هَؤُلاءِ هُمْ أَبْنَاءُ عِيسُو الَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. -\p -\v 6 وَأَخَذَ عِيسُو زَوْجَاتِهِ وَبَنِيهِ وَبَنَاتِهِ وَجَمِيعَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَمَوَاشِيهِ وَكُلَّ بَهَائِمِهِ وَسَائِرَ مُقْتَنَيَاتِهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَانْتَقَلَ إِلَى أَرْضٍ أُخْرَى بَعِيداً عَنْ أَخِيهِ يَعْقُوبَ، -\v 7 لأَنَّ أَمْلاكَهُمَا كَانَتْ مِنَ الْكَثْرَةِ بِحَيْثُ لَمْ تَسَعْهُمَا الأَرْضُ لِلإِقَامَةِ مَعاً، وَلَمْ تَسْتَطِعْ أَرْضُ غُرْبَتِهِمَا أَنْ تَكْفِيَهُمَا لِرَعْيِ مَوَاشِيهِمَا. -\v 8 فَاسْتَوْطَنَ عِيسُو، أَيْ أَدُومُ، جَبَلَ سَعِيرَ. -\p -\v 9 وَهَذِهِ هِيَ أَسْمَاءُ أَبنَاءِ عِيسُو: -\v 10 أَلِيفَازُ بْنُ عَدَا، وَرَعُوئِيلُ بْنُ بَسْمَةَ. -\v 11 أَمَّا أَبْنَاءُ أَلِيفَازَ فَهُمْ: تَيْمَانُ وَأُوْمَارُ وَصَفْوُ وَجَعْثَامُ وَقَنَازُ. -\v 12 وَكَانَتْ تِمْنَاعُ سُرِّيَّةً لأَلِيفَازَ بْنِ عِيسُو فَأَنْجَبَتْ لأَلِيفَازَ عَمَالِيقَ. هَؤُلاءِ أَبْنَاءُ عَدَا زَوْجَةِ عِيسُو. -\v 13 أَمَّا أَبْنَاءُ رَعُوئِيلَ فَهُمْ: نَحَثُ وَزَارَحُ وَشَمَّةُ وَمِزَّةُ. وَجَمِيعُهُمْ أَبْنَاءُ بَسْمَةَ زَوْجَةِ عِيسُو. -\v 14 وَهَؤُلاءِ هُمْ أَبْنَاءُ أُهُولِيبَامَةَ بِنْتِ عَنَى حَفِيدَةِ صِبْعُونَ، زَوْجَةِ عِيسُو؛ فَقَدْ أَنْجَبَتْ لِعيسُو يَعُوشَ وَيَعْلامَ وَقُورَحَ. -\p -\v 15 وَهَؤُلاءِ هُمْ رُؤَسَاءُ قَبَائِلِ بَنِي عِيسُو، مِنْ مَوَالِيدِ أَلِيفَازَ بِكْرِ عِيسُو: تَيْمَانُ وَأُوْمَارُ وَصَفْوُ وَقَنَازُ. -\v 16 وَقُورَحُ وَجَعْثَامُ وَعَمَالِيقُ. هَؤُلاءِ هُمْ رُؤَسَاءُ الْقَبَائِلِ الْمُنْحَدِرَةِ مِنْ أَلِيفَازَ فِي أَرْضِ أَدُومَ. وَهُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ عَدَا. -\v 17 وَهَؤُلاءِ هُمْ رُؤَسَاءُ قَبَائِلِ بَنِي رَعُوئِيلَ ابْنِ عِيسُو: نَحَثُ وَزَارَحُ وَشَمَّةُ وَمِزَّةُ. هَؤُلاءِ هُمْ رُؤَسَاءُ الْقَبَائِلِ الْمُنْحَدِرَةِ مِنْ رَعُوئِيلَ فِي أَرْضِ أَدُومَ. وَهُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ بَسْمَةَ امْرَأَةِ عِيسُو. -\v 18 وَهَؤُلاءِ هُمْ أَبْنَاءُ أَهُولِيبَامَةَ امْرَأَةِ عِيسُو: الرُّؤَسَاءُ يَعُوشُ وَيَعْلامُ وَقُورَحُ. وَهُمْ رُؤَسَاءُ الْقَبَائِلِ الْمُنْحَدِرَةِ مِنْ أُهُولِيبَامَةَ امْرَأَةِ عِيسُو. -\v 19 هَؤُلاءِ هُمْ أَبْنَاءُ عِيسُو، أَيْ أَدُومَ، وَهَؤُلاءِ هُمْ رُؤَسَاءُ قَبَائِلِهِمْ. -\p -\v 20 وَهَؤُلاءِ هُمْ أَبْنَاءُ سِعِيرَ الْحُورِيِّ رُؤَسَاءُ الْقَبَائِلِ الْقَاطِنَةِ فِي الْمِنْطَقَةِ: لُوطَانُ وَشُوبَالُ وَصِبْعُونُ وَعَنَى. -\v 21 وَدِيشُونُ وَإِيصَرُ وَدِيشَانُ. هَؤُلاءِ هُمْ رُؤَسَاءُ قَبَائِلِ الْحُورِيِّينَ مِنْ بَنِي سِعِيرَ الْمُقِيمِينَ فِي أَرْضِ أَدُومَ. -\v 22 أَمَّا ابْنَا لُوطَانَ فَهُمَا حُورِيُّ وَهَيْمَامُ، وَتِمْنَاعُ هِيَ أُخْتُ لُوطَانَ. -\v 23 وَهَؤُلاءِ هُمْ بَنُو شُوبَالَ: عَلْوَانُ وَمَنَاحَةُ وَعِيبَالُ وَشَفْوُ وَأُونَامُ. -\v 24 أَمَّا ابْنَا صِبْعُونَ فَهُمَا أَيَّةُ وَعَنَى. هَذَا هُوَ عَنَى الَّذِي عَثَرَ عَلَى يَنَابِيعِ الْمِيَاهِ الْحَارَّةِ فِي الصَّحْرَاءِ عِنْدَمَا كَانَ يَرْعَى حَمِيرَ أَبِيهِ صِبْعُونَ. -\v 25 وَأَنْجَبَ عَنَى دِيشُونَ وَابْنَتَهُ أَهُولِيبَامَة. -\v 26 وَأَبْنَاءُ دِيَشَانَ حَمْدَانُ وَأَشْبَانُ وَيثْرَانُ وَكَرَانُ. -\v 27 وَأَبْنَاءُ إِيصَرَ: بِلْهَانُ وَزَعْوَانُ وَعَقَانُ. -\v 28 أَمَّا ابْنَا دِيشَانَ فَهُمَا: عُوصٌ وَأَرَانُ. -\v 29 هَؤُلاءِ هُمْ رُؤَسَاءُ قَبَائِلِ الْحُورِيِّينَ: لُوطَانُ وَشُوبَالُ وَصِبْعُونُ وَعَنَى. -\v 30 وَدِيشُونُ وَإِيصَرُ وَدِيشَانُ. هَؤُلاءِ هُمْ رُؤَسَاءُ قَبَائِلِ الْحُورِيِّينَ وَفْقاً لِطَوَائِفِهِمِ الْمُقِيمَةِ فِي أَرْضِ سِعِيرَ. -\s1 ملوك أدوم -\p -\v 31 وَهَؤُلاءِ هُمُ الْمُلُوكُ الَّذِينَ حَكَمُوا أَرْضَ أَدُومَ قَبْلَ أَنْ يُتَوَّجَ مَلِكٌ فِي إِسْرَائِيلَ: -\v 32 بَالَعُ بْنُ بَعُورَ مَلَكَ فِي أَدُومَ وَكَانَ اسْمُ مَدِينَتِهِ دِنْهَابَةَ. -\v 33 وَمَاتَ بَالَعُ فَخَلَفَهُ يُوبَابُ بْنُ زَارَحَ مِنْ بُصْرَةَ. -\v 34 وَمَاتَ يُوبَابُ فَخَلَفَهُ حُوشَامُ مِنْ أَرْضِ التَّيْمَانِيِّ. -\v 35 وَمَاتَ حُوشَامُ فَخَلَفَهُ هَدَادُ بْنُ بَدَادَ الَّذِي قَهَرَ الْمِدْيَانِيِّينَ فِي بِلادِ مُوآبَ. وَاسْمُ مَدِينَتِهِ عَوِيتُ. -\v 36 وَمَاتَ هَدَادُ فَخَلَفَهُ سَمْلَةُ مِنْ مَسْرِيقَةَ. -\v 37 وَمَاتَ سَمْلَةُ فَخَلَفَهُ شَأُولُ مِنْ رَحُوبُوتِ النَّهْرِ. -\v 38 وَمَاتَ شَأُولُ فَخَلَفَهُ بَعْلُ حَانَانَ بْنُ عَكْبُورَ. -\v 39 وَمَاتَ بَعْلُ حَانَانَ فَخَلَفَهُ هَدَارُ وَاسْمُ مَدِينَتِهِ فَاعُوَ، وَكَانَتْ زَوْجَتُهُ مَهِيطَبْئِيلَ بِنْتَ مَطْرِدَ بِنْتِ مَاءِ ذَهَبٍ. -\p -\v 40 وَهَذِهِ أَسْمَاءُ رُؤَسَاءِ الْقَبَائِلِ الْمُتَفَرِّعَةِ مِنْ نَسْلِ عِيسُو حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ وَأَمَاكِنِهِمِ الَّتِي حَمَلَتْ أَسْمَاءَهُمْ: رُؤَسَاءُ تِمْنَاعَ وَعَلْوَةَ وَيَتِيتَ -\v 41 وَأُهُولِيبَامَةَ وَإِيلَةَ وَفِينُونَ -\v 42 وَقَنَازَ وَتَيْمَانَ وَمِبْصَارَ -\v 43 وَمَجْدِيئِيلَ وَعِيرَامَ. هَؤُلاءِ هُمْ رُؤَسَاءُ أَدُومَ، حَسَبَ مَوَاطِنِ سُكْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ الَّتِي امْتَلَكُوهَا. وَجَمِيعُهُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ عِيسُو، أَبِي أَدُومَ. -\c 37 -\s1 أحلام يوسف -\p -\v 1 وَسَكَنَ يَعْقُوبُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، حَيْثُ تَغَرَّبَ أَبُوهُ، -\v 2 وَهَذَا سِجِلٌّ بِسِيرَةِ يَعْقُوبَ. إِذْ كَانَ يُوسُفُ غُلَاماً فِي السَّابِعَةِ عَشْرَةَ مِنْ عُمْرِهِ، رَاحَ يَرْعَى الْغَنَمَ مَعَ إِخْوَتِهِ أَبْنَاءِ بِلْهَةَ وَزِلْفَةَ زَوْجَتَيْ أَبِيهِ، فَأَبْلَغَ يُوسُفُ أَبَاهُ بِنَمِيمَتِهِمِ الرَّدِيئَةِ. -\v 3 وَكَانَ إِسْرَائِيلُ يُحِبُّ يُوسُفَ أَكْثَرَ مِنْ بَقِيَّةِ إِخْوَتِهِ، لأَنَّهُ كَانَ ابْنَ شَيْخُوخَتِهِ، فَصَنَعَ لَهُ قَمِيصاً مُلَوَّناً. -\v 4 وَلَمَّا رَأَى إِخْوَتُهُ أَنَّ أَبَاهُمْ يُحِبُّهُ أَكْثَرَ مِنْهُمْ كَرِهُوهُ وَأَسَاءُوا إِلَيْهِ بِكَلامِهِمْ. -\p -\v 5 وَحَلُمَ يُوسُفُ حُلْماً قَصَّهُ عَلَى إِخْوَتِهِ، فَازْدَادُوا لَهُ بُغْضاً. -\v 6 قَالَ لَهُمْ: «اسْمَعُوا هَذَا الْحُلْمَ الَّذِي حَلَمْتُهُ. -\v 7 رَأَيْتُ وَكَأَنَّنَا نَحْزِمُ حُزَماً فِي الْحَقْلِ، فَإِذَا بِحُزْمَتِي وَقَفَتْ ثُمَّ انْتَصَبَتْ، فَأَحَاطَتْ بِها حُزَمُكُمْ وَانْحَنَتْ لَهَا». -\v 8 فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: «أَلَعَلَّكَ تَمْلِكُ عَلَيْنَا أَوْ تَحْكُمُنَا؟» وَزَادَ بُغْضُهُمْ لَهُ بِسَبَبِ أَحْلامِهِ وَكَلامِهِ. -\v 9 ثُمَّ حَلُمَ حُلْماً آخَرَ سَرَدَهُ عَلَى إِخْوَتِهِ، قَالَ: «حَلَمْتُ حُلْماً آخَرَ، وَإذَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَأَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً سَاجِدَةٌ لِي». -\v 10 وَقَصَّهُ عَلَى أَبِيهِ وَإِخْوَتِهِ، فَأَنَّبَهُ أَبُوهُ وَقَالَ: «أَيُّ حُلْمٍ هَذَا الَّذِي حَلَمْتَهُ؟ أَتَظُنُّ حَقّاً أَنَّنِي وَأُمَّكَ وَإِخْوَتَكَ سَنَأْتِي وَنَنْحَنِي لَكَ إِلَى الأَرْضِ؟» -\v 11 فَحَسَدَهُ إِخْوَتُهُ. أَمَّا أَبُوهُ فَأَسَرَّ هَذَا الْكَلامَ فِي قَلْبِهِ. -\s1 إخوة يوسف يبيعونه -\p -\v 12 وَانْطَلَقَ إِخْوَتُهُ لِيَرْعَوْا غَنَمَ أَبِيهِمْ عِنْدَ شَكِيمَ، -\v 13 فَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ: أَلا يَرْعَى إِخْوَتُكَ الْغَنَمَ عِنْدَ شَكِيمَ؟ تَعَالَ لأُرْسِلَكَ إِلَيْهِمْ. -\v 14 اذْهَبْ وَاطْمَئِنَّ عَلَى إِخْوَتِكَ وَعَلَى الْمَوَاشِي، ثُمَّ عُدْ وَأَخْبِرْنِي عَنْ أَحْوَالِهِمْ، فَمَضَى مِنْ وَادِي حَبْرُونَ حَتَّى أَقْبَلَ إِلَى شَكِيمَ. -\v 15 وَالْتَقَاهُ رَجُلٌ فَوَجَدَهُ تَائِهاً فِي الْحُقُولِ، فَسَأَلَهُ: «عَمَّنْ تَبْحَثُ؟» -\v 16 فَأَجَابَهُ: «أَبْحَثُ عَنْ إِخْوَتِي. أَرْجُوكَ أَنْ تُخْبِرَنِي أَيْنَ يَرْعَوْنَ مَوَاشِيَهُمْ؟» -\v 17 فَقَالَ الرَّجُلُ: «لَقَدِ انْتَقَلُوا مِنْ هُنَا، وَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: لِنَذْهَبْ إِلَى دُوثَانَ». فَانْطَلَقَ يُوسُفُ فِي إِثْرِ إِخْوَتِهِ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِمْ فِي دُوثَانَ. -\p -\v 18 وَمَا إِنْ رَأَوْهُ مِنْ بَعِيدٍ، وَقَبْلَ أَنْ يَقْتَرِبَ مِنْهُمْ حَتَّى تَآمَرُوا عَلَيْهِ لِيَقْتُلُوهُ. -\v 19 وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هَا هُوَ صَاحِبُ الأَحْلامِ مُقْبِلٌ. -\v 20 هَيَّا نَقْتُلُهُ وَنُلْقِ بِهِ فِي إِحْدَى الآبَارِ، وَنَدَّعِي أَنَّ وَحْشاً ضَارِياً افْتَرَسَهُ، لِنَرَى مَاذَا تُجْدِيهِ أَحْلامُهُ». -\v 21 وَإِذْ سَمِعَ رَأُوبَيْنُ حَدِيثَهُمْ، أَرَادَ أَنْ يُنْقِذَهُ فَقَالَ: «لا نَقْتُلُهُ، -\v 22 وَلا تَسْفِكُوا دَماً، بَلِ اطْرَحُوهُ فِي هَذِهِ الْبِئْرِ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَلا تَمُدُّوا إِلَيْهِ يَداً بِأَذىً». وَقَدْ أَشَارَ رَأُوبَيْنُ بِهَذَا لأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنْهُمْ وَيَرُدَّهُ إِلَى أَبِيهِ. -\v 23 وَعِنْدَمَا قَدِمَ عَلَى إِخْوَتِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ قَمِيصَهُ الْمُلَوَّنَ الَّذِي كَانَ يَرْتَدِيهِ، -\v 24 وَأَخَذُوهُ وَأَلْقَوْا بِهِ فِي الْبِئْرِ. وَكَانَتِ الْبِئْرُ فَارِغَةً مِنَ الْمَاءِ. -\p -\v 25 وَحِينَ جَلَسُوا لِيَأْكُلُوا شَاهَدُوا عَنْ بُعْدٍ قَافِلَةً مِنَ الإِسْمَاعِيلِيِّينَ قَادِمِينَ مِنْ جِلْعَادَ فِي طَرِيقِهِمْ إِلَى مِصْرَ، وَجِمَالُهُمْ مُثَقَّلَةٌ بِالتَّوَابِلِ وَالْبَلَسَانِ وَالْمُرِّ. -\v 26 فَقَالَ يَهُوذَا لإِخْوَتِهِ: «مَا جَدْوَى قَتْلِ أَخِينَا وَإِخْفَاءِ دَمِهِ؟ -\v 27 تَعَالَوْا نَبِيعُهُ إِلَى الإِسْمَاعِيلِيِّينَ وَنُبْرِئُ أَيْدِينَا مِنْ دَمِهِ لأَنَّهُ أَخُونَا وَمِنْ لَحْمِنَا». فَوَافَقَ إِخْوَتُهُ عَلَى رَأْيِهِ. -\v 28 وَعِنْدَمَا دَنَا مِنْهُمُ التُّجَّارُ الْمِدْيَانِيُّونَ، سَحَبُوا يُوسُفَ مِنَ الْبِئْرِ وَبَاعُوهُ لَهُمْ بِعِشْرِينَ قِطْعَةً مِنَ الْفِضَّةِ، فَحَمَلُوهُ إِلَى مِصْرَ. -\v 29 ثُمَّ ذَهَبَ رَأُوبَيْنُ إِلَى الْبِئْرِ لِيُنْقِذَ يُوسُفَ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَمَزَّقَ ثِيَابَهُ، -\v 30 وَرَجَعَ إِلَى إِخْوَتِهِ يَقُولُ: «الْوَلَدُ لَيْسَ مَوْجُوداً، وَأَنَا الآنَ إِلَى أَيْنَ أَتَوَجَّهُ؟» -\p -\v 31 فَأَخَذُوا قَمِيصَ يُوسُفَ الْمُلَوَّنَ، وَذَبَحُوا تَيْساً مِنَ الْمِعْزَى وَغَمَسُوا الْقَمِيصَ فِي الدَّمِ، -\v 32 وَأَرْسَلُوهُ إِلَى أَبِيهِمْ قَائِلِينَ: «لَقَدْ وَجَدْنَا هَذَا الْقَمِيصَ، فَتَحَقَّقْ مِنْهُ، أَهُوَ قَمِيصُ ابْنِكَ أَمْ لا؟» -\v 33 فَتَعَرَّفَ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ وَقَالَ: «هَذَا قَمِيصُ ابْنِي. وَحْشٌ ضَارٍ افْتَرَسَهُ وَمَزَّقَهُ أَشْلاءَ». -\v 34 فَشَقَّ يَعْقُوبُ ثِيَابَهُ، وَارْتَدَى الْمُسُوحَ عَلَى حَقْوَيْهِ، وَنَاحَ عَلَى ابْنِهِ أَيَّاماً عَدِيدَةً. -\v 35 وَعِنْدَمَا قَامَ جَمِيعُ أَبْنَائِهِ لِيُعَزُّوهُ أَبَى أَنْ يَتَعَزَّى وَقَالَ: «إِنِّي أَمْضِي إِلَى ابْنِي نَائِحاً إِلَى الْهَاوِيَةِ». وَبَكَى عَلَيْهِ أَبُوهُ. -\v 36 وَبَاعَ الْمِدْيَانِيُّونَ يُوسُفَ فِي مِصْرَ لِفُوطِيفَارَ كَبِيرِ خَدَمِ فِرْعَوْنَ، رَئِيسِ الْحَرَسِ. -\c 38 -\s1 يهوذا وثامار -\p -\v 1 وَحَدَثَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَنَّ يَهُوذَا افْتَرَقَ عَنْ إِخْوَتِهِ وَأَقَامَ عِنْدَ رَجُلٍ عَدُلَّامِيٍّ يُدْعَى حِيرَةَ -\v 2 وَشَاهَدَ هُنَاكَ ابْنَةَ كَنْعَانِيٍّ اسْمُهُ شُوعٌ، فَتَزَوَّجَهَا، -\v 3 فَحَمَلَتْ وَأَنْجَبَتْ لَهُ ابْناً دَعَاهُ عِيراً. -\v 4 ثُمَّ حَمَلَتْ أَيْضاً وَأَنْجَبَتِ ابْناً سَمَّتْهُ أُونَانَ. -\v 5 ثُمَّ عَادَتْ فَأَنْجَبَتْ فِي كَزِيبَ ابْناً دَعَتْهُ شِيلَةَ. -\p -\v 6 وَأَخَذَ يَهُوذَا لِعِيرَ بِكْرِهِ زَوْجَةً تُدْعَى ثَامَارَ. -\v 7 وَإِذْ كَانَ عِيرُ بِكْرُ يَهُوذَا شِرِّيراً، أَمَاتَهُ الرَّبُّ. -\v 8 فَقَالَ يَهُوذَا لأُونَانَ: «ادْخُلْ عَلَى زَوْجَةِ أَخِيكَ وَتَزَوَّجْهَا وَأَقِمْ لأَخِيكَ نَسْلاً». -\v 9 وَعَرَفَ أُونَانُ أَنَّ النَّسْلَ لَا يَكُونُ لَهُ، فَكَانَ كُلَّمَا عَاشَرَ امْرَأَةَ أَخِيهِ يُفْسِدُ عَلَى الأَرْضِ، كَيْ لا يُقِيمَ لأَخِيهِ نَسْلاً. -\v 10 فَسَاءَ عَمَلُهُ هَذَا فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ فَأَمَاتَهُ أَيْضاً. -\v 11 فَقَالَ يَهُوذَا لِثَامَارَ كَنَّتِهِ: «امْكُثِي أَرْمَلَةً فِي بَيْتِ أَبِيكِ رَيْثَمَا يَكْبُرُ شِيلَةُ ابْنِي». لأَنَّهُ قَالَ: «لِئَلّا يَمُوتَ شِيلَةُ أَيْضاً كَمَا مَاتَ أَخَوَاهُ». فَمَضَتْ ثَامَارُ وَمَكَثَتْ فِي بَيْتِ أَبِيهَا. -\p -\v 12 وَبَعْدَ زَمَنٍ طَوِيلٍ مَاتَتْ زَوْجَةُ يَهُوذَا ابْنةُ شُوعٍ. وَإِذْ تَعَزَّى يَهُوذَا بَعْدَهَا انْطَلَقَ إِلَى جُزَّازِ غَنَمِهِ فِي تِمْنَةَ بِرِفْقَةِ حِيرَةَ صَاحِبِهِ الْعَدُلامِيِّ. -\v 13 فَقِيلَ لِثَامَارَ: «هُوَذَا حَمُوكِ قَادِمٌ لِتِمْنَةَ لِجَزِّ غَنَمِهِ». -\v 14 فَنَزَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا، وَتَبَرْقَعَتْ وَتَلَفَّعَتْ وَجَلَسَتْ عِنْدَ مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ الَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ، لأَنَّهَا عَرَفَتْ أَنَّ شِيلَةَ قَدْ كَبُرَ وَأَنَّهَا لَنْ تُزَفَّ إِلَيْهِ. -\v 15 فَعِنْدَمَا رَآهَا يَهُوذَا ظَنَّهَا زَانِيَةً لأَنَّهَا كَانَتْ تُغَطِّي وَجْهَهَا، -\v 16 فَمَالَ نَحْوَهَا إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ وَقَالَ: «دَعِينِي أُعَاشِرُكِ». وَلَمْ يَكُنْ يَدْرِي أَنَّهَا كَنَّتُهُ. فَقَالَتْ: «مَاذَا تُعْطِينِي لِكَيْ تُعَاشِرَنِي؟» -\v 17 فَقَالَ: «أَبْعَثُ إِلَيْكِ جَدْيَ مِعْزَى مِنَ الْقَطِيعِ». فَقَالَتْ: «أَتُعْطِينِي رَهْناً حَتَّى تَبْعَثَ بِهِ؟» -\v 18 فَسَأَلَهَا: «أَيُّ رَهْنٍ أُعْطِيكِ؟» فَأَجَابَتْهُ: «خَاتَمُكَ وَعِصَابَتُكَ وَعَصَاكَ». فَأَعْطَاهَا مَا طَلَبَتْ، وَعَاشَرَهَا فَحَمَلَتْ مِنْهُ. -\v 19 ثُمَّ قَامَتْ وَمَضَتْ، وَخَلَعَتْ بُرْقُعَهَا وَارْتَدَتْ ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا. -\p -\v 20 وَعِنْدَمَا أَرْسَلَ الْجَدْيَ مَعَ صَاحِبِهِ الْعَدُلامِيِّ لِيَسْتَرِدَّ الرَّهْنَ مِنْ يَدِ الْمَرْأَةِ لَمْ يَجِدْهَا. -\v 21 فَسَأَلَ أَهْلَ الْمَكَانِ: «أَيْنَ الزَّانِيَةُ الَّتِي كَانَتْ تَجْلِسُ عَلَى الطَّرِيقِ فِي عَيْنَايِمَ؟» فَقَالُوا: «لَمْ تَكُنْ فِي هَذَا الْمَكَانِ زَانِيَةٌ». -\v 22 فَعَادَ إِلَى يَهُوذَا وَقَالَ: «لَمْ أَجِدْهَا؛ وَكَذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْمَكَانِ: لَمْ تَكُنْ هَهُنَا زَانِيَةٌ». -\v 23 فَأَجَابَ يَهُوذَا: «فَلْتَحْتَفِظْ بِمَا عِنْدَهَا، فَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ يَسْخَرَ النَّاسُ مِنِّي. لَقَدْ بَعَثْتُ بِهَذَا الْجَدْيِ أُجْرَةً لَهَا وَلَكِنَّكَ لَمْ تَجِدْهَا». -\p -\v 24 وَبَعْدَ مُضِيِّ ثَلاثَةِ أَشْهُرٍ قِيلَ لِيَهُوذَا: «ثَامَارُ كَنَّتُكَ زَنَتْ، وَحَبِلَتْ مِنْ زِنَاهَا». فَقَالَ يَهُوذَا: «أَخْرِجُوهَا لِتُحْرَقَ». -\v 25 وَعِنْدَمَا أُخْرِجَتْ أَرْسَلَتْ إِلَى حَمِيهَا قَائِلَةً: «أَنَا حُبْلَى مِنْ صَاحِبِ هَذِهِ الأَشْيَاءِ. تَحَقَّقْ لِمَنْ هَذَا الْخَاتَمُ وَالْعِصَابَةُ وَالْعَصَا؟» -\v 26 فَأَقَرَّ بِها يَهُوذَا وَقَالَ: «هِيَ حَقّاً أَبَرُّ مِنِّي، لأَنَّنِي لَمْ أُزَوِّجْهَا مِنِ ابْنِي شِيلَةَ». وَلَمْ يُعَاشِرْهَا فِي مَا بَعْدُ. -\p -\v 27 وَعِنْدَمَا أَزِفَ مَوْعِدُ وِلادَتِهَا إِذَا فِي أَحْشَائِهَا تَوْأَمَانِ. -\v 28 وَفِي أَثْنَاءِ وِلادَتِهَا أَخْرَجَ أَحَدُهُمَا يَداً فَرَبَطَتِ الْقَابِلَةُ حَوْلَهَا خَيْطاً أَحْمَرَ، وَقَالَتْ: «هَذَا خَرَجَ أَوَّلاً». -\v 29 غَيْرَ أَنَّهُ سَحَبَ يَدَهُ فَخَرَجَ أَخُوهُ، فَقَالَتْ: «أَيُّ اقْتِحَامٍ اقْتَحَمْتَ لِنَفْسِكَ؟» لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ فَارَصَ (وَمَعْنَاهُ: اقْتِحَامٌ). -\v 30 وَبَعْدَ ذَلِكَ خَرَجَ أَخُوهُ ذُو الْمِعْصَمِ الْمُطَوَّقِ بِالْخَيْطِ الأَحْمَرِ فَسُمِّيَ زَارَحَ (وَمَعْنَاهُ: أَحْمَرُ، أَوْ إِشْرَاقٌ). -\c 39 -\s1 يوسف وزوجة فوطيفار -\p -\v 1 وَأَخَذَ الإِسْمَاعِيلِيُّونَ يُوسُفَ إِلَى مِصْرَ، فَاشْتَرَاهُ مِنْهُمْ مِصْرِيٌّ يُدْعَى فُوطِيفَارَ، كَانَ خَصِيَّ فِرْعَوْنَ وَرَئِيسَ الْحَرَسِ. -\v 2 وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ، فَأَفْلَحَ فِي أَعْمَالِهِ، وَأَقَامَ فِي بَيْتِ سَيِّدِهِ الْمِصْرِيِّ. -\v 3 وَرَأَى مَوْلاهُ أَنَّ الرَّبَّ مَعَهُ وَأَنَّهُ يُكَلِّلُ كُلَّ مَا تَصْنَعُهُ يَدَاهُ بِالنَّجَاحِ، -\v 4 فَحَظِيَ يُوسُفُ بِرِضَى سَيِّدِهِ، فَجَعَلَهُ وَكِيلاً عَلَى بَيْتِهِ وَوَلَّاهُ عَلَى كُلِّ مَالَهُ. -\v 5 وَبَارَكَ الرَّبُّ بَيْتَ الْمِصْرِيِّ وَكُلَّ مَالَهُ مِنْ مُقْتَنَيَاتٍ فِي الْبَيْتِ وَالْحَقْلِ بِفَضْلِ يُوسُفَ. -\v 6 فَعَهِدَ بِكُلِّ مَالَهُ إِلَى يُوسُفَ. وَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ مَعَهُ شَيْئاً إِلّا الْخُبْزَ الَّذِي يَأْكُلُهُ. وَكَانَ يُوسُفُ جَمِيلَ الْهَيْئَةِ وَسِيمَ الْوَجْهِ. -\p -\v 7 ثُمَّ لَمْ تَلْبَثْ أَنْ أُغْرِمَتْ بِهِ زَوْجَةُ مَوْلاهُ فَقَالَتْ: «اضْطَجِعْ مَعِي». -\v 8 فَأَبَى وَقَالَ لَهَا: «هُوَذَا سَيِّدِي قَدْ عَهِدَ إِلَيَّ بِكُلِّ مَا يَمْلِكُ فِي هَذَا الْبَيْتِ وَلَمْ يُشْغِلْ نَفْسَهُ بِأَيِّ شَأْنٍ فِيهِ. -\v 9 وَلَيْسَ فِي هَذَا الْبَيْتِ مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِنِّي. وَلَمْ يَمْنَعْ عَنِّي شَيْئاً غَيْرَكِ لأَنَّكِ زَوْجَتُهُ. فَكَيْفَ أَقْتَرِفُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟» -\v 10 وَلَمْ يُذْعِنْ يُوسُفُ لَهَا مَعَ أَنَّهَا كَانَتْ تُلِحُّ عَلَيْهِ يَوْماً بَعْدَ آخَرَ. -\p -\v 11 وَحَدَثَ يَوْماً أَنَّهُ دَخَلَ الْبَيْتَ لِيَقُومَ بِعَمَلِهِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْمَنْزِلِ أَحَدٌ، -\v 12 فَأَمْسَكَتْهُ مِنْ رِدَائِهِ وَقَالَتْ: «اضْطَجِعْ مَعِي». فَتَرَكَ رِدَاءَهُ بِيَدِهَا وَهَرَبَ خَارِجاً تَارِكاً رِدَاءَهُ بِيَدِهَا -\v 13 وَعِنْدَمَا رَأَتْ أَنَّهُ قَدْ رَفَضَ وَهَرَبَ خَارِجاً تَارِكاً رِدَاءَهُ بِيَدِهَا -\v 14 نَادَتْ أَهْلَ بَيْتِهَا وَقَالَتْ: «انْظُرُوا مَا جَرَى؟ هَذَا الْعِبْرَانِيُّ الَّذِي جَاءَ بِهِ زَوْجِي إِلَى الْبَيْتِ. شَرَعَ يُرَاوِدُنِي عَنْ نَفْسِي. دَخَلَ غُرْفَتِي وَحَاوَلَ اغْتِصَابِي، فَصَرَخْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي. -\v 15 وَعِنْدَمَا سَمِعَنِي قَدْ رَفَعْتُ صَوْتِي وَصَرَخْتُ، تَرَكَ رِدَاءَهُ مَعِي وَهَرَبَ خَارِجاً». -\p -\v 16 وَأَلْقَتْ رِدَاءَهُ إِلَى جَانِبِهَا حَتَّى قَدِمَ مَوْلاهُ إِلَى بَيْتِهِ، -\v 17 فَقَصَّتْ عَلَيْهِ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ قَائِلَةً: «دَخَلَ الْعَبْدُ الْعِبْرَانِيُّ الَّذِي جِئْتَ بِهِ إِلَيْنَا لِيُرَاوِدَنِي عَنْ نَفْسِي، -\v 18 وَحِينَ رَفَعْتُ صَوْتِي وَصَرَخْتُ، تَرَكَ ثَوْبَهُ بِجَانِبِي وَفَرَّ خَارِجاً». -\p -\v 19 فَلَمَّا سَمِعَ سَيِّدُهُ كَلامَ زَوْجَتِهِ وَمَا اتَّهَمَتْ بِهِ يُوسُفَ احْتَدَمَ غَضَبُهُ، -\v 20 فَقَبَضَ عَلَى يُوسُفَ وَزَجَّهُ فِي السِّجْنِ، حَيْثُ كَانَ أَسْرَى الْمَلِكِ مُعْتَقَلِينَ، فَمَكَثَ هُنَاكَ. -\p -\v 21 وَلَكِنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَ يُوسُفَ، فَأَغْدَقَ عَلَيْهِ رَحْمَتَهُ، فَنَالَ رِضَى رَئِيسِ السِّجْنِ، -\v 22 حَتَّى عَهِدَ إِلَى يُوسُفَ بِكُلِّ الْمَسَاجِينِ الْمُعْتَقَلِينَ، وَجَعَلَهُ مَسْؤولاً عَنْ كُلِّ مَا يَجْرِي هُنَاكَ. -\v 23 وَلَمْ يُحَاسِبْ رَئِيسُ السِّجْنِ يُوسُفَ بِأَيِّ شَيْءٍ أَوْكَلَهُ إِلَيْهِ، لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَهُ. وَمَهْمَا فَعَلَ كَانَ الرَّبُّ يُكَلِّلُهُ بِالنَّجَاحِ. -\c 40 -\s1 ساقي فرعون وخبازه -\p -\v 1 وَاتَّفَقَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّ سَاقِيَ مَلِكِ مِصْرَ وَالْخَبَّازَ أَذْنَبَا إِلَى سَيِّدِهِمَا مَلِكِ مِصْرَ، -\v 2 فَسَخَطَ فِرْعَوْنُ عَلَى خَصِيَّيْهِ: رَئِيسِ السُّقَاةِ وَرَئِيسِ الْخَبَّازِينَ، -\v 3 وَزَجَّهُمَا فِي مُعْتَقَلِ بَيْتِ رَئِيسِ الْحَرَسِ فِي السِّجْنِ، فِي الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ يُوسُفُ مَحْبُوساً فِيهِ. -\v 4 فَوَلَّى رَئِيسُ الْحَرَسِ يُوسُفَ أَمْرَهُمَا، فَقَامَ عَلَى خِدْمَتِهِمَا، فَمَكَثَا فِي الْمُعْتَقَلِ أَيَّاماً. -\p -\v 5 وَحَلُمَ كُلٌّ مِنْ سَاقِي مَلِكِ مِصْرَ وَخَبَّازِهِ الْمُعْتَقَلَيْنِ فِي السِّجْنِ حُلْماً فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ. وَكَانَ لِحُلْمِ كُلٍّ مِنْهُمَا مَعْنَاهُ الْخَاصُّ بِصَاحِبِهِ. -\v 6 فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمَا يُوسُفُ فِي الصَّبَاحِ فَوَجَدَهُمَا مُكْتَئِبَيْنِ. -\v 7 فَسَأَلَهُمَا: «لِمَاذَا وَجْهَاكُمَا مُكَمَّدَانِ فِي هَذَا الْيَوْمِ؟» -\v 8 فَأَجَابَاهُ: «حَلُمَ كُلٌّ مِنَّا حُلْماً وَلَيْسَ مَنْ يُفَسِّرُهُ». فَقَالَ يُوسُفُ: «أَلَيْسَتْ تَفَاسِيرُ الأَحْلامِ لِلهِ؟ حَدِّثَانِي بِهِمَا». -\p -\v 9 فَسَرَدَ رَئِيسُ السُّقَاةِ حُلْمَهُ عَلَى يُوسُفَ. قَالَ: «رَأَيْتُ فِي حُلْمِي وَإذَا كَرْمَةٌ أَمَامِي، -\v 10 فِيهَا ثَلاثَةُ أَغْصَانٍ أَفْرَخَتْ ثُمَّ أَزْهَرَتْ، وَمَا لَبِثَتْ عَنَاقِيدُهَا أَنْ أَثْمَرَتْ عِنَباً نَاضِجاً. -\v 11 وَكَانَتْ كَأْسُ فِرْعَوْنَ فِي يَدِي، فَتَنَاوَلْتُ الْعِنَبَ وَعَصَرْتُهُ فِي كَأْسِ فِرْعَوْنَ وَوَضَعْتُ الْكَأْسَ فِي يَدِهِ». -\v 12 فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ: «إِلَيْكَ تَفْسِيرَهُ: الثَّلاثَةُ الأَغْصَان هِيَ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ. -\v 13 بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ يَرْضَى عَنْكَ فِرْعَوْنُ، وَيَرُدُّكَ إِلَى مَنْزِلَتِكَ حَيْثُ تُنَاوِلُ فِرْعَوْنَ كَأْسَهُ، تَمَاماً كَمَا كُنْتَ مُعْتَاداً أَنْ تَفْعَلَ عِنْدَمَا كُنْتَ سَاقِيَهُ. -\v 14 إِنَّمَا إِذَا أَصَابَكَ خَيْرٌ فَاذْكُرْنِي وَأَحْسِنْ إِلَيَّ. اذْكُرْنِي لَدَى فِرْعَوْنَ وَأَخْرِجْنِي مِنْ هَذَا السِّجْنِ، -\v 15 لأَنَّنِي حُمِلْتُ عَنْوَةً مِنْ أَرْضِ الْعِبْرَانِيِّينَ، وَهُنَا أَيْضاً لَمْ أَجْنِ شَيْئاً لِيَزُجُّوا بِي فِي هَذَا السِّجْنِ». -\p -\v 16 وَعِنْدَمَا رَأَى رَئِيسُ الْخَبَّازِينَ أَنَّ يُوسُفَ أَحْسَنَ التَّفْسِيرَ، قَالَ لَهُ: «رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً حُلْماً، وَإذَا بِثَلاثَةِ سِلالٍ بَيْضَاءَ عَلَى رَأْسِي. -\v 17 وَكَانَ السَّلُّ الأَعْلَى مَلِيئاً مِنْ طَعَامِ فِرْعَوْنَ مِمَّا يُعِدُّهُ الْخَبَّازُ، إِلّا أَنَّ الطُّيُورَ كَانَتْ تَلْتَهِمُهُ مِنَ السَّلِّ الَّذِي عَلَى رَأْسِي». -\v 18 فَقَالَ يُوسُفُ: «إِلَيْكَ تَفْسِيرَهُ: الثَّلاثَةُ السِّلالُ هِيَ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ -\v 19 بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ يَقْطَعُ فِرْعَوْنُ رَأْسَكَ وَيُعَلِّقُكَ عَلَى خَشَبَةٍ فَتَأْكُلُ الطُّيُورُ لَحْمَكَ». -\p -\v 20 وَكَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ هُوَ يَوْمُ عِيدِ مِيلادِ فِرْعَوْنَ، فَأَقَامَ مَأْدُبَةً لِجَمِيعِ رِجَالِهِ، وَأَحْضَرَ مِنَ السِّجْنِ رَئِيسَ السُّقَاةِ وَرَئِيسَ الْخَبَّازِينَ أَمَامَهُمْ. -\v 21 وَرَدَّ رَئِيسَ السُّقَاةِ إِلَى عَمَلِهِ، فَصَارَ يُقَدِّمُ الْكَأْسَ لِيَدِ فِرْعَوْنَ. -\v 22 أَمَّا رَئِيسُ الْخَبَّازِينَ فَقَدْ عَلَّقَهُ (عَلَى خَشَبَةٍ) مِثْلَمَا فَسَّرَ لَهُمَا يُوسُفُ حُلْمَيْهِمَا. -\v 23 وَلَكِنَّ رَئِيسَ السُّقَاةِ لَمْ يَذْكُرْ يُوسُفَ بَلْ نَسِيَهُ. -\c 41 -\s1 أحلام فرعون -\p -\v 1 وَبَعْدَ انْقِضَاءِ سَنَتَيْنِ رَأَى فِرْعَوْنُ حُلْماً، وَإذَا بِهِ وَاقِفٌ بِجُوَارِ نَهْرِ النِّيلِ -\v 2 وَإذَا بِسَبْعِ بَقَرَاتٍ حِسَانِ الْمَنْظَرِ وَسَمِينَاتِ الأَبْدَانِ، صَاعِدَاتٍ مِنَ النَّهْرِ أَخَذَتْ تَرْعَى فِي الْمَرْجِ، -\v 3 ثُمَّ إِذَا بِسَبْعِ بَقَرَاتٍ أُخْرَى قَبِيحَاتِ الْمَنْظَرِ وَهَزِيلاتٍ تَصْعَدُ وَرَاءَهَا مِنَ النَّهْرِ وَتَقِفُ إِلَى جُوَارِ الْبَقَرَاتِ الأُولَى عَلَى ضَفَّةِ النَّهْرِ. -\v 4 وَالْتَهَمَتِ الْبَقَرَاتُ الْقَبِيحَاتُ الْبَقَرَاتِ السَّبْعَ الْحَسَنَاتِ الْمَنْظَرِ وَالسَّمِينَاتِ. وَأَفَاقَ فِرْعَوْنُ. -\v 5 ثُمَّ نَامَ، فَحَلُمَ ثَانِيَةً، وَإذَا بِسَبْعِ سَنَابِلَ نَابِتَةٍ مِنْ سَاقٍ وَاحِدَةٍ زَاهِيَةٍ وَمُمْتَلِئَةٍ -\v 6 ثُمَّ رَأَى سَبْعَ سَنَابِلَ عَجْفَاءَ قَدْ لَفَحَتْهَا الرِّيحُ الشَّرْقِيَّةُ نَابِتَةً وَرَاءَهَا، -\v 7 فَابْتَلَعَتِ السَّنَابِلُ الْعَجْفَاءُ السَّبْعَ السَّنَابِلَ الزَّاهِيَةَ الْمُمْتَلِئَةَ. وَأَفَاقَ فِرْعَوْنُ، وَأَدْرَكَ أَنَّهُ حُلْمٌ. -\v 8 وَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ اسْتَوْلَى الانْزِعَاجُ عَلَى فِرْعَوْنَ فَأَرْسَلَ وَاسْتَدْعَى جَمِيعَ سَحَرَةِ مِصْرَ وَكُلَّ حُكَمَائِهَا، وَسَرَدَ عَلَيْهِمْ حُلْمَهُ، فَلَمْ يَجِدْ مَنْ يُفَسِّرُهُ لَهُ. -\p -\v 9 عِنْدَئِذٍ قَالَ رَئِيسُ السُّقَاةِ لِفِرْعَوْنَ: «إِنِّي أَذْكُرُ الْيَوْمَ ذُنُوبِي. -\v 10 لَقَدْ سَخَطَ فِرْعَوْنُ عَلَى عَبْدَيْهِ، فَزَجَّنِي وَرَئِيسَ الْخَبَّازِينَ فِي مُعْتَقَلِ بَيْتِ رَئِيسِ الْحَرَسِ. -\v 11 فَحَلُمَ كُلٌّ مِنَّا حُلْماً فِي نَفْسِ اللَّيْلَةِ، وَكَانَ تَفْسِيرُ كُلِّ حُلْمٍ يَتَّفِقُ مَعَ أَحْوَالِ رَائِيهِ. -\v 12 وَكَانَ مَعَنَا هُنَاكَ غُلامٌ عِبْرَانِيٌّ، عَبْدٌ لِرَئِيسِ الْحَرَسِ، فَسَرَدْنَا عَلَيْهِ حُلْمَيْنَا فَفَسَّرَهُمَا لِكُلٍّ مِنَّا حَسَبَ تَعْبِيرِ حُلْمِهِ. -\v 13 وَقَدْ تَمَّ مَا فَسَّرَهُ لَنَا. فَرَدَّنِي فِرْعَوْنُ إِلَى وَظِيفَتِي وَأَمَّا ذَاكَ فَعَلَّقَهُ (عَلَى خَشَبَةٍ)». -\p -\v 14 فَبَعَثَ فِرْعَوْنُ وَاسْتَدْعَى يُوسُفَ، فَأَسْرَعُوا وَأَتَوْا بِهِ مِنَ السِّجْنِ فَحَلَقَ وَاسْتَبْدَلَ ثِيَابَهُ وَمَثَلَ أَمَامَ فِرْعَوْنَ. -\v 15 فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «لَقَدْ رَأَيْتُ حُلْماً وَلَيْسَ هُنَاكَ مَنْ يُفَسِّرُهُ، وَقَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ حَدِيثاً أَنَّكَ إِنْ سَمِعْتَ حُلْماً تَقْدِرُ أَنْ تُفَسِّرَهُ». -\v 16 فَأَجَابَ يُوسُفُ: «لا فَضْلَ لِي فِي ذَلِكَ، بَلْ إِنَّ اللهَ هُوَ الَّذِي يُعْطِي فِرْعَوْنَ الْجَوَابَ الصَّائِبَ». -\p -\v 17 فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «رَأَيْتُ نَفْسِي فِي الْحُلْمِ وَإذَا بِي أَقِفُ عَلَى ضَفَّةِ النَّهْرِ، -\v 18 وَإذَا بِسَبْعِ بَقَرَاتٍ حِسَانِ الْمَنْظَرِ وَسَمِينَاتِ الأَبْدَانِ صَاعِدَاتٍ مِنَ النَّهْرِ تَرْعَى فِي الْمَرْجِ، -\v 19 ثُمَّ إِذَا بِسَبْعِ بَقَرَاتٍ أُخَرَ قَبِيحَاتِ الْمَنْظَرِ وَهَزِيلاتٍ تَصْعَدُ وَرَاءَهَا مِنَ النَّهْرِ. لَمْ أَرَ فِي أَرْضِ مِصْرَ كُلِّهَا نَظِيرَهَا فِي الْقَبَاحَةِ. -\v 20 فَالْتَهَمَتِ الْبَقَرَاتُ الْهَزِيلاتُ الْقَبِيحَاتُ السَّبْعَ الْبَقَرَاتِ الأُولَى السَّمِينَاتِ. -\v 21 وَمَعَ أَنَّهَا ابْتَلَعَتْهَا ظَلَّتْ عَجْفَاءَ وَكَأَنَّهَا لَمْ تَبْتَلِعْهَا وَبَقِيَ مَنْظَرُهَا قَبِيحاً كَمَا كَانَتْ. وَاسْتَيْقَظْتُ. -\v 22 ثُمَّ رَأَيْتُ فِي حُلْمِي وَإذَا بِسَبْعِ سَنَابِلَ زَاهِيَةٍ وَمُمْتَلِئَةٍ نَابِتَةٍ مِنْ سَاقٍ وَاحِدَةٍ، -\v 23 ثُمَّ إِذَا بِسَبْعِ سَنَابِلَ يَابِسَةٍ عَجْفَاءَ قَدْ لَفَحَتْهَا الرِّيحُ الشَّرْقِيَّةُ نَابِتَةٍ وَرَاءَهَا، -\v 24 فَابْتَلَعَتِ السَّنَابِلُ الْعَجْفَاءُ السَّبْعَ الزَّاهِيَةَ. وَلَقَدْ سَرَدْتُ عَلَى السَّحَرَةِ هَذَيْنِ الْحُلْمَيْنِ، فَلَمْ أَجِدْ بَيْنَهُمْ مَنْ يُفَسِّرُهُمَا لِي». -\p -\v 25 فَقَالَ يُوسُفُ لِفِرْعَوْنَ: «حُلْمَا فِرْعَوْنَ هُمَا حُلْمٌ وَاحِدٌ. وَقَدْ أَطْلَعَ اللهُ فِرْعَوْنَ عَمَّا هُوَ فَاعِلٌ. -\v 26 السَّبْعُ الْبَقَرَاتُ الْحِسَانُ هِيَ سَبْعُ سَنَوَاتٍ. وَالسَّبْعُ السَّنَابِلُ الزَّاهِيَاتُ هِيَ أَيْضاً سَبْعُ سَنَوَاتٍ. فَالْحُلْمَانِ هُمَا حُلْمٌ وَاحِدٌ. -\v 27 وَالسَّبْعُ الْبَقَرَاتُ الْقَبِيحَاتُ الْهَزِيلاتُ الَّتِي صَعِدَتْ وَرَاءَهَا هِيَ سَبْعُ سَنَوَاتٍ. وَالسَّبْعُ السَّنَابِلُ الْفَارِغَاتُ الْمَلْفُوحَاتُ بِالرِّيحِ الشَّرْقِيَّةِ سَتَكُونُ سَبْعَ سَنَوَاتِ جُوعٍ -\v 28 وَالأَمْرُ هُوَ كَمَا أَخْبَرْتُ بِهِ فِرْعَوْنَ: فَقَدْ أَطْلَعَ اللهُ فِرْعَوْنَ عَمَّا هُوَ صَانِعٌ -\v 29 هُوَذَا سَبْعُ سِنِينَ رَخَاءٍ عَظِيمٍ قَادِمَةٌ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ، -\v 30 تَعْقُبُهَا سَبْعُ سَنَوَاتِ جُوعٍ، حَتَّى يَنْسَى النَّاسُ كُلَّ الرَّخَاءِ الَّذِي عَمَّ أَرْضَ مِصْرَ، وَيُتْلِفُ الْجُوعُ الأَرْضَ، -\v 31 وَيَخْتَفِي كُلُّ أَثَرٍ لِلرَّخَاءِ فِي الْبِلادِ مِنْ جَرَّاءِ الْمَجَاعَةِ الَّتِي تَعْقُبُهُ، لأَنَّهَا سَتَكُونُ قَاسِيَةً جِدّاً -\v 32 أَمَّا تَكْرَارُ الْحُلْمِ عَلَى فِرْعَوْنَ مَرَّتَيْنِ فَلَأَنَّ الأَمْرَ قَدْ قَرَّرَهُ اللهُ، وَلابُدَّ أَنْ يُجْرِيَهُ سَرِيعاً. -\p -\v 33 وَالآنَ لِيَبْحَثْ فِرْعَوْنُ عَنْ رَجُلٍ بَصِيرٍ حَكِيمٍ يُوَلِّيهِ عَلَى الْبِلادِ، -\v 34 وَلْيُقِمْ فِرْعَوْنُ نُظَّاراً عَلَى أَرْضِ مِصْرَ يَجْبُونَ خُمْسَ غَلَّتِهَا فِي سَنَوَاتِ الرَّخَاءِ السَّبْعِ. -\v 35 وَلِيَجْمَعُوا كُلَّ طَعَامِ سَنَوَاتِ الْخَيْرِ الْمُقْبِلَةِ، وَيَخْزِنُوا الْقَمْحَ بِتَفْوِيضٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَيَحْفَظُوهُ فِي الْمُدُنِ لِيَكُونَ طَعَاماً، -\v 36 وَمَؤُونَةً لأَهْلِ الأَرْضِ فِي سَنَوَاتِ الْمَجَاعَةِ السَّبْعِ الَّتِي سَتَسُودُ أَرْضَ مِصْرَ فَلا يَهْلِكُونَ جُوعاً». -\p -\v 37 فَاسْتَحْسَنَ فِرْعَوْنُ وَرِجَالُهُ جَمِيعاً هَذَا الْكَلامَ، -\v 38 وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِعَبِيدِهِ: «هَلْ نَجِدُ نَظِيرَ هَذَا رَجُلاً فِيهِ رُوحُ اللهِ؟» -\v 39 ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «مِنْ حَيْثُ إِنَّ اللهَ قَدْ أَطْلَعَكَ عَلَى كُلِّ هَذَا، فَلَيْسَ هُنَاكَ بَصِيرٌ وَحَكِيمٌ نَظِيرَكَ. -\v 40 لِذَلِكَ أُوَلِّيكَ عَلَى بَيْتِي، وَيُذْعِنُ شَعْبِي لِكُلِّ أَمْرٍ تُصْدِرُهُ، وَلَنْ يَكُونَ أَعْظَمَ مِنْكَ سِوَايَ أَنَا صَاحِبِ الْعَرْشِ». -\s1 يوسف يصبح حاكم مصر -\p -\v 41 ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «هَا أَنَا قَدْ وَلَّيْتُكَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ». -\v 42 وَنَزَعَ فِرْعَوْنُ خَاتَمَهُ مِنْ يَدِهِ وَوَضَعَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ، وَأَلْبَسَهُ ثِيَابَ كَتَّانٍ فَاخِرَةً وَطَوَّقَ عُنُقَهُ بِطَوْقٍ مِنْ ذَهَبٍ، -\v 43 وَأَرْكَبَهُ فِي مَرْكَبَتِهِ الثَّانِيَةِ، وَنَادُوا: «ارْكَعُوا أَمَامَهُ». وَأَقَامَهُ وَالِياً عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ. -\v 44 وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «أَنَا فِرْعَوْنُ، وَلا أَحَدَ يُمْكِنُ أَنْ يُحَرِّكَ سَاكِناً فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ غَيْرِ إِذْنِكَ». -\p -\v 45 وَدَعَا فِرْعَوْنُ اسْمَ يُوسُفَ صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ (وَمَعْنَاهُ بِالْمِصْرِيَّةِ الْقَدِيمَةِ مُخَلِّصُ الْعَالَمِ أَوْ حَافِظُ الْحَيَاةِ). وَزَوَّجَهُ مِنْ أَسْنَاتَ بِنْتِ فُوطِيفَارَعَ كَاهِنِ أُونَ، فَذَاعَ اسْمُ يُوسُفَ فِي جَمِيعِ أَرْجَاءِ مِصْرَ. -\p -\v 46 وَكَانَ يُوسُفُ فِي الثَّلاثِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا مَثَلَ أَمَامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ. وَبَعْدَ أَنْ خَرَجَ مِنْ حَضْرَةِ فِرْعَوْنَ شَرَعَ يَجُولُ فِي جَمِيعِ أَرْجَاءِ الْبِلادِ. -\p -\v 47 وَفِي سَنَوَاتِ الْخِصْبِ السَّبْعِ غَلَّتِ الأَرْضُ بِوَفْرَةٍ، -\v 48 فَجَمَعَ كُلَّ طَعَامِ السَّبْعِ سَنَوَاتٍ الْمُتَوَافِرِ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَخَزَنَهُ فِي الْمُدُنِ، فَاخْتَزَنَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ غَلَّاتِ مَا حَوْلَهَا مِنْ حُقُولٍ. -\v 49 وَادَّخَرَ يُوسُفُ كَمِّيَّاتٍ هَائِلَةً مِنَ الْقَمْحِ حَتَّى كَفَّ عَنْ إِحْصَائِهَا لِوَفْرَتِهَا الْعَظِيمَةِ. -\p -\v 50 وَأَنْجَبَتْ أَسْنَاتُ بِنْتُ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونَ لِيُوسُفَ ابْنَيْنِ قَبْلَ حُلُولِ سَنَوَاتِ الْجُوعِ. -\v 51 فَدَعَا يُوسُفُ اسْمَ الْبِكْرِ مَنَسَّى (وَمَعْنَاهُ: مَنْ يَنْسَى أَوْ الْمَنْسِيُّ) وَقَالَ: «لأَنَّ اللهَ أَنْسَانِي كُلَّ مَشَقَّتِي وَكُلَّ بَيْتِ أَبِي». -\v 52 أَمَّا الثَّانِي فَدَعَا اسْمَهُ أَفْرَايِمَ (وَمَعْنَاهُ: الْمُثْمِرُ مُضَاعَفاً) وَقَالَ: «لأَنَّ اللهَ جَعَلَنِي مُثْمِراً فِي أَرْضِ مَذَلَّتِي». -\p -\v 53 ثُمَّ انْتَهَتْ سَبْعُ سَنَوَاتِ الرَّخَاءِ الَّذِي عَمَّ أَرْضَ مِصْرَ. -\v 54 وَحَلَّتْ سَبْعُ سَنَوَاتِ الْمَجَاعَةِ كَمَا أَنْبَأَ يُوسُفُ. فَحَدَثَتْ مَجَاعَةٌ فِي جَمِيعِ الْبُلْدَانِ. أَمَّا أَرْضُ مِصْرَ فَقَدْ تَوَافَرَ فِيهَا الْخُبْزُ. -\v 55 وَعِنْدَمَا عَمَّتِ الْمَجَاعَةُ جَمِيعَ أَرْضِ مِصْرَ صَرَخَ الشَّعْبُ إِلَى فِرْعَوْنَ طَالِبِينَ الْخُبْزَ، فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِكُلِّ الْمِصْرِيِّينَ: «اذْهَبُوا إِلَى يُوسُفَ وَافْعَلُوا كَمَا يَقُولُ لَكُمْ». -\v 56 وَطَغَتِ الْمَجَاعَةُ عَلَى كُلِّ أَرْجَاءِ الْبِلادِ فَفَتَحَ يُوسُفُ الْمَخَازِنَ وَبَاعَ الطَّعَامَ لِلْمِصْرِيِّينَ. وَلَكِنَّ وَطْأَةَ الْجُوعِ اشْتَدَّتْ فِي أَرْضِ مِصْرَ. -\v 57 وَأَقْبَلَ أَهْلُ الْبُلْدَانِ الأُخْرَى إِلَى مِصْرَ، إِلَى يُوسُفَ، لِيَبْتَاعُوا قَمْحاً لأَنَّ الْمَجَاعَةَ كَانَتْ شَدِيدَةً فِي كُلِّ الأَرْضِ. -\c 42 -\s1 إخوة يوسف في مصر -\p -\v 1 وَعِنْدَمَا رَأَى يَعْقُوبُ أَنَّ الْقَمْحَ مُتَوَافِرٌ فِي مِصْرَ، قَالَ لأَبْنَائِهِ: «مَا بَالُكُمْ تَنْظُرُونَ بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ؟ -\v 2 لَقَدْ سَمِعْتُ أَنَّ الْقَمْحَ مُتَوَافِرٌ فِي مِصْرَ. فَانْحَدِرُوا إِلَى هُنَاكَ وَاشْتَرُوا لَنَا قَمْحاً لِنَبْقَى عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ وَلا نَمُوتَ». -\v 3 فَذَهَبَ عَشَرَةٌ مِنْ إِخْوَةِ يُوسُفَ لِيَشْتَرُوا قَمْحاً مِنْ مِصْرَ، -\v 4 أَمَّا بَنْيَامِينُ أَخُو يُوسُفَ فَلَمْ يُرْسِلْهُ يَعْقُوبُ مَعَ إِخْوَتِهِ خَوْفاً مِنْ أَنْ يَنَالَهُ مَكْرُوهٌ. -\p -\v 5 فَقَدِمَ أَبْنَاءُ إِسْرَائِيلَ إِلَى مِصْرَ مَعَ جُمْلَةِ الْقَادِمِينَ لِيَشْتَرُوا قَمْحاً، لأَنَّ الْمَجَاعَةَ كَانَتْ قَدْ أَصَابَتْ أَرْضَ كَنْعَانَ أَيْضاً. -\v 6 وَكَانَ يُوسُفُ هُوَ الْمُتَسَلِّطُ عَلَى مِصْرَ، وَالْقَائِمُ عَلَى بَيْعِ الْقَمْحِ لأَهْلِهَا جَمِيعاً. فَأَقْبَلَ إِخْوَةُ يُوسُفَ وَسَجَدُوا لَهُ بِوُجُوهِهِمْ إِلَى الأَرْضِ. -\v 7 فَلَمَّا رَآهُمْ عَرَفَهُمْ، وَلَكِنَّهُ تَنَكَّرَ لَهُمْ وَخَاطَبَهُمْ بِجَفَاءٍ وَسَأَلَهُمْ: «مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟» فَأَجَابُوهُ: «مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ لِنَشْتَرِيَ طَعَاماً». -\v 8 وَمَعَ أَنَّ يُوسُفَ عَرَفَهُمْ، إِلّا أَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوهُ. -\p -\v 9 ثُمَّ تَذَكَّرَ يُوسُفُ أَحْلامَهُ الَّتِي حَلَمَهَا بِشَأْنِهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ جَوَاسِيسُ، وَقَدْ جِئْتُمْ لاكْتِشَافِ ثُغُورِنَا غَيْرِ الْمَحْمِيَّةِ» -\v 10 فَقَالُوا لَهُ: «لا يَا سَيِّدِي إِنَّمَا قَدِمَ عَبِيدُكَ لِشِرَاءِ الطَّعَامِ، -\v 11 فَنَحْنُ كُلُّنَا أَبْنَاءُ رَجُلٍ وَاحِدٍ، نَحْنُ أُمَنَاءُ وَلَيْسَ عَبِيدُكَ جَوَاسِيسَ». -\v 12 وَلَكِنَّهُ قَالَ لَهُمْ: «لا! أَنْتُمْ قَدْ جِئْتُمْ لاكْتِشَافِ ثُغُورِنَا غَيْرِ الْمَحْمِيَّةِ» -\v 13 فَأَجَابُوهُ: «إِنَّ عَبِيدَكَ اثْنَا عَشَرَ أَخاً، أَبْنَاءُ رَجُلٍ وَاحِدٍ مُقِيمٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. وَقَدْ بَقِيَ أَخُونَا الصَّغِيرُ عِنْدَ أَبِينَا الْيَوْمَ، وَالآخَرُ مَفْقُودٌ». -\v 14 فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ الأَمْرَ كَمَا قُلْتُ لَكُمْ! أَنْتُمْ جَوَاسِيسُ. -\v 15 وَحَيَاةِ فِرْعَوْنَ إِنَّكُمْ لَنْ تُغَادِرُوا هُنَا حَتَّى تَأْتُوا بِأَخِيكُمُ الأَصْغَرِ، وَبِذَلِكَ تُثْبِتُونَ صِدْقَكُمْ. -\v 16 أَوْفِدُوا وَاحِداً مِنْكُمْ لِيَأْتِيَ بِأَخِيكُمْ، أَمَّا بَقِيَّتُكُمْ فَتَمْكُثُونَ فِي السِّجْنِ حَتَّى تَثْبُتَ صِحَّةُ كَلامِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ. وَإلَّا فَوَحَيَاةِ فِرْعَوْنَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ سِوَى جَوَاسِيسَ». -\v 17 وَطَرَحَهُمْ فِي السِّجْنِ مَعاً ثَلاثَةَ أَيَّامٍ. -\p -\v 18 وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ قَالَ لَهُمْ: «افْعَلُوا مَا أَطْلُبُهُ مِنْكُمْ فَتَحْيَوْا، فَأَنَا رَجُلٌ أَتَّقِي اللهَ. -\v 19 إِنْ كُنْتُمْ حَقّاً صَادِقِينَ فَلْيَبْقَ وَاحِدٌ مِنْكُمْ رَهِينَةً، بَيْنَمَا يَأْخُذُ بَقِيَّتُكُمُ الْقَمْحَ وَيَنْطَلِقُونَ إِلَى بُيُوتِكُمُ الْجَائِعَةِ. -\v 20 وَلَكِنْ إِيتُونِي بِأَخِيكُمُ الأَصْغَرِ فَأَتَحَقَّقَ بِذَلِكَ مِنْ صِدْقِكُمْ وَلا تَمُوتُوا». فَوَافَقُوا عَلَى ذَلِكَ. -\v 21 وَقَالُوا: «حَقّاً إِنَّنَا أَذْنَبْنَا فِي حَقِّ أَخِينَا. لَقَدْ رَأَيْنَا ضِيقَةَ نَفْسِهِ عِنْدَمَا اسْتَرْحَمَنَا فَلَمْ نَسْمَعْ لَهُ. لِذَلِكَ أَصَابَتْنَا هَذِهِ الضِّيقَةُ» -\v 22 فَقَالَ رَأُوبَيْنُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَا تَجْنُوا عَلَيْهِ فَلَمْ تَسْمَعُوا؟ وَالآنَ هَا نَحْنُ مُطَالَبُونَ بِدَمِهِ». -\v 23 وَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ يُوسُفَ كَانَ فَاهِماً حَدِيثَهُمْ، لأَنَّهُ كَانَ يُخَاطِبُهُمْ عَنْ طَرِيقِ مُتَرْجِمٍ. -\v 24 فَتَحَوَّلَ عَنْهُمْ وَبَكَى، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِمْ وَخَاطَبَهُمْ، وَأَخَذَ شِمْعُونَ وَقَيَّدَهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ. -\p -\v 25 ثُمَّ أَمَرَ يُوسُفُ مُوَظَّفِيهِ أَنْ يَمْلَأُوا أَكْيَاسَهُمْ بِالْقَمْحِ، وَأَنْ يَرُدُّوا فِضَّةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِلَى كِيسِهِ، وَأَنْ يُعْطُوهُمْ زَاداً لِلطَّرِيقِ. فَفَعَلُوا ذَلِكَ. -\v 26 فَحَمَّلُوا حَمِيرَهُمُ الْقَمْحَ وَانْطَلَقُوا مِنْ هُنَاكَ. -\v 27 وَحِينَ فَتَحَ أَحَدُهُمْ كِيسَهُ فِي الْخَانِ لِيَعْلِفَ حِمَارَهُ، لَمَحَ فِضَّتَهُ لأَنَّهَا كَانَتْ مَوْضُوعَةً فِي فَمِ الْكِيسِ. -\v 28 فَقَالَ لإِخْوَتِهِ: «لَقَدْ رُدَّتْ إِلَيَّ فِضَّتِي، انْظُرُوا هَا هِيَ فِي كِيسِي». فَغَاصَتْ قُلُوبُهُمْ، وَتَطَلَّعَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ مُرْتَعِدِينَ وَقَالُوا: «مَا هَذَا الَّذِي فَعَلَهُ اللهُ بِنَا؟». -\p -\v 29 وَعِنْدَمَا قَدِمُوا عَلَى أَبِيهِمْ يَعْقُوبَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ قَصُّوا عَلَيْهِ مَا حَلَّ بِهِمْ، وَقَالُوا: -\v 30 «الرَّجُلُ الْمُتَسَلِّطُ عَلَى مِصْرَ خَاطَبَنَا بِجَفَاءٍ، وَظَنَّ أَنَّنَا جَوَاسِيسُ عَلَى الأَرْضِ، -\v 31 فَقُلْنَا لَهُ: نَحْنُ أُمَنَاءُ وَلَسْنَا جَوَاسِيسَ. -\v 32 نَحْنُ اثْنَا عَشَرَ أَخاً أَبْنَاءُ أَبِينَا. أَحَدُنَا مَفْقُودٌ، وَالأَصْغَرُ بَقِيَ الْيَوْمَ مَعَ أَبِينَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. -\v 33 فَقَالَ لَنَا الرَّجُلُ سَيِّدُ الْبِلادِ: لِكَيْ أَتَحَقَّقَ مِنْ كَوْنِكُمْ أُمَنَاءَ. دَعُوا أَخاً وَاحِداً مِنْكُمْ عِنْدِي رَهِينَةً وَخُذُوا طَعَاماً لِبُيُوتِكُمُ الْجَائِعَةِ وَامْضُوا، -\v 34 ثُمَّ أَحْضِرُوا لِي أَخَاكُمُ الأَصْغَرَ، وَبَذَلِكَ أَعْرِفُ أَنَّكُمْ لَسْتُمْ جَوَاسِيسَ بَلْ قَوْماً أُمَنَاءَ، فَأُطْلِقَ لَكُمْ أَخَاكُمْ وَتَتَّجِرُونَ فِي الأَرْضِ». -\v 35 وَإِذْ شَرَعُوا فِي تَفْرِيغِ أَكْيَاسِهِمْ وَجَدَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِضَّتَهُ فِي كِيسِهِ، وَمَا إِنْ رَأَوْا هُمْ وَأَبُوهُمْ ذَلِكَ حَتَّى اسْتَبَدَّ بِهِمِ الْخَوْفُ. -\p -\v 36 فَقَالَ لَهُمْ أَبُوهُمْ: «لَقَدْ أَثْكَلْتُمُونِي أَوْلادِي. يُوسُفُ مَفْقُودٌ، وَشِمْعُونُ مَفْقُودٌ، وَهَا أَنْتُمْ تَأْخُذُونَ بِنْيَامِينَ بَعِيداً! كُلُّ هَذِهِ الدَّوَاهِي حَلَّتْ بِي!» -\v 37 فَقَالَ لَهُ رَأُوبَيْنُ: «اقْتُلِ ابْنَيَّ إِنْ لَمْ أَرْجِعْ بِهِ إِلَيْكَ. اعْهَدْ بِهِ إِلَيَّ وَأَنَا أَرُدُّهُ إِلَيْكَ». -\v 38 فَقَالَ: «لَنْ يَذْهَبَ ابْنِي مَعَكُمْ، فَقَدْ مَاتَ أَخُوهُ، وَهُوَ وَحْدَهُ بَاقٍ. فَإِنْ نَالَهُ مَكْرُوهٌ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي تَذْهَبُونَ فِيهَا، فَإِنَّكُمْ تُنْزِلُونَ شَيْبَتِي بِحُزْنٍ إِلَى قَبْرِي». -\c 43 -\s1 الرحلة الثانية إلى مصر -\p -\v 1 وَتَفَاقَمَتِ الْمَجَاعَةُ فِي الأَرْضِ. -\v 2 وَلَمَّا اسْتَهْلَكُوا الْقَمْحَ الَّذِي أَحْضَرُوهُ مِنْ مِصْرَ، قَالَ لَهُمْ أَبُوهُمْ: «ارْجِعُوا وَاشْتَرُوا لَنَا قَلِيلاً مِنَ الطَّعَامِ». -\v 3 فَقَالَ يَهُوذَا: «لَقَدْ حَذَّرَنَا الرَّجُلُ أَشَدَّ تَحْذِيرٍ وَقَالَ: لَنْ تَرَوْا وَجْهِي مَا لَمْ يَكُنْ أَخُوكُمْ مَعَكُمْ. -\v 4 فَإِنْ كُنْتَ تُرْسِلُ أَخَانَا مَعَنَا، نَمْضِي وَنَشْتَرِي لَكَ طَعَاماً -\v 5 وَإلَّا فَلَنْ نَذْهَبَ لأَنَّ الرَّجُلَ قَالَ لَنَا: لَا تَرَوْا وَجْهِي مَا لَمْ يَكُنْ أَخُوكُمْ مَعَكُمْ». -\p -\v 6 فَقَالَ إِسْرَائِيلُ: «لِمَاذَا أَسَأْتُمْ إِلَيَّ فَأَخْبَرْتُمُ الرَّجُلَ أَنَّ لَكُمْ أَخاً أَيْضاً؟» -\v 7 فَأَجَابُوا: «إِنَّ الرَّجُلَ قَدْ دَقَّقَ فِي اسْتِجْوَابِنَا عَنْ أَنْفُسِنَا وَعَنْ عَشِيرَتِنَا سَائِلاً: هَلْ أَبُوكُمْ حَيٌّ بَعْدُ؟ هَلْ لَكُمْ أَخٌ؟ فَأَجَبْنَاهُ حَسَبَ أَسْئِلَتِهِ. فَمِنْ أَيْنَ لَنَا أَنْ نَعْرِفَ أَنَّهُ سَيَقُولُ: أَحْضِرُوا أَخَاكُمْ إِلَى هُنَا؟» -\p -\v 8 وَقَالَ يَهُوذَا لإِسْرَائِيلَ أَبِيهِ: «أَرْسِلِ الْغُلامَ مَعِي فَنَقُومَ وَنَذْهَبَ فَنَحْيَا وَلا نَمُوتَ نَحْنُ وَأَنْتَ وَأَوْلادُنَا جَمِيعاً. -\v 9 وَأَنَا ضَامِنٌ لَهُ. مِنْ يَدِي تَطْلُبُهُ. فَإِنْ لَمْ أَرُدَّهُ إِلَيْكَ وَأُوقِفْهُ أَمَامَكَ، أَكُنْ مُذْنِباً إِلَيْكَ كُلَّ الأَيَّامِ. -\v 10 فَلَوْ لَمْ نَتَوَانَ فِي السَّفَرِ لَكُنَّا قَدْ رَجَعْنَا مَرَّتَيْنِ». -\p -\v 11 فَقَالَ لَهُمْ أَبُوهُمْ: «إِنْ كَانَ لابُدَّ مِنْ ذَلِكَ فَافْعَلُوا. وَخُذُوا مَعَكُمْ هَدِيَّةً لِلرَّجُلِ: وَامْلَأُوا أَوْعِيَتَكُمْ مِنْ أَحْسَنِ مَا تُنْتِجُهُ الأَرْضُ وَقَلِيلاً مِنَ الْبَلَسَانِ وَالْعَسَلِ وِالتَّوَابِلِ الْمُرِّ وَالْفُسْتُقِ وَاللَّوْزِ. -\v 12 وَخُذُوا مَعَكُمْ فِضَّةً أُخْرَى، وَالْفِضَّةَ الْمَرْدُودَةَ فِي أَفْوَاهِ أَكْيَاسِكُمْ وَأَعِيدُوهَا. فَلَعَلَّ فِي الأَمْرِ سَهْواً. -\v 13 وَاسْتَصْحِبُوا مَعَكُمْ أَيْضاً أَخَاكُمْ وَقُومُوا ارْجِعُوا إِلَى الرَّجُلِ. -\v 14 وَلْيُنْعِمْ عَلَيْكُمُ اللهُ الْقَدِيرُ بِالرَّحْمَةِ لَدَى الرَّجُلِ، فَيُطْلِقَ لَكُمْ أَخَاكُمُ الآخَرَ وَبَنْيَامِينَ أَيْضاً. وَأَنَا إِنْ ثَكِلْتُهُمَا، أَكُونُ قَدْ ثَكِلْتُهُمَا». -\p -\v 15 فَأَخَذَ الرِّجَالُ تِلْكَ الْهَدِيَّةَ، وَضِعْفَ الْفِضَّةِ، وَبَنْيَامِينَ، وَسَافَرُوا إِلَى مِصْرَ وَمَثَلُوا أَمَامَ يُوسُفَ. -\v 16 وَعِنْدَمَا شَاهَدَ يُوسُفُ بِنْيَامِينَ مَعَهُمْ قَالَ لِمُدَبِّرِ بَيْتِهِ: «أَدْخِلِ الرِّجَالَ إِلَى الْبَيْتِ وَاذْبَحْ ذَبِيحَةً وَهَيِّئْهَا، لأَنَّ هَؤُلاءِ الرِّجَالَ سَيَتَنَاوَلُونَ مَعِي الطَّعَامَ فِي سَاعَةِ الْغَذَاءِ». -\v 17 فَفَعَلَ الرَّجُلُ كَمَا أَمَرَ يُوسُفُ، وَأَدْخَلَ الرِّجَالَ إِلَى بَيْتِ يُوسُفَ. -\p -\v 18 وَلَمَّا أُدْخِلُوا إِلَى بَيْتِ يُوسُفَ اعْتَرَاهُمُ الْخَوْفُ وَقَالُوا: «لَقَدْ جِيءَ بِنَا إِلَى هُنَا لِيَهْجُمَ عَلَيْنَا وَيَقَعَ بِنَا وَيَسْتَعْبِدَنَا وَيَسْتَوْلِيَ عَلَى حَمِيرِنَا، بِسَبَبِ الْفِضَّةِ الأُولَى الْمَرْدُودَةِ فِي أَكْيَاسِنَا». -\v 19 فَتَقَدَّمُوا إِلَى مُدَبِّرِ بَيْتِ يُوسُفَ وَقَالُوا لَهُ عِنْدَ مَدْخَلِ الْبَابِ: -\v 20 «اسْتَمِعْ يَا سَيِّدِي، لَقَدْ قَدِمْنَا إِلَى هُنَا فِي الْمَرَّةِ الأُولَى لِنَشْتَرِيَ طَعَاماً، -\v 21 وَلَكِنَّنَا حِينَ نَزَلْنَا فِي الْخَانِ وَفَتَحْنَا أَكْيَاسَنَا عَثَرَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا عَلَى فِضَّتِهِ بِكَامِلِ وَزْنِهَا فِي فَمِ كِيسِهِ، فَأَحْضَرْنَاهَا مَعَنَا لِنَرُدَّهَا. -\v 22 وَجِئْنَا مَعَنَا بِفِضَّةٍ أُخْرَى لِنَشْتَرِيَ طَعَاماً. وَلَسْنَا نَدْرِي مَنْ وَضَعَ فِضَّتَنَا فِي أَكْيَاسِنَا». -\p -\v 23 فَقَالَ: «سَلامٌ لَكُمْ، لَا تَخَافُوا، فَإِنَّ إِلَهَكُمْ وَإِلَهَ أَبِيكُمْ قَدْ وَهَبَكُمْ كَنْزاً فِي أَكْيَاسِكُمْ، أَمَّا فِضَّتُكُمْ فَقَدْ وَصَلَتْ إِلَيَّ». ثُمَّ أَخْرَجَ إِلَيْهِمْ شِمْعُونَ. -\v 24 وَأَدْخَلَ الرَّجُلُ الْقَوْمَ إِلَى بَيْتِ يُوسُفَ وَقَدَّمَ لَهُمْ مَاءً لِيَغْسِلُوا أَرْجُلَهُمْ، وَعَلِيقاً لِحَمِيرِهِمْ. -\v 25 وَأَعَدُّوا الْهَدِيَّةَ فِي انْتِظَارِ مَجِيءِ يُوسُفَ عِنْدَ الظُّهْرِ، لأَنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَّهُمْ سَيَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ هُنَاكَ. -\p -\v 26 فَلَمَّا أَقْبَلَ يُوسُفُ إِلَى الْبَيْتِ أَحْضَرُوا إِلَيْهِ الْهَدِيَّةَ الَّتِي حَمَلُوهَا مَعَهُمْ إِلَى الْبَيْتِ، وَانْحَنَوْا أَمَامَهُ إِلَى الأَرْضِ. -\v 27 فَسَأَلَهُمْ عَنْ أَحْوَالِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: «هَلْ أَبُوكُمُ الشَّيْخُ الَّذِي أَخْبَرْتُمْ عَنْهُ بِخَيْرٍ؟ أَمَازَالَ حَيًّا؟» -\v 28 فَأَجَابُوا: «عَبْدُكَ أَبُونَا بِخَيْرٍ، وَهُوَ مَازَالَ حَيًّا». وَانْحَنَوْا وَسَجَدُوا. -\p -\v 29 وَتَلَفَّتَ فَرَأَى أَخَاهُ الشَّقِيقَ بِنْيَامِينَ، فَقَالَ: «أَهَذَا أَخُوكُمُ الأَصْغَرُ الَّذِي أَخْبَرْتُمُونِي عَنْهُ؟» ثُمَّ قَالَ: «لِيُنْعِمِ اللهُ عَلَيْكَ يَا ابْنِي». -\v 30 وَانْدَفَعَ يُوسُفُ إِلَى مُخْدَعِهِ وَبَكَى هُنَاكَ لأَنَّ عَوَاطِفَهُ حَنَّتْ إِلَى أَخِيهِ. -\p -\v 31 ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَخَرَجَ مُمْسِكاً نَفْسَهُ عَنْ الْبُكَاءِ، وَقَالَ: «قَدِّمُوا الطَّعَامَ». -\v 32 فَقَدَّمُوا لَهُ وَحْدَهُ، وَلَهُمْ وَحْدَهُمْ، وَلِلْمِصْرِيِّينَ الآكِلِينَ مَعَهُ وَحْدَهُمْ، إِذْ أَنَّهُ مَحْظُورٌ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ أَنْ يَأْكُلُوا مَعَ الْعِبْرَانِيِّينَ، لأَنَّ ذَلِكَ رِجْسٌ عِنْدَهُمْ. -\v 33 فَجَلَسُوا فِي مَحْضَرِهِ، كُلٌّ وَفْقاً لِعُمْرِهِ، مِنَ الْبِكْرِ حَتَّى الصَّغِيرِ. فَنَظَرُوا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ مُتَعَجِّبِين. -\v 34 وَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ حِصَصاً مِنْ مَائِدَتِهِ، فَكَانَتْ حِصَّةُ بِنْيَامِينَ خَمْسَةَ أَضْعَافِ حِصَصِ إِخْوَتِهِ. وَاحْتَفُوا وَشَرِبُوا مَعَهُ. -\c 44 -\s1 الكأس الفضية في الكيس -\p -\v 1 وَأَمَرَ يُوسُفُ مَدَبِّرَ بَيْتِهِ قَائِلاً: «امْلأْ أَكْيَاسَ الرِّجَالِ بِالطَّعَامِ بِقَدْرِ وُسْعِهَا، وَرُدَّ فِضَّةَ كُلِّ رَجُلٍ إِلَى فَمِ كِيسِهِ. -\v 2 وَضَعْ فِي فَمِ كِيسِ الصَّغِيرِ كَأْسِيَ الْفِضِّيَّةَ وَثَمَنَ قَمْحِهِ». فَنَفَّذَ أَمْرَ يُوسُفَ. -\v 3 وَمَا إِنْ أَشْرَقَ الصَّبَاحُ حَتَّى انْطَلَقَ الرِّجَالُ، هُمْ وَحَمِيرُهُمْ. -\v 4 وَمَا كَادُوا يَبْتَعِدُونَ عَنِ الْمَدِينَةِ قَلِيلاً حَتَّى قَالَ يُوسُفُ لِمُدَبِّرِ بَيْتِهِ: «اسْعَ خَلْفَ الرِّجَالِ، وَمَا إِنْ تُدْرِكُهُمْ حَتَّى تَقُولَ لَهُمْ: لِمَاذَا تُكَافِئُونَ الْخَيْرَ بِالشَّرِّ؟ -\v 5 أَلَيْسَتْ هَذِهِ هِيَ الكَأْسُ الَّتِي يَشْرَبُ فِيهَا سَيِّدِي وَيَتَفَاءَلُ بِالْغَيْبِ؟ لَشَدَّ مَا أَسَأْتُمْ فِي مَا صَنَعْتُمْ». -\p -\v 6 فَلَمَّا أَدْرَكَهُمْ خَاطَبَهُمْ بِهَذَا الْقَوْلِ، فَأَجَابُوهُ: -\v 7 «لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ سَيِّدِي بِمِثْلِ هَذَا الْكَلامِ؟ حَاشَا لِعَبِيدِكَ أَنْ يَرْتَكِبُوا هَذَا الأَمْرَ. -\v 8 هُوَذَا الْفِضَّةُ الَّتِي عَثَرْنَا عَلَيْهَا فِي أَفْوَاهِ أَكْيَاسِنَا رَدَدْنَاهَا لَكَ مَعَنَا مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ، فَكَيْفَ نَسْرِقُ فِضَّةً أَوْ ذَهَباً مِنْ بَيْتِ سَيِّدِكَ؟ -\v 9 مَنْ تَجِدْ مَعَهُ الْكَأْسَ مِنْ عَبِيدِكَ يَمُتْ، وَنَكُنْ نَحْنُ أَيْضاً عَبِيداً لِسَيِّدِي». -\v 10 فَقَالَ: «فَلْيَكُنْ كَمَا تَقُولُونَ. فَالَّذِي أَجِدُهَا مَعَهُ يُصْبِحُ عَبْداً لِي، وَالْبَاقُونَ يَكُونُونَ أَبْرِيَاءَ». -\v 11 فَبَادَرَ كُلٌّ مِنْهُمْ إِلَى كِيسِهِ وَحَطَّهُ عَلَى الأَرْضِ وَفَتَحَهُ، -\v 12 فَفَتَّشَ مُبْتَدِئاً مِنْ كِيسِ الْكَبِيرِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى كِيسِ الصَّغِيرِ، فَعَثَرَ عَلَى الْكَأْسِ فِي كِيسِ بِنْيَامِينَ. -\v 13 فَمَزَّقُوا ثِيَابَهُمْ وَحَمَلَ كُلٌّ مِنْهُمْ كِيسَهُ عَلَى حِمَارِهِ وَرَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ. -\p -\v 14 وَدَخَلَ يَهُوذَا وَإخْوَتُهُ إِلَى بَيْتِ يُوسُفَ إِذْ كَانَ مَا بَرِحَ هُنَاكَ، فَارْتَمَوا أَمَامَهُ إِلَى الأَرْضِ. -\v 15 فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ: «أَيُّ جِنَايَةٍ اقْتَرَفْتُمْ؟ أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّ رَجُلاً مِثْلِي يَسْتَخْدِمُ كَأْسَهُ فِي مَعْرِفَةِ الْغَيْبِ؟» -\v 16 فَقَالَ يَهُوذَا: «مَاذَا نَقُولُ لِسَيِّدِي، وَبِمَاذَا نُخَاطِبُهُ، وَكَيْفَ نُبْرِئُ أَنْفُسَنَا؟ إِنَّ اللهَ قَدْ فَضَحَ إِثْمَ عَبِيدِكَ. فَنَحْنُ وَمَنْ عُثِرَ مَعَهُ عَلَى الْكَأْسِ عَبِيدٌ لِسَيِّدِي». -\v 17 فَقَالَ: «حَاشَا لِي أَنْ أَفْعَلَ هَذَا؛ إِنَّمَا الرَّجُلُ الَّذِي عُثِرَ مَعَهُ عَلَى الْكَأْسِ هُوَ يَكُونُ لِي عَبْداً، أَمَّا أَنْتُمْ فَامْضُوا إِلَى أَبِيكُمْ بِأَمَانٍ». -\p -\v 18 فَتَقَدَّمَ مِنْهُ يَهُوذَا وَقَالَ: «يَا سَيِّدِي، دَعْ عَبْدَكَ يَنْطِقُ بِكَلِمَةٍ فِي مَسْمَعِ سَيِّدِي، وَلا يَحْتَدِمْ غَضَبُكَ عَلَى عَبْدِكَ، لأَنَّ سُلْطَتَكَ مُمَاثِلَةٌ لِسُلْطَةِ فِرْعَوْنَ. -\v 19 لَقَدْ سَأَلَ سَيِّدِي عَبِيدَهُ: أَلَكُمْ أَبٌ أَوْ أَخٌ؟ -\v 20 فَأَجَبْنَا سَيِّدِي: لَنَا أَبٌ شَيْخٌ، وَابْنُ شَيْخُوخَةٍ صَغِيرٌ مَاتَ أَخُوهُ الشَّقِيقُ وَبَقِيَ هُوَ وَحْدَهُ مِنْ أُمِّهِ، وَأَبُوهُ يُحِبُّهُ. -\v 21 فَقُلْتَ لِعَبِيدِكَ: أَحْضِرُوهُ إِلَيَّ لأَرَاهُ بِعَيْنَيَّ. -\v 22 فَقُلْنَا لِسَيِّدِي: لَا يَقْدِرُ الْغُلامُ أَنْ يَتْرُكَ أَبَاهُ لِئَلّا يَمُوتَ أَبُوهُ إِذَا فَارَقَهُ. -\v 23 فَقُلْتَ لِعَبِيدِكَ: مَا لَمْ تُحْضِرُوا أَخَاكُمْ إِلَيَّ لَا تَرَوْنَ وَجْهِي بَعْدُ. -\v 24 فَعِنْدَمَا قَدِمْنَا عَلَى عَبْدِكَ أَبِي، أَخْبَرْنَاهُ بِحَدِيثِ سَيِّدِي. -\v 25 فَقَالَ أَبُونَا: ارْجِعُوا وَاشْتَرُوا لَنَا بَعْضَ الطَّعَامِ. -\v 26 فَأَجَبْنَا: لَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ مَا لَمْ نَأْخُذْ أَخَانَا مَعَنَا، لأَنَّنَا لَا نَقْدِرُ أَنْ نُقَابِلَ الرَّجُلَ مَا لَمْ يَكُنْ أَخُونَا الصَّغِيرُ مَعَنَا. -\v 27 فَقَالَ لَنَا عَبْدُكَ أَبُونَا: أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ زَوْجَتِي قَدْ أَنْجَبَتْ لِيَ ابْنَيْنِ، -\v 28 فَقَدْتُ أَحَدَهُمَا وَقُلْتُ: إِنَّمَا هُوَ قَدِ افْتُرِسَ افْتِرَاساً. وَلَمْ أَرَهُ إِلَى الآنَ. -\v 29 فَإِنْ أَخَذْتُمْ هَذَا مِنِّي، وَلَحِقَهُ مَكْرُوهٌ، تُنْزِلُونَنِي إِلَى الْقَبْرِ بِشَيْبَةٍ شَقِيَّةٍ. -\v 30 فَإِذَا عُدْتُ إِلَى عَبْدِكَ أَبِي الَّذِي تَعَلَّقَتْ نَفْسُهُ بِنَفْسِ الْغُلامِ، وَلَمْ يَكُنِ الْغُلامُ مَعَنَا، -\v 31 وَرَأَى أَنَّ الْغُلامَ مَفْقُودٌ، فَإِنَّهُ يَمُوتُ، وَيُوَارِي عَبِيدُكَ شَيْبَةَ عَبْدِكَ أَبِيهِمْ بِشَقَاءٍ فِي الْقَبْرِ. -\v 32 لأَنَّ عَبْدَكَ ضَمِنَ الْغُلامَ لأَبِي، وَقُلْتُ: إِنْ لَمْ أُرْجِعْهُ إِلَيْكَ أَكُنْ مُذْنِباً إِلَيْكَ مَدَى الْحَيَاةِ. -\v 33 فَأَرْجُو مِنْ سَيِّدِي أَنْ يَتَّخِذَنِي عَبْداً لَهُ بَدَلاً مِنْ الْغُلامِ، وَدَعِ الْغُلامَ يَمْضِي مَعَ بَقِيَّةِ إِخْوَتِهِ، -\v 34 إِذْ كَيْفَ يُمْكِنُنِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَى أَبِي وَالْغُلامُ لَيْسَ مَعِي وَأَشْهَدَ مَا يَحِلُّ بِهِ مِنَ الشَّرِّ؟». -\c 45 -\s1 يوسف يكشف عن نفسه -\p -\v 1 فَلَمْ يَسْتَطِعْ يُوسُفُ أَنْ يَتَمَالَكَ نَفْسَهُ أَمَامَ الْمَاثِلِينَ أَمَامَهُ، فَصَرَخَ: «لِيَخْرُجِ الْجَمِيعُ مِنْ هُنَا». فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مَعَ يُوسُفَ حِينَ كَشَفَ عَنْ نَفْسِهِ لإِخْوَتِهِ. -\v 2 وَبَكَى بِصَوْتٍ عَالٍ فَسَمِعَ الْمِصْرِيُّونَ كَمَا سَمِعَ بَيْتُ فِرْعَوْنَ. -\v 3 وَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: «أَنَا يُوسُفُ. فَهَلْ أَبِي مَازَالَ حَيًّا؟» فَلَمْ يَسْتَطِعْ إِخْوَتُهُ أَنْ يُجِيبُوهُ لأَنَّهُمُ امْتَلأُوا رُعْباً مِنْهُ. -\p -\v 4 فَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: «اُدْنُوا مِنِّي». فَاقْتَرَبُوا مِنْهُ، فَقَالَ: «أَنَا يُوسُفُ أَخُوكُمُ الَّذِي بِعْتُمُوهُ إِلَى مِصْرَ. -\v 5 فَلا تَتَأَسَّفُوا الآنَ، وَلا يَصْعُبْ عَلَيْكُمْ أَنَّكُمْ بِعْتُمُونِي إِلَى هُنَا، لأَنَّ اللهَ أَرْسَلَنِي أَمَامَكُمْ حِفَاظاً عَلَى حَيَاتِكُمْ. -\v 6 فَقَدْ صَارَ لِلْمَجَاعَةِ فِي هَذِهِ الأَرْضِ سَنَتَانِ، وَبَقِيَتْ خَمْسُ سَنَوَاتٍ لَنْ يَكُونَ فِيهَا فَلاحَةٌ وَلا حَصَادٌ. -\v 7 وَقَدْ أَرْسَلَنِي اللهُ أَمَامَكُمْ لِيَجْعَلَ لَكُمْ بَقِيَّةً فِي الأَرْضِ وَيُنْقِذَ حَيَاتَكُمْ بِخَلاصٍ عَظِيمٍ. -\v 8 فَلَسْتُمْ إِذاً أَنْتُمُ الَّذِينَ أَرْسَلْتُمُونِي إِلَى هُنَا بَلِ اللهُ، الَّذِي جَعَلَنِي مُسْتَشَاراً لِفِرْعَوْنَ وَسَيِّداً لِكُلِّ بَيْتِهِ، وَمُتَسَلِّطاً عَلَى جَمِيعِ أَرْضِ مِصْرَ. -\v 9 فَأَسْرِعُوا وَارْجِعُوا إِلَى أَبِي وَقُولُوا لَهُ: ابْنُكَ يُوسُفُ يَقُولُ: لَقَدْ أَقَامَنِي اللهُ سَيِّداً عَلَى كُلِّ مِصْرَ. تَعَالَ وَلا تَتَبَاطَأْ. -\v 10 فَتُقِيمَ فِي أَرْضِ جَاسَانَ لِتَكُونَ قَرِيباً مِنِّي أَنْتَ وَبَنُوكَ وَأَحْفَادُكَ وَغَنَمُكَ وَبَقَرُكَ وَكُلُّ مَالَكَ. -\v 11 وَأَعُولُكَ هُنَاكَ لأَنَّ الْجُوعَ سَيَسْتَمِرُّ خَمْسَ سَنَوَاتٍ أُخْرَى، فَلا تَحْتَاجُ أَنْتَ وَعَائِلَتُكَ وَبَهَائِمُكَ. -\v 12 وَهَا أَنْتُمْ وَأَخِي بِنْيَامِينُ شُهُودٌ أَنَّنِي أَنَا حَقّاً الَّذِي يُخَاطِبُكُمْ. -\v 13 وَتُحَدِّثُونَ أَبِي عَنْ كُلِّ مَجْدِي فِي مِصْرَ وَعَمَّا شَهِدْتُمُوهُ. وَتُسْرِعُونَ فِي إِحْضَارِ أَبِي إِلَى هُنَا». -\p -\v 14 ثُمَّ تَعَانَقَ يُوسُفُ وَبِنْيَامِينُ وَبَكَيَا -\v 15 وَقَبَّلَ يُوسُفُ بَاقِي إِخْوَتِهِ وَبَكَى مَعَهُمْ. وَعِنْدَئِذٍ فَقَطْ تَجَرَّأَ إِخْوَتُهُ عَلَى مُخَاطَبَتِهِ. -\p -\v 16 وَسَرَى الْخَبَرُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ وَقِيلَ قَدْ جَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ، فَسَرَّ ذَلِكَ فِرْعَوْنَ، وَعَبِيدَهُ أَيْضاً. -\v 17 وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «اطْلُبْ مِنْ إِخْوَتِكَ أَنْ يُحَمِّلُوا دَوَابَهُمْ بِالْقَمْحِ وَيَرْجِعُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ، -\v 18 لِيُحْضِرُوا أَبَاهُمْ وَأُسَرَهُمْ وَيَجِيئُوا إِلَيَّ، فَأُعْطِيَهُمْ أَفْضَلَ أَرْضِ مِصْرَ لِيَسْتَمْتِعُوا بِخَيْرَاتِهَا. -\v 19 وَقَدْ صَدَرَ أَمْرٌ إِلَيْكَ أَنْ يَأْخُذُوا لَهُمْ عَرَبَاتٍ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لِيَنْقُلُوا عَلَيْهَا أَوْلادَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَبَاهُمْ وَيَحْضُرُوا إِلَى هُنَا. -\v 20 لَا يَكْتَرِثُوا لِمَا يُخَلِّفُونَهُ مِنْ مَتَاعٍ، فَخَيْرَاتُ أَرْضِ مِصْرَ كُلِّهَا هِيَ لَهُمْ». -\p -\v 21 فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ هَكَذَا، وَأَعْطَاهُمْ يُوسُفُ عَرَبَاتٍ حَسَبَ أَمْرِ فِرْعَوْنَ وَمَؤُونَةً لِلطَّرِيقِ. -\v 22 وَأَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حُلَلَ ثِيَابٍ. أَمَّا بِنْيَامِينُ فَخَصَّهُ بِثَلاثِ مِئَةِ قِطْعَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ وَخَمْسِ حُلَلِ ثِيَابٍ. -\v 23 وَأَرْسَلَ إِلَى أَبِيهِ عَشَرَةَ حَمِيرٍ مُحَمَّلَةٍ بِأَفْضَلِ خَيْرَاتِ مِصْرَ وَعَشْرَ أُتُنٍ مُثْقَلَةٍ بِالْحِنْطَةِ وَخُبْزاً وَطَعَاماً يَقْتَاتُ مِنْهَا فِي الطَّرِيقِ. -\v 24 وَهَكَذَا صَرَفَ إِخْوَتَهُ بَعْدَ أَنْ أَوْصَاهُمْ: «لا تَتَخَاصَمُوا فِي الطَّرِيقِ». -\p -\v 25 وَانْطَلَقُوا مِنْ مِصْرَ حَتَّى أَقْبَلُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ إِلَى أَبِيهِمْ يَعْقُوبَ. -\v 26 فَقَالُوا لَهُ: «إِنَّ يُوسُفَ مَازَالَ حَيًّا، وَهُوَ الْمُتَسَلِّطُ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ». فَغُشِيَ عَلَى قَلْبِ يَعْقُوبَ لأَنَّهُ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ. -\v 27 ثُمَّ حَدَّثُوهُ بِكَلامِ يُوسُفَ. وَعِنْدَمَا عَايَنَ يَعْقُوبُ الْعَرَبَاتِ الَّتِي أَرْسَلَهَا يُوسُفُ لِتَنْقُلَهُ، انْتَعَشَتْ رُوحُهُ، -\v 28 وَقَالَ: «كَفَى! يُوسُفُ ابْنِي حَيٌّ بَعْدُ، سَأَذْهَبُ لأَرَاهُ قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ». -\c 46 -\s1 يعقوب يرتحل إلى مصر -\p -\v 1 وَارْتَحَلَ إِسْرَائِيلُ وَكُلُّ مَالَهُ حَتَّى وَصَلَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ، فَقَدَّمَ ذَبَائِحَ إِلَى إِلَهِ أَبِيهِ إِسْحاقَ. -\v 2 وَقَالَ اللهُ لإِسْرَائِيلَ فِي رُؤَى اللَّيْلِ: «يَعْقُوبُ، يَعْقُوبُ». فَأَجَابَ: «هَا أَنَا» -\v 3 فَقَالَ: «أَنَا هُوَ اللهُ، إِلَهُ أَبِيكَ. لَا تَخَفْ مِنَ الذَّهَابِ إِلَى مِصْرَ لأَنِّي أَجْعَلُكَ أُمَّةً عَظِيمَةً هُنَاكَ. -\v 4 أَنَا أَصْحَبُكَ إِلَى مِصْرَ، وَأَنَا أُرْجِعُكَ أَيْضاً، وَيُغْمِضُ يُوسُفُ أَجْفَانَكَ بِيَدَيْهِ عِنْدَ مَوْتِكَ». -\p -\v 5 فَانْطَلَقَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ. وَحَمَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ أَبَاهُمْ وَأَوْلادَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ فِي الْعَرَبَاتِ الَّتِي أَرْسَلَهَا فِرْعَوْنُ لِنَقْلِهِ. -\v 6 وَأَخَذُوا مَعَهُمْ مَوَاشِيَهُمْ وَمُقْتَنَيَاتِهِمِ الَّتِي اقْتَنَوْهَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَجَاءُوا جَمِيعاً إِلَى مِصْرَ، -\v 7 فَقَدْ صَحِبَ يَعْقُوبُ مَعَهُ إِلَى مِصْرَ أَبْنَاءَهُ وَأَحْفَادَهُ مِنْ بَنِينَ وَبَنَاتٍ، وَسَائِرَ ذُرِّيَّتِهِ. -\p -\v 8 وَهَذِهِ أَسْمَاءُ أَبْنَاءِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ قَدِمُوا مَعَهُ إِلَى مِصْرَ. يَعْقُوبُ وَأَبْنَاؤُهُ: رَأُوبَيْنُ بِكْرُ يَعْقُوبَ. -\v 9 وَأَبْنَاءُ رَأُوبَيْنَ: حَنُوكُ وَفَلُّو وَحَصْرُونُ وَكَرْمِي. -\v 10 وَأَبْنَاءُ شِمْعُونَ: يَمُوئِيلُ وَيَامِينُ وَأُوهَدُ وَيَاكِينُ وَصُوحَرُ وَشَأُولُ ابْنُ الْكَنْعَانِيَّةِ. -\v 11 وَأَبْنَاءُ لاوِي: جِرْشُونُ وَقَهَاتُ وَمَرَارِي. -\v 12 وَأَبْنَاءُ يَهُوذَا: عِيرٌ وَأُونَانُ وَشِيلَةُ وَفَارَصُ وَزَارَحُ. وَمَاتَ عِيرٌ وَأُونَانُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. وَأَمَّا ابْنَا فَارَصَ فَهُمَا حَصْرُونُ وَحَامُولُ. -\v 13 وَأَبْنَاءُ يَسَّاكَرَ: تُولاعُ وَفَوَّةُ وَيُوبٌ وَشِمْرُونُ. -\v 14 وَأَبْنَاءُ زَبُولُونَ: سَارَدُ وَإِيلُونُ وَيَاحَلْئِيلُ. -\v 15 هَؤُلاءِ جَمِيعُهُمْ أَبْنَاءُ لَيْئَةَ الَّذِينَ أَنْجَبَتْهُمْ لِيَعْقُوبَ فِي سَهْلِ أَرَامَ، فَضْلاً عَنِ ابْنَتِهِ دِينَةَ. فَكَانَ مَجْمُوعُ عَدَدِ بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ وَأَحْفَادِهِ مِنْ لَيْئَةَ ثَلاثَةً وَثَلاثِينَ. -\p -\v 16 وَأَبْنَاءُ جَادٍ صِفْيُونُ وَحَجِّي وَشُونِي وَأَصْبُونَ وَعِيرِي وَأَرُودِي وَأَرْئِيلِي. -\v 17 وَأَبْنَاءُ أَشِيرَ: يِمْنَةُ وَيِشْوَةُ وَيِشْوِيُ وَبَرِيعَةُ وَأُخْتُهُمْ سَارَحُ. أَمَّا ابْنَا بَرِيعَةَ فَهُمَا حَابَرُ وَمَلْكِيئِيلُ. -\v 18 هُؤُلاءِ هُمْ بَنُو زِلْفَةَ جَارِيَةِ لَيْئَةَ الَّتِي وَهَبَهَا إِيَّاهَا لابَانُ. فَكَانَ عَدَدُ ذُرِّيَّتِهَا الَّتِي أَنْجَبَتْهَا لِيَعْقُوبَ سِتَّ عَشْرَةَ نَفْساً. -\p -\v 19 أَمَّا ابْنَا رَاحِيلَ زَوْجَةِ يَعْقُوبَ فَهُمَا يُوسُفُ وَبِنْيَامِينُ. -\v 20 وَوُلِدَ لِيُوسُفَ فِي أَرْضِ مِصْرَ مَنَسَّى وَأَفْرَايِمُ اللَّذَانِ أَنْجَبَتْهُمَا لَهُ أَسْنَاتُ ابْنَةُ فُوطِيفَارَعَ كَاهِنِ أُونٍ. -\v 21 وَأَبْنَاءُ بِنْيَامِينَ بَالَعُ وَبَاكَرُ وَأَشْبِيلُ وَجِيرَا وَنَعْمَانُ وَإِيحِي وَرُوشُ وَمُفِّيمُ وَحُفِّيمُ وَأَرْدُ -\v 22 هَؤُلاءِ ذُرِّيَّةُ رَاحِيلَ الَّذِينَ وُلِدُوا لِيَعْقُوبَ. وَعَدَدُهُمْ جَمِيعاً أَرْبَعَةَ عَشَرَ شَخْصاً. -\p -\v 23 وَابْنُ دَانٍ هُوَ حُوشِيمُ. -\v 24 وَأَبْنَاءُ نَفْتَالِي: يَاحَصْئِيلُ وَجُونِي وَيِصْرُ وَشِلِّيمُ. -\v 25 هَؤُلاءِ بَنُو يَعْقُوبَ الَّذِينَ أَنْجَبَتْهُمْ لَهُ بِلْهَةُ جَارِيَةُ رَاحِيلَ الَّتِي أَعْطَاهَا إِيَّاهَا أَبُوهَا لابَانُ، وَعَدَدُهُمْ جَمِيعاً سَبْعَةُ أَشْخَاصٍ. -\p -\v 26 فَكَانَ عَدَدُ جَمِيعِ الأَشْخَاصِ الْخَارِجِينَ مِنْ صُلْبِ يَعْقُوبَ، مِمَّنْ وَفَدُوا إِلَى مِصْرَ، سِتَّةً وَسِتِّينَ شَخْصاً مَاعَدَا زَوْجَاتِ أَبْنَائِهِ. -\v 27 وَابْنَا يُوسُفَ اللَّذَانِ وُلِدَا لَهُ فِي مِصْرَ هُمَا شَخْصَانِ. فَيَكُونُ عَدَدُ نُفُوسِ بَيْتِ يَعْقُوبَ الَّتِي قَدِمَتْ إِلَى مِصْرَ سَبْعِينَ نَفْساً. -\p -\v 28 وَأَرْسَلَ يَعْقُوبُ يَهُوذَا أَمَامَهُ إِلَى يُوسُفَ لِيَدُلَّهُ عَلَى الطَّرِيقِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى جَاسَانَ. -\v 29 فَأَعَدَّ يُوسُفُ مَرْكَبَتَهُ وَصَعِدَ لِلِقَاءِ أَبِيهِ إِسْرَائِيلَ فِي جَاسَانَ. وَمَا إِنْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ حَتَّى عَانَقَهُ يُوسُفُ وَبَكَى زَمَاناً طَوِيلاً. -\v 30 وَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ: «دَعْنِي أَمُوتُ الآنَ إِذْ قَدْ أَبْصَرْتُ وَجْهَكَ وَرَأَيْتُ أَنَّكَ مَازِلْتَ حَيًّا». -\p -\v 31 وَخَاطَبَ يُوسُفُ إخْوَتَهُ وَبَيْتَ أَبِيهِ: «أَنَا مَاضٍ الآنَ إِلَى فِرْعَوْنَ لأُخْبِرَهُ أَنَّ إخْوَتِي وَبَيْتَ أَبِي الْمُقِيمِينَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ قَدْ قَدِمُوا إِلَيَّ. -\v 32 وَهُمْ رُعَاةُ غَنَمٍ، وَحِرْفَتُهُمْ رِعَايَةُ الْمَوَاشِي، لِذَلِكَ أَحْضَرُوا مَعَهُمْ غَنَمَهُمْ وَبَقَرَهُمْ وَكُلَّ مَالَهُمْ. -\v 33 فَإِذَا دَعَاكُمْ وَسَأَلَكُمْ: مَا حِرْفَتُكُمْ؟ -\v 34 قُولُوا: حِرْفَتُنَا رِعَايَةُ الْمَوَاشِي مُنْذُ صِبَانَا إِلَى الآنَ، كَذَلِكَ نَحْنُ وَهَكَذَا كَانَ آبَاؤُنَا جَمِيعاً. لِكَيْ تُقِيمُوا فِي أَرْضِ جَاسَانَ؛ لأَنَّ كُلَّ رَاعِي غَنَمٍ نَجِسٌ لَدَى الْمِصْرِيِّينَ». -\c 47 -\p -\v 1 وَمَثَلَ يُوسُفُ أَمَامَ فِرْعَوْنَ وَقَالَ لَهُ: «لَقَدْ جَاءَ أَبِي وَإِخْوَتِي مَعَ قُطْعَانِهِمْ وَمَوَاشِيهِمْ وَكُلِّ مَالَهُمْ مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ، وَهَا هُمُ الآنَ فِي أَرْضِ جَاسَانَ». -\v 2 وَأَخَذَ خَمْسَةً مِنْ إِخْوَتِهِ وَقَدَّمَهُمْ إِلَى فِرْعَوْنَ. -\v 3 فَسَأَلَهُمْ فِرْعَوْنُ: «مَا هِيَ حِرْفَتُكُمْ؟» فَأَجَابُوهُ: «عَبِيدُكَ وَآبَاؤُهُمْ رُعَاةُ غَنَمٍ. -\v 4 وَلَقَدْ جِئْنَا لِنَتَغَرَّبَ فِي الأَرْضِ إِذْ لَيْسَ لِغَنَمِ عَبِيدِكَ مَرْعىً مِنْ جَرَّاءِ وَطْأَةِ الْجُوعِ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، فَدَعْ عَبِيدَكَ يُقِيمُونَ فِي أَرْضِ جَاسَانَ». -\p -\v 5 فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «لَقَدْ جَاءَ إِلَيْكَ أَبُوكَ وَإِخْوَتُكَ، -\v 6 وَأَرْضُ مِصْرَ أَمَامَكَ، فَأَنْزِلْ أَبَاكَ وَإِخْوَتَكَ فِي أَفْضَلِ الأَرْضِ. دَعْهُمْ يُقِيمُونَ فِي أَرْضِ جَاسَانَ. وَإِنْ كُنْتَ تَعْرِفُ أَنَّ بَيْنَهُمْ ذَوِي خِبْرَةٍ فَاعْهَدْ إِلَيْهِمْ فِي الإِشْرَافِ عَلَى مَوَاشِيَّ». -\p -\v 7 ثُمَّ أَحْضَرَ يُوسُفُ أَبَاهُ يَعْقُوبَ وَأَوْقَفَهُ أَمَامَ فِرْعَوْنَ، فَبَارَكَ يَعْقُوبُ فِرْعَوْنَ. -\v 8 وَسَأَلَ فِرْعَوْنُ يَعْقُوبَ: «كَمْ هُوَ عُمْرُكَ؟» -\v 9 فَأَجَابَ يَعْقُوبُ فِرْعَوْنَ: «سَنَوَاتُ غُرْبَتِي مِئَةٌ وَثَلاثُونَ سَنَةً، قَلِيلَةٌ وَشَاقَّةٌ، وَلَمْ تَبْلُغْ سِنِي غُرْبَةِ آبَائِي». -\v 10 ثُمَّ بَارَكَ يَعْقُوبُ فِرْعَوْنَ وَخَرَجَ مِنْ لَدُنِهِ. -\p -\v 11 وَأَنْزَلَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ فِي مِصْرَ وَمَلَّكَهُمْ فِي رَعَمْسِيسَ أَجْوَدَ الأَرْضِ كَمَا أَمَرَ فِرْعَوْنُ. -\v 12 وَأَمَدَّ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَهْلَ بَيْتِ أَبِيهِ بِالطَّعَامِ عَلَى حَسَبِ عَدَدِ أَوْلادِهِمْ. -\s1 يوسف والمجاعة -\p -\v 13 وَنَفَدَ الْخُبْزُ فِي جَمِيعِ الْبِلادِ لِشِدَّةِ الْمَجَاعَةِ، وَأَقْحَلَتْ أَرْضُ مِصْرَ وَأَرْضُ كَنْعَانَ مِنَ الْجُوعِ. -\v 14 فَقَايَضَ يُوسُفُ الْقَمْحَ الَّذِي بِيعَ بِكُلِّ الْفِضَّةِ الْمَوْجُودَةِ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَفِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَحَمَلَهَا إِلَى خَزِينَةِ فِرْعَوْنَ. -\v 15 وَعِنْدَمَا نَفَدَتِ الْفِضَّةُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَمِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ أَقْبَلَ جَمِيعُ الْمِصْرِيِّينَ إِلَى يُوسُفَ قَائِلِينَ: «أَعْطِنَا خُبْزاً، فَلِمَاذَا نَمُوتُ أَمَامَ عَيْنَيْكَ؟ إِنَّ فِضَّتَنَا قَدْ نَفَدَتْ». -\v 16 فَأَجَابَهُمْ: «إِنْ نَفَدَتْ فِضَّتُكُمْ، فَهَاتُوا مَوَاشِيَكُمْ أُقَايِضُكُمْ بِها طَعَاماً». -\v 17 فَأَتَوْا بِمَوَاشِيهِمْ، فَقَايَضَهُمْ يُوسُفُ خُبْزاً بِالْخَيْلِ وَمَوَاشِي الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ. وَهَكَذَا قَايَضَ جَميِعَ مَوَاشِيهِمْ بِالْخُبْزِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ. -\p -\v 18 وَعِنْدَمَا انْقَضَتْ تِلْكَ السَّنَةُ، أَقْبَلُوا إِلَيْهِ فِي السَّنَةِ التَّالِيَةِ قَائِلِينَ: «لا نُخْفِي عَنْ سَيِّدِي أَنَّ فِضَّتَنَا قَدْ نَفَدَتْ، وَأَنَّ مَوَاشِيَ الْبَهَائِمِ قَدْ أَصْبَحَتْ عِنْدَ سَيِّدِي، وَلَمْ يَبْقَ أَمَامَهُ إِلّا أَبْدَانُنَا وَأَرَاضِينَا، -\v 19 فَلِمَاذَا نَمُوتُ نَحْنُ، وَأَرْضُنَا أَمَامَ عَيْنَيْكَ، اشْتَرِنَا نَحْنُ وَأَرْضَنَا لِقَاءَ الْخُبْزِ فَنُصْبِحَ نَحْنُ وَأَرَاضِينَا عَبِيداً لِفِرْعَوْنَ. وَأَعْطِنَا بُذُوراً لِنَزْرَعَهَا فَنَحْيَا وَلا نَمُوتَ وَلا تَصِيرَ أَرَاضِينَا مُقْفِرَةً». -\p -\v 20 وَهَكَذَا اشْتَرَى يُوسُفُ لِفِرْعَوْنَ كُلَّ أَرْضِ مِصْرَ، لأَنَّ جَمِيعَ الْمِصْرِيِّينَ بَاعُوا حُقُولَهُمْ مِنْ جَرَّاءِ الْمَجَاعَةِ الَّتِي أَلَمَّتْ بِهِمْ، وَصَارَتْ كُلُّ الأَرْضِ مِلْكاً لِفِرْعَوْنَ. -\v 21 أَمَّا الشَّعْبُ فَقَدْ نَقَلَهُمْ إِلَى الْمُدُنِ مِنْ أَقْصَى حُدُودِ مِصْرَ إِلَى أَقْصَاهَا. -\v 22 إِلّا أَنَّ أَرْضَ الْكَهَنَةِ لَمْ يَشْتَرِهَا، إِذْ كَانَ لِلْكَهَنَةِ مُخَصَّصَاتٌ مُعَيَّنَةٌ أَجْرَاهَا عَلَيْهِمْ فِرْعَوْنُ، فَكَانُوا يَأْكُلُونَ مِنْهَا، فَلَمْ يَبِيعُوا أَرْضَهُمْ. -\p -\v 23 ثُمَّ قَالَ يُوسُفُ لِلشَّعْبِ: «هَا قَدِ اشْتَرَيْتُكُمُ الْيَوْمَ أَنْتُمْ وَأَرْضَكُمْ فَصِرْتُمْ مِلْكاً لِفِرْعَوْنَ، فَإِلَيْكُم الْبِذَارَ لِتَزْرَعُوا الأَرْضَ. -\v 24 وَيَكُونُ فِي مَوْسِمِ الْحَصَادِ أَنَّكُمْ تُقَدِّمُونَ لِفِرْعَوْنَ خُمْسَ الْغَلَّةِ وَتَحْتَفِظُونَ لَكُمْ بِالأَرْبَعَةِ الأَخْمَاسِ لِتَكُونَ بِذَاراً لِلْحَقْلِ وَطَعَاماً لَكُمْ وَلِمَنْ فِي بُيُوتِكُمْ وَلأَوْلادِكُمْ». -\v 25 فَأَجَابُوا: «لَقَدْ أَنْقَذْتَ حَيَاتَنَا، فَيَا لَيْتَنَا نَحْظَى بِرِضَى سَيِّدِنَا فَنَكُونَ عَبِيداً لِفِرْعَوْنَ» -\v 26 وَمِنْ ذَلِكَ الْحِينِ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا جَعَلَ يُوسُفُ فَرِيضَةَ الْخُمْسِ هَذِهِ ضَرِيبَةً عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ، تُجْبَى لِفِرْعَوْنَ، بِاسْتِثْنَاءِ أَرْضِ الْكَهَنَةِ الَّتِي لَمْ تُصْبِحْ مِلْكاً لِفِرْعَوْنَ. -\s1 وعد يوسف ليعقوب -\p -\v 27 وَأَقَامَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي مِصْرَ فِي أَرْضِ جَاسَانَ. وَاقْتَنَوْا فِيهَا أَمْلاكاً وَأَثْمَرُوا وَتَكَاثَرُوا. -\v 28 وَعَاشَ يَعْقُوبُ فِي أَرْضِ مِصْرَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً حَتَّى بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ مِئَةً وَسَبْعَةً وَأَرْبَعِينَ عَاماً. -\v 29 وَعِنْدَمَا قَرُبَ يَوْمُ وَفَاتِهِ، اسْتَدْعَى ابْنَهُ يُوسُفَ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ، فَضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخْذِي، وَأَسْدِ لِي مَعْرُوفاً وَأَمَانَةً: لَا تَدْفِنِّي فِي مِصْرَ -\v 30 بَلْ دَعْنِي أَضْطَجِعُ إِلَى جُوَارِ آبَائِي. انْقُلْنِي مِنْ مِصْرَ وَوَارِنِي فِي مَدْفَنِهِمْ»، فَقَالَ: «أَنَا أَفْعَلُ حَسَبَ قَوْلِكَ». -\v 31 فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِي». فَحَلَفَ لَهُ، فَسَجَدَ يَعْقُوبُ (شَاكِراً) عَلَى رَأْسِ السَّرِيرِ. -\c 48 -\s1 منسى وأفرايم -\p -\v 1 ثُمَّ مَا لَبِثَ أَنْ قِيلَ لِيُوسُفَ: «أَبُوكَ مَرِيضٌ» فَاصْطَحَبَ مَعَهُ ابْنَيْهِ مَنَسَّى وَأَفْرَايِمَ. -\v 2 وَقِيلَ لِيَعْقُوبَ: «ابْنُكَ يُوسُفُ قَادِمٌ إِلَيْكَ». فَاسْتَجْمَعَ قُوَاهُ وَجَلَسَ عَلَى السَّرِيرِ. -\p -\v 3 وَقَالَ يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ: «تَجَلَّى اللهُ الْقَدِيرُ لِي فِي لُوزَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَبَارَكَنِي، -\v 4 وَقَالَ لِي: هَا أَنَا أَجْعَلُكَ مُثْمِراً، وَأُكَثِّرُكَ وَيَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ جُمْهُورُ شُعُوبٍ وَأَهَبُ ذُرِّيَّتَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِلْكاً أَبَدِيًّا. -\v 5 وَالآنَ، إِنَّ ابْنَيْكَ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى اللَّذَيْنِ أَنْجَبْتَهُمَا فِي مِصْرَ قَبْلَ مَجِيئِي إِلَيْكَ هُنَا هُمَا لِي يَرِثَانِنِي كَرَأُوبَيْنَ وَشِمْعُونَ. -\v 6 وَأَمَّا أَوْلادُكَ الَّذِينَ تُنْجِبُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ، فَيَكُونُونَ لَكَ، وَمَا يَرِثُونَهُ يَكُونُ تَحْتَ اسْمِ أَخَوَيْهِمْ. -\v 7 لأَنَّنِي فِيمَا كُنْتُ رَاجِعاً مِنْ سَهْلِ أَرَامَ، مَاتَتْ رَاحِيلُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ فِي الطَّرِيقِ عَلَى مَقْرُبَةٍ مِنْ أَفْرَاتَةَ، فَدَفَنْتُهَا فِي الطَّرِيقِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى أَفْرَاتَةَ، الَّتِي هِيَ بَيْتُ لَحْمٍ». -\p -\v 8 وَأَبْصَرَ إِسْرَائِيلُ ابْنَيْ يُوسُفَ فَسَأَلَ: «مَنْ هَذَانِ؟» -\v 9 فَأَجَابَهُ يُوسُفُ: «هُمَا ابْنَايَ اللَّذَانِ رَزَقَنِي إِيَّاهُمَا اللهُ هُنَا». فَقَالَ: «أَدْنِهُمَا مِنِّي فَأُبَارِكَهُمَا». -\v 10 وَكَانَتْ عَيْنَا إِسْرَائِيلَ قَدْ كَلَّتَا مِنَ الشَّيْخُوخَةِ، فَلَمْ يَكُنْ قَادِراً عَلَى النَّظَرِ، فَقَرَّبَهُمَا إِلَيْهِ فَقَبَّلَهُمَا وَاحْتَضَنَهُمَا -\v 11 وَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ: «مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّنِي أُبْصِرُ وَجْهَكَ، وَهُوَذَا اللهُ قَدْ أَرَانِي ذُرِّيَّتَكَ أَيْضاً». -\v 12 ثُمَّ أَبْعَدَهُمَا يُوسُفُ عَنْ حِضْنِ أَبِيهِ وَسَجَدَ فِي حَضْرَتِهِ إِلَى الأَرْضِ. -\p -\v 13 وَأَخَذَ يُوسُفُ أَفْرَايِمَ بِيَمِينِهِ وَأَوْقَفَهُ إِلَى يَسَارِ إِسْرَائِيلَ، وَأَخَذَ مَنَسَّى بِيَسَارِهِ وَأَوْقَفَهُ إِلَى يَمِينِهِ، -\v 14 فَمَدَّ إِسْرَائِيلُ يَمِينَهُ، مُتَعَمِّداً، وَوَضَعَهَا عَلَى رَأْسِ أَفْرَايِمَ وَهُوَ الصَّغِيرُ، وَيَسَارَهُ عَلَى رَأْسِ مَنَسَّى مَعْ أَنَّهُ الْبِكْرُ. -\v 15 وَبَارَكَ يُوسُفَ قَائِلاً: «إِنَّ اللهَ الَّذِي سَلَكَ أَمَامَهُ أَبَوَايَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحاقُ، اللهَ الَّذِي رَعَانِي مُنْذُ وُجُودِي إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، -\v 16 الْمَلاكَ الَّذِي أَنْقَذَنِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ، يُبَارِكُ الْغُلامَيْنِ، وَلْيُدْعَ عَلَيْهِمَا اسْمِي وَاسْمَا أَبَوَيَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحاقَ، وَلْيَكْثُرَا كَثِيراً فِي الأَرْضِ». -\p -\v 17 وَعِنْدَمَا رَأَى يُوسُفُ أَنَّ أَبَاهُ قَدْ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِ أَفْرَايِمَ سَاءَهُ ذَلِكَ، فَأَمْسَكَ بِيَدِ أَبِيهِ لِيَنْقُلَهَا مِنْ رَأْسِ أَفْرَايِمَ إِلَى رَأْسِ مَنَسَّى. -\v 18 وَقَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ: «لَيْسَ هَكَذَا يَا أَبِي. فَهَذَا هُوَ الْبِكْرُ، ضَعْ يَمِينَكَ عَلَى رَأْسِهِ». -\v 19 فَأَبَى أَبُوهُ وَقَالَ: «أَنَا أَعْرِفُ هَذَا يَا ابْنِي، أَنَا أَعْرِفُ هَذَا، فَإِنَّهُ أَيْضاً يُصْبِحُ أُمَّةً عَظِيمَةً، وَلَكِنَّ أَخَاهُ الصَّغِيرَ يُصْبِحُ أَكْبَرَ مِنْهُ، وَذُرِّيَّتَهُ تَصِيرُ جُمْهُوراً مِنَ الأُمَمِ». -\v 20 وَبَارَكَهُمَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَائِلاً: «بِكَ يَتَبَارَكُ بَنُو إِسْرَائِيلَ قَائِلِينَ: ’لِيَجْعَلْكَ اللهُ مِثْلَ أَفْرَايِمَ وَمِثْلَ مَنَسَّى‘». وَهَكَذَا قَدَّمَ أَفْرَايِمَ عَلَى مَنَسَّى. -\v 21 ثُمَّ قَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ: «إِنَّنِي مُشْرِفٌ عَلَى الْمَوْتِ وَلَكِنَّ اللهَ سَيَكُونُ مَعَكُمْ وَيَرُدُّكُمْ إِلَى أَرْضِ آبَائِكُمْ. -\v 22 وَهَا أَنَا قَدْ وَهَبْتُ لَكَ مِنَ الأَرْضِ سَهْماً وَاحِداً عَلاوَةً عَلَى إِخْوَتِكَ، أَخَذْتُهُ مِنَ الأَمُورِيِّينَ بِسَيْفِي وَقَوْسِي». -\c 49 -\s1 يعقوب يبارك أبناءه -\p -\v 1 ثُمَّ اسْتَدْعَى يَعْقُوبُ أَبْنَاءَهُ وَقَالَ: «الْتَفُّوا حَوْلِي لأُنْبِئَكُمْ بِمَا سَيَحْدُثُ لَكُمْ فِي الأَيَّامِ الْمُقْبِلَةِ. -\v 2 اجْتَمِعُوا وَاسْمَعُوا يَا أَبْنَاءَ يَعْقُوبَ، وَأَصْغَوْا إِلَى إِسْرَائِيلَ أَبِيكُمْ. -\v 3 رَأُوبَيْنُ أَنْتَ بِكْرِي وَقُوَّتِي وَأَوَّلُ مَظْهَرِ رُجُولَتِي، فَضْلُ الرِّفْعَةِ وَفَضْلُ الْعِزِّ -\v 4 لَكِنَّكَ فَائِرٌ كَالْمَاءِ لِذَلِكَ لَنْ تَظَلَّ مُتَفَوِّقاً، لأَنَّكَ اضْطَجَعْتَ فِي فِرَاشِ أَبِيكَ. صَعِدْتَ عَلَى سَرِيرِي فَدَنَّسْتَهُ. -\v 5 شِمْعُونُ وَلاوِي أَخَوَانِ سُيُوفُهُمَا آلاتُ ظُلْمٍ. -\v 6 فَيَا نَفْسِي لَا تَدْخُلِي فِي مَجْلِسِهِمَا، وَيَا رُوحِي لَا تَنْضَمِّي إِلَى مَجْمَعِهِمَا. -\v 7 لأَنَّهُمَا فِي غَضَبِهِمَا يَقْتُلانِ النَّاسَ، وَفِي رِضَاهُمَا يُعَرْقِلانِ الثِّيرَانَ. مَلْعُونٌ سْخْطُهُمَا لأَنَّهُ عَنِيفٌ وَغَضَبُهُمَا لأَنَّهُ ضَارٍ. أُفَرِّقُهُمَا فِي يَعْقُوبَ وَأُشَتِّتُهُمَا فِي إِسْرَائِيلَ. -\v 8 يَهُوذَا، إِيَّاكَ يَحْمَدُ إِخْوَتُكَ، وَتَكُونُ يَدُكَ عَلَى عُنُقِ أَعْدَائِكَ، وَيَسْجُدُ لَكَ بَنُو أَبِيكَ. -\v 9 يَهُوذَا شِبْلُ أَسَدٍ، عَنْ فَرِيسَةٍ قُمْتَ يَا ابْنِي. ثُمَّ جَثَا وَرَبَضَ كَأَسَدٍ أَوْ كَلَبْوَةٍ، فَمَنْ يَجْرُؤُ عَلَى إِثَارَتِهِ؟ -\v 10 لَا يَزُولُ صَوْلَجَانُ الْمُلْكِ مِنْ يَهُوذَا وَلا مُشْتَرِعٌ مِنْ صُلْبِهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُوهُ (وَمَعْنَاهُ: مَنْ لَهُ الأَمْرُ) فَتُطِيعُهُ الشُّعُوبُ. -\v 11 يَرْبِطُ بِالْكَرْمَةِ جَحْشَهُ، وَبِأَفْضَلِ جَفْنَةٍ ابْنَ أَتَانِهِ. بِالْخَمْرِ يَغْسِلُ لِبَاسَهُ وَبِدَمِ الْعِنَبِ ثَوْبَهُ. -\v 12 تَكُونُ عَيْنَاهُ أَشَدَّ سَوَاداً مِنَ الْخَمْرِ، وَأَسْنَانُهُ أَكْثَرَ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ. -\v 13 زَبُولُونُ يَسْكُنُ عِنْدَ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ، وَيُصْبِحُ مَقَرُّهُ مَرْفَأً لِلسُّفُنِ، وَتَمْتَدُّ تُخُومُهُ نَحْوَ صَيْدَا -\v 14 يَسَّاكَرُ حِمَارٌ قَوِيٌّ رَابِضٌ بَيْنَ الْحَظَائِرِ. -\v 15 عِنْدَمَا يَرَى خُصُوبَةَ مَرْتَعِهِ وَبَهْجَةَ أَرْضِهِ، تَسْتَكِينُ كَتِفَاهُ لِلأَثْقَالِ، وَيُسْتَعْبَدُ لِلْعَمَلِ الشَّاقِ. -\v 16 دَانٌ يَقْضِي لِشَعْبِهِ كَأَحَدِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. -\v 17 دَانٌ يَكُونُ ثُعْبَاناً عَلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ وَأُفْعُوَاناً عَلَى السَّبِيلِ، يَلْسَعُ عَقِبَيِ الْفَرَسِ فَيَهْوِي رَاكِبُهُ إِلَى الْوَرَاءِ. -\v 18 إِنَّنِي انْتَظَرْتُ خَلاصَكَ يَا رَبُّ. -\p -\v 19 جَادٌ يَقْتَحِمُهُ الْغُزَاةُ، وَلَكِنَّهُ يُطَارِدُ فُلُولَهُمْ وَيَقْحَمُهُمْ. -\v 20 طَعَامُ أَشِيرَ دَسِمٌ، وَأَطَايبُهُ صَالِحَةٌ لِمَوَائِدِ الْمُلُوكِ. -\v 21 نَفْتَالِي غَزَالَةٌ طَلِيقَةٌ يُرَدِّدُ أَقْوَالاً جَمِيلَةً. -\v 22 يُوسُفُ كَرْمَةٌ مُثْمِرَةٌ إِلَى جُوَارِ عَيْنٍ، تَسَلَّقَتْ أَغْصَانُهُ الْحَائِطَ. -\v 23 يُهَاجِمُهُ الرُّمَاةُ بِمَرَارَةٍ. وَيُطْلِقُونَ سِهَامَهُمْ عَلَيْهِ بِعَدَاوَةٍ. -\v 24 وَلَكِنْ قَوْسُهُ ظَلَّتْ مَتِينَةً، وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ بِفَضْلِ سَوَاعِدِ عَزِيزِ يَعْقُوبَ، الرَّاعِي صَخْرِ إِسْرَائِيلَ. -\v 25 بِفَضْلِ إِلَهِ أَبِيكَ الَّذِي يُعِينُكَ، بِفَضْلِ الْقَدِيرِ الَّذِي يُبَارِكُكَ بِبَرَكَاتِ السَّمَاوَاتِ مِنْ فَوْقُ، وَبَرَكَاتِ الْغَمْرِ مِنْ تَحْتُ، وَبَرَكَاتِ الثَّدْيِ وَالرَّحِمِ. -\v 26 إِنَّ بَرَكَاتِ أَبِيكَ أَعْظَمُ مِنْ بَرَكَاتِ الْجِبَالِ الدَّهْرِيَّةِ، وَأَعْظَمُ مِنْ ذَخَائِرِ التِّلالِ الْقَدِيمَةِ، فَلْتَحُلَّ جَمِيعُهَا عَلَى رَأْسِكَ يَا يُوسُفُ وَعَلَى جَبِينِ الَّذِي انْفَصَلَ عَنْ إِخْوَتِهِ. -\v 27 بَنْيَامِينُ ذِئْبٌ ضَارٍ، يَفْتَرِسُ ضَحِيَّتَهُ فِي الصَّبَاحِ، وَيُفَرِّقُ الْغَنِيمَةَ فِي الْمَسَاءِ». -\p -\v 28 هَؤُلاءِ جَمِيعاً هُمْ رُؤَسَاءُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ. وَهَذَا مَا خَاطَبَهُمْ بِهِ أَبُوهُمْ وَبَارَكَهُمْ؛ كُلُّ وَاحِدٍ بِالْبَرَكَةِ الْمُنَاسِبَةِ لَهُ. -\s1 موت يعقوب -\p -\v 29 ثُمَّ أَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «قَرِيباً أَنْضَمُّ إِلَى آبَائِي، فَادْفِنُونِي إِلَى جُوَارِهِمْ فِي مَغَارَةِ حَقْلِ عِفْرُونَ الْحِثِّيِّ. -\v 30 الَّتِي فِي حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ الْمُوَاجِهَةِ لِمَمْرَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، الَّتِي اشْتَرَاهَا إِبْرَاهِيمُ مَعَ الْحَقْلِ مِنْ عِفْرُونَ الْحِثِّيِّ لِتَكُونَ مَدْفَناً خَاصّاً. -\v 31 فِيهَا دُفِنَ إِبْرَاهِيمُ وَزَوْجَتُهُ سَارَةُ، ثُمَّ إِسْحاقُ وَزَوْجَتُهُ رِفْقَةُ، وَأَيْضاً دَفَنْتُ لَيْئَةَ. -\v 32 وَقَدِ اشْتَرَى إِبْرَاهِيمُ الْحَقْلَ وَالْمَغَارَةَ الَّتِي فِيهِ مِنَ الْحِثِّيِّينَ.» -\v 33 وَلَمَّا فَرَغَ يَعْقُوبُ مِنْ تَوْصِيَةِ أَبْنَائِهِ تَمَدَّدَ عَلَى سَرِيرِهِ، وَضَمَّ رِجْلَيْهِ مَعاً، ثُمَّ أَسْلَمَ رُوحَهُ وَلَحِقَ بِآبَائِهِ. -\c 50 -\p -\v 1 فَأَلْقَى يُوسُفُ بِنَفْسِهِ عَلَى جُثْمَانِ أَبِيهِ، وَبَكَى وَقَبَّلَهُ. -\v 2 ثُمَّ أَمَرَ يُوسُفُ عَبِيدَهُ الأَطِبَّاءَ أَنْ يُحَنِّطُوا أَبَاهُ. -\v 3 وَقَدِ اسْتَغْرَقَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ يَوْماً، وَهِيَ الأَيَّامُ الْمَطْلُوبَةُ لاسْتِكْمَالِ التَّحْنِيطِ. وَبَكَى الْمِصْرِيُّونَ عَلَيْهِ سَبْعِينَ يَوْماً. -\p -\v 4 وَبَعْدَمَا انْقَضَتْ أَيَّامُ النُّوَاحِ عَلَيْهِ، قَالَ يُوسُفُ لأَهْلِ بَيْتِ فِرْعَوْنَ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكُمْ، فَتَكَلَّمُوا فِي مَسَامِعِ فِرْعَوْنَ قَائِلِينَ: -\v 5 لَقَدِ اسْتَحْلَفَنِي أَبِي وَقَالَ: أَنَا مُشْرِفٌ عَلَى الْمَوْتِ، فَادْفِنِّي فِي الْقَبْرِ الَّذِي حَفَرْتُهُ لِنَفْسِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، فَاسْمَحْ لِيَ الآنَ بِأَنْ أَمْضِيَ لأَدْفِنَ أَبِي ثُمَّ أَعُودَ». -\v 6 فَقَالَ فِرْعَوْنُ: «امْضِ وَادْفِنْ أَبَاكَ كَمَا اسْتَحْلَفَكَ». -\p -\v 7 فَانْطَلَقَ يُوسُفُ لِيَدْفِنَ أَبَاهُ، وَرَافَقَتْهُ حَاشِيَةُ فِرْعَوْنَ مِنْ أَعْيَانِ بَيْتِهِ وَوُجَهَاءِ مِصْرَ، -\v 8 وَكَذَلِكَ أَهْلُ بَيْتِهِ وَإخْوَتُهُ وَأَهْلُ بَيْتِ أَبِيهِ. وَلَمْ يُخَلِّفُوا وَرَاءَهُمْ فِي أَرْضِ جَاسَانَ سِوَى صِغَارِهِمْ وَغَنَمِهِمْ وَقُطْعَانِهِمْ. -\v 9 وَصَاحَبَتْهُ أَيْضاً مَرْكَبَاتٌ وَفُرْسَانٌ، فَكَانُوا مَوْكِباً عَظِيماً. -\v 10 وَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى بَيْدَرِ أَطَادَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ أَقَامَ يُوسُفُ لأَبِيهِ مَنَاحَةً عَظِيمَةً مَرِيرَةً نَاحُوا فِيهَا عَلَيْهِ طَوَالَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ -\v 11 وَعِنْدَمَا شَاهَدَ الْكَنْعَانِيُّونَ السَّاكِنُونَ هُنَاكَ الْمَنَاحَةَ فِي بَيْدَرِ أَطَادَ قَالُوا: «هَذِهِ مَنَاحَةٌ هَائِلَةٌ لِلْمَصْرِيِّينَ». وَسَمُّوا الْمَكَانَ الَّذِي فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ «آبِلَ مِصْرَايِمَ» (وَمَعْنَاهُ: مَنَاحَةُ الْمِصْرِيِّينَ). -\v 12 وَنَفَّذَ أَبْنَاءُ يَعْقُوبَ وَصِيَّةَ أَبِيهِمْ، -\v 13 فَنَقَلُوهُ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ وَدَفَنُوهُ فِي مَغَارَةِ حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ مُقَابِلَ مَمْرَا الَّتِي اشْتَرَاهَا إِبْرَاهِيمُ مَعَ الْحَقْلِ مِنْ عِفْرُونَ الْحِثِّيِّ لِتَكُونَ مَدْفَناً خَاصّاً. -\p -\v 14 وَبَعْدَ أَنْ دَفَنَ يُوسُفُ أَبَاهُ، رَجَعَ هُوَ وَإخْوَتُهُ وَسَائِرُ الَّذِينَ رَافَقُوهُ إِلَى مِصْرَ. -\s1 إحسان يوسف لإخوته -\p -\v 15 وَلَمَا رَأى إِخْوَةُ يُوسُفُ أَنَّ أَبَاهُمْ قَدْ مَاتَ قَالُوا: «لَعَلَّ يُوسُفَ الآنَ يَشْرَعُ فِي اضْطِهَادِنَا وَيَنْتَقِمُ مِنَّا لإِسَاءَتِنَا إِلَيْهِ؟» -\v 16 فَبَعَثُوا إِلَيْهِ رَسُولاً قَائِلِينَ: «لَقَدْ أَوْصَى أَبُوكَ قَبْلَ مَوْتِهِ وَقَالَ: -\v 17 هَكَذَا تَقُولُونَ لِيُوسُفَ: اغْفِرْ لإِخْوَتِكَ ذَنْبَهُمْ وَخَطِيئَتَهُمْ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَسَاءُوا إِلَيْكَ. فَالآنَ اصْفَحْ عَنْ إِثْمِ عَبِيدِ إِلَهِ أَبِيكَ». فَلَمَّا بَلَغَتْهُ رِسَالَتُهُمْ بَكَى يُوسُفُ. -\v 18 وَجَاءَ إِخْوَتُهُ أَيْضاً وَانْطَرَحُوا أَمَامَهُ وَقَالُوا: «هَا نَحْنُ عَبِيدُكَ». -\v 19 فَقَالَ لَهُمْ: «لا تَخَافُوا: هَلْ أَنَا أَقُومُ مَقَامَ اللهِ؟ -\v 20 أَنْتُمْ نَوَيْتُمْ لِي شَرّاً، وَلَكِنَّ اللهَ قَصَدَ بِالشَّرِّ خَيْراً، لِيُنْجِزَ مَا تَمَّ الْيَوْمَ، لإِحْيَاءِ شَعْبٍ كَثِيرٍ. -\v 21 لِذَلِكَ لَا تَخَافُوا، فَأَنَا أَعُولُكُمْ أَنْتُمْ وَأَوْلادَكُمْ». فَطَمْأَنَهُمْ وَهَدَّأَ رَوْعَهُمْ. -\s1 موت يوسف -\p -\v 22 وَأَقَامَ يُوسُفُ فِي مِصْرَ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِ أَبِيهِ. وَعَاشَ يُوسُفُ مِئَةً وَعَشْرَ سِنِينَ، -\v 23 حَتَّى شَهِدَ الجِيلَ الثَّالِثَ مِنْ ذُرِّيَّةِ أَفْرَايِمَ، وَكَذَلِكَ أَوْلادَ مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى الَّذِينَ احْتَضَنَهُمْ عِنْدَ وِلادَتِهِمْ. -\v 24 ثُمَّ قَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: «أَنَا مُوْشِكٌ عَلَى الْمَوْتِ، وَلَكِنَّ اللهَ سَيَفْتَقِدُكُمْ وَيُخْرِجُكُمْ مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ وَيَرُدُّكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي وَعَدَ بِها بِقَسَمٍ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ». -\v 25 وَاسْتَحْلَفَ يُوسُفُ أَبْنَاءَ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: «إِنَّ اللهَ سَيَفْتَقِدُكُمْ فَانْقُلُوا عِظَامِي مِنْ هُنَا». -\p -\v 26 ثُمَّ مَاتَ يُوسُفُ وَقَدْ بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ مِئَةً وَعَشْرَ سِنِينَ. فَحَنَّطُوهُ وَوَضَعُوهُ فِي تَابُوتٍ فِي مِصْرَ. +\rem Copyright © ‎1988, 1997, 2012 by Biblica, Inc‎.®‎ +\h التكوين +\toc1 كِتَابُ التَّكْوِينِ +\toc2 التكوين +\toc3 gen +\mt1 كِتَابُ التَّكْوِينِ +\imt مقدمة +\ip فيما بين 1420‏–1220 ق. م. وبوحي من الروح القدس قام موسى بتدوين هذا الكتاب ليكون سجلاً إلهياً، ووثيقة مقدسة لكيفية نشوء العالم. إن ذات لفظة «تكوين» في اللغة العبرانية تعني «الأصل» أو «البدء». يؤكد لنا هذا الكتاب أن الله هو خالق الكون ومن جملته الإنسان الذي أقره الله في أفضل مكان وأحاطه بخير الأجواء والظروف. ثم يعرض إلى كيفية دخول الخطيئة في حياة الإنسان وما أسفرت عنه من نكبات وكيف رسم الله خطة خلاص الإنسان الضائع. وأفرد موسى، بوحي إلهي، صفحات من هذا السِّفر وصف فيها بداية التاريخ البشري ونشوء الفنون والحرف وظهور اللهجات واللغات، ومواطن الأمم الأصلية. ثم يتركز الحديث حول بداية التاريخ العبراني منذ عهد إبراهيم، وابنه إسحاق وحفيده يعقوب، وينتهي الكتاب بقصة بيع يوسف وحمله إلى مصر وانتقال يعقوب وأفراد عائلته إلى هناك بعد أن استدعاه يوسف للسكنى قريباً منه. +\ip تتلخص الفكرة الرئيسية التي تسري في صفحات هذا الكتاب حول رحمة الله. فمع أن الله قد خلق كل شيء على أفضل صورة، ثم جاءت خطيئة الإنسان فشوهت جمال إبداعه، فإن الله على الرغم من ذلك، لم ييأس من الإنسان بل سعى إلى خلاصه. وينصب التشديد على سيادة الله المطلقة، وكيف أنه يوجه سير التاريخ لصالح شعبه المؤمن به في كل أمة وقبيلة ولسان. +\ie + + +\s5 +\c 1 +\s1 بدء الخليقة +\p +\v 1 فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، +\v 2 وَإِذْ كَانَتِ الأَرْضُ مُشَوَّشَةً وَمُقْفِرَةً وَتَكْتَنِفُ الظُّلْمَةُ وَجْهَ الْمِيَاهِ، وَإِذْ كَانَ رُوحُ اللهِ يُرَفْرِفُ عَلَى سَطْحِ الْمِيَاهِ، +\s5 +\v 3 أَمَرَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ». فَصَارَ نُورٌ، +\v 4 وَرَأَى اللهُ النُّورَ فَاسْتَحْسَنَهُ وَفَصَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الظَّلامِ. +\v 5 وَسَمَّى اللهُ النُّورَ نَهَاراً، أَمَّا الظَّلامُ فَسَمَّاهُ لَيْلاً. وَهَكَذَا جَاءَ مَسَاءٌ أَعْقَبَهُ صَبَاحٌ، فَكَانَ الْيَوْمَ الأَوَّلَ. +\s5 +\p +\v 6 ثُمَّ أَمَرَ اللهُ: «لِيَكُنْ جَلَدٌ يَحْجُزُ بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ». +\v 7 فَخَلَقَ اللهُ الْجَلَدَ، وَفَرَّقَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الَّتِي تَحْمِلُهَا السُّحُبُ وَالْمِيَاهِ الَّتِي تَغْمُرُ الأَرْضَ. وَهَكَذَا كَانَ. +\v 8 وَسَمَّى اللهُ الْجَلَدَ سَمَاءً. ثُمَّ جَاءَ مَسَاءٌ أَعْقَبَهُ صَبَاحٌ فَكَانَ الْيَوْمَ الثَّانِي. +\s5 +\p +\v 9 ثُمَّ أَمَرَ اللهُ: «لِتَتَجَمَّعِ الْمِيَاهُ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَى مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسَةُ». وَهَكَذَا كَانَ. +\v 10 وَسَمَّى اللهُ الْيَابِسَةَ أَرْضاً وَالْمِيَاهَ الْمُجْتَمِعَةَ بِحَاراً. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ فَاسْتَحْسَنَهُ. +\s5 +\v 11 وَأَمَرَ اللهُ: «لِتُنْبِتِ الأَرْضُ خُضْرَةً، وَشَجَراً مُثْمِراً فِيهِ بِزْرُهُ الَّذِي يُنْتِجُ ثَمَراً كَجِنْسِهِ فِي الأَرْضِ». وَهَكَذَا كَانَ. +\v 12 فَأَنْبَتَتِ الأَرْضُ كُلَّ أَنْوَاعِ الأَعْشَابِ وَالْبُقُولِ الَّتِي تَحْمِلُ بُزُوراً مِنْ جِنْسِهَا، وَالأَشْجَارَ الَّتِي تَحْمِلُ أَثْمَاراً ذَاتَ بُذُورٍ حَسَبَ نَوْعِهَا. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ فَاسْتَحْسَنَهُ. +\v 13 وَجَاءَ مَسَاءٌ أَعْقَبَهُ صَبَاحٌ فَكَانَ الْيَوْمَ الثَّالِثَ. +\s5 +\p +\v 14 ثُمَّ أَمَرَ اللهُ: «لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي قُبَّةِ السَّمَاءِ لِتُفَرِّقَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، فَتَكُونَ عَلَامَاتٍ لِتَحْدِيدِ أَزْمِنَةٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينَ. +\v 15 وَتَكُونَ أَيْضاً أَنْوَاراً فِي قُبَّةِ السَّمَاءِ لِتُضِيءَ الأَرْضَ». وَهَكَذَا كَانَ. +\s5 +\v 16 وَخَلَقَ اللهُ نُورَيْنِ عَظِيمَيْنِ، النُّورَ الأَكْبَرَ لِيُشْرِقَ فِي النَّهَارِ، وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِيُضِيءَ فِي اللَّيْلِ، كَمَا خَلَقَ النُّجُومَ أَيْضاً. +\v 17 وَجَعَلَهَا اللهُ فِي قُبَّةِ السَّمَاءِ لِتُضِيءَ الأَرْضَ، +\v 18 لِتَتَحَكَّمَ بِالنَّهَارِ وَبِاللَّيْلِ وَلِتُفَرِّقَ بَيْنَ النُّورِ وَالظَّلامِ. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ فَاسْتَحْسَنَهُ. +\v 19 وَجَاءَ مَسَاءٌ أَعْقَبَهُ صَبَاحٌ فَكَانَ الْيَوْمَ الرَّابِعَ. +\s5 +\p +\v 20 ثُمَّ أَمَرَ اللهُ: «لِتَمْتَلِئِ الْمِيَاهُ بِشَتَّى الْحَيَوَانَاتِ الْحَيَّةِ وَلْتُحَلِّقِ الطُّيُورُ فَوْقَ الأَرْضِ عَبْرَ فَضَاءِ السَّمَاءِ». +\v 21 وَهَكَذَا خَلَقَ اللهُ الْحَيَوَانَاتِ الْمَائِيَّةَ الضَّخْمَةَ، وَالْكَائِنَاتِ الْحَيَّةَ الَّتِي امْتَلأَتْ بِها الْمِيَاهُ، كُلًّا حَسَبَ أَجْنَاسِهَا، وَأَيْضاً الطُّيُورَ وَفْقاً لأَنْوَاعِهَا. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ فَاسْتَحْسَنَهُ. +\s5 +\v 22 وَبَارَكَهَا اللهُ قَائِلاً: «انْتِجِي، وَتَكَاثَرِي وَامْلإِي مِيَاهَ الْبِحَارِ. وَلْتَتَكَاثَرِ الطُّيُورُ فَوْقَ الأَرْضِ». +\v 23 ثُمَّ جَاءَ مَسَاءٌ أَعْقَبَهُ صَبَاحٌ فَكَانَ الْيَوْمَ الْخَامِسَ. +\s5 +\p +\v 24 ثُمَّ أَمَرَ اللهُ: «لِتُخْرِجِ الأَرْضُ كَائِنَاتٍ حَيَّةً، كُلًّا حَسَبَ جِنْسِهَا، مِنْ بَهَائِمَ وَزَوَاحِفَ وَوُحُوشٍ وَفْقاً لأَنْوَاعِهَا». وَهَكَذَا كَانَ. +\v 25 فَخَلَقَ اللهُ وُحُوشَ الأَرْضِ، وَالْبَهَائِمَ وَالزَّوَاحِفَ، كُلًّا حَسَبَ نَوْعِهَا. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ فَاسْتَحْسَنَهُ. +\s5 +\v 26 ثُمَّ قَالَ اللهُ: «لِنَصْنَعِ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا، كَمِثَالِنَا، فَيَتَسَلَّطَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ، وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ، وَعَلَى الأَرْضِ، وَعَلَى كُلِّ زَاحِفٍ يَزْحَفُ عَلَيْهَا». +\v 27 فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. +\s5 +\v 28 وَبَارَكَهُمُ اللهُ قَائِلاً لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَتَكَاثَرُوا وَامْلَأُوا الأَرْضَ وَأَخْضِعُوهَا. وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ، وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَتَحَرَّكُ عَلَى الأَرْضِ». +\v 29 ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ أَصْنَافِ النَّبَاتَاتِ ذَاتِ الْبُذُورِ الْمُنْتَشِرَةِ عَلَى كُلِّ سَطْحِ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ يَحْمِلُ ثَمَراً فِيهِ بُذُورٌ، لِتَكُونَ لَكُمْ طَعَاماً. +\s5 +\v 30 أَمَّا الْعُشْبُ الأَخْضَرُ فَقَدْ جَعَلْتُهُ طَعَاماً لِوُحُوشِ الأَرْضِ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ وَالْحَيَوَانَاتِ الزَّاحِفَةِ، وَلجَمِيعِ الْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِ». وَهَكَذَا كَانَ. +\p +\v 31 وَرَأَى اللهُ مَا خَلَقَهُ فَاسْتَحْسَنَهُ جِدّاً. ثُمَّ جَاءَ مَسَاءٌ أَعْقَبَهُ صَبَاحٌ فَكَانَ الْيَوْمَ السَّادِسُ. + +\s5 +\c 2 +\p +\v 1 وَهَكَذَا اكْتَمَلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ بِكُلِّ مَا فِيهَا. +\v 2 وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ أَتَمَّ اللهُ عَمَلَهُ الَّذِي قَامَ بِهِ، فَاسْتَرَاحَ فِيهِ مِنْ جَمِيعِ مَا عَمِلَهُ. +\v 3 وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ اسْتَرَاحَ فِيهِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِ الْخَلْقِ. +\s1 آدم وحواء +\s5 +\p +\v 4 هَذَا وَصْفٌ مَبْدَئِيٌّ لِلسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَوْمَ خَلَقَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ. +\v 5 وَلَمْ يَكُنْ قَدْ نَبَتَ بَعْدُ فِي الأَرْضِ شَجَرٌ بَرِّيٌّ وَلَا عُشْبٌ بَرِّيٌّ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلَهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَرْسَلَ مَطَراً عَلَى الأَرْضِ، وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ إِنْسَانٌ لِيَفْلَحَهَا، +\v 6 إلَّا أَنَّ ضَبَاباً كَانَ يَتَصَاعَدُ مِنَ الأَرْضِ فَيَسْقِي سَطْحَهَا كُلَّهُ. +\s5 +\v 7 ثُمَّ جَبَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ مِنْ تُرَابِ الأَرْضِ وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ، فَصَارَ آدَمُ نَفْساً حَيَّةً. +\v 8 وَأَقَامَ الرَّبُّ الإِلَهُ جَنَّةً فِي شَرْقِيِّ عَدْنٍ وَوَضَعَ فِيهَا آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ. +\s5 +\v 9 وَاستَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ بَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ، وَلَذِيذَةٍ لِلأَكْلِ، وَغَرَسَ أَيْضاً شَجَرَةَ الْحَيَاةِ، وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ. +\v 10 وَكَانَ نَهْرٌ يَجْرِي فِي عَدْنٍ لِيَسْقِيَ الْجَنَّةَ، وَمَا يَلْبَثُ أَنْ يَنْقَسِمَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى أَرْبَعَةِ أَنْهارٍ: +\s5 +\v 11 الأَوَّلُ مِنْهَا يُدْعَى فِيشُونَ، الَّذِي يَلْتَفُّ حَوْلَ كُلِّ الْحَوِيلَةِ حَيْثُ يُوْجَدُ الذَّهَبُ. +\v 12 وَذَهَبُ تِلْكَ الأَرْضِ جَيِّدٌ، وَفِيهَا أَيْضاً الْمُقْلُ وَحَجَرُ الْجَزْعِ. +\s5 +\v 13 وَالنَّهْرُ الثَّانِي يُدْعَى جِيحُونَ الَّذِي يُحِيطُ بِجَمِيعِ أَرْضِ كُوشٍ. +\v 14 وَالنَّهْرُ الثَّالِثُ يُدْعَى حِدَّاقِلَ وَهُوَ الْجَارِي فِي شَرْقِيِّ أَشُّورَ. وَالنَّهْرُ الرَّابِعُ هُوَ الْفُرَاتُ. +\s5 +\p +\v 15 وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَفْلَحَهَا وَيَعْتَنِيَ بِها. +\v 16 وَأَمَرَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلا: «كُلْ مَا تَشَاءُ مِنْ جَمِيعِ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ، +\v 17 وَلَكِنْ إِيَّاكَ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ لأَنَّكَ حِينَ تَأْكُلُ مِنْهَا حَتْماً تَمُوت». +\s5 +\p +\v 18 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «لَيْسَ جَيِّداً أَنْ يَبْقَى آدَمُ وَحِيداً. سَأَصْنَعُ لَهُ مُعِيناً مُشَابِهاً لَهُ». +\v 19 وَكَانَ الرَّبُّ الإِلَهُ قَدْ جَبَلَ مِنَ التُّرَابِ كُلَّ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ وَطُيُورِ الْفَضَاءِ وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى بِأَيِّ أَسْمَاءَ يَدْعُوهَا، فَصَارَ كُلُّ اسْمٍ أَطْلَقَهُ آدَمُ عَلَى كُلِّ مَخْلُوقٍ حَيٍّ اسْماً لَهُ. +\v 20 وَهَكَذَا أَطْلَقَ آدَمُ أَسْمَاءَ عَلَى كُلِّ الطُّيُورِ وَالْحَيَوَانَاتِ وَالْبَهَائِمِ. غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَجِدْ لِنَفْسِهِ مُعِيناً مُشَابِهاً لَهُ. +\s5 +\v 21 فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ، ثُمَّ تَنَاوَلَ ضِلْعاً مِنْ أَضْلَاعِهِ وَسَدَّ مَكَانَهَا بِاللَّحْمِ، +\v 22 وَعَمِلَ مِنْ هَذِهِ الضِّلْعِ امْرَأَةً أَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. +\v 23 فَقَالَ آدَمُ: «هَذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. فَهِيَ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِئٍ أُخِذَتْ». +\s5 +\v 24 لِهَذَا، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَتْرُكُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَصِيرَانِ جَسَداً وَاحِداً. +\v 25 وَكَانَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ عُرْيَانَيْنِ، وَلَمْ يَخْجَلَا مِنْ ذَلِكَ. + +\s5 +\c 3 +\s1 سقوط الإنسان +\p +\v 1 وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَمْكَرَ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي صَنَعَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ، فَسَأَلَتِ الْمَرْأَةَ: «أَحَقّاً أَمَرَكُمَا اللهُ أَلَّا تَأْكُلَا مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» +\v 2 فَأَجَابَتِ الْمَرْأَةُ: «يُمْكِنُنَا أَنْ نَأْكُلَ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ كُلِّهَا، +\v 3 مَاعَدَا ثَمَرَ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِهَا، فَقَدْ قَالَ اللهُ: لَا تَأْكُلَا مِنْهُ وَلَا تَلْمَسَاهُ وَإلَّا تَمُوتَا». +\s5 +\v 4 فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا، +\v 5 بَلْ إِنَّ اللهَ يَعْرِفُ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلانِ مِنْ ثَمَرِ هَذِهِ الشَّجَرَةِ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا فَتَصِيرَانِ مِثْلَهُ، قَادِرَيْنِ عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ». +\v 6 وَعِنْدَمَا شَاهَدَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ لَذِيذَةٌ لِلْمَأْكَلِ وَشَهِيَّةٌ لِلْعُيُونِ، وَمُثِيرَةٌ لِلنَّظَرِ قَطَفَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، ثُمَّ أَعْطَتْ زَوْجَهَا أَيْضاً فَأَكَلَ مَعَهَا، +\s5 +\v 7 فَانْفَتَحَتْ لِلْحَالِ أَعْيُنُهُمَا، وَأَدْرَكَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ، فَخَاطَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ مِنْ أَوْرَاقِ التِّينِ. +\p +\v 8 ثُمَّ سَمِعَ الزَّوْجَانِ صَوْتَ الرَّبِّ الإِلَهِ وَهُوَ يَمْشِي فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَآ مِنْ حَضْرَةِ الرَّبِّ الإِلَهِ بَيْنَ شَجَرِ الْجَنَّةِ. +\s5 +\v 9 فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ: «أَيْنَ أَنْتَ؟» +\v 10 فَأَجَابَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَاخْتَبَأْتُ خِشْيَةً مِنْكَ لأَنِّي عُرْيَانٌ». +\v 11 فَسَأَلَهُ: «مَنْ قَالَ لَكَ إِنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنْ ثَمَرِ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَيْتُكَ عَنْهَا؟» +\s5 +\v 12 فَأَجَابَ آدَمُ: «إِنَّهَا الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا رَفِيقَةً لِي. هِيَ الَّتِي أَطْعَمَتْنِي مِنْ ثَمَرِ الشَّجَرَةِ، فَأَكَلْتُ». +\v 13 فَسَأَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ الْمَرْأَةَ: «مَاذَا فَعَلْتِ؟» فَأَجَابَتْ: «أَغْوَتْنِي الْحَيَّةُ فَأَكَلْتُ». +\s5 +\v 14 فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ بَيْنَ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ، عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ، وَمِنَ التُّرَابِ تَأْكُلِينَ طَوَالَ حَيَاتِكِ، +\v 15 وَأُثِيرُ عَدَاوَةً دَائِمَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَكَذَلِكَ بَيْنَ نَسْلَيْكُمَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَلْدَغِينَ عَقِبَهُ». +\s5 +\p +\v 16 ثُمَّ قَالَ لِلْمَرْأَةِ: «أُكَثِّرُ تَكْثِيراً أَوْجَاعَ مَخَاضِكِ فَتُنْجِبِينَ بِالآلَامِ أَوْلَاداً، وَإِلَى زَوْجِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَتَسَلَّطُ عَلَيْكِ». +\s5 +\v 17 وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ أَذْعَنْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ، وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَيْتُكَ عَنْهَا، فَالأَرْضُ مَلْعُونَةٌ بِسَبَبِكَ وَبِالْمَشَقَّةِ تَقْتَاتُ مِنْهَا طَوَالَ عُمْرِكَ. +\v 18 شَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ، وَأَنْتَ تَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. +\v 19 بِعَرَقِ جَبِينِكَ تَكْسَبُ عَيْشَكَ حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ، فَمِنْ تُرَابٍ أُخِذْتَ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ». +\s5 +\p +\v 20 وَسَمَّى آدَمُ زَوْجَتَهُ «حَوَّاءَ» لأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ. +\v 21 وَكَسَا الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ وَزَوْجَتَهُ رِدَاءَيْنِ مِنْ جِلْدٍ صَنَعَهُمَا لَهُمَا. +\s5 +\p +\v 22 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا، يُمَيِّزُ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. وَقَدْ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَتَنَاوَلُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ وَيَأْكُلُ، فَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». +\v 23 فَأَخْرَجَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَفْلَحَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْ تُرَابِهَا. +\v 24 وَهَكَذَا طَرَدَ اللهُ الإِنْسَانَ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ، وَأَقَامَ مَلائِكَةَ الْكَرُوبِيمِ وَسَيْفاً نَارِيًّا مُتَقَلِّباً شَرْقِيَّ الْجَنَّةِ لِحِرَاسَةِ الطَّرِيقِ الْمُفْضِيَةِ إِلَى «شَجَرَةِ الْحَيَاةِ». + +\s5 +\c 4 +\s1 قايين وهابيل +\p +\v 1 وَعَاشَرَ آدَمُ حَوَّاءَ زَوْجَتَهُ فَحَبِلَتْ، وَوَلَدَتْ ابْناً أَسْمَتْهُ قَايِينَ إِذْ قَالَتْ: «اقْتَنَيْتُ رَجُلاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ». +\v 2 ثُمَّ عَادَتْ فَوَلَدَتْ أَخَاهُ هَابِيلَ، وَكَانَ هَابِيلُ رَاعِياً لِلْغَنَمِ. أَمَّا قَايِينُ فَقَدْ عَمِلَ فِي فِلَاحَةِ الأَرْضِ. +\s5 +\v 3 وَحَدَثَ بَعْدَ مُرُورِ أَيَّامٍ أَنْ قَدَّمَ قَايِينُ مِنْ ثِمَارِ الأَرْضِ قُرْبَاناً لِلرَّبِّ، +\v 4 وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضاً مِنْ خَيْرَةِ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَأَسْمَنِهَا. فَتَقَبَّلَ الرَّبُّ قُرْبَانَ هَابِيلَ وَرَضِيَ عَنْهُ. +\v 5 لَكِنَّهُ لَمْ يَتَقَبَّلْ قُرْبَانَ قَايِينَ وَلَمْ يَرْضَ عَنْهُ. فَاغْتَاظَ قَايِينُ جِدّاً وَتَجَهَّمَ وَجْهُهُ كَمَداً. +\s5 +\v 6 فَسَأَلَ الرَّبُّ قَايِينَ: «لِمَاذَا اغْتَظْتَ؟ لِمَاذَا تَجَهَّمَ وَجْهُكَ؟ +\v 7 لَوْ أَحْسَنْتَ فِي تَصَرُّفِكَ أَلَا يُشْرِقُ وَجْهُكَ فَرَحاً؟ وَإِنْ لَمْ تُحْسِنِ التَّصَرُّفَ، فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيئَةٌ تَنْتَظِرُكَ، تَتَشَوَّقُ أَنْ تَتَسَلَّطَ عَلَيْكَ، لَكِنْ يَجِبُ أَنْ تَتَحَكَّمَ فِيهَا». +\s5 +\p +\v 8 وَعَادَ قَايِينُ يَتَظَاهَرُ بِالْوُدِّ لأَخِيهِ هَابِيلَ. وَحَدَثَ إِذْ كَانَا مَعاً فِي الْحَقْلِ أَنَّ قَايِينَ هَجَمَ عَلَى أَخِيهِ هَابِيلَ وَقَتَلَهُ. +\v 9 وَسَأَلَ الرَّبُّ قَايِينَ: «أَيْنَ أَخُوكَ هَابِيلُ؟» فَأَجَابَ: «لَا أَعْرِفُ. هَلْ أَنَا حَارِسٌ لأَخِي؟» +\s5 +\v 10 فَقَالَ الرَّبُّ لَهُ: «مَاذَا فَعَلْتَ؟ إِنَّ صَوْتَ دَمِ أَخِيكَ يَصْرُخُ إِلَيَّ مِنَ الأَرْضِ. +\v 11 فَمُنْذُ الآنَ، تَحِلُّ عَلَيْكَ لَعْنَةُ الأَرْضِ الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا وَابْتَلَعَتْ دَمَ أَخِيكَ الَّذِي سَفَكَتْهُ يَدُكَ. +\v 12 عِنْدَمَا تَفْلَحُهَا لَنْ تُعْطِيَكَ خَيْرَهَا، وَتَكُونُ شَرِيداً وَطَرِيداً فِي الأَرْضِ». +\s5 +\v 13 فَقَالَ قَايِينُ لِلرَّبِّ: «عُقُوبَتِي أَعْظَمُ مِنْ أَنْ تُحْتَمَلَ. +\v 14 هَا أَنْتَ الْيَوْمَ قَدْ طَرَدْتَنِي عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ، وَمِنْ أَمَامِ حَضْرَتِكَ أَخْتَفِي، وَأَكُونُ شَرِيداً طَرِيداً فِي الأَرْضِ، وَيَقْتُلُنِي كُلُّ مَنْ يَجِدُنِي». +\v 15 فَقَالَ الرَّبُّ لَهُ: «سَأُعَاقِبُ كُلَّ مَنْ يَقْتُلُكَ بِسَبْعَةِ أَضْعَافِ الْعُقُوبَةِ الَّتِي عَاقَبْتُكَ بِها». وَوَسَمَ الرَّبُّ قَايِينَ بِعَلَامَةٍ تَحْظُرُ عَلَى مَنْ يَلْقَاهُ اغْتِيَالَهُ. +\s5 +\v 16 وَهَكَذَا خَرَجَ قَايِينُ مِنْ حَضْرَةِ الرَّبِّ وَسَكَنَ فِي أَرْضِ نُودٍ شَرْقِيَّ عَدْنٍ. +\p +\v 17 وَعَاشَرَ قَايِينُ زَوْجَتَهُ فَحَبِلَتْ وَأَنْجَبَتِ ابْناً دَعَاهُ «حَنُوكَ». وَكَانَ قَايِينُ آنَئِذٍ يَبْنِي مَدِينَةً فَسَمَّاهَا «حَنُوكَ» عَلَى اسْمِ ابْنِهِ. +\s5 +\v 18 ثُمَّ وَلَدَ حَنُوكُ عِيرَادَ، وَوَلَدَ عِيرَادُ مَحُويَائِيلَ، وَوَلَدَ مَحُويَائِيلُ مَتُوشَائِيلَ، وَوَلَدَ مَتُوشَائِيلُ لَامَكَ. +\v 19 وَتَزَوَّجَ لَامَكُ امْرَأَتَيْنِ: اسْمُ الْوَاحِدَةِ عَادَةُ، وَاسْمُ الأُخْرَى صِلَّةُ. +\s5 +\v 20 وَوَلَدَتْ عَادَةُ كُلًّا مِنْ «يَابَالَ» أَوَّلِ رُعَاةِ الْمَوَاشِي وَسَاكِنِي الْخِيَامِ. +\v 21 وَأَخِيهِ يُوبَالَ أَوَّلِ الْعَازِفِينَ بِالْعُودِ وَالْمِزْمَارِ. +\v 22 وَوَلَدَتْ صِلَّةُ «تُوبَالَ قَايِينَ» أَوَّلَ صَانِعِي آلَاتِ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ. كَمَا وَلَدَتْ «نَعْمَةَ» أُخْتَ تُوبَالَ قَايِينَ. +\s5 +\v 23 وَقَالَ لَامَكُ لِزَوْجَتَيْهِ: «يَا عَادَةُ وَصِلَّةُ، اسْمَعَا قَوْلِي، يَا زَوْجَتَيْ لَامَكَ أَصْغِيَا لِكَلَامِي: إِنِّي قَتَلْتُ رَجُلاً جَرَحَنِي وَشَابّاً كَسَرَنِي. +\v 24 فَإِنْ كَانَ يُنْتَقَمُ لِقَايِينَ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ، فَإِنَّهُ يُنْتَقَمُ لِلَامَكَ سَبْعَةً وَسَبْعِينَ ضِعْفاً». +\s5 +\p +\v 25 وَعَاشَرَ آدَمُ زَوْجَتَهُ حَوَّاءَ مَرَّةً أُخْرَى فَأَنْجَبَتْ لَهُ ابْناً أَسْمَتْهُ «شِيثاً» إِذْ قَالَتْ: «قَدْ عَوَّضَنِي اللهُ نَسْلاً آخَرَ عِوَضاً عَنْ هَابِيلَ الَّذِي قَتَلَهُ قَايِينُ». +\v 26 وَوُلِدَ لِشِيثٍ أَيْضاً ابْنٌ سَمَّاهُ أَنُوشَ وَعَنْدَئِذٍ ابْتَدَأَ النَّاسُ يَدْعُونَ بِاسْمِ الرَّبِّ. + +\s5 +\c 5 +\s1 من آدم إلى نوح +\p +\v 1 هَذَا سِجِلٌّ بِمَوَالِيدِ آدَمَ. يَوْمَ خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ، صَنَعَهُ اللهُ عَلَى مِثَالِهِ. +\v 2 وَقَدْ خَلَقَهُ ذَكَراً وَأُنْثَى. وَيَوْمَ خَلَقَهُ، بَارَكَهُ وَسَمَّاهُ آدَمَ. +\s5 +\v 3 كَانَ عُمْرُ آدَمَ مِئَةً وَثَلَاثِينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَنْجَبَ وَلَداً كَشَبَهِهِ وَمِثَالِهِ، وَسَمَّاهُ شِيثاً. +\v 4 وَعَاشَ آدَمُ بَعْدَ مَوْلِدِ شِيثٍ ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوُلِدَ لَهُ بَنُونَ وَبَنَاتٌ. +\v 5 وَمَاتَ آدَمُ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ تِسْعُ مِئَةٍ وَثَلَاثُونَ سَنَةً. +\s5 +\p +\v 6 كَانَ عُمْرُ شِيثٍ مِئَةً وَخَمْسَ سَنَوَاتٍ عِنْدَمَا أَنْجَبَ أَنُوشَ. +\v 7 وَعَاشَ شِيثٌ بَعْدَ ذَلِكَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَسَبْعَ سَنَوَاتٍ، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. +\v 8 وَمَاتَ شِيثٌ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ تِسْعُ مِئَةٍ وَاثْنَتَا عَشَرَةَ سَنَةً. +\s5 +\p +\v 9 وَكَانَ عُمْرُ أَنُوشَ تِسْعِينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَنْجَبَ قِينَانَ. +\v 10 وَعَاشَ أَنُوشُ بَعْدَ ذَلِكَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَخَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. +\v 11 وَمَاتَ أَنُوشُ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ تِسْعُ مِئَةٍ وَخَمْسُ سَنَوَاتٍ. +\s5 +\p +\v 12 وَكَانَ عُمْرُ قِينَانَ سَبْعِينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَنْجَبَ مَهْلَلْئِيلَ. +\v 13 وَعَاشَ قِينَانُ بَعْدَ ذَلِكَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. +\v 14 وَمَاتَ قِينَانُ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ تِسْعُ مِئَةٍ وَعَشْرُ سَنَوَاتٍ. +\s5 +\p +\v 15 وَكَانَ عُمْرُ مَهْلَلْئِيلَ خَمْساً وَسِتِّينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَنْجَبَ يَارَدَ، +\v 16 وَعَاشَ مَهْلَلْئِيلُ بَعْدَ ذَلِكَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. +\v 17 وَمَاتَ مَهْلَلْئِيلُ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَخَمْسٌ وَتِسْعُونَ سَنَةً. +\s5 +\p +\v 18 وَكَانَ عُمْرُ يَارَدَ مِئَةً وَاثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَنْجَبَ أَخْنُوخَ. +\v 19 وَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. +\v 20 وَمَاتَ يَارَدُ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ تِسْعُ مِئَةٍ وَاثْنَتَانِ وَسِتُّونَ سَنَةً. +\s5 +\p +\v 21 وَكَانَ عُمْرُ أَخْنُوخَ خَمْساً وَسِتِّينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَنْجَبَ مَتُوشَالَحَ. +\v 22 ثُمَّ عَاشَ أَخْنُوخُ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مِئَةِ سَنَةٍ سَارَ فِيهَا مَعَ اللهِ. وَوُلِدَ لَهُ بَنُونَ وَبَنَاتٌ. +\v 23 وَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ أَخْنُوخَ ثَلَاثَ مِئَةٍ وَخَمْساً وَسِتِّينَ سَنَةً. +\v 24 وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، ثُمَّ تَوَارَى مِنَ الْوُجُودِ، لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ إِلَيْهِ. +\s5 +\p +\v 25 وَكَانَ عُمْرُ مَتُوشَالَحَ مِئَةً وَسَبْعاً وَثَمَانِينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَنْجَبَ لَامَكَ. +\v 26 وَعَاشَ مَتُوشَالَحُ بَعْدَ ذَلِكَ سَبْعَ مِئَةٍ وَاثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. +\v 27 وَمَاتَ مَتُوشَالَحُ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ تِسْعُ مِئَةٍ وَتِسْعٌ وَسِتُّونَ سَنَةً. +\s5 +\p +\v 28 كَانَ عُمْرُ لَامَكَ مِئَةً وَاثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَنْجَبَ ابْناً، +\v 29 سَمَّاهُ نُوحاً قَائِلاً: «هَذَا يُعَزِّينَا عَنْ أَعْمَالِنَا وَمَشَقَّةِ أَيْدِينَا فِي الأَرْضِ الَّتِي لَعَنَهَا الرَّبُّ». +\s5 +\v 30 وَعَاشَ لَامَكُ خَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْساً وَتِسْعِينَ سَنَةً بَعْدَ وِلَادَةِ نُوحٍ، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وبَنَاتٌ +\v 31 وَمَاتَ لَامَكُ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ سَبْعُ مِئَةٍ وَسَبْعٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً. +\s5 +\p +\v 32 كَانَ عُمْرُ نُوحٍ خَمْسَ مِئَةِ سَنَةٍ عِنْدَمَا أَنْجَبَ سَاماً وَحَاماً وَيَافَثَ. + +\s5 +\c 6 +\s1 فساد العالم +\p +\v 1 وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَتَكَاثَرُونَ عَلَى سَطْحِ الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ، +\v 2 انْجَذَبَتْ أَنْظَارُ أَبْنَاءِ اللهِ إِلَى بَنَاتِ النَّاسِ فَرَأَوْا أَنَّهُنَّ جَمِيلاتٌ فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ مِنْهُنَّ زَوْجَاتٍ كَمَا طَابَ لَهُمْ. +\v 3 فَقَالَ الرَّبُّ: «لَنْ يَمْكُثَ رُوحِي مُجَاهِداً فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ. هُوَ بَشَرِيٌّ زَائِغٌ، لِذَلِكَ لَنْ تَطُولَ أَيَّامُهُ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَقَطْ». +\s5 +\v 4 وَفِي تِلْكَ الْحِقَبِ، كَانَ فِي الأَرْضِ جَبَابِرَةٌ، وَبَعْدَ أَنْ دَخَلَ أَبْنَاءُ اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَلَدْنَ لَهُمْ أَبْنَاءً، صَارَ هَؤُلَاءِ الأَبْنَاءُ أَنْفُسُهُمُ الْجَبَابِرَةَ الْمَشْهُورِينَ مُنْذُ الْقِدَمِ. +\s5 +\p +\v 5 وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ فِكْرِ قَلْبِهِ يَتَّسِمُ دَائِماً بِالإِثْمِ، +\v 6 فَمَلأَ قَلبَهُ الأَسَفُ وَالْحُزْنُ لأَنَّهُ خَلَقَ الإِنْسَانَ. +\s5 +\v 7 وَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ مَعَ سَائِرِ النَّاسِ وَالْحَيَوَانَاتِ وَالزَّوَاحِفِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي خَلَقْتُهُ». +\v 8 أَمَّا نُوحٌ فَقَدْ حَظِيَ بِرِضَى الرَّبِ. +\s1 نوح والطوفان +\s5 +\p +\v 9 وَهَذَا سِجِلُّ مَوَالِيدِ نُوحٍ: كَانَ نُوحٌ صَالِحاً كَامِلاً فِي زَمَانِهِ، وَسَارَ نُوحٌ مَعَ اللهِ. +\v 10 وَأَنْجَبَ نُوحٌ ثَلَاثَةَ أَبْنَاءٍ هُمْ سَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ. +\s5 +\v 11 وَإِذْ سَادَ الشَّرُّ الأَرْضَ أَمَامَ اللهِ وَعَمَّهَا الظُّلْمُ، +\v 12 نَظَرَ اللهُ وَإذَا بِها فَاسِدَةٌ لأَنَّ كُلَّ بَشَرٍ عَلَى الأَرْضِ قَدْ سَلَكَ فِي طَرِيقِ الإِثْمِ. +\s5 +\p +\v 13 فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «قَدْ أَزِفَتْ نِهَايَةُ الْبَشَرِ جَمِيعاً أَمَامِي، لأَنَّهُمْ مَلَأُوا الأَرْضَ ظُلْماً. لِذَلِكَ سَأُبِيدُهُمْ مَعَ الأَرْضِ. +\v 14 ابْنِ لَكَ فُلْكاً مِنْ خَشَبِ السَّرْوِ، وَاجْعَلْ فِيهِ غُرَفاً تَطْلِيهَا بِالزِّفْتِ مِنَ الدَّاخِلِ وَالْخَارِجِ. +\v 15 اصْنَعْهُ عَلَى هَذَا الْمِثَالِ: لِيَكُنْ طُولُهُ ثَلَاثَ مِئَةِ ذِرَاعٍ (نَحْوَ مِئَةٍ وَخَمْسَةٍ وَثَلَاثِينَ مِتْراً)، وَعَرْضُهُ خَمْسِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ مِتْراً وَنِصْفِ الْمِتْرِ) وَارْتِفَاعُهُ ثَلَاثِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ مِتْراً وَنِصْفِ الْمِتْرِ). +\s5 +\v 16 وَاجْعَلْ لَهُ نَافِذَةً عَلَى انْخِفَاضِ ذِرَاعٍ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ سَنْتِمِتْراً) مِنَ السَّقْفِ، وَبَاباً تُقِيمُهُ فِي جَانِبِهِ. وَلْيَكُنْ لِلْفُلْكِ طَوَابِقُ سُفْلِيَّةٌ وَمُتَوَسِّطَةٌ وَعُلْوِيَّةٌ. +\v 17 فَهَا أَنَا أُغْرِقُ الأَرْضَ بِطُوفَانٍ مِنَ الْمِيَاهِ لأُبِيدَ كُلَّ كَائِنٍ حَيٍّ فِيهَا مِمَّنْ تَحْتَ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا عَلَى الأَرْضِ لَابُدَّ أَنْ يَمُوتَ. +\s5 +\v 18 وَلَكِنِّي سَأُقِيمُ مَعَكَ عَهْداً، فَتَدْخُلُ أَنْتَ مَعَ بَنِيكَ وَامْرَأَتِكَ وَنِسَاءِ بَنِيكَ إِلَى الْفُلْكِ. +\v 19 وَتَأْخُذُ مَعَكَ فِي الْفُلْكِ زَوْجَيْنِ، ذَكَراً وَأُنْثَى، مِنْ كُلِّ كَائِنٍ حَيٍّ ذِي جَسَدٍ، لاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. +\s5 +\v 20 تُدْخِلُ مَعَكَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ صَنْفٍ مِنْ أَصْنَافِ الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَالزَّوَاحِفِ عَلَى الأَرْضِ، حِفَاظاً عَلَى اسْتِمْرَارِ بَقَائِهَا. +\p +\v 21 وَتَدَّخِرُ لِنَفْسِكَ مِنْ كُلِّ طَعَامٍ يُؤْكَلُ وَتَخْزُنُهُ عِنْدَكَ لِيَكُونَ لَكَ وَلَهَا غِذَاءً». +\v 22 وَفَعَلَ نُوحٌ تَمَاماً حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ. + +\s5 +\c 7 +\s1 الأمر بالدخول إلى الفلك +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِنُوحٍ: «هَيَّا ادْخُلْ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ جَمِيعاً إِلَى الْفُلْكِ لأَنِّي وَجَدْتُكَ وَحْدَكَ صَالِحاً أَمَامِي فِي هَذَا الْجِيلِ. +\v 2 خُذْ مَعَكَ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ الْحَيَوَانَاتِ الطَّاهِرَةِ سَبْعَةَ ذُكُورٍ وَسَبْعَ إِنَاثٍ، وَاثْنَيْنِ، ذَكَراً وَأُنْثَى مِنْ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ الْحَيَوَانَاتِ الأُخْرَى غَيْرِ الطَّاهِرَةِ. +\v 3 وَخُذْ مَعَكَ أَيْضاً مِنْ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ الطُّيُورِ سَبْعَةَ ذُكُورٍ وَسَبْعَ إِنَاثٍ لاسْتِبْقَاءِ نَسْلِهَا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ. +\s5 +\v 4 فَإِنِّي بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ أُمْطِرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْماً، لَيْلاً وَنَهَاراً، فَأَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ كُلَّ مَخْلُوقٍ حَيٍّ». +\v 5 وَفَعَلَ نُوحٌ بِمُوْجِبِ كُلِّ مَا أَمَرَهُ الرَّبُّ بِهِ. +\s5 +\p +\v 6 وَكَانَ عُمْرُ نُوحٍ سِتَّ مِئَةِ سَنَةٍ عِنْدَمَا حَدَثَ طُوفَانُ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ. +\v 7 فَدَخَلَ نُوحٌ إِلَى الْفُلْكِ مَعَ زَوْجَتِهِ وَأَبْنَائِهِ وَزَوْجَاتِهِمْ (لِيَنْجُوا) مِنْ مِيَاهِ الطُّوفَانِ. +\s5 +\v 8 وَكَذَلِكَ الْحَيَوَانَاتُ الطَّاهِرَةُ وَغَيْرُ الطَّاهِرَةِ، وَالطُّيُورُ وَالزَّوَاحِفُ، +\v 9 دَخَلَتْ مَعَ نُوحٍ إِلَى الْفُلْكِ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، ذَكَراً وَأُنْثَى، كَمَا أَمَرَ اللهُ نُوحاً. +\s1 الطوفان +\p +\v 10 وَمَا إِنِ انْقَضَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ حَتَّى فَاضَتِ الْمِيَاهُ عَلَى الأَرْضِ +\s5 +\v 11 فَفِي سَنَةِ سِتِّ مَئَةٍ مِنْ عُمْرِ نُوحٍ، فِي الشَّهْرِ الثَّانِي، فِي الْيَوْمِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنْهُ، تَفَجَّرَتِ الْمِيَاهُ مِنَ اللُّجَجِ الْعَمِيقَةِ فِي بَاطِنِ الأَرْضِ، وَهَطَلَتْ أَمْطَارُ السَّمَاءِ الْغَزِيرَةُ، +\v 12 وَاسْتَمَرَّ هَذَا الطُّوفَانُ عَلَى الأَرْضِ لَيْلاً وَنَهَاراً مُدَّةَ أَرْبَعِينَ يَوْماً. +\s5 +\v 13 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي بَدَأَ فِيهِ الطُّوفَانُ دَخَلَ نُوحٌ وَزَوْجَتُهُ وَأَبْنَاؤُهُ سَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ وَزَوْجَاتُهُمُ الثَّلَاثُ إِلَى الْفُلْكِ. +\v 14 وَدَخَلَ مَعَهُمْ أَيْضاً مِنَ الْوُحُوشِ وَالْبَهَائِمِ وَالزَّوَاحِفِ وَالطُّيُورِ وَذَوَاتِ الأَجْنِحَةِ كُلٍّ حَسَبَ أَصْنَافِهَا؛ +\s5 +\v 15 مِنْ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ الْحَيَّةِ أَقْبَلَتْ إِلَى الْفُلْكِ، وَدَخَلَتْ مَعَ نُوحٍ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، +\v 16 ذَكَراً وَأُنْثَى دَخَلَتْ، مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ، كَمَا أَمَرَهُ اللهُ. ثُمَّ أَغْلَقَ الرَّبُّ عَلَيْهِ بَابَ الْفُلْكِ. +\s5 +\p +\v 17 وَدَامَ الطُّوفَانُ أَرْبَعِينَ يَوْماً عَلَى الأَرْضِ، وَطَغَتِ الْمِيَاهُ وَرَفَعَتِ الْفُلْكَ فَوْقَ الأَرْضِ، +\v 18 وَتَكَاثَرَتِ الْمِيَاهُ عَلَى الأَرْضِ وَطَغَتْ جِدّاً، فَكَانَ الْفُلْكُ يَطْفُو فَوْقَ الْمِيَاهِ. +\s5 +\v 19 وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ جِدّاً فَوْقَ الأَرْضِ حَتَّى أَغْرَقَتْ جَمِيعَ الْجِبَالِ الْعَالِيَةِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ كُلِّهَا. +\v 20 وَبَلَغَ ارْتِفَاعُهَا خَمْسَ عَشْرَةَ ذِرَاعاً (نَحْوَ سَبْعَةِ أَمْتَارٍ) عَنْ أَعْلَى الْجِبَالِ، +\s5 +\v 21 فَمَاتَ كُلُّ كَائِنٍ حَيٍّ يَتَحَرَّكُ عَلَى الأَرْضِ مِنْ طُيُورٍ وَبَهَائِمَ وَوُحُوشٍ وَزَوَاحِفَ وَكُلِّ بَشَرٍ +\v 22 مَاتَ كُلُّ مَا يَحْيَا وَيَتَنَفَّسُ عَلَى الْيَابِسَةِ. +\s5 +\v 23 وَبَادَ مِنْ عَلَى سَطْحِ الأَرْضِ كُلُّ كَائِنٍ حَيٍّ سَوَاءٌ مِنَ النَّاسِ أَمِ الْبَهَائِمِ أَمِ الزَّوَاحِفِ أَمِ الطُّيُورِ، كُلُّهَا أُبِيدَتْ مِنَ الأَرْضِ، وَلَمْ يَبْقَ سِوَى نُوحٍ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ. +\v 24 وَظَلَّتِ الْمِيَاهُ طَامِيَةً عَلَى الأَرْضِ مُدَّةَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ يَوْماً. + +\s5 +\c 8 +\s1 تناقص المياه +\p +\v 1 ثُمَّ افْتَقَدَ اللهُ نُوحاً وَمَا مَعَهُ فِي الْفُلْكِ مِنْ وُحُوشٍ وبَهَائِمَ، فَأَرْسَلَ رِيحاً عَلَى الأَرْضِ فَتَقَلَّصَتِ الْمِيَاهُ +\v 2 وَانْسَدَّتْ يَنَابِيعُ الْمَاءِ فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَاحْتَبَسَ الْمَطَرُ. +\v 3 وَتَرَاجَعَتِ الْمِيَاهُ عَنِ الأَرْضِ تَدْرِيجِيًّا. وَبَعْدَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ يَوْماً نَقَصَتِ الْمِيَاهُ. +\s5 +\v 4 وَاسْتَقَرَّ الْفُلْكُ عَلَى جِبَالِ أَرَارَاطَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ لِلطُّوفَانِ. +\v 5 وَظَلَّتِ الْمِيَاهُ تَتَنَاقَصُ تَدْرِيجِيًّا حَتَّى الشَّهْرِ الْعَاشِرِ. وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ الْعَاشِرِ بَدَتْ قِمَمُ الْجِبَالِ. +\s5 +\p +\v 6 وَبَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً أُخْرَى فَتَحَ نُوحٌ النَّافِذَةَ الَّتِي كَانَ قَدْ عَمِلَهَا فِي الْفُلْكِ. +\v 7 وَأَطْلَقَ غُرَاباً، فَخَرَجَ وَظَلَّ يَحُومُ مُتَرَدِّداً إِلَى الْفُلْكِ حَتَّى جَفَّتِ الْمِيَاهُ عَنِ الأَرْضِ. +\s5 +\v 8 ثُمَّ أَطْلَقَ نُوحٌ حَمَامَةً مِنَ الْفُلْكِ لِيَرَى إِنْ كَانَتِ الْمِيَاهُ قَدْ تَقَلَّصَتْ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ، +\v 9 وَلَكِنَّ الْحَمَامَةَ لَمْ تَجِدْ مَوْضِعاً تَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ رِجْلُهَا فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ فِي الْفُلْكِ، لأَنَّ الْمِيَاهَ كَانَتْ مَازَالَتْ تَغْمُرُ سَطْحَ الأَرْضِ، فَمَدَّ يَدَهُ وَأَخَذَهَا، وَأَدْخَلَهَا عِنْدَهُ إِلَى الْفُلْكِ. +\s5 +\v 10 وَانْتَظَرَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخْرَى ثُمَّ عَادَ فَأَطْلَقَ الْحَمَامَةَ مِنَ الْفُلْكِ، +\v 11 فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ عِنْدَ الْمَسَاءِ تَحْمِلُ فِي مِنْقَارِهَا وَرَقَةَ زَيْتُونٍ خَضْرَاءَ، فَأَدْرَكَ نُوحٌ أَنَّ الْمِيَاهَ قَدْ تَنَاقَصَتْ عَنِ الأَرْضِ. +\v 12 فَمَكَثَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخْرَى ثُمَّ أَطْلَقَ الْحَمَامَةَ فَلَمْ تَرْجِعْ إِلَيْهِ هَذِهِ الْمَرَّةَ. +\s5 +\p +\v 13 وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ مِنَ السَّنَةِ الْوَاحِدَةِ وَالسِّتِّ مِئَةٍ مِنْ عُمْرِ نُوحٍ، جَفَّتِ الْمِيَاهُ عَنِ الأَرْضِ، فَرَفَعَ نُوحٌ سَقْفَ الْفُلْكِ وَتَطَلَّعَ حَوْلَهُ، فَرَأَى أَنَّ سَطْحَ الأَرْضِ قَدْ أَخَذَ فِي الْجَفَافِ. +\v 14 وَلَكِنَّ الأَرْضَ لَمْ تَجِفَّ تَمَاماً إِلّا فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي. +\s5 +\p +\v 15 وَخَاطَبَ اللهُ نُوحاً قَائِلا: +\v 16 «اخْرُجْ مِنَ الْفُلْكِ أَنْتَ وَامْرَأَتُكَ وَبَنُوكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ، +\v 17 وَأَخْرِجْ كُلَّ مَا مَعَكَ مِنَ الْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِ، مِنْ طُيُورٍ وَبَهَائِمَ وَكُلِّ مَا يَزْحَفُ عَلَى الأَرْضِ لِتَتَوَالَدَ وَتَتَكَاثَرَ عَلَى الأَرْضِ». +\s5 +\v 18 وَخَرَجَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَامْرَأَتُهُ وَزَوْجَاتُ بَنِيهِ مَعَهُ. +\v 19 وَكَذَلِكَ خَرَجَتْ مَعَهُ كُلُّ الْحَيَوَانَاتِ، وَالزَّوَاحِفِ وَالطُّيُورِ، وَكُلُّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ، كُلٌّ مِنْهَا كَجِنْسِهَا. +\s5 +\p +\v 20 وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ ثُمَّ اخْتَارَ بَعْضاً مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَالطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَقَرَّبَهَا مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ. +\v 21 فَتَقَبَّلَهَا الرَّبُّ بِرِضًى، وَقَالَ فِي نَفْسِهِ: «لَنْ أَلْعَنَ الأَرْضَ مَرَّةً أُخْرَى مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ، لأَنَّ أَهْوَاءَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرَةٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ وَلَنْ أُقْدِمَ عَلَى إِهْلاكِ كُلِّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ. +\v 22 وَتَكُونُ كُلُّ أَيَّامِ الأَرْضِ مَوَاسِمَ زَرْعٍ وَحَصَادٍ وَبَرْدٍ وَحَرٍّ وَصَيْفٍ وَشِتَاءٍ وَنَهَارٍ وَلَيْلٍ، لَنْ تَبْطُلَ أَبَداً». + +\s5 +\c 9 +\s1 عهد الله مع نوح +\p +\v 1 وَبَارَكَ اللهُ نُوحاً وَأَبْنَاءَهُ قَائِلاً لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَتَكَاثَرُوا وَامْلَأُوا الأَرْضَ، +\v 2 لِتَخْشَكُمْ وَتَرْهَبْكُمْ كُلُّ حَيَوَانَاتِ الأَرْضِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا يَتَحَرَّكُ عَلَى الأَرْضِ، وَسَمَكُ الْبَحْرِ، فَإِنَّهَا كُلَّهَا قَدْ أَصْبَحَتْ خَاضِعَةً لَكُمْ. +\s5 +\v 3 وَلْيَكُنْ كُلُّ حَيٍّ مُتَحَرِّكٍ طَعَاماً لَكُمْ، فَتَأْكُلُونَ كُلَّ شَيْءٍ كَمَا تَأْكُلُونَ الْبُقُولَ الْخَضْرَاءَ الَّتِي أَعْطَيْتُكُمْ. +\v 4 وَلَكِنْ لَا تَأْكُلُوا لَحْماً بِدَمِهِ. +\s5 +\v 5 وَأُطَالِبُ أَنَا بِدَمِكُمْ لأَنْفُسِكُمْ. مِنْ يَدِ كُلِّ حَيَوَانٍ أُطَالِبُ بِهِ، وَمِنْ يَدِ الإِنْسَانِ أَيْضاً أُطَالِبُ الأَخَ بِنَفْسِ أَخِيهِ الإِنْسَانِ. +\v 6 فَسَافِكُ دَمِ الإِنْسَانِ يُحْكَمُ عَلَيْهِ بِسَفْكِ دَمِهِ لأَنَّ اللهَ خَلَقَ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. +\v 7 أَمَّا أَنْتُمْ فَأَثْمِرُوا وَتَكَاثَرُوا وَتَوَالَدُوا فِي الأَرْضِ». +\s5 +\p +\v 8 وَخَاطَبَ الرَّبُّ نُوحاً وَأَبْنَاءَهُ مَعَهُ قَائِلاً: +\v 9 «هَا أَنَا أقْطَعُ عَهْدِي مَعَكُمْ وَمَعْ ذُرِّيَّتِكُمْ، +\v 10 وَمَعْ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ الْحَيَّةِ الَّتِي مَعَكُمْ، مِنْ طُيُورٍ وَبَهَائِمَ، وَمِنْ كُلِّ حَيَوَانَاتِ الأَرْضِ الَّتِي خَرَجَتْ مَعَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ، مَعْ كُلِّ الْمَخْلُوقَاتِ الْحَيَّةِ عَلَى الأَرْضِ. +\s5 +\v 11 أقْطَعُ عَهْدِي مَعَكُمْ بِأَنْ لَا يُبِيدَ الطُّوفَانُ كُلَّ ذِي جَسَدٍ ثَانِيَةً، وَأَنْ لَا يَكُونَ هُنَاكَ طُوفَانٌ لِيَقْضِيَ عَلَى الْحَيَاةِ فِي الأَرْضِ». +\v 12 وَقَالَ الرَّبُّ: «وَهَذِهِ هِيَ عَلامَةُ الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ الَّذِي أُقِيمُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْمَخْلُوقَاتِ الْحَيَّةِ الَّتِي مَعَكُمْ: +\v 13 أَضَعُ قَوْسِي فِي السَّحَابِ فَتَكُونُ عَلامَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَ الأَرْضِ. +\s5 +\v 14 فَيَكُونُ عِنْدَمَا أُخَيِّمُ بِالسَّحَابِ فَوْقَ الأَرْضِ، وَتَظْهَرُ الْقَوْسُ، +\v 15 أَنِّي أَذْكُرُ عَهْدِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ كُلِّ الْمَخْلُوقَاتِ الْحَيَّةِ مِنْ ذَوَاتِ الْجَسَدِ، فَلا تَتَحَوَّلُ الْمِيَاهُ إِلَى طُوفَانٍ يُبِيدُ كُلَّ حَيَاةٍ. +\s5 +\v 16 وَتَكُونُ الْقَوْسُ فِي السَّحَابِ، فَأُبْصِرُهَا، وَأَذْكُرُ الْعَهْدَ الأَبَدِيَّ الْمَقْطُوعَ بَيْنِي وَبَيْنَ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ الْحَيَّةِ عَلَى الأَرْضِ». +\v 17 وَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «هَذِهِ هِيَ عَلامَةُ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعْتُهُ بَيْنِي وَبَيْنَ كُلِّ حَيٍّ عَلَى الأَرْضِ». +\s1 أبناء نوح +\s5 +\p +\v 18 أَمَّا أَبْنَاءُ نُوحٍ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَهُ مِنَ الْفُلْكِ فَكَانُوا: سَاماً وَحَاماً وَيَافَثَ. وَحَامٌ هُوَ أَبُو الْكَنْعَانِيِّينَ. +\v 19 هَؤُلاءِ كَانُوا أَبْنَاءَ نُوحٍ الثَّلاثَةَ الَّذِينَ تَفَرَّعَتْ مِنْهُمْ شُعُوبُ الأَرْضِ كُلِّهَا. +\s5 +\p +\v 20 وَاشْتَغَلَ نُوحٌ بِالْفِلاحَةِ وَغَرَسَ كَرْماً، +\v 21 وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خَيْمَتِهِ، +\s5 +\v 22 فَشَاهَدَ حَامٌ أَبُو الْكَنْعَانِيِّينَ عُرْيَ أَبِيهِ، فَخَرَجَ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ اللَّذَيْنِ كَانَا خَارِجاً. +\v 23 فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ رِدَاءً وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا الْقَهْقَرِيَّ إِلَى دَاخِلِ الْخَيْمَةِ، وَسَتَرَا عُرْيَ أَبِيهِمَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَدِيرَا بِوَجْهَيْهِمَا نَحْوَهُ فَيُبْصِرَا عُرْيَهُ. +\s5 +\v 24 وَعِنْدَمَا أَفَاقَ نُوحٌ مِنْ سُكْرِهِ وَعَلِمَ مَا فَعَلَهُ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ +\v 25 قَالَ: «لِيَكُنْ كَنْعَانُ مَلْعُوناً، وَلْيَكُنْ عَبْدَ الْعَبِيدِ لإِخْوَتِهِ». +\s5 +\v 26 ثُمَّ قَالَ: «تَبَارَكَ اللهُ إِلَهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُ. +\v 27 لِيُوْسِعِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي خِيَامِ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُ». +\s5 +\p +\v 28 وَعَاشَ نُوحٌ بَعْدَ الطُّوفَانِ ثَلاثَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، +\v 29 ثُمَّ مَاتَ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ تِسْعُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ سَنَةً. + +\s5 +\c 10 +\s1 سجل سلالات الشعوب +\p +\v 1 هَذَا سِجِلُّ مَوَالِيدِ سَامٍ وَحَامٍ وَيَافَثَ أَبْنَاءِ نُوحٍ، وَمَنْ وُلِدَ لَهُمْ مِنْ بَعْدِ الطُّوفَانِ. +\s1 أبناء يافث +\s5 +\p +\v 2 أَبْنَاءُ يَافَثَ: جُومَرُ وَمَاجُوجُ وَمَادَايُ وَيَاوَانُ وَتُوبَالُ وَمَاشَكُ وَتِيرَاسُ. +\v 3 وَأَبْنَاءُ جُومَرَ: أَشْكَنَازُ وَرِيفَاثُ وَتُوجَرْمَةُ. +\v 4 وَأَبْنَاءُ يَاوَانَ: أَلِيشَةُ وَتَرْشِيشُ وَكِتِّيمُ وَدُودَانِيمُ. +\v 5 وَتَفَرَّعَ مِنْ هَؤُلاءِ سُكَّانُ الْجَزَائِرِ وَتَفَرَّقُوا فِي مَنَاطِقِهِمْ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ وَأُمَمِهِمْ، وَلُغَاتِهِمْ. +\s1 أبناء حام +\s5 +\p +\v 6 وَأَبْنَاءُ حَامٍ: كُوشٌ وَمِصْرَايِمُ وَفُوطُ وَكَنْعَانُ. +\v 7 وَأَبْنَاءُ كُوشٍ: سَبَا، وَحَوِيلَةُ، وَسَبْتَةُ وَرَعْمَةُ وَسَبْتَكَا. وَأَبْنَاءُ رَعْمَةَ: سَبَا وَدَدَانُ. +\s5 +\v 8 وَأَنْجَبَ كُوْشُ نِمْرُودَ الَّذِي مَا لَبِثَ أَنْ أَصْبَحَ عَاتِياً فِي الأَرْضِ. +\v 9 كَانَ صَيَّاداً عَاتِياً أَمَامَ الرَّبِّ، لِذَلِكَ يُقَالُ: «كَنِمْرُودَ جَبَّارُّ صَيْدٍ أَمَامَ الرَّبِّ». +\v 10 وَقَدْ تَكَوَّنَتْ مَمْلَكَتُهُ أَوَّلَ الأَمْرِ مِنْ بَابِلَ وَأَرَكَ وَأَكَّدَ وَكَلْنَةَ فِي أَرْضِ شِنْعَارَ. +\s5 +\v 11 وَمِنْ تِلْكَ الأَرْضِ خَرَجَ أَشُّورُ وَبَنَى مُدُنَ نِينَوَى وَرَحُبُوتَ عَيْرَ وَكَالَحَ، +\v 12 وَرَسَنَ الْوَاقِعَةَ بَيْنَ نِينَوَى وَكَالَحَ. وَهِيَ الْمَدِينَةُ الْكَبِيرَةُ. +\v 13 وَمِنْ مِصْرَايِمَ تَحَدَّرَتْ هَذِهِ الْقَبَائِلُ: اللُّودِيُّونَ وَالْعَنَامِيُّونَ، وَاللهَابِيُّونَ وَالنَّفْتُوحِيُّونَ +\v 14 وَالْفَتْرُوسِيُّونَ وَالْكَسْلُوحِيُّونَ. وَمِنْهُمْ تَحَدَّرَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَالْكَفْتُورِيُّونَ. +\s5 +\v 15 وَأَنْجَبَ كَنْعَانُ صِيدُونَ ابْنَهُ الْبِكْرَ ثُمَّ حِثًّا، +\v 16 وَمِنْهُ تَحَدَّرَتْ قَبَائِلُ الْيَبُوسِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ، +\v 17 وَالْحِوِّيِّينَ وَالْعَرْقِيِّينَ وَالسِّينِيِّينَ، +\v 18 وَالأَرْوَادِيِّينَ وَالصَّمَارِيِّينَ وَالْحَمَاتِيِّينَ، وَبَعْدَ ذَلِكَ انْتَشَرَتِ الْقَبَائِلُ الْكَنْعَانِيَّةُ +\s5 +\v 19 فِي الأَرَاضِي الْوَاقِعَةِ بَيْنَ صِيدُونَ وَغَزَّةَ مُرُوراً بِجَرَارَ، وَبَيْنَ صِيدُونَ وَلاشَعَ مُرُوراً بِسَدُومَ وَعَمُورَةَ وَأَدْمَةَ وَصَبُويِيمَ. +\v 20 كَانَ هَؤُلاءِ هُمُ الْمُنْحَدِرُونَ مِنْ حَامٍ بِحَسَبِ قَبَائِلِهِمْ وَلُغَاتِهِمْ وَبُلْدَانِهِمْ وَشُعُوبِهِمْ. +\s1 أبناء سام +\s5 +\p +\v 21 وَأَنْجَبَ سَامٌ، أَخُو يَافَثَ الأَكْبَرُ، أَبْنَاءً. وَمِنْهُ تَحَدَّرَ جَمِيعُ بَنِي عَابِرَ. +\v 22 أَمَّا أَبْنَاءُ سَامٍ فَهُمْ: عِيلامُ وَأَشُّورُ وَأَرْفَكْشَادُ وَلُودُ وَأَرَامُ +\v 23 وَأَبْنَاءُ أَرَامَ: عُوصُ، وَحُولُ، وَجَاثَرُ وَمَاشُ. +\s5 +\v 24 وَأَنْجَبَ أَرْفَكْشَادُ شَالَحَ، وَوَلَدَ شَالَحُ عَابِرَ. +\v 25 وَوُلِدَ لِعَابِرَ ابْنَانِ: اسْمُ أَحَدِهِمَا فَالَجُ (وَمَعْنَاهُ انْقِسَامٌ) لأَنَّ أَهْلَ الأَرْضِ انْقَسَمُوا فِي أَيَّامِهِ. وَاسْمُ أَخِيهِ يَقْطَانُ. +\s5 +\v 26 وَأَنْجَبَ يَقْطَانُ أَلْمُودَادَ وَشَالَفَ وَحَضَرْمَوْتَ وَيَارَحَ، +\v 27 وَهَدُورَامَ وَأُوزَالَ وَدِقْلَةَ، +\v 28 وَعُوبَالَ وَأَبِيمَايِلَ وَشَبَا، +\v 29 وَأُوفِيرَ وَحَوِيلَةَ وَيُوبَابَ. وَهَؤُلاءِ جَمِيعُهُمْ أَبْنَاءُ يَقْطَانَ. +\s5 +\v 30 وَقَدِ اسْتَوْطَنُوا فِي الأَرَاضِي الْوَاقِعَةِ بَيْنَ مِيشَا وَالتِّلالِ الشَّرْقِيَّةِ مِنْ جَبَلِ سَفَارَ. +\v 31 هَؤُلاءِ هُمُ الْمُنْحَدِرُونَ مِنْ سَامٍ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ وَلُغَاتِهِمْ وَبُلْدَانِهِمْ وَشُعُوبِهِمْ. +\s5 +\p +\v 32 هَذِهِ هِيَ الْقَبَائِلُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ أَبْنَاءِ نُوحٍ حَسَبَ شُعُوبِهِمْ، وَمِنْهُمُ انْتَشَرَتِ الأُمَمُ فِي الأَرْضِ بَعْدَ الطُّوفَانِ. + +\s5 +\c 11 +\s1 برج بابل +\p +\v 1 وَكَانَ أَهْلُ الأَرْضِ جَمِيعاً يَتَكَلَّمُونَ أَوَّلاً بِلِسَانٍ وَاحِدٍ وَلُغَةٍ وَاحِدَةٍ. +\v 2 وَإِذِ ارْتَحَلُوا شَرْقاً وَجَدُوا سَهْلاً فِي أَرْضِ شِنْعَارَ فَاسْتَوْطَنُوا هُنَاكَ. +\s5 +\v 3 فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لِنَصْنَعْ طُوباً مَشْوِيًّا أَحْسَنَ شَيٍّ». فَاسْتَخْدَمُوا الطُّوبَ بَدِيلاً لِلْحِجَارَةِ بِالطُّوبِ، وِالْحُمْرَ بَدِيلاً للطِّينِ. +\v 4 ثُمَّ قَالُوا: «لِنُشَيِّدْ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجاً يَبْلُغُ رَأْسُهُ السَّمَاءَ، فَنُخَلِّدَ لَنَا اسْماً لِئَلّا نَتَشَتَّتَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ كُلِّهَا». +\s5 +\v 5 وَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَشْهَدَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ شَرَعَ بَنُو الْبَشَرِ فِي بِنَائِهِمَا. +\v 6 فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنْ كَانُوا، كَشَعْبٍ وَاحِدٍ يَنْطِقُونَ بِلُغَةٍ وَاحِدَةٍ، قَدْ عَمِلُوا هَذَا مُنْذُ أَوَّلِ الأَمْرِ، فَلَنْ يَمْتَنِعَ إِذاً عَلَيْهِمْ أَيُّ شَيْءٍ عَزَمُوا عَلَى فِعْلِهِ. +\v 7 هَيَّا نَنْزِلْ إِلَيْهِمْ وَنُبَلْبِلْ لِسَانَهُمْ، حَتَّى لَا يَفْهَمَ بَعْضُهُمْ كَلامَ بَعْضٍ». +\s5 +\v 8 وَهَكَذَا شَتَّتَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى سَطْحِ الأَرْضِ كُلِّهَا، فَكَفُّوا عَنْ بِنَاءِ الْمَدِينَةِ، +\v 9 لِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْمَدِينَةُ «بَابِلَ» لأَنَّ الرَّبَّ بَلْبَلَ لِسَانَ أَهْلِ كُلِّ الأَرْضِ، وَبِالتَّالِي شَتَّتَهُمْ مِنْ هُنَاكَ فِي أَرْجَاءِ الأَرْضِ كُلِّهَا. +\s1 من سام إلى أبرام +\s5 +\p +\v 10 وَهَذَا سِجِلُّ مَوَالِيدِ سَامٍ. لَمَّا كَانَ سَامٌ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ وَلَدَ أَرْفَكْشَادَ بَعْدَ الطُّوفَانِ بِسَنَتَيْنِ. +\v 11 وَعَاشَ سَامٌ بَعْدَ ذَلِكَ خَمْسَ مِئَةِ سَنَةٍ، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. +\s5 +\v 12 وَعِنْدَمَا بَلَغَ أَرْفَكْشَادُ خَمْساً وَثَلاثِينَ سَنَةً مِنَ الْعُمْرِ وَلَدَ شَالَحَ. +\v 13 وَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاثَ سَنَوَاتٍ، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. +\s5 +\v 14 وَكَانَ شَالَحُ فِي الثَّلاثِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا وَلَدَ عَابِرَ. +\v 15 وَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاثَ سَنَوَاتٍ، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. +\s5 +\v 16 وَكَانَ عُمْرُ عَابِرَ أَرْبَعاً وَثَلاثِينَ سَنَةً عِنْدَمَا وَلَدَ فَالَجَ. +\v 17 وَعَاشَ عَابِرُ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. +\s5 +\v 18 وَكَانَ عُمْرُ فَالَجَ ثَلاثِينَ سَنَةً عِنْدَمَا وَلَدَ رَعُوَ. +\v 19 وَعَاشَ فَالَجُ بَعْدَ ذَلِكَ مِئَتَيْنِ وَتِسْعَ سِنِينَ وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. +\s5 +\v 20 وَكَانَ عُمْرُ رَعُوَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ سَنَةً عِنْدَمَا وَلَدَ سَرُوجَ. +\v 21 وَعَاشَ رَعُو بَعْدَ ذَلِكَ مِئَتَيْنِ وَسَبْعَ سِنِينَ، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. +\s5 +\v 22 وَكَانَ عُمْرُ سَرُوجَ ثَلاثِينَ سَنَةً عِنْدَمَا وَلَدَ نَاحُورَ. +\v 23 وَعَاشَ سَرُوجُ بَعْدَ ذَلِكَ مِئَتَيْ سَنَةٍ، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. +\s5 +\v 24 وَكَانَ عُمْرُ نَاحُورَ تِسْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً عِنْدَمَا وَلَدَ تَارَحَ. +\v 25 وَعَاشَ نَاحُورُ بَعْدَ ذَلِكَ مِئَةً وَتِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. +\v 26 وَعِنْدَمَا بَلَغَ تَارَحُ السَّبْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ أَنْجَبَ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ. +\s1 سلسلة نسب أبرام +\s5 +\p +\v 27 وَهَذَا هُوَ سِجِلُّ مَوَالِيدِ تَارَحَ: وَلَدَ تَارَحُ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ. وَوَلَدَ هَارَانُ لُوطاً. +\v 28 وَمَاتَ هَارَانُ قَبْلَ تَارَحَ أَبِيهِ فِي أَرْضِ مَوْلِدِهِ فِي أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ. +\s5 +\v 29 وَتَزَوَّجَ كُلٌّ مِنْ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ. وَكَانَ اسْمُ زَوْجَةِ أَبْرَامَ سَارَايَ، وَاسْمُ زَوْجَةِ نَاحُورَ مِلْكَةَ بِنْتَ هَارَانَ الَّذِي أَنْجَبَ مِلْكَةَ وَيِسْكَةَ. +\v 30 وَكَانَتْ سَارَايُ عَاقِراً لَيْسَ لَهَا وَلَدٌ. +\s5 +\v 31 وَأَخَذَ تَارَحُ ابْنَهُ أَبْرَامَ وَحَفِيدَهُ لُوطاً بْنَ هَارَانَ، وَسَارَايَ كَنَّتَهُ زَوْجَةَ ابْنِهِ أَبْرَامَ، وَارْتَحَلَ بِهِمْ مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. +\v 32 لَكِنَّهُمْ وَصَلُوا إِلَى حَارَانَ وَاسْتَقَرُّوا فِيهَا. وَهُنَاكَ مَاتَ تَارَحُ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ مِئَتَانِ وَخَمْسُ سِنِينَ. + +\s5 +\c 12 +\s1 دعوة أبرام +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اتْرُكْ أَرْضَكَ وَعَشِيرَتَكَ وَبَيْتَ أَبِيكَ وَاذْهَبْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ، +\v 2 فَأَجْعَلَ مِنْكَ أُمَّةً كَبِيرَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً (لِكَثِيرِينَ). +\v 3 وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَأَلْعَنُ لاعِنِيكَ، وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ». +\s5 +\v 4 فَارْتَحَلَ أَبْرَامُ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ، وَرَافَقَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ فِي الْخَامِسَةِ وَالسَّبْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا غَادَرَ حَارَانَ. +\v 5 وَأَخَذَ أَبْرَامُ سَارَايَ زَوْجَتَهُ وَلُوطاً ابْنَ أَخِيهِ وَكُلَّ مَا جَمَعَاهُ مِنْ مُقْتَنَيَاتٍ وَكُلَّ مَا امْتَلَكَاهُ مِنْ نُفُوسٍ فِي حَارَانَ، وَانْطَلَقُوا جَمِيعاً إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ إِلَى أَنْ وَصَلُوهَا. +\s5 +\p +\v 6 فَشَرَعَ أَبْرَامُ يَتَنَقَّلُ فِي الأَرْضِ إِلَى أَنْ بَلَغَ مَوْضِعَ شَكِيمَ إِلَى سَهْلِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ آنَئِذٍ يَقْطُنُونَ تِلْكَ الأَرْضَ. +\v 7 وَظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ لَهُ: «سَأُعْطِي هَذِهِ الأَرْضَ لِذُرِّيَّتِكَ». فَبَنَى أَبْرَامُ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ. +\s5 +\v 8 وَانْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ إِيلٍ حَيْثُ نَصَبَ خِيَامَهُ مَا بَيْنَ بَيْتِ إِيلٍ غَرْباً وَعَايَ شَرْقاً وَشَيَّدَ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِهِ. +\v 9 ثُمَّ تَابَعَ أَبْرَامُ ارْتِحَالَهُ نَحْوَ الْجَنُوبِ. +\s1 أبرام في مصر +\s5 +\p +\v 10 وَعَمَّتْ تِلْكَ الْبِلادَ مَجَاعَةٌ، فَانْحَدَرَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ فِيهَا لأَنَّ الْمَجَاعَةَ كَانَتْ شَدِيدَةً فِي الأَرْضِ. +\v 11 وَمَا إِنِ اقْتَرَبَ مِنْ تُخُومِ مِصْرَ حَتَّى قَالَ لِزَوْجَتِهِ سَارَايَ: «أَنَا أَعْرِفُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ، +\v 12 فَمَا إِنْ يَرَاكِ الْمِصْرِيُّونَ حَتَّى يَقُولُوا: هَذِهِ هِيَ زَوْجَتُهُ فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَحْيُونَكِ. +\v 13 لِذَلِكَ قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي، فَيُحْسِنُوا مُعَامَلَتِي مِنْ أَجْلِكِ وَتَنْجُوَ حَيَاتِي بِفَضْلِكِ». +\s5 +\p +\v 14 وَلَمَّا اقْتَرَبَ أَبْرَامُ مِنْ مِصْرَ اسْتَرْعَى جَمَالُ سَارَايَ أَنْظَارَ الْمِصْرِيِّينَ، +\v 15 وَشَاهَدَهَا أَيْضاً رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ فَأَشَادُوا بِها أَمَامَهُ. فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ. +\v 16 فَأَحْسَنَ إِلَى أَبْرَامَ بِسَبَبِهَا وَأَجْزَلَ لَهُ الْعَطَاءَ مِنَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ وَالْعَبِيدِ وَالإِمَاءِ وَالأُتُنِ وَالْجِمَالِ. +\s5 +\v 17 وَلَكِنَّ الرَّبَّ ابْتَلَى فِرْعَوْنَ وَأَهْلَهُ بِبَلايَا عَظِيمَةٍ بِسَبَبِ سَارَايَ زَوْجَةِ أَبْرَامَ. +\v 18 فَاسْتَدْعَى فِرْعَوْنُ أَبْرَامَ وَسَأَلَهُ: «مَاذَا فَعَلْتَ بِي؟ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّهَا زَوْجَتُكَ؟ +\v 19 وَلِمَاذَا ادَّعَيْتَ أَنَّهَا أُخْتُكَ حَتَّى أَخَذْتُهَا لِتَكُونَ زَوْجَةً لِي؟ وَالآنَ هَا هِيَ زَوْجَتُكَ، خُذْهَا وَامْضِ فِي طَرِيقِكَ». +\v 20 وَأَوْصَى فِرْعَوْنُ رِجَالَهُ بِأَبْرَامَ، فَشَيَّعُوهُ وَامْرَأَتَهُ وَكُلَّ مَا كَانَ يَمْلِكُ. + +\s5 +\c 13 +\s1 انفصال أبرام ولوط +\p +\v 1 وَغَادَرَ أَبْرَامُ مِصْرَ وَتَوَجَّهَ هُوَ وَزَوْجَتُهُ وَلُوطٌ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ، نَحْوَ مِنْطَقَةِ النَّقَبِ +\v 2 وَكَانَ أَبْرَامُ يَمْلِكُ ثَرْوَةً طَائِلَةً مِنَ الْمَوَاشِي وَالْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ. +\s5 +\v 3 وَظَلَّ يَتنَقَّلُ فِي مِنْطَقَةِ النَّقَبِ مُتَّجِهاً إِلَى بَيْتِ إِيلٍ، إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ قَدْ نَصَبَ فِيهِ خِيَامَهُ أَوَّلاً بَيْنَ بَيْتِ إِيلٍ وَعَايَ. +\v 4 حَيْثُ كَانَ قَدْ شَيَّدَ الْمَذْبَحَ أَوَّلاً، وَدَعَا هُنَاكَ أَبْرَامُ بِاسْمِ الرَّبِّ. +\s5 +\p +\v 5 وَكَانَ لِلُوطٍ الْمُرَافِقِ لأَبْرَامَ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَخِيَامٌ أَيْضاً. +\v 6 فَضَاقَتْ بِهِمَا الأَرْضُ لِكَثْرَةِ أَمْلاكِهِمَا فَلَمْ يَقْدِرَا أَنْ يَسْكُنَا مَعاً. +\v 7 وَنَشَبَ نِزَاعٌ بَيْنَ رُعَاةِ مَوَاشِي أَبْرَامَ وَرُعَاةِ مَوَاشِي لُوطٍ، فِي الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ فِيهِ الْكَنْعَانِيُّونَ وَالْفِرِزِّيُّونَ يُقِيمُونَ فِي الأَرْضِ. +\s5 +\v 8 فَقَالَ أَبْرَامُ لِلُوطٍ: «لا يَكُنْ نِزَاعٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَلا بَيْنَ رُعَاتِي وَرُعَاتِكَ لأَنَّنَا نَحْنُ أَخَوَانِ. +\v 9 أَلَيْسَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا أَمَامَكَ؟ فَاعْتَزِلْ عَنِّي. إِنِ اتَّجَهْتَ شِمَالاً، أَتَّجِهْ أَنَا يَمِيناً، وَإِنْ تَحَوَّلْتَ يَمِيناً، أَتَحَوَّلْ أَنَا شِمَالاً». +\s5 +\p +\v 10 وَتَلَفَّتَ لُوطٌ حَوْلَهُ فَشَاهَدَ السُّهُولَ الْمُحِيطَةَ بِنَهْرِ الأُرْدُنِّ وَإذَا بِها رَيَّانَةٌ كُلُّهَا، قَبْلَمَا دَمَّرَ الرَّبُّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، وَكَأَنَّهَا جَنَّةُ الرَّبِّ كَأَرْضِ مِصْرَ الْمُمْتَدَّةِ إِلَى صُوغَرَ. +\v 11 فَاخْتَارَ لُوطٌ لِنَفْسِهِ حَوْضَ الأُرْدُنِّ كُلَّهُ وَارْتَحَلَ شَرْقاً. وَهَكَذَا اعْتَزَلَ أَحَدُهُمَا عَنِ الآخَرِ. +\s5 +\v 12 وَسَكَنَ أَبْرَامُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَأَقَامَ لُوطٌ فِي مُدُنِ السَّهْلِ حَيْثُ نَصَبَ خِيَامَهُ بِجُوَارِ سَدُومَ. +\v 13 وَكَانَ أَهْلُ سَدُومَ مُتَوَرِّطِينَ فِي الشَّرِّ وَخَاطِئِينَ جِدّاً أَمَامَ الرَّبِّ. +\s5 +\p +\v 14 وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ بَعْدَ أَنِ اعْتَزَلَ عَنْهُ لُوطٌ: «ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَتَلَفَّتْ حَوْلَكَ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ، شِمَالاً وَجَنُوباً، شَرْقاً وَغَرْباً، +\v 15 فَإِنَّ هَذِهِ الأَرْضَ الَّتِي تَرَاهَا، سَأُعْطِيهَا لَكَ وَلِذُرِّيَّتِكَ إِلَى الأَبَدِ. +\s5 +\v 16 وَسَأَجْعَلُ نَسْلَكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَحَدٌ أَنْ يُحْصِيَ تُرَابَ الأَرْضِ يَقْدِرُ آنَئِذٍ أَنْ يُحْصِيَ نَسْلَكَ +\v 17 قُمْ وَامْشِ فِي طُولِ الأَرْضِ وَعَرْضِهَا لأَنِّي لَكَ أُعْطِيهَا». +\v 18 فَنَقَلَ أَبْرَامُ خِيَامَهُ ونَصَبَهَا فِي سَهْلِ مَمْرَا فِي حَبْرُونَ. وَهُنَاكَ بَنَى لِلرَّبِّ مَذْبَحاً. + +\s5 +\c 14 +\s1 أبرام ينقذ لوطاً +\p +\v 1 وَحَدَثَ فِي زَمَانِ أَمْرَافَلَ مَلِكِ شِنْعَارَ وَأَرْيُوكَ مَلِكِ أَلاسَارَ وَكَدَرْلَعَوْمَرَ مَلِكِ عِيلامَ وَتِدْعَالَ مَلِكِ جُويِيمَ، +\v 2 أَنَّ حَرْباً نَشَبَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ بَارَعَ مَلِكِ سَدُومَ وَبِرْشَاعَ مَلِكِ عَمُورَةَ وَشِنْآبَ مَلِكِ أَدْمَةَ وَشِمْئِيبَرَ مَلِكِ صَبُويِيمَ، وَمَلِكِ بَالَعَ الْمَعْرُوفَةِ بِصُوغَرَ. +\s5 +\v 3 هَؤُلاءِ جَمِيعُهُمُ احْتَشَدُوا فِي وَادِي السِّدِّيمِ (وَهُوَ بَحْرُ الْمِلْحِ؛ الْبَحْرُ الْمَيِّتُ) +\v 4 وَكَانَ كَدَرْلَعَوْمَرُ قَدِ اسْتَعْبَدَهُمْ طَوَالَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَفِي السَّنَةِ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ تَمَرَّدُوا عَلَيْهِ. +\v 5 وَفِي السَّنَةِ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ اجْتَمَعَ كَدَرْلَعَوْمَرُ وَحُلَفَاؤُهُ الْمُلُوكُ وَقَهَرُوا الرَّفَائِيِّينَ فِي عَشْتَارُوثَ قَرْنَايِمَ، وَالزُّوزِيِّينَ فِي هَامَ، وَالإِيمِيِّينَ فِي سَهْلِ قَرْيَتَايِمَ، +\v 6 وَالْحُورِيِّينَ فِي جَبَلِهِمْ سَعِيرَ حَتَّى بُطْمَةِ فَارَانَ عَلَى حُدُودِ الصَّحْرَاءِ. +\s5 +\v 7 ثُمَّ اسْتَدَارُوا حَتَّى أَقْبَلُوا عَلَى عَيْنِ مِشْفَاطَ، الَّتِي هِيَ قَادِشُ، فَهَزَمُوا بِلادَ الْعَمَالِقَةِ كُلَّهَا وَالأَمُورِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي حَصُّونَ تَامَارَ. +\p +\v 8 فَخَرجَ مَلِكُ سَدُومَ وَمَلِكُ عَمُورَةَ وَمَلِكُ أَدْمَةَ وَمَلِكُ صَبُويِيمَ وَمَلِكُ بَالَعَ، الَّتِي هِيَ صُوغَرُ، فِي عُمْقِ السِّدِّيمِ وَخَاضُوا حَرْباً +\v 9 مَعْ كَدَرْلَعَوْمَرَ مَلِكِ عِيلامَ وَتِدْعَالَ مَلِكِ جُويِيمَ وَأَمْرَافَلَ مَلِكِ شِنْعَارَ وَأَرْيُوكَ مَلِكِ أَلاسَارَ، فَكَانُوا أَرْبَعَةَ مُلوكٍ ضِدَّ خَمْسَةٍ. +\s5 +\v 10 وَكَانَ وَادِي السِّدِّيمِ مَلِيئاً بِآبَارِ الزِّفْتِ، فَانْدَحَرَ مَلِكَا سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَسَقَطَا بَيْنَهَا، أَمَّا الْبَاقُونَ فَهَرَبُوا إِلَى الْجِبَالِ. +\v 11 فَغَنِمَ الْمُنْتَصِرُونَ جَمِيعَ مَا فِي سَدُومَ وَعَمُورَةَ مِنْ مُمْتَلَكَاتٍ وَمُؤَنٍ وَمَضَوْا. +\v 12 وَأَسَرُوا لُوطاً ابْنَ أَخِي أَبْرَامَ الْمُقِيمَ فِي سَدُومَ، وَنَهَبُوا أَمْلاكَهُ ثُمَّ ذَهَبُوا. +\s1 إنقاذ لوط من الأسر +\s5 +\p +\v 13 وَجَاءَ أَحَدُ النَّاجِينَ إِلَى أَبْرَامَ الْعِبْرَانِيِّ، الَّذِي كَانَ مُقِيماً حَتَّى ذَلِكَ الْوَقْتِ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا أَخِي أَشْكُولَ وَعَانِرَ حُلَفَاءِ أَبْرَامَ، وَأَبْلَغَهُ بِمَا جَرَى. +\v 14 فَلَمَّا سَمِعَ أَبْرَامُ أَنَّ ابْنَ أَخِيهِ قَدْ أُسِرَ، جَرَّدَ ثَلاثَ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِنْ غِلْمَانِهِ الْمُدَرَّبِينَ الْمَوْلُودِينَ فِي بَيْتِهِ وَتَعَقَّبَهُمْ حَتَّى بَلَغَ دَانَ +\s5 +\v 15 وَفِي أَثْنَاءِ اللَّيْلِ قَسَّمَ رِجَالَهُ، وَهَاجَمَهُمْ وَقَهَرَهُمْ، ثُمَّ طَارَدَهُمْ حَتَّى حُوبَةَ شَمَالِيَّ دِمَشْقَ. +\v 16 وَاسْتَرَدَّ كُلَّ الْغَنَائِمِ، وَاسْتَرْجَعَ ابْنَ أَخِيهِ لُوطاً وَأَمْلاكَهُ، وَالنِّسَاءَ أَيْضاً وَسِوَاهُمْ مِنَ الأَسْرَى. +\s1 ملكيصادق يبارك أبرام +\s5 +\p +\v 17 وَجَاءَ مَلِكُ سَدُومَ لِلِقَاءِ أَبْرَامَ فِي وَادِي شَوَى الْمَعْرُوفِ بِوَادِي الْمَلِكِ، بَعْدَ عَوْدَتِهِ مِنْ كَسْرَةِ كَدَرْلَعَوْمَرَ وَالْمُلُوكِ حُلَفَائِهِ. +\v 18 وَكَذَلِكَ حَمَلَ إِلَيْهِ مَلْكِي صَادِقُ مَلِكُ شَالِيمَ، الَّذِي كَانَ كَاهِناً لِلهِ الْعَلِيِّ، خُبْزاً وَخَمْراً، +\s5 +\v 19 وَبَارَكَهُ قَائِلاً: «لِتَكُنْ عَلَيْكَ يَا أَبْرَامُ بَرَكَةُ اللهِ الْعَلِيِّ، مَالِكِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. +\v 20 وَتَبَارَكَ اللهُ الْعَلِيُّ الَّذِي دَفَعَ أَعْدَاءَكَ إِلَى يَدَيْكَ». فَأَعْطَاهُ أَبْرَامُ عُشْرَ الْغَنَائِمِ كُلِّهَا. +\s5 +\v 21 وَقَالَ مَلِكُ سَدُومَ لأَبْرَامَ: «أَعْطِنِي الأَسْرَى الْمَعْتُوقِينَ أَمَّا الْغَنَائِمُ فَاحْتَفِظْ بِها لِنَفْسِكَ». +\v 22 فَأَجَابَهُ أَبْرَامُ: «لَقَدْ أَقْسَمْتُ بِالرَّبِّ الإِلَهِ الْعَلِيِّ، مَالِكِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، +\v 23 وَعَاهَدْتُهُ أَلّا آخُذَ شَيْئاً مِمَّا هُوَ لَكَ، وَلَوْ كَانَ خَيْطاً أَوْ شَرِيطَ حِذَاءٍ، لِئَلّا تَقُولَ: أَنَا أَغْنَيْتُ أَبْرَامَ +\v 24 لَنْ آخُذَ غَيْرَ مَا أَكَلَهُ الْغِلْمَانُ. أَمَّا نَصِيبُ الرِّجَالِ الَّذِينَ ذَهَبُوا مَعِي: عَانِرَ وَأَشْكُولَ وَمَمْرَا، فَإِنَّهُمْ يَأْخُذُونَهُ». + +\s5 +\c 15 +\s1 عهد الله مع أبرام +\p +\v 1 وَبَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ قَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ فِي الرُّؤْيَا: «لا تَخَفْ يَا أَبْرَامُ. أَنَا تُرْسٌ لَكَ. وَأَجْرُكَ عَظِيمٌ جِدّاً». +\v 2 فَقَالَ أَبْرَامُ: «أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ أَيُّ خَيْرٍ فِي مَا تُعْطِينِي وَأَنَا مِنْ غَيْرِ عَقِبٍ وَوَارِثُ بَيْتِي هُوَ أَلِيعَازَرُ الدِّمَشْقِيُّ؟» +\v 3 وَقَالَ أَبْرَامُ أَيْضاً: «إِنَّكَ لَمْ تُعْطِنِي نَسْلاً، وَهَا هُوَ عَبْدٌ مَوْلُودٌ فِي بَيْتِي يَكُونُ وَارِثِي» +\s5 +\v 4 فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «لَنْ يَكُونَ هَذَا لَكَ وَرِيثاً، بَلِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ يَكُونُ وَرِيثَكَ». +\v 5 وَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ إِلَى الْخَارِجِ وَقَالَ: «انْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ وَعُدَّ النُّجُومَ إِنِ اسْتَطَعْتَ ذَلِكَ». ثُمَّ قَالَ لَهُ: «هَكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ». +\s5 +\v 6 فَآمَنَ بِالرَّبِّ فَحَسَبَهُ لَهُ بِرّاً، +\v 7 وَقَالَ لَهُ: «أَنَا هُوَ الرَّبُّ الَّذِي أَتَى بِكَ مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لأُعْطِيَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِيرَاثاً». +\v 8 فَسَأَلَ: «كَيْفَ أَعْلَمُ أَنِّي أَرِثُهَا؟» +\s5 +\v 9 فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «خُذْ لِي عِجْلَةً وَعَنْزَةً وَكَبْشاً، عُمْرُ كُلٍّ مِنْهَا ثَلاثُ سَنَوَاتٍ، وَيَمَامَةً وَحَمَامَةً». +\v 10 فَأَخَذَ هَذِهِ كُلَّهَا وَشَقَّ الْبَهَائِمَ مِنَ الْوَسَطِ إِلَى شَطْرَيْنِ، وَجَعَلَ كُلَّ شَطْرٍ مِنْهَا مُقَابِلَ الشَّطْرِ الآخَرِ. أَمَّا الطَّيْرُ فَلَمْ يَشْطُرْهُ. +\v 11 وَعِنْدَمَا أَخَذَتِ الطُّيُورُ الْجَارِحَةُ تَنْقَضُّ عَلَى الْجُثَثِ زَجَرَهَا أَبْرَامُ. +\s5 +\p +\v 12 وَلَمَّا مَالَتِ الشَّمْسُ إِلَى الْمَغِيبِ غَرِقَ أَبْرَامُ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ، وَإذَا بِظُلْمَةٍ مُخِيفَةٍ وَمُتَكَاثِفَةٍ تَكْتَنِفُهُ. +\v 13 فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «تَيَقَّنْ أَنَّ نَسْلَكَ سَيَتَغَرَّبُ فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، فَيَسْتَعْبِدُهُمْ أَهْلُهَا وَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ. +\s5 +\v 14 وَلَكِنَّنِي سَأَدِينُ تِلْكَ الأُمَّةَ الَّتِي اسْتَعْبَدَتْهُمْ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُونَ بِأَمْوَالٍ طَائِلَةٍ. +\v 15 أَمَّا أَنْتَ فَسَتَمُوتُ بِسَلامٍ وَتُدْفَنُ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ. +\v 16 أَمَّا هُمْ فَسَيَرْجِعُونَ بَعْدَ أَرْبَعَةِ أَجْيَالٍ إِلَى هُنَا، لأَنَّ إِثْمَ الأَمُورِيِّينَ لَمْ يَكْتَمِلْ بَعْدُ». +\s5 +\v 17 وَعِنْدَمَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَخَيَّمَ الظَّلامُ (ظَهَرَ) تَنُّورُ دُخَانٍ وَمِشْعَلُ نَارٍ يَجْتَازُ بَيْنَ تِلْكَ الْقِطَعِ. +\p +\v 18 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ اللهُ عَهْداً مَعْ أَبْرَامَ قَائِلاً: «سَأُعْطِي نَسْلَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِنْ وَادِي الْعَرِيشِ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ. +\v 19 أَرْضَ الْقَيْنِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ، وَالْقَدْمُونِيِّينَ +\v 20 وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ +\v 21 وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ». + +\s5 +\c 16 +\s1 هاجر وإسماعيل +\p +\v 1 وَأَمَّا سَارَايُ زَوْجَةُ أَبْرَامَ فَقَدْ كَانَتْ عَاقِراً، وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ مِصْرِيَّةٌ تُدْعَى هَاجَرَ. +\v 2 فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «هُوَذَا الرَّبُّ قَدْ حَرَمَنِي مِنَ الْوِلادَةِ، فَادْخُلْ عَلَيْهَا لَعَلَّنِي أُرْزَقُ مِنْهَا بَنِينَ». فَسَمِعَ أَبْرَامُ لِكَلامِ زَوْجَتِهِ. +\v 3 وَهَكَذَا بَعْدَ إِقَامَةِ عَشْرِ سَنَوَاتٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، أَخَذَتْ سَارَايُ جَارِيَتَهَا الْمِصْرِيَّةَ هَاجَرَ وَأَعْطَتْهَا لِرَجُلِهَا أَبْرَامَ لِتَكُونَ زَوْجَةً لَهُ. +\p +\v 4 فَعَاشَرَ هَاجَرَ فَحَبِلَتْ مِنْهُ. وَلَمَّا أَدْرَكَتْ أَنَّهَا حَامِلٌ هَانَتْ مَوْلاتُهَا فِي عَيْنَيْهَا، +\s5 +\v 5 فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «لِيَقَعْ ظُلْمِي عَلَيْكَ، فَأَنَا قَدْ زَوَّجْتُكَ مِنْ جَارِيَتِي وَحِينَ أَدْرَكَتْ أَنَّهَا حَامِلٌ هِنْتُ فِي عَيْنَيْهَا. لِيَقْضِ الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ». +\v 6 فَأَجَابَهَا أَبْرَامُ: «هَا هِيَ جَارِيَتُكِ تَحْتَ تَصَرُّفِكِ، فَافْعَلِي بِها مَا يَحْلُو لَكِ». فَأَذَلَّتْهَا سَارَايُ حَتَّى هَرَبَتْ مِنْهَا. +\s5 +\p +\v 7 فَوَجَدَهَا مَلاكُ الرَّبِّ بِالْقُرْبِ مِنْ عَيْنِ الْمَاءِ فِي الطَّرِيقِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى شُورٍ. +\v 8 فَقَالَ: «يَا هَاجَرُ جَارِيَةَ سَارَايَ، مِنْ أَيْنَ جِئْتِ؟ وَإِلَى أَيْنَ تَذْهَبِينَ؟». فَأَجَابَتْ: «إِنَّنِي هَارِبَةٌ مِنْ وَجْهِ سَيِّدَتِي سَارَايَ». +\s5 +\v 9 فَقَالَ لَهَا مَلاكُ الرَّبِّ: «عُودِي إِلَى مَوْلاتِكِ وَاخْضَعِي لَهَا». +\v 10 وَقَالَ لَهَا مَلاكُ الرَّبِّ: «لأُكَثِّرَنَّ نَسْلَكِ فَلا يَعُودُ يُحْصَى»، +\s5 +\v 11 وَأَضَافَ مَلاكُ الرَّبِّ: «هُوَذَا أَنْتِ حَامِلٌ، وَسَتَلِدِينَ ابْناً تَدْعِينَهُ إِسْمَاعِيلَ (وَمَعْنَاهُ: اللهُ يَسْمَعُ) لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ صَوْتَ شَقَائِكِ. +\v 12 وَيَكُونُ إِنْسَاناً وَحْشِيًّا يُعَادِي الْجَمِيعَ وَالْجَمِيعُ يُعَادُونَهُ، وَيَعِيشُ مُسْتَوْحِشاً مُتَحَدِّياً كُلَّ إِخْوَتِهِ». +\s5 +\v 13 فَدَعَتِ اسْمَ الرَّبِّ الَّذِي خَاطَبَهَا: «أَنْتَ اللهُ الَّذِي رَآنِي» لأَنَّهَا قَالَتْ: «حَقّاً رَأَيْتُ الآنَ الَّذِي يَرَانِي» +\v 14 لِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْبِئْرُ «بِئْرَ لَحَيْ رُئِي» (وَمَعْنَاهُ بِئْرُ الْحَيِّ الَّذِي يَرَانِي) وَهِيَ وَاقِعَةٌ بَيْنَ قَادَشَ وَبَارَدَ. +\s5 +\p +\v 15 ثُمَّ وَلَدَتْ هَاجَرُ لأَبْرَامَ ابْناً، فَدَعَا أَبْرَامُ ابْنَهُ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ لَهُ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ. +\v 16 وَكَانَ أَبْرَامُ فِي السَّادِسَةِ وَالثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا وَلَدَتْ لَهُ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ. + +\s5 +\c 17 +\s1 عهد الختان +\p +\v 1 وَعِنْدَمَا كَانَ أَبْرَامُ فِي التَّاسِعَةِ وَالتِّسْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ، ظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ قَائِلاً: «أَنَا هُوَ اللهُ الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً، +\v 2 فَأَجْعَلَ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَأُكَثِّرَ نَسْلَكَ جِدّاً». +\s5 +\v 3 فَسَقَطَ أَبْرَامُ عَلَى وَجْهِهِ، فَخَاطَبَهُ اللهُ قَائِلاً: +\v 4 «هَا أَنَا أَقْطَعُ لَكَ عَهْدِي، فَتَكُونُ أَباً لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ. +\v 5 وَلَنْ يُدْعَى اسْمُكَ بَعْدَ الآنَ أَبْرَامَ (وَمَعْنَاهُ الأَبُ الرَّفِيعُ) بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِبْرَاهِيمَ (وَمَعْنَاهُ أَبٌ لِجُمْهُورٍ) لأَنِّي أَجْعَلُكَ أَباً لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ؛ +\v 6 وَأُصَيِّرُكَ مُثْمِراً جِدّاً، وَأَجْعَلُ أُمَماً تَتَفَرَّعُ مِنْكَ، وَيَخْرُجُ مِنْ نَسْلِكَ مُلُوكٌ. +\s5 +\v 7 وَأُقِيمُ عَهْدِي الأَبَدِيَّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ، فَأَكُونُ إِلَهاً لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ. +\v 8 وَأَهَبُكَ أَنْتَ وَذُرِّيَّتَكَ مِنْ بَعْدِكَ جَمِيعَ أَرْضِ كَنْعَانَ، الَّتِي نَزَلْتَ فِيهَا غَرِيباً، مُلْكاً أَبَدِيًّا. وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً». +\s5 +\p +\v 9 وَقَالَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ: «أَمَّا أَنْتَ فَاحْفَظْ عَهْدِي، أَنْتَ وَذُرِّيَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ مَدَى أَجْيَالِهِمْ. +\v 10 هَذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ ذُرِّيَّتِكَ مِنْ بَعْدِكَ الَّذِي عَلَيْكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ: أَنْ يُخْتَتَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنْكُمْ +\v 11 تَخْتِنُونَ رَأْسَ قُلْفَةِ غُرْلَتِكُمْ فَتَكُونُ عَلامَةَ الْعَهْدِ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ +\s5 +\v 12 تَخْتِنُونَ عَلَى مَدَى أَجْيَالِكُمْ كُلَّ ذَكَرٍ فِيكُمُ ابْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ سَوَاءٌ كَانَ الْمَوْلُودُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ أَمْ كَانَ ابْناً لِغَرِيبٍ مُشْتَرىً بِمَالِكَ مِمَّنْ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. +\v 13 فَعَلَى كُلِّ وَلِيدٍ سَوَاءٌ وُلِدَ فِي بَيْتِكَ أَمِ اشْتُرِيَ بِمَالٍ أَنْ يُخْتَنَ، فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْداً أَبَدِيًّا. +\v 14 أَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لَمْ يُخْتَنْ، يُسْتَأْصَلُ مِنْ بَيْنِ قَوْمِهِ لأَنَّهُ نَكَثَ عَهْدِي». +\s5 +\p +\v 15 وَقَالَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ: «أَمَّا سَارَايُ زَوْجَتُكَ فَلا تَدْعُوهَا سَارَايَ بَعْدَ الآنَ، بَلْ يَكُونُ اسْمُهَا سَارَةَ (وَمَعْنَاهُ أَمِيرةٌ). +\v 16 وَأُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ ابْناً مِنْهَا. سَأُبَارِكُهَا وَأَجْعَلُهَا أُمّاً لِشُعُوبٍ، وَمِنْهَا يَتَحَدَّرُ مُلُوكُ أُمَمٍ». +\s5 +\v 17 فَانْطَرَحَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ قَائِلاً فِي نَفْسِهِ: «أَيُوْلَدُ ابْنٌ لِمَنْ بَلَغَ الْمِئَةَ مِنْ عُمْرِهِ؟ وَهَلْ تُنْجِبُ سَارَةُ وَهِيَ فِي التِّسْعِينَ مِنْ عُمْرِهَا؟» +\p +\v 18 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلهِ: «لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَحْيَا فِي رِعَايَتِكَ». +\s5 +\v 19 فَأَجَابَ الرَّبُّ: «إِنَّ سَارَةَ زَوْجَتَكَ هِيَ الَّتِي تَلِدُ لَكَ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحاقَ (وَمَعْنَاهُ يَضْحَكُ). وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ وَمَعَ ذُرِّيَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ عَهْداً أَبَدِيًّا. +\v 20 أَمَّا إِسْمَاعِيلُ، فَقَدِ اسْتَجَبْتُ لِطِلْبَتِكَ مِنْ أَجْلِهِ. سَأُبَارِكُهُ حَقّاً، وَأَجْعَلُهُ مُثْمِراً، وَأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَهُ جِدّاً فَيَكُونُ أَباً لاثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً، وَيُصْبِحُ أُمَّةً كَبِيرَةً. +\v 21 غَيْرَ أَنَّ عَهْدِي أُبْرِمُهُ مَعَ إِسْحاقَ الَّذِي تُنْجِبُهُ لَكَ سَارَةُ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ مِنَ السَّنَةِ الْقَادِمَةِ». +\s5 +\v 22 وَلَمَّا انْتَهَى مِنْ مُحَادَثَتِهِ فَارَقَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ. +\p +\v 23 وَفِي ذَلِكَ الْيَوْمِ بِعَيْنِهِ أَخَذَ إِبْرَاهِيمُ إِسْمَاعِيلَ وَجَمِيعَ الْمَوْلُودِينَ فِي بَيْتِهِ وَكُلَّ مَنِ اشْتُرِيَ بِمَالٍ، كُلَّ ذَكَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَخَتَنَ لَحْمَ غُرْلَتِهِمْ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. +\s5 +\v 24 وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ فِي التَّاسِعَةِ وَالتِّسْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا خُتِنَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ، +\v 25 أَمَّا إِسْمَاعِيلُ ابْنُهُ فَقَدْ كَانَ ابْنَ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً حِينَ خُتِنَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ. +\v 26 وَهَكَذَا خُتِنَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُهُ فِي الْيَوْمِ نَفْسِهِ. +\v 27 وَكَذَلِكَ خُتِنَ مَعَهُ كُلُّ رِجَالِ بَيْتِهِ الْمَوْلُودِينَ فِيهِ وَالْمُبْتَاعِينَ بِمَالٍ مِنَ الْغَرِيبِ. + +\s5 +\c 18 +\s1 الزائرون الثلاثة +\p +\v 1 ثُمَّ ظَهَرَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ وَهُوَ جَالِسٌ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا وَقْتَ اشْتِدَادِ حَرِّ النَّهَارِ، +\v 2 فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَإذَا بِهِ يَرَى ثَلاثَةَ رِجَالٍ مَاثِلِينَ لَدَيْهِ. فَأَسْرَعَ لاسْتِقْبَالِهِمْ مِنْ بَابِ الْخَيْمَةِ وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ. +\s5 +\v 3 وَقَالَ: «يَا سَيِّدِي، إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيْتُ بِرِضَاكَ فَلا تَعْبُرْ عَنْ عَبْدِكَ. +\v 4 بَلْ دَعْنِي أُقَدِّمُ لَكُمْ بَعْضَ مَاءٍ تَغْسِلُونَ بِهِ أَرْجُلَكُمْ وَتَتَّكِئُونَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، +\v 5 ثُمَّ آتِي لَكُمْ بِلُقْمَةِ خُبْزٍ تُسْنِدُونَ بِها قُلُوبَكُمْ، وَبَعْدَ ذَلِكَ تُوَاصِلُونَ مَسِيرَتَكُمْ، لأَنَّكُمْ قَدْ مِلْتُمْ إِلَى بَيْتِ عَبْدِكُمْ». فَأَجَابُوهُ: «حَسَناً، لِيَكُنْ كَمَا قُلْتَ». +\s5 +\p +\v 6 فَأَسْرَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى دَاخِلِ الْخَيْمَةِ إِلَى زَوْجَتِهِ سَارَةَ وَقَالَ: «هَيَّا أَسْرِعِي وَاعْجِنِي ثَلاثَ كَيْلاتٍ مِنْ أَفْضَلِ الدَّقِيقِ وَاخْبِزِيهَا». +\v 7 ثُمَّ أَسْرَعَ إِبْرَاهِيمُ نَحْوَ قَطِيعِهِ وَاخْتَارَ عِجْلاً غَضّاً مُسَمَّناً وَأَعْطَاهُ لِغُلامٍ كَيْ يُجَهِّزَهُ. +\v 8 ثُمَّ أَخَذَ زُبْداً وَلَبَناً وَالْعِجْلَ الَّذِي طَبَخَهُ، وَمَدَّهَا أَمَامَهُمْ، وَبَقِيَ وَاقِفاً فِي خِدْمَتِهِمْ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وَهُمْ يَأْكُلُونَ. +\s5 +\p +\v 9 ثُمَّ سَأَلُوهُ: «أَيْنَ زَوْجَتُكَ؟» فَأَجَابَ: «هَا هِيَ فِي الْخَيْمَةِ». +\v 10 فَقَالَ: «إِنِّي أَرْجِعُ إِلَيْكَ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ مِنَ السَّنَةِ الْقَادِمَةِ فَتَكُونُ سَارَةُ آنَئِذٍ قَدْ وَلَدَتْ لَكَ ابْناً». وَكَانَتْ سَارَةُ وَرَاءَهُ، عِنْدَ بَابِ الْخَيْمَةِ، فَسَمِعَتْ حَدِيثَهُ. +\s5 +\v 11 وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ عَجُوزَيْنِ طَاعِنَيْنِ جِدّاً فِي السِّنِّ وَقَدْ تَجَاوَزَتْ سَارَةُ سِنَّ الْيَأْسِ. +\v 12 فَضَحِكَتْ سَارَةُ فِي نَفْسِهَا قَائِلَةً: «أَبَعْدَ أَنْ فَنِيَ عُمْرِي وَأَصْبَحَ زَوْجِي شَيْخاً يَكُونُ لِي هَذَا التَّنَعُّمُ؟» +\s5 +\v 13 فَقَالَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ: «لِمَاذَا ضَحِكَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: أَحَقّاً أَلِدُ ابْناً وَقَدْ بَلَغْتُ سِنَّ الشَّيْخُوخَةِ؟ +\v 14 أَيَتَعَذَّرُ عَلَى الرَّبِّ شَيْءٌ؟ سَأَرْجِعُ إِلَيْكَ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ مِنَ السَّنَةِ الْقَادِمَةِ فَتَكُونُ سَارَةُ قَدْ أَنْجَبَتِ ابْناً». +\v 15 فَخَافَتْ سَارَةُ وَأَنْكَرَتْ قَائِلَةً: «لَمْ أَضْحَكْ». فَقَالَ: «لا، بَلْ ضَحِكْتِ». +\s1 تضرع إبراهيم لأجل سدوم وعمورة +\s5 +\p +\v 16 ثُمَّ نَهَضَ الرِّجَالُ وَتَطَلَّعُوا نَحْوَ سَدُومَ. فَمَشَى إِبْرَاهِيمُ مَعَهُمْ لِيُوَدِّعَهُمْ. +\v 17 فَقَالَ الرَّبُّ: «أَأَكْتُمُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَا أَنَا فَاعِلُهُ؟ +\v 18 وَإِبْرَاهِيمُ لابُدَّ أَنْ يُصْبِحَ أُمَّةً كَبِيرَةً وَقَوِيَّةً، وَبِهِ تَتَبَارَكُ شُعُوبُ الأَرْضِ جَمِيعاً، +\v 19 لأَنَّنِي قَدِ اخْتَرْتُهُ لِيُوْصِيَ بَنِيهِ وَأَهْلَ بَيْتِهِ مِنْ بَعْدِهِ كَيْ يَحْفَظُوا طَرِيقَ الرَّبِّ، عَامِلِينَ الْبِرَّ وَالْعَدْلَ، حَتَّى يُنْجِزَ الرَّبُّ مَا وَعَدَ بِهِ إِبْرَاهِيمَ». +\s5 +\v 20 وَقَالَ الرَّبُّ: «لأَنَّ الشَّكْوَى ضِدَّ مَظَالِمِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَتْ وَخَطِيئَتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً +\v 21 أَنْزِلُ لأَرَى إِنْ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ مُطَابِقَةً لِلشَّكْوَى ضِدَّهُمْ وَإلَّا فَأَعْلَمُ». +\s5 +\v 22 وَانْطَلَقَ الرَّجُلانِ مِنْ هُنَاكَ نَحْوَ سَدُومَ، وَبَقِيَ إِبْرَاهِيمُ مَاثِلاً أَمَامَ الرَّبِّ. +\p +\v 23 فَاقْتَرَبَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «أَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟ +\s5 +\v 24 لَوْ وُجِدَ فِي الْمَدِينَةِ خَمْسُونَ بَارّاً، فَهَلْ تُدَمِّرُهَا وَلا تَصْفَحُ عَنْهَا مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارّاً الَّذِينَ فِيهَا؟ +\v 25 تَنَزَّهْتَ عَنْ أَنْ تُهْلِكَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ، فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ؛ حَاشَا لَكَ. أَدَيَّانُ الأَرْضِ كُلِّهَا لَا يُجْرِي عَدْلاً؟» +\v 26 فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنْ وَجَدْتُ فِي سَدُومَ خَمْسِينَ بَارّاً فَإِنَّنِي أَصْفَحُ عَنِ الْمَكَانِ كُلِّهِ مِنْ أَجْلِهِمْ». +\s5 +\v 27 فَأَجَابَ إِبْرَاهِيمُ: «هَا أَنَا قَدْ أَخَذْتُ فِي مُخَاطَبَةِ الْمَوْلَى، مَعَ أَنَّنِي لَسْتُ سِوَى تُرَابٍ وَرَمَادٍ. +\v 28 مَاذَا لَوْ نَقَصَ الْخَمْسُونَ بَارّاً خَمْسَةً؟ أَفَتُهْلِكُ الْمَدِينَةَ كُلَّهَا مِنْ أَجْلِ الْخَمْسَةِ؟» فَأَجَابَهُ: «إِنْ وَجَدْتُ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ بَارّاً لَا أُهْلِكُهَا». +\s5 +\v 29 فَخَاطَبَهُ إِبْرَاهِيمُ ثَانِيَةً: «وَمَاذَا لَوْ وُجِدَ هُنَاكَ أَرْبَعُونَ بَارّاً فَقَطْ؟». فَأَجَابَهُ: «لا أُهْلِكُهَا مِنْ أَجْلِ الأَرْبَعِينَ». +\v 30 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «لا يَغْضَبِ الْمَوْلَى، بَلْ دَعْنِي أَتَكَلَّمُ. مَاذَا لَوْ وُجِدَ هُنَاكَ ثَلاثُونَ بَارّاً؟». فَأَجَابَهُ: «لا أُهْلِكُهَا إِنْ وَجَدْتُ ثَلاثِينَ». +\v 31 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «هَا أَنَا قَدِ اسْتَرْسَلْتُ فِي الْكَلامِ أَمَامَ الْمَوْلَى، فَمَاذَا لَوْ وَجَدْتَ هُنَاكَ عِشْرِينَ بَارّاً؟» فَقَالَ: «لا أُهْلِكُهَا مِنْ أَجْلِ الْعِشْرِينَ». +\s5 +\v 32 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «لا يَغْضَبِ الْمَوْلَى، فَأَتَكَلَّمَ مَرَّةً أُخْرَى: مَاذَا لَوْ وُجِدَ هُنَاكَ عَشَرَةٌ؟». فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «لا أُهْلِكُهَا مِنْ أَجْلِ الْعَشَرَةِ». +\v 33 وَعِنْدَمَا فَرَغَ الرَّبُّ مِنْ مُحَادَثَةِ إِبْرَاهِيمَ مَضَى، وَرَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى مَكَانِهِ. + +\s5 +\c 19 +\s1 دمار سدوم وعمورة +\p +\v 1 وَأَقْبَلَ الْمَلاكَانِ عَلَى سَدُومَ عِنْدَ الْمَسَاءِ. وَكَانَ لُوطٌ جَالِساً عِنْدَ بَابِ سَدُومَ، فَمَا إِنْ رَآهُمَا حَتَّى نَهَضَ لاسْتِقْبَالِهِمَا، وَسَجَدَ بِوَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ، +\v 2 وَقَالَ: «يَا سَيِّدَيَّ، انْزِلا فِي بَيْتِ عَبْدِكُمَا لِتَقْضِيَا لَيْلَتَكُمَا، وَاغْسِلا أَرْجُلَكُمَا، وَفِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ تَمْضِيَانِ فِي طَرِيقِكُمَا». لَكِنَّهُمَا قَالا: «لا، بَلْ نَمْكُثُ اللَّيْلَةَ فِي السَّاحَةِ». +\v 3 فَأَصَرَّ عَلَيْهِمَا جِدّاً حَتَّى قَبِلا الذَّهَابَ مَعَهُ وَالنُّزُولَ فِي بَيْتِهِ. فَأَعَدَّ لَهُمَا مَأْدُبَةً وَخَبَزَ فَطِيراً فَأَكَلا. +\s5 +\p +\v 4 وَقَبْلَ أَنْ يَرْقُدَا، حَاصَرَ رِجَالُ مَدِينَةِ سَدُومَ مِنْ أَحْدَاثٍ وَشُيُوخٍ، الْبَيْتَ، +\v 5 وَنَادُوا لُوطاً: «أَيْنَ الرَّجُلانِ اللَّذَانِ اسْتَضَفْتَهُمَا اللَّيْلَةَ؟ أَخْرِجْهُمَا إِلَيْنَا لِنُضَاجِعَهُمَا». +\s5 +\v 6 فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ لُوطٌ بَعْدَ أَنْ أَغْلَقَ الْبَابَ خَلْفَهُ، +\v 7 وَقَالَ: «لا تَرْتَكِبُوا شَرّاً يَا إِخْوَتِي. +\v 8 هُوَذَا لِي ابْنَتَانِ عَذْرَاوَانِ أُخْرِجُهُمَا إِلَيْكُمْ فَافْعَلُوا بِهِمَا مَا يَحْلُو لَكُمْ، أَمَّا هَذَانِ الرَّجُلانِ فَلا تُسِيئوا إِلَيْهِمَا لأَنَّهُمَا لَجَآ إِلَى حِمَى مَنْزِلِي». +\s5 +\v 9 فَقَالُوا: «تَنَحَّ بَعِيداً»، وَأَضَافُوا: «لَقَدْ جَاءَ هَذَا الإِنْسَانُ لِيَتَغَرَّبَ بَيْنَنَا، وَهَا هُوَ يَتَحَكَّمُ فِينَا. الآنَ نَفْعَلُ بِكَ شَرّاً أَكْثَرَ مِنْهُمَا». وَتَدَافَعُوا حَوْلَ لُوطٍ وَتَقَدَّمُوا لِيُحَطِّمُوا الْبَابَ. +\s5 +\v 10 غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَيْنِ مَدَّا أَيْدِيَهُمَا وَاجْتَذَبَا لُوطاً إِلَى دَاخِلِ الْبَيْتِ، وَأَغْلَقَا الْبَابَ. +\v 11 ثُمَّ ضَرَبَا الرِّجَالَ، صَغِيرَهُمْ وَكَبِيرَهُمْ، الْوَاقِفِينَ أَمَامَ بَابِ الْبَيْتِ بِالْعَمَى، فَعَجَزُوا عَنِ الْعُثُورِ عَلَى الْبَابِ. +\s5 +\p +\v 12 وَقَالَ الرَّجُلانِ لِلُوطٍ: «أَلَكَ أَقْرِبَاءُ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ؟ أَصْهَارٌ وَأَبْنَاءٌ وَبَنَاتٌ أَوْ أَيُّ شَخْصٍ آخَرَ يَمُتُّ إِلَيْكَ بِصِلَةٍ؟ أَخْرِجْهُمْ مِنْ هُنَا، +\v 13 لأَنَّنَا عَازِمَانِ عَلَى تَدْمِيرِ هَذَا الْمَكَانِ، إِذْ أَنَّ صُرَاخَ الشَّكْوَى مِنْ شَرِّهِ قَدْ تَعَاظَمَ أَمَامَ الرَّبِّ، فَأَرْسَلَنَا الرَّبُّ لِنُدَمِّرَهُ». +\s5 +\v 14 فَمَضَى لُوطٌ وَخَاطَبَ أَصْهَارَهُ أَزْوَاجَ بَنَاتِهِ، قَائِلاً: «هَيَّا. قُومُوا وَاخْرُجُوا مِنْ هَذَا الْمَكَانِ، لأَنَّ الرَّبَّ سَيُدَمِّرُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ». فَبَدَا كَمَازِحٍ فِي أَعْيُنِ أَصْهَارِهِ. +\v 15 وَمَا إِنْ أَطَلَّ الْفَجْرُ حَتَّى طَفِقَ الْمَلاكَانِ يَلِحَّانِ عَلَى لُوطٍ قَائِلَيْنِ: «هَيَّا انْهَضْ وَخُذْ زَوْجَتَكَ وَابْنَتَيْكَ اللَّتَيْنِ هُنَا، لِئَلّا تَهْلِكَ بِإِثْمِ الْمَدِينَةِ». +\s5 +\v 16 وَإِذْ تَوَانَى لُوطٌ، أَمْسَكَ الرَّجُلانِ بِيَدِهِ وَأَيْدِي زَوْجَتِهِ وَابْنَتَيْهِ وَقَادَاهُمْ إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ، لأَنَّ الرَّبَّ أَشْفَقَ عَلَيْهِمْ. +\p +\v 17 وَمَا إِنْ أَخْرَجَاهُمْ بَعِيداً حَتَى قَالَ أَحَدُ الْمَلاكَيْنِ: «اُنْجُ بِحَيَاتِكَ. لَا تَلْتَفِتْ وَرَاءَكَ وَلا تَتَوَقَّفْ فِي كُلِّ مِنْطَقَةِ السَّهْلِ. اهْرُبْ إِلَى الْجَبَلِ لِئَلّا تَهْلِكَ». +\s5 +\v 18 فَقَالَ لُوطٌ: «لَيْسَ هَكَذَا يَا سَيِّدُ. +\v 19 هَا عَبْدُكَ قَدْ حَظِيَ بِرِضَاكَ، وَهَا أَنْتَ قَدْ عَظَّمْتَ لُطْفَكَ إِذْ أَنْقَذْتَ حَيَاتِي، وَأَنَا لَا أَسْتَطِيعُ اللُّجُوءَ إِلَى الْجَبَلِ لِئَلّا يُدْرِكَنِي مَكْرُوهٌ فَأَمُوتَ. +\v 20 هَا هِيَ الْمَدِينَةُ قَرِيبَةٌ يَسْهُلُ الْهَرَبُ إِلَيْهَا. إِنَّهَا مَدِينَةٌ صَغِيرَةٌ، فَدَعْنِي أَلْجَأُ إِلَيْهَا. أَلَيْسَتْ هِيَ مَدِينَةً صَغِيرَةً جِدّاً فَأَنْجُوَ فِيهَا بِحَيَاتِي؟» +\s5 +\v 21 فَقَالَ لَهُ الْمَلاكُ: «إِنِّي قَدْ قَبِلْتُ طِلْبَتَكَ بِشَأْنِ هَذَا الأَمْرِ، وَلَنْ أُدَمِّرَ هَذِهِ الْمَدِينَةَ الَّتِي ذَكَرْتَهَا +\v 22 أَسْرِعْ، وَاهْرُبْ إِلَيْهَا، لأَنَّنِي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصْنَعَ شَيْئاً إِلَى أَنْ تَبْلُغَهَا». لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ صُوغَرَ (وَمَعْنَاهَا صَغِيرَةٌ). +\s5 +\p +\v 23 وَمَا إِنْ أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ عَلَى الأَرْضِ حَتَّى كَانَ لُوطٌ قَدْ دَخَلَ إِلَى صُوغَرَ، +\v 24 فَأَمْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتاً وَنَاراً، مِنْ عِنْدِهِ مِنَ السَّمَاءِ. +\v 25 وَقَلَبَ تِلْكَ الْمُدُنَ وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا، وَالسَّهْلَ الْمُحِيطَ بِها وَكُلَّ مَزْرُوعَاتِ الأَرْضِ. +\s5 +\v 26 وَتَلَفَّتَتْ زَوْجَةُ لُوطٍ السَّائِرَةُ خَلْفَهُ وَرَاءَهَا، فَتَحَوَّلَتْ إِلَى عَمُودٍ مِنَ الْمِلْحِ. +\p +\v 27 وَمَضَى إِبْرَاهِيمُ مُبَكِّراً فِي الصَّبَاحِ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي وَقَفَ فِيهِ أَمَامَ الرَّبِّ. +\v 28 وَتَطَلَّعَ نَحْوَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَلِسَائِرِ أَرْضِ السَّهْلِ، فَأَبْصَرَ الدُّخَانَ يَتَصَاعَدُ مِنْهَا كَالأَتُونِ. +\s5 +\v 29 وَهَكَذَا عِنْدَمَا دَمَّرَ اللهُ مُدُنَ السَّهْلِ ذَكَرَ إِبْرَاهِيمَ، فَأَخْرَجَ لُوطاً قُبَيْلَ وُقُوعِ الْكَارِثَةِ حِينَ قَلَبَ الْمُدُنَ الَّتِي سَكَنَ فِيهَا لُوطٌ. +\s1 لوط وابنتاه +\s5 +\p +\v 30 وَغَادَرَ لُوطٌ وَابْنَتَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ صُوغَرَ، وَاسْتَقَرُّوا فِي الْجَبَلِ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَلَجَأَ هُوَ وَابْنَتَاهُ إِلَى كَهْفٍ هُنَاكَ. +\s5 +\v 31 فَقَالَتْ الابْنَةُ الْبِكْرُ لأُخْتِهَا الصَّغِيرَةِ: «إِنَّ أَبَانَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ حَوْلَنَا رَجُلٌ يَتَزَوَّجُنَا كَعَادَةِ كُلِّ النَّاسِ. +\v 32 فَتَعَالَيْ نَسْقِيهِ خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَلا تَنْقَطِعُ ذُرِّيَّةُ أَبِينَا». +\v 33 فَسَقَتَا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَبَاهُمَا خَمْراً، وَأَقْبَلَتْ الابْنَةُ الْكُبْرَى وَضَاجَعَتْ أَبَاهَا فَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا. +\s5 +\v 34 وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي قَالَتْ الابْنَةُ الْبِكْرُ لأُخْتِهَا الصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ مَعَ أَبِي لَيْلَةَ أَمْسِ، فَتَعَالَيْ نَسْقِيهِ اللَّيْلَةَ أَيْضاً خَمْراً ثُمَّ ادْخُلِي وَاضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». +\v 35 فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَأَقْبَلَتْ الابْنَةُ الصَّغِيرَةُ وَضَاجَعَتْ أَبَاهَا. فَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا. +\s5 +\v 36 وَهَكَذَا حَمَلَتْ الابْنَتَانِ كِلْتَاهُمَا مِنْ أَبِيهِمَا. +\v 37 فَوَلَدَتِ الْكُبْرَى ابْناً دَعَتْهُ مُوآبَ (وَمَعْنَاهُ مِنَ الأَبِ)، وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ، +\v 38 أَمَّا الصُّغْرَى فَوَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتْهُ «بِنْ عَمِّي» (وَمَعْنَاهُ ابْنُ قَوْمِي) وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ. + +\s5 +\c 20 +\s1 إبراهيم وأبيمالك +\p +\v 1 وَارْتَحَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى أَرْضِ النَّقَبِ، وَأَقَامَ بَيْنَ قَادَشَ وَشُورَ، وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ. +\v 2 وَهُنَاكَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ سَارَةَ زَوْجَتِهِ: «هِيَ أُخْتِي». فَأَرْسَلَ أَبِيمَالِكُ مَلِكُ جَرَارَ وَأَحْضَرَ سَارَةَ إِلَيْهِ. +\v 3 وَلِكَنَّ اللهَ تَجَلَّى لأَبِيمَالِكَ فِي حُلْمٍ فِي اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنَّكَ سَتَمُوتُ بِسَبَبِ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَخَذْتَهَا، فَإِنَّهَا مُتَزَوِّجَةٌ». +\s5 +\v 4 وَلَمْ يَكُنْ أَبِيمَالِكُ قَدْ مَسَّهَا بَعْدُ، فَقَالَ لِلرَّبِّ: «أَتُمِيتُ أُمَّةً بَرِيئَةً؟ +\v 5 أَلَمْ يَقُلْ لِي إِنَّهَا أُخْتِي وَهِيَ نَفْسُهَا ادَّعَتْ أَنَّهُ أَخُوهَا؟ مَا فَعَلْتُ هَذَا إِلّا بِسَلامَةِ قَلْبِي وَطَهَارَةِ يَدَيَّ». +\s5 +\v 6 فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «أَنَا أَيْضاً عَلِمْتُ أَنَّكَ بِسَلامَةِ قَلْبِكَ قَدْ فَعَلْتَ هَذَا، وَأَنَا أَيْضاً مَنَعْتُكَ مِنْ أَنْ تُخْطِئَ إِلَيَّ وَلَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا. +\v 7 وَالآنَ، رُدَّ لِلرَّجُلِ زَوْجَتَهُ فَإِنَّهُ نَبِيٌّ، فَيُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِكَ فَتَحْيَا. وَإِنْ لَمْ تَرُدَّهَا فَإِنَّك وَكُلَّ مَنْ لَكَ حَتْماً تَمُوتُونَ». +\s5 +\p +\v 8 فَبَكَّرَ أَبِيمَالِكُ فِي الصَّبَاحِ وَاسْتَدْعَى جَمِيعَ عَبِيدِهِ، وَأَطْلَعَهُمْ عَلَى جَلِيَّةِ الأَمْرِ، فَاعْتَرَاهُمْ خَوْفٌ عَظِيمٌ. +\v 9 ثُمَّ دَعَا أَبِيمَالِكُ إِبْرَاهِيمَ وَقَالَ لَهُ: «مَاذَا فَعَلْتَ بِنَا؟ أَيُّ خَطَأٍ ارْتَكَبْتُهُ فِي حَقِّكَ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيَّ وَعَلَى مَمْلَكَتِي هَذَا الذَّنْبَ الْعَظِيمَ؟ لَقَدِ اقْتَرَفْتَ فِي حَقِّي أُمُوراً مَا كَانَ يَجِبُ أَنْ تَقْتَرِفَهَا». +\s5 +\v 10 وَسَأَلَ أَبِيمَالِكُ إِبْرَاهِيمَ: «مَاذَا بَدَا لَكَ حَتَّى ارْتَكَبْتَ هَذَا الْفِعْلَ؟» +\v 11 فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «لَقَدْ فَعَلْتُ هَذَا لأَنَّنِي ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بِأَسْرِهِ خَوْفُ اللهِ فَخَشِيتُ أَنْ تَقْتُلُونِي مِنْ أَجْلِ زَوْجَتِي. +\v 12 وَهِيَ بِالْحَقِيقَةِ أُخْتِي، ابْنَةُ أَبِي، غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتْ ابْنَةَ أُمِّي فَاتَّخَذْتُهَا زَوْجَةً لِي. +\s5 +\v 13 وَعِنْدَمَا دَعَانِي اللهُ لأَتَغَرَّبَ بَعِيداً عَنْ بَيْتِ أَبِي قُلْتُ لَهَا: حَيْثُمَا نَذْهَبُ قُولِي إِنِّي أَخُوكِ فَهَذَا هُوَ الْمَعْرُوفُ الَّذِي تَصْنَعِينَهُ لِي». +\p +\v 14 فَأَخَذَ أَبِيمَالِكُ غَنَماً وَبَقَراً وَعَبِيداً وَإِمَاءً وَقَدَّمَهَا لإِبْرَاهِيمَ، وَأَرْجَعَ إِلَيْهِ سَارَةَ زَوْجَتَهُ. +\s5 +\v 15 وَقَالَ أَبِيمَالِكُ: «هَا هِيَ أَرْضِي أَمَامَكَ فَأَقِمْ حَيْثُ طَابَ لَكَ». +\v 16 وَقَالَ لِسَارَةَ: «هَا قَدْ وَهَبْتُ أَخَاكِ أَلْفَ قِطْعَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ، تَبْرِئَةً لَكِ مِنْ كُلِّ إِسَاءَةٍ أَمَامَ الَّذِينَ مَعَكِ، فَأَنْتِ بَرِيئَةٌ أَمَامَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَهَكَذَا تَكُونِينَ قَدْ أُنْصِفْتِ». +\s5 +\v 17 فَابْتَهَلَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى اللهِ، فَشَفَى أَبِيمَالِكَ وَزَوْجَتَهُ وَجَوَارِيَهُ فَوَلَدْنَ. +\v 18 لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ قَدْ أَصَابَ نِسَاءَ بَيْتِ أَبِيمَالِكَ بِالْعُقْمِ مِنْ أَجْلِ سَارَةَ زَوْجَةِ إِبْرَاهِيمَ. + +\s5 +\c 21 +\s1 مولد إسحاق +\p +\v 1 وَافْتَقَدَ الرَّبُّ سَارَةَ كَمَا قَالَ، وَأَنْجَزَ لَهَا مَا وَعَدَ بِهِ. +\v 2 فَحَبِلَتْ سَارَةُ وَوَلَدَتْ لإِبْرَاهِيمَ فِي شَيْخُوخَتِهِ ابْناً، فِي الْوَقْتِ الَّذِي عَيَّنَهُ اللهُ لَهُ. +\v 3 فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ ابْنَهُ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ لَهُ سَارَةُ «إِسْحاقَ». +\v 4 وَخَتَنَهُ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ بِمُوجِبِ أَمْرِ اللهِ. +\s5 +\v 5 وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ قَدْ بَلَغَ الْمِئَةَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا وُلِدَ لَهُ إِسْحاقُ. +\v 6 وَقَالَتْ سَارَةُ «لَقَدْ أَضْحَكَنِي الرَّبُّ. كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ هَذَا الأَمْرَ يَضْحَكُ مَعِي». +\v 7 وَأَضَافَتْ أَيْضاً: «مَنْ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَقُولَ لإِبْرَاهِيمَ إِنَّ سَارَةَ سَتُرْضِعُ بَنِينَ؟ فَهَا أَنَا قَدْ أَنْجَبْتُ لَهُ ابْناً فِي شَيْخُوخَتِهِ». +\s5 +\v 8 وَكَبُرَ إِسْحاقُ وَفُطِمَ. فَأَقَامَ إِبْرَاهِيمُ فِي يَوْمِ فِطَامِهِ مَأْدُبَةً عَظِيمَةً. +\s1 طرد هاجر وإسماعيل +\p +\v 9 وَرَأَتْ سَارَةُ أَنَّ ابْنَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةِ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ لإِبْرَاهِيمَ يَسْخَرُ مِنِ ابْنِهَا إِسْحاقَ، +\s5 +\v 10 فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، فَإِنَّ ابْنَ الْجَارِيَةِ لَنْ يَرِثَ مَعَ ابْنِي إِسْحاقَ». +\v 11 فَقَبُحَ هَذَا الْقَوْلُ فِي نَفْسِ إِبْرَاهِيمَ مِنْ أَجْلِ ابْنِهِ. +\s5 +\v 12 فَقَال اللهُ لَهُ: «لا يَسُوءُ فِي نَفْسِكَ أَمْرُ الصَّبِيِّ أَوْ أَمْرُ جَارِيَتِكَ، وَاسْمَعْ لِكَلامِ سَارَةَ فِي كُلِّ مَا تُشِيرُ بِهِ عَلَيْكَ لأَنَّهُ بِإِسْحاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. +\v 13 وَسَأُقِيمُ مِنِ ابْنِ الْجَارِيَةِ أُمَّةً أَيْضاً لأَنَّهُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ». +\s5 +\p +\v 14 فَنَهَضَ إِبْرَاهِيمُ فِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ وَأَخَذَ خُبْزاً وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَدَفَعَهُمَا إِلَى هَاجَرَ، وَوَضَعَهُمَا عَلَى كَتِفَيْهَا، ثُمَّ صَرَفَهَا مَعَ الصَّبِيِّ. فَهَامَتْ عَلَى وَجْهِهَا فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ. +\v 15 وَعِنْدَمَا فَرَغَ الْمَاءُ مِنَ الْقِرْبَةِ طَرَحَتِ الصَّبِيَّ تَحْتَ إِحْدَى الأَشْجَارِ، +\v 16 وَمَضَتْ وَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ، عَلَى بُعْدِ نَحْوِ مِئَةِ مِتْرٍ، لأَنَّهَا قَالَتْ: «لا أَشْهَدُ مَوْتَ الصَّبِيِّ». فَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا وَبَكَتْ. +\s5 +\p +\v 17 وَسَمِعَ اللهُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَنَادَى مَلاكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا الَّذِي يُزْعِجُكِ يَا هَاجَرُ؟ لَا تَخَافِي، لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ بُكَاءَ الصَّبِيِّ مِنْ حَيْثُ هُوَ مُلْقىً. +\v 18 قُومِي وَاحْمِلِي الصَّبِيَّ، وَتَشَبَّثِي بِهِ لأَنَّنِي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً». +\s5 +\v 19 ثُمَّ فَتَحَ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ، فَذَهَبَتْ وَمَلأَتِ الْقِرْبَةَ وَسَقَتِ الصَّبِيَّ. +\v 20 وَكَانَ اللهُ مَعَ الصَّبِيِّ فَكَبُرَ، وَسَكَنَ فِي صَحْرَاءِ فَارَانَ، وَبَرَعَ فِي رَمْيِ الْقَوْسِ. +\v 21 وَاتَّخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ مِصْرَ. +\s1 العهد في بئر سبع +\s5 +\p +\v 22 وَفِي ذَلِكَ الزَّمَانِ خَاطَبَ أَبِيمَالِكُ وَفِيكُولُ قَائِدُ جَيْشِهِ إِبْرَاهِيمَ قَائِلَيْنِ: «إِنَّ اللهَ مَعَكَ فِي كُلِّ مَا تَقُومُ بِهِ، +\v 23 فَاحْلِفْ لِي الآنَ بِاللهِ أَنْ لَا تَغْدُرَ بِي وَلا بِنَسْلِي وَذُرِّيَّتِي، بَلْ تُحْسِنَ إِلَيَّ وَإِلَى شَعْبِي الَّذِي تَغَرَّبْتَ بَيْنَهُ، كَمَا أَحْسَنْتُ إِلَيْكَ». +\v 24 فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «أَحْلِفُ». +\s5 +\v 25 وَعَاتَبَ إِبْرَاهِيمُ أَبِيمَالِكَ مِنْ أَجْلِ الْبِئْرِ الَّتِي اغْتَصَبَهَا عَبِيدُ أَبِيمَالِكَ، +\v 26 فَقَالَ أَبِيمَالِكُ: «لَسْتُ أَعْلَمُ مَنِ ارْتَكَبَ هَذَا الأَمْرَ، وَأَنْتَ لَمْ تُخْبِرْنِي بِهِ، وَلَمْ أَسْمَعْ عَنْهُ سِوَى الْيَوْمِ». +\v 27 ثُمَّ أَعْطَى إِبْرَاهِيمُ أَبِيمَالِكَ غَنَماً وَبَقَراً وَقَطَعَ كِلاهُمَا عَهْداً. +\s5 +\p +\v 28 وَفَرَزَ إِبْرَاهِيمُ سَبْعَ نِعَاجٍ مِنَ الْغَنَمِ وَحْدَهَا. +\v 29 فَقَالَ أَبِيمَالِكُ لإِبْرَاهِيمَ: «مَاذَا تَقْصِدُ بِهَذِهِ النِّعَاجِ السَّبْعِ الَّتِي فَرَزْتَهَا جَانِباً؟» +\v 30 فَأَجَابَ: «هِيَ سَبْعُ نِعَاجٍ أُقَدِّمُهَا لَكَ بِيَدِي شَهَادَةً لِي أَنَّنِي حَفَرْتُ هَذِهِ الْبِئْرَ». +\s5 +\v 31 لِذَلِكَ دَعَا ذَلِكَ الْمَكَانَ بِئْرَ سَبْعٍ (وَمَعْنَاهْ بِئْرُ الْحَلْفِ) لأَنَّ إِبْرَاهِيمَ وَأَبِيمَالِكَ كِلاهُمَا حَلَفَا هُنَاكَ. +\p +\v 32 وَهَكَذَا قَطَعَا عَهْداً فِي بِئْرِ سَبْعٍ، ثُمَّ نَهَضَ أَبِيمَالِكُ وَفِيكُولُ رَئِيسُ جَيْشِهِ وَرَجَعَا إِلَى أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. +\s5 +\v 33 وَغَرَسَ إِبْرَاهِيمُ شَجَرَ أَثْلٍ فِي بِئْرِ سَبْعٍ، وَدَعَا هُنَاكَ بِاسْمِ الرَّبِّ الإِلَهِ السَّرْمَدِيِّ +\v 34 وَمَكَثَ إِبْرَاهِيمُ فِي بِلادِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ فَتْرَةً طَوِيلَةً. + +\s5 +\c 22 +\s1 الله يمتحن إبراهيم +\p +\v 1 وَبَعْدَ هَذَا امْتَحَنَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ، فَنَادَاهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ» فَأَجَابَهُ: «لَبَّيْكَ». +\v 2 فَقَالَ لَهُ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، إِسْحاقَ الَّذِي تُحِبُّهُ، وَانْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا وَقَدِّمْهُ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَهْدِيكَ إِلَيْهِ». +\v 3 فَاسْتَيْقَظَ إِبْرَاهِيمُ مُبَكِّراً فِي الصَّبَاحِ التَّالِي، وَأَسْرَجَ حِمَارَهُ، وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ، وَابْنَهُ إِسْحاقَ. وَجَهَّزَ حَطَباً لِمُحْرَقَةٍ، وَانْطَلَقَ مَاضِياً إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ عَنْهُ. +\s5 +\v 4 وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ تَطَلَّعَ إِبْرَاهِيمُ فَشَاهَدَ الْمَكَانَ مِنْ بَعِيدٍ، +\v 5 فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِغُلامَيْهِ: «امْكُثَا هُنَا مَعَ الْحِمَارِ، رَيْثَمَا أَصْعَدُ أَنَا وَالصَّبِيُّ إِلَى هُنَاكَ لَنَتَعَبَّدَ لِلهِ ثُمَّ نَعُودَ إِلَيْكُمَا». +\v 6 فَحَمَّلَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحاقَ حَطَبَ الْمُحْرَقَةِ، وَأَخَذَ هُوَ بِيَدِهِ النَّارَ وَالسِّكِّينَ وَذَهَبَا كِلاهُمَا مَعاً. +\s5 +\v 7 وَقَالَ إِسْحاقُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيهِ: «يَا أَبِي». فَأَجَابَهُ: «نَعَمْ يَا بُنَيَّ». فَسَأَلَهُ: «هَا هِيَ النَّارُ وَالْحَطَبُ، وَلَكِنْ أَيْنَ خَرُوفُ الْمُحْرَقَةِ؟». +\v 8 فَرَدَّ عَلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ: «إِنَّ اللهَ يُدَبِّرُ لِنَفْسِهِ الْخَرُوفَ لِلْمُحْرَقَةِ يَا ابْنِي». وَتَابَعَا مَسِيرَهُمَا مَعاً. +\s5 +\p +\v 9 وَلَمَّا بَلَغَا الْمَوْضِعَ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ اللهُ شَيَّدَ إِبْرَاهِيمُ مَذْبَحاً هُنَاكَ، وَرَتَّبَ الْحَطَبَ، ثُمَّ أَوْثَقَ إِسْحاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ. +\v 10 وَمَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَتَنَاوَلَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ. +\s5 +\v 11 فَنَادَاهُ مَلاكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «إِبْرَاهِيمُ، إِبْرَاهِيمُ» فَأَجَابَ: «نَعَمْ». +\v 12 فَقَالَ: «لا تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الصَّبِيِّ وَلا تُوْقِعْ بِهِ ضَرَراً لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ تَخَافُ اللهَ وَلَمْ تَمْنَعِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». +\s5 +\v 13 وَإِذْ تَطَلَّعَ إِبْرَاهِيمُ حَوْلَهُ رَأَى خَلْفَهُ كَبْشاً قَدْ عَلِقَ بِفُرُوعِ أَشْجَارِ الْغَابَةِ، فَذَهَبَ وَأَحْضَرَهُ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضاً عَنِ ابْنِهِ. +\v 14 وَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذَلِكَ الْمَكَانِ «يَهْوَهْ يِرْأَه» (وَمَعْنَاهُ: الرَّبُّ يُدَبِّرُ). وَلِذَلِكَ يُقَالُ حَتَّى الْيَوْمِ «فِي جَبَلِ الرَّبِّ، الإِلَهِ يُرَى». +\s5 +\p +\v 15 وَنَادَى مَلاكُ الرَّبِّ إِبْرَاهِيمَ مِنَ السَّمَاءِ مَرَّةً ثَانِيَةً: +\v 16 وَقَالَ: «هَا أَنَا أُقْسِمُ بِذَاتِي يَقُولُ الرَّبُّ: لأَنَّكَ صَنَعْتَ هَذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تَمْنَعِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي، +\v 17 لأُبَارِكَنَّكَ وَأُكَثِّرَنَّ ذُرِّيَّتَكَ فَتَكُونُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَرَمْلِ شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَتَرِثُ ذُرِّيَّتُكَ مُدُنَ أَعْدَائِهَا. +\s5 +\v 18 وَبِذُرِّيَّتِكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، لأَنَّكَ أَطَعْتَنِي». +\v 19 ثُمَّ رَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى غُلَامَيْهِ، وَعَادُوا جَمِيعاً إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ حَيْثُ أَقَامَ إِبْرَاهِيمُ. +\s1 ذرية ناحور +\s5 +\p +\v 20 وَقِيلَ لإِبْرَاهِيمَ بَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ: «هُوَذَا مِلْكَةُ أَيْضاً قَدْ وَلَدَتْ بَنِينَ لأَخِيكَ نَاحُورَ. +\v 21 عُوصاً الْبِكْرَ، وَأَخَاهُ بُوزاً وَقُمُوئِيلَ أَبَا أَرَامَ، +\v 22 وَكَاسَدَ وَحَزْواً وَفِلْدَاشَ وَيِدْلافَ وَبَتُوئِيلَ». +\s5 +\v 23 وَأَنْجَبَ بَتُوئِيلُ رِفْقَةَ. هَؤُلاءِ الثَّمَانِيَةُ أَنْجَبَتْهُمْ مِلْكَةُ لِنَاحُورَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ. +\v 24 كَذَلِكَ أَنْجَبَتْ لَهُ سُرِّيَّتُهُ الْمَدْعُوَّةُ رُؤُومَةَ طَابَحَ وَجَاحَمَ وَتَاحَشَ وَمَعْكَةَ. + +\s5 +\c 23 +\s1 موت سارة ودفنها +\p +\v 1 وَعَاشَتْ سَارَةُ مِئَةً وَسَبْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً. +\v 2 ثُمَّ مَاتَتْ سَارَةُ فِي قَرْيَةِ أَرْبَعَ، أَيْ حَبْرُونَ، فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، فَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ لِيَنْدُبَ سَارَةَ وَيَبْكِيَ عَلَيْهَا. +\s5 +\v 3 وَنَهَضَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ أَمَامِ الْجُثْمَانِ وَقَالَ لِلْحِثِّيِّينَ: +\v 4 «أَنَا غَرِيبٌ وَنَزِيلٌ بَيْنَكُمْ، فَمَلِّكُونِي مَعَكُمْ مَدْفَناً أُوَارِي فِيهِ مَيْتِي مِنْ أَمَامِي». +\s5 +\v 5 فَأَجَابُوهُ قَائِلِينَ: +\v 6 «أَصْغِ لَنَا يَا سَيِّدِي. أَنْتَ رَئِيسٌ مِنَ اللهِ فِي وَسَطِنَا، فَادْفِنْ مَيْتَكَ فِي أَفْضَلِ قُبُورِنَا، فَلا أَحَدَ مِنَّا يَمْنَعُ قَبْرَهُ عَنْكَ لِتَدْفِنَ مَيْتَكَ». +\s5 +\v 7 فَنَهَضَ إِبْرَاهِيمُ وَانْحَنَى أَمَامَ الْحِثِّيِّينَ أَهْلِ الْبِلادِ، +\v 8 وَقَالَ: «إِنْ طَابَتْ نُفُوسُكُمْ أَنْ أَدْفِنَ مَيْتِي مِنْ أَمَامِي، فَاسْمَعُوا لِي وَالْتَمِسُوا لأَجْلِي مِنْ عِفْرُونَ بْنِ صُوحَرَ، +\v 9 أَنْ يَبِيعَنِي مَغَارَةَ الْمَكْفِيلَةِ الَّتِي فِي طَرَفِ حَقْلِهِ، فَأَشْتَرِيَهَا مِنْهُ لِقَاءَ ثَمَنٍ كَامِلٍ، وَأَمْتَلِكَهَا لِتَكُونَ مَدْفَناً لِي فِي وَسَطِكُمْ». +\s5 +\v 10 وَكَانَ عِفْرُونُ جَالِساً بَيْنَ الْحِثِّيِّينَ، فَقَالَ فِي مَسَامِعِ الْحِثِّيِّينَ، أَمَامَ كُلِّ الْحَاضِرِينَ فِي مَجْلِسِ مَدِينَتِهِ: +\v 11 «لا يَا سَيِّدِي، بَلْ أَصْغِ إِلَيَّ، هُوَذَا الْحَقْلُ الَّذِي لِي وَالْمَغَارَةُ الَّتِي فِيهِ أَهَبُهُمَا لَكَ عَلَى مَشْهَدٍ مِنْ بَنِي شَعْبِي فَخُذْهُمَا وَادْفِنْ مَيْتَكَ». +\s5 +\v 12 فَانْحَنَى إِبْرَاهِيمُ أَمَامَ أَهْلِ الْبِلادِ مَرَّةً ثَانِيَةً، +\v 13 وَقَالَ لِعِفْرُونَ فِي مَسَامِعِ شَعْبِ الأَرْضِ: «إِنْ كُنْتَ تَشَاءُ فَاسْمَعْ لِي. أَنَا أَدْفَعُ ثَمَنَ الْحَقْلِ. فَاقْبَلْ ذَلِكَ مِنِّي فَأَقُومَ بِدَفْنِ مَيْتِي هُنَاكَ». +\s5 +\v 14 فَأَجَابَ عِفْرُونُ إِبْرَاهِيمَ: +\v 15 «أَصْغِ لِي يَا سَيِّدِي، إِنَّ الأَرْضَ تُسَاوِي أَرْبَعَ مِئَةِ شَاقِلٍ (حَوَالَي خَمْسَةِ كِيلُو جِرَامَاتٍ) مِنَ الْفِضَّةِ، وَهُوَ (ثَمَنٌ) لَا قِيمَةَ لَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، فَادْفِنْ مَيْتَكَ». +\v 16 فَقَبِلَ إِبْرَاهِيمُ عَرْضَ عِفْرُونَ، وَوَزَنَ لَهُ الْفِضَّةَ الَّتِي ذَكَرَهَا فِي مَسَامِعِ الْحِثِّيِّينَ. أَرْبَعَ مِئَةِ شَاقِلٍ رَائِجَةً بَيْنَ التُّجَّارِ. +\s5 +\p +\v 17 وَبِمُقْتَضَى ذَلِكَ أَصْبَحَ حَقْلُ عِفْرُونَ الَّذِي فِي الْمَكْفِيلَةِ مُقَابِلَ مَمْرَا، وَالْمَغَارَةُ الَّتِي فِيهِ، وَجَمِيعُ الأَشْجَارِ الْقَائِمَةِ فِي كُلِّ الْحُدُودِ الْمُحِيطَةِ بِهِ، +\v 18 مُلْكاً لإِبْرَاهِيمَ، بِمَشْهَدٍ مِنَ الْحِثِّيِّينَ وَسَائِرِ الْحَاضِرِينَ فِي مَجْلِسِ مَدِينَتِهِ. +\s5 +\v 19 وَبَعْدَ ذَلِكَ دَفَنَ إِبْرَاهِيمُ زَوْجَتَهُ سَارَةَ فِي مَغَارَةِ الْمَكْفِيلَةِ، مُقَابِلَ مَمْرَا. وَهِيَ حَبْرُونُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. +\v 20 فَامْتَلَكَ إِبْرَاهِيمُ مِنَ الْحِثِّيِّينَ الْحَقْلَ وَالْمَغَارَةَ الَّتِي فِيهِ لِيَكُونَا مَدْفَناً لَهُ. + +\s5 +\c 24 +\s1 إسحاق ورفقة +\p +\v 1 وَشَاخَ إِبْرَاهِيمُ وَتَقَدَّمَ بِهِ الْعُمْرُ. وَبَارَكَ الرَّبُّ إِبْرَاهِيمَ فِي كُلِّ شَيْءٍ. +\v 2 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِرَئِيسِ عَبِيدِهِ، الْمُتَوَلِّي جَمِيعَ شُؤُونِ بَيْتِهِ: «ضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخْذِي، +\v 3 فَأَسْتَحْلِفَكَ بِالرَّبِّ إِلَهِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَنْ لَا تَأْخُذَ لابْنِي زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ الْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِيْنَ أَنَا مُقِيمٌ فِي وَسَطِهِمْ. +\v 4 بَلْ تَمْضِي إِلَى بَلَدِي وَإِلَى عَشِيرَتِي، وَتَأْخُذُ زَوْجَةً لابْنِي إِسْحاقَ». +\s5 +\v 5 فَقَالَ لَهُ الْعَبْدُ: «هَبْ أَنَّ الْمَرْأَةَ لَا تَشَاءُ أَنْ تَتْبَعَنِي إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ، فَهَلْ أَرْجِعُ بِابْنِكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي ارْتَحَلْتَ عَنْهَا؟». +\v 6 فَأَجَابَ إِبْرَاهِيمُ: «إِيَّاكَ أَنْ تَرْجِعَ بِابْنِي إِلَى هُنَاكَ، +\v 7 فَالرَّبُّ إِلَهُ السَّمَاءِ الَّذِي أَخَذَنِي مِنْ بَيْتِ أَبِي وَمِنْ أَرْضِ قَوْمِي، وَخَاطَبَنِي وَأَقْسَمَ لِي قَائِلاً: لِذُرِّيَّتِكَ أَهَبُ هَذِهِ الأَرْضَ، هُوَ يُرْسِلُ مَلاكَهُ أَمَامَكَ لِتَأْخُذَ زَوْجَةً لابْنِي مِنْ هُنَاكَ. +\s5 +\v 8 إِنْ أَبَتِ الْمَرْأَةُ أَنْ تَتْبَعَكَ، تَكُونُ آنَئِذٍ فِي حِلٍّ مِنْ حَلْفِي هَذَا، أَمَّا ابْنِي فَإِيَّاكَ أَنْ تَرْجِعَ بِهِ إِلَى هُنَاكَ». +\v 9 فَوَضَعَ الْعَبْدُ يَدَهُ تَحْتَ فَخْذِ سَيِّدِهِ إِبْرَاهِيمَ وَحَلَفَ لَهُ عَلَى ذَلِكَ. +\s5 +\p +\v 10 وَاخْتَارَ الْعَبْدُ عَشَرَةَ جِمَالٍ وَحَمَّلَهَا مِنْ جَمِيعِ خَيْرَاتِ مَوْلاهُ الَّتِي فِي يَدِهِ، وَقَامَ وَانْطَلَقَ إِلَى أَرَامِ النَّهْرَيْنِ إِلَى مَدِينَةِ نَاحُورَ. +\v 11 وَهُنَاكَ أَنَاخَ الْجِمَالَ خَارِجَ الْمَدِينَةِ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ وَقْتَ الْمَسَاءِ، فِي مَوْعِدِ خُرُوجِ الْمُسْتَقِيَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، +\s5 +\v 12 وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ، أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ أَنْ تُيَسِّرَ أَمْرِي الْيَوْمَ وَتُسْدِيَ مَعْرُوفاً لِسَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ. +\v 13 هَا أَنَا وَاقِفٌ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ حَيْثُ تُقْبِلُ بَنَاتُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ +\v 14 فَلْيَكُنْ أَنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي أَقُولُ لَهَا: ضَعِي جَرَّتَكِ لأَشْرَبَ مِنْهَا، فَتُجِيبُ: اشْرَبْ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضاً، تَكُونُ هِيَ الَّتِي اخْتَرْتَهَا لِعَبْدِكَ إِسْحاقَ. وَبِذَلِكَ أُدْرِكُ أَنَّكَ أَسْدَيْتَ مَعْرُوفاً لِسَيِّدِي». +\s5 +\p +\v 15 وَقَبْلَ أَنْ يُتِمَّ صَلاتَهُ إِذَا بِهِ يُشَاهِدُ رِفْقَةَ ابْنَةَ بَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ زَوْجَةِ نَاحُورَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ مُقْبِلَةً، وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا. +\v 16 وَكَانَتِ الْفَتَاةُ رَائِعَةَ الْجَمَالِ، عَذْرَاءَ لَمْ يَمَسَّهَا رَجُلٌ. فَنَزَلَتْ إِلَى الْعَيْنِ وَمَلأَتْ جَرَّتَهَا ثُمَّ صَعِدَتْ، +\s5 +\v 17 فَرَكَضَ الْعَبْدُ لِلِقَائِهَا وَقَالَ: «أَرْجُوكِ، اسْقِينِي قَلِيلاً مِنْ مَاءِ جَرَّتِكِ». +\v 18 فَأَجَابَتِ الْفَتَاةُ: «اشْرَبْ يَا سَيِّدِي». وَأَسْرَعَتْ وَأَنْزَلَتْ جَرَّتَهَا عَلَى يَدِهَا وَسَقَتْهُ. +\s5 +\v 19 وَبَعْدَ أَنْ شَرِبَ قَالَتْ: «أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ أَيْضاً حَتَّى تَرْتَوِيَ». +\v 20 وَمَضَتْ مُسْرِعَةً وَأَفْرَغَتْ جَرَّتَهَا فِي حَوْضِ الْمَاءِ، ثُمَّ رَكَضَتْ نَحْوَ الْبِئْرِ فَاسْتَقَتْ لِكُلِّ جِمَالِهِ. +\s5 +\v 21 وَظَلَّ الرَّجُلُ يَتَأَمَّلُهَا صَامِتاً لِيَعْلَمَ إِنْ كَانَ الرَّبُّ قَدْ وَفَّقَ مَسْعَاهُ أَمْ لا. +\v 22 وَعِنْدَمَا ارْتَوَتِ الْجِمَالُ تَنَاوَلَ الرَّجُلُ خِزَامَةً ذَهَبِيَّةً وَزْنُهَا نِصْفُ شَاقِلٍ (نَحْوَ سِتَّةِ جِرَامَاتٍ) وَسُوَارَيْنِ ذَهَبِيَّيْنِ وَزْنُهُمَا عَشَرَةُ شَواقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً)، +\v 23 وَسَأَلَهَا: «ابْنَةُ مَنْ أَنْتِ؟ أَخْبِرِينِي: هَلْ فِي بَيْتِ أَبِيكِ مَوْضِعٌ نَبِيتُ فِيهِ؟» +\s5 +\v 24 فَأَجَابَتْهُ: «أَنَا ابْنَةُ بَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ لِنَاحُورَ، +\v 25 عِنْدَنَا كَثِيرٌ مِنَ التِّبْنِ وَالْعَلَفِ، وَمَكَانٌ لِتَبِيتُوا فِيهِ». +\s5 +\v 26 فَأَطْرَقَ الرَّجُلُ بِرَأْسِهِ وَسَجَدَ لِلرَّبِّ مُصَلِّياً: +\v 27 «تَبَارَكَ الرَّبُّ إِلَهُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ الَّذِي لَمْ يَتَخَلَّ عَنْ لُطْفِهِ وَوَفَائِهِ لِسَيِّدِي. أَمَّا أَنَا فَقَدْ هَدَانِي الرَّبُّ فِي الطَّرِيقِ إِلَى بَيْتِ إِخْوَةِ سَيِّدِي». +\s5 +\v 28 فَهُرِعَتِ الْفَتَاةُ وَأَخْبَرَتْ بَيْتَ أُمِّهَا بِهَذِهِ الأُمُورِ. +\p +\v 29 وَكَانَ لِرِفْقَةَ أَخٌ يُدْعَى لابَانَ، فَأَسْرَعَ نَحْوَ الرَّجُلِ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ، +\v 30 إِذْ كَانَ قَدْ رَأَى الْخِزَامَةَ وَالسِّوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْ أُخْتِهِ، وَسَمِعَ حَدِيثَهَا عَنِ الرَّجُلِ؛ فَوَجَدَهُ وَاقِفاً بِالْقُرْبِ مِنَ الْجِمَالِ عِنْدَ الْمَاءِ، +\s5 +\v 31 فَقَالَ: «ادْخُلْ أَيُّهَا الْمُبَارَكُ مِنَ الرَّبِّ، لِمَاذَا تَقِفُ خَارِجاً؟ لَقَدْ أَعْدَدْتُ الْبَيْتَ وَكَذَلِكَ مَكَاناً لِلْجِمَالِ». +\v 32 فَدَخَلَ الرَّجُلُ إِلَى الْمَنْزِلِ، وَحَلَّ عَنِ الْجِمَالِ، وَقَدَّمَ لَهَا تِبْناً وَعَلَفاً، وَأَتَى لابَانُ بِمَاءٍ لِغَسْلِ رِجْلَيْهِ وَأَرْجُلِ مُرَافِقِيهِ. +\s5 +\v 33 ثُمَّ وَضَعَ الطَّعَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ لِيَأْكُلَ. لَكِنَّهُ قَالَ: «لَنْ آكُلَ حَتَّى أُخْبِرَكُمْ بِمَا يَجِبُ أَنْ أَقُولَهُ». فَقَالَ لَهُ: «تَكَلَّمْ». +\p +\v 34 فَقَالَ: «أَنَا عَبْدُ إِبْرَاهِيمَ، +\v 35 وَقَدْ أَغْدَقَ الرَّبُّ عَلَى مَوْلايَ بَرَكَاتٍ جَمَّةً فَصَارَ عَظِيماً، إِذْ أَنْعَمَ عَلَيْهِ بِغَنَمٍ وَبَقَرٍ وَفِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَعَبِيدٍ وَإِمَاءٍ وَجِمَالٍ وَحَمِيرٍ. +\s5 +\v 36 وَأَنْجَبَتْ سَارَةُ امْرَأَةُ سَيِّدِي بَعْدَ أَنْ شَاخَتِ ابْناً لِسَيِّدِي أَوْرَثَهُ كُلَّ مَالَهُ +\v 37 وَقَدِ اسْتَحْلَفَنِي سَيِّدِي أَلّا آخُذَ زَوْجَةً لابْنِهِ مِنْ بَنَاتِ الْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ يَسْكُنُ أَرْضَهُمْ، +\v 38 بَلْ أَذْهَبُ إِلَى بَيْتِ أَبِيهِ وَعَشِيرَتِهِ وَآخُذُ لابْنِهِ مِنْهُمْ زَوْجَةً. +\s5 +\v 39 فَقُلْتُ لِسَيِّدِي: قَدْ تَأْبَى الْفَتَاةُ أَنْ تَتْبَعَنِي إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ. +\v 40 فَأَجَابَنِي: إِنَّ الرَّبَّ الَّذِي سَلَكْتُ أَمَامَهُ، هُوَ يُرْسِلُ مَلاكَهُ مَعَكَ وَيُوَفِّقُ مَسْعَاكَ فَتَأْخُذُ لابْنِي زَوْجَةً مِنْ عَشِيرَتِي وَمِنْ بَيْتِ أَبِي. +\v 41 وَإذَا قَدِمْتَ عَلَى قَوْمِي وَرَفَضُوا أَنْ يُعْطُوكَ إِيَّاهَا تَكُونُ آنَئِذٍ فِي حِلٍّ مِنْ حَلْفِي. +\s5 +\v 42 فَأَقْبَلْتُ الْيَوْمَ عَلَى الْعَيْنِ وَقُلْتُ: أَيُّهَا الرَّبُّ، إِلَهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ. أَرْجُوكَ أَنْ تُوَفِّقَ مَسْعَايَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قُمْتُ بِهَذِهِ الرِّحْلَةِ. +\v 43 هَا أَنَا وَاقِفٌ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ، فَلْيَكُنْ أَنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي تَأْتِي لِتَسْتَقِيَ، وَالَّتِي أَطْلُبُ مِنْهَا أَنْ تَسْقِيَنِي بَعْضَ الْمَاءِ، +\v 44 فَتَقُولُ لِي: اشْرَبْ أَنْتَ، وَأَنَا أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ أَيْضاً، تَكُونُ هِيَ الْفَتَاةَ الَّتِي عَيَّنَهَا الرَّبُّ لابْنِ سَيِّدِي. +\s5 +\v 45 وَبَيْنَمَا كُنْتُ أُنَاجِي نَفْسِي بِهَذَا الْكَلامِ، إِذَا رِفْقَةُ قَادِمَةٌ، حَامِلَةً جَرَّةً عَلَى كَتِفِهَا، فَنَزَلَتْ إِلَى الْعَيْنِ وَاسْتَقَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: أَرْجُوكِ أَنْ تَسْقِينِي +\v 46 فَأَسْرَعَتْ وَوَضَعَتْ جَرَّتَهَا عَنْهَا قَائِلَةً: اشْرَبْ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضاً. +\s5 +\v 47 ثُمَّ سَأَلْتُهَا: ابْنَةُ مَنْ أَنْتِ؟ فَأَجَابَتْ: ابْنَةُ بَتُوئِيلَ بْنِ نَاحُورَ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ مِلْكَةُ لَهُ. فَوَضَعْتُ الْخِزَامَةَ فِي أَنْفِهَا وَالسِّوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا. +\v 48 ثُمَّ خَرَرْتُ وَسَجَدْتُ وَبَارَكْتُ الرَّبَّ إِلَهَ مَوْلايَ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي هَدَانِي فِي الطَّرِيقِ الْقَوِيمِ لِآخُذَ ابْنَةَ أَخِي سَيِّدِي لابْنِهِ. +\s5 +\v 49 وَالآنَ إِنْ كُنْتُمْ تُبْدُونَ لُطْفاً وَأَمَانَةً لِسَيِّدِي فَأَجِيبُوا طَلَبِي، وَإلَّا فَأَخْبِرُونِي لأَتَّجِهَ يَمِيناً أَوْ شِمَالاً». +\s5 +\p +\v 50 فَأَجَابَ لابَانُ وَبَتُوئِيلُ: «قَدْ صَدَرَ هَذَا الأَمْرُ مِنَ الرَّبِّ، وَلا نَقْدِرُ أَنْ نَقُولَ لَكَ خَيْراً أَوْ شَرّاً. +\v 51 هَا هِيَ رِفْقَةُ أَمَامَكَ، خُذْهَا وَامْضِ. لِتَكُنْ لابْنِ سَيِّدِكَ كَمَا قَالَ الرَّبُّ». +\s5 +\v 52 فَمَا إِنْ سَمِعَ عَبْدُ إِبْرَاهِيمَ كَلامَهُمْ حَتَّى خَرَّ عَلَى الأَرْضِ سَاجِداً لِلرَّبِّ، +\v 53 ثُمَّ أَخْرَجَ جَوَاهِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَمِنْ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَأَعْطَاهَا لِرِفْقَةَ، وَأَهْدَى أَيْضاً أَخَاهَا وَأُمَّهَا تُحَفاً +\s5 +\v 54 وَأَكَلَ وَشَرِبَ هُوَ وَرِجَالُهُ، وَقَضَوْا لَيْلَتَهُمْ هُنَاكَ. وَعِنْدَمَا اسْتَيْقَظُوا فِي الصَّبَاحِ قَالَ: «أَطْلِقُونِي لأَعُودَ إِلَى سَيِّدِي». +\v 55 فَأَجَابَ أَخُوهَا وَأُمُّهَا: «دَعِ الْفَتَاةَ تَمْكُثُ مَعْنَا عَشَرَةَ أَيَّامٍ أَوْ نَحْوَهَا، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَنْطَلِقُ». +\s5 +\v 56 فَقَالَ لَهُمْ: «لا تُعِيقُونِي فَالرَّبُّ وَفَّقَ مَسْعَايَ، أَطْلِقُونِي لأَمْضِيَ إِلَى سَيِّدِي». +\v 57 فَقَالا: «نَدْعُو الْفَتَاةَ وَنَسْأَلُهَا رَأْيَهَا». +\v 58 فَدَعَيَا رِفْقَةَ وَسَأَلاهَا: «أَتَذْهَبِينَ مَعَ هَذَا الرَّجُلِ؟» فَأَجَابَتْ: «أَذْهَبُ». +\s5 +\v 59 فَصَرَفُوا رِفْقَةَ أُخْتَهُمْ وَمَعَهَا مُرَبِّيَتَهَا وَعَبْدَ إِبْرَاهِيمَ وَرِجَالَهُ، +\v 60 وَبَارَكُوا رِفْقَةَ قَائِلِينَ لَهَا: «أَنْتِ أُخْتُنَا، فَلْتَتَكَاثَرِي لِتَصِيرِي أُلُوفَ أُلُوفٍ وَلْتَرِثْ ذُرِّيَّتُكِ مُدُنَ مُبْغِضِيهَا». +\s5 +\p +\v 61 فَنَهَضَتْ رِفْقَةُ وَفَتَيَاتُهَا وَرَكِبْنَ الْجِمَالَ وَتَبِعْنَ الرَّجُلَ. فَانْطَلَقَ الْعَبْدُ بِرِفْقَةَ وَمَضَى فِي طَرِيقِهِ. +\v 62 وَكَانَ إِسْحاقُ الْمُقِيمُ آنَئِذٍ فِي النَّقَبِ قَدْ عَادَ مِنْ طَرِيقِ بِئْرِ «لَحَيْ رُئِي». +\s5 +\v 63 فَخَرَجَ عِنْدَ الْمَسَاءِ إِلَى الْحَقْلِ مُتَأَمِّلًا، وَإِذْ تَطَلَّعَ حَوْلَهُ شَاهَدَ جِمَالاً مُقْبِلَةً، +\v 64 وَرَفَعَتْ رِفْقَةُ كَذَلِكَ عَيْنَيْهَا وَرَأَتْ إِسْحاقَ فَتَرَجَّلَتْ عَنِ الْجَمَلِ، +\v 65 وَسَأَلَتِ الْعَبْدَ: «مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الْمَاشِي فِي الْحَقْلِ لِلِقَائِنَا؟» فَقَالَ الْعَبْدُ: «هُوَ سَيِّدِي». فَتَنَاوَلَتِ الْحِجَابَ وَتَغَطَّتْ. +\s5 +\v 66 ثُمَّ حَدَّثَ الْعَبْدُ إِسْحاقَ بِكُلِّ الأُمُورِ الَّتِي قَامَ بِها. +\v 67 فَأَدْخَلَ إِسْحاقُ رِفْقَةَ إِلَى خَيْمَةِ أُمِّهِ سَارَةَ، وَتَزَوَّجَهَا وَأَحَبَّهَا وَتَعَزَّى بِها بَعْدَ مَوْتِ أُمِّهِ. + +\s5 +\c 25 +\s1 موت إبراهيم +\p +\v 1 وَعَادَ إِبْرَاهِيمُ فَاتَّخَذَ لِنَفْسِهِ زَوْجَةً تُدْعَى قَطُورَةَ، +\v 2 فَأَنْجَبَتْ لَهُ زِمْرَانَ وَيَقْشَانَ وَمَدَانَ وَمِدْيَانَ وَيِشْبَاقَ وَشُوحاً. +\v 3 وَأَنْجَبَ يَقْشَانُ شَبَا وَدَدَانَ. أَمَّا أَبْنَاءُ دَدَانَ فَهُمْ: أَشُّورِيمُ وَلَطُوشِيمُ وَلأُمِّيمُ. +\v 4 وَأَبْنَاءُ مِدْيَانَ هُمْ: عَيْفَةُ وَعِفْرُ وَحَنُوكُ وَأَبِيدَاعُ، وَأَلْدَعَةُ. وَهَؤُلاءِ جَمِيعاً مِنْ ذُرِّيَّةِ قَطُورَةَ. +\s5 +\v 5 وَوَرَّثَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحاقَ كُلَّ مَالَهُ. +\v 6 أَمَّا أَبْنَاؤُهُ مِنْ سَرَارِيهِ فَأَعْطَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَطَايَا، وَصَرَفَهُمْ فِي أَثْنَاءِ حَيَاتِهِ نَحْوَ أَرْضِ الْمَشْرِقِ بَعِيداً عَنْ إِسْحاقَ ابْنِهِ. +\s5 +\p +\v 7 وَعَاشَ إِبْرَاهِيمُ مِئَةً وَخَمْساً وَسَبْعِينَ سَنَةً. +\v 8 ثُمَّ مَاتَ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ وَانْضَمَّ إِلَى أَسْلافِهِ، +\s5 +\v 9 فَدَفَنَهُ ابْنَاهُ إِسْحاقُ وَإِسْمَاعِيلُ فِي مَغَارَةِ الْمَكْفِيلَةِ، فِي حَقْلِ عِفْرُونَ بْنِ صُوحَرَ الْحِثِّيِّ مُقَابِلَ مَمْرَا، +\v 10 وَهُوَ الْحَقْلُ الَّذِي اشْتَرَاهُ إِبْرَاهِيمُ مِنَ الْحِثِّيِّينَ، وَفِيهِ دُفِنَ إِبْرَاهِيمُ وَزَوْجَتُهُ سَارَةُ. +\v 11 وَبَعْدَ وَفَاةِ إِبْرَاهِيمَ بَارَكَ اللهُ إِسْحاقَ ابْنَهُ، وَأَقَامَ إِسْحاقُ عِنْدَ بِئْرِ لَحَيْ رُئِي. +\s1 ذرية إسماعيل +\s5 +\p +\v 12 وَهَذَا سِجِلُّ مَوَالِيدِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ هَاجَرُ الْمِصْرِيَّةُ جَارِيَةُ سَارَةَ لإِبْرَاهِيمَ. +\s5 +\v 13 وَهَذِهِ أَسْمَاءُ أَبْنَاءِ إِسْمَاعِيلَ مَدَوَّنَةً حَسَبَ تَرْتِيبِ وِلادَتِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ، +\v 14 وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا، +\v 15 وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. +\v 16 هَؤُلاءِ هُمْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ، وَهَذِهِ هِيَ أَسْمَاؤُهُمْ حَسَبَ دِيَارِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، وَقَدْ صَارُوا اثْنَي عَشَرَ رَئِيساً لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ قَبِيلَةً. +\s5 +\v 17 وَمَاتَ إِسْمَاعِيلُ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ مِئَةٌ وَسَبْعٌ وَثَلاثُونَ سَنَةً، وَلَحِقَ بِقَوْمِهِ. +\v 18 أَمَّا ذُرِّيَّتُهُ فَقَدِ انْتَشَرَتْ مِنْ حَوِيلَةَ إِلَى شُورَ الْمُتَاخِمَةِ لِمِصْرَ فِي اتِّجَاهِ أَشُّورَ، وَكَانَتْ عَلَى عَدَاءٍ مَعَ بَقِيَّةِ إِخْوَتِهَا. +\s1 يعقوب وعيسو +\s5 +\p +\v 19 وَهَذَا سِجِلُّ مَوَالِيدِ إِسْحاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. أَنْجَبَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحاقَ. +\v 20 وَكَانَ إِسْحاقُ فِي الأَرْبَعِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا تَزَوَّجَ رِفْقَةَ بِنْتَ بَتُوئِيلَ الأَرَامِيِّ مِنْ سَهْلِ أَرَامَ، وَأُخْتَ لابَانَ الأَرَامِيِّ. +\s5 +\v 21 وَصَلَّى إِسْحاقُ إِلَى الرَّبِّ مِنْ أَجْلِ امْرَأَتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَاقِراً، فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ، فَحَمَلَتْ رِفْقَةُ زَوْجَتُهُ. +\v 22 وَإِذْ تَصَارَعَ الطِّفْلانِ فِي بَطْنِهَا قَالَتْ: «إِنْ كَانَ الأَمْرُ هَكَذَا فَمَالِي وَالْحَبَلُ؟» وَمَضَتْ لِتَسْتَفْهِمَ مِنَ الرَّبِّ +\s5 +\v 23 فَقَالَ لَهَا الرَّبُّ: «فِي أَحْشَائِكِ أُمَّتَانِ، يَتَفَرَّعُ مِنْهُمَا شَعْبَانِ. شَعْبٌ يَسْتَقْوِي عَلَى شَعْبٍ، وَكَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ». +\s5 +\p +\v 24 وَعِنْدَمَا اكْتَمَلَتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ إِذَا فِي أَحْشَائِهَا تَوْأَمَانِ. +\v 25 فَخَرَجَ الأَوَّلُ مَكْسُوّاً بِالشَّعْرِ وَكَأَنَّهُ يَرْتَدِي فَرْوَةً حَمْرَاءَ، فَدَعَوْهُ عِيسُو (وَمَعْنَاهُ أَشْعَرُ). +\v 26 ثُمَّ خَرَجَ أَخُوهُ وَيَدُهُ قَابِضَةٌ عَلَى عَقِبِ عِيسُو فَدَعَوْهُ يَعْقُوبَ (وَمَعَنَاهُ مُتَعَقِّبٌ). وَكَانَ إِسْحاقُ فِي السِّتِّينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا أَنْجَبَتْهُمَا لَهُ رِفْقَةُ. +\s5 +\p +\v 27 وَكَبُرَ الْوَلَدَانِ، فَأَصْبَحَ عِيسُو صَيَّاداً مَاهِراً وَرَجُلَ بَرِّيَّةٍ، بَيْنَمَا كَانَ يَعْقُوبُ رَجُلاً هَادِئاً يُقِيمُ فِي الْخِيَامِ. +\v 28 وَأَحَبَّ إِسْحاقُ عِيسُو لأَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ صَيْدِهِ، أَمَّا رِفْقَةُ فَقَدْ أَحَبَّتْ يَعْقُوبَ. +\s5 +\v 29 وَذَاتَ مَرَّةٍ عَادَ عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ مُرْهَقاً فَوَجَدَ يَعْقُوبَ قَدْ طَبَخَ طَعَاماً، +\v 30 فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الطَّبِيخِ الأَحْمَرِ لأَنَّنِي جَائِعٌ جِدّاً». لِهَذَا دُعِيَ عِيسُو بِأَدُومَ. +\s5 +\v 31 فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي أَوَّلاً امْتِيَازَاتِ بَكُورِيَّتِكَ». +\v 32 فَقَالَ عِيسُو: «أَنَا لابُدَّ مَائِتٌ، فَأَيُّ نَفْعٍ لِي مِنْ بَكُورِيَّتِي؟» +\v 33 فَأَجَابَهُ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِي أَوَّلًا». فَحَلَفَ لَهُ، وَبَاعَ امْتِيَازَاتِ بَكُورِيَّتِهِ لِيَعْقُوبَ. +\v 34 عِنْدَئِذٍ أَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُو خُبْزاً وَطَبِيخَ عَدَسٍ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ ثُمَّ قَامَ وَمَضَى فِي سَبِيلِهِ. وَهَكَذَا احْتَقَرَ عِيسُو امْتِيَازَاتِ الْبَكُورِيَّةِ. + +\s5 +\c 26 +\s1 إسحاق وأبيمالك +\p +\v 1 وَحَدَثَ فِي الأَرْضِ جُوعٌ غَيْرُ الْجُوعِ الأَوَّلِ الَّذِي كَانَ فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ، فَارْتَحَلَ إِسْحاقُ إِلَى مَدِينَةِ جَرَارَ حَيْثُ أَبِيمَالِكُ مَلِكُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. +\s5 +\v 2 فَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ قَائِلاً: «لا تَمْضِ إِلَى مِصْرَ، بَلُ امْكُثْ فِي الأَرْضِ الَّتِي أُعَيِّنُهَا لَكَ. +\v 3 أَقِمْ فِي هَذِهِ الأَرْضِ فَأَكُونَ مَعَكَ وَأُبَارِكَكَ، لأَنَّنِي أُعْطِي لَكَ وَلِذُرِّيَّتِكَ جَمِيعَ هَذِهِ الأَرْضِ وَفَاءً بِقَسَمِي الَّذِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ. +\s5 +\v 4 وَأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَأَهِبُهَا جَمِيعَ هَذِهِ الْبِلادِ. وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ. +\v 5 لأَنَّ إِبْرَاهِيمَ أَطَاعَ قَوْلِي، وَحَفِظَ أَوَامِرِي وَوَصَايَايَ وَفَرَائِضِي وَشَرَائِعِي». +\s5 +\v 6 فَأَقَامَ إِسْحاقُ فِي مَدِينَةِ جَرَارَ. +\p +\v 7 وَعِنْدَمَا سَأَلَهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ عَنْ زَوْجَتِهِ قَالَ: «هِيَ أُخْتِي» لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَقُولَ: «هِيَ زَوْجَتِي» لِئَلّا يَقْتُلَهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ أَجْلِ رِفْقَةَ، لأَنَّهَا كَانَتْ رَائِعَةَ الْجَمَالِ. +\v 8 وَحَدَثَ بَعْدَ أَنْ طَالَ مُكُوثُهُ هُنَاكَ، أَنَّ أَبِيمَالِكَ مَلِكَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَطَلَّ مِنَ النَّافِذَةِ، فَشَاهَدَ إِسْحاقَ يُدَاعِبُ امْرَأَتَهُ رِفْقَةَ. +\s5 +\v 9 فَاسْتَدْعَاهُ إِلَيْهِ وَقَالَ: «إِنَّهَا بِالْحَقِيقَةِ زَوْجَتُكَ، فَكَيْفَ قُلْتَ هِيَ أُخْتِي؟» فَأَجَابَ إِسْحاقُ: «لأَنِّي قُلْتُ: لَعَلِّي أُقْتَلُ بِسَبَبِهَا». +\v 10 فَقَالَ أَبِيمَالِكُ: «مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتَ بِنَا؟ لَقَدْ كَانَ يَسِيراً عَلَى أَيِّ وَاحِدٍ مِنَ الشَّعْبِ أَنْ يَضْطَجِعَ مَعَ زَوْجَتِكَ فَتَجْلِبُ بِذَلِكَ عَلَيْنَا إِثْماً». +\v 11 وَأَنْذَرَ أَبِيمَالِكُ كُلَّ الشَّعْبِ قَائِلاً: «كُلُّ مَنْ يَمَسُّ هَذَا الرَّجُلَ أَوْ زَوْجَتَهُ فَحَتْماً يَمُوتُ». +\s5 +\p +\v 12 وَزَرَعَ إِسْحاقُ فِي تِلْكَ الأَرْضِ، فَحَصَدَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ مِئَةَ ضِعْفٍ لأَنَّ اللهَ بَارَكَهُ. +\v 13 وَعَظُمَ شَأْنُ الرَّجُلِ، وَتَزَايَدَ غِنَاهُ وَأَصْبَحَ وَاسِعَ الثَّرَاءِ وَالنُّفُوذِ. +\v 14 وَصَارَتْ لَهُ مَاشِيَةٌ، غَنَمٌ وَقُطْعَانُ بَقَرٍ وَعَبِيدٌ كَثِيرُونَ. فَحَسَدَهُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ. +\s5 +\v 15 وَرَدَمَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ بِالتُّرَابِ جَمِيعَ الآبَارِ الَّتِي حَفَرَهَا عَبِيدُ أَبِيهِ فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ. +\v 16 وَقَالَ أَبِيمَالِكُ لإِسْحاقَ: «ارْحَلْ عَنَّا لأَنَّكَ أَصْبَحْتَ أَكْثَرَ قُوَّةً مِنَّا». +\v 17 فَانْصَرَفَ إِسْحاقُ مِنْ هُنَاكَ وَضَرَبَ خِيَامَهُ فِي وَادِي جَرَارَ حَيْثُ أَقَامَ. +\s5 +\p +\v 18 وَأَعَادَ إِسْحاقُ حَفْرَ آبَارِ الْمِيَاهِ الَّتِي كَانَ قَدْ تَمَّ حَفْرُهَا فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ وَرَدَمَهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ، وَدَعَاهَا بِالأَسْمَاءِ الَّتِي أَطْلَقَهَا عَلَيْهَا أَبُوهُ. +\s5 +\v 19 وَعِنْدَمَا حَفَرَ عَبِيدُ إِسْحاقَ فِي الْوَادِي وَعَثَرُوا عَلَى بِئْرِ مَاءٍ جَارٍ، +\v 20 خَاصَمَ رُعَاةُ مَدِينَةِ جَرَارَ رُعَاةَ إِسْحاقَ قَائِلِينَ: «هَذَا الْمَاءُ لَنَا». فَدَعَا الْبِئْرَ «عِسِقَ» لأَنَّهُمْ نَازَعُوهُ عَلَيْهَا. +\s5 +\v 21 ثُمَّ حَفَرُوا بِئْراً أُخْرَى وَتَخَاصَمُوا عَلَيْهَا، فَدَعَاهَا «سِطْنَةَ» (وَمَعْنَاهَا عَدَاوَةٌ). +\v 22 وَانْتَقَلَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ هُنَاكَ وَحَفَرَ بِئْراً أُخْرَى وَلَمْ يَتَنَازَعُوا عَلَيْهَا، فَدَعَا اسْمَهَا «رَحُوبُوتَ» (وَمَعْنَاهَا الأَمَاكِنُ الرَّحْبَةُ) قَائِلاً: «لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَرْحَبَ الآنَ لَنَا وَأَثْمَرْنَا فِي الأَرْضِ». +\s5 +\v 23 ثُمَّ مَضَى مِنْ هُنَاكَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ. +\v 24 فَتَجَلَّى لَهُ الرَّبُّ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَقَالَ: «أَنَا هُوَ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ. لَا تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ وَأُبَارِكُكَ وَأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَكَ مِنْ أَجْلِ عَبْدِي إِبْرَاهِيمَ». +\v 25 فَشَيَّدَ إِسْحاقُ هُنَاكَ مَذْبَحاً وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ، ثُمَّ نَصَبَ هُنَاكَ خَيْمَتَهُ، وَحَفَرَ عَبِيدُهُ بِئْراً. +\s5 +\p +\v 26 وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ مِنْ مَدِينَةِ جَرَارَ أَبِيمَالِكُ وَأَحُزَّاتُ مُسْتَشَارُهُ، وَفِيكُولُ رَئِيسُ جَيْشِهِ. +\v 27 فَقَالَ لَهُمْ إِسْحاقُ: «مَا بَالُكُمْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَيَّ، وَأَنْتُمْ قَدْ أَبْغَضْتُمُونِي وَصَرَفْتُمُونِي مِنْ عِنْدِكُمْ؟» +\s5 +\v 28 فَأَجَابُوهُ: «لَقَدْ تَبَيَّنَ لَنَا أَنَّ الرَّبَّ مَعَكَ، فَقُلْنَا: لِيَكُنْ بَيْنَنَا حَلْفٌ وَلْنَقْطَعْ مَعَكَ عَهْداً: +\v 29 أَنْ لَا تُسِيءَ إِلَيْنَا كَمَا لَمْ نَمَسَّكَ بِشَرٍّ وَلَمْ يُصِبْكَ مِنَّا سِوَى الْخَيْرِ، ثُمَّ صَرَفْنَاكَ بِسَلامٍ. وَهَا أَنْتَ الآنَ مُبَارَكٌ مِنَ الرَّبِّ». +\s5 +\v 30 فَأَقَامَ لَهُمْ مَأْدُبَةً فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا. +\v 31 ثُمَّ بَكَّرُوا فِي الصَّبَاحِ وَحَلَفَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، وَشَيَّعَهُمْ إِسْحاقُ فَانْصَرَفُوا بِسَلامٍ. +\s5 +\v 32 وَفِي نَفْسِ ذَلِكَ الْيَوْمِ جَاءَ عَبِيدُ إِسْحاقَ وَأَخْبَرُوهُ قَائِلِينَ: «إِنَّنَا عَثَرْنَا عَلَى مَاءٍ فِي الْبِئْرِ الَّتِي حَفَرْنَاهَا». +\v 33 فَدَعَاهَا شِبْعَةَ، لِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْمَدِينَةُ بِئْرَ سَبْعٍ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. +\s1 يعقوب يسرق بركة عيسو +\s5 +\p +\v 34 وَلَمَّا بَلَغَ عِيسُو الأَرْبَعِينَ مِنْ عُمْرِهِ تَزَوَّجَ كُلًّا مِنْ يَهُودِيتَ بِنْتِ بِيرِي الْحِثِّيِّ، وَبَسْمَةَ بِنْتِ إِيلُونَ الْحِثِّيِّ. +\v 35 فَأَتْعَسَتَا حَيَاةَ إِسْحاقَ وَرِفْقَةَ. + +\s5 +\c 27 +\p +\v 1 وَلَمَّا شَاخَ إِسْحاقُ وَضَعُفَ بَصَرُهُ اسْتَدْعَى ابْنَهُ الأَكْبَرَ عِيسُو وَقَالَ لَهُ: «يَا بُنَيَّ، +\v 2 هَا أَنَا قَدْ شِخْتُ وَلَسْتُ أَعْرِفُ مَتَى يَحِينُ يَوْمُ وَفَاتِي. +\s5 +\v 3 فَالآنَ خُذْ عُدَّتَكَ: جُعْبَتَكَ وَقَوْسَكَ، وَامْضِ إِلَى الْبَرِّيَّةِ وَاقْتَنِصْ لِي صَيْداً. +\v 4 وَجَهِّزْ لِي طَعَاماً شَهِيًّا كَمَا أُحِبُّ وَائْتِنِي بِهِ لِآكُلَ، لِتُبَارِكَكَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ». +\s5 +\p +\v 5 وَسَمِعَتْ رِفْقَةُ حَدِيثَ إِسْحاقَ لابْنِهِ عِيسُو. فَعِنْدَمَا انْطَلَقَ عِيسُو إِلَى الْبَرِّيَّةِ لِيَصْطَادَ صَيْداً وَيَأْتِيَ بِهِ. +\v 6 قَالَتْ رِفْقَةُ لابْنِهَا يَعْقُوبَ: «سَمِعْتُ أَبَاكَ يَقُولُ لِعِيسُو أَخِيكَ: +\v 7 اقْتَنِصْ لِي صَيْداً، وَجَهِّزْ لِي أَطْعِمَةً شَهِيَّةً لِآكُلَ وَأُبَارِكَكَ أَمَامَ الرَّبِّ قَبْلَ مَوْتِي. +\s5 +\v 8 وَالآنَ يَا بُنَيَّ أَطِعْ قَوْلِي فِي مَا آمُرُكَ بِهِ، +\v 9 وَاذْهَبْ إِلَى قَطِيعِ الْمَاشِيَةِ، وَاخْتَرْ جَدْيَيْنِ لأُجَهِّزَ لأَبِيكَ أَطْعِمَةً شَهِيَّةً كَمَا يُحِبُّ، +\v 10 تُقَدِّمُهَا لأَبِيكَ لِيَأْكُلَ، فَيُبَارِكَكَ قَبْلَ وَفَاتِهِ». +\s5 +\v 11 فَقَالَ يَعْقُوبُ لِرِفْقَةَ أُمِّهِ: «أَخِي عِيسُو رَجُلٌ أَشْعَرُ، وَأَنَا رَجُلٌ أَمْلَسُ. +\v 12 وَقَدْ يَجُسُّنِي أَبِي فَيَتَبَيَّنُ خِدَاعِي، وَأَسْتَجْلِبُ عَلَى نَفْسِي لَعْنَةً لَا بَرَكَةً». +\s5 +\v 13 فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «لَعْنَتُكَ عَلَيَّ يَا بُنَيَّ، فَأَطِعْ قَوْلِي فَقَطْ، وَاذْهَبْ وَأَحْضِرِ الْجَدْيَيْنِ لِي». +\v 14 فَذَهَبَ وَاخْتَارَهُمَا وَأَحْضَرَهُمَا لأُمِّهِ، فَأَعَدَّتْ رِفْقَةُ الأَطْعِمَةَ الْمُطَيَّبَةَ كَمَا يُحِبُّ أَبُوهُ +\s5 +\v 15 وَتَنَاوَلَتْ ثِيَابَ بِكْرِهَا عِيسُو الْفَاخِرَةَ الْمَوْجُودَةَ عِنْدَهَا فِي الْبَيْتِ وَأَلْبَسَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الأَصْغَرَ، +\v 16 وَكَذَلِكَ غَطَّتْ يَدَيْهِ وَمَلاسَةَ عُنُقِهِ بِجِلْدِ الْجَدْيَيْنِ. +\v 17 وَأَعْطَتْهُ مَا أَعَدَّتْهُ مِنَ الأَطْعِمَةِ الشَّهِيَّةِ وَالْخُبْزِ. +\s5 +\p +\v 18 فَأَقْبَلَ عَلَى أَبِيهِ وَقَالَ: «يَا أَبِي». فَأَجَابَهُ: «نَعَمْ يَا ابْنِي، مَنْ أَنْتَ؟» +\v 19 فَقَالَ يَعْقُوبُ: «أَنَا عِيسُو بِكْرُكَ. وَقَدْ فَعَلْتُ كَمَا طَلَبْتَ، وَالآنَ قُمْ وَاجْلِسْ وَكُلْ مِنْ صَيْدِي حَتَّى تُبَارِكَنِي». +\s5 +\v 20 فَقَالَ إِسْحَاقُ: «كَيْفَ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَجِدَ صَيْداً بِمِثْلِ هَذِهِ السُّرْعَةِ يَا وَلَدِي؟» فَأَجَابَهُ: «لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ قَدْ يَسَّرَ لِي ذَلِكَ». +\v 21 وَقَالَ إِسْحاقُ: «اقْتَرِبْ مِنِّي لأَجُسَّكَ يَا ابْنِي لأَرَى إِنْ كُنْتَ حَقّاً ابْنِي عِيسُو أَمْ لا». +\s5 +\v 22 فَدَنَا يَعْقُوبُ مِنْ أَبِيهِ إِسْحاقَ فَجَسَّهُ وَقَالَ: «الصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ، أَمَّا الْيَدَانِ فَهُمَا يَدَا عِيسُو». +\v 23 وَلَمْ يَعْرِفْهُ لأَنَّ يَدَيْهِ كَانَتَا مُشْعِرَتَيْنِ كَيَدَيْ أَخِيهِ عِيسُو، فَبَارَكَهُ، +\s5 +\v 24 وَسَأَلَ: «هَلْ أَنْتَ ابْنِي عِيسُو؟» فَأَجَابَ: «أَنَا هُوَ». +\v 25 ثُمَّ قَالَ: «قَدِّمْ لِي مِنْ صَيْدِكَ حَتَّى آكُلَ وَأُبَارِكَكَ». فَأَحْضَرَ يَعْقُوبُ إِلَيْهِ الطَّعَامَ فَأَكَلَ ثُمَّ قَدَّمَ لَهُ خَمْراً فَشَرِبَ، +\s5 +\v 26 فَقَالَ لَهُ إِسْحاقُ أَبُوهُ: «تَعَالَ وَقَبِّلْنِي يَا وَلَدِي». +\v 27 فَاقْتَرَبَ مِنْهُ وَقَبَّلَهُ، فَتَنَسَّمَ رَائِحَةَ ثِيَابِهِ وَبَارَكَهُ قَائِلاً: «هَا إِنَّ رَائِحَةَ ابْنِي كَرَائِحَةِ حَقْلٍ بَارَكَهُ الرَّبُّ، +\s5 +\v 28 فَلْيُنْعِمْ عَلَيْكَ الرَّبُّ مِنْ نَدَى السَّمَاءِ وَمِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، فَيُكَثِّرُ لَكَ الْحِنْطَةَ وَالْخَمْرَ. +\s5 +\v 29 لِتَخْدُمْكَ الشُّعُوبُ، وَتَسْجُدْ لَكَ الْقَبَائِلُ، لِتَكُنْ سَيِّداً عَلَى إِخْوَتِكَ. وَبَنُو أُمِّكِ لَكَ يَنْحَنُونَ. وَلْيَكُنْ لاعِنُوكَ مَلْعُونِينَ، وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ». +\s5 +\p +\v 30 وَلَمَّا فَرَغَ إِسْحاقُ مِنْ مُبَارَكَةِ يَعْقُوبَ، وَخَرَجَ يَعْقُوبُ مِنْ عِنْدِ أَبِيهِ، رَجَعَ عِيسُو مِنْ صَيْدِهِ، +\v 31 فَجَهَّزَ هُوَ أَيْضاً أَطْعِمَةً طَيِّبَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ: «لِيَقُمْ أَبِي وَيَأْكُلْ مِنْ صَيْدِ ابْنِهِ فَتُبَارِكَنِي نَفْسُكَ». +\s5 +\v 32 فَقَالَ إِسْحاقُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَأَجَابَهُ: «أَنَا ابْنُكَ بِكْرُكَ عِيسُو». +\v 33 فَارْتَعَدَ إِسْحاقُ بِعُنْفٍ وَقَالَ: «مَنْ هُوَ إِذاً الَّذِي اصْطَادَ صَيْداً وَأَحْضَرَهُ إِلَيَّ فَأَكَلْتُ مِنَ الْكُلِّ قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ، وَبَارَكْتُهُ؟ وَحَقّاً يَكُونُ مُبَارَكاً». +\s5 +\v 34 فَمَا إِنْ سَمِعَ عِيسُو كَلامَ أَبِيهِ حَتَّى أَطْلَقَ صَرْخَةً هَائِلَةً وَمُرَّةً جِدّاً وَقَالَ: «بَارِكْنِي أَنَا أَيْضاً يَا أَبِي». +\v 35 فَأَجَابَ: «لَقَدْ مَكَرَ بِي أَخُوكَ وَسَلَبَ بَرَكَتَكَ». +\s5 +\v 36 فَقَالَ: «أَلَمْ يُدْعَ اسْمُهُ يَعْقُوبَ؟ لَقَدْ تَعَقَّبَنِي مَرَّتَيْنِ: أَخَذَ بَكُورِيَّتِي، وَهَا هُوَ يَسْلُبُنِي الآنَ بَرَكَتِي». ثُمَّ قَالَ: «أَمَا احْتَفَظْتَ لِي بِبَرَكَةٍ؟» +\v 37 فَأَجَابَ إِسْحاقُ: «لَقَدْ جَعَلْتُهُ سَيِّداً لَكَ، وَصَيَّرْتُ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ لَهْ خُدَّاماً، وَبِالْحِنْطَةِ وَالْخَمْرِ أَمْدَدْتُهُ. فَمَاذَا أَفْعَلُ لَكَ الآنَ يَا وَلَدِي؟». +\s5 +\v 38 فَقَالَ عِيسُو: «أَلَكَ بَرَكَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ يَا أَبِي؟ بَارِكْنِي أَنَا أَيْضاً يَا أَبِي». وَأَجْهَشَ عِيسُو بِالْبُكَاءِ بِصَوْتٍ عَالٍ. +\s5 +\v 39 فَأَجَابَهُ أَبُوهُ: «هَا مَسْكَنُكَ يَكُونُ فِي أَرْضٍ جَدْبَاءَ لَا يَهْطِلُ عَلَيْهَا نَدَى السَّمَاءِ. +\v 40 بِسَيْفِكَ تَعِيشُ وَلأَخِيكَ تَكُونُ عَبْداً، وَلَكِنْ حِينَ تَجْمَحُ تُحَطِّمُ نِيرَهُ عَنْ عُنْقِكَ». +\s1 يعقوب يهرب إلى لابان +\s5 +\p +\v 41 وَحَقَدَ عِيسُو عَلَى يَعْقُوبَ مِنْ أَجْلِ مَا نَالَهُ مِنْ بَرَكَةِ أَبِيهِ. فَنَاجَى نَفْسَهُ: «قَرِيباً يَمُوتُ أَبِي، وَبَعْدَئِذٍ أَقْتُلُ أَخِي يَعْقُوبَ». +\v 42 فَبَلَغَ رِفْقَةَ وَعِيدُ عِيسُو ابْنِهَا الأَكْبَرِ، فَأَرْسَلَتْ وَاسْتَدْعَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الأَصْغَرَ وَقَالَتْ لَهُ: «عِيسُو يُخَطِّطُ لِقَتْلِكَ. +\s5 +\v 43 وَالآنَ يَا ابْنِي أَصْغِ لِقَوْلِي، وَقُمِ اهْرُبْ إِلَى أَخِي لابَانَ إِلَى حَارَانَ، +\v 44 وَامْكُثْ عِنْدَهُ أَيَّاماً قَلائِلَ رَيْثَمَا يَهْدَأُ سُخْطُ أَخِيكَ. +\v 45 وَمَتَى سَكَنَ غَضَبُهُ وَنَسِيَ مَا صَنَعْتَ بِهِ، عِنْدَئِذٍ أَبْعَثُ إِلَيْكَ لِتَعُودَ مِنْ هُنَاكَ. فَلِمَاذَا أُحْرَمُ مِنْكُمَا كِلَيْكُمَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ؟». +\s5 +\p +\v 46 ثُمَّ قَالَتْ رِفْقَةُ لإِسْحاقَ: «قَدْ كَرِهْتُ حَيَاتِي مِنْ جَرَّاءِ الْبَنَاتِ الْحِثِّيَّاتِ، فَإِنْ تَزَوَّجَ يَعْقُوبُ مِنِ الْحِثِّيَّاتِ بَنَاتِ هَذِهِ الأَرْضِ الْمُمَاثِلاتِ لِزَوْجَتَيْ عِيسُو، فَإِنَّ مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي». + +\s5 +\c 28 +\p +\v 1 فَاسْتَدْعَى إِسْحاقُ يَعْقُوبَ وَبَارَكَهُ وَأَوْصَاهُ قَائِلاً: «لا تَتَزَوَّجْ مِنْ بَنَاتِ كَنْعَانَ. +\v 2 قُمِ انْطَلِقْ إِلَى سَهْلِ أَرَامَ، إِلَى بَيْتِ بَتُوئِيلَ أَبِي أُمِّكَ، وَتَزَوَّجْ إِحْدَى بَنَاتِ خَالِكَ لابَانَ. +\s5 +\v 3 وَلْيُبَارِكْكَ اللهُ الْقَدِيرُ وَيُنَمِّكَ وَيُكَثِّرْكَ لِتَكُونَ أُمَّةً تَتَفَرَّعُ مِنْهَا شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ، +\v 4 وَلْيُعْطِكَ أَنْتَ وَذُرِّيَّتَكَ مَعَكَ بَرَكَةَ إِبْرَاهِيمَ لِتَرِثَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ الَّتِي تُقِيمُ فِيهَا الآنَ؛ هَذِهِ الأَرْضَ الَّتِي وَهَبَهَا اللهُ لإِبْرَاهِيمَ». +\s5 +\v 5 ثُمَّ صَرَفَ إِسْحاقُ يَعْقُوبَ فَمَضَى إِلَى سَهْلِ أَرَامَ، حَيْثُ يُقِيمُ لابَانُ بْنُ بَتُوئِيلَ الأَرَامِيُّ أَخُو رِفْقَةَ أُمِّ يَعْقُوبَ وَعِيسُو. +\s5 +\p +\v 6 وَلَمَّا رَأَى عِيسُو أَنَّ إِسْحاقَ قَدْ بَارَكَ يَعْقُوبَ وَصَرَفَهُ إِلَى سَهْلِ أَرَامَ لِيَخْتَارَ مِنْ هُنَاكَ زَوْجَةً، وَأَوْصَاهُ قَائِلاً: «لا تَتَزَوَّجِ امْرَأَةً كَنْعَانِيَّةً» +\v 7 وَأَنَّ يَعْقُوبَ أَطَاعَ وَالِدَيْهِ وَارْتَحَلَ إِلَى سَهْلِ أَرَامَ +\s5 +\v 8 وَإِذْ رَأَى عِيسُو أَنَّ بَنَاتِ كَنْعَانَ شِرِّيرَاتٌ لَمْ يَحْظَيْنَ بِرِضَى أَبِيهِ +\v 9 مَضَى إِلَى إِسْمَاعِيلَ عَمِّهِ وَأَخَذَ مَحْلَةَ ابْنَةَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أُخْتَ نَبَايُوتَ، زَوْجَةً لَهُ عَلَى نِسَائِهِ. +\s1 حلم يعقوب في بيت إيل +\s5 +\p +\v 10 أَمَّا يَعْقُوبُ فَتَوَجَّهَ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ نَحْوَ حَارَانَ، +\v 11 فَصَادَفَ مَوْضِعاً قَضَى فِيهِ لَيْلَتَهُ لأَنَّ الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ، فَأَخَذَ بَعْضَ حِجَارَةِ الْمَوْضِعِ وَتَوَسَّدَهَا وَبَاتَ هُنَاكَ. +\s5 +\v 12 وَرَأَى حُلْماً شَاهَدَ فِيهِ سُلَّماً قَائِمَةً عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ، وَمَلائِكَةُ اللهِ تَصْعَدُ وَتَنْزِلُ عَلَيْهَا، +\v 13 وَالرَّبُّ نَفْسُهُ وَاقِفٌ فَوْقَهَا يَقُولُ: «أَنَا هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحاقَ. إِنَّ الأَرْضَ الَّتِي تَرْقُدُ عَلَيْهَا الآنَ أُعْطِيهَا لَكَ وَلِذُرِّيَّتِكَ، +\s5 +\v 14 الَّتِي سَتَكُونُ كَتُرَابِ الأَرْضِ، وَتَمْتَدُّ غَرْباً وَشَرْقاً، وَشِمَالاً وَجَنُوباً، وَتَتَبَارَكُ بِكَ وَبِذُرِّيَّتِكَ جَمِيعُ شُعُوبِ الأَرْضِ. +\v 15 هَا أَنَا مَعَكَ وَأَرْعَاكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ. وَلَنْ أَتْرُكَكَ إِلَى أَنْ أَفِيَ بِكُلِّ مَا وَعَدْتُكَ بِهِ». +\s5 +\p +\v 16 ثُمَّ أَفَاقَ يَعْقُوبُ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «حَقّاً إِنَّ الرَّبَّ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَأَنَا لَمْ أَعْلَمْ!» +\v 17 وَاعْتَرَاهُ خَوْفٌ وَقَالَ: «مَا أَرْهَبَ هَذَا الْمَكَانَ! مَا هَذَا سِوَى بَيْتِ اللهِ وَهَذَا هُوَ بَابُ السَّمَاءِ». +\s5 +\v 18 ثُمَّ بَكَّرَ يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ، وَأَخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي تَوَسَّدَهُ وَنَصَبَهُ عَمُوداً وَصَبَّ عَلَيْهِ زَيْتاً، +\v 19 وَدَعَا الْمَكَانَ «بَيْتَ إِيلَ» (وَمَعْنَاهُ: بَيْتُ اللهِ) وَكَانَ اسْمُ الْمَدِينَةِ أَوَّلاً «لُوزَ». +\s5 +\p +\v 20 وَنَذَرَ يَعْقُوبُ نَذْراً قَائِلاً: «إِنْ كَانَ اللهُ مَعِي، وَرَعَانِي فِي هَذِهِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَنَا أَسِيرُ فِيهَا وَوَفَّرَ لِي طَعَاماً لِآكُلَ وَثِيَاباً لأَلْبَسَ، +\v 21 وَعُدْتُ بِسَلامٍ إِلَى بَيْتِ أَبِي، عِنْدَئِذٍ يَكُونُ الرَّبُّ إِلَهاً لِي +\v 22 وَيَكُونُ هَذَا الْحَجَرُ الَّذِي نَصَبْتُهُ عَمُوداً بَيْتاً لِلهِ، وَأَدْفَعُ عُشْرَ كُلِّ مَا تَرْزُقُنِي بِهِ». + +\s5 +\c 29 +\s1 رحلة يعقوب +\p +\v 1 وَتَابَعَ يَعْقُوبُ رِحْلَتَهُ حَتَّى وَصَلَ أَرْضَ حَارَانَ. +\v 2 وَتَطَلَّعَ حَوْلَهُ فَشَاهَدَ بِئْراً فِي الْحَقْلِ، تَرْبِضُ عِنْدَهَا ثَلاثَةُ قُطْعَانِ غَنَمٍ، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْقُونَ الْقُطْعَانَ مِنْ تِلْكَ الْبِئْرِ. وَكَانَ الْحَجَرُ الَّذِي عَلَى فَمِ الْبِئْرِ كَبِيراً، +\v 3 فَكَانَ رُعَاةُ جَمِيعِ الْقُطْعَانِ يَجْتَمِعُونَ هُنَاكَ، وَيُدَحْرِجُونَ الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ وَيَسْقُونَ الْغَنَمَ. ثُمَّ يَرُدُّونَ الْحَجَرَ إِلَى مَوْضِعِهِ عَلَى فَمِ الْبِئْرِ. +\s5 +\v 4 فَقَالَ لَهُمْ يَعْقُوبُ: «يَا إِخْوَتِي مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ؟» فَأَجَابُوا: «نَحْنُ مِنْ حَارَانَ». +\v 5 فَسَأَلَهُمْ: «أَتَعْرِفُونَ لابَانَ بْنَ نَاحُورَ؟» فَأَجَابُوا: «نَعْرِفُهُ». +\v 6 فَقَالَ لَهُمْ: «أَهُوَ بِخَيْرٍ؟». فَأَجَابُوهُ: «هُوَ بِخَيْرٍ، وَهَا هِيَ رَاحِيلُ ابْنَتُهُ مُقْبِلَةٌ مَعَ الْغَنَمِ». +\s5 +\v 7 فَقَالَ لَهُمْ: «هُوَذَا النَّهَارُ مَازَالَ طَوِيلاً، وَلَيْسَ هَذَا أَوَانَ اجْتِمَاعِ الْمَوَاشِي، فَاسْقُوا الْغَنَمَ وَامْضُوا بِها إلَى الْمَرَاعِي». +\v 8 فَقَالُوا: «لا يُمْكِنُنَا ذَلِكَ إِلّا بَعْدَ أَنْ تَجْتَمِعَ جَمِيعُ الْقُطْعَانِ وَرُعَاتُهَا فَيُدَحْرِجُوا الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ، فَنَسْقِي الْغَنَمَ». +\s1 لقاء يعقوب براحيل +\s5 +\p +\v 9 وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ أَقْبَلَتْ رَاحِيلُ مَعَ غَنَمِ أَبِيهَا لأَنَّهَا كَانَتْ رَاعِيَةً أَيْضاً. +\v 10 وَعِنْدَمَا رَآهَا يَعْقُوبُ، تَقَدَّمَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ وَسَقَى غَنَمَ خَالِهِ لابَانَ. +\s5 +\v 11 وَقَبَّلَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ وَأَجْهَشَ بِالْبُكَاءِ، +\v 12 ثُمَّ أَخْبَرَهَا أَنَّهُ قَرِيبُ وَالِدِهَا وَأَنَّهُ ابْنُ رِفْقَةَ. فَرَكَضَتْ وَأَخْبَرَتْ أَبَاهَا. +\s5 +\v 13 فَعِنْدَمَا سَمِعَ لابَانُ بِخَبَرِ ابْنِ أُخْتِهِ أَسْرَعَ لِلِقَائِهِ وَعَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ وَأَحْضَرَهُ إِلَى مَنْزِلِهِ. فَقَصَّ يَعْقُوبُ عَلَى لابَانَ جَمِيعَ هَذِهِ الأُمُورِ. +\v 14 فَقَالَ لَهُ لابَانُ: «حَقّاً إِنَّكَ عَظْمِي وَلَحْمِي». وَأَقَامَ عِنْدَهُ نَحْوَ شَهْرٍ مِنَ الزَّمَانِ. +\s1 زواج يعقوب من ليئة وراحيل +\s5 +\p +\v 15 وَقَالَ لابَانُ لِيَعْقُوبَ: «هَلْ لأَنَّكَ قَرِيبِي تَخْدُمُنِي مَجَّاناً؟ أَخْبِرْنِي مَا أُجْرَتُكَ؟» +\v 16 وَكَانَ لِلابَانَ ابْنَتَانِ، اسْمُ الْكُبْرَى لَيْئَةُ وَاسْمُ الصُّغْرَى رَاحِيلُ، +\v 17 وَكَانَتْ لَيْئَةُ ضَعِيفَةَ الْبَصَرِ، وَأَمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ جَمِيلَةَ الصُّورَةِ وَحَسَنَةَ الْمَنْظَرِ. +\v 18 فَأَحَبَّ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ. وَأَجَابَ يَعْقُوبُ خَالَهُ: «أَخْدِمُكَ سَبْعَ سِنِينَ لِقَاءَ زَوَاجِي بِرَاحِيلَ ابْنَتِكَ الصُّغْرَى». +\s5 +\v 19 فَقَالَ لابَانُ: «أَنْ أُزَوِّجَهَا مِنْكَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ أزَوِّجَهَا مِنْ رَجُلٍ آخَرَ، فَامْكُثْ عِنْدِي». +\v 20 فَخَدَمَ يَعْقُوبُ سَبْعَ سَنَوَاتٍ لِيَتَزَوَّجَ مِنْ رَاحِيلَ بَدَتْ فِي نَظَرِهِ كَأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ، لِفَرْطِ مَحَبَّتِهِ لَهَا. +\s5 +\p +\v 21 ثُمَّ قَالَ يَعْقُوبُ لِلابَانَ: «أَعْطِنِي زَوْجَتِي لأَنَّ خِدْمَتِي قَدْ كَمُلَتْ فَأَدْخُلَ عَلَيْهَا». +\v 22 فَجَمَعَ لابَانُ سَائِرَ أَهْلِ النَّاحِيَةِ وَأَقَامَ لَهُمْ مَأْدُبَةً. +\s5 +\v 23 وَعِنْدَمَا حَلَّ الْمَسَاءُ حَمَلَ ابْنَتَهُ لَيْئَةَ وَزَفَّهَا إِلَيْهِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا +\v 24 وَوَهَبَ لابَانُ زِلْفَةَ جَارِيَتَهُ لِتَكُونَ جَارِيَةً لابْنَتِهِ لَيْئَةَ. +\v 25 وَفِي الصَّبَاحِ اكْتَشَفَ يَعْقُوبُ أَنَّهُ تَزَوَّجَ بِلَيْئَةَ، فَقَالَ لِلابَانَ: «مَاذَا فَعَلْتَ بِي؟ أَلَمْ أَخْدِمْكَ سَبْعَ سَنَوَاتٍ لِقَاءَ زَوَاجِي مِنْ رَاحِيلَ؟ فَلِمَاذَا خَدَعْتَنِي؟». +\s5 +\v 26 فَأَجَابَهُ لابَانُ: «لَيْسَ مِنْ عَادَةِ بِلادِنَا أَنْ نُزَوِّجَ الصَّغِيرَةَ قَبْلَ الْبِكْرِ. +\v 27 أَكْمِلْ أُسْبُوعَ لَيْئَةَ ثُمَّ نُزَوِّجُكَ مِنْ رَاحِيلَ، لِقَاءَ خِدْمَتِكَ لِي سَبْعَ سِنِينَ أُخَرَ». +\s5 +\v 28 فَوَافَقَ يَعْقُوبُ، وَأَكْمَلَ أُسْبُوعَ لَيْئَةَ، فَأَعْطَاهُ لابَانُ رَاحِيلَ ابْنَتَهُ زَوْجَةً أَيْضاً. +\v 29 وَوَهَبَ لابَانُ بِلْهَةَ جَارِيَتَهُ لِتَكُونَ جَارِيَةً لابْنَتِهِ رَاحِيلَ. +\v 30 فَدَخَلَ يَعْقُوبُ عَلَى رَاحِيلَ أَيْضاً، وَأَحَبَّ رَاحِيلَ أَكْثَرَ مِنْ لَيْئَةَ. وَخَدَمَ خَالَهُ سَبْعَ سِنِينَ أُخَرَ. +\s1 أبناء يعقوب +\s5 +\p +\v 31 وَعِنْدَمَا رَأَى الرَّبُّ أَنَّ لَيْئَةَ مَكْرُوهَةٌ جَعَلَهَا مُنْجِبَةً، أَمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ عَاقِراً. +\v 32 فَحَمَلَتْ لَيْئَةُ وَأَنْجَبَتِ ابْناً دَعَتْهُ رَأُوبَيْنَ (وَمَعْنَاهُ: هُوَذَا ابْنٌ) لأَنَّهَا قَالَتْ: «حَقّاً قَدْ نَظَرَ الرَّبُّ إِلَى مَذَلَّتِي، فَالآنَ يُحِبُّنِي زَوْجِي». +\s5 +\v 33 وَحَمَلَتْ مَرَّةً أُخْرَى وَأَنْجَبَتِ ابْناً، فَقَالَتْ: «لأَنَّ الرَّبَّ سَمِعَ أَنَّنِي كُنْتُ مَكْرُوهَةً رَزَقَنِي هَذَا الابْنَ أَيْضاً». فَدَعَتْهُ شِمْعُونَ (وَمَعْنَاهُ: سَمِيعٌ) +\v 34 ثُمَّ حَمَلَتْ مَرَّةً ثَالِثَةً وَأَنْجَبَتِ ابْناً فَقَالَتْ: «الآنَ فِي هَذِهِ الْمَرَّةِ يَتَّحِدُ بِي زَوْجِي، لأَنَّنِي أَنْجَبْتُ لَهُ ثَلاثَةَ بَنِينَ». لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ لاوِي (وَمَعْنَاهُ: مُتَّحِدٌ) +\s5 +\v 35 وَحَبِلَتْ مَرَّةً رَابِعَةً وَأَنْجَبَتِ ابْناً فَقَالَتْ: «فِي هَذِهِ الْمَرَّةِ أَحْمَدُ الرَّبَّ». لِذَلِكَ دَعَتْهُ يَهُوذَا (وَمَعْنَاهُ: حَمْدٌ). ثُمَّ تَوَقَّفَتْ عَنِ الْوِلادَةِ. + +\s5 +\c 30 +\p +\v 1 وَعِنْدَمَا تَبَيَّنَتْ رَاحِيلُ أَنَّهَا عَاقِرٌ، غَارَتْ مِنْ أُخْتِهَا، وَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ: «هَبْ لِي بَنِينَ وَإلَّا فَإِنِّي أَمُوتُ». +\p +\v 2 فَاحْتَدَمَ غَضَبُ يَعْقُوبَ عَلَى رَاحِيلَ وَقَالَ: «أَلَعَلِّي أَقُومُ مَقَامَ اللهِ الَّذِي حَرَمَكِ مِنَ الإِنْجَابِ؟» +\s5 +\v 3 فَقَالَتْ لَهُ: «هَا هِيَ جَارِيَتِي بِلْهَةُ، عَاشِرْهَا فَتَلِدَ وَيَكُونَ لِي مِنْهَا بَنُونَ». +\v 4 وَأَعْطَتْهُ بِلْهَةَ زَوْجَةً فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَعْقُوبُ. +\s5 +\v 5 وَحَمَلَتْ بِلْهَةُ وَأَنْجَبَتْ لِيَعْقُوبَ ابْناً. +\v 6 فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ قَضَى اللهُ لِي وَأَصْغَى لِصَوْتِي وَرَزَقَنِي ابْناً». لِذَلِكَ دَعَتْهُ دَاناً (وَمَعْنَاهُ: قَاضٍ). +\s5 +\v 7 ثُمَّ حَمَلَتْ بِلْهَةُ جَارِيَةُ رَاحِيلَ مَرَّةً أُخْرَى وَأَنْجَبَتْ لِيَعْقُوبَ ابْناً ثَانِياً، +\v 8 فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ تَصَارَعْتُ مَعَ أُخْتِي مُصَارَعَاتٍ عَنِيفَةً وَظَفِرْتُ». وَدَعَتْهُ نَفْتَالِي (وَمَعْنَاهُ: مُصَارَعَتِي). +\s5 +\p +\v 9 وَلَمَّا رَأَتْ لَيْئَةُ أَنَّهَا كَفَّتْ عَنِ الْوِلادَةِ، أَخَذَتْ جَارِيَتَهَا زِلْفَةَ وَأَعْطَتْهَا لِيَعْقُوبَ زَوْجَةً، +\v 10 فَأَنْجَبَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ لِيَعْقُوبَ ابْناً +\v 11 فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «يَا لَحُسْنِ الْحَظِّ!» وَدَعَتْهُ جَاداً (وَمَعْنَاهُ: فَأْلٌ حَسَنٌ، أَوْ كَتِيبَةٌ قَادِمَةٌ). +\s5 +\v 12 وَأَنْجَبَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةُ ابْناً ثَانِياً لِيَعْقُوبَ، +\v 13 فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «يَا لَغِبْطَتِي، لأَنَّ النِّسَاءَ سَيَدْعُونَنِي الْمَغْبُوطَةَ». وَأَسْمَتْهُ أَشِيْرَ (وَمَعْنَاهُ: سَعِيدٌ أَوْ مَغْبُوطٌ). +\s5 +\p +\v 14 وَذَهَبَ رَأُوبَيْنُ فِي مَوْسِمِ حَصَادِ الْقَمْحِ إِلَى الْحَقْلِ، فَعَثَرَ فِيهِ عَلَى نَبَاتِ اللُّفَّاحِ وَجَاءَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ لَيْئَةَ. فَقَالَتْ رَاحِيلُ لِلَيْئَةَ: «أَعْطِنِي مِنْ لُفَّاحِ ابْنِكِ». +\v 15 فَأَجَابَتْهَا: «أَلَمْ يَكْفِ أَنَّكِ أَخَذْتِ مِنِّي زَوْجِي، وَالآنَ تُرِيِدينَ أَنْ تَأْخُذِي لُفَّاحَ ابْنِي أَيْضاً؟» فَأَجَابَتْهَا رَاحِيلُ: «إِذاً يُعَاشِرُكِ اللَّيلَةَ لِقَاءَ لُفَّاحِ ابْنِكِ». +\s5 +\v 16 وَعِنْدَمَا رَجَعَ يَعْقُوبُ مِنَ الْحَقَلِ فِي الْمَسَاءِ خَرَجَتْ لَيْئَةُ لِلِقَائِهِ وَقَالَتْ لَهُ: «إِلَيَّ تَجِيءُ اللَّيْلَةَ لأَنَّنِي قَدِ اسْتَأْجَرْتُكَ بِلُفَّاحِ ابْنِي». فَعَاشَرَهَا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ. +\v 17 وَاسْتَجَابَ اللهُ لِلَيْئَةَ فَحَمَلَتْ وَأَنْجَبَتْ لِيَعْقُوبَ ابْناً خَامِساً. +\v 18 فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «قَدْ أَعْطَانِي اللهُ أُجْرَتِي لأَنَّنِي وَهَبْتُ جَارِيَتِي لِزَوْجِي». وَدَعَتْهُ يَسَّاكَرَ (وَمَعْنَاهُ: يَعْمَلُ بِأُجْرَةٍ) +\s5 +\v 19 وَحَبِلَتْ لَيْئَةُ مَرَّةً أُخْرَى فَأَنْجَبَتْ لِيَعْقُوبَ ابْناً سَادِساً. +\v 20 وَقَالَتْ لَيْئَةُ: «قَدَ وَهَبَنِي اللهُ هِبَةً ثَمِينَةً، وَالآنَ يُقِيمُ مَعِي زَوْجِي لأَنِّي أَنْجَبْتُ لَهُ سِتَّةَ بَنِينَ». وَدَعَتْهُ زَبُولُونَ (وَمَعْنَاهُ إِقَامَةُ). +\v 21 ثُمَّ أَنْجَبَتِ ابْنَةً دَعَتْهَا «دِينَةَ». +\s5 +\p +\v 22 وَذَكَرَ اللهُ رَاحِيلَ وَاسْتَجَابَ لَهَا وَفَتَحَ رَحِمَهَا، +\v 23 فَحَمَلَتْ وَأَنْجَبَتِ ابْناً وَقَالَتْ: «قَدَ نَزَعَ اللهُ عَنِّي عَارِي». +\v 24 وَدَعَتْهُ يُوسُفَ (وَمَعْنَاهُ يَزِيدُ) قَائِلَةً: «لِيَزِدْنِي الرَّبُّ ابْناً آخَرَ». +\s1 قطعان يعقوب تزداد +\s5 +\p +\v 25 وَعِنْدَمَا وَلَدَتْ رَاحِيلُ يُوسُفَ، قَالَ يَعْقُوبُ لِلابَانَ: «أَخْلِ سَبِيلِي فَأَنْطَلِقَ إِلَى بَلَدِي وَإِلَى أَرْضِي، +\v 26 وَأَعْطِنِي نِسَائِي وَأَوْلادِي الَّذِينَ خَدَمْتُكَ بِهِمْ، وَدَعْنِي أَمْضِي، فَأَنْتَ تُدْرِكُ أَيَّةَ خِدْمَةٍ خَدَمْتُكَ». +\s5 +\v 27 فَقَالَ لَهُ لابَانُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ فَأَرْجُوكَ أَنْ تَمْكُثَ مَعِي، لأَنَّنِي عَرَفْتُ بِالتَّفَاؤُلِ بِالْغَيْبِ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ بَارَكَنِي بِفَضْلِكَ». +\v 28 وَأَضَافَ: «عَيِّنْ لِي أُجْرَتَكَ فَأُعْطِيَكَ إِيَّاهَا». +\s5 +\v 29 فَقَالَ لَهُ يَعْقُوبُ: «أَنْتَ تَعْلَمُ كَيْفَ خَدَمْتُكَ، وَمَاذَا آلَتْ إِلَيْهِ مَوَاشِيكَ تَحْتَ رِعَايَتِي، +\v 30 فَالْقَلِيلُ الَّذِي كَانَ لَكَ قَبْلَ مَجِيئِي ازْدَادَ أَضْعَافاً كَثِيرَةً، فَبَارَكَكَ الرَّبُّ مُنْذُ أَنْ قَدِمْتُ عَلَيْكَ، وَالآنَ مَتَى أَشْرَعُ فِي تَحْصِيلِ رِزْقِ عَائِلَتِي؟» +\s5 +\v 31 فَسَأَلَهُ: «مَاذَا أُعْطِيكَ؟» فَأَجَابَهُ يَعْقُوبُ: «لا تُعْطِنِي شَيْئاً. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ، فَاصْنَعْ لِي هَذَا الأَمْرَ الْوَاحِدَ فَأَذْهَبَ وَأَرْعَى غَنَمَكَ وَأَعْتَنِيَ بِها: +\v 32 دَعْنِي أَمُرُّ الْيَوْمَ بَيْنَ مَوَاشِيكَ كُلِّهَا، فَتَعْزِلَ مِنْهَا كُلَّ شَاةٍ رَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ وَسَوْدَاءَ مِنْ بَيْنِ الْخِرْفَانِ، وَكُلَّ بَلْقَاءَ وَرَقْطَاءَ بَيْنَ الْمِعْزَى، فَتَكُونُ هَذِهِ أُجْرَتِي. +\s5 +\v 33 وَتَكُونُ أَمَانَتِي شَاهِدَةً عَلَى صِدْقِ خِدْمَتِي فِي مُسْتَقْبَلِ الأَيَّامِ. فَإِذَا جِئْتَ تَفْحَصُ أُجْرَتِي، وَوَجَدْتَ عِنْدِي مَا لَيْسَ أَرْقَطَ أَوْ أَبْلَقَ بَيْنَ الْمِعْزَى وَأَسْوَدَ بَيْنَ الْخِرْفَانِ، يَكُونُ مَسْرُوقاً عِنْدِي». +\v 34 فَقَالَ لابَانُ: «لِيَكُنْ وَفْقاً لِقَوْلِكَ». +\s5 +\v 35 وَعَزَلَ لابَانُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ التُّيُوسَ الْمُخَطَّطَةَ وَالْبَلْقَاءَ، وَكُلَّ عَنْزٍ رَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ، كُلَّ مَا فِيهِ بَيَاضٌ وَكُلَّ خَرُوفٍ أَسْوَدَ. وَعَهِدَ بِها إِلَى أَبْنَاءِ يَعْقُوبَ. +\v 36 وَجَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَعْقُوبَ مَسَافَةَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، وَاسْتَمَرَّ يَعْقُوبُ يَرْعَى مَوَاشِي لابَانَ. +\s5 +\p +\v 37 وَأَخَذَ يَعْقُوبُ قُضْبَاناً خَضْرَاءَ مِنْ أَشْجَارِ اللُّبْنَى وَاللَّوْزِ وَالدُّلْبِ وَقَلَّمَهَا بِخُطُوطٍ بَيْضَاءَ كَاشِفاً عَمَّا تَحْتَ الْقِشْرَةِ مِنْ بَيَاضٍ، +\v 38 وَنَصَبَ الْقُضْبَانَ الَّتِي قَلَّمَهَا تِجَاهَ الْغَنَمِ فِي أَجْرَانِ مَسَاقِي الْمَاءِ حَيْثُ تَرِدُ الْمَوَاشِي، فَتَتَوَحَّمُ عَلَيْهَا إِذَا مَا أَقْبَلَتْ لِتَشْرَبَ. +\s5 +\v 39 فَكَانَتِ الْغَنَمُ تَتَوَحَّمُ عِنْدَ الْقُضْبَانِ، فَتَلِدُ غَنَماً مُخَطَّطَةً وَرَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ. +\v 40 وَفَرَزَ يَعْقُوبُ الْحُمْلانَ، وَجَعَلَ مُقَدِّمَةَ الْمَوَاشِي فِي مُوَاجَهَةِ كُلِّ مَا هُوَ مُخَطَّطٌ وَأَسْوَدُ مِنْ غَنَمِ لابَانَ، وَأَقَامَ لِنَفْسِهِ قُطْعَاناً عَلَى حِدَةٍ بِمَعْزِلٍ عَنْ غَنَمِ لابَانَ. +\s5 +\v 41 فَكَانَ يَعْقُوبُ كُلَّمَا تَوَحَّمَتِ الْغَنَمُ الْقَوِيَّةُ يَنْصِبُ الْقُضْبَانَ أَمَامَ عُيُونِ الْمَوَاشِي فِي الأَجْرَانِ لِتَتَوَحَّمَ بَيْنَ الْقُضْبَانِ. +\v 42 وَحِينَ تَكُونُ الْغَنَمُ ضَعِيفَةً، لَا يَضَعُ الْقُضْبَانَ أَمَامَهَا، فَصَارَتِ الضَّعِيفَةُ لِلابَانَ وَالْقَوِيَّةُ لِيَعْقُوبَ. +\s5 +\v 43 فَاغْتَنَى الرَّجُلُ جِدّاً، وَكَثُرَتْ مَوَاشِيهِ وَجَوَارِيهِ وَعَبِيدُهُ وَجِمَالُهُ وَحَمِيرُهُ. + +\s5 +\c 31 +\s1 يعقوب يهرب من لابان +\p +\v 1 وَسَمِعَ يَعْقُوبُ مَا يُرَدِّدُهُ أَبْنَاءُ لابَانَ قَائِلِينَ: «لَقَدِ اسْتَوْلَى يَعْقُوبُ عَلَى كُلِّ مَا لأَبِينَا، وَجَمَعَ ثَرْوَتَهُ مِمَّا يَمْلِكُهُ وَالِدُنَا». +\v 2 وَرَأَى يَعْقُوبُ أَنَّ مُعَامَلَةَ لابَانَ لَهُ قَدْ طَرَأَ عَلَيْهَا تَغْيِيرٌ فَاخْتَلَفَتْ عَمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ سَابِقاً. +\v 3 وَقَالَ الرَّبُّ لِيَعْقُوبَ: «عُدْ إِلَى أَرْضِ آبَائِكَ وَإِلَى قَوْمِكَ وَأَنَا أَكُونُ مَعَكَ». +\s5 +\p +\v 4 فَأَرْسَلَ يَعْقُوبُ وَاسْتَدْعَى رَاحِيلَ وَلَيْئَةَ إِلَى الْحَقْلِ حَيْثُ يَرْعَى الْمَاشِيَةَ. +\v 5 وَقَالَ لَهُمَا: «إِنِّي أَرَى أَنَّ أَبَاكُمَا لَمْ يَعُدْ يُعَامِلُنِي كَالْعَهْدِ بِهِ مِنْ قَبْلُ، وَلَكِنْ إِلَهُ أَبَائِي كَانَ وَمَازَالَ مَعِي. +\v 6 أَنْتُمَا تَعْلَمَانِ أَنَّنِي خَدَمْتُ أَبَاكُمَا بِكُلِّ قُوَايَ. +\s5 +\v 7 أَمَّا أَبُوكُمَا فَقَدْ غَدَرَ بِي وَغَيَّرَ أُجْرَتِي عَشْرَ مَرَّاتٍ. لَكِنَّ اللهَ لَمْ يَسْمَحْ لَهُ بِأَنْ يُسِيءَ إِلَيَّ. +\v 8 فَإِنْ قَالَ: لِتَكُنِ الْغَنَمُ الرُّقْطُ أُجْرَتَكَ، وَلَدَتْ كُلُّ الْغَنَمِ رُقْطاً. وَإِنْ قَالَ: لِتَكُنِ الْغَنَمُ الْمُخَطَّطَةُ أُجْرَتَكَ، وَلَدَتْ كُلُّ الْغَنَمِ مُخَطَّطَةً. +\v 9 لَقَدْ سَلَبَ اللهُ مَوَاشِي أَبِيكُمَا وَأَعْطَانِي إِيَّاهَا. +\s5 +\v 10 وَرَأَيْتُ فِي مَوْسِمِ تَلاقُحِ الْغَنَمِ حُلْماً: أَنَّ جَمِيعَ الْفُحُولِ الصَّاعِدَةِ عَلَى الْغَنَمِ مُخَطَّطَةٌ وَرَقْطَاءُ وَمُنَمَّرَةٌ. +\v 11 وَقَالَ لِي مَلاكُ اللهِ فِي الْحُلْمِ: يَا يَعْقُوبُ، +\s5 +\v 12 تَطَلَّعْ حَوْلَكَ وَانْظُرْ، فَتَرَى أَنَّ جَمِيعَ الْفُحُولِ الصَّاعِدَةِ عَلَى الْغَنَمِ هِيَ مُخَطَّطَةٌ وَرَقْطَاءُ وَمُنَمَّرَةٌ. فَإِنِّي رَأَيْتُ مَا يَصْنَعُهُ بِكَ لابَانُ. +\v 13 أَنَا إِلَهُ بَيْتِ إِيلَ، حَيْثُ مَسَحْتَ عَمُوداً، وَحَيْثُ نَذَرْتَ لِي نَذْراً. الآنَ قُمْ وَامْضِ مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ وَارْجِعْ إِلَى أَرْضِ مَوْلِدِكَ». +\s5 +\p +\v 14 فَقَالَتْ رَاحِيلُ وَلَيْئَةُ: «هَلْ بَقِيَ لَنَا نَصِيبٌ وَمِيرَاثٌ فِي بَيْتِ أَبِينَا؟ +\v 15 أَلَمْ يُعَامِلْنَا كَأَجْنَبِيَّتَيْنِ لأَنَّهُ بَاعَنَا وَأَكَلَ ثَمَنَنَا أَيْضاً؟ +\v 16 إِنَّ كُلَّ الثَّرْوَةِ الَّتِي سَلَبَهَا اللهُ مِنْ أَبِينَا هِيَ لَنَا وَلأَوْلادِنَا، وَالآنَ افْعَلْ كُلَّ مَا قَالَهُ اللهُ لَكَ». +\s5 +\p +\v 17 فَقَامَ يَعْقُوبُ وَحَمَلَ أَوْلادَهُ وَنِسَاءَهُ عَلَى الْجِمَالِ، +\v 18 وَسَاقَ كُلَّ مَاشِيَتِهِ أَمَامَهُ وَجَمِيعَ مُقْتَنَيَاتِهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا فِي سَهْلِ أَرَامَ وَاتَّجَهَ إِلَى إِسْحاقَ أَبِيهِ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. +\s5 +\v 19 وَكَانَ لابَانُ قَدْ مَضَى لِيَجُزَّ غَنَمَهُ، فَسَرَقَتْ رَاحِيلُ أَصْنَامَ أَبِيهَا. +\v 20 وَكَذَلِكَ خَدَعَ يَعْقُوبُ لابَانَ الأَرَامِيَّ فَلَمْ يُخْبِرْهُ بِقَرَارِهِ +\v 21 فَهَرَبَ هُوَ وَكُلُّ مَا مَعَهُ، وَانْطَلَقَ عَابِراً النَّهْرَ مُتَوَجِّهاً نَحْوَ جَبَلِ جِلْعَادَ. +\s1 لابان يطارد يعقوب +\s5 +\p +\v 22 فَأُخْبِرَ لابَانُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أَنَّ يَعْقُوبَ قَدْ هَرَبَ. +\v 23 فَصَحِبَ إِخْوَتَهُ مَعَهُ وَتَعَقَّبَهُ مَسِيرَةَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ حَتَّى أَدْرَكَهُ فِي جَبَلِ جِلْعَادَ. +\s5 +\v 24 فَتَجَلَّى اللهُ لِلابَانَ الأَرَامِيِّ فِي حُلْمٍ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «إِيَّاكَ أَنْ تُخَاطِبَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ بِشَرٍّ». +\v 25 وَحِينَ أَدْرَكَ لابَانُ يَعْقُوبَ كَانَ يَعْقُوبُ قَدْ ضَرَبَ خَيْمَتَهُ فِي الْجَبَلِ، فَخَيَّمَ لابَانُ وَإخْوَتُهُ فِي جَبَلِ جِلْعَادَ. +\s5 +\p +\v 26 وَقَالَ لابَانُ لِيَعْقُوبَ: «مَاذَا دَهَاكَ حَتَّى إِنَّكَ خَدَعْتَنِي وَسُقْتَ ابْنَتَيَّ كَسَبَايَا السَّيْفِ؟ +\v 27 لِمَاذَا هَرَبْتَ خِفْيَةً وَخَدَعْتَنِي؟ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي فَكُنْتُ أُشَيِّعُكَ بِفَرَحٍ وَغِنَاءٍ وَدُفٍّ وَعُودٍ؟ +\v 28 وَلَمْ تَدَعْنِي أُقَبِّلُ أَحْفَادِي وَابْنَتَيَّ؟ إِنَّكَ بِغَبَاوَةٍ تَصَرَّفْتَ. +\s5 +\v 29 إنَّ فِي مَقْدُورِي أَنْ أُؤْذِيَكَ، وَلِكِنَّ إِلَهَ أَبِيكَ أَمَرَنِي لَيْلَةَ أَمْسٍ قَائِلاً: إِيَّاكَ أَنْ تُخَاطِبَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ بِشَرٍّ. +\v 30 وَالآنَ أَنْتَ تَمْضِي لأَنَّكَ اشْتَقْتَ إِلَى بَيْتِ أَبِيكَ، وَلَكِنْ لِمَاذَا سَرَقْتَ آلِهَتِي؟». +\s5 +\p +\v 31 فَأَجَابَ يَعْقُوبُ: «لأَنَّنِي خِفْتُ أَنْ تَغْتَصِبَ ابْنَتَيْكَ مِنِّي. +\v 32 وَالآنَ، مَنْ تَجِدُ آلِهَتَكَ مَعَهُ فَالْمَوْتُ عِقَابُهُ. فَتِّشْ أَمَامَ إِخْوَتِنَا كُلَّ مَا مَعِي. إِنْ وَجَدْتَ لَكَ شَيْئاً فَخُذْهُ». وَلَمْ يَكُنْ يَعْقُوبُ يَعْلَمُ أَنَّ رَاحِيلَ قَدْ سَرَقَتِ الآلِهَةَ. +\s5 +\p +\v 33 فَدَخَلَ لابَانُ خَيْمَةَ كُلٍّ مِنْ يَعْقُوبَ وَلَيْئَةَ وَالْجَارِيَتَيْنِ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئاً. ثُمَّ خَرَجَ مِنْ خِبَاءِ لَيْئَةَ وَدَخَلَ إِلَى خَيْمَةِ رَاحِيلَ. +\s5 +\v 34 وَكَانَتْ رَاحِيلُ قَدْ أَخَذَتِ الأَصْنَامَ وَأَخْفَتْهَا فِي رَحْلِ الْجَمَلِ وَجَلَسَتْ عَلَيْهَا، فَبَحَثَ فِي كُلِّ الْخَيْمَةِ دُونَ أَنْ يَعْثُرَ عَلَى شَيْءٍ. +\v 35 وَقَالَتْ لأَبِيهَا «لا يُسِئْكَ يَا سَيِّدِي عَدَمُ اسْتِطَاعَتِي الْوُقُوفَ أَمَامَكَ لأَنَّ عَادَةَ النِّسَاءِ قَدْ عَرَضَتْ لِي». وَعِنْدَمَا بَحَثَ لابَانُ وَلَمْ يَجِدْ شَيْئاً +\s5 +\v 36 اغْتَاظَ يَعْقُوبُ وَخَاصَمَ لابَانَ قَائِلاً: «مَا هُوَ ذَنْبِي وَمَا هِيَ خَطِيئَتِي حَتَّى تَعَقَّبْتَنِي بِغَيْظٍ؟ +\v 37 وَهَا أَنْتَ قَدْ فَتَّشْتَ جَمِيعَ أَثَاثِ بَيْتِي، فَمَاذَا وَجَدْتَ مِنْ جَمِيعِ أَثَاثِ بَيْتِكَ؟ اعْرِضْهُ هُنَا أَمَامَ أَقْرِبَائِنَا فَيَحْكُمُوا بَيْنَنَا كِلَيْنَا. +\s5 +\v 38 لَقَدْ مَكَثْتُ مَعَكَ عِشْرِينَ سَنَةً، فَمَا أَسْقَطَتْ نِعَاجُكَ وَعِنَازُكَ، وَلَمْ آكُلْ مِنْ كِبَاشِ غَنَمِكَ. +\v 39 أَشْلاءَ فَرِيسَةٍ لَمْ أُحْضِرْ لَكَ بَلْ كُنْتُ أَتَحَمَّلُ خَسَارَتَهَا، وَمِنْ يَدِي كُنْتَ تَطْلُبُهَا، سَوَاءٌ كَانَتْ مَخْطُوفَةً فِي النَّهَارِ أَمْ فِي اللَّيْلِ. +\v 40 كُنْتُ فِي النَّهَارِ يَأْكُلُنِي الْحَرُّ وَفِي اللَّيْلِ الْجَلِيدُ، وَفَارَقَ نَوْمِي عَيْنَيَّ. +\s5 +\v 41 لَقَدْ صَارَ لِي عِشْرُونَ سَنَةً فِي بَيْتِكَ. أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً مِنْهَا خَدَمْتُكَ لِقَاءَ زَوَاجِي بِابْنَتَيْكَ، وَسِتَّ سَنَوَاتٍ مُقَابِلَ غَنَمِكَ، وَقَدْ غَيَّرْتَ أُجْرَتِي عَشْرَ مَرَّاتٍ. +\v 42 وَلَوْلا أَنَّ إِلَهَ أَبِي، إِلَهَ إِبْرَاهِيمَ وَهَيْبَةَ إِسْحاقَ كَانَا مَعِي لَكُنْتَ الآنَ قَدْ صَرَفْتَنِي فَارِغاً. لَكِنِ الرَّبُّ قَدْ رَأَى مَذَلَّتِي وَتَعَبَ يَدَيَّ فَوَبَّخَكَ لَيْلَةَ أَمْسِ». +\s5 +\p +\v 43 فَأَجَابَ لابَانُ: «الْبَنَاتُ بَنَاتِي، وَالأَبْنَاءُ أَبْنَائِي وَالْغَنَمُ غَنَمِي، وَكُلُّ مَا تَرَاهُ هُوَ لِي. وَلَكِنْ مَاذَا أَفْعَلُ بِبَنَاتِي وَأَوْلادِهِنَّ الآنَ؟ +\v 44 فَلْنَقْطَعْ عَهْداً بَيْنَنَا الْيَوْمَ، فَيَكُونَ شَاهِداً بَيْنِي وَبَيْنَكَ». +\s5 +\p +\v 45 فَأَخَذَ يَعْقُوبُ حَجَراً وَنَصَبَهُ عَمُوداً، +\v 46 وَقَالَ لأَقْرِبَائِهِ: «اجْمَعُوا حِجَارَةً». فَأَخَذُوا الْحِجَارَةَ وَجَعَلُوهَا رُجْمَةً وَأَكَلُوا هُنَاكَ فَوْقَهَا. +\v 47 وَدَعَاهَا لابَانُ «يَجَرْ سَهْدُوثَا» (وَمَعْنَاهَا: رُجْمَةُ الشَّهَادَةِ بِلُغَةِ لابَانَ) وَأَمَّا يَعْقُوبُ فَدَعَاهَا «جَلْعِيدَ» (وَمَعْنَاهَا: رُجْمَةُ الشَّهَادَةِ بِلُغَةِ يَعْقُوبَ). +\s5 +\v 48 وَقَالَ لابَانُ: «هَذِهِ الرُّجْمَةُ شَاهِدَةٌ الْيَوْمَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ». لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا جَلْعِيدَ. +\v 49 وَكَذَلِكَ دُعِيَتْ بِالْمِصْفَاةِ أَيْضاً لأَنَّهُ قَالَ: «لِيَكُنِ الرَّبُّ رَقِيباً بَيْنِي وَبَيْنَكَ حِينَ يَغِيبُ كُلٌّ مِنَّا عَنِ الآخَرِ. +\v 50 إِنْ أَسَأْتَ مُعَامَلَةَ ابْنَتَيَّ، أَوْ تَزَوَّجْتَ عَلَيْهِمَا، فَإِنَّ اللهَ يَرَاكَ وَيَكُونُ حَاكِماً بَيْنِي وَبَيْنَكَ حَتَّى لَوْ لَمْ أَعْرِفْ أَنَا». +\s5 +\v 51 وَأَضَافَ: «لِتَكُنِ الرُّجْمَةُ، وَهَذَا الْعَمُودُ الَّذِي أَقَمْتُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ +\v 52 شَاهِدَيْنِ أَنْ لَا أَتَجَاوَزَ هَذِهِ الرُّجْمَةَ لإِيقَاعِ الأَذَى بِكَ، أَوْ تَتَجَاوَزَ أَنْتَ الرُّجْمَةَ وَهَذَا الْعَمُودَ لإِلْحَاقِ الضَّرَرِ بِي. +\v 53 وَلْيَكُنْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ نَاحُورَ وَإِلَهُ أَبِيهِمَا حَاكِماً بَيْنَنَا». فَحَلَفَ يَعْقُوبُ بِهَيْبَةِ أَبِيهِ إِسْحاقَ. +\s5 +\v 54 ثُمَّ قَدَّمَ يَعْقُوبُ قُرْبَاناً فِي الْجَبَلِ وَدَعَا أَقْرِبَاءَهُ لِيَأْكُلُوا طَعَاماً، فَأَكَلُوا وَقَضَوْا لَيْلَتَهُمْ فِي الْجَبَلِ. +\p +\v 55 وَفِي الصَّبَاحِ الْمُبَكِّرِ نَهَضَ لابَانُ وَقَبَّلَ أَحْفَادَهُ وَابْنَتَيْهِ وَبَارَكَهُمْ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَاجِعاً، إِلَى مَحَلِّ إِقَامَتِهِ. + +\s5 +\c 32 +\s1 استعداد يعقوب للقاء عيسو +\p +\v 1 وَلَمَّا مَضَى يَعْقُوبُ فِي سَبِيلِهِ لاقَتْهُ مَلائِكَةُ اللهِ. +\v 2 فَقَالَ يَعْقُوبُ: «هَذَا جُنْدُ اللهِ». فَدَعَا اسْمَ ذَلِكَ الْمكَانِ مَحَنَايِمَ. (وَمَعْنَاهُ: الْمُعَسْكَرَانِ). +\s5 +\p +\v 3 وَبَعَثَ يَعْقُوبُ قُدَّامَهُ رُسُلاً إِلَى أَخِيهِ عِيسُو فِي أَرْضِ سَعِيرَ بِلادِ أَدُومَ. +\v 4 وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «هَذَا مَا تَقُولُونَهُ لِسَيِّدِي عِيسُو: هَكَذَا يَقُولُ عَبْدُكَ يَعْقُوبُ: لَقَدْ تَغَرَّبْتُ عِنْدَ لابَانَ وَمَكَثْتُ هُنَاكَ إِلَى الآنَ، +\v 5 وَاقْتَنَيْتُ بَقَراً وَحَمِيراً وَغَنَماً وَعَبِيداً وَإِمَاءً وَأَرْسَلْتُ لأُعْلِمَ سَيِّدِي لَعَلَّنِي أَحْظَى بِرِضَاكَ». +\s5 +\p +\v 6 فَرَجَعَ الرُّسُلُ إِلَى يَعْقُوبَ قَائِلِينَ: «لَقَدْ قَدِمْنَا عَلَى أَخِيكَ عِيسُو وَهَا هُوَ مُقْبِلٌ إِلَيْكَ، وَمَعَهُ أَرْبَعُ مِئَةِ رَجُلٍ». +\v 7 فَاعْتَرَى يَعْقُوبَ خَوْفٌ وَكَرَبٌ عَظِيمَانِ وَقَسَّمَ الْقَوْمَ الَّذِينَ مَعَهُ وَالْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَالْجِمَالَ إِلَى جَمَاعَتَيْنِ. +\v 8 وَقَالَ: «إِنْ صَادَفَ عِيسُو إِحْدَى الْجَمَاعَتَيْنِ وَأَهْلَكَهَا، تَنْجُ الْجَمَاعَةُ الْبَاقِيَةُ». +\s5 +\p +\v 9 وَصَلَّى يَعْقُوبُ: «يَا إِلَهَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهَ أَبِي إِسْحاقَ، أَيُّهَا الرَّبُّ الَّذِي قَالَ لِي: ارْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ وَإِلَى قَوْمِكَ فَأُحْسِنَ إِلَيْكَ. +\v 10 أَنَا لَا أَسْتَحِقُّ جَمِيعَ إِحْسَانَاتِكَ وَأَمَانَتَكَ الَّتيِ أَبْدَيْتَهَا نَحْوَ عَبْدِكَ، فَقَدْ عَبَرْتُ الأُرْدُنَّ وَلَيْسَ مَعِي سِوَى عَصَايَ، وَهَا أَنَا أَعُودُ وَقَدْ أَصْبَحْتُ جَيْشَيْنِ. +\s5 +\v 11 نَجِّنِي مِنْ يَدِ أَخِي عِيسُو لأَنِّي خَائِفٌ أَنْ يَقْدِمَ عَلَيَّ فَيُهْلِكَنِي وَيُهْلِكَ مَعِي الأُمَّهَاتِ وَالْبَنِينَ. +\v 12 وَأَنْتَ قُلْتَ: إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْكَ وَأَجْعَلُ ذُرِّيَّتَكَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ فَلا تُحْصَى لِكَثْرَتِهَا». +\s5 +\p +\v 13 وَبَاتَ هُنَاكَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَانْتَقَى مِمَّا لَدَيْهِ هَدِيَّةً لأَخِيهِ عِيسُو. +\v 14 فَكَانَتْ مِئَتَيْ عَنْزٍ وَعِشْرِينَ تَيْساً وَمِئَتَيْ نَعْجَةٍ وَعِشْرِينَ كَبْشاً، +\v 15 وَثَلاثِينَ نَاقَةً مُرْضِعَةً مَعَ أَوْلادِهَا، وَأَرْبَعِينَ بَقَرَةً وَعَشَرَةَ ثِيرَانٍ وَعِشْرِينَ أَتَاناً وَعَشَرَةَ حَمِيرٍ، +\v 16 وَعَهِدَ بِها إِلَى أَيْدِي عَبِيدِهِ، كُلِّ قَطِيعٍ عَلَى حِدَةٍ. وَقَالَ لِعَبِيدِهِ: «تَقَدَّمُونِي، وَاجْعَلُوا بَيْنَ كُلِّ قَطِيعٍ وَقَطِيعٍ مَسَافَةً». +\s5 +\v 17 وَأَوْصَى طَلِيعَتَهُمْ قَائِلاً: «إِذَا لَقِيتَ أَخِي عِيسُو وَسَأَلَكَ: لِمَنْ أَنْتَ؟ وَإِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ؟ وَمَنْ هُوَ صَاحِبُ الْقَطِيعِ الَّذِي أَمَامَكَ؟ +\v 18 أَنَّكَ تُجِيبُ: هِيَ لِعَبْدِكَ يَعْقُوبَ، هَدِيَّةٌ بَعَثَ بِها لِسَيِّدِي عِيسُو. وَهَا هُوَ قَادِمٌ خَلْفَنَا». +\s5 +\v 19 وَأَوْصَى أَيْضاً بَقِيَّةَ السَّائِرِينَ وَرَاءَ الْقُطْعَانِ بِمِثْلِ هَذَا الْكَلامِ وَأَضَافَ: +\v 20 «تَقُولُونَ أَيْضاً: هُوَذَا عَبْدُكَ يَعْقُوبُ قَادِمٌ وَرَاءَنَا». وَكَانَ يَعْقُوبُ يَقُولُ فِي نَفْسِهِ: «أَسْتَعْطِفُهُ بِالْهَدَايَا الَّتِي تَتَقَدَّمُنِي، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ أُشَاهِدُ وَجْهَهُ لَعَلَّهُ يَرْضَى عَنِّي». +\v 21 وَهَكَذَا تَقَدَّمَتْهُ هَدَايَاهُ. أَمَّا هُوَ فَقَضَى لَيْلَتَهُ فِي الْمُخَيَّمِ. +\s1 يعقوب يصارع مع الله +\s5 +\p +\v 22 ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَصَحِبَ مَعَهُ زَوْجَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلادَهُ الأَحَدَ عَشَرَ، وَعَبَرَ بِهِمْ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ، +\v 23 وَلَمَّا أَجَازَهُمْ وَكُلَّ مَالَهُ عَبْرَ الْوَادِي، +\s5 +\v 24 وَبَقِيَ وَحْدَهُ، صَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ. +\v 25 وَعِنْدَمَا رَأَى أَنَّهُ لَمْ يَتَغَلَّبْ عَلَى يَعْقُوبَ، ضَرَبَهُ عَلَى حُقِّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ مَفْصِلُ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. +\v 26 وَقَالَ لَهُ: «أَطْلِقْنِي، فَقَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَأَجَابَهُ يَعْقُوبُ: «لا أُطْلِقُكَ حَتَّى تُبَارِكَنِي». +\s5 +\v 27 فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَأَجَابَ: «يَعْقُوبُ». +\v 28 فَقَالَ: «لا يُدْعَى اسْمُكَ فِيمَا بَعْدُ يَعْقُوبَ، بَلْ إِسْرَائِيلَ (وَمَعْنَاهُ: يُجَاهِدُ مَعَ اللهِ)، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ». +\s5 +\v 29 فَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. +\p +\v 30 وَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ فَنِيئِيلَ (وَمَعْنَاهُ: وَجْهُ اللهِ) إِذْ قَالَ: «لأَنِّي شَاهَدْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَبَقِيتُ حَيًّا». +\s5 +\v 31 وَمَا إِنْ عَبَرَ فَنِيئِيلَ حَتَّى أَشْرَقَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فَسَارَ وَهُوَ عَارِجٌ مِنْ فَخْذِهِ +\v 32 لِذَلِكَ يَمْتَنِعُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَنْ أَكْلِ عِرْقِ النَّسَا الَّذِي عَلَى حُقِّ الْفَخْذِ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، لأَنَّ الرَّجُلَ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِ يَعْقُوبَ عَلَى عِرْقِ النَّسَا. + +\s5 +\c 33 +\s1 لقاء يعقوب وعيسو +\p +\v 1 وَتَطَلَّعَ يَعْقُوبُ مِنْ بَعِيدٍ، فَرَأَى عِيسُو مُقْبِلاً وَمَعَهُ أَرْبَعُ مِئَةِ رَجُلٍ، فَفَرَّق أَوْلادَهُ عَلَى لَيْئَةَ وَرَاحِيلَ وَالْجَارِيَتَيْنِ. +\v 2 فَجَعَلَ الْجَارِيَتَيْنِ وَأَوْلادَهُمَا فِي الطَّلِيعَةِ، ثُمَّ لَيْئَةَ وَأَوْلادَهَا، وَأَخِيراً رَاحِيلَ وَيُوسُفَ. +\v 3 وَتَقَدَّمَهُمْ، وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ سَبْعَ مَرَّاتٍ حَتَّى اقْتَرَبَ مِنْ أَخِيهِ. +\s5 +\v 4 فَأَسْرَعَ عِيسُو لِمُلاقَاتِهِ وَعَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ، وَبَكَيَا. +\p +\v 5 وَتَلَفَّتَ عِيسُو حَوْلَهُ فَشَاهَدَ النِّسَاءَ وَالأَوْلادَ فَقَالَ: «مَنْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ مَعَكَ؟» فَأَجَابَ: «هُمُ الأَوْلادُ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ بِهِمْ عَلَى عَبْدِكَ». +\s5 +\v 6 ثُمَّ دَنَتِ الْجَارِيَتَانِ مَعَ أَوْلادِهِمَا وَانْحَنَوْا أَمَامَ عِيسُو. +\v 7 وَبَعْدَهُمْ اقْتَرَبَتْ لَيْئَةُ وَأَوْلادُهَا وَانْحَنَوْا أَيْضاً، وَأَخِيراً تَقَدَّمَتْ رَاحِيلُ وَيُوسُفُ وَانْحَنَيَا أَمَامَهُ. +\v 8 وَسَأَلَ عِيسُو: «مَا هُوَ قَصْدُكَ مِنْ كُلِّ هَذِهِ الْقُطْعَانِ الَّتِي صَادَفْتُهَا؟». فَأَجَابَ يَعْقُوبُ: «هِيَ لِكَيْ أَحْظَى بِرِضَى سَيِّدِي». +\s5 +\v 9 فَقَالَ عِيسُو: «إِنَّ لَدَيَّ كَثِيراً يَا أَخِي. فَاحْتَفِظْ لِنَفْسِكَ بِمَا لَكَ». +\v 10 فَقَالَ يَعْقُوبُ: «لا، إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ، فَأَرْجُو مِنْكَ أَنْ تَقْبَلَ مِنِّي هَدِيَّتِي لأَنِّي رَأَيْتُ وَجْهَكَ كَمَا يُرَى وَجْهُ اللهِ، فَرَضِيتَ عَنِّي. +\v 11 فَأَطْلُبُ إِلَيْكَ أَنْ تَقْبَلَ بَرَكَتِي الَّتِي حَمَلْتُهَا إِلَيْكَ، فَإِنَّ اللهَ قَدْ أَغْدَقَ عَلَيَّ، وَلَدَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ». وَأَلَحَّ عَلَيْهِ حَتَّى قَبِلَ. +\s1 الافتراق السلمي +\s5 +\p +\v 12 وَقَالَ عِيسُو: «لِنَرْتَحِلْ فَأَسِيرَ أَمَامَكَ وَتَتْبَعَنِي». +\v 13 فَأَجَابَهُ يَعْقُوبُ: «يَا سَيِّدِي أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ الأَوْلادَ مَا بَرِحُوا أَطْرِيَاءَ الْعُودِ، وَغَنَمِي وَبَقَرِي مُرْضِعَةٌ، فَإِنْ أَجْهَدْتُهَا يَوْماً وَاحِداً فَإِنَّ كُلَّ الْغَنَمِ تَمُوتُ. +\v 14 فَلْيَتَقَدَّمْ مَوْلايَ عَبْدَهُ، وَأَنَا أَسِيرُ مُتَمَهِّلاً فِي إِثْرِ الْمَاشِيَةِ الَّتِي أَمَامِي، وَفِي إِثْرِ الأَوْلادِ أَيْضاً، إِلَى أَنْ أُقْبِلَ عَلَى سَيِّدِي فِي سَعِيرَ». +\s5 +\v 15 فَقَالَ لَهُ عِيسُو: «إِذاً أَتْرُكُ مَعَكَ بَعْضَ الْقَوْمِ الَّذِينَ مَعِي». فَأَجَابَهُ: «وَأَيُّ حَاجَةٍ لِذَلِكَ؟ إِنَّ كُلَّ مَا أَطْلُبُهُ هُوَ أَنْ أَحْظَى بِرِضَى سَيِّدِي». +\v 16 فَمَضَى عِيسُو فِي طَرِيقِهِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ رَاجِعاً إِلَى سَعِيرَ. +\p +\v 17 أَمَّا يَعْقُوبُ فَارْتَحَلَ إِلَى سُكُّوتَ، وَبَنَى لِنَفْسِهِ بَيْتاً وَصَنَعَ لِمَوَاشِيهِ مِظَلاتٍ. لِذَلِكَ دُعِيَ ذَلِكَ الْمَكَانُ بِاسْمِ سُكُّوتَ (وَمَعْنَاهُ: الْمِظَلاتُ). +\s5 +\v 18 ثُمَّ وَصَلَ يَعْقُوبُ سَالِماً مَدِينَةَ شَكِيمَ (وَهِيَ نَابُلْسُ) الَّتِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، عَلَى طَرِيقِهِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى سَهْلِ أَرَامَ، وَنَصَبَ خِيَامَهُ مُقَابِلَ الْمَدِينَةِ، +\v 19 وَاشْتَرَى الأَرْضَ الَّتِي نَصَبَ عَلَيْهَا خَيْمَتَهُ، مِنْ أَبْنَاءِ حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ بِمِئَةِ قِطْعَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ. +\v 20 وَشَيَّدَ هُنَاكَ مَذْبَحاً دَعَاهُ إِيلَ (وَمَعْنَاهُ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ). + +\s5 +\c 34 +\s1 دينة وأهل شكيم +\p +\v 1 وَخَرَجَتْ دِينَةُ ابْنَةُ لَيْئَةَ الَّتِي أَنْجَبَتْهَا لِيَعْقُوبَ لِتَتَعَرَّفَ عَلَى بَنَاتِ الْمِنْطَقَةِ الْمُحِيطَةِ، +\v 2 فَرَآهَا شَكِيمُ بنُ حَمُورَ الْحِوِّيِّ، رَئِيسِ الْمِنْطَقَةِ، فَأَخَذَهَا وَاغْتَصَبَهَا وَلَوَّثَ شَرَفَهَا، +\v 3 وَأُغْرِمَ قَلْبُهُ بِدِينَةَ وَلاطَفَهَا. +\s5 +\v 4 وَقَالَ شَكِيمُ لِحَمُورَ أَبِيهِ: «خُذْ لِي هَذِهِ الْفَتَاةَ زَوْجَةً». +\v 5 وَسَمِعَ يَعْقُوبُ أَنَّهُ قَدْ لَوَّثَ شَرَفَ ابْنَتِهِ دِينَةَ. وَكَانَ بَنُوهُ آنَئِذٍ يَرْعَوْنَ مَوَاشِيَهِ فِي الْحَقْلِ، فَسَكَتَ حَتَّى رَجَعُوا. +\s5 +\p +\v 6 وَوَفَدَ حَمُورُ وَالِدُ شَكِيمَ عَلَى يَعْقُوبَ لِيُخَاطِبَهُ بِشَأْنِ دِينَةَ +\v 7 وَأَتَى بَنُو يَعْقُوبَ مِنَ الْحَقْلِ عِنْدَمَا سَمِعُوا بِالأَمْرِ، وَقَدِ اسْتَشَاطُوا غَضَباً وَغَيْظاً لأَنَّ شَكِيمَ قَدِ ارْتَكَبَ فَاحِشَةً فِي إِسْرَائِيلَ بِمُضَاجَعَةِ ابْنَةِ يَعْقُوبَ، وَهُوَ أَمْرٌ مَحْظُورٌ. +\s5 +\v 8 وَقَالَ حَمُورُ: «لَقَدْ تَعَلَّقَتْ نَفْسُ ابْنِي شَكِيمَ بِابْنَتِكُمْ، فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَنْ تُزَوِّجُوهُ مِنْهَا. +\v 9 صَاهِرُونَا، وَزَوِّجُونَا بَنَاتِكُمْ، وَتَزَوَّجُوا مِنْ بَنَاتِنَا، +\v 10 وَاسْكُنُوا مَعَنَا، فَهَا هِيَ الأَرْضُ أَمَامَكُمْ. أَقِيمُوا بِها وَاتَّجِرُوا وَتَمَلَّكُوا فِيهَا». +\s5 +\v 11 وَقَالَ شَكِيمُ لأَبِيهَا وَإِخْوَتِهَا: «دَعُونِي أَحْظَى بِرِضَاكُمْ، وَكُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ أُعْطِيهِ. +\v 12 أَغْلُوا عَلَيَّ الْمَهْرَ وَالْهَدِيَّةَ فَأَبْذُلَهُمَا كَمَا تَطْلُبُونَ، إِنَّمَا زَوِّجُونِي مِنَ الْفَتَاةِ». +\p +\v 13 وَأَجَابَ أَبْنَاءُ يَعْقُوبَ شَكِيمَ وَأَبَاهُ حَمُورَ بِدَهَاءٍ، لأَنَّهُ كَانَ قَدْ لَوَّثَ شَرَفَ أُخْتِهِمْ، +\s5 +\v 14 وَقَالُوا لَهُمَا: «لا يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ هَذَا الأَمْرُ فَنُعْطِيَ أُخْتَنَا لأَغْلَفَ، لأَنَّ هَذَا عَارٌ عَلَيْنَا. +\v 15 غَيْرَ أَنَّنَا نُوَافِقُ عَلَى طَلَبِكُمْ إِنْ صِرْتُمْ مِثْلَنَا، وَاخْتَتَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنْكُمْ، +\v 16 عِنْدَئِذٍ نُزَوِّجُكُمْ بَنَاتِنَا، وَنَتَزَوَّجُ مِنْ بَنَاتِكُمْ، فَنُقِيمُ بَيْنَكُمْ وَنُصْبِحُ شَعْباً وَاحِداً، +\v 17 وَإِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لَنَا وَتَخْتَتِنُوا، نَأْخُذُ ابْنَتَنَا وَنَمْضِي». +\s5 +\p +\v 18 فَاسْتَحْسَنَ حَمُورُ وَوَلَدُهُ شَكِيمُ كَلامَهُمْ، +\v 19 وَلَمْ يَتَوَانَ الشَّابُ عَنْ تَنْفِيذِ الأَمْرِ، لأَنَّهُ كَانَ مُغْرَماً بِابْنَةِ يَعْقُوبَ، وَكَانَ أَكْرَمَ جَمِيعِ بَيْتِ أَبِيهِ. +\s5 +\v 20 فَجَاءَ حَمُورُ وَشَكِيمُ ابْنُهُ إِلَى مَجْلِسِ الْمَدِينَةِ وَقَالا لِرِجَالِهَا: +\v 21 «إِنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ مُسَالِمُونَ لَنَا، فَلْنَدَعْهُمْ يُقِيمُونَ فِي الأَرْضِ وَيَتَّجِرُونَ فِيهَا، فَالأَرْضُ رَحْبَةٌ أَمَامَهُمْ، وَلْنَتَزَوَّجْ بَنَاتِهِمْ وَهُمْ يَتَزَوَّجُونَ بَنَاتِنَا. +\s5 +\v 22 وَقَدِ اشْتَرَطُوا لِلإِقَامَةِ بَيْنَنَا وَأَنْ نُصْبِحَ شَعْباً وَاحِداً، أَنْ يَخْتَتِنَ كُلُّ ذَكَرٍ كَمَا هُمْ +\v 23 عِنْدَ ذَلِكَ تُصْبِحُ مَاشِيَتُهُمْ وَمُقْتَنَيَاتُهُمْ وَكُلُّ بَهَائِمِهِمْ مِلْكاً لَنَا. فَلْنُوَافِقْهُمْ عَلَى ذَلِكَ فَيُقِيمُوا مَعَنَا». +\s5 +\v 24 فَوَافَقَ جَمِيعُ الْحَاضِرِينَ فِي مَجْلِسِ الْمَدِينَةِ عَلَى كَلامِ حَمُورَ وَابْنِهِ شَكِيمَ، فَاخْتَتَنَ كُلُّ ذَكَرٍ فِي الْمَدِينَةِ. +\p +\v 25 وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، بَيْنَمَا هُمْ مَازَالُوا مُتَوَجِّعِينَ، تَقَلَّدَ شِمْعُونَ وَلاوِي ابْنَا يَعْقُوبَ وَأَخَوَيْ دِينَةَ، سَيْفَيهِمَا، وَدَخَلا الْمَدِينَةَ بِجَرَاءَةٍ وَقَتَلا كُلَّ الذُّكُورِ. +\v 26 وَقَتَلا أَيْضاً حَمُورَ وَشَكِيمَ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَأَنْقَذَا دِينَةَ مِنْ بَيْتِ شَكِيمَ وَخَرَجَا. +\s5 +\v 27 ثُمَّ أَقْبَلَ بَنُو يَعْقُوبَ عَلَى الْقَتْلَى وَنَهَبُوا الْمَدِينَةَ لأَنَّهُمْ لَوَّثُوا شَرَفَ أُخْتِهِمْ، +\v 28 وَاسْتَوْلَوْا عَلَى غَنَمِهِمْ وَبَقَرِهِمْ وَحَمِيرِهِمْ وَعَلَى كُلِّ مَا فِي الْمَدِينَةِ وَفِي الْحَقْلِ، +\v 29 وَسَبَوْا وَنَهَبُوا جَمِيعَ ثَرْوَتِهِمْ وَكُلَّ أَطْفَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ وَكُلَّ مَا فِي الْبُيُوتِ. +\s5 +\p +\v 30 فَقَالَ يَعْقُوبُ لِشِمْعُونَ وَلاوِي: «لَقَدْ جَلَبْتُمَا عَلَيَّ الشَّقَاءَ وَكَرَاهِيَةَ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي هَذِهِ الْبِلادِ. وَهَا أَنَا نَفَرٌ قَلِيلٌ، فَيَتَأَلَّبُونَ عَلَيَّ وَيَقْتُلُونَنِي، فَأَبِيدُ أَنَا وَبَيْتِي». +\v 31 فَقَالا لَهُ: «أَمِثْلَ زَانِيَةٍ يُعَامِلُ أُخْتَنَا؟». + +\s5 +\c 35 +\s1 رجوع يعقوب إلى بيت إيل +\p +\v 1 ثُمَّ قَالَ اللهُ لِيَعْقُوبَ: «اصْعَدْ إِلَى بَيْتِ إِيلَ وَاسْكُنْ هُنَاكَ، وَشَيِّدْ مَذْبَحاً لِلهِ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ عِنْدَمَا كُنْتَ هَارِباً مِنْ أَمَامِ أَخِيكَ عِيسُو». +\v 2 فَأَمَرَ يَعْقُوبُ أَهْلَ بَيْتِهِ، وَكُلَّ مَنْ كَانَ مَعَهُ: «تَخَلَّصُوا مِنَ الآلِهَةِ الْغَرِيبَةِ الَّتِي بَيْنَكُمْ، وَتَطَهَّرُوا وَأَبْدِلُوا ثِيَابَكُمْ، +\v 3 ثُمَّ تَعَالَوْا لِنَذْهَبَ إِلَى بَيْتِ إِيلَ لأُشَيِّدَ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلهِ الَّذِي اسْتَجَابَ لِي فِي يَوْمِ ضِيقَتِي، وَرَافَقَنِي فِي الطَّرِيقِ الَّتِي سَلَكْتُهَا». +\s5 +\v 4 فَسَلَّمُوا يَعْقُوبَ كُلَّ الآلِهَةِ الْغَرِيبَةِ الَّتِي كَانَتْ لَدَيْهِمْ وَالأَقْرَاطَ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ، فَطَمَرَ هَا يَعْقُوبُ تَحْتَ الْبُطْمَةِ الَّتِي فِي شَكِيمَ. +\p +\v 5 ثُمَّ ارْتَحَلُوا، فَهَيْمَنَ رُعْبُ اللهِ عَلَى الْمُدُنِ الَّتِي حَوْلَهُمْ، فَلَمْ يَسْعَوْا وَرَاءَهُمْ +\s5 +\v 6 فَوَصَلَ يَعْقُوبُ وَجَمِيعُ الْقَوْمِ الَّذِينَ مَعَهُ إِلَى لُوزَ فِي أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ، وَهِيَ نَفْسُهَا بَيْتُ إِيلَ. +\v 7 وَشَيَّدَ مَذْبَحاً هُنَاكَ، وَدَعَا الْمَكَانَ «بَيْتَ إِيلَ» لأَنَّ اللهَ تَجَلَّى لَهُ هُنَاكَ عِنْدَمَا كَانَ هَارِباً مِنْ أَمَامِ أَخِيهِ. +\v 8 وَمَاتَتْ هُنَاكَ دَبُورَةُ مُرْضِعَةُ رِفْقَةَ، فَدُفِنَتْ فِي مُنْخَفَضِ بَيْتِ إِيلَ تَحْتَ شَجَرَةِ الْبَلُّوطِ، وَسَمُّوهَا «أَلُّونَ بَاكُوتَ» (وَمَعْنَاهَا: بَلُّوطَةُ الْبُكَاءِ). +\s5 +\p +\v 9 وَظَهَرَ اللهُ لِيَعْقُوبَ مَرَّةً أُخْرَى بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ سَهْلِ أَرَامَ وَبَارَكَهُ، +\v 10 وَقَالَ لَهُ: «لَنْ يُدْعَى اسْمُكَ يَعْقُوبَ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ إِسْرَائِيلَ» (وَمَعْنَاهُ: يُجَاهِدُ مَعَ اللهِ). وَهَكَذَا سَمَّاهُ إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\v 11 وَقَالَ اللهُ لَهُ: «أَنَا هُوَ اللهُ الْقَدِيرُ. أَثْمِرْ وَاكْثُرْ، فَيَكُونَ مِنْكَ أُمَّةٌ وَطَوَائِفُ أُمَمٍ، وَمِنْ صُلْبِكَ يَخْرُجُ مُلُوكٌ. +\v 12 وَالأَرْضُ الَّتِي وَهَبْتُهَا لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحاقَ أُعْطِيهَا لَكَ وَلِذُرِّيَّتِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَيْضاً». +\v 13 ثُمَّ فَارَقَهُ اللهُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي خَاطَبَهُ فِيهِ. +\s5 +\v 14 وَأَقَامَ يَعْقُوبُ عَمُوداً مِنْ حَجَرٍ فِي الْمَكَانِ الَّذِي تَكَلَّمَ فِيهِ مَعَهُ، وَسَكَبَ عَلَيْهِ سَكِيبَ قُرْبَانٍ وَصَبَّ عَلَيْهِ زَيْتاً أَيْضاً. +\v 15 وَدَعَا اسْمَ الْمَكَانِ «بَيْتَ إِيلَ» (وَمَعْنَاهُ: بَيْتُ اللهِ) لأَنَّ اللهَ خَاطَبَهُ هُنَاكَ. +\s1 موت راحيل وإسحاق +\s5 +\p +\v 16 ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ بَيْتِ إِيلَ. وَإِذْ كَانُوا بَعْدُ عَلَى مَسَافَةٍ مِنْ أَفْرَاتَةَ شَعَرَتْ رَاحِيلُ بِالْمَخَاضِ وَتَعَسَّرَتْ وِلادَتُهَا. +\v 17 وَإِذْ كَانَتْ تُقَاسِي فِي وِلادَتِهَا قَالَتْ لَهَا الْقَابِلَةُ: «لا تَخَافِي، فَإِنَّ هَذَا أَيْضاً ابْنٌ آخَرُ لَكِ». +\v 18 وَبَيْنَمَا كَانَتْ تَلْفِظُ أَنْفَاسَهَا عِنْدَ مَوْتِهَا دَعَتْهُ «بِنْ أُوْنِي» (وَمَعْنَاهُ: ابْنُ حُزْنِي) غَيْرَ أَنَّ أَبَاهُ دَعَاهُ «بِنْيَامِينَ» (وَمَعْنَاهُ: ابْنُ يَمِينِي). +\v 19 ثُمَّ مَاتَتْ رَاحِيلُ وَدُفِنَتْ فِي الطَّرِيقِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى أَفْرَاتَةَ، أَيْ بَيْتِ لَحْمٍ. +\v 20 وَأَقَامَ يَعْقُوبُ عَمُوداً عَلَى قَبْرِهَا، وَهُوَ الْمَعْرُوفُ بِعَمُودِ قَبْرِ رَاحِيلَ إِلَى الْيَوْمِ. +\s5 +\p +\v 21 وَتَابَعَ إِسْرَائِيلُ رَحِيلَهُ وَنَصَبَ خِيَامَهُ وَرَاءَ «بُرْجِ عِدْرٍ» +\v 22 وَبَيْنَمَا كَانَ إِسْرَائِيلُ يُقِيمُ فِي تِلْكَ الأَرْضِ مَضَى رَأُوبَيْنُ وَضَاجَعَ بِلْهَةَ سُرِّيَّةَ أَبِيهِ. وَعَرَفَ إِسْرَائِيلُ بِالأَمْرِ. وَهَؤُلاءِ هُمْ أَبْنَاءُ يَعْقُوبَ الاثْنَا عَشَرَ: +\s5 +\p +\v 23 أَبْنَاءُ لَيْئَةَ: رَأُوبَيْنُ بِكْرُ يَعْقُوبَ، وَشِمْعُونُ وَلاوِي وَيَهُوذَا وَيَسَّاكَرُ وَزَبُولُونُ. +\v 24 وَابْنَا رَاحِيلَ: يُوسُفُ وَبَنْيَامِينُ. +\v 25 وَابْنَا بِلْهَةَ جَارِيَةِ رَاحِيلَ: دَانٌ وَنَفْتَالِي. +\s5 +\v 26 وَابْنَا زِلْفَةَ جَارِيَةِ لَيْئَةَ: جَادٌ وَأَشِيرُ. وَهَؤُلاءِ هُمْ أَوْلادُ يَعْقُوبَ الَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي سَهْلِ أَرَامَ. +\p +\v 27 وَقَدِمَ يَعْقُوبُ عَلَى إِسْحاقَ أَبِيهِ إِلَى مَمْرَا فِي قَرْيَةِ أَرْبَعَ الْمَعْرُوفَةِ بِحَبْرُونَ حَيْثُ تَغَرَّبَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحاقُ. +\s5 +\v 28 وَعَاشَ إِسْحاقُ مِئَةً وَثَمَانِينَ سَنَةً، +\v 29 ثُمَّ أَسْلَمَ رُوحَهُ وَلَحِقَ بِقَوْمِهِ شَيْخاً طَاعِناً فِي السِّنِّ وَدَفَنَهُ ابْنَاهُ عِيسُو وَيَعْقُوبُ. + +\s5 +\c 36 +\s1 ذرية عيسو +\p +\v 1 وَهَذَا سِجِلُّ مَوَالِيدِ عِيسُو أَيْ أَدُومَ: +\v 2 تَزَوَّجَ عِيسُو مِنْ بَنَاتِ كَنْعَانَ: عَدَا بِنْتَ إِيلُونَ الْحِثِّيِّ وَأُهُولِيبَامَةَ بِنْتَ عَنَى بِنْتِ صِبْعُونَ الْحِوِّيِّ. +\v 3 وَتَزَوَّجَ أَيْضاً بَسْمَةَ بِنْتَ إِسْمَاعِيلَ عَمِّهِ، أُخْتَ نَبَايُوتَ. +\s5 +\v 4 فَأَنْجَبَتْ عَدَا لِعِيسُو أَلِيفَازَ، وَأَنْجَبَتْ بَسْمَةُ رَعُوئِيلَ. +\v 5 أَمَّا أُهُولِيبَامَةُ فَقَدْ أَنْجَبَتْ يَعُوشَ وَيَعْلامَ وَقُورَحَ. هَؤُلاءِ هُمْ أَبْنَاءُ عِيسُو الَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. +\s5 +\p +\v 6 وَأَخَذَ عِيسُو زَوْجَاتِهِ وَبَنِيهِ وَبَنَاتِهِ وَجَمِيعَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَمَوَاشِيهِ وَكُلَّ بَهَائِمِهِ وَسَائِرَ مُقْتَنَيَاتِهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَانْتَقَلَ إِلَى أَرْضٍ أُخْرَى بَعِيداً عَنْ أَخِيهِ يَعْقُوبَ، +\v 7 لأَنَّ أَمْلاكَهُمَا كَانَتْ مِنَ الْكَثْرَةِ بِحَيْثُ لَمْ تَسَعْهُمَا الأَرْضُ لِلإِقَامَةِ مَعاً، وَلَمْ تَسْتَطِعْ أَرْضُ غُرْبَتِهِمَا أَنْ تَكْفِيَهُمَا لِرَعْيِ مَوَاشِيهِمَا. +\v 8 فَاسْتَوْطَنَ عِيسُو، أَيْ أَدُومُ، جَبَلَ سَعِيرَ. +\s5 +\p +\v 9 وَهَذِهِ هِيَ أَسْمَاءُ أَبنَاءِ عِيسُو: +\v 10 أَلِيفَازُ بْنُ عَدَا، وَرَعُوئِيلُ بْنُ بَسْمَةَ. +\v 11 أَمَّا أَبْنَاءُ أَلِيفَازَ فَهُمْ: تَيْمَانُ وَأُوْمَارُ وَصَفْوُ وَجَعْثَامُ وَقَنَازُ. +\v 12 وَكَانَتْ تِمْنَاعُ سُرِّيَّةً لأَلِيفَازَ بْنِ عِيسُو فَأَنْجَبَتْ لأَلِيفَازَ عَمَالِيقَ. هَؤُلاءِ أَبْنَاءُ عَدَا زَوْجَةِ عِيسُو. +\s5 +\v 13 أَمَّا أَبْنَاءُ رَعُوئِيلَ فَهُمْ: نَحَثُ وَزَارَحُ وَشَمَّةُ وَمِزَّةُ. وَجَمِيعُهُمْ أَبْنَاءُ بَسْمَةَ زَوْجَةِ عِيسُو. +\v 14 وَهَؤُلاءِ هُمْ أَبْنَاءُ أُهُولِيبَامَةَ بِنْتِ عَنَى حَفِيدَةِ صِبْعُونَ، زَوْجَةِ عِيسُو؛ فَقَدْ أَنْجَبَتْ لِعيسُو يَعُوشَ وَيَعْلامَ وَقُورَحَ. +\s5 +\p +\v 15 وَهَؤُلاءِ هُمْ رُؤَسَاءُ قَبَائِلِ بَنِي عِيسُو، مِنْ مَوَالِيدِ أَلِيفَازَ بِكْرِ عِيسُو: تَيْمَانُ وَأُوْمَارُ وَصَفْوُ وَقَنَازُ. +\v 16 وَقُورَحُ وَجَعْثَامُ وَعَمَالِيقُ. هَؤُلاءِ هُمْ رُؤَسَاءُ الْقَبَائِلِ الْمُنْحَدِرَةِ مِنْ أَلِيفَازَ فِي أَرْضِ أَدُومَ. وَهُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ عَدَا. +\s5 +\v 17 وَهَؤُلاءِ هُمْ رُؤَسَاءُ قَبَائِلِ بَنِي رَعُوئِيلَ ابْنِ عِيسُو: نَحَثُ وَزَارَحُ وَشَمَّةُ وَمِزَّةُ. هَؤُلاءِ هُمْ رُؤَسَاءُ الْقَبَائِلِ الْمُنْحَدِرَةِ مِنْ رَعُوئِيلَ فِي أَرْضِ أَدُومَ. وَهُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ بَسْمَةَ امْرَأَةِ عِيسُو. +\v 18 وَهَؤُلاءِ هُمْ أَبْنَاءُ أَهُولِيبَامَةَ امْرَأَةِ عِيسُو: الرُّؤَسَاءُ يَعُوشُ وَيَعْلامُ وَقُورَحُ. وَهُمْ رُؤَسَاءُ الْقَبَائِلِ الْمُنْحَدِرَةِ مِنْ أُهُولِيبَامَةَ امْرَأَةِ عِيسُو. +\v 19 هَؤُلاءِ هُمْ أَبْنَاءُ عِيسُو، أَيْ أَدُومَ، وَهَؤُلاءِ هُمْ رُؤَسَاءُ قَبَائِلِهِمْ. +\s5 +\p +\v 20 وَهَؤُلاءِ هُمْ أَبْنَاءُ سِعِيرَ الْحُورِيِّ رُؤَسَاءُ الْقَبَائِلِ الْقَاطِنَةِ فِي الْمِنْطَقَةِ: لُوطَانُ وَشُوبَالُ وَصِبْعُونُ وَعَنَى. +\v 21 وَدِيشُونُ وَإِيصَرُ وَدِيشَانُ. هَؤُلاءِ هُمْ رُؤَسَاءُ قَبَائِلِ الْحُورِيِّينَ مِنْ بَنِي سِعِيرَ الْمُقِيمِينَ فِي أَرْضِ أَدُومَ. +\v 22 أَمَّا ابْنَا لُوطَانَ فَهُمَا حُورِيُّ وَهَيْمَامُ، وَتِمْنَاعُ هِيَ أُخْتُ لُوطَانَ. +\s5 +\v 23 وَهَؤُلاءِ هُمْ بَنُو شُوبَالَ: عَلْوَانُ وَمَنَاحَةُ وَعِيبَالُ وَشَفْوُ وَأُونَامُ. +\v 24 أَمَّا ابْنَا صِبْعُونَ فَهُمَا أَيَّةُ وَعَنَى. هَذَا هُوَ عَنَى الَّذِي عَثَرَ عَلَى يَنَابِيعِ الْمِيَاهِ الْحَارَّةِ فِي الصَّحْرَاءِ عِنْدَمَا كَانَ يَرْعَى حَمِيرَ أَبِيهِ صِبْعُونَ. +\s5 +\v 25 وَأَنْجَبَ عَنَى دِيشُونَ وَابْنَتَهُ أَهُولِيبَامَة. +\v 26 وَأَبْنَاءُ دِيَشَانَ حَمْدَانُ وَأَشْبَانُ وَيثْرَانُ وَكَرَانُ. +\v 27 وَأَبْنَاءُ إِيصَرَ: بِلْهَانُ وَزَعْوَانُ وَعَقَانُ. +\v 28 أَمَّا ابْنَا دِيشَانَ فَهُمَا: عُوصٌ وَأَرَانُ. +\s5 +\v 29 هَؤُلاءِ هُمْ رُؤَسَاءُ قَبَائِلِ الْحُورِيِّينَ: لُوطَانُ وَشُوبَالُ وَصِبْعُونُ وَعَنَى. +\v 30 وَدِيشُونُ وَإِيصَرُ وَدِيشَانُ. هَؤُلاءِ هُمْ رُؤَسَاءُ قَبَائِلِ الْحُورِيِّينَ وَفْقاً لِطَوَائِفِهِمِ الْمُقِيمَةِ فِي أَرْضِ سِعِيرَ. +\s1 ملوك أدوم +\s5 +\p +\v 31 وَهَؤُلاءِ هُمُ الْمُلُوكُ الَّذِينَ حَكَمُوا أَرْضَ أَدُومَ قَبْلَ أَنْ يُتَوَّجَ مَلِكٌ فِي إِسْرَائِيلَ: +\v 32 بَالَعُ بْنُ بَعُورَ مَلَكَ فِي أَدُومَ وَكَانَ اسْمُ مَدِينَتِهِ دِنْهَابَةَ. +\v 33 وَمَاتَ بَالَعُ فَخَلَفَهُ يُوبَابُ بْنُ زَارَحَ مِنْ بُصْرَةَ. +\s5 +\v 34 وَمَاتَ يُوبَابُ فَخَلَفَهُ حُوشَامُ مِنْ أَرْضِ التَّيْمَانِيِّ. +\v 35 وَمَاتَ حُوشَامُ فَخَلَفَهُ هَدَادُ بْنُ بَدَادَ الَّذِي قَهَرَ الْمِدْيَانِيِّينَ فِي بِلادِ مُوآبَ. وَاسْمُ مَدِينَتِهِ عَوِيتُ. +\v 36 وَمَاتَ هَدَادُ فَخَلَفَهُ سَمْلَةُ مِنْ مَسْرِيقَةَ. +\s5 +\v 37 وَمَاتَ سَمْلَةُ فَخَلَفَهُ شَأُولُ مِنْ رَحُوبُوتِ النَّهْرِ. +\v 38 وَمَاتَ شَأُولُ فَخَلَفَهُ بَعْلُ حَانَانَ بْنُ عَكْبُورَ. +\v 39 وَمَاتَ بَعْلُ حَانَانَ فَخَلَفَهُ هَدَارُ وَاسْمُ مَدِينَتِهِ فَاعُوَ، وَكَانَتْ زَوْجَتُهُ مَهِيطَبْئِيلَ بِنْتَ مَطْرِدَ بِنْتِ مَاءِ ذَهَبٍ. +\s5 +\p +\v 40 وَهَذِهِ أَسْمَاءُ رُؤَسَاءِ الْقَبَائِلِ الْمُتَفَرِّعَةِ مِنْ نَسْلِ عِيسُو حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ وَأَمَاكِنِهِمِ الَّتِي حَمَلَتْ أَسْمَاءَهُمْ: رُؤَسَاءُ تِمْنَاعَ وَعَلْوَةَ وَيَتِيتَ +\v 41 وَأُهُولِيبَامَةَ وَإِيلَةَ وَفِينُونَ +\v 42 وَقَنَازَ وَتَيْمَانَ وَمِبْصَارَ +\v 43 وَمَجْدِيئِيلَ وَعِيرَامَ. هَؤُلاءِ هُمْ رُؤَسَاءُ أَدُومَ، حَسَبَ مَوَاطِنِ سُكْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ الَّتِي امْتَلَكُوهَا. وَجَمِيعُهُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ عِيسُو، أَبِي أَدُومَ. + +\s5 +\c 37 +\s1 أحلام يوسف +\p +\v 1 وَسَكَنَ يَعْقُوبُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، حَيْثُ تَغَرَّبَ أَبُوهُ، +\v 2 وَهَذَا سِجِلٌّ بِسِيرَةِ يَعْقُوبَ. إِذْ كَانَ يُوسُفُ غُلَاماً فِي السَّابِعَةِ عَشْرَةَ مِنْ عُمْرِهِ، رَاحَ يَرْعَى الْغَنَمَ مَعَ إِخْوَتِهِ أَبْنَاءِ بِلْهَةَ وَزِلْفَةَ زَوْجَتَيْ أَبِيهِ، فَأَبْلَغَ يُوسُفُ أَبَاهُ بِنَمِيمَتِهِمِ الرَّدِيئَةِ. +\s5 +\v 3 وَكَانَ إِسْرَائِيلُ يُحِبُّ يُوسُفَ أَكْثَرَ مِنْ بَقِيَّةِ إِخْوَتِهِ، لأَنَّهُ كَانَ ابْنَ شَيْخُوخَتِهِ، فَصَنَعَ لَهُ قَمِيصاً مُلَوَّناً. +\v 4 وَلَمَّا رَأَى إِخْوَتُهُ أَنَّ أَبَاهُمْ يُحِبُّهُ أَكْثَرَ مِنْهُمْ كَرِهُوهُ وَأَسَاءُوا إِلَيْهِ بِكَلامِهِمْ. +\s5 +\p +\v 5 وَحَلُمَ يُوسُفُ حُلْماً قَصَّهُ عَلَى إِخْوَتِهِ، فَازْدَادُوا لَهُ بُغْضاً. +\v 6 قَالَ لَهُمْ: «اسْمَعُوا هَذَا الْحُلْمَ الَّذِي حَلَمْتُهُ. +\s5 +\v 7 رَأَيْتُ وَكَأَنَّنَا نَحْزِمُ حُزَماً فِي الْحَقْلِ، فَإِذَا بِحُزْمَتِي وَقَفَتْ ثُمَّ انْتَصَبَتْ، فَأَحَاطَتْ بِها حُزَمُكُمْ وَانْحَنَتْ لَهَا». +\v 8 فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: «أَلَعَلَّكَ تَمْلِكُ عَلَيْنَا أَوْ تَحْكُمُنَا؟» وَزَادَ بُغْضُهُمْ لَهُ بِسَبَبِ أَحْلامِهِ وَكَلامِهِ. +\s5 +\v 9 ثُمَّ حَلُمَ حُلْماً آخَرَ سَرَدَهُ عَلَى إِخْوَتِهِ، قَالَ: «حَلَمْتُ حُلْماً آخَرَ، وَإذَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَأَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً سَاجِدَةٌ لِي». +\v 10 وَقَصَّهُ عَلَى أَبِيهِ وَإِخْوَتِهِ، فَأَنَّبَهُ أَبُوهُ وَقَالَ: «أَيُّ حُلْمٍ هَذَا الَّذِي حَلَمْتَهُ؟ أَتَظُنُّ حَقّاً أَنَّنِي وَأُمَّكَ وَإِخْوَتَكَ سَنَأْتِي وَنَنْحَنِي لَكَ إِلَى الأَرْضِ؟» +\v 11 فَحَسَدَهُ إِخْوَتُهُ. أَمَّا أَبُوهُ فَأَسَرَّ هَذَا الْكَلامَ فِي قَلْبِهِ. +\s1 إخوة يوسف يبيعونه +\s5 +\p +\v 12 وَانْطَلَقَ إِخْوَتُهُ لِيَرْعَوْا غَنَمَ أَبِيهِمْ عِنْدَ شَكِيمَ، +\v 13 فَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ: أَلا يَرْعَى إِخْوَتُكَ الْغَنَمَ عِنْدَ شَكِيمَ؟ تَعَالَ لأُرْسِلَكَ إِلَيْهِمْ. +\v 14 اذْهَبْ وَاطْمَئِنَّ عَلَى إِخْوَتِكَ وَعَلَى الْمَوَاشِي، ثُمَّ عُدْ وَأَخْبِرْنِي عَنْ أَحْوَالِهِمْ، فَمَضَى مِنْ وَادِي حَبْرُونَ حَتَّى أَقْبَلَ إِلَى شَكِيمَ. +\s5 +\v 15 وَالْتَقَاهُ رَجُلٌ فَوَجَدَهُ تَائِهاً فِي الْحُقُولِ، فَسَأَلَهُ: «عَمَّنْ تَبْحَثُ؟» +\v 16 فَأَجَابَهُ: «أَبْحَثُ عَنْ إِخْوَتِي. أَرْجُوكَ أَنْ تُخْبِرَنِي أَيْنَ يَرْعَوْنَ مَوَاشِيَهُمْ؟» +\v 17 فَقَالَ الرَّجُلُ: «لَقَدِ انْتَقَلُوا مِنْ هُنَا، وَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: لِنَذْهَبْ إِلَى دُوثَانَ». فَانْطَلَقَ يُوسُفُ فِي إِثْرِ إِخْوَتِهِ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِمْ فِي دُوثَانَ. +\s5 +\p +\v 18 وَمَا إِنْ رَأَوْهُ مِنْ بَعِيدٍ، وَقَبْلَ أَنْ يَقْتَرِبَ مِنْهُمْ حَتَّى تَآمَرُوا عَلَيْهِ لِيَقْتُلُوهُ. +\v 19 وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هَا هُوَ صَاحِبُ الأَحْلامِ مُقْبِلٌ. +\v 20 هَيَّا نَقْتُلُهُ وَنُلْقِ بِهِ فِي إِحْدَى الآبَارِ، وَنَدَّعِي أَنَّ وَحْشاً ضَارِياً افْتَرَسَهُ، لِنَرَى مَاذَا تُجْدِيهِ أَحْلامُهُ». +\s5 +\v 21 وَإِذْ سَمِعَ رَأُوبَيْنُ حَدِيثَهُمْ، أَرَادَ أَنْ يُنْقِذَهُ فَقَالَ: «لا نَقْتُلُهُ، +\v 22 وَلا تَسْفِكُوا دَماً، بَلِ اطْرَحُوهُ فِي هَذِهِ الْبِئْرِ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَلا تَمُدُّوا إِلَيْهِ يَداً بِأَذىً». وَقَدْ أَشَارَ رَأُوبَيْنُ بِهَذَا لأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنْهُمْ وَيَرُدَّهُ إِلَى أَبِيهِ. +\s5 +\v 23 وَعِنْدَمَا قَدِمَ عَلَى إِخْوَتِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ قَمِيصَهُ الْمُلَوَّنَ الَّذِي كَانَ يَرْتَدِيهِ، +\v 24 وَأَخَذُوهُ وَأَلْقَوْا بِهِ فِي الْبِئْرِ. وَكَانَتِ الْبِئْرُ فَارِغَةً مِنَ الْمَاءِ. +\s5 +\p +\v 25 وَحِينَ جَلَسُوا لِيَأْكُلُوا شَاهَدُوا عَنْ بُعْدٍ قَافِلَةً مِنَ الإِسْمَاعِيلِيِّينَ قَادِمِينَ مِنْ جِلْعَادَ فِي طَرِيقِهِمْ إِلَى مِصْرَ، وَجِمَالُهُمْ مُثَقَّلَةٌ بِالتَّوَابِلِ وَالْبَلَسَانِ وَالْمُرِّ. +\v 26 فَقَالَ يَهُوذَا لإِخْوَتِهِ: «مَا جَدْوَى قَتْلِ أَخِينَا وَإِخْفَاءِ دَمِهِ؟ +\s5 +\v 27 تَعَالَوْا نَبِيعُهُ إِلَى الإِسْمَاعِيلِيِّينَ وَنُبْرِئُ أَيْدِينَا مِنْ دَمِهِ لأَنَّهُ أَخُونَا وَمِنْ لَحْمِنَا». فَوَافَقَ إِخْوَتُهُ عَلَى رَأْيِهِ. +\v 28 وَعِنْدَمَا دَنَا مِنْهُمُ التُّجَّارُ الْمِدْيَانِيُّونَ، سَحَبُوا يُوسُفَ مِنَ الْبِئْرِ وَبَاعُوهُ لَهُمْ بِعِشْرِينَ قِطْعَةً مِنَ الْفِضَّةِ، فَحَمَلُوهُ إِلَى مِصْرَ. +\s5 +\v 29 ثُمَّ ذَهَبَ رَأُوبَيْنُ إِلَى الْبِئْرِ لِيُنْقِذَ يُوسُفَ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَمَزَّقَ ثِيَابَهُ، +\v 30 وَرَجَعَ إِلَى إِخْوَتِهِ يَقُولُ: «الْوَلَدُ لَيْسَ مَوْجُوداً، وَأَنَا الآنَ إِلَى أَيْنَ أَتَوَجَّهُ؟» +\s5 +\p +\v 31 فَأَخَذُوا قَمِيصَ يُوسُفَ الْمُلَوَّنَ، وَذَبَحُوا تَيْساً مِنَ الْمِعْزَى وَغَمَسُوا الْقَمِيصَ فِي الدَّمِ، +\v 32 وَأَرْسَلُوهُ إِلَى أَبِيهِمْ قَائِلِينَ: «لَقَدْ وَجَدْنَا هَذَا الْقَمِيصَ، فَتَحَقَّقْ مِنْهُ، أَهُوَ قَمِيصُ ابْنِكَ أَمْ لا؟» +\v 33 فَتَعَرَّفَ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ وَقَالَ: «هَذَا قَمِيصُ ابْنِي. وَحْشٌ ضَارٍ افْتَرَسَهُ وَمَزَّقَهُ أَشْلاءَ». +\s5 +\v 34 فَشَقَّ يَعْقُوبُ ثِيَابَهُ، وَارْتَدَى الْمُسُوحَ عَلَى حَقْوَيْهِ، وَنَاحَ عَلَى ابْنِهِ أَيَّاماً عَدِيدَةً. +\v 35 وَعِنْدَمَا قَامَ جَمِيعُ أَبْنَائِهِ لِيُعَزُّوهُ أَبَى أَنْ يَتَعَزَّى وَقَالَ: «إِنِّي أَمْضِي إِلَى ابْنِي نَائِحاً إِلَى الْهَاوِيَةِ». وَبَكَى عَلَيْهِ أَبُوهُ. +\v 36 وَبَاعَ الْمِدْيَانِيُّونَ يُوسُفَ فِي مِصْرَ لِفُوطِيفَارَ كَبِيرِ خَدَمِ فِرْعَوْنَ، رَئِيسِ الْحَرَسِ. + +\s5 +\c 38 +\s1 يهوذا وثامار +\p +\v 1 وَحَدَثَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَنَّ يَهُوذَا افْتَرَقَ عَنْ إِخْوَتِهِ وَأَقَامَ عِنْدَ رَجُلٍ عَدُلَّامِيٍّ يُدْعَى حِيرَةَ +\v 2 وَشَاهَدَ هُنَاكَ ابْنَةَ كَنْعَانِيٍّ اسْمُهُ شُوعٌ، فَتَزَوَّجَهَا، +\s5 +\v 3 فَحَمَلَتْ وَأَنْجَبَتْ لَهُ ابْناً دَعَاهُ عِيراً. +\v 4 ثُمَّ حَمَلَتْ أَيْضاً وَأَنْجَبَتِ ابْناً سَمَّتْهُ أُونَانَ. +\v 5 ثُمَّ عَادَتْ فَأَنْجَبَتْ فِي كَزِيبَ ابْناً دَعَتْهُ شِيلَةَ. +\s5 +\p +\v 6 وَأَخَذَ يَهُوذَا لِعِيرَ بِكْرِهِ زَوْجَةً تُدْعَى ثَامَارَ. +\v 7 وَإِذْ كَانَ عِيرُ بِكْرُ يَهُوذَا شِرِّيراً، أَمَاتَهُ الرَّبُّ. +\s5 +\v 8 فَقَالَ يَهُوذَا لأُونَانَ: «ادْخُلْ عَلَى زَوْجَةِ أَخِيكَ وَتَزَوَّجْهَا وَأَقِمْ لأَخِيكَ نَسْلاً». +\v 9 وَعَرَفَ أُونَانُ أَنَّ النَّسْلَ لَا يَكُونُ لَهُ، فَكَانَ كُلَّمَا عَاشَرَ امْرَأَةَ أَخِيهِ يُفْسِدُ عَلَى الأَرْضِ، كَيْ لا يُقِيمَ لأَخِيهِ نَسْلاً. +\v 10 فَسَاءَ عَمَلُهُ هَذَا فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ فَأَمَاتَهُ أَيْضاً. +\s5 +\v 11 فَقَالَ يَهُوذَا لِثَامَارَ كَنَّتِهِ: «امْكُثِي أَرْمَلَةً فِي بَيْتِ أَبِيكِ رَيْثَمَا يَكْبُرُ شِيلَةُ ابْنِي». لأَنَّهُ قَالَ: «لِئَلّا يَمُوتَ شِيلَةُ أَيْضاً كَمَا مَاتَ أَخَوَاهُ». فَمَضَتْ ثَامَارُ وَمَكَثَتْ فِي بَيْتِ أَبِيهَا. +\s5 +\p +\v 12 وَبَعْدَ زَمَنٍ طَوِيلٍ مَاتَتْ زَوْجَةُ يَهُوذَا ابْنةُ شُوعٍ. وَإِذْ تَعَزَّى يَهُوذَا بَعْدَهَا انْطَلَقَ إِلَى جُزَّازِ غَنَمِهِ فِي تِمْنَةَ بِرِفْقَةِ حِيرَةَ صَاحِبِهِ الْعَدُلامِيِّ. +\v 13 فَقِيلَ لِثَامَارَ: «هُوَذَا حَمُوكِ قَادِمٌ لِتِمْنَةَ لِجَزِّ غَنَمِهِ». +\v 14 فَنَزَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا، وَتَبَرْقَعَتْ وَتَلَفَّعَتْ وَجَلَسَتْ عِنْدَ مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ الَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ، لأَنَّهَا عَرَفَتْ أَنَّ شِيلَةَ قَدْ كَبُرَ وَأَنَّهَا لَنْ تُزَفَّ إِلَيْهِ. +\s5 +\v 15 فَعِنْدَمَا رَآهَا يَهُوذَا ظَنَّهَا زَانِيَةً لأَنَّهَا كَانَتْ تُغَطِّي وَجْهَهَا، +\v 16 فَمَالَ نَحْوَهَا إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ وَقَالَ: «دَعِينِي أُعَاشِرُكِ». وَلَمْ يَكُنْ يَدْرِي أَنَّهَا كَنَّتُهُ. فَقَالَتْ: «مَاذَا تُعْطِينِي لِكَيْ تُعَاشِرَنِي؟» +\s5 +\v 17 فَقَالَ: «أَبْعَثُ إِلَيْكِ جَدْيَ مِعْزَى مِنَ الْقَطِيعِ». فَقَالَتْ: «أَتُعْطِينِي رَهْناً حَتَّى تَبْعَثَ بِهِ؟» +\v 18 فَسَأَلَهَا: «أَيُّ رَهْنٍ أُعْطِيكِ؟» فَأَجَابَتْهُ: «خَاتَمُكَ وَعِصَابَتُكَ وَعَصَاكَ». فَأَعْطَاهَا مَا طَلَبَتْ، وَعَاشَرَهَا فَحَمَلَتْ مِنْهُ. +\s5 +\v 19 ثُمَّ قَامَتْ وَمَضَتْ، وَخَلَعَتْ بُرْقُعَهَا وَارْتَدَتْ ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا. +\p +\v 20 وَعِنْدَمَا أَرْسَلَ الْجَدْيَ مَعَ صَاحِبِهِ الْعَدُلامِيِّ لِيَسْتَرِدَّ الرَّهْنَ مِنْ يَدِ الْمَرْأَةِ لَمْ يَجِدْهَا. +\s5 +\v 21 فَسَأَلَ أَهْلَ الْمَكَانِ: «أَيْنَ الزَّانِيَةُ الَّتِي كَانَتْ تَجْلِسُ عَلَى الطَّرِيقِ فِي عَيْنَايِمَ؟» فَقَالُوا: «لَمْ تَكُنْ فِي هَذَا الْمَكَانِ زَانِيَةٌ». +\v 22 فَعَادَ إِلَى يَهُوذَا وَقَالَ: «لَمْ أَجِدْهَا؛ وَكَذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْمَكَانِ: لَمْ تَكُنْ هَهُنَا زَانِيَةٌ». +\v 23 فَأَجَابَ يَهُوذَا: «فَلْتَحْتَفِظْ بِمَا عِنْدَهَا، فَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ يَسْخَرَ النَّاسُ مِنِّي. لَقَدْ بَعَثْتُ بِهَذَا الْجَدْيِ أُجْرَةً لَهَا وَلَكِنَّكَ لَمْ تَجِدْهَا». +\s5 +\p +\v 24 وَبَعْدَ مُضِيِّ ثَلاثَةِ أَشْهُرٍ قِيلَ لِيَهُوذَا: «ثَامَارُ كَنَّتُكَ زَنَتْ، وَحَبِلَتْ مِنْ زِنَاهَا». فَقَالَ يَهُوذَا: «أَخْرِجُوهَا لِتُحْرَقَ». +\v 25 وَعِنْدَمَا أُخْرِجَتْ أَرْسَلَتْ إِلَى حَمِيهَا قَائِلَةً: «أَنَا حُبْلَى مِنْ صَاحِبِ هَذِهِ الأَشْيَاءِ. تَحَقَّقْ لِمَنْ هَذَا الْخَاتَمُ وَالْعِصَابَةُ وَالْعَصَا؟» +\v 26 فَأَقَرَّ بِها يَهُوذَا وَقَالَ: «هِيَ حَقّاً أَبَرُّ مِنِّي، لأَنَّنِي لَمْ أُزَوِّجْهَا مِنِ ابْنِي شِيلَةَ». وَلَمْ يُعَاشِرْهَا فِي مَا بَعْدُ. +\s5 +\p +\v 27 وَعِنْدَمَا أَزِفَ مَوْعِدُ وِلادَتِهَا إِذَا فِي أَحْشَائِهَا تَوْأَمَانِ. +\v 28 وَفِي أَثْنَاءِ وِلادَتِهَا أَخْرَجَ أَحَدُهُمَا يَداً فَرَبَطَتِ الْقَابِلَةُ حَوْلَهَا خَيْطاً أَحْمَرَ، وَقَالَتْ: «هَذَا خَرَجَ أَوَّلاً». +\s5 +\v 29 غَيْرَ أَنَّهُ سَحَبَ يَدَهُ فَخَرَجَ أَخُوهُ، فَقَالَتْ: «أَيُّ اقْتِحَامٍ اقْتَحَمْتَ لِنَفْسِكَ؟» لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ فَارَصَ (وَمَعْنَاهُ: اقْتِحَامٌ). +\v 30 وَبَعْدَ ذَلِكَ خَرَجَ أَخُوهُ ذُو الْمِعْصَمِ الْمُطَوَّقِ بِالْخَيْطِ الأَحْمَرِ فَسُمِّيَ زَارَحَ (وَمَعْنَاهُ: أَحْمَرُ، أَوْ إِشْرَاقٌ). + +\s5 +\c 39 +\s1 يوسف وزوجة فوطيفار +\p +\v 1 وَأَخَذَ الإِسْمَاعِيلِيُّونَ يُوسُفَ إِلَى مِصْرَ، فَاشْتَرَاهُ مِنْهُمْ مِصْرِيٌّ يُدْعَى فُوطِيفَارَ، كَانَ خَصِيَّ فِرْعَوْنَ وَرَئِيسَ الْحَرَسِ. +\v 2 وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ، فَأَفْلَحَ فِي أَعْمَالِهِ، وَأَقَامَ فِي بَيْتِ سَيِّدِهِ الْمِصْرِيِّ. +\s5 +\v 3 وَرَأَى مَوْلاهُ أَنَّ الرَّبَّ مَعَهُ وَأَنَّهُ يُكَلِّلُ كُلَّ مَا تَصْنَعُهُ يَدَاهُ بِالنَّجَاحِ، +\v 4 فَحَظِيَ يُوسُفُ بِرِضَى سَيِّدِهِ، فَجَعَلَهُ وَكِيلاً عَلَى بَيْتِهِ وَوَلَّاهُ عَلَى كُلِّ مَالَهُ. +\s5 +\v 5 وَبَارَكَ الرَّبُّ بَيْتَ الْمِصْرِيِّ وَكُلَّ مَالَهُ مِنْ مُقْتَنَيَاتٍ فِي الْبَيْتِ وَالْحَقْلِ بِفَضْلِ يُوسُفَ. +\v 6 فَعَهِدَ بِكُلِّ مَالَهُ إِلَى يُوسُفَ. وَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ مَعَهُ شَيْئاً إِلّا الْخُبْزَ الَّذِي يَأْكُلُهُ. وَكَانَ يُوسُفُ جَمِيلَ الْهَيْئَةِ وَسِيمَ الْوَجْهِ. +\s5 +\p +\v 7 ثُمَّ لَمْ تَلْبَثْ أَنْ أُغْرِمَتْ بِهِ زَوْجَةُ مَوْلاهُ فَقَالَتْ: «اضْطَجِعْ مَعِي». +\v 8 فَأَبَى وَقَالَ لَهَا: «هُوَذَا سَيِّدِي قَدْ عَهِدَ إِلَيَّ بِكُلِّ مَا يَمْلِكُ فِي هَذَا الْبَيْتِ وَلَمْ يُشْغِلْ نَفْسَهُ بِأَيِّ شَأْنٍ فِيهِ. +\v 9 وَلَيْسَ فِي هَذَا الْبَيْتِ مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِنِّي. وَلَمْ يَمْنَعْ عَنِّي شَيْئاً غَيْرَكِ لأَنَّكِ زَوْجَتُهُ. فَكَيْفَ أَقْتَرِفُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟» +\s5 +\v 10 وَلَمْ يُذْعِنْ يُوسُفُ لَهَا مَعَ أَنَّهَا كَانَتْ تُلِحُّ عَلَيْهِ يَوْماً بَعْدَ آخَرَ. +\p +\v 11 وَحَدَثَ يَوْماً أَنَّهُ دَخَلَ الْبَيْتَ لِيَقُومَ بِعَمَلِهِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْمَنْزِلِ أَحَدٌ، +\v 12 فَأَمْسَكَتْهُ مِنْ رِدَائِهِ وَقَالَتْ: «اضْطَجِعْ مَعِي». فَتَرَكَ رِدَاءَهُ بِيَدِهَا وَهَرَبَ خَارِجاً تَارِكاً رِدَاءَهُ بِيَدِهَا +\s5 +\v 13 وَعِنْدَمَا رَأَتْ أَنَّهُ قَدْ رَفَضَ وَهَرَبَ خَارِجاً تَارِكاً رِدَاءَهُ بِيَدِهَا +\v 14 نَادَتْ أَهْلَ بَيْتِهَا وَقَالَتْ: «انْظُرُوا مَا جَرَى؟ هَذَا الْعِبْرَانِيُّ الَّذِي جَاءَ بِهِ زَوْجِي إِلَى الْبَيْتِ. شَرَعَ يُرَاوِدُنِي عَنْ نَفْسِي. دَخَلَ غُرْفَتِي وَحَاوَلَ اغْتِصَابِي، فَصَرَخْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي. +\v 15 وَعِنْدَمَا سَمِعَنِي قَدْ رَفَعْتُ صَوْتِي وَصَرَخْتُ، تَرَكَ رِدَاءَهُ مَعِي وَهَرَبَ خَارِجاً». +\s5 +\p +\v 16 وَأَلْقَتْ رِدَاءَهُ إِلَى جَانِبِهَا حَتَّى قَدِمَ مَوْلاهُ إِلَى بَيْتِهِ، +\v 17 فَقَصَّتْ عَلَيْهِ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ قَائِلَةً: «دَخَلَ الْعَبْدُ الْعِبْرَانِيُّ الَّذِي جِئْتَ بِهِ إِلَيْنَا لِيُرَاوِدَنِي عَنْ نَفْسِي، +\v 18 وَحِينَ رَفَعْتُ صَوْتِي وَصَرَخْتُ، تَرَكَ ثَوْبَهُ بِجَانِبِي وَفَرَّ خَارِجاً». +\s5 +\p +\v 19 فَلَمَّا سَمِعَ سَيِّدُهُ كَلامَ زَوْجَتِهِ وَمَا اتَّهَمَتْ بِهِ يُوسُفَ احْتَدَمَ غَضَبُهُ، +\v 20 فَقَبَضَ عَلَى يُوسُفَ وَزَجَّهُ فِي السِّجْنِ، حَيْثُ كَانَ أَسْرَى الْمَلِكِ مُعْتَقَلِينَ، فَمَكَثَ هُنَاكَ. +\s5 +\p +\v 21 وَلَكِنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَ يُوسُفَ، فَأَغْدَقَ عَلَيْهِ رَحْمَتَهُ، فَنَالَ رِضَى رَئِيسِ السِّجْنِ، +\v 22 حَتَّى عَهِدَ إِلَى يُوسُفَ بِكُلِّ الْمَسَاجِينِ الْمُعْتَقَلِينَ، وَجَعَلَهُ مَسْؤولاً عَنْ كُلِّ مَا يَجْرِي هُنَاكَ. +\v 23 وَلَمْ يُحَاسِبْ رَئِيسُ السِّجْنِ يُوسُفَ بِأَيِّ شَيْءٍ أَوْكَلَهُ إِلَيْهِ، لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَهُ. وَمَهْمَا فَعَلَ كَانَ الرَّبُّ يُكَلِّلُهُ بِالنَّجَاحِ. + +\s5 +\c 40 +\s1 ساقي فرعون وخبازه +\p +\v 1 وَاتَّفَقَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّ سَاقِيَ مَلِكِ مِصْرَ وَالْخَبَّازَ أَذْنَبَا إِلَى سَيِّدِهِمَا مَلِكِ مِصْرَ، +\v 2 فَسَخَطَ فِرْعَوْنُ عَلَى خَصِيَّيْهِ: رَئِيسِ السُّقَاةِ وَرَئِيسِ الْخَبَّازِينَ، +\v 3 وَزَجَّهُمَا فِي مُعْتَقَلِ بَيْتِ رَئِيسِ الْحَرَسِ فِي السِّجْنِ، فِي الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ يُوسُفُ مَحْبُوساً فِيهِ. +\s5 +\v 4 فَوَلَّى رَئِيسُ الْحَرَسِ يُوسُفَ أَمْرَهُمَا، فَقَامَ عَلَى خِدْمَتِهِمَا، فَمَكَثَا فِي الْمُعْتَقَلِ أَيَّاماً. +\p +\v 5 وَحَلُمَ كُلٌّ مِنْ سَاقِي مَلِكِ مِصْرَ وَخَبَّازِهِ الْمُعْتَقَلَيْنِ فِي السِّجْنِ حُلْماً فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ. وَكَانَ لِحُلْمِ كُلٍّ مِنْهُمَا مَعْنَاهُ الْخَاصُّ بِصَاحِبِهِ. +\s5 +\v 6 فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمَا يُوسُفُ فِي الصَّبَاحِ فَوَجَدَهُمَا مُكْتَئِبَيْنِ. +\v 7 فَسَأَلَهُمَا: «لِمَاذَا وَجْهَاكُمَا مُكَمَّدَانِ فِي هَذَا الْيَوْمِ؟» +\v 8 فَأَجَابَاهُ: «حَلُمَ كُلٌّ مِنَّا حُلْماً وَلَيْسَ مَنْ يُفَسِّرُهُ». فَقَالَ يُوسُفُ: «أَلَيْسَتْ تَفَاسِيرُ الأَحْلامِ لِلهِ؟ حَدِّثَانِي بِهِمَا». +\s5 +\p +\v 9 فَسَرَدَ رَئِيسُ السُّقَاةِ حُلْمَهُ عَلَى يُوسُفَ. قَالَ: «رَأَيْتُ فِي حُلْمِي وَإذَا كَرْمَةٌ أَمَامِي، +\v 10 فِيهَا ثَلاثَةُ أَغْصَانٍ أَفْرَخَتْ ثُمَّ أَزْهَرَتْ، وَمَا لَبِثَتْ عَنَاقِيدُهَا أَنْ أَثْمَرَتْ عِنَباً نَاضِجاً. +\v 11 وَكَانَتْ كَأْسُ فِرْعَوْنَ فِي يَدِي، فَتَنَاوَلْتُ الْعِنَبَ وَعَصَرْتُهُ فِي كَأْسِ فِرْعَوْنَ وَوَضَعْتُ الْكَأْسَ فِي يَدِهِ». +\s5 +\v 12 فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ: «إِلَيْكَ تَفْسِيرَهُ: الثَّلاثَةُ الأَغْصَان هِيَ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ. +\v 13 بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ يَرْضَى عَنْكَ فِرْعَوْنُ، وَيَرُدُّكَ إِلَى مَنْزِلَتِكَ حَيْثُ تُنَاوِلُ فِرْعَوْنَ كَأْسَهُ، تَمَاماً كَمَا كُنْتَ مُعْتَاداً أَنْ تَفْعَلَ عِنْدَمَا كُنْتَ سَاقِيَهُ. +\s5 +\v 14 إِنَّمَا إِذَا أَصَابَكَ خَيْرٌ فَاذْكُرْنِي وَأَحْسِنْ إِلَيَّ. اذْكُرْنِي لَدَى فِرْعَوْنَ وَأَخْرِجْنِي مِنْ هَذَا السِّجْنِ، +\v 15 لأَنَّنِي حُمِلْتُ عَنْوَةً مِنْ أَرْضِ الْعِبْرَانِيِّينَ، وَهُنَا أَيْضاً لَمْ أَجْنِ شَيْئاً لِيَزُجُّوا بِي فِي هَذَا السِّجْنِ». +\s5 +\p +\v 16 وَعِنْدَمَا رَأَى رَئِيسُ الْخَبَّازِينَ أَنَّ يُوسُفَ أَحْسَنَ التَّفْسِيرَ، قَالَ لَهُ: «رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً حُلْماً، وَإذَا بِثَلاثَةِ سِلالٍ بَيْضَاءَ عَلَى رَأْسِي. +\v 17 وَكَانَ السَّلُّ الأَعْلَى مَلِيئاً مِنْ طَعَامِ فِرْعَوْنَ مِمَّا يُعِدُّهُ الْخَبَّازُ، إِلّا أَنَّ الطُّيُورَ كَانَتْ تَلْتَهِمُهُ مِنَ السَّلِّ الَّذِي عَلَى رَأْسِي». +\s5 +\v 18 فَقَالَ يُوسُفُ: «إِلَيْكَ تَفْسِيرَهُ: الثَّلاثَةُ السِّلالُ هِيَ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ +\v 19 بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ يَقْطَعُ فِرْعَوْنُ رَأْسَكَ وَيُعَلِّقُكَ عَلَى خَشَبَةٍ فَتَأْكُلُ الطُّيُورُ لَحْمَكَ». +\s5 +\p +\v 20 وَكَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ هُوَ يَوْمُ عِيدِ مِيلادِ فِرْعَوْنَ، فَأَقَامَ مَأْدُبَةً لِجَمِيعِ رِجَالِهِ، وَأَحْضَرَ مِنَ السِّجْنِ رَئِيسَ السُّقَاةِ وَرَئِيسَ الْخَبَّازِينَ أَمَامَهُمْ. +\v 21 وَرَدَّ رَئِيسَ السُّقَاةِ إِلَى عَمَلِهِ، فَصَارَ يُقَدِّمُ الْكَأْسَ لِيَدِ فِرْعَوْنَ. +\v 22 أَمَّا رَئِيسُ الْخَبَّازِينَ فَقَدْ عَلَّقَهُ (عَلَى خَشَبَةٍ) مِثْلَمَا فَسَّرَ لَهُمَا يُوسُفُ حُلْمَيْهِمَا. +\v 23 وَلَكِنَّ رَئِيسَ السُّقَاةِ لَمْ يَذْكُرْ يُوسُفَ بَلْ نَسِيَهُ. + +\s5 +\c 41 +\s1 أحلام فرعون +\p +\v 1 وَبَعْدَ انْقِضَاءِ سَنَتَيْنِ رَأَى فِرْعَوْنُ حُلْماً، وَإذَا بِهِ وَاقِفٌ بِجُوَارِ نَهْرِ النِّيلِ +\v 2 وَإذَا بِسَبْعِ بَقَرَاتٍ حِسَانِ الْمَنْظَرِ وَسَمِينَاتِ الأَبْدَانِ، صَاعِدَاتٍ مِنَ النَّهْرِ أَخَذَتْ تَرْعَى فِي الْمَرْجِ، +\v 3 ثُمَّ إِذَا بِسَبْعِ بَقَرَاتٍ أُخْرَى قَبِيحَاتِ الْمَنْظَرِ وَهَزِيلاتٍ تَصْعَدُ وَرَاءَهَا مِنَ النَّهْرِ وَتَقِفُ إِلَى جُوَارِ الْبَقَرَاتِ الأُولَى عَلَى ضَفَّةِ النَّهْرِ. +\s5 +\v 4 وَالْتَهَمَتِ الْبَقَرَاتُ الْقَبِيحَاتُ الْبَقَرَاتِ السَّبْعَ الْحَسَنَاتِ الْمَنْظَرِ وَالسَّمِينَاتِ. وَأَفَاقَ فِرْعَوْنُ. +\v 5 ثُمَّ نَامَ، فَحَلُمَ ثَانِيَةً، وَإذَا بِسَبْعِ سَنَابِلَ نَابِتَةٍ مِنْ سَاقٍ وَاحِدَةٍ زَاهِيَةٍ وَمُمْتَلِئَةٍ +\v 6 ثُمَّ رَأَى سَبْعَ سَنَابِلَ عَجْفَاءَ قَدْ لَفَحَتْهَا الرِّيحُ الشَّرْقِيَّةُ نَابِتَةً وَرَاءَهَا، +\s5 +\v 7 فَابْتَلَعَتِ السَّنَابِلُ الْعَجْفَاءُ السَّبْعَ السَّنَابِلَ الزَّاهِيَةَ الْمُمْتَلِئَةَ. وَأَفَاقَ فِرْعَوْنُ، وَأَدْرَكَ أَنَّهُ حُلْمٌ. +\v 8 وَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ اسْتَوْلَى الانْزِعَاجُ عَلَى فِرْعَوْنَ فَأَرْسَلَ وَاسْتَدْعَى جَمِيعَ سَحَرَةِ مِصْرَ وَكُلَّ حُكَمَائِهَا، وَسَرَدَ عَلَيْهِمْ حُلْمَهُ، فَلَمْ يَجِدْ مَنْ يُفَسِّرُهُ لَهُ. +\s5 +\p +\v 9 عِنْدَئِذٍ قَالَ رَئِيسُ السُّقَاةِ لِفِرْعَوْنَ: «إِنِّي أَذْكُرُ الْيَوْمَ ذُنُوبِي. +\v 10 لَقَدْ سَخَطَ فِرْعَوْنُ عَلَى عَبْدَيْهِ، فَزَجَّنِي وَرَئِيسَ الْخَبَّازِينَ فِي مُعْتَقَلِ بَيْتِ رَئِيسِ الْحَرَسِ. +\v 11 فَحَلُمَ كُلٌّ مِنَّا حُلْماً فِي نَفْسِ اللَّيْلَةِ، وَكَانَ تَفْسِيرُ كُلِّ حُلْمٍ يَتَّفِقُ مَعَ أَحْوَالِ رَائِيهِ. +\s5 +\v 12 وَكَانَ مَعَنَا هُنَاكَ غُلامٌ عِبْرَانِيٌّ، عَبْدٌ لِرَئِيسِ الْحَرَسِ، فَسَرَدْنَا عَلَيْهِ حُلْمَيْنَا فَفَسَّرَهُمَا لِكُلٍّ مِنَّا حَسَبَ تَعْبِيرِ حُلْمِهِ. +\v 13 وَقَدْ تَمَّ مَا فَسَّرَهُ لَنَا. فَرَدَّنِي فِرْعَوْنُ إِلَى وَظِيفَتِي وَأَمَّا ذَاكَ فَعَلَّقَهُ (عَلَى خَشَبَةٍ)». +\s5 +\p +\v 14 فَبَعَثَ فِرْعَوْنُ وَاسْتَدْعَى يُوسُفَ، فَأَسْرَعُوا وَأَتَوْا بِهِ مِنَ السِّجْنِ فَحَلَقَ وَاسْتَبْدَلَ ثِيَابَهُ وَمَثَلَ أَمَامَ فِرْعَوْنَ. +\v 15 فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «لَقَدْ رَأَيْتُ حُلْماً وَلَيْسَ هُنَاكَ مَنْ يُفَسِّرُهُ، وَقَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ حَدِيثاً أَنَّكَ إِنْ سَمِعْتَ حُلْماً تَقْدِرُ أَنْ تُفَسِّرَهُ». +\v 16 فَأَجَابَ يُوسُفُ: «لا فَضْلَ لِي فِي ذَلِكَ، بَلْ إِنَّ اللهَ هُوَ الَّذِي يُعْطِي فِرْعَوْنَ الْجَوَابَ الصَّائِبَ». +\s5 +\p +\v 17 فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «رَأَيْتُ نَفْسِي فِي الْحُلْمِ وَإذَا بِي أَقِفُ عَلَى ضَفَّةِ النَّهْرِ، +\v 18 وَإذَا بِسَبْعِ بَقَرَاتٍ حِسَانِ الْمَنْظَرِ وَسَمِينَاتِ الأَبْدَانِ صَاعِدَاتٍ مِنَ النَّهْرِ تَرْعَى فِي الْمَرْجِ، +\s5 +\v 19 ثُمَّ إِذَا بِسَبْعِ بَقَرَاتٍ أُخَرَ قَبِيحَاتِ الْمَنْظَرِ وَهَزِيلاتٍ تَصْعَدُ وَرَاءَهَا مِنَ النَّهْرِ. لَمْ أَرَ فِي أَرْضِ مِصْرَ كُلِّهَا نَظِيرَهَا فِي الْقَبَاحَةِ. +\v 20 فَالْتَهَمَتِ الْبَقَرَاتُ الْهَزِيلاتُ الْقَبِيحَاتُ السَّبْعَ الْبَقَرَاتِ الأُولَى السَّمِينَاتِ. +\v 21 وَمَعَ أَنَّهَا ابْتَلَعَتْهَا ظَلَّتْ عَجْفَاءَ وَكَأَنَّهَا لَمْ تَبْتَلِعْهَا وَبَقِيَ مَنْظَرُهَا قَبِيحاً كَمَا كَانَتْ. وَاسْتَيْقَظْتُ. +\s5 +\v 22 ثُمَّ رَأَيْتُ فِي حُلْمِي وَإذَا بِسَبْعِ سَنَابِلَ زَاهِيَةٍ وَمُمْتَلِئَةٍ نَابِتَةٍ مِنْ سَاقٍ وَاحِدَةٍ، +\v 23 ثُمَّ إِذَا بِسَبْعِ سَنَابِلَ يَابِسَةٍ عَجْفَاءَ قَدْ لَفَحَتْهَا الرِّيحُ الشَّرْقِيَّةُ نَابِتَةٍ وَرَاءَهَا، +\v 24 فَابْتَلَعَتِ السَّنَابِلُ الْعَجْفَاءُ السَّبْعَ الزَّاهِيَةَ. وَلَقَدْ سَرَدْتُ عَلَى السَّحَرَةِ هَذَيْنِ الْحُلْمَيْنِ، فَلَمْ أَجِدْ بَيْنَهُمْ مَنْ يُفَسِّرُهُمَا لِي». +\s5 +\p +\v 25 فَقَالَ يُوسُفُ لِفِرْعَوْنَ: «حُلْمَا فِرْعَوْنَ هُمَا حُلْمٌ وَاحِدٌ. وَقَدْ أَطْلَعَ اللهُ فِرْعَوْنَ عَمَّا هُوَ فَاعِلٌ. +\v 26 السَّبْعُ الْبَقَرَاتُ الْحِسَانُ هِيَ سَبْعُ سَنَوَاتٍ. وَالسَّبْعُ السَّنَابِلُ الزَّاهِيَاتُ هِيَ أَيْضاً سَبْعُ سَنَوَاتٍ. فَالْحُلْمَانِ هُمَا حُلْمٌ وَاحِدٌ. +\s5 +\v 27 وَالسَّبْعُ الْبَقَرَاتُ الْقَبِيحَاتُ الْهَزِيلاتُ الَّتِي صَعِدَتْ وَرَاءَهَا هِيَ سَبْعُ سَنَوَاتٍ. وَالسَّبْعُ السَّنَابِلُ الْفَارِغَاتُ الْمَلْفُوحَاتُ بِالرِّيحِ الشَّرْقِيَّةِ سَتَكُونُ سَبْعَ سَنَوَاتِ جُوعٍ +\v 28 وَالأَمْرُ هُوَ كَمَا أَخْبَرْتُ بِهِ فِرْعَوْنَ: فَقَدْ أَطْلَعَ اللهُ فِرْعَوْنَ عَمَّا هُوَ صَانِعٌ +\v 29 هُوَذَا سَبْعُ سِنِينَ رَخَاءٍ عَظِيمٍ قَادِمَةٌ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ، +\s5 +\v 30 تَعْقُبُهَا سَبْعُ سَنَوَاتِ جُوعٍ، حَتَّى يَنْسَى النَّاسُ كُلَّ الرَّخَاءِ الَّذِي عَمَّ أَرْضَ مِصْرَ، وَيُتْلِفُ الْجُوعُ الأَرْضَ، +\v 31 وَيَخْتَفِي كُلُّ أَثَرٍ لِلرَّخَاءِ فِي الْبِلادِ مِنْ جَرَّاءِ الْمَجَاعَةِ الَّتِي تَعْقُبُهُ، لأَنَّهَا سَتَكُونُ قَاسِيَةً جِدّاً +\v 32 أَمَّا تَكْرَارُ الْحُلْمِ عَلَى فِرْعَوْنَ مَرَّتَيْنِ فَلَأَنَّ الأَمْرَ قَدْ قَرَّرَهُ اللهُ، وَلابُدَّ أَنْ يُجْرِيَهُ سَرِيعاً. +\s5 +\p +\v 33 وَالآنَ لِيَبْحَثْ فِرْعَوْنُ عَنْ رَجُلٍ بَصِيرٍ حَكِيمٍ يُوَلِّيهِ عَلَى الْبِلادِ، +\v 34 وَلْيُقِمْ فِرْعَوْنُ نُظَّاراً عَلَى أَرْضِ مِصْرَ يَجْبُونَ خُمْسَ غَلَّتِهَا فِي سَنَوَاتِ الرَّخَاءِ السَّبْعِ. +\s5 +\v 35 وَلِيَجْمَعُوا كُلَّ طَعَامِ سَنَوَاتِ الْخَيْرِ الْمُقْبِلَةِ، وَيَخْزِنُوا الْقَمْحَ بِتَفْوِيضٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَيَحْفَظُوهُ فِي الْمُدُنِ لِيَكُونَ طَعَاماً، +\v 36 وَمَؤُونَةً لأَهْلِ الأَرْضِ فِي سَنَوَاتِ الْمَجَاعَةِ السَّبْعِ الَّتِي سَتَسُودُ أَرْضَ مِصْرَ فَلا يَهْلِكُونَ جُوعاً». +\s5 +\p +\v 37 فَاسْتَحْسَنَ فِرْعَوْنُ وَرِجَالُهُ جَمِيعاً هَذَا الْكَلامَ، +\v 38 وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِعَبِيدِهِ: «هَلْ نَجِدُ نَظِيرَ هَذَا رَجُلاً فِيهِ رُوحُ اللهِ؟» +\s5 +\v 39 ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «مِنْ حَيْثُ إِنَّ اللهَ قَدْ أَطْلَعَكَ عَلَى كُلِّ هَذَا، فَلَيْسَ هُنَاكَ بَصِيرٌ وَحَكِيمٌ نَظِيرَكَ. +\v 40 لِذَلِكَ أُوَلِّيكَ عَلَى بَيْتِي، وَيُذْعِنُ شَعْبِي لِكُلِّ أَمْرٍ تُصْدِرُهُ، وَلَنْ يَكُونَ أَعْظَمَ مِنْكَ سِوَايَ أَنَا صَاحِبِ الْعَرْشِ». +\s1 يوسف يصبح حاكم مصر +\p +\v 41 ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «هَا أَنَا قَدْ وَلَّيْتُكَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ». +\s5 +\v 42 وَنَزَعَ فِرْعَوْنُ خَاتَمَهُ مِنْ يَدِهِ وَوَضَعَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ، وَأَلْبَسَهُ ثِيَابَ كَتَّانٍ فَاخِرَةً وَطَوَّقَ عُنُقَهُ بِطَوْقٍ مِنْ ذَهَبٍ، +\v 43 وَأَرْكَبَهُ فِي مَرْكَبَتِهِ الثَّانِيَةِ، وَنَادُوا: «ارْكَعُوا أَمَامَهُ». وَأَقَامَهُ وَالِياً عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ. +\s5 +\v 44 وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «أَنَا فِرْعَوْنُ، وَلا أَحَدَ يُمْكِنُ أَنْ يُحَرِّكَ سَاكِناً فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ غَيْرِ إِذْنِكَ». +\p +\v 45 وَدَعَا فِرْعَوْنُ اسْمَ يُوسُفَ صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ (وَمَعْنَاهُ بِالْمِصْرِيَّةِ الْقَدِيمَةِ مُخَلِّصُ الْعَالَمِ أَوْ حَافِظُ الْحَيَاةِ). وَزَوَّجَهُ مِنْ أَسْنَاتَ بِنْتِ فُوطِيفَارَعَ كَاهِنِ أُونَ، فَذَاعَ اسْمُ يُوسُفَ فِي جَمِيعِ أَرْجَاءِ مِصْرَ. +\s5 +\p +\v 46 وَكَانَ يُوسُفُ فِي الثَّلاثِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا مَثَلَ أَمَامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ. وَبَعْدَ أَنْ خَرَجَ مِنْ حَضْرَةِ فِرْعَوْنَ شَرَعَ يَجُولُ فِي جَمِيعِ أَرْجَاءِ الْبِلادِ. +\p +\v 47 وَفِي سَنَوَاتِ الْخِصْبِ السَّبْعِ غَلَّتِ الأَرْضُ بِوَفْرَةٍ، +\s5 +\v 48 فَجَمَعَ كُلَّ طَعَامِ السَّبْعِ سَنَوَاتٍ الْمُتَوَافِرِ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَخَزَنَهُ فِي الْمُدُنِ، فَاخْتَزَنَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ غَلَّاتِ مَا حَوْلَهَا مِنْ حُقُولٍ. +\v 49 وَادَّخَرَ يُوسُفُ كَمِّيَّاتٍ هَائِلَةً مِنَ الْقَمْحِ حَتَّى كَفَّ عَنْ إِحْصَائِهَا لِوَفْرَتِهَا الْعَظِيمَةِ. +\s5 +\p +\v 50 وَأَنْجَبَتْ أَسْنَاتُ بِنْتُ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونَ لِيُوسُفَ ابْنَيْنِ قَبْلَ حُلُولِ سَنَوَاتِ الْجُوعِ. +\v 51 فَدَعَا يُوسُفُ اسْمَ الْبِكْرِ مَنَسَّى (وَمَعْنَاهُ: مَنْ يَنْسَى أَوْ الْمَنْسِيُّ) وَقَالَ: «لأَنَّ اللهَ أَنْسَانِي كُلَّ مَشَقَّتِي وَكُلَّ بَيْتِ أَبِي». +\v 52 أَمَّا الثَّانِي فَدَعَا اسْمَهُ أَفْرَايِمَ (وَمَعْنَاهُ: الْمُثْمِرُ مُضَاعَفاً) وَقَالَ: «لأَنَّ اللهَ جَعَلَنِي مُثْمِراً فِي أَرْضِ مَذَلَّتِي». +\s5 +\p +\v 53 ثُمَّ انْتَهَتْ سَبْعُ سَنَوَاتِ الرَّخَاءِ الَّذِي عَمَّ أَرْضَ مِصْرَ. +\v 54 وَحَلَّتْ سَبْعُ سَنَوَاتِ الْمَجَاعَةِ كَمَا أَنْبَأَ يُوسُفُ. فَحَدَثَتْ مَجَاعَةٌ فِي جَمِيعِ الْبُلْدَانِ. أَمَّا أَرْضُ مِصْرَ فَقَدْ تَوَافَرَ فِيهَا الْخُبْزُ. +\s5 +\v 55 وَعِنْدَمَا عَمَّتِ الْمَجَاعَةُ جَمِيعَ أَرْضِ مِصْرَ صَرَخَ الشَّعْبُ إِلَى فِرْعَوْنَ طَالِبِينَ الْخُبْزَ، فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِكُلِّ الْمِصْرِيِّينَ: «اذْهَبُوا إِلَى يُوسُفَ وَافْعَلُوا كَمَا يَقُولُ لَكُمْ». +\v 56 وَطَغَتِ الْمَجَاعَةُ عَلَى كُلِّ أَرْجَاءِ الْبِلادِ فَفَتَحَ يُوسُفُ الْمَخَازِنَ وَبَاعَ الطَّعَامَ لِلْمِصْرِيِّينَ. وَلَكِنَّ وَطْأَةَ الْجُوعِ اشْتَدَّتْ فِي أَرْضِ مِصْرَ. +\v 57 وَأَقْبَلَ أَهْلُ الْبُلْدَانِ الأُخْرَى إِلَى مِصْرَ، إِلَى يُوسُفَ، لِيَبْتَاعُوا قَمْحاً لأَنَّ الْمَجَاعَةَ كَانَتْ شَدِيدَةً فِي كُلِّ الأَرْضِ. + +\s5 +\c 42 +\s1 إخوة يوسف في مصر +\p +\v 1 وَعِنْدَمَا رَأَى يَعْقُوبُ أَنَّ الْقَمْحَ مُتَوَافِرٌ فِي مِصْرَ، قَالَ لأَبْنَائِهِ: «مَا بَالُكُمْ تَنْظُرُونَ بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ؟ +\v 2 لَقَدْ سَمِعْتُ أَنَّ الْقَمْحَ مُتَوَافِرٌ فِي مِصْرَ. فَانْحَدِرُوا إِلَى هُنَاكَ وَاشْتَرُوا لَنَا قَمْحاً لِنَبْقَى عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ وَلا نَمُوتَ». +\v 3 فَذَهَبَ عَشَرَةٌ مِنْ إِخْوَةِ يُوسُفَ لِيَشْتَرُوا قَمْحاً مِنْ مِصْرَ، +\v 4 أَمَّا بَنْيَامِينُ أَخُو يُوسُفَ فَلَمْ يُرْسِلْهُ يَعْقُوبُ مَعَ إِخْوَتِهِ خَوْفاً مِنْ أَنْ يَنَالَهُ مَكْرُوهٌ. +\s5 +\p +\v 5 فَقَدِمَ أَبْنَاءُ إِسْرَائِيلَ إِلَى مِصْرَ مَعَ جُمْلَةِ الْقَادِمِينَ لِيَشْتَرُوا قَمْحاً، لأَنَّ الْمَجَاعَةَ كَانَتْ قَدْ أَصَابَتْ أَرْضَ كَنْعَانَ أَيْضاً. +\v 6 وَكَانَ يُوسُفُ هُوَ الْمُتَسَلِّطُ عَلَى مِصْرَ، وَالْقَائِمُ عَلَى بَيْعِ الْقَمْحِ لأَهْلِهَا جَمِيعاً. فَأَقْبَلَ إِخْوَةُ يُوسُفَ وَسَجَدُوا لَهُ بِوُجُوهِهِمْ إِلَى الأَرْضِ. +\s5 +\v 7 فَلَمَّا رَآهُمْ عَرَفَهُمْ، وَلَكِنَّهُ تَنَكَّرَ لَهُمْ وَخَاطَبَهُمْ بِجَفَاءٍ وَسَأَلَهُمْ: «مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟» فَأَجَابُوهُ: «مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ لِنَشْتَرِيَ طَعَاماً». +\v 8 وَمَعَ أَنَّ يُوسُفَ عَرَفَهُمْ، إِلّا أَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوهُ. +\s5 +\p +\v 9 ثُمَّ تَذَكَّرَ يُوسُفُ أَحْلامَهُ الَّتِي حَلَمَهَا بِشَأْنِهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ جَوَاسِيسُ، وَقَدْ جِئْتُمْ لاكْتِشَافِ ثُغُورِنَا غَيْرِ الْمَحْمِيَّةِ» +\v 10 فَقَالُوا لَهُ: «لا يَا سَيِّدِي إِنَّمَا قَدِمَ عَبِيدُكَ لِشِرَاءِ الطَّعَامِ، +\v 11 فَنَحْنُ كُلُّنَا أَبْنَاءُ رَجُلٍ وَاحِدٍ، نَحْنُ أُمَنَاءُ وَلَيْسَ عَبِيدُكَ جَوَاسِيسَ». +\s5 +\v 12 وَلَكِنَّهُ قَالَ لَهُمْ: «لا! أَنْتُمْ قَدْ جِئْتُمْ لاكْتِشَافِ ثُغُورِنَا غَيْرِ الْمَحْمِيَّةِ» +\v 13 فَأَجَابُوهُ: «إِنَّ عَبِيدَكَ اثْنَا عَشَرَ أَخاً، أَبْنَاءُ رَجُلٍ وَاحِدٍ مُقِيمٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. وَقَدْ بَقِيَ أَخُونَا الصَّغِيرُ عِنْدَ أَبِينَا الْيَوْمَ، وَالآخَرُ مَفْقُودٌ». +\s5 +\v 14 فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ الأَمْرَ كَمَا قُلْتُ لَكُمْ! أَنْتُمْ جَوَاسِيسُ. +\v 15 وَحَيَاةِ فِرْعَوْنَ إِنَّكُمْ لَنْ تُغَادِرُوا هُنَا حَتَّى تَأْتُوا بِأَخِيكُمُ الأَصْغَرِ، وَبِذَلِكَ تُثْبِتُونَ صِدْقَكُمْ. +\v 16 أَوْفِدُوا وَاحِداً مِنْكُمْ لِيَأْتِيَ بِأَخِيكُمْ، أَمَّا بَقِيَّتُكُمْ فَتَمْكُثُونَ فِي السِّجْنِ حَتَّى تَثْبُتَ صِحَّةُ كَلامِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ. وَإلَّا فَوَحَيَاةِ فِرْعَوْنَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ سِوَى جَوَاسِيسَ». +\v 17 وَطَرَحَهُمْ فِي السِّجْنِ مَعاً ثَلاثَةَ أَيَّامٍ. +\s5 +\p +\v 18 وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ قَالَ لَهُمْ: «افْعَلُوا مَا أَطْلُبُهُ مِنْكُمْ فَتَحْيَوْا، فَأَنَا رَجُلٌ أَتَّقِي اللهَ. +\v 19 إِنْ كُنْتُمْ حَقّاً صَادِقِينَ فَلْيَبْقَ وَاحِدٌ مِنْكُمْ رَهِينَةً، بَيْنَمَا يَأْخُذُ بَقِيَّتُكُمُ الْقَمْحَ وَيَنْطَلِقُونَ إِلَى بُيُوتِكُمُ الْجَائِعَةِ. +\v 20 وَلَكِنْ إِيتُونِي بِأَخِيكُمُ الأَصْغَرِ فَأَتَحَقَّقَ بِذَلِكَ مِنْ صِدْقِكُمْ وَلا تَمُوتُوا». فَوَافَقُوا عَلَى ذَلِكَ. +\s5 +\v 21 وَقَالُوا: «حَقّاً إِنَّنَا أَذْنَبْنَا فِي حَقِّ أَخِينَا. لَقَدْ رَأَيْنَا ضِيقَةَ نَفْسِهِ عِنْدَمَا اسْتَرْحَمَنَا فَلَمْ نَسْمَعْ لَهُ. لِذَلِكَ أَصَابَتْنَا هَذِهِ الضِّيقَةُ» +\v 22 فَقَالَ رَأُوبَيْنُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَا تَجْنُوا عَلَيْهِ فَلَمْ تَسْمَعُوا؟ وَالآنَ هَا نَحْنُ مُطَالَبُونَ بِدَمِهِ». +\s5 +\v 23 وَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ يُوسُفَ كَانَ فَاهِماً حَدِيثَهُمْ، لأَنَّهُ كَانَ يُخَاطِبُهُمْ عَنْ طَرِيقِ مُتَرْجِمٍ. +\v 24 فَتَحَوَّلَ عَنْهُمْ وَبَكَى، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِمْ وَخَاطَبَهُمْ، وَأَخَذَ شِمْعُونَ وَقَيَّدَهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ. +\p +\v 25 ثُمَّ أَمَرَ يُوسُفُ مُوَظَّفِيهِ أَنْ يَمْلَأُوا أَكْيَاسَهُمْ بِالْقَمْحِ، وَأَنْ يَرُدُّوا فِضَّةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِلَى كِيسِهِ، وَأَنْ يُعْطُوهُمْ زَاداً لِلطَّرِيقِ. فَفَعَلُوا ذَلِكَ. +\s5 +\v 26 فَحَمَّلُوا حَمِيرَهُمُ الْقَمْحَ وَانْطَلَقُوا مِنْ هُنَاكَ. +\v 27 وَحِينَ فَتَحَ أَحَدُهُمْ كِيسَهُ فِي الْخَانِ لِيَعْلِفَ حِمَارَهُ، لَمَحَ فِضَّتَهُ لأَنَّهَا كَانَتْ مَوْضُوعَةً فِي فَمِ الْكِيسِ. +\v 28 فَقَالَ لإِخْوَتِهِ: «لَقَدْ رُدَّتْ إِلَيَّ فِضَّتِي، انْظُرُوا هَا هِيَ فِي كِيسِي». فَغَاصَتْ قُلُوبُهُمْ، وَتَطَلَّعَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ مُرْتَعِدِينَ وَقَالُوا: «مَا هَذَا الَّذِي فَعَلَهُ اللهُ بِنَا؟». +\s5 +\p +\v 29 وَعِنْدَمَا قَدِمُوا عَلَى أَبِيهِمْ يَعْقُوبَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ قَصُّوا عَلَيْهِ مَا حَلَّ بِهِمْ، وَقَالُوا: +\v 30 «الرَّجُلُ الْمُتَسَلِّطُ عَلَى مِصْرَ خَاطَبَنَا بِجَفَاءٍ، وَظَنَّ أَنَّنَا جَوَاسِيسُ عَلَى الأَرْضِ، +\v 31 فَقُلْنَا لَهُ: نَحْنُ أُمَنَاءُ وَلَسْنَا جَوَاسِيسَ. +\v 32 نَحْنُ اثْنَا عَشَرَ أَخاً أَبْنَاءُ أَبِينَا. أَحَدُنَا مَفْقُودٌ، وَالأَصْغَرُ بَقِيَ الْيَوْمَ مَعَ أَبِينَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. +\s5 +\v 33 فَقَالَ لَنَا الرَّجُلُ سَيِّدُ الْبِلادِ: لِكَيْ أَتَحَقَّقَ مِنْ كَوْنِكُمْ أُمَنَاءَ. دَعُوا أَخاً وَاحِداً مِنْكُمْ عِنْدِي رَهِينَةً وَخُذُوا طَعَاماً لِبُيُوتِكُمُ الْجَائِعَةِ وَامْضُوا، +\v 34 ثُمَّ أَحْضِرُوا لِي أَخَاكُمُ الأَصْغَرَ، وَبَذَلِكَ أَعْرِفُ أَنَّكُمْ لَسْتُمْ جَوَاسِيسَ بَلْ قَوْماً أُمَنَاءَ، فَأُطْلِقَ لَكُمْ أَخَاكُمْ وَتَتَّجِرُونَ فِي الأَرْضِ». +\s5 +\v 35 وَإِذْ شَرَعُوا فِي تَفْرِيغِ أَكْيَاسِهِمْ وَجَدَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِضَّتَهُ فِي كِيسِهِ، وَمَا إِنْ رَأَوْا هُمْ وَأَبُوهُمْ ذَلِكَ حَتَّى اسْتَبَدَّ بِهِمِ الْخَوْفُ. +\p +\v 36 فَقَالَ لَهُمْ أَبُوهُمْ: «لَقَدْ أَثْكَلْتُمُونِي أَوْلادِي. يُوسُفُ مَفْقُودٌ، وَشِمْعُونُ مَفْقُودٌ، وَهَا أَنْتُمْ تَأْخُذُونَ بِنْيَامِينَ بَعِيداً! كُلُّ هَذِهِ الدَّوَاهِي حَلَّتْ بِي!» +\s5 +\v 37 فَقَالَ لَهُ رَأُوبَيْنُ: «اقْتُلِ ابْنَيَّ إِنْ لَمْ أَرْجِعْ بِهِ إِلَيْكَ. اعْهَدْ بِهِ إِلَيَّ وَأَنَا أَرُدُّهُ إِلَيْكَ». +\v 38 فَقَالَ: «لَنْ يَذْهَبَ ابْنِي مَعَكُمْ، فَقَدْ مَاتَ أَخُوهُ، وَهُوَ وَحْدَهُ بَاقٍ. فَإِنْ نَالَهُ مَكْرُوهٌ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي تَذْهَبُونَ فِيهَا، فَإِنَّكُمْ تُنْزِلُونَ شَيْبَتِي بِحُزْنٍ إِلَى قَبْرِي». + +\s5 +\c 43 +\s1 الرحلة الثانية إلى مصر +\p +\v 1 وَتَفَاقَمَتِ الْمَجَاعَةُ فِي الأَرْضِ. +\v 2 وَلَمَّا اسْتَهْلَكُوا الْقَمْحَ الَّذِي أَحْضَرُوهُ مِنْ مِصْرَ، قَالَ لَهُمْ أَبُوهُمْ: «ارْجِعُوا وَاشْتَرُوا لَنَا قَلِيلاً مِنَ الطَّعَامِ». +\s5 +\v 3 فَقَالَ يَهُوذَا: «لَقَدْ حَذَّرَنَا الرَّجُلُ أَشَدَّ تَحْذِيرٍ وَقَالَ: لَنْ تَرَوْا وَجْهِي مَا لَمْ يَكُنْ أَخُوكُمْ مَعَكُمْ. +\v 4 فَإِنْ كُنْتَ تُرْسِلُ أَخَانَا مَعَنَا، نَمْضِي وَنَشْتَرِي لَكَ طَعَاماً +\v 5 وَإلَّا فَلَنْ نَذْهَبَ لأَنَّ الرَّجُلَ قَالَ لَنَا: لَا تَرَوْا وَجْهِي مَا لَمْ يَكُنْ أَخُوكُمْ مَعَكُمْ». +\s5 +\p +\v 6 فَقَالَ إِسْرَائِيلُ: «لِمَاذَا أَسَأْتُمْ إِلَيَّ فَأَخْبَرْتُمُ الرَّجُلَ أَنَّ لَكُمْ أَخاً أَيْضاً؟» +\v 7 فَأَجَابُوا: «إِنَّ الرَّجُلَ قَدْ دَقَّقَ فِي اسْتِجْوَابِنَا عَنْ أَنْفُسِنَا وَعَنْ عَشِيرَتِنَا سَائِلاً: هَلْ أَبُوكُمْ حَيٌّ بَعْدُ؟ هَلْ لَكُمْ أَخٌ؟ فَأَجَبْنَاهُ حَسَبَ أَسْئِلَتِهِ. فَمِنْ أَيْنَ لَنَا أَنْ نَعْرِفَ أَنَّهُ سَيَقُولُ: أَحْضِرُوا أَخَاكُمْ إِلَى هُنَا؟» +\s5 +\p +\v 8 وَقَالَ يَهُوذَا لإِسْرَائِيلَ أَبِيهِ: «أَرْسِلِ الْغُلامَ مَعِي فَنَقُومَ وَنَذْهَبَ فَنَحْيَا وَلا نَمُوتَ نَحْنُ وَأَنْتَ وَأَوْلادُنَا جَمِيعاً. +\v 9 وَأَنَا ضَامِنٌ لَهُ. مِنْ يَدِي تَطْلُبُهُ. فَإِنْ لَمْ أَرُدَّهُ إِلَيْكَ وَأُوقِفْهُ أَمَامَكَ، أَكُنْ مُذْنِباً إِلَيْكَ كُلَّ الأَيَّامِ. +\v 10 فَلَوْ لَمْ نَتَوَانَ فِي السَّفَرِ لَكُنَّا قَدْ رَجَعْنَا مَرَّتَيْنِ». +\s5 +\p +\v 11 فَقَالَ لَهُمْ أَبُوهُمْ: «إِنْ كَانَ لابُدَّ مِنْ ذَلِكَ فَافْعَلُوا. وَخُذُوا مَعَكُمْ هَدِيَّةً لِلرَّجُلِ: وَامْلَأُوا أَوْعِيَتَكُمْ مِنْ أَحْسَنِ مَا تُنْتِجُهُ الأَرْضُ وَقَلِيلاً مِنَ الْبَلَسَانِ وَالْعَسَلِ وِالتَّوَابِلِ الْمُرِّ وَالْفُسْتُقِ وَاللَّوْزِ. +\v 12 وَخُذُوا مَعَكُمْ فِضَّةً أُخْرَى، وَالْفِضَّةَ الْمَرْدُودَةَ فِي أَفْوَاهِ أَكْيَاسِكُمْ وَأَعِيدُوهَا. فَلَعَلَّ فِي الأَمْرِ سَهْواً. +\s5 +\v 13 وَاسْتَصْحِبُوا مَعَكُمْ أَيْضاً أَخَاكُمْ وَقُومُوا ارْجِعُوا إِلَى الرَّجُلِ. +\v 14 وَلْيُنْعِمْ عَلَيْكُمُ اللهُ الْقَدِيرُ بِالرَّحْمَةِ لَدَى الرَّجُلِ، فَيُطْلِقَ لَكُمْ أَخَاكُمُ الآخَرَ وَبَنْيَامِينَ أَيْضاً. وَأَنَا إِنْ ثَكِلْتُهُمَا، أَكُونُ قَدْ ثَكِلْتُهُمَا». +\p +\v 15 فَأَخَذَ الرِّجَالُ تِلْكَ الْهَدِيَّةَ، وَضِعْفَ الْفِضَّةِ، وَبَنْيَامِينَ، وَسَافَرُوا إِلَى مِصْرَ وَمَثَلُوا أَمَامَ يُوسُفَ. +\s5 +\v 16 وَعِنْدَمَا شَاهَدَ يُوسُفُ بِنْيَامِينَ مَعَهُمْ قَالَ لِمُدَبِّرِ بَيْتِهِ: «أَدْخِلِ الرِّجَالَ إِلَى الْبَيْتِ وَاذْبَحْ ذَبِيحَةً وَهَيِّئْهَا، لأَنَّ هَؤُلاءِ الرِّجَالَ سَيَتَنَاوَلُونَ مَعِي الطَّعَامَ فِي سَاعَةِ الْغَذَاءِ». +\v 17 فَفَعَلَ الرَّجُلُ كَمَا أَمَرَ يُوسُفُ، وَأَدْخَلَ الرِّجَالَ إِلَى بَيْتِ يُوسُفَ. +\s5 +\p +\v 18 وَلَمَّا أُدْخِلُوا إِلَى بَيْتِ يُوسُفَ اعْتَرَاهُمُ الْخَوْفُ وَقَالُوا: «لَقَدْ جِيءَ بِنَا إِلَى هُنَا لِيَهْجُمَ عَلَيْنَا وَيَقَعَ بِنَا وَيَسْتَعْبِدَنَا وَيَسْتَوْلِيَ عَلَى حَمِيرِنَا، بِسَبَبِ الْفِضَّةِ الأُولَى الْمَرْدُودَةِ فِي أَكْيَاسِنَا». +\v 19 فَتَقَدَّمُوا إِلَى مُدَبِّرِ بَيْتِ يُوسُفَ وَقَالُوا لَهُ عِنْدَ مَدْخَلِ الْبَابِ: +\v 20 «اسْتَمِعْ يَا سَيِّدِي، لَقَدْ قَدِمْنَا إِلَى هُنَا فِي الْمَرَّةِ الأُولَى لِنَشْتَرِيَ طَعَاماً، +\s5 +\v 21 وَلَكِنَّنَا حِينَ نَزَلْنَا فِي الْخَانِ وَفَتَحْنَا أَكْيَاسَنَا عَثَرَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا عَلَى فِضَّتِهِ بِكَامِلِ وَزْنِهَا فِي فَمِ كِيسِهِ، فَأَحْضَرْنَاهَا مَعَنَا لِنَرُدَّهَا. +\v 22 وَجِئْنَا مَعَنَا بِفِضَّةٍ أُخْرَى لِنَشْتَرِيَ طَعَاماً. وَلَسْنَا نَدْرِي مَنْ وَضَعَ فِضَّتَنَا فِي أَكْيَاسِنَا». +\p +\v 23 فَقَالَ: «سَلامٌ لَكُمْ، لَا تَخَافُوا، فَإِنَّ إِلَهَكُمْ وَإِلَهَ أَبِيكُمْ قَدْ وَهَبَكُمْ كَنْزاً فِي أَكْيَاسِكُمْ، أَمَّا فِضَّتُكُمْ فَقَدْ وَصَلَتْ إِلَيَّ». ثُمَّ أَخْرَجَ إِلَيْهِمْ شِمْعُونَ. +\s5 +\v 24 وَأَدْخَلَ الرَّجُلُ الْقَوْمَ إِلَى بَيْتِ يُوسُفَ وَقَدَّمَ لَهُمْ مَاءً لِيَغْسِلُوا أَرْجُلَهُمْ، وَعَلِيقاً لِحَمِيرِهِمْ. +\v 25 وَأَعَدُّوا الْهَدِيَّةَ فِي انْتِظَارِ مَجِيءِ يُوسُفَ عِنْدَ الظُّهْرِ، لأَنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَّهُمْ سَيَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ هُنَاكَ. +\s5 +\p +\v 26 فَلَمَّا أَقْبَلَ يُوسُفُ إِلَى الْبَيْتِ أَحْضَرُوا إِلَيْهِ الْهَدِيَّةَ الَّتِي حَمَلُوهَا مَعَهُمْ إِلَى الْبَيْتِ، وَانْحَنَوْا أَمَامَهُ إِلَى الأَرْضِ. +\v 27 فَسَأَلَهُمْ عَنْ أَحْوَالِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: «هَلْ أَبُوكُمُ الشَّيْخُ الَّذِي أَخْبَرْتُمْ عَنْهُ بِخَيْرٍ؟ أَمَازَالَ حَيًّا؟» +\s5 +\v 28 فَأَجَابُوا: «عَبْدُكَ أَبُونَا بِخَيْرٍ، وَهُوَ مَازَالَ حَيًّا». وَانْحَنَوْا وَسَجَدُوا. +\p +\v 29 وَتَلَفَّتَ فَرَأَى أَخَاهُ الشَّقِيقَ بِنْيَامِينَ، فَقَالَ: «أَهَذَا أَخُوكُمُ الأَصْغَرُ الَّذِي أَخْبَرْتُمُونِي عَنْهُ؟» ثُمَّ قَالَ: «لِيُنْعِمِ اللهُ عَلَيْكَ يَا ابْنِي». +\s5 +\v 30 وَانْدَفَعَ يُوسُفُ إِلَى مُخْدَعِهِ وَبَكَى هُنَاكَ لأَنَّ عَوَاطِفَهُ حَنَّتْ إِلَى أَخِيهِ. +\p +\v 31 ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَخَرَجَ مُمْسِكاً نَفْسَهُ عَنْ الْبُكَاءِ، وَقَالَ: «قَدِّمُوا الطَّعَامَ». +\s5 +\v 32 فَقَدَّمُوا لَهُ وَحْدَهُ، وَلَهُمْ وَحْدَهُمْ، وَلِلْمِصْرِيِّينَ الآكِلِينَ مَعَهُ وَحْدَهُمْ، إِذْ أَنَّهُ مَحْظُورٌ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ أَنْ يَأْكُلُوا مَعَ الْعِبْرَانِيِّينَ، لأَنَّ ذَلِكَ رِجْسٌ عِنْدَهُمْ. +\v 33 فَجَلَسُوا فِي مَحْضَرِهِ، كُلٌّ وَفْقاً لِعُمْرِهِ، مِنَ الْبِكْرِ حَتَّى الصَّغِيرِ. فَنَظَرُوا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ مُتَعَجِّبِين. +\v 34 وَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ حِصَصاً مِنْ مَائِدَتِهِ، فَكَانَتْ حِصَّةُ بِنْيَامِينَ خَمْسَةَ أَضْعَافِ حِصَصِ إِخْوَتِهِ. وَاحْتَفُوا وَشَرِبُوا مَعَهُ. + +\s5 +\c 44 +\s1 الكأس الفضية في الكيس +\p +\v 1 وَأَمَرَ يُوسُفُ مَدَبِّرَ بَيْتِهِ قَائِلاً: «امْلأْ أَكْيَاسَ الرِّجَالِ بِالطَّعَامِ بِقَدْرِ وُسْعِهَا، وَرُدَّ فِضَّةَ كُلِّ رَجُلٍ إِلَى فَمِ كِيسِهِ. +\v 2 وَضَعْ فِي فَمِ كِيسِ الصَّغِيرِ كَأْسِيَ الْفِضِّيَّةَ وَثَمَنَ قَمْحِهِ». فَنَفَّذَ أَمْرَ يُوسُفَ. +\s5 +\v 3 وَمَا إِنْ أَشْرَقَ الصَّبَاحُ حَتَّى انْطَلَقَ الرِّجَالُ، هُمْ وَحَمِيرُهُمْ. +\v 4 وَمَا كَادُوا يَبْتَعِدُونَ عَنِ الْمَدِينَةِ قَلِيلاً حَتَّى قَالَ يُوسُفُ لِمُدَبِّرِ بَيْتِهِ: «اسْعَ خَلْفَ الرِّجَالِ، وَمَا إِنْ تُدْرِكُهُمْ حَتَّى تَقُولَ لَهُمْ: لِمَاذَا تُكَافِئُونَ الْخَيْرَ بِالشَّرِّ؟ +\v 5 أَلَيْسَتْ هَذِهِ هِيَ الكَأْسُ الَّتِي يَشْرَبُ فِيهَا سَيِّدِي وَيَتَفَاءَلُ بِالْغَيْبِ؟ لَشَدَّ مَا أَسَأْتُمْ فِي مَا صَنَعْتُمْ». +\s5 +\p +\v 6 فَلَمَّا أَدْرَكَهُمْ خَاطَبَهُمْ بِهَذَا الْقَوْلِ، فَأَجَابُوهُ: +\v 7 «لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ سَيِّدِي بِمِثْلِ هَذَا الْكَلامِ؟ حَاشَا لِعَبِيدِكَ أَنْ يَرْتَكِبُوا هَذَا الأَمْرَ. +\s5 +\v 8 هُوَذَا الْفِضَّةُ الَّتِي عَثَرْنَا عَلَيْهَا فِي أَفْوَاهِ أَكْيَاسِنَا رَدَدْنَاهَا لَكَ مَعَنَا مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ، فَكَيْفَ نَسْرِقُ فِضَّةً أَوْ ذَهَباً مِنْ بَيْتِ سَيِّدِكَ؟ +\v 9 مَنْ تَجِدْ مَعَهُ الْكَأْسَ مِنْ عَبِيدِكَ يَمُتْ، وَنَكُنْ نَحْنُ أَيْضاً عَبِيداً لِسَيِّدِي». +\v 10 فَقَالَ: «فَلْيَكُنْ كَمَا تَقُولُونَ. فَالَّذِي أَجِدُهَا مَعَهُ يُصْبِحُ عَبْداً لِي، وَالْبَاقُونَ يَكُونُونَ أَبْرِيَاءَ». +\s5 +\v 11 فَبَادَرَ كُلٌّ مِنْهُمْ إِلَى كِيسِهِ وَحَطَّهُ عَلَى الأَرْضِ وَفَتَحَهُ، +\v 12 فَفَتَّشَ مُبْتَدِئاً مِنْ كِيسِ الْكَبِيرِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى كِيسِ الصَّغِيرِ، فَعَثَرَ عَلَى الْكَأْسِ فِي كِيسِ بِنْيَامِينَ. +\v 13 فَمَزَّقُوا ثِيَابَهُمْ وَحَمَلَ كُلٌّ مِنْهُمْ كِيسَهُ عَلَى حِمَارِهِ وَرَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ. +\s5 +\p +\v 14 وَدَخَلَ يَهُوذَا وَإخْوَتُهُ إِلَى بَيْتِ يُوسُفَ إِذْ كَانَ مَا بَرِحَ هُنَاكَ، فَارْتَمَوا أَمَامَهُ إِلَى الأَرْضِ. +\v 15 فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ: «أَيُّ جِنَايَةٍ اقْتَرَفْتُمْ؟ أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّ رَجُلاً مِثْلِي يَسْتَخْدِمُ كَأْسَهُ فِي مَعْرِفَةِ الْغَيْبِ؟» +\s5 +\v 16 فَقَالَ يَهُوذَا: «مَاذَا نَقُولُ لِسَيِّدِي، وَبِمَاذَا نُخَاطِبُهُ، وَكَيْفَ نُبْرِئُ أَنْفُسَنَا؟ إِنَّ اللهَ قَدْ فَضَحَ إِثْمَ عَبِيدِكَ. فَنَحْنُ وَمَنْ عُثِرَ مَعَهُ عَلَى الْكَأْسِ عَبِيدٌ لِسَيِّدِي». +\v 17 فَقَالَ: «حَاشَا لِي أَنْ أَفْعَلَ هَذَا؛ إِنَّمَا الرَّجُلُ الَّذِي عُثِرَ مَعَهُ عَلَى الْكَأْسِ هُوَ يَكُونُ لِي عَبْداً، أَمَّا أَنْتُمْ فَامْضُوا إِلَى أَبِيكُمْ بِأَمَانٍ». +\s5 +\p +\v 18 فَتَقَدَّمَ مِنْهُ يَهُوذَا وَقَالَ: «يَا سَيِّدِي، دَعْ عَبْدَكَ يَنْطِقُ بِكَلِمَةٍ فِي مَسْمَعِ سَيِّدِي، وَلا يَحْتَدِمْ غَضَبُكَ عَلَى عَبْدِكَ، لأَنَّ سُلْطَتَكَ مُمَاثِلَةٌ لِسُلْطَةِ فِرْعَوْنَ. +\v 19 لَقَدْ سَأَلَ سَيِّدِي عَبِيدَهُ: أَلَكُمْ أَبٌ أَوْ أَخٌ؟ +\s5 +\v 20 فَأَجَبْنَا سَيِّدِي: لَنَا أَبٌ شَيْخٌ، وَابْنُ شَيْخُوخَةٍ صَغِيرٌ مَاتَ أَخُوهُ الشَّقِيقُ وَبَقِيَ هُوَ وَحْدَهُ مِنْ أُمِّهِ، وَأَبُوهُ يُحِبُّهُ. +\v 21 فَقُلْتَ لِعَبِيدِكَ: أَحْضِرُوهُ إِلَيَّ لأَرَاهُ بِعَيْنَيَّ. +\v 22 فَقُلْنَا لِسَيِّدِي: لَا يَقْدِرُ الْغُلامُ أَنْ يَتْرُكَ أَبَاهُ لِئَلّا يَمُوتَ أَبُوهُ إِذَا فَارَقَهُ. +\s5 +\v 23 فَقُلْتَ لِعَبِيدِكَ: مَا لَمْ تُحْضِرُوا أَخَاكُمْ إِلَيَّ لَا تَرَوْنَ وَجْهِي بَعْدُ. +\v 24 فَعِنْدَمَا قَدِمْنَا عَلَى عَبْدِكَ أَبِي، أَخْبَرْنَاهُ بِحَدِيثِ سَيِّدِي. +\v 25 فَقَالَ أَبُونَا: ارْجِعُوا وَاشْتَرُوا لَنَا بَعْضَ الطَّعَامِ. +\v 26 فَأَجَبْنَا: لَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ مَا لَمْ نَأْخُذْ أَخَانَا مَعَنَا، لأَنَّنَا لَا نَقْدِرُ أَنْ نُقَابِلَ الرَّجُلَ مَا لَمْ يَكُنْ أَخُونَا الصَّغِيرُ مَعَنَا. +\s5 +\v 27 فَقَالَ لَنَا عَبْدُكَ أَبُونَا: أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ زَوْجَتِي قَدْ أَنْجَبَتْ لِيَ ابْنَيْنِ، +\v 28 فَقَدْتُ أَحَدَهُمَا وَقُلْتُ: إِنَّمَا هُوَ قَدِ افْتُرِسَ افْتِرَاساً. وَلَمْ أَرَهُ إِلَى الآنَ. +\v 29 فَإِنْ أَخَذْتُمْ هَذَا مِنِّي، وَلَحِقَهُ مَكْرُوهٌ، تُنْزِلُونَنِي إِلَى الْقَبْرِ بِشَيْبَةٍ شَقِيَّةٍ. +\s5 +\v 30 فَإِذَا عُدْتُ إِلَى عَبْدِكَ أَبِي الَّذِي تَعَلَّقَتْ نَفْسُهُ بِنَفْسِ الْغُلامِ، وَلَمْ يَكُنِ الْغُلامُ مَعَنَا، +\v 31 وَرَأَى أَنَّ الْغُلامَ مَفْقُودٌ، فَإِنَّهُ يَمُوتُ، وَيُوَارِي عَبِيدُكَ شَيْبَةَ عَبْدِكَ أَبِيهِمْ بِشَقَاءٍ فِي الْقَبْرِ. +\v 32 لأَنَّ عَبْدَكَ ضَمِنَ الْغُلامَ لأَبِي، وَقُلْتُ: إِنْ لَمْ أُرْجِعْهُ إِلَيْكَ أَكُنْ مُذْنِباً إِلَيْكَ مَدَى الْحَيَاةِ. +\s5 +\v 33 فَأَرْجُو مِنْ سَيِّدِي أَنْ يَتَّخِذَنِي عَبْداً لَهُ بَدَلاً مِنْ الْغُلامِ، وَدَعِ الْغُلامَ يَمْضِي مَعَ بَقِيَّةِ إِخْوَتِهِ، +\v 34 إِذْ كَيْفَ يُمْكِنُنِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَى أَبِي وَالْغُلامُ لَيْسَ مَعِي وَأَشْهَدَ مَا يَحِلُّ بِهِ مِنَ الشَّرِّ؟». + +\s5 +\c 45 +\s1 يوسف يكشف عن نفسه +\p +\v 1 فَلَمْ يَسْتَطِعْ يُوسُفُ أَنْ يَتَمَالَكَ نَفْسَهُ أَمَامَ الْمَاثِلِينَ أَمَامَهُ، فَصَرَخَ: «لِيَخْرُجِ الْجَمِيعُ مِنْ هُنَا». فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مَعَ يُوسُفَ حِينَ كَشَفَ عَنْ نَفْسِهِ لإِخْوَتِهِ. +\v 2 وَبَكَى بِصَوْتٍ عَالٍ فَسَمِعَ الْمِصْرِيُّونَ كَمَا سَمِعَ بَيْتُ فِرْعَوْنَ. +\v 3 وَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: «أَنَا يُوسُفُ. فَهَلْ أَبِي مَازَالَ حَيًّا؟» فَلَمْ يَسْتَطِعْ إِخْوَتُهُ أَنْ يُجِيبُوهُ لأَنَّهُمُ امْتَلأُوا رُعْباً مِنْهُ. +\s5 +\p +\v 4 فَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: «اُدْنُوا مِنِّي». فَاقْتَرَبُوا مِنْهُ، فَقَالَ: «أَنَا يُوسُفُ أَخُوكُمُ الَّذِي بِعْتُمُوهُ إِلَى مِصْرَ. +\v 5 فَلا تَتَأَسَّفُوا الآنَ، وَلا يَصْعُبْ عَلَيْكُمْ أَنَّكُمْ بِعْتُمُونِي إِلَى هُنَا، لأَنَّ اللهَ أَرْسَلَنِي أَمَامَكُمْ حِفَاظاً عَلَى حَيَاتِكُمْ. +\v 6 فَقَدْ صَارَ لِلْمَجَاعَةِ فِي هَذِهِ الأَرْضِ سَنَتَانِ، وَبَقِيَتْ خَمْسُ سَنَوَاتٍ لَنْ يَكُونَ فِيهَا فَلاحَةٌ وَلا حَصَادٌ. +\s5 +\v 7 وَقَدْ أَرْسَلَنِي اللهُ أَمَامَكُمْ لِيَجْعَلَ لَكُمْ بَقِيَّةً فِي الأَرْضِ وَيُنْقِذَ حَيَاتَكُمْ بِخَلاصٍ عَظِيمٍ. +\v 8 فَلَسْتُمْ إِذاً أَنْتُمُ الَّذِينَ أَرْسَلْتُمُونِي إِلَى هُنَا بَلِ اللهُ، الَّذِي جَعَلَنِي مُسْتَشَاراً لِفِرْعَوْنَ وَسَيِّداً لِكُلِّ بَيْتِهِ، وَمُتَسَلِّطاً عَلَى جَمِيعِ أَرْضِ مِصْرَ. +\s5 +\v 9 فَأَسْرِعُوا وَارْجِعُوا إِلَى أَبِي وَقُولُوا لَهُ: ابْنُكَ يُوسُفُ يَقُولُ: لَقَدْ أَقَامَنِي اللهُ سَيِّداً عَلَى كُلِّ مِصْرَ. تَعَالَ وَلا تَتَبَاطَأْ. +\v 10 فَتُقِيمَ فِي أَرْضِ جَاسَانَ لِتَكُونَ قَرِيباً مِنِّي أَنْتَ وَبَنُوكَ وَأَحْفَادُكَ وَغَنَمُكَ وَبَقَرُكَ وَكُلُّ مَالَكَ. +\v 11 وَأَعُولُكَ هُنَاكَ لأَنَّ الْجُوعَ سَيَسْتَمِرُّ خَمْسَ سَنَوَاتٍ أُخْرَى، فَلا تَحْتَاجُ أَنْتَ وَعَائِلَتُكَ وَبَهَائِمُكَ. +\s5 +\v 12 وَهَا أَنْتُمْ وَأَخِي بِنْيَامِينُ شُهُودٌ أَنَّنِي أَنَا حَقّاً الَّذِي يُخَاطِبُكُمْ. +\v 13 وَتُحَدِّثُونَ أَبِي عَنْ كُلِّ مَجْدِي فِي مِصْرَ وَعَمَّا شَهِدْتُمُوهُ. وَتُسْرِعُونَ فِي إِحْضَارِ أَبِي إِلَى هُنَا». +\s5 +\p +\v 14 ثُمَّ تَعَانَقَ يُوسُفُ وَبِنْيَامِينُ وَبَكَيَا +\v 15 وَقَبَّلَ يُوسُفُ بَاقِي إِخْوَتِهِ وَبَكَى مَعَهُمْ. وَعِنْدَئِذٍ فَقَطْ تَجَرَّأَ إِخْوَتُهُ عَلَى مُخَاطَبَتِهِ. +\s5 +\p +\v 16 وَسَرَى الْخَبَرُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ وَقِيلَ قَدْ جَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ، فَسَرَّ ذَلِكَ فِرْعَوْنَ، وَعَبِيدَهُ أَيْضاً. +\v 17 وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «اطْلُبْ مِنْ إِخْوَتِكَ أَنْ يُحَمِّلُوا دَوَابَهُمْ بِالْقَمْحِ وَيَرْجِعُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ، +\v 18 لِيُحْضِرُوا أَبَاهُمْ وَأُسَرَهُمْ وَيَجِيئُوا إِلَيَّ، فَأُعْطِيَهُمْ أَفْضَلَ أَرْضِ مِصْرَ لِيَسْتَمْتِعُوا بِخَيْرَاتِهَا. +\s5 +\v 19 وَقَدْ صَدَرَ أَمْرٌ إِلَيْكَ أَنْ يَأْخُذُوا لَهُمْ عَرَبَاتٍ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لِيَنْقُلُوا عَلَيْهَا أَوْلادَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَبَاهُمْ وَيَحْضُرُوا إِلَى هُنَا. +\v 20 لَا يَكْتَرِثُوا لِمَا يُخَلِّفُونَهُ مِنْ مَتَاعٍ، فَخَيْرَاتُ أَرْضِ مِصْرَ كُلِّهَا هِيَ لَهُمْ». +\s5 +\p +\v 21 فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ هَكَذَا، وَأَعْطَاهُمْ يُوسُفُ عَرَبَاتٍ حَسَبَ أَمْرِ فِرْعَوْنَ وَمَؤُونَةً لِلطَّرِيقِ. +\v 22 وَأَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حُلَلَ ثِيَابٍ. أَمَّا بِنْيَامِينُ فَخَصَّهُ بِثَلاثِ مِئَةِ قِطْعَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ وَخَمْسِ حُلَلِ ثِيَابٍ. +\v 23 وَأَرْسَلَ إِلَى أَبِيهِ عَشَرَةَ حَمِيرٍ مُحَمَّلَةٍ بِأَفْضَلِ خَيْرَاتِ مِصْرَ وَعَشْرَ أُتُنٍ مُثْقَلَةٍ بِالْحِنْطَةِ وَخُبْزاً وَطَعَاماً يَقْتَاتُ مِنْهَا فِي الطَّرِيقِ. +\s5 +\v 24 وَهَكَذَا صَرَفَ إِخْوَتَهُ بَعْدَ أَنْ أَوْصَاهُمْ: «لا تَتَخَاصَمُوا فِي الطَّرِيقِ». +\p +\v 25 وَانْطَلَقُوا مِنْ مِصْرَ حَتَّى أَقْبَلُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ إِلَى أَبِيهِمْ يَعْقُوبَ. +\v 26 فَقَالُوا لَهُ: «إِنَّ يُوسُفَ مَازَالَ حَيًّا، وَهُوَ الْمُتَسَلِّطُ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ». فَغُشِيَ عَلَى قَلْبِ يَعْقُوبَ لأَنَّهُ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ. +\s5 +\v 27 ثُمَّ حَدَّثُوهُ بِكَلامِ يُوسُفَ. وَعِنْدَمَا عَايَنَ يَعْقُوبُ الْعَرَبَاتِ الَّتِي أَرْسَلَهَا يُوسُفُ لِتَنْقُلَهُ، انْتَعَشَتْ رُوحُهُ، +\v 28 وَقَالَ: «كَفَى! يُوسُفُ ابْنِي حَيٌّ بَعْدُ، سَأَذْهَبُ لأَرَاهُ قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ». + +\s5 +\c 46 +\s1 يعقوب يرتحل إلى مصر +\p +\v 1 وَارْتَحَلَ إِسْرَائِيلُ وَكُلُّ مَالَهُ حَتَّى وَصَلَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ، فَقَدَّمَ ذَبَائِحَ إِلَى إِلَهِ أَبِيهِ إِسْحاقَ. +\v 2 وَقَالَ اللهُ لإِسْرَائِيلَ فِي رُؤَى اللَّيْلِ: «يَعْقُوبُ، يَعْقُوبُ». فَأَجَابَ: «هَا أَنَا» +\v 3 فَقَالَ: «أَنَا هُوَ اللهُ، إِلَهُ أَبِيكَ. لَا تَخَفْ مِنَ الذَّهَابِ إِلَى مِصْرَ لأَنِّي أَجْعَلُكَ أُمَّةً عَظِيمَةً هُنَاكَ. +\v 4 أَنَا أَصْحَبُكَ إِلَى مِصْرَ، وَأَنَا أُرْجِعُكَ أَيْضاً، وَيُغْمِضُ يُوسُفُ أَجْفَانَكَ بِيَدَيْهِ عِنْدَ مَوْتِكَ». +\s5 +\p +\v 5 فَانْطَلَقَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ. وَحَمَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ أَبَاهُمْ وَأَوْلادَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ فِي الْعَرَبَاتِ الَّتِي أَرْسَلَهَا فِرْعَوْنُ لِنَقْلِهِ. +\v 6 وَأَخَذُوا مَعَهُمْ مَوَاشِيَهُمْ وَمُقْتَنَيَاتِهِمِ الَّتِي اقْتَنَوْهَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَجَاءُوا جَمِيعاً إِلَى مِصْرَ، +\v 7 فَقَدْ صَحِبَ يَعْقُوبُ مَعَهُ إِلَى مِصْرَ أَبْنَاءَهُ وَأَحْفَادَهُ مِنْ بَنِينَ وَبَنَاتٍ، وَسَائِرَ ذُرِّيَّتِهِ. +\s5 +\p +\v 8 وَهَذِهِ أَسْمَاءُ أَبْنَاءِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ قَدِمُوا مَعَهُ إِلَى مِصْرَ. يَعْقُوبُ وَأَبْنَاؤُهُ: رَأُوبَيْنُ بِكْرُ يَعْقُوبَ. +\v 9 وَأَبْنَاءُ رَأُوبَيْنَ: حَنُوكُ وَفَلُّو وَحَصْرُونُ وَكَرْمِي. +\v 10 وَأَبْنَاءُ شِمْعُونَ: يَمُوئِيلُ وَيَامِينُ وَأُوهَدُ وَيَاكِينُ وَصُوحَرُ وَشَأُولُ ابْنُ الْكَنْعَانِيَّةِ. +\v 11 وَأَبْنَاءُ لاوِي: جِرْشُونُ وَقَهَاتُ وَمَرَارِي. +\s5 +\v 12 وَأَبْنَاءُ يَهُوذَا: عِيرٌ وَأُونَانُ وَشِيلَةُ وَفَارَصُ وَزَارَحُ. وَمَاتَ عِيرٌ وَأُونَانُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. وَأَمَّا ابْنَا فَارَصَ فَهُمَا حَصْرُونُ وَحَامُولُ. +\v 13 وَأَبْنَاءُ يَسَّاكَرَ: تُولاعُ وَفَوَّةُ وَيُوبٌ وَشِمْرُونُ. +\v 14 وَأَبْنَاءُ زَبُولُونَ: سَارَدُ وَإِيلُونُ وَيَاحَلْئِيلُ. +\v 15 هَؤُلاءِ جَمِيعُهُمْ أَبْنَاءُ لَيْئَةَ الَّذِينَ أَنْجَبَتْهُمْ لِيَعْقُوبَ فِي سَهْلِ أَرَامَ، فَضْلاً عَنِ ابْنَتِهِ دِينَةَ. فَكَانَ مَجْمُوعُ عَدَدِ بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ وَأَحْفَادِهِ مِنْ لَيْئَةَ ثَلاثَةً وَثَلاثِينَ. +\s5 +\p +\v 16 وَأَبْنَاءُ جَادٍ صِفْيُونُ وَحَجِّي وَشُونِي وَأَصْبُونَ وَعِيرِي وَأَرُودِي وَأَرْئِيلِي. +\v 17 وَأَبْنَاءُ أَشِيرَ: يِمْنَةُ وَيِشْوَةُ وَيِشْوِيُ وَبَرِيعَةُ وَأُخْتُهُمْ سَارَحُ. أَمَّا ابْنَا بَرِيعَةَ فَهُمَا حَابَرُ وَمَلْكِيئِيلُ. +\v 18 هُؤُلاءِ هُمْ بَنُو زِلْفَةَ جَارِيَةِ لَيْئَةَ الَّتِي وَهَبَهَا إِيَّاهَا لابَانُ. فَكَانَ عَدَدُ ذُرِّيَّتِهَا الَّتِي أَنْجَبَتْهَا لِيَعْقُوبَ سِتَّ عَشْرَةَ نَفْساً. +\s5 +\p +\v 19 أَمَّا ابْنَا رَاحِيلَ زَوْجَةِ يَعْقُوبَ فَهُمَا يُوسُفُ وَبِنْيَامِينُ. +\v 20 وَوُلِدَ لِيُوسُفَ فِي أَرْضِ مِصْرَ مَنَسَّى وَأَفْرَايِمُ اللَّذَانِ أَنْجَبَتْهُمَا لَهُ أَسْنَاتُ ابْنَةُ فُوطِيفَارَعَ كَاهِنِ أُونٍ. +\v 21 وَأَبْنَاءُ بِنْيَامِينَ بَالَعُ وَبَاكَرُ وَأَشْبِيلُ وَجِيرَا وَنَعْمَانُ وَإِيحِي وَرُوشُ وَمُفِّيمُ وَحُفِّيمُ وَأَرْدُ +\v 22 هَؤُلاءِ ذُرِّيَّةُ رَاحِيلَ الَّذِينَ وُلِدُوا لِيَعْقُوبَ. وَعَدَدُهُمْ جَمِيعاً أَرْبَعَةَ عَشَرَ شَخْصاً. +\s5 +\p +\v 23 وَابْنُ دَانٍ هُوَ حُوشِيمُ. +\v 24 وَأَبْنَاءُ نَفْتَالِي: يَاحَصْئِيلُ وَجُونِي وَيِصْرُ وَشِلِّيمُ. +\v 25 هَؤُلاءِ بَنُو يَعْقُوبَ الَّذِينَ أَنْجَبَتْهُمْ لَهُ بِلْهَةُ جَارِيَةُ رَاحِيلَ الَّتِي أَعْطَاهَا إِيَّاهَا أَبُوهَا لابَانُ، وَعَدَدُهُمْ جَمِيعاً سَبْعَةُ أَشْخَاصٍ. +\s5 +\p +\v 26 فَكَانَ عَدَدُ جَمِيعِ الأَشْخَاصِ الْخَارِجِينَ مِنْ صُلْبِ يَعْقُوبَ، مِمَّنْ وَفَدُوا إِلَى مِصْرَ، سِتَّةً وَسِتِّينَ شَخْصاً مَاعَدَا زَوْجَاتِ أَبْنَائِهِ. +\v 27 وَابْنَا يُوسُفَ اللَّذَانِ وُلِدَا لَهُ فِي مِصْرَ هُمَا شَخْصَانِ. فَيَكُونُ عَدَدُ نُفُوسِ بَيْتِ يَعْقُوبَ الَّتِي قَدِمَتْ إِلَى مِصْرَ سَبْعِينَ نَفْساً. +\s5 +\p +\v 28 وَأَرْسَلَ يَعْقُوبُ يَهُوذَا أَمَامَهُ إِلَى يُوسُفَ لِيَدُلَّهُ عَلَى الطَّرِيقِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى جَاسَانَ. +\v 29 فَأَعَدَّ يُوسُفُ مَرْكَبَتَهُ وَصَعِدَ لِلِقَاءِ أَبِيهِ إِسْرَائِيلَ فِي جَاسَانَ. وَمَا إِنْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ حَتَّى عَانَقَهُ يُوسُفُ وَبَكَى زَمَاناً طَوِيلاً. +\v 30 وَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ: «دَعْنِي أَمُوتُ الآنَ إِذْ قَدْ أَبْصَرْتُ وَجْهَكَ وَرَأَيْتُ أَنَّكَ مَازِلْتَ حَيًّا». +\s5 +\p +\v 31 وَخَاطَبَ يُوسُفُ إخْوَتَهُ وَبَيْتَ أَبِيهِ: «أَنَا مَاضٍ الآنَ إِلَى فِرْعَوْنَ لأُخْبِرَهُ أَنَّ إخْوَتِي وَبَيْتَ أَبِي الْمُقِيمِينَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ قَدْ قَدِمُوا إِلَيَّ. +\v 32 وَهُمْ رُعَاةُ غَنَمٍ، وَحِرْفَتُهُمْ رِعَايَةُ الْمَوَاشِي، لِذَلِكَ أَحْضَرُوا مَعَهُمْ غَنَمَهُمْ وَبَقَرَهُمْ وَكُلَّ مَالَهُمْ. +\s5 +\v 33 فَإِذَا دَعَاكُمْ وَسَأَلَكُمْ: مَا حِرْفَتُكُمْ؟ +\v 34 قُولُوا: حِرْفَتُنَا رِعَايَةُ الْمَوَاشِي مُنْذُ صِبَانَا إِلَى الآنَ، كَذَلِكَ نَحْنُ وَهَكَذَا كَانَ آبَاؤُنَا جَمِيعاً. لِكَيْ تُقِيمُوا فِي أَرْضِ جَاسَانَ؛ لأَنَّ كُلَّ رَاعِي غَنَمٍ نَجِسٌ لَدَى الْمِصْرِيِّينَ». + +\s5 +\c 47 +\p +\v 1 وَمَثَلَ يُوسُفُ أَمَامَ فِرْعَوْنَ وَقَالَ لَهُ: «لَقَدْ جَاءَ أَبِي وَإِخْوَتِي مَعَ قُطْعَانِهِمْ وَمَوَاشِيهِمْ وَكُلِّ مَالَهُمْ مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ، وَهَا هُمُ الآنَ فِي أَرْضِ جَاسَانَ». +\v 2 وَأَخَذَ خَمْسَةً مِنْ إِخْوَتِهِ وَقَدَّمَهُمْ إِلَى فِرْعَوْنَ. +\s5 +\v 3 فَسَأَلَهُمْ فِرْعَوْنُ: «مَا هِيَ حِرْفَتُكُمْ؟» فَأَجَابُوهُ: «عَبِيدُكَ وَآبَاؤُهُمْ رُعَاةُ غَنَمٍ. +\v 4 وَلَقَدْ جِئْنَا لِنَتَغَرَّبَ فِي الأَرْضِ إِذْ لَيْسَ لِغَنَمِ عَبِيدِكَ مَرْعىً مِنْ جَرَّاءِ وَطْأَةِ الْجُوعِ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، فَدَعْ عَبِيدَكَ يُقِيمُونَ فِي أَرْضِ جَاسَانَ». +\s5 +\p +\v 5 فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «لَقَدْ جَاءَ إِلَيْكَ أَبُوكَ وَإِخْوَتُكَ، +\v 6 وَأَرْضُ مِصْرَ أَمَامَكَ، فَأَنْزِلْ أَبَاكَ وَإِخْوَتَكَ فِي أَفْضَلِ الأَرْضِ. دَعْهُمْ يُقِيمُونَ فِي أَرْضِ جَاسَانَ. وَإِنْ كُنْتَ تَعْرِفُ أَنَّ بَيْنَهُمْ ذَوِي خِبْرَةٍ فَاعْهَدْ إِلَيْهِمْ فِي الإِشْرَافِ عَلَى مَوَاشِيَّ». +\s5 +\p +\v 7 ثُمَّ أَحْضَرَ يُوسُفُ أَبَاهُ يَعْقُوبَ وَأَوْقَفَهُ أَمَامَ فِرْعَوْنَ، فَبَارَكَ يَعْقُوبُ فِرْعَوْنَ. +\v 8 وَسَأَلَ فِرْعَوْنُ يَعْقُوبَ: «كَمْ هُوَ عُمْرُكَ؟» +\v 9 فَأَجَابَ يَعْقُوبُ فِرْعَوْنَ: «سَنَوَاتُ غُرْبَتِي مِئَةٌ وَثَلاثُونَ سَنَةً، قَلِيلَةٌ وَشَاقَّةٌ، وَلَمْ تَبْلُغْ سِنِي غُرْبَةِ آبَائِي». +\v 10 ثُمَّ بَارَكَ يَعْقُوبُ فِرْعَوْنَ وَخَرَجَ مِنْ لَدُنِهِ. +\s5 +\p +\v 11 وَأَنْزَلَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ فِي مِصْرَ وَمَلَّكَهُمْ فِي رَعَمْسِيسَ أَجْوَدَ الأَرْضِ كَمَا أَمَرَ فِرْعَوْنُ. +\v 12 وَأَمَدَّ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَهْلَ بَيْتِ أَبِيهِ بِالطَّعَامِ عَلَى حَسَبِ عَدَدِ أَوْلادِهِمْ. +\s1 يوسف والمجاعة +\s5 +\p +\v 13 وَنَفَدَ الْخُبْزُ فِي جَمِيعِ الْبِلادِ لِشِدَّةِ الْمَجَاعَةِ، وَأَقْحَلَتْ أَرْضُ مِصْرَ وَأَرْضُ كَنْعَانَ مِنَ الْجُوعِ. +\v 14 فَقَايَضَ يُوسُفُ الْقَمْحَ الَّذِي بِيعَ بِكُلِّ الْفِضَّةِ الْمَوْجُودَةِ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَفِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَحَمَلَهَا إِلَى خَزِينَةِ فِرْعَوْنَ. +\s5 +\v 15 وَعِنْدَمَا نَفَدَتِ الْفِضَّةُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَمِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ أَقْبَلَ جَمِيعُ الْمِصْرِيِّينَ إِلَى يُوسُفَ قَائِلِينَ: «أَعْطِنَا خُبْزاً، فَلِمَاذَا نَمُوتُ أَمَامَ عَيْنَيْكَ؟ إِنَّ فِضَّتَنَا قَدْ نَفَدَتْ». +\v 16 فَأَجَابَهُمْ: «إِنْ نَفَدَتْ فِضَّتُكُمْ، فَهَاتُوا مَوَاشِيَكُمْ أُقَايِضُكُمْ بِها طَعَاماً». +\v 17 فَأَتَوْا بِمَوَاشِيهِمْ، فَقَايَضَهُمْ يُوسُفُ خُبْزاً بِالْخَيْلِ وَمَوَاشِي الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ. وَهَكَذَا قَايَضَ جَميِعَ مَوَاشِيهِمْ بِالْخُبْزِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ. +\s5 +\p +\v 18 وَعِنْدَمَا انْقَضَتْ تِلْكَ السَّنَةُ، أَقْبَلُوا إِلَيْهِ فِي السَّنَةِ التَّالِيَةِ قَائِلِينَ: «لا نُخْفِي عَنْ سَيِّدِي أَنَّ فِضَّتَنَا قَدْ نَفَدَتْ، وَأَنَّ مَوَاشِيَ الْبَهَائِمِ قَدْ أَصْبَحَتْ عِنْدَ سَيِّدِي، وَلَمْ يَبْقَ أَمَامَهُ إِلّا أَبْدَانُنَا وَأَرَاضِينَا، +\v 19 فَلِمَاذَا نَمُوتُ نَحْنُ، وَأَرْضُنَا أَمَامَ عَيْنَيْكَ، اشْتَرِنَا نَحْنُ وَأَرْضَنَا لِقَاءَ الْخُبْزِ فَنُصْبِحَ نَحْنُ وَأَرَاضِينَا عَبِيداً لِفِرْعَوْنَ. وَأَعْطِنَا بُذُوراً لِنَزْرَعَهَا فَنَحْيَا وَلا نَمُوتَ وَلا تَصِيرَ أَرَاضِينَا مُقْفِرَةً». +\s5 +\p +\v 20 وَهَكَذَا اشْتَرَى يُوسُفُ لِفِرْعَوْنَ كُلَّ أَرْضِ مِصْرَ، لأَنَّ جَمِيعَ الْمِصْرِيِّينَ بَاعُوا حُقُولَهُمْ مِنْ جَرَّاءِ الْمَجَاعَةِ الَّتِي أَلَمَّتْ بِهِمْ، وَصَارَتْ كُلُّ الأَرْضِ مِلْكاً لِفِرْعَوْنَ. +\v 21 أَمَّا الشَّعْبُ فَقَدْ نَقَلَهُمْ إِلَى الْمُدُنِ مِنْ أَقْصَى حُدُودِ مِصْرَ إِلَى أَقْصَاهَا. +\v 22 إِلّا أَنَّ أَرْضَ الْكَهَنَةِ لَمْ يَشْتَرِهَا، إِذْ كَانَ لِلْكَهَنَةِ مُخَصَّصَاتٌ مُعَيَّنَةٌ أَجْرَاهَا عَلَيْهِمْ فِرْعَوْنُ، فَكَانُوا يَأْكُلُونَ مِنْهَا، فَلَمْ يَبِيعُوا أَرْضَهُمْ. +\s5 +\p +\v 23 ثُمَّ قَالَ يُوسُفُ لِلشَّعْبِ: «هَا قَدِ اشْتَرَيْتُكُمُ الْيَوْمَ أَنْتُمْ وَأَرْضَكُمْ فَصِرْتُمْ مِلْكاً لِفِرْعَوْنَ، فَإِلَيْكُم الْبِذَارَ لِتَزْرَعُوا الأَرْضَ. +\v 24 وَيَكُونُ فِي مَوْسِمِ الْحَصَادِ أَنَّكُمْ تُقَدِّمُونَ لِفِرْعَوْنَ خُمْسَ الْغَلَّةِ وَتَحْتَفِظُونَ لَكُمْ بِالأَرْبَعَةِ الأَخْمَاسِ لِتَكُونَ بِذَاراً لِلْحَقْلِ وَطَعَاماً لَكُمْ وَلِمَنْ فِي بُيُوتِكُمْ وَلأَوْلادِكُمْ». +\s5 +\v 25 فَأَجَابُوا: «لَقَدْ أَنْقَذْتَ حَيَاتَنَا، فَيَا لَيْتَنَا نَحْظَى بِرِضَى سَيِّدِنَا فَنَكُونَ عَبِيداً لِفِرْعَوْنَ» +\v 26 وَمِنْ ذَلِكَ الْحِينِ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا جَعَلَ يُوسُفُ فَرِيضَةَ الْخُمْسِ هَذِهِ ضَرِيبَةً عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ، تُجْبَى لِفِرْعَوْنَ، بِاسْتِثْنَاءِ أَرْضِ الْكَهَنَةِ الَّتِي لَمْ تُصْبِحْ مِلْكاً لِفِرْعَوْنَ. +\s1 وعد يوسف ليعقوب +\s5 +\p +\v 27 وَأَقَامَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي مِصْرَ فِي أَرْضِ جَاسَانَ. وَاقْتَنَوْا فِيهَا أَمْلاكاً وَأَثْمَرُوا وَتَكَاثَرُوا. +\v 28 وَعَاشَ يَعْقُوبُ فِي أَرْضِ مِصْرَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً حَتَّى بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ مِئَةً وَسَبْعَةً وَأَرْبَعِينَ عَاماً. +\s5 +\v 29 وَعِنْدَمَا قَرُبَ يَوْمُ وَفَاتِهِ، اسْتَدْعَى ابْنَهُ يُوسُفَ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ، فَضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخْذِي، وَأَسْدِ لِي مَعْرُوفاً وَأَمَانَةً: لَا تَدْفِنِّي فِي مِصْرَ +\v 30 بَلْ دَعْنِي أَضْطَجِعُ إِلَى جُوَارِ آبَائِي. انْقُلْنِي مِنْ مِصْرَ وَوَارِنِي فِي مَدْفَنِهِمْ»، فَقَالَ: «أَنَا أَفْعَلُ حَسَبَ قَوْلِكَ». +\v 31 فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِي». فَحَلَفَ لَهُ، فَسَجَدَ يَعْقُوبُ (شَاكِراً) عَلَى رَأْسِ السَّرِيرِ. + +\s5 +\c 48 +\s1 منسى وأفرايم +\p +\v 1 ثُمَّ مَا لَبِثَ أَنْ قِيلَ لِيُوسُفَ: «أَبُوكَ مَرِيضٌ» فَاصْطَحَبَ مَعَهُ ابْنَيْهِ مَنَسَّى وَأَفْرَايِمَ. +\v 2 وَقِيلَ لِيَعْقُوبَ: «ابْنُكَ يُوسُفُ قَادِمٌ إِلَيْكَ». فَاسْتَجْمَعَ قُوَاهُ وَجَلَسَ عَلَى السَّرِيرِ. +\s5 +\p +\v 3 وَقَالَ يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ: «تَجَلَّى اللهُ الْقَدِيرُ لِي فِي لُوزَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَبَارَكَنِي، +\v 4 وَقَالَ لِي: هَا أَنَا أَجْعَلُكَ مُثْمِراً، وَأُكَثِّرُكَ وَيَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ جُمْهُورُ شُعُوبٍ وَأَهَبُ ذُرِّيَّتَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِلْكاً أَبَدِيًّا. +\s5 +\v 5 وَالآنَ، إِنَّ ابْنَيْكَ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى اللَّذَيْنِ أَنْجَبْتَهُمَا فِي مِصْرَ قَبْلَ مَجِيئِي إِلَيْكَ هُنَا هُمَا لِي يَرِثَانِنِي كَرَأُوبَيْنَ وَشِمْعُونَ. +\v 6 وَأَمَّا أَوْلادُكَ الَّذِينَ تُنْجِبُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ، فَيَكُونُونَ لَكَ، وَمَا يَرِثُونَهُ يَكُونُ تَحْتَ اسْمِ أَخَوَيْهِمْ. +\v 7 لأَنَّنِي فِيمَا كُنْتُ رَاجِعاً مِنْ سَهْلِ أَرَامَ، مَاتَتْ رَاحِيلُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ فِي الطَّرِيقِ عَلَى مَقْرُبَةٍ مِنْ أَفْرَاتَةَ، فَدَفَنْتُهَا فِي الطَّرِيقِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى أَفْرَاتَةَ، الَّتِي هِيَ بَيْتُ لَحْمٍ». +\s5 +\p +\v 8 وَأَبْصَرَ إِسْرَائِيلُ ابْنَيْ يُوسُفَ فَسَأَلَ: «مَنْ هَذَانِ؟» +\v 9 فَأَجَابَهُ يُوسُفُ: «هُمَا ابْنَايَ اللَّذَانِ رَزَقَنِي إِيَّاهُمَا اللهُ هُنَا». فَقَالَ: «أَدْنِهُمَا مِنِّي فَأُبَارِكَهُمَا». +\v 10 وَكَانَتْ عَيْنَا إِسْرَائِيلَ قَدْ كَلَّتَا مِنَ الشَّيْخُوخَةِ، فَلَمْ يَكُنْ قَادِراً عَلَى النَّظَرِ، فَقَرَّبَهُمَا إِلَيْهِ فَقَبَّلَهُمَا وَاحْتَضَنَهُمَا +\s5 +\v 11 وَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ: «مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّنِي أُبْصِرُ وَجْهَكَ، وَهُوَذَا اللهُ قَدْ أَرَانِي ذُرِّيَّتَكَ أَيْضاً». +\v 12 ثُمَّ أَبْعَدَهُمَا يُوسُفُ عَنْ حِضْنِ أَبِيهِ وَسَجَدَ فِي حَضْرَتِهِ إِلَى الأَرْضِ. +\p +\v 13 وَأَخَذَ يُوسُفُ أَفْرَايِمَ بِيَمِينِهِ وَأَوْقَفَهُ إِلَى يَسَارِ إِسْرَائِيلَ، وَأَخَذَ مَنَسَّى بِيَسَارِهِ وَأَوْقَفَهُ إِلَى يَمِينِهِ، +\s5 +\v 14 فَمَدَّ إِسْرَائِيلُ يَمِينَهُ، مُتَعَمِّداً، وَوَضَعَهَا عَلَى رَأْسِ أَفْرَايِمَ وَهُوَ الصَّغِيرُ، وَيَسَارَهُ عَلَى رَأْسِ مَنَسَّى مَعْ أَنَّهُ الْبِكْرُ. +\v 15 وَبَارَكَ يُوسُفَ قَائِلاً: «إِنَّ اللهَ الَّذِي سَلَكَ أَمَامَهُ أَبَوَايَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحاقُ، اللهَ الَّذِي رَعَانِي مُنْذُ وُجُودِي إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، +\v 16 الْمَلاكَ الَّذِي أَنْقَذَنِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ، يُبَارِكُ الْغُلامَيْنِ، وَلْيُدْعَ عَلَيْهِمَا اسْمِي وَاسْمَا أَبَوَيَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحاقَ، وَلْيَكْثُرَا كَثِيراً فِي الأَرْضِ». +\s5 +\p +\v 17 وَعِنْدَمَا رَأَى يُوسُفُ أَنَّ أَبَاهُ قَدْ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِ أَفْرَايِمَ سَاءَهُ ذَلِكَ، فَأَمْسَكَ بِيَدِ أَبِيهِ لِيَنْقُلَهَا مِنْ رَأْسِ أَفْرَايِمَ إِلَى رَأْسِ مَنَسَّى. +\v 18 وَقَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ: «لَيْسَ هَكَذَا يَا أَبِي. فَهَذَا هُوَ الْبِكْرُ، ضَعْ يَمِينَكَ عَلَى رَأْسِهِ». +\s5 +\v 19 فَأَبَى أَبُوهُ وَقَالَ: «أَنَا أَعْرِفُ هَذَا يَا ابْنِي، أَنَا أَعْرِفُ هَذَا، فَإِنَّهُ أَيْضاً يُصْبِحُ أُمَّةً عَظِيمَةً، وَلَكِنَّ أَخَاهُ الصَّغِيرَ يُصْبِحُ أَكْبَرَ مِنْهُ، وَذُرِّيَّتَهُ تَصِيرُ جُمْهُوراً مِنَ الأُمَمِ». +\v 20 وَبَارَكَهُمَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَائِلاً: «بِكَ يَتَبَارَكُ بَنُو إِسْرَائِيلَ قَائِلِينَ: ’لِيَجْعَلْكَ اللهُ مِثْلَ أَفْرَايِمَ وَمِثْلَ مَنَسَّى‘». وَهَكَذَا قَدَّمَ أَفْرَايِمَ عَلَى مَنَسَّى. +\s5 +\v 21 ثُمَّ قَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ: «إِنَّنِي مُشْرِفٌ عَلَى الْمَوْتِ وَلَكِنَّ اللهَ سَيَكُونُ مَعَكُمْ وَيَرُدُّكُمْ إِلَى أَرْضِ آبَائِكُمْ. +\v 22 وَهَا أَنَا قَدْ وَهَبْتُ لَكَ مِنَ الأَرْضِ سَهْماً وَاحِداً عَلاوَةً عَلَى إِخْوَتِكَ، أَخَذْتُهُ مِنَ الأَمُورِيِّينَ بِسَيْفِي وَقَوْسِي». + +\s5 +\c 49 +\s1 يعقوب يبارك أبناءه +\p +\v 1 ثُمَّ اسْتَدْعَى يَعْقُوبُ أَبْنَاءَهُ وَقَالَ: «الْتَفُّوا حَوْلِي لأُنْبِئَكُمْ بِمَا سَيَحْدُثُ لَكُمْ فِي الأَيَّامِ الْمُقْبِلَةِ. +\v 2 اجْتَمِعُوا وَاسْمَعُوا يَا أَبْنَاءَ يَعْقُوبَ، وَأَصْغَوْا إِلَى إِسْرَائِيلَ أَبِيكُمْ. +\s5 +\v 3 رَأُوبَيْنُ أَنْتَ بِكْرِي وَقُوَّتِي وَأَوَّلُ مَظْهَرِ رُجُولَتِي، فَضْلُ الرِّفْعَةِ وَفَضْلُ الْعِزِّ +\v 4 لَكِنَّكَ فَائِرٌ كَالْمَاءِ لِذَلِكَ لَنْ تَظَلَّ مُتَفَوِّقاً، لأَنَّكَ اضْطَجَعْتَ فِي فِرَاشِ أَبِيكَ. صَعِدْتَ عَلَى سَرِيرِي فَدَنَّسْتَهُ. +\s5 +\v 5 شِمْعُونُ وَلاوِي أَخَوَانِ سُيُوفُهُمَا آلاتُ ظُلْمٍ. +\v 6 فَيَا نَفْسِي لَا تَدْخُلِي فِي مَجْلِسِهِمَا، وَيَا رُوحِي لَا تَنْضَمِّي إِلَى مَجْمَعِهِمَا. +\s5 +\v 7 لأَنَّهُمَا فِي غَضَبِهِمَا يَقْتُلانِ النَّاسَ، وَفِي رِضَاهُمَا يُعَرْقِلانِ الثِّيرَانَ. مَلْعُونٌ سْخْطُهُمَا لأَنَّهُ عَنِيفٌ وَغَضَبُهُمَا لأَنَّهُ ضَارٍ. أُفَرِّقُهُمَا فِي يَعْقُوبَ وَأُشَتِّتُهُمَا فِي إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\v 8 يَهُوذَا، إِيَّاكَ يَحْمَدُ إِخْوَتُكَ، وَتَكُونُ يَدُكَ عَلَى عُنُقِ أَعْدَائِكَ، وَيَسْجُدُ لَكَ بَنُو أَبِيكَ. +\s5 +\v 9 يَهُوذَا شِبْلُ أَسَدٍ، عَنْ فَرِيسَةٍ قُمْتَ يَا ابْنِي. ثُمَّ جَثَا وَرَبَضَ كَأَسَدٍ أَوْ كَلَبْوَةٍ، فَمَنْ يَجْرُؤُ عَلَى إِثَارَتِهِ؟ +\s5 +\v 10 لَا يَزُولُ صَوْلَجَانُ الْمُلْكِ مِنْ يَهُوذَا وَلا مُشْتَرِعٌ مِنْ صُلْبِهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُوهُ (وَمَعْنَاهُ: مَنْ لَهُ الأَمْرُ) فَتُطِيعُهُ الشُّعُوبُ. +\s5 +\v 11 يَرْبِطُ بِالْكَرْمَةِ جَحْشَهُ، وَبِأَفْضَلِ جَفْنَةٍ ابْنَ أَتَانِهِ. بِالْخَمْرِ يَغْسِلُ لِبَاسَهُ وَبِدَمِ الْعِنَبِ ثَوْبَهُ. +\v 12 تَكُونُ عَيْنَاهُ أَشَدَّ سَوَاداً مِنَ الْخَمْرِ، وَأَسْنَانُهُ أَكْثَرَ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ. +\s5 +\v 13 زَبُولُونُ يَسْكُنُ عِنْدَ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ، وَيُصْبِحُ مَقَرُّهُ مَرْفَأً لِلسُّفُنِ، وَتَمْتَدُّ تُخُومُهُ نَحْوَ صَيْدَا +\s5 +\v 14 يَسَّاكَرُ حِمَارٌ قَوِيٌّ رَابِضٌ بَيْنَ الْحَظَائِرِ. +\v 15 عِنْدَمَا يَرَى خُصُوبَةَ مَرْتَعِهِ وَبَهْجَةَ أَرْضِهِ، تَسْتَكِينُ كَتِفَاهُ لِلأَثْقَالِ، وَيُسْتَعْبَدُ لِلْعَمَلِ الشَّاقِ. +\s5 +\v 16 دَانٌ يَقْضِي لِشَعْبِهِ كَأَحَدِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. +\v 17 دَانٌ يَكُونُ ثُعْبَاناً عَلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ وَأُفْعُوَاناً عَلَى السَّبِيلِ، يَلْسَعُ عَقِبَيِ الْفَرَسِ فَيَهْوِي رَاكِبُهُ إِلَى الْوَرَاءِ. +\v 18 إِنَّنِي انْتَظَرْتُ خَلاصَكَ يَا رَبُّ. +\s5 +\p +\v 19 جَادٌ يَقْتَحِمُهُ الْغُزَاةُ، وَلَكِنَّهُ يُطَارِدُ فُلُولَهُمْ وَيَقْحَمُهُمْ. +\v 20 طَعَامُ أَشِيرَ دَسِمٌ، وَأَطَايبُهُ صَالِحَةٌ لِمَوَائِدِ الْمُلُوكِ. +\v 21 نَفْتَالِي غَزَالَةٌ طَلِيقَةٌ يُرَدِّدُ أَقْوَالاً جَمِيلَةً. +\s5 +\v 22 يُوسُفُ كَرْمَةٌ مُثْمِرَةٌ إِلَى جُوَارِ عَيْنٍ، تَسَلَّقَتْ أَغْصَانُهُ الْحَائِطَ. +\v 23 يُهَاجِمُهُ الرُّمَاةُ بِمَرَارَةٍ. وَيُطْلِقُونَ سِهَامَهُمْ عَلَيْهِ بِعَدَاوَةٍ. +\s5 +\v 24 وَلَكِنْ قَوْسُهُ ظَلَّتْ مَتِينَةً، وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ بِفَضْلِ سَوَاعِدِ عَزِيزِ يَعْقُوبَ، الرَّاعِي صَخْرِ إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\v 25 بِفَضْلِ إِلَهِ أَبِيكَ الَّذِي يُعِينُكَ، بِفَضْلِ الْقَدِيرِ الَّذِي يُبَارِكُكَ بِبَرَكَاتِ السَّمَاوَاتِ مِنْ فَوْقُ، وَبَرَكَاتِ الْغَمْرِ مِنْ تَحْتُ، وَبَرَكَاتِ الثَّدْيِ وَالرَّحِمِ. +\s5 +\v 26 إِنَّ بَرَكَاتِ أَبِيكَ أَعْظَمُ مِنْ بَرَكَاتِ الْجِبَالِ الدَّهْرِيَّةِ، وَأَعْظَمُ مِنْ ذَخَائِرِ التِّلالِ الْقَدِيمَةِ، فَلْتَحُلَّ جَمِيعُهَا عَلَى رَأْسِكَ يَا يُوسُفُ وَعَلَى جَبِينِ الَّذِي انْفَصَلَ عَنْ إِخْوَتِهِ. +\s5 +\v 27 بَنْيَامِينُ ذِئْبٌ ضَارٍ، يَفْتَرِسُ ضَحِيَّتَهُ فِي الصَّبَاحِ، وَيُفَرِّقُ الْغَنِيمَةَ فِي الْمَسَاءِ». +\s5 +\p +\v 28 هَؤُلاءِ جَمِيعاً هُمْ رُؤَسَاءُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ. وَهَذَا مَا خَاطَبَهُمْ بِهِ أَبُوهُمْ وَبَارَكَهُمْ؛ كُلُّ وَاحِدٍ بِالْبَرَكَةِ الْمُنَاسِبَةِ لَهُ. +\s1 موت يعقوب +\p +\v 29 ثُمَّ أَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «قَرِيباً أَنْضَمُّ إِلَى آبَائِي، فَادْفِنُونِي إِلَى جُوَارِهِمْ فِي مَغَارَةِ حَقْلِ عِفْرُونَ الْحِثِّيِّ. +\v 30 الَّتِي فِي حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ الْمُوَاجِهَةِ لِمَمْرَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، الَّتِي اشْتَرَاهَا إِبْرَاهِيمُ مَعَ الْحَقْلِ مِنْ عِفْرُونَ الْحِثِّيِّ لِتَكُونَ مَدْفَناً خَاصّاً. +\s5 +\v 31 فِيهَا دُفِنَ إِبْرَاهِيمُ وَزَوْجَتُهُ سَارَةُ، ثُمَّ إِسْحاقُ وَزَوْجَتُهُ رِفْقَةُ، وَأَيْضاً دَفَنْتُ لَيْئَةَ. +\v 32 وَقَدِ اشْتَرَى إِبْرَاهِيمُ الْحَقْلَ وَالْمَغَارَةَ الَّتِي فِيهِ مِنَ الْحِثِّيِّينَ.» +\v 33 وَلَمَّا فَرَغَ يَعْقُوبُ مِنْ تَوْصِيَةِ أَبْنَائِهِ تَمَدَّدَ عَلَى سَرِيرِهِ، وَضَمَّ رِجْلَيْهِ مَعاً، ثُمَّ أَسْلَمَ رُوحَهُ وَلَحِقَ بِآبَائِهِ. + +\s5 +\c 50 +\p +\v 1 فَأَلْقَى يُوسُفُ بِنَفْسِهِ عَلَى جُثْمَانِ أَبِيهِ، وَبَكَى وَقَبَّلَهُ. +\v 2 ثُمَّ أَمَرَ يُوسُفُ عَبِيدَهُ الأَطِبَّاءَ أَنْ يُحَنِّطُوا أَبَاهُ. +\v 3 وَقَدِ اسْتَغْرَقَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ يَوْماً، وَهِيَ الأَيَّامُ الْمَطْلُوبَةُ لاسْتِكْمَالِ التَّحْنِيطِ. وَبَكَى الْمِصْرِيُّونَ عَلَيْهِ سَبْعِينَ يَوْماً. +\s5 +\p +\v 4 وَبَعْدَمَا انْقَضَتْ أَيَّامُ النُّوَاحِ عَلَيْهِ، قَالَ يُوسُفُ لأَهْلِ بَيْتِ فِرْعَوْنَ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكُمْ، فَتَكَلَّمُوا فِي مَسَامِعِ فِرْعَوْنَ قَائِلِينَ: +\v 5 لَقَدِ اسْتَحْلَفَنِي أَبِي وَقَالَ: أَنَا مُشْرِفٌ عَلَى الْمَوْتِ، فَادْفِنِّي فِي الْقَبْرِ الَّذِي حَفَرْتُهُ لِنَفْسِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، فَاسْمَحْ لِيَ الآنَ بِأَنْ أَمْضِيَ لأَدْفِنَ أَبِي ثُمَّ أَعُودَ». +\v 6 فَقَالَ فِرْعَوْنُ: «امْضِ وَادْفِنْ أَبَاكَ كَمَا اسْتَحْلَفَكَ». +\s5 +\p +\v 7 فَانْطَلَقَ يُوسُفُ لِيَدْفِنَ أَبَاهُ، وَرَافَقَتْهُ حَاشِيَةُ فِرْعَوْنَ مِنْ أَعْيَانِ بَيْتِهِ وَوُجَهَاءِ مِصْرَ، +\v 8 وَكَذَلِكَ أَهْلُ بَيْتِهِ وَإخْوَتُهُ وَأَهْلُ بَيْتِ أَبِيهِ. وَلَمْ يُخَلِّفُوا وَرَاءَهُمْ فِي أَرْضِ جَاسَانَ سِوَى صِغَارِهِمْ وَغَنَمِهِمْ وَقُطْعَانِهِمْ. +\v 9 وَصَاحَبَتْهُ أَيْضاً مَرْكَبَاتٌ وَفُرْسَانٌ، فَكَانُوا مَوْكِباً عَظِيماً. +\s5 +\v 10 وَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى بَيْدَرِ أَطَادَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ أَقَامَ يُوسُفُ لأَبِيهِ مَنَاحَةً عَظِيمَةً مَرِيرَةً نَاحُوا فِيهَا عَلَيْهِ طَوَالَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ +\v 11 وَعِنْدَمَا شَاهَدَ الْكَنْعَانِيُّونَ السَّاكِنُونَ هُنَاكَ الْمَنَاحَةَ فِي بَيْدَرِ أَطَادَ قَالُوا: «هَذِهِ مَنَاحَةٌ هَائِلَةٌ لِلْمَصْرِيِّينَ». وَسَمُّوا الْمَكَانَ الَّذِي فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ «آبِلَ مِصْرَايِمَ» (وَمَعْنَاهُ: مَنَاحَةُ الْمِصْرِيِّينَ). +\s5 +\v 12 وَنَفَّذَ أَبْنَاءُ يَعْقُوبَ وَصِيَّةَ أَبِيهِمْ، +\v 13 فَنَقَلُوهُ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ وَدَفَنُوهُ فِي مَغَارَةِ حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ مُقَابِلَ مَمْرَا الَّتِي اشْتَرَاهَا إِبْرَاهِيمُ مَعَ الْحَقْلِ مِنْ عِفْرُونَ الْحِثِّيِّ لِتَكُونَ مَدْفَناً خَاصّاً. +\p +\v 14 وَبَعْدَ أَنْ دَفَنَ يُوسُفُ أَبَاهُ، رَجَعَ هُوَ وَإخْوَتُهُ وَسَائِرُ الَّذِينَ رَافَقُوهُ إِلَى مِصْرَ. +\s1 إحسان يوسف لإخوته +\s5 +\p +\v 15 وَلَمَا رَأى إِخْوَةُ يُوسُفُ أَنَّ أَبَاهُمْ قَدْ مَاتَ قَالُوا: «لَعَلَّ يُوسُفَ الآنَ يَشْرَعُ فِي اضْطِهَادِنَا وَيَنْتَقِمُ مِنَّا لإِسَاءَتِنَا إِلَيْهِ؟» +\v 16 فَبَعَثُوا إِلَيْهِ رَسُولاً قَائِلِينَ: «لَقَدْ أَوْصَى أَبُوكَ قَبْلَ مَوْتِهِ وَقَالَ: +\v 17 هَكَذَا تَقُولُونَ لِيُوسُفَ: اغْفِرْ لإِخْوَتِكَ ذَنْبَهُمْ وَخَطِيئَتَهُمْ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَسَاءُوا إِلَيْكَ. فَالآنَ اصْفَحْ عَنْ إِثْمِ عَبِيدِ إِلَهِ أَبِيكَ». فَلَمَّا بَلَغَتْهُ رِسَالَتُهُمْ بَكَى يُوسُفُ. +\s5 +\v 18 وَجَاءَ إِخْوَتُهُ أَيْضاً وَانْطَرَحُوا أَمَامَهُ وَقَالُوا: «هَا نَحْنُ عَبِيدُكَ». +\v 19 فَقَالَ لَهُمْ: «لا تَخَافُوا: هَلْ أَنَا أَقُومُ مَقَامَ اللهِ؟ +\v 20 أَنْتُمْ نَوَيْتُمْ لِي شَرّاً، وَلَكِنَّ اللهَ قَصَدَ بِالشَّرِّ خَيْراً، لِيُنْجِزَ مَا تَمَّ الْيَوْمَ، لإِحْيَاءِ شَعْبٍ كَثِيرٍ. +\v 21 لِذَلِكَ لَا تَخَافُوا، فَأَنَا أَعُولُكُمْ أَنْتُمْ وَأَوْلادَكُمْ». فَطَمْأَنَهُمْ وَهَدَّأَ رَوْعَهُمْ. +\s1 موت يوسف +\s5 +\p +\v 22 وَأَقَامَ يُوسُفُ فِي مِصْرَ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِ أَبِيهِ. وَعَاشَ يُوسُفُ مِئَةً وَعَشْرَ سِنِينَ، +\v 23 حَتَّى شَهِدَ الجِيلَ الثَّالِثَ مِنْ ذُرِّيَّةِ أَفْرَايِمَ، وَكَذَلِكَ أَوْلادَ مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى الَّذِينَ احْتَضَنَهُمْ عِنْدَ وِلادَتِهِمْ. +\s5 +\v 24 ثُمَّ قَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: «أَنَا مُوْشِكٌ عَلَى الْمَوْتِ، وَلَكِنَّ اللهَ سَيَفْتَقِدُكُمْ وَيُخْرِجُكُمْ مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ وَيَرُدُّكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي وَعَدَ بِها بِقَسَمٍ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ». +\v 25 وَاسْتَحْلَفَ يُوسُفُ أَبْنَاءَ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: «إِنَّ اللهَ سَيَفْتَقِدُكُمْ فَانْقُلُوا عِظَامِي مِنْ هُنَا». +\p +\v 26 ثُمَّ مَاتَ يُوسُفُ وَقَدْ بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ مِئَةً وَعَشْرَ سِنِينَ. فَحَنَّطُوهُ وَوَضَعُوهُ فِي تَابُوتٍ فِي مِصْرَ. diff --git a/02-EXO.usfm b/02-EXO.usfm index 33223f9..04f0454 100755 --- a/02-EXO.usfm +++ b/02-EXO.usfm @@ -1,1573 +1,2084 @@ -\id EXO - New Arabic Version (Ketab El Hayat)‎ +\id EXO - New Arabic Version (Ketab El Hayat)‎ \ide UTF-8 -\rem Copyright © ‎1988, 1997, 2012 by Biblica, Inc‎.®‎ -\h الخروج -\toc1 كِتَابُ الْخُرُوجِ -\toc2 الخروج -\toc3 خر -\mt1 كِتَابُ الْخُرُوجِ -\imt مقدمة -\ip تم تدوين هذا الكتاب بوحي إلهي في نفس الفترة التي سجل فيها موسى الوحي المقدس لكتاب التكوين، وقد عالج موسى بعض الحقائق المهمة التي لها مساس مباشر بظهور بني إسرائيل كأمة. يعرض هذا الكتاب إلى سيرة موسى وقيادته الرشيدة بعد أن اصطفاه الله ليكون قائداً لبني إسرائيل يخرجهم من مصر. ويرد فيه أيضاً وصف للضربات العشر التي أنزلها الله بمصر عقاباً لفرعون الذي لم يذعن لأمر الرب. وفي أثناء الضربة العاشرة تم تأسيس الاحتفال بعيد الفصح ومن ثم أصبح، تذكاراً لإنقاذ الله الشعب من قيود العبودية وقد احتفل به الإسرائيليون في مختلف أجيالهم. وعبر بنو إسرائيل البحر الأحمر وبلغوا جبل سيناء حيث أعطاهم الرب الوصايا العشر وتصميمات بناء خيمة الاجتماع، كما جدد عهده معهم. -\ip يدور موضوع هذا الكتاب حول قوة الله وسيادته على البشر. وقد تجلت هذه الحقيقة عندما حرر الله شعب إسرائيل من العبودية. ولكن الله يتوقع من المؤمنين به أن يعبدوه ويتكلوا عليه ويطيعوه؛ لهذا فإن العبادة في خيمة الاجتماع ومراعاة الشريعة كانا مظهرين من مظاهر طاعة الشعب لله. وفي العهد الجديد كان المسيح هو حمل الفصح فصُلب ليكون كفَّارة عنا وفدية لنفوسنا. -\ie -\c 1 -\s1 استعباد بني إسرائيل -\p -\v 1 وَهَذِهِ هِيَ أَسْمَاءُ أَبْنَاءِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ قَدِمُوا مَعَ يَعْقُوبَ إِلَى مِصْرَ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَعَ أَهْلِ بَيْتِهِ. -\v 2 رَأُوبَيْنُ، وَشِمْعُونُ، وَلاوِي وَيَهُوذَا، -\v 3 وَيَسَّاكَرُ وَزَبُولُونُ وَبَنْيَامِينُ، -\v 4 وَدَانٌ وَنَفْتَالِي وَجَادٌ وَأَشِيرُ. -\v 5 وَكَانَتْ جُمْلَةُ النُّفُوسِ الْمَوْلُودِينَ مِنْ صُلْبِ يَعْقُوبَ سَبْعِينَ نَفْساً. أَمَّا يُوسُفُ فَقَدْ كَانَ فِي مِصْرَ. -\v 6 ثُمَّ مَاتَ يُوسُفُ وَإخْوَتُهُ جَمِيعاً وَكَذَلِكَ سَائِرُ ذَلِكَ الْجِيلِ. -\v 7 وَنَمَا بَنُو إِسْرَائِيلَ، وَتَوَالَدُوا وَتَكَاثَرُوا وَعَظُمُوا جِدّاً حَتَّى اكْتَظَّتْ بِهِمِ الأَرْضُ. -\p -\v 8 وَمَا لَبِثَ أَنْ قَامَ مَلِكٌ جَدِيدٌ عَلَى مِصْرَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ. -\v 9 فَقَالَ لِشَعْبِهِ: «هَا بَنُو إِسْرَائِيلَ أَكْثَرُ مِنَّا وَأَعْظَمُ قُوَّةً. -\v 10 فَلْنَتَآمَرْ عَلَيْهِمْ لِكَيْلا يَتَكَاثَرُوا وَيَنْضَمُّوا إِلَى أَعْدَائِنَا إِذَا نَشَبَ قِتَالٌ وَيُحَارِبُونَا ثُمَّ يَخْرُجُوا مِنَ الأَرْضِ». -\v 11 فَعَهِدُوا بِهِمْ إِلَى مُشْرِفِينَ عُتَاةٍ لِيُسَخِّرُوهُمْ بِالأَعْمَالِ الشَّاقَةِ. فَبَنَوْا مَدِينَتَيْ فِيثُومَ وَرَعَمْسِيسَ لِتَكُونَا مَخَازِنَ لِفِرْعَوْنَ. -\v 12 وَلَكِنْ كُلَّمَا زَادُوا مِنْ إذْلالِهِمْ، ازْدَادَ تَكَاثُرُهُمْ وَنُمُوُّهُمْ، فَتَخَوَّفُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ -\v 13 فَتَزَايَدَ عُنْفُ اسْتِعْبَادِ الْمِصْرِيِّينَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. -\v 14 وَأَتْعَسُوا حَيَاتَهُمْ بالأَعْمَالِ الشَّاقَةِ فِي الطِّينِ وَاللِّبْنِ كَادِحِينَ فِي الْحُقُولِ. وسَخَّرَهُمُ الْمِصْرِيُّونَ بِعُنْفٍ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِمِ الشَّاقَةِ. -\p -\v 15 ثُمَّ قَالَ مَلِكُ مِصْرَ لِلْقَابِلَتَيْنِ الْعِبْرَانِيَّتَيْنِ الْمَدْعُوَّتَيْنِ شِفْرَةَ وَفُوعَةَ: -\v 16 «عِنْدَمَا تُشْرِفَانِ عَلَى تَوْلِيدِ النِّسَاءِ الْعِبْرَانِيَّاتِ رَاقِبَاهُنَّ عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلادَةِ، فَإنْ كَانَ الْمَوْلُودُ صَبِيًّا فَاقْتُلاهُ، وَإِنْ كَانَ بِنْتاً فاتْرُكَاهَا تَحْيَا». -\v 17 غَيْرَ أَنَّ الْقَابِلَتَيْنِ كَانَتَا تَخَافَانِ اللهَ فَلَمْ تُنَفِّذَا أَمْرَ الْمَلِكِ فاسْتَحْيَتَا الأَطْفَالَ الذُّكُورَ. -\v 18 فَاسْتَدْعَى مَلِكُ مِصْرَ الْقَابِلَتَيْنِ وَسَأَلَهُمَا: «لِمَاذَا فَعَلْتُمَا هَذَا الأَمْرَ واسْتَحْيَيْتُمَا الأَطْفَالَ الذُّكُورَ؟» -\v 19 فَأَجَابَتَاهُ: «إنَّ النِّسَاءَ الْعِبْرَانِيَّاتِ لَسْنَ كَالْمِصْرِيَّاتِ، فَإِنَّهُنَّ قَوِيَّاتٌ يَلِدْنَ قَبْلَ وُصُولِ الْقَابِلَةِ إِلَيْهِنَّ». -\v 20 وَتَكَاثَرَ الشَّعْبُ وَعَظُمَ جِدّاً. -\v 21 وَإِذْ خَافَتِ الْقَابِلَتَانِ اللهَ أَثَابَهُمَا بِنَسْلٍ. -\v 22 ثُمَّ أَصْدَرَ فِرْعَوْنُ أَمْرَهُ لِجَمِيعِ شَعْبِهِ قَائِلاً: «اطْرَحُوا كُلَّ ابْنٍ (عِبْرَانِيٍّ) يُوْلَدُ فِي النَّهْرِ، أَمَّا الْبَنَاتُ فَاسْتَحْيُوهُنَّ». -\c 2 -\s1 ولادة موسى -\p -\v 1 وَتَزَوَّجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ لاوِي فَتَاةً ابْنَةَ لاوِي. -\v 2 فَحَمَلَتِ الْمَرْأَةُ وَأَنْجَبَتِ ابْناً، وَإذْ رَاقَهَا جَمَالُهُ خَبَّأَتْهُ ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ. -\v 3 وَلَمَّا لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تُخْفِيَهُ بَعْدُ، أَتَتْ بِسَلَّةٍ مِنَ الْبَرْدِيِّ وَطَلَتْهَا بِالْحُمَرِ والزِّفْتِ وأَضْجَعَتِ الطِّفْلَ وَوَضَعَتْهُ بَيْنَ الْحَلْفَاءِ عَلَى ضَفَّةِ النَّهْرِ. -\v 4 وَوَقَفَتْ أُخْتُهُ مِنْ بَعِيدٍ لِتَرَى مَا يَحْدُثُ لَهُ. -\p -\v 5 وَأَقْبَلَتِ ابْنَةُ فِرْعَوْنَ لِتَسْتَحِمَّ فِي النَّهْرِ، بَيْنَمَا رَاحَتْ وَصِيفَاتُهَا تَتَمَشَّيْنَ عَلَى ضَفَّةِ النَّهْرِ. فَرَأَتِ السَّلَّةَ بَيْنَ الْحَلْفَاءِ فَأَرْسَلَتْ وَصِيفَتَهَا لِتَأْتِيَ بِها. -\v 6 فَفَتَحَتْهَا وَرَأَتِ الطِّفْلَ وَإذَا هُوَ يَبْكِي، فَرَقَّتْ لَهُ وَقَالَتْ: «هَذَا مِنْ أَوْلادِ الْعِبْرَانِيِّينَ» -\v 7 فَقَالَتْ أُخْتُهُ لاِبْنَةِ فِرْعَوْنَ: «هَلْ أَذْهَبُ وَأَدْعُو لَكِ مُرْضِعَةً مِنَ الْعِبْرَانِيَّاتِ لِتُرْضِعَ لَكِ الْوَلَدَ؟» -\v 8 فَأَجَابَتْهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: «اذْهَبِي»؛ فَمَضَتِ الْفَتَاةُ وَدَعَتْ أَمَّ الصَّبِيِّ. -\v 9 فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: «خُذِي هَذَا الصَّبِيَّ وَأَرْضِعِيهِ لِي، وَأَنَا أُعْطِيكِ أُجْرَتَكِ». فَأَخَذَتِ الْمَرْأَةُ الصَّبِيَّ وَأَرْضَعَتْهُ. -\v 10 وَلَمَّا كَبُرَ الْوَلَدُ، رَدَّتْهُ إِلَى ابْنَةِ فِرْعَوْنَ فَتَبَنَّتْهُ وَدَعَتْهُ مُوسَى (وَمَعْنَاهُ مُنْتَشَلٌ) قَائِلَةً: «إِنِّي انْتَشَلْتُهُ مِنَ الْمَاءِ». -\s1 موسى يهرب إلى مديان -\p -\v 11 وَحَدَثَ بَعْدَ أَنْ كَبُرَ مُوسَى أَنَّهُ ذَهَبَ لِيَفْتَقِدَ إِخْوَتَهُ الْعِبْرَانِيِّينَ وَيَشْهَدَ مَشَقَّتَهُمْ، فَلَمَحَ رَجُلاً مِصْرِيًّا يَضْرِبُ رَجُلاً عِبْرَانِيًّا، -\v 12 فَتَلَفَّتَ حَوْلَهُ، وَإِذْ لَمْ يَجِدْ أَحَداً هُنَاكَ قَتَلَ الْمِصْرِيَّ وَطَمَرَهُ فِي الرَّمْلِ. -\v 13 ثُمَّ خَرَجَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَإذَا رَجُلانِ عِبْرَانِيَّانِ يَتَضَارَبَانِ، فَقَالَ لِلْمُسِيءِ: «لِمَاذَا تَضْرِبُ صَاحِبَكَ؟» -\v 14 فَأَجَابَهُ: «مَنْ أَقَامَكَ رَئِيساً وَقَاضِياً عَلَيْنَا؟ أَعَازِمٌ أَنْتَ عَلَى قَتْلِي كَمَا قَتَلْتَ الْمِصْرِيَّ؟» فَخَافَ مُوسَى وَقَالَ: «حَقّاً إِنَّ الْخَبَرَ قَدْ ذَاعَ». -\v 15 وَبَلَغَ الْخَبَرُ مَسْمَعَ فِرْعَوْنَ، فَسَعَى إِلَى قَتْلِ مُوسَى، إلّا أَنَّ مُوسَى هَرَبَ مِنْ وَجْهِ فِرْعَوْنَ، وَمَضَى لِيُقِيمَ فِي أَرْضِ مِدْيَانَ، فَبَلَغَهَا وَجَلَسَ عِنْدَ الْبِئْرِ. -\p -\v 16 وَكَانَ لِكَاهِنِ مِدْيَانَ سَبْعُ فَتَيَاتٍ فَأَقْبَلْنَ وَاسْتَقَيْنَ مَاءً وَمَلأْنَ الأَجْرَانَ لِيَسْقِينَ غَنَمَ أَبِيهِنَّ. -\v 17 فَأَتَى الرُّعَاةُ وَطَرَدُوهُنَّ. غَيْرَ أَنَّ مُوسَى هَبَّ لِنَجْدَتِهِنَّ وَسَقَى غَنَمَهُنَّ. -\v 18 وَعِنْدَمَا رَجَعَتِ الْفَتَيَاتُ إِلَى رَعُوئِيلَ أَبِيهِنَّ سَأَلَهُنَّ: «مَا بَالُكُنَّ بَكَّرْتُنَّ بِالرُّجُوعِ الْيَوْمَ؟» -\v 19 فَأَجَبْنَهُ: «رَجُلٌ مِصْرِيٌّ أَنْقَذَنَا مِنْ أَيْدِي الرُّعَاةِ، فَاسْتَقَى لَنَا وَلِغَنَمِنَا أَيْضاً». -\v 20 فَسَأَلَهُنَّ: «وَأَيْنَ هُوَ؟ لِمَاذَا تَرَكْتُنَّ الرَّجُلَ؟ ادْعُونَهُ لِيَأْكُلَ طَعَاماً». -\v 21 وَقَبِلَ مُوسَى أنْ يُقِيمَ مَعَ الرَّجُلِ الَّذِي زَوَّجَهُ مِنِ ابْنَتِهِ صَفُّورَةَ. -\v 22 فَأَنْجَبَتْ لَهُ ابْناً دَعَاهُ جِرْشُومَ (وَمَعْنَاهُ غَرِيبٌ) إِذْ قَالَ: «كُنْتُ نَزِيلاً فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ». -\p -\v 23 وَبَعْدَ مُرُورِ حِقْبَةٍ طَوِيلَةٍ مَاتَ مَلِكُ مِصْرَ. وَارْتَفَعَ أَنِينُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَصُرَاخُهُمْ مِنْ وَطْأَةِ الْعُبُودِيَّةِ، وَصَعِدَ إِلَى اللهِ. -\v 24 فَأَصْغَى اللهُ إِلَى أَنِينِهِمْ، وَتَذَكَّرَ عَهْدَهُ مَعَ إِبرَاهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ. -\v 25 وَنَظَرَ اللهُ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ (وَرَقَّ لِحَالِهِمْ). -\c 3 -\s1 موسى والعليقة المشتعلة -\p -\v 1 وَأَمَّا مُوسَى فَكَانَ يَرْعَى غَنَمَ حَمِيهِ يَثْرُونَ كَاهِنِ مِدْيَانَ، فَقَادَ الْغَنَمَ إِلَى مَا وَرَاءِ الطَّرَفِ الأَقْصَى مِنَ الصَّحْرَاءِ حَتَّى جَاءَ إلى حُورِيبَ جَبَلِ اللهِ. -\v 2 وَهُنَاكَ تَجَلَّى لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ بِلَهِيبِ نَارٍ وَسَطَ عُلَّيْقَةٍ. فَنَظَرَ مُوسَى وَإذَا بِالْعُلَّيْقَةِ تَتَّقِدُ دُونَ أَنْ تَحْتَرِقَ. -\v 3 فَقَالَ مُوسَى: «أَمِيلُ الآنَ لأَسْتَطْلِعَ هَذَا الأَمْرَ الْعَظِيمَ. لِمَاذَا لَا تَحْتَرِقُ الْعُلَّيْقَةُ؟» -\v 4 وَعِنْدَمَا رَأَى الرَّبُّ أَنَّ مُوسَى قَدْ دَنَا لِيَسْتَطْلِعَ الأَمْرَ، نَادَاهُ مِنْ وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ قَائِلاً: «مُوسَى». فَقَالَ: «هَا أَنَا». -\v 5 فَقَالَ: «لا تَقْتَرِبْ إِلَى هُنَا: اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، لأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ». -\p -\v 6 ثُمَّ قَالَ: «أَنَا هُوَ إِلَهُ أَبِيكَ، إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ، وَإِلَهُ إسْحاقَ، وَإِلَهُ يَعْقُوبَ». عِنْدَئِذٍ غَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ خَوْفاً مِنْ أَنْ يَرَى اللهَ (فَيَمُوتَ). -\v 7 فَقَالَ الرَّبُّ: «قَدْ شَهِدْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ جَرَّاءِ عُتُوِّ مُسَخِّرِيهِمْ وأَدْرَكْتُ مُعَانَاتَهُمْ، -\v 8 فَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّينَ وَأُخْرِجَهُمْ مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ إِلَى أَرْضٍ طَيِّبَةٍ رَحِيبَةٍ تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً، أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. -\v 9 وَهَا هُوَ الآنَ قَدْ وَصَلَ إِلَيَّ صُرَاخُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَرَأَيْتُ كَيْفَ يُضَايِقُهُمُ الْمِصْرِيُّونَ. -\v 10 فَهَلُمَّ الآنَ لأُرْسِلَكَ إِلَى فِرْعَوْنَ، فَتُخْرِجَ شَعْبِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ». -\v 11 فَقَالَ مُوسَى لِلهِ: «مَنْ أَنَا حَتَّى أَمْضِيَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَأُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟» -\v 12 فَأَجَابَ: «أَنَا أَكُونُ مَعَكَ. وَمَتَى أَخْرَجْتَ الشَّعْبَ مِنْ مِصْرَ تَعْبُدُونَ اللهَ عَلَى هَذَا الْجَبَلِ، فَتَكُونُ هَذِهِ لَكَ الْعَلامَةَ أَنَّنِي أَنَا أَرْسَلْتُكَ». -\v 13 فَقَالَ مُوسَى لِلهِ: «حِينَمَا أُقْبِلُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِنَّ إِلَهَ آبَائِكُمْ قَدْ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ وَسَأَلُونِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» -\v 14 فَأَجَابَهُ اللهُ: «أَهْيَه الَّذِي أَهْيَه» (وَمَعْنَاهُ أَنَا الْكَائِنُ الدَّائِمُ). وَأَضَافَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَه (أَنَا الْكَائِنُ)، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ.» -\p -\v 15 وَقَالَ أَيْضاً لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِشَعْبِ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ الرَّبَّ ’الكَائِنَ‘ إِلهَ آبَائِكُمْ، إِلَهَ إبْرَاهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا هُوَ اسْمِي إِلَى الْأَبَدِ، وَهُوَ الاسْمُ الَّذِي أُدْعَى بِهِ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ. -\v 16 اذْهَبْ وَاجْمَعْ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِنَّ الرَّبَّ إِلَهَ آبَائِكُمْ، إِلَهَ إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ قَدْ تَجَلَّى لِي قَائِلاً: إنَّنِي حَقّاً قَدْ تَفَقَّدْتُكُمْ، وَشَهِدْتُ مَا أَصَابَكُمْ فِي مِصْرَ، -\v 17 وَهَا أَنَا قَدْ وَعَدْتُ أَنْ أُخْرِجَكُمْ مِنْ ضِيقَةِ مِصْرَ إِلَى أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً، -\v 18 فَيَسْتَمِعُ الشُّيُوخُ لِكَلامِكَ فَتَمْثُلُ أَنْتَ وَشُيُوخُ إِسْرَائِيلَ أَمَامَ مَلِكِ مِصْرَ وَتَقُولُ لَهُ: إِنَّ الرَّبَّ إِلَهَ الْعِبْرَانِيِّينَ قَدْ تَفَقَّدَنَا، فَدَعْنَا نَمْضِي مَسِيرَةَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَنُقَدِّمُ ذَبَائِحَ لِلرَّبِّ إِلَهِنَا. -\v 19 وَلَكِنَّنِي عَالِمٌ أَنَّ مَلِكَ مِصْرَ لَنْ يُطْلِقَكُمْ مَا لَمْ تُرْغِمْهُ يَدٌ قَوِيَّةٌ. -\v 20 فَأَمُدُّ يَدِي وأَضْرِبُ مِصْرَ بِجَمِيعِ وَيْلاتِي الَّتِي أَصْنَعُهَا فِيهَا، وَبَعْدَ ذَلِكَ يُطْلِقُكُمْ. -\v 21 وَأَجْعَلُ هَذَا الشَّعْبَ يَحْظَى بِرِضَى الْمِصْرِيِّينَ، فَلا تَخْرُجُونَ فَارِغِينَ حِينَ تَمْضُونَ، -\v 22 بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا أَوْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا جَوَاهِرَ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَثِيَاباً تُلْبِسُونَهَا بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ فَتَغْنَمُونَ ذَلِكَ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ». -\c 4 -\s1 آيات لموسى -\p -\v 1 فَقَالَ مُوسَى: «مَاذَا إذَا لَمْ يُصَدِّقُونِي وَلَمْ يُصْغُوا إلَيَّ وَقَالُوا: إِنَّ الرَّبَّ لَمْ يَظْهَرْ لَكَ؟» -\v 2 فَسَأَلَهُ الرَّبُّ: «مَا تِلْكَ الَّتِي بِيَدِكَ؟» فَأَجَابَ: «عَصاً». -\v 3 فَقَالَ: «أَلْقِهَا عَلَى الأَرْضِ». فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ، فَهَرَبَ مِنْهَا مُوسَى. -\v 4 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ وَاقْبِضْ عَلَيْهَا مِنْ ذَيْلِهَا». فَمَدَّ مُوسَى يَدَهُ وَقَبَضَ عَلَيْهَا، فَارْتَدَّتْ عَصاً فِي يَدِهِ. -\v 5 وَقَالَ الرَّبُّ: «هَذَا لِكَي يُؤْمِنُوا أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ آبَائِكُمْ، إِلَهَ إبْرَاهِيمَ وَإِلَهَ إسْحاقَ وَإِلَهَ يَعْقُوبَ قَدْ ظَهَرَ لَكَ». -\p -\v 6 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ أَيْضاً: «أَدْخِلْ يَدَكَ فِي عُبِّكَ». فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي عُبِّهِ. وَعِنْدَمَا أَخْرَجَهَا إِذَا بِها بَرْصَاءُ كَالثَّلْجِ. -\v 7 وَأَمَرَهُ الرَّبُّ: «رُدَّ يَدَكَ إِلَى عُبِّكَ ثَانِيَةً». فَرَدَّ يَدَهُ إِلَى عُبِّهِ ثَانِيَةً ثُمَّ أَخْرَجَهَا مِنْ عُبِّهِ، وَإذَا بِها قَدْ عَادَتْ مِثْلَ بَاقِي جَسَدِهِ. -\v 8 وَقَالَ الرَّبُّ: «إِذَا لَمْ يُصَدِّقُوكَ، أَوْ يُعِيرُوا الْمُعْجِزَةَ الأُولَى انْتِبَاهَهُمْ، فَإِنَّهُمْ يُصَدِّقُونَ الثَّانِيَةَ. -\v 9 وَإذَا لَمْ يُصَدِّقُوا هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ وَلَمْ يُصْغُوا لِكَلامِكَ، فَاغْرِفْ مِنْ مَاءِ النَّهْرِ وَاسْكُبْهُ عَلَى الْأَرْضِ الْجَافَّةِ، فَيَتَحَوَّلَ الْمَاءُ الَّذِي غَرَفْتَهُ مِنَ النَّهْرِ إِلَى دَمٍ فَوْقَ الأَرْضِ». -\p -\v 10 فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «أَصْغِ يَا رَبُّ، أَنَا لَمْ أَكُنْ فِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ فَصِيحاً، لَا فِي الأَمْسِ، وَلا مُنْذُ أَنْ خَاطَبْتَ عَبْدَكَ. إِنَّمَا أَنَا بَطِيءُ النُّطْقِ عَيِيُّ اللِّسَانِ». -\v 11 فَقَالَ الرَّبُّ لَهُ: «مَنْ هُوَ بَارِئُ فَمِ الإِنْسَانِ؟ أَوْ مَنْ يَجْعَلُهُ أَخْرَسَ أَوْ أَصَمَّ أَوْ بَصِيراً أَوْ كَفِيفاً؟ أَلَسْتُ أَنَا، الرَّبَّ؟ -\v 12 فَالآنَ انْطَلِقْ فَأُلَقِّنَ فَمَكَ النُّطْقَ، وَأُعَلِّمَكَ مَاذَا تَقُولُ». -\v 13 لَكِنَّ مُوسَى أَجَابَ: «يَا سَيِّدُ، أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ أَنْ تُرْسِلَ مَنْ تَشَاءُ غَيْرِي». -\v 14 فَاحْتَدَمَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى مُوسَى وَقَالَ: «أَلَيْسَ هَرُونُ اللّاوِيُّ أَخَاكَ؟ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ يُحْسِنُ الْكَلامَ، وَهَا هُوَ أَيْضاً قَادِمٌ لِلِقَائِكَ. وَحَالَمَا يَرَاكَ يَبْتَهِجُ قَلْبُهُ. -\v 15 فَتُحَدِّثُهُ وَتُلَقِّنُ فَمَهُ الْكَلامَ، فَأُعِينُكُمَا عَلَى الْقَوْلِ، وَأُعَلِّمُكُمَا مَاذَا تَفْعَلانِ، -\v 16 فَيُخَاطِبُ هُوَ الشَّعْبَ عَنْكَ ويَكُونُ لَكَ بِمَثَابَةِ فَمٍ وَأَنْتَ تَكُونُ لَهُ بِمَثَابَةِ إِلَهٍ. -\v 17 وَخُذْ بِيَدِكَ هَذِهِ الْعَصَا لِتَصْنَعَ بِها الْمُعْجِزَاتِ». -\s1 موسى يعود إلى مصر -\p -\v 18 فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى يَثْرُونَ حَمِيهِ وَقَالَ لَهُ: «دَعْنِي أَعُودُ إِلَى قَوْمِي فِي مِصْرَ لأَرَى أَمَازَالُوا بَعْدُ أَحْيَاءَ». فَأَجَابَ يَثْرُونُ مُوسَى: «اذْهَبْ بِسَلامٍ». -\p -\v 19 وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى فِي مِدْيَانَ: «هَيَّا ارْجِعْ إِلَى مِصْرَ، فَإِنَّهُ قَدْ مَاتَ جَمِيعُ السَّاعِينَ إِلَى الْقَضَاءِ عَلَيْكَ». -\v 20 فَأَخَذَ مُوسَى امْرَأَتَهُ وَبَنِيهِ وَأَرْكَبَهُمْ عَلَى الْحَمِيرِ وَمَضَى عَائِداً إِلَى أَرْضِ مِصْرَ. وَأَخَذَ مَعَهُ عَصَا اللهِ أَيْضاً. -\p -\v 21 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «حَالَمَا تَرْجِعُ إِلَى مِصْرَ، تَذَكَّرْ أَنْ تُجْرِيَ أَمَامَ فِرْعَوْنَ جَمِيعَ الْعَجَائِبِ الَّتِي مَنَحْتُكَ الْقُوَّةَ عَلَى إِجْرَائِهَا، وَلَكِنَّنِي سَأُقَسِّي قَلْبَهُ لِكَيْ لَا يُطْلِقَ الشَّعْبَ. -\v 22 ثُمَّ قُلْ لِفِرْعَوْنَ: هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ هُوَ ابْنِي الْبِكْرُ. -\v 23 قُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي، وَلَكِنَّكَ رَفَضْتَ إِطْلاقَهُ، لِذَلِكَ سَأُهْلِكُ ابْنَكَ الْبِكْرَ». -\p -\v 24 وَفِي أَثْنَاءِ الطَّرِيقِ، بِالقُرْبِ مِنْ خَانٍ، الْتَقَاهُ الرَّبُّ وَهَمَّ أَنْ يَقْتُلَهُ. -\v 25 فَأَخَذَتْ صَفُّورَةُ صَوَّانَةً وَقَطَعَتْ قُلْفَةَ ابْنِهَا وَمَسَّتْ بِها قَدَمَيْ مُوسَى قَائِلَةً: «حَقّاً إِنَّكَ عَرِيسُ دَمٍ لِي». -\v 26 فَعَفَا الرَّبُّ عَنْهُ. حِينَئِذٍ قَالَتْ: «عَرِيسُ دَمٍ مِنْ أَجْلِ الْخِتَانِ». -\p -\v 27 وَقَالَ الرَّبُّ لِهَرُونَ: «اذْهَبْ إِلَى الصَّحْرَاءِ لاِسْتِقْبَالِ مُوسَى». فَمَضَى وَالْتَقَاهُ عِنْدَ جَبَلِ الرَّبِّ وَقَبَّلَهُ. -\v 28 فَأَطْلَعَ مُوسَى هَرُونَ عَلَى جَمِيعِ كَلامِ الرَّبِّ الَّذِي حَمَّلَهُ إِيَّاهُ، وَمَا كَلَّفَهُ بِهِ مِنْ آيَاتٍ، -\v 29 ثُمَّ انْطَلَقَ مُوسَى وَهَرُونُ وَجَمَعَا كُلَّ شُيُوخِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، -\v 30 فَحَدَّثَهُمْ هَرُونُ بِجَمِيعِ مَا قَالَهُ الرَّبُّ لِمُوسَى. وَأَجْرَى مُوسَى الْمُعْجِزَاتِ أَمَامَهُمْ. -\v 31 فَآمَنَ الشَّعْبُ. وَعِنْدَمَا سَمِعُوا أَنَّ اللهَ قَدِ افْتَقَدَهُمْ وَنَظَرَ إِلَى مَذَلَّتِهِمْ انْحَنَوْا سَاجِدِينَ. -\c 5 -\s1 طوب بلا تبن -\p -\v 1 وَبَعْدَ ذَلِكَ ذَهَبَ مُوسَى وَهَرُونُ وَقَالا لِفِرْعَوْنَ: «هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَحْتَفِلَ لِي فِي الْبَرِّيَّةِ». -\v 2 فَقَالَ فِرْعَوْنُ: «مَنْ هُوَ الرَّبُّ حَتَّى أُطِيعَ أَمْرَهُ وَأُطْلِقَ إِسْرَائِيلَ؟ أَنَا لَا أَعْرِفُ الرَّبَّ وَلَنْ أُطْلِقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ». -\v 3 ثُمَّ قَالا: «إِنَّ إِلَهَ الْعِبْرَانِيِّينَ قَدِ الْتَقَانَا، فَدَعْنَا نَذْهَبُ مَسِيرَةَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الصَّحْرَاءِ لِنُقَدِّمَ ذَبَائِحَ لِلرَّبِّ إِلَهِنَا لِئَلّا يُعَاقِبَنَا بِوَبَأٍ أَوْ سَيْفٍ». -\v 4 فَقَالَ لَهُمَا مَلِكُ مِصْرَ: «يَا مُوسَى وَهَرُونُ، لِمَاذَا تُعَطِّلانِ الشَّعْبَ عَنْ أَعْمَالِهِ؟ ارْجِعُوا إِلَى أَعْمَالِكُمُ الشَّاقَةِ». -\v 5 ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ: «هُوَذَا شَعْبُ الأَرْضِ قَدْ كَثُرَ الآنَ، وَأَنْتُمَا تُرِيدَانِ أَنْ تُرِيحَاهُمْ مِنَ الأَعْمَالِ الشَّاقَةِ». -\p -\v 6 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَمَرَ فِرْعَوْنُ الْقَائِمِينَ عَلَى تَسْخِيرِ الشَّعْبِ وَرُؤَسَاءَ الْعُمَّالِ قَائِلاً: -\v 7 «كُفُّوا عَنْ إِعْطَاءِ الشَّعْبِ تِبْناً لِصُنْعِ اللِّبْنِ كَمَا كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ سَابِقاً، وَلْيَذْهَبُوا هُمْ وَيَجْمَعُوا تِبْناً لأَنْفُسِهِمْ. -\v 8 وَطَالِبُوهُمْ بِإِنْتَاجِ نَفْسِ كَمِّيَّةِ اللِّبْنِ السَّابِقَةِ. لَا تُنْقِصُوهَا فَإِنَّهُمْ كُسَالَى، لِذَلِكَ يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: دَعْنَا نَذْهَبُ وَنَذْبَحُ لإِلَهِنَا. -\v 9 ثَقِّلُوا الْعَمَلَ عَلَى كَوَاهِلِ الْقَوْمِ حَتَّى يَشْتَغِلُوا بِهِ وَلا يَلْتَفِتُوا إِلَى الأَقْوَالِ الْكَاذِبَةِ». -\v 10 فَخَرَجَ مُسَخِّرُو الشَّعْبِ وَرُؤَسَاءُ الْعُمَّالِ وَخَاطَبُوا الشَّعْبَ قَائِلِينَ: «هَكَذَا يَقُولُ فِرْعَوْنُ: لَنْ أُعْطِيَكُمْ تِبْناً. -\v 11 اذْهَبُوا أَنْتُمْ وَاجْمَعُوا لأَنْفُسِكُمْ تِبْناً حَيْثُ تَجِدُونَهُ عَلَى أَلّا يَنْقُصَ إِنْتَاجُكُمْ». -\p -\v 12 فَتَفَرَّقَ الشَّعْبُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ لِيَجْمَعُوا قَشّاً بَدَلاً مِنَ التِّبْنِ. -\v 13 وَكَانَ الْمُسَخِّرُونَ يَلِحُّونَ عَلَيْهِمْ قَائِلِينَ: «أَوْفُوا أَعْمَالَكُمْ، إِنْتَاجَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ كَمَا كَانَ الْحَالُ حِينَ تَوَافَرَ التِّبْنُ». -\v 14 وَجَلَدَ مُسَخِّرُو فِرْعَوْنَ رْؤَسَاءَ الْعُمَّالِ الَّذِينَ أَقَامُوهُمْ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلِينَ لَهُمْ: «لِمَاذَا لَمْ تُوْفُوا قِسْطَكُمْ مِنْ إِنْتَاجِ اللِّبْنِ أَمْسِ وَالْيَوْمَ كَمَا كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ سَابِقاً؟» -\v 15 فَأَقْبَلَ رُؤَسَاءُ عُمَّالِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَتَوَسَّلُوا إِلَى فِرْعَوْنَ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا تَفْعَلُ هَكَذَا بِعَبِيدِكَ؟ -\v 16 إِنَّ عَبِيدَكَ لَا يَحْصُلُونَ عَلَى التِّبْنِ، وَمُطَالَبُونَ بِكَمِّيَّةِ اللِّبْنِ نَفْسِهَا، وَيُجْلَدُ عَبِيْدُكَ أَيْضاً. وَلَكِنَّ الذَّنْبَ هُوَ ذَنْبُ شَعْبِكَ». -\v 17 غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: «أَنْتُمْ كُسَالَى، لِذَلِكَ تَقُولُونَ: دَعْنَا نَذْهَبُ لِنَذْبَحَ لِلرَّبِّ. -\v 18 هَيَّا اذْهَبُوا وَاعْمَلُوا، فَالتِّبْنُ لَنْ يُعْطَى لَكُمْ، وَعَلَيْكُمْ أَنْ تُنْتِجُوا كَامِلَ كَمِّيَّةِ اللِّبْنِ نَفْسِهَا». -\p -\v 19 فَوَجَدَ رُؤَسَاءُ عُمَّالِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْفُسَهُمْ فِي وَرْطَةٍ سَيِّئَةٍ بَعْدَ أَنْ قِيلَ لَهُمْ أَنْتِجُوا مِنْ لِبْنِكُمْ فَرِيضَةَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ. لَا تُنْقِصُوا مِنْهَا شَيْئاً -\v 20 وَصَادَفُوا مُوسَى وَهَرُونَ وَهُمَا وَاقِفَانِ فِي انْتِظَارِهِمْ عِنْدَ خُروجِهِمْ مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ -\v 21 فَقَالُوا لَهُمَا: «لِيَنْظُرْ إِلَيْكُمَا الرَّبُّ وَيَقْضِ. لَقَدْ كَرَّهْتُمَا فِينَا فِرْعَوْنَ وَحَاشِيَتَهُ، وَأَعْطَيْتُمَاهُمْ سَيْفاً فِي أَيْدِيهِمْ لِيَقْتُلُونَا». -\s1 وعد الله بالتحرير -\p -\v 22 فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «لِمَاذَا أَسَأْتَ إِلَى شَعْبِكَ يَا رَبُّ؟ لِمَاذَا أَرْسَلْتَنِي؟ -\v 23 فَمُنْذُ أَنْ جِئْتُ لأُخَاطِبَ فِرْعَوْنَ بِاسْمِكَ، أَسَاءَ إِلَى الشَّعْبِ، وَأَنْتَ لَمْ تُخَلِّصْ شَعْبَكَ عَلَى الإِطْلاقِ». -\c 6 -\p -\v 1 فَأَجَابَ الرَّبُّ مُوسَى: «سَتَرَى الآنَ مَا أَنَا فَاعِلُهُ بِفِرْعَوْنَ، لأَنَّنِي بِيَدٍ قَدِيرَةٍ سَأَجْعَلُهُ يُطْلِقُهُمْ، بَلْ يَطْرُدُهُمْ طَرْداً أَيْضاً». -\p -\v 2 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «أَنَا هُوَ الرَّبُّ. -\v 3 قَدْ ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ إِلَهاً قَدِيراً عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. أَمَّا اسْمِي يَهْوَهْ (أَيِ الرَّبُّ) فَلَمْ أُعْلِنْهُ لَهُمْ. -\v 4 وَقَدْ قَطَعْتُ مَعَهُمْ أَيْضاً عَهْدِي بِأَنْ أَهَبَهُمْ أَرْضَ كَنْعَانَ حَيْثُ أَقَامُوا فِيهَا كَغُرَبَاءَ. -\v 5 كَذَلِكَ أَصْغَيْتُ إِلَى أَنِينِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الْمُسْتَعْبَدِينَ الْمِصْرِيِّينَ، وَتَذَكَّرْتُ عَهْدِي -\v 6 لِهَذَا قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِنَّنِي أَنَا الرَّبُّ وَأَنَا أُحَرِّرُكُمْ مِنْ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ وَأُنْقِذُكُمْ مِنْ عُبُودِيَّتِهِمْ، وَأُخَلِّصُكُمْ بِذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ وَأَحْكَامٍ قَوِيَّةٍ. -\v 7 وَأَتَّخِذُكُمْ لِي شَعْباً وَأَكُونُ لَكُمْ إِلَهاً، فَتَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مُحَرِّرُكُمْ مِنْ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ. -\v 8 وَأَقُودُكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمْتُ أَنْ أَهَبَهَا لإِبْرَاهِيمَ وإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ لأُعْطِيَهَا لَكُمْ مِلْكاً. أَنَا هُوَ الرَّبُّ». -\v 9 فَخَاطَبَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَكِنَّهُمْ لَمْ يُصْغُوا إِلَيْهِ لِتَوَجُّعِ نُفُوسِهِمْ وَعُبُودِيَّتِهِمِ الْقَاسِيَةِ. -\p -\v 10 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 11 «امْثُلْ أَمَامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ وَاطْلُبْ إِلَيْهِ أَنْ يُطْلِقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الأَرْضِ». -\v 12 فَأَجَابَ مُوسَى: «هُوَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يُصْغُوا إِلَيَّ، فَكَيْفَ يَسْتَمِعُ إِلَيَّ فِرْعَوْنُ وَأَنَا ثَقِيلُ اللِّسَانِ؟» -\v 13 فَخَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَرُونَ وَأَمَرَهُمَا أَنْ يَرْجِعَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَفِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ، لِكَيْ يُطْلِقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. -\s1 عشيرة موسى وهرون -\p -\v 14 وَهَؤُلاءِ هُمْ رُؤَسَاءُ الْعَشَائِرِ الْمُتَفَرِّعَةِ عَنْ أَبْنَاءِ إِسْرَائِيلَ: أَبْنَاءُ رَأُوبَيْنَ بِكْرِ إِسْرَائِيلَ حَنُوكُ وَفَلُّو وَحَصْرُونُ وَكَرْمِي: هَذِهِ عَشَائِرُ رَأُوبَيْنَ. -\v 15 أَبْنَاءُ شِمْعُونَ يَمُوئِيلُ وَيَامِينُ وَأُوهَدُ وَيَاكِينُ وَصُوحَرُ وَشَأُولُ وأُمُّهُ كَنْعَانِيَّةٌ: هَذِهِ هِي عَشَائِرُ شِمْعُونَ. -\v 16 وَهَذِهِ أَسْمَاءُ أَبْنَاءِ لاوِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: جِرْشُونُ وَقَهَاتُ وَمَرَارِي. وَقَدْ عَاشَ لاوِي مِئَةً وَسَبْعاً وَثَلاثِينَ سَنَةً. -\v 17 أَمَّا ابْنَا جِرْشُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمَا فَهُمَا: لِبْنِي وَشِمْعِي. -\v 18 وَأَبْنَاءُ قَهَاتَ هُمْ: عَمْرَامُ وَيِصْهَارُ وَحَبْرُونُ وَعُزِّيئِيلُ. وَقَدْ عَاشَ قَهَاتُ مِئَةً وَثَلاثاً وَثَلاثِينَ سَنَةً. -\v 19 وَابْنَا مَرَارِي هُمَا مَحْلِي وَمُوشِي. هَذِهِ هِيَ عَشَائِرُ اللّاوِيِّينَ بِحَسَبِ سِجِلِّ مَوَالِيدِهِمْ. -\p -\v 20 وَتَزَوَّجَ عَمْرَامُ عَمَّتَهُ يُوكَابَدَ فَأَنْجَبَتْ لَهُ هَرُونَ وَمُوسَى. وَقَدْ عَاشَ عَمْرَامُ مِئَةً وَسَبْعاً وَثَلاثِينَ سَنَةً. -\v 21 وَأَبْنَاءُ يِصْهَارَ هُمْ: قُورَحُ وَنَافَجُ وَذِكْرِي. -\v 22 أَبْنَاءُ عُزِّيئِيلَ هُمْ: مِيشَائِيلُ وأَلْصَافَانُ وَسِتْرِي -\v 23 وَتَزَوَّجَ هَرُونُ مِنْ أَلِيشَابَعَ ابْنَةِ عَمِّينَادَابَ أُخْتِ نَحْشُونَ فَأَنْجَبَتْ لَهُ نَادَابَ وَأَبِيهُوَ وَأَلِعَازَارَ وإِيثَامَارَ. -\v 24 وَأَبْنَاءُ قُورَحَ هُمْ: أَسِّيرُ وَأَلْقَانَةُ وَأَبِيَأَسَافُ: هَذِهِ هِيَ عَشَائِرُ الْقُورَحِيِّينَ. -\v 25 وَتَزَوَّجَ أَلِعَازَارُ بنُ هَرُونَ مِنْ إِحْدَى بَنَاتِ فُوطِيئِيلَ فَأَنْجَبَتْ لَهُ فِيْنحَاسَ. هَؤُلاءِ رُؤَسَاءُ آبَاءِ اللّاوِيِّينَ بِحَسَبِ تَرْتِيبِ عَشَائِرِهِمْ. -\p -\v 26 هَذَانِ هُمَا هَروُنُ وَمُوسَى اللَّذَانِ قَالَ لَهُمَا الرَّبُّ: أَخْرِجَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِحَسَبِ فِرَقِهِمْ. -\v 27 وَهُمَا نَفْسُ مُوسَى وَهَرُونَ اللَّذَيْنِ خَاطَبَا فِرْعَوْنَ مَلِكَ مِصْرَ لِيُطْلِقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ. -\s1 هرون يتكلم نيابة عن موسى -\p -\v 28 وَحَدَثَ فِي الْيَوْمِ الَّذي كَلَّمَ فِيهِ الرَّبُّ مُوسَى فِي أَرْضِ مِصْرَ -\v 29 أَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: «أَنَا الرَّبُّ بَلِّغْ فِرْعَوْنَ كُلَّ مَا أَقُولُهُ لَكَ». -\v 30 فَأَجَابَهُ مُوسَى: «أَنَا ثَقِيلُ اللِّسَانِ فَكَيْفَ يَسْتَمِعُ لِي فِرْعَوْنُ؟» -\c 7 -\p -\v 1 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «أَنَا جَعَلْتُكَ كإِلَهٍ لِفِرْعَوْنَ، وَهَرُونُ أَخُوكَ يَكُونُ كَنَبِيٍّ لَكَ. -\v 2 فَعَلَيْكَ أَنْ تُبْلِغَهُ بِكُلِّ مَا آمُرُكَ بِهِ، وَيُخَاطِبَ أَخُوكَ هَرُونُ فِرْعَوْنَ كَيْ يُطْلِقَ سَرَاحَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بِلادِهِ. -\v 3 وَلَكِنَّنِي أُقَسِّي قَلْبَ فِرْعَوْنَ فَأُكَثِّرُ آيَاتِي وَعَجَائِبِي فِي أَرْضِ مِصْرَ. -\v 4 إلّا أَنَّ فِرْعَوْنَ لَنْ يَسْتَمِعَ لَكُمَا. عِنْدَئِذٍ أَضْرِبُ مِصْرَ وَأُخْرِجُ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّاتِ أَحْكَامٍ عَظِيمَةٍ. -\v 5 فَيُدْرِكُ الْمِصْرِيُّونَ حِينَ أَضْرِبُ مِصْرَ وَأُخْرِجُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَيْنِهِمُ أَنَّنِي أَنَا الرَّبُّ». -\v 6 فَفَعَلَ مُوسَى وَهَرُونُ تَمَاماً كَمَا أَمَرَهُمَا الرَّبُّ. -\v 7 وَكَانَ مُوسَى فِي الثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهِ، وَهَرُونُ فِي الثَّالِثَةِ وَالثَّمَانِينَ، عِنْدَمَا خَاطَبَا فِرْعَوْنَ. -\s1 عصا هرون تصير حية -\p -\v 8 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: -\v 9 «عِنْدَمَا يَطْلُبُ فِرْعَوْنُ مِنْكُمَا قَائِلاً: أَرِيَانِي عَجِيبَةً فَإِنَّكَ تَقُولُ لِهَرُونَ: خُذْ عَصَاكَ وَأَلْقِهَا أَمَامَ فِرْعَوْنَ فَتَتَحَوَّلَ إِلَى حَيَّةٍ». -\v 10 فَمَثُلَ هَرُونُ وَمُوسَى أَمَامَ فِرْعَوْنَ وَفَعَلا تَمَاماً حَسَبَ أَمْرِ الرَّبِّ، فَأَلْقَى هَرُونُ عَصَاهُ أَمَامَ فِرْعَوْنَ وَأَمَامَ حَاشِيَتِهِ فَتَحَوَّلَتْ إِلَى حَيَّةٍ. -\v 11 فَاسْتَدْعَى فِرْعَوْنُ حُكَمَاءَهُ وَسَحَرَتَهُ فَصَنَعَ سَحَرَةُ مِصْرَ عَلَى غِرَارِ ذَلِكَ بِسِحْرِهِمْ. -\v 12 فَطَرَحَ كُلُّ وَاحِدٍ عَصَاهُ فَتَحَوَّلَتْ إِلَى حَيَّةٍ. غَيْرَ أَنَّ عَصَا هَرُونَ ابْتَلَعَتْ عِصِيَّهُمْ. -\v 13 لَكِنَّ قَلْبَ فِرْعَوْنَ ازْدَادَ تَصَلُّباً فَلَمْ يَسْتَمِعْ لَهُمَا، تَمَاماً كَمَا قَالَ الرَّبُّ. -\s1 ضربة الدم -\p -\v 14 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «إِنَّ قَلْبَ فِرْعَوْنَ قَدْ تَصَلَّبَ، وَهُوَ يَرْفُضُ أَنْ يُطْلِقَ سَرَاحَ الشَّعْبِ. -\v 15 فَامْثُلْ أَمَامَ فِرْعَوْنَ فِي الْغَدِ عِنْدَمَا يَخْرُجُ إِلَى الْمَاءِ، وَقِفْ لِلِقَائِهِ عِنْدَ ضَفَّةِ النَّهْرِ، وَخُذْ بِيَدِكَ الْعَصَا الَّتِي تَحَوَّلَتْ إِلَى حَيَّةٍ، -\v 16 وَقُلْ لَهُ: إِنَّ الرَّبَّ إِلَهَ الْعِبْرَانِيِّينَ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ قَائِلاً: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي فِي الصَّحْرَاءِ. وَهَا أَنْتَ حَتَّى الآنَ لَمْ تَسْتَمِعْ. -\v 17 لِهَذَا إِلَيْكَ مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ: سَتَعْلَمُ، بِمَا أُجْرِيهِ الآنَ، أَنَّنِي أَنَا الرَّبُّ. هَا أَنَا ضَارِبٌ بِهَذِهِ الْعَصَا الَّتِي فِي يَدِي عَلَى مَاءِ النَّهْرِ فَيَتَحَوَّلُ دَماً. -\v 18 فَيَمُوتُ السَّمَكُ، وَيَنْتِنُ النَّهْرُ، فَيَعَافُ الْمِصْرِيُّونَ مِنَ الشُّرْبِ مِنْ مَائِهِ». -\p -\v 19 وَخَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى: «قُلْ لِهَرُونَ: خُذْ عَصَاكَ وَابْسُطْ يَدَكَ عَلَى مِيَاهِ الْمِصْرِيِّينَ وَعَلَى أَنْهَارِهِمْ وَعَلَى جَدَاوِلِهِمْ وَسَوَاقِيهِمْ وَخَزَّانَاتِ الْمِيَاهِ فَتَتَحَوَّلَ كُلُّهَا إِلَى دَمٍ، وَيَكُونُ دَمٌ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ حَتَّى فِي الأَوَانِي الْخَشَبِيَّةِ وَالْحَجَرِيَّةِ». -\v 20 وَهَكَذَا فَعَلَ مُوسَى وَهَرُونُ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ، فَرَفَعَ هَرُونُ الْعَصَا وَضَرَبَ مَاءَ النَّهْرِ عَلَى مَشْهَدٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَحَاشِيَتِهِ فَتَحَوَّلَ كُلُّ مَاءِ النَّهْرِ إِلَى دَمٍ، -\v 21 وَمَاتَ كُلُّ سَمَكِهِ وَأَنْتَنَ النَّهْرُ فَلَمْ يَسْتَطِعِ الْمِصْرِيُّونَ الشُّرْبَ مِنْ مَائِهِ. وَكَانَ دَمٌ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ أَرْضِ مِصْرَ. -\v 22 وَكَذَلِكَ فَعَلَ سَحَرَةُ مِصْرَ بِسِحْرِهِمْ، فَتَصَلَّبَ قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يَسْتَمِعْ إِلَيْهِمَا، تَمَاماً حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. -\p -\v 23 وَانْصَرَفَ فِرْعَوْنُ إِلَى مَنْزِلِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتْرُكَ ذَلِكَ أَثَراً فِي قَلْبِهِ. -\v 24 وَحَفَرَ جَمِيعُ الْمِصْرِيِّينَ حُفَراً حَوْلَ النَّهْرِ طَلَباً لِمَاءِ الشُّرْبِ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَشْرَبُوا مِنْ مَاءِ النَّهْرِ. -\v 25 وَانْقَضَتْ سَبْعَةُ أَيَّامٍ مُنْذُ أَنْ ضَرَبَ اللهُ مِيَاهَ النَّهْرِ. -\c 8 -\s1 ضربة الضفادع -\p -\v 1 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «امْثُلْ أَمَامَ فِرْعَوْنَ وَقُلْ لَهُ: هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي. -\v 2 وَإِنْ أَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُمْ فَهَا أَنَا ضَارِبٌ جَمِيعَ تُخُومِكَ بِالضَّفَادِعِ. -\v 3 فَيَفِيضُ النَّهْرُ بِالضَّفَادِعِ الَّتِي تَصْعَدُ وَتَقْتَحِمُ بَيْتَكَ وَمُخْدَعَ فِرَاشِكَ وَسَرِيرَكَ وَبُيُوتَ حَاشِيَتِكَ وَشَعْبِكَ وَأَفْرَانَكَ وَمَعَاجِنَكَ. -\v 4 عَلَيْكَ وَعَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى سَائِرِ حَاشِيَتِكَ تَصْعَدُ الضَّفَادِعُ». -\p -\v 5 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «قُلْ لِهَرُونَ ابْسُطْ يَدَكَ بِعَصَاكَ عَلَى الأَنْهَارِ وَالسَّوَاقِي وَالْبِرَكِ وَأَصْعِدِ الضَّفَادِعَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ». -\v 6 فَبَسَطَ هَرُونُ يَدَهُ عَلَى مِيَاهِ مِصْرَ فَأَقْبَلَتِ الضَّفَادِعُ وَغَطَّتْ أَرْضَ مِصْرَ. -\v 7 وَكَذَلِكَ فَعَلَ السَّحَرَةُ بِسِحْرِهِمْ فَأَصْعَدُوا ضَفَادِعَ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ. -\p -\v 8 ثُمَّ اسْتَدْعَى فِرْعَوْنُ مُوسَى وَهَرُونَ وَقَالَ: «تَضَرَّعَا إِلَى الرَّبِّ لِيَرْفَعَ الضَّفَادِعَ عَنِّي وَعَنْ شَعْبِي، فَأُطْلِقَ الشَّعْبَ لِيُقَدِّمُوا ذَبَائِحَ لَهُ». -\v 9 فَأَجَابَ مُوسَى فِرْعَوْنَ: «عَيِّنْ لِي مَتَى أُصَلِّي مِنْ أَجْلِكَ وَمِنْ أَجْلِ عَبِيدِكَ وَشَعْبِكَ، لِكَيْ تُبَادَ الضَّفَادِعُ عَنْكَ وَعَنْ بُيُوتِكَ، مَاعَدَا تِلْكَ الْبَاقِيَةَ فِي النَّهْرِ». -\v 10 فَقَالَ فِرْعَوْنُ: «غَداً». فَأَجَابَهُ مُوسَى: «فَلْيَكُنْ كَقَوْلِكَ، لِتَعْرِفَ أَنَّهُ لَا مَثِيلَ لِلرَّبِّ إِلَهِنَا. -\v 11 فَإِنَّ الضَّفَادِعَ سَتَنْسَحِبُ مِنْ حَوْلِكَ وَمِنْ بُيُوتِكَ وَمِنْ حَوْلِ حَاشِيَتِكَ وَشَعْبِكَ، وَلا تَبْقَى إلّا فِي النَّهْرِ». -\p -\v 12 وَبَعْدَ أَنِ انْصَرَفَ مُوسَى وَهَرُونُ مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ صَلَّى مُوسَى إِلَى الرَّبِّ مِنْ أَجْلِ الضَّفَادِعِ الَّتِي أَصْعَدَهَا عَلَى فِرْعَوْنَ، -\v 13 فَفَعَلَ الرَّبُّ حَسَبَ دُعَاءِ مُوسَى، فَانْقَطَعَتِ الضَّفَادِعُ مِنَ الْبُيُوتِ وَالدُّورِ وَالْحُقُولِ، -\v 14 فَجمَعُوهَا أَكْوَاماً كَثِيَرةً حَتَّى أَنْتَنَتْ مِنْهَا الأَرْضُ. -\v 15 وَعِنْدَمَا رَأَى فِرْعَوْنُ أَنَّ الْبَلِيَّةَ قَدِ انْقَشَعَتْ، أَغْلَظَ قَلْبَهُ وَلَمْ يَسْتَمِعْ لَهُمَا، تَمَاماً كَمَا قَالَ الرَّبُّ. -\s1 ضربة البعوض -\p -\v 16 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «قُلْ لِهَرُونَ أَنْ يَبْسُطَ يَدَهُ بِعَصَاهُ وَيَضْرِبَ تُرَابَ الأَرْضِ لِيَملأَ الْبَعُوضُ كُلَّ أَرْجَاءِ مِصْرَ». -\v 17 وَهَكَذَا فَعَلا، إِذْ بَسَطَ هَرُونُ يَدَهُ بِعَصَاهُ وَضَرَبَ تُرَابَ الأَرْضِ، فَانْتَشَرَ الْبَعُوضُ عَلَى النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. فَصَارَ كُلُّ تُرَابِ الأَرْضِ بَعُوضاً فِي جَمِيعِ أَرْجَاءِ مِصْرَ. -\v 18 وَكَذَلِكَ حَاوَلَ السَّحَرَةُ بِسِحْرِهِمْ لِيُخْرِجُوا الْبَعُوضَ فَأَخْفَقُوا. وَكَانَ الْبَعُوضُ مُنْتَشِراً عَلَى النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. -\v 19 فَقَالَ السَّحَرَةُ لِفِرْعَوْنَ «إِنَّهُ فِعْلُ اللهِ». وَلَكِنَّ قَلْبَ فِرْعَوْنَ ظَلَّ مُتَصَلِّباً فَلَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا، تَمَاماً كَمَا قَالَ الرَّبُّ. -\s1 ضربة الذباب -\p -\v 20 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْهَضْ مُبَكِّراً فِي الصَّبَاحِ وَقِفْ أَمَامَ فِرْعَوْنَ عِنْدَ خُرُوجِهِ إِلَى الْمَاءِ وَقُلْ لَهُ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي. -\v 21 وَإِنْ لَمْ تُطْلِقْ شَعْبِي فَهَا أَنَا أُرْسِلُ أَسْرَابَ الذُّبَابِ عَلَيْكَ وَعَلَى حَاشِيَتِكَ وَعَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى بُيُوتِكَ، فَتَمْتَلِئُ بُيُوتُ الْمِصْرِيِّينَ بِالذُّبَابِ، وَكَذَلِكَ الأَرْضُ الَّتِي يُقِيمُونَ عَلَيْهَا. -\v 22 وَلَكِنِّي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَسْتَثْنِي أَرْضَ جَاسَانَ حَيْثُ يَسْكُنُ شَعْبِي فَلا يَغْزُوهَا الذُّبَابُ، فَتُدْرِكُ أَنَّنِي، أَنَا الرَّبَّ، كَائِنٌ فِي هَذِهِ الأَرْضِ. -\v 23 وَأُمَيِّزُ بَيْنَ شَعْبِي وَشَعْبِكَ، فَتَكُونُ هَذِهِ آيَةَ الْغَدِ». -\v 24 وَهَكَذَا صَنَعَ الرَّبُّ، فَقَدْ غَزَتْ أَسْرَابٌ عَظِيمَةٌ مِنَ الذُّبَابِ بَيْتَ فِرْعَوْنَ وَبُيُوتَ حَاشِيَتِهِ، وَكُلَّ أَرْضِ مِصْرَ فَأَصَابَ الذُّبَابُ الأَرْضَ بِالْخَرَابِ. -\p -\v 25 فَاسْتَدْعَى فِرْعَوْنُ مُوسَى وَهَرُونَ وَقَالَ: «امْضُوا وَقَدِّمُوا ذَبِيحَةً لإِلَهِكُمْ فِي هَذِهِ الأَرْضِ». -\v 26 فَأَجَابَ مُوسَى: «لَيْسَ مُسْتَحْسَناً أَنْ نَفْعَلَ هَذَا، لأَنَّ الذَّبَائِحَ الَّتِي نُقَدِّمُهَا لِلرَّبِّ إِلَهِنَا هِي رِجْسٌ لَدَى الْمِصْرِيِّينَ. فَإِنْ قَدَّمْنَا هَذِهِ الذَّبَائِحَ الَّتِي يَكْرَهُهَا الْمِصْرِيُّونَ، أَلا يَرْجُمُونَنَا؟ -\v 27 لَكِنْ نَذْهَبُ مَسِيرَةَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الصَّحْرَاءِ، فَنُقَدِّمُ ذَبَائِحَ لِلرَّبِّ إِلَهِنَا كَمَا أَمَرَنَا». -\v 28 فَقَالَ فِرْعَوْنُ: «سَأُطْلِقُكُمْ لِتُقَرِّبُوا لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ فِي الصَّحْرَاءِ، وَلَكِنْ لَا تَذْهَبُوا بَعِيداً. صَلِّيَا لأَجْلِي». -\v 29 فَأَجَابَ مُوسَى: «حَالَمَا أَنْصَرِفُ أُصَلِّي إِلَى الرَّبِّ. وَغَداً يَرْتَفِعُ الذُّبَابُ عَنْ فِرْعَوْنَ وَعَنْ حَاشِيَتِهِ وَعَنْ شَعْبِهِ. وَلَكِنْ عَلَى فِرْعَوْنَ أَلّا يُخَادِعَ، بَلْ يُطْلِقَ الشَّعْبَ لِيُقَدِّمَ لِلرَّبِّ ذَبَائِحَ». -\p -\v 30 وَفَارَقَ مُوسَى فِرْعَوْنَ وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ، -\v 31 فَاسْتَجَابَ الرَّبُّ دُعَاءَ مُوسَى، فَارْتَفَعَ الذُّبَابُ عَنْ فِرْعَوْنَ وَعَنْ حَاشِيَتِهِ وَعَنْ شَعْبِهِ. لَمْ تَبْقَ ذُبَابَةٌ وَاحِدَةٌ. -\v 32 وَلَكِنَّ فِرْعَوْنَ قَسَّى قَلْبَهُ هَذِهِ الْمَرَّةَ أَيْضاً وَلَمْ يُطْلِقْ الشَّعْبَ. -\c 9 -\s1 ضربة إهلاك المواشي -\p -\v 1 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «امْضِ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقُلْ لَهُ: هَذَا مَا يُعْلِنُهُ إِلَهُ الْعِبْرَانِيِّينَ أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدَنِي. -\v 2 لأَنَّكَ إنْ أَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُمْ وَحَجَزْتَهُمْ لَدَيْكَ، -\v 3 فَإِنَّ يَدَ الرَّبِّ سَتُهْلِكُ مَوَاشِيكَ الَّتِي فِي الْحُقُولِ، وَالْخُيُولَ، وَالْحَمِيرَ وَالجِّمَالَ وَالْثِّيرَانَ وَالْغَنَمَ، بِوَبَأٍ شَدِيدٍ جِدّاً. -\v 4 وَأُمَيِّزُ بَيْنَ مَوَاشِي إِسْرَائِيلَ وَمَوَاشِي الْمِصْرِيِّينَ. فَلا يَهْلِكُ شَيْءٌ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ». -\v 5 وَعَيَّنَ الرَّبُّ مَوْعِداً لِذَلِكَ قَائِلاً: «غَداً يَصْنَعُ الرَّبُّ هَذَا فِي الأَرْضِ». -\v 6 وَفِي الْغَدِ صَنَعَ الرَّبُّ هَذَا الأَمْرَ. فَهَلَكَتْ جَمِيعُ مَوَاشِي الْمِصْرِيِّينَ، أَمَّا مَوَاشِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهَا وَاحِدٌ. -\v 7 وَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ لِيَتَحَقَّقَ مِنَ الأَمْرِ، وَإذَا مَوَاشِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَهْلِكْ مِنْهَا وَاحِدٌ. وَتَصَلَّبَ قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يُطْلِقْ الشَّعْبَ. -\s1 ضربة الدمامل -\p -\v 8 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: «لِيَأْخُذْ كُلٌّ مِنْكُمَا حَفْنَةً مِنْ رَمَادِ الْأَتُونِ، وَلْيُذَرِّ مُوسَى الرَّمَادَ نَحْوَ السَّمَاءِ بِمَرْأَى مِنْ فِرْعَوْنَ، -\v 9 فَيَتَحَوَّلَ إِلَى غُبَارٍ يُغَطِّي كُلَّ أَرْضِ مِصْرَ، فَيُصَابَ النَّاسُ وَالْبَهَائِمُ بِدَمَامِلَ مُتَقَيِّحَةٍ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ». -\v 10 فَأَخَذَا رَمَاداً مِنَ الأَتُونِ، وَوَقَفَا أَمَامَ فِرْعَوْنَ، ثُمَّ ذَرَّاهُ مُوسَى نَحْوَ السَّمَاءِ، فَتَحَوَّلَ إِلَى دَمَامِلَ مُتَقَيِّحَةٍ أَصَابَتِ النَّاسَ وَالْبَهَائِمَ. -\v 11 وَلَمْ يَسْتَطِعِ السَّحَرَةُ أَنْ يُواجِهُوا مُوسَى مِن جَرَّاءِ الدَّمَامِلِ، لأَنَّ الدَّمَامِلَ أَصَابَتِ السَّحَرَةَ وَكُلَّ الْمِصْرِيِّينَ أَيْضاً. -\v 12 لَكِنَّ الرَّبَّ قَسَّى قَلْبَ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا، تَمَاماً كَمَا قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى. -\s1 ضربة سقوط البرد -\p -\v 13 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «قُمْ مُبَكِّراً فِي الصَّبَاحِ وَامْثُلْ أَمَامَ فِرْعَوْنَ وَقُلْ لَهُ: هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ إِلَهُ الْعِبْرَانِيِّينَ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدَنِي. -\v 14 لأَنَّنِي فِي هَذِهِ الْمَرَّةِ سَأُوَجِّهُ جَمِيعَ ضَرَبَاتِي إِلَى قَلْبِكَ وَإِلَى حَاشِيَتِكَ وَإِلَى شَعْبِكَ، لِكَيْ تَعْرِفَ أَنَّهُ لَيْسَ مَثِيلٌ لِي فِي كُلِّ الأَرْضِ. -\v 15 فَقَدْ كَانَ بِوُسْعِي حَتَّى الآنَ أَنْ أَمُدَّ يَدِي وَأَضْرِبَكَ وَأَضْرِبَ شَعْبَكَ أَيْضاً بِالوَبَأِ لِتُبَادَ مِنَ الأَرْضِ، -\v 16 وَلَكِنَّنِي أَقَمْتُكَ لأُرِيَكَ قُوَّتِي، وَلِكَيْ يُذَاعَ اسْمِي فِي جَمِيعِ الأَرْضِ. -\v 17 وَهَا أَنْتَ مَازِلْتَ تُقَاوِمُ شَعْبِي وَلا تُطْلِقُهُ. -\v 18 لِذَلِكَ غَداً فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ أُمْطِرُ بَرَداً ثَقِيلاً لَمْ تَشْهَدْهُ مِصْرُ مُنْذُ يَوْمِ تَأْسِيسِهَا حَتَّى الآنَ. -\v 19 فَأَرْسِلِ الآنَ وَاجْمَعْ مَوَاشِيَكَ وَكُلَّ مَالَكَ فِي الْحَقْلِ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَمْكُثُ فِي الْحَقْلِ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ وَلا يَلْجَأُ إِلَى مَأْوىً، يَنْهَمِرُ عَلَيْهِ الْبَرَدُ فَيَمُوتُ». -\v 20 فَكُلُّ مَنْ خَافَ كَلِمَةَ الرَّبِّ مِنْ رِجَالِ فِرْعَوْنَ لاذَ بِعَبِيدِهِ وَمَاشِيَتِهِ بِالْبُيُوتِ، -\v 21 أَمَّا الَّذِينَ اسْتَخَفُّوا بِكَلامِ الرَّبِّ فَقَدْ تَرَكُوا عَبِيدَهُمْ وَمَوَاشِيَهُمْ فِي الْحَقْلِ. -\p -\v 22 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ نَحْوَ السَّمَاءِ فَيَنْهَمِرَ الْبَرَدُ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ، وَعَلَى الرِّجَالِ وَالْبَهَائِمِ وَعَلَى عُشْبِ الْحَقْلِ فِي جَمِيعِ أَرْضِ مِصْرَ». -\v 23 فَمَدَّ مُوسَى عَصَاهُ نَحْوَ السَّمَاءِ، فَأَرْسَلَ الرَّبُّ رُعُوداً وَبَرَداً. وَأَصَابَتِ الصَّوَاعِقُ الأَرْضَ، وَأَمْطَرَ الرَّبُّ بَرَداً عَلَى كُلِّ بِلادِ مِصْرَ، -\v 24 فَانْهَمَرَ الْبَرَدُ، وَاخْتَلَطَتِ الصَّوَاعِقُ بِالْبَرَدِ، فَكَانَتْ أَسْوَأَ عَاصِفَةٍ شَهِدَتْهَا أَرْضُ مِصْرَ مُنْذُ أَنْ صَارَتْ أُمَّةً. -\v 25 وَأَصَابَ الْبَرَدُ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ مِصْرَ جَمِيعَ مَا فِي الْحُقُولِ مِنْ نَاسٍ وَبَهَائِمَ. وَأَتْلَفَ كُلَّ نَبَاتٍ نَامٍ فِي الْحَقْلِ وَكَسَّرَ جَمِيعَ الأَشْجَارِ. -\v 26 أَمَّا أَرْضُ جَاسَانَ حَيْثُ يُقِيمُ بَنُو إِسْرَائِيلَ، فَإِنَّهَا وَحْدَهَا لَمْ يَسْقُطْ فِيهَا بَرَدٌ. -\p -\v 27 فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ وَاسْتَدْعَى مُوسَى وَهَرُونَ وَقَالَ لَهُمَا: «لَقَدْ أَخْطَأْتُ هَذِهِ الْمَرَّةَ وَالرَّبُّ هُوَ الْبَارُّ، أَمَّا أَنَا وَشَعْبِي فَأَشْرَارٌ، -\v 28 فَتَضَرَّعَا إِلَى الرَّبِّ إذْ يَكْفِينَا مَا ابْتُلِينَا بِهِ مِنْ رُعُودٍ وَبَرَدٍ، فَأُطْلِقَكُمْ، وَلا تَمْكُثُونَ هُنَا بَعْدُ». -\v 29 فَأَجَابَ مُوسَى: «حَالَمَا أَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ أَبْسُطُ يَدِي فِي الصَّلاةِ إِلَى الرَّبِّ فَيَتَوَقَّفُ الرَّعْدُ وَيَنْقَطِعُ الْبَرَدُ لِكَيْ تَعْرِفَ أَنَّ الأَرْضَ هِيَ للرَّبِّ. -\v 30 وَلَكِنَّنِي عَالِمٌ أَنَّكَ أَنْتَ وَحَاشِيَتَكَ مَازِلْتُمْ لَا تَخْشَوْنَ الرَّبَّ الإِلَهَ». -\v 31 إنَّ الْكَتَّانَ وَالشَّعِيرَ قَدْ تَلِفَا، لأَنَّ الشَّعِيرَ أَصْبَحَ سَنَابِلَ، وَالكَتَّانَ كَانَ مُبْزِراً، -\v 32 أَمَّا الْحِنْطَةُ وَالقَطَانِيُّ فَلَمْ تَتْلَفْ بَعْدُ لأَنَّهَا تَنْمُو مُتَأَخِّرَةً. -\p -\v 33 وَانْصَرَفَ مُوسَى مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَبَسَطَ يَدَيْهِ إِلَى الرَّبِّ، فَتَوَقَّفَ الرَّعْدُ وَالْبَرَدُ وَانْقَطَعَ الْمَطَرُ عَنِ الانْهِمَارِ عَلَى الأَرْضِ. -\v 34 وَعِنْدَمَا رَأَى فِرْعَوْنُ أَنَّ الْمَطَرَ وَالْبَرَدَ وَالرَّعْدَ قَدْ تَوَقَّفَتْ أَخْطَأَ مَرَّةً أُخْرَى وَصَلَّبَ قَلْبَهُ هُوَ وَحَاشِيَتُهُ. -\v 35 وَهَكَذَا تَقَسَّى قَلْبُ فِرْعَوْنَ، فَلَمْ يُطْلِقْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، تَمَاماً كَمَا أَنْبَأَ الرَّبُّ عَلَى لِسَانِ مُوسَى. -\c 10 -\s1 ضربة الجراد -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «امْثُلْ أَمَامَ فِرْعَوْنَ لأَنَّنِي قَدْ قَسَّيْتُ قَلْبَهُ وَقُلُوبَ حَاشِيَتِهِ لِكَيْ أُجْرِيَ آيَاتِي هَذِهِ بَيْنَهُمْ، -\v 2 لِكَيْ تُخْبِرَ فِي مَسَامِعِ بَنِيكَ وَأَحْفَادِكَ عَمَّا ابْتَلَيْتُ بِهِ الْمِصْرِيِّينَ وَبِآيَاتِي الَّتِي أَجْرَيْتُهَا بَيْنَهُمْ فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ». -\p -\v 3 فَمَثَلَ مُوسَى وَهَرُونُ أَمَامَ فِرْعَوْنَ وَقَالا لَهُ: «هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ إِلَهُ الْعِبْرَانِيِّينَ: إِلَى مَتَى تَأْبَى أَنْ تَخْضَعَ لِي؟ أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدَنِي. -\v 4 وَإذَا أَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَ شَعْبِي، فَهَا أَنَا أَجْلِبُ غَداً الْجَرَادَ عَلَى تُخُومِكَ، -\v 5 فَيُغَطِّي وَجْهَ الأَرْضِ، فَيَعْسُرُ عَلَى أَحَدٍ أَنْ يَرَاهَا، وَيَلْتَهِمُ الْبَقِيَّةَ الْمُتَخَلِّفَةَ لَكُمْ عَنِ الْبَرَدِ، وَكُلَّ شَجَرَةٍ نَابِتَةٍ لَكُمْ فِي الْحَقْلِ، -\v 6 وَيَمْلأُ بُيُوتَكَ وَبُيُوتَ حَاشِيَتِكَ وَبُيُوتَ جَمِيعِ الْمِصْرِيِّينَ، الأَمْرُ الَّذِي لَمْ يَشْهَدْ مِثْلَهُ آبَاؤُكَ وَلا أَجْدَادُكَ مُنْذُ أَنِ اسْتَوْطَنُوا هَذِهِ الأَرْضَ إِلَى الآنَ». ثُمَّ تَحَوَّلَ وَانْصَرَفَ مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ. -\p -\v 7 فَقَالَتْ حَاشِيَةُ فِرْعَوْنَ لَهُ: «إِلَى مَتَى يَظَلُّ هَذَا الرَّجُلُ شَرَكاً لَنَا؟ أَطْلِقِ الشَّعْبَ لِيَعْبُدُوا الرَّبَّ إِلَهَهُمْ. أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ مِصْرَ قَدْ عَمَّهَا الْخَرَابُ؟» -\v 8 فَاسْتُدْعِيَ مُوسَى وَهَرُونُ ثَانِيَةً لِلْمُثُولِ أَمَامَ فِرْعَوْنَ، وَقَالَ لَهُمَا: «امْضُوا وَاعْبُدُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ، وَلَكِنْ مَنْ هُمُ الَّذِينَ سَيَذْهَبُونَ؟» -\v 9 فَأَجَابَ مُوسَى: «نَذْهَبُ بِفِتْيَانِنَا وَشُيُوخِنَا. نَذْهَبُ بِبَنِينَا وَبَنَاتِنَا، بِمَوَاشِينَا وَقُطْعَانِنَا لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ نُقِيمَ عِيداً لِلرَّبِّ». -\v 10 فَقَالَ فِرْعَوْنُ: «لِيَكُنِ الرَّبُّ بِعَوْنِكُمْ إنْ أَنَا أَطْلَقْتُكُمْ مَعَ نِسَائِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ. فَمِنَ الْجَلِيِّ أَنَّكُمْ عَازِمُونَ عَلَى الشَّرِّ. -\v 11 لا، فَلْيَمْضِ الرِّجَالُ فَقَطْ لِعِبَادَةِ الرَّبِّ، لأَنَّ هَذَا هُوَ مَا تَطْلُبُونَهُ». ثُمَّ طُرِدَا مِنْ حَضْرَةِ فِرْعَوْنَ. -\p -\v 12 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ابْسُطْ يَدَكَ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ لِتُبْتَلَى بِالجَّرَادِ، فَيُغَطِّي بِلادَ مِصْرَ وَيَلْتَهِمَ كُلَّ نَبَاتِ الأَرْضِ الْمُتَخَلِّفِ عَنِ الْبَرَدِ». -\v 13 فَمَدَّ مُوسَى عَصَاهُ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ، فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ رِيحاً شَرْقِيَّةً طَوَالَ ذَلِكَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَمَا إِنْ أَقْبَلَ الصَّبَاحُ حَتَّى حَمَلَتِ الرِّيحُ الشَّرْقِيَّةُ الْجَرَادَ. -\v 14 فَانْتَشَرَ الْجَرَادُ فِي كُلِّ بِلادِ مِصْرَ، وَحَلَّ فِي جَمِيعِ تُخُومِهَا بِأَسْرَابٍ عَظِيمَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ نَظِيرٌ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ يَحْدُثَ مِثْلُهُ فِيمَا بَعْدُ. -\v 15 فَقَدْ غَطَّى وَجْهَ كُلِّ الأَرْضِ حَتَّى أَظْلَمَتْ، وَالْتَهَمَ كُلَّ عُشْبٍ فِيهَا وَكُلَّ أَثْمَارِ الأَشْجَارِ الَّتِي خَلَّفَهَا الْبَرَدُ، فَلَمْ يَبْقَ شَيْءٌ أَخْضَرُ لَا عَلَى الأَشْجَارِ وَلا فِي حُقُولِ الْمَزْرُوعَاتِ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ مِصْرَ. -\p -\v 16 عِنْدَئِذٍ أَسْرَعَ فِرْعَوْنُ فَاسْتَدْعَى مُوسَى وَهَرُونَ قَائِلاً: «لَقَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَإِلَيْكُمَا. -\v 17 فَاصْفَحَا هَذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ عَنْ خَطِيئَتِي وَابْتَهِلا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمَا كَيْ يُزِيلَ عَنِّي هَذَا الْبَلاءَ الْمُمِيتَ». -\v 18 فَانْصَرَفَ مُوسَى مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ وَابْتَهَلَ إِلَى الرَّبِّ، -\v 19 فَأَرْسَلَ الرَّبُّ رِيحاً غَرْبِيَّةً عَاصِفَةً حَمَلَتِ الْجَرَادَ وَطَرَحَتْهُ فِي الْبَحْرِ الأَحْمَرِ، فَلَمْ تَبْقَ جَرَادَةٌ وَاحِدَةٌ فِي جَمِيعِ أَرْجَاءِ مِصْرَ. -\v 20 وَلَكِنَّ الرَّبَّ صَلَّبَ قَلْبَ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يُطْلِقْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\s1 ضربة الظلام -\p -\v 21 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ابْسُطْ يَدَكَ نَحْوَ السَّمَاءِ فَيَطْغَى ظَلامٌ عَلَى كُلِّ أَرْجَاءِ مِصْرَ حَتَّى يَكَادَ يُلْمَسُ لِكَثَافَتِهِ». -\v 22 فَبَسَطَ مُوسَى يَدَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ، فَطَغَى ظَلامٌ كَثِيفٌ عَلَى كُلِّ أَرْجَاءِ أَرْضِ مِصْرَ لِمُدَّةِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ. -\v 23 فَلَمْ يَتَمَكَّنْ أَحَدٌ مِنْ أَنْ يَرَى أَخَاهُ، وَلا غَادَرَ أَحَدٌ مَكَانَهُ طَوَالَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ. غَيْرَ أَنَّ النُّورَ كَانَ يَغْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي أَمَاكِنِ إِقَامَتِهِمْ. -\p -\v 24 فَاسْتَدْعَى فِرْعَوْنُ مُوسَى وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَاعْبُدُوا الرَّبَّ، وَلَكِنِ اتْرُكُوا وَرَاءَكُمْ مَاشِيَتَكُمْ وَقُطْعَانَكُمْ: أَمَّا صِغَارُكُمْ فَلْيَمْضُوا مَعَكُمْ أَيْضاً». -\v 25 فَقَالَ مُوسَى: «عَلَيْكَ أَنْ تَسْمَحَ لَنَا بِأَخْذِ ذَبَائِحَ مُحْرَقَاتٍ لِنُقَدِّمَهَا لِلرَّبِّ إِلَهِنَا. -\v 26 لِذَلِكَ تَذْهَبُ مَوَاشِينَا مَعْنَا أَيْضاً، فَلا يَبْقَى مِنْهَا ظِلْفٌ وَاحِدٌ، لأَنَّ عَلَيْنَا أَنْ نَخْتَارَ مِنْهَا لِعِبَادَةِ الرَّبِّ إِلَهِنَا، وَلا يُمْكِنُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَاذَا نَخْتَارُ مِنْهَا لِنَعْبُدَ الرَّبَّ حَتَّى نَصِلَ إِلَى هُنَاكَ». -\v 27 وَلَكِنَّ الرَّبَّ صَلَّبَ قَلْبَ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يُطْلِقْ سَرَاحَهُمْ. -\v 28 وَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ: «اذْهَبْ عَنِّي، وَاحْذَرْ لِنَفْسِكَ. لَا تَمْثُلْ أَمَامِي مَرَّةً أُخْرَى، فَيَوْمَ تَرَى وَجْهِي تَمُوتُ». -\v 29 فَقَالَ مُوسَى: «حَسَناً قُلْتَ، فَأَنَا لَنْ أَرَى وَجْهَكَ مَرَّةً أُخْرَى». -\c 11 -\s1 ضربة الأبكار -\p -\v 1 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «بَقِيَتْ بَلِيَّةٌ وَاحِدَةٌ أُصِيبُ بِها فِرْعَوْنَ وَالْمِصْرِيِّينَ، وَبَعْدَ ذَلِكَ يُطْلِقُكُمْ مِنْ هُنَا. وَعِنْدَمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يَطْرُدُكُمْ جَمِيعاً طَرْداً. -\v 2 فَقُلِ الآنَ لِلشَّعْبِ: لِيَطْلُبْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْ جَارِهِ، وَكُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا، آنِيَةَ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ». -\v 3 ذَلِكَ لأَنَّ الرَّبَّ جَعَلَ الشَّعْبَ يَحْظَى بِرِضَى الْمِصْرِيِّينَ، كَمَا أَنَّ الرَّجُلَ مُوسَى كَانَ عَظِيماً فِي مِصْرَ فِي عُيُونِ حَاشِيَةِ فِرْعَوْنَ وَالشَّعْبِ. -\p -\v 4 وَقَالَ مُوسَى هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ: «سَأَجْتَازُ حَوَالَي نِصْفِ اللَّيْلِ فِي وَسَطِ مِصْرَ، -\v 5 فَيَمُوتُ كُلُّ بِكْرٍ فِيهَا: مِنْ بِكْرِ فِرْعَوْنَ الْمُتَرَبِّعِ عَلَى الْعَرْشِ إِلَى بِكْرِ الأَمَةِ الَّتِي وَرَاءَ الرَّحَى، وَكَذَلِكَ بِكْرِ كُلِّ بَهِيمَةٍ، -\v 6 فَيَعْلُو صُرَاخٌ عَظِيمٌ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ، لَمْ يُشْهَدْ مِثْلُهُ مِنْ قَبْلُ وَلا يَكُونُ مِثْلُهُ أَيْضاً. -\v 7 أَمَّا بَيْنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ فَلَنْ يَنْبَحَ كَلْبٌ عَلَى أَيِّ إِنْسَانٍ أَوْ حَيَوَانٍ. وَعِنْدَئِذٍ تَعْلَمُونَ أَنَّ الرَّبَّ يُمَيِّزُ بَيْنَ الْمِصْرِيِّينَ وَإِسْرَائِيلَ. -\v 8 فَيَأْتِي إِلَيَّ، مِنْ ثَمَّ، جَمِيعُ عَبِيدِكَ هَؤُلاءِ وَيَنْحَنُونَ أَمَامِي قَائِلِينَ: انْطَلِقْ أَنْتَ وَكُلُّ مَنْ يَتْبَعُكَ مِنَ الشَّعْبِ. وَآنَئِذٍ فَقَطْ أَمْضِي». ثُمَّ انْصَرَفَ مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ بِغَضَبٍ مُحْتَدِمٍ. -\p -\v 9 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «إِنَّ فِرْعَوْنَ يَأْبَى الاسْتِمَاعَ لَكُمَا لِكَيْ تَتَكَاثَرَ آيَاتِي فِي أَرْضِ مِصْرَ». -\v 10 وَلَقَدْ أَجْرَى مُوسَى وَهَرُونُ كُلَّ هَذِهِ الآيَاتِ أَمَامَ فِرْعَوْنَ، وَلَكِنَّ الرَّبَّ قَسَّى قَلْبَ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يُطْلِقْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ دِيَارِهِ. -\c 12 -\s1 الفصح واحتفال الفطير غير المختمر -\p -\v 1 وَخَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَرُونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَائِلاً: -\v 2 «مُنْذُ الآنَ يَكُونُ لَكُمْ هَذَا الشَّهْرُ رَأْسَ الشُّهُورِ وَأَوَّلَ شُهُورِ السَّنَةِ. -\v 3 خَاطِبَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ: عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ أَنْ يَأْخُذَ فِي الْعَاشِرِ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ حَمَلاً لِعَائِلَتِهِ، وَفْقاً لِبُيُوتِ الْآبَاءِ، حَمَلاً لِكُلِّ عَائِلَةٍ. -\v 4 وَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ صَغِيراً لَا يَسْتَهْلِكُ حَمَلاً كَامِلاً، يَتَقَاسَمُهُ هُوَ وَجَارُهُ الْقَرِيبُ مِنْهُ بِحَسَبِ عَدَدِ الأَشْخَاصِ الْمَوْجُودِينَ هُنَاكَ، بِمِقْدَارِ مَا يَسْتَطِيعُ كُلُّ وَاحِدٍ أَنْ يَأْكُلَهُ مِنَ الْحَمَلِ. -\v 5 وَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الْحَمَلُ ذَكَراً ابْنَ سَنَةٍ، خَالِياً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، تَنْتَقُونَهُ مِنَ الْخِرْفَانِ أَوِ الْمَعِيزِ. -\v 6 وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ مَحْفُوظاً حَتَّى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَقُومُ كُلُّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ بِذَبْحِ الْحُمْلانِ عِنْدَ الْمَسَاءِ. -\v 7 وَيَأْخُذُونَ الدَّمَ وَيَضَعُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا. -\v 8 ثُمَّ فِي نَفْسِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ يَتَنَاوَلُونَ اللَّحْمَ مَشْوِيًّا بِالنَّارِ مَعَ فَطِيرٍ، يَأْكُلُونَهُ مَعَ أَعْشَابٍ مُرَّةٍ. -\v 9 لَا تَأْكُلُوا مِنْهُ نِيئاً أَوْ مَسْلُوقاً، بَلْ مَشْوِيًّا بِنَارٍ، رَأْسَهُ مَعَ أَكَارِعِهِ وَجَوْفِهِ. -\v 10 وَلا تُبْقُوا مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ، بَلْ تُحْرِقُونَ كُلَّ مَا تَبَقَّى مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ بِالنَّارِ. -\v 11 تَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ وَأَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ، وَأَحْذِيَتُكُمْ فِي أَرْجُلِكُمْ، وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ. فَيَكُونُ هَذَا فِصْحاً لِلرَّبِّ. -\v 12 فَفِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ أَجْتَازُ فِي بِلادِ مِصْرَ وَأَقْتُلُ كُلَّ بِكْرٍ فِيهَا مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ وَأُجْرِي قَضَاءً عَلَى كُلِّ آلِهَةِ الْمِصْرِيِّينَ. أَنَا هُوَ الرَّبُّ. -\v 13 أَمَّا أَنْتُمْ فَإِنَّ الدَّمَ الَّذِي عَلَى بُيُوتِكُمُ الْمُقِيمِينَ فِيهَا يَكُونُ الْعَلامَةَ الَّتِي تُمَيِّزُكُمْ، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ، فَلا تَنْزِلُ بِكُمْ بَلِيَّةُ الْهَلاكِ حِينَ أَبْتَلِي بِها أَرْضَ مِصْرَ. -\v 14 وَيَكُونُ لَكُمْ هَذَا الْيَوْمُ تَذْكَاراً تَحْتَفِلُونَ بِهِ عِيداً لِلرَّبِّ، فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً تَحْتَفِلُونَ بِهِ فِي أَجْيَالِكُمْ. -\p -\v 15 سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَحْتَفِلُونَ، تَأْكُلُونَ فِيهَا فَطِيراً، تُخْلُونَ بُيُوتَكُمْ مِنَ الْخَمِيرِ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ، فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ خَمِيراً فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْيَوْمِ السَّابِعِ، تُبَادُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ. -\v 16 وَتُقِيمُونَ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ حَفْلاً مُقَدَّساً، وَكَذَلِكَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. لَا يُجْرَى فِيهِمَا عَمَلٌ مَا إلّا تَجْهِيزُ طَعَامِ الأَكْلِ. هَذَا كُلُّ مَا تَعْمَلُونَهُ. -\v 17 وَتَحْتَفِلُونَ بِعِيدِ الْفَطِيرِ، لأَنَّنِي فِي هَذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَخْرَجْتُ أَجْنَادَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فَاحْتَفِلُوا بِهَذَا الْيَوْمِ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمُ الْمُقْبِلَةِ. -\v 18 وَمُنْذُ مَسَاءِ الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ وَحَتَّى مَسَاءِ الْيَوْمِ الْحَادِي وَالعِشْرِينَ مِنْهُ تَأْكُلُونَ فَطِيراً. -\v 19 سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَخْلُو بُيُوتُكُمْ مِنَ الْخَمِيرِ فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ خُبْزاً مُخْتَمِراً يُبَادُ مِنْ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، الْغَرِيبُ وَالمُوَاطِنُ عَلَى حَدٍّ سَوَاءَ. -\v 20 لَا تَأْكُلُوا شَيْئاً مُخْتَمِراً، بَلْ فِي كُلِّ مَسَاكِنِكُمْ تَأْكُلُونَ فَطِيراً». -\p -\v 21 ثُمَّ اسْتَدْعَى مُوسَى كُلَّ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمْ: «اذْهَبُوا وَانْتَقُوا حُمْلاناً بِحَسَبِ عَائِلاتِكُمْ وَاذْبَحُوا حَمَلَ الْفِصْحِ. -\v 22 ثُمَّ خُذُوا بَاقَةَ زُوفَا وَاغْمِسُوهَا فِي الدَّمِ الَّذِي تَصَفَّى فِي الإِنَاءِ وَاطْلُوا بِهِ عَتَبَةَ الْبَابِ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ، وَلا يَخْرُجُ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى الصَّبَاحِ. -\v 23 لأَنَّ الرَّبَّ سَيَجْتَازُ لَيْلاً لِيُهْلِكَ الْمِصْرِيِّينَ. فَحِينَ يَرَى الدَّمَ عَلَى الْعَتَبَةِ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ يَعْبُرُ عَنِ الْبَابِ وَلا يَدَعُ الْمُهْلِكَ يَدْخُلُ بُيُوتَكُمْ لِيَضْرِبَكُمْ. -\v 24 فَتُمَارِسُونَ هَذَا الأَمْرَ فَرِيضَةً لَكُمْ وَلأَوْلادِكُمْ إِلَى الأَبَدِ. -\v 25 وَعِنْدَمَا تَدْخُلُونَ الأَرْضَ الَّتِي وَعَدَ الرَّبُّ أَنْ يَهَبَهَا لَكُمْ، فَإِنَّكُمْ تُمَارِسُونَ هَذِهِ الْفَرِيضَةَ. -\v 26 وَيَكُونُ حِينَ يَسْأَلُكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ: مَاذَا تَعْنِي هَذِهِ الْفَرِيضَةُ لَكُمْ؟ -\v 27 تُجِيبُونَهُمْ آنَئِذٍ: إِنَّهَا ذَبِيحَةُ فِصْحٍ لِلرَّبِّ الَّذِي عَبَرَ عَنْ بُيُوتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي مِصْرَ عِنْدَمَا أَهْلَكَ الْمِصْرِيِّينَ، وَأَنْقَذَ بُيُوتَنَا». فَحَنَى الشَّعْبُ رُؤُوسَهُمْ سَاجِدِينَ. -\v 28 فَمَضَى بَنُو إِسْرَائِيلَ وَفَعَلُوا تَمَاماً كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَرُونَ. -\p -\v 29 وَفِي مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ أَهْلَكَ الرَّبُّ كُلَّ بِكْرٍ فِي بِلادِ مِصْرَ، مِنْ بِكْرِ فِرْعَوْنَ الْمُتَرَبِّعِ عَلَى الْعَرْشِ إِلَى بِكْرِ الْحَبِيسِ فِي السِّجْنِ، وَأَبْكَارَ الْبَهَائِمِ جَمِيعاً أَيْضاً. -\v 30 فَاسْتَيْقَظَ فِرْعَوْنُ وَحَاشِيَتُهُ وَجَمِيعُ الْمِصْرِيِّينَ وَإذَا عَوِيلٌ عَظِيمٌ فِي أَرْضِ مِصْرَ، لأَنَّهُ لَمْ يُوْجَدْ بَيْتٌ لَيْسَ فِيهِ مَيْتٌ. -\v 31 فَاسْتَدْعَى مُوسَى وَهَرُونَ لَيْلاً قَائِلاً: «قُومُوا وَاخْرُجُوا مِنْ بَيْنِ الشَّعْبِ أَنْتُمَا وَبَنُو إِسْرَائِيلَ، وَانْطَلِقُوا اعْبُدُوا الرَّبَّ كَمَا طَلَبْتُمْ، -\v 32 وَخُذُوا مَعَكُمْ غَنَمَكُمْ وَبَقَرَكُمْ كَمَا سَأَلْتُمْ وَامْضُوا وَبَارِكُونِي أَيْضاً». -\v 33 وَأَلَحَّ الْمِصْرِيُّونَ عَلَى الشَّعْبِ لِيُسْرِعُوا فِي الارْتِحَالِ عَنِ الْبِلادِ قَائِلِينَ: «لِئَلّا نَمُوتَ جَمِيعاً». -\s1 الخروج -\p -\v 34 فَصَرَّ الشَّعْبُ فِي ثِيَابِهِمْ مَعَاجِنَهُمْ وَعَجِينَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَخْتَمِرَ، وَحَمَلُوهَا عَلَى أَكْتَافِهِمْ، -\v 35 وَطَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ آنِيَةَ فِضَّةٍ وَذَهَباً وَثِيَاباً بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. -\v 36 وَجَعَلَ الرَّبُّ الشَّعْبَ يَحْظَى بِرِضَى الْمِصْرِيِّينَ، فَأَعْطَوْهُمْ كُلَّ مَا طَلَبُوهُ، فَغَنِمُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ. -\p -\v 37 وَارْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ رَعَمْسِيسَ إِلَى سُكُّوتَ فَكَانُوا نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ أَلْفٍ مِنَ الرِّجَالِ المُشَاةِ مَاعَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلادَ. -\v 38 وَكَذَلِكَ انْضَمَّ إِلَيْهِمْ حَشْدٌ كَبِيرٌ مِنَ النَّاسِ، مَعَ غَنَمٍ وَمَوَاشٍ وَقُطْعَانٍ كَثِيرَةٍ. -\v 39 ثُمَّ خَبَزُوا الْعَجِينَ الَّذِي أَخْرَجُوهُ مَعَهُمْ مِنْ مِصْرَ خُبْزَ مَلَّةٍ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُخْتَمِراً، إذْ أَنَّهُمْ طُرِدُوا مِنْ مِصْرَ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَتَأَخَّرُوا فَمَا أَعَدُّوا لأَنْفُسِهِمْ زَاداً. -\s1 شريعة الفصح -\p -\v 40 وَكَانَتْ مُدَّةُ غُرْبَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَقَامُوهَا فِي مِصْرَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً. -\v 41 وَفِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ بِالذَّاتِ، فِي خِتَامِ أَرْبَعِ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً خَرَجَ جَمِيعُ أَجْنَادِ الرَّبِّ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. -\v 42 هِيَ لَيْلَةٌ تُكَرَّسُ لِلرَّبِّ إذْ أَخْرَجَهُمْ فِيهَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. هَذِهِ اللَّيْلَةُ هِيَ لِلرَّبِّ، يُكَرِّسُهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي جَمِيعِ أَجْيَالِهِمْ. -\p -\v 43 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: «هَذِهِ هِيَ مَرَاسِيمُ الْفِصْحِ: لَا يَأْكُلُ غَرِيبٌ مِنْهُ. -\v 44 كُلُّ عَبْدٍ مُشْتَرَى بِفِضَّةٍ يَأْكُلُ مِنْهُ بَعْدَ أَنْ تَخْتِنَهُ. -\v 45 النَّزِيلُ وَالأَجِيرُ لَا يَأْكُلانِ مِنْهُ. -\v 46 يُؤْكَلُ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ فَلا تَحْمِلْ لَحْماً إِلَى خَارِجِ الْمَنْزِلِ، وَلا تَكْسِرْ مِنْهُ عَظْماً. -\v 47 وَعَلَى كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ أَنْ تَحْتَفِلَ بِهِ. -\v 48 وَإذَا عَزَمَ غَرِيبٌ مُقِيمٌ بَيْنَكُمْ أَنْ يَحْتَفِلَ بِفِصْحِ الرَّبِّ فَلْيُخْتَنْ كُلُّ ذَكَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَحْتَفِلُ بِهِ، فَيَكُونُ آنَئِذٍ كَمَوْلُودِ الأَرْضِ. لَا يَأْكُلُ مِنْهُ أَيُّ ذَكَرٍ أَغْلَفَ. -\v 49 فَتَسُودُ هَذِهِ الشَّرِيعَةُ عَلَى الْمُوَاطِنِ وَالدَّخِيلِ الْمُقِيمِ بَيْنَكُمْ». -\v 50 فَفَعَلَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَمَاماً كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَرُونَ. -\p -\v 51 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَخْرَجَ الرَّبُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِحَسَبِ فِرَقِ عَشَائِرِهِمْ. -\c 13 -\s1 تكريس الأبكار -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «خَصِّصْ لِي كُلَّ بِكْرٍ ذَكَرٍ. كُلُّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ هُوَ لِي. كُلُّ بِكْرٍ مِنَ النَّاسِ أَوِ الْبَهَائِمِ». -\v 3 وَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «اذْكُرُوا هَذَا الْيَوْمَ الَّذِي خَرَجْتُمْ فِيهِ مِنْ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، فَقَدْ أَطْلَقَكُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَا بِيَدٍ قَدِيرَةٍ، فَلا تَأْكُلُوا خُبْزاً مُخْتَمِراً. -\v 4 الْيَوْمَ فِي شَهْرِ أَبِيبَ (أَيْ فِي شَهْرِ آذَارَ – مَارِسَ) أَنْتُمْ خَارِجُونَ، -\v 5 لِذَلِكَ عِنْدَمَا يُدْخِلُكُمُ الرَّبُّ أَرْضَ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، الَّتِي تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً، وَالَّتِي أَقْسَمَ لِآبَائِكُمْ أَنْ يَهَبَكُمْ إِيَّاهَا، تُمَارِسُونَ هَذِهِ الْفَرِيضَةَ فِي هَذَا الشَّهْرِ. -\v 6 سَبْعَةَ أَيَّامٍ لَا تَأْكُلُونَ فِيهَا خُبْزاً مُخْتَمِراً، وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ يَكُونُ احْتِفَالٌ لِلرَّبِّ. -\v 7 سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فِيهَا خُبْزاً فَطِيراً وَلا تَحْتَفِظُونَ فِي بُيُوتِكُمْ بِشَيْءٍ مُخْتَمِرٍ أَوْ بِخَمِيرٍ. -\p -\v 8 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَقُولُ لابْنِكَ: إنَّنِي أُمَارِسُ هَذَا مِنْ أَجْلِ مَا صَنَعَهُ الرَّبُّ لِي، حِينَ أَخْرَجَنِي مِنْ مِصْرَ. -\v 9 فَتَكُونُ هَذِهِ الْفَرِيضَةُ بِمَثَابَةِ عَلامَةٍ عَلَى يَدِكَ، وَتَذْكَاراً بَيْنَ عَيْنَيْكَ، لِتَكُونَ شَرِيعَةُ الرَّبِّ فِي فَمِكَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَخْرَجَكَ بِيَدٍ قَدِيرَةٍ مِنْ مِصْرَ. -\v 10 فَتُمَارِسُ هَذِهِ الْفَرِيضَةَ فِي مِيعَادِهَا مَرَّةً كُلَّ سَنَةٍ. -\p -\v 11 وَيَكُونُ حِينَ يُدْخِلُكَ الرَّبُّ إِلَى أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ، كَمَا أَقْسَمَ لَكَ وَلِآبَائِكَ أَنْ يَهَبَكَ إِيَّاهَا، -\v 12 أَنَّكَ تَفْرِزُ لِلرَّبِّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحِ رَحِمٍ. وَكَذَلِكَ كُلَّ بِكْرٍ مِنْ نِتَاجِ الْبَهَائِمِ الَّتِي تَمْلِكُهَا يَكُونُ لِلرَّبِّ. -\v 13 إِنَّمَا كُلُّ بِكْرِ حِمَارٍ تَفْدِيهِ بِحَمَلٍ. وَإِنْ لَمْ تَفْدِهِ تَكْسِرْ عُنُقَهُ. وَكَذَلِكَ تَفْدِي أَيْضاً كُلَّ بِكْرٍ مِنْ بَنِيكَ. -\p -\v 14 وَحِينَ يَسْأَلُكَ ابْنُكَ فِي الأَيَّامِ الْمُقْبِلَةِ: مَا مَعْنَى هَذَا؟ تُجِيبُهُ: إِنَّهُ بِيَدٍ قَدِيرَةٍ أَخْرَجَنَا الرَّبُّ مِنْ دِيَارِ الْعُبُودِيَّةِ. -\v 15 وَعِنْدَمَا تَصَلَّبَ فِرْعَوْنُ وَامْتَنَعَ عَنْ إِطْلاقِنَا، أَهْلَكَ الرَّبُّ كُلَّ بِكْرٍ فِي بِلادِ مِصْرَ، مِنْ أَبْكَارِ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. لِذَلِكَ أَنَا أُقَرِّبُ لِلرَّبِّ الذُّكُورَ مِنْ كُلِّ فَاتِحِ رَحِمٍ وَأَفْدِي كُلَّ بِكْرٍ مِنْ أَوْلادِي. -\v 16 فَتَكُونُ هَذِهِ الْفَرِيضَةُ بِمَثَابَةِ عَلامَةٍ عَلَى يَدِكَ وَرَمْزاً عَلَى جَبْهَتِكَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَخْرَجَنَا بِيَدٍ قَدِيرَةٍ مِنْ مِصْرَ». -\s1 عبور البحر -\p -\v 17 وَعِنْدَمَا أَطْلَقَ فِرْعَوْنُ الشَّعْبَ لَمْ يَقُدْهُمُ اللهُ فِي طَرِيقِ بِلادِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ قِصَرِهَا. لأَنَّ اللهَ قَالَ لِئَلّا يَنْدَمَ الشَّعْبُ إِذَا تَعَرَّضَ لِحَرْبٍ وَيَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ. -\v 18 إِنَّمَا اقْتَادَ اللهُ الشَّعْبَ عَبْرَ صَحْرَاءِ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ. وَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ قَدْ غَادَرُوا مِصْرَ مُتَسَلِّحِينَ مُتَأَهِّبِينَ لِلْقِتَالِ. -\v 19 وَحَمَلَ مُوسَى عِظَامَ يُوسُفَ مَعَهُ، لأَنَّهُ كَانَ قَدِ اسْتَحْلَفَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِحَلْفٍ قَائِلاً: «لابُدَّ أَنْ يَفْتَقِدَكُمُ اللهُ فَعَلَيْكُمْ أَنْ تَنْقُلُوا عِظَامِي مَعَكُمْ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ». -\p -\v 20 وَارْتَحَلُوا مِنْ سُكُّوتَ وَخَيَّمُوا فِي إِيثَامَ عَلَى طَرَفِ الصَّحْرَاءِ. -\v 21 وَكَانَ الرَّبُّ يَتَقَدَّمُهُمْ نَهَاراً فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ، وَلَيْلاً فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ. -\v 22 وَلَمْ يَبْرَحْ عَمُودُ السَّحَابِ نَهَاراً وَعَمُودُ النَّارِ لَيْلاً مِنْ أَمَامِ الشَّعْبِ. -\c 14 -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَرْجِعُوا وَيَتَجَمَّعُوا مُقَابِلَ فَمِ الْحِيرُوثِ بَيْنَ مَجْدَلَ وَالْبَحْرِ أَمَامَ بَعْلَ صَفُونَ مُبَاشَرَةً تُخَيِّمَونَ عِنْدَ الْبَحْرِ، -\v 3 فَيَظُنُّ فِرْعَوْنُ أَنَّكُمْ هَائِمُونَ فِي الأَرْضِ عَلَى غَيْرِ هُدىً، وَقَدِ اسْتَغْلَقَتْ عَلَيْكُمُ الصَّحْرَاءُ، -\v 4 فَأُقَسِّي قَلْبَ فِرْعَوْنَ حَتَّى يَسْعَى وَرَاءَكُمْ فَأَتَعَظَّمُ آنَئِذٍ (بِالقَضَاءِ) عَلَى فِرْعَوْنَ وَعَلَى جَيْشِهِ، وَيَعْرِفُ الْمِصْرِيُّونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ». وَهَكَذَا فَعَلَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ. -\s1 فرعون يطارد بني إسرائيل -\p -\v 5 وَقِيلَ لِمَلِكِ مِصْرَ: «هُوَذا الشَّعْبُ قَدْ هَرَبَ». فَتَحَوَّلَ قَلْبُ فِرْعَوْنَ وَقُلُوبُ حَاشِيَتِهِ ضِدَّهُمْ، وَقَالُوا: «مَاذَا دَهَانَا حَتَّى أَطْلَقْنَا إِسْرَائِيلَ مِنْ خِدْمَتِنَا؟» -\v 6 فَأَعَدَّ مَرْكَبَتَهُ وَاصْطَحَبَ جَيْشَهُ مَعَهُ، -\v 7 فَأَعَدَّ سِتَّ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ وَسَائِرَ مَرْكَبَاتِ مِصْرَ، وَحَمَلَ عَلَيْهَا قَادَةَ سِلاحِ الْمَرْكَبَاتِ. -\v 8 وَقَسَّى الرَّبُّ قَلْبَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ، فَطَارَدَ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ غَادَرُوا مِصْرَ بِقُدْرَةٍ ظَاهِرَةٍ. -\v 9 وَسَعَى الْمِصْرِيُّونَ وَرَاءَهُمْ بِجَمِيعِ خَيْلِ فِرْعَوْنَ وَمَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ وَجُيُوشِهِ، فَأَدْرَكُوهُمْ وَهُمْ مُتَجَمِّعُونَ عِنْدَ الْبَحْرِ بالقُرْبِ مِنْ فَمِ الْحِيروثِ مُقَابِلَ بَعْلَ صَفُونَ. -\p -\v 10 وَلَمَّا اقْتَرَبَ فِرْعَوْنُ، نَظَرَ بَنُو إسْرَائِيلَ، وَإذَا بِالْمِصْرِيِّينَ يَنْدَفِعُونَ نَحْوَهُمْ، فَارْتَعَبُوا وَاسْتَغَاثُوا بِالرَّبِّ، -\v 11 ثُمَّ قَالُوا لَمُوسَى: «هَلْ لِافْتِقَارِ مِصْرَ لِلْقُبُورِ أَخْرَجْتَنَا إِلَى الصَّحْرَاءِ لِنَمُوتَ فِيهَا؟ مَاذَا فَعَلْتَ بِنَا حَتَّى أَخْرَجْتَنَا مِنْ مِصْرَ؟ -\v 12 أَلَمْ نَقُلْ لَكَ فِي مِصْرَ: دَعْنَا وَشَأْنَنَا فَنَخْدُمَ الْمِصْرِيِّينَ، إذْ كَانَ خَيْراً لَنَا أَنْ نَخْدُمَ الْمِصْرِيِّينَ مِنْ أَنْ نَمُوتَ فِي الصَّحْرَاءِ». -\v 13 فَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «لا تَخَافُوا. قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاصَ الرَّبِّ الَّذِي يُجْرِيهِ لَكُمُ الْيَوْمَ، لأَنَّ الْمِصْرِيِّينَ الَّذِينَ رَأَيْتُمُوهُمُ الْيَوْمَ، لَنْ تَرَوْهُمْ فِيمَا بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ. -\v 14 فَالرَّبُّ يُحَارِبُ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ تَصْمُتُونَ». -\p -\v 15 وَقَالَ الرَّبُّ لمُوسَى: «مَا بَالُكَ تَسْتَغِيثُ بِي؟ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَرْحَلُوا. -\v 16 ارْفَعْ عَصَاكَ وَابْسُطْ يَدَكَ فَوْقَ الْبَحْرِ وَشُقَّهُ، فَيَجْتَازَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي وَسْطِ الْبَحْرِ عَلَى الْيَابِسَةِ. -\v 17 فَهَا أَنَا أُغْلِظُ قُلُوبَ الْمِصْرِيِّينَ فَيَسْعَوْنَ وَرَاءَكُمْ، فَأَتَعَظَّمُ (بِالقَضَاءِ) عَلَى فِرْعَوْنَ وَعَلَى مَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ، -\v 18 فَيُدْرِكُ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّنِي أَنَا الرَّبُّ، عِنْدَمَا أَتَعَظَّمُ (بِالقَضَاءِ) عَلَى فِرْعَوْنَ وَمَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ». -\v 19 وَانْتَقَلَ مَلاكُ اللهِ الَّذِي كَانَ يَتَقَدَّمُ عَسْكَرَ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمُؤَخَّرَةِ خَلْفَهُمْ، وَكَذَلِكَ انْتَقَلَ عَمُودُ السَّحَابِ مِنْ أَمَامِهِمْ وَوَقَفَ وَرَاءَهُمْ. -\v 20 فَدَخَلَ بَيْنَ عَسْكَرِ الْمِصْرِيِّينَ وَعَسْكَرِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، وَصَارَ عَمُودُ السَّحَابِ ظَلاماً قَاتِماً عَلَى الْمِصْرِيِّينَ، وَضِيَاءً عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَلَمْ يَقْتَرِبْ أَحَدُهُمَا مِنَ الآخَرِ طَوَالَ اللَّيْلِ. -\p -\v 21 وَبَسَطَ مُوسَى يَدَهُ فَوْقَ الْبَحْرِ، فَأَرْسَلَ الرَّبُّ طَوَالَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ رِيحاً شَرْقِيَّةً قَوِيَّةً رَدَّتِ الْبَحْرَ إِلَى الْوَرَاءِ، وَحَوَّلَتْهُ إِلَى يَابِسَةٍ. وَهَكَذَا انْشَقَّ الْبَحْرُ، -\v 22 فَاجْتَازَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي وَسْطِ الْبَحْرِ عَلَى أَرْضٍ يَابِسَةٍ، فَكَانَ الْمَاءُ بِمَثَابَةِ سُورَيْنِ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ يَسَارِهِمْ. -\v 23 وَلَحِقَ بِهِمِ الْمِصْرِيُّونَ وَدَخَلُوا وَرَاءَهُمْ إِلَى وَسْطِ الْبَحْرِ، بِجَمِيعِ خَيْلِ فِرْعَوْنَ وَمَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ. -\v 24 وَقَبْلَ طُلُوعِ الصَّبَاحِ أَشْرَفَ الرَّبُّ فِي عَمُودِ النَّارِ وَالسَّحَابِ عَلَى عَسْكَرِ الْمِصْرِيِّينَ وَأَرْبَكَهُمْ. -\v 25 فَجَعَلَ عَجَلاتِ مَرْكَبَاتِهِمْ تَتَخَلَّعُ. فَطَفِقُوا يَجُرُّونَهَا بِمَشَقَّةٍ حَتَّى قَالَ الْمِصْرِيُّونَ: «لِنَهْرُبْ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، لأَنَّ الرَّبَّ يُحَارِبُ عَنْهُمْ ضِدَّنَا». -\p -\v 26 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ابْسُطْ يَدَكَ فَوْقَ الْبَحْرِ لِيَرْتَدَّ الْمَاءُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ مَعَ مَرْكَبَاتِهِمْ وَفُرْسَانِهِمْ». -\v 27 فَبَسَطَ مُوسَى يَدَهُ فَوْقَ البَحْرِ عِنْدَ انْبِثَاقِ الصَّبَاحِ، فَارْتَدَّ الْبَحْرُ إِلَى مَوْضِعِهِ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ الْهَارِبِينَ فِي اتِّجَاهِهِ، فَجَرَفَهُمُ الرَّبُّ نَحْوَ وَسْطِ الْبَحْرِ. -\v 28 وَارْتَدَّتِ الْمِيَاهُ وَأَغْرَقَتِ الْمَرْكَبَاتِ وَالْفُرْسَانَ وَكُلَّ جَيْشِ فِرْعَوْنَ الَّذِي لَحِقَ بِهِمْ إِلَى الْبَحْرِ، فَلَمْ يَفْلِتْ مِنْهُمْ نَاجٍ وَاحِدٌ. -\v 29 أَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَقَدْ سَارُوا فَوْقَ أَرْضٍ يَابِسَةٍ وَسْطَ مِيَاهِ الْبَحْرِ. وَكَانَتِ الْمِيَاهُ كَسُورَيْنِ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ شِمَالِهِمْ. -\p -\v 30 وَهَكَذَا أَنْقَذَ الرَّبُّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّينَ، وَشَاهَدُوا جُثَثَ الْمِصْرِيِّينَ مَطْرُوحَةً عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ. -\v 31 وَعِنْدَمَا شَهِدَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ الْقُوَّةَ الْعَظِيمَةَ الَّتِي عَامَلَ بِها الرَّبُّ الْمِصْرِيِّينَ، خَافَ الشَّعْبُ الرَّبَّ وَآمَنُوا بِهِ وَبِمُوسَى عَبْدِهِ. -\c 15 -\s1 ترنيمة موسى ومريم -\p -\v 1 عِنْدَئِذٍ شَدَا مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيلَ بِهَذِهِ التَّسْبِحَةِ لِلرَّبِّ قَائِلِينَ: «أُرَنِّمُ لِلرَّبِّ لأَنَّهُ تَمَجَّدَ جِدّاً، الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ قَدْ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ. -\v 2 الرَّبُّ قُوَّتِي وَنَشِيدِي وَقَدْ صَارَ خَلاصِي، هَذَا هُوَ إِلَهِي فَأُسَبِّحُهُ. وَإِلَهُ أَبِي فَأُعَظِّمُهُ. -\v 3 الرَّبُّ مُحَارِبٌ، ’الرَّبُّ‘ اسْمُهُ. -\v 4 طَرَحَ فِرْعَوْنَ وَجَيْشَهُ فِي الْبَحْرِ، وَأَغْرَقَ خِيرَةَ قَادَةِ فِرْعَوْنَ فِي الْبَحْرِ الأَحْمَرِ. -\v 5 غَمَرَتْهُمُ اللُّجَجُ فَغَاصُوا إِلَى الأَعْمَاقِ كَالْحِجَارَةِ. -\v 6 يَمِينُكَ يَا رَبُّ مَجِيدَةٌ فِي قُوَّتِهَا. بِيَمِينِكَ يَا رَبُّ تَسْحَقُ الْعَدُوَّ. -\v 7 بِعَظَمَةِ جَلالِكَ تَصْرَعُ مُقَاوِمِيكَ. تُرْسِلُ غَضَبَكَ فَتَأْكُلُهُمْ كَالقَشِّ. -\v 8 بِرِيحِكَ الْعَاصِفَةِ تَكَوَّمَتِ الْمِيَاهُ، وَانْتَصَبَتِ اللُّجَجُ فِي قَلْبِ الْبَحْرِ. -\v 9 قَالَ الْعَدُوُّ: أَسْعَى وَرَاءَهُمْ فَأُدْرِكُهُمْ. أُقَسِّمُ أَسْلابَهُمْ وَتَشْتَفِي مِنْهُمْ نَفْسِي. أَسْتَلُّ سَيْفِي بِيَدِي وَأُهْلِكُهُمْ. -\v 10 لَكِنَّكَ أَطْلَقْتَ رِيحَكَ فَغَشِيَهُمُ الْبَحْرُ، فَغَرِقُوا كَالرَّصَاصِ فِي اللُّجَجِ الْعَمِيقَةِ -\v 11 فَمَنْ مِثْلُكَ يَا رَبُّ بَيْنَ كُلِّ الآلِهَةِ؟ مَنْ مِثْلُكَ جَلِيلٌ فِي الْقَدَاسَةِ مَهِيبٌ فِي الْمَجْدِ، صَانِعٌ عَجَائِبَ! -\v 12 بَسَطْتَ يَمِينَكَ فَابْتَلَعَتْهُمُ الأَرْضُ. -\v 13 قُدْتَ بِرَحْمَتِكَ الشَّعْبَ الَّذِي افْتَدَيْتَهُ، وَبِقُدْرَتِكَ هَدَيْتَهُ إِلَى مَسْكَنِكَ الْمُقَدَّسِ. -\v 14 فَتَسْمَعُ الشُّعُوبُ وَتَرْتَعِبُ، وَتَسْتَوْلِي الرَّعْدَةُ عَلَى أَهْلِ فِلِسْطِينَ. -\v 15 آنَئِذٍ يَنْدَهِشُ أُمَرَاءُ أَدُومَ، جَبَابِرَةُ مُوآبَ تَأْخُذُهُمُ الرَّجْفَةُ، وَيَذُوبُ حُكَّامُ كَنْعَانَ هَلَعاً. -\v 16 يَسُودُهُمُ الْخَوْفُ والرَّعْدَةُ وَبِقُدْرَةِ ذِرَاعِكَ يَجْمُدُونَ كَالْحِجَارَةِ حَتَّى يَعْبُرَ شَعْبُكَ يَا رَبُّ، حَتَّى يَعْبُرَ شَعْبُكَ الَّذِي اشْتَرَيْتَهُ. -\v 17 تَأْتِي بِهِمْ وَتَغْرِسُهُمْ فِي جَبَلِ مِيرَاثِكَ، الْمَوْضِعِ الَّذِي جَعَلْتَهُ يَا رَبُّ لِسُكْنَاكَ، الْمَقْدِسِ الَّذِي أَعَدَّتْهُ يَا رَبُّ يَدَاكَ. -\v 18 الرَّبُّ يَمْلِكُ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. -\v 19 وَعِنْدَمَا دَخَلَتْ خُيُولُ فِرْعَوْنَ وَمَرْكَبَاتُهُ وَفُرْسَانُهُ إِلَى الْبَحْرِ رَدَّ عَلَيْهِمْ مِيَاهَ الْبَحْرِ، أَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَمَشَوْا عَلَى الْيَابِسَةِ فِي وَسْطِ الْبَحْرِ». -\p -\v 20 عِنْدَئِذٍ أَخَذَتْ مَرْيَمُ النَّبِيَّةُ أُخْتُ هَرُونَ، الدُّفَّ بِيَدِهَا، فَتَبِعَهَا جَمِيعُ النِّسَاءِ بالدُّفِّ وَالرَّقْصِ. -\v 21 فَكَانَتْ مَرْيَمُ تُجَاوِبُهُنَّ: «رَنِّمُوا لِلرَّبِّ لأَنَّهُ قَدْ تَمَجَّدَ جِدّاً. الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ قَدْ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ». -\s1 ماء مارة وإيليم -\p -\v 22 ثُمَّ ارْتَحَلَ مُوسَى بِإِسْرَائِيلَ مِنَ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ، وَتَوَجَّهُوا نَحْوَ صَحْرَاءِ شُورٍ، وَظَلُّوا يَجُوبُونَ الصَّحْرَاءَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَجِدُوا مَاءً. -\v 23 وَعِنْدَمَا وَصَلُوا إِلَى مَارَّةَ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْرَبُوا مَاءَهَا لِمَرَارَتِهِ، لِذَلِكَ سُمِّيَتْ «مَارَّةَ». -\v 24 فَتَذَمَّرَ الشَّعْبُ عَلَى مُوسَى قَائِلِينَ: «مَاذَا نَشْرَبُ؟» -\v 25 فَاسْتَغَاثَ بِالرَّبِّ، فَأَرَاهُ الرَّبُّ شَجَرَةً فَأَلْقَاهَا إِلَى الْمَاءِ، فَصَارَ عَذْباً. وَهُنَاكَ أَيْضاً وَضَعَ الرَّبُّ لِلشَّعْبِ فَرِيضَةً وَشَرِيعَةً، وَامْتَحَنَهُ، -\v 26 وَقَالَ: «إِنْ كُنْتَ تَحْرِصُ عَلَى سَمَاعِ صَوْتِ الرَّبِّ إِلَهِكَ، وَتَفْعَلُ مَا هُوَ حَقٌّ أَمَامَهُ، وَتُطِيعُ وَصَايَاهُ وَتُحَافِظُ عَلَى جَمِيعِ فَرَائِضِهِ، فَلَنْ أَدَعَكَ تُقَاسِي مِنْ أَيِّ مَرَضٍ مِنَ الأَمْرَاضِ الَّتِي ابْتَلَيْتُ بِها الْمِصْرِيِّينَ، فَإِنِّي أَنَا الرَّبُّ شَافِيكَ». -\p -\v 27 ثُمَّ بَلَغُوا إِيلِيمَ حَيْثُ كَانَتِ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنَ مَاءٍ وَسَبْعُونَ نَخْلَةً. فَخَيَّمُوا إِلَى جُوَارِ عُيُونِ الْمَاءِ. -\c 16 -\s1 المن والسلوى -\p -\v 1 ثُمَّ انْتَقَلَتْ كُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ مِنْ إِيلِيمَ حَتَّى أَقْبَلُوا إِلَى صَحْرَاءِ سِينَ الْوَاقِعَةِ بَيْنَ إِيلِيمَ وَسِينَاءَ، وَذَلِكَ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي بَعْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. -\v 2 وَهُنَاكَ فِي الصَّحْرَاءِ تَذَمَّرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى مُوسَى وَهَرُونَ، -\v 3 وَقَالُوا لَهُمَا: «لَيْتَ الرَّبَّ أَمَاتَنَا فِي أَرْضِ مِصْرَ، فَهُنَاكَ كُنَّا نَجْلِسُ حَوْلَ قُدُورِ اللَّحْمِ نَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى الشَّبْعِ. وَهَا أَنْتُمَا قَدْ أَخْرَجْتُمَانَا إِلَى هَذِهِ الصَّحْرَاءِ لِتُمِيتَا كُلَّ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ جُوعاً». -\p -\v 4 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هَا أَنَا أُمْطِرُ عَلَيْكُمْ خُبْزاً مِنَ السَّمَاءِ، فَيَخْرُجُ الشَّعْبُ وَيَلْتَقِطُ حَاجَةَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ، لِكَيْ أَمْتَحِنَهُمْ، فَأَرَى إنْ كَانُوا يَسْلُكُونَ فِي شَرِيعَتِي أَمْ لا. -\v 5 وَلَكِنْ لِيَكُنْ مَا يَلْتَقِطُونَهُ فِي الْيَوْمِ السَّادِسِ ضِعْفَ مَا يَجْمَعُونَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ». -\v 6 فَقَالَ مُوسَى وَهَرُونُ لِجَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: «فِي الْمَسَاءِ تَعْلَمُونَ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. -\v 7 وَفِي الصَّبَاحِ تُعَايِنُونَ مَجْدَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ قَدْ سَمِعَ تَذَمُّرَكُمْ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ مَنْ نَحْنُ حَتَّى تَتَذَمَّرُوا عَلَيْنَا؟» -\v 8 وَقَالَ مُوسَى أَيْضاً: «إِنَّكُمْ سَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ هُوَ الرَّبُّ، عِنْدَمَا يُعْطِيكُمْ لَحْماً فِي الْمَسَاءِ لِتَأْكُلُوا، وَخُبْزاً فِي الصَّبَاحِ لِتَشْبَعُوا، لأَنَّهُ سَمِعَ تَذَمُّرَكُمْ عَلَيْهِ. فَمَاذَا نَحْنُ؟ إِنَّكُمْ تَتَذَمَّرُونَ عَلَى اللهِ». -\v 9 وَقَالَ مُوسَى لِهَرُونَ: «قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ لأَنَّهُ قَدْ سَمِعَ تَذَمُّرَهُمْ». -\v 10 وَفِيمَا كَانَ هَرُونُ يُخَاطِبُ كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، الْتَفَتُوا نَحْوَ الصَّحْرَاءِ وَإذَا بِمَجْدِ الرَّبِّ قَدْ تَجَلَّى فِي السَّحَابِ. -\v 11 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 12 «سَمِعْتُ تَذَمُّرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقُلْ لَهُمْ: فِي الْمَسَاءِ تَأْكُلُونَ لَحْماً، وَفِي الصَّبَاحِ تَشْبَعُونَ خُبْزاً، فَتَعْلَمُونَ أَنَّنِي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ». -\p -\v 13 فِي ذَلِكَ الْمَسَاءِ أَقْبَلَتْ طُيُورُ السَّلْوَى (السُّمَانَي) وَغَطَّتِ الْمُخَيَّمَ. وَفِي الصَّبَاحِ كَسَتْ طَبَقَةُ النَّدَى الأَرْضَ الْمُحِيطَةَ بِالْمُخَيَّمِ. -\v 14 وَعِنْدَمَا زَالَتْ طَبَقَةُ النَّدَى إِذَا وَجْهُ الصَّحْرَاءِ مُغَطَّى بِشَيْءٍ رَقِيقٍ كالْقُشُورِ، مُكَتَّلٍ كَالْجَلِيدِ. -\v 15 وَعِنْدَمَا رَآهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ «مَنْهُو» أَيْ مَا هَذَا؟ لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا مَا هُوَ. فَقَالَ لَهُمْ موُسَى: «هُوَ خُبْزُ الرَّبِّ الَّذِي أَعْطَاكُمْ لِتَأْكُلُوهُ. -\v 16 وَهَذَا مَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ الرَّبُّ: الْتَقِطُوا مِنْهُ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ مَأْكَلِهِ، لِكُلِّ وَاحِدٍ عُمِراً (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) وَفْقاً لِعَدَدِ أَهْلِ بَيْتِهِ الْمُقِيمِينَ مَعَهُ فِي خَيْمَتِهِ». -\p -\v 17 فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ هَكَذَا فَمِنْهُمْ مَنِ الْتَقَطَ مُكَثِّراً، وَمِنْهُمْ مَنِ الْتَقَطَ مُقِلًّا. -\v 18 وَلَكِنْ عِنْدَمَا كَالُوا بِالعُمِرِ مَا الْتَقَطُوهُ، فَإِنَّ الْمُكَثِّرَ لَمْ يَفْضُلْ عَنْهُ، وَالمُقِلَّ لَمْ يَنْقُصْهُ شَيْءٌ، فَجَمَعَ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ مَأْكَلِهِ. -\v 19 وَقَالَ مُوسَى لَهُمْ: «لا يُبْقِ أَحَدٌ مِنْهُ شَيْئاً إِلَى الصَّبَاحِ». -\p -\v 20 وَمَعَ ذَلِكَ، فَإِنَّ بَعْضَهُمْ لَمْ يَسْمَعْ لِمُوسَى، بَلْ أَبْقَوْا مِنْهُ لِلصَّبَاحِ، فَتَوَلَّدَ فِيهِ دُودٌ وَأَنْتَنَ. فَسَخَطَ عَلَيْهِمْ مُوسَى. -\v 21 فَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يَلْتَقِطُ كُلَّ صَبَاحٍ عَلَى قَدْرِ مَأْكَلِهِ. وَمَا إِنْ تَشْتَدُّ حَرَارَةُ الشَّمْسِ حَتَّى يَذُوبَ مَا بَقِيَ مِنْهُ عَلَى الأَرْضِ. -\p -\v 22 أَمَّا فِي الْيَوْمِ السَّادِسِ فَكَانُوا يَلْتَقِطُونَ مِنَ الْخُبْزِ الضِّعْفَ، أَيْ عُمِرَيْنِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ) لِكُلِّ وَاحِدٍ فَجَاءَ رُؤَسَاءُ الْجَمَاعَةِ وَأَبْلَغُوا الأَمْرَ لِمُوسَى. -\v 23 فَقَالَ لَهُمْ: «هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ. غَداً يَكُونُ يَوْمَ رَاحَةٍ، سَبْتاً مُقَدَّساً لِلرَّبِّ. اخْبِزُوا مَا تُرِيدُونَ خَبْزَهُ وَاطْبُخُوا مَا تَشَاؤُونَ، وَاحْتَفِظُوا بِمَا يَفْضُلُ إِلَى الصَّبَاحِ». -\v 24 فَأَبْقُوهُ إِلَى الصَّبَاحِ كَمَا أَمَرَ مُوسَى، فَلَمْ يُنْتِنْ وَلا صَارَ فِيهِ دُودٌ. -\v 25 وَقَالَ مُوسَى: «كُلُوا الْيَوْمَ لأَنَّ الْيَوْمَ هُوَ سَبْتٌ لِلرَّبِّ، إذْ لَنْ تَجِدُوا الْيَوْمَ طَعَاماً فِي الْحَقْلِ. -\v 26 سِتَّةَ أَيَّامٍ تَلْتَقِطُونَهُ وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَهُوَ سَبْتٌ وَلَنْ تَجِدُوا فِيهِ طَعَاماً». -\p -\v 27 غَيْرَ أَنَّ أُنَاساً مِنْهُمْ خَرَجُوا فِي السَّبْتِ لِيَلْتَقِطُوا مِنْهُ، فَلَمْ يَجِدُوا شَيْئاً. -\v 28 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «إِلَى مَتَى تَأْبُونَ حِفْظَ وَصَايَايَ وَشَرِيعَتِي؟ -\v 29 انْظُرُوا. فَهَا الرَّبُّ قَدْ أَعْطَاكُمُ السَّبْتَ لِذَلِكَ هُوَ يُقَدِّمُ لَكُمْ فِي الْيَوْمِ السَّادِسِ خُبْزَ يَوْمَيْنِ، فَلْيَلْبَثْ كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَكَانِهِ وَلا يُغَادِرْهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ». -\v 30 فَاسْتَرَاحَ الشَّعْبُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. -\v 31 وَدَعَا شَعْبُ إِسْرَائِيلَ الْخُبْزَ «مَنّاً». وَكَانَ أَبْيَضَ كَبِزْرِ الْكُزْبَرَةِ، وَمَذَاقُهُ كَرِقَاقٍ مَصْنُوعَةٍ بِعَسَلٍ. -\p -\v 32 وَقَالَ مُوسَى: «إِلَيْكُمْ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ: احْفَظُوا مِلْءَ الْعُمِرِ مِنْهُ ذِكْرَى لأَجْيَالِكُمُ الْمُقْبِلَةِ، لِكَيْ يَرَوْا الْخُبْزَ الَّذِي أَطْعَمْتُكُمْ بِهِ فِي الصَّحْرَاءِ عِنْدَمَا أَخْرَجْتُكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ». -\v 33 وَقَالَ مُوسَى لِهَرُونَ: «خُذْ إِنَاءً وَاجْعَلْ فِيهِ مِقْدَارَ عُمِرٍ مِنَ الْمَنِّ وَضَعْهُ أَمَامَ الرَّبِّ لِيَظَلَّ مَحْفُوظاً فِي أَجْيَالِكُمْ». -\v 34 وَكَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى وَضَعَهُ هَرُونُ أَمَامَ الشَّهَادَةِ حِفَاظاً عَلَيْهِ. -\v 35 وَاقْتَاتَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ بِالمَنِّ طَوَالَ أَرْبَعِينَ سَنَةً حَتَّى جَاءُوا إِلَى تُخُومِ أَرْضِ كَنْعَانَ الْعَامِرَةِ بِالسُّكَّانِ. -\v 36 وَأَمَّا الْعُمِرُ فَهُوَ عُشْرُ الإِيفَةِ. -\c 17 -\s1 ماء من الصخرة -\p -\v 1 وَتَنَقَّلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى مَرَاحِلَ، مِنْ صَحْرَاءِ سِينَ بِمُقْتَضَى أَمْرِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ خَيَّمُوا فِي رَفِيدِيمَ حَيْثُ لَمْ يَجِدُوا مَاءً لِلشُّرْبِ. -\v 2 فَتَخَاصَمَ الشَّعْبُ مَعَ مُوسَى قَائِلِينَ: «أَعْطُونَا مَاءً لِنَشْرَبَ». فَأَجَابَ مُوسَى: «لِمَاذَا تُخَاصِمُونَنِي؟ وَلِمَاذَا تَجَرِّبُونَ الرَّبَّ؟» -\v 3 وَلَكِنَّ الشَّعْبَ كَانَ مُتَعَطِّشاً إِلَى الْمَاءِ، فَتَذَمَّرُوا عَلَى مُوسَى وَقَالُوا: «لِمَاذَا أَخْرَجْتَنَا مِنْ مِصْرَ لِتُمِيتَنَا وَأَوْلادَنَا وَمَوَاشِينَا عَطَشاً؟» -\v 4 فَصَرَخَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ: «مَاذَا أَصْنَعُ بِهَذَا الشَّعْبِ؟ إِنَّهُمْ يَكَادُونَ يَرْجُمُونَنِي» -\v 5 فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «تَقَدَّمِ الشَّعْبَ وَخُذْ مَعَكَ بَعْضَ شُيُوخِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَخُذْ بِيَدِكَ عَصَاكَ أَيْضاً الَّتِي ضَرَبْتَ بِها النَّهْرَ، -\v 6 فَهَا أَنَا أَقِفُ هُنَاكَ أَمَامَكَ عَلَى الصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ. اضْرِبِ الصَّخْرَةَ فَيَنْفَجِرَ مِنْهَا الْمَاءُ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ». وَهَكَذَا فَعَلَ مُوسَى أَمَامَ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ. -\v 7 وَدَعَا اسْمَ الْمَوْضِعِ مَسَّةَ وَمَرِيبَةَ (وَمَعْنَاهُ الامْتِحَانُ وَالمُخَاصَمَةُ) نَتِيجَةً لِتَخَاصُمِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَامْتِحَانِهِمْ لِلرَّبِّ قَائِلِينَ: «هَلِ الرَّبُّ فِي وَسْطِنَا أَمْ لا؟» -\s1 هزيمة العمالقة -\p -\v 8 وَخَرَجَ الْعَمَالِقَةُ وَحَارَبُوا إِسْرَائِيلَ فِي رَفِيدِيمَ. -\v 9 فَقَالَ مُوسَى لِيَشُوعَ: «انْتَخِبْ بَعْضَ رِجَالِنَا وَامْضِ لِمُحَارَبَةِ عَمَالِيقَ. وَهَا أَنَا أَقِفُ غَداً عَلَى قِمَّةِ التَّلِّ وَعَصَا اللهِ فِي يَدِي». -\v 10 فَحَارَبَ يَشُوعُ الْعَمَالِقَةَ كَمَا أَمَرَ مُوسَى. وَصَعِدَ مُوسَى وَهَرُونُ وَحُورُ عَلَى قِمَّةِ التَّلَّةِ. -\v 11 فَطَالَمَا كَانَ مُوسَى رَافِعاً يَدَهُ، يَغْلِبُ بَنُو إِسْرَائِيلَ، وَإذَا خَفَضَهَا يَفُوزُ الْعَمَالِقَةُ. -\v 12 وَعِنْدَمَا دَبَّ التَّعَبُ فِي يَدَيْ مُوسَى أَخَذَ هَرُونُ وَحُورُ حَجَراً وَوَضَعَاهُ تَحْتَهُ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ، وَأَسْنَدَ هَرُونُ وَحُورُ يَدَيْهِ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ جَانِبٍ. وَهَكَذَا بَقِيَتْ يَدَاهُ مَرْفُوعَتَيْنِ حَتَّى مَغْرِبِ الشَّمْسِ. -\v 13 فَهَزَمَ يَشُوعُ الْعَمَالِقَةَ وَجَيْشَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. -\p -\v 14 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «دَوِّنْ هَذَا فِي الْكِتَابِ لِلتَّذْكَارِ، وَاتْلُهُ عَلَى يَشُوعَ، لأَنَّنِي سَأَمْحُو ذِكْرَ الْعَمَالِقَةِ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ». -\v 15 وَشَيَّدَ مُوسَى مَذْبَحاً لِلرَّبِّ دَعَاهُ «يَهْوَهْ نِسِّي» (وَمَعْنَاهُ: الرَّبُّ رَايَتِي أَوْ عَلَمِي)، -\v 16 قَائِلاً: «لأَنَّ يَداً ارْتَفَعَتْ ضِدَّ عَرْشِ الرَّبِّ، فَإِنَّ الرَّبَّ سَيُحَارِبُ الْعَمَالِقَةَ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ». -\c 18 -\s1 يثرون يزور موسى -\p -\v 1 وَسَمِعَ يَثْرُونُ كَاهِنُ مِدْيَانَ وَحَمُو مُوسَى بِجَمِيعِ مَا أَجْرَاهُ اللهُ لِمُوسَى وَلإِسْرَائِيلَ شَعْبِهِ، وَكَيْفَ أَخْرَجَهُمْ مِنْ مِصْرَ، -\v 2 فَأَخَذَ يَثْرُونُ حَمُو مُوسَى صَفُّورَةَ زَوْجَةَ مُوسَى الَّتِي كَانَ قَدْ أَرْجَعَهَا إِلَى أَبِيهَا -\v 3 وَابْنَيْهَا اللَّذَيْنِ يُدْعَى أَحَدُهُمَا جِرْشُومَ (وَمَعْنَاهُ: غَرِيبٌ) لأَنَّ (مُوسَى) قَالَ: «كُنْتُ نَزِيلاً فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ». -\v 4 وَاسْمُ الثَّانِي أَلِيعَازَرُ (وَمَعْنَاهُ: إِلَهِي عَوْنٌ لِي) لأَنَّهُ قَالَ: «إِلَهُ أَبِي كَانَ عَوْنِي، فَأَنْقَذَنِي مِنْ سَيْفِ فِرْعَوْنَ». -\v 5 وَقَدِمَ يَثْرُونُ حَمُو مُوسَى وَمَعَهُ ابْنَا مُوسَى وَزَوْجَتُهُ إِلَى مُوسَى فِي الصَّحْرَاءِ حَيْثُ كَانَ مُجْتَمِعاً عِنْدَ جَبَلِ اللهِ. -\v 6 فَأَرْسَلَ إِلَى مُوسَى قَائِلاً: «أَنَا حَمُوكَ يَثْرُونُ قَادِمٌ إِلَيْكَ وَمَعِي زَوْجَتُكَ وَابْنَاهَا». -\v 7 فَخَفَّ مُوسَى لاِسْتِقْبَالِ حَمِيهِ، وَانْحَنَى لَهُ احْتِرَاماً وَقَبَّلَهُ. وَسَأَلَ كُلٌّ مِنْهُمَا الآخَرَ عَنْ أَحْوَالِهِ، ثُمَّ دَخَلا إِلَى الْخَيْمَةِ. -\p -\v 8 وَسَرَدَ مُوسَى عَلَى حَمِيهِ كُلَّ مَا أَجْرَاهُ الرَّبُّ عَلَى فِرْعَوْنَ وَالْمِصْرِيِّينَ لإِنْقَاذِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَمَا تَعَرَّضُوا لَهُ مِنْ مَشَقَّةٍ فِي الطَّرِيقِ، وَكَيْفَ أَنْقَذَهُمُ الرَّبُّ مِنْهَا. -\v 9 فَاغْتَبَطَ يَثْرُونُ بِجَمِيعِ مَا صَنَعَهُ الرَّبُّ مِنْ إِحْسَانٍ إِلَى إِسْرَائِيلَ، إذْ أَنْقَذَهُمْ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّينَ. -\v 10 وَقَالَ يَثْرُونُ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي أَنْقَذَكُمْ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّينَ وَمِنْ يَدِ فِرْعَوْنَ، وَحَرَّرَ الشَّعْبَ مِنْ نِيرِ الْمِصْرِيِّينَ. -\v 11 الآنَ أَعْلَمُ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ أَعْظَمُ مِنْ جَمِيعِ الآلِهَةِ، لأَنَّهُ عَامَلَهُمْ بِمِثْلِ مَا بَغَوْا بِهِ». -\v 12 وَقَدَّمَ يَثْرُونُ حَمُو مُوسَى مُحْرَقَةً وَذَبَائِحَ لِلهِ. وَجَاءَ هَرُونُ وَجَمِيعُ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ لِيَأْكُلُوا طَعَاماً مَعَ حَمِي مُوسَى فِي حَضْرَةِ اللهِ. -\p -\v 13 وَفِي الصَّبَاحِ جَلَسَ مُوسَى لِيَقْضِيَ لِلشَّعْبِ، وَظَلَّ الشَّعْبُ وَاقِفاً لَدَى مُوسَى مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى المَسَاءِ. -\v 14 فَلَمَّا رَأَى حَمُو مُوسَى جَمِيعَ مَا يَقُومُ بِهِ لِلشَّعْبِ قَالَ لَهُ: «مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعُهُ لِلشَّعْبِ؟ وَلِمَاذَا تَجْلِسُ وَحْدَك لِلْقَضَاءِ، بِيْنَمَا يَظَلُّ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَاقِفاً لَدَيْكَ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الْمَسَاءِ؟» -\v 15 فَأَجَابَ مُوسَى: «لأَنَّ الشَّعْبَ يُقْبِلُ إِلَيَّ لِيَسْتَطْلِعَ إرَادَةَ اللهِ. -\v 16 فَإِنْ كَانَ لَهُمْ دَعْوَى يَلْجَأُونَ إِلَيَّ فَأَقْضِي بَيْنَ الرَّجُلِ وَالآخَرِ، وَأُطْلِعُهُمْ عَلَى فَرَائِضِ اللهِ وَشَرَائِعِهِ». -\p -\v 17 فَقَالَ حَمُو مُوسَى: «إِنَّ مَا تَفْعَلُهُ لَيْسَ بِالأَمْرِ الصَّائِبِ، -\v 18 إذْ لابُدَّ لِلْكَلَلِ أَنْ يَعْتَرِيَكَ أَنْتَ وَكُلَّ هَذَا الشَّعْبِ الَّذِي مَعَكَ، لأَنَّ الأَمْرَ فَوْقَ طَاقَتِكَ، وَلا يُمْكِنُكَ أَنْ تَتَوَلاهُ وَحْدَكَ. -\v 19 فَأَصْغِ إِلَى صَوْتِي لأُسْدِيَ لَكَ نَصِيحَةً، وَلْيَكُنِ اللهُ مَعَكَ. فَلْتَكُنْ أَنْتَ مُمَثِّلَ الشَّعْبِ أَمَامَ اللهِ، فَتَرْفَعَ إِلَيْهِ دَعَاوَاهُمْ. -\v 20 وَعَلِّمْهُمُ الْفَرَائِضَ وَالشَّرَائِعَ، وَأَعْلِنْ لَهُمُ الطَّرِيقَ الَّذِي يَسْلُكُونَهُ، وَمَا يَسْتَوْجِبُ عَلَيْهِمِ الْقِيَامُ بِهِ مِنْ أَعْمَالٍ. -\v 21 وَلَكِنِ اخْتَرْ مِنْ بَيْنِ الشَّعْبِ رِجَالاً مُقْتَدِرِينَ خَائِفِينَ اللهَ أُمَنَاءَ يُبْغِضُونَ الرِّشْوَةَ، تُقِيمُهُمْ عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ لِفِئَاتِ الأُلُوفِ وَالْمِئَاتِ وَالْخَمَاسِينَ وَالْعَشَرَاتِ. -\v 22 فَيَقْضُونَ لِلشَّعْبِ فِي الدَعَاوَى الصَّغِيرَةِ فِي كُلِّ حِينٍ. أَمَّا الْقَضَايَا الْمُسْتَعْصِيَةُ فَيَرْفَعُونَهَا إِلَيْكَ، فَيُخَفِّفُ ذَلِكَ عَنْكَ، إذْ يُشَارِكُونَكَ فِي حَمْلِ الْعِبْءِ. -\v 23 فَإِنْ فَعَلْتَ هَذَا وَأَوْصَاكَ اللهُ بِهِ، أَمْكَنَكَ الْقِيَامُ بِمَسْؤولِيَّاتِكَ، وَيَمْضِي جَمِيعُ هَذَا الشَّعْبِ إِلَى مَكَانِهِ بِسَلامٍ». -\p -\v 24 فَاسْتَمَعَ مُوسَى إِلَى نِصيحَةِ حَمِيهِ، وَنَفَّذَ كُلَّ مَا قَالَهُ لَهُ، -\v 25 وَاخْتَارَ مُوسَى مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ رِجَالاً مُقْتَدِرِينَ، وَأَقَامَهُمْ عَلَى الشَّعْبِ، رُؤَسَاءَ أُلُوفٍ وَمِئَاتٍ وَخَمَاسِينَ وَعَشَرَاتٍ. -\v 26 فَكَانُوا يَقْضُونَ لِلشَّعْبِ فِي كُلِّ الدَعَاوَى الصَّغِيرَةِ. أَمَّا الْقَضَايَا الُمُسْتَعْصِيَةُ فَكَانُوا يَرْفَعُونَهَا إِلَى مُوسَى. -\v 27 ثُمَّ شَيَّعَ مُوسَى حَمَاهُ، فَرَجَعَ هَذَا إِلَى أَرْضِهِ. -\c 19 -\s1 على جبل سيناء -\p -\v 1 وَفِي تَمَامِ الشَّهْرِ الثَّالِثِ مِنْ خُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَصَلُوا إِلَى بَرِّيَّةِ سِينَاءَ. -\v 2 فَقَدِ ارْتَحَلَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ رَفِيدِيمَ إِلَى أَنْ جَاءُوا إِلَى بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، فَنَزَلُوا مُقَابِلَ الْجَبَلِ. -\p -\v 3 فَصَعِدَ مُوسَى لِلْمُثُولِ أَمَامَ اللهِ. فَنَادَاهُ الرَّبُّ مِنَ الجَبَلِ: «هَكَذَا تَقُولُ لِآلِ يَعْقُوبَ، وَتُخْبِرُ شَعْبَ إِسْرَائِيلَ: -\v 4 لَقَدْ عَايَنْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ مَا أَجْرَيْتُهُ عَلَى مِصْرَ، وَكَيْفَ حَمَلْتُكُمْ عَلَى أَجْنِحَةِ النُّسُورِ وَجِئْتُ بِكُمْ إِلَيَّ. -\v 5 لِذَلِكَ إنْ أَطَعْتُمْ عَهْدِي، تَكُونُوا لِي مِلْكاً خَاصّاً مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ، لأَنَّ لِي كُلَّ الأَرْضِ. -\v 6 وَتَكُونُوا لِي مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً. هَذَا هُوَ الْكَلامُ الَّذِي تُخَاطِبُ بِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ». -\p -\v 7 فَاسْتَدْعَى مُوسَى شُيُوخَ الشَّعْبِ وَتَلا أَمَامَهُمْ جَمِيعَ هَذَا الْكَلامِ الَّذِي أَوْصَاهُ بِهِ الرَّبُّ. -\v 8 فَقَالَ كُلُّ الشَّعْبِ مَعاً: «كُلُّ مَا نَطَقَ بِهِ الرَّبُّ نَعْمَلُ». فَحَمَلَ مُوسَى جَوَابَهُمْ إِلَى الرَّبِّ. -\v 9 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هَا أَنَا مُقْبِلٌ عَلَيْكَ فِي هَيْئَةِ سَحَابٍ مُظْلِمٍ، فَيَسْمَعُنِي الشَّعْبُ حِينَمَا أُخَاطِبُكَ، فَيَثِقُونَ أَيْضاً بِكَ دَائِماً». وَنَقَلَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ كَلامَ الشَّعْبِ. -\v 10 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْزِلْ إِلَى الشَّعْبِ وَقَدِّسْهُمُ الْيَوْمَ وَغَداً، وَدَعْهُمْ يَغْسِلُونَ ثِيَابَهُمْ، -\v 11 لِيَكُونُوا مُتَأَهِّبِينَ لِلْيَوْمِ الثَّالِثِ، لأَنَّهُ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ أَنْزِلُ أَمَامَ جَمِيعِ الشَّعْبِ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ. -\v 12 وَأَقِمْ حُدُوداً حَوْلَ الْجَبَلِ لَا يَتَخَطَّاهَا الشَّعْبُ. وَقُلْ لَهُمْ: حَذَارِ مِنْ أَنْ تَصْعَدُوا إِلَى الْجَبَلِ، أَوْ تَمَسُّوا طَرَفَهُ، فَكُلُّ مَنَ يَمَسُّ الْجَبَلَ حَتْماً يُقْتَلُ. -\v 13 لَا تَمَسُّهُ يَدٌ، بَلْ يُرْجَمُ رَجْماً أَوْ يُرْمَى بِالسِّهَامِ، سَوَاءَ أَكَانَ بَهِيمَةً أَمْ إِنْسَاناً. لَا يُبْقَى عَلَيْهِ. أَمَّا عِنْدَمَا يَتَرَدَّدُ صَوْتُ بُوقٍ طَوِيلٍ، فَعِنْدَئِذٍ فَقَطْ يَصْعَدُونَ إِلَى الْجَبَلِ». -\p -\v 14 وَبَعْدَ أَنِ انْحَدَرَ مُوسَى مِنَ الْجَبَلِ إِلَى الشَّعْبِ قَدَّسَهُمْ وَغَسَلُوا ثِيَابَهُمْ، -\v 15 وَقَالَ لِلشَّعْبِ: «كُونُوا مُتَأَهِّبِينَ لِلْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَامْتَنِعُوا عَنْ مُعَاشَرَةِ نِسَائِكُمْ». -\v 16 وَفِي صَبَاحِ الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَدَثَتْ رُعُودٌ وَبُرُوقٌ، وَخَيَّمَ سَحَابٌ كَثِيفٌ عَلَى الْجَبَلِ، وَدَوَّى صَوْتُ بُوقٍ قَوِيٌّ جِدّاً، فَارْتَعَدَ كُلُّ الشَّعْبِ الَّذِي فِي المُخَيَّمِ، -\v 17 فَأَخْرَجَ مُوسَى الشَّعْبَ مِنَ المُخَيَّمِ لِلِقَاءِ اللهِ، فَوَقَفُوا عِنْدَ سَفْحِ الجَبَلِ. -\v 18 وَكَانَ جَبَلُ سِينَاءَ كُلُّهُ مُغَطَّى بِدُخَانٍ، لأَنَّ الرَّبَّ نَزَلَ عَلَيْهِ فِي هَيْئَةِ نَارٍ. وَتَصَاعَدَ دُخَانُهُ كَدُخَانِ الأَتُونِ، وَاهْتَزَّ الجَبَلُ كُلُّهُ بِعُنْفٍ. -\v 19 وَازْدَادَ دَوِيُّ الْبُوقِ أَكْثَرَ فِيمَا كَانَ مُوسَى يَتَكَلَّمُ، وَالرَّبُّ يُجِيبُهُ بِرَعْدٍ. -\s1 لقاء موسى مع الرب -\p -\v 20 وَنَزَلَ الرَّبُّ عَلَى قِمَّةِ جَبَلِ سِينَاءَ، وَنَادَى مُوسَى لِيَصْعَدَ إِلَى قِمَّةِ الجَبَلِ، فَصَعِدَ إِلَيْهِ. -\v 21 فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «انْزِلْ وَحَذِّرِ الشَّعْبَ لِئَلّا يَقْتَحِمُوا الجَبَلَ لِيَرَونِي فَيَهْلِكَ مِنْهُمْ كَثِيرُونَ. -\v 22 وَلْيَتَقَدَّسْ أَيْضاً الْكَهَنَةُ الَّذِينَ يَقْتَرِبُونَ إِلَيَّ لِئَلّا أَبْطُشَ بِهِمْ». -\v 23 فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «لا يَقْدِرُ الشَّعْبُ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى جَبَلِ سِينَاءَ، لأَنَّكَ أَنْتَ قَدْ حَذَّرْتَنَا قَائِلاً: أَقِمْ حُدُوداً حَوْلَ الجَبَلِ وَقَدِّسْهُ». -\v 24 فَأَجَابَ الرَّبُّ: «انْزِلْ وَاصْعَدْ بِأَخِيكَ هَرُونَ مَعَكَ، أَمَّا الكَهَنَةُ وَالشَّعْبُ فَلا يَقْتَحِمُوا طَرِيقَهُمْ لِيَصْعَدُوا إِلَيَّ لِئَلّا أَبْطُشَ بِهِمْ». -\v 25 فَانْحَدَرَ مُوسَى إِلَى الشَّعْبِ وَأَنْذَرَهُمْ. -\c 20 -\s1 الوصايا العشر -\p -\v 1 ثُمَّ نَطَقَ اللهُ بِجَمِيعِ هَذِهِ الأَقْوَالِ: -\v 2 «أَنَا هُوَ الرَّبُّ إِلَهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ دِيَارِ عُبُودِيَّتِكَ. -\v 3 لَا يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى سِوَايَ. -\v 4 لَا تَنْحَتْ لَكَ تِمْثَالاً، وَلا تَصْنَعْ صُورَةً مَّا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ أَسْفَلِ الأَرْضِ. -\v 5 لَا تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلا تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكَ، إِلَهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ آثَامَ الآبَاءِ فِي البَنِينَ حَتَّى الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ، -\v 6 وَأَبْدِي إحْسَاناً نَحْوَ أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ الَّذِينَ يُطِيعُونَ وَصَايَايَ. -\v 7 لَا تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ يُعَاقِبُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً. -\v 8 اذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ، -\v 9 سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَقُومُ بِجَمِيعِ مَشَاغِلِكَ، -\v 10 أَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَتَجْعَلُهُ سَبْتاً لِلرَّبِّ إِلَهِكَ، فَلا تَقُمْ فِيهِ بِأَيِّ عَمَلٍ أَنْتَ أَوِ ابْنُكَ أَوْ ابْنَتُكَ أَوِ عَبْدُكَ أَوْ أَمَتُكَ أَوْ بَهِيمَتُكَ أَوِ النَّزِيلُ الْمُقِيمُ دَاخِلَ أَبْوَابِكَ. -\v 11 لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ صَنَعَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، ثُمَّ اسْتَراحَ فِي الْيَوْمِ الْسَّابِعِ. لِهَذَا بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَجَعَلَهُ مُقَدَّساً. -\v 12 أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ يَطُولَ عُمْرُكَ فِي الأَرْضِ الَّتِي يَهَبُكَ إِيَّاهَا الرَّبُّ إِلَهُكَ. -\v 13 لَا تَقْتُلْ. -\v 14 لَا تَزْنِ. -\v 15 لَا تَسْرِقْ. -\v 16 لَا تَشْهَدْ زُوراً عَلَى جَارِكَ. -\v 17 لَا تَشْتَهِ بَيْتَ جَارِكَ، وَلا زَوْجَتَهُ، وَلا عَبْدَهُ، وَلا أَمَتَهُ، وَلا ثَوْرَهُ، وَلا حِمَارَهُ، وَلا شَيْئاً مِمَّا لَهُ». -\s1 ارتعاب الشعب -\p -\v 18 وَعِنْدَمَا عَايَنَ الشَّعْبُ كُلُّهُ الرُّعُودَ وَالْبُرُوقَ، وَسَمِعُوا دَوِيَّ صَوْتِ الْبُوقِ، وَرَأَوْا الجَبَلَ يُدَخِّنُ ارْتَجَفُوا خَوْفاً وَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ، -\v 19 وَقَالُوا لِمُوسَى: «كَلِّمْنَا أَنْتَ بِنَفْسِكَ فَنَسْمَعَ، لِئَلّا نَمُوتَ إذَا ظَلَّ اللهُ يُخَاطِبُنَا». -\v 20 فَأَجَابَ مُوسَى: «لا تَخَافُوا. إِنَّمَا الرَّبُّ قَدْ جَاءَ لِيَمْتَحِنَكُمْ حَتَّى تَظَلَّ مَخَافَةُ الرَّبِّ تُلازِمُكُمْ فَلا تُخْطِئُوا». -\v 21 وَبَيْنَمَا كَانَ الشَّعْبُ وَاقِفاً مِنْ بَعِيدٍ، اقْتَرَبَ مُوسَى مِنَ الظَّلامِ المُتَكَاثِفِ حَيْثُ كَانَ اللهُ. -\s1 أوثان ومذابح -\p -\v 22 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ رَأَيْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ كَيْفَ كَلَّمْتُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ. -\v 23 فَامْتَنِعُوا عَنْ صُنْعِ آلِهَةِ فِضَّةٍ أَوْ آلِهَةِ ذَهَبٍ لَكُمْ لِتُشْرِكُوهَا مَعِي. -\v 24 أَقِمْ لِي مَذْبَحاً مِنْ تُرَابٍ تُقَدِّمُ عَلَيْهِ مُحْرَقَاتِكَ وَقَرَابِينَ سَلامَتِكَ مِنْ غَنَمِكَ وَبَقَرِكَ. وَآتِي إِلَيْكَ وَأُبَارِكُكَ فِي جَمِيعِ الأَمَاكِنِ الَّتِي أُقِيمُ فِيهَا لاِسْمِي ذِكْراً. -\v 25 وَإِنْ بَنَيْتَ لِي مَذْبَحاً مِنْ حِجَارَةٍ، فَلا تَبْنِهِ مِنْ حِجَارَةٍ مَنْحُوتَةٍ، لأَنَّ اسْتِعْمَالَكَ لِلإِزْمِيلِ يُدَنِّسُهَا -\v 26 وَلا تَرْتَقِ إِلَى مَذْبَحِي بِدَرَجٍ لِئَلّا تَنْكَشِفَ عَوْرَتُكَ عَلَيْهِ». -\c 21 -\s1 العبيد العبرانيون -\p -\v 1 وَهَذِهِ هِي الأَحْكَامُ الَّتِي تَضَعُهَا أَمَامَهُمْ: -\v 2 إنِ اشْتَرَيْتَ عَبْداً عِبْرَانِيًّا فَلْيَخْدُمْكَ سِتَّ سَنَوَاتٍ، وَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ تُطْلِقُهُ حُرّاً مَجَّاناً -\v 3 وَإذَا اشْتَرَيْتَهُ وَهُوَ أَعْزَبُ يُطْلَقُ وَحْدَهُ. وَإِنِ اشْتَرَيْتَهُ وَهُوَ بَعْلُ امْرَأَةٍ، تُطْلَقُ زَوْجَتُهُ مَعَهُ. -\v 4 وَإِنْ وَهَبَهُ مَوْلاهُ زَوْجَةً وَأَنْجَبَتْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ، فَإِنَّ زَوْجَتَهُ وَأَوْلادَهَا يَكُونُونَ مِلْكاً لِسَيِّدِهِ، وَهُوَ يُطْلَقُ وَحْدَهُ حُرّاً. -\v 5 لَكِنْ إِنْ قَالَ الْعَبْدُ: «أُحِبُّ مَوْلايَ وَزَوْجَتِي وَأَوْلادِي، وَلا أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ حُرّاً. -\v 6 يَأْخُذُهُ سَيِّدُهُ إِلَى قُضَاةِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ يُقِيمُهُ لِصْقَ الْبَابِ أَوْ قَائِمَتِهِ، وَيَثْقُبُ أُذُنَهُ بِمِخْرَزٍ، فَيُصْبِحُ خَادِماً لَهُ مَدَى الْحَيَاةِ. -\v 7 وَلَكِنْ إِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ كَأَمَةٍ، فَإِنَّهَا لَا تُطْلَقُ حُرَّةً كَمَا يُطْلَقُ الْعَبْدُ. -\v 8 فَإِذَا لَمْ تَرُقْ لِمَوْلاهَا الَّذِي خَطَبَهَا لِنَفْسِهِ، يَسْمَحُ بِافْتِدَائِهَا، وَلا يَحِقُّ لَهُ أَنْ يَبِيعَهَا لِقَوْمٍ أَجَانِبَ لأَنَّهُ غَدَرَ بِها فَلَمْ يَتَزَوَّجْهَا -\v 9 وَإِنْ خَطَبَهَا لاِبْنِهِ فَإِنَّهُ يُعَامِلُهَا كَابْنَةٍ لَهُ. -\v 10 أَمَّا إِذَا أَعْجَبَتْهُ وَتَزَوَّجَهَا، ثُمَّ عَادَ فَتَزَوَّجَ مِنْ أُخْرَى، فَإِنَّهُ لَا يُنَقِّصُ شَيْئاً مِنْ طَعَامِهَا وَكُسْوَتِهَا وَمُعَاشَرَتِهَا، -\v 11 فَإِذَا قَصَّرَ فِي وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الأَشْيَاءِ الثَّلاثَةِ، عَلَيْهِ أَنْ يُطْلِقَهَا حُرَّةً مَجَّاناً. -\s1 الإصابات الشخصية -\p -\v 12 مَنْ ضَرَبَ إنْسَاناً وَقَتَلَهُ، فَالضَّارِبُ حَتْماً يَمُوتُ. -\v 13 وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَتَعَمَّدِ الضَّارِبُ ذَلِكَ، بَلْ حَدَثَ الأَمْرُ بِقَضَاءِ اللهِ فَإِنِّي سَأُعَيِّنُ لَهُ مَكَاناً يَلْجَأُ إِلَيْهِ. -\v 14 وَلَكِنْ إِذَا تَآمَرَ أَحَدٌ عَلَى آخَرَ وَتَعَمَّدَ قَتْلَهُ، فَسُقْهُ لِلْمَوْتِ حَتَّى وَلَوِ احْتَمَى بِمَذْبَحِي -\v 15 كُلُّ مَنْ يَضْرِبْ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ، يُقْتَلْ. -\v 16 مَنْ يَخْطِفْ إِنْسَاناً وَيَبِعْهُ أَوْ يَسْتَرِقَّهُ عِنْدَهُ حَتْماً يَمُتْ. -\v 17 مَنْ يَشْتِمْ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلْ. -\v 18 إِذَا تَعَارَكَ رَجُلانِ فَضَرَبَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ بِحَجَرٍ أَوْ لَكَمَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُمِيتَهُ بَلْ أَلْزَمَهُ الْفِرَاشَ، -\v 19 ثُمَّ قَامَ مُتَمَشِّياً مُتَوَكِّئاً عَلَى عُكَّازِهِ، يُبَرَّأُ الضَّارِبُ، إلّا أَنَّ عَلَيْهِ أَنْ يَدْفَعَ لِلْمَضْرُوبِ تَعْوِيضاً عَنْ مُدَّةِ تَعَطُّلِهِ، وَيَتَحَمَّلَ نَفَقَاتِ عِلاجِهِ. -\v 20 إنْ ضَرَبَ أَحَدٌ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ بِالْعَصَا ضَرْباً أَفْضَى إِلَى الْمَوْتِ، يُعَاقَبُ. -\v 21 لَكِنْ إِنْ بَقِيَ حَيًّا يَوْماً أَوْ يَوْمَيْنِ، لَا يُعَاقَبُ الضَّارِبُ، لأَنَّ العَبْدَ مِلْكُهُ. -\v 22 إِنْ تَضَارَبَ رِجَالٌ وَصَدَمُوا امْرَأَةً حَامِلاً فَأَجْهَضَتْ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَتَأَذَّى، يَدْفَعُ الصَّادِمُ غَرَامَةً بِمُقْتَضَى مَا يُطَالِبُ بِهِ الزَّوْجُ وَوَفْقاً لِقَرَارِ الْقُضَاةِ. -\v 23 أَمَّا إِذَا تَأَذَّتِ الْمَرْأَةُ، تَأْخُذُ نَفْساً بِنَفْسٍ، -\v 24 وَعَيْناً بِعَيْنٍ، وَسِنّاً بِسِنٍّ، وَيَداً بِيَدٍ، وَرِجْلاً بِرِجْلٍ، -\v 25 وَكَيًّا بِكَيٍّ، وَجُرْحاً بِجُرْحٍ، وَرَضّاً بِرَضٍّ. -\v 26 وَإذَا ضَرَبَ أَحَدٌ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ، فَأَتْلَفَ عَيْنَهُ، فَإِنَّهُ يُطْلِقُهُ حُرّاً تَعْوِيضاً لَهُ عَنْ عَيْنِهِ -\v 27 وَإذَا ضَرَبَ أَحَدٌ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ، فَأَسْقَطَ سِنَّهُ، فَإِنَّهُ يُطْلِقُهُ حُرّاً تَعْوِيضاً عَنْ سِنِّهِ. -\p -\v 28 إِذَا نَطَحَ ثَوْرٌ رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً فَمَاتَ، يُرْجَمُ الثَّوْرُ حَتَّى الْمَوْتِ وَلا تَأْكُلُونَ لَحْمَهُ، وَيَكُونُ صَاحِبُ الثَّوْرِ بَرِيئاً. -\v 29 أَمَّا إِنْ كَانَ الثَّوْرُ نَطَّاحاً مِنْ قَبْلُ، وَسَبَقَ إِنْذَارُ صَاحِبِهِ، فَلَمْ يَكْبَحْهُ، فَقَتَلَ رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً، يُرْجَمُ الثَّوْرُ، وَيُقْتَلُ صَاحِبُهُ. -\v 30 إلّا إِذَا طُولِبَ بِدَفْعِ الدِّيَّةِ، فَيَدْفَعُ آنَئِذٍ فِدَاءَ نَفْسِهِ مَا هُوَ مَتَوَجِّبٌ عَلَيْهِ. -\v 31 وَإذَا نَطَحَ ابْناً أَوِ ابْنَةً، يُنَفَّذُ فِيهِ هَذَا الْحُكْمُ. -\v 32 وَإذَا نَطَحَ الثَّوْرُ عَبْداً أَوْ أَمَةً، فَإِنَّ صَاحِبَهُ يَدْفَعُ ثَلاثِينَ قِطْعَةَ فِضَّةٍ تَعْوِيضاً لِمَوْلاهُ، وَيُرْجَمُ الثَّوْرُ. -\v 33 إنْ كَشَفَ إِنْسَانٌ غِطَاءَ بِئْرِهِ، أَوْ حَفَرَ بِئْراً وَتَرَكَهَا مِنْ غَيْرِ غِطَاءٍ، فَوَقَعَ فِيهَا ثَوْرٌ أَوْ حِمَارٌ، -\v 34 يَقُومُ صَاحِبُ الْبِئْرِ بِدَفْعِ تَعْوِيضٍ عَنِ الْخَسَارَةِ تُضَاهِي ثَمَنَهُ، وَيَكُونُ الْمَيْتُ لَهُ. -\v 35 وَإذَا نَطَحَ ثَوْرُ إِنْسَانٍ ثَوْرَ صَاحِبٍ لَهُ فَمَاتَ الثَّوْرُ، فَإِنَّهُمَا يَبِيعَانِ الثَّوْرَ الْحَيَّ وَيَقْتَسِمَانِ ثَمَنَهُ، وَكَذَلِكَ يَقْتَسِمَانِ الثَّوْرَ الْمَيْتَ. -\v 36 وَأَمَّا إِذَا كَانَ مَعْرُوفاً مِنْ قَبْلُ، أَنَّ الثَّوْرَ نَطَّاحٌ وَلَمْ يَكْبَحْهُ صَاحِبُهُ، فَإِنَّهُ يُعَوِّضُ ثَوْراً بِثَوْرٍ، وَيَكُونُ الثَّوْرُ الْمَيْتُ لَهُ. -\c 22 -\s1 حماية الممتلكات -\p -\v 1 وَإذَا سَرَقَ إِنْسَانٌ ثَوْراً أَوْ خَرُوفاً وَذَبَحَهُ أَوْ بَاعَهُ، فَعَلَيْهِ أَنْ يُعَوِّضَ صَاحِبَ الثَّوْرِ بِخَمْسَةِ ثِيرَانٍ، وَصَاحِبَ الْخَرُوفِ بِأَرْبَعَةٍ مِنَ الْغَنَمِ. -\v 2 إِذَا ضُبِطَ السَّارِقُ وَهُوَ يَنْقُبُ لَيْلاً وَضُرِبَ فَمَاتَ، يَذْهَبُ دَمُهُ هَدْراً. -\v 3 وَلَكِنْ إِنْ ضُبِطَ بَعْدَ شُرُوقِ الشَّمْسِ وَهُوَ يَنْقُبُ وَضُرِبَ حَتَّى قُتِلَ، يَكُونُ الضَّارِبُ مُطَالَباً بِدَمِهِ. عَلَى اللِّصِّ أَنْ يَدْفَعَ تَعْوِيضاً. إِنْ كَانَ مُعْدَماً، يُبَاعُ بِسَرِقَتِهِ. -\v 4 وَإذَا وُجِدَ الْحَيَوَانُ الْمَسْرُوقُ حَيًّا فِي حَوْزَتِهِ، ثَوْراً كَانَ أَمْ حِمَاراً أَمْ خَرُوفاً، يُعَوِّضُ السَّارِقُ بِمِثْلَيْنِ. -\p -\v 5 إِذَا سَرَّحَ إِنْسَانٌ بَهَائِمَهُ لِتَرْعَى فِي حَقْلِ جَارِهِ أَوِ كَرْمِهِ، فَعَلَيْهِ أَنْ يُعَوِّضَ صَاحِبَ الْحَقْلِ أَوِ الْكَرْمِ مِنْ أَجْوَدِ نِتَاجِ حَقْلِهِ أَوْ كَرْمِهِ. -\v 6 إذَا انْدَلَعَتْ نَارٌ وَامْتَدَّتْ مِنَ الشَّوْكِ إِلَى أَكْدَاسِ الْقَمْحِ أَوِ السَّنَابِلِ النَّامِيَةِ أَوْ مَزْرُوعَاتِ الْحُقُولِ، فَعَلَى مَنْ أَوْقَدَ النَّارَ أَنْ يُعَوِّضَ الْخَسَارَةَ. -\v 7 إذَا أَوْدَعَ إِنْسَانٌ صَاحِبَهُ فِضَّةً أَوْ أَمْتِعَةً أَمَانَةً، ثُمَّ سُرِقَتْ مِنْ بَيْتِ صَاحِبِهِ، فَعَلَى السَّارِقِ إِذَا اكْتُشِفَ أَمْرُهُ أَنْ يَدْفَعَ ضِعْفَيْ قِيمَةِ الْمَسْرُوقِ كَتَعْوِيضٍ. -\v 8 وَلَكِنْ إِذَا لَمْ يُقْبَضْ عَلَى اللِّصِّ، يَمْثُلُ صَاحِبُ الْبَيْتِ أَمَامَ الْقُضَاةِ لِيُقَرِّرُوا إنْ كَانَ هُوَ الَّذِي امْتَدَّتْ يَدُهُ إِلَى أَمْتِعَةِ صَاحِبِهِ. -\v 9 فِي كُلِّ قَضِيَّةِ حِيَازَةٍ غَيْرِ شَرْعِيَّةٍ سَوَاءَ أَكَانَتْ مُتَعَلِّقَةً بِثَوْبٍ أَمْ حِمَارٍ أَمْ خَرُوفٍ أَمْ ثَوْرٍ أَمْ أَيِّ شَيْءٍ مَفْقُودٍ، يَدَّعِي شَخْصٌ مَا أَنَّهُ يمْلِكُهُ، يَمْثُلُ الطَّرَفَانِ الْمُتَنَازِعَانِ أَمَامَ الْقُضَاةِ، وَمَنْ يَحْكُمُ عَلَيْهِ الْقُضَاةُ بِالذَّنْبِ يُعَوِّضُ صَاحِبَهُ بِمِثْلَيْنِ. -\v 10 إِذَا أَوْدَعَ إِنْسَانٌ ثَوْراً أَوْ حِمَاراً أَوْ بَهِيمَةً أَمَانَةً، فَمَاتَ أَوْ تَأَذَّى أَوْ سُرِقَ فِي غَفْلَةٍ. -\v 11 يَحْلِفُ صَاحِبُ الْبَيْتِ بِالرَّبِّ أَنَّهُ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى مِلْكِ جَارِهِ، فَيَقْبَلُ مِنْهُ صَاحِبُهُ الْيَمِينَ وَلا يَأْخُذُ تَعْوِيضاً. -\v 12 وَلَكِنْ إِنْ سُرِقَ مِنْهُ بِفِعْلِ الْإِهْمَالِ فَعَلَيْهِ أَنْ يُعَوِّضَ صَاحِبَهُ. -\v 13 أَمَّا إِذَا افْتُرِسَ فَعَلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَ بِأَشْلائِهِ شَهَادَةً عَلَى ذَلِكَ، وَلا يُطَالَبُ بِالتَّعْوِيضِ عَنِ الْحَيَوَانِ الْمُفْتَرَسِ. -\v 14 إِذَا اسْتَعَارَ إِنْسَانٌ مِنْ صَاحِبِهِ شَيْئاً فَانْكَسَرَ أَوْ مَاتَ فِي غِيَابِ صَاحِبِهِ، يَدْفَعُ المُسْتَعِيرُ تَعْوِيضاً. -\v 15 لَكِنْ إِنْ كَانَ صَاحِبُ الْحَيَوَانِ حَاضِراً، فَلا يَدْفَعُ الْمُسْتَعِيرُ تَعْوِيضاً. أَمَّا إِذَا كَانَ الْحَيَوَانُ أَوِ الشَّيْءُ مُسْتَأْجَراً، فَتُغَطِّي الأُجْرَةُ الْمَدْفُوعَةُ قِيمَةَ الْخَسَارَةِ. -\s1 المسؤولية الاجتماعية -\p -\v 16 إِذَا رَاوَدَ رَجُلٌ عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ، وَعَاشَرَهَا، يَدْفَعُ مَهْرَهَا وَيَتَزَوَّجُهَا، -\v 17 وَإِنْ أَبَى وَالِدُهَا قَطْعِيًّا أَنْ يُزَوِّجَهَا مِنْهُ، يَتَحَتَّمْ عَلَيْهِ أَيْضاً أَنْ يَدْفَعَ لَهُ مَهْرَ العَذَارَى. -\v 18 لَا تَدَعْ سَاحِرَةً تَعِيشُ. -\v 19 كُلُّ مَنْ ضَاجَعَ بَهِيمَةً حَتْماً يُقْتَلُ. -\v 20 مَنْ يُقَرِّبْ ذَبَائِحَ لِآلِهَةٍ غَيْرِ الرَّبِّ وَحْدَهُ، يُبَدْ. -\p -\v 21 لَا تَضْطَهِدْ غَرِيباً وَلا تُضَايِقْهُ، فَقَدْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي دِيَارِ مِصْرَ. -\v 22 لَا تُسِئْ إِلَى أَرْمَلَةٍ أَوْ يَتِيمٍ، -\v 23 لأَنَّكَ إِنْ أَسَأْتَ إِلَيْهِمَا وَصَرَخَا إِلَيَّ أَسْمَعْ صُرَاخَهُمَا، -\v 24 فَيَحْتَدِمُ غَضَبِي وَأَقْتُلُكُمْ بِالسَّيْفِ، فَتُصْبِحُ زَوْجَاتُكُمْ أَرَامِلَ وَأَوْلادُكُمْ يَتَامَى. -\v 25 إِنْ أَقْرَضْتَ فَقِيراً مِنْ شَعْبِيَ الْمُقِيمِ عِنْدَكَ فَلا تُعَامِلْهُ كَالْمُرَابيِ، وَلا تَتَقَاضَ مِنْهُ فَائِدَةً. -\v 26 إِذَا اسْتَرْهَنْتَ ثَوْبَ صَاحِبِكَ لِقَاءَ دَيْنٍ، فَرُدَّهُ إِلَيْهِ عِنْدَ مَغِيبِ الشَّمْسِ، -\v 27 لأَنَّ ذَلِكَ الثَّوْبَ هُوَ ثَوْبُهُ الَّذِي يَقِي بِهِ بَدَنَهُ، وَإلَّا فَبِأَيِّ شَيْءٍ يَنَامُ؟ إِذَا صَرَخَ إِلَيَّ أَسْمَعُهُ لأَنِّي رَحِيمٌ. -\p -\v 28 لَا تَشْتِمِ الْقُضَاةَ وَلا تَلْعَنْ رُؤَسَاءَ شَعْبِكَ. -\v 29 لَا تُؤَخِّرْ تَقْدِيمَ بَاكُورَةِ مَحْصُولِ بَيْدَرِكَ وَمَعْصَرَتِكَ، وَأَعْطِنِي أَبْكَارَ بَنِيكَ. -\v 30 وَكَذَلِكَ تَفْعَلُ بِبَقَرِكَ وَغَنَمِكَ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تُبْقِي الْبِكْرَ مَعَ أُمِّهِ، وَفِي يَوْمِهِ الثَّامِنِ تُقَدِّمُهُ لِي. -\v 31 وَتَكُونُونَ لِي شَعْباً مُقَدَّساً. لَا تَأْكُلُوا لَحْمَ فَرِيسَةٍ فِي الصَّحْرَاءِ، بَلِ اطْرَحُوهُ طَعَاماً لِلْكِلابِ. -\c 23 -\s1 شرائع العدل والرحمة -\p -\v 1 لَا تَنْقُلْ أَخْبَاراً كَاذِبَةً، وَلا تَتَعَاوَنْ مَعَ المُنَافِقِ فِي شَهَادَةِ زُورٍ. -\v 2 لَا تَتْبَعِ الأَغْلَبِيَّةَ لاِرْتِكَابِ الشَّرِّ، وَلا تُحَرِّفْ شَهَادَتَكَ فِي دَعْوَى انْجِرَافاً مَعَ الأَكْثَرِيَّةِ، -\v 3 وَلا تَتَحَيَّزْ لِلْفَقِيرِ فِي دَعْوَاهُ لِمُجَرَّدِ كَوْنِهِ فَقِيراً فَقَطْ. -\v 4 إِذَا صَادَفْتَ ثَوْرَ عَدُوِّكَ أَوْ حِمَارَهُ شَارِداً، فَرُدَّهُ إِلَيْهِ. -\v 5 وَإذَا عَايَنْتَ حِمَارَ مُبْغِضِكَ وَاقِعاً تَحْتَ حِمْلِهِ، فَلا تَتَجَاوَزْهُ حَتَّى تُسْعِفَ عَدُوَّكَ فِي حَلِّ ثِقْلِ حِمَارِهِ. -\v 6 لَا تَتَهَاوَنْ فِي حَقِّ فَقِيرِكَ فِي دَعْوَاهُ لِكَوْنِهِ فَقِيراً. -\v 7 اجْتَنِبْ الاتِّهَامَ الْكَاذِبَ وَلا تَقْتُلِ الْبَرِيءَ وَالصَّالِحَ، لأَنَّنِي لَا أُبْرِىءُ المُذْنِبَ. -\v 8 لَا تَقْبَلْ رِشْوَةً لأَنَّ الرِّشْوَةَ تُعْمِي الْمُبْصِرِينَ وَتُحَرِّفُ أَقْوَالَ الصَّالِحِينَ. -\v 9 لَا تُضَايِقْ غَرِيباً لأَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ مَشَاعِرَ الغَرِيبِ، فَقَدْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي دِيَارِ مِصْرَ. -\s1 شرائع السبت -\p -\v 10 ازْرَعْ أَرْضَكَ وَاحْصُدْ غَلَّتَهَا سِتَّ سِنِينَ، -\v 11 ثُمَّ أَرِحْهَا فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَاتْرُكْهَا لِيَأْكُلَ مِنْهَا فُقَرَاءُ شَعْبِكَ. وَمَا فَضَلَ عَنْهُمْ تَقْتَاتُهُ وُحُوشُ الْبَرِّيَّةِ. وَهَكَذَا تَفْعَلُ أَيْضاً بِكَرْمِكَ وَزَيْتُونِكَ. -\v 12 اعْمَلْ سِتَّةَ أَيَّامٍ فَقَطْ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ تَسْتَرِيحُ لِكَيْ يَسْتَرِيحَ أَيْضاً ثَوْرُكَ وَحِمَارُكَ، وَيَنْتَعِشَ ابْنُ أَمَتِكَ وَالغَرِيبُ. -\v 13 أَطِيعُوا كُلَّ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ، وَلا تَذْكُرُوا اسْمَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلا يَتَلَفَّظْ بِهِ فَمُكَ. -\s1 الأعياد السنوية الثلاثة -\p -\v 14 ثَلاثَ مَرَّاتٍ تَحْتَفِلُ لِي فِي السَّنَةِ: -\v 15 تَحْتَفِلُ بِعِيدِ الْفَطِيرِ فَتَأْكُلُ كَمَا أَمَرْتُكَ فَطِيراً، مُدَّةَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ مِنْ شَهْرِ أَبِيبَ (أَيْ شَهْرِ آذَارَ – مَارِسَ)، لأَنَّهُ فِيهِ خَرَجْتَ مِنْ مِصْرَ. وَلا يَمْثُلُ أَحَدٌ أَمَامِي بِيَدَيْنِ فَارِغَتَيْنِ. -\v 16 وَتَحْتَفِلُ أَيْضاً بِعِيدِ الْحَصَادِ، حَيْثُ تُقَدِّمُ بَاكُورَةَ غَلّاتِكَ الَّتِي زَرَعْتَهَا فِي الْحَقْلِ، ثُمَّ عِيدِ الْجَمْعِ فِي نِهَايَةِ مَوْسِمِ الْحَصَادِ عِنْدَمَا تَجْمَعُ غَلّاتِكَ مِنَ الْحَقْلِ. -\v 17 ثَلاثَ مَرَّاتٍ يَمْثُلُ جَمِيعُ الرِّجَالِ أَمَامَ السَّيِّدِ الرَّبِّ. -\v 18 لَا تُقَرِّبْ لِي دَمَ ذَبِيحَةٍ مَعَ خُبْزٍ مُخْتَمِرٍ، وَلا يَبِتْ شَحْمُ ذَبَائِحِ عِيدِي إِلَى صَبَاحِ الْغَدِ. -\v 19 أَحْضِرْ أَجْوَدَ بَاكُورَةِ أَرْضِكَ إِلَى بَيْتِ إِلَهِكَ. وَلا تَطْبُخْ جَدْياً فِي لَبَنِ أُمِّهِ. -\s1 ملاك الله يعد الطريق -\p -\v 20 هَا أَنَا مُرْسِلٌ مَلاكِي أَمَامَكَ لِيَحْرُسَكَ طَوَالَ الطَّرِيقِ، وَيَقُودَكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَعْدَدْتُهَا لَكَ. -\v 21 فَأصْغِ إِلَيْهِ وَامْتَثِلْ لَهُ وَلا تَعْصَهُ لأَنَّهُ لَا يَصْفَحُ عَنْ ذُنُوبِكُمْ إِذْ أَنَّ اسْمِي فِيهِ. -\v 22 إِنْ حَرِصْتَ عَلَى الاسْتِمَاعِ إِلَى أَقْوَالِهِ وَفَعَلْتَ كُلَّ مَا قُلْتُهُ، أُعَادِي مَنْ يُعَادِيكَ، وَأُقَاوِمُ مُقَاوِمِيكَ، -\v 23 إِذْ يَسِيرُ مَلاكِي أَمَامَكَ حَتَّى يُدْخِلَكَ بِلادَ الأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ الَّذِينَ أُبِيدُهُمْ. -\v 24 إِيَّاكَ أَنْ تَسْجُدَ لِآلِهَتِهِمْ، وَلا تَعْبُدْهَا، وَلا تَعْمَلْ أَعْمَالَهُمْ، بَلْ تُبِيدُهُمْ وَتُحَطِّمُ أَصْنَامَهُمْ. -\v 25 إِنَّمَا تَعْبُدُونَنِي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ فَأُبَارِكُ طَعَامَكَ وَشَرَابَكَ وَأُزِيلُ الأَمْرَاضَ مِنْ بَيْنِكُمْ -\v 26 فَلا تَكُونُ مُجْهِضَةٌ وَلا عَاقِرٌ فِي أَرْضِكَ. وَأُمَتِّعُكَ بِكَامِلِ عُمْرِكَ. -\v 27 وَأَجْعَلُ هَيْبَتِي تَتَقَدَّمُكَ، أُزْعِجُ كُلَّ أُمَّةٍ تَقِفُ فِي وَجْهِكَ، وَأَجْعَلُ أَعْدَاءَكَ يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ أَمَامَكَ. -\v 28 وَأَبْعَثُ الزَّنَابِيرَ أَمَامَكَ، فَتَطْرُدُ الْحِوِّيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ مِنْ قُدَّامِكَ. -\v 29 إِنَّمَا لَنْ أَطْرُدَهُمْ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ لِئَلّا تُقْفِرَ الأَرْضُ فَتَتَكَاثَرَ عَلَيْكَ وُحُوشُ الْبَرِّيَّةِ، -\v 30 بَلْ أَطْرُدُهُمْ تَدْرِيجِيًّا مِنْ أَمَامِكَ رَيْثَمَا تَنْمُونَ وَتَرِثُونَ الْبِلادَ. -\v 31 وَأَجْعَلُ تُخُومَكَ تَمْتَدُّ مِنَ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ إِلَى سَاحِلِ فِلِسْطِينَ، وَمِنَ الْبَرِّيَّةِ حَتَّى نَهْرِ الْفُرَاتِ، وَأُخْضِعُ لَكَ سُكَّانَ الأَرْضِ فَتَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ. -\v 32 لَا تَقْطَعْ مَعَهُمْ وَلا مَعْ آلِهَتِهِمْ عَهْداً، -\v 33 وَلا تُسْكِنْهُمْ فِي أَرْضِكَ لِئَلّا يَجْعَلُوكَ تُخْطِئُ إِلَيَّ، لأَنَّكَ إنْ عَبَدْتَ آلِهَتَهُمْ، يَكُونُ ذَلِكَ لَكَ فَخّاً». -\c 24 -\s1 تأكيد العهد -\p -\v 1 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إِلَيَّ أَنْتَ وَهَرُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو، وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَلْيَسْجُدْ هَؤُلاءِ مِنْ بَعِيدٍ. -\v 2 لَا يَقْتَرِبْ إِلَيَّ أَحَدٌ سِوَاكَ، أَمَّا الآخَرُونَ فَيَبْقُونَ بَعِيداً. وَحَذَارِ أَنْ يَصْعَدَ الشَّعْبُ مَعَكَ». -\p -\v 3 فَجَاءَ مُوسَى وَبَلَّغَ الشَّعْبَ بِكُلِّ كَلامِ الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ، فَأَجَابَ الشَّعْبُ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ: «كُلُّ مَا أَمَرَنَا بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ». -\v 4 فَكَتَبَ مُوسَى جَمِيعَ أَقْوَالِ الرَّبِّ، ثُمَّ بَكَّرَ فِي الصَّبَاحِ وَشَيَّدَ مَذْبَحاً عَلَى سَفْحِ الجَبَلِ، وَنَصَبَ اثْنَيْ عَشَرَ عَمُوداً عَلَى عَدَدِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ. -\v 5 وَأَرْسَلَ بَعْضَ شُبَّانِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَدَّمُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَرَّبُوا ذَبَائِحَ سَلامَةٍ لِلرَّبِّ مِنَ الْعُجُولِ، -\v 6 وَأَخَذَ مُوسَى نِصْفَ الدَّمِ وَاحْتَفَظَ بِهِ فِي طُسُوسٍ وَرَشَّ النِّصْفَ الْبَاقِي عَلَى الْمَذْبَحِ. -\v 7 وَتَنَاوَلَ كِتَابَ الْعَهْدِ وَتَلاهُ عَلَى مَسَامِعِ الشَّعْبِ، فَقَالُوا: «كُلُّ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُهُ وَنُطِيعُهُ». -\v 8 ثُمَّ أَخَذَ مُوسَى الدَّمَ الَّذِي فِي الطُّسُوسِ وَرَشَّهُ عَلَى الشَّعْبِ قَائِلاً: «هُوَذَا دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ بِنَاءً عَلَى جَمِيعِ هَذِهِ الأَقْوَالِ». -\p -\v 9 ثُمَّ صَعِدَ مُوسَى وَهَرُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، -\v 10 وَرَأَوْا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ، وَتَحْتَ قَدَمَيْهِ أَرْضِيَّةٌ كَأَنَّهَا مَصْنُوعَةٌ مِنَ الْيَاقُوتِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ تُمَاثِلُ السَّمَاءَ فِي النَّقَاءِ، -\v 11 وَلَكِنَّ اللهَ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ لِيُهْلِكَ أَشْرَافَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَرَأَوْا اللهَ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا. -\p -\v 12 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إِلَى الْجَبَلِ وَامْكُثْ هُنَاكَ لأُعْطِيَكَ الْوَصَايَا وَالشَّرَائِعَ الَّتِي كَتَبْتُهَا عَلَى لَوْحَيِ الْحَجَرِ لِتُلَقِّنَهَا لَهُمْ». -\v 13 فَقَامَ مُوسَى وَأَخَذَ خَادِمَهُ يَشُوعَ وَصَعِدَ إِلَى جَبَلِ اللهِ. -\v 14 وَقَالَ لِلشُّيُوخِ: «انْتَظِرُونَا هُنَا حَتَّى نَرْجِعَ إِلَيْكُمْ. وَهُوَذَا هَرُونُ وَحُورُ مَعَكُمْ، فَإِنْ كَانَ لأَحَدٍ دَعْوَى فَلْيَرْفَعْهَا إِلَيْهِمَا». -\v 15 وَعِنْدَمَا صَعِدَ مُوسَى إِلَى الجَبَلِ، تَغَطَّى الجَبَلُ بِالسَّحَابِ، -\v 16 وَحَلَّ مَجْدُ الرَّبِّ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ، وَغَطَّاهُ السَّحَابُ سِتَّةَ أَيَّامٍ. وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ دَعَا الرَّبُّ مُوسَى مِنْ وَسَطِ السَّحَابِ. -\v 17 وَبَدَا مَجْدُ الرَّبِّ لِعُيُونِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَنَارٍ آكِلَةٍ عَلَى قِمَّةِ الجَبَلِ. -\v 18 وَاخْتَفَى مُوسَى فِي وَسَطِ السَّحَابِ وَصَعِدَ إِلَى الجَبَلِ حَيْثُ مَكَثَ هُنَاكَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. -\c 25 -\s1 التقدمات للمسكن -\p -\v 1 وَخَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى: -\v 2 كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَأْخُذُوا لِي تَقْدِمَةً مِنْ كُلِّ إِنْسَانٍ يَحُثُّهُ قَلْبُهُ عَلَى ذَلِكَ. -\v 3 أَمَّا التَّقْدِمَاتُ الَّتِي تَأْخُذُونَهَا مِنْهُمْ فَهِيَ: ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ وَنُحَاسٌ -\v 4 وَأَقْمِشَةٌ زَرْقَاءُ وَبَنَفْسَجِيَّةٌ وَحَمْرَاءُ، وَمَنْسُوجَاتٌ كَتَّانِيَّةٌ وَشَعْرُ مِعْزَى، -\v 5 وَجُلُودُ كِبَاشٍ مُصَبَّغَةٌ بِالْحُمْرَةِ، وَجُلُودُ دَلافِينَ وَخَشَبُ السَّنْطِ، -\v 6 وَزَيْتٌ لِلْمَنَارَةِ، وَأَطْيَابٌ لِدُهْنِ الْمَسْحَةِ وَلِلْبَخُورِ الْعَطِرِ -\v 7 وَحِجَارَةُ جَزْعٍ كَرِيمَةٌ وَحِجَارَةٌ كَرِيمَةٌ أُخْرَى لِتَرْصِيعِ رِدَاءِ الْكَاهِنِ وَصُدْرَتِهِ. -\v 8 فَيَصْنَعُونَ لِي مَقْدِساً حَيْثُ أُقِيمُ فِيهِ بَيْنَهُمْ. -\v 9 تَصْنَعُونَهُ حَسَبَ مِثَالِ الْمَسْكَنِ وَالآنِيَةِ الَّتِي أُرِيكَ. -\s1 تابوت العهد -\p -\v 10 يَصْنَعُونَ تَابُوتاً مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، طُولُهُ ذِرَاعَانِ وَنِصْفٌ (نَحْوَ مِتْرٍ وَرُبْعِ الْمِتْرِ)، وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً) وَارْتِفَاعُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً). -\v 11 وَتَضَعُ عَلَيْهِ غِشَاءً مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ مِنَ الدَّاخِلِ وَالْخَارِجِ، وَاجْعَلْ لَهُ إطَاراً مِنْ ذَهَبٍ، -\v 12 وَاسْبِكْ لَهُ أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ تُثَبِّتُهَا عَلَى قَوَائِمِهِ الأَرْبَعِ حَلْقَتَيْنِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، -\v 13 وَتَصْنَعُ عَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ تُغَشِّيهِمَا بِالذَّهَبِ، -\v 14 ثُمَّ تُدْخِلُهُمَا فِي الحَلَقَاتِ الَّتِي عَلَى جَانِبَيِ التَّابُوتِ لِيُحْمَلَ بِهِمَا. -\v 15 وَتَبْقَى الْعَصَوَانِ فِي حَلَقَاتِ التَّابُوتِ، لَا تُنْزَعَانِ مِنْهَا. -\v 16 ثُمَّ تَضَعُ الشَّهَادَةَ الَّتِي أُعْطِيكَ فِي دَاخِلِ التَّابُوتِ. -\s1 وصف الكروبين -\p -\v 17 وَتَصْنَعُ غِطَاءً مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ، هُوَ كُرْسِيُّ الرَّحْمَةِ، طُولُهُ ذِرَاعَانِ وَنِصْفٌ (نَحْوَ مِتْرٍ وَرُبْعِ الْمِتْرِ) وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً) -\v 18 وَتَخْرِطُ كَرُوبَيْنِ (تِمْثَالَيْ مَلاكَيْنِ) مِنْ ذَهَبٍ وَتُقِيمُهُمَا عَلَى طَرَفَيِ الْغِطَاءِ. -\v 19 فَتَصْنَعُ كَرُوباً وَاحِداً عَلَى كُلِّ طَرَفٍ مِنَ الْغِطَاءِ، مَخْرُوطَيْنِ مِنَ الْغِطَاءِ نَفْسِهِ، وَقَائِمَيْنِ عَلَى طَرَفَيْهِ. -\v 20 وَيَكُونُ الْكَرُوبَانِ مُتَوَاجِهَيْنِ أَيْضاً، بَاسِطَيْنِ أَجْنِحَتَهُمَا إِلَى فَوْقُ، يُظَلِّلانِ بِهِمَا الْغِطَاءَ، وَيَتَّجِهَانِ بِوَجْهَيْهِمَا نَحْوَهُ. -\v 21 وَتَضَعُ الْغِطَاءَ فَوْقَ التَّابُوتِ الَّذِي تَحْتَفِظُ بِدَاخِلِهِ بِلَوْحَيِ الشَّهَادَةِ الَّتِي أُعْطِيكَ. -\v 22 وَهُنَاكَ أَجْتَمِعُ بِكَ وَأُكَلِّمُكَ بِكُلِّ مَا أُوصِيكَ بِهِ لِتُبَلِّغَهُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَلَى الْغِطَاءِ، مَا بَيْنَ الْكَرُوبَيْنِ اللَّذَيْنِ يَعْلُوَانِ تَابُوتَ الشَّهَادَةِ. -\s1 المائدة -\p -\v 23 وَكَذَلِكَ تَصْنَعُ مَائِدَةً مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ طُولُهَا ذِرَاعَانِ (نَحْوَ مِتْرٍ) وَعَرْضُهَا ذِرَاعٌ (نَحْوَ خَمْسِينَ سَنْتِيمِتْراً) وَارْتِفَاعُهَا ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً) -\v 24 وَغَشِّهَا بِالذَّهَبِ وَاصْنَعْ لَهَا إِطَاراً عَالِياً مِنَ الذَّهَبِ، -\v 25 وَاصْنَعْ لَهَا حَافَّةً حَوْلَهَا مِقْدَارُ عَرْضِهَا شِبْرٌ، وَاجْعَلْ لِمُحِيطِ الْحَافَةِ إطَاراً مِنْ ذَهَبٍ، -\v 26 وَاسْبِكْ لَهَا أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ تُثَبِّتُهَا عَلَى زَوَايَا قَوَائِمِهَا الأَرْبَعِ، -\v 27 فَتَكُونُ الْحَلَقَاتُ المُثَبَّتَةُ عَلَى الْحَافَةِ، أَمَاكِنَ لِعَصَوَيْنِ تُحْمَلُ بِهِمَا الْمَائِدَةُ. -\v 28 وَتَصْنَعُ الْعَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ وَتُغَشِّيهِمَا بِالذَّهَبِ لِتُحْمَلَ بِهِمَا الْمَائِدَةُ. -\v 29 وَأَمَّا صِحَافُ الْمَائِدَةِ وَصُحُونُهَا وَكُؤُوسُهَا وَأَبَارِيقُهَا الَّتِي يُسْكَبُ بِها، فَتَصُوغُهَا مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ. -\v 30 وَتَضَعُ أَمَامِي خُبْزَ التَّقْدِمَةِ عَلَى هَذِهِ الْمَائِدَةِ دَائِماً. -\s1 المنارة -\p -\v 31 وَاخْرِطْ مَنَارَةً مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ، فَتَكُونَ قَاعِدَتُهَا وَسَاقُهَا وَكَاسَاتُهَا وَبَرَاعِمُهَا وَأَزْهَارُهَا كُلُّهَا مَخْرُوطَةً مَعاً مِنْ قِطْعَةٍ وَاحِدَةٍ. -\v 32 وَتَتَشَعَّبُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ مِنْهَا ثَلاثَةُ أَفْرُعٍ، -\v 33 فِي كُلِّ شُعْبَةٍ ثَلاثُ كَاسَاتٍ بِبُرْعُمٍ وَزَهْرٍ، وَهَكَذَا إِلَى السِّتَّةِ الأَفْرُعِ الْمُتَشَعِّبَةِ مِنَ الْمَنَارَةِ. -\v 34 وَيَكُونُ عَلَى الْمَنَارَةِ أَرْبَعُ كَاسَاتٍ لَوْزِيَّةِ الشَّكْلِ بِبَرَاعِمِهَا وَأَزْهَارِهَا. -\v 35 وَتَجْعَلُ تَحْتَ فَرْعَيْنِ مِنَ الأَفْرُعِ الْمُتَشَعِّبَةِ مِنَ الْمَنَارَةِ بُرْعُماً. هَكَذَا تَفْعَلُ لِلسِّتَّةِ الْأَفْرُعٍ. -\v 36 وَيَكُونُ سَاقُ الْمَنَارَةِ وَبَرَاعِمُهَا وَأَفْرُعُهَا كُلُّهَا قِطْعَةً وَاحِدَةً مَصْوغَةً مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ. -\v 37 ثُمَّ اصْنَعْ سَبْعَةَ سُرُجٍ لِلْمَنَارَةِ، وَاجْعَلْهَا عَلَيْهَا بِحَيْثُ تُضِيءُ أَمَامَهَا. -\v 38 وَلْتَكُنْ مَلاقِطُهَا وَمَنَافِضُهَا مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ. -\v 39 فَيَكُونَ وَزْنُ الذَّهَبِ الْخَالِصِ الْمُصَاغِ لِصُنْعِ الْمَنَارَةِ وَجَمِيعِ أَوَانِيهَا وَزْنَةً وَاحِدَةً (نَحْوَ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ كِيلُو جِرَاماً) -\v 40 وَاحْرِصْ أَنْ يَكُونَ كُلُّ مَا تَصْنَعُهُ مُطَابِقاً لِلْمِثَالِ الَّذِي أَظْهَرْتُهُ لَكَ عَلَى الْجَبَلِ. -\c 26 -\s1 المسكن -\p -\v 1 أَمَّا المَسْكِنُ فَتَصْنَعُ سَقْفَهُ مِنْ عَشْرِ قِطَعٍ كَتَّانِيَّةٍ مَبْرُومَةٍ بِإِتْقَانٍ، ذَاتِ أَلْوَانٍ زَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ طَرَّزَ عَلَيْهَا حَائِكٌ مَاهِرٌ (رَسْمَ) الْكَرُوبِيمِ، -\v 2 وَيَكُونُ طُولُ كُلِّ قِطْعَةٍ ثَمَانِيَ وَعِشْرِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ مِتْراً) وَعَرْضُهَا أَرْبَعَ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ) فَيَكُونُ لِجَمِيعِ الْقِطَعِ قِيَاسٌ وَاحِدٌ. -\v 3 وَتَصِلُ خَمْسَ قِطَعٍ مِنْهَا بِبَعْضٍ، وَكَذَلِكَ افْعَلْ بِالْقِطَعِ الْخَمْسِ الأُخْرَى. -\v 4 وَاصْنَعْ عُرىً مِنْ قُمَاشٍ أَزْرْقَ عَلَى حَاشِيَةِ الطَّرَفِ الْوَاحِدِ فِي الْقِطَعِ الْمَوْصُولَةِ الأُولَى. وَكَذَلِكَ تَفْعَلُ أَيْضاً فِي حَاشِيَةِ الطَّرَفِ الْوَاحِدِ فِي الْقِطَعِ الْمَوْصُولَةِ الثَّانِيَةِ. وَكَذَلِكَ تَفْعَلُ أَيْضاً فِي حَاشِيَةِ الطَّرَفِ الأَخِيرِ مِنَ الْقِطَعِ الأُخْرَى الْمَوْصُولَةِ. -\v 5 فَيَكُونُ لِلطَّرَفِ الأَخِيرِ الْوَاحِدِ خَمْسُونَ عُرْوَةً فِي الْمَجْمُوعَةِ الأُولَى، وَخَمْسُونَ عُرْوَةً فِي طَرَفِ الْمَجْمُوعَةِ الثَّانِيَةِ، الْوَاحِدَةُ مُقَابِلَ الأُخْرَى. -\v 6 ثُمَّ اصْنَعْ خَمْسِينَ مِشْبَكاً مِنْ ذَهَبٍ تَصِلُ بِها عُرَى الْمَجْمُوعَتَيْنِ، فَتَتَّصِلَ الْمُجْمُوعَتَانِ مَعاً لِتُصْبِحَا سَقْفاً وَاحِداً لِلْمَسْكِنِ. -\p -\v 7 وَتَصْنَعُ أَيْضاً سَقْفاً ثَانِياً لِلْمَسْكِنِ، مِنْ إِحْدَى عَشْرَةَ قِطْعَةً مِنْ نَسِيجِ شَعْرِ المِعْزَى. -\v 8 طُولُ الْقِطْعَةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاثُونَ ذِرَاعاً (نَحْوَ خَمْسَةَ عَشَرَ مِتْراً) وَعَرْضُهَا أَرْبَعُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ) فَتَكُونُ كُلُّهَا ذَاتَ مَقَاسٍ وَاحِدٍ. -\v 9 وَتَصِلُ خَمْسَ قِطَعٍ مَعاً لِتُصْبِحَ قِطْعَةً وَاحِدَةً، وَكَذَلِكَ افْعَلْ بِالْقِطَعِ السِّتِّ الأُخْرَى. عَلَى أَنْ تَثْنِيَ الْقِطْعَةَ السَّادِسةَ، فَتَتَدَلَّى كَحِجَابٍ أَمَامَ وَاجِهَةِ المَسْكِنِ. -\v 10 وَاصْنَعْ خَمْسِينَ عُرْوَةً عَلَى حَاشِيَةِ طَرَفٍ وَاحِدٍ لِلْمَجْمُوعَةِ الأُولى. وَكَذَلِكَ تَصْنَعُ بِحَاشِيَةِ طَرَفٍ وَاحِدٍ لِلمَجْمُوعَةِ الثَّانِيَةِ. -\v 11 وَتَصْنَعُ خَمْسِينَ مِشْبَكاً مِنْ نُحَاسٍ تُدْخِلُهَا فِي العُرَى فَتَتَّصِلُ الْمَجْمُوعَتَانِ مَعاً، لِتُصْبِحَا سَقْفاً ثَانِياً لِلْمَسْكِنِ. -\v 12 وَيَتَبَقَّى لَدَيْكَ ذِرَاعٌ (نَحْوَ نِصْفِ الْمِتْرِ) مِنْ غِطَاءِ السَّقْفِ مُدَلًّى لِحَجْبِ مُؤَخَّرِ الْمَسْكِنِ. -\v 13 وَالجُزْءُ الْفَاصِلُ مِنْ طُولِ الْقِطَعِ عَلَى كُلِّ جَانِبٍ مِنْ بَيْنِ الْجَانِبَيْنِ، تُسْدِلُهُ عَلَى جَانِبَيِ المَسْكِنِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ لِتُغَطِّيَهُ. -\v 14 وَتَصْنَعُ غِطَاءً لِلْخَيْمَةِ مِنْ جُلُودٍ بَنَفْسَجِيَّةِ الْلَوْنِ، وَفَوْقَهُ سَقْفٌ آخَرُ مِنْ جُلُودِ الدُّلْفِينِ. -\s1 وصف جدران المسكن -\p -\v 15 أَمَّا جُدْرَانُ المَسْكِنِ فَتَصْنَعُهَا مِنْ أَلْوَاحٍ قَائِمَةٍ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ. -\v 16 طُولُ اللَّوْحِ مِنْهَا عَشْرُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ خَمْسَةِ أَمْتَارٍ) وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً) -\v 17 وَلْتَكُنْ لِكُلِّ لَوْحٍ رِجْلانِ مُتَقَابِلَتَانِ إِحْدَاهُمَا بِإِزَاءِ الأُخْرَى. هَكَذَا تَصْنَعُ لِجَمِيعِ أَلْوَاحِ الْمَسْكِنِ. -\v 18 فَتَجْعَلُ الْجَانِبَ الْجَنُوبِيَّ لِلْمَسْكِنِ مُكَوَّناً مِنْ عِشْرِينَ لَوْحاً. -\v 19 وَاصْنَعْ أَرْبَعِينَ قَاعِدَةً مِنْ فِضَّةٍ تَحْتَ الْعِشْرِينَ لَوْحاً، فَيَكُونَ لِكُلِّ لَوْحٍ مُنْفَرِدٍ قَاعِدَتَانِ لِرِجْلَيْهِ. -\v 20 وَاجْعَلْ لِجَانِبِ الْمَسْكِنِ الثَّانِي الشَّمَالِيِّ عِشْرِينَ لَوْحاً. -\v 21 وَاصْنَعْ لَهُ أَيْضاً أَرْبَعِينَ قَاعِدَةً مِنْ فِضَّةٍ، لِيَكُونَ لِكُلِّ لَوْحٍ مُنْفَرِدٍ قَاعِدَتَانِ لِرِجْلَيْهِ. -\v 22 أَمَّا جِدَارُ مُؤَخَّرِ الْمَسْكِنِ الغَرْبِيِّ فَتَصْنَعُ لَهُ سِتَّةَ أَلْوَاحٍ. -\v 23 كَمَا تَصْنَعُ لَوْحَيْنِ لِزَاوِيَتَيِ الْمَسْكِنِ فِي المُؤَخَّرِ. -\v 24 عَلَى أَنْ يَكُونَ كُلٌّ مِنْهُمَا مُزْدَوَجاً مِنْ أَسْفَلِهِ إِلَى أَعْلاهُ، حَيْثُ تُثَبَّتُ فِي رَأْسِ كُلِّ مُزْدَوَجٍ حَلَقَةٌ وَاحِدَةٌ. كُلٌّ مِنْهُمَا لِلزَّاوِيَتَيْنِ. -\v 25 فَيَكُونُ هُنَاكَ ثَمَانِيَةُ أَلْوَاحٍ لِلْجَانِبِ الغَرْبِيِّ، وَسِتَّ عَشْرَةَ قَاعِدَةً مِنْ فِضَّةٍ، قَاعِدَتَانِ تَحْتَ كُلِّ لَوْحٍ مُنْفَرِدٍ. -\p -\v 26 وَتَصْنَعُ عَوَارِضَ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، خَمْساً لأَلْوَاحِ جَانِبِ الْمَسْكِنِ الْجَنُوبِيِّ. -\v 27 وَخَمْسَ عَوَارِضَ لأَلْوَاحِ مُؤَخَّرِ الْمَسْكِنِ الْغَرْبِيِّ. -\v 28 وَتَجْعَلُ الْعَارِضَةَ الْوُسْطَى تَنْفُذُ فِي وَسَطِ الأَلْوَاحِ مِنْ طَرَفٍ إِلَى طَرَفٍ. -\v 29 وَتُغَشِّي الأَلْوَاحَ بِرَقَائِقَ مِنْ ذَهَبٍ. وَاصْنَعْ لَهَا حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ لِتَكُونَ بُيُوتاً لِلْعَوَارِضِ، وَتُغَشِّي الْعَوَارِضَ بِذَهَبٍ أَيْضاً. -\v 30 وَهَكَذَا تُقِيمُ الْمَسْكِنَ وَفْقاً لِلْمِثَالِ الَّذِي أَرَيْتُكَ إِيَّاهُ عَلَى الجَبَلِ. -\s1 وصف الستار -\p -\v 31 وَتَصْنَعُ سِتَاراً مِنْ كَتَّانٍ مَبْرُومٍ ذِي أَلْوَانٍ زَرْقَاءَ وَبَنَفْسِجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ، بَعْدَ أَنْ يُطَرِّزَ عَلَيْهِ حَائِكٌ مَاهِرٌ رَسْمَ الْكَرُوبِيمِ. -\v 32 وَعَلِّقْهُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَعْمِدَةٍ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ مُغَشَّاةٍ بِذَهَبٍ. لَهَا أَرْبَعَةُ خَطَاطِيفَ مِنْ ذَهَبٍ، وَقَائِمَةٌ عَلَى أَرْبَعِ قَوَاعِدَ مِنْ فِضَّةٍ. -\v 33 وَتَجْعَلُ السِّتَارَ تَحْتَ الْمَشَابِكِ. ثُمَّ تَأْتِي بِتَابُوتِ الشَّهَادَةِ (الَّذِي فِيهِ لَوْحَا الْوَصَايَا الْعَشْرِ) فَتُدْخِلُهُ إِلَى هُنَاكَ، إِلَى مَا وَرَاءَ السِّتَارَةِ الْفَاصِلَةِ بَيْنَ الْقُدْسِ وَقُدْسِ الأَقْدَاسِ. -\v 34 وَتَضَعُ الْغِطَاءَ عَلَى تَابُوتِ الشَّهَادَةِ فِي قُدْسِ الأَقْدَاسِ. -\v 35 وَتَنْصِبُ الْمَائِدَةَ خَارِجَ السِّتَارَةِ مُقَابِلَ الْمَنَارَةِ، فَتَكُونُ الْمَائِدَةُ قَائِمَةً فِي الْجِهَةِ الْجَنُوبِيَّةِ. -\p -\v 36 وَتَصْنَعُ سِتَارَةً لِمَدْخَلِ الْمَسْكِنِ، ذَاتَ أَلْوَانٍ زَرْقَاءَ وَبَنَفْسِجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ وَخُيُوطِ كَتَّانٍ مَبْرُومٍ مِنْ تَطْرِيزِ حَائِكٍ مَاهِرٍ. -\v 37 وَتَجْعَلُ لِلسِّتَارَةِ خَمْسَةَ أَعْمِدَةٍ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، ذَاتَ خَطَاطِيفَ مِنْ ذَهَبٍ، وَتُغَشِّي الْأَعْمِدَةَ بِذَهَبٍ وَتَسْبِكُ لَهَا خَمْسَ قَوَاعِدَ مِنْ نُحَاسٍ. -\c 27 -\s1 مذبح المحرقات -\p -\v 1 وَتَصْنَعُ الْمَذْبَحَ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ. سَطْحُهُ مُرَبَّعُ الشَّكْلِ. طُولُهُ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ وَنِصْفِ الْمِتْرِ) وَعَرْضُهُ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ وَنِصْفِ الْمِتْرِ) وَارْتِفَاعُهُ ثَلاثَةُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرٍ وَنِصْفِ الْمِتْرِ) -\v 2 وَتَصْنَعُ لَهُ قُرُوناً تُقِيمُهَا عَلَى زَوَايَاهُ الأَرْبَعِ، عَلَى أَنْ تَكُونَ مَنْحُوتَةً مِنْ ذَاتِ خَشَبِ الْمَذْبَحِ وَفِيهِ، وَتُغَشِّيهِ بِنُحَاسٍ. -\v 3 وَتَصْنَعُ جَمِيعَ آنِيَتِهِ مِنْ نُحَاسٍ: قُدُورَهُ لِرَفْعِ رَمَادِهِ، وَمَجَارِفَهُ وَأَحْوَاضَهُ وَمَنَاشِلَهُ وَمَجَامِرَهُ. -\v 4 وَتَصْنَعُ لَهُ شَبَكَةً مِنْ نُحَاسٍ ذَاتَ أَرْبَعِ حَلَقَاتٍ مِنْ نُحَاسٍ، مُثَبَّتَةٍ عَلَى أَطْرَافِهِ الأَرْبَعَةِ. -\v 5 وَتَضَعُهَا تَحْتَ حَافَةِ الْمَذْبَحِ مِنْ أَسْفَلُ بِحَيْثُ تَصِلُ إِلَى مُنْتَصَفِهِ. -\v 6 وَتَصْنَعُ لِلْمَذْبَحِ عَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ وَتُغَشِّيهُمَا بِالنُّحَاسِ. -\v 7 وَتُدْخِلُ الْعَصَوَيْنِ فِي الْحَلَقَاتِ عَلَى جَانِبَيِ الْمَذْبَحِ لِيُحْمَلَ بِهِمَا. -\v 8 وَتَصْنَعُ المَذْبَحَ مُجَوَّفاً تَمَاماً مِنْ أَلْوَاحٍ، بِحَسَبِ الْمِثَالِ الَّذِي أَرَيْتُكَ إيَّاهُ فِي الجَبَلِ. -\s1 ساحة المسكن -\p -\v 9 وَتُحِيطُ سَاحَةَ الْمَسْكِنِ مِنْ جِهَةِ الْجَنُوبِ بِسَتَائِرَ مِنْ كَتَّانٍ مَجْدُولٍ، طُولُهَا مِئَةُ ذِرَاعٍ (نَحْوَ خَمْسِينَ مِتْراً). -\v 10 وَلَهَا عِشْرُونَ عَمُوداً، وَعِشْرُونَ قَاعِدَةً مِنْ نُحَاسٍ، وَتَكُونُ خَطَاطِيفُهَا وَقُضْبَانُهَا مِنْ فِضَّةٍ. -\v 11 وَكَذَلِكَ يَكُونُ الْجَانِبُ الشَّمَالِيُّ، إِذْ يَكُونُ طُولُ سَتَائِرِهِ مِئَةَ ذِرَاعٍ (نَحْوَ خَمْسِينَ مِتْراً) وَأَعْمِدَتُهُ عِشْرُونَ، قَائِمَةً عَلَى عِشْرِينَ قَاعِدَةً مِنْ نُحَاسٍ وَخَطَاطِيفُهُ وَقُضْبَانُهُ مِنْ فِضَّةٍ. -\v 12 أَمَّا عَرْضُ الدَّارِ الْغَرْبِيِّ فَيَكُونُ طُولُ سَتَائِرِهِ خَمْسِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ مِتْراً) مُعَلَّقَةً عَلَى أَعْمِدَةٍ عَشْرَةٍ ذَاتِ عَشْرِ قَوَاعِدَ. -\v 13 وَيَكُونُ عَرْضُ السَّاحَةِ مِنْ نَاحِيَةِ الشَّرْقِ خَمْسِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ مِتْراً). -\v 14 فَيَكُونُ طُولُ السَّتَائِرِ عَلَى الْجَانِبِ الأَوَّلِ لِمَدْخَلِ السَّاحَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ ذِرَاعاً (نَحْوَ سَبْعَةِ أَمْتَارٍ وَنِصْفِ الْمِتْرِ) مُعَلَّقَةً عَلَى أَعْمِدَةٍ ثَلاثَةٍ ذَاتِ ثَلاثِ قَوَاعِدَ. -\v 15 وَكَذَلِكَ يَكُونُ طُولُ السَّتَائِرِ عَلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ لِمَدْخَلِ السَّاحَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ ذِرَاعاً (نَحْوَ سَبْعَةِ أَمْتَارٍ وَنِصْفِ الْمِتْرِ)، مُعَلَّقَةً عَلَى أَعْمِدَةٍ ثَلاثَةٍ ذَاتِ ثَلاثِ قَوَاعِدَ. -\v 16 أَمَّا طُولُ سَتَائِرِ الْمَدْخَلِ فَيَكُونُ عِشْرِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ عَشَرَةِ أَمْتَارٍ) مِنْ كَتَّانٍ مَبْرُومٍ ذِي أَلْوَانٍ زَرْقَاءَ وَبَنَفْسِجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ، مِنْ صِنَاعَةِ حَائِكٍ مَاهِرٍ، وَتَكُونُ مُعَلَّقَةً عَلَى أَعْمِدَةٍ ذَاتِ أَرْبَعِ قَوَاعِدَ. -\v 17 وَيُحِيطُ بِكُلِّ أَعْمِدَةِ الدَّارِ قُضْبَانٌ مِنْ فِضَّةٍ، ذَاتُ خَطَاطِيفَ مِنْ فِضَّةٍ وَقَوَاعِدَ مِنْ نُحَاسٍ. -\v 18 فَيَكُونُ طُولُ السَّاحَةِ مِئَةَ ذِرَاعٍ (نَحْوَ خَمْسِينَ مِتْراً) وَعَرْضُهَا خَمْسِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ مِتْراً) وَارْتِفَاعُ سَتَائِرِهَا خَمْسَ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ وَنِصْفِ الْمِتْرِ). -\v 19 وَلْتَكُنْ جَمِيعُ الأَوَانِي الْمُسْتَعْمَلَةِ فِي خِدْمَةِ الْمَسْكِنِ وَالْمَشَاجِبِ وَأَوْتَادِ الْمَسْكِنِ وَالسَّاحَةِ مَصْنُوعَةً مِنْ نُحَاسٍ. -\s1 زيت الإِنارة -\p -\v 20 وَتَأْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُقَدِّمُوا إِلَيْكَ زَيْتَ زَيْتُونٍ مَرْضُوضٍ لإِضَاءَةِ الْمَنَارَةِ الدَّائِمَةِ. -\v 21 وَيَقُومُ هَرُونُ وَبَنُوهُ مِنَ الْمَسَاءِ إِلَى الصَّبَاحِ، بِالْمُحَافَظَةِ الدَّائِمَةِ عَلَى إِضَاءَةِ السُّرُجِ أَمَامَ الرَّبِّ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، خَارِجَ الْحِجَابِ الْقَائِمِ أَمَامَ تَابُوتِ الشَّهَادَةِ فَتَكُونُ هَذِهِ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فِي كُلِّ أَجْيَالِهِمْ. -\c 28 -\s1 ثياب الكهنة -\p -\v 1 وَافْرِزْ لِي هَرُونَ أَخَاكَ وَأَوْلادَهُ: نَادَابَ وَأَبِيهُوَ وَأَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ، مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لِيَكُونُوا لِي كَهَنَةً. -\v 2 وَاصْنَعْ لأَخِيكَ هَرُونَ ثِيَاباً مُقَدَّسَةً لِتُضْفِيَ عَلَيْهِ مَجْداً وَبَهَاءً. -\v 3 وَخَاطِبْ كُلَّ ذِي مَهَارَةٍ مِمَّنْ وَهَبْتُهُمْ رُوحَ الْبَرَاعَةِ فِي الْحِيَاكَةِ لِيَصْنَعُوا ثِيَابَ هَرُونَ لِتَقْدِيسِهِ، فَيَكُونَ كَاهِناً لِي. -\v 4 وَهَذِهِ هِيَ الثِّيَابُ الَّتِي يَتَوَجَّبُ عَلَيْهِمْ صِنَاعَتُهَا: صُدْرَةٌ وَرِدَاءٌ وَجُبَّةٌ وَقَمِيصٌ مُخَرَّمٌ وَعِمَامَةٌ وَحِزَامٌ، يَصْنَعُونَهَا ثِيَاباً مُقَدَّسَةً لِهَرُونَ وَأَوْلادِهِ، لِيَكُونُوا كَهَنَةً لِي. -\v 5 وَلْيَسْتَخْدِمُوا فِي حِيَاكَتِهَا خُيُوطاً ذَهَبِيَّةً وَزَرْقَاءَ وَبَنَفْسِجِيَّةً وَحَمْرَاءَ وَالْكَتَّانَ الْفَاخِرَ. -\s1 الرداء أو الأفود -\p -\v 6 وَلْيَقُمْ أَمْهَرُ الخَيَّاطِينَ عَلَى صِنَاعَةِ الرِّدَاءِ مِنْ خُيُوطٍ ذَهَبِيَّةٍ وَزَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ وَمِنَ الكَتَّانِ الْمَبْرُومِ. -\v 7 يَكُونُ لَهُ كَتِفَانِ مُتَّصِلانِ فِي طَرَفَيْهِ لِيُمْكِنَ تَثْبِيتُهُ. -\v 8 أَمَّا الْحِزَامُ الَّذِي يَشُدُّهُ، فَيَكُونُ مُحَاكاً مِنْهُ، مَصْنُوعاً بِمَهَارَةٍ مِنْ خُيُوطٍ ذَهَبِيَّةٍ وَزَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ وَكَتَّانٍ مَبْرُومٍ فَاخِرٍ. -\v 9 ثُمَّ خُذْ حَجَرَيْ جَزْعٍ، وَانْقُشْ عَلَيْهِمَا أَسْمَاءَ رُؤَسَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\v 10 تَنْقُشُ كلَّ سِتَّةِ أَسْمَاءَ عَلَى حَجَرٍ وَاحِدٍ بِحَسَبِ تَارِيخِ وِلادَتِهِمْ. -\v 11 انْقُشْ أَسْمَاءَ رُؤَسَاءِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى الْحَجَرَيْنِ تَمَاماً مِثْلَ حَفْرِ النَّقَّاشِ الْمَاهِرِ عَلَى الْخَاتَمِ، وَطَوِّقْهُمَا بِإِطَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ. -\v 12 وَتُرَصِّعُ كَتِفَي الرِّدَاءِ بِالْحَجَرَيْنِ، فَيَكُونَانِ حَجَرَيْ تَذْكَارٍ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، فَيَحْمِلُ هَرُونُ أَسْمَاءَهُمْ عَلَى كَتِفَيْهِ لِلتَّذْكَارِ أَمَامَ الرَّبِّ. -\v 13 وَتَصْنَعُ طَوْقَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، -\v 14 وَسِلْسِلَتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ مَبْرُومَتَيْنِ كَحَبْلٍ، تُعَلِّقُهُمَا بِالطَّوْقَيْنِ. -\s1 صدرة القضاء -\p -\v 15 كَلِّفْ أَمْهَرَ الخَيَّاطِينَ بِصِنَاعَةِ «صُدْرَةِ الْقَضَاءِ» مِنْ خُيُوطٍ ذَهَبِيَّةٍ وَزَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ وَكَتَّانٍ مَبْرُومٍ عَلَى غِرَارِ صِنَاعَةِ الرِّدَاءِ. -\v 16 وَتَكُونُ مُرَبَّعَةً مَثْنِيَّةً مِنْ طَبَقَتَيْنِ، وَطُولُهَا شِبْرٌ وَعَرْضُهَا شِبْرٌ. -\v 17 وَتُرَصِّعُونَهَا بِأَرْبَعَةِ صُفُوُفٍ مِنَ الْحِجَارَةِ الْكَرِيمَةِ. الصَّفُ الأَوَّلُ: عَقِيقٌ أَحْمَرُ وَيَاقُوتٌ أَصْفَرُ وَزُمُرُّدٌ. -\v 18 وَالصَّفُّ الثَّانِي: بَهْرَمَانٌ وَيَاقُوتٌ أَزْرَقُ وَعَقِيقٌ أَبْيَضُ. -\v 19 وَالصَّفُّ الثَّالِثُ: عَيْنُ الهِرِّ وَيَشْمٌ وَجَمَشْتٌ. -\v 20 وَالصَّفُّ الرَّابعُ: زَبَرْجَدٌ وَجَزْعٌ وَيَشَبٌ، وَتُؤَطِّرُهَا جَمِيعَهَا بِأَطْوَاقٍ ذَهَبِيَّةٍ فِي تَرْصِيعِهَا. -\v 21 وَتَنْقُشُ عَلَى كُلِّ حَجَرٍ كَرِيمٍ اسْمَ سِبْطٍ مِنْ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ عَلَى غِرَارِ نَقْشِ الْخَاتَمِ الْمَحْفُورَةِ عَلَيْهِ أَسْمَاءُ الاثْنَيْ عَشَرَ سِبْطاً. -\p -\v 22 وَاصْنَعْ عَلَى الصُّدْرَةِ سَلاسِلَ مَبْرُومَةً مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ مِثْلَ الْحَبْلِ الْمَضْفُورِ. -\v 23 وَتَضَعُ عَلَى طَرَفَيِ الصُّدْرَةِ حَلْقَتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ. -\v 24 وَتَجْعَلُ ضَفِيرَتَيِ الذَّهَبِ فِي الْحَلْقَتَيْنِ عَلَى طَرَفَيِ الصُّدْرَةِ. -\v 25 كَمَا تُدْخِلُ طَرَفَيِ الضَّفِيرَتَيْنِ الآخَرَيْنِ فِي الطَّوْقَيْنِ، وَتَجْعَلُهُمَا عَلَى كَتِفَيِ الرِّدَاءِ إِلَى أَمَامِهِ. -\v 26 وَتَصْنَعُ حَلْقَتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ وَتُثَبِّتُهُمَا عَلَى طَرَفَيِ الصُّدْرَةِ الدَّاخِلِيَّةِ الْمُلاصِقَةِ لِلرِّدَاءِ. -\v 27 كَذَلِكَ تَصْنَعُ حَلْقَتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ أُخْرَيَيْنِ، وَتَضَعُهُمَا عَلَى أَسْفَلِ كَتِفَيِ الرِّدَاءِ مِنَ الأَمَامِ عِنْدَ مَكَانِ الْوَصْلِ فَوْقَ حِزَامِ الرِّدَاءِ. -\v 28 وَتَرْبِطُ حَلْقَتَيِ الصُّدْرَةِ إِلَى حَلْقَتَيِ الرِّدَاءِ بِخَيْطٍ أَزْرَقَ لِتَثْبُتَ فَوْقَ حِزَامِ الرِّدَاءِ، وَهَكَذَا لَا تُنْتَزَعُ الصُّدْرَةُ عَنِ الرِّدَاءِ. -\v 29 فَيَحْمِلُ هَرُونُ أَسْمَاءَ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي «صُدْرَةِ الْقَضَاءِ» عَلَى قَلْبِهِ عِنْدَمَا يَدْخُلُ إِلَى الْقُدْسِ، تَذْكَاراً دَائِماً أَمَامَ الرَّبِّ -\v 30 وَتَضَعُ أَيْضاً فِي صُدْرَةِ الْقَضَاءِ «الأُورِيمَ وَالتُّمِّيمَ» لِيَحْمِلَهَا هَرُونُ عَلَى قَلْبِهِ عِنْدَمَا يَمْثُلُ أَمَامَ الرَّبِّ. وَهَكَذَا يَحْمِلُ هَرُونُ عَلَى قَلْبِهِ أَمَامَ الرَّبِّ دَائِماً رَمْزَ قَضَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\s1 ملابس كهنوتية أخرى -\p -\v 31 أَمَّا الْجُبَّةُ فَتَصْنَعُهَا كُلَّهَا مِنْ قُمَاشٍ أَزْرَقَ، -\v 32 لَهَا فَتْحَةٌ لِلرَّأْسِ فِي وَسَطِهَا، ذَاتُ حَاشِيَةٍ مُحِيطَةٍ مُطَرَّزَةٍ، صِنَاعَةِ حَائِكٍ مَاهِرٍ. عَلَى غِرَارِ فَتْحَةِ الْقَمِيصِ تَكُونُ، لِكَيْ لَا تَتَمَزَّقَ، -\v 33 وَتَتَدَلَّى مِنْ هُدْبِهَا رُمَّانَاتٌ زَرْقَاءُ وَبَنَفْسِجِيَّةٌ وَحَمْرَاءُ، وَتُعَلِّقُ بَيْنَهَا أَجْرَاساً مِنْ ذَهَبٍ، -\v 34 فَيَكُونُ بَيْنَ كُلِّ رُمَّانَتَيْنِ جَرَسٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَتَجْعَلُهَا جَمِيعَهَا عَلَى أَذْيَالِ الْجُبَّةِ. -\v 35 فَيَرْتَدِي هَرُونُ الْجُبَّةَ كُلَّمَا دَخَلَ لِلْخِدْمَةِ، فَتُسْمَعُ أَصْوَاتُهَا عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْقُدْسِ أَمَامَ الرَّبِّ وَعِنْدَ خُرُوجِهِ، لَئِلا يَمُوتَ. -\p -\v 36 وَاصْنَعْ صَفِيحَةً مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ، وَاحْفُرْ عَلَيْهَا كَالْحَفْرِ عَلَى خَاتَمٍ: «قُدْسٌ للرَّبِّ» -\v 37 وَثَبِّتْهَا بِخَيْطٍ أَزْرَقَ فِي مُقَدِّمَةِ عِمَامَةِ هَرُونَ، -\v 38 فَتَكُونَ دَائِماً عَلَى جَبْهَةِ هَرُونَ، فَيَحْمِلَ بِذَلِكَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وِزْرَ أَخْطَائِهِمْ فِي تَقْدِمَاتِهِمِ الَّتِي يُخَصِّصُونَهَا لِلرَّبِّ. وَعَلَى هَرُونَ أَنْ يَتَعَمَّمَ بِها دَائِماً عِنْدَمَا يَمْثُلُ أَمَامَ الرَّبِّ، لِكَيْ يَرْضَى الرَّبُّ عَنْهُمْ. -\v 39 وَتَصْنَعُ قَمِيصَ هَرُونَ الْمُخَرَّمَ وَعِمَامَتَهُ مِنْ قُمَاشٍ كَتَّانِيٍّ، أَمَّا الْحِزَامُ فَتُطَرِّزُهُ تَطْرِيزَ حَائِكٍ مَاهِرٍ. -\p -\v 40 وَكَذَلِكَ تَصْنَعُ لِبَنِي هَرُونَ أَقْمِصَةً وَأَحْزِمَةً، وَقَلانِسَ لِتُضْفِيَ عَلَيْهِمْ مَجْداً وَبَهَاءً. -\v 41 وَتُلْبِسُهَا هَرُونَ وَبَنِيهِ. ثُمَّ امْسَحْهُمْ بِزَيْتِ الزَّيْتُونِ، وَكَرِّسْهُمْ لِلْخِدْمَةِ الَّتِي يَقُومُونَ بِها، وَتُقَدِّسُهُمْ لِيَكُونُوا كَهَنَةً لِي. -\v 42 وَتَصْنَعُ لَهُمْ سَرَاوِيلَ مِنْ كَتَّانٍ لِسَتْرِ الْعَوْرَةِ، تَصِلُ مِنَ الْحَقْوَيْنِ إِلَى الرُّكْبَتَيْنِ. -\v 43 فَيَلْبَسُهَا هَرُونُ وَبَنُوهُ تَحْتَ قُمْصَانِهِمْ عِنْدَ دُخُولِهِمْ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، أَوْ عِنْدَ اقْتِرَابِهِمْ إِلَى الْمَذْبَحِ لِيَخْدِمُوا فِي القُدْسِ، لِئَلّا يُخْطِئُوا فَيَمُوتُوا. هَذَا فَرْضٌ دَائِمٌ عَلَى هَرُونَ وَنَسْلِهِ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ. -\c 29 -\s1 تقديس الكهنة -\p -\v 1 وَهَذَا مَا تَقُومُ بِهِ لِتَكْرِيسِ هَرُونَ وَبَنِيهِ لِيَكُونُوا كَهَنَةً لِي: خُذْ عِجْلاً وَكَبْشَيْنِ خَالِيَيْنِ مِنْ أَيِّ عَيْبٍ. -\v 2 وَتُعِدُّ مِنْ دَقِيقِ الْقَمْحِ خُبْزَ فَطِيرٍ وَكَعْكاً مَعْجُوناً بِالزَّيْتِ، وَرِقَاقَ فَطِيرٍ مَدْهُونَةً بِزَيْتٍ، -\v 3 وَتَضَعُهَا فِي سَلَّةٍ وَاحِدَةٍ، وَتُقَدِّمُهَا فِي السَّلَّةِ مَعَ العِجْلِ وَالكَبْشَيْنِ. -\p -\v 4 ثُمَّ تُحْضِرُ هَرُونَ وَبَنِيهِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَتَدَعُهُمْ يَغْتَسِلُونَ بِمَاءٍ. -\v 5 وَتُلْبِسُ هَرُونَ الْقَمِيصَ وَالْجُبَّةَ وَالرِّدَاءَ وَالصُّدْرَةَ وَتَشُدُّ الرِّدَاءَ عَلَيْهِ بِالْحِزَامِ الْمُطَرَّزِ. -\v 6 وَتَضَعُ الْعِمَامَةَ عَلَى رَأْسِهِ وَتُثَبِّتُ عَلَيْهَا الإِكْلِيلَ الْمُقَدَّسَ. -\v 7 وَتَأْخُذُ دُهْنَ الْمَسْحَةِ وَتَسْكُبُهُ عَلَى رَأْسِهِ وَتَمْسَحُهُ تَكْرِيساً لَهُ، -\v 8 ثُمَّ تُحْضِرُ بَنِيهِ وَتُلْبِسُهُمْ أَقْمِصَتَهُمْ الْمُطَرَّزَةَ، -\v 9 وَأَحْزِمَتَهُمْ فَيُكَرَّسُونَ كَهَنَةً فَرِيضَةً لَهُمْ إِلَى الأَبَدِ. بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ تُكَرِّسُ هَرُونَ وَبَنِيهِ كَهَنَةً. -\p -\v 10 ثُمَّ أَحْضِرِ الْعِجْلَ أَمَامَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، لِيَضَعَ هَرُونُ وَبَنُوهُ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِهِ. -\v 11 فَتَذْبَحُ الْعِجْلَ أَمَامَ الرَّبِّ عِنْدَ بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 12 وَتَأْخُذُ مِنْ دَمِ الْعِجْلِ بِإِصْبَعِكَ، وَتَضَعُهُ عَلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ، وَتَصُبُّ بَقِيَّةَ الدَّمِ عِنْدَ قَاعِدَةِ الْمَذْبَحِ. -\v 13 ثُمَّ تَأْخُذُ جَمِيعَ الشَّحْمِ الَّذِي يُغَشِّي الْجَوْفَ، وَزِيَادَةَ الكَبِدِ وَالْكُلْيَتَيْنِ وَمَا عَلَيْهَا مِنْ شَحْمٍ، وَتَحْرِقُهَا فَوْقَ الْمَذْبَحِ. -\v 14 وَأَمَّا لَحْمُ الْعِجْلِ وَجِلْدُهُ وَرَوْثُهُ، فَتَحْرِقُهَا خَارِجَ الْمُخَيَّمِ، فَإِنَّهُ ذَبِيحَةُ خَطِيئَةٍ. -\p -\v 15 وَتَأْخُذُ أَحَدَ الْكَبْشَيْنِ لِيَضَعَ هَرُونُ وَبَنُوهُ أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهِ. -\v 16 تَذْبَحُ الْكَبْشَ، وتَأْخُذُ مِنْ دَمِهِ وَتَرُشُّهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. -\v 17 وَتَقْطَعُ الْكَبْشَ إِلَى قِطَعٍ، وَتَغْسِلُ أَعْضَاءَهُ الدَّاخِلِيَّةَ وَأَكَارِعَهُ وَتَضَعُهَا مَعَ رَأْسِ الْكَبْشِ وَقِطَعِهِ عَلَى الْمَذْبَحِ. -\v 18 وَتَحْرِقُ كَامِلَ الْكَبْشِ عَلَى الْمَذْبَحِ، فَيَكُونُ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ لِنَيْلِ رِضَاهُ. هُوَ قُرْبَانُ مُحْرَقَةٍ لِلرَّبِّ. -\p -\v 19 ثُمَّ تَأْخُذُ الْكَبْشَ الثَّانِي لِيَضَعَ هَرُونُ وَبَنُوهُ أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهِ. -\v 20 ثُمَّ تَذْبَحُهُ وَتَأْخُذُ مِنْ دَمِهِ وَتَضَعُهُ عَلَى شَحْمَاتِ آذَانِ هَرُونَ وَبَنِيهِ الْيُمْنَى، وَكَذِلكَ عَلَى أَبَاهِمِ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلِهِمِ الْيُمْنَى، ثُمَّ تَرُشُّ الدَّمَ عَلَى الْمَذْبَحِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ. -\v 21 وَتَأْخُذُ مِنَ الدَّمِ الَّذِي عَلَى الْمَذْبَحِ، وَمِنْ دُهْنِ الْمَسْحَةِ، وَتُقَطِّرُ مِنْهُ عَلَى هَرُونَ وَبَنِيهِ وَعَلَى ثِيَابِهِمْ، فَيَتَقَدَّسُونَ هُمْ وَثِيَابُهُمْ لِلرَّبِّ. -\v 22 ثُمَّ تَأْخُذُ شَحْمَ الْكَبْشِ وَإِلْيَتَهُ وَالشَّحْمَ الَّذِي يُغَشِّي أَعْضَاءَهُ الدَّاخِلِيَّةَ، وَالْمَرَارَةَ وَالْكُلْيَتَيْنِ وَمَا عَلَيْهِمَا مِنْ شَحْمٍ، وَالْكَتِفَ الْيُمْنَى لأَنَّهُ كَبْشُ تَكْرِيسٍ. -\p -\v 23 وَتَأْخُذُ رَغِيفَ خُبْزٍ وَاحِداً، وَكَعْكَةً وَاحِدَةً مَعْجُونَةً بِالزَّيْتِ، وَرُقَاقَةً وَاحِدَةً مِنْ سَلَّةِ الْفَطِيرِ الَّتِي قَدَّمْتَهَا أَمَامَ الرَّبِّ. -\v 24 وَتَضَعُهَا كُلَّهَا فِي أَيْدِي هَرُونَ وَبَنِيهِ لِيُرَجِّحُوهَا أَمَامَ الرَّبِّ. -\v 25 ثُمَّ تَأْخُذُهَا مِنْ أَيْدِيهِمْ وَتُوْقِدُهَا عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْمُحْرَقَةِ لِتَكُونَ رَائِحَةَ رِضًى أَمَامَ الرَّبِّ. هُوَ قُرْبَانُ مُحْرَقَةٍ لِلرَّبِّ. -\p -\v 26 وَتَأْخُذُ مِنَ ثَمَّ صَدْرَ كَبْشِ تَكْرِيسِ هَرُونَ وَتُرَجِّحُهُ أَمَامَ الرَّبِّ فَيَكُونُ قِسْطَكَ مِنَ الذَّبِيحَةِ. -\v 27 وَعَلَيْكَ أَنْ تُقَدِّسَ صَدْرَ ذَبِيحَةِ التَّرْجِيحِ، وَكَتِفَ ذَبِيحَةِ تَكْرِيسِ هَرُونَ وَبَنِيهِ الَّذِي رَجَّحْتَهُ، -\v 28 فَيَكُونَانِ قِسطَ هَرُونَ وَبَنِيهِ. فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً يُقَدِّمُهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ نَصِيبَ الْكَهَنَةِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، مِنْ ذَبَائِحِ سَلامَتِهِمْ تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ. -\p -\v 29 وَاحْتَفِظُوا بِثِيَابِ هَرُونَ الْمُقَدَّسَةِ لِتَكْرِيسِ مَنْ يَخْلُفُهُ مِنْ نَسْلِهِ وَمَسْحِهِ. -\p -\v 30 وَعَلَى الابْنِ الَّذِي يَخْلُفُهُ كَرَئِيسِ كَهَنَةٍ، أَنْ يَلْبَسَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ عِنْدَمَا يَدْخُلُ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِيَخْدِمَ فِي الْقُدْسِ. -\p -\v 31 وَتَأْخُذُ لَحْمَ كَبْشِ التَّكْرِيسِ وَتَطْبُخُهُ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ. -\v 32 وَعَلَى هَرُونَ وَبَنِيهِ أَنْ يَأْكُلُوا لَحْمَ الْكَبْشِ، وَالْخُبْزَ الَّذِي فِي السَّلَّةِ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 33 هُمْ وَحْدَهُمْ يَأْكُلُونَ مِنْهُ لأَنَّهُ قَدْ كُفِّرَ بِهِ عَنْهُمْ عِنْدَ تَكْرِيسِهِمْ وَتَقْدِيسِهِمْ، وَلا يَأْكُلُ مِنْهُ أَحَدٌ آخَرُ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ. -\v 34 أَمَّا إِذَا تَبَقَّى شَيْءٌ مِنْ لَحْمِ التَّكْرِيسِ أَوْ مِنَ الْخُبْزِ حَتَّى الصَّبَاحِ، فَعَلَيْكَ أَنْ تَحْرِقَهُ بِالنَّارِ لَا يُؤْكَلُ مِنْهُ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ. -\v 35 هَكَذَا تَصْنَعُ لِهَرُونَ وَبَنِيهِ بِمُوجِبِ كُلِّ مَا أَمَرْتُكَ، إِذْ تُكَرِّسُهُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. -\v 36 وَتُقَدِّمُ خِلالَهَا ثَوْراً فِي كُلِّ يَوْمٍ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ لأَجْلِ الْكَفَّارَةِ. وَتُطَهِّرُ الْمَذْبَحَ بِتَكْفِيرِكِ عَلَيْهِ. وَتَمْسَحُهُ لِتَقْدِيسِهِ. -\v 37 سَبْعَةَ أَيَّامٍ تُقَدِّمُ ذَبِيحَةَ كَفَّارَةٍ عَلَى الْمَذْبَحِ وَتُقَدِّسُهُ، فَيَكُونُ الْمَذْبَحُ قُدْسَ أَقْدَاسٍ. وَكُلُّ مَا يَمَسُّهُ يُصْبِحُ مُقَدَّساً. -\p -\v 38 وَإِلَيْكَ مَا تُقَدِّمُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ: حَمَلانِ حَوْلِيَّانِ كُلَّ يَوْمٍ بِصُورَةٍ مُسْتَمِرَّةٍ. -\v 39 تُقَدِّمُ أَحَدَ الْحَمَلَيْنِ فِي الصَّبَاحِ، وَتُقَدِّمُ الثَّانِي فِي الْمَسَاءِ. -\v 40 وَتُقَدِّمُ مَعَ كُلٍّ مِنْهُمَا عُشْراً (لِتْرَيْنِ وَنِصْفَ اللِّتْرِ) مِنَ الدَّقِيقِ الْمَعْجُونِ بِرُبْعِ الْهِينِ (لِتْرٍ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ زَيْتِ الزَّيْتُونِ النَّقِيِّ، بَعْدَ أَنْ تَسْكُبَ عَلَيْهِ رُبْعَ الْهِينِ (لِتْراً وَنِصْفَ الْلِّتْرِ) مِنَ الْخَمْرِ. -\v 41 وَتُقَرِّبُ الْحَمَلَ الثَّانِي فِي الْمَسَاءِ مَعَ تَقْدِمَةِ دَقِيقٍ وَسَكِيبِ خَمْرٍ، كَمَا فَعَلْتَ فِي الصَّبَاحِ، لِتَكُونَ التَّقْدِمَةُ رَائِحَةَ رِضًى. هِيَ قُرْبَانُ مُحْرَقَةٍ لِلرَّبِّ. -\v 42 فَتَكُونُ مُحْرَقَةً دَائِمَةً أَمَامَ الرَّبِّ مَدَى أَجْيَالِكُمْ. تُقَدَّمُ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكُمْ لأُكَلِّمَكَ هُنَاكَ. -\v 43 وَأَجْتَمِعُ هُنَاكَ أَيْضاً بِبَنِي إِسْرَائِيلَ، فَيَتَقَدَّسُ الْمَكَانُ بِمَجْدِي. -\v 44 فَأُقَدِّسُ خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ وَالْمَذْبَحَ، كَمَا أُقَدِّسُ هَرُونَ وَبَنِيهِ أَيْضاً. -\v 45 وَأَسْكُنُ بَيْنَ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً، -\v 46 فَيَعْلَمُونَ أَنَّنِي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُهُمُ الَّذِي أَخْرَجَهُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ لأُقِيمَ فِي وَسْطِهِمْ. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُهُمْ. -\c 30 -\s1 مذبح البخور -\p -\v 1 وَتَصْنَعُ مَذْبَحاً مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ لإِحْرَاقِ الْبَخُورِ، -\v 2 يَكُونُ ذَا سَطْحٍ مُرَبَّعٍ، طُولُهُ ذِرَاعٌ (نَحْوَ نِصْفِ الْمِتْرِ) وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ (نَحْوَ نِصْفِ الْمِتْرِ) وَيَكُونُ ارْتِفَاعُهُ ذِرَاعَينِ (نَحْوَ مِتْرٍ)، وَلَهُ قُرُونٌ مَنْحُوتَةٌ فِي ذَاتِ خَشَبِهِ. -\v 3 وَتُغَشِّي سَطْحَهُ وَجَوانِبَهُ وَقُرُونَهُ بِذَهَبٍ خَالِصٍ، وَطَوِّقْهُ بِإِطَارٍ مِنَ الذَّهَبِ. -\v 4 وَثَبِّتْ عَلَى كُلٍّ مِنْ جَانِبَيْهِ تَحْتَ الإِطَارِ، حَلْقَتَيْنِ مَصْنُوعَتَيْنِ مِنَ الذَّهَبِ، لِتَضَعَ فِيهِمَا عَصَوَيْنِ يُحْمَلُ الْمَذْبَحُ بِهِمَا. -\v 5 أَمَّا الْعَصَوَانِ فَاصْنَعْهُمَا مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ الْمُغَشَّى بِذَهَبٍ. -\v 6 وَتَضَعُ هَذَا الْمَذْبَحَ أَمَامَ الْحِجَابِ الْمُوَاجِهِ لِتَابُوتِ الشَّهَادَةِ (الَّذِي فِيهِ لَوْحَا الْشَّرِيعَةِ) مُقَابِلَ الْغِطَاءِ الَّذِي فَوْقَ التَّابُوتِ حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكَ. -\v 7 فَيَحْرِقُ هَرُونُ عَلَيْهِ بَخُوراً عَطِراً فِي كُلِّ صَبَاحٍ، عِنْدَمَا يَدْخُلُ لإِصْلاحِ فَتَائِلِ الْمَنَارَةِ. -\v 8 وَكَذَلِكَ يَحْرِقُهُ أَيْضاً عِنْدَمَا يُضِيءُ هَرُونُ الْمَنَارَةَ فِي الْمَسَاءِ. فَيَظَلُّ الْبَخُورُ مُوْقَداً أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ. -\v 9 لَا تَحْرِقْ عَلَى هَذَا الْمَذْبَحِ بَخُوراً غَرِيباً وَلا مُحْرَقَةً أَوْ تَقْدِمَةً، وَلا تَسْكُبُوا عَلَيْهِ سَكِيباً. -\v 10 وَيُقَرِّبُ هَرُونُ كَفَّارَةً عَلَى قُرُونِهِ مَرَّةً فِي السَّنَةِ فَيَرُشُّ مِنْ دَمِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ الْكَفَّارِيَّةِ عَلَيْهِ مَرَّةً فِي السَّنَةِ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ، لأَنَّهُ هُوَ قُدْسُ أَقْدَاسٍ للرَّبِّ. -\s1 تقدمة الفدية -\p -\v 11 وَخَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى: -\v 12 «عِنْدَمَا تَقُومُ بِإِحْصَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، يُقَدِّمُ كُلُّ مَنْ تُحْصِيهِ فِدْيَةً عَنْ نَفْسِهِ للرَّبِّ لِئَلّا يُصِيبَهُمْ وَبَأٌ عِنْدَ إحْصَائِهِمْ. -\v 13 فَيُعْطِي كُلُّ مُحْصىٍ نِصْفَ شَاقِلٍ (نَحْوَ سِتَّةِ جِرَامَاتٍ) مِنَ الْفِضَّةِ تَقْدِمَةً للرَّبِّ. -\v 14 كُلُّ مَنْ جَازَ عَلَيْهِ الإِحْصَاءُ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، يُعْطِي تَقْدِمَةً للرَّبِّ. -\v 15 فَلا يُعْطِي الْغَنِيُّ أَكْثَرَ مِنْ نِصْفِ شَاقِلٍ (نَحْوِ سِتَّةِ جِرَامَاتٍ) وَلا يَدْفَعُ الْفَقِيرُ أَقَلَّ مِنْهَا لأَنَّهَا تَقْدِمَةُ الرَّبِّ، لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ. -\v 16 وَتَسْتَخْدِمُ فِضَّةَ الْكَفَّارَةِ هَذِهِ الَّتِي تَجْمَعُهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لِنَفَقَاتِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. فَتَكُونُ تَذْكَاراً. لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَمَامَ الرَّبِّ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ». -\s1 حوض الاغتسال -\p -\v 17 وَخَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى: -\v 18 «اصْنَعْ حَوْضاً نُحَاسِيًّا لِلاغْتِسَالِ ذَا قَاعِدَةٍ نُحَاسِيَّةٍ، وَأَقِمْهُ بَيْنَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَالْمَذْبَحِ، وَامْلأْهُ بِالْمَاءِ، -\v 19 لِيَغْسِلَ هَرُونُ وَبَنُوهُ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ مِنْهُ، -\v 20 لَدَى دُخُولِهِمْ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، أَوْ عِنْدَ اقْتِرَابِهِمْ إِلَى الْمَذْبَحِ لِلْقِيَامِ بِخِدْمَةِ تَقْدِيمِ الْمُحْرَقَاتِ لِئَلّا يَمُوتُوا إِذَا لَمْ يَغْتَسِلُوا. -\v 21 لِيَغْسِلُوا أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ لِئَلّا يَمُوتُوا. فَتَكُونُ هَذِهِ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً لِهَرُونَ وَنَسْلِهِ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ». -\s1 دهن المسحة -\p -\v 22 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 23 «خُذْ لَكَ أَطْيَبَ الْعُطُورِ: خَمْسَ مِئَةِ شَاقِلٍ (نَحْوَ سِتَّةَ كِيلو جِرَامَاتٍ) مِنَ الْمُرِّ النَّقِيِّ السَّائِلِ، وَمِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَلاثَةِ كِيلو جِرَامَاتٍ) مِنَ الْقِرْفَةِ، وَمَئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَلاثَةِ كِيلو جِرَامَاتٍ) مِنْ قَصَبِ الذَّرِيرَةِ. -\v 24 وَخَمْسَ مِئَةِ شَاقِلٍ (نَحْوَ سِتَّةِ كِيلُو جِرَامَاتٍ) مِنَ السَّلِيخَةِ وَهِيناً (نَحْوَ سِتَّةِ لِتْرَاتٍ) مِنْ زَيْتِ الزَّيْتُونِ النَّقِيِّ. -\v 25 وَاصْنَعْ مِنْهَا دُهْنَ مَسْحَةٍ مُقَدَّساً طَيِّباً شَذِيًّا صَنْعَةَ عَطَّارٍ مَاهِرٍ، فَيَكُونَ دُهْنَ مَسْحَةٍ مُقَدَّساً. -\v 26 تَمْسَحُ بِهِ خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ، وَتَابُوتَ الشَّهَادَةِ، -\v 27 وَالْمَائِدَةَ مَعَ كُلِّ آنِيَتِهَا، وَالْمَنَارَةَ وَآنِيَتَهَا، وَمَذْبَحَ الْبَخُورِ، -\v 28 وَمَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ وَسَائِرَ آنِيَتِهِ، وَالْحَوْضَ وَقَاعِدَتَهُ. -\v 29 تُقَدِّسُهَا فَتُصْبِحُ قُدْسَ أَقْدَاسٍ، وَيُصْبِحُ كُلُّ مَا مَسَّهَا مُقَدَّساً. -\v 30 وَتَمْسَحُ هَرُونَ وَبَنِيهِ أَيْضاً وَتُقَدِّسُهُمْ لِيَكُونُوا كَهَنَةً لِي. -\v 31 وَتَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنَّ هَذَا الدُّهْنَ يَكُونُ لِي دُهْناً مُقَدَّساً لِلْمَسْحَةِ عَلَى مَرِّ أَجْيَالِكُمْ -\v 32 لَا يُسْكَبُ عَلَى جَسَدِ إِنْسَانٍ، وَلا تَسْتَخْدِمُوا مَقَادِيرَهُ فِي صِنَاعَةِ طِيبٍ مِثْلِهِ، فَهُوَ مُقَدَّسٌ، وَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ مُقَدَّساً عِنْدَكُمْ. -\v 33 كُلُّ مَنْ رَكَّبَ مِثْلَهُ أَوْ دَهَنَ بِهِ غَرِيباً مِنْ غَيْرِ الْكَهَنَةِ يُسْتَأْصَلُ مِنْ بَيْنِ قَوْمِهِ». -\s1 البخور -\p -\v 34 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «خُذْ لَكَ أَطْيَاباً، أَجْزَاءَ مُتَسَاوِيَةً مِنَ الْمَيْعَةِ وَالأَظْفَارِ وَالْقِنَّةِ الْعَطِرَةِ وَاللُّبَانِ الزَّكِيِّ، وَاخْلِطْهَا، -\v 35 صَانِعاً مِنْهَا بَخُوراً عَطِراً مُمَلَّحاً نَقِيًّا مُقَدَّساً، كَمَا يَفْعَلُ أَمْهَرُ الْعَطَّارِينَ. -\v 36 وَتَسْحَقُ بَعْضاً مِنْهُ وَتَجْعَلُهُ أَمَامَ التَّابُوتِ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكَ. فَيَكُونُ قُدْسَ أَقْدَاسٍ عِنْدَكُمْ. -\v 37 وَلا يَسْتَخْدِمُ أَحَدٌ مَقَادِيرَهُ فِي صِنَاعَةِ بَخُورٍ مِثْلِهِ. يَكُونُ مُقَدَّساً عِنْدَكَ لِلرَّبِّ وَحْدَهُ. -\v 38 كُلُّ مَنْ يُرَكِّبُ مِثْلَهُ لِيَشُمَّهُ يُسْتَأْصَلُ مِنْ بَيْنِ قَوْمِهِ». -\c 31 -\s1 بصلئيل وأهوليآب -\p -\v 1 وَخَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى: -\v 2 «هَا أَنَا قَدْ دَعَوْتُ بَصَلْئِيلَ بْنَ أُوْرِي، حَفِيدَ حُورَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، بِاسْمِهِ، -\v 3 وَمَلأْتُهُ مِنْ رُوحِ اللهِ وَوَهَبْتُهُ حِكْمَةً وَمَهَارَةً وَمَقْدِرَةً وَمَعْرِفَةً فِي كُلِّ أَنْوَاعِ الْحِرَفِ، -\v 4 وَلِابْتِكَارِ فُنُونِ التَّصْمِيمَاتِ الْمَصْنُوعَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ، -\v 5 وَصَقْلِ الْجَوَاهِرِ وَتَرْصِيعِهَا، وَنِجَارَةِ الْخَشَبِ، وَلِيَكُونَ مُحْتَرِفاً لِكُلِّ صِنَاعَةٍ. -\v 6 كَمَا اخْتَرْتُ أَهُولِيآبَ بْنَ أَخِيسَامَاكَ مِنْ سِبْطِ دَانَ، لِيَكُونَ مُسَاعِداً لَهُ. وَكَذَلِكَ وَهَبْتُ جَمِيعَ الصُّنَّاعِ مَهَارَةً خَاصَّةً لِيَقُومُوا بِكُلِّ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ. -\v 7 فِي صُنْعِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَتَابُوتِ الشَّهَادَةِ وَالْغِطَاءِ الَّذِي عَلَيْهِ وَسَائِرِ آنِيَةِ الْخَيْمَةِ، -\v 8 كَالْمَائِدَةِ وَآنِيَتِهَا، وَالْمَنَارَةِ الذَّهَبِيَّةِ الطَّاهِرَةِ، وَكُلِّ آنِيَتِهَا، وَمَذْبَحِ الْبَخُورِ، -\v 9 وَمَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ وَكُلِّ آنِيَتِهِ، وَحَوْضِ الاغْتِسَالِ وَقَاعِدَتِهِ. -\v 10 وَكَذَلِكَ الثِّيَابِ الْمَنْسُوجَةِ، ثِيَابِ هَرُونَ الْكَاهِنِ الْمُقَدَّسَةِ وَثِيَابِ بَنِيهِ الْقَائِمِينَ عَلَى خِدْمَةِ الْكِهَانَةِ، -\v 11 وَدُهْنِ الْمَسْحَةِ وَالْبَخُورِ الْعَطِرِ لِلْقُدْسِ. فَيَعْمَلُونَ هَذِهِ كُلَّهَا بِمُقْتَضَى كُلِّ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ». -\s1 حفظ السبت -\p -\v 12 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 13 «قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: احْفَظُوا أَيَّامَ سُبُوتِي لأَنَّهَا عَلامَةُ الْعَهْدِ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، عَلَى مَرِّ الأَجْيَالِ، لِتَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي يُقَدِّسُكُمْ. -\v 14 احْفَظُوا يَوْمَ السَّبْتِ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ يُدَنِّسْهُ حَتْماً يَمُتْ. فَكُلُّ مَنْ يَقُومُ فِيهِ بِعَمَلٍ، تُسْتَأْصَلُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ قَوْمِهَا. -\v 15 فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ تَعْمَلُونَ، أَمَّا يَوْمُ السَّبْتِ فَهُوَ يَوْمُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ يَقُومُ بِعَمَلٍ فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ حَتْماً. -\v 16 لِيَحْفَظْ بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّبْتَ وَيَحْتَفِلُوا بِهِ فِي كُلِّ أَجْيَالِهِمْ عَهْداً أَبَدِيًّا. -\v 17 هُوَ بَيْنِي وَبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلامَةُ عَهْدٍ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ فَرَغَ مِنَ الْعَمَلِ وَاسْتَرَاحَ». -\v 18 وَعِنْدَمَا فَرَغَ اللهُ مِنْ مُخَاطَبَةِ مُوسَى فِي جَبَلِ سِينَاءَ، أَعْطَاهُ لَوْحَيِ الشَّهَادَةِ، وَهُمَا لَوْحَانِ مِنْ حَجَرٍ مَكْتُوبَانِ بِإِصْبَعِ اللهِ. -\c 32 -\s1 العجل الذهبي -\p -\v 1 وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ أَنَّ مُوسَى قَدْ طَالَتْ إقَامَتُهُ عَلَى الْجَبَلِ، اجْتَمَعُوا حَوْلَ هَرُونَ، وَقَالُوا لَهُ: «هَيَّا، اصْنَعْ لَنَا إِلَهاً يَتَقَدَّمُنَا فِي مَسِيرِنَا، لأَنَّنَا لَا نَدْرِي مَاذَا أَصَابَ هَذَا الرَّجُلَ مُوسَى الَّذِي أَخْرَجَنَا مِنْ دِيَارِ مِصْرَ». -\v 2 فَأَجَابَهُمْ هَرُونُ: «انْزِعُوا أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَبَنِيكُمْ، وَأَعْطُونِي إِيَّاهَا». -\v 3 فَنَزَعُوهَا مِنْ آذَانِهِمْ، وَجَاءُوا بِها إِلَيْهِ. -\v 4 فَأَخَذَهَا مِنْهُمْ وَصَهَرَهَا وَصَاغَ عِجْلاً. عِنْدَئِذٍ قَالُوا: «هَذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ». -\v 5 وَعِنْدَمَا شَاهَدَ هَرُونُ ذَلِكَ شَيَّدَ مَذْبَحاً أَمَامَ الْعِجْلِ وَأَعْلَنَ: «غَداً هُوَ عِيدٌ لِلرَّبِّ». -\v 6 فَبَكَّرَ الشَّعْبُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَدَّمُوا قَرَابِينَ سَلامٍ. ثُمَّ احْتَفَلُوا فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا، وَمِنْ ثَمَّ قَامُوا لِلَّهْوِ وَالْمُجُونِ. -\p -\v 7 فَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: «قُمْ وَانْزِلْ فَإِنَّ الشَّعْبَ الَّذِي قَدْ أَخْرَجْتَهُ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، قَدْ فَسَدَ. -\v 8 إِذِ انْحَرَفُوا سَرِيعاً عَنِ الطَّرِيقِ الَّذِي أَمَرْتُهُمْ بِهِ، فَصَاغُوا لَهُمْ عِجْلاً وَعَبَدُوهُ وَذَبَحُوا لَهُ الذَّبَائِحَ هَاتِفِينَ: هَذَا هُوَ إِلهُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ». -\v 9 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «لَقَدْ تَأَمَّلْتُ فِي هَذَا الشَّعْبِ، وَإذَا بِهِ شَعْبٌ عَنِيدٌ مُتَصَلِّبُ الْقَلْبِ. -\v 10 وَالآنَ دَعْنِي وَغَضَبِي الْمُحْتَدِمَ فَأَفْنِيَهُمْ، ثُمَّ أَجْعَلَكَ أَنْتَ شَعْباً عَظِيماً». -\v 11 فَابْتَهَلَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «لِمَاذَا يَحْتَدِمُ غَضَبُكَ عَلَى شَعْبِكَ الَّذِي أَخْرَجْتَهُ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَذِرَاعٍ مُقْتَدِرَةٍ؟ -\v 12 لِمَاذَا يَشْمَتُ الْمِصْرِيُّونَ فِينَا قَائِلِينَ: لَقَدِ احْتَالَ عَلَيْهِمْ إِلَهُهُمْ فَأَخْرَجَهُمْ مِنْ هَهُنَا لِيُهْلِكَهُمْ فِي الْجِبَالِ وَيُفْنِيَهُمْ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ. ارْجِعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ وَلا تُوْقِعْ هَذَا الْعِقَابَ بِشَعْبِكَ. -\v 13 اذْكُرْ وُعُودَكَ لِعَبِيدِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ الَّذِينَ أَقْسَمْتَ لَهُمْ بِنَفْسِكَ قَائِلاً: أُكَثِّرُ نَسْلَكُمْ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأَهَبُكُمْ جَمِيعَ هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي وَعَدْتُ بِها فَتَمْلِكُونَهَا إِلَى الأَبَدِ». -\v 14 فَتَرَاءَفَ الرَّبُّ وَلَمْ يُوْقِعْ بِشَعْبِهِ الْعِقَابَ الَّذِي تَوَعَّدَ بِهِ. -\p -\v 15 ثُمَّ نَزَلَ مُوسَى وَانْحَدَرَ مِنَ الجَبَلِ حَامِلاً فِي يَدِهِ لَوْحَيِ الشَّهَادَةِ (الْوَصَايَا الْعَشْرِ)، وَقَدْ نُقِشَتْ كِتَابَةٌ عَلَى وَجْهَيْ كُلٍّ مِنْهُمَا، -\v 16 وَكَانَ اللهُ قَدْ صَنَعَ اللَّوْحَيْنِ وَنَقَشَ الْكِتَابَةَ عَلَيْهِمَا. -\v 17 وَسَمِعَ يَشُوعُ هُتَافَ الشَّعْبِ فَقَالَ لِمُوسَى: «هَذَا صَوْتُ تَأَهُّبٍ لِقِتَالٍ فِي المُخَيَّمِ». -\v 18 فَأَجَابَهُ مُوسَى: «هَذَا لَيْسَ هُتَافَ نَصْرَةٍ وَلا صُرَاخَ هَزِيمَةٍ، لَكِنْ مَا أَسْمَعُهُ هُوَ صَوْتُ غِنَاءٍ». -\v 19 وَمَا إِنِ اقْتَرَبَ مُوسَى مِنَ الْمُخَيَّمِ وَشَاهَدَ الْعِجْلَ وَالرَّقْصَ حَتَّى احْتَدَمَ غَضَبُهُ وَأَلْقَى بِاللَّوْحَيْنِ مِنْ يَدِهِ وَكَسَّرَهُمَا عِنْدَ سَفْحِ الْجَبَلِ. -\v 20 ثُمَّ أَخَذَ العِجْلَ الذَّهَبِيَّ وَأَحْرَقَهُ بِالنَّارِ وَطَحَنَهُ حَتَّى صَارَ نَاعِماً، وَذَرَّاهُ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ وَأَرْغَمَهُمْ عَلَى الشُّرْبِ مِنْهُ. -\p -\v 21 وَقَالَ مُوسَى لِهرُونَ: «مَاذَا فَعَلَ بِكَ هَذَا الشَّعْبُ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيْهِ هَذِهِ الْخَطِيئَةَ الْعَظِيمَةَ؟» -\v 22 فَأَجَابَ هَرُونُ: «لا يَحْتَدِمْ غَضَبُ سَيِّدِي. إِنَّكَ تَعْرِفُ شَرَّ هَذَا الشَّعْبِ. -\v 23 لَقَدْ قَالُوا لِي: اصْنَعْ لَنَا إِلَهاً يَتَقَدَّمُنَا فِي مَسِيرِنَا، لأَنَّنَا لَا نَدْرِي مَاذَا أَصَابَ هَذَا الرَّجُلَ مُوسَى الَّذِي أَخْرَجَنَا مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، -\v 24 فَقُلْتُ لَهُمْ مَنْ لَدَيْهِ ذَهَبٌ فَلْيَنْزِعْهُ وَيُعْطِنِي إِيَّاهُ، فَطَرَحْتُهُ فِي النَّارِ فَخَرَجَ هَذَا الْعِجْلُ». -\v 25 وَلَمَّا رَأَى مُوسَى أَنَّ الشَّعْبَ غَارِقٌ فِي مُجُونِهِ بَعْدَ أَنْ أَفْلَتَ هَرُونُ زِمَامَهُمْ فَصَارُوا بِذَلِكَ مَثَارَ سُخْرِيَةِ أَعْدَائِهِمْ، -\v 26 وَقَفَ فِي بَابِ الْمُخَيَّمِ وَصَاحَ: «كُلُّ مَنْ يَتْبَعُ الرَّبَّ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ هُنَا». فَاجْتَمَعَ حَوْلَهُ اللّاوِيُّونَ. -\v 27 فَهَتَفَ بِهِمْ: «هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ إِلَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ: لِيَتَقَلَّدْ كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ، وَجُولُوا فِي الْمُخَيَّمِ ذِهَاباً وَإِيَاباً مِنْ مَدْخَلٍ إِلَى مَدْخَلٍ، وَاقْتُلُوا كُلَّ دَاعِرٍ أَخاً كَانَ أَمْ صَاحِباً أَمْ قَرِيباً». -\v 28 فَأَطَاعَ اللّاوِيُّونَ أَمْرَ مُوسَى. فَقُتِلَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوَ ثَلاثَةِ آلافِ رَجُلٍ. -\v 29 عِنْدَئِذٍ قَالَ مُوسَى لِلّاوِيِّينَ: «لَقَدْ كَرَّسْتُمُ الْيَوْمَ أَنْفُسَكُمْ لِخِدْمَةِ الرَّبِّ، وَقَدْ كَلَّفَ ذَلِكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ قَتْلَ ابْنِهِ أَوْ أَخِيهِ، وَلِكِنْ لِيُنْعِمْ عَلَيْكُمُ الرَّبُّ فِي هَذَا اليَوْمِ بِبَرَكَةٍ». -\p -\v 30 وَفِي الْغَدِ قَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «لَقَدِ ارْتَكَبْتُمْ خَطِيئَةً عَظِيمَةً، وَهَا أَنَا أَعُودُ إِلَى الْجَبَلِ لأَمْثُلَ أَمَامَ الرَّبِّ، لَعَلِّي أَحْظَى لَكُمْ بِغُفْرَانِهِ». -\v 31 وَرَجَعَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ وَتَضَرَّعَ قَائِلاً: «يَا رَبُّ لَقَدِ اقْتَرَفَ هَذَا الشَّعْبُ خَطِيئَةً عَظِيمَةً، وَصَاغُوا لأَنْفُسِهِمْ إِلَهاً مِنْ ذَهَبٍ. -\v 32 وَالآنَ إِنْ شِئْتَ، فَاغْفِرْ لَهُمْ، وَإلَّا فَامْحُنِي مِنْ كِتَابِكَ الَّذِي كَتَبْتَ». -\v 33 فَأَجَابَ الرَّبُّ مُوسَى: «الَّذِي أَخْطَأَ إِلَيَّ أَمْحُوهُ مِنْ كِتَابِي -\v 34 وَالآنَ اذْهَبْ، وَقُدِ الشَّعْبَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي ذَكَرْتُهُ لَكَ. وَهَا هُوَ مَلاكِي يَتَقَدَّمُكَ، وَلَكِنْ لابُدَّ مِنْ مُعَاقَبَةِ الشَّعْبِ عَلَى خَطِيئَتِهِمْ فِي يَوْمِ قَضَائِي». -\v 35 وَضَرَبَ الرَّبُّ الشَّعْبَ بالْوَبَأِ عِقَاباً لَهُمْ عَلَى عِبَادَةِ الْعِجْلِ الَّذِي صَنَعَهُ هَرُونُ. -\c 33 -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اتْرُكْ هَذَا الْمَكَانَ أَنْتَ وَالشَّعْبُ الَّذِي أَصْعَدْتَهُ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، وَامْضِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ قَائِلاً: سَأَهَبُهَا لِنَسْلِكَ. -\v 2 وَسَأُرْسِلُ أَمَامَكَ مَلاكاً، وَأَطْرُدُ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. -\v 3 إِنَّهَا أَرْضٌ تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً. أَمَّا أَنَا فَلَنْ أَسِيرَ فِي وَسَطِكُمْ لأَنَّكُمْ شَعْبٌ مُتَصَلِّبُ الْقَلْبِ لِئَلّا أَفْنِيَكُمْ فِي الطَّرِيقِ». -\v 4 فَلَمَّا سَمِعَ الْشَّعْبُ هَذَا الْكَلامَ الْقَاسِي، شَرَعُوا فِي النَّوْحِ، وَلَمْ يَتَزَيَّنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ. -\v 5 وَكَانَ الرَّبُّ قَدْ قَالَ لِمُوسَى: «قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْتُمْ شَعْبٌ مُتَصَلِّبُ الْقَلْبِ، لِهَذَا إِنْ بَقِيتُ لَحْظَةً وَاحِدَةً فِي وَسَطِكُمْ أَفْنِيكُمْ. وَلَكِنِ الْآنَ انْزَعُوا زِينَتَكُمْ عَنْكُمْ إِلَى أَنْ أَتَّخِذَ قَرَارِي بِشَأْنِكُمْ». -\v 6 فَخَلَعَ الشَّعْبُ زِينَتَهُمْ عِنْدَ جَبَلِ حُورِيبَ. -\s1 خيمة الاجتماع -\p -\v 7 وَأَخَذَ مُوسَى خَيْمَةً وَنَصَبَهَا بَعِيداً خَارِجَ الْمُخَيَّمِ، وَدَعَاهَا خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ. فَكَانَ كُلُّ مُلْتَمِسٍ لِلرَّبِّ يَسْعَى إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ الْقَائِمَةِ خَارِجَ الْمُخَيَّمِ. -\v 8 وَكُلَّمَا مَضَى مُوسَى إِلَى الْخَيْمَةِ، كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الشَّعْبِ يَقِفُ فِي بَابِ خَيْمَتِهِ، وَيُتَابِعُونَهُ بِأَنْظَارِهِمْ إِلَى أَنْ يَدْخُلَهَا. -\v 9 وَمَا إِنْ يَتَوَارَى مُوسَى فِيهَا، حَتَّى يَنْزِلَ عَمُودُ السَّحَابِ وَيَقِفَ عِنْدَ مَدْخَلِهَا، فَيَتَكَلَّمُ الرَّبُّ مَعَ مُوسَى، -\v 10 فَيُشَاهِدُ جَمِيعُ الشَّعْبِ عَمُودَ السَّحَابِ وَاقِفاً عِنْدَ بَابِ الْخَيْمَةِ، فَيَسْجُدُونَ لِلرَّبِّ، كُلُّ وَاحِدٍ أَمَامَ بَابِ خَيْمَتِهِ، -\v 11 فَكَانَ الرَّبُّ يُكَلِّمُ مُوسَى وَجْهاً لِوَجْهٍ كَمَا يُكَلِّمُ الإِنْسَانُ صَاحِبَهُ. وَإذَا رَجَعَ مُوسَى إِلَى الْمُخَيَّمِ، كَانَ خَادِمُهُ الشَّابُ يَشُوعُ بْنُ نُونَ يَمْكُثُ دَاخِلَ الْخَيْمَةِ. -\s1 موسى يشهد مجد الرب -\p -\v 12 وَقَالَ مُوسَى لِلرَّبَّ: «هَا أَنْتَ قَدْ قُلْتَ لِي: قُدْ هَذَا الشَّعْبَ، وَلَكِنْ لَمْ تُعْلِمْنِي مَنْ سَتُرْسِلُ مَعِي. ثُمَّ قُلْتَ: إِنِّي عَرَفْتُكَ بِاسْمِكَ وَحَظِيتَ بِرِضَايْ. -\v 13 فَالآنَ إِنْ كُنْتُ حَقّاً قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ، فَأَرْشِدْنِي إِلَى طَرِيقِكَ لِكَيْ أَسْلُكَ حَسَبَ قَصْدِكَ، وَأَحْظَى بِمَسَرَّتِكَ، وَاذْكُرْ أَيْضاً أَنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ هِيَ شَعْبُكَ». -\v 14 فَأَجَابَهُ: «إِنِّي أُرَافِقُكَ فَأُرِيحُكَ». -\v 15 فَقَالَ مُوسَى: «إِنْ لَمْ تُرَافِقْنَا، فَلا تُصْعِدْنَا مِنْ هُنَا، -\v 16 إِذْ كَيْفَ يُدْرَكُ أَنَّنِي وَشَعْبَكَ قَدْ حَظِينَا بِرِضَاكَ؟ أَلَيْسَ بِمُرَافَقَتِكَ لَنَا، فَنَتَمَيَّزُ أَنَا وَشَعْبُكَ بِذَلِكَ عَنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ السَّاكِنِينَ فِي الأَرْضِ؟» -\v 17 فَأَجَابَ الرَّبُّ مُوسَى: «سَأَفْعَلُ عَيْنَ هَذَا الأَمْرِ الَّذِي الْتَمَسْتَهُ. لأَنَّكَ حَظِيتَ بِرِضَايْ وَأَنَا عَرَفْتُكَ بِاسْمِكَ». -\p -\v 18 وَقَالَ مُوسَى: «أَرِنِي مَجْدَكَ». -\v 19 فَقَالَ الرَّبُّ: «أُجِيزُ إِحْسَانَاتِي أَمَامَكَ، وَأُذِيعُ اسْمِي (الرَّبَّ) أَمَامَكَ. أُغْدِقُ رَأْفَتِي عَلَى مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي عَلَى مَنْ أُرِيدُ»، -\v 20 وَأَضَافَ: «وَلَكِنَّكَ لَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي يَرَانِي لَا يَعِيشُ». -\v 21 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ: «لَدَيَّ مَكَانٌ قَرِيبٌ مِنِّي. فَقِفْ عَلَى الصَّخْرَةِ، -\v 22 وَعِنْدَمَا يَعْبُرُ مَجْدِي، أَضَعُكَ فِي نُقْرَةٍ مِنَ الصَّخْرِ، وَأَحْجُبُكَ بِيَدِي حَتَّى أَعْبُرَ، -\v 23 ثُمَّ أَرْفَعُ يَدِي فَتَنْظُرُ وَرَائِي، أَمَّا وَجْهِي فَيَظَلُّ مَحْجُوباً عَنِ الْعِيَانِ». -\c 34 -\s1 لوحا الشريعة الجديدان -\p -\v 1 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْحَتْ لَكَ لَوْحَينِ مِنْ حَجَرٍ مِثْلَ اللَّوْحَينِ الأَوَّلَيْنِ. فَأَكْتُبَ أَنَا عَليْهِمَا الْكَلِمَاتِ الَّتِي دَوَّنْتُهَا عَلَى اللَّوْحَينِ الأَوَّلَيْنِ اللَّذَيْنِ كَسَرْتَهُمَا. -\v 2 وَتَأَهَّبْ فِي الصَّبَاحِ ثُمَّ اصْعَدْ إِلَى جَبَلِ سِينَاءَ، وَامْثُلْ أَمَامِي هُنَاكَ عَلَى قِمَّةِ الجَبَلِ. -\v 3 وَلا يَصْعَدْ مَعَكَ أَحَدٌ، وَلا يُشَاهَدْ عَلَى الجَبَلِ إِنْسَانٌ، وَلا تَرْعَ الْغَنَمُ أَيْضاً وَالْبَقَرُ بِاتِّجَاهِ هَذَا الجَبَلِ». -\v 4 فَنَحَتَ مُوسَى لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ مُمَاثِلَيْنِ لِلأَوَّلَيْنِ، وَبَكَّرَ فِي الصَّبَاحِ وَصَعِدَ إِلَى جَبَلِ سِينَاءَ حَسَبَ أَمْرِ الرَّبِّ. -\p -\v 5 فَنَزَلَ بِهَيْئَةِ سَحَابٍ، وَوَقَفَ مَعَهُ هُنَاكَ حَيْثُ أَعْلَنَ لَهُ اسْمَهُ: «الرَّبُّ»، -\v 6 وَعَبَرَ مِنْ أَمَامِ مُوسَى مُنَادِياً: «أَنَا الرَّبُّ. الرَّبُّ إِلَهٌ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ. -\v 7 أَدَّخِرُ الإِحْسَانَ وَأَغْفِرُ الإِثْمَ وَالْمَعْصِيَةَ وَالْخَطِيئَةَ. وَلَكِنِّي لَا أُعْفِي الْمُذْنِبَ مِنَ الْعِقَابِ، بَلْ أَفْتَقِدُ إِثْمَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ وَالأَحْفَادِ حَتَّى الْجِيلِ الرَّابِعِ». -\v 8 فَخَرَّ مُوسَى فِي الحَالِ وَسَجَدَ، -\v 9 وَقَالَ: «إِنْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ أَيُّهَا السَّيِّدُ، فَلْيُرَافِقْنَا الرَّبُّ فِي مَسِيرِنَا. وَمَعَ أَنَّ هَذَا الشَّعْبَ عَنِيدٌ. لَكِنِ اصْفَحْ عَنْ إِثْمِنَا وَخَطِيئَتِنَا وَاتَّخِذْنَا شَعْباً خَاصّاً لَكَ». -\p -\v 10 فَأَجَابَ الرَّبُّ: «هَا أَنَا أَقْطَعُ مَعَكَ عَهْداً، فَأُجْرِي أَمَامَ جَمِيعِ شَعْبِكَ مُعْجِزَاتٍ لَمْ يُجْرَ مَثِيلُهَا فِي جَمِيعِ أُمَمِ الأَرْضِ كُلِّهَا، فَيَشْهَدُ الشَّعْبُ الَّذِي تُقِيمُ فِي وَسَطِهِ، الْفِعْلَ الْمَهُولَ الَّذِي أَصْنَعُهُ مِنْ أَجْلِكَ. -\p -\v 11 وَلَكِنْ أَطِعْ مَا أَوْصَيْتُكَ الْيَوْمَ بِهِ. هَا أَنَا طَارِدٌ مِنْ أَمَامِكَ الأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. -\v 12 إِيَّاكَ أَنْ تَعْقِدَ مُعَاهَدَةً مَعَ سُكَّانِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ مَاضٍ إِلَيْهَا لِئَلّا يَكُونُوا شَرَكاً لَكُمْ. -\v 13 بَلِ اهْدِمُوا مَذَابِحَهُمْ، وَاكْسِرُوا أَصْنَامَهُمْ، وَاقْطَعُوا أَشْجَارَهُمُ الْمُقَدَّسَةَ. -\v 14 إِيَّاكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا إِلَهاً آخَرَ غَيْرِي، لأَنَّ الرَّبَّ اسْمُهُ غَيُورٌ جِدّاً. -\v 15 إِيَّاكُمْ أَنْ تَعْقِدُوا مُعَاهَدَةً مَعَ سُكَّانِ الأَرْضِ، لأَنَّهُمْ حِينَ يَعْبُدُونَ آلِهَتَهُمْ مُشْرِكِينَ وَيَذْبَحُونَ لَهُمْ، يَدْعُونَكُمْ فَتَأْكُلُونَ مِنْ ذَبِيحَتِهِمْ. -\v 16 وَتُزَوِّجُونَ بَنِيكُمْ مِنْ بَنَاتِهِمْ، فَيَجْعَلْنَ بَنِيكُمْ يَغْوُونَ أَيْضاً بِعِبَادَةِ آلِهَتِهِنَّ. -\p -\v 17 إِيَّاكَ أَنْ تَصْنَعَ آلِهَةً مَسْبُوكَةً. -\v 18 احْتَفِلُوا بِعِيدِ الْفَطِيرِ، فَتَأْكُلُونَ فَطِيراً سَبْعَةَ أَيَّامٍ كَمَا أَمَرْتُكُمْ فِي شَهْرِ أَبِيبَ (أَيْ شَهْرِ نِيسَانَ وَهُوَ الشَّهْرُ الأَوَّلُ مِنَ السَّنَةِ الْعِبْرِيَّةِ)، لأَنَّكُمْ فِي هَذَا الشَّهْرِ خَرَجْتُمْ مِنْ مِصْرَ. -\v 19 كُلُّ بِكْرٍ ذَكَرٍ هُوَ لِي، وَكَذَلِكَ كُلُّ بِكْرٍ مِنْ مَاشِيَتِكَ مِنَ الثِّيرَانِ وَالْخِرْفَانِ وَالْمَاعِزِ. -\v 20 أَمَّا بِكْرُ الْحِمَارِ فَتَفْدِيهِ بِحَمَلٍ، وَإلَّا تَدُقُّ عُنُقَهُ. كُلُّ ابْنٍ بِكْرٍ لَكَ تَفْدِيهِ بِحَمَلٍ. لَا تَمْثُلُوا أَمَامِي بِأَيْدٍ فَارِغَةٍ. -\v 21 فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ تَعْمَلُ، وَفِي الْيَوْمِ الْسَّابِعِ تَسْتَرِيحُ، حَتَّى لَوْ كَانَ ذَلِكَ فِي مَوَاسِمِ الْفَلاحَةِ وَالْحَصَادِ. -\v 22 احْتَفِلُوا أَيْضاً بِعِيدِ الأَسَابِيعِ فِي أَوَّلِ حَصَادِ الْقَمْحِ. وَبِعِيدِ الْجَمْعِ فِي آخِرِ السَّنَةِ. -\v 23 عَلَى جَمِيعِ الذُّكُورِ أَنْ يَمْثُلُوا ثَلاثَ مَرَّاتٍ فِي السَّنَةِ أَمَامَ السَّيِّدِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ. -\v 24 هَا أَنَا أَطْرُدُ الأُمَمَ مِنْ أَمَامِكُمْ، وَأُوَسِّعُ حُدُودَكُمْ، وَلَنْ يَطْمَعَ أَحَدٌ فِي أَرْضِكُمْ حِينَ تَصْعَدُونَ لِلْمُثُولِ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فِي السَّنَةِ. -\v 25 لَا تُقَرِّبْ دَمَ ذَبِيحَةٍ مَعَ عَجِينٍ مُخْتَمِرٍ. وَلا تَتْرُكْ شَيْئاً مِنْ ذَبِيحَةِ الْفِصْحِ إِلَى الْيَوْمِ التَّالِي. -\v 26 تُحْضِرُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلَهِكَ بَاكُورَةَ ثِمَارِ أَرْضِكَ. وَلا تَطْبُخْ جَدْياً فِي لَبَنِ أُمِّهِ». -\p -\v 27 وَاسْتَطْرَدَ الرَّبُّ: «دَوِّنْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ، لأَنَّنِي قَطَعْتُ مَعَكَ وَمَعَ إِسْرَائِيلَ عَهْداً بُناءً عَلَيْهَا». -\v 28 وَمَكَثَ مُوسَى فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ أَرْبَعِينَ يَوْماً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَمْ يَأْكُلْ فِيهَا خُبْزاً، وَلَمْ يَشْرَبْ مَاءً. فَدَوَّنَ عَلَى اللَّوْحَينِ كَلِمَاتِ العَهْدِ، أَيِ الْوَصَايَا الْعَشْرَ. -\s1 وجه موسى اللامع -\p -\v 29 وَعِنْدَمَا انْحَدَرَ مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ حَامِلاً بِيَدَيْهِ لَوْحَيِ الشَّهَادَةِ، لَمْ يَكُنْ يَدْرِي أَنَّ وَجْهَهُ كَانَ يَلْمَعُ لأَنَّهُ كَانَ يَتَحَدَّثُ مَعَ اللهِ. -\v 30 وَحِينَ شَاهَدَ هَرُونُ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ مُوسَى، كَانَ وَجْهُهُ لامِعاً، فَخَافُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا مِنْهُ، -\v 31 فَدَعَاهُمْ مُوسَى فَرَجَعَ إِلَيْهِ هَرُونُ وَرُؤَسَاءُ الشَّعْبِ فَخَاطَبَهُمْ. -\v 32 وَمَا لَبِثَ أَنِ اقْتَرَبَ مِنْهُ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَتَلا عَلَيْهِمْ كُلَّ الْوَصَايَا الَّتِي أَمْلاهَا الرَّبُّ فِي جَبَلِ سِينَاءَ. -\v 33 وَعِنْدَمَا أَنْهَى مُوسَى حَدِيثَهُ مَعَهُمْ، وَضَعَ عَلَى وَجْهِهِ بُرْقُعاً، -\v 34 كَانَ يَخْلَعُهُ عِنْدَ مُثُولِهِ أَمَامَ الرَّبِّ لِيَتَحَادَثَ مَعَهُ إِلَى أَنْ يَنْصَرِفَ مِنْ لَدُنْهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ لِيُخَاطِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا أَوْصَاهُ. -\v 35 فَإِذَا عَايَنَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمَعَاناً فِي جِلْدِ وَجْهِ مُوسَى، كَانَ يَرُدُّ الْبُرْقُعَ إِلَى حِينِ دُخُولِهِ إِلَى الْخَيْمَةِ لِلتَّحَدُّثِ مَعَ الرَّبِّ فَيَرْفَعُهُ. -\c 35 -\s1 شرائع يوم السبت -\p -\v 1 وَعَقَدَ مُوسَى اجْتِمَاعاً لِكُلِّ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمْ: «هَذِهِ هِيَ الأُمُورُ الَّتِي أَوْصَى الرَّبُّ أَنْ تُطِيعُوهَا: -\v 2 سِتَّةَ أَيَّامٍ تَنْصَرِفُونَ فِيهَا إِلَى أَعْمَالِكُمْ. أَمَّا السَّابِعُ فَيَكُونُ يَوْمَ رَاحَةٍ لَكُمْ مُقَدَّساً لِعِبَادَةِ الرَّبِّ. كُلُّ مَنْ يَقُومُ فِيهِ بِأَيِّ عَمَلٍ يُقْتَلُ. -\v 3 لَا تُوْقِدُوا نَاراً فِي بُيُوتِكُمْ فِي يَوْمِ السَّبْتِ». -\s1 التبرع بمواد بناء المقدس -\p -\v 4 ثُمَّ قَالَ مُوسَى لِكُلِّ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ: «هَذَا هُوَ أَمْرُ الرَّبِّ: -\v 5 هَاتُوا مِمَّا لَدَيْكُمْ تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ سَخِيُّ النَّفْسِ فَلْيَتَبَرَّعْ بِتَقْدِمَةٍ لِلرَّبِّ: ذَهَباً وَفِضَّةً وَنُحَاساً، -\v 6 وَأَقْمِشَةً زَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةً وَحَمْرَاءَ، وَمَنْسُوجَاتٍ كَتَّانِيَّةً، وَمِنْ شَعْرِ الْمِعْزَى، -\v 7 وَجُلُودَ كِبَاشٍ، وَجُلُودَ دُلْفِينٍ، وَخَشَبَ السَّنْطِ، -\v 8 وَزَيْتاً لِلإِنَارَةِ، وَأَطْيَاباً لِدُهْنِ الْمَسْحَةِ وَلِلْبَخُورِ الْعَطِرِ، -\v 9 وَحِجَارَةَ جَزْعٍ، وَحِجَارَةً كَرِيمَةً لِتَرْصِيعِ الرِّدَاءِ وَالصُّدْرَةِ. -\v 10 وَلْيَتَقَدَّمْ كُلُّ صَانِعٍ مَاهِرٍ بَيْنَكُمْ لِتَنْفِيذِ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ: -\v 11 المَسْكَنَ وَخَيْمَتَهُ وَسُقُوفَهَا وَمَشَابِكَهَا وَأَلْوَاحَهَا وَعَوَارِضَهَا وَأَعْمِدَتَهَا وَقَوَاعِدَ الأَعْمِدَةِ، -\v 12 وَالتَّابُوتَ وَعَصَوَيْهِ، وَغِطَاءَ الْكَفَّارَةِ، وَالسِّتَارَ الَّذِي يَحْجُبُ الْتَّابُوتَ، -\v 13 وَالْمَائِدَةَ وَعَصَوَيْهَا، وَجَمِيعَ أَوَانِيهَا، وَخُبْزَ التَّقْدِمَةِ. -\v 14 وَمَنَارَةَ الإِضَاءَةِ وَأَوَانِيهَا وَسُرُجَهَا وَزَيْتَ ضَوْئِهَا، -\v 15 وَمَذْبَحَ الْبَخُورِ وَعَصَوَيْهِ، وَدُهْنَ الْمَسْحَةِ، وَالْبَخُورَ الْعَطِرَ، وَسِتَارَ بَابِ مَدْخَلِ الْمَسْكِنِ، -\v 16 وَمَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ، وَشَبَكَتَهُ النُّحَاسِيَّةَ وَعَصَوَيْهِ وَكُلَّ أَوَانِيهِ، وَحَوْضَ الاغْتِسَالِ وَقَاعِدَتَهُ، -\v 17 وَسَتَائِرَ سَاحَةِ الْمَسْكِنِ وَأَعْمِدَتَهَا، وَقَوَاعِدَ الأَعْمِدَةِ، وَسِتَارَ السَّاحَةِ، -\v 18 وَأَوْتَادَ الْخَيْمَةِ وَالسَّاحَةِ وَحِبَالَهُمَا، -\v 19 وَثِيَابَ هَرُونَ الْكَاهِنِ، وَثِيَابَ بَنِيهِ الْمُقَدَّسَةَ، وَالثِّيَابَ الْمَنْسُوجَةَ لِلْخِدْمَةِ فِي الْمَقْدِسِ». -\p -\v 20 فَانْصَرَفَ كُلُّ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ مِنْ قُدَّامِ مُوسَى. -\v 21 ثُمَّ أَقْبَلَ كُلُّ مَنْ حَثَّهُ قَلْبُهُ، وَكُلُّ مَنْ سَخَتْ نَفْسُهُ، حَامِلِينَ تَقْدِمَةَ الرَّبِّ، لإِقَامَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَأَوَانِي خِدْمَتِهَا وَلِتَجْهِيزِ الثِّيَابِ الْمُقَدَّسَةِ. -\v 22 وَتَوَافَدَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ مِنْ ذَوِي النُّفُوسِ السَّخِيَّةِ، مُتَبَرِّعِينَ بِأَسَاوِرَ وَأَقْرَاطٍ وَخَوَاتِمَ وَقَلائِدَ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَمْتِعَةِ الذَّهَبِيَّةِ، فَكَانَتْ كُلُّ تَقْدِمَاتِ الْمُتَبَرِّعِينَ مِنَ الذَّهَبِ لِلرَّبِّ. -\v 23 وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ وُجِدَ لَدَيْهِ أَقْمِشَةٌ زَرْقَاءُ وَبَنَفْسَجِيَّةٌ وَحَمْرَاءُ، وَمَنْسُوجَاتٌ كَتَّانِيَّةٌ، وَمِنْ شَعْرِ الْمِعْزَى، وَجُلُودُ كِبَاشٍ، وَجُلُودُ دُلْفِينٍ، تَبَرَّعَ بِها. -\v 24 وَمِنْهُمْ أَيْضاً مَنْ تَبَرَّعَ بِتَقْدِمَاتِ فِضَّةٍ وَنُحَاسٍ، جَاءَ بِها لِلرَّبِّ وَكُلُّ مَنْ وُجِدَ لَدَيْهِ خَشَبُ سَنْطٍ صَالِحٌ لِلاسْتِخْدَامِ فِي عَمَلٍ مَا، تَبَرَّعَ بِهِ. -\v 25 وَغَزَلَتْ جَمِيعُ النِّسَاءِ الْمَاهِرَاتِ بِأَيْدِيهِنَّ مَنْسُوجَاتٍ مِنْ خُيُوطٍ زَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ، وَمَنْسُوجَاتٍ كَتَّانِيَّةً، -\v 26 كَمَا غَزَلَتِ النِّسَاءُ اللَّوَاتِي حَثَّتْهُنَّ قُلُوبُهُنَّ، مَنْسُوجَاتٍ مِنْ شَعْرِ الْمِعْزَى. -\v 27 وَتَبَرَّعَ وُجَهَاءُ الشَّعْبِ بِحِجَارَةِ الْجَزْعِ وَحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ لِتَرْصِيعِ الرِّدَاءِ وَالصُّدْرَةِ، -\v 28 وَبِالأَطْيَابِ وَزَيْتِ الإِنَارَةِ وَلِدُهْنِ الْمَسْحَةِ وَلِلْبَخُورِ الْعَطِرِ. -\v 29 فَتَبَرَّعَ جَمِيعُ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، مِمَّنْ سَخَتْ قُلُوبُهُمْ، مُقَدِّمِينَ شَيْئاً لِلرَّبِّ لِتَنْفِيذِ كُلِّ الْعَمَلِ الَّذِي كَلَّفَ الرَّبُّ مُوسَى بِالإِشْرَافِ عَلَى إِنْجَازِهِ. -\s1 بصلئيل وأهوليآب -\p -\v 30 وَقَالَ مُوسَى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «هَا إِنَّ الرَّبَّ قَدْ دَعَا بَصَلْئِيلَ بْنَ أُورِي حَفِيدَ حُورٍ، مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا بِاسْمِهِ، -\v 31 وَمَلأَهُ مِنْ رُوحِ اللهِ وَوَهَبَهُ الْحِكْمَةَ وَالْمَهَارَةَ وَالْمَعْرِفَةَ فِي كُلِّ أَنْوَاعِ الْحِرَفِ، -\v 32 لاِبْتِكَارِ فُنُونِ التَّصْمِيمَاتِ الْمَصْنُوعَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ، -\v 33 وَنَقْشِ الْحِجَارَةِ وَتَرْصِيعِهَا، وَنِجَارَةِ الْخَشَبِ، وَلِيَكُونَ مُحْتَرِفاً لِكُلِّ صِنَاعَةٍ. -\v 34 وَقَدْ مَنَحَهُ الرَّبُّ هُوَ وَأَهُولِيآبَ بْنَ أَخِيسَامَاكَ مِنْ دَانٍ، الْقُدْرَةَ عَلَى تَعْلِيمِ الآخَرِينَ. -\v 35 وَجَعَلَهُمَا حَاذِقَيْنِ مُتَفَوِّقَيْنِ فِي صِنَاعَةِ نَقْشِ الْجَوَاهِرِ وَالنِّجَارَةِ وَالْحِيَاكَةِ، وَتَطْرِيزِ الْمَنْسُوجَاتِ الزَّرْقَاءِ وَالْبَنَفْسَجِيَّةِ وَالْحَمْرَاءِ وَالْمَنْسُوجَاتِ الْكَتَّانِيَّةِ، وَسَائِرِ حِرَفِ النَّسِيجِ، وَفِي كُلِّ حِرْفَةِ صَانِعٍ وَمُبْتَكِرِ تَصْمِيمٍ». -\c 36 -\p -\v 1 وَهَكَذَا يَقُومُ بَصَلْئِيلُ وَأَهُولِيَآبُ وَكُلُّ صَانِعٍ حَاذِقٍ وَهَبَهُ الرَّبُّ مَقْدِرَةً فِي تَنْفِيذِ بِنَاءِ خَيْمَةِ الْاِجْتِمَاعِ، بِإِنْجَازِ الْعَمَلِ، بِحَسَبِ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ. -\p -\v 2 ثُمَّ اسْتَدْعَى مُوسَى بَصَلْئِيلَ وَأَهُولِيآبَ وَكُلَّ صَانِعٍ مَاهِرٍ وَهَبَهُ الرَّبُّ حَذَاقَةً، وَكُلَّ مَنْ حَثَّهُ قَلْبُهُ عَلَى الْمُسَاهَمَةِ فِي إِنْجَازِ عَمَلٍ مَّا. -\v 3 وَتَسَلَّمُوا مِنْ مُوسَى جَمِيعَ تَقْدِمَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، الَّتِي تَبَرَّعُوا بِها لِبنَاءِ الْمَقْدِسِ. وَظَلَّ الشَّعْبُ يَأْتُونَ كُلَّ صَبَاحٍ بِمَزِيدٍ مِنَ التَّبَرُّعَاتِ. -\v 4 فَأَقْبَلَ الصُّنَّاعُ الْمَهَرَةُ الْقَائِمُونَ بِأَعْمَالِ الْمَقْدِسِ، مِنْ مَهَامِّهِمْ، -\v 5 وَقَالُوا لِمُوسَى: «إِنَّ الشَّعْبَ يَأْتِي بِمَا يَفِيضُ عَمَّا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لإِنْجَازِ الْعَمَلِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ». -\v 6 فَأَمَرَ مُوسَى أَنْ يُذِيعُوا فِي الْمُخَيَّمِ بِالامْتِنَاعِ عَنْ تَقْدِيمِ تَبَرُّعَاتٍ. فَكَفَّ الشَّعْبُ عَنْ ذَلِكَ. -\v 7 لأَنَّ مَا لَدَيْهِمْ، كَانَ كَافِياً لِتَنْفِيذِ الْعَمَلِ كُلِّهِ، وَأَكْثَرَ. -\s1 المسكن -\p -\v 8 أَمَّا الصُّنَّاعُ الْحَاذِقُونَ بَيْنَ الْحِرَفِيِّينَ فَقَدْ صَنَعُوا سَقْفَ الْمَسْكَنِ مِنْ عَشْرِ قِطَعٍ مِنْ كَتَّانٍ مَبْرُومٍ، ذَاتِ أَلْوَانٍ زَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ، طَرَّزَ عَلَيْهَا حَائِكٌ مَاهِرٌ رَسْمَ الْكَرُوبِيمِ. -\v 9 وَكَانَ طُولُ كُلِّ قِطْعِةٍ ثَمانِي وَعِشْرِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ مِتْراً) وَعَرْضُهُ أَرْبَعَ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ). فَكَانَتْ جَمِيعُهَا ذَاتَ قِيَاسٍ وَاحِدٍ. -\v 10 وَوَصَلُوا خَمْسَ قِطَعٍ مِنْهَا بَعْضَهَا بِبَعْضٍ، وَكَذَلِكَ وُصِلَتِ الْقِطَعُ الْخَمْسُ الأُخْرَى -\v 11 وَصَنَعُوا عُرىً مِنْ قُمَاشٍ عَلَى حَاشِيَةِ الطَّرَفِ الْوَاحِدِ مِنَ الْقِطَعِ الْمَوْصُولَةِ الأُولَى، وَكَذَلِكَ فَعَلُوا أَيْضاً فِي حَاشِيَةِ الطَّرَفِ الأَخِيرِ مِنَ الْقِطَعِ الأُخْرَى الْمَوْصُولَةِ -\v 12 فَكَانَ فِي الطَّرَفِ الأَخِيرِ مِنَ الْمَجْمُوعَةِ الأُولَى خَمْسُونَ عُرْوَةً، وَخَمْسُونَ عُرْوَةً فِي طَرَفِ الْمَجْمُوعَةِ الثَّانِيَةِ، الْوَاحِدَةُ مُقَابِلَ الأُخْرَى. -\v 13 وَصَنَعُوا خَمْسِينَ مِشْبَكاً مِنْ ذَهَبٍ وُصِلَتْ بِها عُرَى الْمَجْمُوعَتَيْنِ، فَأَصْبَحَتَا سَقْفاً وَاحِداً لِلْمَسْكِنِ. -\p -\v 14 وَحَاكُوا أَيْضاً سَقْفاً ثَانِياً لِلْمَسْكَنِ مِنْ إِحْدَى عَشْرَةَ قِطْعَةً، مَصْنُوعةً مِنْ نَسِيجِ شَعْرِ الْمِعْزَى. -\v 15 طُولُ الْقِطْعَةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاثُونَ ذِرَاعاً (نَحْوَ خَمْسَةَ عَشَرَ مِتْراً) وَعَرْضُهَا أَرْبَعُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ). فَكَانَتْ جَمِيعُهَا ذَاتَ مِقْيَاسٍ وَاحِدٍ. -\v 16 وَوَصَلُوا خَمْسَ قِطَعٍ مَعاً لِتَكُونَ قِطْعَةً وَاحِدَةً، وَكَذَلِكَ فَعَلُوا بِالْقِطَعِ السِّتِّ الأُخْرَى -\v 17 وَصَنَعُوا خَمْسِينَ عُرْوَةً عَلَى حَاشِيَةِ طَرَفٍ وَاحِدٍ لِلْمَجْمُوعَةِ الأُولَى، وَثَبَّتُوا خَمْسِينَ عُرْوَةً أُخْرَى عَلَى حَاشِيَةِ طَرَفٍ وَاحِدٍ مِنَ الْمَجْمُوعَةِ الثَّانِيَةِ. -\v 18 وَصَنَعُوا خَمْسِينَ مِشْبَكاً مِنْ نُحَاسٍ لِتَصِلَ عُرَى الْمَجْمُوعَتَيْنِ مَعاً لِتُصْبِحَا سَقْفاً ثَانِياً لِلْمَسْكَنِ. -\v 19 وَعَمِلُوا غِطَاءً لِلْخَيْمَةِ مِنْ جُلُودِ كِبَاشٍ مَدْبُوغَةٍ بِاللَّوْنِ الأَحْمَرِ، وَنَصَبُوا فَوْقَهُ سَقْفاً آخَرَ مِنْ جُلُودٍ بَنَفْسَجِيَّةٍ. -\p -\v 20 وَصَنَعُوا جُدْرَانَ الْمَسْكَنِ مِنْ أَلْوَاحٍ قَائِمَةٍ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ. -\v 21 طُولُ اللَّوْحِ مِنْهَا عَشْرُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ خَمْسَةِ أَمْتَارٍ) وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً). -\v 22 وَلِكُلِّ لَوْحٍ رِجْلانِ مُتَقَابِلَتَانِ، إِحْدَاهُمَا بِإِزَاءِ الأُخْرَى. هَكَذَا بَنَوْا جَمِيعَ أَلْوَاحِ الْمَسْكَنِ. -\v 23 وَجَعَلُوا الْجَانِبَ الْجَنُوبِيَّ لِلْمَسْكَنِ مُكَوَّناً مِنْ عِشْرِينَ لَوْحاً. -\v 24 وَصَنَعُوا أَرْبَعِينَ قَاعِدَةً مِنْ فِضَّةٍ تَحْتَ الْعِشْرِينَ لَوْحاً. فَكَانَ لِكُلِّ لَوْحٍ مُنْفَرِدٍ قَاعِدَتَانِ لِرِجْلَيْهِ. -\v 25 أَمَّا جَانِبُ الْمَسْكَنِ الثَّانِي الشِّمَالِيُّ، فَكَانَ لَهُ أَيْضاً عِشْرُونَ لَوْحاً، -\v 26 وَأَرْبَعُونَ قَاعِدَةً مِنْ فِضَّةٍ، فَكَانَ لِكُلِّ لَوْحٍ مُنْفَرِدٍ قَاعِدَتَانِ لِرِجْلَيْهِ. -\v 27 وَبَنَوْا جِدَارَ مُؤَخَّرِ الْمَسْكَنِ الْغَرْبِيَّ مِنْ سِتَّةِ أَلْوَاحٍ. -\v 28 وَصَنَعُوا لَوْحَيْنِ لِزَاوِيَتَيِ الْمَسْكَنِ فِي الْمُؤَخَّرِ. -\v 29 فَكَانَ كُلٌّ مِنْهُمَا مُزْدَوِجاً مِنْ أَسْفَلِهِ إِلَى أَعْلاهُ، حَيْثُ تُثَبَّتُ فِي رَأْسِ كُلِّ مُزْدَوِجٍ حَلَقَةٌ وَاحِدَةٌ. هَكَذَا يَكُونُ كُلٌّ مِنْهُمَا لِلزَّاوِيَتَيْنِ. -\v 30 فَكَانَتْ فِي مَجْمُوعِهَا ثَمَانِيَةَ أَلْوَاحٍ وَسِتَّ عَشْرَةَ قَاعِدَةً مِنْ فِضَّةِ، قَاعِدَتَيْنِ لِكُلِّ لَوْحٍ مُنْفَرِدٍ. -\p -\v 31 وَصَنَعُوا عَوَارِضَ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، خَمْساً لأَلْوَاحِ جَانِبِ الْمَسْكَنِ الْجَنُوبِيِّ، -\v 32 وَخَمْساً لأَلْوَاحِ جَانِبِ الْمَسْكَنِ الشِّمَالِيِّ، وَخَمْسَ عَوَارِضَ لأَلْوَاحِ مُؤَخَّرِ الْمَسْكَنِ الْغَرْبِيِّ، -\v 33 وَجَعَلُوا الْعَارِضَةَ الْوُسْطَى تَنْفُذُ فِي وَسَطِ الأَلْوَاحِ مِنْ طَرَفٍ إِلَى طَرَفٍ -\v 34 وَغَشَّوْا الأَلْوَاحَ بِرَقَائِقَ مِنْ ذَهَبٍ. وَصَنَعُوا لَهَا حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ لِتَكُونَ بُيُوتاً لِلْعَوَارِضِ. وَكَذَلِكَ غَشَّوْا الْعَوَارِضَ بِالذَّهَبِ. -\p -\v 35 وَصَنَعُوا الْحِجَابَ مِنْ كَتَّانٍ مَبْرُومٍ ذِي أَلْوَانٍ زَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ، بَعْدَ أَنْ حَاكَ عَلَيْهِ حَائِكٌ مَاهِرٌ رَسْمَ الْكَرُوبِيمِ. -\v 36 وَصَنَعُوا لَهُ أَرْبَعَةَ أَعْمِدَةٍ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ مُغَشَّاةً بِذَهَبٍ، لَهَا أَرْبَعَةُ خَطَاطِيفَ مِنْ ذَهَبٍ، وَقَائِمَةً عَلَى أَرْبَعِ قَوَاعِدَ مِنْ فِضَّةٍ. -\p -\v 37 وَنَسَجُوا سِتَاراً لِمَدْخَلِ الْمَسْكَنِ ذَا أَلْوَانٍ زَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ، وَخُيُوطِ كَتَّانٍ مَبْرُومٍ مِنْ تَطْرِيزِ حَائِكٍ مَاهِرٍ. -\v 38 لَهُ خَمْسَةُ أَعْمِدَةٍ، ذَاتِ خَطَاطِيفَ وَغَشَّوْا رُؤُوسَهَا وَقُضْبَانَهَا بِذَهَبٍ وَسَبَكُوا لَهَا خَمْسَ قَوَاعِدَ مِنْ نُحَاسٍ. -\c 37 -\s1 التابوت -\p -\v 1 ثُمَّ صَنَعَ بَصَلْئِيلُ التَّابُوتَ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، طُولُهُ ذِرَاعَانِ وَنِصْفٌ (نحْوَ مِتْرٍ وَرُبْعِ الْمِتْرِ) وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً) وَارْتِفَاعُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً). -\v 2 وَغَشَّى جُدْرَانَهُ الدَّاخِلِيَّةَ وَالْخَارِجِيَّةَ بِذَهَبٍ خَالِصٍ، وَجَعَلَ لَهُ إِطَاراً مِنْ ذَهَبٍ. -\v 3 وَسَبَكَ لَهُ أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ، ثَبَّتَهَا عَلَى قَوَائِمِهِ الأَرْبَعِ، حَلْقَتَيْنِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. -\v 4 وَصَنَعَ عَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ غَشَّاهُمَا بِالذَّهَبِ. -\v 5 وَأَدْخَلَهُمَا فِي الْحَلَقَاتِ الْمُثَبَّتَةِ عَلَى جَانِبَيِ التَّابُوتِ لِيُحْمَلَ بِهِمَا. -\p -\v 6 وَصَنَعَ بَصَلْئِيلُ غِطَاءً مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ، طُولُهُ ذِرَاعَانِ وَنِصْفٌ (نَحْوَ مِتْرٍ وَرُبْعِ الْمِتْرِ) وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً) -\v 7 وَخَرَطَ كَرُوبَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ أَقَامَهُمَا عَلَى طَرَفَيِ الْغِطَاءِ. -\v 8 فَصَنَعَ كَرُوباً وَاحِداً عَلَى كُلِّ طَرَفٍ مِنَ الْغِطَاءِ، مَخْرُوطَيْنِ مِنَ الْغِطَاءِ نَفْسِهِ، وَقَائِمَيْنِ عَلَى طَرَفَيْهِ. -\v 9 وَكَانَ الْكَرُوبَانِ مُتَوَاجِهَيْنِ بَاسِطَيْنِ أَجْنِحَتَهُمَا إِلَى فَوْقُ، يُظَلِّلانِ بِهِمَا الْغِطَاءَ، وَيَتَّجِهَانِ بِوَجْهَيْهِمَا نَحْوَهُ. -\s1 المائدة -\p -\v 10 وَصَنَعَ مَائِدَةً مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ طُولُهَا ذِرَاعَانِ (نَحْوَ مِتْرٍ) وَعَرْضُهَا ذِرَاعٌ (نَحْوَ نِصْفِ الْمِتْرِ) وَارْتِفَاعُهَا ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً). -\v 11 وَغَشَّاهَا بِالذَّهَبِ الْخَالِصِ. وَصَنَعَ لَهَا إِطَاراً عَالِياً مِنَ الذَّهَبِ. -\v 12 وَأَحَاطَهَا بِحَافَةٍ عَرْضُهَا شِبْرٌ. وَصَنَعَ لِمُحِيطِ الْحَافَةِ إطَاراً مِنْ ذَهَبٍ. -\v 13 وَسَبَكَ لَهَا أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ، ثَبَّتَهَا عَلَى زَوَايَا قَوَائِمِهَا الأَرْبَعِ. -\v 14 فَكَانَتِ الْحَلَقَاتُ الْمُثَبَّتَةُ عَلَى الْحَافَةِ أَمَاكِنَ لِعَصَوَيْنِ، تُحْمَلُ بِهِمَا الْمَائِدَةُ. -\v 15 وَصَنَعَ الْعَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، وَغَشَّاهُمَا بِالذَّهَبِ لِتُحْمَلَ بِهِمَا الْمَائِدَةُ. -\v 16 أَمَّا صِحَافُ الْمَائِدَةِ وَصُحُونُهَا وَكُؤُوسُهَا وَأَبَارِيقُهَا الَّتِي يُسْكَبُ بِها، فَصَاغَهَا مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ. -\s1 المنارة -\p -\v 17 وَخَرَطَ الْمَنَارَةَ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ، فَكَانَتْ قَاعِدَتُهَا وَسَاقُهَا وَكَاسَاتُهَا وَبَرَاعِمُهَا وَأَزْهَارُهَا كُلُّهَا مَخْرُوطَةً مَعاً مِنْ قِطْعَةٍ وَاحِدَةٍ، -\v 18 وَلَهَا سِتُّ شُعَبٍ. يَتَفَرَّعُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ مِنْهَا ثَلاثُ شُعَبِ مَنَارَةٍ. -\v 19 وَفِي كُلِّ شُعْبَةٍ ثَلاثُ كَاسَاتٍ لَوْزِيَّةٍ بِبُرْعُمٍ وَزَهْرٍ. وَهَكَذَا إِلَى السِّتَّةِ الأَفْرُعِ الْمُتَشَعِّبَةِ مِنَ الْمَنَارَةِ. -\v 20 وَعَلَى الْمَنَارَةِ أَرْبَعُ كَاسَاتٍ لَوْزِيَّةٍ بِبَرَاعِمِهَا وَأَزْهَارِهَا. -\v 21 وَجَعَلَ تَحْتَ كُلِّ فَرْعَيْنِ مِنَ الأَفْرُعِ الْمُتَشَعِّبَةِ مِنَ الْمَنَارَةِ بُرْعُماً، وَهَكَذَا فَعَلَ لِلسِّتَّةِ الأَفْرُعِ. -\v 22 فَكَانَتْ بَرَاعِمُهَا وَأَفْرُعُهَا الْمَصْنُوعَةُ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ، مَخْرُوطَةً كُلُّهَا مِنْ قِطْعَةٍ وَاحِدَةٍ. -\v 23 وَصَنَعَ لَهَا سَبْعَةَ سُرُجٍ مَعَ مَلاقِطِهَا وَمَنَافِضِهَا مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ. -\v 24 فَكَانَ وَزْنُ الذَّهَبِ الْخَالِصِ الْمُصَاغِ فِي صُنْعِهَا وَصُنْعِ أَوَانِيهَا وَزْنَةً (نَحْوَ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ كِيْلُو جِرَاماً). -\s1 مذبح البخور -\p -\v 25 وَصَنَعَ مَذْبَحَ الْبَخُورِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، فَكَانَ سَطْحُهُ مُرَبَّعاً، طُولُهُ ذِرَاعٌ (نَحْوَ نِصْفِ الْمِتْرِ)، وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ (نَحْوَ نِصْفِ الْمِتْرِ) وَارْتِفَاعُهُ ذِرَاعَانِ (نَحْوَ مِتْرٍ). وَكَانَتْ قُرُونُهُ مَخْرُوطَةٌ مِنْهُ. -\v 26 وَغَشَّى سَطْحَهُ وَجُدْرَانَهُ وَقُرُونَهُ بِذَهَبٍ خَالِصٍ. وَطَوَّقَهُ بِإِطَارٍ مِنْ ذَهَبٍ. -\v 27 وَصَنَعَ لَهُ أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ، ثَبَّتَ كُلَّ اثْنَتَيْنِ مِنْهَا تَحْتَ الإِطَارِ عَلَى جَانِبَيْهِ، لِتُوْضَعَ فِيهَا الْعَصَوَانِ اللَّتَانِ يُحْمَلُ بِهِمَا الْمَذْبَحُ. -\v 28 وَصَنَعَ الْعَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ الْمُغَشَّى بِالذَّهَبِ -\v 29 وَصَنَعَ دُهْنَ الْمَسْحَةِ الْمُقَدَّسَ وَالْبَخُورَ الْعَطِرَ النَّقِيَّ كَمَا يَصْنَعُهَا عَطَّارٌ حَاذِقٌ. -\c 38 -\s1 مذبح المحرقات -\p -\v 1 وَصَنَعَ مَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، فَكَانَ سَطْحُهُ مُرَبَّعَ الشَّكْلِ، طُولُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ وَنِصْفِ الْمِتْرِ)، وَعَرْضُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ وَنِصْفِ الْمِتْرِ)، وَارْتِفَاعُهُ ثَلاثَةُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرٍ وَنِصْفِ الْمِتْرِ). -\v 2 وَصَنَعَ لَهُ قُرُوناً، أَقَامَهَا عَلَى زَوَايَاهُ الأَرْبَعِ، مَخْرُوطَةً مِنْ ذَاتِ خَشَبِهِ. وَغَشَّاهُ بِنُحَاسٍ. -\v 3 وَكَذَلِكَ طَرَقَ مِنْ نُحَاسٍ جَمِيعَ آنِيَةِ الْمَذْبَحِ: الْقُدُورَ وَالْمَجَارِفَ وَالأَحْوَاضَ وَالْمَنَاشِلَ وَالْمَجَامِرَ. -\v 4 وَصَنَعَ لِلْمَذْبَحِ شَبَكَةً نُحَاسِيَّةً، وَضَعَهَا تَحْتَ حَافَةِ الْمَذْبَحِ مِنْ أَسْفَلُ، بِحَيْثُ تَصِلُ إِلَى مُنْتَصَفِهِ. -\v 5 وَسَكَبَ أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ نُحَاسِيَّةً عَلَى أَطْرَافِ الشَّبَكَةِ النُّحَاسِيَّةِ لإِدْخَالِ الْعَصَوَيْنِ فِيهَا. -\v 6 وَصَنَعَ الْعَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ المُغَشَّى بِالنُّحَاسِ. -\v 7 وَأَدْخَلَ الْعَصَوَيْنِ فِي الْحَلَقَاتِ الْمُثَبَّتَةِ عَلَى جَانِبَيِ الْمَذْبَحِ، لِيُحْمَلَ بِهِمَا. وَكَانَ الْمَذْبَحُ مُجَوَّفاً مَصْنُوعاً مِنْ أَلْوَاحٍ. -\s1 حوض الاغتسال -\p -\v 8 وَصَنَعَ حَوْضَ الاغْتِسَالِ وَقَاعِدَتَهُ مِنْ نُحَاسٍ. صَهَرَهَا مِنَ الْمَرَايَا النُّحَاسِيَّةِ الَّتِي تَبَرَّعَتْ بِها النِّسَاءُ اللَّوَاتِي احْتَشَدْنَ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\s1 ساحة المسكن -\p -\v 9 وَأَحَاطَ بَصَلْئِيلُ سَاحَةَ الْمَسْكَنِ مِنْ جِهَةِ الْجَنُوبِ بِسَتَائِرَ مِنْ كَتَّانٍ مَبْرُومٍ، طُولُهَا مِئَةُ ذِرَاعٍ (نَحْوَ خَمْسِينَ مِتْراً). -\v 10 لَهَا عِشْرُونَ عَمُوداً، ذَاتُ عِشْرِينَ قَاعِدَةً نُحَاسِيَّةً بِخَطَاطِيفَ وَقُضْبَانٍ مِنْ فِضَّةٍ. -\v 11 وَكَذَلِكَ جَعَلَ طُولَ سَتَائِرِ الْجَانِبِ الشِّمَالِيِّ مِئَةَ ذِرَاعٍ (نَحْوَ خَمْسِينَ مِتْراً) وَأَعْمِدَتَهُ عِشْرِينَ عَمُوداً ذَاتَ عِشْرِينَ قَاعِدَةً نُحَاسِيَّةً، بِخَطَاطِيفَ وَقُضْبَانٍ مِنْ فِضَّةٍ. -\v 12 أَمَّا الْجَانِبُ الْغَرْبِيُّ فَقَدْ كَانَ طُولُ سَتَائِرِهِ خَمْسِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ مِتْراً) مُعَلَّقَةً بَخَطَاطِيفَ وَقُضْبَانٍ مِنْ فِضَّةٍ، عَلَى أَعْمِدَةٍ ذَاتِ عَشْرِ قَوَاعِدَ. -\v 13 وَكَذَلِكَ الْجَانِبُ الشَّرْقِيُّ فَقَدْ كَانَ طُولُهُ خَمْسِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ مِتْراً). -\v 14 فَكَانَ طُولُ السَّتَائِرِ عَلَى الْجَانِبِ الْجَنُوبِيِّ لِمَدْخَلِ السَّاحَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ ذِرَاعاً (نَحْوَ سَبْعةِ أَمْتَارٍ وَنِصْفِ الْمِتْرِ)، مُعَلَّقَةً عَلَى ثَلاثَةِ أَعْمِدَةٍ ذَاتِ ثَلاثِ قَوَاعِدَ. -\v 15 أَمَّا طُولُ السَّتَائِرِ عَلَى الْجَانِبِ الآخَرِ (أَيِ الشِّمَالِيِّ) لِمَدْخَلِ السَّاحَةِ فَكَانَ خَمْسَ عَشْرَةَ ذِرَاعاً (نَحْوَ سَبْعَةِ أَمْتَارٍ وَنِصْفِ الْمِتْرِ)، مُعَلَّقَةً عَلَى ثَلاثَةِ أَعْمِدَةٍ ذَاتِ ثَلاثِ قَوَاعِدَ. -\v 16 وَكَانَتْ جَمِيعُ السَّتَائِرِ الْمُحِيطَةِ بِالسَّاحَةِ مَنْسُوجَةً مِنْ كَتَّانٍ نَقِيٍّ مَبْرُومٍ. -\v 17 وَصَنَعَ قَوَاعِدَ الأَعْمِدَةِ مِنْ نُحَاسٍ. أَمَّا الْمَشَابِكُ وَالْقُضْبَانُ فَكَانَتْ مِنْ فِضَّةٍ، وَتِيجَانُ الأَعْمِدَةِ مُغَطَّاةً بِالْفِضَّةِ. وَجَمِيعُ أَعْمِدَةِ السَّاحَةِ مَوْصُولَةٌ بِقُضْبَانٍ مِنْ فِضَّةٍ. -\v 18 وَكَانَ عَرْضُ سِتَارِ مَدْخَلِ سَاحَةِ الْمَسْكَنِ عِشْرِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ عَشَرَةِ أَمْتَارٍ) وَارْتِفَاعُهُ خَمْسَ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ وَنِصْفِ الْمِتْرِ)، كَارْتِفَاعِ السَّاحَةِ، وَهُوَ مَصْنُوعٌ مِنْ كَتَّانٍ ذِي أَلْوَانٍ زَرْقَاءَ وَبَنَفَسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ مِنْ صِنَاعَةِ حَائِكٍ مَاهِرٍ. -\v 19 وَعَلَّقَهُ بِخَطَاطِيفَ فضِّيَّةٍ عَلَى أَرْبَعَةِ أَعْمِدَةٍ فِضِّيَّةٍ فَوْقَ أَرْبَعِ قَوَاعِدَ نُحَاسِيَّةٍ. وَكَانَتْ تِيجَانُ الأَعْمِدَةِ وَقُضْبَانُهَا مِنْ فِضَّةٍ. -\v 20 أَمَّا جَمِيعُ أَوْتَادِ الْخَيْمَةِ والسَّاحَةِ الْمُحِيطَةِ بِها، فَقَدْ كَانَتْ مِنْ نُحَاسٍ. -\s1 المواد المستخدمة -\p -\v 21 وَمَا يَلِي الْمَقَادِيرُ الْمُسْتَخْدَمَةُ فِي بِنَاءِ مَسْكَنِ الشَّهَادَةِ، الَّتِي تَمَّ حِسَابُهَا بِمُقْتَضَى أَمْرِ مُوسَى، بِإِشْرَافِ اللّاوِيِّينَ عَلَى يَدِ إِيثَامَارَ بْنِ هَرُونَ الْكَاهِنِ. -\v 22 وَكَانَ بَصَلْئِيلُ بْنُ أُورِي حَفِيدُ حُورٍ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، هُوَ الَّذِي صَنَعَ كُلَّ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ مُوسَى. -\v 23 يُعَاوِنُهُ أَهُولِيآبُ بْنُ أَخِيسَامَاكَ مِنْ سِبْطِ دَانٍ، الَّذِي بَرَعَ فِي النَّقْشِ وَالتَّوْشِيَةِ وَالتَّطْرِيزِ بِالأَلْوَانِ الزَّرْقَاءِ وَالْبَنَفْسَجِيَّةِ وَالْحَمْرَاءِ وَخُيُوطِ الكَتَّانِ الْبَيْضَاءِ. -\p -\v 24 كَانَ وَزْنُ الذَّهَبِ الْمُسْتَخْدَمِ فِي جَمِيعِ عَمَلِ الْمَسْكَنِ مِنَ التَّبَرُّعَاتِ تِسْعاً وَعِشْرِينَ وَزْنَةً وَسَبْعَ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَثَلاثَةٍ وَخَمْسِينَ كِيلُو جِرَاماً) طِبْقاً لِمَوازِينِ الْمَقْدِسِ. -\v 25 أَمَّا وَزْنُ الْفِضَّةِ الْمُجْبَاةِ مِنَ الْمَعْدُودِينَ مِنَ الشَّعْبِ، فَكَانَ مِئَةَ وَزْنَةٍ وَأَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ وَخَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَلاثَةِ آلافٍ وَسِتِّ مِئَةٍ وَوَاحِدٍ وَعِشْرِينَ كِيلُو جِرَاماً) طِبْقاً لِمَوازِينِ الْمَقْدِسِ. -\v 26 إِذْ كَانَ يُفْرَضُ عَلَى كُلِّ شَخْصٍ مِنَ الْمَعْدُودِينَ بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً وَمَا فَوْقُ، نِصْفُ شَاقِلٍ (نَحْوَ سِتَّةِ جِرَامَاتٍ) طِبْقاً لِمَوَازِينِ الْمَقْدِسِ. وَكَانَ عَدَدُ الْمَعْدُودِينَ نَحْوَ سِتِّ مِئَةٍ وَثَلاثَةِ آلافِ رَجُلٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ رَجُلاً -\v 27 وَكَانَ وَزْنُ الفِضَّةِ الْمُسْتَهْلَكَةِ فِي صَبِّ قَوَاعِدِ الْمَسْكَنِ وَالسَّتَائِرِ الْمِئَةِ مِئَةَ وَزْنَةٍ (نَحْوَ ثَلاثَةِ آلافٍ وَسِتِّ مِئَةِ كِيلُو جِرَامٍ)، أَيْ وَزْنَةً وَاحِدَةً (نَحْوَ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ كِيلُو جِرَاماً) لِكُلِّ قَاعِدَةٍ. -\v 28 أَمَّا مَا فَضَلَ مِنَ الفِضَّةِ البَالِغَةِ أَلْفاً وَسَبْع مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ شاقِلاً (نَحْوَ وَاحِدٍ وَعِشْرِينَ كِيلُو جِرَاماً) فَقَدِ اسْتُخْدِمَتْ فِي صُنْعِ خَطَاطِيفِ الأَعْمِدَةِ وَالْقُضْبَانِ وَتَغْشِيَةِ تِيجَانِ الأَعْمِدَةِ. -\v 29 وَكَانَ وَزْنُ النُّحَاسِ الَّذِي تَبَرَّعَ بِهِ الشَّعْبُ سَبْعِينَ وَزْنَةً وَأَلْفَيْنِ وَأَرْبَعَ مِئَةِ شَاقِلٍ (نَحْوَ أَلْفَيْنِ وَخَمْسِ مِئَةِ وَتِسْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ كيلُو جِرَاماً). -\v 30 وَمِنْهُ صَبَّ قَواعِدَ بَابِ خَيْمَةِ الْاجْتِمَاعِ وَمَذْبَحَ النُّحَاسِ وَشَبَكَتَهُ النُّحَاسِيَّةَ وَجَمِيعَ أَوَانِيهِ. -\v 31 وَقَوَاعِدَ السَّاحَةِ الْمُحِيطَةِ بِالْخَيْمَةِ، وَقَوَاعِدَ مَدْخَلِهَا وَجَمِيعَ أَوْتَادِ الْمَسْكَنِ وَالدَّارِ الْمُحِيطَةِ بِهِ. -\c 39 -\s1 الثياب الكهنوتية -\p -\v 1 وَحَاكُوا مِنَ الْخُيُوطِ الزَّرْقَاءِ وَالْبَنَفْسَجِيَّةِ وَالْحَمْرَاءِ ثِيَاباً مَنْسُوجَةً لاِرْتِدَائِهَا فِي أَثْنَاءِ خِدْمَةِ الْمَقْدِسِ، وَكَذَلِكَ نَسَجُوا مِنْهَا ثِيَابَ هَرُونَ الْمُقَدَّسَةَ تَمَاماً كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. -\s1 الأفود -\p -\v 2 فَنَسَجُوا الرِّدَاءَ مِنْ خُيُوطٍ ذَهَبِيَّةٍ وَزَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ وَنَسِيجِ الْكَتَّانِ الْمَبْرُومِ. -\v 3 وَطَرَقُوا الذَّهَبَ رَقَائِقَ، وَقَدُّوهَا خُيُوطاً لِيَنْسِجُوهَا بَيْنَ الْخُيُوطِ الزَّرْقَاءِ وَالْبَنَفْسَجِيَّةِ وَالْحَمْرَاءِ وَالْكَتَّانِيَّةِ صَنْعَةَ مُطَرِّزٍ حَاذِقٍ. -\v 4 وَصَنَعُوا لِلرِّدَاءِ كَتِفَيْنِ مَوْصُولَيْنِ عِنْدَ الطَّرَفَيْنِ لِيُمْكِنَ تَثْبِيتُهُ. -\v 5 أَمَّا الْحِزَامُ فَقَدْ حِيكَ مِنْ ذَاتِ نَوْعِ الْقُمَاشِ، مِنْ خُيُوطٍ ذَهَبِيَّةٍ وَزَرْقَاءَ وَحَمْرَاءَ وَكَتَّانٍ مَبْرُومٍ تَمَاماً كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. -\v 6 وَأَحَاطُوا حَجَرَيِ الْجَزْعِ بِطَوْقَينِ مِنْ ذَهَبٍ نُقِشَتْ عَلَيْهِمَا أَسْمَاءُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ كَمَا يُنْقَشُ عَلَى الْخَاتَمِ. -\v 7 وَتَمَّ تَثْبِيتُهَا عَلَى كَتِفَيِ الرِّدَاءِ، كَحَجَرَيْ تَذْكِرَةٍ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. -\s1 الصدرة -\p -\v 8 وَحَاكُوا الصُّدْرَةَ حِيَاكَةَ مُطَرِّزٍ حَاذِقٍ مِنْ ذَاتِ نَسِيجِ الرِّدَاءِ مِنْ خُيُوطٍ ذَهَبِيَّةٍ وَزَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ وَكَتَّانٍ مَبْرُومٍ. -\v 9 وَكَانَتِ الصُّدْرَةُ مُرَبَّعَةً، طُولُهَا شِبْرٌ وَعَرْضُهَا شِبْرٌ، وَمَثْنِيَّةً، -\v 10 مُرَصَّعَةً بِأَرْبَعَةِ صُفُوفِ حِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ، الصَّفُّ الأَوَّلُ عَقِيقٌ أَحْمَرُ وَيَاقُوتٌ أَصْفَرُ وَزُمُرُّدٌ. -\v 11 وَالصَّفُّ الثَّانِي بَهْرَمَانُ وَيَاقُوتٌ أَزْرَقُ وَعَقِيقٌ أَبْيَضُ. -\v 12 وَالصَّفُّ الثَّالِثُ عَيْنُ الهِرِّ وَيَشْمٌ وَجَمَشْتُ -\v 13 وَالصَّفُّ الرَّابِعُ زَبَرْجَدٌ وَجَزْعٌ وَيَشْبٌ. وَكَانَتْ كُلُّهَا مُحَاطَةً بِأَطْوَاقٍ مِنْ ذَهَبٍ فِي تَرْصِيعِهَا. -\v 14 وَنُقِشَ عَلَى كُلِّ حَجَرٍ مِنَ الأَحْجَارِ الْكَرِيمَةِ اسْمُ وَاحِدٍ مِنْ أَسْمَاءِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ كَمَا يُنْقَشُ عَلَى الْخَاتَمِ، -\v 15 وَصَنَعُوا عَلَى الصُّدْرَةِ سِلْسِلَتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ مَضْفُورَتَيْنِ كَحَبْلٍ. -\v 16 وَصَاغُوا طَوْقَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ وَحَلْقَتَيْنِ ذَهَبِيَّتَيْنِ، وَثَبَّتُوا الْحَلْقَتَيْنِ عَلَى طَرَفَيِ الصُّدْرَةِ. -\v 17 وَأَدْخَلُوا سِلْسِلَتَيِ الذَّهَبِ فِي الْحَلْقَتَيْنِ عَلَى طَرَفَيِ الصُّدْرَةِ. -\v 18 وَأَمَّا طَرَفَا السِّلْسِلَتَيْنِ فَرَبَطُوهُمَا بِالطَّوْقَيْنِ، وَثَبَّتُوهُمَا عَلَى كَتِفَيِ الرِّدَاءِ مِنَ الأَمَامِ. -\v 19 كَذَلِكَ صَاغُوا حَلْقَتَيْنِ ذَهَبِيَّتَيْنِ وَثَبَّتُوهُمَا عَلَى حَاشِيَةِ طَرَفَيِ الصُّدْرَةِ الدَّاخِلِيَّةِ الْمُلاصِقَةِ لِلرِّدَاءِ. -\v 20 كَمَا صَاغُوا حَلْقَتَيْنِ ذَهَبِيَّتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ، وَوَضَعُوهُمَا عَلَى أَسْفَلِ كَتِفَيِ الرِّدَاءِ مِنَ الأَمَامِ، عِنْدَ مَكَانِ الْوَصْلِ فَوْقَ حِزَامِ الرِّدَاءِ. -\v 21 وَرَبَطُوا حَلْقَتَيِ الصُّدْرَةِ إِلَى حَلْقَتَيِ الرِّدَاءِ بِخَيْطٍ أَزْرَقَ لِتَثْبُتَ فَوْقَ حِزَامِ الرِّدَاءِ وَهَكَذَا لَا تُنْتَزَعُ الصُّدْرَةُ عَنِ الرِّدَاءِ، تَمَاماً كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. -\s1 ثياب كهنوتية أخرى -\p -\v 22 وَصَنَعُوا جُبَّةَ الرِّدَاءِ مِنْ قُمَاشٍ أَزْرَقَ صِنَاعَةَ حَائِكٍ حَاذِقٍ، -\v 23 فَكَانَ لَهَا فَتْحَةٌ فِي وَسَطِهَا عَلَى غِرَارِ فَتْحَةِ الْقَمِيصِ، ذَاتُ حَاشِيَةٍ مُحِيطَةٍ لِئَلّا تَتَمَزَّقَ -\v 24 وَجَعَلُوا عَلَى اسْتِدَارَةِ أَذْيَالِهَا رُمَّانَاتٍ مِنْ خُيُوطٍ كَتَّانِيَّةٍ مَبْرُومَةٍ زَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ. -\v 25 وَعَلَّقُوا بَيْنَهَا أَجْرَاساً مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ. -\v 26 فَكَانَ بَيْنَ كُلِّ رُمَّانَتَيْنِ جَرَسٌ مُعَلَّقٌ عَلَى اسْتِدَارَةِ هُدْبِ الْجُبَّةِ الَّتِي تُرْتَدَى فِي أَثْنَاءِ الْخِدْمَةِ، تَمَاماً كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. -\p -\v 27 وَنَسَجُوا أَقْمِصَةَ هَرُونَ وَبَنِيهِ مِنْ كَتَّانٍ. -\v 28 وَكَذَلِكَ الْعِمَامَةَ وَعَصَائِبَ الْقَلانِسِ وَالسَّرَاوِيلِ، نَسَجُوهَا كُلَّهَا مِنْ خُيُوطِ الْكَتَّانِ الْمَبْرُومَةِ. -\v 29 أَمَّا الْحِزَامُ فَقَدْ حَاكُوهُ مِنْ خُيُوطِ الْكَتَّانِ الْمَبْرُومَةِ ذَاتِ الأَلْوَانِ الزَّرْقَاءِ وَالْبَنَفْسَجِيَّةِ وَالْحَمْرَاءِ، تَطْرِيزَ حَائِكٍ حَاذِقٍ، تَمَاماً كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. -\p -\v 30 وَصَنَعُوا صَفِيحَةَ الإِكْلِيلِ الْمُقَدَّسِ مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ، وَنَقَشُوا عَلَيْهَا كَمَا يُنْقَشُ عَلَى الْخَاتَمِ: «قُدْسٌ لِلرَّبِّ». -\v 31 وَثَبَّتُوهَا بِخَيْطٍ أَزْرَقَ فِي مُقَدِّمَةِ عِمَامَةِ هَرُونَ تَمَاماً كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. -\s1 موسى يفحص المسكن -\p -\v 32 وَهَكَذَا اكْتَمَلَ كُلُّ بِنَاءِ مَسْكَنِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. فَأَقَامَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِمُوجِبِ مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ مُوسَى. -\v 33 فَجَاءُوا بِالْمَسْكَنِ إِلَى مُوسَى، الْخَيْمَةِ وَجَمِيعِ أَوَانِيهَا وَمَشَابِكِهَا وَأَلْوَاحِهَا وَعَوَارِضِهَا وَأَعْمِدَتِهَا وَقَوَاعِدِهَا -\v 34 وَالسَّقْفِ الْمَصْنُوعِ مِنْ جُلُودِ الْكِبَاشِ الْمَصْبُوغَةِ بِاللَّوْنِ الْبَنَفْسِجَيِّ، وَكَذَلِكَ السَّقْفِ الْمَصْنُوعِ مِنْ جُلُودِ الدُّلْفِينِ، وَالْحِجَابِ الْفَاصِلِ بَيْنَ الْقُدْسِ وَقُدْسِ الأَقْدَاسِ، -\v 35 وَتَابُوتِ الشَّهَادَةِ وَعَصَوَيْهِ وَالْغِطَاءِ، -\v 36 وَالْمَائِدَةِ مَعَ كُلِّ أَوَانِيهَا وَخُبْزِ التَّقْدِمَةِ، -\v 37 وَالْمَنَارَةِ الذَّهَبِيَّةِ وَسُرُجِهَا الْمُنَضَّدَةِ مَعَ سَائِرِ أَوَانِيهَا، وَزَيْتِ إِضَاءَتِهَا، -\v 38 وَمَذْبَحِ الذَّهَبِ وَدُهْنِ الْمَسْحَةِ، وَالْبَخُورِ الْعَطِرِ، وَسَتَائِرِ مَدْخَلِ الْخَيْمَةِ، -\v 39 وَمَذْبَحِ النُّحَاسِ وَشَبَكَتِهِ النُّحَاسِيَّةِ، وَعَصَوَيْهِ، وَجَمِيعِ أَوَانِيهِ، وَحَوْضِ الاغْتِسَالِ وَقَاعِدَتِهِ، -\v 40 وَأَسْتَارِ السَّاحَةِ وَأَعْمِدَتِهَا وَقَوَاعِدِهَا، وَسِتَارَةِ بَابِ السَّاحَةِ وَحِبَالِهَا وَأَوْتَادِهَا، وَسَائِرِ أَوَانِي الْخِدْمَةِ الْمُسْتَعْمَلَةِ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، -\v 41 وَالثِّيَابِ الْمَنْسُوجَةِ الَّتِي تُرْتَدَى فِي أَثْنَاءِ الْخِدْمَةِ فِي الْمَقْدِسِ وَثِيَابِ هَرُونَ الْكَاهِنِ الْمُقَدَّسَةِ، وَثِيَابِ بَنِيهِ الْكَهَنَةِ. -\v 42 وَهَكَذَا قَامَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِجَمِيعِ الْعَمَلِ بِمُقْتَضَى مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ مُوسَى، -\v 43 فَنَظَرَ مُوسَى جَمِيعَ الْعَمَلِ وَإذَا هُمْ قَدْ صَنَعُوهُ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ، فَبَارَكَهُمْ مُوسَى. -\c 40 -\s1 إقامة المسكن -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «تُقِيمُ مَسْكَنَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ (مِنَ السَّنَةِ الْعِبْرِيَّةِ). -\v 3 وَتَضَعُ فِيهِ تَابُوتَ الشَّهَادَةِ الَّذِي فِيهِ الْوَصَايَا الْعَشَرُ، وَتَسْتُرُهُ بِالْحِجَابِ. -\v 4 ثُمَّ تُدْخِلُ الْمَائِدَةَ وَتُرَتِّبُ أَوَانِيهَا عَلَيْهَا، وَأَيْضاً الْمَنَارَةَ وَتُضِيءُ سُرُجَهَا. -\v 5 وَتَضَعُ مَذْبَحَ الْبَخُورِ الذَّهَبِيَّ أَمَامَ تَابُوتِ الشَّهَادَةِ الْقَائِمِ وَرَاءَ الْحِجَابِ، وَتُعَلِّقُ سَتَائِرَ بَابِ الْمَسْكَنِ. -\v 6 وَتَجْعَلُ مَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ النُّحَاسِيَّ أَمَامَ بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 7 ثُمَّ تَضَعُ حَوْضَ الاغْتِسَالِ بَيْنَ الْمَسْكَنِ وَالْمَذْبَحِ، وَامْلأْهُ بِالْمَاءِ. -\v 8 وَتَنْصِبُ سَتَائِرَ السَّاحَةِ الْمُحِيطَةِ بِالْمَسْكَنِ، وَتُعَلِّقُ سِتَارَ مَدْخَلِهَا. -\p -\v 9 وَتَأْخُذُ دُهْنَ الْمَسْحَةِ وَتَمْسَحُ بِهِ الْخَيْمَةَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، وَتُقَدِّسُ جَمِيعَ أَوَانِيهَا لِتَكُونَ مُخَصَّصَةً لِي. -\v 10 وَتَمْسَحُ أَيْضاً مَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ وَجَمِيعَ أَوَانِيهِ وَتُقَدِّسُهُ لِيَكُونَ قُدْسَ أَقْدَاسٍ. -\v 11 وَكَذَلِكَ تَمْسَحُ حَوْضَ الاغْتِسَالِ وَقَاعِدَتَهُ وَتُقَدِّسُهُ. -\v 12 وَتُحْضِرُ هَرُونَ وَبَنِيهِ إِلَى مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَتَغْسِلُهُمْ بِمَاءٍ. -\v 13 وَتُلْبِسُ هَرُونَ ثِيَابَهُ الْمُقَدَّسَةَ، وَتَمْسَحُهُ وَتُكَرِّسُهُ كَاهِناً لِخِدْمَتِي. -\v 14 ثُمَّ تُحْضِرُ بَنِيهِ وَتُلْبِسُهُمْ أَقْمِصَتَهُمْ أَيْضاً. -\v 15 وَتَمْسَحُهُمْ كَمَا مَسَحْتَ أَبَاهُمْ، فَيَكُونُونَ كَهَنَةً لِي. فَتَكُونُ هَذِهِ الْمَسْحَةُ مَسْحَةَ كَهَنُوتٍ لَهُمْ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ». -\p -\v 16 فَفَعَلَ مُوسَى كُلَّ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ. -\v 17 فَأَقَامَ الْمَسْكَنَ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ (لِلسَّنَةِ الْعِبْرِيَّةِ). -\v 18 وَصَبَّ قَوَاعِدَهُ وَوَضَعَ أَلْوَاحَهُ وَعَوَارِضَهُ، وَنَصَبَ أَعْمِدَتَهُ. -\v 19 وَبَسَطَ السَّقْفَ فَوْقَ الْمَسْكَنِ وَوَضَعَ غِطَاءَهُ عَلَيْهِ، كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. -\v 20 ثُمَّ أَخَذَ لَوْحَيِ الْوَصَايَا الْعَشْرِ وَوَضَعَهَا فِي التَّابُوتِ، وَوَضَعَ الْعَصَوَيْنِ عَلَى التَّابُوتِ مِنْ فَوْقُ. -\v 21 وَحَمَلَ التَّابُوتَ إِلَى قُدْسِ الأَقْدَاسِ، وَسَتَرَ تَابُوتَ الشَّهَادَةِ بِالْحِجَابِ، كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. -\v 22 وَأَقَامَ الْمَائِدَةَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ فِي الْجَانِبِ الشِّمَالِيِّ مِنَ الْمَسْكَنِ خَارِجَ الْحِجَابِ (أَيْ فِي الْقُدْسِ). -\v 23 وَرَتَّبَ مُوسَى خُبْزَ التَّقْدِمَةِ عَلَى الْمَائِدَةِ أَمَامَ الرَّبِّ، كَمَا أَمَرَهُ. -\v 24 ثُمَّ وَضَعَ الْمَنَارَةَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، فِي الْجَانِبِ الْجَنُوبِيِّ مِنَ الْمَسْكَنِ مُقَابِلَ الْمَائِدَةِ. -\v 25 وَأَضَاءَ سُرُجَهَا أَمَامَ الرَّبِّ كَمَا أَمَرَهُ. -\v 26 وَوَضَعَ مَذْبَحَ الذَّهَبِ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ أَمَامَ الْحِجَابِ. -\v 27 وَأَحْرَقَ عَلَيْهِ بَخُوراً عَطِراً، كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. -\v 28 وَوَضَعَ سِتَارَةً عَلَى مَدْخَلِ الْخَيْمَةِ. -\v 29 وَوَضَعَ مَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ عِنْدَ بَابِ مَسَكَنِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. وَأَصْعَدَ عَلَيْهِ الْمُحْرَقَةَ وَالتَّقْدِمَةَ، كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. -\v 30 وَوَضَعَ حَوْضَ الاغْتِسَالِ بَيْنَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَمَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ. وَمَلأَهُ بِالْمَاءِ لِلاغْتِسَالِ. -\v 31 لِيَغْسِلَ مُوسَى وَهَرُونُ وَبَنُوهُ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ بِمَائِهِ. -\v 32 فَيَغْتَسِلُونَ كُلَّمَا دَخَلُوا إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ أَوِ اقْتَرَبُوا إِلَى الْمَذْبَحِ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. -\v 33 ثُمَّ نَصَبَ مُوسَى جَوَانِبَ السَّاحَةِ الْمُحِيطَةِ بِالْمَسْكَنِ، وَعَلَّقَ سِتَارَ مَدْخَلِهَا. وَهَكَذَا أَكْمَلَ مُوسَى الْعَمَلَ. -\s1 مجد الرب -\p -\v 34 وَمَا لَبِثَتِ السَّحَابَةُ أَنْ غَطَّتْ خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ وَمَلأَ جَلالُ الرَّبِّ الْمَسْكَنَ، -\v 35 فَلَمْ يَسْتَطِعْ مُوسَى دُخُولَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، لأَنَّ السَّحَابَةَ حَلَّتْ عَلَيْهَا، وَمَجْدَ الرَّبِّ مَلأَ الْمَسْكَنَ. -\v 36 وَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لَا يَرْتَحِلُونَ فِي جَمِيعِ أَسْفَارِهِمْ، إِلا إذَا ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنِ الْمَسْكَنِ. -\v 37 وَإِنْ لَمْ تَرْتَفِعْ، يَمْكُثُونَ حَيْثُ هُمْ حَتَّى يَوْمِ ارْتِفَاعِهَا. -\v 38 وَكَانَتِ السَّحَابَةُ تُغَطِّي الْمَسْكَنَ نَهَاراً، وَتَتَوَهَّجُ مِنْهَا نَارٌ لَيْلاً، عَلَى مَرْأَى كُلِّ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ فِي جَمِيعِ رِحْلاتِهِمْ. +\rem Copyright © ‎1988, 1997, 2012 by Biblica, Inc‎.®‎ +\h الخروج +\toc1 كِتَابُ الْخُرُوجِ +\toc2 الخروج +\toc3 exo +\mt1 كِتَابُ الْخُرُوجِ +\imt مقدمة +\ip تم تدوين هذا الكتاب بوحي إلهي في نفس الفترة التي سجل فيها موسى الوحي المقدس لكتاب التكوين، وقد عالج موسى بعض الحقائق المهمة التي لها مساس مباشر بظهور بني إسرائيل كأمة. يعرض هذا الكتاب إلى سيرة موسى وقيادته الرشيدة بعد أن اصطفاه الله ليكون قائداً لبني إسرائيل يخرجهم من مصر. ويرد فيه أيضاً وصف للضربات العشر التي أنزلها الله بمصر عقاباً لفرعون الذي لم يذعن لأمر الرب. وفي أثناء الضربة العاشرة تم تأسيس الاحتفال بعيد الفصح ومن ثم أصبح، تذكاراً لإنقاذ الله الشعب من قيود العبودية وقد احتفل به الإسرائيليون في مختلف أجيالهم. وعبر بنو إسرائيل البحر الأحمر وبلغوا جبل سيناء حيث أعطاهم الرب الوصايا العشر وتصميمات بناء خيمة الاجتماع، كما جدد عهده معهم. +\ip يدور موضوع هذا الكتاب حول قوة الله وسيادته على البشر. وقد تجلت هذه الحقيقة عندما حرر الله شعب إسرائيل من العبودية. ولكن الله يتوقع من المؤمنين به أن يعبدوه ويتكلوا عليه ويطيعوه؛ لهذا فإن العبادة في خيمة الاجتماع ومراعاة الشريعة كانا مظهرين من مظاهر طاعة الشعب لله. وفي العهد الجديد كان المسيح هو حمل الفصح فصُلب ليكون كفَّارة عنا وفدية لنفوسنا. +\ie + + +\s5 +\c 1 +\s1 استعباد بني إسرائيل +\p +\v 1 وَهَذِهِ هِيَ أَسْمَاءُ أَبْنَاءِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ قَدِمُوا مَعَ يَعْقُوبَ إِلَى مِصْرَ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَعَ أَهْلِ بَيْتِهِ. +\v 2 رَأُوبَيْنُ، وَشِمْعُونُ، وَلاوِي وَيَهُوذَا، +\v 3 وَيَسَّاكَرُ وَزَبُولُونُ وَبَنْيَامِينُ، +\v 4 وَدَانٌ وَنَفْتَالِي وَجَادٌ وَأَشِيرُ. +\v 5 وَكَانَتْ جُمْلَةُ النُّفُوسِ الْمَوْلُودِينَ مِنْ صُلْبِ يَعْقُوبَ سَبْعِينَ نَفْساً. أَمَّا يُوسُفُ فَقَدْ كَانَ فِي مِصْرَ. +\s5 +\v 6 ثُمَّ مَاتَ يُوسُفُ وَإخْوَتُهُ جَمِيعاً وَكَذَلِكَ سَائِرُ ذَلِكَ الْجِيلِ. +\v 7 وَنَمَا بَنُو إِسْرَائِيلَ، وَتَوَالَدُوا وَتَكَاثَرُوا وَعَظُمُوا جِدّاً حَتَّى اكْتَظَّتْ بِهِمِ الأَرْضُ. +\s5 +\p +\v 8 وَمَا لَبِثَ أَنْ قَامَ مَلِكٌ جَدِيدٌ عَلَى مِصْرَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ. +\v 9 فَقَالَ لِشَعْبِهِ: «هَا بَنُو إِسْرَائِيلَ أَكْثَرُ مِنَّا وَأَعْظَمُ قُوَّةً. +\v 10 فَلْنَتَآمَرْ عَلَيْهِمْ لِكَيْلا يَتَكَاثَرُوا وَيَنْضَمُّوا إِلَى أَعْدَائِنَا إِذَا نَشَبَ قِتَالٌ وَيُحَارِبُونَا ثُمَّ يَخْرُجُوا مِنَ الأَرْضِ». +\s5 +\v 11 فَعَهِدُوا بِهِمْ إِلَى مُشْرِفِينَ عُتَاةٍ لِيُسَخِّرُوهُمْ بِالأَعْمَالِ الشَّاقَةِ. فَبَنَوْا مَدِينَتَيْ فِيثُومَ وَرَعَمْسِيسَ لِتَكُونَا مَخَازِنَ لِفِرْعَوْنَ. +\v 12 وَلَكِنْ كُلَّمَا زَادُوا مِنْ إذْلالِهِمْ، ازْدَادَ تَكَاثُرُهُمْ وَنُمُوُّهُمْ، فَتَخَوَّفُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ +\s5 +\v 13 فَتَزَايَدَ عُنْفُ اسْتِعْبَادِ الْمِصْرِيِّينَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. +\v 14 وَأَتْعَسُوا حَيَاتَهُمْ بالأَعْمَالِ الشَّاقَةِ فِي الطِّينِ وَاللِّبْنِ كَادِحِينَ فِي الْحُقُولِ. وسَخَّرَهُمُ الْمِصْرِيُّونَ بِعُنْفٍ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِمِ الشَّاقَةِ. +\s5 +\p +\v 15 ثُمَّ قَالَ مَلِكُ مِصْرَ لِلْقَابِلَتَيْنِ الْعِبْرَانِيَّتَيْنِ الْمَدْعُوَّتَيْنِ شِفْرَةَ وَفُوعَةَ: +\v 16 «عِنْدَمَا تُشْرِفَانِ عَلَى تَوْلِيدِ النِّسَاءِ الْعِبْرَانِيَّاتِ رَاقِبَاهُنَّ عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلادَةِ، فَإنْ كَانَ الْمَوْلُودُ صَبِيًّا فَاقْتُلاهُ، وَإِنْ كَانَ بِنْتاً فاتْرُكَاهَا تَحْيَا». +\v 17 غَيْرَ أَنَّ الْقَابِلَتَيْنِ كَانَتَا تَخَافَانِ اللهَ فَلَمْ تُنَفِّذَا أَمْرَ الْمَلِكِ فاسْتَحْيَتَا الأَطْفَالَ الذُّكُورَ. +\s5 +\v 18 فَاسْتَدْعَى مَلِكُ مِصْرَ الْقَابِلَتَيْنِ وَسَأَلَهُمَا: «لِمَاذَا فَعَلْتُمَا هَذَا الأَمْرَ واسْتَحْيَيْتُمَا الأَطْفَالَ الذُّكُورَ؟» +\v 19 فَأَجَابَتَاهُ: «إنَّ النِّسَاءَ الْعِبْرَانِيَّاتِ لَسْنَ كَالْمِصْرِيَّاتِ، فَإِنَّهُنَّ قَوِيَّاتٌ يَلِدْنَ قَبْلَ وُصُولِ الْقَابِلَةِ إِلَيْهِنَّ». +\s5 +\v 20 وَتَكَاثَرَ الشَّعْبُ وَعَظُمَ جِدّاً. +\v 21 وَإِذْ خَافَتِ الْقَابِلَتَانِ اللهَ أَثَابَهُمَا بِنَسْلٍ. +\v 22 ثُمَّ أَصْدَرَ فِرْعَوْنُ أَمْرَهُ لِجَمِيعِ شَعْبِهِ قَائِلاً: «اطْرَحُوا كُلَّ ابْنٍ (عِبْرَانِيٍّ) يُوْلَدُ فِي النَّهْرِ، أَمَّا الْبَنَاتُ فَاسْتَحْيُوهُنَّ». + +\s5 +\c 2 +\s1 ولادة موسى +\p +\v 1 وَتَزَوَّجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ لاوِي فَتَاةً ابْنَةَ لاوِي. +\v 2 فَحَمَلَتِ الْمَرْأَةُ وَأَنْجَبَتِ ابْناً، وَإذْ رَاقَهَا جَمَالُهُ خَبَّأَتْهُ ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ. +\s5 +\v 3 وَلَمَّا لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تُخْفِيَهُ بَعْدُ، أَتَتْ بِسَلَّةٍ مِنَ الْبَرْدِيِّ وَطَلَتْهَا بِالْحُمَرِ والزِّفْتِ وأَضْجَعَتِ الطِّفْلَ وَوَضَعَتْهُ بَيْنَ الْحَلْفَاءِ عَلَى ضَفَّةِ النَّهْرِ. +\v 4 وَوَقَفَتْ أُخْتُهُ مِنْ بَعِيدٍ لِتَرَى مَا يَحْدُثُ لَهُ. +\s5 +\p +\v 5 وَأَقْبَلَتِ ابْنَةُ فِرْعَوْنَ لِتَسْتَحِمَّ فِي النَّهْرِ، بَيْنَمَا رَاحَتْ وَصِيفَاتُهَا تَتَمَشَّيْنَ عَلَى ضَفَّةِ النَّهْرِ. فَرَأَتِ السَّلَّةَ بَيْنَ الْحَلْفَاءِ فَأَرْسَلَتْ وَصِيفَتَهَا لِتَأْتِيَ بِها. +\v 6 فَفَتَحَتْهَا وَرَأَتِ الطِّفْلَ وَإذَا هُوَ يَبْكِي، فَرَقَّتْ لَهُ وَقَالَتْ: «هَذَا مِنْ أَوْلادِ الْعِبْرَانِيِّينَ» +\s5 +\v 7 فَقَالَتْ أُخْتُهُ لاِبْنَةِ فِرْعَوْنَ: «هَلْ أَذْهَبُ وَأَدْعُو لَكِ مُرْضِعَةً مِنَ الْعِبْرَانِيَّاتِ لِتُرْضِعَ لَكِ الْوَلَدَ؟» +\v 8 فَأَجَابَتْهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: «اذْهَبِي»؛ فَمَضَتِ الْفَتَاةُ وَدَعَتْ أَمَّ الصَّبِيِّ. +\s5 +\v 9 فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: «خُذِي هَذَا الصَّبِيَّ وَأَرْضِعِيهِ لِي، وَأَنَا أُعْطِيكِ أُجْرَتَكِ». فَأَخَذَتِ الْمَرْأَةُ الصَّبِيَّ وَأَرْضَعَتْهُ. +\v 10 وَلَمَّا كَبُرَ الْوَلَدُ، رَدَّتْهُ إِلَى ابْنَةِ فِرْعَوْنَ فَتَبَنَّتْهُ وَدَعَتْهُ مُوسَى (وَمَعْنَاهُ مُنْتَشَلٌ) قَائِلَةً: «إِنِّي انْتَشَلْتُهُ مِنَ الْمَاءِ». +\s1 موسى يهرب إلى مديان +\s5 +\p +\v 11 وَحَدَثَ بَعْدَ أَنْ كَبُرَ مُوسَى أَنَّهُ ذَهَبَ لِيَفْتَقِدَ إِخْوَتَهُ الْعِبْرَانِيِّينَ وَيَشْهَدَ مَشَقَّتَهُمْ، فَلَمَحَ رَجُلاً مِصْرِيًّا يَضْرِبُ رَجُلاً عِبْرَانِيًّا، +\v 12 فَتَلَفَّتَ حَوْلَهُ، وَإِذْ لَمْ يَجِدْ أَحَداً هُنَاكَ قَتَلَ الْمِصْرِيَّ وَطَمَرَهُ فِي الرَّمْلِ. +\s5 +\v 13 ثُمَّ خَرَجَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَإذَا رَجُلانِ عِبْرَانِيَّانِ يَتَضَارَبَانِ، فَقَالَ لِلْمُسِيءِ: «لِمَاذَا تَضْرِبُ صَاحِبَكَ؟» +\v 14 فَأَجَابَهُ: «مَنْ أَقَامَكَ رَئِيساً وَقَاضِياً عَلَيْنَا؟ أَعَازِمٌ أَنْتَ عَلَى قَتْلِي كَمَا قَتَلْتَ الْمِصْرِيَّ؟» فَخَافَ مُوسَى وَقَالَ: «حَقّاً إِنَّ الْخَبَرَ قَدْ ذَاعَ». +\s5 +\v 15 وَبَلَغَ الْخَبَرُ مَسْمَعَ فِرْعَوْنَ، فَسَعَى إِلَى قَتْلِ مُوسَى، إلّا أَنَّ مُوسَى هَرَبَ مِنْ وَجْهِ فِرْعَوْنَ، وَمَضَى لِيُقِيمَ فِي أَرْضِ مِدْيَانَ، فَبَلَغَهَا وَجَلَسَ عِنْدَ الْبِئْرِ. +\p +\v 16 وَكَانَ لِكَاهِنِ مِدْيَانَ سَبْعُ فَتَيَاتٍ فَأَقْبَلْنَ وَاسْتَقَيْنَ مَاءً وَمَلأْنَ الأَجْرَانَ لِيَسْقِينَ غَنَمَ أَبِيهِنَّ. +\v 17 فَأَتَى الرُّعَاةُ وَطَرَدُوهُنَّ. غَيْرَ أَنَّ مُوسَى هَبَّ لِنَجْدَتِهِنَّ وَسَقَى غَنَمَهُنَّ. +\s5 +\v 18 وَعِنْدَمَا رَجَعَتِ الْفَتَيَاتُ إِلَى رَعُوئِيلَ أَبِيهِنَّ سَأَلَهُنَّ: «مَا بَالُكُنَّ بَكَّرْتُنَّ بِالرُّجُوعِ الْيَوْمَ؟» +\v 19 فَأَجَبْنَهُ: «رَجُلٌ مِصْرِيٌّ أَنْقَذَنَا مِنْ أَيْدِي الرُّعَاةِ، فَاسْتَقَى لَنَا وَلِغَنَمِنَا أَيْضاً». +\v 20 فَسَأَلَهُنَّ: «وَأَيْنَ هُوَ؟ لِمَاذَا تَرَكْتُنَّ الرَّجُلَ؟ ادْعُونَهُ لِيَأْكُلَ طَعَاماً». +\s5 +\v 21 وَقَبِلَ مُوسَى أنْ يُقِيمَ مَعَ الرَّجُلِ الَّذِي زَوَّجَهُ مِنِ ابْنَتِهِ صَفُّورَةَ. +\v 22 فَأَنْجَبَتْ لَهُ ابْناً دَعَاهُ جِرْشُومَ (وَمَعْنَاهُ غَرِيبٌ) إِذْ قَالَ: «كُنْتُ نَزِيلاً فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ». +\s5 +\p +\v 23 وَبَعْدَ مُرُورِ حِقْبَةٍ طَوِيلَةٍ مَاتَ مَلِكُ مِصْرَ. وَارْتَفَعَ أَنِينُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَصُرَاخُهُمْ مِنْ وَطْأَةِ الْعُبُودِيَّةِ، وَصَعِدَ إِلَى اللهِ. +\v 24 فَأَصْغَى اللهُ إِلَى أَنِينِهِمْ، وَتَذَكَّرَ عَهْدَهُ مَعَ إِبرَاهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ. +\v 25 وَنَظَرَ اللهُ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ (وَرَقَّ لِحَالِهِمْ). + +\s5 +\c 3 +\s1 موسى والعليقة المشتعلة +\p +\v 1 وَأَمَّا مُوسَى فَكَانَ يَرْعَى غَنَمَ حَمِيهِ يَثْرُونَ كَاهِنِ مِدْيَانَ، فَقَادَ الْغَنَمَ إِلَى مَا وَرَاءِ الطَّرَفِ الأَقْصَى مِنَ الصَّحْرَاءِ حَتَّى جَاءَ إلى حُورِيبَ جَبَلِ اللهِ. +\v 2 وَهُنَاكَ تَجَلَّى لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ بِلَهِيبِ نَارٍ وَسَطَ عُلَّيْقَةٍ. فَنَظَرَ مُوسَى وَإذَا بِالْعُلَّيْقَةِ تَتَّقِدُ دُونَ أَنْ تَحْتَرِقَ. +\v 3 فَقَالَ مُوسَى: «أَمِيلُ الآنَ لأَسْتَطْلِعَ هَذَا الأَمْرَ الْعَظِيمَ. لِمَاذَا لَا تَحْتَرِقُ الْعُلَّيْقَةُ؟» +\s5 +\v 4 وَعِنْدَمَا رَأَى الرَّبُّ أَنَّ مُوسَى قَدْ دَنَا لِيَسْتَطْلِعَ الأَمْرَ، نَادَاهُ مِنْ وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ قَائِلاً: «مُوسَى». فَقَالَ: «هَا أَنَا». +\v 5 فَقَالَ: «لا تَقْتَرِبْ إِلَى هُنَا: اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، لأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ». +\p +\v 6 ثُمَّ قَالَ: «أَنَا هُوَ إِلَهُ أَبِيكَ، إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ، وَإِلَهُ إسْحاقَ، وَإِلَهُ يَعْقُوبَ». عِنْدَئِذٍ غَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ خَوْفاً مِنْ أَنْ يَرَى اللهَ (فَيَمُوتَ). +\s5 +\v 7 فَقَالَ الرَّبُّ: «قَدْ شَهِدْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ جَرَّاءِ عُتُوِّ مُسَخِّرِيهِمْ وأَدْرَكْتُ مُعَانَاتَهُمْ، +\v 8 فَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّينَ وَأُخْرِجَهُمْ مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ إِلَى أَرْضٍ طَيِّبَةٍ رَحِيبَةٍ تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً، أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. +\s5 +\v 9 وَهَا هُوَ الآنَ قَدْ وَصَلَ إِلَيَّ صُرَاخُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَرَأَيْتُ كَيْفَ يُضَايِقُهُمُ الْمِصْرِيُّونَ. +\v 10 فَهَلُمَّ الآنَ لأُرْسِلَكَ إِلَى فِرْعَوْنَ، فَتُخْرِجَ شَعْبِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ». +\s5 +\v 11 فَقَالَ مُوسَى لِلهِ: «مَنْ أَنَا حَتَّى أَمْضِيَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَأُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟» +\v 12 فَأَجَابَ: «أَنَا أَكُونُ مَعَكَ. وَمَتَى أَخْرَجْتَ الشَّعْبَ مِنْ مِصْرَ تَعْبُدُونَ اللهَ عَلَى هَذَا الْجَبَلِ، فَتَكُونُ هَذِهِ لَكَ الْعَلامَةَ أَنَّنِي أَنَا أَرْسَلْتُكَ». +\s5 +\v 13 فَقَالَ مُوسَى لِلهِ: «حِينَمَا أُقْبِلُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِنَّ إِلَهَ آبَائِكُمْ قَدْ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ وَسَأَلُونِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» +\v 14 فَأَجَابَهُ اللهُ: «أَهْيَه الَّذِي أَهْيَه» (وَمَعْنَاهُ أَنَا الْكَائِنُ الدَّائِمُ). وَأَضَافَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَه (أَنَا الْكَائِنُ)، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ.» +\p +\v 15 وَقَالَ أَيْضاً لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِشَعْبِ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ الرَّبَّ ’الكَائِنَ‘ إِلهَ آبَائِكُمْ، إِلَهَ إبْرَاهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا هُوَ اسْمِي إِلَى الْأَبَدِ، وَهُوَ الاسْمُ الَّذِي أُدْعَى بِهِ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ. +\s5 +\v 16 اذْهَبْ وَاجْمَعْ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِنَّ الرَّبَّ إِلَهَ آبَائِكُمْ، إِلَهَ إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ قَدْ تَجَلَّى لِي قَائِلاً: إنَّنِي حَقّاً قَدْ تَفَقَّدْتُكُمْ، وَشَهِدْتُ مَا أَصَابَكُمْ فِي مِصْرَ، +\v 17 وَهَا أَنَا قَدْ وَعَدْتُ أَنْ أُخْرِجَكُمْ مِنْ ضِيقَةِ مِصْرَ إِلَى أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً، +\v 18 فَيَسْتَمِعُ الشُّيُوخُ لِكَلامِكَ فَتَمْثُلُ أَنْتَ وَشُيُوخُ إِسْرَائِيلَ أَمَامَ مَلِكِ مِصْرَ وَتَقُولُ لَهُ: إِنَّ الرَّبَّ إِلَهَ الْعِبْرَانِيِّينَ قَدْ تَفَقَّدَنَا، فَدَعْنَا نَمْضِي مَسِيرَةَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَنُقَدِّمُ ذَبَائِحَ لِلرَّبِّ إِلَهِنَا. +\s5 +\v 19 وَلَكِنَّنِي عَالِمٌ أَنَّ مَلِكَ مِصْرَ لَنْ يُطْلِقَكُمْ مَا لَمْ تُرْغِمْهُ يَدٌ قَوِيَّةٌ. +\v 20 فَأَمُدُّ يَدِي وأَضْرِبُ مِصْرَ بِجَمِيعِ وَيْلاتِي الَّتِي أَصْنَعُهَا فِيهَا، وَبَعْدَ ذَلِكَ يُطْلِقُكُمْ. +\v 21 وَأَجْعَلُ هَذَا الشَّعْبَ يَحْظَى بِرِضَى الْمِصْرِيِّينَ، فَلا تَخْرُجُونَ فَارِغِينَ حِينَ تَمْضُونَ، +\v 22 بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا أَوْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا جَوَاهِرَ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَثِيَاباً تُلْبِسُونَهَا بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ فَتَغْنَمُونَ ذَلِكَ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ». + +\s5 +\c 4 +\s1 آيات لموسى +\p +\v 1 فَقَالَ مُوسَى: «مَاذَا إذَا لَمْ يُصَدِّقُونِي وَلَمْ يُصْغُوا إلَيَّ وَقَالُوا: إِنَّ الرَّبَّ لَمْ يَظْهَرْ لَكَ؟» +\v 2 فَسَأَلَهُ الرَّبُّ: «مَا تِلْكَ الَّتِي بِيَدِكَ؟» فَأَجَابَ: «عَصاً». +\v 3 فَقَالَ: «أَلْقِهَا عَلَى الأَرْضِ». فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ، فَهَرَبَ مِنْهَا مُوسَى. +\s5 +\v 4 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ وَاقْبِضْ عَلَيْهَا مِنْ ذَيْلِهَا». فَمَدَّ مُوسَى يَدَهُ وَقَبَضَ عَلَيْهَا، فَارْتَدَّتْ عَصاً فِي يَدِهِ. +\v 5 وَقَالَ الرَّبُّ: «هَذَا لِكَي يُؤْمِنُوا أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ آبَائِكُمْ، إِلَهَ إبْرَاهِيمَ وَإِلَهَ إسْحاقَ وَإِلَهَ يَعْقُوبَ قَدْ ظَهَرَ لَكَ». +\s5 +\p +\v 6 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ أَيْضاً: «أَدْخِلْ يَدَكَ فِي عُبِّكَ». فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي عُبِّهِ. وَعِنْدَمَا أَخْرَجَهَا إِذَا بِها بَرْصَاءُ كَالثَّلْجِ. +\v 7 وَأَمَرَهُ الرَّبُّ: «رُدَّ يَدَكَ إِلَى عُبِّكَ ثَانِيَةً». فَرَدَّ يَدَهُ إِلَى عُبِّهِ ثَانِيَةً ثُمَّ أَخْرَجَهَا مِنْ عُبِّهِ، وَإذَا بِها قَدْ عَادَتْ مِثْلَ بَاقِي جَسَدِهِ. +\s5 +\v 8 وَقَالَ الرَّبُّ: «إِذَا لَمْ يُصَدِّقُوكَ، أَوْ يُعِيرُوا الْمُعْجِزَةَ الأُولَى انْتِبَاهَهُمْ، فَإِنَّهُمْ يُصَدِّقُونَ الثَّانِيَةَ. +\v 9 وَإذَا لَمْ يُصَدِّقُوا هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ وَلَمْ يُصْغُوا لِكَلامِكَ، فَاغْرِفْ مِنْ مَاءِ النَّهْرِ وَاسْكُبْهُ عَلَى الْأَرْضِ الْجَافَّةِ، فَيَتَحَوَّلَ الْمَاءُ الَّذِي غَرَفْتَهُ مِنَ النَّهْرِ إِلَى دَمٍ فَوْقَ الأَرْضِ». +\s5 +\p +\v 10 فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «أَصْغِ يَا رَبُّ، أَنَا لَمْ أَكُنْ فِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ فَصِيحاً، لَا فِي الأَمْسِ، وَلا مُنْذُ أَنْ خَاطَبْتَ عَبْدَكَ. إِنَّمَا أَنَا بَطِيءُ النُّطْقِ عَيِيُّ اللِّسَانِ». +\v 11 فَقَالَ الرَّبُّ لَهُ: «مَنْ هُوَ بَارِئُ فَمِ الإِنْسَانِ؟ أَوْ مَنْ يَجْعَلُهُ أَخْرَسَ أَوْ أَصَمَّ أَوْ بَصِيراً أَوْ كَفِيفاً؟ أَلَسْتُ أَنَا، الرَّبَّ؟ +\v 12 فَالآنَ انْطَلِقْ فَأُلَقِّنَ فَمَكَ النُّطْقَ، وَأُعَلِّمَكَ مَاذَا تَقُولُ». +\v 13 لَكِنَّ مُوسَى أَجَابَ: «يَا سَيِّدُ، أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ أَنْ تُرْسِلَ مَنْ تَشَاءُ غَيْرِي». +\s5 +\v 14 فَاحْتَدَمَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى مُوسَى وَقَالَ: «أَلَيْسَ هَرُونُ اللّاوِيُّ أَخَاكَ؟ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ يُحْسِنُ الْكَلامَ، وَهَا هُوَ أَيْضاً قَادِمٌ لِلِقَائِكَ. وَحَالَمَا يَرَاكَ يَبْتَهِجُ قَلْبُهُ. +\v 15 فَتُحَدِّثُهُ وَتُلَقِّنُ فَمَهُ الْكَلامَ، فَأُعِينُكُمَا عَلَى الْقَوْلِ، وَأُعَلِّمُكُمَا مَاذَا تَفْعَلانِ، +\v 16 فَيُخَاطِبُ هُوَ الشَّعْبَ عَنْكَ ويَكُونُ لَكَ بِمَثَابَةِ فَمٍ وَأَنْتَ تَكُونُ لَهُ بِمَثَابَةِ إِلَهٍ. +\v 17 وَخُذْ بِيَدِكَ هَذِهِ الْعَصَا لِتَصْنَعَ بِها الْمُعْجِزَاتِ». +\s1 موسى يعود إلى مصر +\s5 +\p +\v 18 فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى يَثْرُونَ حَمِيهِ وَقَالَ لَهُ: «دَعْنِي أَعُودُ إِلَى قَوْمِي فِي مِصْرَ لأَرَى أَمَازَالُوا بَعْدُ أَحْيَاءَ». فَأَجَابَ يَثْرُونُ مُوسَى: «اذْهَبْ بِسَلامٍ». +\p +\v 19 وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى فِي مِدْيَانَ: «هَيَّا ارْجِعْ إِلَى مِصْرَ، فَإِنَّهُ قَدْ مَاتَ جَمِيعُ السَّاعِينَ إِلَى الْقَضَاءِ عَلَيْكَ». +\v 20 فَأَخَذَ مُوسَى امْرَأَتَهُ وَبَنِيهِ وَأَرْكَبَهُمْ عَلَى الْحَمِيرِ وَمَضَى عَائِداً إِلَى أَرْضِ مِصْرَ. وَأَخَذَ مَعَهُ عَصَا اللهِ أَيْضاً. +\s5 +\p +\v 21 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «حَالَمَا تَرْجِعُ إِلَى مِصْرَ، تَذَكَّرْ أَنْ تُجْرِيَ أَمَامَ فِرْعَوْنَ جَمِيعَ الْعَجَائِبِ الَّتِي مَنَحْتُكَ الْقُوَّةَ عَلَى إِجْرَائِهَا، وَلَكِنَّنِي سَأُقَسِّي قَلْبَهُ لِكَيْ لَا يُطْلِقَ الشَّعْبَ. +\v 22 ثُمَّ قُلْ لِفِرْعَوْنَ: هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ هُوَ ابْنِي الْبِكْرُ. +\v 23 قُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي، وَلَكِنَّكَ رَفَضْتَ إِطْلاقَهُ، لِذَلِكَ سَأُهْلِكُ ابْنَكَ الْبِكْرَ». +\s5 +\p +\v 24 وَفِي أَثْنَاءِ الطَّرِيقِ، بِالقُرْبِ مِنْ خَانٍ، الْتَقَاهُ الرَّبُّ وَهَمَّ أَنْ يَقْتُلَهُ. +\v 25 فَأَخَذَتْ صَفُّورَةُ صَوَّانَةً وَقَطَعَتْ قُلْفَةَ ابْنِهَا وَمَسَّتْ بِها قَدَمَيْ مُوسَى قَائِلَةً: «حَقّاً إِنَّكَ عَرِيسُ دَمٍ لِي». +\v 26 فَعَفَا الرَّبُّ عَنْهُ. حِينَئِذٍ قَالَتْ: «عَرِيسُ دَمٍ مِنْ أَجْلِ الْخِتَانِ». +\s5 +\p +\v 27 وَقَالَ الرَّبُّ لِهَرُونَ: «اذْهَبْ إِلَى الصَّحْرَاءِ لاِسْتِقْبَالِ مُوسَى». فَمَضَى وَالْتَقَاهُ عِنْدَ جَبَلِ الرَّبِّ وَقَبَّلَهُ. +\v 28 فَأَطْلَعَ مُوسَى هَرُونَ عَلَى جَمِيعِ كَلامِ الرَّبِّ الَّذِي حَمَّلَهُ إِيَّاهُ، وَمَا كَلَّفَهُ بِهِ مِنْ آيَاتٍ، +\s5 +\v 29 ثُمَّ انْطَلَقَ مُوسَى وَهَرُونُ وَجَمَعَا كُلَّ شُيُوخِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، +\v 30 فَحَدَّثَهُمْ هَرُونُ بِجَمِيعِ مَا قَالَهُ الرَّبُّ لِمُوسَى. وَأَجْرَى مُوسَى الْمُعْجِزَاتِ أَمَامَهُمْ. +\v 31 فَآمَنَ الشَّعْبُ. وَعِنْدَمَا سَمِعُوا أَنَّ اللهَ قَدِ افْتَقَدَهُمْ وَنَظَرَ إِلَى مَذَلَّتِهِمْ انْحَنَوْا سَاجِدِينَ. + +\s5 +\c 5 +\s1 طوب بلا تبن +\p +\v 1 وَبَعْدَ ذَلِكَ ذَهَبَ مُوسَى وَهَرُونُ وَقَالا لِفِرْعَوْنَ: «هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَحْتَفِلَ لِي فِي الْبَرِّيَّةِ». +\v 2 فَقَالَ فِرْعَوْنُ: «مَنْ هُوَ الرَّبُّ حَتَّى أُطِيعَ أَمْرَهُ وَأُطْلِقَ إِسْرَائِيلَ؟ أَنَا لَا أَعْرِفُ الرَّبَّ وَلَنْ أُطْلِقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ». +\s5 +\v 3 ثُمَّ قَالا: «إِنَّ إِلَهَ الْعِبْرَانِيِّينَ قَدِ الْتَقَانَا، فَدَعْنَا نَذْهَبُ مَسِيرَةَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الصَّحْرَاءِ لِنُقَدِّمَ ذَبَائِحَ لِلرَّبِّ إِلَهِنَا لِئَلّا يُعَاقِبَنَا بِوَبَأٍ أَوْ سَيْفٍ». +\v 4 فَقَالَ لَهُمَا مَلِكُ مِصْرَ: «يَا مُوسَى وَهَرُونُ، لِمَاذَا تُعَطِّلانِ الشَّعْبَ عَنْ أَعْمَالِهِ؟ ارْجِعُوا إِلَى أَعْمَالِكُمُ الشَّاقَةِ». +\v 5 ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ: «هُوَذَا شَعْبُ الأَرْضِ قَدْ كَثُرَ الآنَ، وَأَنْتُمَا تُرِيدَانِ أَنْ تُرِيحَاهُمْ مِنَ الأَعْمَالِ الشَّاقَةِ». +\s5 +\p +\v 6 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَمَرَ فِرْعَوْنُ الْقَائِمِينَ عَلَى تَسْخِيرِ الشَّعْبِ وَرُؤَسَاءَ الْعُمَّالِ قَائِلاً: +\v 7 «كُفُّوا عَنْ إِعْطَاءِ الشَّعْبِ تِبْناً لِصُنْعِ اللِّبْنِ كَمَا كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ سَابِقاً، وَلْيَذْهَبُوا هُمْ وَيَجْمَعُوا تِبْناً لأَنْفُسِهِمْ. +\v 8 وَطَالِبُوهُمْ بِإِنْتَاجِ نَفْسِ كَمِّيَّةِ اللِّبْنِ السَّابِقَةِ. لَا تُنْقِصُوهَا فَإِنَّهُمْ كُسَالَى، لِذَلِكَ يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: دَعْنَا نَذْهَبُ وَنَذْبَحُ لإِلَهِنَا. +\v 9 ثَقِّلُوا الْعَمَلَ عَلَى كَوَاهِلِ الْقَوْمِ حَتَّى يَشْتَغِلُوا بِهِ وَلا يَلْتَفِتُوا إِلَى الأَقْوَالِ الْكَاذِبَةِ». +\s5 +\v 10 فَخَرَجَ مُسَخِّرُو الشَّعْبِ وَرُؤَسَاءُ الْعُمَّالِ وَخَاطَبُوا الشَّعْبَ قَائِلِينَ: «هَكَذَا يَقُولُ فِرْعَوْنُ: لَنْ أُعْطِيَكُمْ تِبْناً. +\v 11 اذْهَبُوا أَنْتُمْ وَاجْمَعُوا لأَنْفُسِكُمْ تِبْناً حَيْثُ تَجِدُونَهُ عَلَى أَلّا يَنْقُصَ إِنْتَاجُكُمْ». +\s5 +\p +\v 12 فَتَفَرَّقَ الشَّعْبُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ لِيَجْمَعُوا قَشّاً بَدَلاً مِنَ التِّبْنِ. +\v 13 وَكَانَ الْمُسَخِّرُونَ يَلِحُّونَ عَلَيْهِمْ قَائِلِينَ: «أَوْفُوا أَعْمَالَكُمْ، إِنْتَاجَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ كَمَا كَانَ الْحَالُ حِينَ تَوَافَرَ التِّبْنُ». +\v 14 وَجَلَدَ مُسَخِّرُو فِرْعَوْنَ رْؤَسَاءَ الْعُمَّالِ الَّذِينَ أَقَامُوهُمْ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلِينَ لَهُمْ: «لِمَاذَا لَمْ تُوْفُوا قِسْطَكُمْ مِنْ إِنْتَاجِ اللِّبْنِ أَمْسِ وَالْيَوْمَ كَمَا كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ سَابِقاً؟» +\s5 +\v 15 فَأَقْبَلَ رُؤَسَاءُ عُمَّالِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَتَوَسَّلُوا إِلَى فِرْعَوْنَ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا تَفْعَلُ هَكَذَا بِعَبِيدِكَ؟ +\v 16 إِنَّ عَبِيدَكَ لَا يَحْصُلُونَ عَلَى التِّبْنِ، وَمُطَالَبُونَ بِكَمِّيَّةِ اللِّبْنِ نَفْسِهَا، وَيُجْلَدُ عَبِيْدُكَ أَيْضاً. وَلَكِنَّ الذَّنْبَ هُوَ ذَنْبُ شَعْبِكَ». +\v 17 غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: «أَنْتُمْ كُسَالَى، لِذَلِكَ تَقُولُونَ: دَعْنَا نَذْهَبُ لِنَذْبَحَ لِلرَّبِّ. +\v 18 هَيَّا اذْهَبُوا وَاعْمَلُوا، فَالتِّبْنُ لَنْ يُعْطَى لَكُمْ، وَعَلَيْكُمْ أَنْ تُنْتِجُوا كَامِلَ كَمِّيَّةِ اللِّبْنِ نَفْسِهَا». +\s5 +\p +\v 19 فَوَجَدَ رُؤَسَاءُ عُمَّالِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْفُسَهُمْ فِي وَرْطَةٍ سَيِّئَةٍ بَعْدَ أَنْ قِيلَ لَهُمْ أَنْتِجُوا مِنْ لِبْنِكُمْ فَرِيضَةَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ. لَا تُنْقِصُوا مِنْهَا شَيْئاً +\v 20 وَصَادَفُوا مُوسَى وَهَرُونَ وَهُمَا وَاقِفَانِ فِي انْتِظَارِهِمْ عِنْدَ خُروجِهِمْ مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ +\v 21 فَقَالُوا لَهُمَا: «لِيَنْظُرْ إِلَيْكُمَا الرَّبُّ وَيَقْضِ. لَقَدْ كَرَّهْتُمَا فِينَا فِرْعَوْنَ وَحَاشِيَتَهُ، وَأَعْطَيْتُمَاهُمْ سَيْفاً فِي أَيْدِيهِمْ لِيَقْتُلُونَا». +\s1 وعد الله بالتحرير +\s5 +\p +\v 22 فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «لِمَاذَا أَسَأْتَ إِلَى شَعْبِكَ يَا رَبُّ؟ لِمَاذَا أَرْسَلْتَنِي؟ +\v 23 فَمُنْذُ أَنْ جِئْتُ لأُخَاطِبَ فِرْعَوْنَ بِاسْمِكَ، أَسَاءَ إِلَى الشَّعْبِ، وَأَنْتَ لَمْ تُخَلِّصْ شَعْبَكَ عَلَى الإِطْلاقِ». + +\s5 +\c 6 +\p +\v 1 فَأَجَابَ الرَّبُّ مُوسَى: «سَتَرَى الآنَ مَا أَنَا فَاعِلُهُ بِفِرْعَوْنَ، لأَنَّنِي بِيَدٍ قَدِيرَةٍ سَأَجْعَلُهُ يُطْلِقُهُمْ، بَلْ يَطْرُدُهُمْ طَرْداً أَيْضاً». +\s5 +\p +\v 2 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «أَنَا هُوَ الرَّبُّ. +\v 3 قَدْ ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ إِلَهاً قَدِيراً عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. أَمَّا اسْمِي يَهْوَهْ (أَيِ الرَّبُّ) فَلَمْ أُعْلِنْهُ لَهُمْ. +\v 4 وَقَدْ قَطَعْتُ مَعَهُمْ أَيْضاً عَهْدِي بِأَنْ أَهَبَهُمْ أَرْضَ كَنْعَانَ حَيْثُ أَقَامُوا فِيهَا كَغُرَبَاءَ. +\v 5 كَذَلِكَ أَصْغَيْتُ إِلَى أَنِينِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الْمُسْتَعْبَدِينَ الْمِصْرِيِّينَ، وَتَذَكَّرْتُ عَهْدِي +\s5 +\v 6 لِهَذَا قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِنَّنِي أَنَا الرَّبُّ وَأَنَا أُحَرِّرُكُمْ مِنْ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ وَأُنْقِذُكُمْ مِنْ عُبُودِيَّتِهِمْ، وَأُخَلِّصُكُمْ بِذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ وَأَحْكَامٍ قَوِيَّةٍ. +\v 7 وَأَتَّخِذُكُمْ لِي شَعْباً وَأَكُونُ لَكُمْ إِلَهاً، فَتَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مُحَرِّرُكُمْ مِنْ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ. +\s5 +\v 8 وَأَقُودُكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمْتُ أَنْ أَهَبَهَا لإِبْرَاهِيمَ وإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ لأُعْطِيَهَا لَكُمْ مِلْكاً. أَنَا هُوَ الرَّبُّ». +\v 9 فَخَاطَبَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَكِنَّهُمْ لَمْ يُصْغُوا إِلَيْهِ لِتَوَجُّعِ نُفُوسِهِمْ وَعُبُودِيَّتِهِمِ الْقَاسِيَةِ. +\s5 +\p +\v 10 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 11 «امْثُلْ أَمَامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ وَاطْلُبْ إِلَيْهِ أَنْ يُطْلِقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الأَرْضِ». +\v 12 فَأَجَابَ مُوسَى: «هُوَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يُصْغُوا إِلَيَّ، فَكَيْفَ يَسْتَمِعُ إِلَيَّ فِرْعَوْنُ وَأَنَا ثَقِيلُ اللِّسَانِ؟» +\v 13 فَخَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَرُونَ وَأَمَرَهُمَا أَنْ يَرْجِعَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَفِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ، لِكَيْ يُطْلِقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. +\s1 عشيرة موسى وهرون +\s5 +\p +\v 14 وَهَؤُلاءِ هُمْ رُؤَسَاءُ الْعَشَائِرِ الْمُتَفَرِّعَةِ عَنْ أَبْنَاءِ إِسْرَائِيلَ: أَبْنَاءُ رَأُوبَيْنَ بِكْرِ إِسْرَائِيلَ حَنُوكُ وَفَلُّو وَحَصْرُونُ وَكَرْمِي: هَذِهِ عَشَائِرُ رَأُوبَيْنَ. +\v 15 أَبْنَاءُ شِمْعُونَ يَمُوئِيلُ وَيَامِينُ وَأُوهَدُ وَيَاكِينُ وَصُوحَرُ وَشَأُولُ وأُمُّهُ كَنْعَانِيَّةٌ: هَذِهِ هِي عَشَائِرُ شِمْعُونَ. +\s5 +\v 16 وَهَذِهِ أَسْمَاءُ أَبْنَاءِ لاوِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: جِرْشُونُ وَقَهَاتُ وَمَرَارِي. وَقَدْ عَاشَ لاوِي مِئَةً وَسَبْعاً وَثَلاثِينَ سَنَةً. +\v 17 أَمَّا ابْنَا جِرْشُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمَا فَهُمَا: لِبْنِي وَشِمْعِي. +\v 18 وَأَبْنَاءُ قَهَاتَ هُمْ: عَمْرَامُ وَيِصْهَارُ وَحَبْرُونُ وَعُزِّيئِيلُ. وَقَدْ عَاشَ قَهَاتُ مِئَةً وَثَلاثاً وَثَلاثِينَ سَنَةً. +\v 19 وَابْنَا مَرَارِي هُمَا مَحْلِي وَمُوشِي. هَذِهِ هِيَ عَشَائِرُ اللّاوِيِّينَ بِحَسَبِ سِجِلِّ مَوَالِيدِهِمْ. +\s5 +\p +\v 20 وَتَزَوَّجَ عَمْرَامُ عَمَّتَهُ يُوكَابَدَ فَأَنْجَبَتْ لَهُ هَرُونَ وَمُوسَى. وَقَدْ عَاشَ عَمْرَامُ مِئَةً وَسَبْعاً وَثَلاثِينَ سَنَةً. +\v 21 وَأَبْنَاءُ يِصْهَارَ هُمْ: قُورَحُ وَنَافَجُ وَذِكْرِي. +\v 22 أَبْنَاءُ عُزِّيئِيلَ هُمْ: مِيشَائِيلُ وأَلْصَافَانُ وَسِتْرِي +\s5 +\v 23 وَتَزَوَّجَ هَرُونُ مِنْ أَلِيشَابَعَ ابْنَةِ عَمِّينَادَابَ أُخْتِ نَحْشُونَ فَأَنْجَبَتْ لَهُ نَادَابَ وَأَبِيهُوَ وَأَلِعَازَارَ وإِيثَامَارَ. +\v 24 وَأَبْنَاءُ قُورَحَ هُمْ: أَسِّيرُ وَأَلْقَانَةُ وَأَبِيَأَسَافُ: هَذِهِ هِيَ عَشَائِرُ الْقُورَحِيِّينَ. +\v 25 وَتَزَوَّجَ أَلِعَازَارُ بنُ هَرُونَ مِنْ إِحْدَى بَنَاتِ فُوطِيئِيلَ فَأَنْجَبَتْ لَهُ فِيْنحَاسَ. هَؤُلاءِ رُؤَسَاءُ آبَاءِ اللّاوِيِّينَ بِحَسَبِ تَرْتِيبِ عَشَائِرِهِمْ. +\s5 +\p +\v 26 هَذَانِ هُمَا هَروُنُ وَمُوسَى اللَّذَانِ قَالَ لَهُمَا الرَّبُّ: أَخْرِجَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِحَسَبِ فِرَقِهِمْ. +\v 27 وَهُمَا نَفْسُ مُوسَى وَهَرُونَ اللَّذَيْنِ خَاطَبَا فِرْعَوْنَ مَلِكَ مِصْرَ لِيُطْلِقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ. +\s1 هرون يتكلم نيابة عن موسى +\s5 +\p +\v 28 وَحَدَثَ فِي الْيَوْمِ الَّذي كَلَّمَ فِيهِ الرَّبُّ مُوسَى فِي أَرْضِ مِصْرَ +\v 29 أَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: «أَنَا الرَّبُّ بَلِّغْ فِرْعَوْنَ كُلَّ مَا أَقُولُهُ لَكَ». +\v 30 فَأَجَابَهُ مُوسَى: «أَنَا ثَقِيلُ اللِّسَانِ فَكَيْفَ يَسْتَمِعُ لِي فِرْعَوْنُ؟» + +\s5 +\c 7 +\p +\v 1 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «أَنَا جَعَلْتُكَ كإِلَهٍ لِفِرْعَوْنَ، وَهَرُونُ أَخُوكَ يَكُونُ كَنَبِيٍّ لَكَ. +\v 2 فَعَلَيْكَ أَنْ تُبْلِغَهُ بِكُلِّ مَا آمُرُكَ بِهِ، وَيُخَاطِبَ أَخُوكَ هَرُونُ فِرْعَوْنَ كَيْ يُطْلِقَ سَرَاحَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بِلادِهِ. +\s5 +\v 3 وَلَكِنَّنِي أُقَسِّي قَلْبَ فِرْعَوْنَ فَأُكَثِّرُ آيَاتِي وَعَجَائِبِي فِي أَرْضِ مِصْرَ. +\v 4 إلّا أَنَّ فِرْعَوْنَ لَنْ يَسْتَمِعَ لَكُمَا. عِنْدَئِذٍ أَضْرِبُ مِصْرَ وَأُخْرِجُ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّاتِ أَحْكَامٍ عَظِيمَةٍ. +\v 5 فَيُدْرِكُ الْمِصْرِيُّونَ حِينَ أَضْرِبُ مِصْرَ وَأُخْرِجُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَيْنِهِمُ أَنَّنِي أَنَا الرَّبُّ». +\s5 +\v 6 فَفَعَلَ مُوسَى وَهَرُونُ تَمَاماً كَمَا أَمَرَهُمَا الرَّبُّ. +\v 7 وَكَانَ مُوسَى فِي الثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهِ، وَهَرُونُ فِي الثَّالِثَةِ وَالثَّمَانِينَ، عِنْدَمَا خَاطَبَا فِرْعَوْنَ. +\s1 عصا هرون تصير حية +\s5 +\p +\v 8 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: +\v 9 «عِنْدَمَا يَطْلُبُ فِرْعَوْنُ مِنْكُمَا قَائِلاً: أَرِيَانِي عَجِيبَةً فَإِنَّكَ تَقُولُ لِهَرُونَ: خُذْ عَصَاكَ وَأَلْقِهَا أَمَامَ فِرْعَوْنَ فَتَتَحَوَّلَ إِلَى حَيَّةٍ». +\v 10 فَمَثُلَ هَرُونُ وَمُوسَى أَمَامَ فِرْعَوْنَ وَفَعَلا تَمَاماً حَسَبَ أَمْرِ الرَّبِّ، فَأَلْقَى هَرُونُ عَصَاهُ أَمَامَ فِرْعَوْنَ وَأَمَامَ حَاشِيَتِهِ فَتَحَوَّلَتْ إِلَى حَيَّةٍ. +\s5 +\v 11 فَاسْتَدْعَى فِرْعَوْنُ حُكَمَاءَهُ وَسَحَرَتَهُ فَصَنَعَ سَحَرَةُ مِصْرَ عَلَى غِرَارِ ذَلِكَ بِسِحْرِهِمْ. +\v 12 فَطَرَحَ كُلُّ وَاحِدٍ عَصَاهُ فَتَحَوَّلَتْ إِلَى حَيَّةٍ. غَيْرَ أَنَّ عَصَا هَرُونَ ابْتَلَعَتْ عِصِيَّهُمْ. +\v 13 لَكِنَّ قَلْبَ فِرْعَوْنَ ازْدَادَ تَصَلُّباً فَلَمْ يَسْتَمِعْ لَهُمَا، تَمَاماً كَمَا قَالَ الرَّبُّ. +\s1 ضربة الدم +\s5 +\p +\v 14 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «إِنَّ قَلْبَ فِرْعَوْنَ قَدْ تَصَلَّبَ، وَهُوَ يَرْفُضُ أَنْ يُطْلِقَ سَرَاحَ الشَّعْبِ. +\v 15 فَامْثُلْ أَمَامَ فِرْعَوْنَ فِي الْغَدِ عِنْدَمَا يَخْرُجُ إِلَى الْمَاءِ، وَقِفْ لِلِقَائِهِ عِنْدَ ضَفَّةِ النَّهْرِ، وَخُذْ بِيَدِكَ الْعَصَا الَّتِي تَحَوَّلَتْ إِلَى حَيَّةٍ، +\s5 +\v 16 وَقُلْ لَهُ: إِنَّ الرَّبَّ إِلَهَ الْعِبْرَانِيِّينَ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ قَائِلاً: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي فِي الصَّحْرَاءِ. وَهَا أَنْتَ حَتَّى الآنَ لَمْ تَسْتَمِعْ. +\v 17 لِهَذَا إِلَيْكَ مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ: سَتَعْلَمُ، بِمَا أُجْرِيهِ الآنَ، أَنَّنِي أَنَا الرَّبُّ. هَا أَنَا ضَارِبٌ بِهَذِهِ الْعَصَا الَّتِي فِي يَدِي عَلَى مَاءِ النَّهْرِ فَيَتَحَوَّلُ دَماً. +\v 18 فَيَمُوتُ السَّمَكُ، وَيَنْتِنُ النَّهْرُ، فَيَعَافُ الْمِصْرِيُّونَ مِنَ الشُّرْبِ مِنْ مَائِهِ». +\s5 +\p +\v 19 وَخَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى: «قُلْ لِهَرُونَ: خُذْ عَصَاكَ وَابْسُطْ يَدَكَ عَلَى مِيَاهِ الْمِصْرِيِّينَ وَعَلَى أَنْهَارِهِمْ وَعَلَى جَدَاوِلِهِمْ وَسَوَاقِيهِمْ وَخَزَّانَاتِ الْمِيَاهِ فَتَتَحَوَّلَ كُلُّهَا إِلَى دَمٍ، وَيَكُونُ دَمٌ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ حَتَّى فِي الأَوَانِي الْخَشَبِيَّةِ وَالْحَجَرِيَّةِ». +\s5 +\v 20 وَهَكَذَا فَعَلَ مُوسَى وَهَرُونُ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ، فَرَفَعَ هَرُونُ الْعَصَا وَضَرَبَ مَاءَ النَّهْرِ عَلَى مَشْهَدٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَحَاشِيَتِهِ فَتَحَوَّلَ كُلُّ مَاءِ النَّهْرِ إِلَى دَمٍ، +\v 21 وَمَاتَ كُلُّ سَمَكِهِ وَأَنْتَنَ النَّهْرُ فَلَمْ يَسْتَطِعِ الْمِصْرِيُّونَ الشُّرْبَ مِنْ مَائِهِ. وَكَانَ دَمٌ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ أَرْضِ مِصْرَ. +\v 22 وَكَذَلِكَ فَعَلَ سَحَرَةُ مِصْرَ بِسِحْرِهِمْ، فَتَصَلَّبَ قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يَسْتَمِعْ إِلَيْهِمَا، تَمَاماً حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. +\s5 +\p +\v 23 وَانْصَرَفَ فِرْعَوْنُ إِلَى مَنْزِلِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتْرُكَ ذَلِكَ أَثَراً فِي قَلْبِهِ. +\v 24 وَحَفَرَ جَمِيعُ الْمِصْرِيِّينَ حُفَراً حَوْلَ النَّهْرِ طَلَباً لِمَاءِ الشُّرْبِ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَشْرَبُوا مِنْ مَاءِ النَّهْرِ. +\v 25 وَانْقَضَتْ سَبْعَةُ أَيَّامٍ مُنْذُ أَنْ ضَرَبَ اللهُ مِيَاهَ النَّهْرِ. + +\s5 +\c 8 +\s1 ضربة الضفادع +\p +\v 1 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «امْثُلْ أَمَامَ فِرْعَوْنَ وَقُلْ لَهُ: هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي. +\v 2 وَإِنْ أَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُمْ فَهَا أَنَا ضَارِبٌ جَمِيعَ تُخُومِكَ بِالضَّفَادِعِ. +\v 3 فَيَفِيضُ النَّهْرُ بِالضَّفَادِعِ الَّتِي تَصْعَدُ وَتَقْتَحِمُ بَيْتَكَ وَمُخْدَعَ فِرَاشِكَ وَسَرِيرَكَ وَبُيُوتَ حَاشِيَتِكَ وَشَعْبِكَ وَأَفْرَانَكَ وَمَعَاجِنَكَ. +\v 4 عَلَيْكَ وَعَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى سَائِرِ حَاشِيَتِكَ تَصْعَدُ الضَّفَادِعُ». +\s5 +\p +\v 5 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «قُلْ لِهَرُونَ ابْسُطْ يَدَكَ بِعَصَاكَ عَلَى الأَنْهَارِ وَالسَّوَاقِي وَالْبِرَكِ وَأَصْعِدِ الضَّفَادِعَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ». +\v 6 فَبَسَطَ هَرُونُ يَدَهُ عَلَى مِيَاهِ مِصْرَ فَأَقْبَلَتِ الضَّفَادِعُ وَغَطَّتْ أَرْضَ مِصْرَ. +\v 7 وَكَذَلِكَ فَعَلَ السَّحَرَةُ بِسِحْرِهِمْ فَأَصْعَدُوا ضَفَادِعَ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ. +\s5 +\p +\v 8 ثُمَّ اسْتَدْعَى فِرْعَوْنُ مُوسَى وَهَرُونَ وَقَالَ: «تَضَرَّعَا إِلَى الرَّبِّ لِيَرْفَعَ الضَّفَادِعَ عَنِّي وَعَنْ شَعْبِي، فَأُطْلِقَ الشَّعْبَ لِيُقَدِّمُوا ذَبَائِحَ لَهُ». +\v 9 فَأَجَابَ مُوسَى فِرْعَوْنَ: «عَيِّنْ لِي مَتَى أُصَلِّي مِنْ أَجْلِكَ وَمِنْ أَجْلِ عَبِيدِكَ وَشَعْبِكَ، لِكَيْ تُبَادَ الضَّفَادِعُ عَنْكَ وَعَنْ بُيُوتِكَ، مَاعَدَا تِلْكَ الْبَاقِيَةَ فِي النَّهْرِ». +\s5 +\v 10 فَقَالَ فِرْعَوْنُ: «غَداً». فَأَجَابَهُ مُوسَى: «فَلْيَكُنْ كَقَوْلِكَ، لِتَعْرِفَ أَنَّهُ لَا مَثِيلَ لِلرَّبِّ إِلَهِنَا. +\v 11 فَإِنَّ الضَّفَادِعَ سَتَنْسَحِبُ مِنْ حَوْلِكَ وَمِنْ بُيُوتِكَ وَمِنْ حَوْلِ حَاشِيَتِكَ وَشَعْبِكَ، وَلا تَبْقَى إلّا فِي النَّهْرِ». +\p +\v 12 وَبَعْدَ أَنِ انْصَرَفَ مُوسَى وَهَرُونُ مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ صَلَّى مُوسَى إِلَى الرَّبِّ مِنْ أَجْلِ الضَّفَادِعِ الَّتِي أَصْعَدَهَا عَلَى فِرْعَوْنَ، +\s5 +\v 13 فَفَعَلَ الرَّبُّ حَسَبَ دُعَاءِ مُوسَى، فَانْقَطَعَتِ الضَّفَادِعُ مِنَ الْبُيُوتِ وَالدُّورِ وَالْحُقُولِ، +\v 14 فَجمَعُوهَا أَكْوَاماً كَثِيَرةً حَتَّى أَنْتَنَتْ مِنْهَا الأَرْضُ. +\v 15 وَعِنْدَمَا رَأَى فِرْعَوْنُ أَنَّ الْبَلِيَّةَ قَدِ انْقَشَعَتْ، أَغْلَظَ قَلْبَهُ وَلَمْ يَسْتَمِعْ لَهُمَا، تَمَاماً كَمَا قَالَ الرَّبُّ. +\s1 ضربة البعوض +\s5 +\p +\v 16 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «قُلْ لِهَرُونَ أَنْ يَبْسُطَ يَدَهُ بِعَصَاهُ وَيَضْرِبَ تُرَابَ الأَرْضِ لِيَملأَ الْبَعُوضُ كُلَّ أَرْجَاءِ مِصْرَ». +\v 17 وَهَكَذَا فَعَلا، إِذْ بَسَطَ هَرُونُ يَدَهُ بِعَصَاهُ وَضَرَبَ تُرَابَ الأَرْضِ، فَانْتَشَرَ الْبَعُوضُ عَلَى النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. فَصَارَ كُلُّ تُرَابِ الأَرْضِ بَعُوضاً فِي جَمِيعِ أَرْجَاءِ مِصْرَ. +\s5 +\v 18 وَكَذَلِكَ حَاوَلَ السَّحَرَةُ بِسِحْرِهِمْ لِيُخْرِجُوا الْبَعُوضَ فَأَخْفَقُوا. وَكَانَ الْبَعُوضُ مُنْتَشِراً عَلَى النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. +\v 19 فَقَالَ السَّحَرَةُ لِفِرْعَوْنَ «إِنَّهُ فِعْلُ اللهِ». وَلَكِنَّ قَلْبَ فِرْعَوْنَ ظَلَّ مُتَصَلِّباً فَلَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا، تَمَاماً كَمَا قَالَ الرَّبُّ. +\s1 ضربة الذباب +\s5 +\p +\v 20 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْهَضْ مُبَكِّراً فِي الصَّبَاحِ وَقِفْ أَمَامَ فِرْعَوْنَ عِنْدَ خُرُوجِهِ إِلَى الْمَاءِ وَقُلْ لَهُ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي. +\v 21 وَإِنْ لَمْ تُطْلِقْ شَعْبِي فَهَا أَنَا أُرْسِلُ أَسْرَابَ الذُّبَابِ عَلَيْكَ وَعَلَى حَاشِيَتِكَ وَعَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى بُيُوتِكَ، فَتَمْتَلِئُ بُيُوتُ الْمِصْرِيِّينَ بِالذُّبَابِ، وَكَذَلِكَ الأَرْضُ الَّتِي يُقِيمُونَ عَلَيْهَا. +\s5 +\v 22 وَلَكِنِّي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَسْتَثْنِي أَرْضَ جَاسَانَ حَيْثُ يَسْكُنُ شَعْبِي فَلا يَغْزُوهَا الذُّبَابُ، فَتُدْرِكُ أَنَّنِي، أَنَا الرَّبَّ، كَائِنٌ فِي هَذِهِ الأَرْضِ. +\v 23 وَأُمَيِّزُ بَيْنَ شَعْبِي وَشَعْبِكَ، فَتَكُونُ هَذِهِ آيَةَ الْغَدِ». +\v 24 وَهَكَذَا صَنَعَ الرَّبُّ، فَقَدْ غَزَتْ أَسْرَابٌ عَظِيمَةٌ مِنَ الذُّبَابِ بَيْتَ فِرْعَوْنَ وَبُيُوتَ حَاشِيَتِهِ، وَكُلَّ أَرْضِ مِصْرَ فَأَصَابَ الذُّبَابُ الأَرْضَ بِالْخَرَابِ. +\s5 +\p +\v 25 فَاسْتَدْعَى فِرْعَوْنُ مُوسَى وَهَرُونَ وَقَالَ: «امْضُوا وَقَدِّمُوا ذَبِيحَةً لإِلَهِكُمْ فِي هَذِهِ الأَرْضِ». +\v 26 فَأَجَابَ مُوسَى: «لَيْسَ مُسْتَحْسَناً أَنْ نَفْعَلَ هَذَا، لأَنَّ الذَّبَائِحَ الَّتِي نُقَدِّمُهَا لِلرَّبِّ إِلَهِنَا هِي رِجْسٌ لَدَى الْمِصْرِيِّينَ. فَإِنْ قَدَّمْنَا هَذِهِ الذَّبَائِحَ الَّتِي يَكْرَهُهَا الْمِصْرِيُّونَ، أَلا يَرْجُمُونَنَا؟ +\v 27 لَكِنْ نَذْهَبُ مَسِيرَةَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الصَّحْرَاءِ، فَنُقَدِّمُ ذَبَائِحَ لِلرَّبِّ إِلَهِنَا كَمَا أَمَرَنَا». +\s5 +\v 28 فَقَالَ فِرْعَوْنُ: «سَأُطْلِقُكُمْ لِتُقَرِّبُوا لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ فِي الصَّحْرَاءِ، وَلَكِنْ لَا تَذْهَبُوا بَعِيداً. صَلِّيَا لأَجْلِي». +\v 29 فَأَجَابَ مُوسَى: «حَالَمَا أَنْصَرِفُ أُصَلِّي إِلَى الرَّبِّ. وَغَداً يَرْتَفِعُ الذُّبَابُ عَنْ فِرْعَوْنَ وَعَنْ حَاشِيَتِهِ وَعَنْ شَعْبِهِ. وَلَكِنْ عَلَى فِرْعَوْنَ أَلّا يُخَادِعَ، بَلْ يُطْلِقَ الشَّعْبَ لِيُقَدِّمَ لِلرَّبِّ ذَبَائِحَ». +\s5 +\p +\v 30 وَفَارَقَ مُوسَى فِرْعَوْنَ وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ، +\v 31 فَاسْتَجَابَ الرَّبُّ دُعَاءَ مُوسَى، فَارْتَفَعَ الذُّبَابُ عَنْ فِرْعَوْنَ وَعَنْ حَاشِيَتِهِ وَعَنْ شَعْبِهِ. لَمْ تَبْقَ ذُبَابَةٌ وَاحِدَةٌ. +\v 32 وَلَكِنَّ فِرْعَوْنَ قَسَّى قَلْبَهُ هَذِهِ الْمَرَّةَ أَيْضاً وَلَمْ يُطْلِقْ الشَّعْبَ. + +\s5 +\c 9 +\s1 ضربة إهلاك المواشي +\p +\v 1 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «امْضِ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقُلْ لَهُ: هَذَا مَا يُعْلِنُهُ إِلَهُ الْعِبْرَانِيِّينَ أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدَنِي. +\v 2 لأَنَّكَ إنْ أَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُمْ وَحَجَزْتَهُمْ لَدَيْكَ، +\v 3 فَإِنَّ يَدَ الرَّبِّ سَتُهْلِكُ مَوَاشِيكَ الَّتِي فِي الْحُقُولِ، وَالْخُيُولَ، وَالْحَمِيرَ وَالجِّمَالَ وَالْثِّيرَانَ وَالْغَنَمَ، بِوَبَأٍ شَدِيدٍ جِدّاً. +\v 4 وَأُمَيِّزُ بَيْنَ مَوَاشِي إِسْرَائِيلَ وَمَوَاشِي الْمِصْرِيِّينَ. فَلا يَهْلِكُ شَيْءٌ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ». +\s5 +\v 5 وَعَيَّنَ الرَّبُّ مَوْعِداً لِذَلِكَ قَائِلاً: «غَداً يَصْنَعُ الرَّبُّ هَذَا فِي الأَرْضِ». +\v 6 وَفِي الْغَدِ صَنَعَ الرَّبُّ هَذَا الأَمْرَ. فَهَلَكَتْ جَمِيعُ مَوَاشِي الْمِصْرِيِّينَ، أَمَّا مَوَاشِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهَا وَاحِدٌ. +\v 7 وَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ لِيَتَحَقَّقَ مِنَ الأَمْرِ، وَإذَا مَوَاشِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَهْلِكْ مِنْهَا وَاحِدٌ. وَتَصَلَّبَ قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يُطْلِقْ الشَّعْبَ. +\s1 ضربة الدمامل +\s5 +\p +\v 8 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: «لِيَأْخُذْ كُلٌّ مِنْكُمَا حَفْنَةً مِنْ رَمَادِ الْأَتُونِ، وَلْيُذَرِّ مُوسَى الرَّمَادَ نَحْوَ السَّمَاءِ بِمَرْأَى مِنْ فِرْعَوْنَ، +\v 9 فَيَتَحَوَّلَ إِلَى غُبَارٍ يُغَطِّي كُلَّ أَرْضِ مِصْرَ، فَيُصَابَ النَّاسُ وَالْبَهَائِمُ بِدَمَامِلَ مُتَقَيِّحَةٍ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ». +\v 10 فَأَخَذَا رَمَاداً مِنَ الأَتُونِ، وَوَقَفَا أَمَامَ فِرْعَوْنَ، ثُمَّ ذَرَّاهُ مُوسَى نَحْوَ السَّمَاءِ، فَتَحَوَّلَ إِلَى دَمَامِلَ مُتَقَيِّحَةٍ أَصَابَتِ النَّاسَ وَالْبَهَائِمَ. +\s5 +\v 11 وَلَمْ يَسْتَطِعِ السَّحَرَةُ أَنْ يُواجِهُوا مُوسَى مِن جَرَّاءِ الدَّمَامِلِ، لأَنَّ الدَّمَامِلَ أَصَابَتِ السَّحَرَةَ وَكُلَّ الْمِصْرِيِّينَ أَيْضاً. +\v 12 لَكِنَّ الرَّبَّ قَسَّى قَلْبَ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا، تَمَاماً كَمَا قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى. +\s1 ضربة سقوط البرد +\s5 +\p +\v 13 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «قُمْ مُبَكِّراً فِي الصَّبَاحِ وَامْثُلْ أَمَامَ فِرْعَوْنَ وَقُلْ لَهُ: هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ إِلَهُ الْعِبْرَانِيِّينَ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدَنِي. +\v 14 لأَنَّنِي فِي هَذِهِ الْمَرَّةِ سَأُوَجِّهُ جَمِيعَ ضَرَبَاتِي إِلَى قَلْبِكَ وَإِلَى حَاشِيَتِكَ وَإِلَى شَعْبِكَ، لِكَيْ تَعْرِفَ أَنَّهُ لَيْسَ مَثِيلٌ لِي فِي كُلِّ الأَرْضِ. +\s5 +\v 15 فَقَدْ كَانَ بِوُسْعِي حَتَّى الآنَ أَنْ أَمُدَّ يَدِي وَأَضْرِبَكَ وَأَضْرِبَ شَعْبَكَ أَيْضاً بِالوَبَأِ لِتُبَادَ مِنَ الأَرْضِ، +\v 16 وَلَكِنَّنِي أَقَمْتُكَ لأُرِيَكَ قُوَّتِي، وَلِكَيْ يُذَاعَ اسْمِي فِي جَمِيعِ الأَرْضِ. +\v 17 وَهَا أَنْتَ مَازِلْتَ تُقَاوِمُ شَعْبِي وَلا تُطْلِقُهُ. +\s5 +\v 18 لِذَلِكَ غَداً فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ أُمْطِرُ بَرَداً ثَقِيلاً لَمْ تَشْهَدْهُ مِصْرُ مُنْذُ يَوْمِ تَأْسِيسِهَا حَتَّى الآنَ. +\v 19 فَأَرْسِلِ الآنَ وَاجْمَعْ مَوَاشِيَكَ وَكُلَّ مَالَكَ فِي الْحَقْلِ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَمْكُثُ فِي الْحَقْلِ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ وَلا يَلْجَأُ إِلَى مَأْوىً، يَنْهَمِرُ عَلَيْهِ الْبَرَدُ فَيَمُوتُ». +\s5 +\v 20 فَكُلُّ مَنْ خَافَ كَلِمَةَ الرَّبِّ مِنْ رِجَالِ فِرْعَوْنَ لاذَ بِعَبِيدِهِ وَمَاشِيَتِهِ بِالْبُيُوتِ، +\v 21 أَمَّا الَّذِينَ اسْتَخَفُّوا بِكَلامِ الرَّبِّ فَقَدْ تَرَكُوا عَبِيدَهُمْ وَمَوَاشِيَهُمْ فِي الْحَقْلِ. +\s5 +\p +\v 22 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ نَحْوَ السَّمَاءِ فَيَنْهَمِرَ الْبَرَدُ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ، وَعَلَى الرِّجَالِ وَالْبَهَائِمِ وَعَلَى عُشْبِ الْحَقْلِ فِي جَمِيعِ أَرْضِ مِصْرَ». +\v 23 فَمَدَّ مُوسَى عَصَاهُ نَحْوَ السَّمَاءِ، فَأَرْسَلَ الرَّبُّ رُعُوداً وَبَرَداً. وَأَصَابَتِ الصَّوَاعِقُ الأَرْضَ، وَأَمْطَرَ الرَّبُّ بَرَداً عَلَى كُلِّ بِلادِ مِصْرَ، +\v 24 فَانْهَمَرَ الْبَرَدُ، وَاخْتَلَطَتِ الصَّوَاعِقُ بِالْبَرَدِ، فَكَانَتْ أَسْوَأَ عَاصِفَةٍ شَهِدَتْهَا أَرْضُ مِصْرَ مُنْذُ أَنْ صَارَتْ أُمَّةً. +\s5 +\v 25 وَأَصَابَ الْبَرَدُ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ مِصْرَ جَمِيعَ مَا فِي الْحُقُولِ مِنْ نَاسٍ وَبَهَائِمَ. وَأَتْلَفَ كُلَّ نَبَاتٍ نَامٍ فِي الْحَقْلِ وَكَسَّرَ جَمِيعَ الأَشْجَارِ. +\v 26 أَمَّا أَرْضُ جَاسَانَ حَيْثُ يُقِيمُ بَنُو إِسْرَائِيلَ، فَإِنَّهَا وَحْدَهَا لَمْ يَسْقُطْ فِيهَا بَرَدٌ. +\s5 +\p +\v 27 فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ وَاسْتَدْعَى مُوسَى وَهَرُونَ وَقَالَ لَهُمَا: «لَقَدْ أَخْطَأْتُ هَذِهِ الْمَرَّةَ وَالرَّبُّ هُوَ الْبَارُّ، أَمَّا أَنَا وَشَعْبِي فَأَشْرَارٌ، +\v 28 فَتَضَرَّعَا إِلَى الرَّبِّ إذْ يَكْفِينَا مَا ابْتُلِينَا بِهِ مِنْ رُعُودٍ وَبَرَدٍ، فَأُطْلِقَكُمْ، وَلا تَمْكُثُونَ هُنَا بَعْدُ». +\s5 +\v 29 فَأَجَابَ مُوسَى: «حَالَمَا أَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ أَبْسُطُ يَدِي فِي الصَّلاةِ إِلَى الرَّبِّ فَيَتَوَقَّفُ الرَّعْدُ وَيَنْقَطِعُ الْبَرَدُ لِكَيْ تَعْرِفَ أَنَّ الأَرْضَ هِيَ للرَّبِّ. +\v 30 وَلَكِنَّنِي عَالِمٌ أَنَّكَ أَنْتَ وَحَاشِيَتَكَ مَازِلْتُمْ لَا تَخْشَوْنَ الرَّبَّ الإِلَهَ». +\s5 +\v 31 إنَّ الْكَتَّانَ وَالشَّعِيرَ قَدْ تَلِفَا، لأَنَّ الشَّعِيرَ أَصْبَحَ سَنَابِلَ، وَالكَتَّانَ كَانَ مُبْزِراً، +\v 32 أَمَّا الْحِنْطَةُ وَالقَطَانِيُّ فَلَمْ تَتْلَفْ بَعْدُ لأَنَّهَا تَنْمُو مُتَأَخِّرَةً. +\p +\v 33 وَانْصَرَفَ مُوسَى مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَبَسَطَ يَدَيْهِ إِلَى الرَّبِّ، فَتَوَقَّفَ الرَّعْدُ وَالْبَرَدُ وَانْقَطَعَ الْمَطَرُ عَنِ الانْهِمَارِ عَلَى الأَرْضِ. +\s5 +\v 34 وَعِنْدَمَا رَأَى فِرْعَوْنُ أَنَّ الْمَطَرَ وَالْبَرَدَ وَالرَّعْدَ قَدْ تَوَقَّفَتْ أَخْطَأَ مَرَّةً أُخْرَى وَصَلَّبَ قَلْبَهُ هُوَ وَحَاشِيَتُهُ. +\v 35 وَهَكَذَا تَقَسَّى قَلْبُ فِرْعَوْنَ، فَلَمْ يُطْلِقْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، تَمَاماً كَمَا أَنْبَأَ الرَّبُّ عَلَى لِسَانِ مُوسَى. + +\s5 +\c 10 +\s1 ضربة الجراد +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «امْثُلْ أَمَامَ فِرْعَوْنَ لأَنَّنِي قَدْ قَسَّيْتُ قَلْبَهُ وَقُلُوبَ حَاشِيَتِهِ لِكَيْ أُجْرِيَ آيَاتِي هَذِهِ بَيْنَهُمْ، +\v 2 لِكَيْ تُخْبِرَ فِي مَسَامِعِ بَنِيكَ وَأَحْفَادِكَ عَمَّا ابْتَلَيْتُ بِهِ الْمِصْرِيِّينَ وَبِآيَاتِي الَّتِي أَجْرَيْتُهَا بَيْنَهُمْ فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ». +\s5 +\p +\v 3 فَمَثَلَ مُوسَى وَهَرُونُ أَمَامَ فِرْعَوْنَ وَقَالا لَهُ: «هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ إِلَهُ الْعِبْرَانِيِّينَ: إِلَى مَتَى تَأْبَى أَنْ تَخْضَعَ لِي؟ أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدَنِي. +\v 4 وَإذَا أَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَ شَعْبِي، فَهَا أَنَا أَجْلِبُ غَداً الْجَرَادَ عَلَى تُخُومِكَ، +\s5 +\v 5 فَيُغَطِّي وَجْهَ الأَرْضِ، فَيَعْسُرُ عَلَى أَحَدٍ أَنْ يَرَاهَا، وَيَلْتَهِمُ الْبَقِيَّةَ الْمُتَخَلِّفَةَ لَكُمْ عَنِ الْبَرَدِ، وَكُلَّ شَجَرَةٍ نَابِتَةٍ لَكُمْ فِي الْحَقْلِ، +\v 6 وَيَمْلأُ بُيُوتَكَ وَبُيُوتَ حَاشِيَتِكَ وَبُيُوتَ جَمِيعِ الْمِصْرِيِّينَ، الأَمْرُ الَّذِي لَمْ يَشْهَدْ مِثْلَهُ آبَاؤُكَ وَلا أَجْدَادُكَ مُنْذُ أَنِ اسْتَوْطَنُوا هَذِهِ الأَرْضَ إِلَى الآنَ». ثُمَّ تَحَوَّلَ وَانْصَرَفَ مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ. +\s5 +\p +\v 7 فَقَالَتْ حَاشِيَةُ فِرْعَوْنَ لَهُ: «إِلَى مَتَى يَظَلُّ هَذَا الرَّجُلُ شَرَكاً لَنَا؟ أَطْلِقِ الشَّعْبَ لِيَعْبُدُوا الرَّبَّ إِلَهَهُمْ. أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ مِصْرَ قَدْ عَمَّهَا الْخَرَابُ؟» +\v 8 فَاسْتُدْعِيَ مُوسَى وَهَرُونُ ثَانِيَةً لِلْمُثُولِ أَمَامَ فِرْعَوْنَ، وَقَالَ لَهُمَا: «امْضُوا وَاعْبُدُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ، وَلَكِنْ مَنْ هُمُ الَّذِينَ سَيَذْهَبُونَ؟» +\s5 +\v 9 فَأَجَابَ مُوسَى: «نَذْهَبُ بِفِتْيَانِنَا وَشُيُوخِنَا. نَذْهَبُ بِبَنِينَا وَبَنَاتِنَا، بِمَوَاشِينَا وَقُطْعَانِنَا لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ نُقِيمَ عِيداً لِلرَّبِّ». +\v 10 فَقَالَ فِرْعَوْنُ: «لِيَكُنِ الرَّبُّ بِعَوْنِكُمْ إنْ أَنَا أَطْلَقْتُكُمْ مَعَ نِسَائِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ. فَمِنَ الْجَلِيِّ أَنَّكُمْ عَازِمُونَ عَلَى الشَّرِّ. +\v 11 لا، فَلْيَمْضِ الرِّجَالُ فَقَطْ لِعِبَادَةِ الرَّبِّ، لأَنَّ هَذَا هُوَ مَا تَطْلُبُونَهُ». ثُمَّ طُرِدَا مِنْ حَضْرَةِ فِرْعَوْنَ. +\s5 +\p +\v 12 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ابْسُطْ يَدَكَ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ لِتُبْتَلَى بِالجَّرَادِ، فَيُغَطِّي بِلادَ مِصْرَ وَيَلْتَهِمَ كُلَّ نَبَاتِ الأَرْضِ الْمُتَخَلِّفِ عَنِ الْبَرَدِ». +\v 13 فَمَدَّ مُوسَى عَصَاهُ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ، فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ رِيحاً شَرْقِيَّةً طَوَالَ ذَلِكَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَمَا إِنْ أَقْبَلَ الصَّبَاحُ حَتَّى حَمَلَتِ الرِّيحُ الشَّرْقِيَّةُ الْجَرَادَ. +\s5 +\v 14 فَانْتَشَرَ الْجَرَادُ فِي كُلِّ بِلادِ مِصْرَ، وَحَلَّ فِي جَمِيعِ تُخُومِهَا بِأَسْرَابٍ عَظِيمَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ نَظِيرٌ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ يَحْدُثَ مِثْلُهُ فِيمَا بَعْدُ. +\v 15 فَقَدْ غَطَّى وَجْهَ كُلِّ الأَرْضِ حَتَّى أَظْلَمَتْ، وَالْتَهَمَ كُلَّ عُشْبٍ فِيهَا وَكُلَّ أَثْمَارِ الأَشْجَارِ الَّتِي خَلَّفَهَا الْبَرَدُ، فَلَمْ يَبْقَ شَيْءٌ أَخْضَرُ لَا عَلَى الأَشْجَارِ وَلا فِي حُقُولِ الْمَزْرُوعَاتِ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ مِصْرَ. +\s5 +\p +\v 16 عِنْدَئِذٍ أَسْرَعَ فِرْعَوْنُ فَاسْتَدْعَى مُوسَى وَهَرُونَ قَائِلاً: «لَقَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَإِلَيْكُمَا. +\v 17 فَاصْفَحَا هَذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ عَنْ خَطِيئَتِي وَابْتَهِلا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمَا كَيْ يُزِيلَ عَنِّي هَذَا الْبَلاءَ الْمُمِيتَ». +\v 18 فَانْصَرَفَ مُوسَى مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ وَابْتَهَلَ إِلَى الرَّبِّ، +\s5 +\v 19 فَأَرْسَلَ الرَّبُّ رِيحاً غَرْبِيَّةً عَاصِفَةً حَمَلَتِ الْجَرَادَ وَطَرَحَتْهُ فِي الْبَحْرِ الأَحْمَرِ، فَلَمْ تَبْقَ جَرَادَةٌ وَاحِدَةٌ فِي جَمِيعِ أَرْجَاءِ مِصْرَ. +\v 20 وَلَكِنَّ الرَّبَّ صَلَّبَ قَلْبَ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يُطْلِقْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\s1 ضربة الظلام +\s5 +\p +\v 21 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ابْسُطْ يَدَكَ نَحْوَ السَّمَاءِ فَيَطْغَى ظَلامٌ عَلَى كُلِّ أَرْجَاءِ مِصْرَ حَتَّى يَكَادَ يُلْمَسُ لِكَثَافَتِهِ». +\v 22 فَبَسَطَ مُوسَى يَدَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ، فَطَغَى ظَلامٌ كَثِيفٌ عَلَى كُلِّ أَرْجَاءِ أَرْضِ مِصْرَ لِمُدَّةِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ. +\v 23 فَلَمْ يَتَمَكَّنْ أَحَدٌ مِنْ أَنْ يَرَى أَخَاهُ، وَلا غَادَرَ أَحَدٌ مَكَانَهُ طَوَالَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ. غَيْرَ أَنَّ النُّورَ كَانَ يَغْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي أَمَاكِنِ إِقَامَتِهِمْ. +\s5 +\p +\v 24 فَاسْتَدْعَى فِرْعَوْنُ مُوسَى وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَاعْبُدُوا الرَّبَّ، وَلَكِنِ اتْرُكُوا وَرَاءَكُمْ مَاشِيَتَكُمْ وَقُطْعَانَكُمْ: أَمَّا صِغَارُكُمْ فَلْيَمْضُوا مَعَكُمْ أَيْضاً». +\v 25 فَقَالَ مُوسَى: «عَلَيْكَ أَنْ تَسْمَحَ لَنَا بِأَخْذِ ذَبَائِحَ مُحْرَقَاتٍ لِنُقَدِّمَهَا لِلرَّبِّ إِلَهِنَا. +\v 26 لِذَلِكَ تَذْهَبُ مَوَاشِينَا مَعْنَا أَيْضاً، فَلا يَبْقَى مِنْهَا ظِلْفٌ وَاحِدٌ، لأَنَّ عَلَيْنَا أَنْ نَخْتَارَ مِنْهَا لِعِبَادَةِ الرَّبِّ إِلَهِنَا، وَلا يُمْكِنُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَاذَا نَخْتَارُ مِنْهَا لِنَعْبُدَ الرَّبَّ حَتَّى نَصِلَ إِلَى هُنَاكَ». +\s5 +\v 27 وَلَكِنَّ الرَّبَّ صَلَّبَ قَلْبَ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يُطْلِقْ سَرَاحَهُمْ. +\v 28 وَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ: «اذْهَبْ عَنِّي، وَاحْذَرْ لِنَفْسِكَ. لَا تَمْثُلْ أَمَامِي مَرَّةً أُخْرَى، فَيَوْمَ تَرَى وَجْهِي تَمُوتُ». +\v 29 فَقَالَ مُوسَى: «حَسَناً قُلْتَ، فَأَنَا لَنْ أَرَى وَجْهَكَ مَرَّةً أُخْرَى». + +\s5 +\c 11 +\s1 ضربة الأبكار +\p +\v 1 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «بَقِيَتْ بَلِيَّةٌ وَاحِدَةٌ أُصِيبُ بِها فِرْعَوْنَ وَالْمِصْرِيِّينَ، وَبَعْدَ ذَلِكَ يُطْلِقُكُمْ مِنْ هُنَا. وَعِنْدَمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يَطْرُدُكُمْ جَمِيعاً طَرْداً. +\v 2 فَقُلِ الآنَ لِلشَّعْبِ: لِيَطْلُبْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْ جَارِهِ، وَكُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا، آنِيَةَ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ». +\v 3 ذَلِكَ لأَنَّ الرَّبَّ جَعَلَ الشَّعْبَ يَحْظَى بِرِضَى الْمِصْرِيِّينَ، كَمَا أَنَّ الرَّجُلَ مُوسَى كَانَ عَظِيماً فِي مِصْرَ فِي عُيُونِ حَاشِيَةِ فِرْعَوْنَ وَالشَّعْبِ. +\s5 +\p +\v 4 وَقَالَ مُوسَى هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ: «سَأَجْتَازُ حَوَالَي نِصْفِ اللَّيْلِ فِي وَسَطِ مِصْرَ، +\v 5 فَيَمُوتُ كُلُّ بِكْرٍ فِيهَا: مِنْ بِكْرِ فِرْعَوْنَ الْمُتَرَبِّعِ عَلَى الْعَرْشِ إِلَى بِكْرِ الأَمَةِ الَّتِي وَرَاءَ الرَّحَى، وَكَذَلِكَ بِكْرِ كُلِّ بَهِيمَةٍ، +\s5 +\v 6 فَيَعْلُو صُرَاخٌ عَظِيمٌ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ، لَمْ يُشْهَدْ مِثْلُهُ مِنْ قَبْلُ وَلا يَكُونُ مِثْلُهُ أَيْضاً. +\v 7 أَمَّا بَيْنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ فَلَنْ يَنْبَحَ كَلْبٌ عَلَى أَيِّ إِنْسَانٍ أَوْ حَيَوَانٍ. وَعِنْدَئِذٍ تَعْلَمُونَ أَنَّ الرَّبَّ يُمَيِّزُ بَيْنَ الْمِصْرِيِّينَ وَإِسْرَائِيلَ. +\v 8 فَيَأْتِي إِلَيَّ، مِنْ ثَمَّ، جَمِيعُ عَبِيدِكَ هَؤُلاءِ وَيَنْحَنُونَ أَمَامِي قَائِلِينَ: انْطَلِقْ أَنْتَ وَكُلُّ مَنْ يَتْبَعُكَ مِنَ الشَّعْبِ. وَآنَئِذٍ فَقَطْ أَمْضِي». ثُمَّ انْصَرَفَ مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ بِغَضَبٍ مُحْتَدِمٍ. +\s5 +\p +\v 9 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «إِنَّ فِرْعَوْنَ يَأْبَى الاسْتِمَاعَ لَكُمَا لِكَيْ تَتَكَاثَرَ آيَاتِي فِي أَرْضِ مِصْرَ». +\v 10 وَلَقَدْ أَجْرَى مُوسَى وَهَرُونُ كُلَّ هَذِهِ الآيَاتِ أَمَامَ فِرْعَوْنَ، وَلَكِنَّ الرَّبَّ قَسَّى قَلْبَ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يُطْلِقْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ دِيَارِهِ. + +\s5 +\c 12 +\s1 الفصح واحتفال الفطير غير المختمر +\p +\v 1 وَخَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَرُونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَائِلاً: +\v 2 «مُنْذُ الآنَ يَكُونُ لَكُمْ هَذَا الشَّهْرُ رَأْسَ الشُّهُورِ وَأَوَّلَ شُهُورِ السَّنَةِ. +\s5 +\v 3 خَاطِبَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ: عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ أَنْ يَأْخُذَ فِي الْعَاشِرِ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ حَمَلاً لِعَائِلَتِهِ، وَفْقاً لِبُيُوتِ الْآبَاءِ، حَمَلاً لِكُلِّ عَائِلَةٍ. +\v 4 وَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ صَغِيراً لَا يَسْتَهْلِكُ حَمَلاً كَامِلاً، يَتَقَاسَمُهُ هُوَ وَجَارُهُ الْقَرِيبُ مِنْهُ بِحَسَبِ عَدَدِ الأَشْخَاصِ الْمَوْجُودِينَ هُنَاكَ، بِمِقْدَارِ مَا يَسْتَطِيعُ كُلُّ وَاحِدٍ أَنْ يَأْكُلَهُ مِنَ الْحَمَلِ. +\s5 +\v 5 وَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الْحَمَلُ ذَكَراً ابْنَ سَنَةٍ، خَالِياً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، تَنْتَقُونَهُ مِنَ الْخِرْفَانِ أَوِ الْمَعِيزِ. +\v 6 وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ مَحْفُوظاً حَتَّى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَقُومُ كُلُّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ بِذَبْحِ الْحُمْلانِ عِنْدَ الْمَسَاءِ. +\v 7 وَيَأْخُذُونَ الدَّمَ وَيَضَعُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا. +\v 8 ثُمَّ فِي نَفْسِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ يَتَنَاوَلُونَ اللَّحْمَ مَشْوِيًّا بِالنَّارِ مَعَ فَطِيرٍ، يَأْكُلُونَهُ مَعَ أَعْشَابٍ مُرَّةٍ. +\s5 +\v 9 لَا تَأْكُلُوا مِنْهُ نِيئاً أَوْ مَسْلُوقاً، بَلْ مَشْوِيًّا بِنَارٍ، رَأْسَهُ مَعَ أَكَارِعِهِ وَجَوْفِهِ. +\v 10 وَلا تُبْقُوا مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ، بَلْ تُحْرِقُونَ كُلَّ مَا تَبَقَّى مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ بِالنَّارِ. +\v 11 تَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ وَأَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ، وَأَحْذِيَتُكُمْ فِي أَرْجُلِكُمْ، وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ. فَيَكُونُ هَذَا فِصْحاً لِلرَّبِّ. +\s5 +\v 12 فَفِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ أَجْتَازُ فِي بِلادِ مِصْرَ وَأَقْتُلُ كُلَّ بِكْرٍ فِيهَا مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ وَأُجْرِي قَضَاءً عَلَى كُلِّ آلِهَةِ الْمِصْرِيِّينَ. أَنَا هُوَ الرَّبُّ. +\v 13 أَمَّا أَنْتُمْ فَإِنَّ الدَّمَ الَّذِي عَلَى بُيُوتِكُمُ الْمُقِيمِينَ فِيهَا يَكُونُ الْعَلامَةَ الَّتِي تُمَيِّزُكُمْ، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ، فَلا تَنْزِلُ بِكُمْ بَلِيَّةُ الْهَلاكِ حِينَ أَبْتَلِي بِها أَرْضَ مِصْرَ. +\v 14 وَيَكُونُ لَكُمْ هَذَا الْيَوْمُ تَذْكَاراً تَحْتَفِلُونَ بِهِ عِيداً لِلرَّبِّ، فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً تَحْتَفِلُونَ بِهِ فِي أَجْيَالِكُمْ. +\s5 +\p +\v 15 سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَحْتَفِلُونَ، تَأْكُلُونَ فِيهَا فَطِيراً، تُخْلُونَ بُيُوتَكُمْ مِنَ الْخَمِيرِ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ، فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ خَمِيراً فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْيَوْمِ السَّابِعِ، تُبَادُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ. +\v 16 وَتُقِيمُونَ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ حَفْلاً مُقَدَّساً، وَكَذَلِكَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. لَا يُجْرَى فِيهِمَا عَمَلٌ مَا إلّا تَجْهِيزُ طَعَامِ الأَكْلِ. هَذَا كُلُّ مَا تَعْمَلُونَهُ. +\s5 +\v 17 وَتَحْتَفِلُونَ بِعِيدِ الْفَطِيرِ، لأَنَّنِي فِي هَذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَخْرَجْتُ أَجْنَادَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فَاحْتَفِلُوا بِهَذَا الْيَوْمِ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمُ الْمُقْبِلَةِ. +\v 18 وَمُنْذُ مَسَاءِ الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ وَحَتَّى مَسَاءِ الْيَوْمِ الْحَادِي وَالعِشْرِينَ مِنْهُ تَأْكُلُونَ فَطِيراً. +\s5 +\v 19 سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَخْلُو بُيُوتُكُمْ مِنَ الْخَمِيرِ فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ خُبْزاً مُخْتَمِراً يُبَادُ مِنْ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، الْغَرِيبُ وَالمُوَاطِنُ عَلَى حَدٍّ سَوَاءَ. +\v 20 لَا تَأْكُلُوا شَيْئاً مُخْتَمِراً، بَلْ فِي كُلِّ مَسَاكِنِكُمْ تَأْكُلُونَ فَطِيراً». +\s5 +\p +\v 21 ثُمَّ اسْتَدْعَى مُوسَى كُلَّ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمْ: «اذْهَبُوا وَانْتَقُوا حُمْلاناً بِحَسَبِ عَائِلاتِكُمْ وَاذْبَحُوا حَمَلَ الْفِصْحِ. +\v 22 ثُمَّ خُذُوا بَاقَةَ زُوفَا وَاغْمِسُوهَا فِي الدَّمِ الَّذِي تَصَفَّى فِي الإِنَاءِ وَاطْلُوا بِهِ عَتَبَةَ الْبَابِ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ، وَلا يَخْرُجُ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى الصَّبَاحِ. +\s5 +\v 23 لأَنَّ الرَّبَّ سَيَجْتَازُ لَيْلاً لِيُهْلِكَ الْمِصْرِيِّينَ. فَحِينَ يَرَى الدَّمَ عَلَى الْعَتَبَةِ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ يَعْبُرُ عَنِ الْبَابِ وَلا يَدَعُ الْمُهْلِكَ يَدْخُلُ بُيُوتَكُمْ لِيَضْرِبَكُمْ. +\s5 +\v 24 فَتُمَارِسُونَ هَذَا الأَمْرَ فَرِيضَةً لَكُمْ وَلأَوْلادِكُمْ إِلَى الأَبَدِ. +\v 25 وَعِنْدَمَا تَدْخُلُونَ الأَرْضَ الَّتِي وَعَدَ الرَّبُّ أَنْ يَهَبَهَا لَكُمْ، فَإِنَّكُمْ تُمَارِسُونَ هَذِهِ الْفَرِيضَةَ. +\s5 +\v 26 وَيَكُونُ حِينَ يَسْأَلُكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ: مَاذَا تَعْنِي هَذِهِ الْفَرِيضَةُ لَكُمْ؟ +\v 27 تُجِيبُونَهُمْ آنَئِذٍ: إِنَّهَا ذَبِيحَةُ فِصْحٍ لِلرَّبِّ الَّذِي عَبَرَ عَنْ بُيُوتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي مِصْرَ عِنْدَمَا أَهْلَكَ الْمِصْرِيِّينَ، وَأَنْقَذَ بُيُوتَنَا». فَحَنَى الشَّعْبُ رُؤُوسَهُمْ سَاجِدِينَ. +\v 28 فَمَضَى بَنُو إِسْرَائِيلَ وَفَعَلُوا تَمَاماً كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَرُونَ. +\s5 +\p +\v 29 وَفِي مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ أَهْلَكَ الرَّبُّ كُلَّ بِكْرٍ فِي بِلادِ مِصْرَ، مِنْ بِكْرِ فِرْعَوْنَ الْمُتَرَبِّعِ عَلَى الْعَرْشِ إِلَى بِكْرِ الْحَبِيسِ فِي السِّجْنِ، وَأَبْكَارَ الْبَهَائِمِ جَمِيعاً أَيْضاً. +\v 30 فَاسْتَيْقَظَ فِرْعَوْنُ وَحَاشِيَتُهُ وَجَمِيعُ الْمِصْرِيِّينَ وَإذَا عَوِيلٌ عَظِيمٌ فِي أَرْضِ مِصْرَ، لأَنَّهُ لَمْ يُوْجَدْ بَيْتٌ لَيْسَ فِيهِ مَيْتٌ. +\s5 +\v 31 فَاسْتَدْعَى مُوسَى وَهَرُونَ لَيْلاً قَائِلاً: «قُومُوا وَاخْرُجُوا مِنْ بَيْنِ الشَّعْبِ أَنْتُمَا وَبَنُو إِسْرَائِيلَ، وَانْطَلِقُوا اعْبُدُوا الرَّبَّ كَمَا طَلَبْتُمْ، +\v 32 وَخُذُوا مَعَكُمْ غَنَمَكُمْ وَبَقَرَكُمْ كَمَا سَأَلْتُمْ وَامْضُوا وَبَارِكُونِي أَيْضاً». +\v 33 وَأَلَحَّ الْمِصْرِيُّونَ عَلَى الشَّعْبِ لِيُسْرِعُوا فِي الارْتِحَالِ عَنِ الْبِلادِ قَائِلِينَ: «لِئَلّا نَمُوتَ جَمِيعاً». +\s1 الخروج +\s5 +\p +\v 34 فَصَرَّ الشَّعْبُ فِي ثِيَابِهِمْ مَعَاجِنَهُمْ وَعَجِينَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَخْتَمِرَ، وَحَمَلُوهَا عَلَى أَكْتَافِهِمْ، +\v 35 وَطَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ آنِيَةَ فِضَّةٍ وَذَهَباً وَثِيَاباً بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. +\v 36 وَجَعَلَ الرَّبُّ الشَّعْبَ يَحْظَى بِرِضَى الْمِصْرِيِّينَ، فَأَعْطَوْهُمْ كُلَّ مَا طَلَبُوهُ، فَغَنِمُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ. +\s5 +\p +\v 37 وَارْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ رَعَمْسِيسَ إِلَى سُكُّوتَ فَكَانُوا نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ أَلْفٍ مِنَ الرِّجَالِ المُشَاةِ مَاعَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلادَ. +\v 38 وَكَذَلِكَ انْضَمَّ إِلَيْهِمْ حَشْدٌ كَبِيرٌ مِنَ النَّاسِ، مَعَ غَنَمٍ وَمَوَاشٍ وَقُطْعَانٍ كَثِيرَةٍ. +\v 39 ثُمَّ خَبَزُوا الْعَجِينَ الَّذِي أَخْرَجُوهُ مَعَهُمْ مِنْ مِصْرَ خُبْزَ مَلَّةٍ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُخْتَمِراً، إذْ أَنَّهُمْ طُرِدُوا مِنْ مِصْرَ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَتَأَخَّرُوا فَمَا أَعَدُّوا لأَنْفُسِهِمْ زَاداً. +\s1 شريعة الفصح +\p +\v 40 وَكَانَتْ مُدَّةُ غُرْبَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَقَامُوهَا فِي مِصْرَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً. +\s5 +\v 41 وَفِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ بِالذَّاتِ، فِي خِتَامِ أَرْبَعِ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً خَرَجَ جَمِيعُ أَجْنَادِ الرَّبِّ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. +\v 42 هِيَ لَيْلَةٌ تُكَرَّسُ لِلرَّبِّ إذْ أَخْرَجَهُمْ فِيهَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. هَذِهِ اللَّيْلَةُ هِيَ لِلرَّبِّ، يُكَرِّسُهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي جَمِيعِ أَجْيَالِهِمْ. +\s5 +\p +\v 43 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: «هَذِهِ هِيَ مَرَاسِيمُ الْفِصْحِ: لَا يَأْكُلُ غَرِيبٌ مِنْهُ. +\v 44 كُلُّ عَبْدٍ مُشْتَرَى بِفِضَّةٍ يَأْكُلُ مِنْهُ بَعْدَ أَنْ تَخْتِنَهُ. +\s5 +\v 45 النَّزِيلُ وَالأَجِيرُ لَا يَأْكُلانِ مِنْهُ. +\v 46 يُؤْكَلُ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ فَلا تَحْمِلْ لَحْماً إِلَى خَارِجِ الْمَنْزِلِ، وَلا تَكْسِرْ مِنْهُ عَظْماً. +\s5 +\v 47 وَعَلَى كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ أَنْ تَحْتَفِلَ بِهِ. +\v 48 وَإذَا عَزَمَ غَرِيبٌ مُقِيمٌ بَيْنَكُمْ أَنْ يَحْتَفِلَ بِفِصْحِ الرَّبِّ فَلْيُخْتَنْ كُلُّ ذَكَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَحْتَفِلُ بِهِ، فَيَكُونُ آنَئِذٍ كَمَوْلُودِ الأَرْضِ. لَا يَأْكُلُ مِنْهُ أَيُّ ذَكَرٍ أَغْلَفَ. +\s5 +\v 49 فَتَسُودُ هَذِهِ الشَّرِيعَةُ عَلَى الْمُوَاطِنِ وَالدَّخِيلِ الْمُقِيمِ بَيْنَكُمْ». +\v 50 فَفَعَلَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَمَاماً كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَرُونَ. +\p +\v 51 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَخْرَجَ الرَّبُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِحَسَبِ فِرَقِ عَشَائِرِهِمْ. + +\s5 +\c 13 +\s1 تكريس الأبكار +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «خَصِّصْ لِي كُلَّ بِكْرٍ ذَكَرٍ. كُلُّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ هُوَ لِي. كُلُّ بِكْرٍ مِنَ النَّاسِ أَوِ الْبَهَائِمِ». +\s5 +\v 3 وَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «اذْكُرُوا هَذَا الْيَوْمَ الَّذِي خَرَجْتُمْ فِيهِ مِنْ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، فَقَدْ أَطْلَقَكُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَا بِيَدٍ قَدِيرَةٍ، فَلا تَأْكُلُوا خُبْزاً مُخْتَمِراً. +\v 4 الْيَوْمَ فِي شَهْرِ أَبِيبَ (أَيْ فِي شَهْرِ آذَارَ – مَارِسَ) أَنْتُمْ خَارِجُونَ، +\v 5 لِذَلِكَ عِنْدَمَا يُدْخِلُكُمُ الرَّبُّ أَرْضَ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، الَّتِي تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً، وَالَّتِي أَقْسَمَ لِآبَائِكُمْ أَنْ يَهَبَكُمْ إِيَّاهَا، تُمَارِسُونَ هَذِهِ الْفَرِيضَةَ فِي هَذَا الشَّهْرِ. +\s5 +\v 6 سَبْعَةَ أَيَّامٍ لَا تَأْكُلُونَ فِيهَا خُبْزاً مُخْتَمِراً، وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ يَكُونُ احْتِفَالٌ لِلرَّبِّ. +\v 7 سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فِيهَا خُبْزاً فَطِيراً وَلا تَحْتَفِظُونَ فِي بُيُوتِكُمْ بِشَيْءٍ مُخْتَمِرٍ أَوْ بِخَمِيرٍ. +\s5 +\p +\v 8 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَقُولُ لابْنِكَ: إنَّنِي أُمَارِسُ هَذَا مِنْ أَجْلِ مَا صَنَعَهُ الرَّبُّ لِي، حِينَ أَخْرَجَنِي مِنْ مِصْرَ. +\v 9 فَتَكُونُ هَذِهِ الْفَرِيضَةُ بِمَثَابَةِ عَلامَةٍ عَلَى يَدِكَ، وَتَذْكَاراً بَيْنَ عَيْنَيْكَ، لِتَكُونَ شَرِيعَةُ الرَّبِّ فِي فَمِكَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَخْرَجَكَ بِيَدٍ قَدِيرَةٍ مِنْ مِصْرَ. +\v 10 فَتُمَارِسُ هَذِهِ الْفَرِيضَةَ فِي مِيعَادِهَا مَرَّةً كُلَّ سَنَةٍ. +\s5 +\p +\v 11 وَيَكُونُ حِينَ يُدْخِلُكَ الرَّبُّ إِلَى أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ، كَمَا أَقْسَمَ لَكَ وَلِآبَائِكَ أَنْ يَهَبَكَ إِيَّاهَا، +\v 12 أَنَّكَ تَفْرِزُ لِلرَّبِّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحِ رَحِمٍ. وَكَذَلِكَ كُلَّ بِكْرٍ مِنْ نِتَاجِ الْبَهَائِمِ الَّتِي تَمْلِكُهَا يَكُونُ لِلرَّبِّ. +\v 13 إِنَّمَا كُلُّ بِكْرِ حِمَارٍ تَفْدِيهِ بِحَمَلٍ. وَإِنْ لَمْ تَفْدِهِ تَكْسِرْ عُنُقَهُ. وَكَذَلِكَ تَفْدِي أَيْضاً كُلَّ بِكْرٍ مِنْ بَنِيكَ. +\s5 +\p +\v 14 وَحِينَ يَسْأَلُكَ ابْنُكَ فِي الأَيَّامِ الْمُقْبِلَةِ: مَا مَعْنَى هَذَا؟ تُجِيبُهُ: إِنَّهُ بِيَدٍ قَدِيرَةٍ أَخْرَجَنَا الرَّبُّ مِنْ دِيَارِ الْعُبُودِيَّةِ. +\v 15 وَعِنْدَمَا تَصَلَّبَ فِرْعَوْنُ وَامْتَنَعَ عَنْ إِطْلاقِنَا، أَهْلَكَ الرَّبُّ كُلَّ بِكْرٍ فِي بِلادِ مِصْرَ، مِنْ أَبْكَارِ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. لِذَلِكَ أَنَا أُقَرِّبُ لِلرَّبِّ الذُّكُورَ مِنْ كُلِّ فَاتِحِ رَحِمٍ وَأَفْدِي كُلَّ بِكْرٍ مِنْ أَوْلادِي. +\v 16 فَتَكُونُ هَذِهِ الْفَرِيضَةُ بِمَثَابَةِ عَلامَةٍ عَلَى يَدِكَ وَرَمْزاً عَلَى جَبْهَتِكَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَخْرَجَنَا بِيَدٍ قَدِيرَةٍ مِنْ مِصْرَ». +\s1 عبور البحر +\s5 +\p +\v 17 وَعِنْدَمَا أَطْلَقَ فِرْعَوْنُ الشَّعْبَ لَمْ يَقُدْهُمُ اللهُ فِي طَرِيقِ بِلادِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ قِصَرِهَا. لأَنَّ اللهَ قَالَ لِئَلّا يَنْدَمَ الشَّعْبُ إِذَا تَعَرَّضَ لِحَرْبٍ وَيَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ. +\v 18 إِنَّمَا اقْتَادَ اللهُ الشَّعْبَ عَبْرَ صَحْرَاءِ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ. وَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ قَدْ غَادَرُوا مِصْرَ مُتَسَلِّحِينَ مُتَأَهِّبِينَ لِلْقِتَالِ. +\s5 +\v 19 وَحَمَلَ مُوسَى عِظَامَ يُوسُفَ مَعَهُ، لأَنَّهُ كَانَ قَدِ اسْتَحْلَفَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِحَلْفٍ قَائِلاً: «لابُدَّ أَنْ يَفْتَقِدَكُمُ اللهُ فَعَلَيْكُمْ أَنْ تَنْقُلُوا عِظَامِي مَعَكُمْ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ». +\p +\v 20 وَارْتَحَلُوا مِنْ سُكُّوتَ وَخَيَّمُوا فِي إِيثَامَ عَلَى طَرَفِ الصَّحْرَاءِ. +\v 21 وَكَانَ الرَّبُّ يَتَقَدَّمُهُمْ نَهَاراً فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ، وَلَيْلاً فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ. +\v 22 وَلَمْ يَبْرَحْ عَمُودُ السَّحَابِ نَهَاراً وَعَمُودُ النَّارِ لَيْلاً مِنْ أَمَامِ الشَّعْبِ. + +\s5 +\c 14 +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَرْجِعُوا وَيَتَجَمَّعُوا مُقَابِلَ فَمِ الْحِيرُوثِ بَيْنَ مَجْدَلَ وَالْبَحْرِ أَمَامَ بَعْلَ صَفُونَ مُبَاشَرَةً تُخَيِّمَونَ عِنْدَ الْبَحْرِ، +\v 3 فَيَظُنُّ فِرْعَوْنُ أَنَّكُمْ هَائِمُونَ فِي الأَرْضِ عَلَى غَيْرِ هُدىً، وَقَدِ اسْتَغْلَقَتْ عَلَيْكُمُ الصَّحْرَاءُ، +\s5 +\v 4 فَأُقَسِّي قَلْبَ فِرْعَوْنَ حَتَّى يَسْعَى وَرَاءَكُمْ فَأَتَعَظَّمُ آنَئِذٍ (بِالقَضَاءِ) عَلَى فِرْعَوْنَ وَعَلَى جَيْشِهِ، وَيَعْرِفُ الْمِصْرِيُّونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ». وَهَكَذَا فَعَلَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ. +\s1 فرعون يطارد بني إسرائيل +\p +\v 5 وَقِيلَ لِمَلِكِ مِصْرَ: «هُوَذا الشَّعْبُ قَدْ هَرَبَ». فَتَحَوَّلَ قَلْبُ فِرْعَوْنَ وَقُلُوبُ حَاشِيَتِهِ ضِدَّهُمْ، وَقَالُوا: «مَاذَا دَهَانَا حَتَّى أَطْلَقْنَا إِسْرَائِيلَ مِنْ خِدْمَتِنَا؟» +\s5 +\v 6 فَأَعَدَّ مَرْكَبَتَهُ وَاصْطَحَبَ جَيْشَهُ مَعَهُ، +\v 7 فَأَعَدَّ سِتَّ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ وَسَائِرَ مَرْكَبَاتِ مِصْرَ، وَحَمَلَ عَلَيْهَا قَادَةَ سِلاحِ الْمَرْكَبَاتِ. +\v 8 وَقَسَّى الرَّبُّ قَلْبَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ، فَطَارَدَ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ غَادَرُوا مِصْرَ بِقُدْرَةٍ ظَاهِرَةٍ. +\v 9 وَسَعَى الْمِصْرِيُّونَ وَرَاءَهُمْ بِجَمِيعِ خَيْلِ فِرْعَوْنَ وَمَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ وَجُيُوشِهِ، فَأَدْرَكُوهُمْ وَهُمْ مُتَجَمِّعُونَ عِنْدَ الْبَحْرِ بالقُرْبِ مِنْ فَمِ الْحِيروثِ مُقَابِلَ بَعْلَ صَفُونَ. +\s5 +\p +\v 10 وَلَمَّا اقْتَرَبَ فِرْعَوْنُ، نَظَرَ بَنُو إسْرَائِيلَ، وَإذَا بِالْمِصْرِيِّينَ يَنْدَفِعُونَ نَحْوَهُمْ، فَارْتَعَبُوا وَاسْتَغَاثُوا بِالرَّبِّ، +\v 11 ثُمَّ قَالُوا لَمُوسَى: «هَلْ لِافْتِقَارِ مِصْرَ لِلْقُبُورِ أَخْرَجْتَنَا إِلَى الصَّحْرَاءِ لِنَمُوتَ فِيهَا؟ مَاذَا فَعَلْتَ بِنَا حَتَّى أَخْرَجْتَنَا مِنْ مِصْرَ؟ +\v 12 أَلَمْ نَقُلْ لَكَ فِي مِصْرَ: دَعْنَا وَشَأْنَنَا فَنَخْدُمَ الْمِصْرِيِّينَ، إذْ كَانَ خَيْراً لَنَا أَنْ نَخْدُمَ الْمِصْرِيِّينَ مِنْ أَنْ نَمُوتَ فِي الصَّحْرَاءِ». +\s5 +\v 13 فَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «لا تَخَافُوا. قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاصَ الرَّبِّ الَّذِي يُجْرِيهِ لَكُمُ الْيَوْمَ، لأَنَّ الْمِصْرِيِّينَ الَّذِينَ رَأَيْتُمُوهُمُ الْيَوْمَ، لَنْ تَرَوْهُمْ فِيمَا بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ. +\v 14 فَالرَّبُّ يُحَارِبُ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ تَصْمُتُونَ». +\s5 +\p +\v 15 وَقَالَ الرَّبُّ لمُوسَى: «مَا بَالُكَ تَسْتَغِيثُ بِي؟ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَرْحَلُوا. +\v 16 ارْفَعْ عَصَاكَ وَابْسُطْ يَدَكَ فَوْقَ الْبَحْرِ وَشُقَّهُ، فَيَجْتَازَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي وَسْطِ الْبَحْرِ عَلَى الْيَابِسَةِ. +\v 17 فَهَا أَنَا أُغْلِظُ قُلُوبَ الْمِصْرِيِّينَ فَيَسْعَوْنَ وَرَاءَكُمْ، فَأَتَعَظَّمُ (بِالقَضَاءِ) عَلَى فِرْعَوْنَ وَعَلَى مَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ، +\v 18 فَيُدْرِكُ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّنِي أَنَا الرَّبُّ، عِنْدَمَا أَتَعَظَّمُ (بِالقَضَاءِ) عَلَى فِرْعَوْنَ وَمَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ». +\s5 +\v 19 وَانْتَقَلَ مَلاكُ اللهِ الَّذِي كَانَ يَتَقَدَّمُ عَسْكَرَ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمُؤَخَّرَةِ خَلْفَهُمْ، وَكَذَلِكَ انْتَقَلَ عَمُودُ السَّحَابِ مِنْ أَمَامِهِمْ وَوَقَفَ وَرَاءَهُمْ. +\v 20 فَدَخَلَ بَيْنَ عَسْكَرِ الْمِصْرِيِّينَ وَعَسْكَرِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، وَصَارَ عَمُودُ السَّحَابِ ظَلاماً قَاتِماً عَلَى الْمِصْرِيِّينَ، وَضِيَاءً عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَلَمْ يَقْتَرِبْ أَحَدُهُمَا مِنَ الآخَرِ طَوَالَ اللَّيْلِ. +\s5 +\p +\v 21 وَبَسَطَ مُوسَى يَدَهُ فَوْقَ الْبَحْرِ، فَأَرْسَلَ الرَّبُّ طَوَالَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ رِيحاً شَرْقِيَّةً قَوِيَّةً رَدَّتِ الْبَحْرَ إِلَى الْوَرَاءِ، وَحَوَّلَتْهُ إِلَى يَابِسَةٍ. وَهَكَذَا انْشَقَّ الْبَحْرُ، +\v 22 فَاجْتَازَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي وَسْطِ الْبَحْرِ عَلَى أَرْضٍ يَابِسَةٍ، فَكَانَ الْمَاءُ بِمَثَابَةِ سُورَيْنِ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ يَسَارِهِمْ. +\s5 +\v 23 وَلَحِقَ بِهِمِ الْمِصْرِيُّونَ وَدَخَلُوا وَرَاءَهُمْ إِلَى وَسْطِ الْبَحْرِ، بِجَمِيعِ خَيْلِ فِرْعَوْنَ وَمَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ. +\v 24 وَقَبْلَ طُلُوعِ الصَّبَاحِ أَشْرَفَ الرَّبُّ فِي عَمُودِ النَّارِ وَالسَّحَابِ عَلَى عَسْكَرِ الْمِصْرِيِّينَ وَأَرْبَكَهُمْ. +\v 25 فَجَعَلَ عَجَلاتِ مَرْكَبَاتِهِمْ تَتَخَلَّعُ. فَطَفِقُوا يَجُرُّونَهَا بِمَشَقَّةٍ حَتَّى قَالَ الْمِصْرِيُّونَ: «لِنَهْرُبْ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، لأَنَّ الرَّبَّ يُحَارِبُ عَنْهُمْ ضِدَّنَا». +\s5 +\p +\v 26 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ابْسُطْ يَدَكَ فَوْقَ الْبَحْرِ لِيَرْتَدَّ الْمَاءُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ مَعَ مَرْكَبَاتِهِمْ وَفُرْسَانِهِمْ». +\v 27 فَبَسَطَ مُوسَى يَدَهُ فَوْقَ البَحْرِ عِنْدَ انْبِثَاقِ الصَّبَاحِ، فَارْتَدَّ الْبَحْرُ إِلَى مَوْضِعِهِ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ الْهَارِبِينَ فِي اتِّجَاهِهِ، فَجَرَفَهُمُ الرَّبُّ نَحْوَ وَسْطِ الْبَحْرِ. +\v 28 وَارْتَدَّتِ الْمِيَاهُ وَأَغْرَقَتِ الْمَرْكَبَاتِ وَالْفُرْسَانَ وَكُلَّ جَيْشِ فِرْعَوْنَ الَّذِي لَحِقَ بِهِمْ إِلَى الْبَحْرِ، فَلَمْ يَفْلِتْ مِنْهُمْ نَاجٍ وَاحِدٌ. +\s5 +\v 29 أَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَقَدْ سَارُوا فَوْقَ أَرْضٍ يَابِسَةٍ وَسْطَ مِيَاهِ الْبَحْرِ. وَكَانَتِ الْمِيَاهُ كَسُورَيْنِ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ شِمَالِهِمْ. +\p +\v 30 وَهَكَذَا أَنْقَذَ الرَّبُّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّينَ، وَشَاهَدُوا جُثَثَ الْمِصْرِيِّينَ مَطْرُوحَةً عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ. +\v 31 وَعِنْدَمَا شَهِدَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ الْقُوَّةَ الْعَظِيمَةَ الَّتِي عَامَلَ بِها الرَّبُّ الْمِصْرِيِّينَ، خَافَ الشَّعْبُ الرَّبَّ وَآمَنُوا بِهِ وَبِمُوسَى عَبْدِهِ. + +\s5 +\c 15 +\s1 ترنيمة موسى ومريم +\p +\v 1 عِنْدَئِذٍ شَدَا مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيلَ بِهَذِهِ التَّسْبِحَةِ لِلرَّبِّ قَائِلِينَ: «أُرَنِّمُ لِلرَّبِّ لأَنَّهُ تَمَجَّدَ جِدّاً، الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ قَدْ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ. +\s5 +\v 2 الرَّبُّ قُوَّتِي وَنَشِيدِي وَقَدْ صَارَ خَلاصِي، هَذَا هُوَ إِلَهِي فَأُسَبِّحُهُ. وَإِلَهُ أَبِي فَأُعَظِّمُهُ. +\v 3 الرَّبُّ مُحَارِبٌ، ’الرَّبُّ‘ اسْمُهُ. +\s5 +\v 4 طَرَحَ فِرْعَوْنَ وَجَيْشَهُ فِي الْبَحْرِ، وَأَغْرَقَ خِيرَةَ قَادَةِ فِرْعَوْنَ فِي الْبَحْرِ الأَحْمَرِ. +\v 5 غَمَرَتْهُمُ اللُّجَجُ فَغَاصُوا إِلَى الأَعْمَاقِ كَالْحِجَارَةِ. +\s5 +\v 6 يَمِينُكَ يَا رَبُّ مَجِيدَةٌ فِي قُوَّتِهَا. بِيَمِينِكَ يَا رَبُّ تَسْحَقُ الْعَدُوَّ. +\v 7 بِعَظَمَةِ جَلالِكَ تَصْرَعُ مُقَاوِمِيكَ. تُرْسِلُ غَضَبَكَ فَتَأْكُلُهُمْ كَالقَشِّ. +\v 8 بِرِيحِكَ الْعَاصِفَةِ تَكَوَّمَتِ الْمِيَاهُ، وَانْتَصَبَتِ اللُّجَجُ فِي قَلْبِ الْبَحْرِ. +\s5 +\v 9 قَالَ الْعَدُوُّ: أَسْعَى وَرَاءَهُمْ فَأُدْرِكُهُمْ. أُقَسِّمُ أَسْلابَهُمْ وَتَشْتَفِي مِنْهُمْ نَفْسِي. أَسْتَلُّ سَيْفِي بِيَدِي وَأُهْلِكُهُمْ. +\v 10 لَكِنَّكَ أَطْلَقْتَ رِيحَكَ فَغَشِيَهُمُ الْبَحْرُ، فَغَرِقُوا كَالرَّصَاصِ فِي اللُّجَجِ الْعَمِيقَةِ +\v 11 فَمَنْ مِثْلُكَ يَا رَبُّ بَيْنَ كُلِّ الآلِهَةِ؟ مَنْ مِثْلُكَ جَلِيلٌ فِي الْقَدَاسَةِ مَهِيبٌ فِي الْمَجْدِ، صَانِعٌ عَجَائِبَ! +\s5 +\v 12 بَسَطْتَ يَمِينَكَ فَابْتَلَعَتْهُمُ الأَرْضُ. +\v 13 قُدْتَ بِرَحْمَتِكَ الشَّعْبَ الَّذِي افْتَدَيْتَهُ، وَبِقُدْرَتِكَ هَدَيْتَهُ إِلَى مَسْكَنِكَ الْمُقَدَّسِ. +\s5 +\v 14 فَتَسْمَعُ الشُّعُوبُ وَتَرْتَعِبُ، وَتَسْتَوْلِي الرَّعْدَةُ عَلَى أَهْلِ فِلِسْطِينَ. +\v 15 آنَئِذٍ يَنْدَهِشُ أُمَرَاءُ أَدُومَ، جَبَابِرَةُ مُوآبَ تَأْخُذُهُمُ الرَّجْفَةُ، وَيَذُوبُ حُكَّامُ كَنْعَانَ هَلَعاً. +\s5 +\v 16 يَسُودُهُمُ الْخَوْفُ والرَّعْدَةُ وَبِقُدْرَةِ ذِرَاعِكَ يَجْمُدُونَ كَالْحِجَارَةِ حَتَّى يَعْبُرَ شَعْبُكَ يَا رَبُّ، حَتَّى يَعْبُرَ شَعْبُكَ الَّذِي اشْتَرَيْتَهُ. +\s5 +\v 17 تَأْتِي بِهِمْ وَتَغْرِسُهُمْ فِي جَبَلِ مِيرَاثِكَ، الْمَوْضِعِ الَّذِي جَعَلْتَهُ يَا رَبُّ لِسُكْنَاكَ، الْمَقْدِسِ الَّذِي أَعَدَّتْهُ يَا رَبُّ يَدَاكَ. +\v 18 الرَّبُّ يَمْلِكُ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. +\s5 +\v 19 وَعِنْدَمَا دَخَلَتْ خُيُولُ فِرْعَوْنَ وَمَرْكَبَاتُهُ وَفُرْسَانُهُ إِلَى الْبَحْرِ رَدَّ عَلَيْهِمْ مِيَاهَ الْبَحْرِ، أَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَمَشَوْا عَلَى الْيَابِسَةِ فِي وَسْطِ الْبَحْرِ». +\p +\v 20 عِنْدَئِذٍ أَخَذَتْ مَرْيَمُ النَّبِيَّةُ أُخْتُ هَرُونَ، الدُّفَّ بِيَدِهَا، فَتَبِعَهَا جَمِيعُ النِّسَاءِ بالدُّفِّ وَالرَّقْصِ. +\v 21 فَكَانَتْ مَرْيَمُ تُجَاوِبُهُنَّ: «رَنِّمُوا لِلرَّبِّ لأَنَّهُ قَدْ تَمَجَّدَ جِدّاً. الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ قَدْ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ». +\s1 ماء مارة وإيليم +\s5 +\p +\v 22 ثُمَّ ارْتَحَلَ مُوسَى بِإِسْرَائِيلَ مِنَ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ، وَتَوَجَّهُوا نَحْوَ صَحْرَاءِ شُورٍ، وَظَلُّوا يَجُوبُونَ الصَّحْرَاءَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَجِدُوا مَاءً. +\v 23 وَعِنْدَمَا وَصَلُوا إِلَى مَارَّةَ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْرَبُوا مَاءَهَا لِمَرَارَتِهِ، لِذَلِكَ سُمِّيَتْ «مَارَّةَ». +\s5 +\v 24 فَتَذَمَّرَ الشَّعْبُ عَلَى مُوسَى قَائِلِينَ: «مَاذَا نَشْرَبُ؟» +\v 25 فَاسْتَغَاثَ بِالرَّبِّ، فَأَرَاهُ الرَّبُّ شَجَرَةً فَأَلْقَاهَا إِلَى الْمَاءِ، فَصَارَ عَذْباً. وَهُنَاكَ أَيْضاً وَضَعَ الرَّبُّ لِلشَّعْبِ فَرِيضَةً وَشَرِيعَةً، وَامْتَحَنَهُ، +\v 26 وَقَالَ: «إِنْ كُنْتَ تَحْرِصُ عَلَى سَمَاعِ صَوْتِ الرَّبِّ إِلَهِكَ، وَتَفْعَلُ مَا هُوَ حَقٌّ أَمَامَهُ، وَتُطِيعُ وَصَايَاهُ وَتُحَافِظُ عَلَى جَمِيعِ فَرَائِضِهِ، فَلَنْ أَدَعَكَ تُقَاسِي مِنْ أَيِّ مَرَضٍ مِنَ الأَمْرَاضِ الَّتِي ابْتَلَيْتُ بِها الْمِصْرِيِّينَ، فَإِنِّي أَنَا الرَّبُّ شَافِيكَ». +\s5 +\p +\v 27 ثُمَّ بَلَغُوا إِيلِيمَ حَيْثُ كَانَتِ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنَ مَاءٍ وَسَبْعُونَ نَخْلَةً. فَخَيَّمُوا إِلَى جُوَارِ عُيُونِ الْمَاءِ. + +\s5 +\c 16 +\s1 المن والسلوى +\p +\v 1 ثُمَّ انْتَقَلَتْ كُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ مِنْ إِيلِيمَ حَتَّى أَقْبَلُوا إِلَى صَحْرَاءِ سِينَ الْوَاقِعَةِ بَيْنَ إِيلِيمَ وَسِينَاءَ، وَذَلِكَ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي بَعْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. +\v 2 وَهُنَاكَ فِي الصَّحْرَاءِ تَذَمَّرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى مُوسَى وَهَرُونَ، +\v 3 وَقَالُوا لَهُمَا: «لَيْتَ الرَّبَّ أَمَاتَنَا فِي أَرْضِ مِصْرَ، فَهُنَاكَ كُنَّا نَجْلِسُ حَوْلَ قُدُورِ اللَّحْمِ نَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى الشَّبْعِ. وَهَا أَنْتُمَا قَدْ أَخْرَجْتُمَانَا إِلَى هَذِهِ الصَّحْرَاءِ لِتُمِيتَا كُلَّ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ جُوعاً». +\s5 +\p +\v 4 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هَا أَنَا أُمْطِرُ عَلَيْكُمْ خُبْزاً مِنَ السَّمَاءِ، فَيَخْرُجُ الشَّعْبُ وَيَلْتَقِطُ حَاجَةَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ، لِكَيْ أَمْتَحِنَهُمْ، فَأَرَى إنْ كَانُوا يَسْلُكُونَ فِي شَرِيعَتِي أَمْ لا. +\v 5 وَلَكِنْ لِيَكُنْ مَا يَلْتَقِطُونَهُ فِي الْيَوْمِ السَّادِسِ ضِعْفَ مَا يَجْمَعُونَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ». +\s5 +\v 6 فَقَالَ مُوسَى وَهَرُونُ لِجَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: «فِي الْمَسَاءِ تَعْلَمُونَ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. +\v 7 وَفِي الصَّبَاحِ تُعَايِنُونَ مَجْدَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ قَدْ سَمِعَ تَذَمُّرَكُمْ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ مَنْ نَحْنُ حَتَّى تَتَذَمَّرُوا عَلَيْنَا؟» +\v 8 وَقَالَ مُوسَى أَيْضاً: «إِنَّكُمْ سَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ هُوَ الرَّبُّ، عِنْدَمَا يُعْطِيكُمْ لَحْماً فِي الْمَسَاءِ لِتَأْكُلُوا، وَخُبْزاً فِي الصَّبَاحِ لِتَشْبَعُوا، لأَنَّهُ سَمِعَ تَذَمُّرَكُمْ عَلَيْهِ. فَمَاذَا نَحْنُ؟ إِنَّكُمْ تَتَذَمَّرُونَ عَلَى اللهِ». +\s5 +\v 9 وَقَالَ مُوسَى لِهَرُونَ: «قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ لأَنَّهُ قَدْ سَمِعَ تَذَمُّرَهُمْ». +\v 10 وَفِيمَا كَانَ هَرُونُ يُخَاطِبُ كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، الْتَفَتُوا نَحْوَ الصَّحْرَاءِ وَإذَا بِمَجْدِ الرَّبِّ قَدْ تَجَلَّى فِي السَّحَابِ. +\v 11 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 12 «سَمِعْتُ تَذَمُّرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقُلْ لَهُمْ: فِي الْمَسَاءِ تَأْكُلُونَ لَحْماً، وَفِي الصَّبَاحِ تَشْبَعُونَ خُبْزاً، فَتَعْلَمُونَ أَنَّنِي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ». +\s5 +\p +\v 13 فِي ذَلِكَ الْمَسَاءِ أَقْبَلَتْ طُيُورُ السَّلْوَى (السُّمَانَي) وَغَطَّتِ الْمُخَيَّمَ. وَفِي الصَّبَاحِ كَسَتْ طَبَقَةُ النَّدَى الأَرْضَ الْمُحِيطَةَ بِالْمُخَيَّمِ. +\v 14 وَعِنْدَمَا زَالَتْ طَبَقَةُ النَّدَى إِذَا وَجْهُ الصَّحْرَاءِ مُغَطَّى بِشَيْءٍ رَقِيقٍ كالْقُشُورِ، مُكَتَّلٍ كَالْجَلِيدِ. +\v 15 وَعِنْدَمَا رَآهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ «مَنْهُو» أَيْ مَا هَذَا؟ لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا مَا هُوَ. فَقَالَ لَهُمْ موُسَى: «هُوَ خُبْزُ الرَّبِّ الَّذِي أَعْطَاكُمْ لِتَأْكُلُوهُ. +\s5 +\v 16 وَهَذَا مَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ الرَّبُّ: الْتَقِطُوا مِنْهُ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ مَأْكَلِهِ، لِكُلِّ وَاحِدٍ عُمِراً (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) وَفْقاً لِعَدَدِ أَهْلِ بَيْتِهِ الْمُقِيمِينَ مَعَهُ فِي خَيْمَتِهِ». +\p +\v 17 فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ هَكَذَا فَمِنْهُمْ مَنِ الْتَقَطَ مُكَثِّراً، وَمِنْهُمْ مَنِ الْتَقَطَ مُقِلًّا. +\v 18 وَلَكِنْ عِنْدَمَا كَالُوا بِالعُمِرِ مَا الْتَقَطُوهُ، فَإِنَّ الْمُكَثِّرَ لَمْ يَفْضُلْ عَنْهُ، وَالمُقِلَّ لَمْ يَنْقُصْهُ شَيْءٌ، فَجَمَعَ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ مَأْكَلِهِ. +\s5 +\v 19 وَقَالَ مُوسَى لَهُمْ: «لا يُبْقِ أَحَدٌ مِنْهُ شَيْئاً إِلَى الصَّبَاحِ». +\p +\v 20 وَمَعَ ذَلِكَ، فَإِنَّ بَعْضَهُمْ لَمْ يَسْمَعْ لِمُوسَى، بَلْ أَبْقَوْا مِنْهُ لِلصَّبَاحِ، فَتَوَلَّدَ فِيهِ دُودٌ وَأَنْتَنَ. فَسَخَطَ عَلَيْهِمْ مُوسَى. +\v 21 فَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يَلْتَقِطُ كُلَّ صَبَاحٍ عَلَى قَدْرِ مَأْكَلِهِ. وَمَا إِنْ تَشْتَدُّ حَرَارَةُ الشَّمْسِ حَتَّى يَذُوبَ مَا بَقِيَ مِنْهُ عَلَى الأَرْضِ. +\s5 +\p +\v 22 أَمَّا فِي الْيَوْمِ السَّادِسِ فَكَانُوا يَلْتَقِطُونَ مِنَ الْخُبْزِ الضِّعْفَ، أَيْ عُمِرَيْنِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ) لِكُلِّ وَاحِدٍ فَجَاءَ رُؤَسَاءُ الْجَمَاعَةِ وَأَبْلَغُوا الأَمْرَ لِمُوسَى. +\v 23 فَقَالَ لَهُمْ: «هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ. غَداً يَكُونُ يَوْمَ رَاحَةٍ، سَبْتاً مُقَدَّساً لِلرَّبِّ. اخْبِزُوا مَا تُرِيدُونَ خَبْزَهُ وَاطْبُخُوا مَا تَشَاؤُونَ، وَاحْتَفِظُوا بِمَا يَفْضُلُ إِلَى الصَّبَاحِ». +\s5 +\v 24 فَأَبْقُوهُ إِلَى الصَّبَاحِ كَمَا أَمَرَ مُوسَى، فَلَمْ يُنْتِنْ وَلا صَارَ فِيهِ دُودٌ. +\v 25 وَقَالَ مُوسَى: «كُلُوا الْيَوْمَ لأَنَّ الْيَوْمَ هُوَ سَبْتٌ لِلرَّبِّ، إذْ لَنْ تَجِدُوا الْيَوْمَ طَعَاماً فِي الْحَقْلِ. +\s5 +\v 26 سِتَّةَ أَيَّامٍ تَلْتَقِطُونَهُ وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَهُوَ سَبْتٌ وَلَنْ تَجِدُوا فِيهِ طَعَاماً». +\p +\v 27 غَيْرَ أَنَّ أُنَاساً مِنْهُمْ خَرَجُوا فِي السَّبْتِ لِيَلْتَقِطُوا مِنْهُ، فَلَمْ يَجِدُوا شَيْئاً. +\s5 +\v 28 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «إِلَى مَتَى تَأْبُونَ حِفْظَ وَصَايَايَ وَشَرِيعَتِي؟ +\v 29 انْظُرُوا. فَهَا الرَّبُّ قَدْ أَعْطَاكُمُ السَّبْتَ لِذَلِكَ هُوَ يُقَدِّمُ لَكُمْ فِي الْيَوْمِ السَّادِسِ خُبْزَ يَوْمَيْنِ، فَلْيَلْبَثْ كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَكَانِهِ وَلا يُغَادِرْهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ». +\v 30 فَاسْتَرَاحَ الشَّعْبُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. +\s5 +\v 31 وَدَعَا شَعْبُ إِسْرَائِيلَ الْخُبْزَ «مَنّاً». وَكَانَ أَبْيَضَ كَبِزْرِ الْكُزْبَرَةِ، وَمَذَاقُهُ كَرِقَاقٍ مَصْنُوعَةٍ بِعَسَلٍ. +\p +\v 32 وَقَالَ مُوسَى: «إِلَيْكُمْ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ: احْفَظُوا مِلْءَ الْعُمِرِ مِنْهُ ذِكْرَى لأَجْيَالِكُمُ الْمُقْبِلَةِ، لِكَيْ يَرَوْا الْخُبْزَ الَّذِي أَطْعَمْتُكُمْ بِهِ فِي الصَّحْرَاءِ عِنْدَمَا أَخْرَجْتُكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ». +\s5 +\v 33 وَقَالَ مُوسَى لِهَرُونَ: «خُذْ إِنَاءً وَاجْعَلْ فِيهِ مِقْدَارَ عُمِرٍ مِنَ الْمَنِّ وَضَعْهُ أَمَامَ الرَّبِّ لِيَظَلَّ مَحْفُوظاً فِي أَجْيَالِكُمْ». +\v 34 وَكَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى وَضَعَهُ هَرُونُ أَمَامَ الشَّهَادَةِ حِفَاظاً عَلَيْهِ. +\v 35 وَاقْتَاتَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ بِالمَنِّ طَوَالَ أَرْبَعِينَ سَنَةً حَتَّى جَاءُوا إِلَى تُخُومِ أَرْضِ كَنْعَانَ الْعَامِرَةِ بِالسُّكَّانِ. +\v 36 وَأَمَّا الْعُمِرُ فَهُوَ عُشْرُ الإِيفَةِ. + +\s5 +\c 17 +\s1 ماء من الصخرة +\p +\v 1 وَتَنَقَّلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى مَرَاحِلَ، مِنْ صَحْرَاءِ سِينَ بِمُقْتَضَى أَمْرِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ خَيَّمُوا فِي رَفِيدِيمَ حَيْثُ لَمْ يَجِدُوا مَاءً لِلشُّرْبِ. +\v 2 فَتَخَاصَمَ الشَّعْبُ مَعَ مُوسَى قَائِلِينَ: «أَعْطُونَا مَاءً لِنَشْرَبَ». فَأَجَابَ مُوسَى: «لِمَاذَا تُخَاصِمُونَنِي؟ وَلِمَاذَا تَجَرِّبُونَ الرَّبَّ؟» +\v 3 وَلَكِنَّ الشَّعْبَ كَانَ مُتَعَطِّشاً إِلَى الْمَاءِ، فَتَذَمَّرُوا عَلَى مُوسَى وَقَالُوا: «لِمَاذَا أَخْرَجْتَنَا مِنْ مِصْرَ لِتُمِيتَنَا وَأَوْلادَنَا وَمَوَاشِينَا عَطَشاً؟» +\s5 +\v 4 فَصَرَخَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ: «مَاذَا أَصْنَعُ بِهَذَا الشَّعْبِ؟ إِنَّهُمْ يَكَادُونَ يَرْجُمُونَنِي» +\v 5 فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «تَقَدَّمِ الشَّعْبَ وَخُذْ مَعَكَ بَعْضَ شُيُوخِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَخُذْ بِيَدِكَ عَصَاكَ أَيْضاً الَّتِي ضَرَبْتَ بِها النَّهْرَ، +\v 6 فَهَا أَنَا أَقِفُ هُنَاكَ أَمَامَكَ عَلَى الصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ. اضْرِبِ الصَّخْرَةَ فَيَنْفَجِرَ مِنْهَا الْمَاءُ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ». وَهَكَذَا فَعَلَ مُوسَى أَمَامَ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ. +\v 7 وَدَعَا اسْمَ الْمَوْضِعِ مَسَّةَ وَمَرِيبَةَ (وَمَعْنَاهُ الامْتِحَانُ وَالمُخَاصَمَةُ) نَتِيجَةً لِتَخَاصُمِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَامْتِحَانِهِمْ لِلرَّبِّ قَائِلِينَ: «هَلِ الرَّبُّ فِي وَسْطِنَا أَمْ لا؟» +\s1 هزيمة العمالقة +\s5 +\p +\v 8 وَخَرَجَ الْعَمَالِقَةُ وَحَارَبُوا إِسْرَائِيلَ فِي رَفِيدِيمَ. +\v 9 فَقَالَ مُوسَى لِيَشُوعَ: «انْتَخِبْ بَعْضَ رِجَالِنَا وَامْضِ لِمُحَارَبَةِ عَمَالِيقَ. وَهَا أَنَا أَقِفُ غَداً عَلَى قِمَّةِ التَّلِّ وَعَصَا اللهِ فِي يَدِي». +\v 10 فَحَارَبَ يَشُوعُ الْعَمَالِقَةَ كَمَا أَمَرَ مُوسَى. وَصَعِدَ مُوسَى وَهَرُونُ وَحُورُ عَلَى قِمَّةِ التَّلَّةِ. +\s5 +\v 11 فَطَالَمَا كَانَ مُوسَى رَافِعاً يَدَهُ، يَغْلِبُ بَنُو إِسْرَائِيلَ، وَإذَا خَفَضَهَا يَفُوزُ الْعَمَالِقَةُ. +\v 12 وَعِنْدَمَا دَبَّ التَّعَبُ فِي يَدَيْ مُوسَى أَخَذَ هَرُونُ وَحُورُ حَجَراً وَوَضَعَاهُ تَحْتَهُ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ، وَأَسْنَدَ هَرُونُ وَحُورُ يَدَيْهِ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ جَانِبٍ. وَهَكَذَا بَقِيَتْ يَدَاهُ مَرْفُوعَتَيْنِ حَتَّى مَغْرِبِ الشَّمْسِ. +\v 13 فَهَزَمَ يَشُوعُ الْعَمَالِقَةَ وَجَيْشَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. +\s5 +\p +\v 14 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «دَوِّنْ هَذَا فِي الْكِتَابِ لِلتَّذْكَارِ، وَاتْلُهُ عَلَى يَشُوعَ، لأَنَّنِي سَأَمْحُو ذِكْرَ الْعَمَالِقَةِ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ». +\v 15 وَشَيَّدَ مُوسَى مَذْبَحاً لِلرَّبِّ دَعَاهُ «يَهْوَهْ نِسِّي» (وَمَعْنَاهُ: الرَّبُّ رَايَتِي أَوْ عَلَمِي)، +\v 16 قَائِلاً: «لأَنَّ يَداً ارْتَفَعَتْ ضِدَّ عَرْشِ الرَّبِّ، فَإِنَّ الرَّبَّ سَيُحَارِبُ الْعَمَالِقَةَ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ». + +\s5 +\c 18 +\s1 يثرون يزور موسى +\p +\v 1 وَسَمِعَ يَثْرُونُ كَاهِنُ مِدْيَانَ وَحَمُو مُوسَى بِجَمِيعِ مَا أَجْرَاهُ اللهُ لِمُوسَى وَلإِسْرَائِيلَ شَعْبِهِ، وَكَيْفَ أَخْرَجَهُمْ مِنْ مِصْرَ، +\v 2 فَأَخَذَ يَثْرُونُ حَمُو مُوسَى صَفُّورَةَ زَوْجَةَ مُوسَى الَّتِي كَانَ قَدْ أَرْجَعَهَا إِلَى أَبِيهَا +\v 3 وَابْنَيْهَا اللَّذَيْنِ يُدْعَى أَحَدُهُمَا جِرْشُومَ (وَمَعْنَاهُ: غَرِيبٌ) لأَنَّ (مُوسَى) قَالَ: «كُنْتُ نَزِيلاً فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ». +\v 4 وَاسْمُ الثَّانِي أَلِيعَازَرُ (وَمَعْنَاهُ: إِلَهِي عَوْنٌ لِي) لأَنَّهُ قَالَ: «إِلَهُ أَبِي كَانَ عَوْنِي، فَأَنْقَذَنِي مِنْ سَيْفِ فِرْعَوْنَ». +\s5 +\v 5 وَقَدِمَ يَثْرُونُ حَمُو مُوسَى وَمَعَهُ ابْنَا مُوسَى وَزَوْجَتُهُ إِلَى مُوسَى فِي الصَّحْرَاءِ حَيْثُ كَانَ مُجْتَمِعاً عِنْدَ جَبَلِ اللهِ. +\v 6 فَأَرْسَلَ إِلَى مُوسَى قَائِلاً: «أَنَا حَمُوكَ يَثْرُونُ قَادِمٌ إِلَيْكَ وَمَعِي زَوْجَتُكَ وَابْنَاهَا». +\s5 +\v 7 فَخَفَّ مُوسَى لاِسْتِقْبَالِ حَمِيهِ، وَانْحَنَى لَهُ احْتِرَاماً وَقَبَّلَهُ. وَسَأَلَ كُلٌّ مِنْهُمَا الآخَرَ عَنْ أَحْوَالِهِ، ثُمَّ دَخَلا إِلَى الْخَيْمَةِ. +\p +\v 8 وَسَرَدَ مُوسَى عَلَى حَمِيهِ كُلَّ مَا أَجْرَاهُ الرَّبُّ عَلَى فِرْعَوْنَ وَالْمِصْرِيِّينَ لإِنْقَاذِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَمَا تَعَرَّضُوا لَهُ مِنْ مَشَقَّةٍ فِي الطَّرِيقِ، وَكَيْفَ أَنْقَذَهُمُ الرَّبُّ مِنْهَا. +\s5 +\v 9 فَاغْتَبَطَ يَثْرُونُ بِجَمِيعِ مَا صَنَعَهُ الرَّبُّ مِنْ إِحْسَانٍ إِلَى إِسْرَائِيلَ، إذْ أَنْقَذَهُمْ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّينَ. +\v 10 وَقَالَ يَثْرُونُ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي أَنْقَذَكُمْ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّينَ وَمِنْ يَدِ فِرْعَوْنَ، وَحَرَّرَ الشَّعْبَ مِنْ نِيرِ الْمِصْرِيِّينَ. +\v 11 الآنَ أَعْلَمُ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ أَعْظَمُ مِنْ جَمِيعِ الآلِهَةِ، لأَنَّهُ عَامَلَهُمْ بِمِثْلِ مَا بَغَوْا بِهِ». +\s5 +\v 12 وَقَدَّمَ يَثْرُونُ حَمُو مُوسَى مُحْرَقَةً وَذَبَائِحَ لِلهِ. وَجَاءَ هَرُونُ وَجَمِيعُ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ لِيَأْكُلُوا طَعَاماً مَعَ حَمِي مُوسَى فِي حَضْرَةِ اللهِ. +\s5 +\p +\v 13 وَفِي الصَّبَاحِ جَلَسَ مُوسَى لِيَقْضِيَ لِلشَّعْبِ، وَظَلَّ الشَّعْبُ وَاقِفاً لَدَى مُوسَى مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى المَسَاءِ. +\v 14 فَلَمَّا رَأَى حَمُو مُوسَى جَمِيعَ مَا يَقُومُ بِهِ لِلشَّعْبِ قَالَ لَهُ: «مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعُهُ لِلشَّعْبِ؟ وَلِمَاذَا تَجْلِسُ وَحْدَك لِلْقَضَاءِ، بِيْنَمَا يَظَلُّ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَاقِفاً لَدَيْكَ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الْمَسَاءِ؟» +\s5 +\v 15 فَأَجَابَ مُوسَى: «لأَنَّ الشَّعْبَ يُقْبِلُ إِلَيَّ لِيَسْتَطْلِعَ إرَادَةَ اللهِ. +\v 16 فَإِنْ كَانَ لَهُمْ دَعْوَى يَلْجَأُونَ إِلَيَّ فَأَقْضِي بَيْنَ الرَّجُلِ وَالآخَرِ، وَأُطْلِعُهُمْ عَلَى فَرَائِضِ اللهِ وَشَرَائِعِهِ». +\s5 +\p +\v 17 فَقَالَ حَمُو مُوسَى: «إِنَّ مَا تَفْعَلُهُ لَيْسَ بِالأَمْرِ الصَّائِبِ، +\v 18 إذْ لابُدَّ لِلْكَلَلِ أَنْ يَعْتَرِيَكَ أَنْتَ وَكُلَّ هَذَا الشَّعْبِ الَّذِي مَعَكَ، لأَنَّ الأَمْرَ فَوْقَ طَاقَتِكَ، وَلا يُمْكِنُكَ أَنْ تَتَوَلاهُ وَحْدَكَ. +\v 19 فَأَصْغِ إِلَى صَوْتِي لأُسْدِيَ لَكَ نَصِيحَةً، وَلْيَكُنِ اللهُ مَعَكَ. فَلْتَكُنْ أَنْتَ مُمَثِّلَ الشَّعْبِ أَمَامَ اللهِ، فَتَرْفَعَ إِلَيْهِ دَعَاوَاهُمْ. +\v 20 وَعَلِّمْهُمُ الْفَرَائِضَ وَالشَّرَائِعَ، وَأَعْلِنْ لَهُمُ الطَّرِيقَ الَّذِي يَسْلُكُونَهُ، وَمَا يَسْتَوْجِبُ عَلَيْهِمِ الْقِيَامُ بِهِ مِنْ أَعْمَالٍ. +\s5 +\v 21 وَلَكِنِ اخْتَرْ مِنْ بَيْنِ الشَّعْبِ رِجَالاً مُقْتَدِرِينَ خَائِفِينَ اللهَ أُمَنَاءَ يُبْغِضُونَ الرِّشْوَةَ، تُقِيمُهُمْ عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ لِفِئَاتِ الأُلُوفِ وَالْمِئَاتِ وَالْخَمَاسِينَ وَالْعَشَرَاتِ. +\v 22 فَيَقْضُونَ لِلشَّعْبِ فِي الدَعَاوَى الصَّغِيرَةِ فِي كُلِّ حِينٍ. أَمَّا الْقَضَايَا الْمُسْتَعْصِيَةُ فَيَرْفَعُونَهَا إِلَيْكَ، فَيُخَفِّفُ ذَلِكَ عَنْكَ، إذْ يُشَارِكُونَكَ فِي حَمْلِ الْعِبْءِ. +\v 23 فَإِنْ فَعَلْتَ هَذَا وَأَوْصَاكَ اللهُ بِهِ، أَمْكَنَكَ الْقِيَامُ بِمَسْؤولِيَّاتِكَ، وَيَمْضِي جَمِيعُ هَذَا الشَّعْبِ إِلَى مَكَانِهِ بِسَلامٍ». +\s5 +\p +\v 24 فَاسْتَمَعَ مُوسَى إِلَى نِصيحَةِ حَمِيهِ، وَنَفَّذَ كُلَّ مَا قَالَهُ لَهُ، +\v 25 وَاخْتَارَ مُوسَى مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ رِجَالاً مُقْتَدِرِينَ، وَأَقَامَهُمْ عَلَى الشَّعْبِ، رُؤَسَاءَ أُلُوفٍ وَمِئَاتٍ وَخَمَاسِينَ وَعَشَرَاتٍ. +\v 26 فَكَانُوا يَقْضُونَ لِلشَّعْبِ فِي كُلِّ الدَعَاوَى الصَّغِيرَةِ. أَمَّا الْقَضَايَا الُمُسْتَعْصِيَةُ فَكَانُوا يَرْفَعُونَهَا إِلَى مُوسَى. +\v 27 ثُمَّ شَيَّعَ مُوسَى حَمَاهُ، فَرَجَعَ هَذَا إِلَى أَرْضِهِ. + +\s5 +\c 19 +\s1 على جبل سيناء +\p +\v 1 وَفِي تَمَامِ الشَّهْرِ الثَّالِثِ مِنْ خُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَصَلُوا إِلَى بَرِّيَّةِ سِينَاءَ. +\v 2 فَقَدِ ارْتَحَلَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ رَفِيدِيمَ إِلَى أَنْ جَاءُوا إِلَى بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، فَنَزَلُوا مُقَابِلَ الْجَبَلِ. +\s5 +\p +\v 3 فَصَعِدَ مُوسَى لِلْمُثُولِ أَمَامَ اللهِ. فَنَادَاهُ الرَّبُّ مِنَ الجَبَلِ: «هَكَذَا تَقُولُ لِآلِ يَعْقُوبَ، وَتُخْبِرُ شَعْبَ إِسْرَائِيلَ: +\v 4 لَقَدْ عَايَنْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ مَا أَجْرَيْتُهُ عَلَى مِصْرَ، وَكَيْفَ حَمَلْتُكُمْ عَلَى أَجْنِحَةِ النُّسُورِ وَجِئْتُ بِكُمْ إِلَيَّ. +\v 5 لِذَلِكَ إنْ أَطَعْتُمْ عَهْدِي، تَكُونُوا لِي مِلْكاً خَاصّاً مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ، لأَنَّ لِي كُلَّ الأَرْضِ. +\v 6 وَتَكُونُوا لِي مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً. هَذَا هُوَ الْكَلامُ الَّذِي تُخَاطِبُ بِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ». +\s5 +\p +\v 7 فَاسْتَدْعَى مُوسَى شُيُوخَ الشَّعْبِ وَتَلا أَمَامَهُمْ جَمِيعَ هَذَا الْكَلامِ الَّذِي أَوْصَاهُ بِهِ الرَّبُّ. +\v 8 فَقَالَ كُلُّ الشَّعْبِ مَعاً: «كُلُّ مَا نَطَقَ بِهِ الرَّبُّ نَعْمَلُ». فَحَمَلَ مُوسَى جَوَابَهُمْ إِلَى الرَّبِّ. +\v 9 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هَا أَنَا مُقْبِلٌ عَلَيْكَ فِي هَيْئَةِ سَحَابٍ مُظْلِمٍ، فَيَسْمَعُنِي الشَّعْبُ حِينَمَا أُخَاطِبُكَ، فَيَثِقُونَ أَيْضاً بِكَ دَائِماً». وَنَقَلَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ كَلامَ الشَّعْبِ. +\s5 +\v 10 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْزِلْ إِلَى الشَّعْبِ وَقَدِّسْهُمُ الْيَوْمَ وَغَداً، وَدَعْهُمْ يَغْسِلُونَ ثِيَابَهُمْ، +\v 11 لِيَكُونُوا مُتَأَهِّبِينَ لِلْيَوْمِ الثَّالِثِ، لأَنَّهُ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ أَنْزِلُ أَمَامَ جَمِيعِ الشَّعْبِ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ. +\s5 +\v 12 وَأَقِمْ حُدُوداً حَوْلَ الْجَبَلِ لَا يَتَخَطَّاهَا الشَّعْبُ. وَقُلْ لَهُمْ: حَذَارِ مِنْ أَنْ تَصْعَدُوا إِلَى الْجَبَلِ، أَوْ تَمَسُّوا طَرَفَهُ، فَكُلُّ مَنَ يَمَسُّ الْجَبَلَ حَتْماً يُقْتَلُ. +\v 13 لَا تَمَسُّهُ يَدٌ، بَلْ يُرْجَمُ رَجْماً أَوْ يُرْمَى بِالسِّهَامِ، سَوَاءَ أَكَانَ بَهِيمَةً أَمْ إِنْسَاناً. لَا يُبْقَى عَلَيْهِ. أَمَّا عِنْدَمَا يَتَرَدَّدُ صَوْتُ بُوقٍ طَوِيلٍ، فَعِنْدَئِذٍ فَقَطْ يَصْعَدُونَ إِلَى الْجَبَلِ». +\s5 +\p +\v 14 وَبَعْدَ أَنِ انْحَدَرَ مُوسَى مِنَ الْجَبَلِ إِلَى الشَّعْبِ قَدَّسَهُمْ وَغَسَلُوا ثِيَابَهُمْ، +\v 15 وَقَالَ لِلشَّعْبِ: «كُونُوا مُتَأَهِّبِينَ لِلْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَامْتَنِعُوا عَنْ مُعَاشَرَةِ نِسَائِكُمْ». +\s5 +\v 16 وَفِي صَبَاحِ الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَدَثَتْ رُعُودٌ وَبُرُوقٌ، وَخَيَّمَ سَحَابٌ كَثِيفٌ عَلَى الْجَبَلِ، وَدَوَّى صَوْتُ بُوقٍ قَوِيٌّ جِدّاً، فَارْتَعَدَ كُلُّ الشَّعْبِ الَّذِي فِي المُخَيَّمِ، +\v 17 فَأَخْرَجَ مُوسَى الشَّعْبَ مِنَ المُخَيَّمِ لِلِقَاءِ اللهِ، فَوَقَفُوا عِنْدَ سَفْحِ الجَبَلِ. +\v 18 وَكَانَ جَبَلُ سِينَاءَ كُلُّهُ مُغَطَّى بِدُخَانٍ، لأَنَّ الرَّبَّ نَزَلَ عَلَيْهِ فِي هَيْئَةِ نَارٍ. وَتَصَاعَدَ دُخَانُهُ كَدُخَانِ الأَتُونِ، وَاهْتَزَّ الجَبَلُ كُلُّهُ بِعُنْفٍ. +\s5 +\v 19 وَازْدَادَ دَوِيُّ الْبُوقِ أَكْثَرَ فِيمَا كَانَ مُوسَى يَتَكَلَّمُ، وَالرَّبُّ يُجِيبُهُ بِرَعْدٍ. +\s1 لقاء موسى مع الرب +\p +\v 20 وَنَزَلَ الرَّبُّ عَلَى قِمَّةِ جَبَلِ سِينَاءَ، وَنَادَى مُوسَى لِيَصْعَدَ إِلَى قِمَّةِ الجَبَلِ، فَصَعِدَ إِلَيْهِ. +\v 21 فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «انْزِلْ وَحَذِّرِ الشَّعْبَ لِئَلّا يَقْتَحِمُوا الجَبَلَ لِيَرَونِي فَيَهْلِكَ مِنْهُمْ كَثِيرُونَ. +\v 22 وَلْيَتَقَدَّسْ أَيْضاً الْكَهَنَةُ الَّذِينَ يَقْتَرِبُونَ إِلَيَّ لِئَلّا أَبْطُشَ بِهِمْ». +\s5 +\v 23 فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «لا يَقْدِرُ الشَّعْبُ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى جَبَلِ سِينَاءَ، لأَنَّكَ أَنْتَ قَدْ حَذَّرْتَنَا قَائِلاً: أَقِمْ حُدُوداً حَوْلَ الجَبَلِ وَقَدِّسْهُ». +\v 24 فَأَجَابَ الرَّبُّ: «انْزِلْ وَاصْعَدْ بِأَخِيكَ هَرُونَ مَعَكَ، أَمَّا الكَهَنَةُ وَالشَّعْبُ فَلا يَقْتَحِمُوا طَرِيقَهُمْ لِيَصْعَدُوا إِلَيَّ لِئَلّا أَبْطُشَ بِهِمْ». +\v 25 فَانْحَدَرَ مُوسَى إِلَى الشَّعْبِ وَأَنْذَرَهُمْ. + +\s5 +\c 20 +\s1 الوصايا العشر +\p +\v 1 ثُمَّ نَطَقَ اللهُ بِجَمِيعِ هَذِهِ الأَقْوَالِ: +\v 2 «أَنَا هُوَ الرَّبُّ إِلَهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ دِيَارِ عُبُودِيَّتِكَ. +\v 3 لَا يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى سِوَايَ. +\s5 +\v 4 لَا تَنْحَتْ لَكَ تِمْثَالاً، وَلا تَصْنَعْ صُورَةً مَّا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ أَسْفَلِ الأَرْضِ. +\v 5 لَا تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلا تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكَ، إِلَهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ آثَامَ الآبَاءِ فِي البَنِينَ حَتَّى الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ، +\v 6 وَأَبْدِي إحْسَاناً نَحْوَ أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ الَّذِينَ يُطِيعُونَ وَصَايَايَ. +\s5 +\v 7 لَا تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ يُعَاقِبُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً. +\s5 +\v 8 اذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ، +\v 9 سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَقُومُ بِجَمِيعِ مَشَاغِلِكَ، +\v 10 أَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَتَجْعَلُهُ سَبْتاً لِلرَّبِّ إِلَهِكَ، فَلا تَقُمْ فِيهِ بِأَيِّ عَمَلٍ أَنْتَ أَوِ ابْنُكَ أَوْ ابْنَتُكَ أَوِ عَبْدُكَ أَوْ أَمَتُكَ أَوْ بَهِيمَتُكَ أَوِ النَّزِيلُ الْمُقِيمُ دَاخِلَ أَبْوَابِكَ. +\v 11 لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ صَنَعَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، ثُمَّ اسْتَراحَ فِي الْيَوْمِ الْسَّابِعِ. لِهَذَا بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَجَعَلَهُ مُقَدَّساً. +\s5 +\v 12 أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ يَطُولَ عُمْرُكَ فِي الأَرْضِ الَّتِي يَهَبُكَ إِيَّاهَا الرَّبُّ إِلَهُكَ. +\v 13 لَا تَقْتُلْ. +\v 14 لَا تَزْنِ. +\s5 +\v 15 لَا تَسْرِقْ. +\v 16 لَا تَشْهَدْ زُوراً عَلَى جَارِكَ. +\v 17 لَا تَشْتَهِ بَيْتَ جَارِكَ، وَلا زَوْجَتَهُ، وَلا عَبْدَهُ، وَلا أَمَتَهُ، وَلا ثَوْرَهُ، وَلا حِمَارَهُ، وَلا شَيْئاً مِمَّا لَهُ». +\s1 ارتعاب الشعب +\s5 +\p +\v 18 وَعِنْدَمَا عَايَنَ الشَّعْبُ كُلُّهُ الرُّعُودَ وَالْبُرُوقَ، وَسَمِعُوا دَوِيَّ صَوْتِ الْبُوقِ، وَرَأَوْا الجَبَلَ يُدَخِّنُ ارْتَجَفُوا خَوْفاً وَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ، +\v 19 وَقَالُوا لِمُوسَى: «كَلِّمْنَا أَنْتَ بِنَفْسِكَ فَنَسْمَعَ، لِئَلّا نَمُوتَ إذَا ظَلَّ اللهُ يُخَاطِبُنَا». +\v 20 فَأَجَابَ مُوسَى: «لا تَخَافُوا. إِنَّمَا الرَّبُّ قَدْ جَاءَ لِيَمْتَحِنَكُمْ حَتَّى تَظَلَّ مَخَافَةُ الرَّبِّ تُلازِمُكُمْ فَلا تُخْطِئُوا». +\v 21 وَبَيْنَمَا كَانَ الشَّعْبُ وَاقِفاً مِنْ بَعِيدٍ، اقْتَرَبَ مُوسَى مِنَ الظَّلامِ المُتَكَاثِفِ حَيْثُ كَانَ اللهُ. +\s1 أوثان ومذابح +\s5 +\p +\v 22 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ رَأَيْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ كَيْفَ كَلَّمْتُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ. +\v 23 فَامْتَنِعُوا عَنْ صُنْعِ آلِهَةِ فِضَّةٍ أَوْ آلِهَةِ ذَهَبٍ لَكُمْ لِتُشْرِكُوهَا مَعِي. +\s5 +\v 24 أَقِمْ لِي مَذْبَحاً مِنْ تُرَابٍ تُقَدِّمُ عَلَيْهِ مُحْرَقَاتِكَ وَقَرَابِينَ سَلامَتِكَ مِنْ غَنَمِكَ وَبَقَرِكَ. وَآتِي إِلَيْكَ وَأُبَارِكُكَ فِي جَمِيعِ الأَمَاكِنِ الَّتِي أُقِيمُ فِيهَا لاِسْمِي ذِكْراً. +\v 25 وَإِنْ بَنَيْتَ لِي مَذْبَحاً مِنْ حِجَارَةٍ، فَلا تَبْنِهِ مِنْ حِجَارَةٍ مَنْحُوتَةٍ، لأَنَّ اسْتِعْمَالَكَ لِلإِزْمِيلِ يُدَنِّسُهَا +\v 26 وَلا تَرْتَقِ إِلَى مَذْبَحِي بِدَرَجٍ لِئَلّا تَنْكَشِفَ عَوْرَتُكَ عَلَيْهِ». + +\s5 +\c 21 +\s1 العبيد العبرانيون +\p +\v 1 وَهَذِهِ هِي الأَحْكَامُ الَّتِي تَضَعُهَا أَمَامَهُمْ: +\s5 +\v 2 إنِ اشْتَرَيْتَ عَبْداً عِبْرَانِيًّا فَلْيَخْدُمْكَ سِتَّ سَنَوَاتٍ، وَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ تُطْلِقُهُ حُرّاً مَجَّاناً +\v 3 وَإذَا اشْتَرَيْتَهُ وَهُوَ أَعْزَبُ يُطْلَقُ وَحْدَهُ. وَإِنِ اشْتَرَيْتَهُ وَهُوَ بَعْلُ امْرَأَةٍ، تُطْلَقُ زَوْجَتُهُ مَعَهُ. +\v 4 وَإِنْ وَهَبَهُ مَوْلاهُ زَوْجَةً وَأَنْجَبَتْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ، فَإِنَّ زَوْجَتَهُ وَأَوْلادَهَا يَكُونُونَ مِلْكاً لِسَيِّدِهِ، وَهُوَ يُطْلَقُ وَحْدَهُ حُرّاً. +\s5 +\v 5 لَكِنْ إِنْ قَالَ الْعَبْدُ: «أُحِبُّ مَوْلايَ وَزَوْجَتِي وَأَوْلادِي، وَلا أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ حُرّاً. +\v 6 يَأْخُذُهُ سَيِّدُهُ إِلَى قُضَاةِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ يُقِيمُهُ لِصْقَ الْبَابِ أَوْ قَائِمَتِهِ، وَيَثْقُبُ أُذُنَهُ بِمِخْرَزٍ، فَيُصْبِحُ خَادِماً لَهُ مَدَى الْحَيَاةِ. +\s5 +\v 7 وَلَكِنْ إِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ كَأَمَةٍ، فَإِنَّهَا لَا تُطْلَقُ حُرَّةً كَمَا يُطْلَقُ الْعَبْدُ. +\v 8 فَإِذَا لَمْ تَرُقْ لِمَوْلاهَا الَّذِي خَطَبَهَا لِنَفْسِهِ، يَسْمَحُ بِافْتِدَائِهَا، وَلا يَحِقُّ لَهُ أَنْ يَبِيعَهَا لِقَوْمٍ أَجَانِبَ لأَنَّهُ غَدَرَ بِها فَلَمْ يَتَزَوَّجْهَا +\s5 +\v 9 وَإِنْ خَطَبَهَا لاِبْنِهِ فَإِنَّهُ يُعَامِلُهَا كَابْنَةٍ لَهُ. +\v 10 أَمَّا إِذَا أَعْجَبَتْهُ وَتَزَوَّجَهَا، ثُمَّ عَادَ فَتَزَوَّجَ مِنْ أُخْرَى، فَإِنَّهُ لَا يُنَقِّصُ شَيْئاً مِنْ طَعَامِهَا وَكُسْوَتِهَا وَمُعَاشَرَتِهَا، +\v 11 فَإِذَا قَصَّرَ فِي وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الأَشْيَاءِ الثَّلاثَةِ، عَلَيْهِ أَنْ يُطْلِقَهَا حُرَّةً مَجَّاناً. +\s1 الإصابات الشخصية +\s5 +\p +\v 12 مَنْ ضَرَبَ إنْسَاناً وَقَتَلَهُ، فَالضَّارِبُ حَتْماً يَمُوتُ. +\v 13 وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَتَعَمَّدِ الضَّارِبُ ذَلِكَ، بَلْ حَدَثَ الأَمْرُ بِقَضَاءِ اللهِ فَإِنِّي سَأُعَيِّنُ لَهُ مَكَاناً يَلْجَأُ إِلَيْهِ. +\v 14 وَلَكِنْ إِذَا تَآمَرَ أَحَدٌ عَلَى آخَرَ وَتَعَمَّدَ قَتْلَهُ، فَسُقْهُ لِلْمَوْتِ حَتَّى وَلَوِ احْتَمَى بِمَذْبَحِي +\s5 +\v 15 كُلُّ مَنْ يَضْرِبْ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ، يُقْتَلْ. +\v 16 مَنْ يَخْطِفْ إِنْسَاناً وَيَبِعْهُ أَوْ يَسْتَرِقَّهُ عِنْدَهُ حَتْماً يَمُتْ. +\v 17 مَنْ يَشْتِمْ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلْ. +\s5 +\v 18 إِذَا تَعَارَكَ رَجُلانِ فَضَرَبَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ بِحَجَرٍ أَوْ لَكَمَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُمِيتَهُ بَلْ أَلْزَمَهُ الْفِرَاشَ، +\v 19 ثُمَّ قَامَ مُتَمَشِّياً مُتَوَكِّئاً عَلَى عُكَّازِهِ، يُبَرَّأُ الضَّارِبُ، إلّا أَنَّ عَلَيْهِ أَنْ يَدْفَعَ لِلْمَضْرُوبِ تَعْوِيضاً عَنْ مُدَّةِ تَعَطُّلِهِ، وَيَتَحَمَّلَ نَفَقَاتِ عِلاجِهِ. +\s5 +\v 20 إنْ ضَرَبَ أَحَدٌ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ بِالْعَصَا ضَرْباً أَفْضَى إِلَى الْمَوْتِ، يُعَاقَبُ. +\v 21 لَكِنْ إِنْ بَقِيَ حَيًّا يَوْماً أَوْ يَوْمَيْنِ، لَا يُعَاقَبُ الضَّارِبُ، لأَنَّ العَبْدَ مِلْكُهُ. +\s5 +\v 22 إِنْ تَضَارَبَ رِجَالٌ وَصَدَمُوا امْرَأَةً حَامِلاً فَأَجْهَضَتْ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَتَأَذَّى، يَدْفَعُ الصَّادِمُ غَرَامَةً بِمُقْتَضَى مَا يُطَالِبُ بِهِ الزَّوْجُ وَوَفْقاً لِقَرَارِ الْقُضَاةِ. +\v 23 أَمَّا إِذَا تَأَذَّتِ الْمَرْأَةُ، تَأْخُذُ نَفْساً بِنَفْسٍ، +\v 24 وَعَيْناً بِعَيْنٍ، وَسِنّاً بِسِنٍّ، وَيَداً بِيَدٍ، وَرِجْلاً بِرِجْلٍ، +\v 25 وَكَيًّا بِكَيٍّ، وَجُرْحاً بِجُرْحٍ، وَرَضّاً بِرَضٍّ. +\s5 +\v 26 وَإذَا ضَرَبَ أَحَدٌ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ، فَأَتْلَفَ عَيْنَهُ، فَإِنَّهُ يُطْلِقُهُ حُرّاً تَعْوِيضاً لَهُ عَنْ عَيْنِهِ +\v 27 وَإذَا ضَرَبَ أَحَدٌ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ، فَأَسْقَطَ سِنَّهُ، فَإِنَّهُ يُطْلِقُهُ حُرّاً تَعْوِيضاً عَنْ سِنِّهِ. +\s5 +\p +\v 28 إِذَا نَطَحَ ثَوْرٌ رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً فَمَاتَ، يُرْجَمُ الثَّوْرُ حَتَّى الْمَوْتِ وَلا تَأْكُلُونَ لَحْمَهُ، وَيَكُونُ صَاحِبُ الثَّوْرِ بَرِيئاً. +\v 29 أَمَّا إِنْ كَانَ الثَّوْرُ نَطَّاحاً مِنْ قَبْلُ، وَسَبَقَ إِنْذَارُ صَاحِبِهِ، فَلَمْ يَكْبَحْهُ، فَقَتَلَ رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً، يُرْجَمُ الثَّوْرُ، وَيُقْتَلُ صَاحِبُهُ. +\v 30 إلّا إِذَا طُولِبَ بِدَفْعِ الدِّيَّةِ، فَيَدْفَعُ آنَئِذٍ فِدَاءَ نَفْسِهِ مَا هُوَ مَتَوَجِّبٌ عَلَيْهِ. +\s5 +\v 31 وَإذَا نَطَحَ ابْناً أَوِ ابْنَةً، يُنَفَّذُ فِيهِ هَذَا الْحُكْمُ. +\v 32 وَإذَا نَطَحَ الثَّوْرُ عَبْداً أَوْ أَمَةً، فَإِنَّ صَاحِبَهُ يَدْفَعُ ثَلاثِينَ قِطْعَةَ فِضَّةٍ تَعْوِيضاً لِمَوْلاهُ، وَيُرْجَمُ الثَّوْرُ. +\s5 +\v 33 إنْ كَشَفَ إِنْسَانٌ غِطَاءَ بِئْرِهِ، أَوْ حَفَرَ بِئْراً وَتَرَكَهَا مِنْ غَيْرِ غِطَاءٍ، فَوَقَعَ فِيهَا ثَوْرٌ أَوْ حِمَارٌ، +\v 34 يَقُومُ صَاحِبُ الْبِئْرِ بِدَفْعِ تَعْوِيضٍ عَنِ الْخَسَارَةِ تُضَاهِي ثَمَنَهُ، وَيَكُونُ الْمَيْتُ لَهُ. +\s5 +\v 35 وَإذَا نَطَحَ ثَوْرُ إِنْسَانٍ ثَوْرَ صَاحِبٍ لَهُ فَمَاتَ الثَّوْرُ، فَإِنَّهُمَا يَبِيعَانِ الثَّوْرَ الْحَيَّ وَيَقْتَسِمَانِ ثَمَنَهُ، وَكَذَلِكَ يَقْتَسِمَانِ الثَّوْرَ الْمَيْتَ. +\v 36 وَأَمَّا إِذَا كَانَ مَعْرُوفاً مِنْ قَبْلُ، أَنَّ الثَّوْرَ نَطَّاحٌ وَلَمْ يَكْبَحْهُ صَاحِبُهُ، فَإِنَّهُ يُعَوِّضُ ثَوْراً بِثَوْرٍ، وَيَكُونُ الثَّوْرُ الْمَيْتُ لَهُ. + +\s5 +\c 22 +\s1 حماية الممتلكات +\p +\v 1 وَإذَا سَرَقَ إِنْسَانٌ ثَوْراً أَوْ خَرُوفاً وَذَبَحَهُ أَوْ بَاعَهُ، فَعَلَيْهِ أَنْ يُعَوِّضَ صَاحِبَ الثَّوْرِ بِخَمْسَةِ ثِيرَانٍ، وَصَاحِبَ الْخَرُوفِ بِأَرْبَعَةٍ مِنَ الْغَنَمِ. +\v 2 إِذَا ضُبِطَ السَّارِقُ وَهُوَ يَنْقُبُ لَيْلاً وَضُرِبَ فَمَاتَ، يَذْهَبُ دَمُهُ هَدْراً. +\v 3 وَلَكِنْ إِنْ ضُبِطَ بَعْدَ شُرُوقِ الشَّمْسِ وَهُوَ يَنْقُبُ وَضُرِبَ حَتَّى قُتِلَ، يَكُونُ الضَّارِبُ مُطَالَباً بِدَمِهِ. عَلَى اللِّصِّ أَنْ يَدْفَعَ تَعْوِيضاً. إِنْ كَانَ مُعْدَماً، يُبَاعُ بِسَرِقَتِهِ. +\v 4 وَإذَا وُجِدَ الْحَيَوَانُ الْمَسْرُوقُ حَيًّا فِي حَوْزَتِهِ، ثَوْراً كَانَ أَمْ حِمَاراً أَمْ خَرُوفاً، يُعَوِّضُ السَّارِقُ بِمِثْلَيْنِ. +\s5 +\p +\v 5 إِذَا سَرَّحَ إِنْسَانٌ بَهَائِمَهُ لِتَرْعَى فِي حَقْلِ جَارِهِ أَوِ كَرْمِهِ، فَعَلَيْهِ أَنْ يُعَوِّضَ صَاحِبَ الْحَقْلِ أَوِ الْكَرْمِ مِنْ أَجْوَدِ نِتَاجِ حَقْلِهِ أَوْ كَرْمِهِ. +\s5 +\v 6 إذَا انْدَلَعَتْ نَارٌ وَامْتَدَّتْ مِنَ الشَّوْكِ إِلَى أَكْدَاسِ الْقَمْحِ أَوِ السَّنَابِلِ النَّامِيَةِ أَوْ مَزْرُوعَاتِ الْحُقُولِ، فَعَلَى مَنْ أَوْقَدَ النَّارَ أَنْ يُعَوِّضَ الْخَسَارَةَ. +\s5 +\v 7 إذَا أَوْدَعَ إِنْسَانٌ صَاحِبَهُ فِضَّةً أَوْ أَمْتِعَةً أَمَانَةً، ثُمَّ سُرِقَتْ مِنْ بَيْتِ صَاحِبِهِ، فَعَلَى السَّارِقِ إِذَا اكْتُشِفَ أَمْرُهُ أَنْ يَدْفَعَ ضِعْفَيْ قِيمَةِ الْمَسْرُوقِ كَتَعْوِيضٍ. +\v 8 وَلَكِنْ إِذَا لَمْ يُقْبَضْ عَلَى اللِّصِّ، يَمْثُلُ صَاحِبُ الْبَيْتِ أَمَامَ الْقُضَاةِ لِيُقَرِّرُوا إنْ كَانَ هُوَ الَّذِي امْتَدَّتْ يَدُهُ إِلَى أَمْتِعَةِ صَاحِبِهِ. +\v 9 فِي كُلِّ قَضِيَّةِ حِيَازَةٍ غَيْرِ شَرْعِيَّةٍ سَوَاءَ أَكَانَتْ مُتَعَلِّقَةً بِثَوْبٍ أَمْ حِمَارٍ أَمْ خَرُوفٍ أَمْ ثَوْرٍ أَمْ أَيِّ شَيْءٍ مَفْقُودٍ، يَدَّعِي شَخْصٌ مَا أَنَّهُ يمْلِكُهُ، يَمْثُلُ الطَّرَفَانِ الْمُتَنَازِعَانِ أَمَامَ الْقُضَاةِ، وَمَنْ يَحْكُمُ عَلَيْهِ الْقُضَاةُ بِالذَّنْبِ يُعَوِّضُ صَاحِبَهُ بِمِثْلَيْنِ. +\s5 +\v 10 إِذَا أَوْدَعَ إِنْسَانٌ ثَوْراً أَوْ حِمَاراً أَوْ بَهِيمَةً أَمَانَةً، فَمَاتَ أَوْ تَأَذَّى أَوْ سُرِقَ فِي غَفْلَةٍ. +\v 11 يَحْلِفُ صَاحِبُ الْبَيْتِ بِالرَّبِّ أَنَّهُ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى مِلْكِ جَارِهِ، فَيَقْبَلُ مِنْهُ صَاحِبُهُ الْيَمِينَ وَلا يَأْخُذُ تَعْوِيضاً. +\v 12 وَلَكِنْ إِنْ سُرِقَ مِنْهُ بِفِعْلِ الْإِهْمَالِ فَعَلَيْهِ أَنْ يُعَوِّضَ صَاحِبَهُ. +\v 13 أَمَّا إِذَا افْتُرِسَ فَعَلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَ بِأَشْلائِهِ شَهَادَةً عَلَى ذَلِكَ، وَلا يُطَالَبُ بِالتَّعْوِيضِ عَنِ الْحَيَوَانِ الْمُفْتَرَسِ. +\s5 +\v 14 إِذَا اسْتَعَارَ إِنْسَانٌ مِنْ صَاحِبِهِ شَيْئاً فَانْكَسَرَ أَوْ مَاتَ فِي غِيَابِ صَاحِبِهِ، يَدْفَعُ المُسْتَعِيرُ تَعْوِيضاً. +\v 15 لَكِنْ إِنْ كَانَ صَاحِبُ الْحَيَوَانِ حَاضِراً، فَلا يَدْفَعُ الْمُسْتَعِيرُ تَعْوِيضاً. أَمَّا إِذَا كَانَ الْحَيَوَانُ أَوِ الشَّيْءُ مُسْتَأْجَراً، فَتُغَطِّي الأُجْرَةُ الْمَدْفُوعَةُ قِيمَةَ الْخَسَارَةِ. +\s1 المسؤولية الاجتماعية +\s5 +\p +\v 16 إِذَا رَاوَدَ رَجُلٌ عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ، وَعَاشَرَهَا، يَدْفَعُ مَهْرَهَا وَيَتَزَوَّجُهَا، +\v 17 وَإِنْ أَبَى وَالِدُهَا قَطْعِيًّا أَنْ يُزَوِّجَهَا مِنْهُ، يَتَحَتَّمْ عَلَيْهِ أَيْضاً أَنْ يَدْفَعَ لَهُ مَهْرَ العَذَارَى. +\s5 +\v 18 لَا تَدَعْ سَاحِرَةً تَعِيشُ. +\v 19 كُلُّ مَنْ ضَاجَعَ بَهِيمَةً حَتْماً يُقْتَلُ. +\s5 +\v 20 مَنْ يُقَرِّبْ ذَبَائِحَ لِآلِهَةٍ غَيْرِ الرَّبِّ وَحْدَهُ، يُبَدْ. +\p +\v 21 لَا تَضْطَهِدْ غَرِيباً وَلا تُضَايِقْهُ، فَقَدْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي دِيَارِ مِصْرَ. +\s5 +\v 22 لَا تُسِئْ إِلَى أَرْمَلَةٍ أَوْ يَتِيمٍ، +\v 23 لأَنَّكَ إِنْ أَسَأْتَ إِلَيْهِمَا وَصَرَخَا إِلَيَّ أَسْمَعْ صُرَاخَهُمَا، +\v 24 فَيَحْتَدِمُ غَضَبِي وَأَقْتُلُكُمْ بِالسَّيْفِ، فَتُصْبِحُ زَوْجَاتُكُمْ أَرَامِلَ وَأَوْلادُكُمْ يَتَامَى. +\s5 +\v 25 إِنْ أَقْرَضْتَ فَقِيراً مِنْ شَعْبِيَ الْمُقِيمِ عِنْدَكَ فَلا تُعَامِلْهُ كَالْمُرَابيِ، وَلا تَتَقَاضَ مِنْهُ فَائِدَةً. +\v 26 إِذَا اسْتَرْهَنْتَ ثَوْبَ صَاحِبِكَ لِقَاءَ دَيْنٍ، فَرُدَّهُ إِلَيْهِ عِنْدَ مَغِيبِ الشَّمْسِ، +\v 27 لأَنَّ ذَلِكَ الثَّوْبَ هُوَ ثَوْبُهُ الَّذِي يَقِي بِهِ بَدَنَهُ، وَإلَّا فَبِأَيِّ شَيْءٍ يَنَامُ؟ إِذَا صَرَخَ إِلَيَّ أَسْمَعُهُ لأَنِّي رَحِيمٌ. +\s5 +\p +\v 28 لَا تَشْتِمِ الْقُضَاةَ وَلا تَلْعَنْ رُؤَسَاءَ شَعْبِكَ. +\s5 +\v 29 لَا تُؤَخِّرْ تَقْدِيمَ بَاكُورَةِ مَحْصُولِ بَيْدَرِكَ وَمَعْصَرَتِكَ، وَأَعْطِنِي أَبْكَارَ بَنِيكَ. +\v 30 وَكَذَلِكَ تَفْعَلُ بِبَقَرِكَ وَغَنَمِكَ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تُبْقِي الْبِكْرَ مَعَ أُمِّهِ، وَفِي يَوْمِهِ الثَّامِنِ تُقَدِّمُهُ لِي. +\v 31 وَتَكُونُونَ لِي شَعْباً مُقَدَّساً. لَا تَأْكُلُوا لَحْمَ فَرِيسَةٍ فِي الصَّحْرَاءِ، بَلِ اطْرَحُوهُ طَعَاماً لِلْكِلابِ. + +\s5 +\c 23 +\s1 شرائع العدل والرحمة +\p +\v 1 لَا تَنْقُلْ أَخْبَاراً كَاذِبَةً، وَلا تَتَعَاوَنْ مَعَ المُنَافِقِ فِي شَهَادَةِ زُورٍ. +\v 2 لَا تَتْبَعِ الأَغْلَبِيَّةَ لاِرْتِكَابِ الشَّرِّ، وَلا تُحَرِّفْ شَهَادَتَكَ فِي دَعْوَى انْجِرَافاً مَعَ الأَكْثَرِيَّةِ، +\v 3 وَلا تَتَحَيَّزْ لِلْفَقِيرِ فِي دَعْوَاهُ لِمُجَرَّدِ كَوْنِهِ فَقِيراً فَقَطْ. +\s5 +\v 4 إِذَا صَادَفْتَ ثَوْرَ عَدُوِّكَ أَوْ حِمَارَهُ شَارِداً، فَرُدَّهُ إِلَيْهِ. +\v 5 وَإذَا عَايَنْتَ حِمَارَ مُبْغِضِكَ وَاقِعاً تَحْتَ حِمْلِهِ، فَلا تَتَجَاوَزْهُ حَتَّى تُسْعِفَ عَدُوَّكَ فِي حَلِّ ثِقْلِ حِمَارِهِ. +\s5 +\v 6 لَا تَتَهَاوَنْ فِي حَقِّ فَقِيرِكَ فِي دَعْوَاهُ لِكَوْنِهِ فَقِيراً. +\v 7 اجْتَنِبْ الاتِّهَامَ الْكَاذِبَ وَلا تَقْتُلِ الْبَرِيءَ وَالصَّالِحَ، لأَنَّنِي لَا أُبْرِىءُ المُذْنِبَ. +\v 8 لَا تَقْبَلْ رِشْوَةً لأَنَّ الرِّشْوَةَ تُعْمِي الْمُبْصِرِينَ وَتُحَرِّفُ أَقْوَالَ الصَّالِحِينَ. +\v 9 لَا تُضَايِقْ غَرِيباً لأَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ مَشَاعِرَ الغَرِيبِ، فَقَدْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي دِيَارِ مِصْرَ. +\s1 شرائع السبت +\s5 +\p +\v 10 ازْرَعْ أَرْضَكَ وَاحْصُدْ غَلَّتَهَا سِتَّ سِنِينَ، +\v 11 ثُمَّ أَرِحْهَا فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَاتْرُكْهَا لِيَأْكُلَ مِنْهَا فُقَرَاءُ شَعْبِكَ. وَمَا فَضَلَ عَنْهُمْ تَقْتَاتُهُ وُحُوشُ الْبَرِّيَّةِ. وَهَكَذَا تَفْعَلُ أَيْضاً بِكَرْمِكَ وَزَيْتُونِكَ. +\s5 +\v 12 اعْمَلْ سِتَّةَ أَيَّامٍ فَقَطْ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ تَسْتَرِيحُ لِكَيْ يَسْتَرِيحَ أَيْضاً ثَوْرُكَ وَحِمَارُكَ، وَيَنْتَعِشَ ابْنُ أَمَتِكَ وَالغَرِيبُ. +\v 13 أَطِيعُوا كُلَّ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ، وَلا تَذْكُرُوا اسْمَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلا يَتَلَفَّظْ بِهِ فَمُكَ. +\s1 الأعياد السنوية الثلاثة +\s5 +\p +\v 14 ثَلاثَ مَرَّاتٍ تَحْتَفِلُ لِي فِي السَّنَةِ: +\v 15 تَحْتَفِلُ بِعِيدِ الْفَطِيرِ فَتَأْكُلُ كَمَا أَمَرْتُكَ فَطِيراً، مُدَّةَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ مِنْ شَهْرِ أَبِيبَ (أَيْ شَهْرِ آذَارَ – مَارِسَ)، لأَنَّهُ فِيهِ خَرَجْتَ مِنْ مِصْرَ. وَلا يَمْثُلُ أَحَدٌ أَمَامِي بِيَدَيْنِ فَارِغَتَيْنِ. +\s5 +\v 16 وَتَحْتَفِلُ أَيْضاً بِعِيدِ الْحَصَادِ، حَيْثُ تُقَدِّمُ بَاكُورَةَ غَلّاتِكَ الَّتِي زَرَعْتَهَا فِي الْحَقْلِ، ثُمَّ عِيدِ الْجَمْعِ فِي نِهَايَةِ مَوْسِمِ الْحَصَادِ عِنْدَمَا تَجْمَعُ غَلّاتِكَ مِنَ الْحَقْلِ. +\v 17 ثَلاثَ مَرَّاتٍ يَمْثُلُ جَمِيعُ الرِّجَالِ أَمَامَ السَّيِّدِ الرَّبِّ. +\s5 +\v 18 لَا تُقَرِّبْ لِي دَمَ ذَبِيحَةٍ مَعَ خُبْزٍ مُخْتَمِرٍ، وَلا يَبِتْ شَحْمُ ذَبَائِحِ عِيدِي إِلَى صَبَاحِ الْغَدِ. +\v 19 أَحْضِرْ أَجْوَدَ بَاكُورَةِ أَرْضِكَ إِلَى بَيْتِ إِلَهِكَ. وَلا تَطْبُخْ جَدْياً فِي لَبَنِ أُمِّهِ. +\s1 ملاك الله يعد الطريق +\s5 +\p +\v 20 هَا أَنَا مُرْسِلٌ مَلاكِي أَمَامَكَ لِيَحْرُسَكَ طَوَالَ الطَّرِيقِ، وَيَقُودَكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَعْدَدْتُهَا لَكَ. +\v 21 فَأصْغِ إِلَيْهِ وَامْتَثِلْ لَهُ وَلا تَعْصَهُ لأَنَّهُ لَا يَصْفَحُ عَنْ ذُنُوبِكُمْ إِذْ أَنَّ اسْمِي فِيهِ. +\v 22 إِنْ حَرِصْتَ عَلَى الاسْتِمَاعِ إِلَى أَقْوَالِهِ وَفَعَلْتَ كُلَّ مَا قُلْتُهُ، أُعَادِي مَنْ يُعَادِيكَ، وَأُقَاوِمُ مُقَاوِمِيكَ، +\s5 +\v 23 إِذْ يَسِيرُ مَلاكِي أَمَامَكَ حَتَّى يُدْخِلَكَ بِلادَ الأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ الَّذِينَ أُبِيدُهُمْ. +\v 24 إِيَّاكَ أَنْ تَسْجُدَ لِآلِهَتِهِمْ، وَلا تَعْبُدْهَا، وَلا تَعْمَلْ أَعْمَالَهُمْ، بَلْ تُبِيدُهُمْ وَتُحَطِّمُ أَصْنَامَهُمْ. +\v 25 إِنَّمَا تَعْبُدُونَنِي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ فَأُبَارِكُ طَعَامَكَ وَشَرَابَكَ وَأُزِيلُ الأَمْرَاضَ مِنْ بَيْنِكُمْ +\s5 +\v 26 فَلا تَكُونُ مُجْهِضَةٌ وَلا عَاقِرٌ فِي أَرْضِكَ. وَأُمَتِّعُكَ بِكَامِلِ عُمْرِكَ. +\v 27 وَأَجْعَلُ هَيْبَتِي تَتَقَدَّمُكَ، أُزْعِجُ كُلَّ أُمَّةٍ تَقِفُ فِي وَجْهِكَ، وَأَجْعَلُ أَعْدَاءَكَ يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ أَمَامَكَ. +\v 28 وَأَبْعَثُ الزَّنَابِيرَ أَمَامَكَ، فَتَطْرُدُ الْحِوِّيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ مِنْ قُدَّامِكَ. +\v 29 إِنَّمَا لَنْ أَطْرُدَهُمْ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ لِئَلّا تُقْفِرَ الأَرْضُ فَتَتَكَاثَرَ عَلَيْكَ وُحُوشُ الْبَرِّيَّةِ، +\s5 +\v 30 بَلْ أَطْرُدُهُمْ تَدْرِيجِيًّا مِنْ أَمَامِكَ رَيْثَمَا تَنْمُونَ وَتَرِثُونَ الْبِلادَ. +\v 31 وَأَجْعَلُ تُخُومَكَ تَمْتَدُّ مِنَ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ إِلَى سَاحِلِ فِلِسْطِينَ، وَمِنَ الْبَرِّيَّةِ حَتَّى نَهْرِ الْفُرَاتِ، وَأُخْضِعُ لَكَ سُكَّانَ الأَرْضِ فَتَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ. +\v 32 لَا تَقْطَعْ مَعَهُمْ وَلا مَعْ آلِهَتِهِمْ عَهْداً، +\v 33 وَلا تُسْكِنْهُمْ فِي أَرْضِكَ لِئَلّا يَجْعَلُوكَ تُخْطِئُ إِلَيَّ، لأَنَّكَ إنْ عَبَدْتَ آلِهَتَهُمْ، يَكُونُ ذَلِكَ لَكَ فَخّاً». + +\s5 +\c 24 +\s1 تأكيد العهد +\p +\v 1 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إِلَيَّ أَنْتَ وَهَرُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو، وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَلْيَسْجُدْ هَؤُلاءِ مِنْ بَعِيدٍ. +\v 2 لَا يَقْتَرِبْ إِلَيَّ أَحَدٌ سِوَاكَ، أَمَّا الآخَرُونَ فَيَبْقُونَ بَعِيداً. وَحَذَارِ أَنْ يَصْعَدَ الشَّعْبُ مَعَكَ». +\s5 +\p +\v 3 فَجَاءَ مُوسَى وَبَلَّغَ الشَّعْبَ بِكُلِّ كَلامِ الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ، فَأَجَابَ الشَّعْبُ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ: «كُلُّ مَا أَمَرَنَا بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ». +\v 4 فَكَتَبَ مُوسَى جَمِيعَ أَقْوَالِ الرَّبِّ، ثُمَّ بَكَّرَ فِي الصَّبَاحِ وَشَيَّدَ مَذْبَحاً عَلَى سَفْحِ الجَبَلِ، وَنَصَبَ اثْنَيْ عَشَرَ عَمُوداً عَلَى عَدَدِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ. +\s5 +\v 5 وَأَرْسَلَ بَعْضَ شُبَّانِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَدَّمُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَرَّبُوا ذَبَائِحَ سَلامَةٍ لِلرَّبِّ مِنَ الْعُجُولِ، +\v 6 وَأَخَذَ مُوسَى نِصْفَ الدَّمِ وَاحْتَفَظَ بِهِ فِي طُسُوسٍ وَرَشَّ النِّصْفَ الْبَاقِي عَلَى الْمَذْبَحِ. +\s5 +\v 7 وَتَنَاوَلَ كِتَابَ الْعَهْدِ وَتَلاهُ عَلَى مَسَامِعِ الشَّعْبِ، فَقَالُوا: «كُلُّ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُهُ وَنُطِيعُهُ». +\v 8 ثُمَّ أَخَذَ مُوسَى الدَّمَ الَّذِي فِي الطُّسُوسِ وَرَشَّهُ عَلَى الشَّعْبِ قَائِلاً: «هُوَذَا دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ بِنَاءً عَلَى جَمِيعِ هَذِهِ الأَقْوَالِ». +\s5 +\p +\v 9 ثُمَّ صَعِدَ مُوسَى وَهَرُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، +\v 10 وَرَأَوْا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ، وَتَحْتَ قَدَمَيْهِ أَرْضِيَّةٌ كَأَنَّهَا مَصْنُوعَةٌ مِنَ الْيَاقُوتِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ تُمَاثِلُ السَّمَاءَ فِي النَّقَاءِ، +\v 11 وَلَكِنَّ اللهَ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ لِيُهْلِكَ أَشْرَافَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَرَأَوْا اللهَ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا. +\s5 +\p +\v 12 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إِلَى الْجَبَلِ وَامْكُثْ هُنَاكَ لأُعْطِيَكَ الْوَصَايَا وَالشَّرَائِعَ الَّتِي كَتَبْتُهَا عَلَى لَوْحَيِ الْحَجَرِ لِتُلَقِّنَهَا لَهُمْ». +\v 13 فَقَامَ مُوسَى وَأَخَذَ خَادِمَهُ يَشُوعَ وَصَعِدَ إِلَى جَبَلِ اللهِ. +\s5 +\v 14 وَقَالَ لِلشُّيُوخِ: «انْتَظِرُونَا هُنَا حَتَّى نَرْجِعَ إِلَيْكُمْ. وَهُوَذَا هَرُونُ وَحُورُ مَعَكُمْ، فَإِنْ كَانَ لأَحَدٍ دَعْوَى فَلْيَرْفَعْهَا إِلَيْهِمَا». +\v 15 وَعِنْدَمَا صَعِدَ مُوسَى إِلَى الجَبَلِ، تَغَطَّى الجَبَلُ بِالسَّحَابِ، +\s5 +\v 16 وَحَلَّ مَجْدُ الرَّبِّ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ، وَغَطَّاهُ السَّحَابُ سِتَّةَ أَيَّامٍ. وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ دَعَا الرَّبُّ مُوسَى مِنْ وَسَطِ السَّحَابِ. +\v 17 وَبَدَا مَجْدُ الرَّبِّ لِعُيُونِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَنَارٍ آكِلَةٍ عَلَى قِمَّةِ الجَبَلِ. +\v 18 وَاخْتَفَى مُوسَى فِي وَسَطِ السَّحَابِ وَصَعِدَ إِلَى الجَبَلِ حَيْثُ مَكَثَ هُنَاكَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. + +\s5 +\c 25 +\s1 التقدمات للمسكن +\p +\v 1 وَخَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى: +\v 2 كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَأْخُذُوا لِي تَقْدِمَةً مِنْ كُلِّ إِنْسَانٍ يَحُثُّهُ قَلْبُهُ عَلَى ذَلِكَ. +\s5 +\v 3 أَمَّا التَّقْدِمَاتُ الَّتِي تَأْخُذُونَهَا مِنْهُمْ فَهِيَ: ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ وَنُحَاسٌ +\v 4 وَأَقْمِشَةٌ زَرْقَاءُ وَبَنَفْسَجِيَّةٌ وَحَمْرَاءُ، وَمَنْسُوجَاتٌ كَتَّانِيَّةٌ وَشَعْرُ مِعْزَى، +\v 5 وَجُلُودُ كِبَاشٍ مُصَبَّغَةٌ بِالْحُمْرَةِ، وَجُلُودُ دَلافِينَ وَخَشَبُ السَّنْطِ، +\v 6 وَزَيْتٌ لِلْمَنَارَةِ، وَأَطْيَابٌ لِدُهْنِ الْمَسْحَةِ وَلِلْبَخُورِ الْعَطِرِ +\v 7 وَحِجَارَةُ جَزْعٍ كَرِيمَةٌ وَحِجَارَةٌ كَرِيمَةٌ أُخْرَى لِتَرْصِيعِ رِدَاءِ الْكَاهِنِ وَصُدْرَتِهِ. +\s5 +\v 8 فَيَصْنَعُونَ لِي مَقْدِساً حَيْثُ أُقِيمُ فِيهِ بَيْنَهُمْ. +\v 9 تَصْنَعُونَهُ حَسَبَ مِثَالِ الْمَسْكَنِ وَالآنِيَةِ الَّتِي أُرِيكَ. +\s1 تابوت العهد +\s5 +\p +\v 10 يَصْنَعُونَ تَابُوتاً مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، طُولُهُ ذِرَاعَانِ وَنِصْفٌ (نَحْوَ مِتْرٍ وَرُبْعِ الْمِتْرِ)، وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً) وَارْتِفَاعُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً). +\v 11 وَتَضَعُ عَلَيْهِ غِشَاءً مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ مِنَ الدَّاخِلِ وَالْخَارِجِ، وَاجْعَلْ لَهُ إطَاراً مِنْ ذَهَبٍ، +\s5 +\v 12 وَاسْبِكْ لَهُ أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ تُثَبِّتُهَا عَلَى قَوَائِمِهِ الأَرْبَعِ حَلْقَتَيْنِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، +\v 13 وَتَصْنَعُ عَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ تُغَشِّيهِمَا بِالذَّهَبِ، +\v 14 ثُمَّ تُدْخِلُهُمَا فِي الحَلَقَاتِ الَّتِي عَلَى جَانِبَيِ التَّابُوتِ لِيُحْمَلَ بِهِمَا. +\s5 +\v 15 وَتَبْقَى الْعَصَوَانِ فِي حَلَقَاتِ التَّابُوتِ، لَا تُنْزَعَانِ مِنْهَا. +\v 16 ثُمَّ تَضَعُ الشَّهَادَةَ الَّتِي أُعْطِيكَ فِي دَاخِلِ التَّابُوتِ. +\s1 وصف الكروبين +\p +\v 17 وَتَصْنَعُ غِطَاءً مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ، هُوَ كُرْسِيُّ الرَّحْمَةِ، طُولُهُ ذِرَاعَانِ وَنِصْفٌ (نَحْوَ مِتْرٍ وَرُبْعِ الْمِتْرِ) وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً) +\v 18 وَتَخْرِطُ كَرُوبَيْنِ (تِمْثَالَيْ مَلاكَيْنِ) مِنْ ذَهَبٍ وَتُقِيمُهُمَا عَلَى طَرَفَيِ الْغِطَاءِ. +\s5 +\v 19 فَتَصْنَعُ كَرُوباً وَاحِداً عَلَى كُلِّ طَرَفٍ مِنَ الْغِطَاءِ، مَخْرُوطَيْنِ مِنَ الْغِطَاءِ نَفْسِهِ، وَقَائِمَيْنِ عَلَى طَرَفَيْهِ. +\v 20 وَيَكُونُ الْكَرُوبَانِ مُتَوَاجِهَيْنِ أَيْضاً، بَاسِطَيْنِ أَجْنِحَتَهُمَا إِلَى فَوْقُ، يُظَلِّلانِ بِهِمَا الْغِطَاءَ، وَيَتَّجِهَانِ بِوَجْهَيْهِمَا نَحْوَهُ. +\v 21 وَتَضَعُ الْغِطَاءَ فَوْقَ التَّابُوتِ الَّذِي تَحْتَفِظُ بِدَاخِلِهِ بِلَوْحَيِ الشَّهَادَةِ الَّتِي أُعْطِيكَ. +\s5 +\v 22 وَهُنَاكَ أَجْتَمِعُ بِكَ وَأُكَلِّمُكَ بِكُلِّ مَا أُوصِيكَ بِهِ لِتُبَلِّغَهُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَلَى الْغِطَاءِ، مَا بَيْنَ الْكَرُوبَيْنِ اللَّذَيْنِ يَعْلُوَانِ تَابُوتَ الشَّهَادَةِ. +\s1 المائدة +\s5 +\p +\v 23 وَكَذَلِكَ تَصْنَعُ مَائِدَةً مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ طُولُهَا ذِرَاعَانِ (نَحْوَ مِتْرٍ) وَعَرْضُهَا ذِرَاعٌ (نَحْوَ خَمْسِينَ سَنْتِيمِتْراً) وَارْتِفَاعُهَا ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً) +\v 24 وَغَشِّهَا بِالذَّهَبِ وَاصْنَعْ لَهَا إِطَاراً عَالِياً مِنَ الذَّهَبِ، +\s5 +\v 25 وَاصْنَعْ لَهَا حَافَّةً حَوْلَهَا مِقْدَارُ عَرْضِهَا شِبْرٌ، وَاجْعَلْ لِمُحِيطِ الْحَافَةِ إطَاراً مِنْ ذَهَبٍ، +\v 26 وَاسْبِكْ لَهَا أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ تُثَبِّتُهَا عَلَى زَوَايَا قَوَائِمِهَا الأَرْبَعِ، +\v 27 فَتَكُونُ الْحَلَقَاتُ المُثَبَّتَةُ عَلَى الْحَافَةِ، أَمَاكِنَ لِعَصَوَيْنِ تُحْمَلُ بِهِمَا الْمَائِدَةُ. +\s5 +\v 28 وَتَصْنَعُ الْعَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ وَتُغَشِّيهِمَا بِالذَّهَبِ لِتُحْمَلَ بِهِمَا الْمَائِدَةُ. +\v 29 وَأَمَّا صِحَافُ الْمَائِدَةِ وَصُحُونُهَا وَكُؤُوسُهَا وَأَبَارِيقُهَا الَّتِي يُسْكَبُ بِها، فَتَصُوغُهَا مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ. +\v 30 وَتَضَعُ أَمَامِي خُبْزَ التَّقْدِمَةِ عَلَى هَذِهِ الْمَائِدَةِ دَائِماً. +\s1 المنارة +\s5 +\p +\v 31 وَاخْرِطْ مَنَارَةً مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ، فَتَكُونَ قَاعِدَتُهَا وَسَاقُهَا وَكَاسَاتُهَا وَبَرَاعِمُهَا وَأَزْهَارُهَا كُلُّهَا مَخْرُوطَةً مَعاً مِنْ قِطْعَةٍ وَاحِدَةٍ. +\v 32 وَتَتَشَعَّبُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ مِنْهَا ثَلاثَةُ أَفْرُعٍ، +\s5 +\v 33 فِي كُلِّ شُعْبَةٍ ثَلاثُ كَاسَاتٍ بِبُرْعُمٍ وَزَهْرٍ، وَهَكَذَا إِلَى السِّتَّةِ الأَفْرُعِ الْمُتَشَعِّبَةِ مِنَ الْمَنَارَةِ. +\v 34 وَيَكُونُ عَلَى الْمَنَارَةِ أَرْبَعُ كَاسَاتٍ لَوْزِيَّةِ الشَّكْلِ بِبَرَاعِمِهَا وَأَزْهَارِهَا. +\s5 +\v 35 وَتَجْعَلُ تَحْتَ فَرْعَيْنِ مِنَ الأَفْرُعِ الْمُتَشَعِّبَةِ مِنَ الْمَنَارَةِ بُرْعُماً. هَكَذَا تَفْعَلُ لِلسِّتَّةِ الْأَفْرُعٍ. +\v 36 وَيَكُونُ سَاقُ الْمَنَارَةِ وَبَرَاعِمُهَا وَأَفْرُعُهَا كُلُّهَا قِطْعَةً وَاحِدَةً مَصْوغَةً مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ. +\s5 +\v 37 ثُمَّ اصْنَعْ سَبْعَةَ سُرُجٍ لِلْمَنَارَةِ، وَاجْعَلْهَا عَلَيْهَا بِحَيْثُ تُضِيءُ أَمَامَهَا. +\v 38 وَلْتَكُنْ مَلاقِطُهَا وَمَنَافِضُهَا مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ. +\v 39 فَيَكُونَ وَزْنُ الذَّهَبِ الْخَالِصِ الْمُصَاغِ لِصُنْعِ الْمَنَارَةِ وَجَمِيعِ أَوَانِيهَا وَزْنَةً وَاحِدَةً (نَحْوَ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ كِيلُو جِرَاماً) +\v 40 وَاحْرِصْ أَنْ يَكُونَ كُلُّ مَا تَصْنَعُهُ مُطَابِقاً لِلْمِثَالِ الَّذِي أَظْهَرْتُهُ لَكَ عَلَى الْجَبَلِ. + +\s5 +\c 26 +\s1 المسكن +\p +\v 1 أَمَّا المَسْكِنُ فَتَصْنَعُ سَقْفَهُ مِنْ عَشْرِ قِطَعٍ كَتَّانِيَّةٍ مَبْرُومَةٍ بِإِتْقَانٍ، ذَاتِ أَلْوَانٍ زَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ طَرَّزَ عَلَيْهَا حَائِكٌ مَاهِرٌ (رَسْمَ) الْكَرُوبِيمِ، +\v 2 وَيَكُونُ طُولُ كُلِّ قِطْعَةٍ ثَمَانِيَ وَعِشْرِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ مِتْراً) وَعَرْضُهَا أَرْبَعَ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ) فَيَكُونُ لِجَمِيعِ الْقِطَعِ قِيَاسٌ وَاحِدٌ. +\v 3 وَتَصِلُ خَمْسَ قِطَعٍ مِنْهَا بِبَعْضٍ، وَكَذَلِكَ افْعَلْ بِالْقِطَعِ الْخَمْسِ الأُخْرَى. +\s5 +\v 4 وَاصْنَعْ عُرىً مِنْ قُمَاشٍ أَزْرْقَ عَلَى حَاشِيَةِ الطَّرَفِ الْوَاحِدِ فِي الْقِطَعِ الْمَوْصُولَةِ الأُولَى. وَكَذَلِكَ تَفْعَلُ أَيْضاً فِي حَاشِيَةِ الطَّرَفِ الْوَاحِدِ فِي الْقِطَعِ الْمَوْصُولَةِ الثَّانِيَةِ. وَكَذَلِكَ تَفْعَلُ أَيْضاً فِي حَاشِيَةِ الطَّرَفِ الأَخِيرِ مِنَ الْقِطَعِ الأُخْرَى الْمَوْصُولَةِ. +\v 5 فَيَكُونُ لِلطَّرَفِ الأَخِيرِ الْوَاحِدِ خَمْسُونَ عُرْوَةً فِي الْمَجْمُوعَةِ الأُولَى، وَخَمْسُونَ عُرْوَةً فِي طَرَفِ الْمَجْمُوعَةِ الثَّانِيَةِ، الْوَاحِدَةُ مُقَابِلَ الأُخْرَى. +\v 6 ثُمَّ اصْنَعْ خَمْسِينَ مِشْبَكاً مِنْ ذَهَبٍ تَصِلُ بِها عُرَى الْمَجْمُوعَتَيْنِ، فَتَتَّصِلَ الْمُجْمُوعَتَانِ مَعاً لِتُصْبِحَا سَقْفاً وَاحِداً لِلْمَسْكِنِ. +\s5 +\p +\v 7 وَتَصْنَعُ أَيْضاً سَقْفاً ثَانِياً لِلْمَسْكِنِ، مِنْ إِحْدَى عَشْرَةَ قِطْعَةً مِنْ نَسِيجِ شَعْرِ المِعْزَى. +\v 8 طُولُ الْقِطْعَةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاثُونَ ذِرَاعاً (نَحْوَ خَمْسَةَ عَشَرَ مِتْراً) وَعَرْضُهَا أَرْبَعُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ) فَتَكُونُ كُلُّهَا ذَاتَ مَقَاسٍ وَاحِدٍ. +\v 9 وَتَصِلُ خَمْسَ قِطَعٍ مَعاً لِتُصْبِحَ قِطْعَةً وَاحِدَةً، وَكَذَلِكَ افْعَلْ بِالْقِطَعِ السِّتِّ الأُخْرَى. عَلَى أَنْ تَثْنِيَ الْقِطْعَةَ السَّادِسةَ، فَتَتَدَلَّى كَحِجَابٍ أَمَامَ وَاجِهَةِ المَسْكِنِ. +\s5 +\v 10 وَاصْنَعْ خَمْسِينَ عُرْوَةً عَلَى حَاشِيَةِ طَرَفٍ وَاحِدٍ لِلْمَجْمُوعَةِ الأُولى. وَكَذَلِكَ تَصْنَعُ بِحَاشِيَةِ طَرَفٍ وَاحِدٍ لِلمَجْمُوعَةِ الثَّانِيَةِ. +\v 11 وَتَصْنَعُ خَمْسِينَ مِشْبَكاً مِنْ نُحَاسٍ تُدْخِلُهَا فِي العُرَى فَتَتَّصِلُ الْمَجْمُوعَتَانِ مَعاً، لِتُصْبِحَا سَقْفاً ثَانِياً لِلْمَسْكِنِ. +\s5 +\v 12 وَيَتَبَقَّى لَدَيْكَ ذِرَاعٌ (نَحْوَ نِصْفِ الْمِتْرِ) مِنْ غِطَاءِ السَّقْفِ مُدَلًّى لِحَجْبِ مُؤَخَّرِ الْمَسْكِنِ. +\v 13 وَالجُزْءُ الْفَاصِلُ مِنْ طُولِ الْقِطَعِ عَلَى كُلِّ جَانِبٍ مِنْ بَيْنِ الْجَانِبَيْنِ، تُسْدِلُهُ عَلَى جَانِبَيِ المَسْكِنِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ لِتُغَطِّيَهُ. +\v 14 وَتَصْنَعُ غِطَاءً لِلْخَيْمَةِ مِنْ جُلُودٍ بَنَفْسَجِيَّةِ الْلَوْنِ، وَفَوْقَهُ سَقْفٌ آخَرُ مِنْ جُلُودِ الدُّلْفِينِ. +\s1 وصف جدران المسكن +\s5 +\p +\v 15 أَمَّا جُدْرَانُ المَسْكِنِ فَتَصْنَعُهَا مِنْ أَلْوَاحٍ قَائِمَةٍ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ. +\v 16 طُولُ اللَّوْحِ مِنْهَا عَشْرُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ خَمْسَةِ أَمْتَارٍ) وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً) +\v 17 وَلْتَكُنْ لِكُلِّ لَوْحٍ رِجْلانِ مُتَقَابِلَتَانِ إِحْدَاهُمَا بِإِزَاءِ الأُخْرَى. هَكَذَا تَصْنَعُ لِجَمِيعِ أَلْوَاحِ الْمَسْكِنِ. +\v 18 فَتَجْعَلُ الْجَانِبَ الْجَنُوبِيَّ لِلْمَسْكِنِ مُكَوَّناً مِنْ عِشْرِينَ لَوْحاً. +\s5 +\v 19 وَاصْنَعْ أَرْبَعِينَ قَاعِدَةً مِنْ فِضَّةٍ تَحْتَ الْعِشْرِينَ لَوْحاً، فَيَكُونَ لِكُلِّ لَوْحٍ مُنْفَرِدٍ قَاعِدَتَانِ لِرِجْلَيْهِ. +\v 20 وَاجْعَلْ لِجَانِبِ الْمَسْكِنِ الثَّانِي الشَّمَالِيِّ عِشْرِينَ لَوْحاً. +\v 21 وَاصْنَعْ لَهُ أَيْضاً أَرْبَعِينَ قَاعِدَةً مِنْ فِضَّةٍ، لِيَكُونَ لِكُلِّ لَوْحٍ مُنْفَرِدٍ قَاعِدَتَانِ لِرِجْلَيْهِ. +\s5 +\v 22 أَمَّا جِدَارُ مُؤَخَّرِ الْمَسْكِنِ الغَرْبِيِّ فَتَصْنَعُ لَهُ سِتَّةَ أَلْوَاحٍ. +\v 23 كَمَا تَصْنَعُ لَوْحَيْنِ لِزَاوِيَتَيِ الْمَسْكِنِ فِي المُؤَخَّرِ. +\v 24 عَلَى أَنْ يَكُونَ كُلٌّ مِنْهُمَا مُزْدَوَجاً مِنْ أَسْفَلِهِ إِلَى أَعْلاهُ، حَيْثُ تُثَبَّتُ فِي رَأْسِ كُلِّ مُزْدَوَجٍ حَلَقَةٌ وَاحِدَةٌ. كُلٌّ مِنْهُمَا لِلزَّاوِيَتَيْنِ. +\v 25 فَيَكُونُ هُنَاكَ ثَمَانِيَةُ أَلْوَاحٍ لِلْجَانِبِ الغَرْبِيِّ، وَسِتَّ عَشْرَةَ قَاعِدَةً مِنْ فِضَّةٍ، قَاعِدَتَانِ تَحْتَ كُلِّ لَوْحٍ مُنْفَرِدٍ. +\s5 +\p +\v 26 وَتَصْنَعُ عَوَارِضَ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، خَمْساً لأَلْوَاحِ جَانِبِ الْمَسْكِنِ الْجَنُوبِيِّ. +\v 27 وَخَمْسَ عَوَارِضَ لأَلْوَاحِ مُؤَخَّرِ الْمَسْكِنِ الْغَرْبِيِّ. +\v 28 وَتَجْعَلُ الْعَارِضَةَ الْوُسْطَى تَنْفُذُ فِي وَسَطِ الأَلْوَاحِ مِنْ طَرَفٍ إِلَى طَرَفٍ. +\s5 +\v 29 وَتُغَشِّي الأَلْوَاحَ بِرَقَائِقَ مِنْ ذَهَبٍ. وَاصْنَعْ لَهَا حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ لِتَكُونَ بُيُوتاً لِلْعَوَارِضِ، وَتُغَشِّي الْعَوَارِضَ بِذَهَبٍ أَيْضاً. +\v 30 وَهَكَذَا تُقِيمُ الْمَسْكِنَ وَفْقاً لِلْمِثَالِ الَّذِي أَرَيْتُكَ إِيَّاهُ عَلَى الجَبَلِ. +\s1 وصف الستار +\s5 +\p +\v 31 وَتَصْنَعُ سِتَاراً مِنْ كَتَّانٍ مَبْرُومٍ ذِي أَلْوَانٍ زَرْقَاءَ وَبَنَفْسِجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ، بَعْدَ أَنْ يُطَرِّزَ عَلَيْهِ حَائِكٌ مَاهِرٌ رَسْمَ الْكَرُوبِيمِ. +\v 32 وَعَلِّقْهُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَعْمِدَةٍ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ مُغَشَّاةٍ بِذَهَبٍ. لَهَا أَرْبَعَةُ خَطَاطِيفَ مِنْ ذَهَبٍ، وَقَائِمَةٌ عَلَى أَرْبَعِ قَوَاعِدَ مِنْ فِضَّةٍ. +\v 33 وَتَجْعَلُ السِّتَارَ تَحْتَ الْمَشَابِكِ. ثُمَّ تَأْتِي بِتَابُوتِ الشَّهَادَةِ (الَّذِي فِيهِ لَوْحَا الْوَصَايَا الْعَشْرِ) فَتُدْخِلُهُ إِلَى هُنَاكَ، إِلَى مَا وَرَاءَ السِّتَارَةِ الْفَاصِلَةِ بَيْنَ الْقُدْسِ وَقُدْسِ الأَقْدَاسِ. +\s5 +\v 34 وَتَضَعُ الْغِطَاءَ عَلَى تَابُوتِ الشَّهَادَةِ فِي قُدْسِ الأَقْدَاسِ. +\v 35 وَتَنْصِبُ الْمَائِدَةَ خَارِجَ السِّتَارَةِ مُقَابِلَ الْمَنَارَةِ، فَتَكُونُ الْمَائِدَةُ قَائِمَةً فِي الْجِهَةِ الْجَنُوبِيَّةِ. +\s5 +\p +\v 36 وَتَصْنَعُ سِتَارَةً لِمَدْخَلِ الْمَسْكِنِ، ذَاتَ أَلْوَانٍ زَرْقَاءَ وَبَنَفْسِجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ وَخُيُوطِ كَتَّانٍ مَبْرُومٍ مِنْ تَطْرِيزِ حَائِكٍ مَاهِرٍ. +\v 37 وَتَجْعَلُ لِلسِّتَارَةِ خَمْسَةَ أَعْمِدَةٍ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، ذَاتَ خَطَاطِيفَ مِنْ ذَهَبٍ، وَتُغَشِّي الْأَعْمِدَةَ بِذَهَبٍ وَتَسْبِكُ لَهَا خَمْسَ قَوَاعِدَ مِنْ نُحَاسٍ. + +\s5 +\c 27 +\s1 مذبح المحرقات +\p +\v 1 وَتَصْنَعُ الْمَذْبَحَ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ. سَطْحُهُ مُرَبَّعُ الشَّكْلِ. طُولُهُ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ وَنِصْفِ الْمِتْرِ) وَعَرْضُهُ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ وَنِصْفِ الْمِتْرِ) وَارْتِفَاعُهُ ثَلاثَةُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرٍ وَنِصْفِ الْمِتْرِ) +\v 2 وَتَصْنَعُ لَهُ قُرُوناً تُقِيمُهَا عَلَى زَوَايَاهُ الأَرْبَعِ، عَلَى أَنْ تَكُونَ مَنْحُوتَةً مِنْ ذَاتِ خَشَبِ الْمَذْبَحِ وَفِيهِ، وَتُغَشِّيهِ بِنُحَاسٍ. +\s5 +\v 3 وَتَصْنَعُ جَمِيعَ آنِيَتِهِ مِنْ نُحَاسٍ: قُدُورَهُ لِرَفْعِ رَمَادِهِ، وَمَجَارِفَهُ وَأَحْوَاضَهُ وَمَنَاشِلَهُ وَمَجَامِرَهُ. +\v 4 وَتَصْنَعُ لَهُ شَبَكَةً مِنْ نُحَاسٍ ذَاتَ أَرْبَعِ حَلَقَاتٍ مِنْ نُحَاسٍ، مُثَبَّتَةٍ عَلَى أَطْرَافِهِ الأَرْبَعَةِ. +\s5 +\v 5 وَتَضَعُهَا تَحْتَ حَافَةِ الْمَذْبَحِ مِنْ أَسْفَلُ بِحَيْثُ تَصِلُ إِلَى مُنْتَصَفِهِ. +\v 6 وَتَصْنَعُ لِلْمَذْبَحِ عَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ وَتُغَشِّيهُمَا بِالنُّحَاسِ. +\s5 +\v 7 وَتُدْخِلُ الْعَصَوَيْنِ فِي الْحَلَقَاتِ عَلَى جَانِبَيِ الْمَذْبَحِ لِيُحْمَلَ بِهِمَا. +\v 8 وَتَصْنَعُ المَذْبَحَ مُجَوَّفاً تَمَاماً مِنْ أَلْوَاحٍ، بِحَسَبِ الْمِثَالِ الَّذِي أَرَيْتُكَ إيَّاهُ فِي الجَبَلِ. +\s1 ساحة المسكن +\s5 +\p +\v 9 وَتُحِيطُ سَاحَةَ الْمَسْكِنِ مِنْ جِهَةِ الْجَنُوبِ بِسَتَائِرَ مِنْ كَتَّانٍ مَجْدُولٍ، طُولُهَا مِئَةُ ذِرَاعٍ (نَحْوَ خَمْسِينَ مِتْراً). +\v 10 وَلَهَا عِشْرُونَ عَمُوداً، وَعِشْرُونَ قَاعِدَةً مِنْ نُحَاسٍ، وَتَكُونُ خَطَاطِيفُهَا وَقُضْبَانُهَا مِنْ فِضَّةٍ. +\s5 +\v 11 وَكَذَلِكَ يَكُونُ الْجَانِبُ الشَّمَالِيُّ، إِذْ يَكُونُ طُولُ سَتَائِرِهِ مِئَةَ ذِرَاعٍ (نَحْوَ خَمْسِينَ مِتْراً) وَأَعْمِدَتُهُ عِشْرُونَ، قَائِمَةً عَلَى عِشْرِينَ قَاعِدَةً مِنْ نُحَاسٍ وَخَطَاطِيفُهُ وَقُضْبَانُهُ مِنْ فِضَّةٍ. +\v 12 أَمَّا عَرْضُ الدَّارِ الْغَرْبِيِّ فَيَكُونُ طُولُ سَتَائِرِهِ خَمْسِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ مِتْراً) مُعَلَّقَةً عَلَى أَعْمِدَةٍ عَشْرَةٍ ذَاتِ عَشْرِ قَوَاعِدَ. +\v 13 وَيَكُونُ عَرْضُ السَّاحَةِ مِنْ نَاحِيَةِ الشَّرْقِ خَمْسِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ مِتْراً). +\s5 +\v 14 فَيَكُونُ طُولُ السَّتَائِرِ عَلَى الْجَانِبِ الأَوَّلِ لِمَدْخَلِ السَّاحَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ ذِرَاعاً (نَحْوَ سَبْعَةِ أَمْتَارٍ وَنِصْفِ الْمِتْرِ) مُعَلَّقَةً عَلَى أَعْمِدَةٍ ثَلاثَةٍ ذَاتِ ثَلاثِ قَوَاعِدَ. +\v 15 وَكَذَلِكَ يَكُونُ طُولُ السَّتَائِرِ عَلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ لِمَدْخَلِ السَّاحَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ ذِرَاعاً (نَحْوَ سَبْعَةِ أَمْتَارٍ وَنِصْفِ الْمِتْرِ)، مُعَلَّقَةً عَلَى أَعْمِدَةٍ ثَلاثَةٍ ذَاتِ ثَلاثِ قَوَاعِدَ. +\v 16 أَمَّا طُولُ سَتَائِرِ الْمَدْخَلِ فَيَكُونُ عِشْرِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ عَشَرَةِ أَمْتَارٍ) مِنْ كَتَّانٍ مَبْرُومٍ ذِي أَلْوَانٍ زَرْقَاءَ وَبَنَفْسِجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ، مِنْ صِنَاعَةِ حَائِكٍ مَاهِرٍ، وَتَكُونُ مُعَلَّقَةً عَلَى أَعْمِدَةٍ ذَاتِ أَرْبَعِ قَوَاعِدَ. +\s5 +\v 17 وَيُحِيطُ بِكُلِّ أَعْمِدَةِ الدَّارِ قُضْبَانٌ مِنْ فِضَّةٍ، ذَاتُ خَطَاطِيفَ مِنْ فِضَّةٍ وَقَوَاعِدَ مِنْ نُحَاسٍ. +\v 18 فَيَكُونُ طُولُ السَّاحَةِ مِئَةَ ذِرَاعٍ (نَحْوَ خَمْسِينَ مِتْراً) وَعَرْضُهَا خَمْسِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ مِتْراً) وَارْتِفَاعُ سَتَائِرِهَا خَمْسَ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ وَنِصْفِ الْمِتْرِ). +\v 19 وَلْتَكُنْ جَمِيعُ الأَوَانِي الْمُسْتَعْمَلَةِ فِي خِدْمَةِ الْمَسْكِنِ وَالْمَشَاجِبِ وَأَوْتَادِ الْمَسْكِنِ وَالسَّاحَةِ مَصْنُوعَةً مِنْ نُحَاسٍ. +\s1 زيت الإِنارة +\s5 +\p +\v 20 وَتَأْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُقَدِّمُوا إِلَيْكَ زَيْتَ زَيْتُونٍ مَرْضُوضٍ لإِضَاءَةِ الْمَنَارَةِ الدَّائِمَةِ. +\v 21 وَيَقُومُ هَرُونُ وَبَنُوهُ مِنَ الْمَسَاءِ إِلَى الصَّبَاحِ، بِالْمُحَافَظَةِ الدَّائِمَةِ عَلَى إِضَاءَةِ السُّرُجِ أَمَامَ الرَّبِّ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، خَارِجَ الْحِجَابِ الْقَائِمِ أَمَامَ تَابُوتِ الشَّهَادَةِ فَتَكُونُ هَذِهِ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فِي كُلِّ أَجْيَالِهِمْ. + +\s5 +\c 28 +\s1 ثياب الكهنة +\p +\v 1 وَافْرِزْ لِي هَرُونَ أَخَاكَ وَأَوْلادَهُ: نَادَابَ وَأَبِيهُوَ وَأَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ، مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لِيَكُونُوا لِي كَهَنَةً. +\v 2 وَاصْنَعْ لأَخِيكَ هَرُونَ ثِيَاباً مُقَدَّسَةً لِتُضْفِيَ عَلَيْهِ مَجْداً وَبَهَاءً. +\v 3 وَخَاطِبْ كُلَّ ذِي مَهَارَةٍ مِمَّنْ وَهَبْتُهُمْ رُوحَ الْبَرَاعَةِ فِي الْحِيَاكَةِ لِيَصْنَعُوا ثِيَابَ هَرُونَ لِتَقْدِيسِهِ، فَيَكُونَ كَاهِناً لِي. +\s5 +\v 4 وَهَذِهِ هِيَ الثِّيَابُ الَّتِي يَتَوَجَّبُ عَلَيْهِمْ صِنَاعَتُهَا: صُدْرَةٌ وَرِدَاءٌ وَجُبَّةٌ وَقَمِيصٌ مُخَرَّمٌ وَعِمَامَةٌ وَحِزَامٌ، يَصْنَعُونَهَا ثِيَاباً مُقَدَّسَةً لِهَرُونَ وَأَوْلادِهِ، لِيَكُونُوا كَهَنَةً لِي. +\v 5 وَلْيَسْتَخْدِمُوا فِي حِيَاكَتِهَا خُيُوطاً ذَهَبِيَّةً وَزَرْقَاءَ وَبَنَفْسِجِيَّةً وَحَمْرَاءَ وَالْكَتَّانَ الْفَاخِرَ. +\s1 الرداء أو الأفود +\s5 +\p +\v 6 وَلْيَقُمْ أَمْهَرُ الخَيَّاطِينَ عَلَى صِنَاعَةِ الرِّدَاءِ مِنْ خُيُوطٍ ذَهَبِيَّةٍ وَزَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ وَمِنَ الكَتَّانِ الْمَبْرُومِ. +\v 7 يَكُونُ لَهُ كَتِفَانِ مُتَّصِلانِ فِي طَرَفَيْهِ لِيُمْكِنَ تَثْبِيتُهُ. +\v 8 أَمَّا الْحِزَامُ الَّذِي يَشُدُّهُ، فَيَكُونُ مُحَاكاً مِنْهُ، مَصْنُوعاً بِمَهَارَةٍ مِنْ خُيُوطٍ ذَهَبِيَّةٍ وَزَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ وَكَتَّانٍ مَبْرُومٍ فَاخِرٍ. +\v 9 ثُمَّ خُذْ حَجَرَيْ جَزْعٍ، وَانْقُشْ عَلَيْهِمَا أَسْمَاءَ رُؤَسَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\v 10 تَنْقُشُ كلَّ سِتَّةِ أَسْمَاءَ عَلَى حَجَرٍ وَاحِدٍ بِحَسَبِ تَارِيخِ وِلادَتِهِمْ. +\v 11 انْقُشْ أَسْمَاءَ رُؤَسَاءِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى الْحَجَرَيْنِ تَمَاماً مِثْلَ حَفْرِ النَّقَّاشِ الْمَاهِرِ عَلَى الْخَاتَمِ، وَطَوِّقْهُمَا بِإِطَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ. +\v 12 وَتُرَصِّعُ كَتِفَي الرِّدَاءِ بِالْحَجَرَيْنِ، فَيَكُونَانِ حَجَرَيْ تَذْكَارٍ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، فَيَحْمِلُ هَرُونُ أَسْمَاءَهُمْ عَلَى كَتِفَيْهِ لِلتَّذْكَارِ أَمَامَ الرَّبِّ. +\s5 +\v 13 وَتَصْنَعُ طَوْقَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، +\v 14 وَسِلْسِلَتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ مَبْرُومَتَيْنِ كَحَبْلٍ، تُعَلِّقُهُمَا بِالطَّوْقَيْنِ. +\s1 صدرة القضاء +\s5 +\p +\v 15 كَلِّفْ أَمْهَرَ الخَيَّاطِينَ بِصِنَاعَةِ «صُدْرَةِ الْقَضَاءِ» مِنْ خُيُوطٍ ذَهَبِيَّةٍ وَزَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ وَكَتَّانٍ مَبْرُومٍ عَلَى غِرَارِ صِنَاعَةِ الرِّدَاءِ. +\v 16 وَتَكُونُ مُرَبَّعَةً مَثْنِيَّةً مِنْ طَبَقَتَيْنِ، وَطُولُهَا شِبْرٌ وَعَرْضُهَا شِبْرٌ. +\s5 +\v 17 وَتُرَصِّعُونَهَا بِأَرْبَعَةِ صُفُوُفٍ مِنَ الْحِجَارَةِ الْكَرِيمَةِ. الصَّفُ الأَوَّلُ: عَقِيقٌ أَحْمَرُ وَيَاقُوتٌ أَصْفَرُ وَزُمُرُّدٌ. +\v 18 وَالصَّفُّ الثَّانِي: بَهْرَمَانٌ وَيَاقُوتٌ أَزْرَقُ وَعَقِيقٌ أَبْيَضُ. +\v 19 وَالصَّفُّ الثَّالِثُ: عَيْنُ الهِرِّ وَيَشْمٌ وَجَمَشْتٌ. +\v 20 وَالصَّفُّ الرَّابعُ: زَبَرْجَدٌ وَجَزْعٌ وَيَشَبٌ، وَتُؤَطِّرُهَا جَمِيعَهَا بِأَطْوَاقٍ ذَهَبِيَّةٍ فِي تَرْصِيعِهَا. +\s5 +\v 21 وَتَنْقُشُ عَلَى كُلِّ حَجَرٍ كَرِيمٍ اسْمَ سِبْطٍ مِنْ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ عَلَى غِرَارِ نَقْشِ الْخَاتَمِ الْمَحْفُورَةِ عَلَيْهِ أَسْمَاءُ الاثْنَيْ عَشَرَ سِبْطاً. +\p +\v 22 وَاصْنَعْ عَلَى الصُّدْرَةِ سَلاسِلَ مَبْرُومَةً مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ مِثْلَ الْحَبْلِ الْمَضْفُورِ. +\v 23 وَتَضَعُ عَلَى طَرَفَيِ الصُّدْرَةِ حَلْقَتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ. +\v 24 وَتَجْعَلُ ضَفِيرَتَيِ الذَّهَبِ فِي الْحَلْقَتَيْنِ عَلَى طَرَفَيِ الصُّدْرَةِ. +\s5 +\v 25 كَمَا تُدْخِلُ طَرَفَيِ الضَّفِيرَتَيْنِ الآخَرَيْنِ فِي الطَّوْقَيْنِ، وَتَجْعَلُهُمَا عَلَى كَتِفَيِ الرِّدَاءِ إِلَى أَمَامِهِ. +\v 26 وَتَصْنَعُ حَلْقَتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ وَتُثَبِّتُهُمَا عَلَى طَرَفَيِ الصُّدْرَةِ الدَّاخِلِيَّةِ الْمُلاصِقَةِ لِلرِّدَاءِ. +\s5 +\v 27 كَذَلِكَ تَصْنَعُ حَلْقَتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ أُخْرَيَيْنِ، وَتَضَعُهُمَا عَلَى أَسْفَلِ كَتِفَيِ الرِّدَاءِ مِنَ الأَمَامِ عِنْدَ مَكَانِ الْوَصْلِ فَوْقَ حِزَامِ الرِّدَاءِ. +\v 28 وَتَرْبِطُ حَلْقَتَيِ الصُّدْرَةِ إِلَى حَلْقَتَيِ الرِّدَاءِ بِخَيْطٍ أَزْرَقَ لِتَثْبُتَ فَوْقَ حِزَامِ الرِّدَاءِ، وَهَكَذَا لَا تُنْتَزَعُ الصُّدْرَةُ عَنِ الرِّدَاءِ. +\s5 +\v 29 فَيَحْمِلُ هَرُونُ أَسْمَاءَ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي «صُدْرَةِ الْقَضَاءِ» عَلَى قَلْبِهِ عِنْدَمَا يَدْخُلُ إِلَى الْقُدْسِ، تَذْكَاراً دَائِماً أَمَامَ الرَّبِّ +\v 30 وَتَضَعُ أَيْضاً فِي صُدْرَةِ الْقَضَاءِ «الأُورِيمَ وَالتُّمِّيمَ» لِيَحْمِلَهَا هَرُونُ عَلَى قَلْبِهِ عِنْدَمَا يَمْثُلُ أَمَامَ الرَّبِّ. وَهَكَذَا يَحْمِلُ هَرُونُ عَلَى قَلْبِهِ أَمَامَ الرَّبِّ دَائِماً رَمْزَ قَضَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\s1 ملابس كهنوتية أخرى +\s5 +\p +\v 31 أَمَّا الْجُبَّةُ فَتَصْنَعُهَا كُلَّهَا مِنْ قُمَاشٍ أَزْرَقَ، +\v 32 لَهَا فَتْحَةٌ لِلرَّأْسِ فِي وَسَطِهَا، ذَاتُ حَاشِيَةٍ مُحِيطَةٍ مُطَرَّزَةٍ، صِنَاعَةِ حَائِكٍ مَاهِرٍ. عَلَى غِرَارِ فَتْحَةِ الْقَمِيصِ تَكُونُ، لِكَيْ لَا تَتَمَزَّقَ، +\s5 +\v 33 وَتَتَدَلَّى مِنْ هُدْبِهَا رُمَّانَاتٌ زَرْقَاءُ وَبَنَفْسِجِيَّةٌ وَحَمْرَاءُ، وَتُعَلِّقُ بَيْنَهَا أَجْرَاساً مِنْ ذَهَبٍ، +\v 34 فَيَكُونُ بَيْنَ كُلِّ رُمَّانَتَيْنِ جَرَسٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَتَجْعَلُهَا جَمِيعَهَا عَلَى أَذْيَالِ الْجُبَّةِ. +\v 35 فَيَرْتَدِي هَرُونُ الْجُبَّةَ كُلَّمَا دَخَلَ لِلْخِدْمَةِ، فَتُسْمَعُ أَصْوَاتُهَا عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْقُدْسِ أَمَامَ الرَّبِّ وَعِنْدَ خُرُوجِهِ، لَئِلا يَمُوتَ. +\s5 +\p +\v 36 وَاصْنَعْ صَفِيحَةً مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ، وَاحْفُرْ عَلَيْهَا كَالْحَفْرِ عَلَى خَاتَمٍ: «قُدْسٌ للرَّبِّ» +\v 37 وَثَبِّتْهَا بِخَيْطٍ أَزْرَقَ فِي مُقَدِّمَةِ عِمَامَةِ هَرُونَ، +\v 38 فَتَكُونَ دَائِماً عَلَى جَبْهَةِ هَرُونَ، فَيَحْمِلَ بِذَلِكَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وِزْرَ أَخْطَائِهِمْ فِي تَقْدِمَاتِهِمِ الَّتِي يُخَصِّصُونَهَا لِلرَّبِّ. وَعَلَى هَرُونَ أَنْ يَتَعَمَّمَ بِها دَائِماً عِنْدَمَا يَمْثُلُ أَمَامَ الرَّبِّ، لِكَيْ يَرْضَى الرَّبُّ عَنْهُمْ. +\s5 +\v 39 وَتَصْنَعُ قَمِيصَ هَرُونَ الْمُخَرَّمَ وَعِمَامَتَهُ مِنْ قُمَاشٍ كَتَّانِيٍّ، أَمَّا الْحِزَامُ فَتُطَرِّزُهُ تَطْرِيزَ حَائِكٍ مَاهِرٍ. +\s5 +\p +\v 40 وَكَذَلِكَ تَصْنَعُ لِبَنِي هَرُونَ أَقْمِصَةً وَأَحْزِمَةً، وَقَلانِسَ لِتُضْفِيَ عَلَيْهِمْ مَجْداً وَبَهَاءً. +\v 41 وَتُلْبِسُهَا هَرُونَ وَبَنِيهِ. ثُمَّ امْسَحْهُمْ بِزَيْتِ الزَّيْتُونِ، وَكَرِّسْهُمْ لِلْخِدْمَةِ الَّتِي يَقُومُونَ بِها، وَتُقَدِّسُهُمْ لِيَكُونُوا كَهَنَةً لِي. +\s5 +\v 42 وَتَصْنَعُ لَهُمْ سَرَاوِيلَ مِنْ كَتَّانٍ لِسَتْرِ الْعَوْرَةِ، تَصِلُ مِنَ الْحَقْوَيْنِ إِلَى الرُّكْبَتَيْنِ. +\v 43 فَيَلْبَسُهَا هَرُونُ وَبَنُوهُ تَحْتَ قُمْصَانِهِمْ عِنْدَ دُخُولِهِمْ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، أَوْ عِنْدَ اقْتِرَابِهِمْ إِلَى الْمَذْبَحِ لِيَخْدِمُوا فِي القُدْسِ، لِئَلّا يُخْطِئُوا فَيَمُوتُوا. هَذَا فَرْضٌ دَائِمٌ عَلَى هَرُونَ وَنَسْلِهِ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ. + +\s5 +\c 29 +\s1 تقديس الكهنة +\p +\v 1 وَهَذَا مَا تَقُومُ بِهِ لِتَكْرِيسِ هَرُونَ وَبَنِيهِ لِيَكُونُوا كَهَنَةً لِي: خُذْ عِجْلاً وَكَبْشَيْنِ خَالِيَيْنِ مِنْ أَيِّ عَيْبٍ. +\v 2 وَتُعِدُّ مِنْ دَقِيقِ الْقَمْحِ خُبْزَ فَطِيرٍ وَكَعْكاً مَعْجُوناً بِالزَّيْتِ، وَرِقَاقَ فَطِيرٍ مَدْهُونَةً بِزَيْتٍ، +\s5 +\v 3 وَتَضَعُهَا فِي سَلَّةٍ وَاحِدَةٍ، وَتُقَدِّمُهَا فِي السَّلَّةِ مَعَ العِجْلِ وَالكَبْشَيْنِ. +\p +\v 4 ثُمَّ تُحْضِرُ هَرُونَ وَبَنِيهِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَتَدَعُهُمْ يَغْتَسِلُونَ بِمَاءٍ. +\s5 +\v 5 وَتُلْبِسُ هَرُونَ الْقَمِيصَ وَالْجُبَّةَ وَالرِّدَاءَ وَالصُّدْرَةَ وَتَشُدُّ الرِّدَاءَ عَلَيْهِ بِالْحِزَامِ الْمُطَرَّزِ. +\v 6 وَتَضَعُ الْعِمَامَةَ عَلَى رَأْسِهِ وَتُثَبِّتُ عَلَيْهَا الإِكْلِيلَ الْمُقَدَّسَ. +\v 7 وَتَأْخُذُ دُهْنَ الْمَسْحَةِ وَتَسْكُبُهُ عَلَى رَأْسِهِ وَتَمْسَحُهُ تَكْرِيساً لَهُ، +\s5 +\v 8 ثُمَّ تُحْضِرُ بَنِيهِ وَتُلْبِسُهُمْ أَقْمِصَتَهُمْ الْمُطَرَّزَةَ، +\v 9 وَأَحْزِمَتَهُمْ فَيُكَرَّسُونَ كَهَنَةً فَرِيضَةً لَهُمْ إِلَى الأَبَدِ. بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ تُكَرِّسُ هَرُونَ وَبَنِيهِ كَهَنَةً. +\s5 +\p +\v 10 ثُمَّ أَحْضِرِ الْعِجْلَ أَمَامَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، لِيَضَعَ هَرُونُ وَبَنُوهُ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِهِ. +\v 11 فَتَذْبَحُ الْعِجْلَ أَمَامَ الرَّبِّ عِنْدَ بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\s5 +\v 12 وَتَأْخُذُ مِنْ دَمِ الْعِجْلِ بِإِصْبَعِكَ، وَتَضَعُهُ عَلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ، وَتَصُبُّ بَقِيَّةَ الدَّمِ عِنْدَ قَاعِدَةِ الْمَذْبَحِ. +\v 13 ثُمَّ تَأْخُذُ جَمِيعَ الشَّحْمِ الَّذِي يُغَشِّي الْجَوْفَ، وَزِيَادَةَ الكَبِدِ وَالْكُلْيَتَيْنِ وَمَا عَلَيْهَا مِنْ شَحْمٍ، وَتَحْرِقُهَا فَوْقَ الْمَذْبَحِ. +\v 14 وَأَمَّا لَحْمُ الْعِجْلِ وَجِلْدُهُ وَرَوْثُهُ، فَتَحْرِقُهَا خَارِجَ الْمُخَيَّمِ، فَإِنَّهُ ذَبِيحَةُ خَطِيئَةٍ. +\s5 +\p +\v 15 وَتَأْخُذُ أَحَدَ الْكَبْشَيْنِ لِيَضَعَ هَرُونُ وَبَنُوهُ أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهِ. +\v 16 تَذْبَحُ الْكَبْشَ، وتَأْخُذُ مِنْ دَمِهِ وَتَرُشُّهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. +\v 17 وَتَقْطَعُ الْكَبْشَ إِلَى قِطَعٍ، وَتَغْسِلُ أَعْضَاءَهُ الدَّاخِلِيَّةَ وَأَكَارِعَهُ وَتَضَعُهَا مَعَ رَأْسِ الْكَبْشِ وَقِطَعِهِ عَلَى الْمَذْبَحِ. +\v 18 وَتَحْرِقُ كَامِلَ الْكَبْشِ عَلَى الْمَذْبَحِ، فَيَكُونُ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ لِنَيْلِ رِضَاهُ. هُوَ قُرْبَانُ مُحْرَقَةٍ لِلرَّبِّ. +\s5 +\p +\v 19 ثُمَّ تَأْخُذُ الْكَبْشَ الثَّانِي لِيَضَعَ هَرُونُ وَبَنُوهُ أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهِ. +\v 20 ثُمَّ تَذْبَحُهُ وَتَأْخُذُ مِنْ دَمِهِ وَتَضَعُهُ عَلَى شَحْمَاتِ آذَانِ هَرُونَ وَبَنِيهِ الْيُمْنَى، وَكَذِلكَ عَلَى أَبَاهِمِ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلِهِمِ الْيُمْنَى، ثُمَّ تَرُشُّ الدَّمَ عَلَى الْمَذْبَحِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ. +\s5 +\v 21 وَتَأْخُذُ مِنَ الدَّمِ الَّذِي عَلَى الْمَذْبَحِ، وَمِنْ دُهْنِ الْمَسْحَةِ، وَتُقَطِّرُ مِنْهُ عَلَى هَرُونَ وَبَنِيهِ وَعَلَى ثِيَابِهِمْ، فَيَتَقَدَّسُونَ هُمْ وَثِيَابُهُمْ لِلرَّبِّ. +\s5 +\v 22 ثُمَّ تَأْخُذُ شَحْمَ الْكَبْشِ وَإِلْيَتَهُ وَالشَّحْمَ الَّذِي يُغَشِّي أَعْضَاءَهُ الدَّاخِلِيَّةَ، وَالْمَرَارَةَ وَالْكُلْيَتَيْنِ وَمَا عَلَيْهِمَا مِنْ شَحْمٍ، وَالْكَتِفَ الْيُمْنَى لأَنَّهُ كَبْشُ تَكْرِيسٍ. +\p +\v 23 وَتَأْخُذُ رَغِيفَ خُبْزٍ وَاحِداً، وَكَعْكَةً وَاحِدَةً مَعْجُونَةً بِالزَّيْتِ، وَرُقَاقَةً وَاحِدَةً مِنْ سَلَّةِ الْفَطِيرِ الَّتِي قَدَّمْتَهَا أَمَامَ الرَّبِّ. +\s5 +\v 24 وَتَضَعُهَا كُلَّهَا فِي أَيْدِي هَرُونَ وَبَنِيهِ لِيُرَجِّحُوهَا أَمَامَ الرَّبِّ. +\v 25 ثُمَّ تَأْخُذُهَا مِنْ أَيْدِيهِمْ وَتُوْقِدُهَا عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْمُحْرَقَةِ لِتَكُونَ رَائِحَةَ رِضًى أَمَامَ الرَّبِّ. هُوَ قُرْبَانُ مُحْرَقَةٍ لِلرَّبِّ. +\s5 +\p +\v 26 وَتَأْخُذُ مِنَ ثَمَّ صَدْرَ كَبْشِ تَكْرِيسِ هَرُونَ وَتُرَجِّحُهُ أَمَامَ الرَّبِّ فَيَكُونُ قِسْطَكَ مِنَ الذَّبِيحَةِ. +\v 27 وَعَلَيْكَ أَنْ تُقَدِّسَ صَدْرَ ذَبِيحَةِ التَّرْجِيحِ، وَكَتِفَ ذَبِيحَةِ تَكْرِيسِ هَرُونَ وَبَنِيهِ الَّذِي رَجَّحْتَهُ، +\v 28 فَيَكُونَانِ قِسطَ هَرُونَ وَبَنِيهِ. فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً يُقَدِّمُهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ نَصِيبَ الْكَهَنَةِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، مِنْ ذَبَائِحِ سَلامَتِهِمْ تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ. +\s5 +\p +\v 29 وَاحْتَفِظُوا بِثِيَابِ هَرُونَ الْمُقَدَّسَةِ لِتَكْرِيسِ مَنْ يَخْلُفُهُ مِنْ نَسْلِهِ وَمَسْحِهِ. +\p +\v 30 وَعَلَى الابْنِ الَّذِي يَخْلُفُهُ كَرَئِيسِ كَهَنَةٍ، أَنْ يَلْبَسَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ عِنْدَمَا يَدْخُلُ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِيَخْدِمَ فِي الْقُدْسِ. +\s5 +\p +\v 31 وَتَأْخُذُ لَحْمَ كَبْشِ التَّكْرِيسِ وَتَطْبُخُهُ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ. +\v 32 وَعَلَى هَرُونَ وَبَنِيهِ أَنْ يَأْكُلُوا لَحْمَ الْكَبْشِ، وَالْخُبْزَ الَّذِي فِي السَّلَّةِ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\v 33 هُمْ وَحْدَهُمْ يَأْكُلُونَ مِنْهُ لأَنَّهُ قَدْ كُفِّرَ بِهِ عَنْهُمْ عِنْدَ تَكْرِيسِهِمْ وَتَقْدِيسِهِمْ، وَلا يَأْكُلُ مِنْهُ أَحَدٌ آخَرُ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ. +\v 34 أَمَّا إِذَا تَبَقَّى شَيْءٌ مِنْ لَحْمِ التَّكْرِيسِ أَوْ مِنَ الْخُبْزِ حَتَّى الصَّبَاحِ، فَعَلَيْكَ أَنْ تَحْرِقَهُ بِالنَّارِ لَا يُؤْكَلُ مِنْهُ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ. +\s5 +\v 35 هَكَذَا تَصْنَعُ لِهَرُونَ وَبَنِيهِ بِمُوجِبِ كُلِّ مَا أَمَرْتُكَ، إِذْ تُكَرِّسُهُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. +\v 36 وَتُقَدِّمُ خِلالَهَا ثَوْراً فِي كُلِّ يَوْمٍ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ لأَجْلِ الْكَفَّارَةِ. وَتُطَهِّرُ الْمَذْبَحَ بِتَكْفِيرِكِ عَلَيْهِ. وَتَمْسَحُهُ لِتَقْدِيسِهِ. +\v 37 سَبْعَةَ أَيَّامٍ تُقَدِّمُ ذَبِيحَةَ كَفَّارَةٍ عَلَى الْمَذْبَحِ وَتُقَدِّسُهُ، فَيَكُونُ الْمَذْبَحُ قُدْسَ أَقْدَاسٍ. وَكُلُّ مَا يَمَسُّهُ يُصْبِحُ مُقَدَّساً. +\s5 +\p +\v 38 وَإِلَيْكَ مَا تُقَدِّمُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ: حَمَلانِ حَوْلِيَّانِ كُلَّ يَوْمٍ بِصُورَةٍ مُسْتَمِرَّةٍ. +\v 39 تُقَدِّمُ أَحَدَ الْحَمَلَيْنِ فِي الصَّبَاحِ، وَتُقَدِّمُ الثَّانِي فِي الْمَسَاءِ. +\s5 +\v 40 وَتُقَدِّمُ مَعَ كُلٍّ مِنْهُمَا عُشْراً (لِتْرَيْنِ وَنِصْفَ اللِّتْرِ) مِنَ الدَّقِيقِ الْمَعْجُونِ بِرُبْعِ الْهِينِ (لِتْرٍ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ زَيْتِ الزَّيْتُونِ النَّقِيِّ، بَعْدَ أَنْ تَسْكُبَ عَلَيْهِ رُبْعَ الْهِينِ (لِتْراً وَنِصْفَ الْلِّتْرِ) مِنَ الْخَمْرِ. +\s5 +\v 41 وَتُقَرِّبُ الْحَمَلَ الثَّانِي فِي الْمَسَاءِ مَعَ تَقْدِمَةِ دَقِيقٍ وَسَكِيبِ خَمْرٍ، كَمَا فَعَلْتَ فِي الصَّبَاحِ، لِتَكُونَ التَّقْدِمَةُ رَائِحَةَ رِضًى. هِيَ قُرْبَانُ مُحْرَقَةٍ لِلرَّبِّ. +\v 42 فَتَكُونُ مُحْرَقَةً دَائِمَةً أَمَامَ الرَّبِّ مَدَى أَجْيَالِكُمْ. تُقَدَّمُ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكُمْ لأُكَلِّمَكَ هُنَاكَ. +\s5 +\v 43 وَأَجْتَمِعُ هُنَاكَ أَيْضاً بِبَنِي إِسْرَائِيلَ، فَيَتَقَدَّسُ الْمَكَانُ بِمَجْدِي. +\v 44 فَأُقَدِّسُ خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ وَالْمَذْبَحَ، كَمَا أُقَدِّسُ هَرُونَ وَبَنِيهِ أَيْضاً. +\s5 +\v 45 وَأَسْكُنُ بَيْنَ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً، +\v 46 فَيَعْلَمُونَ أَنَّنِي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُهُمُ الَّذِي أَخْرَجَهُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ لأُقِيمَ فِي وَسْطِهِمْ. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُهُمْ. + +\s5 +\c 30 +\s1 مذبح البخور +\p +\v 1 وَتَصْنَعُ مَذْبَحاً مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ لإِحْرَاقِ الْبَخُورِ، +\v 2 يَكُونُ ذَا سَطْحٍ مُرَبَّعٍ، طُولُهُ ذِرَاعٌ (نَحْوَ نِصْفِ الْمِتْرِ) وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ (نَحْوَ نِصْفِ الْمِتْرِ) وَيَكُونُ ارْتِفَاعُهُ ذِرَاعَينِ (نَحْوَ مِتْرٍ)، وَلَهُ قُرُونٌ مَنْحُوتَةٌ فِي ذَاتِ خَشَبِهِ. +\s5 +\v 3 وَتُغَشِّي سَطْحَهُ وَجَوانِبَهُ وَقُرُونَهُ بِذَهَبٍ خَالِصٍ، وَطَوِّقْهُ بِإِطَارٍ مِنَ الذَّهَبِ. +\v 4 وَثَبِّتْ عَلَى كُلٍّ مِنْ جَانِبَيْهِ تَحْتَ الإِطَارِ، حَلْقَتَيْنِ مَصْنُوعَتَيْنِ مِنَ الذَّهَبِ، لِتَضَعَ فِيهِمَا عَصَوَيْنِ يُحْمَلُ الْمَذْبَحُ بِهِمَا. +\s5 +\v 5 أَمَّا الْعَصَوَانِ فَاصْنَعْهُمَا مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ الْمُغَشَّى بِذَهَبٍ. +\v 6 وَتَضَعُ هَذَا الْمَذْبَحَ أَمَامَ الْحِجَابِ الْمُوَاجِهِ لِتَابُوتِ الشَّهَادَةِ (الَّذِي فِيهِ لَوْحَا الْشَّرِيعَةِ) مُقَابِلَ الْغِطَاءِ الَّذِي فَوْقَ التَّابُوتِ حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكَ. +\s5 +\v 7 فَيَحْرِقُ هَرُونُ عَلَيْهِ بَخُوراً عَطِراً فِي كُلِّ صَبَاحٍ، عِنْدَمَا يَدْخُلُ لإِصْلاحِ فَتَائِلِ الْمَنَارَةِ. +\v 8 وَكَذَلِكَ يَحْرِقُهُ أَيْضاً عِنْدَمَا يُضِيءُ هَرُونُ الْمَنَارَةَ فِي الْمَسَاءِ. فَيَظَلُّ الْبَخُورُ مُوْقَداً أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ. +\v 9 لَا تَحْرِقْ عَلَى هَذَا الْمَذْبَحِ بَخُوراً غَرِيباً وَلا مُحْرَقَةً أَوْ تَقْدِمَةً، وَلا تَسْكُبُوا عَلَيْهِ سَكِيباً. +\s5 +\v 10 وَيُقَرِّبُ هَرُونُ كَفَّارَةً عَلَى قُرُونِهِ مَرَّةً فِي السَّنَةِ فَيَرُشُّ مِنْ دَمِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ الْكَفَّارِيَّةِ عَلَيْهِ مَرَّةً فِي السَّنَةِ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ، لأَنَّهُ هُوَ قُدْسُ أَقْدَاسٍ للرَّبِّ. +\s1 تقدمة الفدية +\s5 +\p +\v 11 وَخَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى: +\v 12 «عِنْدَمَا تَقُومُ بِإِحْصَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، يُقَدِّمُ كُلُّ مَنْ تُحْصِيهِ فِدْيَةً عَنْ نَفْسِهِ للرَّبِّ لِئَلّا يُصِيبَهُمْ وَبَأٌ عِنْدَ إحْصَائِهِمْ. +\v 13 فَيُعْطِي كُلُّ مُحْصىٍ نِصْفَ شَاقِلٍ (نَحْوَ سِتَّةِ جِرَامَاتٍ) مِنَ الْفِضَّةِ تَقْدِمَةً للرَّبِّ. +\v 14 كُلُّ مَنْ جَازَ عَلَيْهِ الإِحْصَاءُ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، يُعْطِي تَقْدِمَةً للرَّبِّ. +\s5 +\v 15 فَلا يُعْطِي الْغَنِيُّ أَكْثَرَ مِنْ نِصْفِ شَاقِلٍ (نَحْوِ سِتَّةِ جِرَامَاتٍ) وَلا يَدْفَعُ الْفَقِيرُ أَقَلَّ مِنْهَا لأَنَّهَا تَقْدِمَةُ الرَّبِّ، لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ. +\v 16 وَتَسْتَخْدِمُ فِضَّةَ الْكَفَّارَةِ هَذِهِ الَّتِي تَجْمَعُهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لِنَفَقَاتِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. فَتَكُونُ تَذْكَاراً. لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَمَامَ الرَّبِّ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ». +\s1 حوض الاغتسال +\s5 +\p +\v 17 وَخَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى: +\v 18 «اصْنَعْ حَوْضاً نُحَاسِيًّا لِلاغْتِسَالِ ذَا قَاعِدَةٍ نُحَاسِيَّةٍ، وَأَقِمْهُ بَيْنَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَالْمَذْبَحِ، وَامْلأْهُ بِالْمَاءِ، +\s5 +\v 19 لِيَغْسِلَ هَرُونُ وَبَنُوهُ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ مِنْهُ، +\v 20 لَدَى دُخُولِهِمْ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، أَوْ عِنْدَ اقْتِرَابِهِمْ إِلَى الْمَذْبَحِ لِلْقِيَامِ بِخِدْمَةِ تَقْدِيمِ الْمُحْرَقَاتِ لِئَلّا يَمُوتُوا إِذَا لَمْ يَغْتَسِلُوا. +\v 21 لِيَغْسِلُوا أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ لِئَلّا يَمُوتُوا. فَتَكُونُ هَذِهِ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً لِهَرُونَ وَنَسْلِهِ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ». +\s1 دهن المسحة +\s5 +\p +\v 22 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 23 «خُذْ لَكَ أَطْيَبَ الْعُطُورِ: خَمْسَ مِئَةِ شَاقِلٍ (نَحْوَ سِتَّةَ كِيلو جِرَامَاتٍ) مِنَ الْمُرِّ النَّقِيِّ السَّائِلِ، وَمِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَلاثَةِ كِيلو جِرَامَاتٍ) مِنَ الْقِرْفَةِ، وَمَئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَلاثَةِ كِيلو جِرَامَاتٍ) مِنْ قَصَبِ الذَّرِيرَةِ. +\v 24 وَخَمْسَ مِئَةِ شَاقِلٍ (نَحْوَ سِتَّةِ كِيلُو جِرَامَاتٍ) مِنَ السَّلِيخَةِ وَهِيناً (نَحْوَ سِتَّةِ لِتْرَاتٍ) مِنْ زَيْتِ الزَّيْتُونِ النَّقِيِّ. +\v 25 وَاصْنَعْ مِنْهَا دُهْنَ مَسْحَةٍ مُقَدَّساً طَيِّباً شَذِيًّا صَنْعَةَ عَطَّارٍ مَاهِرٍ، فَيَكُونَ دُهْنَ مَسْحَةٍ مُقَدَّساً. +\s5 +\v 26 تَمْسَحُ بِهِ خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ، وَتَابُوتَ الشَّهَادَةِ، +\v 27 وَالْمَائِدَةَ مَعَ كُلِّ آنِيَتِهَا، وَالْمَنَارَةَ وَآنِيَتَهَا، وَمَذْبَحَ الْبَخُورِ، +\v 28 وَمَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ وَسَائِرَ آنِيَتِهِ، وَالْحَوْضَ وَقَاعِدَتَهُ. +\s5 +\v 29 تُقَدِّسُهَا فَتُصْبِحُ قُدْسَ أَقْدَاسٍ، وَيُصْبِحُ كُلُّ مَا مَسَّهَا مُقَدَّساً. +\v 30 وَتَمْسَحُ هَرُونَ وَبَنِيهِ أَيْضاً وَتُقَدِّسُهُمْ لِيَكُونُوا كَهَنَةً لِي. +\v 31 وَتَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنَّ هَذَا الدُّهْنَ يَكُونُ لِي دُهْناً مُقَدَّساً لِلْمَسْحَةِ عَلَى مَرِّ أَجْيَالِكُمْ +\s5 +\v 32 لَا يُسْكَبُ عَلَى جَسَدِ إِنْسَانٍ، وَلا تَسْتَخْدِمُوا مَقَادِيرَهُ فِي صِنَاعَةِ طِيبٍ مِثْلِهِ، فَهُوَ مُقَدَّسٌ، وَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ مُقَدَّساً عِنْدَكُمْ. +\v 33 كُلُّ مَنْ رَكَّبَ مِثْلَهُ أَوْ دَهَنَ بِهِ غَرِيباً مِنْ غَيْرِ الْكَهَنَةِ يُسْتَأْصَلُ مِنْ بَيْنِ قَوْمِهِ». +\s1 البخور +\s5 +\p +\v 34 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «خُذْ لَكَ أَطْيَاباً، أَجْزَاءَ مُتَسَاوِيَةً مِنَ الْمَيْعَةِ وَالأَظْفَارِ وَالْقِنَّةِ الْعَطِرَةِ وَاللُّبَانِ الزَّكِيِّ، وَاخْلِطْهَا، +\v 35 صَانِعاً مِنْهَا بَخُوراً عَطِراً مُمَلَّحاً نَقِيًّا مُقَدَّساً، كَمَا يَفْعَلُ أَمْهَرُ الْعَطَّارِينَ. +\v 36 وَتَسْحَقُ بَعْضاً مِنْهُ وَتَجْعَلُهُ أَمَامَ التَّابُوتِ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكَ. فَيَكُونُ قُدْسَ أَقْدَاسٍ عِنْدَكُمْ. +\s5 +\v 37 وَلا يَسْتَخْدِمُ أَحَدٌ مَقَادِيرَهُ فِي صِنَاعَةِ بَخُورٍ مِثْلِهِ. يَكُونُ مُقَدَّساً عِنْدَكَ لِلرَّبِّ وَحْدَهُ. +\v 38 كُلُّ مَنْ يُرَكِّبُ مِثْلَهُ لِيَشُمَّهُ يُسْتَأْصَلُ مِنْ بَيْنِ قَوْمِهِ». + +\s5 +\c 31 +\s1 بصلئيل وأهوليآب +\p +\v 1 وَخَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى: +\v 2 «هَا أَنَا قَدْ دَعَوْتُ بَصَلْئِيلَ بْنَ أُوْرِي، حَفِيدَ حُورَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، بِاسْمِهِ، +\s5 +\v 3 وَمَلأْتُهُ مِنْ رُوحِ اللهِ وَوَهَبْتُهُ حِكْمَةً وَمَهَارَةً وَمَقْدِرَةً وَمَعْرِفَةً فِي كُلِّ أَنْوَاعِ الْحِرَفِ، +\v 4 وَلِابْتِكَارِ فُنُونِ التَّصْمِيمَاتِ الْمَصْنُوعَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ، +\v 5 وَصَقْلِ الْجَوَاهِرِ وَتَرْصِيعِهَا، وَنِجَارَةِ الْخَشَبِ، وَلِيَكُونَ مُحْتَرِفاً لِكُلِّ صِنَاعَةٍ. +\s5 +\v 6 كَمَا اخْتَرْتُ أَهُولِيآبَ بْنَ أَخِيسَامَاكَ مِنْ سِبْطِ دَانَ، لِيَكُونَ مُسَاعِداً لَهُ. وَكَذَلِكَ وَهَبْتُ جَمِيعَ الصُّنَّاعِ مَهَارَةً خَاصَّةً لِيَقُومُوا بِكُلِّ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ. +\v 7 فِي صُنْعِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَتَابُوتِ الشَّهَادَةِ وَالْغِطَاءِ الَّذِي عَلَيْهِ وَسَائِرِ آنِيَةِ الْخَيْمَةِ، +\v 8 كَالْمَائِدَةِ وَآنِيَتِهَا، وَالْمَنَارَةِ الذَّهَبِيَّةِ الطَّاهِرَةِ، وَكُلِّ آنِيَتِهَا، وَمَذْبَحِ الْبَخُورِ، +\v 9 وَمَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ وَكُلِّ آنِيَتِهِ، وَحَوْضِ الاغْتِسَالِ وَقَاعِدَتِهِ. +\s5 +\v 10 وَكَذَلِكَ الثِّيَابِ الْمَنْسُوجَةِ، ثِيَابِ هَرُونَ الْكَاهِنِ الْمُقَدَّسَةِ وَثِيَابِ بَنِيهِ الْقَائِمِينَ عَلَى خِدْمَةِ الْكِهَانَةِ، +\v 11 وَدُهْنِ الْمَسْحَةِ وَالْبَخُورِ الْعَطِرِ لِلْقُدْسِ. فَيَعْمَلُونَ هَذِهِ كُلَّهَا بِمُقْتَضَى كُلِّ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ». +\s1 حفظ السبت +\s5 +\p +\v 12 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 13 «قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: احْفَظُوا أَيَّامَ سُبُوتِي لأَنَّهَا عَلامَةُ الْعَهْدِ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، عَلَى مَرِّ الأَجْيَالِ، لِتَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي يُقَدِّسُكُمْ. +\v 14 احْفَظُوا يَوْمَ السَّبْتِ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ يُدَنِّسْهُ حَتْماً يَمُتْ. فَكُلُّ مَنْ يَقُومُ فِيهِ بِعَمَلٍ، تُسْتَأْصَلُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ قَوْمِهَا. +\v 15 فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ تَعْمَلُونَ، أَمَّا يَوْمُ السَّبْتِ فَهُوَ يَوْمُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ يَقُومُ بِعَمَلٍ فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ حَتْماً. +\s5 +\v 16 لِيَحْفَظْ بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّبْتَ وَيَحْتَفِلُوا بِهِ فِي كُلِّ أَجْيَالِهِمْ عَهْداً أَبَدِيًّا. +\v 17 هُوَ بَيْنِي وَبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلامَةُ عَهْدٍ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ فَرَغَ مِنَ الْعَمَلِ وَاسْتَرَاحَ». +\s5 +\v 18 وَعِنْدَمَا فَرَغَ اللهُ مِنْ مُخَاطَبَةِ مُوسَى فِي جَبَلِ سِينَاءَ، أَعْطَاهُ لَوْحَيِ الشَّهَادَةِ، وَهُمَا لَوْحَانِ مِنْ حَجَرٍ مَكْتُوبَانِ بِإِصْبَعِ اللهِ. + +\s5 +\c 32 +\s1 العجل الذهبي +\p +\v 1 وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ أَنَّ مُوسَى قَدْ طَالَتْ إقَامَتُهُ عَلَى الْجَبَلِ، اجْتَمَعُوا حَوْلَ هَرُونَ، وَقَالُوا لَهُ: «هَيَّا، اصْنَعْ لَنَا إِلَهاً يَتَقَدَّمُنَا فِي مَسِيرِنَا، لأَنَّنَا لَا نَدْرِي مَاذَا أَصَابَ هَذَا الرَّجُلَ مُوسَى الَّذِي أَخْرَجَنَا مِنْ دِيَارِ مِصْرَ». +\v 2 فَأَجَابَهُمْ هَرُونُ: «انْزِعُوا أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَبَنِيكُمْ، وَأَعْطُونِي إِيَّاهَا». +\s5 +\v 3 فَنَزَعُوهَا مِنْ آذَانِهِمْ، وَجَاءُوا بِها إِلَيْهِ. +\v 4 فَأَخَذَهَا مِنْهُمْ وَصَهَرَهَا وَصَاغَ عِجْلاً. عِنْدَئِذٍ قَالُوا: «هَذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ». +\s5 +\v 5 وَعِنْدَمَا شَاهَدَ هَرُونُ ذَلِكَ شَيَّدَ مَذْبَحاً أَمَامَ الْعِجْلِ وَأَعْلَنَ: «غَداً هُوَ عِيدٌ لِلرَّبِّ». +\v 6 فَبَكَّرَ الشَّعْبُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَدَّمُوا قَرَابِينَ سَلامٍ. ثُمَّ احْتَفَلُوا فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا، وَمِنْ ثَمَّ قَامُوا لِلَّهْوِ وَالْمُجُونِ. +\s5 +\p +\v 7 فَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: «قُمْ وَانْزِلْ فَإِنَّ الشَّعْبَ الَّذِي قَدْ أَخْرَجْتَهُ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، قَدْ فَسَدَ. +\v 8 إِذِ انْحَرَفُوا سَرِيعاً عَنِ الطَّرِيقِ الَّذِي أَمَرْتُهُمْ بِهِ، فَصَاغُوا لَهُمْ عِجْلاً وَعَبَدُوهُ وَذَبَحُوا لَهُ الذَّبَائِحَ هَاتِفِينَ: هَذَا هُوَ إِلهُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ». +\s5 +\v 9 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «لَقَدْ تَأَمَّلْتُ فِي هَذَا الشَّعْبِ، وَإذَا بِهِ شَعْبٌ عَنِيدٌ مُتَصَلِّبُ الْقَلْبِ. +\v 10 وَالآنَ دَعْنِي وَغَضَبِي الْمُحْتَدِمَ فَأَفْنِيَهُمْ، ثُمَّ أَجْعَلَكَ أَنْتَ شَعْباً عَظِيماً». +\v 11 فَابْتَهَلَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «لِمَاذَا يَحْتَدِمُ غَضَبُكَ عَلَى شَعْبِكَ الَّذِي أَخْرَجْتَهُ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَذِرَاعٍ مُقْتَدِرَةٍ؟ +\s5 +\v 12 لِمَاذَا يَشْمَتُ الْمِصْرِيُّونَ فِينَا قَائِلِينَ: لَقَدِ احْتَالَ عَلَيْهِمْ إِلَهُهُمْ فَأَخْرَجَهُمْ مِنْ هَهُنَا لِيُهْلِكَهُمْ فِي الْجِبَالِ وَيُفْنِيَهُمْ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ. ارْجِعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ وَلا تُوْقِعْ هَذَا الْعِقَابَ بِشَعْبِكَ. +\v 13 اذْكُرْ وُعُودَكَ لِعَبِيدِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ الَّذِينَ أَقْسَمْتَ لَهُمْ بِنَفْسِكَ قَائِلاً: أُكَثِّرُ نَسْلَكُمْ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأَهَبُكُمْ جَمِيعَ هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي وَعَدْتُ بِها فَتَمْلِكُونَهَا إِلَى الأَبَدِ». +\v 14 فَتَرَاءَفَ الرَّبُّ وَلَمْ يُوْقِعْ بِشَعْبِهِ الْعِقَابَ الَّذِي تَوَعَّدَ بِهِ. +\s5 +\p +\v 15 ثُمَّ نَزَلَ مُوسَى وَانْحَدَرَ مِنَ الجَبَلِ حَامِلاً فِي يَدِهِ لَوْحَيِ الشَّهَادَةِ (الْوَصَايَا الْعَشْرِ)، وَقَدْ نُقِشَتْ كِتَابَةٌ عَلَى وَجْهَيْ كُلٍّ مِنْهُمَا، +\v 16 وَكَانَ اللهُ قَدْ صَنَعَ اللَّوْحَيْنِ وَنَقَشَ الْكِتَابَةَ عَلَيْهِمَا. +\s5 +\v 17 وَسَمِعَ يَشُوعُ هُتَافَ الشَّعْبِ فَقَالَ لِمُوسَى: «هَذَا صَوْتُ تَأَهُّبٍ لِقِتَالٍ فِي المُخَيَّمِ». +\v 18 فَأَجَابَهُ مُوسَى: «هَذَا لَيْسَ هُتَافَ نَصْرَةٍ وَلا صُرَاخَ هَزِيمَةٍ، لَكِنْ مَا أَسْمَعُهُ هُوَ صَوْتُ غِنَاءٍ». +\s5 +\v 19 وَمَا إِنِ اقْتَرَبَ مُوسَى مِنَ الْمُخَيَّمِ وَشَاهَدَ الْعِجْلَ وَالرَّقْصَ حَتَّى احْتَدَمَ غَضَبُهُ وَأَلْقَى بِاللَّوْحَيْنِ مِنْ يَدِهِ وَكَسَّرَهُمَا عِنْدَ سَفْحِ الْجَبَلِ. +\v 20 ثُمَّ أَخَذَ العِجْلَ الذَّهَبِيَّ وَأَحْرَقَهُ بِالنَّارِ وَطَحَنَهُ حَتَّى صَارَ نَاعِماً، وَذَرَّاهُ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ وَأَرْغَمَهُمْ عَلَى الشُّرْبِ مِنْهُ. +\s5 +\p +\v 21 وَقَالَ مُوسَى لِهرُونَ: «مَاذَا فَعَلَ بِكَ هَذَا الشَّعْبُ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيْهِ هَذِهِ الْخَطِيئَةَ الْعَظِيمَةَ؟» +\v 22 فَأَجَابَ هَرُونُ: «لا يَحْتَدِمْ غَضَبُ سَيِّدِي. إِنَّكَ تَعْرِفُ شَرَّ هَذَا الشَّعْبِ. +\v 23 لَقَدْ قَالُوا لِي: اصْنَعْ لَنَا إِلَهاً يَتَقَدَّمُنَا فِي مَسِيرِنَا، لأَنَّنَا لَا نَدْرِي مَاذَا أَصَابَ هَذَا الرَّجُلَ مُوسَى الَّذِي أَخْرَجَنَا مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، +\v 24 فَقُلْتُ لَهُمْ مَنْ لَدَيْهِ ذَهَبٌ فَلْيَنْزِعْهُ وَيُعْطِنِي إِيَّاهُ، فَطَرَحْتُهُ فِي النَّارِ فَخَرَجَ هَذَا الْعِجْلُ». +\s5 +\v 25 وَلَمَّا رَأَى مُوسَى أَنَّ الشَّعْبَ غَارِقٌ فِي مُجُونِهِ بَعْدَ أَنْ أَفْلَتَ هَرُونُ زِمَامَهُمْ فَصَارُوا بِذَلِكَ مَثَارَ سُخْرِيَةِ أَعْدَائِهِمْ، +\v 26 وَقَفَ فِي بَابِ الْمُخَيَّمِ وَصَاحَ: «كُلُّ مَنْ يَتْبَعُ الرَّبَّ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ هُنَا». فَاجْتَمَعَ حَوْلَهُ اللّاوِيُّونَ. +\v 27 فَهَتَفَ بِهِمْ: «هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ إِلَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ: لِيَتَقَلَّدْ كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ، وَجُولُوا فِي الْمُخَيَّمِ ذِهَاباً وَإِيَاباً مِنْ مَدْخَلٍ إِلَى مَدْخَلٍ، وَاقْتُلُوا كُلَّ دَاعِرٍ أَخاً كَانَ أَمْ صَاحِباً أَمْ قَرِيباً». +\s5 +\v 28 فَأَطَاعَ اللّاوِيُّونَ أَمْرَ مُوسَى. فَقُتِلَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوَ ثَلاثَةِ آلافِ رَجُلٍ. +\v 29 عِنْدَئِذٍ قَالَ مُوسَى لِلّاوِيِّينَ: «لَقَدْ كَرَّسْتُمُ الْيَوْمَ أَنْفُسَكُمْ لِخِدْمَةِ الرَّبِّ، وَقَدْ كَلَّفَ ذَلِكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ قَتْلَ ابْنِهِ أَوْ أَخِيهِ، وَلِكِنْ لِيُنْعِمْ عَلَيْكُمُ الرَّبُّ فِي هَذَا اليَوْمِ بِبَرَكَةٍ». +\s5 +\p +\v 30 وَفِي الْغَدِ قَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «لَقَدِ ارْتَكَبْتُمْ خَطِيئَةً عَظِيمَةً، وَهَا أَنَا أَعُودُ إِلَى الْجَبَلِ لأَمْثُلَ أَمَامَ الرَّبِّ، لَعَلِّي أَحْظَى لَكُمْ بِغُفْرَانِهِ». +\v 31 وَرَجَعَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ وَتَضَرَّعَ قَائِلاً: «يَا رَبُّ لَقَدِ اقْتَرَفَ هَذَا الشَّعْبُ خَطِيئَةً عَظِيمَةً، وَصَاغُوا لأَنْفُسِهِمْ إِلَهاً مِنْ ذَهَبٍ. +\v 32 وَالآنَ إِنْ شِئْتَ، فَاغْفِرْ لَهُمْ، وَإلَّا فَامْحُنِي مِنْ كِتَابِكَ الَّذِي كَتَبْتَ». +\s5 +\v 33 فَأَجَابَ الرَّبُّ مُوسَى: «الَّذِي أَخْطَأَ إِلَيَّ أَمْحُوهُ مِنْ كِتَابِي +\v 34 وَالآنَ اذْهَبْ، وَقُدِ الشَّعْبَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي ذَكَرْتُهُ لَكَ. وَهَا هُوَ مَلاكِي يَتَقَدَّمُكَ، وَلَكِنْ لابُدَّ مِنْ مُعَاقَبَةِ الشَّعْبِ عَلَى خَطِيئَتِهِمْ فِي يَوْمِ قَضَائِي». +\v 35 وَضَرَبَ الرَّبُّ الشَّعْبَ بالْوَبَأِ عِقَاباً لَهُمْ عَلَى عِبَادَةِ الْعِجْلِ الَّذِي صَنَعَهُ هَرُونُ. + +\s5 +\c 33 +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اتْرُكْ هَذَا الْمَكَانَ أَنْتَ وَالشَّعْبُ الَّذِي أَصْعَدْتَهُ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، وَامْضِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ قَائِلاً: سَأَهَبُهَا لِنَسْلِكَ. +\v 2 وَسَأُرْسِلُ أَمَامَكَ مَلاكاً، وَأَطْرُدُ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. +\v 3 إِنَّهَا أَرْضٌ تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً. أَمَّا أَنَا فَلَنْ أَسِيرَ فِي وَسَطِكُمْ لأَنَّكُمْ شَعْبٌ مُتَصَلِّبُ الْقَلْبِ لِئَلّا أَفْنِيَكُمْ فِي الطَّرِيقِ». +\s5 +\v 4 فَلَمَّا سَمِعَ الْشَّعْبُ هَذَا الْكَلامَ الْقَاسِي، شَرَعُوا فِي النَّوْحِ، وَلَمْ يَتَزَيَّنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ. +\v 5 وَكَانَ الرَّبُّ قَدْ قَالَ لِمُوسَى: «قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْتُمْ شَعْبٌ مُتَصَلِّبُ الْقَلْبِ، لِهَذَا إِنْ بَقِيتُ لَحْظَةً وَاحِدَةً فِي وَسَطِكُمْ أَفْنِيكُمْ. وَلَكِنِ الْآنَ انْزَعُوا زِينَتَكُمْ عَنْكُمْ إِلَى أَنْ أَتَّخِذَ قَرَارِي بِشَأْنِكُمْ». +\v 6 فَخَلَعَ الشَّعْبُ زِينَتَهُمْ عِنْدَ جَبَلِ حُورِيبَ. +\s1 خيمة الاجتماع +\s5 +\p +\v 7 وَأَخَذَ مُوسَى خَيْمَةً وَنَصَبَهَا بَعِيداً خَارِجَ الْمُخَيَّمِ، وَدَعَاهَا خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ. فَكَانَ كُلُّ مُلْتَمِسٍ لِلرَّبِّ يَسْعَى إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ الْقَائِمَةِ خَارِجَ الْمُخَيَّمِ. +\v 8 وَكُلَّمَا مَضَى مُوسَى إِلَى الْخَيْمَةِ، كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الشَّعْبِ يَقِفُ فِي بَابِ خَيْمَتِهِ، وَيُتَابِعُونَهُ بِأَنْظَارِهِمْ إِلَى أَنْ يَدْخُلَهَا. +\v 9 وَمَا إِنْ يَتَوَارَى مُوسَى فِيهَا، حَتَّى يَنْزِلَ عَمُودُ السَّحَابِ وَيَقِفَ عِنْدَ مَدْخَلِهَا، فَيَتَكَلَّمُ الرَّبُّ مَعَ مُوسَى، +\s5 +\v 10 فَيُشَاهِدُ جَمِيعُ الشَّعْبِ عَمُودَ السَّحَابِ وَاقِفاً عِنْدَ بَابِ الْخَيْمَةِ، فَيَسْجُدُونَ لِلرَّبِّ، كُلُّ وَاحِدٍ أَمَامَ بَابِ خَيْمَتِهِ، +\v 11 فَكَانَ الرَّبُّ يُكَلِّمُ مُوسَى وَجْهاً لِوَجْهٍ كَمَا يُكَلِّمُ الإِنْسَانُ صَاحِبَهُ. وَإذَا رَجَعَ مُوسَى إِلَى الْمُخَيَّمِ، كَانَ خَادِمُهُ الشَّابُ يَشُوعُ بْنُ نُونَ يَمْكُثُ دَاخِلَ الْخَيْمَةِ. +\s1 موسى يشهد مجد الرب +\s5 +\p +\v 12 وَقَالَ مُوسَى لِلرَّبَّ: «هَا أَنْتَ قَدْ قُلْتَ لِي: قُدْ هَذَا الشَّعْبَ، وَلَكِنْ لَمْ تُعْلِمْنِي مَنْ سَتُرْسِلُ مَعِي. ثُمَّ قُلْتَ: إِنِّي عَرَفْتُكَ بِاسْمِكَ وَحَظِيتَ بِرِضَايْ. +\v 13 فَالآنَ إِنْ كُنْتُ حَقّاً قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ، فَأَرْشِدْنِي إِلَى طَرِيقِكَ لِكَيْ أَسْلُكَ حَسَبَ قَصْدِكَ، وَأَحْظَى بِمَسَرَّتِكَ، وَاذْكُرْ أَيْضاً أَنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ هِيَ شَعْبُكَ». +\s5 +\v 14 فَأَجَابَهُ: «إِنِّي أُرَافِقُكَ فَأُرِيحُكَ». +\v 15 فَقَالَ مُوسَى: «إِنْ لَمْ تُرَافِقْنَا، فَلا تُصْعِدْنَا مِنْ هُنَا، +\v 16 إِذْ كَيْفَ يُدْرَكُ أَنَّنِي وَشَعْبَكَ قَدْ حَظِينَا بِرِضَاكَ؟ أَلَيْسَ بِمُرَافَقَتِكَ لَنَا، فَنَتَمَيَّزُ أَنَا وَشَعْبُكَ بِذَلِكَ عَنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ السَّاكِنِينَ فِي الأَرْضِ؟» +\s5 +\v 17 فَأَجَابَ الرَّبُّ مُوسَى: «سَأَفْعَلُ عَيْنَ هَذَا الأَمْرِ الَّذِي الْتَمَسْتَهُ. لأَنَّكَ حَظِيتَ بِرِضَايْ وَأَنَا عَرَفْتُكَ بِاسْمِكَ». +\p +\v 18 وَقَالَ مُوسَى: «أَرِنِي مَجْدَكَ». +\s5 +\v 19 فَقَالَ الرَّبُّ: «أُجِيزُ إِحْسَانَاتِي أَمَامَكَ، وَأُذِيعُ اسْمِي (الرَّبَّ) أَمَامَكَ. أُغْدِقُ رَأْفَتِي عَلَى مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي عَلَى مَنْ أُرِيدُ»، +\v 20 وَأَضَافَ: «وَلَكِنَّكَ لَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي يَرَانِي لَا يَعِيشُ». +\s5 +\v 21 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ: «لَدَيَّ مَكَانٌ قَرِيبٌ مِنِّي. فَقِفْ عَلَى الصَّخْرَةِ، +\v 22 وَعِنْدَمَا يَعْبُرُ مَجْدِي، أَضَعُكَ فِي نُقْرَةٍ مِنَ الصَّخْرِ، وَأَحْجُبُكَ بِيَدِي حَتَّى أَعْبُرَ، +\v 23 ثُمَّ أَرْفَعُ يَدِي فَتَنْظُرُ وَرَائِي، أَمَّا وَجْهِي فَيَظَلُّ مَحْجُوباً عَنِ الْعِيَانِ». + +\s5 +\c 34 +\s1 لوحا الشريعة الجديدان +\p +\v 1 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْحَتْ لَكَ لَوْحَينِ مِنْ حَجَرٍ مِثْلَ اللَّوْحَينِ الأَوَّلَيْنِ. فَأَكْتُبَ أَنَا عَليْهِمَا الْكَلِمَاتِ الَّتِي دَوَّنْتُهَا عَلَى اللَّوْحَينِ الأَوَّلَيْنِ اللَّذَيْنِ كَسَرْتَهُمَا. +\v 2 وَتَأَهَّبْ فِي الصَّبَاحِ ثُمَّ اصْعَدْ إِلَى جَبَلِ سِينَاءَ، وَامْثُلْ أَمَامِي هُنَاكَ عَلَى قِمَّةِ الجَبَلِ. +\s5 +\v 3 وَلا يَصْعَدْ مَعَكَ أَحَدٌ، وَلا يُشَاهَدْ عَلَى الجَبَلِ إِنْسَانٌ، وَلا تَرْعَ الْغَنَمُ أَيْضاً وَالْبَقَرُ بِاتِّجَاهِ هَذَا الجَبَلِ». +\v 4 فَنَحَتَ مُوسَى لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ مُمَاثِلَيْنِ لِلأَوَّلَيْنِ، وَبَكَّرَ فِي الصَّبَاحِ وَصَعِدَ إِلَى جَبَلِ سِينَاءَ حَسَبَ أَمْرِ الرَّبِّ. +\s5 +\p +\v 5 فَنَزَلَ بِهَيْئَةِ سَحَابٍ، وَوَقَفَ مَعَهُ هُنَاكَ حَيْثُ أَعْلَنَ لَهُ اسْمَهُ: «الرَّبُّ»، +\v 6 وَعَبَرَ مِنْ أَمَامِ مُوسَى مُنَادِياً: «أَنَا الرَّبُّ. الرَّبُّ إِلَهٌ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ. +\v 7 أَدَّخِرُ الإِحْسَانَ وَأَغْفِرُ الإِثْمَ وَالْمَعْصِيَةَ وَالْخَطِيئَةَ. وَلَكِنِّي لَا أُعْفِي الْمُذْنِبَ مِنَ الْعِقَابِ، بَلْ أَفْتَقِدُ إِثْمَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ وَالأَحْفَادِ حَتَّى الْجِيلِ الرَّابِعِ». +\s5 +\v 8 فَخَرَّ مُوسَى فِي الحَالِ وَسَجَدَ، +\v 9 وَقَالَ: «إِنْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ أَيُّهَا السَّيِّدُ، فَلْيُرَافِقْنَا الرَّبُّ فِي مَسِيرِنَا. وَمَعَ أَنَّ هَذَا الشَّعْبَ عَنِيدٌ. لَكِنِ اصْفَحْ عَنْ إِثْمِنَا وَخَطِيئَتِنَا وَاتَّخِذْنَا شَعْباً خَاصّاً لَكَ». +\s5 +\p +\v 10 فَأَجَابَ الرَّبُّ: «هَا أَنَا أَقْطَعُ مَعَكَ عَهْداً، فَأُجْرِي أَمَامَ جَمِيعِ شَعْبِكَ مُعْجِزَاتٍ لَمْ يُجْرَ مَثِيلُهَا فِي جَمِيعِ أُمَمِ الأَرْضِ كُلِّهَا، فَيَشْهَدُ الشَّعْبُ الَّذِي تُقِيمُ فِي وَسَطِهِ، الْفِعْلَ الْمَهُولَ الَّذِي أَصْنَعُهُ مِنْ أَجْلِكَ. +\p +\v 11 وَلَكِنْ أَطِعْ مَا أَوْصَيْتُكَ الْيَوْمَ بِهِ. هَا أَنَا طَارِدٌ مِنْ أَمَامِكَ الأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. +\s5 +\v 12 إِيَّاكَ أَنْ تَعْقِدَ مُعَاهَدَةً مَعَ سُكَّانِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ مَاضٍ إِلَيْهَا لِئَلّا يَكُونُوا شَرَكاً لَكُمْ. +\v 13 بَلِ اهْدِمُوا مَذَابِحَهُمْ، وَاكْسِرُوا أَصْنَامَهُمْ، وَاقْطَعُوا أَشْجَارَهُمُ الْمُقَدَّسَةَ. +\v 14 إِيَّاكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا إِلَهاً آخَرَ غَيْرِي، لأَنَّ الرَّبَّ اسْمُهُ غَيُورٌ جِدّاً. +\s5 +\v 15 إِيَّاكُمْ أَنْ تَعْقِدُوا مُعَاهَدَةً مَعَ سُكَّانِ الأَرْضِ، لأَنَّهُمْ حِينَ يَعْبُدُونَ آلِهَتَهُمْ مُشْرِكِينَ وَيَذْبَحُونَ لَهُمْ، يَدْعُونَكُمْ فَتَأْكُلُونَ مِنْ ذَبِيحَتِهِمْ. +\v 16 وَتُزَوِّجُونَ بَنِيكُمْ مِنْ بَنَاتِهِمْ، فَيَجْعَلْنَ بَنِيكُمْ يَغْوُونَ أَيْضاً بِعِبَادَةِ آلِهَتِهِنَّ. +\p +\v 17 إِيَّاكَ أَنْ تَصْنَعَ آلِهَةً مَسْبُوكَةً. +\s5 +\v 18 احْتَفِلُوا بِعِيدِ الْفَطِيرِ، فَتَأْكُلُونَ فَطِيراً سَبْعَةَ أَيَّامٍ كَمَا أَمَرْتُكُمْ فِي شَهْرِ أَبِيبَ (أَيْ شَهْرِ نِيسَانَ وَهُوَ الشَّهْرُ الأَوَّلُ مِنَ السَّنَةِ الْعِبْرِيَّةِ)، لأَنَّكُمْ فِي هَذَا الشَّهْرِ خَرَجْتُمْ مِنْ مِصْرَ. +\s5 +\v 19 كُلُّ بِكْرٍ ذَكَرٍ هُوَ لِي، وَكَذَلِكَ كُلُّ بِكْرٍ مِنْ مَاشِيَتِكَ مِنَ الثِّيرَانِ وَالْخِرْفَانِ وَالْمَاعِزِ. +\v 20 أَمَّا بِكْرُ الْحِمَارِ فَتَفْدِيهِ بِحَمَلٍ، وَإلَّا تَدُقُّ عُنُقَهُ. كُلُّ ابْنٍ بِكْرٍ لَكَ تَفْدِيهِ بِحَمَلٍ. لَا تَمْثُلُوا أَمَامِي بِأَيْدٍ فَارِغَةٍ. +\s5 +\v 21 فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ تَعْمَلُ، وَفِي الْيَوْمِ الْسَّابِعِ تَسْتَرِيحُ، حَتَّى لَوْ كَانَ ذَلِكَ فِي مَوَاسِمِ الْفَلاحَةِ وَالْحَصَادِ. +\v 22 احْتَفِلُوا أَيْضاً بِعِيدِ الأَسَابِيعِ فِي أَوَّلِ حَصَادِ الْقَمْحِ. وَبِعِيدِ الْجَمْعِ فِي آخِرِ السَّنَةِ. +\s5 +\v 23 عَلَى جَمِيعِ الذُّكُورِ أَنْ يَمْثُلُوا ثَلاثَ مَرَّاتٍ فِي السَّنَةِ أَمَامَ السَّيِّدِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ. +\v 24 هَا أَنَا أَطْرُدُ الأُمَمَ مِنْ أَمَامِكُمْ، وَأُوَسِّعُ حُدُودَكُمْ، وَلَنْ يَطْمَعَ أَحَدٌ فِي أَرْضِكُمْ حِينَ تَصْعَدُونَ لِلْمُثُولِ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فِي السَّنَةِ. +\s5 +\v 25 لَا تُقَرِّبْ دَمَ ذَبِيحَةٍ مَعَ عَجِينٍ مُخْتَمِرٍ. وَلا تَتْرُكْ شَيْئاً مِنْ ذَبِيحَةِ الْفِصْحِ إِلَى الْيَوْمِ التَّالِي. +\v 26 تُحْضِرُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلَهِكَ بَاكُورَةَ ثِمَارِ أَرْضِكَ. وَلا تَطْبُخْ جَدْياً فِي لَبَنِ أُمِّهِ». +\s5 +\p +\v 27 وَاسْتَطْرَدَ الرَّبُّ: «دَوِّنْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ، لأَنَّنِي قَطَعْتُ مَعَكَ وَمَعَ إِسْرَائِيلَ عَهْداً بُناءً عَلَيْهَا». +\v 28 وَمَكَثَ مُوسَى فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ أَرْبَعِينَ يَوْماً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَمْ يَأْكُلْ فِيهَا خُبْزاً، وَلَمْ يَشْرَبْ مَاءً. فَدَوَّنَ عَلَى اللَّوْحَينِ كَلِمَاتِ العَهْدِ، أَيِ الْوَصَايَا الْعَشْرَ. +\s1 وجه موسى اللامع +\s5 +\p +\v 29 وَعِنْدَمَا انْحَدَرَ مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ حَامِلاً بِيَدَيْهِ لَوْحَيِ الشَّهَادَةِ، لَمْ يَكُنْ يَدْرِي أَنَّ وَجْهَهُ كَانَ يَلْمَعُ لأَنَّهُ كَانَ يَتَحَدَّثُ مَعَ اللهِ. +\v 30 وَحِينَ شَاهَدَ هَرُونُ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ مُوسَى، كَانَ وَجْهُهُ لامِعاً، فَخَافُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا مِنْهُ، +\v 31 فَدَعَاهُمْ مُوسَى فَرَجَعَ إِلَيْهِ هَرُونُ وَرُؤَسَاءُ الشَّعْبِ فَخَاطَبَهُمْ. +\s5 +\v 32 وَمَا لَبِثَ أَنِ اقْتَرَبَ مِنْهُ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَتَلا عَلَيْهِمْ كُلَّ الْوَصَايَا الَّتِي أَمْلاهَا الرَّبُّ فِي جَبَلِ سِينَاءَ. +\v 33 وَعِنْدَمَا أَنْهَى مُوسَى حَدِيثَهُ مَعَهُمْ، وَضَعَ عَلَى وَجْهِهِ بُرْقُعاً، +\s5 +\v 34 كَانَ يَخْلَعُهُ عِنْدَ مُثُولِهِ أَمَامَ الرَّبِّ لِيَتَحَادَثَ مَعَهُ إِلَى أَنْ يَنْصَرِفَ مِنْ لَدُنْهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ لِيُخَاطِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا أَوْصَاهُ. +\v 35 فَإِذَا عَايَنَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمَعَاناً فِي جِلْدِ وَجْهِ مُوسَى، كَانَ يَرُدُّ الْبُرْقُعَ إِلَى حِينِ دُخُولِهِ إِلَى الْخَيْمَةِ لِلتَّحَدُّثِ مَعَ الرَّبِّ فَيَرْفَعُهُ. + +\s5 +\c 35 +\s1 شرائع يوم السبت +\p +\v 1 وَعَقَدَ مُوسَى اجْتِمَاعاً لِكُلِّ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمْ: «هَذِهِ هِيَ الأُمُورُ الَّتِي أَوْصَى الرَّبُّ أَنْ تُطِيعُوهَا: +\v 2 سِتَّةَ أَيَّامٍ تَنْصَرِفُونَ فِيهَا إِلَى أَعْمَالِكُمْ. أَمَّا السَّابِعُ فَيَكُونُ يَوْمَ رَاحَةٍ لَكُمْ مُقَدَّساً لِعِبَادَةِ الرَّبِّ. كُلُّ مَنْ يَقُومُ فِيهِ بِأَيِّ عَمَلٍ يُقْتَلُ. +\v 3 لَا تُوْقِدُوا نَاراً فِي بُيُوتِكُمْ فِي يَوْمِ السَّبْتِ». +\s1 التبرع بمواد بناء المقدس +\s5 +\p +\v 4 ثُمَّ قَالَ مُوسَى لِكُلِّ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ: «هَذَا هُوَ أَمْرُ الرَّبِّ: +\v 5 هَاتُوا مِمَّا لَدَيْكُمْ تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ سَخِيُّ النَّفْسِ فَلْيَتَبَرَّعْ بِتَقْدِمَةٍ لِلرَّبِّ: ذَهَباً وَفِضَّةً وَنُحَاساً، +\v 6 وَأَقْمِشَةً زَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةً وَحَمْرَاءَ، وَمَنْسُوجَاتٍ كَتَّانِيَّةً، وَمِنْ شَعْرِ الْمِعْزَى، +\v 7 وَجُلُودَ كِبَاشٍ، وَجُلُودَ دُلْفِينٍ، وَخَشَبَ السَّنْطِ، +\v 8 وَزَيْتاً لِلإِنَارَةِ، وَأَطْيَاباً لِدُهْنِ الْمَسْحَةِ وَلِلْبَخُورِ الْعَطِرِ، +\v 9 وَحِجَارَةَ جَزْعٍ، وَحِجَارَةً كَرِيمَةً لِتَرْصِيعِ الرِّدَاءِ وَالصُّدْرَةِ. +\s5 +\v 10 وَلْيَتَقَدَّمْ كُلُّ صَانِعٍ مَاهِرٍ بَيْنَكُمْ لِتَنْفِيذِ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ: +\v 11 المَسْكَنَ وَخَيْمَتَهُ وَسُقُوفَهَا وَمَشَابِكَهَا وَأَلْوَاحَهَا وَعَوَارِضَهَا وَأَعْمِدَتَهَا وَقَوَاعِدَ الأَعْمِدَةِ، +\v 12 وَالتَّابُوتَ وَعَصَوَيْهِ، وَغِطَاءَ الْكَفَّارَةِ، وَالسِّتَارَ الَّذِي يَحْجُبُ الْتَّابُوتَ، +\s5 +\v 13 وَالْمَائِدَةَ وَعَصَوَيْهَا، وَجَمِيعَ أَوَانِيهَا، وَخُبْزَ التَّقْدِمَةِ. +\v 14 وَمَنَارَةَ الإِضَاءَةِ وَأَوَانِيهَا وَسُرُجَهَا وَزَيْتَ ضَوْئِهَا، +\v 15 وَمَذْبَحَ الْبَخُورِ وَعَصَوَيْهِ، وَدُهْنَ الْمَسْحَةِ، وَالْبَخُورَ الْعَطِرَ، وَسِتَارَ بَابِ مَدْخَلِ الْمَسْكِنِ، +\v 16 وَمَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ، وَشَبَكَتَهُ النُّحَاسِيَّةَ وَعَصَوَيْهِ وَكُلَّ أَوَانِيهِ، وَحَوْضَ الاغْتِسَالِ وَقَاعِدَتَهُ، +\s5 +\v 17 وَسَتَائِرَ سَاحَةِ الْمَسْكِنِ وَأَعْمِدَتَهَا، وَقَوَاعِدَ الأَعْمِدَةِ، وَسِتَارَ السَّاحَةِ، +\v 18 وَأَوْتَادَ الْخَيْمَةِ وَالسَّاحَةِ وَحِبَالَهُمَا، +\v 19 وَثِيَابَ هَرُونَ الْكَاهِنِ، وَثِيَابَ بَنِيهِ الْمُقَدَّسَةَ، وَالثِّيَابَ الْمَنْسُوجَةَ لِلْخِدْمَةِ فِي الْمَقْدِسِ». +\s5 +\p +\v 20 فَانْصَرَفَ كُلُّ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ مِنْ قُدَّامِ مُوسَى. +\v 21 ثُمَّ أَقْبَلَ كُلُّ مَنْ حَثَّهُ قَلْبُهُ، وَكُلُّ مَنْ سَخَتْ نَفْسُهُ، حَامِلِينَ تَقْدِمَةَ الرَّبِّ، لإِقَامَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَأَوَانِي خِدْمَتِهَا وَلِتَجْهِيزِ الثِّيَابِ الْمُقَدَّسَةِ. +\v 22 وَتَوَافَدَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ مِنْ ذَوِي النُّفُوسِ السَّخِيَّةِ، مُتَبَرِّعِينَ بِأَسَاوِرَ وَأَقْرَاطٍ وَخَوَاتِمَ وَقَلائِدَ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَمْتِعَةِ الذَّهَبِيَّةِ، فَكَانَتْ كُلُّ تَقْدِمَاتِ الْمُتَبَرِّعِينَ مِنَ الذَّهَبِ لِلرَّبِّ. +\s5 +\v 23 وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ وُجِدَ لَدَيْهِ أَقْمِشَةٌ زَرْقَاءُ وَبَنَفْسَجِيَّةٌ وَحَمْرَاءُ، وَمَنْسُوجَاتٌ كَتَّانِيَّةٌ، وَمِنْ شَعْرِ الْمِعْزَى، وَجُلُودُ كِبَاشٍ، وَجُلُودُ دُلْفِينٍ، تَبَرَّعَ بِها. +\v 24 وَمِنْهُمْ أَيْضاً مَنْ تَبَرَّعَ بِتَقْدِمَاتِ فِضَّةٍ وَنُحَاسٍ، جَاءَ بِها لِلرَّبِّ وَكُلُّ مَنْ وُجِدَ لَدَيْهِ خَشَبُ سَنْطٍ صَالِحٌ لِلاسْتِخْدَامِ فِي عَمَلٍ مَا، تَبَرَّعَ بِهِ. +\s5 +\v 25 وَغَزَلَتْ جَمِيعُ النِّسَاءِ الْمَاهِرَاتِ بِأَيْدِيهِنَّ مَنْسُوجَاتٍ مِنْ خُيُوطٍ زَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ، وَمَنْسُوجَاتٍ كَتَّانِيَّةً، +\v 26 كَمَا غَزَلَتِ النِّسَاءُ اللَّوَاتِي حَثَّتْهُنَّ قُلُوبُهُنَّ، مَنْسُوجَاتٍ مِنْ شَعْرِ الْمِعْزَى. +\s5 +\v 27 وَتَبَرَّعَ وُجَهَاءُ الشَّعْبِ بِحِجَارَةِ الْجَزْعِ وَحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ لِتَرْصِيعِ الرِّدَاءِ وَالصُّدْرَةِ، +\v 28 وَبِالأَطْيَابِ وَزَيْتِ الإِنَارَةِ وَلِدُهْنِ الْمَسْحَةِ وَلِلْبَخُورِ الْعَطِرِ. +\v 29 فَتَبَرَّعَ جَمِيعُ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، مِمَّنْ سَخَتْ قُلُوبُهُمْ، مُقَدِّمِينَ شَيْئاً لِلرَّبِّ لِتَنْفِيذِ كُلِّ الْعَمَلِ الَّذِي كَلَّفَ الرَّبُّ مُوسَى بِالإِشْرَافِ عَلَى إِنْجَازِهِ. +\s1 بصلئيل وأهوليآب +\s5 +\p +\v 30 وَقَالَ مُوسَى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «هَا إِنَّ الرَّبَّ قَدْ دَعَا بَصَلْئِيلَ بْنَ أُورِي حَفِيدَ حُورٍ، مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا بِاسْمِهِ، +\v 31 وَمَلأَهُ مِنْ رُوحِ اللهِ وَوَهَبَهُ الْحِكْمَةَ وَالْمَهَارَةَ وَالْمَعْرِفَةَ فِي كُلِّ أَنْوَاعِ الْحِرَفِ، +\v 32 لاِبْتِكَارِ فُنُونِ التَّصْمِيمَاتِ الْمَصْنُوعَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ، +\v 33 وَنَقْشِ الْحِجَارَةِ وَتَرْصِيعِهَا، وَنِجَارَةِ الْخَشَبِ، وَلِيَكُونَ مُحْتَرِفاً لِكُلِّ صِنَاعَةٍ. +\s5 +\v 34 وَقَدْ مَنَحَهُ الرَّبُّ هُوَ وَأَهُولِيآبَ بْنَ أَخِيسَامَاكَ مِنْ دَانٍ، الْقُدْرَةَ عَلَى تَعْلِيمِ الآخَرِينَ. +\v 35 وَجَعَلَهُمَا حَاذِقَيْنِ مُتَفَوِّقَيْنِ فِي صِنَاعَةِ نَقْشِ الْجَوَاهِرِ وَالنِّجَارَةِ وَالْحِيَاكَةِ، وَتَطْرِيزِ الْمَنْسُوجَاتِ الزَّرْقَاءِ وَالْبَنَفْسَجِيَّةِ وَالْحَمْرَاءِ وَالْمَنْسُوجَاتِ الْكَتَّانِيَّةِ، وَسَائِرِ حِرَفِ النَّسِيجِ، وَفِي كُلِّ حِرْفَةِ صَانِعٍ وَمُبْتَكِرِ تَصْمِيمٍ». + +\s5 +\c 36 +\p +\v 1 وَهَكَذَا يَقُومُ بَصَلْئِيلُ وَأَهُولِيَآبُ وَكُلُّ صَانِعٍ حَاذِقٍ وَهَبَهُ الرَّبُّ مَقْدِرَةً فِي تَنْفِيذِ بِنَاءِ خَيْمَةِ الْاِجْتِمَاعِ، بِإِنْجَازِ الْعَمَلِ، بِحَسَبِ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ. +\s5 +\p +\v 2 ثُمَّ اسْتَدْعَى مُوسَى بَصَلْئِيلَ وَأَهُولِيآبَ وَكُلَّ صَانِعٍ مَاهِرٍ وَهَبَهُ الرَّبُّ حَذَاقَةً، وَكُلَّ مَنْ حَثَّهُ قَلْبُهُ عَلَى الْمُسَاهَمَةِ فِي إِنْجَازِ عَمَلٍ مَّا. +\v 3 وَتَسَلَّمُوا مِنْ مُوسَى جَمِيعَ تَقْدِمَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، الَّتِي تَبَرَّعُوا بِها لِبنَاءِ الْمَقْدِسِ. وَظَلَّ الشَّعْبُ يَأْتُونَ كُلَّ صَبَاحٍ بِمَزِيدٍ مِنَ التَّبَرُّعَاتِ. +\v 4 فَأَقْبَلَ الصُّنَّاعُ الْمَهَرَةُ الْقَائِمُونَ بِأَعْمَالِ الْمَقْدِسِ، مِنْ مَهَامِّهِمْ، +\s5 +\v 5 وَقَالُوا لِمُوسَى: «إِنَّ الشَّعْبَ يَأْتِي بِمَا يَفِيضُ عَمَّا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لإِنْجَازِ الْعَمَلِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ». +\v 6 فَأَمَرَ مُوسَى أَنْ يُذِيعُوا فِي الْمُخَيَّمِ بِالامْتِنَاعِ عَنْ تَقْدِيمِ تَبَرُّعَاتٍ. فَكَفَّ الشَّعْبُ عَنْ ذَلِكَ. +\v 7 لأَنَّ مَا لَدَيْهِمْ، كَانَ كَافِياً لِتَنْفِيذِ الْعَمَلِ كُلِّهِ، وَأَكْثَرَ. +\s1 المسكن +\s5 +\p +\v 8 أَمَّا الصُّنَّاعُ الْحَاذِقُونَ بَيْنَ الْحِرَفِيِّينَ فَقَدْ صَنَعُوا سَقْفَ الْمَسْكَنِ مِنْ عَشْرِ قِطَعٍ مِنْ كَتَّانٍ مَبْرُومٍ، ذَاتِ أَلْوَانٍ زَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ، طَرَّزَ عَلَيْهَا حَائِكٌ مَاهِرٌ رَسْمَ الْكَرُوبِيمِ. +\v 9 وَكَانَ طُولُ كُلِّ قِطْعِةٍ ثَمانِي وَعِشْرِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ مِتْراً) وَعَرْضُهُ أَرْبَعَ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ). فَكَانَتْ جَمِيعُهَا ذَاتَ قِيَاسٍ وَاحِدٍ. +\v 10 وَوَصَلُوا خَمْسَ قِطَعٍ مِنْهَا بَعْضَهَا بِبَعْضٍ، وَكَذَلِكَ وُصِلَتِ الْقِطَعُ الْخَمْسُ الأُخْرَى +\s5 +\v 11 وَصَنَعُوا عُرىً مِنْ قُمَاشٍ عَلَى حَاشِيَةِ الطَّرَفِ الْوَاحِدِ مِنَ الْقِطَعِ الْمَوْصُولَةِ الأُولَى، وَكَذَلِكَ فَعَلُوا أَيْضاً فِي حَاشِيَةِ الطَّرَفِ الأَخِيرِ مِنَ الْقِطَعِ الأُخْرَى الْمَوْصُولَةِ +\v 12 فَكَانَ فِي الطَّرَفِ الأَخِيرِ مِنَ الْمَجْمُوعَةِ الأُولَى خَمْسُونَ عُرْوَةً، وَخَمْسُونَ عُرْوَةً فِي طَرَفِ الْمَجْمُوعَةِ الثَّانِيَةِ، الْوَاحِدَةُ مُقَابِلَ الأُخْرَى. +\v 13 وَصَنَعُوا خَمْسِينَ مِشْبَكاً مِنْ ذَهَبٍ وُصِلَتْ بِها عُرَى الْمَجْمُوعَتَيْنِ، فَأَصْبَحَتَا سَقْفاً وَاحِداً لِلْمَسْكِنِ. +\s5 +\p +\v 14 وَحَاكُوا أَيْضاً سَقْفاً ثَانِياً لِلْمَسْكَنِ مِنْ إِحْدَى عَشْرَةَ قِطْعَةً، مَصْنُوعةً مِنْ نَسِيجِ شَعْرِ الْمِعْزَى. +\v 15 طُولُ الْقِطْعَةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاثُونَ ذِرَاعاً (نَحْوَ خَمْسَةَ عَشَرَ مِتْراً) وَعَرْضُهَا أَرْبَعُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ). فَكَانَتْ جَمِيعُهَا ذَاتَ مِقْيَاسٍ وَاحِدٍ. +\v 16 وَوَصَلُوا خَمْسَ قِطَعٍ مَعاً لِتَكُونَ قِطْعَةً وَاحِدَةً، وَكَذَلِكَ فَعَلُوا بِالْقِطَعِ السِّتِّ الأُخْرَى +\v 17 وَصَنَعُوا خَمْسِينَ عُرْوَةً عَلَى حَاشِيَةِ طَرَفٍ وَاحِدٍ لِلْمَجْمُوعَةِ الأُولَى، وَثَبَّتُوا خَمْسِينَ عُرْوَةً أُخْرَى عَلَى حَاشِيَةِ طَرَفٍ وَاحِدٍ مِنَ الْمَجْمُوعَةِ الثَّانِيَةِ. +\s5 +\v 18 وَصَنَعُوا خَمْسِينَ مِشْبَكاً مِنْ نُحَاسٍ لِتَصِلَ عُرَى الْمَجْمُوعَتَيْنِ مَعاً لِتُصْبِحَا سَقْفاً ثَانِياً لِلْمَسْكَنِ. +\v 19 وَعَمِلُوا غِطَاءً لِلْخَيْمَةِ مِنْ جُلُودِ كِبَاشٍ مَدْبُوغَةٍ بِاللَّوْنِ الأَحْمَرِ، وَنَصَبُوا فَوْقَهُ سَقْفاً آخَرَ مِنْ جُلُودٍ بَنَفْسَجِيَّةٍ. +\s5 +\p +\v 20 وَصَنَعُوا جُدْرَانَ الْمَسْكَنِ مِنْ أَلْوَاحٍ قَائِمَةٍ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ. +\v 21 طُولُ اللَّوْحِ مِنْهَا عَشْرُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ خَمْسَةِ أَمْتَارٍ) وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً). +\v 22 وَلِكُلِّ لَوْحٍ رِجْلانِ مُتَقَابِلَتَانِ، إِحْدَاهُمَا بِإِزَاءِ الأُخْرَى. هَكَذَا بَنَوْا جَمِيعَ أَلْوَاحِ الْمَسْكَنِ. +\v 23 وَجَعَلُوا الْجَانِبَ الْجَنُوبِيَّ لِلْمَسْكَنِ مُكَوَّناً مِنْ عِشْرِينَ لَوْحاً. +\s5 +\v 24 وَصَنَعُوا أَرْبَعِينَ قَاعِدَةً مِنْ فِضَّةٍ تَحْتَ الْعِشْرِينَ لَوْحاً. فَكَانَ لِكُلِّ لَوْحٍ مُنْفَرِدٍ قَاعِدَتَانِ لِرِجْلَيْهِ. +\v 25 أَمَّا جَانِبُ الْمَسْكَنِ الثَّانِي الشِّمَالِيُّ، فَكَانَ لَهُ أَيْضاً عِشْرُونَ لَوْحاً، +\v 26 وَأَرْبَعُونَ قَاعِدَةً مِنْ فِضَّةٍ، فَكَانَ لِكُلِّ لَوْحٍ مُنْفَرِدٍ قَاعِدَتَانِ لِرِجْلَيْهِ. +\s5 +\v 27 وَبَنَوْا جِدَارَ مُؤَخَّرِ الْمَسْكَنِ الْغَرْبِيَّ مِنْ سِتَّةِ أَلْوَاحٍ. +\v 28 وَصَنَعُوا لَوْحَيْنِ لِزَاوِيَتَيِ الْمَسْكَنِ فِي الْمُؤَخَّرِ. +\s5 +\v 29 فَكَانَ كُلٌّ مِنْهُمَا مُزْدَوِجاً مِنْ أَسْفَلِهِ إِلَى أَعْلاهُ، حَيْثُ تُثَبَّتُ فِي رَأْسِ كُلِّ مُزْدَوِجٍ حَلَقَةٌ وَاحِدَةٌ. هَكَذَا يَكُونُ كُلٌّ مِنْهُمَا لِلزَّاوِيَتَيْنِ. +\v 30 فَكَانَتْ فِي مَجْمُوعِهَا ثَمَانِيَةَ أَلْوَاحٍ وَسِتَّ عَشْرَةَ قَاعِدَةً مِنْ فِضَّةِ، قَاعِدَتَيْنِ لِكُلِّ لَوْحٍ مُنْفَرِدٍ. +\s5 +\p +\v 31 وَصَنَعُوا عَوَارِضَ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، خَمْساً لأَلْوَاحِ جَانِبِ الْمَسْكَنِ الْجَنُوبِيِّ، +\v 32 وَخَمْساً لأَلْوَاحِ جَانِبِ الْمَسْكَنِ الشِّمَالِيِّ، وَخَمْسَ عَوَارِضَ لأَلْوَاحِ مُؤَخَّرِ الْمَسْكَنِ الْغَرْبِيِّ، +\v 33 وَجَعَلُوا الْعَارِضَةَ الْوُسْطَى تَنْفُذُ فِي وَسَطِ الأَلْوَاحِ مِنْ طَرَفٍ إِلَى طَرَفٍ +\v 34 وَغَشَّوْا الأَلْوَاحَ بِرَقَائِقَ مِنْ ذَهَبٍ. وَصَنَعُوا لَهَا حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ لِتَكُونَ بُيُوتاً لِلْعَوَارِضِ. وَكَذَلِكَ غَشَّوْا الْعَوَارِضَ بِالذَّهَبِ. +\s5 +\p +\v 35 وَصَنَعُوا الْحِجَابَ مِنْ كَتَّانٍ مَبْرُومٍ ذِي أَلْوَانٍ زَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ، بَعْدَ أَنْ حَاكَ عَلَيْهِ حَائِكٌ مَاهِرٌ رَسْمَ الْكَرُوبِيمِ. +\v 36 وَصَنَعُوا لَهُ أَرْبَعَةَ أَعْمِدَةٍ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ مُغَشَّاةً بِذَهَبٍ، لَهَا أَرْبَعَةُ خَطَاطِيفَ مِنْ ذَهَبٍ، وَقَائِمَةً عَلَى أَرْبَعِ قَوَاعِدَ مِنْ فِضَّةٍ. +\s5 +\p +\v 37 وَنَسَجُوا سِتَاراً لِمَدْخَلِ الْمَسْكَنِ ذَا أَلْوَانٍ زَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ، وَخُيُوطِ كَتَّانٍ مَبْرُومٍ مِنْ تَطْرِيزِ حَائِكٍ مَاهِرٍ. +\v 38 لَهُ خَمْسَةُ أَعْمِدَةٍ، ذَاتِ خَطَاطِيفَ وَغَشَّوْا رُؤُوسَهَا وَقُضْبَانَهَا بِذَهَبٍ وَسَبَكُوا لَهَا خَمْسَ قَوَاعِدَ مِنْ نُحَاسٍ. + +\s5 +\c 37 +\s1 التابوت +\p +\v 1 ثُمَّ صَنَعَ بَصَلْئِيلُ التَّابُوتَ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، طُولُهُ ذِرَاعَانِ وَنِصْفٌ (نحْوَ مِتْرٍ وَرُبْعِ الْمِتْرِ) وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً) وَارْتِفَاعُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً). +\v 2 وَغَشَّى جُدْرَانَهُ الدَّاخِلِيَّةَ وَالْخَارِجِيَّةَ بِذَهَبٍ خَالِصٍ، وَجَعَلَ لَهُ إِطَاراً مِنْ ذَهَبٍ. +\v 3 وَسَبَكَ لَهُ أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ، ثَبَّتَهَا عَلَى قَوَائِمِهِ الأَرْبَعِ، حَلْقَتَيْنِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. +\s5 +\v 4 وَصَنَعَ عَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ غَشَّاهُمَا بِالذَّهَبِ. +\v 5 وَأَدْخَلَهُمَا فِي الْحَلَقَاتِ الْمُثَبَّتَةِ عَلَى جَانِبَيِ التَّابُوتِ لِيُحْمَلَ بِهِمَا. +\p +\v 6 وَصَنَعَ بَصَلْئِيلُ غِطَاءً مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ، طُولُهُ ذِرَاعَانِ وَنِصْفٌ (نَحْوَ مِتْرٍ وَرُبْعِ الْمِتْرِ) وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً) +\s5 +\v 7 وَخَرَطَ كَرُوبَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ أَقَامَهُمَا عَلَى طَرَفَيِ الْغِطَاءِ. +\v 8 فَصَنَعَ كَرُوباً وَاحِداً عَلَى كُلِّ طَرَفٍ مِنَ الْغِطَاءِ، مَخْرُوطَيْنِ مِنَ الْغِطَاءِ نَفْسِهِ، وَقَائِمَيْنِ عَلَى طَرَفَيْهِ. +\v 9 وَكَانَ الْكَرُوبَانِ مُتَوَاجِهَيْنِ بَاسِطَيْنِ أَجْنِحَتَهُمَا إِلَى فَوْقُ، يُظَلِّلانِ بِهِمَا الْغِطَاءَ، وَيَتَّجِهَانِ بِوَجْهَيْهِمَا نَحْوَهُ. +\s1 المائدة +\s5 +\p +\v 10 وَصَنَعَ مَائِدَةً مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ طُولُهَا ذِرَاعَانِ (نَحْوَ مِتْرٍ) وَعَرْضُهَا ذِرَاعٌ (نَحْوَ نِصْفِ الْمِتْرِ) وَارْتِفَاعُهَا ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً). +\v 11 وَغَشَّاهَا بِالذَّهَبِ الْخَالِصِ. وَصَنَعَ لَهَا إِطَاراً عَالِياً مِنَ الذَّهَبِ. +\v 12 وَأَحَاطَهَا بِحَافَةٍ عَرْضُهَا شِبْرٌ. وَصَنَعَ لِمُحِيطِ الْحَافَةِ إطَاراً مِنْ ذَهَبٍ. +\v 13 وَسَبَكَ لَهَا أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ، ثَبَّتَهَا عَلَى زَوَايَا قَوَائِمِهَا الأَرْبَعِ. +\s5 +\v 14 فَكَانَتِ الْحَلَقَاتُ الْمُثَبَّتَةُ عَلَى الْحَافَةِ أَمَاكِنَ لِعَصَوَيْنِ، تُحْمَلُ بِهِمَا الْمَائِدَةُ. +\v 15 وَصَنَعَ الْعَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، وَغَشَّاهُمَا بِالذَّهَبِ لِتُحْمَلَ بِهِمَا الْمَائِدَةُ. +\v 16 أَمَّا صِحَافُ الْمَائِدَةِ وَصُحُونُهَا وَكُؤُوسُهَا وَأَبَارِيقُهَا الَّتِي يُسْكَبُ بِها، فَصَاغَهَا مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ. +\s1 المنارة +\s5 +\p +\v 17 وَخَرَطَ الْمَنَارَةَ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ، فَكَانَتْ قَاعِدَتُهَا وَسَاقُهَا وَكَاسَاتُهَا وَبَرَاعِمُهَا وَأَزْهَارُهَا كُلُّهَا مَخْرُوطَةً مَعاً مِنْ قِطْعَةٍ وَاحِدَةٍ، +\v 18 وَلَهَا سِتُّ شُعَبٍ. يَتَفَرَّعُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ مِنْهَا ثَلاثُ شُعَبِ مَنَارَةٍ. +\v 19 وَفِي كُلِّ شُعْبَةٍ ثَلاثُ كَاسَاتٍ لَوْزِيَّةٍ بِبُرْعُمٍ وَزَهْرٍ. وَهَكَذَا إِلَى السِّتَّةِ الأَفْرُعِ الْمُتَشَعِّبَةِ مِنَ الْمَنَارَةِ. +\s5 +\v 20 وَعَلَى الْمَنَارَةِ أَرْبَعُ كَاسَاتٍ لَوْزِيَّةٍ بِبَرَاعِمِهَا وَأَزْهَارِهَا. +\v 21 وَجَعَلَ تَحْتَ كُلِّ فَرْعَيْنِ مِنَ الأَفْرُعِ الْمُتَشَعِّبَةِ مِنَ الْمَنَارَةِ بُرْعُماً، وَهَكَذَا فَعَلَ لِلسِّتَّةِ الأَفْرُعِ. +\v 22 فَكَانَتْ بَرَاعِمُهَا وَأَفْرُعُهَا الْمَصْنُوعَةُ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ، مَخْرُوطَةً كُلُّهَا مِنْ قِطْعَةٍ وَاحِدَةٍ. +\s5 +\v 23 وَصَنَعَ لَهَا سَبْعَةَ سُرُجٍ مَعَ مَلاقِطِهَا وَمَنَافِضِهَا مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ. +\v 24 فَكَانَ وَزْنُ الذَّهَبِ الْخَالِصِ الْمُصَاغِ فِي صُنْعِهَا وَصُنْعِ أَوَانِيهَا وَزْنَةً (نَحْوَ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ كِيْلُو جِرَاماً). +\s1 مذبح البخور +\s5 +\p +\v 25 وَصَنَعَ مَذْبَحَ الْبَخُورِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، فَكَانَ سَطْحُهُ مُرَبَّعاً، طُولُهُ ذِرَاعٌ (نَحْوَ نِصْفِ الْمِتْرِ)، وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ (نَحْوَ نِصْفِ الْمِتْرِ) وَارْتِفَاعُهُ ذِرَاعَانِ (نَحْوَ مِتْرٍ). وَكَانَتْ قُرُونُهُ مَخْرُوطَةٌ مِنْهُ. +\v 26 وَغَشَّى سَطْحَهُ وَجُدْرَانَهُ وَقُرُونَهُ بِذَهَبٍ خَالِصٍ. وَطَوَّقَهُ بِإِطَارٍ مِنْ ذَهَبٍ. +\s5 +\v 27 وَصَنَعَ لَهُ أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ، ثَبَّتَ كُلَّ اثْنَتَيْنِ مِنْهَا تَحْتَ الإِطَارِ عَلَى جَانِبَيْهِ، لِتُوْضَعَ فِيهَا الْعَصَوَانِ اللَّتَانِ يُحْمَلُ بِهِمَا الْمَذْبَحُ. +\v 28 وَصَنَعَ الْعَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ الْمُغَشَّى بِالذَّهَبِ +\v 29 وَصَنَعَ دُهْنَ الْمَسْحَةِ الْمُقَدَّسَ وَالْبَخُورَ الْعَطِرَ النَّقِيَّ كَمَا يَصْنَعُهَا عَطَّارٌ حَاذِقٌ. + +\s5 +\c 38 +\s1 مذبح المحرقات +\p +\v 1 وَصَنَعَ مَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، فَكَانَ سَطْحُهُ مُرَبَّعَ الشَّكْلِ، طُولُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ وَنِصْفِ الْمِتْرِ)، وَعَرْضُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ وَنِصْفِ الْمِتْرِ)، وَارْتِفَاعُهُ ثَلاثَةُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرٍ وَنِصْفِ الْمِتْرِ). +\v 2 وَصَنَعَ لَهُ قُرُوناً، أَقَامَهَا عَلَى زَوَايَاهُ الأَرْبَعِ، مَخْرُوطَةً مِنْ ذَاتِ خَشَبِهِ. وَغَشَّاهُ بِنُحَاسٍ. +\v 3 وَكَذَلِكَ طَرَقَ مِنْ نُحَاسٍ جَمِيعَ آنِيَةِ الْمَذْبَحِ: الْقُدُورَ وَالْمَجَارِفَ وَالأَحْوَاضَ وَالْمَنَاشِلَ وَالْمَجَامِرَ. +\s5 +\v 4 وَصَنَعَ لِلْمَذْبَحِ شَبَكَةً نُحَاسِيَّةً، وَضَعَهَا تَحْتَ حَافَةِ الْمَذْبَحِ مِنْ أَسْفَلُ، بِحَيْثُ تَصِلُ إِلَى مُنْتَصَفِهِ. +\v 5 وَسَكَبَ أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ نُحَاسِيَّةً عَلَى أَطْرَافِ الشَّبَكَةِ النُّحَاسِيَّةِ لإِدْخَالِ الْعَصَوَيْنِ فِيهَا. +\s5 +\v 6 وَصَنَعَ الْعَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ المُغَشَّى بِالنُّحَاسِ. +\v 7 وَأَدْخَلَ الْعَصَوَيْنِ فِي الْحَلَقَاتِ الْمُثَبَّتَةِ عَلَى جَانِبَيِ الْمَذْبَحِ، لِيُحْمَلَ بِهِمَا. وَكَانَ الْمَذْبَحُ مُجَوَّفاً مَصْنُوعاً مِنْ أَلْوَاحٍ. +\s1 حوض الاغتسال +\s5 +\p +\v 8 وَصَنَعَ حَوْضَ الاغْتِسَالِ وَقَاعِدَتَهُ مِنْ نُحَاسٍ. صَهَرَهَا مِنَ الْمَرَايَا النُّحَاسِيَّةِ الَّتِي تَبَرَّعَتْ بِها النِّسَاءُ اللَّوَاتِي احْتَشَدْنَ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\s1 ساحة المسكن +\s5 +\p +\v 9 وَأَحَاطَ بَصَلْئِيلُ سَاحَةَ الْمَسْكَنِ مِنْ جِهَةِ الْجَنُوبِ بِسَتَائِرَ مِنْ كَتَّانٍ مَبْرُومٍ، طُولُهَا مِئَةُ ذِرَاعٍ (نَحْوَ خَمْسِينَ مِتْراً). +\v 10 لَهَا عِشْرُونَ عَمُوداً، ذَاتُ عِشْرِينَ قَاعِدَةً نُحَاسِيَّةً بِخَطَاطِيفَ وَقُضْبَانٍ مِنْ فِضَّةٍ. +\s5 +\v 11 وَكَذَلِكَ جَعَلَ طُولَ سَتَائِرِ الْجَانِبِ الشِّمَالِيِّ مِئَةَ ذِرَاعٍ (نَحْوَ خَمْسِينَ مِتْراً) وَأَعْمِدَتَهُ عِشْرِينَ عَمُوداً ذَاتَ عِشْرِينَ قَاعِدَةً نُحَاسِيَّةً، بِخَطَاطِيفَ وَقُضْبَانٍ مِنْ فِضَّةٍ. +\v 12 أَمَّا الْجَانِبُ الْغَرْبِيُّ فَقَدْ كَانَ طُولُ سَتَائِرِهِ خَمْسِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ مِتْراً) مُعَلَّقَةً بَخَطَاطِيفَ وَقُضْبَانٍ مِنْ فِضَّةٍ، عَلَى أَعْمِدَةٍ ذَاتِ عَشْرِ قَوَاعِدَ. +\s5 +\v 13 وَكَذَلِكَ الْجَانِبُ الشَّرْقِيُّ فَقَدْ كَانَ طُولُهُ خَمْسِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ مِتْراً). +\v 14 فَكَانَ طُولُ السَّتَائِرِ عَلَى الْجَانِبِ الْجَنُوبِيِّ لِمَدْخَلِ السَّاحَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ ذِرَاعاً (نَحْوَ سَبْعةِ أَمْتَارٍ وَنِصْفِ الْمِتْرِ)، مُعَلَّقَةً عَلَى ثَلاثَةِ أَعْمِدَةٍ ذَاتِ ثَلاثِ قَوَاعِدَ. +\v 15 أَمَّا طُولُ السَّتَائِرِ عَلَى الْجَانِبِ الآخَرِ (أَيِ الشِّمَالِيِّ) لِمَدْخَلِ السَّاحَةِ فَكَانَ خَمْسَ عَشْرَةَ ذِرَاعاً (نَحْوَ سَبْعَةِ أَمْتَارٍ وَنِصْفِ الْمِتْرِ)، مُعَلَّقَةً عَلَى ثَلاثَةِ أَعْمِدَةٍ ذَاتِ ثَلاثِ قَوَاعِدَ. +\v 16 وَكَانَتْ جَمِيعُ السَّتَائِرِ الْمُحِيطَةِ بِالسَّاحَةِ مَنْسُوجَةً مِنْ كَتَّانٍ نَقِيٍّ مَبْرُومٍ. +\s5 +\v 17 وَصَنَعَ قَوَاعِدَ الأَعْمِدَةِ مِنْ نُحَاسٍ. أَمَّا الْمَشَابِكُ وَالْقُضْبَانُ فَكَانَتْ مِنْ فِضَّةٍ، وَتِيجَانُ الأَعْمِدَةِ مُغَطَّاةً بِالْفِضَّةِ. وَجَمِيعُ أَعْمِدَةِ السَّاحَةِ مَوْصُولَةٌ بِقُضْبَانٍ مِنْ فِضَّةٍ. +\v 18 وَكَانَ عَرْضُ سِتَارِ مَدْخَلِ سَاحَةِ الْمَسْكَنِ عِشْرِينَ ذِرَاعاً (نَحْوَ عَشَرَةِ أَمْتَارٍ) وَارْتِفَاعُهُ خَمْسَ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ وَنِصْفِ الْمِتْرِ)، كَارْتِفَاعِ السَّاحَةِ، وَهُوَ مَصْنُوعٌ مِنْ كَتَّانٍ ذِي أَلْوَانٍ زَرْقَاءَ وَبَنَفَسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ مِنْ صِنَاعَةِ حَائِكٍ مَاهِرٍ. +\v 19 وَعَلَّقَهُ بِخَطَاطِيفَ فضِّيَّةٍ عَلَى أَرْبَعَةِ أَعْمِدَةٍ فِضِّيَّةٍ فَوْقَ أَرْبَعِ قَوَاعِدَ نُحَاسِيَّةٍ. وَكَانَتْ تِيجَانُ الأَعْمِدَةِ وَقُضْبَانُهَا مِنْ فِضَّةٍ. +\v 20 أَمَّا جَمِيعُ أَوْتَادِ الْخَيْمَةِ والسَّاحَةِ الْمُحِيطَةِ بِها، فَقَدْ كَانَتْ مِنْ نُحَاسٍ. +\s1 المواد المستخدمة +\s5 +\p +\v 21 وَمَا يَلِي الْمَقَادِيرُ الْمُسْتَخْدَمَةُ فِي بِنَاءِ مَسْكَنِ الشَّهَادَةِ، الَّتِي تَمَّ حِسَابُهَا بِمُقْتَضَى أَمْرِ مُوسَى، بِإِشْرَافِ اللّاوِيِّينَ عَلَى يَدِ إِيثَامَارَ بْنِ هَرُونَ الْكَاهِنِ. +\v 22 وَكَانَ بَصَلْئِيلُ بْنُ أُورِي حَفِيدُ حُورٍ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، هُوَ الَّذِي صَنَعَ كُلَّ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ مُوسَى. +\v 23 يُعَاوِنُهُ أَهُولِيآبُ بْنُ أَخِيسَامَاكَ مِنْ سِبْطِ دَانٍ، الَّذِي بَرَعَ فِي النَّقْشِ وَالتَّوْشِيَةِ وَالتَّطْرِيزِ بِالأَلْوَانِ الزَّرْقَاءِ وَالْبَنَفْسَجِيَّةِ وَالْحَمْرَاءِ وَخُيُوطِ الكَتَّانِ الْبَيْضَاءِ. +\s5 +\p +\v 24 كَانَ وَزْنُ الذَّهَبِ الْمُسْتَخْدَمِ فِي جَمِيعِ عَمَلِ الْمَسْكَنِ مِنَ التَّبَرُّعَاتِ تِسْعاً وَعِشْرِينَ وَزْنَةً وَسَبْعَ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَثَلاثَةٍ وَخَمْسِينَ كِيلُو جِرَاماً) طِبْقاً لِمَوازِينِ الْمَقْدِسِ. +\v 25 أَمَّا وَزْنُ الْفِضَّةِ الْمُجْبَاةِ مِنَ الْمَعْدُودِينَ مِنَ الشَّعْبِ، فَكَانَ مِئَةَ وَزْنَةٍ وَأَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ وَخَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَلاثَةِ آلافٍ وَسِتِّ مِئَةٍ وَوَاحِدٍ وَعِشْرِينَ كِيلُو جِرَاماً) طِبْقاً لِمَوازِينِ الْمَقْدِسِ. +\v 26 إِذْ كَانَ يُفْرَضُ عَلَى كُلِّ شَخْصٍ مِنَ الْمَعْدُودِينَ بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً وَمَا فَوْقُ، نِصْفُ شَاقِلٍ (نَحْوَ سِتَّةِ جِرَامَاتٍ) طِبْقاً لِمَوَازِينِ الْمَقْدِسِ. وَكَانَ عَدَدُ الْمَعْدُودِينَ نَحْوَ سِتِّ مِئَةٍ وَثَلاثَةِ آلافِ رَجُلٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ رَجُلاً +\s5 +\v 27 وَكَانَ وَزْنُ الفِضَّةِ الْمُسْتَهْلَكَةِ فِي صَبِّ قَوَاعِدِ الْمَسْكَنِ وَالسَّتَائِرِ الْمِئَةِ مِئَةَ وَزْنَةٍ (نَحْوَ ثَلاثَةِ آلافٍ وَسِتِّ مِئَةِ كِيلُو جِرَامٍ)، أَيْ وَزْنَةً وَاحِدَةً (نَحْوَ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ كِيلُو جِرَاماً) لِكُلِّ قَاعِدَةٍ. +\v 28 أَمَّا مَا فَضَلَ مِنَ الفِضَّةِ البَالِغَةِ أَلْفاً وَسَبْع مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ شاقِلاً (نَحْوَ وَاحِدٍ وَعِشْرِينَ كِيلُو جِرَاماً) فَقَدِ اسْتُخْدِمَتْ فِي صُنْعِ خَطَاطِيفِ الأَعْمِدَةِ وَالْقُضْبَانِ وَتَغْشِيَةِ تِيجَانِ الأَعْمِدَةِ. +\v 29 وَكَانَ وَزْنُ النُّحَاسِ الَّذِي تَبَرَّعَ بِهِ الشَّعْبُ سَبْعِينَ وَزْنَةً وَأَلْفَيْنِ وَأَرْبَعَ مِئَةِ شَاقِلٍ (نَحْوَ أَلْفَيْنِ وَخَمْسِ مِئَةِ وَتِسْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ كيلُو جِرَاماً). +\s5 +\v 30 وَمِنْهُ صَبَّ قَواعِدَ بَابِ خَيْمَةِ الْاجْتِمَاعِ وَمَذْبَحَ النُّحَاسِ وَشَبَكَتَهُ النُّحَاسِيَّةَ وَجَمِيعَ أَوَانِيهِ. +\v 31 وَقَوَاعِدَ السَّاحَةِ الْمُحِيطَةِ بِالْخَيْمَةِ، وَقَوَاعِدَ مَدْخَلِهَا وَجَمِيعَ أَوْتَادِ الْمَسْكَنِ وَالدَّارِ الْمُحِيطَةِ بِهِ. + +\s5 +\c 39 +\s1 الثياب الكهنوتية +\p +\v 1 وَحَاكُوا مِنَ الْخُيُوطِ الزَّرْقَاءِ وَالْبَنَفْسَجِيَّةِ وَالْحَمْرَاءِ ثِيَاباً مَنْسُوجَةً لاِرْتِدَائِهَا فِي أَثْنَاءِ خِدْمَةِ الْمَقْدِسِ، وَكَذَلِكَ نَسَجُوا مِنْهَا ثِيَابَ هَرُونَ الْمُقَدَّسَةَ تَمَاماً كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. +\s1 الأفود +\s5 +\p +\v 2 فَنَسَجُوا الرِّدَاءَ مِنْ خُيُوطٍ ذَهَبِيَّةٍ وَزَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ وَنَسِيجِ الْكَتَّانِ الْمَبْرُومِ. +\v 3 وَطَرَقُوا الذَّهَبَ رَقَائِقَ، وَقَدُّوهَا خُيُوطاً لِيَنْسِجُوهَا بَيْنَ الْخُيُوطِ الزَّرْقَاءِ وَالْبَنَفْسَجِيَّةِ وَالْحَمْرَاءِ وَالْكَتَّانِيَّةِ صَنْعَةَ مُطَرِّزٍ حَاذِقٍ. +\s5 +\v 4 وَصَنَعُوا لِلرِّدَاءِ كَتِفَيْنِ مَوْصُولَيْنِ عِنْدَ الطَّرَفَيْنِ لِيُمْكِنَ تَثْبِيتُهُ. +\v 5 أَمَّا الْحِزَامُ فَقَدْ حِيكَ مِنْ ذَاتِ نَوْعِ الْقُمَاشِ، مِنْ خُيُوطٍ ذَهَبِيَّةٍ وَزَرْقَاءَ وَحَمْرَاءَ وَكَتَّانٍ مَبْرُومٍ تَمَاماً كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. +\s5 +\v 6 وَأَحَاطُوا حَجَرَيِ الْجَزْعِ بِطَوْقَينِ مِنْ ذَهَبٍ نُقِشَتْ عَلَيْهِمَا أَسْمَاءُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ كَمَا يُنْقَشُ عَلَى الْخَاتَمِ. +\v 7 وَتَمَّ تَثْبِيتُهَا عَلَى كَتِفَيِ الرِّدَاءِ، كَحَجَرَيْ تَذْكِرَةٍ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. +\s1 الصدرة +\s5 +\p +\v 8 وَحَاكُوا الصُّدْرَةَ حِيَاكَةَ مُطَرِّزٍ حَاذِقٍ مِنْ ذَاتِ نَسِيجِ الرِّدَاءِ مِنْ خُيُوطٍ ذَهَبِيَّةٍ وَزَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ وَكَتَّانٍ مَبْرُومٍ. +\v 9 وَكَانَتِ الصُّدْرَةُ مُرَبَّعَةً، طُولُهَا شِبْرٌ وَعَرْضُهَا شِبْرٌ، وَمَثْنِيَّةً، +\s5 +\v 10 مُرَصَّعَةً بِأَرْبَعَةِ صُفُوفِ حِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ، الصَّفُّ الأَوَّلُ عَقِيقٌ أَحْمَرُ وَيَاقُوتٌ أَصْفَرُ وَزُمُرُّدٌ. +\v 11 وَالصَّفُّ الثَّانِي بَهْرَمَانُ وَيَاقُوتٌ أَزْرَقُ وَعَقِيقٌ أَبْيَضُ. +\v 12 وَالصَّفُّ الثَّالِثُ عَيْنُ الهِرِّ وَيَشْمٌ وَجَمَشْتُ +\v 13 وَالصَّفُّ الرَّابِعُ زَبَرْجَدٌ وَجَزْعٌ وَيَشْبٌ. وَكَانَتْ كُلُّهَا مُحَاطَةً بِأَطْوَاقٍ مِنْ ذَهَبٍ فِي تَرْصِيعِهَا. +\s5 +\v 14 وَنُقِشَ عَلَى كُلِّ حَجَرٍ مِنَ الأَحْجَارِ الْكَرِيمَةِ اسْمُ وَاحِدٍ مِنْ أَسْمَاءِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ كَمَا يُنْقَشُ عَلَى الْخَاتَمِ، +\v 15 وَصَنَعُوا عَلَى الصُّدْرَةِ سِلْسِلَتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ مَضْفُورَتَيْنِ كَحَبْلٍ. +\v 16 وَصَاغُوا طَوْقَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ وَحَلْقَتَيْنِ ذَهَبِيَّتَيْنِ، وَثَبَّتُوا الْحَلْقَتَيْنِ عَلَى طَرَفَيِ الصُّدْرَةِ. +\s5 +\v 17 وَأَدْخَلُوا سِلْسِلَتَيِ الذَّهَبِ فِي الْحَلْقَتَيْنِ عَلَى طَرَفَيِ الصُّدْرَةِ. +\v 18 وَأَمَّا طَرَفَا السِّلْسِلَتَيْنِ فَرَبَطُوهُمَا بِالطَّوْقَيْنِ، وَثَبَّتُوهُمَا عَلَى كَتِفَيِ الرِّدَاءِ مِنَ الأَمَامِ. +\s5 +\v 19 كَذَلِكَ صَاغُوا حَلْقَتَيْنِ ذَهَبِيَّتَيْنِ وَثَبَّتُوهُمَا عَلَى حَاشِيَةِ طَرَفَيِ الصُّدْرَةِ الدَّاخِلِيَّةِ الْمُلاصِقَةِ لِلرِّدَاءِ. +\v 20 كَمَا صَاغُوا حَلْقَتَيْنِ ذَهَبِيَّتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ، وَوَضَعُوهُمَا عَلَى أَسْفَلِ كَتِفَيِ الرِّدَاءِ مِنَ الأَمَامِ، عِنْدَ مَكَانِ الْوَصْلِ فَوْقَ حِزَامِ الرِّدَاءِ. +\s5 +\v 21 وَرَبَطُوا حَلْقَتَيِ الصُّدْرَةِ إِلَى حَلْقَتَيِ الرِّدَاءِ بِخَيْطٍ أَزْرَقَ لِتَثْبُتَ فَوْقَ حِزَامِ الرِّدَاءِ وَهَكَذَا لَا تُنْتَزَعُ الصُّدْرَةُ عَنِ الرِّدَاءِ، تَمَاماً كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. +\s1 ثياب كهنوتية أخرى +\s5 +\p +\v 22 وَصَنَعُوا جُبَّةَ الرِّدَاءِ مِنْ قُمَاشٍ أَزْرَقَ صِنَاعَةَ حَائِكٍ حَاذِقٍ، +\v 23 فَكَانَ لَهَا فَتْحَةٌ فِي وَسَطِهَا عَلَى غِرَارِ فَتْحَةِ الْقَمِيصِ، ذَاتُ حَاشِيَةٍ مُحِيطَةٍ لِئَلّا تَتَمَزَّقَ +\v 24 وَجَعَلُوا عَلَى اسْتِدَارَةِ أَذْيَالِهَا رُمَّانَاتٍ مِنْ خُيُوطٍ كَتَّانِيَّةٍ مَبْرُومَةٍ زَرْقَاءَ وَبَنَفْسَجِيَّةٍ وَحَمْرَاءَ. +\s5 +\v 25 وَعَلَّقُوا بَيْنَهَا أَجْرَاساً مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ. +\v 26 فَكَانَ بَيْنَ كُلِّ رُمَّانَتَيْنِ جَرَسٌ مُعَلَّقٌ عَلَى اسْتِدَارَةِ هُدْبِ الْجُبَّةِ الَّتِي تُرْتَدَى فِي أَثْنَاءِ الْخِدْمَةِ، تَمَاماً كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. +\s5 +\p +\v 27 وَنَسَجُوا أَقْمِصَةَ هَرُونَ وَبَنِيهِ مِنْ كَتَّانٍ. +\v 28 وَكَذَلِكَ الْعِمَامَةَ وَعَصَائِبَ الْقَلانِسِ وَالسَّرَاوِيلِ، نَسَجُوهَا كُلَّهَا مِنْ خُيُوطِ الْكَتَّانِ الْمَبْرُومَةِ. +\v 29 أَمَّا الْحِزَامُ فَقَدْ حَاكُوهُ مِنْ خُيُوطِ الْكَتَّانِ الْمَبْرُومَةِ ذَاتِ الأَلْوَانِ الزَّرْقَاءِ وَالْبَنَفْسَجِيَّةِ وَالْحَمْرَاءِ، تَطْرِيزَ حَائِكٍ حَاذِقٍ، تَمَاماً كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. +\s5 +\p +\v 30 وَصَنَعُوا صَفِيحَةَ الإِكْلِيلِ الْمُقَدَّسِ مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ، وَنَقَشُوا عَلَيْهَا كَمَا يُنْقَشُ عَلَى الْخَاتَمِ: «قُدْسٌ لِلرَّبِّ». +\v 31 وَثَبَّتُوهَا بِخَيْطٍ أَزْرَقَ فِي مُقَدِّمَةِ عِمَامَةِ هَرُونَ تَمَاماً كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. +\s1 موسى يفحص المسكن +\s5 +\p +\v 32 وَهَكَذَا اكْتَمَلَ كُلُّ بِنَاءِ مَسْكَنِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. فَأَقَامَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِمُوجِبِ مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ مُوسَى. +\v 33 فَجَاءُوا بِالْمَسْكَنِ إِلَى مُوسَى، الْخَيْمَةِ وَجَمِيعِ أَوَانِيهَا وَمَشَابِكِهَا وَأَلْوَاحِهَا وَعَوَارِضِهَا وَأَعْمِدَتِهَا وَقَوَاعِدِهَا +\v 34 وَالسَّقْفِ الْمَصْنُوعِ مِنْ جُلُودِ الْكِبَاشِ الْمَصْبُوغَةِ بِاللَّوْنِ الْبَنَفْسِجَيِّ، وَكَذَلِكَ السَّقْفِ الْمَصْنُوعِ مِنْ جُلُودِ الدُّلْفِينِ، وَالْحِجَابِ الْفَاصِلِ بَيْنَ الْقُدْسِ وَقُدْسِ الأَقْدَاسِ، +\v 35 وَتَابُوتِ الشَّهَادَةِ وَعَصَوَيْهِ وَالْغِطَاءِ، +\s5 +\v 36 وَالْمَائِدَةِ مَعَ كُلِّ أَوَانِيهَا وَخُبْزِ التَّقْدِمَةِ، +\v 37 وَالْمَنَارَةِ الذَّهَبِيَّةِ وَسُرُجِهَا الْمُنَضَّدَةِ مَعَ سَائِرِ أَوَانِيهَا، وَزَيْتِ إِضَاءَتِهَا، +\v 38 وَمَذْبَحِ الذَّهَبِ وَدُهْنِ الْمَسْحَةِ، وَالْبَخُورِ الْعَطِرِ، وَسَتَائِرِ مَدْخَلِ الْخَيْمَةِ، +\v 39 وَمَذْبَحِ النُّحَاسِ وَشَبَكَتِهِ النُّحَاسِيَّةِ، وَعَصَوَيْهِ، وَجَمِيعِ أَوَانِيهِ، وَحَوْضِ الاغْتِسَالِ وَقَاعِدَتِهِ، +\s5 +\v 40 وَأَسْتَارِ السَّاحَةِ وَأَعْمِدَتِهَا وَقَوَاعِدِهَا، وَسِتَارَةِ بَابِ السَّاحَةِ وَحِبَالِهَا وَأَوْتَادِهَا، وَسَائِرِ أَوَانِي الْخِدْمَةِ الْمُسْتَعْمَلَةِ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، +\v 41 وَالثِّيَابِ الْمَنْسُوجَةِ الَّتِي تُرْتَدَى فِي أَثْنَاءِ الْخِدْمَةِ فِي الْمَقْدِسِ وَثِيَابِ هَرُونَ الْكَاهِنِ الْمُقَدَّسَةِ، وَثِيَابِ بَنِيهِ الْكَهَنَةِ. +\s5 +\v 42 وَهَكَذَا قَامَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِجَمِيعِ الْعَمَلِ بِمُقْتَضَى مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ مُوسَى، +\v 43 فَنَظَرَ مُوسَى جَمِيعَ الْعَمَلِ وَإذَا هُمْ قَدْ صَنَعُوهُ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ، فَبَارَكَهُمْ مُوسَى. + +\s5 +\c 40 +\s1 إقامة المسكن +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «تُقِيمُ مَسْكَنَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ (مِنَ السَّنَةِ الْعِبْرِيَّةِ). +\s5 +\v 3 وَتَضَعُ فِيهِ تَابُوتَ الشَّهَادَةِ الَّذِي فِيهِ الْوَصَايَا الْعَشَرُ، وَتَسْتُرُهُ بِالْحِجَابِ. +\v 4 ثُمَّ تُدْخِلُ الْمَائِدَةَ وَتُرَتِّبُ أَوَانِيهَا عَلَيْهَا، وَأَيْضاً الْمَنَارَةَ وَتُضِيءُ سُرُجَهَا. +\s5 +\v 5 وَتَضَعُ مَذْبَحَ الْبَخُورِ الذَّهَبِيَّ أَمَامَ تَابُوتِ الشَّهَادَةِ الْقَائِمِ وَرَاءَ الْحِجَابِ، وَتُعَلِّقُ سَتَائِرَ بَابِ الْمَسْكَنِ. +\v 6 وَتَجْعَلُ مَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ النُّحَاسِيَّ أَمَامَ بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\v 7 ثُمَّ تَضَعُ حَوْضَ الاغْتِسَالِ بَيْنَ الْمَسْكَنِ وَالْمَذْبَحِ، وَامْلأْهُ بِالْمَاءِ. +\s5 +\v 8 وَتَنْصِبُ سَتَائِرَ السَّاحَةِ الْمُحِيطَةِ بِالْمَسْكَنِ، وَتُعَلِّقُ سِتَارَ مَدْخَلِهَا. +\p +\v 9 وَتَأْخُذُ دُهْنَ الْمَسْحَةِ وَتَمْسَحُ بِهِ الْخَيْمَةَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، وَتُقَدِّسُ جَمِيعَ أَوَانِيهَا لِتَكُونَ مُخَصَّصَةً لِي. +\v 10 وَتَمْسَحُ أَيْضاً مَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ وَجَمِيعَ أَوَانِيهِ وَتُقَدِّسُهُ لِيَكُونَ قُدْسَ أَقْدَاسٍ. +\v 11 وَكَذَلِكَ تَمْسَحُ حَوْضَ الاغْتِسَالِ وَقَاعِدَتَهُ وَتُقَدِّسُهُ. +\s5 +\v 12 وَتُحْضِرُ هَرُونَ وَبَنِيهِ إِلَى مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَتَغْسِلُهُمْ بِمَاءٍ. +\v 13 وَتُلْبِسُ هَرُونَ ثِيَابَهُ الْمُقَدَّسَةَ، وَتَمْسَحُهُ وَتُكَرِّسُهُ كَاهِناً لِخِدْمَتِي. +\s5 +\v 14 ثُمَّ تُحْضِرُ بَنِيهِ وَتُلْبِسُهُمْ أَقْمِصَتَهُمْ أَيْضاً. +\v 15 وَتَمْسَحُهُمْ كَمَا مَسَحْتَ أَبَاهُمْ، فَيَكُونُونَ كَهَنَةً لِي. فَتَكُونُ هَذِهِ الْمَسْحَةُ مَسْحَةَ كَهَنُوتٍ لَهُمْ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ». +\p +\v 16 فَفَعَلَ مُوسَى كُلَّ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ. +\s5 +\v 17 فَأَقَامَ الْمَسْكَنَ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ (لِلسَّنَةِ الْعِبْرِيَّةِ). +\v 18 وَصَبَّ قَوَاعِدَهُ وَوَضَعَ أَلْوَاحَهُ وَعَوَارِضَهُ، وَنَصَبَ أَعْمِدَتَهُ. +\v 19 وَبَسَطَ السَّقْفَ فَوْقَ الْمَسْكَنِ وَوَضَعَ غِطَاءَهُ عَلَيْهِ، كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. +\v 20 ثُمَّ أَخَذَ لَوْحَيِ الْوَصَايَا الْعَشْرِ وَوَضَعَهَا فِي التَّابُوتِ، وَوَضَعَ الْعَصَوَيْنِ عَلَى التَّابُوتِ مِنْ فَوْقُ. +\s5 +\v 21 وَحَمَلَ التَّابُوتَ إِلَى قُدْسِ الأَقْدَاسِ، وَسَتَرَ تَابُوتَ الشَّهَادَةِ بِالْحِجَابِ، كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. +\v 22 وَأَقَامَ الْمَائِدَةَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ فِي الْجَانِبِ الشِّمَالِيِّ مِنَ الْمَسْكَنِ خَارِجَ الْحِجَابِ (أَيْ فِي الْقُدْسِ). +\v 23 وَرَتَّبَ مُوسَى خُبْزَ التَّقْدِمَةِ عَلَى الْمَائِدَةِ أَمَامَ الرَّبِّ، كَمَا أَمَرَهُ. +\s5 +\v 24 ثُمَّ وَضَعَ الْمَنَارَةَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، فِي الْجَانِبِ الْجَنُوبِيِّ مِنَ الْمَسْكَنِ مُقَابِلَ الْمَائِدَةِ. +\v 25 وَأَضَاءَ سُرُجَهَا أَمَامَ الرَّبِّ كَمَا أَمَرَهُ. +\s5 +\v 26 وَوَضَعَ مَذْبَحَ الذَّهَبِ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ أَمَامَ الْحِجَابِ. +\v 27 وَأَحْرَقَ عَلَيْهِ بَخُوراً عَطِراً، كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. +\s5 +\v 28 وَوَضَعَ سِتَارَةً عَلَى مَدْخَلِ الْخَيْمَةِ. +\v 29 وَوَضَعَ مَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ عِنْدَ بَابِ مَسَكَنِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. وَأَصْعَدَ عَلَيْهِ الْمُحْرَقَةَ وَالتَّقْدِمَةَ، كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. +\v 30 وَوَضَعَ حَوْضَ الاغْتِسَالِ بَيْنَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَمَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ. وَمَلأَهُ بِالْمَاءِ لِلاغْتِسَالِ. +\s5 +\v 31 لِيَغْسِلَ مُوسَى وَهَرُونُ وَبَنُوهُ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ بِمَائِهِ. +\v 32 فَيَغْتَسِلُونَ كُلَّمَا دَخَلُوا إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ أَوِ اقْتَرَبُوا إِلَى الْمَذْبَحِ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. +\v 33 ثُمَّ نَصَبَ مُوسَى جَوَانِبَ السَّاحَةِ الْمُحِيطَةِ بِالْمَسْكَنِ، وَعَلَّقَ سِتَارَ مَدْخَلِهَا. وَهَكَذَا أَكْمَلَ مُوسَى الْعَمَلَ. +\s1 مجد الرب +\s5 +\p +\v 34 وَمَا لَبِثَتِ السَّحَابَةُ أَنْ غَطَّتْ خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ وَمَلأَ جَلالُ الرَّبِّ الْمَسْكَنَ، +\v 35 فَلَمْ يَسْتَطِعْ مُوسَى دُخُولَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، لأَنَّ السَّحَابَةَ حَلَّتْ عَلَيْهَا، وَمَجْدَ الرَّبِّ مَلأَ الْمَسْكَنَ. +\s5 +\v 36 وَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لَا يَرْتَحِلُونَ فِي جَمِيعِ أَسْفَارِهِمْ، إِلا إذَا ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنِ الْمَسْكَنِ. +\v 37 وَإِنْ لَمْ تَرْتَفِعْ، يَمْكُثُونَ حَيْثُ هُمْ حَتَّى يَوْمِ ارْتِفَاعِهَا. +\v 38 وَكَانَتِ السَّحَابَةُ تُغَطِّي الْمَسْكَنَ نَهَاراً، وَتَتَوَهَّجُ مِنْهَا نَارٌ لَيْلاً، عَلَى مَرْأَى كُلِّ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ فِي جَمِيعِ رِحْلاتِهِمْ. diff --git a/03-LEV.usfm b/03-LEV.usfm index 0e6c19f..bea9443 100755 --- a/03-LEV.usfm +++ b/03-LEV.usfm @@ -1,1082 +1,1482 @@ -\id LEV - New Arabic Version (Ketab El Hayat)‎ +\id LEV - New Arabic Version (Ketab El Hayat)‎ \ide UTF-8 -\rem Copyright © ‎1988, 1997, 2012 by Biblica, Inc‎.®‎ -\h اللاويين -\toc1 كِتَابُ اللّاوِيِّينَ -\toc2 اللاويين -\toc3 لا -\mt1 كِتَابُ اللّاوِيِّينَ -\imt مقدمة -\ip عمد موسى في كتاب اللاويين، بوحي من الروح القدس، إلى وضع الشرائع والسُّنن التي تعين الكهنة واللاويين على تنظيم الحياة الدينية والاجتماعية لبني إسرائيل، ولاسيما ما يتعلق بفرائض العبادة وتقديم الذبائح. وقد تناول في صفحات هذا الكتاب موضوع الذبائح الرئيسية وأساليب تقريبها؛ كما عرض إلى الاحتفالات المهمة والأعياد وبحثها بشكل مفصل. وخصص أيضاً أقساماً من هذا الكتاب لمعالجة وظيفة الكهنوت والأنظمة والممارسات المتعلقة بالشؤون الاحتفالية والرسمية. -\ip أما موضوع الكتاب الأساس فيتلخص في خطة الله التي اعتمدها للتكفير عن الخطايا بسفك دم الذبائح وتقديمها قرباناً. ولم يكن هذا النظام التكفيري بكليته إلا رمزاً لعملية الفداء العظمى التي تحققت بصلب المسيح وسفك دمه للتكفير، مرة وإلى الأبد، عن خطيئة الجنس البشري؛ كما نبر هذا الكتاب على ضرورة هيمنة النظام في العبادة وممارستها على نمط معين أعلنه الله آنئذ ليكون منسجماً مع طبيعة الظروف التي أحاطت بشعب إسرائيل. -\ie -\c 1 -\s1 المحرقة -\p -\v 1 وَاسْتَدْعَى الرَّبُّ مُوسَى، وَخَاطَبَهُ مِنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ قَائِلاً: -\p -\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا قَدَّمَ أَحَدُكُمْ ذَبِيحَةً مِنَ الْبَهَائِمِ لِلرَّبِّ، فَلْيَكُنْ ذَلِكَ الْقُرْبَانُ مِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ. -\v 3 إِنْ كَانَتْ تَقْدِمَتُهُ مُحْرَقَةً مِنَ الْبَقَرِ، فَلْيُقَرِّبْ ثَوْراً سَلِيماً، يُحْضِرُهُ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَيُقَدِّمُهُ أَمَامَ الرَّبِّ طَلَباً لِرِضَاهُ عَنْهُ. -\v 4 فَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْمُحْرَقَةِ، فَيَرْضَى الرَّبُّ بِمَوْتِ الثَّوْرِ بَدِيلاً عَنْ صَاحِبِهِ، لِلتَّكْفِيرِ عَنْ خَطَايَاهُ. -\v 5 ثُمَّ يَذْبَحُ الْمُقَرِّبُ الْعِجْلَ أَمَامَ الرَّبِّ. وَيُقَدِّمُ بَنُو هَرُونَ، الْكَهَنَةُ، الدَّمَ وَيَرُشُّونَهُ عَلَى جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ الْقَائِمِ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 6 وَعَلَى الْمُقَرِّبِ أَيْضاً أَنْ يَسْلُخَ الْمُحْرَقَةَ وَيُقَطِّعَهَا إِلَى أَجْزَاءَ. -\v 7 وَيُوْقِدُ أَبْنَاءُ هَرُونَ نَاراً عَلَى الْمَذْبَحِ وَيُرَتِّبُونَ عَلَيْهَا حَطَباً -\v 8 ثُمَّ يُرَتِّبُونَ فَوْقَ حَطَبِ نَارِ الْمَذْبَحِ أَجْزَاءَ الثَّوْرِ وَرَأْسَهُ وَشَحْمَهُ. -\v 9 أَمَّا أَعْضَاؤُهُ الدَّاخِلِيَّةُ وَأَكَارِعُهُ فَيَغْسِلُهَا الْمُقَرِّبُ بِمَاءٍ، ثُمَّ يُحْرِقُهَا الْكَاهِنُ جَمِيعاً عَلَى الْمَذْبَحِ، فَتَكُونُ مُحْرَقَةً، وَقُودَ رِضًى تَسُرُّ الرَّبَّ. -\p -\v 10 وَإِنْ كَانَتْ مُحْرَقَتُهُ مِنَ الْمَاشِيَةِ: الضَّأْنِ أَوِ الْمَعَزِ، فَلْتَكُنْ ذَكَراً سَلِيماً. -\v 11 وَعَلَى الْمُقَرِّبِ أَنْ يَذْبَحَهُ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، عِنْدَ الْجَانِبِ الشَّمَالِيِّ لِلْمَذْبَحِ، ثُمَّ يَقُومُ أَبْنَاءُ هَرُونَ الْكَهَنَةُ بِرَشِّ دَمِهِ عَلَى جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ. -\v 12 وَيُقَطِّعُهُ الْمُقَرِّبُ إِلَى أَجْزَاءَ مَعَ رَأْسِهِ وَشَحْمِهِ، فَيُرَتِّبُهَا الْكَاهِنُ فَوْقَ حَطَبِ نَارِ الْمَذْبَحِ، -\v 13 وَأَمَّا الأَعْضَاءُ الدَّاخِلِيَّةُ وَالأَكَارِعُ فَيَغْسِلُهَا بِمَاءٍ، ثُمَّ يُحْرِقُهَا الْكَاهِنُ جَمِيعَهَا فَتَكُونُ مُحْرَقَةً وَوَقُودَ رِضًى تَسُرُّ الرَّبَّ. -\p -\v 14 وَإِنْ كَانَتْ تَقْدِمَتُهُ لِلرَّبِّ مُحْرَقَةً مِنَ الطَّيْرِ، فَلْتَكُنْ مِنَ الْيَمَامِ أَوْ مِنْ أَفْرَاخِ الْحَمَامِ. -\v 15 فَيُقَدِّمُ الْكَاهِنُ الْقُرْبَانَ إِلَى الْمَذْبَحِ وَيَحُزُّ رَأْسَهُ وَيُصَفِّي دَمَهُ عَلَى حَائِطِ الْمَذْبَحِ بَعْدَ إِيْقَادِ النَّارِ عَلَى الْمَذْبَحِ، -\v 16 وَيَنْزِعُ حَوْصَلَتَهُ بِكُلِّ مَا بِها وَيَطْرَحُهُمَا إِلَى جَانِبِ الْمَذْبَحِ الشَّرْقِيِّ، حَيْثُ يُجْمَعُ الرَّمَادُ. -\v 17 وَيَشُقُّ الْكَاهِنُ الطَّائِرَ مِنْ بَيْنِ جَنَاحَيْهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَفْصِلَهُ إِلَى قِطْعَتَيْنِ، وَيُحْرِقُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ حَطَبِ النَّارِ، فَيَكُونُ مُحْرَقَةً وَوَقُودَ رِضًى تَسُرُّ الرَّبَّ. -\c 2 -\s1 تقدمة الدقيق -\p -\v 1 وَإذَا قَدَّمَ أَحَدٌ لِلرَّبِّ تَقْدِمَةً مِنْ حِنْطَةٍ، فَلْتَكُنْ مِنْ دَقِيقٍ يَسْكُبُ عَلَيْهَا زَيْتاً وَيَضَعُ عَلَيْهَا لُبَاناً، -\v 2 ثُمَّ يُحْضِرُهَا إِلَى أَبْنَاءِ هَرُونَ الْكَهَنَةِ، فَيَمْلأُ الْكَاهِنُ قَبْضَتَهُ مِنْ دَقِيقِ التَّقْدِمَةِ وَزَيْتِهَا مَعَ كُلِّ لُبَانِهَا وَيُوْقِدُهَا الْكَاهِنُ تَذْكَاراً عَلَى الْمَذْبَحِ، فَتَكُونُ وَقُودَ مُحْرَقَةِ رِضًى تَسُرُّ الرَّبَّ. -\v 3 أَمَّا بَقِيَّةُ التَّقْدِمَةِ فَتَكُونُ مِنْ نَصِيبِ هَرُونَ وَأَبْنَائِهِ، فَهِيَ تَقْدِمَةُ مُحْرَقَةٍ مُقَدَّسَةٍ لِلرَّبِّ. -\p -\v 4 إِنْ كَانَ الْقُرْبَانُ تَقْدِمَةً مَخْبُوزَةً فِي تَنُّورٍ، فَلْتَكُنْ أَقْرَاصاً مِنْ دَقِيقٍ، فَطِيراً مَلْتُوتَةً أَوْ مَدْهُونَةً بِزَيْتٍ. -\v 5 وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُكَ مَخْبُوزاً عَلَى الصَّاجِ، فَلْتَكُنْ مِنْ دَقِيقٍ فَطِيراً مَلْتُوتَةً بِزَيْتٍ. -\v 6 قَطِّعْهَا إِلَى فُتَاتٍ وَصُبَّ عَلَيْهَا زَيْتاً؛ إِنَّهَا تَقْدِمَةٌ. -\p -\v 7 وَإِنْ كَانَتْ تَقْدِمَتُكَ مَخْبُوزَةً فِي مِقْلَاةٍ، فَلْتَكُنْ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ. -\v 8 فَتُحْضِرُ التَّقْدِمَةَ، سَوَاءٌ أَكَانَتْ مَخْبُوزَةً فِي فُرْنٍ أَمْ عَلَى الصَّاجِ أَمْ فِي مِقْلَاةٍ، إِلَى الْكَاهِنِ وَهُوَ يَقْتَرِبُ بِها إِلَى الْمَذْبَحِ. -\v 9 وَيَتَنَاوَلُ مِنَ التَّقْدِمَةِ جُزْءاً تَذْكَارِيًّا وَيُحْرِقُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ، فَيَكُونُ وَقُودَ مُحْرَقَةِ رِضًى تَسُرُّ الرَّبَّ. -\v 10 أَمَّا بَقِيَّةُ التَّقْدِمَةِ فَتَكُونُ مِنْ نَصِيبِ هَرُونَ وَأَبْنَائِهِ، فَهِيَ تَقْدِمَةُ مُحْرَقَةٍ مُقَدَّسَةٍ لِلرَّبِّ. -\s1 من الخبز المملح -\p -\v 11 لَا تَضَعُوا خَمِيراً فِي كُلِّ تَقْدِمَةِ دَقِيقٍ تُقَدِّمُونَهَا لِلرَّبِّ. كُلُّ قُرْبَانٍ فِيهِ خَمِيرٌ أَوْ عَسَلٌ لَا تُقَدِّمُوهُ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ. -\v 12 يُمْكِنُ أَنْ تُقَدِّمُوا لِلرَّبِّ خُبْزاً مُخْتَمِراً وَعَسَلاً كَقَرَابِينِ بَوَاكِيرِ الْحَصَادِ، وَلَكِنَّهَا لَا تُصْعَدُ عَلَى الْمَذْبَحِ كَمُحْرَقَاتِ رِضًى وَسُرُورٍ. -\v 13 عَلَيْكَ أَنْ تُمَلِّحَ تَقْدِمَاتِكَ. إِيَّاكَ أَنْ تُخْلِيَ تَقْدِمَتَكَ مِنْ مِلْحِ عَهْدِ إِلَهِكَ. مَعَ جَمِيعِ تَقْدِمَاتِكَ قَرِّبْ مِلْحاً. -\p -\v 14 وَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَاناً مِنْ بَوَاكِيرِ حَصَادِكَ، فَلْيَكُنْ فَرِيكاً مَشْوِيًّا بِنَارٍ، تَنْزِعُ حَبَّهُ مِنْ رُؤُوسِ سَنَابِلِهِ الطَّرِيَّةِ وَتَجْرِشُهُ وَتَشْوِيهِ، ثُمَّ تُقَدِّمُهُ بَاكُورَةَ حَصَادِكَ، -\v 15 بَعْدَ أَنْ تَصُبَّ عَلَيْهِ زَيْتاً وَتَضَعَ فَوْقَهُ لُبَاناً. إِنَّهُ تَقْدِمَةٌ. -\v 16 ثُمَّ يُحْرِقُ الْكَاهِنُ مِنْهُ جُزْءاً تَذْكَارِيًّا مَعَ زَيْتِهِ وَجَمِيعِ لُبَانِهِ، فَيَكُونُ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ. -\c 3 -\s1 ذبيحة السلام -\p -\v 1 وَإِنْ قَرَّبَ أَحَدٌ ذَبِيحَةَ سَلامٍ مِنْ بَقَرٍ، ثَوْراً أَوْ عِجْلَةً، فَلْيُقَدِّمْ قُرْبَاناً لِلرَّبِّ سَلِيماً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، -\v 2 فَيَضَعُ الْمُقَرِّبُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ تَقْدِمَتِهِ وَيَذْبَحُهَا عِنْدَ بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، ثُمَّ يَرُشُّ أَبْنَاءُ هَرُونَ، الْكَهَنَةُ، الدَّمَ عَلَى جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ، الْمُحِيطَةِ بِهِ. -\v 3 وَيُحْرِقُ الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ ذَبِيحَةِ السَّلامِ، جَمِيعَ شَحْمِ الأَعْضَاءِ الدَّاخِلِيَّةِ -\v 4 وَالْكُلْيَتَيْنِ وَشَحْمَهُمَا الَّذِي عَلَى الْخَاصِرَتَيْنِ وَالْمَرَارَةَ. -\v 5 فَيُوْقِدُهَا أَبْنَاءُ هَرُونَ عَلَى الْمَذْبَحِ، عَلَى الْمُحْرَقَةِ الَّتِي فَوْقَ حَطَبِ النَّارِ، فَتَكُونُ مُحْرَقَةً وَوَقُودَ رِضًى تَسُرُّ الرَّبَّ. -\p -\v 6 وَإِنْ قَرَّبَ ذَبِيحَةَ سَلامٍ مِنْ غَنَمٍ، ذَكَراً أَوْ أُنْثَى، فَلْيُقَدِّمْ قُرْبَاناً لِلرَّبِّ سَلِيماً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ. -\v 7 وَإِنْ كَانَ الْقُرْبَانُ مِنَ الضَّأْنِ، فَلْيُقَدِّمْهُ أَمَامَ الرَّبِّ. -\v 8 وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ تَقْدِمَتِهِ وَيَذْبَحُهَا عِنْدَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، فَيَرُشُّ أَبْنَاءُ هَرُونَ دَمَهَا عَلَى جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ الْمُحِيطَةِ بِهِ. -\v 9 وَيُحْرِقُ الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ ذَبِيحَةِ السَّلامِ شَحْمَهَا، فَيَنْزِعُ كَامِلَ الأَلْيَةِ مِنْ عِنْدِ الْعُصْعُصِ وَجَمِيعَ شَحْمِ الأَعْضَاءِ الدَّاخِلِيَّةِ -\v 10 وَالْكُلْيَتَيْنِ وَشَحْمَهُمَا الَّذِي عَلَى الْخَاصِرَتَيْنِ، وَالْمَرَارَةَ، -\v 11 وَيُحْرِقُهَا الْكَاهِنُ عَلَى الْمَذْبَحِ طَعَامَ وَقُودٍ لِلرَّبِّ. -\p -\v 12 وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ مِنَ الْمَعَزِ فَلْيُقَدِّمْهُ أَمَامَ الرَّبِّ، -\v 13 فَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ تَقْدِمَتِهِ وَيَذْبَحُهَا عِنْدَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، فَيَرُشُّ أَبْنَاءُ هَرُونَ دَمَهَا عَلَى جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ الْمُحِيطَةِ بِهِ. -\v 14 وَيُحْرِقُ الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ ذَبِيحَتِهِ جَمِيعَ شَحْمِ الأَعْضَاءِ الدَّاخِلِيَّةِ، -\v 15 وَيَنْزِعُ كَذَلِكَ الْكُلْيَتَيْنِ وَشَحْمَهُمَا الَّذِي عَلَى الْخَاصِرَتَيْنِ وَالْمَرَارَةَ. -\v 16 وَيُحْرِقُهَا الْكَاهِنُ عَلَى الْمَذْبَحِ طَعَامَ وَقُودِ رِضًى وَسُرُورٍ، فَيَكُونُ كُلُّ الشَّحْمِ لِلرَّبِّ. -\v 17 لَا تَأْكُلُوا الشَّحْمَ وَلا الدَّمَ. هَذَا فَرْضٌ دَائِمٌ عَلَيْكُمْ حَيْثُ تُقِيمُونَ، جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ». -\c 4 -\s1 ذبيحة الخطيئة -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنْ سَهَتْ نَفْسٌ فَأَخْطَأَتْ فِي أَمْرٍ مِنْ كُلِّ نَوَاهِي الرَّبِّ، وَاقْتَرَفَتْ مَا لَا يَنْبَغِي، فَهَذَا مَا تَفْعَلُونَهُ: -\v 3 إِنْ أَخْطَأَ الْكَاهِنُ الْمَمْسُوحُ سَهْواً، وَجَلَبَ عَلَى الشَّعْبِ إِثْماً، فَلْيُقَدِّمْ لِلرَّبِّ عَنْ خَطِيئَتِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا ثَوْراً لَا عَيْبَ فِيهِ، ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ. -\v 4 فَيُحْضِرُ الثَّوْرَ إِلَى مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَيَذْبَحُهُ أَمَامَ الرَّبِّ. -\v 5 وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ الْمَمْسُوحُ مِنْ دَمِ الثَّوْرِ وَيَدْخُلُ بِهِ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، -\v 6 ثُمَّ يَغْمِسُ إِصْبَعَهُ فِي الدَّمِ وَيَرُشُّ مِنْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَمَامَ الرَّبِّ عِنْدَ حِجَابِ الْقُدْسِ، الْفَاصِلِ بَيْنَ الْقُدْسِ وَقُدْسِ الأَقْدَاسِ. -\v 7 ثُمَّ يَضَعُ الْكَاهِنُ بَعْضَ الدَّمِ عَلَى قُرُونِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ الْعَطِرِ الَّذِي فِي دَاخِلِ الْقُدْسِ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ. أَمَّا بَقِيَّةُ دَمِ الثَّوْرِ فَيَصُبُّهُ عِنْدَ قَاعِدَةِ مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ، الْقَائِمِ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 8 وَيَنْزِعُ جَمِيعَ شَحْمِ ثَوْرِ الْخَطِيئَةِ وَشَحْمِ الأَعْضَاءِ الدَّاخِلِيَّةِ كُلِّهَا، -\v 9 وَالْكُلْيَتَيْنِ وَشَحْمَهُمَا الَّذِي عَلَى الْخَاصِرَتَيْنِ وَالْمَرَارَةَ، -\v 10 عَلَى غِرَارِ مَا يَفْعَلُ بِثَوْرِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ، وَيُحْرِقُهَا الْكَاهِنُ عَلَى مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ. -\v 11 أَمَّا جِلْدُ الثَّوْرِ وَكُلُّ لَحْمِهِ مَعَ رَأْسِهِ وَأَكَارِعِهِ وَأَمْعَائِهِ وَفَرْثِهِ -\v 12 فَإِنَّهُ يَحْمِلُهَا إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ إِلَى مَكَانٍ طَاهِرٍ، حَيْثُ يَطْرَحُ الرَّمَادَ، فَيُحْرِقُهَا كُلَّهَا عَلَى حَطَبٍ مُشْتَعِلٍ فَوْقَ مَكَانِ إِلْقَاءِ الرَّمَادِ. -\s1 ذبيحة خطيئة عن الشعب -\p -\v 13 وَإِنْ أَخْطَأَ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ كُلُّهُ سَهْواً، وَاقْتَرَفُوا إِحْدَى نَوَاهِي الرَّبِّ الَّتِي لَا يَنْبَغِي اقْتِرَافُهَا، وَأَثِمُوا، وَكَانَ الْمَجْمَعُ غَافِلاً عَنِ الأَمْرِ، -\v 14 ثُمَّ اكْتَشَفَ الْمَجْمَعُ الْخَطِيئَةَ الْمُرْتَكَبَةَ، عِنْدَئِذٍ يُقَرِّبُ الْمَجْمَعُ ثَوْراً ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، يُحْضِرُونَهُ أَمَامَ الرَّبِّ عِنْدَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 15 وَيَضَعُ شُيُوخُ الشَّعْبِ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِ الثَّوْرِ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، وَيَذْبَحُونَهُ هُنَاكَ، -\v 16 وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ الْمَمْسُوحُ مِنْ دَمِ الثَّوْرِ وَيَدْخُلُ بِهِ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، -\v 17 ثُمَّ يَغْمِسُ إِصْبَعَهُ فِي الدَّمِ وَيَرُشُّ مِنْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَمَامَ الرَّبِّ عِنْدَ حِجَابِ الْقُدْسِ -\v 18 وَكَذَلِكَ يَضَعُ بَعْضَ الدَّمِ عَلَى قُرُونِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ الْعَطِرِ الَّذِي فِي دَاخِلِ الْقُدْسِ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ. أَمَّا بَقِيَّةُ الدَّمِ فَيَصُبُّهُ عِنْدَ قَاعِدَةِ مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ الْقَائِمِ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 19 وَيَنْزِعُ الْكَاهِنُ جَمِيعَ شَحْمِهِ وَيُحْرِقُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. -\v 20 وَيَفْعَلُ بِالثَّوْرِ كَمَا فَعَلَ بِثَوْرِ الْخَطِيئَةِ، فَيُكَفِّرُ عَنْهُمُ الْكَاهِنُ وَيَغْفِرُ اللهُ لَهُمْ. -\v 21 ثُمَّ يَحْمِلُ بَقِيَّةَ الثَّوْرِ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ وَيُحْرِقُهُ كَمَا أَحْرَقَ الثَّوْرَ الأَوَّلَ، فَيَكُونُ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ عَنْ كُلِّ الشَّعْبِ. -\s1 ذبيحة خطيئة عن قادة الشعب -\p -\v 22 إِنْ أَخْطَأَ أَحَدُ قَادَةِ الشَّعْبِ سَهْواً، وَاقْتَرَفَ إِحْدَى نَوَاهِي الرَّبِّ الَّتِي لَا يَنْبَغِي اقْتِرَافُهَا وَأَثِمَ، -\v 23 ثُمَّ تَنَبَّهَ إِلَى خَطَئِهِ الَّذِي ارْتَكَبَهُ، فَإِنَّهُ يُحْضِرُ قُرْبَاناً، جَدْياً ذَكَراً سَلِيماً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، -\v 24 وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْجَدْيِ وَيَذْبَحُهُ فِي الْجَانِبِ الشِّمَالِيِّ لِمَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ، أَمَامَ الرَّبِّ. فَيَكُونُ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ. -\v 25 وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنْ دَمِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ بِإِصْبَعِهِ وَيَضَعُهُ عَلَى قُرُونِ مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ. -\v 26 وَيُحْرِقُ جَمِيعَ شَحْمِهِ عَلَى الْمَذْبَحِ، كَمَا فَعَلَ بِشَحْمِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ. وَهَكَذَا يُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْ خَطِيئَتِهِ، فَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ. -\s1 ذبيحة خطيئة عن أحد العامة -\p -\v 27 وَإِنْ أَخْطَأَ وَاحِدٌ مِنْ عَامَّةِ الشَّعْبِ سَهْواً وَاقْتَرَفَ إِحْدَى نَوَاهِي الرَّبِّ الَّتِي لَا يَنْبَغِي اقْتِرَافُهَا وَأَثِمَ، -\v 28 ثُمَّ نُبِّهَ إِلَى خَطِيئَتِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا، فَإِنَّهُ يُحْضِرُ قُرْبَاناً: عَنْزاً أُنْثَى سَلِيمَةً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ خَطِيئَتِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا. -\v 29 وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ وَيَذْبَحُهَا عِنْدَ مَوْضِعِ الْمُحْرَقَةِ، -\v 30 فَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنْ دَمِهَا وَيَضَعُهُ عَلَى قُرُونِ مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ، وَيَصُبُّ بَقِيَّةَ دَمِهَا عِنْدَ قَاعِدَةِ الْمَذْبَحِ. -\v 31 ثُمَّ يَنْتَزِعُ الْكَاهِنُ جَمِيعَ شَحْمِهَا عَلَى غِرَارِ مَا فَعَلَ بِشَحْمِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ، وَيُحْرِقُهَا عَلَى الْمَذْبَحِ تَقْدِمَةَ رِضًى وَسُرُورٍ لِلرَّبِّ فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْهُ وَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ. -\p -\v 32 وَإِنْ أَحْضَرَ قُرْبَانَهُ مِنَ الضَّأْنِ لِتَكُونَ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، فَلْيَكُنْ نَعْجَةً سَلِيمَةً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، -\v 33 فَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهَا وَيَذْبَحُهَا قُرْبَانَ خَطِيئَةٍ، فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي تُذْبَحُ فِيهِ الْمُحْرَقَةُ. -\v 34 وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنْ دَمِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ بِإِصْبَعِهِ وَيَضَعُهُ عَلَى قُرُونِ مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ، وَيَصُبُّ بَقِيَّةَ الدَّمِ عِنْدَ قَاعِدَةِ الْمَذْبَحِ. -\v 35 وَيَنْزِعُ جَمِيعَ شَحْمِهَا عَلَى غِرَارِ مَا فَعَلَ بِشَحْمِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ، وَيُحْرِقُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ وَقَائِدِ الرَّبِّ. وَهَكَذَا يُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْ خَطِيئَتِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا، وَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ. -\c 5 -\p -\v 1 إِذَا أَخْطَأَ أَحَدٌ لأَنَّهُ صَمَتَ عِنْدَمَا اسْتُحْلِفَ، وَلَمْ يُدْلِ بِشَهَادَتِهِ حَوْلَ جَرِيمَةٍ رَآهَا أَوْ عَلِمَ بِها، فَإِنَّهُ يَكُونُ شَرِيكاً فِي الذَّنْبِ. -\v 2 كُلُّ مَنْ يَلْمِسُ شَيْئاً نَجِساً، سَوَاءٌ أَكَانَ جُثَّةَ حَيَوَانٍ مُحَرَّمٍ أَكْلُهُ، أَمْ جُثَّةَ وَحْشٍ أَوْ حَشَرَةٍ مُحَرَّمَةٍ، يَكُونُ مُذْنِباً وَنَجِساً، حَتَّى لَوْ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ لَمَسَهَا. -\v 3 كُلُّ مَنْ يَمَسُّ إِحْدَى نَجَاسَاتِ الإِنْسَانِ الَّتِي يَتَنَجَّسُ بِها، عَنْ غَيْرِ عِلْمٍ مِنْهُ، ثُمَّ نُبِّهَ إِلَى الأَمْرِ، يُصْبِحُ مُذْنِباً. -\v 4 كُلُّ مَنْ يَحْلِفْ بِشَفَتَيْهِ دُونَ أَنْ يَتَفَكَّرَ، سَوَاءٌ لِلإِحْسَانِ أَوْ لِلإِسَاءَةِ مِنْ جَمِيعِ الأَحْلافِ الَّتِي يَفْرُطُ بِها اللِّسَانُ، مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ مِنْهُ، ثُمَّ نُبِّهَ إِلَى الأَمْرِ، يُصْبِحْ مُذْنِباً فِي كِلا الْحَالَيْنِ. -\v 5 فَكُلُّ مَنْ يَكُونُ مُذْنِباً فِي أَحَدِ هَذِهِ الأُمُورِ، عَلَيْهِ الإِقْرَارُ بِمَا أَخْطَأَ بِهِ، -\v 6 ثُمَّ يُحْضِرُ إِلَى الرَّبِّ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ عَنْ خَطِيئَتِهِ الَّتِي اقْتَرَفَهَا: نَعْجَةً أَوْ عَنْزَةً، فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْ خَطِيئَتِهِ. -\v 7 وَإِنْ كَانَ فَقِيراً، غَيْرَ قَادِرٍ عَلَى إِحْضَارِ شَاةٍ، فَلْيُقَدِّمْ إِلَى الرَّبِّ ذَبِيحَةً عَنْ إِثْمِهِ الَّذِي ارْتَكَبَهُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ، فَيَكُونُ أَحَدُهَا ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ وَالآخَرُ مُحْرَقَةً، -\v 8 فَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ ذَبِيحَةَ الْخَطِيئَةِ أَوَّلاً، وَيُقَرِّبُهَا بِأَنْ يَحُزَّ رَأْسَهَا مِنَ الْخَلْفِ وَلا يَفْصِلَهُ، -\v 9 وَيَرُشُّ بَعْضَ دَمِهَا عَلَى حَائِطِ الْمَذْبَحِ، وَيُصَفِّي بَقِيَّةَ الدَّمِ عِنْدَ قَاعِدَةِ الْمَذْبَحِ. إِنَّهَا ذَبِيحَةُ خَطِيئَةٍ. -\v 10 ثُمَّ يُقَدِّمُ الثَّانِي مُحْرَقَةً وَفْقاً لِلنِّظَامِ الْمُتَّبَعِ، وَهَكَذَا يُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْ خَطِيئَةِ الْمُذْنِبِ وَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ. -\v 11 وَإِنْ كَانَ الْمُذْنِبُ أَفْقَرَ مِنْ أَنْ يُقَدِّمَ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ، فَلْيُحْضِرْ قُرْبَاناً عَنْ خَطِيئَتِهِ. عُشْرَ الإِيفَةِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقٍ نَاعِمٍ، لَا يَضَعُ عَلَيْهِ زَيْتاً أَوْ لُبَاناً، لأَنَّهُ قُرْبَانُ خَطِيئَةٍ، -\v 12 وَيُقَدِّمْهُ إِلَى الْكَاهِنِ، فَيَمْلأُ مِنْهُ قَبْضَتَهُ لِلتَّذْكَارِ، وَيُحْرِقُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ، عَلَى وَقَائِدِ الرَّبِّ. إِنَّهُ قُرْبَانُ خَطِيئَةٍ. -\v 13 فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ بِذَلِكَ عَنْ أَيِّ خَطِيئَةٍ مِنَ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا، فَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ. أَمَّا بَقِيَّةُ التَّقْدِمَةِ فَتَكُونُ مِنْ نَصِيبِ الْكَاهِنِ عَلَى غِرَارِ تَقْدِمَةِ الدَّقِيقِ». -\s1 ذبيحة الإِثم -\p -\v 14 قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 15 «إِنْ سَهَا أَحَدٌ وَتَعَدَّى عَلَى وَاحِدٍ مِنْ أَقْدَاسِ الرَّبِّ، يُحْضِرُ إِلَى الرَّبِّ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ: كَبْشاً سَلِيماً، يُقَدِّرُ الْكَاهِنُ قِيمَتَهُ مِنَ الْفِضَّةِ وَفْقاً لِلْمَعَايِيرِ الْمُسْتَعْمَلَةِ فِي الْقُدْسِ، -\v 16 فَيُعَوِّضُ عَمَّا أَخْطَأَ بِهِ مِنَ الْقُدْسِ، بَعْدَ أَنْ يُضِيفَ عَلَيْهِ مَا يُعَادِلُ خُمْسَهُ غَرَامَةً، وَيُؤَدِّيَهُ لِلْكَاهِنِ. فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْهُ بِكَبْشِ الإِثْمِ، وَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ. -\p -\v 17 إِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ سَهْواً وَارْتَكَبَ إِحْدَى نَوَاهِي الرَّبِّ الَّتِي يَنْبَغِي أَلّا يَرْتَكِبَهَا، يَكُونُ مُذْنِباً وَمَسْؤولاً عَنْ إِثْمِهِ. -\v 18 وَعَلَيْهِ أَنْ يُحْضِرَ إِلَى الْكَاهِنِ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ كَبْشاً سَلِيماً تُقَدِّرُ أَنْتَ ثَمَنَهُ، فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَمَّا ارْتَكَبَهُ الْمُخْطِئُ مِنْ سَهْوٍ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ مِنْهُ، فَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ. -\v 19 إِنَّهُ ذَبِيحَةُ إِثْمٍ، إِذْ قَدِ ارْتَكَبَ ذَنْباً فِي حَقِّ الرَّبِّ». -\c 6 -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «إِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فِي حَقِّ الرَّبِّ وَرَفَضَ أَنْ يَرُدَّ لِصَاحِبِهِ وَدِيعَةً أَوْ أَمَانَةً أَوْ مَسْلُوباً، أَوِ اغْتَصَبَ مِنْهُ شَيْئاً، -\v 3 أَوْ عَثَرَ عَلَى شَيْءٍ مَفْقُودٍ وَأَنْكَرَهُ، أَوْ حَلَفَ كَاذِباً عَلَى خَطِيئَةٍ ارْتَكَبَهَا فَأَثِمَ، -\v 4 فَعَلَيْهِ إِذَا أَخْطَأَ وَأَثِمَ أَنْ يَرُدَّ مَا سَلَبَهُ أَوِ اغْتَصَبَهُ أَوِ اسْتُوْدِعَهُ، أَوِ الْمَفْقُودَ الَّذِي عَثَرَ عَلَيْهِ، -\v 5 أَوْ كُلَّ مَا حَلَفَ عَلَيْهِ كَاذِباً، وَيُعَوِّضَ قِيمَةَ الشَّيْءِ مُضَافاً إِلَيْهِ خُمْسُهُ، وَفِي نَفْسِ الْيَوْمِ يُحْضِرُ إِلَى خَيْمَةِ الْاِجْتِمَاعِ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ: -\v 6 كَبْشاً سَلِيماً تُقَدِّرُ أَنْتَ ثَمَنَهُ وَيَأْتِي بِهِ إِلَى الْكَاهِنِ، -\v 7 فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ، فَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ ذَنْبَهُ الَّذِي ارْتَكَبَهُ». -\s1 تقدمة المحرقة -\p -\v 8 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 9 «وَهَذَا مَا تُوْصِي بِهِ هَرُونَ وَأَبْنَاءَهُ بِشَأْنِ شَرِيعَةِ تَقْدِمَةِ الْمُحْرَقَةِ: تُتْرَكُ الْمُحْرَقَةُ عَلَى الْمَوْقِدَةِ فَوْقَ الْمَذْبَحِ كُلَّ اللَّيْلِ حَتَّى الصَّبَاحِ، وَنَارُ الْمَذْبَحِ تَتَوَهَّجُ عَلَيْهِ. -\v 10 ثُمَّ يَرْتَدِي الْكَاهِنُ ثَوْبَهُ وَسَرَاوِيلَهُ الْكَتَّانِيَّةَ، وَيُنَظِّفُ الْمَذْبَحَ مِنْ رَمَادِ الْمُحْرَقَةِ وَيَضَعُهُ إِلَى جَانِبِ الْمَذْبَحِ. -\v 11 ثُمَّ يَسْتَبْدِلُ مَلابِسَهُ بِمَلابِسَ أُخْرَى، وَيَحْمِلُ هَذَا الرَّمَادَ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ إِلَى مَكَانٍ طَاهِرٍ. -\v 12 وَتَظَلُّ النَّارُ فِي غُضُونِ ذَلِكَ تَتَوَهَّجُ عَلَى الْمَذْبَحِ لَا تُطْفَأُ، لِكَيْ يُشْعِلَ الْكَاهِنُ بِها حَطَباً كُلَّ صَبَاحٍ، وَيُرَتِّبَ عَلَيْهَا الْمُحْرَقَةَ، وَيُوْقِدَ عَلَيْهَا شَحْمَ ذَبِيحَةِ السَّلامِ الْيَوْمِيَّةِ. -\v 13 لِتَبْقَ النَّارُ دَائِماً مُتَّقِدَةً عَلَى الْمَذْبَحِ، لَا تَنْطَفِئُ أَبَداً. -\s1 تقدمة الدقيق -\p -\v 14 وَهَذِهِ نُصُوصُ تَعْلِيمَاتِ تَقْدِمَةِ الدَّقِيقِ الَّتِي يُقَرِّبُهَا أَبْنَاءُ هَرُونَ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ أَمَامَ الْمَذْبَحِ: -\v 15 يَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِلْءَ قَبْضَتِهِ مِنْ دَقِيقِ التَّقْدِمَةِ وَزَيْتِهَا وَكُلَّ اللُّبَانِ الَّذِي عَلَيْهَا، وَيُحْرِقُهَا عَلَى الْمَذْبَحِ لِلتَّذْكَارِ، فَتَكُونُ ذَبِيحَةَ رِضًى وَسُرُورٍ لِلرَّبِّ. -\v 16 أَمَّا بَقِيَّتُهَا فَيَأْكُلُهُ هَرُونُ وَأَبْنَاؤُهُ فَطِيراً فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ فِي دَارِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 17 يَجِبُ أَلّا يُخْبَزَ بِخَمِيرَةٍ، فَقَدْ جَعَلْتُهُ نَصِيبَ الْكَهَنَةِ مِنْ مُحْرَقَاتِي. إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ كَذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ وَذَبِيحَةِ الإِثْمِ. -\v 18 كُلُّ ذَكَرٍ مِنْ أَبْنَاءِ هَرُونَ يَأْكُلُ مِنْهَا، فَتَكُونُ لَكُمْ مِنْ مُحْرَقَاتِ الرَّبِّ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ، وَلا يَمَسُّهَا إِلّا مَنْ كَانَ مُقَدَّساً». -\p -\v 19 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 20 «هَذَا مَا يُقَرِّبُهُ هَرُونُ وَأَبْنَاؤُهُ لِلرَّبِّ يَوْمَ تَكْرِيسِهِمْ كَهَنَةً: يُقَدِّمُونَ لِلرَّبِّ عُشْرَ الإِيفَةِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) تَقْدِمَةً دَائِمَةً مِنَ الدَّقِيقِ، نِصْفُهَا فِي الصَّبَاحِ وَنِصْفُهَا فِي الْمَسَاءِ، -\v 21 مَعْجُونَةً بِزَيْتٍ عَجْناً جَيِّداً وَمَخْبُوزَةً عَلَى صَاجٍ وَمُقَطَّعَةً إِلَى فُتَاتٍ، فَتُقَرِّبُونَهَا لِلرَّبِّ قُرْبَانَ رِضًى وَسُرُورٍ. -\v 22 وَعَلَى كُلِّ أَبْنَاءِ الْكَهَنَةِ الَّذِينَ يَتَكَرَّسُونَ كَهَنَةً عِوَضاً عَنْ وَالِدِيهِمْ أَنْ يُقَدِّمُوا التَّقْدِمَةَ نَفْسَهَا فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً لِلرَّبِّ، وَتُحْرَقُ كُلُّهَا. -\v 23 كُلُّ تَقْدِمَةِ كَاهِنٍ تُحْرَقُ بِأَجْمَعِهَا، وَلا يُؤْكَلُ مِنْهَا». -\s1 ذبيحة الخطيئة -\p -\v 24 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 25 «قُلْ لِهَرُونَ وَأَبْنَائِهِ: هَذِهِ نُصُوصُ تَعْلِيمَاتِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ: تُذْبَحُ ذَبِيحَةُ الْخَطِيئَةِ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، فِي نَفْسِ الْمَكَانِ الَّذِي تُذْبَحُ فِيهِ الْمُحْرَقَةُ. إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ. -\v 26 وَعَلَى الْكَاهِنِ الَّذِي يُقَرِّبُهَا أَنْ يَأْكُلَهَا فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ، فِي دَارِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 27 كُلُّ مَنْ مَسَّ لَحْمَهَا يَكُونُ مُقَدَّساً. وَإذَا تَنَاثَرَ دَمُهَا عَلَى ثَوْبٍ، تَغْسِلُ الثَّوْبَ فِي مَوْضِعٍ مُقَدَّسٍ. -\v 28 أَمَّا إِنَاءُ الْخَزَفِ الَّذِي تُطْبَخُ فِيهِ فَيُكْسَرُ. أَمَّا إِنْ طُبِخَتْ فِي إِنَاءٍ نُحَاسِيٍّ فَيَجِبُ أَنْ يُجْلَى وَيُغْسَلَ بِمَاءٍ. -\v 29 لَا يَأْكُلُ مِنْهَا إِلّا الذُّكُورُ مِنْ أَوْلادِ الْكَهَنَةِ لأَنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ. -\v 30 كُلُّ ذَبِيحَةٍ يُؤْخَذُ مِنْ دَمِهَا إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِلتَّكْفِيرِ فِي الْقُدْسِ لَا يُؤْكَلُ مِنْهَا بَلْ تُحْرَقُ كُلُّهَا بِنَارٍ. -\c 7 -\s1 ذبيحة الإِثم -\p -\v 1 وَهَذِهِ نُصُوصُ تَعْلِيمَاتِ ذَبِيحَةِ الإِثْمِ. إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ. -\v 2 تَذْبَحُونَ ذَبِيحَةَ الإِثْمِ فِي نَفْسِ الْمَوْضِعِ الَّذِي تَذْبَحُونَ فِيهِ ذَبِيحَةَ الْمُحْرَقَةِ، وَيُرَشُّ دَمُهَا عَلَى جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ الْمُحِيطَةِ بِهِ. -\v 3 وَيُقَرِّبُ الْكَاهِنُ مِنْهَا كُلَّ شَحْمِهَا: الأَلْيَةَ وَشَحْمَ الأَعْضَاءِ الدَّاخِلِيَّةِ، -\v 4 وَالْكُلْيَتَيْنِ وَشَحْمَهُمَا الَّذِي عَلَى الْخَاصِرَتَيْنِ وَيَنْزِعُ الْمَرَارَةَ مَعَ الْكُلْيَتَيْنِ، -\v 5 وَيُحْرِقُهَا الْكَاهِنُ عَلَى الْمَذْبَحِ وَقُوداً لِلرَّبِّ. إِنَّهَا قُرْبَانُ إِثْمٍ. -\v 6 كُلُّ ذَكَرٍ مِنَ الْكَهَنَةِ يَأْكُلُ مِنْهَا فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ، لأَنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ. -\v 7 وَشَرِيعَةُ ذَبِيحَةِ الإِثْمِ مُمَاثِلَةٌ لِذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ، إِذْ تَكُونُ مِنْ نَصِيبِ الْكَاهِنِ الَّذِي يُكَفِّرُ بِها. -\v 8 وَالْكَاهِنُ الَّذِي يُقَرِّبُ مُحْرَقَةَ إِنْسَانٍ يَكُونُ جِلْدُ الْمُحْرَقَةِ الْمُقَرَّبَةِ مِنْ نَصِيبِهِ أَيْضاً، -\v 9 وَكَذَلِكَ كُلُّ تَقْدِمَةِ دَقِيقٍ مَخْبُوزٍ فِي فُرْنٍ أَوْ مِقْلَاةٍ أَوْ عَلَى الصَّاجِ تَكُونُ لِلْكَاهِنِ الَّذِي يُقَرِّبُهَا -\v 10 وَكُلُّ تَقْدِمَةِ دَقِيقٍ بِزَيْتٍ أَوْ جَافَّةٍ تَكُونُ مِنْ نَصِيبِ أَبْنَاءِ هَرُونَ، تُوَزَّعُ عَلَيْهِمْ بِالتَّسَاوِي. -\s1 تقدمة الدقيق -\p -\v 11 وَهَذِهِ نُصُوصُ تَعْلِيمَاتِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ الْمُقَرَّبَةِ إِلَى الرَّبِّ: -\v 12 إِنْ قَرَّبَهَا أَحَدٌ لأَجْلِ الشُّكْرِ، فَلْيُقَدِّمْ مَعَهَا كَعْكاً غَيْرَ مُخْتَمِرٍ مَعْجُوناً بِزَيْتٍ، وَرِقَاقَ فَطِيرٍ مَدْهُونَةً بِالزَّيْتِ وَدَقِيقاً مَلْتُوتاً بِزَيْتٍ. -\v 13 فَضْلاً عَنْ أَرْغِفَةِ خُبْزٍ مُخْتَمِرَةٍ، يُقَرِّبُهَا مَعَ ذَبِيحَةِ شُكْرِ سَلامَتِهِ. -\v 14 وَعَلَيْهِ أَنْ يُقَدِّمَ وَاحِداً مِنْ كُلِّ قُرْبَانٍ يَرْفَعُهُ وَيُرَجِّحُهُ أَمَامَ الرَّبِّ وَيَكُونُ مِنْ نَصِيبِ الْكَاهِنِ الَّذِي يَرُشُّ دَمَ ذَبِيحَةِ السَّلامِ. -\v 15 أَمَّا لَحْمُ ذَبِيحَةِ شُكْرِ سَلامَتِهِ فَيُؤْكَلُ فِي نَفْسِ يَوْمِ تَقْدِيمِ الذَّبِيحَةِ كَقُرْبَانٍ، لَا يُبْقِي مِنْهُ شَيْئاً إِلَى الصَّبَاحِ. -\v 16 وَإذَا كَانَتْ ذَبِيحَةُ تَقْدِمَتِهِ نَذْراً أَوْ ذَبِيحَةً اخْتِيَارِيَّةً أُخْرَى، فَإِنَّهَا تُؤْكَلُ فِي يَوْمِ تَقْدِيمِهَا، وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي يُؤْكَلُ مَا فَضَلَ مِنْهَا، -\v 17 وَيُحْرَقُ كُلُّ مَا يَتَبَقَّى مِنَ الذَّبِيحَةِ لِلْيَوْمِ الثَّالِثِ. -\v 18 وَكُلُّ مَنْ يَأْكُلُ مِنْ ذَبِيحَةِ سَلامَتِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَكُونُ مُذْنِباً، لأَنَّهَا تُصْبِحُ غَيْرَ مَقْبُولَةٍ وَلا يَحْسَبُهَا اللهُ لِمَنْ قَرَّبَهَا إِذْ تَكُونُ نَجِسَةً. -\v 19 وَأَيُّ لَحْمٍ يَمَسُّ شَيْئاً نَجِساً لَا تَأْكُلُوا مِنْهُ بَلْ أَحْرِقُوهُ بِالنَّارِ. لَا يَأْكُلُ مَنَ اللَّحْمِ إِلا مَنْ كَانَ طَاهِراً. -\v 20 وَكُلُّ نَجِسٍ يَأْكُلُ مِنْ لَحْمِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ الْمُكَرَّسَةِ لِلرَّبِّ يُسْتَأْصَلُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِ -\v 21 وَالنَّفْسُ الَّتِي تَمَسُّ شَيْئاً نَجِساً، سَوَاءٌ أَكَانَ نَجَاسَةَ إِنْسَانٍ أَمْ حَيَوَانٍ أَمْ مَكْرُوهاً مَا نَجِساً، ثُمَّ تَتَنَاوَلُ مِنْ لَحْمِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ، تُسْتَأْصَلُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا». -\s1 تحريم أكل الشحم والدم -\p -\v 22 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 23 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: لَا تَأْكُلُوا كُلَّ شَحْمِ ثَوْرٍ أَوْ كَبْشٍ أَوْ مَاعِزٍ. -\v 24 أَمَّا شَحْمُ الْحَيَوَانَاتِ الْمَيْتَةِ أَوِ الْمُفْتَرَسَةِ فَاسْتَخْدِمُوهُ فِي أَغْرَاضِكُمُ الْمُخْتَلِفَةِ، إِنَّمَا إِيَّاكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْهُ. -\v 25 مَنْ يَأْكُلُ شَحْمَ بَهَائِمِ الْمُحْرَقَاتِ الَّتِي تُقَدِّمُونَهَا لِلرَّبِّ يُبَادُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِ. -\v 26 لَا تَأْكُلُوا فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ مِنْ دَمِ الطَّيْرِ أَوِ الْبَهَائِمِ. -\v 27 مَنْ يَأْكُلُ شَيْئاً مِنَ الدَّمِ يُبَادُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِ». -\s1 نصيب الكهنة -\p -\v 28 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 29 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: مَنْ يُقَدِّمُ لِلرَّبِّ ذَبِيحَةَ سَلامَتِهِ عَلَيْهِ أَنْ يُحْضِرَهَا بِنَفْسِهِ. -\v 30 هُوَ نَفْسُهُ يَأْتِي بِوَقَائِدِ الرَّبِّ. يَأْتِي بِالشَّحْمِ وَالصَّدْرِ. فَيُرَجِّحُ الصَّدْرَ أَمَامَ الرَّبِّ، -\v 31 أَمَّا الشَّحْمُ فَيُوْقِدُهُ الْكَاهِنُ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَيَكُونُ الصَّدْرُ مِنْ نَصِيبِ هَرُونَ وَبَنِيهِ. -\v 32 وَتُقَدِّمُونَ السَّاقَ الْيُمْنَى مِنْ ذَبَائِحِ سَلامَتِكُمْ إِلَى الْكَاهِنِ نَصِيباً لَهُ. -\v 33 فَمَنْ يُقَرِّبُ دَمَ قُرْبَانِ السَّلامِ وَالشَّحْمَ مِنْ أَبْنَاءِ هَرُونَ تَكُونُ السَّاقُ الْيُمْنَى نَصِيباً لَهُ، -\v 34 لأَنَّنِي قَدْ أَخَذْتُ صَدْرَ التَّرْجِيحِ وَسَاقَ ذَبِيحَةِ سَلامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَعْطَيْتُهَا لِهَرُونَ الْكَاهِنِ وَأَبْنَائِهِ، فَرِيضَةً دَائِمَةً، جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ. -\v 35 هَذَا هُوَ نَصِيبُ هَرُونَ وَنَصِيبُ أَبْنَائِهِ مِنْ مُحْرَقَاتِ الرَّبِّ، يَوْمَ تَكْرِيسِهِمْ لِيَكُونُوا كَهَنَةً لِلرَّبِّ. -\v 36 وَقَدْ أَمَرَ الرَّبُّ أَنْ يُعْطَى لَهُمْ يَوْمَ تَكْرِيسِهِمْ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَرِيضَةً دَائِمَةً جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ. -\v 37 تِلْكَ هِي نُصُوصُ تَعْلِيمَاتِ شَرِيعَةِ الْمُحْرَقَةِ وَتَقْدِمَةِ الدَّقِيقِ وَذَبِيحَةِ الْخَطيئَةِ وَذَبِيحَةِ الإِثْمِ، وَذَبِيحَةِ التَّكْرِيسِ وَذَبِيحَةِ السَّلامِ، -\v 38 الَّتِي أَوْصَى الرَّبُّ بِها مُوسَى فِي جَبَلِ سِينَاءَ، عِنْدَمَا أَمَرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِتَقْدِيمِ قَرَابِينِهِمْ لِلرَّبِّ فِي صَحْرَاءِ سِينَاءَ». -\c 8 -\s1 تكريس هرون وأبنائه -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «أَحْضِرْ هَرُونَ وَأَبْنَاءَهُ وَثِيَابَهُمْ وَدُهْنَ الْمَسْحَةِ وَثَوْرَ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ وَالْكَبْشَيْنِ وَسَلَّ الْفَطِيرِ، -\v 3 وَاجْمَعْ سَائِرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ». -\v 4 فَنَفَّذَ مُوسَى أَمْرَ الرَّبِّ، فَاجْتَمَعَتِ الْجَمَاعَةُ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، -\v 5 فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: «هَذَا مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ». -\v 6 فَقَدَّمَ مُوسَى هَرُونَ وَأَبْنَاءَهُ وَغَسَّلَهُمْ بِمَاءٍ، -\v 7 وَأَلْبَسَ هَرُونَ الْقَمِيصَ وَنَطَّقَهُ بِالْحِزَامِ، وَكَسَاهُ بِالْجُبَّةِ، وَوَضَعَ عَلَيْهِ الرِّدَاءَ، وَنَطَّقَهُ بِحِزَامِ الرِّدَاءِ وَشَدَّهُ بِهِ، -\v 8 وَجَعَلَ عَلَيْهِ الصُّدْرَةَ، وَثَبَّتَ فِي الصُّدْرَةِ الْأُورِيمَ وَالتُّمِّيمَ، -\v 9 وَوَضَعَ مُوسَى عَلَى رَأْسِ هَرُونَ الْعِمَامَةَ، وَعَلَّقَ عَلَيْهَا فَوْقَ الْجَبْهَةِ صَفِيحَةَ الذَّهَبِ، الإِكْلِيلَ الْمُقَدَّسَ، تَمَاماً كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. -\v 10 ثُمَّ أَخَذَ مُوسَى دُهْنَ الْمَسْحَةِ وَمَسَحَ الْمَسْكِنَ وَكُلَّ مَا فِيهِ وَقَدَّسَهُ لِلرَّبِّ. -\v 11 ثُمَّ رَشَّ مِنَ الدُّهْنِ عَلَى الْمَذْبَحِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَمَسَحَ الْمَذْبَحَ وَجَمِيعَ أَوَانِيهِ وَحَوْضَ الاغْتِسَالِ وَقَاعِدَتَهُ لِتَقْدِيسِهَا، -\v 12 وَصَبَّ مِنْ دُهْنِ الْمَسْحَةِ عَلَى رَأْسِ هَرُونَ وَمَسَحَهُ تَكْرِيساً لَهُ. -\v 13 ثُمَّ أَحْضَرَ مُوسَى أَبْنَاءَ هَرُونَ وَأَلْبَسَهُمْ أَقْمِصَةً، وَنَطَّقَهُمْ بِأَحْزِمَةٍ، وَعَصَبَ عَلَى رُؤُوسِهِمِ الْقَلانِسَ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. -\s1 ذبائح الخطيئة والمحرقات عن الكهنة -\p -\v 14 ثُمَّ أَتَى بِثَوْرِ الْخَطِيئَةِ، فَوَضَعَ هَرُونُ وَأَبْنَاؤُهُ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِهِ، -\v 15 فَذَبَحَهُ مُوسَى، وَأَخَذَ الدَّمَ وَوَضَعَهُ عَلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ الأَرْبَعَةِ، وَعَلَى الْمَذْبَحِ نَفْسِهِ لِيُقَدِّسَهُ. ثُمَّ صَبَّ بَقِيَّةَ الدَّمِ عِنْدَ قَاعِدَتِهِ، وَكَرَّسَهُ تَكْفِيراً عَنْهُ. -\v 16 وَأَخَذَ مُوسَى شَحْمَ أَعْضَاءِ الثَّوْرِ الدَّاخِلِيَّةِ، وَكَذَلِكَ الْمَرَارَةَ وَالْكُلْيَتَيْنِ وَشَحْمَهُمَا وَأَحْرَقَهَا كُلَّهَا عَلَى الْمَذْبَحِ. -\v 17 وَأَمَّا جِلْدُ الثَّوْرِ وَلَحْمُهُ وَفَرْثُهُ فَأَحْرَقَهَا بِنَارٍ خَارِجَ الْمُخَيَّمِ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. -\p -\v 18 ثُمَّ قَدَّمَ كَبْشَ الْمُحْرَقَةِ، فَوَضَعَ هَرُونُ وَأَبْنَاؤُهُ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِهِ، -\v 19 فَذَبَحَهُ مُوسَى وَرَشَّ الدَّمَ عَلَى جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ، -\v 20 وَقَطَّعَ الْكَبْشَ إِلَى أَجْزَائِهِ، ثُمَّ أَحْرَقَ الرَّأْسَ وَالأَجْزَاءَ وَالشَّحْمَ. -\v 21 وَأَمَّا أَمْعَاؤُهُ وَأَكَارِعُهُ فَقَدْ غَسَلَهَا بِمَاءٍ. وَأَحْرَقَ مُوسَى كُلَّ الْكَبْشِ عَلَى الْمَذْبَحِ، فَكَانَ مُحْرَقَةً لِرِضَى الرَّبِّ وَسُرُورِهِ. وَقُودٌ هُوَ لِلرَّبِّ، تَمَاماً كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ. -\s1 كبش التكريس -\p -\v 22 ثُمَّ أَحْضَرَ الْكَبْشَ الثَّانِي، كَبْشَ التَّكْرِيسِ، فَوَضَعَ هَرُونُ وَأَبْنَاؤُهُ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِهِ، -\v 23 فَذَبَحَهُ مُوسَى، وَأَخَذَ مِنْ دَمِهِ فَوَضَعَهُ عَلَى شَحْمَةِ أُذْنِ هَرُونَ الْيُمْنَى، وَعَلَى إِبْهَامِ يَدِهِ الْيُمْنَى وَإِبْهَامِ رِجْلِهِ الْيُمْنَى. -\v 24 ثُمَّ قَدَّمَ مُوسَى أَبْنَاءَ هَرُونَ وَوَضَعَ مِنَ الدَّمِ عَلَى شَحْمِ آذَانِهِمِ الْيُمْنَى، وَعَلَى أَبَاهِمِ أَيْدِيهِمِ الْيُمْنَى، وَعَلَى أَبَاهِمِ أَرْجُلِهِمِ الْيُمْنَى، وَرَشَّ بَقِيَّةَ الدَّمِ عَلَى جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ. -\v 25 ثُمَّ أَخَذَ شَحْمَ الأَلْيَةِ وَكُلَّ شَحْمِ الأَعْضَاءِ الدَّاخِلِيَّةِ وَالْمَرَارَةَ وَالْكُلْيَتَيْنِ وَشَحْمَهُمَا وَالسَّاقَ الْيُمْنَى، -\v 26 وَأَخَذَ مِنْ سَلِّ الْفَطِيرِ الَّذِي فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ قُرْصَ فَطِيرٍ وَاحِداً، وَكَعْكَةً وَاحِدَةً مَعْجُونَةً بِزَيْتٍ وَرِقَاقَةً، وَوَضَعَهَا عَلَى الشَّحْمِ وَعَلَى السَّاقِ الْيُمْنَى، -\v 27 وَوَضَعَهَا جَمِيعاً عَلَى كَفَّيْ هَرُونَ وَأَكُفِّ أَبْنَائِهِ لِيُرَجِّحُوهَا أَمَامَ الرَّبِّ، -\v 28 ثُمَّ أَخَذَهَا مُوسَى عَنْ أَكُفِّهِمْ وَأَحْرَقَهَا أَمَامَ الرَّبِّ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْمُحْرَقَةِ، فَكَانَتْ قُرْبَانَ تَكْرِيسٍ لِرِضَى الرَّبِّ وَسُرُورِهِ. إِنَّهَا مُحْرَقَةٌ لِلرَّبِّ. -\v 29 وَتَنَاوَلَ مُوسَى صَدْرَ كَبْشِ التَّكْرِيسِ وَرَجَّحَهُ أَمَامَ الرَّبِّ، فَكَانَ الصَّدْرُ نَصِيبَ مُوسَى كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. -\v 30 ثُمَّ أَخَذَ مُوسَى بَعْضَ دُهْنِ الْمَسْحَةِ وَبَعْضَ الدَّمِ الَّذِي عَلَى الْمَذْبَحِ، وَرَشَّهَا عَلَى هَرُونَ وَثِيَابِهِ، وَعَلَى أَبْنَاءِ هَرُونَ وَثِيَابِهِمْ، فَقَدَّسَهُمْ جَمِيعاً مَعَ مَلابِسِهِمْ لِلرَّبِّ. -\v 31 ثُمَّ قَالَ لِهَرُونَ وَأَبْنَائِهِ: «اطْبُخُوا اللَّحْمَ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَكُلُوهُ هُنَاكَ مَعَ خُبْزِ سَلِّ التَّكْرِيسِ، كَمَا أَوْصَيْتُ أَلّا يَأْكُلَهُ سِوَى هَرُونَ وَأَبْنَائِهِ. -\v 32 وَمَا تَبَقَّى مِنَ اللَّحْمِ وَالْخُبْزِ تُحْرِقُونَهُ بِنَارٍ. -\v 33 وَلا تُفَارِقُوا مَدْخَلَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، إِلَى يَوْمِ اكْتِمَالِ تَكْرِيسِكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ يُكَرِّسُكُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. -\v 34 إِنَّ مَا جَرَى الْيَوْمَ هُوَ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ تَكْفِيراً عَنْكُمْ. -\v 35 فَامْكُثُوا عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، لَيْلاً وَنَهَاراً، عَامِلِينَ شَعَائِرَ الرَّبِّ، فَلا تَمُوتُوا لأَنَّ هَذَا مَا أَوْصَيْتُ بِهِ». -\v 36 فَنَفَّذَ هَروُنُ وَأَبْنَاؤُهُ كُلَّ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ عَلَى لِسَانِ مُوسَى. -\c 9 -\s1 الكهنة يشرعون في الخدمة -\p -\v 1 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ دَعَا مُوسَى هَرُونَ وَأَبْنَاءَهُ وَقَادَةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، -\v 2 وَقَالَ لِهَرُونَ: «أَحْضِرْ ثَوْراً لِذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ وَكَبْشاً لِمُحْرَقَةٍ، عَلَى أَنْ يَكُونَا سَلِيمَيْنِ، وَقَدِّمْهُمَا فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ. -\v 3 وَقُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: خُذُوا تَيْساً مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ، وَثَوْراً وَخَرُوفاً حَوْلِيَّيْنِ سَلِيمَيْنِ لِمُحْرَقَةٍ، -\v 4 وَثَوْراً وَكَبْشاً لِقُرْبَانِ سَلامٍ، لِلذَّبْحِ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، وَتَقْدِمَةً مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِالزَّيْتِ، لأَنَّ الرَّبَّ سَيَتَجَلَّى لَكُمُ الْيَوْمَ». -\v 5 فَجَاءُوا بِمَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى إِلَى أَمَامِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَتَقَدَّمَ كُلُّ الشَّعْبِ وَوَقَفُوا فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، -\v 6 فَقَالَ مُوسَى: «هَذَا مَا أَمَرَكُمْ بِهِ الرَّبُّ لِتَعْمَلُوا، لِكَيْ يَتَجَلَّى لَكُمْ مَجْدُ الرَّبِّ». -\v 7 ثُمَّ قَالَ مُوسَى لِهَرُونَ: «اقْتَرِبْ مِنَ الْمَذْبَحِ وَقَدِّمْ ذَبِيحَةَ خَطِيئَتِكَ وَمُحْرَقَتَكَ، وَكَفِّرْ عَنْ نَفْسِكَ وَعَنِ الشَّعْبِ، ثُمَّ أَحْضِرْ قُرْبَانَ الشَّعْبِ وَكَفِّرْ عَنْهُمْ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ». -\v 8 فَاقْتَرَبَ هَرُونُ مِنَ الْمَذْبَحِ، وَقَرَّبَ الثَّوْرَ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ عَنْ نَفْسِهِ، -\v 9 وَقَدَّمَ لَهُ أَبْنَاؤُهُ الدَّمَ فَغَمَسَ إِصْبَعَهُ فِيهِ وَوَضَعَهُ عَلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ، ثُمَّ سَكَبَ بَقِيَّةَ الدَّمِ عِنْدَ قَاعِدَتِهِ. -\v 10 وَأَحْرَقَ عَلَى الْمَذْبَحِ شَحْمَ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ وَكُلْيَتَيْهَا وَمَرَارَتَهَا، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى -\v 11 أَمَّا اللَّحْمُ وَالْجِلْدُ فَقَدْ أَحْرَقَهُمَا خَارِجَ الْمُخَيَّمِ. -\p -\v 12 ثُمَّ ذَبَحَ هَرُونُ كَبْشَ الْمُحْرَقَةِ، وَقَدَّمَ لَهُ أَبْنَاؤُهُ الدَّمَ فَرَشَّهُ عَلَى جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ. -\v 13 ثُمَّ نَاوَلُوهُ أَجْزَاءَ لَحْمِ الْمُحْرَقَةِ، وَرَأْسَهَا فَأَحْرَقَهَا عَلَى الْمَذْبَحِ. -\v 14 وَغَسَلَ الأَمْعَاءَ وَالأَكَارِعَ وَأَحْرَقَهَا فَوْقَ الْمُحْرَقَةِ عَلَى الْمَذْبَحِ. -\v 15 ثُمَّ قَدَّمَ قُرْبَانَ الشَّعْبِ. فَأَخَذَ تَيْسَ خَطِيئَةِ الشَّعْبِ، وَذَبَحَهُ وَقَدَّمَهُ قُرْبَانَ خَطِيئَةٍ عَلَى مِثَالِ قُرْبَانِ الْخَطِيئَةِ الأَوَّلِ. -\v 16 ثُمَّ أَحْضَرَ الْمُحْرَقَةَ وَأَصْعَدَهَا حَسَبَ الشَّعَائِرِ الْمَنْصُوصَةِ. -\v 17 وَرَفَعَ أَيْضاً تَقْدِمَةَ الدَّقِيقِ، فَمَلأَ قَبْضَتَهُ مِنْهَا وَأَحْرَقَهَا عَلَى الْمَذْبَحِ، بِالإِضَافَةِ إِلَى التَّقْدِمَةِ الصَّبَاحِيَّةِ الْمُعْتَادَةِ. -\v 18 وَكَذَلِكَ ذَبَحَ الثَّوْرَ وَالْكَبْشَ، ذَبِيحَةَ سَلامٍ عَنِ الشَّعْبِ وَأَعْطَاهُ أَبْنَاؤُهُ الدَّمَ فَرَشَّهُ عَلَى جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ. -\v 19 وَانْتَزَعَ شَحْمَ الثَّوْرِ وَأَلْيَةَ الْكَبْشِ وَشَحْمَ الْكُلْيَتَيْنِ وَالْمَرَارَةَ مِنْهُمَا، -\v 20 وَوَضَعُوا الشَّحْمَ عَلَى الصَّدْرَيْنِ، ثُمَّ أَحْرَقَ الشَّحْمَ عَلَى الْمَذْبَحِ. -\v 21 وَأَمَّا صَدْرُ كُلٍّ مِنْهُمَا وَسَاقُهُ الْيُمْنَى فَقَدْ رَجَّحَهَا أَمَامَ الرَّبِّ كَمَا أَمَرَ مُوسَى. -\p -\v 22 ثُمَّ رَفَعَ هَرُونُ يَدَيْهِ نَحْوَ الشَّعْبِ وَبَارَكَهُمْ. وَلَمَّا انْتَهَى مِنْ تَقْرِيبِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ وَالْمُحْرَقَةِ وَذَبِيحَةِ السَّلامِ، انْحَدَرَ مِنْ عِنْدِ الْمَذْبَحِ. -\v 23 وَدَخَلَ مُوسَى وَهَرُونُ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَمَا لَبِثَا أَنْ خَرَجَا وَبَارَكَا الشَّعْبَ، فَتَجَلَّى مَجْدُ الرَّبِّ لِلشَّعْبِ كُلِّهِ. -\v 24 وَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ أَحْرَقَتْ ذَبِيحَةَ الْمُحْرَقَةِ وَالشَّحْمَ الَّذِي عَلَى الْمَذْبَحِ. وَعِنْدَمَا شَهِدَ الشَّعْبُ هَذَا، هَتَفُوا سَاجِدِينَ بِوُجُوهٍ مُنْحَنِيَةٍ نَحْوَ الأَرْضِ. -\c 10 -\s1 موت ناداب وأبيهو -\p -\v 1 ثُمَّ وَضَعَ نَادَابُ وَأَبِيهُو، ابْنَا هَرُونَ، فِي مِجْمَرَتَيْهِمَا نَاراً غَيْرَ مُقَدَّسَةٍ، وَبَخُوراً عَلَى خِلافِ مَا أَمَرَهُمَا الرَّبُّ، وَقَرَّبَا أَمَامَ الرَّبِّ -\v 2 فَانْدَلَعَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ فَالْتَهَمَتْهُمَا، فَمَاتَا فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ. -\v 3 فَقَالَ مُوسَى لِهَرُونَ: «إِلَيْكَ مَا قَالَهُ الرَّبُّ: فِي الْقَرِيبِينَ مِنِّي أُظْهِرُ قَدَاسَتِي، وَأُعْلِنُ مَجْدِي أَمَامَ جَمِيعِ الشَّعْبِ». فَصَمَتَ هَرُونُ. -\v 4 وَاسْتَدْعَى مُوسَى مِيشَائِيلَ وَأَلْصَافَانَ ابْنَيْ عُزِّيئِيلَ عَمِّ هَروُنَ وَقَالَ لَهُمَا: «تَعَالَيَا وَاحْمِلا جُثَّتَيْ قَرِيبَيْكُمَا مِنْ أَمَامِ الْقُدْسِ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ». -\v 5 فَتَقَدَّمَا وَرَفَعَاهُمَا بِقَمِيصَيْهِمَا إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ، كَمَا أَمَرَ مُوسَى. -\v 6 وَقَالَ مُوسَى لِهَرُونَ وَأَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ ابْنَيْهِ: «لا تَكْشِفُوا رُؤُوسَكُمْ وَلا تَشُقُّوا ثِيَابَكُمْ حِدَاداً، لِئَلّا تَمُوتُوا وَيَسْخَطَ الرَّبُّ عَلَى كُلِّ الشَّعْبِ. وَأَمَّا بَقِيَّةُ الشَّعْبِ فَلْيَبْكُوا عَلَى اللَّذَيْنِ أَحْرَقَهُمَا الرَّبُّ. -\v 7 وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا مِنْ بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِئَلّا تَمُوتُوا، لأَنَّ دُهْنَ مَسْحَةِ الرَّبِّ مَازَالَ عَلَيْكُمْ». فَنَفَّذُوا أَمْرَ مُوسَى. -\p -\v 8 وَأَمَرَ الرَّبُّ هَرُونَ: -\v 9 «لا تَشْرَبْ أَنْتَ وَأَبْنَاؤُكَ خَمْراً مُسْكِراً عِنْدَ دُخُولِكُمْ لِخِدْمَتِي فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، لِئَلّا تَمُوتُوا، وَتَكُونُ هَذِهِ عَلَيْكُمْ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ، -\v 10 لِتُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ، النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ، -\v 11 وَلِتُعَلِّمُوا شَعْبَ إِسْرَائِيلَ جَمِيعَ الْفَرَائِضِ الَّتِي أَمَرْتُ بِها عَلَى لِسَانِ مُوسَى». -\p -\v 12 وَقَالَ مُوسَى لِهَرُونَ وَابْنَيْهِ الْبَاقِيَيْنِ، أَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ: «خُذُوا مَا تَبَقَّى مِنْ تَقْدِمَةِ الدَّقِيقِ الْمُقَرَّبَةِ إِلَى الرَّبِّ وَكُلُوهَا فَطِيراً إِلَى جِوَارِ الْمَذْبَحِ، لأَنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ. -\v 13 كُلُوهَا فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ لأَنَّهَا نَصِيبُكَ وَنَصِيبُ ابْنَيْكَ مِنْ مُحْرَقَاتِ الرَّبِّ، لأَنَّنِي هَكَذَا أُمِرْتُ. -\v 14 وَأَمَّا الصَّدْرُ الْمُرَجَّحُ وَالسَّاقُ الْيُمْنَى الْمُقَدَّمَةُ، فَكُلْهَا أَنْتَ وَبَنُوكَ وَبَنَاتُكَ فِي مَكَانٍ طَاهِرٍ، لأَنَّهَا نَصِيبُكَ وَنَصِيبُ أَبْنَائِكَ مِنْ ذَبَائِحِ سَلامِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ. -\v 15 عِنْدَمَا يَأْتِي الشَّعْبُ بِسَاقِ التَّقْدِمَةِ وَصَدْرِ التَّرْجِيحِ وَوَقَائِدِ الشَّحْمِ لِتَرْجِيحِهَا أَمَامَ الرَّبِّ، يُصْبِحَانِ مِنَ نَصِيبِكَ وَنَصِيبِ أَبْنَائِكَ، فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ». -\p -\v 16 وَبَحَثَ مُوسَى عَنْ تَيْسِ الْخَطِيئَةِ فَوَجَدَهُ قَدِ احْتَرَقَ فَاغْتَاظَ مِنْ أَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ ابْنَيْ هَرُونَ الْبَاقِيَيْنِ وَقَالَ: -\v 17 «لِمَاذَا لَمْ تَأْكُلا ذَبِيحَةَ الْخَطِيئَةِ فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ؟ إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ، وَهَبَهَا الرَّبُّ لَكُمَا لِتَحْمِلا إِثْمَ الْجَمَاعَةِ، تَكْفِيراً عَنْهُمْ أَمَامَ الرَّبِّ. -\v 18 مَادَامَ دَمُهَا لَمْ يُؤْخَذْ إِلَى دَاخِلِ الْقُدْسِ، كَانَ عَلَيْكُمَا أَنْ تَأْكُلاهَا فِي الْقُدْسِ كَمَا أَوْصَيْتُ». -\v 19 فَقَالَ هَرُونُ لِمُوسَى: «لَقَدْ قَرَّبَا الْيَوْمَ ذَبِيحَةَ خَطِيئَتِهِمَا وَمُحْرَقَتَهُمَا فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، فَلَوْ أَكَلْنَا ذَبِيحَةَ الْخَطِيئَةِ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ، وَقَدْ أَصَابَنَا مَا أَصَابَنَا، فَهَلْ كَانَ الرَّبُّ يَرْضَى عَنَّا؟» -\v 20 فَاقْتَنَعَ مُوسَى بِهَذَا الْجَوَابِ. -\c 11 -\s1 الأطعمة الطاهرة والأطعمة النجسة -\p -\v 1 وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَرُونَ: -\v 2 «أَوْصِيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: هَذِهِ هِيَ الْحَيَوَانَاتُ الَّتِي تَأْكُلُونَهَا مِنْ جَمِيعِ بَهَائِمِ الأَرْضِ: -\v 3 تَأْكُلُونَ كُلَّ حَيَوَانٍ مَشْقُوقِ الظِّلْفِ وَمُجْتَرٍّ، -\v 4 أَمَّا الْحَيَوَانَاتُ الْمُجْتَرَّةُ فَقَطْ، أَوِ الْمَشْقُوقَةُ الظِّلْفِ فَقَطْ، فَلا تَأْكُلُوا مِنْهَا، فَالْجَمَلُ غَيْرُ طَاهِرٍ لَكُمْ لأَنَّهُ مُجْتَرٌّ وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مَشْقُوقِ الظِّلْفِ، -\v 5 وَكَذَلِكَ الْوَبْرُ نَجِسٌ لَكُمْ لأَنَّهُ مُجْتَرٌّ وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مَشْقُوقِ الظِّلْفِ، -\v 6 أَمَّا الأَرْنَبُ فَإِنَّهُ مُجْتَرٌّ وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مَشْقُوقِ الظِّلْفِ، لِذَلِكَ هُوَ نَجِسٌ لَكُمْ، -\v 7 وَالْخِنْزِيرُ أَيْضاً نَجِسٌ لَكُمْ لأَنَّهُ مَشْقُوقُ الظِّلْفِ وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مُجْتَرٍّ. -\v 8 لَا تَأْكُلُوا مِنْ لَحْمِهَا وَلا تَلْمَسُوا جُثَثَهَا لأَنَّهَا نَجِسَةٌ لَكُمْ. -\p -\v 9 أَمَّا مَا يَعِيشُ فِي الْمَاءِ فَتَأْكُلُونَ مِنْهُ كُلَّ مَالَهُ زَعَانِفُ وَقُشُورٌ، سَوَاءٌ كَانَ يَعِيشُ فِي الْبِحَارِ أَمِ الأَنْهَارِ، فَهَذِهِ تَأْكُلُونَهَا. -\v 10 وَلَكِنْ إِيَّاكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا الْحَيَوَانَاتِ الْمَائِيَّةَ الَّتِي لَيْسَ لَهَا زَعَانِفُ أَوْ قُشُورٌ، سَوَاءٌ كَانَتْ تَعِيشُ فِي الأَنْهَارِ أَوِ الْبِحَارِ، أَوِ الزَّوَاحِفَ فِي الْمِيَاهِ، أَوْ كُلَّ نَفْسٍ حَيَّةٍ فِيهَا، فَهَذِهِ كُلُّهَا مَحْظُورَةٌ عَلَيْكُمْ. -\v 11 فَلا تَأْكُلُوا مِنْ لَحْمِهَا وَامْقُتُوا جُثَثَهَا. -\v 12 كُلُّ حَيَوَانٍ مَائِيٍّ خَالٍ مِنَ الزَّعَانِفِ وَالْقُشُورِ يَكُونُ مَحْظُوراً عَلَيْكُمْ. -\p -\v 13 وَمِنَ الطُّيُورِ الَّتِي يُحَظَرُ عَلَيْكُمْ أَكْلُهَا لأَنَّهَا مَمْقُوتَةٌ: النَّسْرُ وَالأَنُوقُ وِالصَّقْرُ، -\v 14 وَالْحِدَأَةُ وَالْبَاشِقُ عَلَى مُخْتَلَفِ أَصْنَافِهِ، -\v 15 وَكُلُّ أَجْنَاسِ الْغِرْبَانِ، -\v 16 وَالنَّعَامَةُ وَالظَّلِيمُ وَالسَّأَفُ وَكُلُّ أَنْوَاعِ طَيْرِ الْبَازِ، -\v 17 وَالْبُومَةُ وَالْغَوَّاصُ وَالْكُرْكِيُّ، -\v 18 وَالْبَجَعُ وَالْقُوقُ وَالرَّخَمُ، -\v 19 وَاللَّقْلَقُ وَالْبَبْغَاءُ عَلَى اخْتِلافِ أَجْنَاسِهَا، وَالْهُدْهُدُ وَالْخُفَّاشُ. -\p -\v 20 وَكَذَلِكَ تُحَظَرُ عَلَيْكُمْ كُلُّ حَشَرَةٍ مُجَنَّحَةٍ ذَاتِ أَرْبَعِ أَرْجُلٍ. -\v 21 وَلَكِنْ كُلُوا مِنْ بَيْنِ الْكَائِنَاتِ الْمُجَنَّحَةِ الَّتِي تَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ مَالَهُ سَاقَانِ أَطْوَلُ مِنْ يَدَيْهِ يَقْفِزُ بِهِمَا عَلَى الأَرْضِ. -\v 22 فَمِنْ هَذِهِ الْكَائِنَاتِ تَأْكُلُونَ: كُلُّ أَنْوَاعِ الْجَرَادِ، وَجَمِيعُ أَصْنَافِ الدَّبَا وَالحَرْجُوَانُ عَلَى مُخْتَلَفِ أَجْنَاسِهِ وَالْجُنْدُبُ بِأَنْوَاعِهِ -\v 23 أَمَّا سَائِرُ دَبِيبِ الطَّيْرِ ذَوَاتِ الأَرْبَعِ الأَرْجُلِ فَهُوَ مَحْظُورٌ عَلَيْكُمْ، -\v 24 فَإِنَّهَا تُنَجِّسُكُمْ، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُ جُثَثَهَا يَتَنَجَّسُ حَتَّى الْمَسَاءِ. -\v 25 وَعَلَى كُلِّ مَنْ حَمَلَ جُثَثَهَا أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَيَكُونُ نَجِساً حَتَّى الْمَسَاءِ، -\v 26 وَكَذَلِكَ جَمِيعُ الْبَهَائِمِ ذَوَاتِ الأَظْلافِ غَيْرِ الْمَشْقُوقَةِ وَغَيْرِ الْمُجْتَرَّةِ تَكُونُ نَجِسَةً لَكُمْ، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُهَا يَتَنَجَّسُ. -\v 27 وَأَيْضاً كُلُّ حَيَوَانٍ يَمْشِي عَلَى كُفُوفِهِ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانَاتِ ذَوَاتِ الأَرْبَعِ الأَرْجُلِ، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ، وَكُلُّ مَنْ يَمَسُّ جُثَثَهَا يَكُونُ نَجِساً حَتَّى الْمَسَاءِ، -\v 28 وَمَنْ يَحْمِلُ جُثَثَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. جَمِيعُهَا مَحْظُورَةٌ عَلَيْكُمْ. -\p -\v 29 أَمَّا الْحَيَوَانَاتُ الدَّابَةُ حَوْلَكُمْ فَوْقَ الأَرْضِ وَالْمَحْظُورَةُ عَلَيْكُمْ لِنَجَاسَتِهَا فَهِيَ: ابْنُ عِرْسٍ وَالْفَأْرُ وَالضَّبُّ عَلَى مُخْتَلَفِ أَجْنَاسِهِ، -\v 30 وَالْحِرْذَوْنُ وَالْوَرَلُ وَالْوَزَغَةُ والْعِظَايَةُ وَالْحِرْبَاءُ. -\p -\v 31 هَذِهِ هِيَ الْحَيَوَانَاتُ النَّجِسَةُ لَكُمْ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانَاتِ الدَّابَةِ. كُلُّ مَنْ لَمَسَهَا يَكُونُ نَجِساً حَتَّى الْمَسَاءِ. -\v 32 إِنْ وَقَعَتْ جُثَّةُ أَحَدِ هَذِهِ الْحَيَوَانَاتِ عَلَى شَيْءٍ فَإِنَّهُ يَتَنَجَّسُ، سَوَاءٌ أَكَانَ آنِيَةً مِنْ خَشَبٍ أَمْ قُمَاشٍ أَمْ جِلْدٍ أَمْ مِسْحٍ، أَمْ أَيِّ شَيْءٍ يُسْتَخْدَمُ فِي عَمَلٍ مَا. يُوْضَعُ فِي مَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ، ثُمَّ يَطْهُرُ. -\v 33 أَمَّا إِنْ وَقَعَتْ جُثَّةُ أَحَدِهَا فِي إِنَاءٍ خَزَفِيٍّ، فَإِنَّ مَا فِي الإِنَاءِ يَتَنَجَّسُ، وَأَمَّا الإِنَاءُ فَيُكْسَرُ. -\v 34 وَأَيُّ طَعَامٍ يُؤْكَلُ اسْتُخْدِمَ فِيهِ مَاءٌ مِنْ هَذَا الإِنَاءِ يَكُونُ نَجِساً. وَكَذَلِكَ يَكُونُ مَاؤُهُ الَّذِي يُشْرَبُ أَيْضاً. -\v 35 وَإذَا سَقَطَتْ جُثَّةُ أَحَدِ هَذِهِ الْحَيَوَانَاتِ فِي التَّنُّورِ أَوِ الْمَوْقِدِ، فَإِنَّهُ يُهْدَمُ، لأَنَّهُ نَجِسٌ وَأَنْتُمْ بِهِ تَتَنَجَّسُونَ. -\v 36 أَمَّا إِنْ سَقَطَتْ فِي نَبْعٍ أَوْ بِئْرٍ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْمَاءُ، فَإِنَّهُمَا تَظَلّانِ طَاهِرَتَيْنِ. لَكِنْ كُلُّ مَنْ لَمَسَ جُثَّتَهَا يَكُونُ نَجِساً. -\v 37 وَإذَا وَقَعَتْ جُثَّةُ وَاحِدَةٍ مِنْهَا عَلَى حُبُوبٍ يَبْذُرُونَهَا فِي حَقْلٍ، فَإِنَّهَا تَبْقَى طَاهِرَةً. -\v 38 لَكِنْ إِنْ كَانَتِ الْحُبُوبُ مُبْتَلَّةً بِمَاءٍ وَسَقَطَتِ الْجُثَّةُ عَلَيْهَا، فَإِنَّ الْحُبُوبَ الْمُبْتَلَّةَ تُصْبِحُ نَجِسَةً لَكُمْ. -\v 39 إِنْ مَاتَ حَيَوَانٌ لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَكْلُهُ، وَلَمَسَ أَحَدٌ جُثَّتَهُ، فَاللّامِسُ يَكُونُ نَجِساً حَتَّى الْمَسَاءِ. -\v 40 وَعَلَى مَنْ أَكَلَ مِنْ جُثَّتِهِ أَوْ حَمَلَهَا أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. -\p -\v 41 ويُحَظَرُ عَلَيْكُمُ الأَكْلُ مِنَ الْحَيَوَانَاتِ الزَّاحِفَةِ، -\v 42 سَوَاءٌ كَانَتْ تَزْحَفُ عَلَى بَطْنِهَا أَوْ تَدِبُّ عَلَى أَرْبَعٍ أَوْ أَكْثَرَ فَإِنَّهَا مَحْظُورَةٌ عَلَيْكُمْ، فَلا تَأْكُلُوا مِنْهَا. -\v 43 لَا تُدَنِّسُوا أَنْفُسَكُمْ بِالْحَيَوَانَاتِ الدَّابَةِ هَذِهِ، وَلا تَتَنَجَّسُوا بِها. كُونُوا طَاهِرِينَ. -\v 44 أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، فَكَرِّسُوا أَنْفُسَكُمْ وَتَقَدَّسُوا، لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ، وَلا تُنَجِّسُوا أَنْفُسَكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الدَّبِيبِ الْمُتَحَرِّكِ عَلَى الأَرْضِ. -\v 45 لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ لأَكُونَ لَكُمْ إِلَهاً. فَكُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ. -\p -\v 46 هَذِهِ هِيَ الشَّرَائِعُ الْخَاصَّةُ بِالْحَيَوَانَاتِ وَالطُّيُورِ وَالْحَيَوَانَاتِ الْمَائِيَّةِ وَالزَّوَاحِفِ، -\v 47 لِكَيْ تُمَيِّزُوا بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ، وَبَيْنَ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي تُؤْكَلُ وَالْحَيَوَانَاتِ الْمَحْظُورِ أَكْلُهَا». -\c 12 -\s1 التطهر بعد الولادة -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا حَمَلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً، تَظَلُّ الأُمُّ فِي حَالَةِ نَجَاسَةٍ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، كَمَا فِي أَيَّامِ فَتْرَةِ الْحَيْضِ. -\v 3 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُجْرَى خِتَانُ الطِّفْلِ. -\v 4 وَعَلَى الْمَرْأَةِ أَنْ تَبْقَى ثَلاثَةً وَثَلاثِينَ يَوْماً أُخْرَى إِلَى أَنْ تَطْهُرَ مِنْ نَزِيفِهَا، فَلا تَمَسُّ أَيَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ، وَلا تَحْضُرُ إِلَى الْمَقْدِسِ، إِلَى أَنْ تَتِمَّ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. -\v 5 وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى فَإِنَّهَا تَظَلُّ فِي حَالَةِ نَجَاسَةٍ مُدَّةَ أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي فَتْرَةِ الْحَيْضِ، وَتَبْقَى سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً حَتَّى تَتَطَهَّرَ مِنْ نَزِيفِهَا. -\v 6 وَعِنْدَمَا تَكْتَمِلُ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا سَوَاءٌ وَلَدَتْ ذَكَراً أَمْ أُنْثَى، تُحْضِرُ حَمَلاً حَوْلِيًّا تُقَدِّمُهُ مُحْرَقَةً، وَكَذَلِكَ فَرْخَ حَمَامَةٍ أَوْ يَمَامَةٍ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، إِلَى مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ إِلَى الْكَاهِنِ، -\v 7 فَيُقَرِّبُهَا أَمَامَ الرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهَا، فَتَتَطَهَّرُ مِنْ نَزِيفِهَا. هَذِهِ هِيَ الشَّرِيعَةُ الْخَاصَّةُ بِكُلِّ أُمٍّ بَعْدَ الْوِلادَةِ. -\v 8 وَإِنْ كَانَتِ الأُمُّ أَفْقَرَ مِن أَنْ تُقَدِّمَ حَمَلاً، فَلْتَأْتِ بِيَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ، فَيَكُونَ أَحَدُهُمَا مُحْرَقَةً وَالآخَرُ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، فَيُكَفِّرُ بِهِمَا عَنْهَا الْكَاهِنُ وَتَطْهُرُ». -\c 13 -\s1 شرائع الأمراض الجلدية المعدية -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: -\v 2 «إِذَا أُصِيبَ جِلْدُ إِنْسَانٍ بِوَرَمٍ أَوْ قُوبَاءَ أَوْ لُمْعَةٍ، يُمْكِنُ أَنْ تَتَحَوَّلَ فِي جِلْدِهِ إِلَى دَاءِ الْبَرَصِ، فَلْيُؤْخَذْ إِلَى هَرُونَ أَوْ إِلَى أَحَدِ أَبْنَائِهِ الْكَهَنَةِ لِيُعَايِنَهُ. -\v 3 فَإِنْ وَجَدَ الْكَاهِنُ أَنَّ الشَّعْرَ فِي مَوْضِعِ الدَّاءِ قَدِ ابْيَضَّ، وَأَنَّ مَكْمَنَ الدَّاءِ غَائِرٌ عَنْ سَطْحِ الْجِلْدِ الْمُحِيطِ بِهِ، فَالدَّاءُ يَكُونُ ضَرْبَةَ الْبَرَصِ. فَيُعْلِنُ الْكَاهِنُ أَنَّهُ مُصَابٌ بِمَرَضِ الْبَرَصِ النَّجِسِ. -\v 4 وَإِنْ لَمْ تَكُنِ الْبُقْعَةُ الْبَيْضَاءُ غَائِرَةً عَنْ سَطْحِ الْجِلْدِ، وَلَمْ يَكُنِ الشَّعْرُ الْمَوْجُودُ فِيهَا قَدِ ابْيَضَّ، يَحْجُزُ الْكَاهِنُ الْمَرِيضَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، -\v 5 ثُمَّ يَفْحَصُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِنْ وَجَدَ أَنَّ الْبُقْعَةَ لَمْ تَتَّسِعْ وَتَمْتَدَّ، يَحْجُزُهُ الْكَاهِنُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخْرَى، -\v 6 وَيُعَايِنُهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ ثَانِيَةً. فَإِذَا وَجَدَ أَنَّ الضَّرْبَةَ دَاكِنَةُ اللَّوْنِ وَالْبُقْعَةَ لَمْ تَتَّسِعْ وَتَمْتَدَّ، يَحْكُمُ بِسَلامَتِهِ. إِنَّهَا قُوبَاءُ. وَعَلَيْهِ فَقَطْ أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ فَيُعْتَبَرَ طَاهِراً. -\v 7 لَكِنْ إِنِ امْتَدَّتِ الْبُقْعَةُ فِي الْجِلْدِ بَعْدَ مُعَايَنَةِ الْكَاهِنِ لَهُ لِتَطْهِيرِهِ، يُعْرَضُ عَلَى الْكَاهِنِ مَرَّةً أُخْرَى، -\v 8 فَإِنْ وَجَدَ الْكَاهِنُ بَعْدَ فَحْصِهِ أَنَّ الْبُقْعَةَ قَدِ امْتَدَّتْ وَاتَّسَعَتْ، يُعْلِنُ الْكَاهِنُ نَجَاسَتَهُ لإِصَابَتِهِ بِمَرَضِ الْبَرَصِ. -\p -\v 9 إِذَا كَانَ إِنْسَانٌ مُصَاباً بِدَاءِ الْبَرَصِ تَعْرِضُونَهُ عَلَى الْكَاهِنِ، -\v 10 فَإِنْ وَجَدَ الْكَاهِنُ بَعْدَ فَحْصِهِ أَنَّ فِي الْجِلْدِ وَرَماً أَبْيَضَ، ابْيَضَّ فِيهِ الشَّعْرُ وَبَدَتْ فِيهِ قُرْحَةٌ، -\v 11 فَيَكُونُ هَذَا مَرَضَ بَرَصٍ مُزْمِنٍ أَصَابَ جِلْدَهُ. وَيُعْلِنُ الْكَاهِنُ لِذَلِكَ نَجَاسَتَهُ، وَلا يَحْجُزُهُ لِثُبُوتِ الدَّاءِ فِيهِ. -\v 12 لَكِنْ إِنْ كَانَ الْبَرَصُ قَدِ انْتَشَرَ فِي جِلْدِ الْبَدَنِ كُلِّهِ، وَغَطَّى الْمُصَابَ مِنْ رَأْسِهِ إِلَى قَدَمَيْهِ، -\v 13 يُعِيدُ الْكَاهِنُ فَحْصَهُ. فَإِذَا وَجَدَ أَنَّ الْبَرَصَ غَطَّى الْجِسْمَ كُلَّهُ يُعْلِنُ طَهَارَتَهُ، لأَنَّ جِلْدَهُ كُلَّهُ قَدِ اسْتَحَالَ إِلَى اللَّوْنِ الأَبْيَضِ. -\v 14 لَكِنْ حِينَ يَرَى فِيهِ قُرْحَةً، يَحْكُمُ بِنَجَاسَةِ الْمَرِيضِ، -\v 15 ثُمَّ يُعِيدُ فَحْصَهُ. فَإِذَا وَجَدَ الْقُرْحَةَ فِي الْجِلْدِ الْمُصَابِ، يُعْلِنُ نَجَاسَةَ الْمَرِيضِ، لأَنَّ الْقُرْحَةَ نَجِسَةٌ، وَهِيَ عَلامَةُ الْبَرَصِ. -\v 16 ثُمَّ إِنْ عَادَ لَوْنُ الْقُرْحَةِ وَابْيَضَّ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى الْكَاهِنِ، -\v 17 فَإِنْ فَحَصَهَا الكَاهِنُ وَوَجَدَ أَنَّ الْبُقْعَةَ قَدْ تَحَوَّلَتْ إِلَى بَيْضَاءَ، يُعْلِنُ طَهَارَةَ الْمُصَابِ. إِنَّهُ طَاهِرٌ. -\p -\v 18 إِنْ كَانَ فِي جِلْدِ إِنْسَانٍ دُمَّلٌ تَمَّ شِفَاؤُهُ، -\v 19 ثُمَّ تَخَلَّفَ عَنْهُ وَرَمٌ أَبْيَضُ أَوْ بُقْعَةٌ لامِعَةٌ بَيْضَاءُ ضَارِبَةٌ إِلَى الْحُمْرَةِ، فَلْيُعْرَضْ عَلَى الْكَاهِنِ -\v 20 فَإِنْ وَجَدَ الْكَاهِنُ أَنَّ مَوْضِعَ الدَّاءِ غَائِرٌ عَنْ سَطْحِ بَاقِي الْجِلْدِ، وَقَدِ ابْيَضَّ الشَّعْرُ فِيهِ، يُعْلِنُ نَجَاسَتَهُ، لأَنَّهُ دَاءُ بَرَصٍ أَفْرَخَ فِي الدُّمَّلِ. -\v 21 وَلَكِنْ إِنْ عَايَنَهُ الْكَاهِنُ فَوَجَدَ أَنَّ مَوْضِعَ الدَّاءِ خَالٍ مِنَ الشَّعْرِ الْأَبْيَضِ، وَأَنَّهُ يَسْتَوِي مَعَ سَطْحِ بَاقِي الْجِلْدِ، وَأَنَّ لَوْنَهُ دَاكِنٌ، يَحْجُزُ الْمُصَابُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. -\v 22 فَإِنِ امْتَدَّ وَاتَّسَعَ فِي الْجِلْدِ يَحْكُمُ الْكَاهِنُ بِنَجَاسَتِهِ، لأَنَّهُ مُصَابٌ بِالدَّاءِ. -\v 23 وَلَكِنْ إِنْ بَقِيَتِ الْبُقْعَةُ اللّامِعَةُ كَمَا هِيَ، وَلَمْ تَتَّسِعْ وَتَمْتَدَّ، تَكُونُ مُجَرَّدَ أَثَرٍ لِلدُّمَّلِ، فَيُعْلِنُ طَهَارَةَ الْمُصَابِ. -\p -\v 24 إِنِ احْتَرَقَ جِلْدُ إِنْسَانٍ فَابْيَضَّ مَوْضِعُ الْحَرْقِ، أَوْ صَارَ أَبْيَضَ ضَارِباً إِلَى الْحُمْرَةِ، -\v 25 وَفَحَصَ الْكَاهِنُ الْبُقْعَةَ اللّامِعَةَ فَوَجَدَ أَنَّ شَعْرَهَا قَدِ ابْيَضَّ، وَبَدَتْ غَائِرَةً عَنْ سَطْحِ بَاقِي الْجِلْدِ، يَكُونُ ذَلِكَ بَرَصاً أَفْرَخَ فِي مَوْضِعِ الْحَرْقِ، فَيَحْكُمُ بِنَجَاسَتِهِ. -\v 26 وَلَكِنْ إِنْ فَحَصَهَا الْكَاهِنُ وَلَمْ يَجِدْ فِي الْبُقْعَةِ شَعْراً أَبْيَضَ، وَأَنَّهَا تَسْتَوِي مَعَ سَطْحِ بَاقِي الْجِلْدِ، وَأَنَّ لَوْنَهَا دَاكِنٌ يَحْجُزُهُ أُسْبُوعاً، -\v 27 ثُمَّ يُعِيدُ فَحْصَهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. فَإِنْ وَجَدَ أَنَّهَا امْتَدَّتْ فِي الْجِلْدِ، يُعْلِنُ نَجَاسَتَهُ لأَنَّهُ مُصَابٌ بِالْبَرَصِ -\v 28 لَكِنْ إِنْ بَقِيَتِ الْبُقْعَةُ اللّامِعَةُ عَلَى حَالِهَا وَلَمْ تَمْتَدَّ فِي الْجِلْدِ، وَاكْمَدَّ لَوْنُهَا، فَهِيَ مُجَرَّدُ أَثَرِ الْحَرْقِ وَلَيْسَتْ بَرَصاً، وَيُعْلِنُ الْكَاهِنُ طَهَارَةَ الْمُصَابِ. -\p -\v 29 إِذَا أُصِيبَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ بِقُرْحَةٍ فِي الرَّأْسِ أَوْ فِي الذَّقَنِ، -\v 30 وَعَايَنَ الْكَاهِنُ الإِصَابَةَ فَوَجَدَهَا غَائِرَةً عَنْ سَطْحِ بَاقِي الْجِلْدِ، وَفِيهَا شَعْرٌ أَشْقَرُ دَقِيقٌ، يَحْكُمُ بِنَجَاسَةِ الْمُصَابِ لأَنَّهَا قَرَعٌ، بَرَصُ الرَّأْسِ أَوْ الذَّقَنِ -\v 31 لَكِنْ إذَا وَجَدَ الْكَاهِنُ بَعْدَ فَحْصِهِ إِصَابَةَ الْقَرَعِ أَنَّهَا لَيْسَتْ غَائِرَةً عَنْ سَطْحِ بَاقِي الْجِلْدِ، وَأَنَّهَا خَالِيَةٌ مِنَ الشَّعْرِ الأَسْوَدِ، يَحْجُزُ الْكَاهِنُ الْمُصَابَ بِالْقَرَعِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، -\v 32 ثُمَّ يُعِيدُ الْفَحْصَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. فَإِنْ وَجَدَ أَنَّهَا لَمْ تَمْتَدَّ وَأَنَّهَا خَالِيَةٌ مِنَ الشَّعْرِ الأَشْقَرِ وَأَنَّهَا تَسْتَوِي مَعَ سَطْحِ بَاقِي الْجِلْدِ، -\v 33 يَحْلِقُ الْمُصَابُ شَعْرَهُ بِاسْتِثْنَاءِ شَعْرِ الْبُقْعَةِ الْمُصَابَةِ. وَيَحْجُزُهُ الْكَاهِنُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخْرَى -\v 34 فَإِنْ وَجَدَ الْكَاهِنُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ أَنَّ الإِصَابَةَ لَمْ تَمْتَدَّ فِي جِلْدِ الْمَرِيضِ، وَأَنَّهَا تَسْتَوِي مَعَ سَطْحِ بَاقِي الْجِلْدِ، يَحْكُمُ بِطَهَارَتِهِ. وَعَلَيْهِ فَقَطْ أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ فَيَكُونُ طَاهِراً. -\v 35 لَكِنْ إِنِ امْتَدَّ الْقَرَعُ فِي الْجِلْدِ بَعْدَ عَرْضِهِ عَلَى الْكَاهِنِ وَالْحُكْمِ بِطَهَارَتِهِ، -\v 36 يَفْحَصُهُ الكَاهِنُ ثَانِيَةً. فَإِنْ رَأَى أَنَّ الإِصَابَةَ قَدِ امْتَدَّتْ فِي الْجِلْدِ، لَا يَحْتَاجُ الْكَاهِنُ أَنْ يَبْحَثَ عَنْ شَعْرٍ أَشْقَرَ، لأَنَّ الْمُصَابَ مَرِيضٌ بِدَاءِ الْبَرَصِ. -\v 37 لَكِنْ إِنْ وَجَدَ الْكَاهِنُ أَنَّ الإِصَابَةَ تَوَقَّفَتْ وَلَمْ تَمْتَدَّ، وَقَدْ نَبَتَ فِيهَا شَعْرٌ أَسْوَدُ، فَتِلْكَ عَلامَةُ شِفَائِهِ. وَيَحْكُمُ بِطَهَارَتِهِ. -\p -\v 38 وَإِنْ ظَهَرَتْ فِي جِلْدِ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ بُقَعٌ لامِعَةٌ بَيْضَاءُ، -\v 39 وَفَحَصَهَا الْكَاهِنُ، وَإذَا بِها كَامِدَةُ اللَّوْنِ بَيْضَاءُ، يَكُونُ ذَلِكَ بَهَقٌ قَدِ انْتَشَرَ فِي الْجِلْدِ، وَالْمُصَابُ يَكُونُ طَاهِراً. -\p -\v 40 وَإذَا سَقَطَ شَعْرُ إِنْسَانٍ فَهُوَ أَقْرَعُ، وَيَكُونُ طَاهِراً. -\v 41 وَإِنْ سَقَطَ الشَّعْرُ مِنْ مُقَدَّمَةِ رَأْسِهِ فَهُوَ أَصْلَعُ، وَيَكُونُ طَاهِراً. -\v 42 وَلَكِنْ إِنْ ظَهَرَ فِي الْقَرَعَةِ أَوِ الصُّلْعَةِ قُرْحَةٌ بَيْضَاءُ ضَارِبَةٌ إِلَى الْحُمْرَةِ، يَكُونُ هَذَا بَرَصٌ قَدْ أَفْرَخَ فِي قَرْعَتِهِ أَوْ صُلْعَتِهِ، -\v 43 فَيَفْحَصُهُ الْكَاهِنُ. فَإِذَا وَجَدَ أَنَّ الْوَرَمَ فِي قَرْعَتِهِ أَوْ صُلْعَتِهِ أَبْيَضُ ضَارِبٌ إِلَى الْحُمْرَةِ، مُمَاثِلٌ لِلْبَرَصِ فِي جِلْدِ الْبَدَنِ، -\v 44 يَكُونُ آنَئِذٍ أَبْرَصَ نَجِساً مُصَاباً بِرَأْسِهِ، وَيَحْكُمُ الْكَاهِنُ بِنَجَاسَتِهِ. -\v 45 وَعَلَى الْمُصَابِ بِدَاءِ الْبَرَصِ أَنْ يَشُقَّ ثِيَابَهُ وَيَكْشِفَ رَأْسَهُ وَيُغَطِّيَ شَارِبَيْهِ، وَيُنَادِيَ: ’نَجِسٌ! نَجِسٌ!‘. -\v 46 وَيَظَلُّ طُولَ فَتْرَةِ مَرَضِهِ نَجِساً يُقِيمُ وَحْدَهُ خَارِجَ الْمُخَيَّمِ مَعْزُولاً. -\s1 شرائع البرص -\p -\v 47 وَإذَا بَدَا دَاءُ الْبَرَصِ الْمُعْدِي، فِي ثَوْبِ صُوفٍ أَوْ كَتَّانٍ -\v 48 أَوْ فِي قِطْعَةِ قُمَاشٍ مَنْسُوجَةٍ أَوْ مَحِيكَةٍ مِنْ صُوفٍ أَوْ كَتَّانٍ، أَوْ فِي جِلْدٍ، أَوْ فِي كُلِّ مَصْنُوعٍ مِنْ جِلْدٍ، -\v 49 وَكَانَتْ إِصَابَةُ الثَّوْبِ أَوِ الْجِلْدِ أَوْ قِطْعَةِ الْقُمَاشِ الْمَنْسُوجَةِ أَوِ الْمَحِيكَةِ، أَوْ فِي شَيْءٍ مَصْنُوعٍ مِنْ جِلْدٍ، ضَارِبَةً إِلَى الْحُمْرَةِ أَوِ الْخُضْرَةِ، فَإِنَّهَا إِصَابَةُ بَرَصٍ تُعْرَضُ عَلَى الْكَاهِنِ. -\v 50 فَيَفْحَصُ الإِصَابَةَ وَيَحْجُزُ الشَّيْءَ الْمُصَابَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، -\v 51 ثُمَّ يَفْحَصُهَا فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. فَإِنْ وَجَدَهَا قَدِ امْتَدَّتْ فِي الثَّوْبِ أَوْ قِطْعَةِ الْقُمَاشِ، أَوْ فِي الْجِلْدِ أَوْ فِي كُلِّ مَا يُصْنَعُ مِنْ جِلْدٍ، وَيُسْتَخْدَمُ فِي عَمَلٍ مَا، فَإِنَّ الإِصَابَةَ تَكُونُ بَرَصاً مُعْدِياً وَتَكُونُ نَجِسَةً. -\v 52 فَيُحْرِقُ الْكَاهِنُ بِالنَّارِ الثَّوْبَ أَوْ قِطْعَةَ قُمَاشِ الصُّوفِ أَوِ الْكَتَّانِ أَوْ مَتَاعَ الْجِلْدِ الْمُصَابِ، لأَنَّهُ دَاءٌ مُعْدٍ. -\v 53 لَكِنْ إِنْ وَجَدَ الْكَاهِنُ أَنَّ الإِصَابَةَ لَمْ تَمْتَدَّ فِي الثَّوْبِ أَوْ فِي قِطْعَةِ الْقُمَاشِ الْمَنْسُوجَةِ أَوِ الْمَحِيكَةِ أَوْ فِي مَتَاعِ الْجِلْدِ، -\v 54 يَأْمُرُ بِغَسْلِ الشَّيْءِ وَيَحْجُزُهُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخْرَى. -\v 55 فَإِنْ رَأَى الْكَاهِنُ أَنَّ لَوْنَ الْبُقْعَةِ فِي الشَّيْءِ الْمُصَابِ لَمْ يَتَغَيَّرْ، وَلا اتَّسَعَتِ الْبُقْعَةُ فِيهِ، يَأْمُرُ بِحَرْقِهِ فَهُوَ نَجِسٌ لأَنَّهُ انْتَشَرَ فِي ظَاهِرِ الْمَتَاعِ وَفِي بَاطِنِهِ. -\v 56 وَلَكِنْ إِنْ وَجَدَ الْكَاهِنُ، بَعْدَ فَحْصِ الشَّيْءِ الْمُصَابِ، أَنَّ الْبُقْعَةَ قَدْ كَمِدَ لَوْنُهَا بَعْدَ غَسْلِهَا، فَلْيَنْتَزِعْهَا مِنَ الثَّوْبِ أَوِ الْجِلْدِ أَوْ قِطْعَةِ الْقُمَاشِ الْمَنْسُوجَةِ أَوِ الْمَحِيكَةِ. -\v 57 ثُمَّ إِنْ عَادَتِ الْبُقْعَةُ فَظَهَرَتْ ثَانِيَةً فِي الثَّوْبِ أَوْ فِي الْقُمَاشِ الْمَنْسُوجِ أَوِ الْمَحِيكِ أَوْ مَتَاعِ الْجِلْدِ، تَكُونُ الْإِصَابَةُ مُعْدِيَةً. وَيَجِبُ إِحْرَاقُ الشَّيْءِ المُصَابِ بِالنَّارِ. -\v 58 وَأَمَّا الثَّوْبُ أَوْ بِطَانَتُهُ الْمَنْسُوجَةُ أَوِ الْمَحِيكَةُ، أَوْ مَتَاعُ الْجِلْدِ الَّذِي يَتِمُّ غَسْلُهُ وَتَزُولُ مِنْهُ الْبُقْعَةُ، فَيُغْسَلُ ثَانِيَةً وَيَطْهُرُ.» -\p -\v 59 هَذِهِ هِيَ نُصُوصُ التَّعْلِيمَاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِإِصَابَةِ الْبَرَصِ فِي الصُّوفِ أَوِ الْكَتَّانِ فِي الْبِطَانَةِ الْمَنْسُوجَةِ أَوِ الْمَحِيكَةِ، أَوْ فِي كُلِّ مَتَاعٍ جِلْدِيٍّ، وَبِمُقْتَضَاهَا تَحْكُمُونَ عَلَى طَهَارَتِهَا أَوْ نَجَاسَتِهَا. -\c 14 -\s1 التطهر من الأمراض الجلدية المعدية -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «هَذِهِ هِيَ نُصُوصُ التَّعْلِيمَاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالأَبْرَصِ الْمُطَهَّرِ مِنْ بَرَصِهِ. يُحْضِرُونَهُ إِلَى الْكَاهِنِ فِي يَوْمِ شِفَائِهِ، -\v 3 فَيَخْرُجُ الْكَاهِنُ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ لِيَفْحَصَهُ فَإِنْ وَجَدَ أَنَّهُ قَدْ بَرِئَ مِنْ دَاءِ الْبَرَصِ، -\v 4 يَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُؤْتَى لِلأَبْرَصِ الْمُبَرَّءِ بِعُصْفُورَيْنِ حَيَّيْنِ طَاهِرَيْنِ، وَخَشَبِ أَرْزٍ، وَخَيْطٍ أَحْمَرَ وَبَاقَةِ زُوفَا. -\v 5 فَيَأْمُرُ الْكَاهِنُ بَذَبْحِ عُصْفُورٍ وَاحِدٍ فِي إِنَاءٍ خَزَفِيٍّ فَوْقَ مَاءٍ جَارٍ. -\v 6 أَمَّا الْعُصْفُورُ الْحَيُّ فَيَأْخُذُهُ مَعَ خَشَبِ الأَرْزِ وَالْخَيْطِ الأَحْمَرِ وَالزُّوفَا، وَيَغْمِسُهَا جَمِيعاً فِي دَمِ الْعُصْفُورِ الْمَذْبُوحِ فَوْقَ الْمَاءِ الْجَارِي، -\v 7 ثُمَّ يَرُشُّ عَلَى الْمُتَطَهِّرِ مِنَ الْبَرَصِ سَبْعَ مَرَّاتٍ فَيُطَهِّرُهُ، ثُمَّ يُطْلِقُ الْعُصْفُورَ الْحَيَّ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ. -\v 8 وَيَغْسِلُ الْمُتَطَهِّرُ ثِيَابَهُ، وَيَحْلِقُ كُلَّ رَأْسِهِ، وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ فَيَطْهُرُ، ثُمَّ يَدْخُلُ الْمُخَيَّمَ. إِلّا أَنَّهُ يُقِيمُ خَارِجَ خَيْمَتِهِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. -\v 9 وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ يَحْلِقُ مَا نَمَا مِنْ شَعْرِ رَأْسِهِ، وَكَذَلِكَ لِحْيَتَهُ وَحَوَاجِبَهُ، وَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ فَيُصْبِحُ طَاهِراً. -\v 10 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُحْضِرُ إِلَى الْكَاهِنِ كَبْشَيْنِ صَحِيحَيْنِ، وَنَعْجَةً حَوْلِيَّةً سَلِيمَةً وَثَلاثَةَ أَعْشَارٍ (نَحْوَ سَبْعَةِ لِتْرَاتٍ) مِنَ الدَّقِيقِ الْمَعْجُونِ بِزَيْتٍ وَلُجَّ (نَحْوَ ثُلْثَ لِتْرٍ) زَيْتٍ. -\v 11 فَيُوْقِفُ الْكَاهِنُ الْقَائِمُ بِالتَّطْهِيرِ الأَبْرَصَ الْمُتَطَهِّرَ وَتَقْدِمَتَهُ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، -\v 12 ثُمَّ يَأْخُذُ أَحَدَ الْكَبْشَيْنِ وَالزَّيْتَ وَيُرَجِّحُهُمَا فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، وَيُقَرِّبُهُمَا ذَبِيحَةَ إِثْمٍ. -\v 13 ثُمَّ يَذْبَحُ الْكَبْشَ فِي الْجَانِبِ الشِّمَالِيِّ مِنَ الْمَذْبَحِ حَيْثُ يَذْبَحُ قُرْبَانَ الْخَطِيئَةِ وَالْمُحْرَقَةَ فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ، لأَنَّ ذَبِيحَةَ الإِثْمِ هِيَ كَذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ، تَكُونُ مِنْ نَصِيبِ الْكَاهِنِ. إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ. -\v 14 وَيَضَعُ الْكَاهِنُ مِنْ دَمِ ذَبِيحَةِ الإِثْمِ عَلَى شَحْمَةِ أُذْنِ الْمُتَطَهِّرِ الْيُمْنَى، وَعَلَى إِبْهَامِ يَدِهِ الْيُمْنَى، وَإِبْهَامِ قَدَمِهِ الْيُمْنَى، -\v 15 ثُمَّ يَأْخُذُ الْكَاهِنُ الزَّيْتَ وَيَصُبُّ فِي كَفِّهِ الْيُسْرَى، -\v 16 وَيَغْمِسُ إِصْبَعَهُ الْيُمْنَى فِي الزَّيْتِ الْمَصْبُوبِ فِي يَدِهِ الْيُسْرَى، وَيَرُشُّ مِنْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَمَامَ الرَّبِّ. -\v 17 وَيَضَعُ الْكَاهِنُ مِنَ الزَّيْتِ الْبَاقِي فِي كَفِّهِ عَلَى شَحْمَةِ أُذْنِ الْمُتَطَهِّرِ الْيُمْنَى وَعَلَى إِبْهَامِ يَدِهِ الْيُمْنَى وَإِبْهَامِ رِجْلِهِ الْيُمْنَى فَوْقَ دَمِ ذَبِيحَةِ الإِثْمِ، -\v 18 وَيَسْكُبُ الْكَاهِنُ مَا تَبَقَّى مِنْ زَيْتٍ فِي كَفِّهِ عَلَى رَأْسِ الْمُتَطَهِّرِ، وَيُكَفِّرُ عَنْهُ أَمَامَ الرَّبِّ. -\v 19 ثُمَّ يُقَدِّمُ الْكَاهِنُ ذَبِيحَةَ الْخَطِيئَةِ تَكْفِيراً عَنِ الْمُتَطَهِّرِ مِنْ بَرَصِهِ ثُمَّ يَذْبَحُ الْمُحْرَقَةَ -\v 20 وَيُصْعِدُ الْكَاهِنُ الْمُحْرَقَةَ وَالتَّقْدِمَةَ عَلَى الْمَذْبَحِ تَكْفِيراً عَنْهُ، فَيُصْبِحُ طَاهِراً. -\p -\v 21 أَمَّا إِذَا كَانَ الْمُتَطَهِّرُ فَقِيراً وَعَاجِزاً عَنْ ذَلِكَ، يُحْضِرُ كَبْشاً وَاحِداً ذَبِيحَةَ إِثْمٍ تَكْفِيراً عَنْهُ، وَعُشْراً (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ كَتَقْدِمَةٍ، وَلُجَّ (نَحْوَ ثُلْثِ لِتْرٍ) زَيْتٍ، -\v 22 وَيَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ، حَسَبَ قُدْرَتِهِ، فَيَكُونُ الْوَاحِدُ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ وَالآخَرُ مُحْرَقَةً. -\v 23 يُحْضِرُ هَذِهِ كُلَّهَا فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ إِلَى الْكَاهِنِ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِفَرِيضَةِ تَطْهِيرِهِ، -\v 24 فَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ كَبْشَ الإِثْمِ وَالزَّيْتَ وَيُرَجِّحُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ، -\v 25 ثُمَّ يَذْبَحُ كَبْشَ الإِثْمِ وَيَأْخُذُ مِنْ دَمِهِ وَيَضَعُ مِنْهُ عَلَى شَحْمَةِ أُذْنِ الْمُتَطَهِّرِ الْيُمْنَى، وَعَلَى إِبْهَامَيْ يَدِهِ الْيُمْنَى وَرِجْلِهِ الْيُمْنَى. -\v 26 وَيَصُبُّ الْكَاهِنُ فِي كَفِّهِ الْيُسْرَى زَيْتاً، -\v 27 وَيَرُشُّ مِنْهُ بِإِصْبَعِهِ الْيُمْنَى سَبْعَ مَرَّاتٍ أَمَامَ الرَّبِّ. -\v 28 وَكَذَلِكَ يَضَعُ الْكَاهِنُ مِنَ الزَّيْتِ الَّذِي فِي كَفِّهِ عَلَى شَحْمَةِ أُذْنِ الْمُتَطَهِّرِ الْيُمْنَى وَعَلَى إِبْهَامَيْ يَدِهِ الْيُمْنَى وَرِجْلِهِ الْيُمْنَى فَوْقَ مَوْضِعِ دَمِ ذَبِيحَةِ الإِثْمِ. -\v 29 وَيَسْكُبُ مَا تَبَقَّى مِنْ زَيْتٍ فِي كَفِّهِ عَلَى رَأْسِ الْمُتَطَهِّرِ، تَكْفِيراً عَنْهُ أَمَامَ الرَّبِّ. -\v 30 ثُمَّ يُقَدِّمُ الْكَاهِنُ الْيَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيِ الْحَمَامِ، بِحَسَبِ قُدْرَةِ الْمُتَطَهِّرِ، -\v 31 فَيُقَرِّبُ إِحْدَاهُمَا ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ وَالأُخْرَى مُحْرَقَةً مَعَ التَّقْدِمَةِ، تَكْفِيراً عَنِ الْمُتَطَهِّرِ أَمَامَ الرَّبِّ. -\v 32 هَذِهِ هِيَ نُصُوصُ التَّعْلِيمَاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالأَبْرَصِ الْمُتَطَهِّرِ الْفَقِيرِ». -\s1 التطهر من البرص -\p -\v 33 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 34 «عِنْدَمَا تَدْخُلُونَ أَرْضَ كَنْعَانَ الَّتِي وَهَبْتُهَا لَكُمْ مُلْكاً، وَجَعَلْتُ الْبَرَصَ الْمُعْدِي يَتَفَشَّى فِي أَحَدِ الْبُيُوتِ فِي الأَرْضِ الَّتِي امْتَلَكْتُمْ، -\v 35 يَأْتِي صَاحِبُ الْبَيْتِ وَيُخْبِرُ الْكَاهِنَ أَنَّ دَاءَ الْبَرَصِ قَدْ يَكُونُ مُتَفَشِّياً بِالْبَيْتِ، -\v 36 فَيَأْمُرُ الْكَاهِنُ بِإِخْلاءِ الْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ إِلَيْهِ لِئَلّا يَتَنَجَّسَ كُلُّ مَا فِي الْبَيْتِ، ثُمَّ يَدْخُلُ الْكَاهِنُ الْبَيْتَ لِيَفْحَصَهُ. -\v 37 فَإِذَا عَايَنَ الإِصَابَةَ وَوَجَدَ أَنَّ فِي حِيطَانِ الْبَيْتِ نُقَراً لَوْنُهَا ضَارِبٌ إِلَى الْخُضْرَةِ أَوْ إِلَى الْحُمْرَةِ، وَبَدَا مَنْظَرُهَا غَائِراً فِي الْحِيطَانِ، -\v 38 يُغَادِرُ الْكَاهِنُ الْبَيْتَ وَيُغْلِقُ بَابَهُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. -\v 39 فَإِذَا رَجَعَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ وَفَحَصَهُ، وَوَجَدَ أَنَّ الإِصَابَةَ قَدِ امْتَدَّتْ فِي حِيطَانِ الْبَيْتِ، -\v 40 يَأْمُرُ الْكَاهِنُ بِقَلْعِ الْحِجَارَةِ الْمُصَابَةِ وَطَرْحِهَا خَارِجَ الْمَدِينَةِ فِي مَكَانٍ نَجِسٍ، -\v 41 وَتُكْشَطُ حِيطَانُ الْبَيْتِ الدَّاخِلِيَّةُ، وَيَطْرَحُونَ التُّرَابَ الْمَكْشُوطَ خَارِجَ الْمَدِينَةِ فِي مَكَانٍ نَجِسٍ -\v 42 ثُمَّ يَأْتُونَ بِحِجَارَةٍ أُخْرَى يَضَعُونَهَا مَكَانَ الْحِجَارَةِ الْمُقْتَلَعَةِ وَيُعِيدُونَ تَطْيِينَ الْبَيْتِ مِنْ جَدِيدٍ. -\v 43 فَإِنْ رَجَعَتِ الإِصَابَةُ وَانْتَشَرَتْ فِي الْبَيْتِ بَعْدَ قَلْعِ الْحِجَارَةِ وَكَشْطِ الْحِيطَانِ وَتَطْيِينِهَا، -\v 44 وَوَجَدَ الْكَاهِنُ ذَلِكَ، تَكُونُ هَذِهِ إِصَابَةَ دَاءِ بَرَصٍ مُعْدٍ فِي الْبَيْتِ، إِنَّهُ نَجِسٌ. -\v 45 فَيَتِمُّ هَدْمُ الْبَيْتِ بِمَا فِيهِ مِنْ حِجَارَةٍ وَأَخْشَابٍ وَتُرَابٍ، وَتُنْقَلُ كُلُّهَا إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَانٍ نَجِسٍ. -\v 46 وَمَنْ دَخَلَ الْبَيْتَ فِي أَثْنَاءِ غَلْقِهِ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. -\v 47 وَعَلَى كُلِّ مَنْ نَامَ فِيهِ أَوْ أَكَلَ، أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ. -\v 48 لَكِنْ إِنْ وَجَدَ الْكَاهِنُ أَنَّ الإِصَابَةَ لَمْ تَنْتَشِرْ فِي الْبَيْتِ بَعْدَ تَطْيِينِهِ، يُطَهِّرُهُ الْكَاهِنُ، لأَنَّ دَاءَ الْبَرَصِ قَدْ زَالَ منْهُ. -\v 49 فَيُحْضِرُ لِتَطْهِيرِ الْبَيْتِ عُصْفُورَيْنِ وَخَشَبَ أَرْزٍ وَخَيْطاً أَحْمَرَ وَزُوفاً، -\v 50 فَيَذْبَحُ أَحَدَ الْعُصْفُورَيْنِ فِي إِنَاءٍ خَزَفِيٍّ فَوْقَ مَاءٍ جَارٍ، -\v 51 وَيَغْمِسُ خَشَبَ الأَرْزِ وَالزُّوفَا وَالْخَيْطَ الأَحْمَرَ وَالْعُصْفُورَ الْحَيَّ بِدَمِ الْعُصْفُورِ الْمَذْبُوحِ وَبِالْمَاءِ الْجَارِي، وَيَرُشُّ الْبَيْتَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، -\v 52 وَيُطَهِّرُ الْبَيْتَ بِدَمِ الْعُصْفُورِ وَبِالْمَاءِ الْجَارِي وَبِالْعُصْفُورِ الْحَيِّ وَبِخَشَبِ الأَرْزِ وَالزُّوفَا وَالْخَيْطِ الأَحْمَرِ. -\v 53 ثُمَّ يُطْلِقُ الْعُصْفُورَ الْحَيَّ إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ، تَكْفِيراً عَنِ الْبَيْتِ، فَيُصْبِحُ طَاهِراً. -\p -\v 54 هَذِهِ هِيَ نُصُوصُ التَّعْلِيمَاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِكُلِّ أَنْوَاعِ إِصَابَاتِ الْبَرَصِ وَالْقَرَعِ، -\v 55 الَّتِي مِنْهَا بَرَصُ الثَّوْبِ وَالْبَيْتِ، -\v 56 وَالْوَرَمُ الْجِلْدِيُّ وَالْقُوبَاءُ وَالْبُقْعَةُ اللّامِعَةُ. -\v 57 وَهَذِهِ التَّعْلِيمَاتُ هِيَ لِلتَّمْيِيزِ بَيْنَ مَا هُوَ نَجِسٌ وَمَا هُوَ طَاهِرٌ فِي حَالَةِ الإِصَابَةِ بِمَا يَبْدُو أَنَّهُ دَاءُ الْبَرَصِ». -\c 15 -\s1 إفرازات تسبب النجاسة -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: -\v 2 «أَوْصِيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: كُلُّ رَجُلٍ جَسَدُهُ مُصَابٌ بِالسَّيَلانِ فَهُوَ نَجِسٌ، -\v 3 وَنَجَاسَتُهُ فِي سَيَلانِهِ، سَوَاءٌ أَفْرَزَ الْبَدَنُ السَّيَلانَ أَمِ احْتَبَسَهُ، فَذَلِكَ يَكُونُ نَجَاسَتَهُ، -\v 4 كُلُّ مَا يَنَامُ عَلَيْهِ الْمُصَابُ بِالسَّيَلانِ مِنْ فِرَاشٍ أَوْ يَجْلِسُ عَلَيْهِ مِنْ مَتَاعٍ يَكُونُ نَجِساً، -\v 5 وَعَلَى مَنْ لَمَسَ فِرَاشَهُ أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمَّ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. -\v 6 وَمَنْ يَجْلِسُ عَلَى مَتَاعٍ جَلَسَ عَلَيْهِ الْمُصَابُ بِالسَّيَلانِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. -\v 7 وَمَنْ يَمَسُّ جَسَدَ الْمُصَابِ بِالسَّيَلانِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. -\v 8 وَإِنْ بَصَقَ الْمُصَابُ بِالسَّيَلانِ عَلَى شَخْصٍ طَاهِرٍ، فَعَلَى الطَّاهِرِ أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمَّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ -\v 9 كُلُّ مَا يَمْتَطِيهِ الْمُصَابُ بِالسَّيَلانِ يُصْبِحُ نَجِساً. -\v 10 وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُ شَيْئاً كَانَ تَحْتَ الْمُصَابِ، أَوْ حَمَلَهُ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. -\v 11 وَعَلَى كُلِّ شَخْصٍ يَمَسُّهُ الْمُصَابُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ قَدْ غَسَلَ يَدَيْهِ بِمَاءٍ، أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ بِمَاءٍ وَيَسْتَحِمَّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. -\v 12 وَأَيُّ إِنَاءٍ خَزَفِيٍّ يَلْمِسُهُ الْمُصَابُ يُكْسَرُ. أَمَّا إِنَاءُ الْخَشَبِ فَيُغْسَلُ بِمَاءٍ. -\v 13 وَإذَا بَرِئَ الْمُصَابُ بِالسَّيَلانِ مِنْ دَائِهِ فَلْيَمْكُثْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ لِطُهْرِهِ، وَيَغْسِلْ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمَّ بِمَاءٍ جَارٍ، فَيَطْهُرَ، -\v 14 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يَأْخُذُ لِنَفْسِهِ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ وَيَأْتِي أَمَامَ الرَّبِّ إِلَى مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَيُعْطِيهِمَا لِلْكَاهِنِ، -\v 15 فَيُقَدِّمُ الْكَاهِنُ أَحَدَهُمَا ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ وَالآخَرَ مُحْرَقَةً. وَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنِ الْمُصَابِ بِالسَّيَلانِ أَمَامَ الرَّبِّ. -\p -\v 16 وَإذَا أَفْرَزَ رَجُلٌ سَائِلَهُ الْمَنَوِيَّ، يَغْسِلُ كُلَّ جَسَدِهِ بِمَاءٍ وَيُصْبِحُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. -\v 17 وَكُلُّ مَا يَقَعُ عَلَيْهِ السَّائِلُ الْمَنَوِيُّ مِنْ ثِيَابٍ أَوْ جِلْدٍ يُغْسَلُ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. -\v 18 وَإذَا عَاشَرَ رَجُلٌ زَوْجَتَهُ يَسْتَحِمَّانِ كِلاهُمَا بِمَاءٍ وَيَكُونَانِ نَجِسَيْنِ إِلَى الْمَسَاءِ. -\p -\v 19 وَإذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. -\v 20 كُلُّ مَا تَنَامُ عَلَيْهِ فِي أَثْنَاءِ حَيْضِهَا أَوْ تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً، -\v 21 وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. -\v 22 وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ، يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. -\v 23 وَكُلُّ مَنْ يَلَمِسُ شَيْئاً كَانَ مَوْجُوداً عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. -\v 24 وَإِنْ عَاشَرَهَا رَجُلٌ وَأَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ طَمْثِهَا، يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَنَامُ عَلَيْهِ يُصْبِحُ نَجِساً. -\p -\v 25 إِذَا نَزَفَ دَمُ امْرَأَةٍ فَتْرَةً طَوِيلَةً فِي غَيْرِ أَوَانِ طَمْثِهَا، أَوِ اسْتَمَرَّ الْحَيْضُ بَعْدَ مَوْعِدِهِ، تَكُونُ كُلَّ أَيَّامِ نَزْفِهَا نَجِسَةً كَمَا فِي أَثْنَاءِ طَمْثِهَا. -\v 26 كُلُّ مَا تَنَامُ عَلَيْهِ فِي أَثْنَاءِ نَزْفِهَا يَكُونُ نَجِساً كَفِرَاشِ طَمْثِهَا، وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ مِنْ مَتَاعٍ يَكُونُ نَجِساً كَنَجَاسَةِ طَمْثِهَا. -\v 27 وَأَيُّ شَخْصٍ يَلْمِسُهُنَّ يَكُونُ نَجِساً، فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ -\v 28 وَإذَا بَرِئَتْ مِنْ نَزْفِهَا فَلْتَمْكُثْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَطْهُرُ، -\v 29 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَجِيءُ بِيَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، -\v 30 فَيُقَدِّمُ الْكَاهِنُ أَحَدَهُمَا ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، وَالآخَرَ مُحْرَقَةً. وَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْهَا فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ مِنْ نَزْفِ نَجَاسَتِهَا. -\v 31 وَبِهَذَا تَحْفَظَانِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِمَّا يُنَجِّسُهُمْ، لِئَلّا يَمُوتُوا فِي نَجَاسَتِهِمْ إِنْ دَنَّسُوا مَسْكَنِي الَّذِي فِي وَسَطِهِمْ. -\p -\v 32 هَذِهِ هِيَ نُصُوصُ التَّعْلِيمَاتِ بَشَأْنِ الْمُصَابِ بِالسَّيَلانِ، أَوْ مَنْ يُفْرِزُ سَائِلَهُ الْمَنَوِيَّ فَيَتَنَجَّسُ بِهِ، -\v 33 وَالْمَرْأَةِ الْحَائِضِ، وَالرَّجُلِ أَوِ الْمَرْأَةِ الْمُصَابِ بِالسَّيَلانِ، وَالرَّجُلِ الَّذِي عَاشَرَ امْرَأَةً حَائِضاً». -\c 16 -\s1 يوم الكفارة -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى بَعْدَ وَفَاةِ ابْنَيْ هَرُونَ، عِنْدَمَا اقْتَرَبَا أَمَامَ الرَّبِّ فَمَاتَا: -\v 2 «كَلِّمْ أَخَاكَ هَرُونَ وَحَذِّرْهُ مِنَ الدُّخُولِ فِي كُلِّ وَقْتٍ إِلَى قُدْسِ الأَقْدَاسِ، وَرَاءَ الْحِجَابِ أَمَامَ غِطَاءِ التَّابُوتِ، لِئَلّا يَمُوتَ، لأَنَّنِي أَتَجَلَّى فِي السَّحَابِ عَلَى الْغِطَاءِ. -\v 3 بِهَذَا يَدْخُلُ هَرُونُ إِلَى الْقُدْسِ: يَأْتِي بِثَوْرٍ لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ وَكَبْشٍ لِمُحْرَقَةٍ، -\v 4 وَعَلَيْهِ أَنْ يَلْبَسَ قَمِيصَ كَتَّانٍ مُقَدَّساً، وَيَرْتَدِيَ فَوْقَ جَسَدِهِ سَرَاوِيلَ كَتَّانٍ، وَيَتَنَطَّقَ بِحِزَامِ كَتَّانٍ، وَيَتَعَمَّمَ بِعِمَامَةِ كَتَّانٍ، بَعْدَ أَنْ يَغْتَسِلَ بِمَاءٍ. إِنَّهَا ثِيَابٌ مُقَدَّسَةٌ. -\v 5 يَأْخُذُ مِنْ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ، وَكَبْشاً وَاحِداً لِيَكُونَ مُحْرَقَةً، -\v 6 فَيُقَرِّبُ هَرُونُ ثَوْرَ الْخَطِيئَةِ تَكْفِيراً عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ أُسْرَتِهِ، -\v 7 ثُمَّ يَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُقَدِّمُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، -\v 8 وَيُلْقِي عَلَيْهِمَا قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ (كَبْشِ الْفِدَاءِ). -\v 9 وَيُقَرِّبُ هَرُونُ التَّيْسَ الَّذِي وَقَعَتْ عَلَيْهِ قُرْعَةُ الرَّبِّ وَيُصْعِدُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، -\v 10 وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي وَقَعَتْ عَلَيْهِ قُرْعَةُ عَزَازِيلَ، فَيُوْقِفُهُ حَيًّا أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ، ثُمَّ يُطْلِقُهُ إِلَى الصَّحْرَاءِ، فَهُوَ كَبْشُ فِدَاءٍ. -\p -\v 11 وَبَعْدَ أَنْ يُقَدِّمَ هَرُونُ ثَوْرَ الْخَطِيئَةِ تَكْفِيراً عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ أُسْرَتِهِ وَيَذْبَحَهُ، -\v 12 يَمْلأُ الْمِجْمَرَةَ بِجَمْرِ نَارٍ مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ، وَيَأْخُذُ مِلْءَ قَبْضَتِهِ مِنَ الْبَخُورِ الْعَطِرِ الدَّقِيقِ وَيَدْخُلُ بِهِمَا إِلَى مَا وَرَاءِ الْحِجَابِ. -\v 13 وَيَضَعُ الْبَخُورَ عَلَى النَّارِ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، فَتُغَشِّي سَحَابَةُ الْبَخُورِ غِطَاءَ التَّابُوتِ، فَلا يَمُوتُ. -\v 14 ثُمَّ يَأْخُذُ بَعْضَ دَمِ الثَّوْرِ وَيَرُشُّ بِإِصْبَعِهِ عَلَى وَجْهِ الْجُزْءِ الشَّرْقِيِّ مِنْ غِطَاءِ التَّابُوتِ، كَمَا يَرُشُّ مِنَ الدَّمِ بِإِصْبَعِهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَمَامَ الْغِطَاءِ. -\p -\v 15 وَيَذْبَحُ تَيْسَ الْخَطِيئَةِ الْمُقَدَّمَ مِنَ الشَّعْبِ، وَيَدْخُلُ بِدَمِهِ إِلَى مَا وَرَاءَ الْحِجَابِ، وَيَرُشُّ مِنْ دَمِهِ كَمَا رَشَّ مِنْ دَمِ الثَّوْرِ عَلَى الْغِطَاءِ وَأَمَامَهُ، -\v 16 فَيُكَفِّرُ عَنِ الْقُدْسِ مِنْ نَجَاسَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَسَيِّئَاتِهِمْ وَسَائِرِ خَطَايَاهُمْ. وَمِثْلَ ذَلِكَ يَفْعَلُ لِخَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ الْقَائِمَةِ فِي وَسَطِهِمْ، مُحَاطَةٍ بِنَجَاسَاتِهِمْ. -\v 17 وَلا يَكُنْ أَحَدٌ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ عِنْدَ دُخُولِ هَرُونَ إِلَى قُدْسِ الأَقْدَاسِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ أُسْرَتِهِ وَعَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، وَإِلَى وَقْتِ خُرُوجِهِ. -\v 18 ثُمَّ يَأْتِي إِلَى الْمَذْبَحِ الْقَائِمِ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهُ، فَيَأْخُذُ مِنْ دَمِ الثَّوْرِ وَمِنْ دَمِ التَّيْسِ، وَيَضَعُ مِنْهُمَا عَلَى قُرُونِ جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ. -\v 19 وَيَرُشُّ عَلَيْهِ مِنَ الدَّمِ بِإِصْبَعِهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَيُطَهِّرُهُ وَيُقَدِّسُهُ مِنْ نَجَاسَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\p -\v 20 وَعِنْدَمَا يَنْتَهِي مِنَ التَّكْفِيرِ عَنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ، وَعَنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَعَنِ الْمَذْبَحِ، يَأْتِي بِالتَّيْسِ الْحَيِّ، -\v 21 وَيَضَعُ هَرُونُ يَدَيْهِ عَلَى رَأْسِهِ، وَيَعْتَرِفُ بِجَمِيعِ خَطَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَسَيِّئَاتِهِمْ وَذُنُوبِهِمْ، وَيُحَمِّلُهَا عَلَى رَأْسِ التَّيْسِ، ثُمَّ يُطْلِقُهُ إِلَى الصَّحْرَاءِ مَعَ شَخْصٍ تَمَّ اخْتِيَارُهُ لِذَلِكَ. -\v 22 فَيَحْمِلُ التَّيْسُ ذُنُوبَ الشَّعْبِ كُلَّهَا إِلَى أَرْضٍ مُقْفِرَةٍ، وَهُنَاكَ يُطْلِقُهُ فِي الصَّحْرَاءِ. -\v 23 ثُمَّ يَدْخُلُ هَرُونُ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، حَيْثُ يَخْلَعُ الْمَلابِسَ الْكَتَّانِيَّةَ الَّتِي ارْتَدَاهَا عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى قُدْسِ الأَقْدَاسِ وَيَضَعُهَا هُنَاكَ، -\v 24 وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ، ثُمَّ يَرْتَدِي ثِيَابَهُ وَيَخْرُجُ لِيُصْعِدَ مُحْرَقَتَهُ وَمُحْرَقَةَ الشَّعْبِ، وَيُكَفِّرَ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنِ الشَّعْبِ، -\v 25 وَيُحْرِقَ شَحْمَ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ عَلَى الْمَذْبَحِ، -\v 26 وَيَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمَّ بِمَاءٍ، وَبَعْدَ ذَلِكَ يَدْخُلُ إِلَى الْمُخَيَّمِ. -\v 27 ثُمَّ يُخْرِجُ هَرُونُ ثَوْرَ الْخَطِيئَةِ وَتَيْسَ الْخَطِيئَةِ اللَّذَيْنِ كَفَّرَ بِدَمِهِمَا فِي قُدْسِ الأَقْدَاسِ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ، وَتُحْرِقُونَهُمَا بِالنَّارِ: جِلْدَيْهِمَا وَلَحْمَهُمَا وَرَوْثَهُمَا، -\v 28 وَعَلَى مَنْ يُحْرِقُهُمَا أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمَّ بِمَاءٍ، وَبَعْدَ ذَلِكَ يَدْخُلُ إِلَى الْمُخَيَّمِ. -\p -\v 29 وَإِلَيْكُمْ هَذِهِ الشَّرِيعَةَ الدَّائِمَةَ: إِنَّكُمْ فِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ (أَيْ شَهْرِ أَيْلُولَ – سِبْتَمْبَر) تَتَذَلَّلُونَ وَلا تَقُومُونَ بِأَيِّ عَمَلٍ. الْمُوَاطِنُ وَالْغَرِيبُ النَّازِلُ فِي وَسَطِكُمْ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ، -\v 30 لأَنَّهُ فِي هَذَا الْيَوْمِ يَجْرِي التَّكْفِيرُ عَنْكُمْ، فَتَطْهُرُونَ مِنْ جَمِيعِ خَطَايَاكُمْ أَمَامَ الرَّبِّ. -\v 31 إِنَّهُ يَوْمُ رَاحَةٍ مُقَدَّسَةٍ لَكُمْ تَتَذَلَّلُونَ فِيهِ، فَرِيضَةً دَائِمَةً. -\v 32 وَيَقُومُ الْكَاهِنُ الْمَمْسُوحُ وَالْمُكَرَّسُ الَّذِي يَخْلِفُ وَالِدَهُ عَلَى رَئَاسَةِ الْكَهَنَةِ بِفَرَائِضِ التَّكْفِيرِ وَهُوَ لابِسٌ ثِيَابَ الْكَتَّانِ الْمُقَدَّسَةَ، -\v 33 فَيُكَفِّرُ عَنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ، وَعَنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَالْمَذْبَحِ، وَيُكَفِّرُ أَيْضاً عَنِ الْكَهَنَةِ وَعَنْ كُلِّ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ. -\v 34 وَتَكُونُ هَذِهِ لَكُمْ فَرِيضَةً دَائِمَةً لِلتَّكْفِيرِ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، مَرَّةً فِي السَّنَةِ». فَنَفَّذَ هَرُونُ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى. -\c 17 -\s1 تحريم أكل الدم -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «قُلْ لِهَرُونَ وَأَبْنَائِهِ وَسَائِرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: إِلَيْكُمْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ: -\v 3 أَيُّ إِسْرَائِيلِيٍّ يَذْبَحُ قُرْبَاناً بَقَراً أَوْ غَنَماً أَوْ مِعْزَى فِي الْمُخَيَّمِ أَوْ خَارِجَ الْمُخَيَّمِ، -\v 4 وَلَيْسَ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ حَيْثُ يَتَوَجَّبُ عَلَيْهِ تَقْدِيمُهُ أَمَامَ مَسْكَنِ الرَّبِّ، يُعْتَبَرُ قَاتِلاً قَدْ سَفَكَ دَماً، وَيَجِبُ أَنْ يُسْتَأْصَلَ ذَلِكَ الإِنْسَانُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِ، -\v 5 وَذَلِكَ لِكَيْ يَأْتِيَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِذَبَائِحِهِمِ الَّتِي يَذْبَحُونَهَا فِي خَلاءِ الصَّحْرَاءِ وَيُقَدِّمُوهَا لِلرَّبِّ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، عَلَى يَدِ الْكَاهِنِ، وَيُقَرِّبُوهَا ذَبَائِحَ سَلامٍ لِلرَّبِّ. -\v 6 فَيَرُشُّ الْكَاهِنُ دَمَ الذَّبِيحَةِ عَلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ، عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الْاجْتِمَاعِ، وَيُحْرِقُ الشَّحْمَ لِيَحْظَى بِرِضَى الرَّبِّ وَسُرُورِهِ. -\v 7 وَلا يَذْبَحُوا ذَبَائِحَهُمْ فِي الْخَلاءِ كَمُحْرَقَاتٍ لأَوْثَانِ التُّيُوسِ الَّتِي يَغْوُونَ وَرَاءَهَا فَتَكُونُ لَهُمْ هَذِهِ فَرِيضَةً دَائِمَةً جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ. -\p -\v 8 وَتَقُولُ لَهُمْ: أَيُّ إِسْرَائِيلِيٍّ، أَوْ غَرِيبٍ مِنَ الْغُرَبَاءِ الْمُقِيمِينَ فِي وَسَطِكُمْ، يُصْعِدُ مُحْرَقَةً أَوْ ذَبِيحَةً، -\v 9 وَلا يَأْتِي بِها إِلَى مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ، وَلا يُقَدِّمُهَا لِلرَّبِّ يُسْتَأْصَلُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِ. -\v 10 وَأَيُّ إِسْرَائِيلِيٍّ أَوْ غَرِيبٍ مِنَ الْمُقِيمِينَ فِي وَسَطِكُمْ، يَأْكُلُ دَماً، أَنْقَلِبُ عَلَيْهِ وَأَسْتَأْصِلُهُ مِنْ بَيْنِكُمْ. -\v 11 لأَنَّ حَيَاةَ الْجَسَدِ هِيَ فِي الدَّمِ. لِهَذَا وَهَبْتُكُمْ إِيَّاهُ لِتُكَفِّرُوا عَنْ نُفُوسِكُمْ، لأَنَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ النَّفْسِ. -\v 12 لِذَلِكَ أَوْصَيْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَلّا يَأْكُلُوا دَماً، وَكَذَلِكَ لَا يَأْكُلُهُ الْغَرِيبُ الْمُقِيمُ فِي وَسَطِكُمْ. -\v 13 أَيُّ إِسْرَائِيلِيٍّ، أَوْ غَرِيبٍ مُقِيمٍ فِي وَسَطِكُمْ، يَقْتَنِصُ حَيَوَاناً أَوْ طَيْراً مُحَلَّلاً أَكْلُهُ، يَسْفِكُ دَمَهَ وَيُغَطِّيهِ بِالتُّرَابِ، -\v 14 لأَنَّ حَيَاةَ كُلِّ مَخْلُوقٍ هِيَ دَمُهُ، وَلِهَذَا أَوْصَيْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَلّا يَأْكُلُوا دَمَ جَسَدٍ مَا، لأَنَّ حَيَاةَ كُلِّ جَسَدٍ هِيَ دَمُهُ، وَكُلُّ مَنْ يَأْكُلُ مِنْهُ يُسْتَأْصَلُ. -\v 15 أَيُّ إِنْسَانٍ، سَوَاءٌ كَانَ مُوَاطِناً أَمْ غَرِيباً، يَأْكُلُ مِنْ جِيفَةٍ أَوْ فَرِيسَةٍ، عَلَيْهِ أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمَّ بِمَاءٍ، وَيَبْقَى نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ، ثُمَّ يُصْبِحُ طَاهِراً. -\v 16 وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَغْسِلْ ثِيَابَهُ وَلَمْ يَسْتَحِمَّ يَتَحَمَّلْ عِقَابَ ذَنْبِهِ». -\c 18 -\s1 علاقات جنسية محظورة -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ -\v 3 لَا تَرْتَكِبُوا أَعْمَالَ أَهْلِ مِصْرَ الَّتِي أَقَمْتُمْ فِيهَا، وَلا تَعْمَلُوا صَنِيعَ أَهْلِ أَرْضِ كَنْعَانَ الَّتِي أَنَا مُدْخِلُكُمْ إِلَيْهَا، وَلا تُمَارِسُوا فَرَائِضَهُمْ، -\v 4 إِنَّمَا تُطَبِّقُونَ أَحْكَامِي وَتَحْفَظُونَ فَرَائِضِي لِتَسْلُكُوا فِيهَا. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. -\v 5 احْفَظُوا فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي الَّتِي إِذَا أَطَاعَهَا الإِنْسَانُ يَحْيَا بِها. أَنَا الرَّبُّ. -\p -\v 6 لَا يُقَارِبْ إِنْسَانٌ جَسَدَ مَنْ هُوَ مِنْ لَحْمِهِ وَدَمِهِ لِيُعَاشِرَهُ. أَنَا الرَّبُّ. -\v 7 لَا تَتَزَوَّجْ فَتَاةٌ أَبَاهَا، وَلا ابْنٌ أُمَّهُ إِنَّهَا أُمُّكَ فَلا تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا -\v 8 لَا تَتَزَوَّجْ امْرَأَةَ أَبِيكَ لأَنَّهَا زَوْجَةُ أَبِيكَ. -\v 9 لَا تَتَزَوَّجْ أُخْتَكَ بِنْتَ أَبِيكَ، أَوْ بِنْتَ أُمِّكَ، سَوَاءٌ وُلِدَتْ فِي الْبَيْتِ أَمْ بَعِيداً عَنْهُ، وَلا تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا. -\v 10 لَا تَتَزَوَّجِ ابْنَةَ ابْنِكَ أَوِ ابْنَةَ ابْنَتِكَ، وَلا تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا لأَنَّهَا عَوْرَتُكَ. -\v 11 لَا تَتَزَوَّجْ بِنْتَ امْرَأَةِ أَبِيكَ الْمَوْلُودَةَ مِنْ أَبِيكَ، وَلا تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا لأَنَّهَا أُخْتُكَ. -\v 12 لَا تَتَزَوَّجْ أُخْتَ أَبِيكَ. إِنَّهَا عَمَّتُكَ. -\v 13 لَا تَتَزَوَّجْ أُخْتَ أُمِّكَ. إِنَّهَا خَالَتُكَ. -\v 14 لَا تَتَزَوَّجْ فَتَاةٌ عَمَّهَا، وَلا تُعَاشِرْ زَوْجَةَ عَمِّكَ. إِنَّهَا عَمَّتُكَ. -\v 15 لَا تَتَزَوَّجْ كَنَّتَكَ، فَإِنَّهَا امْرَأَةُ ابْنِكَ، وَلا تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا. -\v 16 لَا تَتَزَوَّجِ امْرَأَةَ أَخِيكَ، فَإِنَّهَا عَوْرَةُ أَخِيكَ. -\v 17 لَا تَتَزَوَّجِ امْرَأَةً وَابْنَتَهَا، وَلا تَتَزَوَّجْ مَعَهَا ابْنَةَ ابْنِهَا أَوِ ابْنَةَ بِنْتِهَا، لأَنَّهُمَا قَرِيبَتَاهَا، وَإِنْ فَعَلْتَ تَرْتَكِبْ رَذِيلَةً. -\v 18 لَا تَتَزَوَّجِ امْرَأَةً عَلَى أُخْتِهَا لِتَكُونَ ضَرَّةً مَعَهَا فِي أَثْنَاءِ حَيَاةِ زَوْجَتِكَ. -\p -\v 19 لَا تُعَاشِرِ امْرَأَةً وَهِيَ فِي نَجَاسَةِ حَيْضِهَا، -\v 20 وَلا تُقَارِبِ امْرَأَةَ صَاحِبِكَ فَتُعَاشِرَهَا وَتَتَنَجَّسَ بِها. -\v 21 لَا تُجِزْ أَحَدَ أَبْنَائِكَ فِي النَّارِ قُرْبَاناً لِلْوَثَنِ مُولَكَ، لِئَلّا تُدَنِّسَ اسْمَ إِلَهِكَ. أَنَا الرَّبُّ -\v 22 لَا تُضَاجِعْ ذَكَراً مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ. إِنَّهَا رَجَاسَةٌ، -\v 23 وَلا تُعَاشِرْ بَهِيمَةً فَتَتَنَجَّسَ بِها، وَلا تَقِفِ امْرَأَةٌ أَمَامَ بَهِيمَةٍ ذَكَرٍ لِتُضَاجِعَهَا. إِنَّهُ فَاحِشَةٌ. -\p -\v 24 لَا تَتَنَجَّسُوا بِكُلِّ هَذِهِ الأَعْمَالِ الْمُشِينَةِ لأَنَّ بِها تَنَجَّسَتِ الشُّعُوبُ الَّتِي سَأَطْرُدُهَا مِنْ أَمَامِكُمْ، -\v 25 فَقَدْ تَنَجَّسَتْ بِها الأَرْضُ، لِهَذَا سَأُعَاقِبُ الأَرْضَ بِذَنْبِهَا فَتَتَقَيَّأُ سُكَّانَهَا. -\v 26 أَمَّا أَنْتُمْ فاحْفَظُوا فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي، وَلا تَقْتَرِفُوا شَيْئاً مِنْ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ، الْمُوَاطِنُ وَالْغَرِيبُ الْمُقِيمُ فِي وَسَطِكُمْ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ. -\v 27 لأَنَّ جَمِيعَ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ قَدِ ارْتَكَبَهَا أَهْلُ الْبِلادِ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَجَّسَتِ الأَرْضُ. -\v 28 فَلا تُنَجِّسُوا الأَرْضَ بِارْتِكَابِكُمْ إِيَّاهَا، لِئَلّا تَتَقَيَّأَكُمْ كَمَا تَقَيَّأَتِ الأُمَمَ الَّتِي قَبْلَكُمْ. -\v 29 بَلْ كُلُّ مَنِ اقْتَرَفَ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ جَمِيعِهَا تُسْتَأْصَلُ تِلْكَ النَّفْسُ الْجَانِيَةُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. -\v 30 فَاحْفَظُوا شَعَائِرِي لِكَيْ لَا تَرْتَكِبُوا شَيْئاً مِنَ الْمُمَارَسَاتِ الرَّجِسَةِ الَّتِي اقْتُرِفَتْ قَبْلَكُمْ، وَلا تَتَنَجَّسُوا بِها. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ». -\c 19 -\s1 شرائع مختلفة -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ قُدُّوسٌ. -\v 3 لِيُوَقِّرْ كُلُّ إِنْسَانٍ أُمَّهُ وَأَبَاهُ، وَرَاعُوا سُبُوتِي. فَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. -\v 4 وَلا تَتَحَوَّلُوا لِعِبَادَةِ الأَوْثَانِ، وَلا تَصُوغُوا لأَنْفُسِكُمْ آلِهَةً مَسْبُوكَةً، فَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. -\v 5 وَمَتَى ذَبَحْتُمْ ذَبِيحَةَ سَلامٍ لِلرَّبِّ فَلْتَكُنْ ذَبِيحَةَ رِضًى. -\v 6 تَأْكُلُونَهَا فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ وَالثَّانِي مِنْ تَقْرِيبِهَا، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ تُحْرِقُونَ مَا تَبَقَّى مِنْهَا بِالنَّارِ. -\v 7 أَمَّا الأَكْلُ مِنْهَا فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ فَذَلِكَ نَجَاسَةٌ مُنْكَرَةٌ. -\v 8 وَالآكِلُ مِنْهَا يُعَاقَبُ بِذَنْبِهِ لأَنَّهُ قَدْ دَنَّسَ قُدْسَ الرَّبِّ فَتُسْتَأْصَلُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. -\p -\v 9 وَعِنْدَمَا تَحْصُدُ مَحْصُولَ حَقْلِكَ لَا تَحْصُدْ زَوَايَاهُ وَلا تَلْتَقِطْ مَا يَتَنَاثَرُ مِنْ حَصِيدِكَ. -\v 10 لَا تَرْجِعْ لِتَجْمَعَ بَقَايَا عَنَاقِيدِ كَرْمِكَ، وَلا تَلْتَقِطْ مَا يَنْفَرِطُ مِنْهَا، بَلِ اتْرُكْهُ لِلْمِسْكِينِ وَلِعَابِرِي السَّبِيلِ، فَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. -\p -\v 11 لَا تَسْرِقْ، وَلا تَكْذِبْ، وَلا تَغْدُرْ بِصَاحِبِكَ، -\v 12 لَا تَحْلِفْ بِاسْمِي كَاذِباً، فَتُدَنِّسَ اسْمَ إِلَهِكَ. فَأَنَا الرَّبُّ. -\p -\v 13 لَا تَظْلِمْ قَرِيبَكَ، وَلا تَسْلُبْ وَلا تُرْجِئْ دَفْعَ أُجْرَةِ أَجِيرِكَ إِلَى الْغَدِ. -\v 14 لَا تَشْتُمِ الأَصَمَّ، وَلا تَضَعْ عَثْرَةً فِي طَرِيقِ الأَعْمَى، بَلِ اتَّقِ إِلَهَكَ. فَأَنَا الرَّبُّ. -\v 15 لَا تَظْلِمُوا فِي الْقَضَاءِ، وَلا تَتَحَيَّزُوا لِمِسْكِينٍ وَلا تُحَابُوا عَظِيماً. احْكُمْ لِقَرِيبِكَ بِالْعَدْلِ. -\v 16 لَا تَسْعَ فِي الْوِشَايَةِ بَيْنَ شَعْبِكَ، وَلا تَرْتَكِبْ مَا يُعَرِّضُ حَيَاةَ جَارِكَ لِلْخَطَرِ، فَأَنَا الرَّبُّ. -\v 17 لَا تُبْغِضْ أَخَاكَ فِي قَلْبِكَ، بَلْ إِنْذَاراً تُنْذِرُهُ لِئَلّا تَكُونَ شَرِيكاً فِي ذَنْبِهِ. -\v 18 لَا تَنْتَقِمْ وَلا تَحْقِدْ عَلَى أَحَدِ أَبْنَاءِ شَعْبِكَ، وَلَكِنْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَمَا تُحِبُّ نَفْسَكَ، فَأَنَا الرَّبُّ. -\v 19 أَطِيعُوا شَرَائِعِي. لَا تُزَاوِجْ بَهَائِمَكَ مِنْ جِنْسَيْنِ، وَلا تَزْرَعْ حَقْلَكَ مِنْ صِنْفَيْنِ، وَلا تَلْبَسْ ثَوْباً مَنْسُوجاً مِنْ مَادَّتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ. -\v 20 إِنْ عَاشَرَ رَجُلٌ أَمَةً مَخْطُوبَةً لِرَجُلٍ آخَرَ، وَلَمْ تَكُنْ قَدِ افْتُدِيَتْ أَوْ أُعْتِقَتْ فَلْيُؤَدَّبَا، وَلا يُقْتَلا، لأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مَعْتُوقَةً. -\v 21 وَلْيَأْتِ الرَّجُلُ بِكَبْشٍ إِلَى الرَّبِّ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، -\v 22 فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ بِكَبْشِ الإِثْمِ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ أَجْلِ خَطِيئَتِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا، فَيَغْفِرُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيئَتَهُ. -\p -\v 23 وَمَتَى دَخَلْتُمْ دِيَارَ كَنْعَانَ، وَغَرَسْتُمْ أَشْجَاراً ذَاتَ أَثْمَارٍ تُؤْكَلُ فَاحْسِبُوا مَحْصُولَ سَنَوَاتِهَا الثَّلاثِ الأُولَى مُحَرَّماً، وَتَكُونُ مَحْظُورَةً عَلَيْكُمْ فَلا تَأْكُلُوا مِنْهَا، -\v 24 أَمَّا ثَمَرُ السَّنَةِ الرَّابِعَةِ فَيَكُونُ كُلُّهُ مُخَصَّصاً لِتَمْجِيدِ الرَّبِّ، -\v 25 وَفِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ تَأْكُلُونَ مِنْ ثَمَرِهَا، لِتَزْدَادَ لَكُمْ غَلَّتُهَا، فَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. -\p -\v 26 لَا تَأْكُلُوا لَحْماً بِدَمِهِ، وَلا تُمَارِسُوا الْعِرَافَةَ وَالْعِيَافَةَ. -\v 27 لَا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَلْقاً مُسْتَدِيراً، وَلا تُقَلِّمْ جَانِبَيْ لِحْيَتِكَ. -\v 28 لَا تَجْرَحُوا أَجْسَامَكُمْ حُزْناً عَلَى مَيْتٍ، وَلا تَرْسِمْ وَشْماً عَلَيْهِ. فَأَنَا الرَّبُّ. -\v 29 لَا تُدَنِّسِ ابْنَتَكَ فَتَبْذُلَهَا لِلْفُجُورِ، لِئَلّا تَزْنِيَ الأَرْضُ وَتَمْتَلِئَ بِالرَّذِيلَةِ. -\v 30 رَاعُوا شَرَائِعَ سُبُوتِي، وَأَجِلُّوا مَقْدِسِي، فَأَنَا الرَّبُّ. -\v 31 لَا تَضِلُّوا وَرَاءَ مُسْتَحْضِرِي الأَرْوَاحِ، وَلا تَطْلُبُوا التَّوَابِعَ، فَتَتَنَجَّسُوا بِهِمْ. فَأَنَا الرَّبُّ. -\v 32 قِفْ فِي حَضْرَةِ كِبَارِ السِّنِّ، وَوَقِّرِ الشُّيُوخَ، وَاتَّقِ إِلَهَكَ، فَأَنَا الرَّبُّ. -\p -\v 33 إِذَا أَقَامَ فِي أَرْضِكُمْ غَرِيبٌ فَلا تَظْلِمُوهُ، -\v 34 وَلْيَكُنْ لَكُمُ الْغَرِيبُ الْمُقِيمُ عِنْدَكُمْ كَالْمُوَاطِنِ. تُحِبُّهُ كَمَا تُحِبُّ نَفْسَكَ، لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي أَرْضِ مِصْرَ. فَأَنَا الرَّبُّ. -\v 35 لَا تَجُورُوا فِي الْقَضَاءِ، وَلا تَغُشُّوا فِي الْقِيَاسِ أَوِ الْوَزْنِ أَوِ الْكَيْلِ، -\v 36 بَلِ اسْتَخْدِمُوا مَوَازِينَ عَادِلَةً وَعِيَارَاتٍ عَادِلَةً وَمَكَايِيلَ عَادِلَةً، فَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ. -\v 37 فَاحْفَظُوا جَمِيعَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي وَاعْمَلُوا بِها، فَأَنَا الرَّبُّ». -\c 20 -\s1 عقوبات الخطيئة -\p -\v 1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: -\v 2 «قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ أَوْ مِنَ الْغُرَبَاءِ الْمُقِيمِينَ بَيْنَهُمْ قَرَّبَ لِلصَّنَمِ مُولَكَ أَحَدَ أَبْنَائِهِ، فَإِنَّهُ يُقْتَلُ إِذْ يَرْجُمُهُ شَعْبُ الأَرْضِ بِالْحِجَارَةِ. -\v 3 وَأَنَا أَنْقَلِبُ عَلَى ذَلِكَ الإِنْسَانِ وَأَسْتَأْصِلُهُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِ، لأَنَّهُ قَرَّبَ أَحَدَ أَبْنَائِهِ لِلْوَثَنِ مُولَكَ لِيُنَجِّسَ قُدْسِي وَيُدَنِّسَ اسْمِي الْمُقَدَّسَ. -\v 4 وَإِنْ تَغَاضَى شَعْبُ الأَرْضِ عَنْ ذَلِكَ الإِنْسَانِ، عِنْدَمَا قَرَّبَ لِمُولَكَ أَحَدَ أَبْنَائِهِ، فَلَمْ يَقْتُلُوهُ، -\v 5 فَإِنِّي أَنْقَلِبُ عَلَى ذَلِكَ الإِنْسَانِ وَعَلَى عَشِيرَتِهِ، وَأَسْتَأْصِلُهُ مَعَ جَمِيعِ الضَّالِّينَ وَرَاءَهُ، الزَّانِينَ مَعَ الصَّنَمِ مُولَكَ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِمْ. -\v 6 وَكُلُّ نَفْسٍ غَوَتْ وَرَاءَ أَصْحَابِ الْجَانِّ وَتَعَلَّقَتْ بِالتَّوَابِعِ خِيَانَةً لِي، أَنْقَلِبُ عَلَى تِلْكَ النَّفْسِ وَأَسْتَأْصِلُهَا مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. -\v 7 فَتَقَدَّسُوا وَكُونُوا قِدِّيسِينَ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. -\v 8 أَطِيعُوا فَرَائِضِي وَاعْمَلُوا بِها، فَأَنَا الرَّبُّ الَّذِي يُقَدِّسُكُمْ. -\p -\v 9 كُلُّ مَنْ شَتَمَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ لأَنَّهُ شَتَمَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ، لِذَلِكَ دَمُهُ عَلَيْهِ. -\v 10 إِذَا زَنَى رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةِ قَرِيبِهِ، فَالزَّانِي وَالزَّانِيَةُ يُقْتَلانِ. -\v 11 وَإذَا عَاشَرَ رَجُلٌ زَوْجَةَ أَبِيهِ، فَكِلاهُمَا يُقْتَلانِ لأَنَّهُ كَشَفَ عَوْرَةَ أَبِيهِ، وَيَكُونُ دَمُهُمَا عَلَى رَأْسَيْهِمَا. -\v 12 وَإذَا عَاشَرَ رَجُلٌ كَنَّتَهُ فَكِلاهُمَا يُقْتَلانِ، لأَنَّهُمَا قَدِ اقْتَرَفَا فَاحِشَةً، وَيَكُونُ دَمُهُمَا عَلَى رَأْسَيْهِمَا. -\v 13 وَإذَا ضَاجَعَ رَجُلٌ ذَكَراً مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ، فَكِلاهُمَا يُقْتَلانِ لأَنَّهُمَا ارْتَكَبَا رِجْساً. وَيَكُونُ دَمُهُمَا عَلَى رَأْسَيْهِمَا. -\v 14 وَإذَا تَزَوَّجَ رَجُلٌ مِنِ امْرَأَةٍ وَأُمِّهَا، فَتِلْكَ رَذِيلَةٌ. لِيُحْرَقُوا بِالنَّارِ لِئَلّا تَفْشُوَ رَذِيلَةٌ بَيْنَكُمْ. -\v 15 وَإذَا عَاشَرَ رَجُلٌ بَهِيمَةً فَإِنَّهُ يُقْتَلُ، وَكَذَلِكَ الْبَهِيمَةُ تُمِيتُونَهَا أَيْضاً -\v 16 وَإذَا قَارَبَتِ امْرَأَةٌ بَهِيمَةً ذَكَراً لِتَنْزُوَهَا فَأَمِتْهُمَا. كِلاهُمَا يُقْتَلانِ، وَيَكُونُ دَمُهُمَا عَلَى رَأْسَيْهِمَا. -\v 17 إِذَا تَزَوَّجَ رَجُلٌ أُخْتَهُ، ابْنَةَ أَبِيهِ أَوِ ابْنَةَ أُمِّهِ، فَذَلِكَ عَارٌ، وَيَجِبُ أَنْ يُسْتَأْصَلا عَلَى مَشْهَدٍ مِنْ أَبْنَاءِ شَعْبِهِ، لأَنَّهُ قَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أُخْتِهِ، وَيُعَاقَبُ بِذَنْبِهِ. -\v 18 إِذَا عَاشَرَ رَجُلٌ امْرَأَةً حَائِضاً وَكَشَفَ عَوْرَتَهَا فَقَدْ عَرَّى يَنْبُوعَهَا، وَهِيَ أَيْضاً كَشَفَتْ عَنْهُ. فَيَجِبُ أَنْ يُسْتَأْصَلا كِلاهُمَا مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِمَا. -\v 19 إِذَا عَاشَرَ رَجُلٌ عَمَّتَهُ أَوْ خَالَتَهُ، يُعَاقَبُ كِلاهُمَا بِذَنْبِهِمَا. -\v 20 وَإذَا عَاشَرَ رَجُلٌ زَوْجَةَ عَمِّهِ فَقَدْ كَشَفَ عَوْرَتَهَا، وَيُعَاقَبُ كِلاهُمَا بِذَنْبِهِمَا، وَيَمُوتَانِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعْقِبَا نَسْلاً. -\v 21 وَإذَا تَزَوَّجَ رَجُلٌ امْرَأَةَ أَخِيهِ فَذَلِكَ نَجَاسَةٌ لأَنَّهُ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ. كِلاهُمَا يَمُوتَانِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعْقِبَا نَسْلاً. -\p -\v 22 أَطِيعُوا جَمِيعَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي وَاعْمَلُوا بِها فَلا تَنْبِذَكُمُ الأَرْضُ الَّتِي أَنَا ذَاهِبٌ بِكُمْ إِلَيْهَا لِتُقِيمُوا فِيهَا. -\v 23 لَا تُمَارِسُوا عَادَاتِ الأُمَمِ الَّتِي سَأَطْرُدُهَا مِنْ أَمَامِكُمْ، لأَنَّهَا ارْتَكَبَتْ كُلَّ هَذِهِ الْقَبَائِحِ، فَكَرِهْتُهَا، -\v 24 وَوَعَدْتُكُمْ أَنْ تَرِثُوا دِيَارَهَا. وَأَنَا أَهَبُكُمْ إِيَّاهَا لِتَمْتَلِكُوهَا، أَرْضاً تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً. فَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، مَيَّزْتُكُمْ عَنْ بَقِيَّةِ الشُّعُوبِ. -\v 25 مَيِّزُوا الْبَهَائِمَ الطَّاهِرَةَ مِنَ النَّجِسَةِ، وَالطُّيُورَ النَّجِسَةَ مِنَ الطَّاهِرَةِ، فَلا تُدَنِّسُوا أَنْفُسَكُمْ بِالْبَهَائِمِ وَالطُّيُورِ وَالزَّوَاحِفِ الَّتِي حَظَرْتُهَا عَلَيْكُمْ. -\v 26 وَكُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ، وَقَدْ أَفْرَزْتُكُمْ مِنْ بَيْنِ الشُّعُوبِ لِتَكُونُوا خَاصَّتِي. -\p -\v 27 أَيُّ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ يُمَارِسُ الْوَسَاطَةَ مَعَ الْجَانِّ أَوْ مُنَاجَاةَ الأَرْوَاحِ، ارْجُمُوهُ وَيَكُونُ دَمُهُ عَلَى رَأْسِهِ». -\c 21 -\s1 تعليمات للكهنة -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «أَوْصِ الْكَهَنَةَ أَبْنَاءَ هَرُونَ أَلّا يُنَجِّسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ نَفْسَهُ بِلَمْسِ جُثَّةِ مَيْتٍ مِنْ قَوْمِهِ، -\v 2 إِلّا إِذَا كَانَ الْمَيْتُ أَقْرَبَ أَقْرِبَائِهِ إِلَيْهِ: أُمَّهُ وَأَبَاهُ وَابْنَهُ وَابْنَتَهُ وَأَخَاهُ، -\v 3 وَأُخْتَهُ الْعَذْرَاءَ الَّتِي لَمْ تَتَزَوَّجْ، الْمُقِيمَةَ عَلَى مَقْرُبَةٍ مِنْهُ، فَمِنْ أَجْلِهَا يَتَنَجَّسُ، -\v 4 لأَنَّ الْكَاهِنَ هُوَ رَئِيسٌ فِي قَوْمِهِ، وَعَلَيْهِ أَلّا يُنَجِّسَ نَفْسَهُ شَعَائِرِيًّا كَغَيْرِهِ مِنَ النَّاسِ الْعَادِيِّينَ. -\v 5 وَلا يَحْلِقَ الْكَاهِنُ شَعْرَهُ قَرْعَةً، أَوْ جَانِبَيْ لِحْيَتِهِ، أَوْ يَجْرَحَ جَسَدَهُ حُزْناً عَلَى مَيْتٍ. -\v 6 وَعَلَى الْكَهَنَةِ أَنْ يَكُونُوا مَفْرُوزِينَ لإِلَهِهِمْ. لَا يُدَنِّسُوا اسْمَهُ لأَنَّهُمْ يُقَرِّبُونَ وَقَائِدَ الرَّبِّ كَأَنَّهَا طَعَامٌ يُقَدِّمُونَهُ لإِلَهِهِمْ فَيَكُونُ مُقَدَّساً. -\v 7 وَلا يَتَزَوَّجُوا امْرَأَةً زَانِيَةً أَوْ مِنْ غَيْرِ سِبْطِهِمْ، أَوِ امْرَأَةً مُطَلَّقَةً مِنْ زَوْجِهَا، لأَنَّهُمْ مُقَدَّسُونَ لإِلَهِهِمْ، -\v 8 لأَنَّ الْكَاهِنَ مُفْرَزٌ لِيُقَدِّمَ ذَبَائِحَ لإِلَهِكَ فَهُوَ مُقَدَّسٌ عِنْدَكَ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُكُمْ، قُدُّوسٌ. -\v 9 وَإذَا زَنَتِ ابْنَةُ الْكَاهِنِ فَيَجِبُ حَرْقُهَا لأَنَّهَا دَنَّسَتْ قَدَاسَةَ أَبِيهَا. -\p -\v 10 وَالْكَاهِنُ الأَعْظَمُ بَيْنَ إِخْوَتِهِ، الَّذِي سُكِبَ عَلَى رَأْسِهِ دُهْنُ الْمَسْحَةِ، وَتَكَرَّسَ لِيَرْتَدِيَ الثِّيَابَ الْمُقَدَّسَةَ، لَا يَكْشِفُ عَنْ رَأْسِهِ وَلا يَشُقُّ ثِيَابَهُ حِدَاداً عَلَى مَيْتٍ. -\v 11 وَلْيَتَفَادَ الدُّخُولَ إِلَى مَكَانٍ فِيهِ جُثَّةُ مَيْتٍ. وَلا يُنَجِّسْ نَفْسَهُ بِلَمْسِ جُثْمَانِ مَيْتٍ، حَتَّى لَوْ كَانَ ذَلِكَ جُثْمَانَ أَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ. -\v 12 لَا يُفَارِقِ الْمَقْدِسَ فِي أَثْنَاءِ خِدْمَتِهِ، لِئَلّا يُدَنِّسَ مَقْدِسَ إِلَهِهِ، لأَنَّهُ قَدْ تَمَّ تَكْرِيسُهُ بِسَكْبِ دُهْنِ مَسْحَةِ إِلَهِهِ عَلَيْهِ، فَأَنَا الرَّبُّ. -\v 13 لِيَتَزَوَّجْ مِنْ عَذْرَاءَ، -\v 14 لَا مِنْ أَرْمَلَةٍ، وَلا مُطَلَّقَةٍ، وَلا زَانِيَةٍ مُدَنَّسَةٍ، بَلْ يَتَزَوَّجُ عَذْرَاءَ مِنْ سِبْطِهِ. -\v 15 فَلا يُدَنِّسُ نَسْلَهُ بَيْنَ شَعْبِهِ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي أُقَدِّسُهُ». -\p -\v 16 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 17 «قُلْ لِهَرُونَ: لَا يُقَرِّبْ رَجُلٌ مِنْ نَسْلِكَ فِيهِ عَاهَةٌ ذَبَائِحَ لإِلَهِهِ عَلَى مَدَى أَجْيَالِهِمْ، -\v 18 فَكُلُّ رَجُلٍ مُصَابٍ بِعَاهَةٍ لَا يَتَقَدَّمْ سَوَاءٌ أَكَانَ أَعْمَى أَمْ أَعْرَجَ أَمْ مُشَوَّهَ الْوَجْهِ أَمْ فِيهِ عُضْوٌ زَائِدٌ، -\v 19 وَلا مَكْسُورَ الْيَدِ أَوِ الرِّجْلِ، -\v 20 وَلا أَحْدَبَ وَلا قَزْمَ، أَوْ مَنْ فِي عَيْنِهِ بَيَاضٌ، وَلا الأَجْرَبَ وَلا الأَكْلَفَ وَلا مَرْضُوضَ الْخِصْيَةِ. -\v 21 يُحَظَرُ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ فِيهِ عَاهَةٌ مِنْ نَسْلِ هرُونَ الْكَاهِنِ أَنْ يَتَقَدَّمَ لِيُقَرِّبَ ذَبَائِحَ الرَّبِّ، -\v 22 وَلَكِنَّهُ يَأْكُلُ مِنْ ذَبَائِحِ إِلَهِهِ، الْمُقَدَّمَةِ فِي قُدْسِ الأَقْدَاسِ وَالْقُدْسِ. -\v 23 غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ إِلَى مَا وَرَاءِ الحِجَابِ، وَلا يَقْتَرِبُ مِنَ الْمَذْبَحِ، لأَنَّ فِيهِ عَيْباً، لِئَلّا يُدَنِّسَ مَقْدِسِي، لأَنَّنِي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي أُقَدِّسُهُمْ». -\v 24 وَهَكَذَا أَبْلَغَ مُوسَى هَذِهِ الْوَصَايَا لِهَرُونَ وَأَبْنَائِهِ وَسَائِرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\c 22 -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «قُلْ لِهَرُونَ وَأَبْنَائِهِ أَلّا يَنْتَهِكُوا تَقْدِمَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي يُقَدِّسُونَهَا، وَلا يُدَنِّسُوا اسْمِي الْقُدُّوسَ. فَأَنَا الرَّبُّ. -\v 3 قُلْ لَهُمْ: إِيَّاكُمْ عَلَى مَدَى أَجْيَالِكُمْ أَنْ يَقْتَرِبَ كَاهِنٌ إِلَى التَّقْدِمَاتِ الَّتِي يُقَدِّسُهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ وَهُوَ غَيْرُ طَاهِرٍ، فَإِنَّ تِلْكَ النَّفْسَ تُسْتَأْصَلُ مِنْ أَمَامِي، فَأَنَا الرَّبُّ. -\v 4 أَيُّ كَاهِنٍ مِنْ نَسْلِ هَرُونَ مُصَابٌ بِالْبَرَصِ أَوِ السَّيَلانِ، لَا يَأْكُلْ مِنَ الذَّبَائِحِ الْمُقَدَّسَةِ حَتَّى يَطْهُرَ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ لَمَسَ شَيْئاً تَنَجَّسَ بِجُثَّةِ مَيْتٍ، أَوْ شَخْصاً حَدَثَ مِنْهُ قَذْفٌ مَنَوِيٌّ. -\v 5 أَيُّ كَاهِنٍ لَمَسَ حَيَوَاناً أَوْ إِنْسَاناً غَيْرَ طَاهِرٍ لِنَجَاسَةٍ فِيهِ، -\v 6 فَاللّامِسُ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ، وَلا يَأْكُلُ مِنَ الذَّبَائِحِ الْمُقَدَّسَةِ، بَلْ يَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ. -\v 7 وَلَكِنْ مَتَى غَرَبَتِ الشَّمْسُ يُصْبِحُ طَاهِراً، ثُمَّ يَأْكُلُ مِنَ الذَّبَائِحِ الْمُقَدَّسَةِ، لأَنَّهَا طَعَامُهُ. -\v 8 لَا يَأْكُلْ مِنْ جِيفَةِ حَيَوَانٍ أَوْ فَرِيسَةٍ فَيَتَنَجَّسَ بِها. فَأَنَا الرَّبُّ. -\v 9 أَطِيعُوا شَعَائِرِي لِئَلَّا تَحْمِلُوا خَطِيئَتَهَا وَتَمُوتُوا بِسَبَبِهَا لأَنَّكُمْ دَنَّسْتُمُوهَا، فَأَنَا الرَّبُّ الَّذِي أُقَدِّسُكُمْ. -\p -\v 10 يُحَظَرُ عَلَى غَيْرِ أُسْرَةِ الْكَاهِنِ أَنْ يَأْكُلُوا مِنَ الذَّبَائِحِ الْمُقَدَّسَةِ، سَوَاءٌ أَكَانَ ضَيْفَ الْكَاهِنِ أَمْ أَجِيرَهُ. -\v 11 لَكِنْ إِذَا اشْتَرَى الْكَاهِنُ عَبْداً بِفِضَّةٍ، أَوْ وُلِدَ فِي بَيْتِهِ عَبْدٌ، فَإِنَّ ذَلِكَ الْعَبْدَ يَأْكُلُ مِنْ طَعَامِ الْكَاهِنِ. -\v 12 وَإذَا تَزَوَّجَتِ ابْنَةُ الْكَاهِنِ مِنْ غَيْرِ كَاهِنٍ، فَإِنَّهَا لَا تَأْكُلُ مِنَ التَّقْدِمَاتِ الْمُقَدَّسَةِ. -\v 13 أَمَّا إِذَا أَصْبَحَتْ أَرْمَلَةً، أَوْ مُطَلَّقَةً مِنْ غَيْرِ عَائِلٍ مِنْ نَسْلِهَا، وَرَجَعَتْ إِلَى بَيْتِ أَبِيهَا كَمَا فِي أَيَّامِ صِبَاهَا، فَإِنَّهَا تَأْكُلُ مِنْ طَعَامِ أَبِيهَا. إِنَّمَا الْغَرِيبُ لَا يَأْكُلُ مِنْهُ. -\v 14 وَإذَا أَكَلَ أَحَدٌ مِنَ الذَّبَائِحِ الْمُقَدَّسَةِ سَهْواً، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ نَسْلِ هَرُونَ، يَرُدُّ لِلْكَاهِنِ قِيمَةَ مَا أَكَلَهُ مِنَ الذَّبِيحَةِ، مُضَافاً إِلَيْهِ خُمْسُهُ. -\v 15 عَلَى الْكَهَنَةِ أَلّا يُدَنِّسُوا الذَّبَائِحَ الَّتِي يُحْضِرُهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لِلرَّبِّ، -\v 16 لأَنَّهُمْ بِذَلِكَ يُحَمِّلُونَ الآكِلِينَ مِنَ الذَّبَائِحِ الْمُقَدَّسَةِ ذُنُوباً تَسْتَوْجِبُ الْعِقَابَ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي أُقَدِّسُهَا». -\s1 الذبائح غير المقبولة -\p -\v 17 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 18 «قُلْ لِهَرُونَ وَأَبْنَائِهِ وَسَائِرِ إِسْرَائِيلَ: كُلُّ إِسْرَائِيلِيٍّ، أَوْ مِنَ الْغُرَبَاءِ الْمُقِيمِينَ فِي إِسْرَائِيلَ يُقَدِّمُ قُرْبَاناً، سَوَاءٌ كَانَ وَفَاءً لِنَذْرٍ، أَمْ تَقْدِمَةً طَوْعِيَّةً يُقَرِّبُونَهَا مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ، -\v 19 تَكُونُ مُحْرَقَةً لِلرِّضَى عَنْكُمْ، ثَوْراً أَوْ كَبْشاً أَوْ تَيْساً سَلِيماً. -\v 20 لَا تُقَرِّبُوا تَقْدِمَةً فِيهَا عَيْبٌ، لأَنَّهَا لَنْ تَكُونَ مَقْبُولَةً لِلرِّضَى عَنْكُمْ. -\v 21 وَإذَا أَصْعَدَ أَحَدُكُمْ ذَبِيحَةَ سَلامٍ لِلرَّبِّ، وَفَاءً لِنَذْرٍ، أَوْ ذَبِيحَةً طَوْعِيَّةً، فَلْتَكُنْ مِنَ الْبَقَرِ أَوِ الْغَنَمِ، سَلِيمَةً خَالِيَةً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ لِيَرْضَى الرَّبُّ عَنْكُمْ. -\v 22 لَا تُقَرِّبُوا لِلرَّبِّ مِنَ الذَّبَائِحِ مَا هُوَ أَعْمَى أَوْ مَكْسُورٌ أَوْ مَجْرُوحٌ أَوْ بِهِ بُثُورٌ أَوْ أَجْرَبُ أَوْ أَكْلَفُ، وَلا تَجْعَلُوا مِنْهَا وَقُوداً عَلَى الْمَذْبَحِ لِلرَّبِّ. -\v 23 أَمَّا الثَّوْرُ أَوِ الْحَمَلُ الَّذِي فِيهِ عُضْوٌ زَائِدٌ أَوْ نَاقِصٌ، فَلَكَ أَنْ تُقَرِّبَهُ تَقْدِمَةً طَوْعِيَّةً، وَلَكِنْ لَيْسَ وَفَاءً لِنَذْرٍ، فَإِنَّهُ يَكُونُ مَرْفُوضاً. -\v 24 لَا تُصْعِدُوا لِلرَّبِّ حَيَوَاناً ذَا خُصىً مَرْضُوضَةٍ أَوْ مَسْحُوقَةٍ أَوْ مَقْطُوعَةٍ. لَا تَفْعَلُوا هَذَا فِي أَرْضِكُمْ. -\v 25 لَا تَشْتَرُوا مِثْلَ هَذِهِ الْحَيَوَانَاتِ مِنْ غَرِيبٍ لِتُقَدِّمُوهَا ذَبَائِحَ لإِلَهِكُمْ، لأَنَّهُ لَنْ يَقْبَلَهَا مِنْكُمْ، لِمَا فِيهَا مِنْ تَشْوِيهٍ وَعَيْبٍ». -\p -\v 26 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 27 «مَتَى وَلَدَتْ بَقَرَةٌ أَوْ شَاةٌ أَوْ عَنْزَةٌ يَمْكُثُ وَلِيدُهَا مَعَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يَصِحُّ تَقْدِيمُهَا قُرْبَانَ وَقُودٍ لِلرَّبِّ. -\v 28 لَا تَذْبَحُوا الْبَقَرَةَ أَوِ الشَّاةَ مَعَ ابْنِهَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ. -\v 29 وَمَتَى ذَبَحْتُمْ قُرْبَانَ شُكْرٍ لِلرَّبِّ، فَاذْبَحُوهْ لِلرِّضَى عَنْكُمْ، -\v 30 وَكُلُوهُ فِي الْيَوْمِ عَيْنِهِ، وَلا تُبْقُوا مِنْهُ شَيْئاً إِلَى الْغَدِ، فَأَنَا الرَّبُّ. -\v 31 أَطِيعُوا وَصَايَايَ وَاعْمَلُوا بِها، فَأَنَا الرَّبُّ. -\v 32 وَلا تُدَنِّسُوا اسْمِي الْقُدُّوسَ، فَأَتَقَدَّسَ وَسَطَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَنَا الرَّبُّ الَّذِي أُقَدِّسُكُمْ، -\v 33 وَالَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ لِيَكُونَ لَكُمْ إِلَهاً. أَنَا الرَّبُّ». -\c 23 -\s1 المواسم والأعياد -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: هَذِهِ هِيَ مَوَاسِمِي وَأَعْيَادِي الَّتِي تُعْلِنُونَهَا مَحَافِلَ مُقَدَّسَةً. -\s1 السبت -\p -\v 3 سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُونَ، أَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَهُوَ سَبْتُ رَاحَةٍ وَمَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. لَا تَقُومُوا فِيهِ بِأَيِّ عَمَلٍ، بَلْ يَكُونُ سَبْتَ رَاحَةٍ لِلرَّبِّ حَيْثُ تُقِيمُونَ. -\s1 الفصح وعيد الفطير -\p -\v 4 إِلَيْكُمْ مَوَاسِمَ الرَّبِّ وَالْمَحَافِلَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي تُعَيِّدُونَهَا فِي أَوْقَاتِهَا: -\v 5 فِي الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ الْعِبْرِيِّ (أَيْ شَهْرِ نِيسَانَ – أَبْرِيلَ) بَيْنَ العِشَاءَيْنِ يَكُونُ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. -\v 6 وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسِ عَشَرَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ يَكُونُ عِيدُ الْفَطِيرِ لِلرَّبِّ، فَتَأْكُلُونَ فَطِيراً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. -\v 7 فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ، تَتَوَقَّفُ فِيهِ جَمِيعُ الأَعْمَالِ. -\v 8 ثُمَّ تُقَرِّبُونَ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ طَوَالَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ. وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ تُقِيمُونَ مَحْفَلاً مُقَدَّساً تَتَعَطَّلُ فِيهِ جَمِيعُ الأَعْمَالِ». -\s1 تقدمة باكورة المحاصيل -\p -\v 9 وَخَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى: «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: -\v 10 مَتَى دَخَلْتُمُ الأَرْضَ الَّتِي أَهَبُهَا لَكُمْ وَحَصَدْتُمْ غَلّاتِهَا، تُحْضِرُونَ أَوَّلَ حُزْمَةٍ مِنْ حَصَادِكُمْ لِلْكَاهِنِ، -\v 11 فَيُرَجِّحُ الْكَاهِنُ الْحُزْمَةَ فِي الْيَوْمِ التَّالِي لِيَوْمِ السَّبْتِ أَمَامَ الرَّبِّ لِيَرْضَى عَنْكُمْ. -\v 12 وَتُقَدِّمُونَ يَوْمَ تَرْجِيحِ الْحُزْمَةِ خَرُوفاً سَلِيماً مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ، -\v 13 مَعَ عُشْرَيْنِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِالزَّيْتِ وَقُوداً لِلرَّبِّ لِتَحْظَوْا بِرِضَاهُ. وَكَذَلِكَ تُقَدِّمُونَ سَكِيبَهُ رُبْعَ الْهِينِ (نَحْوَ لِتْرٍ) مِنَ الْخَمْرِ. -\v 14 لَا تَأْكُلُوا مِنَ الْغَلَّةِ الْجَدِيدَةِ، لَا دَقِيقاً مَخْبُوزاً وَلا فَرِيكاً وَلا سَوِيقاً إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي تُحْضِرُونَ فِيهِ قُرْبَانَ إِلَهِكُمْ، فَتَكُونُ هَذِهِ عَلَيْكُمْ فَرِيضَةً دَائِمَةً جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ. -\s1 عيد الأسابيع -\p -\v 15 ثُمَّ تَحْسُبُونَ سَبْعَةَ أَسَابِيعَ كَامِلَةٍ، ابْتَدَاءً مِنَ الْيَوْمِ التَّالِي لِلسَّبْتِ الَّذِي تُحْضِرُونَ فِيهِ حُزْمَةَ التَّرْجِيحِ، -\v 16 فَتَحْسُبُونَ خَمْسِينَ يَوْماً إِلَى الْيَوْمِ التَّالِي لِلسَّبْتِ السَّابِعِ، ثُمَّ تُقَرِّبُونَ تَقْدِمَةً جَدِيدَةً لِلرَّبِّ. -\v 17 فَتَأْتُونَ مِنْ مَسَاكِنِكُمْ بِخُبْزِ تَرْجِيحٍ، رَغِيفَيْنِ مِقْدَارُهُمَا عُشْرَيْنِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ) مِنْ دَقِيقٍ مَخْبُوزَيْنِ بِخَمِيرٍ، فَيَكُونَانِ بَاكُورَةً لِلرَّبِّ. -\v 18 وَتُقَدِّمُونَ مَعَ الْخُبْزِ سَبْعَةَ خِرَافٍ سَلِيمَةٍ حَوْلِيَّةٍ وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشَيْنِ وَسَكِيبَ خَمْرٍ. فَتَكُونُ جَمِيعُهَا مُحْرَقَةً وَوَقُودَ رِضًى وَسُرُورٍ لِلرَّبِّ. -\v 19 وَتُقَرِّبُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعَزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ وَخَرُوفَيْنِ حَوْلِيَّيْنِ ذَبِيحَةَ سَلامٍ. -\v 20 فَيُرَجِّحُهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مَعَ خُبْزِ الْبَاكُورَةِ وَالْخَرُوفَيْنِ، فَتَكُونُ مُقَدَّسَةً لِلرَّبِّ نَصِيباً لِلْكَاهِنِ. -\v 21 وَتُخَصِّصُونَ ذَلِكَ الْيَوْمَ عَيْنَهُ لِيَكُونَ مَحْفَلاً مُقَدَّساً لَكُمْ، تَتَعَطَّلُ فِيهِ جَمِيعُ الأَعْمَالِ، فَتَكُونُ عَلَيْكُمْ فَرِيضَةً دَائِمَةً حَيْثُ تُقِيمُونَ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ. -\v 22 وَعِنْدَمَا تَسْتَوْفُونَ حَصَادَ غَلّاتِكُمْ، اتْرُكُوا زَوَايَا حُقُولِكُمْ غَيْرَ مَحْصُودَةٍ، وَلا تَلْتَقِطُوا مَا يَقَعُ مِنْهَا عَلَى الأَرْضِ، بَلِ اتْرُكُوهْ لِلْمِسْكِينِ وَعَابِرِ السَّبِيلِ. فَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ». -\s1 عيد الأبواق -\p -\v 23 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 24 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: يَكُونُ لَكُمُ الْيَوْمُ الأَوَّلُ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ (أَيْ شَهْرِ أَيْلُولَ – سِبْتَمْبَر) يَوْمَ عُطْلَةٍ فِيهِ تَحْتَفِلُونَ احْتِفَالاً مُقَدَّساً، تَنْفُخُونَ فِيهِ بِالأَبْوَاقِ. -\v 25 تَتَوَقَّفُونَ فِيهِ عَنْ أَعْمَالِكُمْ وَتُصْعِدُونَ تَقْدِمَاتِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ». -\s1 يوم الكفارة -\p -\v 26 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 27 «وَيَكُونُ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ السَّابِعِ يَوْمَ كَفَّارَةٍ، تَحْتَفِلُونَ فِيهِ احْتِفَالاً مُقَدَّساً، وَتُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ، وَتُقَرِّبُونَ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ، -\v 28 وَتَتَوَقَّفُونَ فِيهِ أَيْضاً عَنْ أَعْمَالِكُمْ، لأَنَّهُ يَوْمُ كَفَّارَةٍ لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. -\v 29 وَكُلُّ نَفْسٍ لَا تَتَذَلَّلُ فِي هَذَا الْيَوْمِ تُسْتَأْصَلُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا -\v 30 وَأُبِيدُ كُلَّ مَنْ لَا يَتَوَقَّفُ عَنْ عَمَلِهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ. -\v 31 إِيَّاكُمُ والْقِيَامَ بِعَمَلٍ مَا. إِنَّهَا فَرِيضَةٌ دَائِمَةٌ عَلَيْكُمْ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ حَيْثُ تُقِيمُونَ. -\v 32 إِنَّهُ سَبْتُ رَاحَةٍ لَكُمْ تَتَذَلَّلُونَ فِيهِ، فَتَسْتَرِيحُونَ مِنْ مَسَاءِ الْيَوْمِ التَّاسِعِ حَتَّى مَسَاءِ الْيَوْمِ التَّالِي». -\s1 عيد الخيام -\p -\v 33 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 34 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَحْتَفِلُوا بِعِيدِ الْخِيَامِ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ. يَحْتَفِلُونَ لِلرَّبِّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. -\v 35 تَجْتَمِعُونَ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ فِي مَحْفَلٍ مُقَدَّسٍ، تَتَوَقَّفُ فِيهِ جَمِيعُ الأَعْمَالِ، -\v 36 ثُمَّ تُثَابِرُونَ عَلَى تَقْرِيبِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ طَوَالَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ. وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَجْتَمِعُونَ لاِحْتِفَالٍ مُقَدَّسٍ تُقَدِّمُونَ فِيهِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ، وَتَعْتَكِفُونَ لِلْعِبَادَةِ. وَفِي هَذَا الْيَوْمِ تَتَوَقَّفُ أَيْضاً جَمِيعُ الأَعْمَالِ. -\p -\v 37 هَذِهِ هِيَ أَعْيَادُ الرَّبِّ الَّتِي تَحْتَفِلُونَ فِيهَا احْتِفَالاً مُقَدَّساً لِتَقْرِيبِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ، مُحْرَقَةً وَتَقْدِمَةً وَذَبِيحَةً وَخَمْراً لِلرَّبِّ، كُلَّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ، -\v 38 فَتَكُونُ هَذِهِ الْمُحْرَقَاتُ عَلاوَةً عَلَى تَقْدِمَاتِ سُبُوتِ الرَّبِّ، وَعَلاوَةً عَلَى عَطَايَاكُمْ وَجَمِيعِ نُذُورِكُمْ وِتِبِرُّعَاتِكُمْ الَّتِي تُقَدِّمُونَهَا لِلرَّبِّ. -\v 39 وَتُعَيِّدُونَ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ عِيداً لِلرَّبِّ، لأَنَّ فِيهِ تَجْمَعُونَ غَلَّةَ أَرْضِكُمْ. تُعَيِّدُونَ لِلرَّبِّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، فَيَكُونُ الْيَوْمُ الثَّامِنُ عُطْلَةً. -\v 40 فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ تَجْمَعُونَ ثِمَارَ أَشْجَارٍ نَضِرَةٍ وَسَعَفَ نَخْلٍ وَأَغْصَانَ أَشْجَارٍ كَثِيفَةِ الْوَرَقِ، وَأَغْصَانَ صَفْصَافٍ نَهْرِيٍّ، وَتَفْرَحُونَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. -\v 41 سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي السَّنَةِ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ تَحْتَفِلُونَ بِهِ عِيداً لِلرَّبِّ. وَيَكُونُ هَذَا فَرِيضَةً دَائِمَةً عَلَيْكُمْ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ، -\v 42 فَيُقِيمُ كُلُّ أَبْنَاءِ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ فِي خِيَامٍ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. -\v 43 لِكَيْ تَتَذَكَّرَ أَجْيَالُكُمْ أَنَّنِي أَسْكَنْتُ أَبْنَاءَ إِسْرَائِيلَ فِي خِيَامٍ عِنْدَمَا أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. فَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ». -\v 44 وَهَكَذَا أَبْلَغَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِأَعْيَادِ الرَّبِّ. -\c 24 -\s1 الزيت وخبز التقدمة -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُحْضِرُوا لَكَ زَيْتَ زَيْتُونٍ مَرْضُوضٍ نَقِيًّا لإِنَارَةِ السُّرُجِ الدَّائِمَةِ، -\v 3 الْقَائِمَةِ خَارِجَ حِجَابِ الشَّهَادَةِ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، فَيَقُومُ هَرُونُ بِالإِشْرَافِ عَلَى إِنَارَتِهَا أَمَامَ الرَّبِّ مِنَ الْمَسَاءِ إِلَى الصَّبَاحِ، فَتَكُونُ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ -\v 4 إِذْ يَتَوَجَّبُ دَائِماً إِنَارَةُ السُّرُجِ الَّتِي عَلَى الْمَنَارَةِ الذَّهَبِيَّةِ النَّقِيَّةِ أَمَامَ الرَّبِّ. -\p -\v 5 وَعَلَيْكَ أَنْ تَأْخُذَ دَقِيقاً وَتَخْبِزَهُ، صَانِعاً مِنْهُ اثْنَيْ عَشَرَ رَغِيفاً، عَلَى أَنْ يَكُونَ مِقْدَارُ كُلِّ رَغِيفٍ عُشْرَيْنِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ). -\v 6 وَتُرَتِّبُهَا صَفَّيْنِ، كُلُّ صَفٍّ مِنْ سِتَّةِ أَرْغِفَةٍ، عَلَى الْمَائِدَةِ الطَّاهِرَةِ أَمَامَ الرَّبِّ. -\v 7 وَتَضَعُ عَلَى كُلِّ صَفٍّ لُبَاناً، فَيَكُونُ لِلْخُبْزِ تَذْكَاراً، وَلِيَكُونَ وَقُوداً لِلرَّبِّ. -\v 8 وَتُرَتِّبُ هَذَا الْخُبْزَ، بِانْتِظَامٍ، كُلَّ يَوْمِ سَبْتٍ أَمَامَ الرَّبِّ، مِنْ أَجْلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِيثَاقاً أَبَدِيًّا. -\v 9 وَيَكُونُ هَذَا الْخُبْزُ مِنْ نَصِيبِ هَرُونَ وَأَبْنَائِهِ، فَيَأْكُلُونَهُ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ، لأَنَّهُ قُدْسُ أَقْدَاسٍ لَهُ مِنْ مُحْرَقَاتِ الرَّبِّ، فَرِيضَةً دَائِمَةً». -\s1 عقاب المجدّف -\p -\v 10 وَحَدَثَ أَنْ خَرَجَ ابْنُ امْرَأَةٍ إِسْرائِيلِيَّةٍ، أَبُوهُ رَجُلٌ مِصْرِيٌّ، وَسَطَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَتَخَاصَمَ فِي الْمُخَيَّمِ مَعَ رَجُلٍ إِسْرَائِيلِيٍّ. -\v 11 فَجَدَّفَ ابْنُ الإِسْرَائِيلِيَّةِ، الْمَدْعُوَّةِ شَلُومِيَةَ بِنْتَ دِبْرِي، مِنْ سِبْطِ دَانٍ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ وَسَبَّهُ، فَأَحْضَرُوهُ إِلَى مُوسَى، -\v 12 وَزَجُّوهُ فِي السِّجْنِ رَيْثَمَا يُصْدِرُ الرَّبُّ حُكْمَهُ عَلَيْهِ. -\p -\v 13 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 14 «خُذِ الشَّاتِمَ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ، وَاجْعَلْ جَمِيعَ الَّذِينَ سَمِعُوا تَجْدِيفَهُ يَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِهِ، وَيَرْجُمُهُ كُلُّ الشَّعْبِ. -\v 15 وَقُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: كُلُّ مَنْ شَتَمَ إِلَهَهُ يُعَاقَبُ بِذَنْبِهِ. -\v 16 وَمَنْ جَدَّفَ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ يُقْتَلُ، إِذْ يَرْجُمُهُ الشَّعْبُ رَجْماً، الْغَرِيبُ كَالإِسْرَائِيلِيِّ يُعَاقَبُ بِالْقَتْلِ عِنْدَ تَجْدِيفِهِ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ. -\p -\v 17 وَإذَا قَتَلَ أَحَدٌ إِنْسَاناً فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. -\v 18 وَمَنْ أَمَاتَ بَهِيمَةَ جَارِهِ يُعَوِّضُ عَنْهَا نَفْساً بِنَفْسٍ. -\v 19 وَمَنْ أَوْقَعَ بِقَرِيبِهِ ضَرَراً فَبِمِثْلِ مَا أَوْقَعَ يُوْقَعُ بِهِ. -\v 20 كَسْرٌ بِكَسْرٍ وَعَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَكَمَا أَنْزَلَ بِسِوَاهُ مِنْ أَذىً يُنْزَلُ بِهِ. -\v 21 مَنْ قَتَلَ بَهِيمَةَ جَارِهِ يُعَوِّضُ عَنْهَا، وَمَنْ قَتَلَ إِنْسَاناً يُقْتَلُ. -\v 22 حُكْمٌ وَاحِدٌ يُطَبَّقُ عَلَيْكُمُ، الْغَرِيبُ كَالإِسْرَائِيلِيِّ، إِنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ». -\p -\v 23 فَأَمَرَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُخْرِجُوا الشَّاتِمَ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ وَيَرْجُمُوهُ بِالْحِجَارَةِ، فَنَفَّذَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَمْرَ الرَّبِّ لِمُوسَى. -\c 25 -\s1 السنة السابعة -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى فِي جَبَلِ سِينَاءَ: -\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: مَتَى جِئْتُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَهَبُكُمْ إِيَّاهَا، لَا تَزْرَعُوهَا فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ. -\v 3 ازْرَعْ حَقْلَكَ سِتَّ سَنَوَاتٍ، وَقَلِّمْ كَرْمَكَ سِتَّ سَنَوَاتٍ، وَاجْمَعْ غَلَّتَهُمَا. -\v 4 وَأَمَّا السَّنَةُ السَّابِعَةُ فَفِيهَا تُرِيحُ الأَرْضَ وَتُعَطِّلُهَا سَبْتاً لِلرَّبِّ. لَا تَزْرَعْ فِيهَا حَقْلَكَ وَلا تُقَلِّمْ كَرْمَكَ. -\v 5 لَا تَحْصُدْ زَرْعَكَ الَّذِي نَمَا بِنَفْسِهِ، وَلا تَقْطِفْ عِنَبَ كَرْمِكَ الْمُحْوِلِ، بَلْ تَكُونُ سَنَةَ رَاحَةٍ لِلأَرْضِ. -\v 6 وَمَا تُغِلُّهُ الأَرْضُ فِي سَنَةِ الرَّاحَةِ يَكُونُ طَعَاماً لَكَ وَلِعَبْدِكَ وَأَمَتِكَ وَأَجِيرِكَ وَالْمُسْتَوْطِنِ النَّازِلِ عِنْدَكَ، -\v 7 وَكَذَلِكَ تَكُونُ كُلُّ غَلَّتِهَا طَعَاماً لِلْبَهَائِمِ وَلِلْحَيَوَانِ الرَّاعِي فِيهَا. -\s1 سنة اليوبيل -\p -\v 8 وَبَعْدَ انْقِضَاءِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، أَيْ بَعْدَ سَبْعِ سُبُوتٍ مِنَ السِّنِينَ، -\v 9 فِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ، مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ سَنَةً عِبْرِيَّةً، تَنْفُخُونَ بُوقَ الْهُتَافِ فِي يَوْمِ الْكَفَّارَةِ فِي جَمِيعِ أَرْضِكُمْ، -\v 10 وَتُقَدِّسُونَ السَّنَةَ الْخَمْسِينَ وَتُعْلِنُونَ فِيهَا الْعِتْقَ لِجَمِيعِ سُكَّانِهَا، فَتَكُونُ لَكُمْ يُوبِيلاً، وَتَرْجِعُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مُلْكِهِ وَعَشِيرَتِهِ. -\v 11 وَتَكُونُ لَكُمُ السَّنَةُ الْخَمْسُونَ هَذِهِ يُوبِيلاً، لَا تَزْرَعُوا فِيهَا وَلا تَحْصُدُوا غَلَّتَهَا وَلا تَقْطِفُوا كَرْمَهَا الْمُحْوِلَ. -\v 12 إِنَّهَا يُوبِيلٌ، سَنَةٌ مُقَدَّسَةٌ لَكُمْ. لَا تَأْكُلُوا إِلّا مَا يُجْنَى مُبَاشَرَةً مِنَ الْحَقْلِ. -\v 13 وَفِي سَنَةِ الْيُوبِيلِ هَذِهِ يَرْتَدُّ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مُلْكِهِ. -\v 14 فَإِنْ بِعْتَ مُوَاطِنَكَ، أَوِ اشْتَرَيْتَ مِنْهُ، فَلا تَظْلِمْهُ. -\v 15 يَكُونُ شِرَاؤُكَ مِنْ صَاحِبِكَ وَفْقاً لِعَدَدِ السِّنِينَ بَعْدَ الْيُوبِيلِ، وَبَيْعُهُ لَكَ يَكُونُ بِنَاءً عَلَى سِنِي الْغَلَّةِ. -\v 16 فَكُلَّمَا كَثُرَتِ السِّنُونَ تَزِيدُ قِيمَتُهُ، وَكُلَّمَا قَلَّتِ السِّنُونَ يَنْخَفِضُ ثَمَنُهُ، لأَنَّهُ يَبِيعُكَ بِنَاءً عَلَى عَدَدِ الْغَلّاتِ، -\v 17 فَلا يَظْلِمَنَّ أَحَدٌ صَاحِبَهُ، بَلِ اتَّقِ إِلَهَكَ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. -\v 18 فَاعْمَلُوا بِفَرَائِضِي وَرَاعُوا أَحْكَامِي وَمَارِسُوهَا، لِتَسْكُنُوا فِي الأَرْضِ آمِنِينَ، -\v 19 عِنْدَئِذٍ تَغِلُّ الأَرْضُ ثَمَرَهَا، فَتَأْكُلُونَ وَتَشْبَعُونَ وَتَسْكُنُونَ عَلَيْهَا آمِنِينَ. -\v 20 وَإِنْ قُلْتُمْ: مَاذَا نَأْكُلُ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ إِنْ لَمْ نَزْرَعْ وَلَمْ نَجْمَعْ غَلَّتَنَا؟ -\v 21 هَا أَنَا آمُرُ بِبَرَكَتِي لَكُمْ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ فَتُغِلُّ لِثَلاثِ سِنِينَ، -\v 22 فَتَزْرَعُونَ فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ وَتَأْكُلُونَ مِنَ الْغَلَّةِ الْقَدِيمَةِ إِلَى أَنْ يَتِمَّ حَصِيدُ مَوْسِمِ السَّنَةِ التَّاسِعَةِ. -\p -\v 23 أَمَّا الأَرْضُ فَلا تُبَاعُ مُطْلَقاً لأَنَّ لِي الأَرْضَ، وَأَنْتُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاءُ عِنْدِي. -\v 24 بَلْ فِي كُلِّ عَقْدِ بَيْعٍ تَضَعُونَ شَرْطَ فِكَاكٍ لِلأَرْضِ. -\v 25 وَإذَا افْتَقَرَ مُوَاطِنُكَ وَبَاعَ بَعْضَ مُلْكِهِ فَلْيَأْتِ أَقْرَبُ أَقْرِبَائِهِ وَيَفُكَّ مَبِيعَ قَرِيبِهِ -\v 26 وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ قَرِيبٌ، وَاسْتَطَاعَ الْحُصُولَ عَلَى مِقْدَارٍ كَافٍ مِنَ الْمَالِ لِفَكِّ الْبَيْعِ، -\v 27 فَلْيَحْسُبْ عَدَدَ السَّنَوَاتِ الَّتِي انْقَضَتْ عَلَى الْمَبِيعِ، وَمَا هُوَ مُتَبَقٍّ مِنْهَا حَتَّى حُلُولِ سَنَةِ الْيُوبِيلِ، فَيَدْفَعَ لِلْمُشْتَرِي مَا يُعَادِلُ غِلَالَ السَّنَوَاتِ الْمُتَبَقِّيَةِ، وَيَسْتَرِدَّ مُلْكَهُ -\v 28 وَإِنْ لَمْ يَتَوَافَرْ لَدَيْهِ الْمَالُ لاِسْتِرْدَادِ مَبِيعِهِ مِنْ يَدِ الشَّارِي، فَلْيَنْتَظِرْ حَتَّى حُلُولِ سَنَةِ الْيُوبِيلِ لِيَسْتَرِدَّ مُلْكَهُ. -\p -\v 29 وَإذَا بَاعَ إِنْسَانٌ بَيْتاً لِلسُّكْنَى فِي مَدِينَةٍ مُسَوَّرَةٍ يَحِقُّ اسْتِرْدَادُهُ فِي خِلالِ سَنَةٍ مِنْ بَيْعِهِ. -\v 30 وَإِنْ عَجَزَ عَنْ فِكَاكِهِ قَبْلَ انْقِضَاءِ سَنَةٍ، يُصْبِحُ الْبَيْتُ الَّذِي فِي الْمَدِينَةِ الْمُسَوَّرَةِ مِنْ حَقِّ شَارِيهِ وَنَسْلِهِ لَا يُرَدُّ فِي سَنَةِ الْيُوبِيلِ. -\v 31 أَمَّا الْبُيُوتُ الْمَبِيعَةُ فِي الْقُرَى غَيْرِ الْمُسَوَّرَةِ فَإِنَّهَا تُعَامَلُ مُعَامَلَةَ الْحُقُولِ الزِّرَاعِيَّةِ، قَابِلَةٌ لِلْفِكَاكِ وَالاسْتِرْدَادِ فِي سَنَةِ الْيُوبِيلِ. -\v 32 أَمَّا بُيُوتُ اللّاوِيِّينَ الْقَائِمَةُ فِي مُدُنِ اللّاوِيِّينَ الْمُسَوَّرَةِ، فَإِنَّ لِلّاوِيِّينَ حَقَّ اسْتِرْدَادِهَا دَائِماً، -\v 33 فَبُيُوتُ اللّاوِيِّينَ قَابِلَةٌ لِلْفِكَاكِ وَتُسْتَرَدُّ فِي سَنَةِ الْيُوبِيلِ، لأَنَّ بُيُوتَهُمْ فِي مُدُنِ اللّاوِيِّينَ هِيَ مُلْكُهُمْ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\v 34 أَمَّا الْمَزَارِعُ الْمُحِيطَةُ بِمُدُنِهِمْ فَلا تُبَاعُ، لأَنَّهَا مُلْكٌ أَبَدِيٌّ لَهُمْ. -\p -\v 35 وَإذَا افْتَقَرَ أَخُوكَ وَعَجَزَ عَنْ إِعَالَةِ نَفْسِهِ فِي وَسَطِكَ، فَأَعِنْهُ، سَوَاءٌ كَانَ غَرِيباً أَوْ مُوَاطِناً، لِيَتَمَكَّنَ مِنَ الْعَيْشِ مَعَكَ. -\v 36 اِتَّقِ إِلَهَكَ وَلا تَأْخُذْ مِنْهُ رِباً وَلا رِبْحاً، لِيَتَمَكَّنَ مِنَ الْعَيْشِ فِي وَسَطِكَ -\v 37 لَا تُقْرِضْهُ فِضَّتَكَ بِرِباً، وَلا تَبِعْهُ طَعَامَكَ بِرِبْحٍ. -\v 38 أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ لِيَهَبَكُمْ أَرْضَ كَنْعَانَ، فَيَكُونُ لَكُمْ إِلَهاً. -\p -\v 39 وَإذَا افْتَقَرَ أَخُوكَ وَبِيعَ لَكَ عَبْداً، فَلا تُعَامِلْهُ كَعَبْدٍ، -\v 40 بَلْ لِيَكُنْ عِنْدَكَ كَأَجِيرٍ أَوْ نَزِيلٍ، فَيَخْدُمَكَ حَتَّى حُلُولِ سَنَةِ الْيُوبِيلِ، -\v 41 ثُمَّ تَعْتِقُهُ هُوَ وَأَوْلادَهُ، وَيَعُودُ إِلَى قَوْمِهِ، وَيَرْجِعُ إِلَى مُلْكِ آبَائِهِ، -\v 42 لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَبِيدِي الَّذِينَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ مِصْرَ، لَا يُبَاعُونَ كَالْعَبِيدِ. -\v 43 لَا تَطْغَ بِتَسَلُّطِكَ، بَلِ اتَّقِ إِلَهَكَ، -\v 44 وَلْيَكُنْ عَبِيدُكُمْ وَإِمَاؤُكُمْ مِنَ الشُّعُوبِ الَّتِي حَوْلَكُمْ، مِنْهَا تَقْتَنُونَ عَبِيداً وَإِمَاءً، -\v 45 وَكَذَلِكَ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُسْتَوْطِنِينَ النَّازِلِينَ عِنْدَكُمْ، فَمِنْهُمْ وَمِنْ عَشَائِرهِمْ، الَّذِينَ عِنْدَكُمُ الْمَوْلُودِينَ فِي أَرْضِكُمْ، تَقْتَنُونَ عَبِيداً لَكُمْ. -\v 46 وَتُوَرِّثُونَهُمْ لِبَنِيكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ مِيرَاثَ مُلْكٍ، فَيَكُونُونَ عَبِيداً لَكُمْ إِلَى الأَبَدِ. وَأَمَّا إِخْوَتُكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلا تَطْغَوْا بِتَسَلُّطِكُمْ عَلَيْهِمْ. -\p -\v 47 وَإذَا اغْتَنَى غَرِيبٌ أَوْ نَزِيلٌ مُقِيمٌ فِي وَسَطِكُمْ، وَافْتَقَرَ أَخُوكَ فَبِيعَ لِلْغَرِيبِ الْمُسْتَوْطِنِ عِنْدَكَ، أَوْ لِنَسْلِ عَشِيرَتِهِ، -\v 48 فَلْيَفُكَّهُ وَاحِدٌ مِنْ أَقْرِبَائِهِ بَعْدَ بَيْعِهِ، لأَنَّهُ يَمْلِكُ حَقَّ الانْعِتَاقِ. -\v 49 أَوْ يَفُكَّهُ عَمُّهُ أَوِ ابْنُ عَمِّهِ أَوْ أَحَدُ أَقْرِبَائِهِ مِنْ أَبْنَاءِ عَشِيرَتِهِ، أَوْ يَسْتَرِدَّ هُوَ نَفْسُهُ حُرِّيَّتَهُ إِذَا حَصَلَ عَلَى مَا يَكْفِي مِنْ مَالٍ، -\v 50 فَيَتَحَاسَبُ مَعَ شَارِيهِ مُنْذُ سَنَةِ بَيْعِهِ حَتَّى سَنَةِ الْيُوبِيلِ، فَيَكُونُ ثَمَنُ عِتْقِهِ وَفْقاً لِمَا يُدْفَعُ لأَجِيرٍ، لِذَلِكَ الْعَدَدِ مِنَ السَّنَوَاتِ. -\v 51 وَإذَا كَانَتِ السَّنَوَاتُ الْبَاقِيَةُ حَتَّى حُلُولِ الْيُوبِيلِ كَثِيرَةً، فَعَلَيْهِ أَنْ يَدْفَعَ نِسْبَةً أَكْبَرَ مِنْ أَصْلِ الثَّمَنِ الَّذِي دُفِعَ فِي شِرَائِهِ، اِسْتِرْدَاداً لِحُرِّيَّتِهِ. -\v 52 وَإِنْ كَانَتِ السَّنَوَاتُ الْبَاقِيَةُ حَتَّى سَنَةِ الْيُوبِيلِ قَلِيلَةً، فَعَلَيْهِ أَنْ يَحْسُبَ عَدَدَ السَّنَوَاتِ وَيَدْفَعَ وَفْقَهَا فِي سَبِيلِ فِكَاكِهِ. -\v 53 وَعَلَى الأَجْنَبِيِّ أَنْ يُعَامِلَهُ كَأَجِيرٍ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ، وَلا يَقْسُوَ عَلَيْهِ أَمَامَ عَيْنَيْكَ. -\v 54 وَإِنْ لَمْ يُوْجَدْ سَبِيلٌ لِفِكَاكِهِ، فَإِنَّهُ يُعْتَقُ هُوَ وَبَنُوهُ مَعَهُ فِي سَنَةِ الْيُوبِيلِ. -\v 55 لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِي عَبِيدٌ. هُمْ عَبِيدِي الَّذِينَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ مِصْرَ. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. -\c 26 -\s1 بركات الطاعة -\p -\v 1 لَا تَصْنَعُوا لَكُمْ أَصْنَاماً، وَلا تُقِيمُوا لَكُمْ تَمَاثِيلَ مَنْحُوتَةً، أَوْ أَنْصَاباً مُقَدَّسَةً، وَلا تَرْفَعُوا حَجَراً مُصَوَّراً فِي أَرْضِكُمْ لِتَسْجُدُوا لَهُ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. -\v 2 رَاعُوا رَاحَةَ أَيَّامِ السَّبْتِ، وَوَقِّرُوا مَقْدِسِي، فَأَنَا الرَّبُّ. -\p -\v 3 إِنْ سَلَكْتُمْ فِي فَرَائِضِي وَأَطَعْتُمْ وَصَايَايَ وَعَمِلْتُمْ بِها، -\v 4 فَإِنِّي أَسْكُبُ عَلَيْكُمُ الْمَطَرَ فِي أَوَانِهِ، وَتُعْطِي الأَرْضُ غَلَّتَهَا، وَتُثْمِرُ أَشْجَارُ الْحَقْلِ، -\v 5 فَتَسْتَمِرُّ دِرَاسَةُ حِنْطَتِكُمْ حَتَّى مَوْعِدِ قِطَافِ الْعِنَبِ، وَيَسْتَمِرُّ قِطَافُ الْعِنَبِ حَتَّى مَوْسِمِ الزِّرَاعَةِ، فَتَأْكُلُونَ خُبْزَكُمْ حَتَّى الشَّبْعِ، وَتَسْكُنُونَ فِي أَرْضِكُمْ آمِنِينَ. -\v 6 وَأُشِيعُ سَلاماً فِي الأَرْضِ، فَتَنَامُونَ مُطْمَئِنِّينَ، وَأُبِيدُ الْوُحُوشَ الْبَرِّيَّةَ مِنَ الأَرْضِ وَلا يَجْتَازُ سَيْفٌ فِي دِيَارِكُمْ. -\v 7 وَتَطْرُدُونَ أَعْدَاءَكُمْ فَيَسْقُطُونَ أَمَامَكُمْ بِالسَّيْفِ. -\v 8 خَمْسَةٌ مِنْكُمْ يَطْرُدُونَ مِئَةً، وَمِئَةٌ مِنْكُمْ يَطْرُدُونَ عَشَرَةَ آلافٍ. وَيَتَسَاقَطُ أَعْدَاؤُكُمْ أَمَامَكُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ، -\v 9 وَأَرْعَاكُمْ بِعِنَايَتِي، وَأُنَمِّيكُمْ وَأُكَثِّرُكُمْ، وَأَفِي بِمِيثَاقِي مَعَكُمْ، -\v 10 وَتَظَلُّونَ تَأْكُلُونَ مِنَ الْغِلالِ الْقَدِيمَةِ حِينَ تُفَرِّغُونَهَا مِنْ مَخَازِنِهَا لِتُوَسِّعُوا لِغَلّاتِ السَّنَةِ الْجَدِيدَةِ. -\v 11 وَأُقِيمُ مَسْكَنِي فِي وَسَطِكُمْ وَلا أَخْذِلُكُمْ، -\v 12 وَأَسِيرُ بَيْنَكُمْ وَأَكُونُ إِلَهَكُمْ، وَأَنْتُمْ تَكُونُونُ لِي شَعْباً. -\v 13 أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ أَخْرَجْتُكُمْ مِنْ مِصْرَ، وَحَطَّمْتُ أَغْلالَ قُيُودِكُمْ وَرَفَعْتُ شَأْنَكُمْ، لِكَيْ لَا تَظَلُّوا عَبِيداً لِلْمِصْرِيِّينَ فِي مَا بَعْدُ. -\s1 عقوبات العصيان -\p -\v 14 وَلَكِنْ إِنْ عَصَيْتُمُونِي وَلَمْ تَعْمَلُوا بِكُلِّ هَذِهِ الْوَصَايَا، -\v 15 وَإِنْ تَنَكَّرْتُمْ لِفَرَائِضِي وَكَرِهْتُمْ أَحْكَامِي وَلَمْ تَعْمَلُوا بِكُلِّ وَصَايَايَ، بَلْ نَكَثْتُمْ مِيثَاقِي، -\v 16 فَإِنِّي أَبْتَلِيكُمْ بِالرُّعْبِ الْمُفَاجِئِ وَدَاءِ السِّلِّ وَالْحُمَّى الَّتِي تُفْنِي الْعَيْنَيْنِ وَتُتْلِفُ النَّفْسَ، وَتَزْرَعُونَ عَلَى غَيْرِ طَائِلٍ، وَيَنْهَبُ أَعْدَاؤُكُمْ زَرْعَكُمْ. -\v 17 وَأَنْقَلِبُ عَلَيْكُمْ فَتَنْهَزِمُونَ أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ، وَيَتَحَكَّمُ بِكُمْ مُبْغِضُوكُمْ وَتَهْرُبُونَ مِنْ غَيْرِ طَارِدٍ لَكُمْ. -\p -\v 18 وَإِنْ أَمْعَنْتُمْ فِي عِصْيَانِكُمْ أَزِيدُ مِنْ عِقَابِكُمْ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَفْقاً لِخَطَايَاكُمْ. -\v 19 أُذِلُّ غَطْرَسَتَكُمْ، وَأَجْعَلُ سَمَاءَكُمْ كَالْحَدِيدِ لَا تُمْطِرُ وَأَرْضَكُمْ كَالنُّحَاسِ لَا تُغِلُّ -\v 20 فَيَذْهَبُ جَهْدُكُمْ بَاطِلاً لأَنَّ أَرْضَكُمْ لَنْ تُعْطِيَ غَلَّتَهَا، وَأَشْجَارَ الأَرْضِ لَنْ تُعْطِيَ أَثْمَارَهَا. -\p -\v 21 وَإِنْ وَاظَبْتُمْ عَلَى عِصْيَانِكُمْ وَأَبَيْتُمْ طَاعَتِي، أُضَاعِفُ عِقَابِي لَكُمْ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَفْقاً لِخَطَايَاكُمْ. -\v 22 وَأُطْلِقُ عَلَيْكُمْ وُحُوشَ الصَّحْرَاءِ فَتَفْتَرِسُ أَوْلادَكُمْ وَتُهْلِكُ بَهَائِمَكُمْ، وَتُنْقِصُ مِنْ عَدَدِكُمْ، فَتُقْفِرُ طُرُقَاتُكُمْ. -\p -\v 23 وَإِنْ لَمْ تَتَّعِظُوا، وَتَمَادَيْتُمْ فِي عِصْيَانِكُمْ، -\v 24 أَنْقَلِبُ عَلَيْكُمْ وَأَزِيدُ فِي بَلائِكُمْ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَفْقاً لِخَطَايَاكُمْ. -\v 25 أُسَلِّطُ عَلَيْكُمْ سَيْفَ الْعَدُوِّ. فَيَنْتَقِمُ مِنْكُمْ لِنَقْضِكُمْ مِيثَاقِي، فَتَحْتَمُونَ بِمُدُنِكُمْ حَيْثُ أُرْسِلُ عَلَيْكُمُ الْوَبَاءَ وَتُسَلَّمُونَ إِلَى يَدِ الْعَدُوِّ -\v 26 وَحِينَ أَقْطَعُ عَنْكُمْ مَؤُونَةَ الدَّقِيقِ، تَخْبِزُ عَشْرُ نِسَاءٍ خُبْزَكُمْ فِي فُرْنٍ وَاحِدٍ لِقِلَّةِ الدَّقِيقِ، وَتَقْسِمُونَ الْخُبْزَ بِالْمِيزَانِ فَتَأْكُلُونَ وَلا تَشْبَعُونَ. -\p -\v 27 وَإِنْ لَمْ يُجْدِ هَذَا الْعِقَابُ فِي تَأْدِيبِكُمْ، فَتَمَادَيْتُمْ فِي عِصْيَانِكُمْ، -\v 28 فَإِنِّي أَزِيدُ فِي احْتِدَامِ غَضَبِي، مِنْ عَدَائِي لَكُمْ وَأُضَاعِفُ عِقَابِي سَبْعَ مَرَّاتٍ أُخْرَى وَفْقاً لِخَطَايَاكُمْ، -\v 29 فَتَأْكُلُونَ لَحْمَ أَبْنَائِكُمْ وبَنَاتِكُمْ. -\v 30 وَأَهْدِمُ مَذَابِحَ مُرْتَفَعَاتِكُمْ، وَأُحَطِّمُ أَصْنَامَ شَمُوسِكُمْ وَأُكَوِّمُ جُثَثَكُمْ فَوْقَ بَقَايَا أَصْنَامِكُمْ، وَتَنْبِذُكُمْ نَفْسِي. -\v 31 وَأُحَوِّلُ مُدُنَكُمْ إِلَى خَرَائِبَ، وَأَجْعَلُ مَقَادِسَكُمْ مُوْحِشَةً، وَلا أَبْتَهِجُ بِرَائِحَةِ تَقْدِمَاتِ سُرُورِكُمْ، -\v 32 وَأَجْعَلُ الأَرْضَ قَفْراً فَيَرْتَاعُ مِنْ وَحْشَتِهَا أَعْدَاؤُكُمُ السَّاكِنُونَ فِيهَا -\v 33 وَأُشَتِّتُكُمْ بَيْنَ الشُّعُوبِ، وَأُجَرِّدُ عَلَيْكُمْ سَيْفِي، وَأُلاحِقُكُمْ، وَأُحَوِّلُ أَرْضَكُمْ إِلَى قَفْرٍ وَمُدُنَكُمْ إِلَى خَرَائِبَ. -\v 34 عِنْدَئِذٍ تَسْتَوْفِي الأَرْضُ رَاحَةَ سُبُوتِهَا طَوَالَ سِنِي وَحْشَتِهَا وَأَنْتُمْ مُشَتَّتُونَ فِي دِيَارِ أَعْدَائِكُمْ. حِينَئِذٍ تَرْتَاحُ الأَرْضُ وَتَسْتَوْفِي سِنِي سُبُوتِهَا. -\v 35 فَتُعَوِّضُ فِي أَيَّامِ وَحْشَتِهَا عَنْ رَاحَتِهَا الَّتِي لَمْ تَنْعَمْ بِها فِي سَنَوَاتِ سُبُوتِكُمْ عِنْدَمَا كُنْتُمْ تُقِيمُونَ عَلَيْهَا. -\v 36 أَمَّا الْبَاقُونَ مِنْكُمْ فِي أَرْضِ أَعْدَائِكُمْ، فَإِنِّي أُلْقِي الرُّعْبَ فِي قُلُوبِهِمْ فَيَهْرُبُونَ مِنْ حَفِيفِ وَرَقَةٍ تَسُوقُهَا الرِّيحُ، وَكَأَنَّهُمْ يَهْرُبُونَ مِنَ السَّيْفِ، وَيَسْقُطُونَ وَلَيْسَ ثَمَّةَ مِنْ طَارِدٍ لَهُمْ. -\v 37 وَيَعْثُرُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ كَمَنْ يَفِرُّ مِنْ أَمَامِ سَيْفٍ مِنْ غَيْرِ طَارِدٍ لَهُمْ، وَلا تَثْبُتُونَ أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ -\v 38 فَتَهْلِكُونَ بَيْنَ الشُّعُوبِ، وَتَبْتَلِعُكُمْ أَرْضُ أَعْدَائِكُمْ. -\v 39 أَمَّا بَقِيَّتُكُمْ فَتَفْنَى بِذُنُوبِهَا وَذُنُوبِ آبَائِهَا فِي أَرْضِ أَعْدَائِكُمْ كَمَا فَنِيَ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلِهِمْ. -\p -\v 40 وَلَكِنْ إِنِ اعْتَرَفُوا بِخَطَايَاهُمْ وَخَطَايَا آبَائِهِمْ وَبِخِيَانَتِهِمْ لِي وَعَدَاوَتِهِمْ، -\v 41 الَّتِي جَعَلَتْنِي أَنْقَلِبُ عَلَيْهِمْ وَأَنْفِيهِمْ إِلَى أَرْضِ أَعْدَائِهِمْ، وَإِنْ خَضَعَتْ قُلُوبُهُمُ النَّجِسَةُ بَعْدَ أَنِ اسْتَوْفَوْا عِقَابَ خَطَايَاهُمْ، -\v 42 فَإِنِّي أَذْكُرُ عَهْدِي مَعَ يَعْقُوبَ، وَعَهْدِي مَعَ إِسْحاقَ، وَعَهْدِي مَعَ إِبْرَاهِيمَ، وَأَذْكُرُ الأَرْضَ، -\v 43 الَّتِي أَقْفَرَتْ مِنْهُمْ، فَاسْتَوْفَتْ رَاحَةَ سُبُوتِهَا فِي أَثْنَاءِ نَفْيِهِمْ عَنْهَا، وَيَكُونُونَ آنَئِذٍ قَدِ اسْتَوْفَوْا عِقَابَ خَطَايَاهُمْ لأَنَّهُمْ تَنَكَّرُوا لِشَرَائِعِي وَكَرِهُوا فَرَائِضِي. -\v 44 وَلَكِنْ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّنِي لَمْ أَنْبِذْهُمْ وَهُمْ فِي أَرْضِ أَعْدَائِهِمْ، وَلا كَرِهْتُهُمْ حَتَّى أُبِيدَهُمْ وَأَنْقُضَ عَهْدِي مَعَهُمْ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُهُمْ، -\v 45 بَلْ أَذْكُرُ عَهْدِي مَعَ آبَائِهِمِ الأَوَّلِينَ الَّذِينَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ عَلَى مَشْهَدٍ مِنَ الشُّعُوبِ لأَكُونَ لَهُمْ إِلَهاً. أَنَا الرَّبَّ». -\p -\v 46 هَذِهِ هِيَ الْفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ وَالشَّرَائِعُ الَّتِي أَقَامَهَا الرَّبُّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ سِينَاءَ عَلَى لِسَانِ مُوسَى. -\c 27 -\s1 فداء المنذور -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ إِذَا نَذَرَ أَحَدٌ نَفْسَهُ أَوْ سِواهُ لِلرَّبِّ فَإِنَّ فِدَاءَ الْمَنْذُورِ يَكُونُ بِمُوجِبِ جَدْوَلِ تَقْدِيرِكَ التَّالِي حَسَبَ مَوَازِينِ الْقُدْسِ: -\v 3 يُفْتَدَى كُلُّ ذَكَرٍ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ إِلَى ابْنِ سِتِّينَ سَنَةً بِخَمْسِينَ شَاقِلاً (نَحْوِ سِتِّ مِئةِ جِرَامٍ) مِنَ الْفِضَّةِ. -\v 4 وَتُفْتَدَي كُلُّ امْرَأَةٍ مَنْذُورَةٍ بِثَلاثِينَ شَاقِلاً (نَحْوِ ثَلاثِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) مِنَ الْفِضَّةِ. -\v 5 أَمَّا إِنْ كَانَ الْمَنْذُورُ ذَكَراً مِنِ ابْنِ خَمْسِ سَنَوَاتٍ إِلَى عِشْرِينَ فَيُفْتَدَى بِعِشْرِينَ شَاقِلاً (نَحْوِ مِئَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) مِنَ الْفِضَّةِ. أَمَّا فِدَاءُ الأُنْثَى فَيَكُونُ عَشَرَةَ شَوَاقِلَ (نَحْوِ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً). -\v 6 وَإِنْ كَانَ عُمْرُ الْمَنْذُورِ بَيْنَ شَهْرٍ وَخَمْسِ سَنَوَاتٍ فَيُفْتَدَى الذَّكَرُ بِخَمْسَةِ شَوَاقِلَ (نَحْوِ سِتِّينَ جِرَاماً) مِنَ الْفِضَّةِ، وَالأُنْثَى بِثَلاثَةِ شَوَاقِلَ (نَحْوِ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ جِرَاماً). -\v 7 وَإِنْ كَانَ الْمَنْذُورُ ذَكَراً ابْنَ سِتِّينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ يُفْتَدَى بِخَمْسَةَ عَشَرَ شَاقِلاً (نَحْوِ مِئَةٍ وَثَمَانِينَ جِرَاماً)؛ أَمَّا الأُنْثَى فَتُفْتَدَى بِعَشَرَةِ شَوَاقِلَ (نَحْوِ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً). -\v 8 وَإِنْ كَانَ النَّاذِرُ فَقِيراً يَعْجُزُ عَنْ دَفْعِ الْقِيمَةِ الْمُقِدَّرَةِ، يَحْضُرُ إِلَى الْكَاهِنِ فَيُقَدِّرُ فِدَاءَهُ وَفْقاً لِقُدْرَةِ النَّاذِرِ الْمَادِّيَّةِ. -\p -\v 9 وَإِنْ كَانَ الْمَنْذُورُ بَهِيمَةً مِمَّا يُقَدِّمُونَهُ قُرْبَاناً لِلرَّبِّ فَإِنَّ هَذِهِ الْبَهِيمَةَ تُصْبِحُ قُدْسَاً لِلرَّبِّ. -\v 10 لَا يُغَيِّرُهُ النَّاذِرُ وَلا يُبَدِّلُهُ جَيِّداً بِرَدِيءٍ أَوْ رَدِيئاً بِجَيِّدٍ. وَإِنِ اسْتَبْدَلَ بَهِيمَةً بِأُخْرَى فَإِنَّهَا تَكُونُ هِيَ وَبَدِيلُهَا قُدْساً لِلرَّبِّ. -\v 11 وَإِنْ كَانَ النَّذْرُ بَهِيمَةً نَجِسَةً، لَا يَجُوزُ تَقْرِيبُهَا لِلرَّبِّ، يُحْضِرُ النَّاذِرُ الْبَهِيمَةَ أَمَامَ الْكَاهِنِ، -\v 12 فَيُقَدِّرُ قِيمَتَهَا، سَوَاءَ كَانَتْ جَيِّدَةً أَمْ رَدِيئَةً، وَحَسَبَ تَقْدِيرِ الْكَاهِنِ يَدْفَعُ النَّاذِرُ قِيمَتَهَا. -\v 13 فَإِنْ فَكَّهَا فَعَلَيْهِ أَنْ يُضِيفَ خُمْسَهَا عَلَى تَقْدِيرِ الْكَاهِنِ. -\p -\v 14 وَإِنْ كَرَّسَ إِنْسَانٌ بَيْتَهُ قُدْساً لِلرَّبِّ، يُقَدِّرُ الْكَاهِنُ قِيمَتَهُ وَفْقاً لِحَالَتِهِ مِنَ الْجَوْدَةِ وَالرَّدَاءَةِ. وَحَسَبَ تَقْدِيرِ الْكَاهِنِ هَكَذَا يَكُونُ. -\v 15 فَإِذَا رَغِبَ الْمُكَرِّسُ أَنْ يَفُكَّ بَيْتَهُ، يُضِيفُ عَلَى تَقْدِيرِ الْكَاهِنِ مَا يُعَادِلُ خُمْسَهُ وَيَسْتَرِدُّهُ. -\v 16 وَإِنْ كَرَّسَ إِنْسَانٌ جُزْءاً مِنْ حَقْلٍ يَمْلِكُهُ لِلرَّبِّ، فَإِنَّ تَقْدِيرَك قِيمَتَهُ يَكُونُ عَلَى قَدْرِ مَا يُزْرَعُ فِيهِ مِنْ بِذَارٍ، فَيَكُونُ لِكُلِّ بِذَارِ حُومَرٍ (نَحْوِ مِئَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ لِتْراً) مِنْ بِذَارِ الشَّعِيرِ خَمْسُونَ شَاقِلاً (نَحْوِ سِتِّ مِئَةِ جِرَامٍ) مِنَ الْفِضَّةِ -\v 17 فَإِنْ كَرَّسَ حَقْلَهُ فِي سَنَةِ الْيُوبِيلِ فَإِنَّهُ يَقُومُ بِدَفْعِ مَا تَمَّ تَقْدِيرُهُ. -\v 18 وَإِنْ كَرَّسَ حَقْلَهُ بَعْدَ سَنَةِ الْيُوبِيلِ فَعَلَى الْكَاهِنِ أَنْ يُقَدِّرَ قِيمَةَ الْفِضَّةِ وَفْقاً لِعَدَدِ السِّنِينَ الْبَاقِيَةِ لِحُلُولِ سَنَةِ الْيُوبِيلِ، فَيَتِمُّ إِنْقَاصُ تَقْدِيرِكَ. -\v 19 فَإِنْ فَكَّ الْمُكَرِّسُ الْحَقْلَ يُضِيفُ عَلَى تَقْدِيرِكَ خُمْسَهُ مِنَ الْفِضَّةِ وَيَسْتَرِدُّهُ. -\v 20 لَكِنْ إِنْ لَمْ يَفُكَّ الْحَقْلَ، وَبَاعَهُ لإِنْسَانٍ آخَرَ فَإِنَّهُ لَا يَسْتَرِدُّهُ أَبَداً، -\v 21 بَلْ يُصْبِحُ الْحَقْلُ فِي سَنَةِ الْيُوبِيلِ قُدْساً لِلرَّبِّ، وَيَكُونُ مُلْكاً لِلْكَاهِنِ. -\p -\v 22 وَإِنِ اشْتَرَى حَقْلاً وَلَمْ يَكُنْ قَدْ آل إِلَيْهِ بِالْمِيرَاثِ، وَكَرَّسَهُ لِلرَّبِّ، -\v 23 يُقَدِّرُ الْكَاهِنُ ثَمَنَهُ حَسَبَ تَقْدِيرِكَ إِلَى سَنَةِ الْيُوبِيلِ. فَيَدْفَعُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِقْدَارَ تَقْدِيرِكَ، قُدْساً لِلرَّبِّ. -\v 24 وَفِي سَنَةِ الْيُوبِيلِ يُرَدُّ الْحَقْلُ إِلَى مَالِكهِ الَّذِي بَاعَهُ إِيَّاهُ، -\v 25 أَمَّا تَقْدِيرُكَ فَيَكُونُ قَائِماً عَلَى شَاقِلِ الْمَقْدِسِ، فَكُلُّ عِشْرِينَ جِيرَةً تُعَادِلُ شَاقِلاً، (أَيِ اثْنَيْ عَشَرَ جِرَاماً) مِنَ الْفِضَّةِ. -\p -\v 26 لَا يُقَدِّسْ أَحَدٌ بِكْراً مِنَ الْبَهَائِمِ فَإِنَّهُ يُفْرَزُ لِلرَّبِّ، سَوَاءَ كَانَ ثَوْراً أَمْ شَاةً فَهُوَ لِلرَّبِّ. -\v 27 أَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْبَهَائِمِ النَّجِسَةِ، فَعَلَى صَاحِبِهِ أَنْ يَفْدِيَهُ حَسَبَ تَقْدِيرِكَ، وَيُضِيفَ عَلَى ذَلِكَ خُمْسَهُ وَإِنْ لَمْ يَفْدِهِ يُبَاعُ وَفْقاً لِتَقْدِيرِكَ. -\v 28 لَكِنْ كُلُّ مَا يُوْقِفُهُ إِنْسَانٌ لِلرَّبِّ مِمَّا يَمْلِكُهُ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْحُقُولِ الْمَوْرُوثَةِ فَلا يُبَاعُ وَلا يُفْتَدَى، لأَنَّ كُلَّ وَقْفٍ هُوَ قُدْسُ أَقْدَاسٍ لِلرَّبِّ. -\v 29 كُلُّ مَا يَصْدُرُ الأَمْرُ بِتَحْرِيمِهِ مِنَ النَّاسِ لَا يُفْدَى بَلْ يُقْتَلُ حَتْماً. -\p -\v 30 كُلُّ عُشُورِ غَلّاتِ الأَرْضِ مِنَ الْحُبُوبِ وَأَثْمَارِ الشَّجَرِ هُوَ لِلرَّبِّ وَقُدْسٌ لَهُ. -\v 31 وَإِنْ فَكَّ إِنْسَانٌ بَعْضَ عُشْرِهِ يُضِيفُ عَلَيْهِ خُمْسَ ثَمَنِهِ. -\v 32 أَمَّا كُلُّ عُشْرِ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ فَيَكُونُ الْعَاشِرُ مِنْهَا قُدْساً لِلرَّبِّ وَفْقاً لإِحْصَاءِ الرَّاعِي -\v 33 لَا فَرْقَ إِنْ كَانَ جَيِّداً أَوْ رَدِيًّا، وَلا يَجْرِي تَبْدِيلُهُ؛ وَإِنْ أُبْدِلَ يَكُونُ هُوَ وَبَدِيلُهُ قُدْساً لَا يُفْتَدَى». -\p -\v 34 هَذِهِ هِيَ الْوَصَايَا الَّتِي أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى أَنْ يُبَلِّغَهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ سِينَاءَ. +\rem Copyright © ‎1988, 1997, 2012 by Biblica, Inc‎.®‎ +\h اللاويين +\toc1 كِتَابُ اللّاوِيِّينَ +\toc2 اللاويين +\toc3 lev +\mt1 كِتَابُ اللّاوِيِّينَ +\imt مقدمة +\ip عمد موسى في كتاب اللاويين، بوحي من الروح القدس، إلى وضع الشرائع والسُّنن التي تعين الكهنة واللاويين على تنظيم الحياة الدينية والاجتماعية لبني إسرائيل، ولاسيما ما يتعلق بفرائض العبادة وتقديم الذبائح. وقد تناول في صفحات هذا الكتاب موضوع الذبائح الرئيسية وأساليب تقريبها؛ كما عرض إلى الاحتفالات المهمة والأعياد وبحثها بشكل مفصل. وخصص أيضاً أقساماً من هذا الكتاب لمعالجة وظيفة الكهنوت والأنظمة والممارسات المتعلقة بالشؤون الاحتفالية والرسمية. +\ip أما موضوع الكتاب الأساس فيتلخص في خطة الله التي اعتمدها للتكفير عن الخطايا بسفك دم الذبائح وتقديمها قرباناً. ولم يكن هذا النظام التكفيري بكليته إلا رمزاً لعملية الفداء العظمى التي تحققت بصلب المسيح وسفك دمه للتكفير، مرة وإلى الأبد، عن خطيئة الجنس البشري؛ كما نبر هذا الكتاب على ضرورة هيمنة النظام في العبادة وممارستها على نمط معين أعلنه الله آنئذ ليكون منسجماً مع طبيعة الظروف التي أحاطت بشعب إسرائيل. +\ie + + +\s5 +\c 1 +\s1 المحرقة +\p +\v 1 وَاسْتَدْعَى الرَّبُّ مُوسَى، وَخَاطَبَهُ مِنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ قَائِلاً: +\p +\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا قَدَّمَ أَحَدُكُمْ ذَبِيحَةً مِنَ الْبَهَائِمِ لِلرَّبِّ، فَلْيَكُنْ ذَلِكَ الْقُرْبَانُ مِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ. +\s5 +\v 3 إِنْ كَانَتْ تَقْدِمَتُهُ مُحْرَقَةً مِنَ الْبَقَرِ، فَلْيُقَرِّبْ ثَوْراً سَلِيماً، يُحْضِرُهُ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَيُقَدِّمُهُ أَمَامَ الرَّبِّ طَلَباً لِرِضَاهُ عَنْهُ. +\v 4 فَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْمُحْرَقَةِ، فَيَرْضَى الرَّبُّ بِمَوْتِ الثَّوْرِ بَدِيلاً عَنْ صَاحِبِهِ، لِلتَّكْفِيرِ عَنْ خَطَايَاهُ. +\s5 +\v 5 ثُمَّ يَذْبَحُ الْمُقَرِّبُ الْعِجْلَ أَمَامَ الرَّبِّ. وَيُقَدِّمُ بَنُو هَرُونَ، الْكَهَنَةُ، الدَّمَ وَيَرُشُّونَهُ عَلَى جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ الْقَائِمِ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\v 6 وَعَلَى الْمُقَرِّبِ أَيْضاً أَنْ يَسْلُخَ الْمُحْرَقَةَ وَيُقَطِّعَهَا إِلَى أَجْزَاءَ. +\s5 +\v 7 وَيُوْقِدُ أَبْنَاءُ هَرُونَ نَاراً عَلَى الْمَذْبَحِ وَيُرَتِّبُونَ عَلَيْهَا حَطَباً +\v 8 ثُمَّ يُرَتِّبُونَ فَوْقَ حَطَبِ نَارِ الْمَذْبَحِ أَجْزَاءَ الثَّوْرِ وَرَأْسَهُ وَشَحْمَهُ. +\v 9 أَمَّا أَعْضَاؤُهُ الدَّاخِلِيَّةُ وَأَكَارِعُهُ فَيَغْسِلُهَا الْمُقَرِّبُ بِمَاءٍ، ثُمَّ يُحْرِقُهَا الْكَاهِنُ جَمِيعاً عَلَى الْمَذْبَحِ، فَتَكُونُ مُحْرَقَةً، وَقُودَ رِضًى تَسُرُّ الرَّبَّ. +\s5 +\p +\v 10 وَإِنْ كَانَتْ مُحْرَقَتُهُ مِنَ الْمَاشِيَةِ: الضَّأْنِ أَوِ الْمَعَزِ، فَلْتَكُنْ ذَكَراً سَلِيماً. +\v 11 وَعَلَى الْمُقَرِّبِ أَنْ يَذْبَحَهُ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، عِنْدَ الْجَانِبِ الشَّمَالِيِّ لِلْمَذْبَحِ، ثُمَّ يَقُومُ أَبْنَاءُ هَرُونَ الْكَهَنَةُ بِرَشِّ دَمِهِ عَلَى جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ. +\s5 +\v 12 وَيُقَطِّعُهُ الْمُقَرِّبُ إِلَى أَجْزَاءَ مَعَ رَأْسِهِ وَشَحْمِهِ، فَيُرَتِّبُهَا الْكَاهِنُ فَوْقَ حَطَبِ نَارِ الْمَذْبَحِ، +\v 13 وَأَمَّا الأَعْضَاءُ الدَّاخِلِيَّةُ وَالأَكَارِعُ فَيَغْسِلُهَا بِمَاءٍ، ثُمَّ يُحْرِقُهَا الْكَاهِنُ جَمِيعَهَا فَتَكُونُ مُحْرَقَةً وَوَقُودَ رِضًى تَسُرُّ الرَّبَّ. +\s5 +\p +\v 14 وَإِنْ كَانَتْ تَقْدِمَتُهُ لِلرَّبِّ مُحْرَقَةً مِنَ الطَّيْرِ، فَلْتَكُنْ مِنَ الْيَمَامِ أَوْ مِنْ أَفْرَاخِ الْحَمَامِ. +\v 15 فَيُقَدِّمُ الْكَاهِنُ الْقُرْبَانَ إِلَى الْمَذْبَحِ وَيَحُزُّ رَأْسَهُ وَيُصَفِّي دَمَهُ عَلَى حَائِطِ الْمَذْبَحِ بَعْدَ إِيْقَادِ النَّارِ عَلَى الْمَذْبَحِ، +\s5 +\v 16 وَيَنْزِعُ حَوْصَلَتَهُ بِكُلِّ مَا بِها وَيَطْرَحُهُمَا إِلَى جَانِبِ الْمَذْبَحِ الشَّرْقِيِّ، حَيْثُ يُجْمَعُ الرَّمَادُ. +\v 17 وَيَشُقُّ الْكَاهِنُ الطَّائِرَ مِنْ بَيْنِ جَنَاحَيْهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَفْصِلَهُ إِلَى قِطْعَتَيْنِ، وَيُحْرِقُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ حَطَبِ النَّارِ، فَيَكُونُ مُحْرَقَةً وَوَقُودَ رِضًى تَسُرُّ الرَّبَّ. + +\s5 +\c 2 +\s1 تقدمة الدقيق +\p +\v 1 وَإذَا قَدَّمَ أَحَدٌ لِلرَّبِّ تَقْدِمَةً مِنْ حِنْطَةٍ، فَلْتَكُنْ مِنْ دَقِيقٍ يَسْكُبُ عَلَيْهَا زَيْتاً وَيَضَعُ عَلَيْهَا لُبَاناً، +\v 2 ثُمَّ يُحْضِرُهَا إِلَى أَبْنَاءِ هَرُونَ الْكَهَنَةِ، فَيَمْلأُ الْكَاهِنُ قَبْضَتَهُ مِنْ دَقِيقِ التَّقْدِمَةِ وَزَيْتِهَا مَعَ كُلِّ لُبَانِهَا وَيُوْقِدُهَا الْكَاهِنُ تَذْكَاراً عَلَى الْمَذْبَحِ، فَتَكُونُ وَقُودَ مُحْرَقَةِ رِضًى تَسُرُّ الرَّبَّ. +\v 3 أَمَّا بَقِيَّةُ التَّقْدِمَةِ فَتَكُونُ مِنْ نَصِيبِ هَرُونَ وَأَبْنَائِهِ، فَهِيَ تَقْدِمَةُ مُحْرَقَةٍ مُقَدَّسَةٍ لِلرَّبِّ. +\s5 +\p +\v 4 إِنْ كَانَ الْقُرْبَانُ تَقْدِمَةً مَخْبُوزَةً فِي تَنُّورٍ، فَلْتَكُنْ أَقْرَاصاً مِنْ دَقِيقٍ، فَطِيراً مَلْتُوتَةً أَوْ مَدْهُونَةً بِزَيْتٍ. +\v 5 وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُكَ مَخْبُوزاً عَلَى الصَّاجِ، فَلْتَكُنْ مِنْ دَقِيقٍ فَطِيراً مَلْتُوتَةً بِزَيْتٍ. +\s5 +\v 6 قَطِّعْهَا إِلَى فُتَاتٍ وَصُبَّ عَلَيْهَا زَيْتاً؛ إِنَّهَا تَقْدِمَةٌ. +\p +\v 7 وَإِنْ كَانَتْ تَقْدِمَتُكَ مَخْبُوزَةً فِي مِقْلَاةٍ، فَلْتَكُنْ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ. +\s5 +\v 8 فَتُحْضِرُ التَّقْدِمَةَ، سَوَاءٌ أَكَانَتْ مَخْبُوزَةً فِي فُرْنٍ أَمْ عَلَى الصَّاجِ أَمْ فِي مِقْلَاةٍ، إِلَى الْكَاهِنِ وَهُوَ يَقْتَرِبُ بِها إِلَى الْمَذْبَحِ. +\v 9 وَيَتَنَاوَلُ مِنَ التَّقْدِمَةِ جُزْءاً تَذْكَارِيًّا وَيُحْرِقُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ، فَيَكُونُ وَقُودَ مُحْرَقَةِ رِضًى تَسُرُّ الرَّبَّ. +\v 10 أَمَّا بَقِيَّةُ التَّقْدِمَةِ فَتَكُونُ مِنْ نَصِيبِ هَرُونَ وَأَبْنَائِهِ، فَهِيَ تَقْدِمَةُ مُحْرَقَةٍ مُقَدَّسَةٍ لِلرَّبِّ. +\s1 من الخبز المملح +\s5 +\p +\v 11 لَا تَضَعُوا خَمِيراً فِي كُلِّ تَقْدِمَةِ دَقِيقٍ تُقَدِّمُونَهَا لِلرَّبِّ. كُلُّ قُرْبَانٍ فِيهِ خَمِيرٌ أَوْ عَسَلٌ لَا تُقَدِّمُوهُ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ. +\v 12 يُمْكِنُ أَنْ تُقَدِّمُوا لِلرَّبِّ خُبْزاً مُخْتَمِراً وَعَسَلاً كَقَرَابِينِ بَوَاكِيرِ الْحَصَادِ، وَلَكِنَّهَا لَا تُصْعَدُ عَلَى الْمَذْبَحِ كَمُحْرَقَاتِ رِضًى وَسُرُورٍ. +\v 13 عَلَيْكَ أَنْ تُمَلِّحَ تَقْدِمَاتِكَ. إِيَّاكَ أَنْ تُخْلِيَ تَقْدِمَتَكَ مِنْ مِلْحِ عَهْدِ إِلَهِكَ. مَعَ جَمِيعِ تَقْدِمَاتِكَ قَرِّبْ مِلْحاً. +\s5 +\p +\v 14 وَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَاناً مِنْ بَوَاكِيرِ حَصَادِكَ، فَلْيَكُنْ فَرِيكاً مَشْوِيًّا بِنَارٍ، تَنْزِعُ حَبَّهُ مِنْ رُؤُوسِ سَنَابِلِهِ الطَّرِيَّةِ وَتَجْرِشُهُ وَتَشْوِيهِ، ثُمَّ تُقَدِّمُهُ بَاكُورَةَ حَصَادِكَ، +\v 15 بَعْدَ أَنْ تَصُبَّ عَلَيْهِ زَيْتاً وَتَضَعَ فَوْقَهُ لُبَاناً. إِنَّهُ تَقْدِمَةٌ. +\v 16 ثُمَّ يُحْرِقُ الْكَاهِنُ مِنْهُ جُزْءاً تَذْكَارِيًّا مَعَ زَيْتِهِ وَجَمِيعِ لُبَانِهِ، فَيَكُونُ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ. + +\s5 +\c 3 +\s1 ذبيحة السلام +\p +\v 1 وَإِنْ قَرَّبَ أَحَدٌ ذَبِيحَةَ سَلامٍ مِنْ بَقَرٍ، ثَوْراً أَوْ عِجْلَةً، فَلْيُقَدِّمْ قُرْبَاناً لِلرَّبِّ سَلِيماً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، +\v 2 فَيَضَعُ الْمُقَرِّبُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ تَقْدِمَتِهِ وَيَذْبَحُهَا عِنْدَ بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، ثُمَّ يَرُشُّ أَبْنَاءُ هَرُونَ، الْكَهَنَةُ، الدَّمَ عَلَى جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ، الْمُحِيطَةِ بِهِ. +\s5 +\v 3 وَيُحْرِقُ الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ ذَبِيحَةِ السَّلامِ، جَمِيعَ شَحْمِ الأَعْضَاءِ الدَّاخِلِيَّةِ +\v 4 وَالْكُلْيَتَيْنِ وَشَحْمَهُمَا الَّذِي عَلَى الْخَاصِرَتَيْنِ وَالْمَرَارَةَ. +\v 5 فَيُوْقِدُهَا أَبْنَاءُ هَرُونَ عَلَى الْمَذْبَحِ، عَلَى الْمُحْرَقَةِ الَّتِي فَوْقَ حَطَبِ النَّارِ، فَتَكُونُ مُحْرَقَةً وَوَقُودَ رِضًى تَسُرُّ الرَّبَّ. +\s5 +\p +\v 6 وَإِنْ قَرَّبَ ذَبِيحَةَ سَلامٍ مِنْ غَنَمٍ، ذَكَراً أَوْ أُنْثَى، فَلْيُقَدِّمْ قُرْبَاناً لِلرَّبِّ سَلِيماً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ. +\v 7 وَإِنْ كَانَ الْقُرْبَانُ مِنَ الضَّأْنِ، فَلْيُقَدِّمْهُ أَمَامَ الرَّبِّ. +\v 8 وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ تَقْدِمَتِهِ وَيَذْبَحُهَا عِنْدَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، فَيَرُشُّ أَبْنَاءُ هَرُونَ دَمَهَا عَلَى جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ الْمُحِيطَةِ بِهِ. +\s5 +\v 9 وَيُحْرِقُ الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ ذَبِيحَةِ السَّلامِ شَحْمَهَا، فَيَنْزِعُ كَامِلَ الأَلْيَةِ مِنْ عِنْدِ الْعُصْعُصِ وَجَمِيعَ شَحْمِ الأَعْضَاءِ الدَّاخِلِيَّةِ +\v 10 وَالْكُلْيَتَيْنِ وَشَحْمَهُمَا الَّذِي عَلَى الْخَاصِرَتَيْنِ، وَالْمَرَارَةَ، +\v 11 وَيُحْرِقُهَا الْكَاهِنُ عَلَى الْمَذْبَحِ طَعَامَ وَقُودٍ لِلرَّبِّ. +\s5 +\p +\v 12 وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ مِنَ الْمَعَزِ فَلْيُقَدِّمْهُ أَمَامَ الرَّبِّ، +\v 13 فَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ تَقْدِمَتِهِ وَيَذْبَحُهَا عِنْدَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، فَيَرُشُّ أَبْنَاءُ هَرُونَ دَمَهَا عَلَى جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ الْمُحِيطَةِ بِهِ. +\v 14 وَيُحْرِقُ الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ ذَبِيحَتِهِ جَمِيعَ شَحْمِ الأَعْضَاءِ الدَّاخِلِيَّةِ، +\s5 +\v 15 وَيَنْزِعُ كَذَلِكَ الْكُلْيَتَيْنِ وَشَحْمَهُمَا الَّذِي عَلَى الْخَاصِرَتَيْنِ وَالْمَرَارَةَ. +\v 16 وَيُحْرِقُهَا الْكَاهِنُ عَلَى الْمَذْبَحِ طَعَامَ وَقُودِ رِضًى وَسُرُورٍ، فَيَكُونُ كُلُّ الشَّحْمِ لِلرَّبِّ. +\v 17 لَا تَأْكُلُوا الشَّحْمَ وَلا الدَّمَ. هَذَا فَرْضٌ دَائِمٌ عَلَيْكُمْ حَيْثُ تُقِيمُونَ، جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ». + +\s5 +\c 4 +\s1 ذبيحة الخطيئة +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنْ سَهَتْ نَفْسٌ فَأَخْطَأَتْ فِي أَمْرٍ مِنْ كُلِّ نَوَاهِي الرَّبِّ، وَاقْتَرَفَتْ مَا لَا يَنْبَغِي، فَهَذَا مَا تَفْعَلُونَهُ: +\v 3 إِنْ أَخْطَأَ الْكَاهِنُ الْمَمْسُوحُ سَهْواً، وَجَلَبَ عَلَى الشَّعْبِ إِثْماً، فَلْيُقَدِّمْ لِلرَّبِّ عَنْ خَطِيئَتِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا ثَوْراً لَا عَيْبَ فِيهِ، ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ. +\s5 +\v 4 فَيُحْضِرُ الثَّوْرَ إِلَى مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَيَذْبَحُهُ أَمَامَ الرَّبِّ. +\v 5 وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ الْمَمْسُوحُ مِنْ دَمِ الثَّوْرِ وَيَدْخُلُ بِهِ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، +\s5 +\v 6 ثُمَّ يَغْمِسُ إِصْبَعَهُ فِي الدَّمِ وَيَرُشُّ مِنْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَمَامَ الرَّبِّ عِنْدَ حِجَابِ الْقُدْسِ، الْفَاصِلِ بَيْنَ الْقُدْسِ وَقُدْسِ الأَقْدَاسِ. +\v 7 ثُمَّ يَضَعُ الْكَاهِنُ بَعْضَ الدَّمِ عَلَى قُرُونِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ الْعَطِرِ الَّذِي فِي دَاخِلِ الْقُدْسِ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ. أَمَّا بَقِيَّةُ دَمِ الثَّوْرِ فَيَصُبُّهُ عِنْدَ قَاعِدَةِ مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ، الْقَائِمِ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\s5 +\v 8 وَيَنْزِعُ جَمِيعَ شَحْمِ ثَوْرِ الْخَطِيئَةِ وَشَحْمِ الأَعْضَاءِ الدَّاخِلِيَّةِ كُلِّهَا، +\v 9 وَالْكُلْيَتَيْنِ وَشَحْمَهُمَا الَّذِي عَلَى الْخَاصِرَتَيْنِ وَالْمَرَارَةَ، +\v 10 عَلَى غِرَارِ مَا يَفْعَلُ بِثَوْرِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ، وَيُحْرِقُهَا الْكَاهِنُ عَلَى مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ. +\s5 +\v 11 أَمَّا جِلْدُ الثَّوْرِ وَكُلُّ لَحْمِهِ مَعَ رَأْسِهِ وَأَكَارِعِهِ وَأَمْعَائِهِ وَفَرْثِهِ +\v 12 فَإِنَّهُ يَحْمِلُهَا إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ إِلَى مَكَانٍ طَاهِرٍ، حَيْثُ يَطْرَحُ الرَّمَادَ، فَيُحْرِقُهَا كُلَّهَا عَلَى حَطَبٍ مُشْتَعِلٍ فَوْقَ مَكَانِ إِلْقَاءِ الرَّمَادِ. +\s1 ذبيحة خطيئة عن الشعب +\s5 +\p +\v 13 وَإِنْ أَخْطَأَ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ كُلُّهُ سَهْواً، وَاقْتَرَفُوا إِحْدَى نَوَاهِي الرَّبِّ الَّتِي لَا يَنْبَغِي اقْتِرَافُهَا، وَأَثِمُوا، وَكَانَ الْمَجْمَعُ غَافِلاً عَنِ الأَمْرِ، +\v 14 ثُمَّ اكْتَشَفَ الْمَجْمَعُ الْخَطِيئَةَ الْمُرْتَكَبَةَ، عِنْدَئِذٍ يُقَرِّبُ الْمَجْمَعُ ثَوْراً ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، يُحْضِرُونَهُ أَمَامَ الرَّبِّ عِنْدَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\v 15 وَيَضَعُ شُيُوخُ الشَّعْبِ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِ الثَّوْرِ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، وَيَذْبَحُونَهُ هُنَاكَ، +\s5 +\v 16 وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ الْمَمْسُوحُ مِنْ دَمِ الثَّوْرِ وَيَدْخُلُ بِهِ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، +\v 17 ثُمَّ يَغْمِسُ إِصْبَعَهُ فِي الدَّمِ وَيَرُشُّ مِنْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَمَامَ الرَّبِّ عِنْدَ حِجَابِ الْقُدْسِ +\s5 +\v 18 وَكَذَلِكَ يَضَعُ بَعْضَ الدَّمِ عَلَى قُرُونِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ الْعَطِرِ الَّذِي فِي دَاخِلِ الْقُدْسِ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ. أَمَّا بَقِيَّةُ الدَّمِ فَيَصُبُّهُ عِنْدَ قَاعِدَةِ مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ الْقَائِمِ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\v 19 وَيَنْزِعُ الْكَاهِنُ جَمِيعَ شَحْمِهِ وَيُحْرِقُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. +\s5 +\v 20 وَيَفْعَلُ بِالثَّوْرِ كَمَا فَعَلَ بِثَوْرِ الْخَطِيئَةِ، فَيُكَفِّرُ عَنْهُمُ الْكَاهِنُ وَيَغْفِرُ اللهُ لَهُمْ. +\v 21 ثُمَّ يَحْمِلُ بَقِيَّةَ الثَّوْرِ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ وَيُحْرِقُهُ كَمَا أَحْرَقَ الثَّوْرَ الأَوَّلَ، فَيَكُونُ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ عَنْ كُلِّ الشَّعْبِ. +\s1 ذبيحة خطيئة عن قادة الشعب +\s5 +\p +\v 22 إِنْ أَخْطَأَ أَحَدُ قَادَةِ الشَّعْبِ سَهْواً، وَاقْتَرَفَ إِحْدَى نَوَاهِي الرَّبِّ الَّتِي لَا يَنْبَغِي اقْتِرَافُهَا وَأَثِمَ، +\v 23 ثُمَّ تَنَبَّهَ إِلَى خَطَئِهِ الَّذِي ارْتَكَبَهُ، فَإِنَّهُ يُحْضِرُ قُرْبَاناً، جَدْياً ذَكَراً سَلِيماً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، +\s5 +\v 24 وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْجَدْيِ وَيَذْبَحُهُ فِي الْجَانِبِ الشِّمَالِيِّ لِمَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ، أَمَامَ الرَّبِّ. فَيَكُونُ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ. +\v 25 وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنْ دَمِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ بِإِصْبَعِهِ وَيَضَعُهُ عَلَى قُرُونِ مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ. +\s5 +\v 26 وَيُحْرِقُ جَمِيعَ شَحْمِهِ عَلَى الْمَذْبَحِ، كَمَا فَعَلَ بِشَحْمِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ. وَهَكَذَا يُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْ خَطِيئَتِهِ، فَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ. +\s1 ذبيحة خطيئة عن أحد العامة +\s5 +\p +\v 27 وَإِنْ أَخْطَأَ وَاحِدٌ مِنْ عَامَّةِ الشَّعْبِ سَهْواً وَاقْتَرَفَ إِحْدَى نَوَاهِي الرَّبِّ الَّتِي لَا يَنْبَغِي اقْتِرَافُهَا وَأَثِمَ، +\v 28 ثُمَّ نُبِّهَ إِلَى خَطِيئَتِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا، فَإِنَّهُ يُحْضِرُ قُرْبَاناً: عَنْزاً أُنْثَى سَلِيمَةً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ خَطِيئَتِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا. +\s5 +\v 29 وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ وَيَذْبَحُهَا عِنْدَ مَوْضِعِ الْمُحْرَقَةِ، +\v 30 فَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنْ دَمِهَا وَيَضَعُهُ عَلَى قُرُونِ مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ، وَيَصُبُّ بَقِيَّةَ دَمِهَا عِنْدَ قَاعِدَةِ الْمَذْبَحِ. +\s5 +\v 31 ثُمَّ يَنْتَزِعُ الْكَاهِنُ جَمِيعَ شَحْمِهَا عَلَى غِرَارِ مَا فَعَلَ بِشَحْمِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ، وَيُحْرِقُهَا عَلَى الْمَذْبَحِ تَقْدِمَةَ رِضًى وَسُرُورٍ لِلرَّبِّ فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْهُ وَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ. +\s5 +\p +\v 32 وَإِنْ أَحْضَرَ قُرْبَانَهُ مِنَ الضَّأْنِ لِتَكُونَ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، فَلْيَكُنْ نَعْجَةً سَلِيمَةً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، +\v 33 فَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهَا وَيَذْبَحُهَا قُرْبَانَ خَطِيئَةٍ، فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي تُذْبَحُ فِيهِ الْمُحْرَقَةُ. +\s5 +\v 34 وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنْ دَمِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ بِإِصْبَعِهِ وَيَضَعُهُ عَلَى قُرُونِ مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ، وَيَصُبُّ بَقِيَّةَ الدَّمِ عِنْدَ قَاعِدَةِ الْمَذْبَحِ. +\v 35 وَيَنْزِعُ جَمِيعَ شَحْمِهَا عَلَى غِرَارِ مَا فَعَلَ بِشَحْمِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ، وَيُحْرِقُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ وَقَائِدِ الرَّبِّ. وَهَكَذَا يُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْ خَطِيئَتِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا، وَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ. + +\s5 +\c 5 +\p +\v 1 إِذَا أَخْطَأَ أَحَدٌ لأَنَّهُ صَمَتَ عِنْدَمَا اسْتُحْلِفَ، وَلَمْ يُدْلِ بِشَهَادَتِهِ حَوْلَ جَرِيمَةٍ رَآهَا أَوْ عَلِمَ بِها، فَإِنَّهُ يَكُونُ شَرِيكاً فِي الذَّنْبِ. +\v 2 كُلُّ مَنْ يَلْمِسُ شَيْئاً نَجِساً، سَوَاءٌ أَكَانَ جُثَّةَ حَيَوَانٍ مُحَرَّمٍ أَكْلُهُ، أَمْ جُثَّةَ وَحْشٍ أَوْ حَشَرَةٍ مُحَرَّمَةٍ، يَكُونُ مُذْنِباً وَنَجِساً، حَتَّى لَوْ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ لَمَسَهَا. +\s5 +\v 3 كُلُّ مَنْ يَمَسُّ إِحْدَى نَجَاسَاتِ الإِنْسَانِ الَّتِي يَتَنَجَّسُ بِها، عَنْ غَيْرِ عِلْمٍ مِنْهُ، ثُمَّ نُبِّهَ إِلَى الأَمْرِ، يُصْبِحُ مُذْنِباً. +\v 4 كُلُّ مَنْ يَحْلِفْ بِشَفَتَيْهِ دُونَ أَنْ يَتَفَكَّرَ، سَوَاءٌ لِلإِحْسَانِ أَوْ لِلإِسَاءَةِ مِنْ جَمِيعِ الأَحْلافِ الَّتِي يَفْرُطُ بِها اللِّسَانُ، مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ مِنْهُ، ثُمَّ نُبِّهَ إِلَى الأَمْرِ، يُصْبِحْ مُذْنِباً فِي كِلا الْحَالَيْنِ. +\s5 +\v 5 فَكُلُّ مَنْ يَكُونُ مُذْنِباً فِي أَحَدِ هَذِهِ الأُمُورِ، عَلَيْهِ الإِقْرَارُ بِمَا أَخْطَأَ بِهِ، +\v 6 ثُمَّ يُحْضِرُ إِلَى الرَّبِّ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ عَنْ خَطِيئَتِهِ الَّتِي اقْتَرَفَهَا: نَعْجَةً أَوْ عَنْزَةً، فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْ خَطِيئَتِهِ. +\s5 +\v 7 وَإِنْ كَانَ فَقِيراً، غَيْرَ قَادِرٍ عَلَى إِحْضَارِ شَاةٍ، فَلْيُقَدِّمْ إِلَى الرَّبِّ ذَبِيحَةً عَنْ إِثْمِهِ الَّذِي ارْتَكَبَهُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ، فَيَكُونُ أَحَدُهَا ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ وَالآخَرُ مُحْرَقَةً، +\v 8 فَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ ذَبِيحَةَ الْخَطِيئَةِ أَوَّلاً، وَيُقَرِّبُهَا بِأَنْ يَحُزَّ رَأْسَهَا مِنَ الْخَلْفِ وَلا يَفْصِلَهُ، +\v 9 وَيَرُشُّ بَعْضَ دَمِهَا عَلَى حَائِطِ الْمَذْبَحِ، وَيُصَفِّي بَقِيَّةَ الدَّمِ عِنْدَ قَاعِدَةِ الْمَذْبَحِ. إِنَّهَا ذَبِيحَةُ خَطِيئَةٍ. +\s5 +\v 10 ثُمَّ يُقَدِّمُ الثَّانِي مُحْرَقَةً وَفْقاً لِلنِّظَامِ الْمُتَّبَعِ، وَهَكَذَا يُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْ خَطِيئَةِ الْمُذْنِبِ وَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ. +\s5 +\v 11 وَإِنْ كَانَ الْمُذْنِبُ أَفْقَرَ مِنْ أَنْ يُقَدِّمَ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ، فَلْيُحْضِرْ قُرْبَاناً عَنْ خَطِيئَتِهِ. عُشْرَ الإِيفَةِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقٍ نَاعِمٍ، لَا يَضَعُ عَلَيْهِ زَيْتاً أَوْ لُبَاناً، لأَنَّهُ قُرْبَانُ خَطِيئَةٍ، +\s5 +\v 12 وَيُقَدِّمْهُ إِلَى الْكَاهِنِ، فَيَمْلأُ مِنْهُ قَبْضَتَهُ لِلتَّذْكَارِ، وَيُحْرِقُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ، عَلَى وَقَائِدِ الرَّبِّ. إِنَّهُ قُرْبَانُ خَطِيئَةٍ. +\v 13 فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ بِذَلِكَ عَنْ أَيِّ خَطِيئَةٍ مِنَ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا، فَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ. أَمَّا بَقِيَّةُ التَّقْدِمَةِ فَتَكُونُ مِنْ نَصِيبِ الْكَاهِنِ عَلَى غِرَارِ تَقْدِمَةِ الدَّقِيقِ». +\s1 ذبيحة الإِثم +\s5 +\p +\v 14 قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 15 «إِنْ سَهَا أَحَدٌ وَتَعَدَّى عَلَى وَاحِدٍ مِنْ أَقْدَاسِ الرَّبِّ، يُحْضِرُ إِلَى الرَّبِّ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ: كَبْشاً سَلِيماً، يُقَدِّرُ الْكَاهِنُ قِيمَتَهُ مِنَ الْفِضَّةِ وَفْقاً لِلْمَعَايِيرِ الْمُسْتَعْمَلَةِ فِي الْقُدْسِ، +\v 16 فَيُعَوِّضُ عَمَّا أَخْطَأَ بِهِ مِنَ الْقُدْسِ، بَعْدَ أَنْ يُضِيفَ عَلَيْهِ مَا يُعَادِلُ خُمْسَهُ غَرَامَةً، وَيُؤَدِّيَهُ لِلْكَاهِنِ. فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْهُ بِكَبْشِ الإِثْمِ، وَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ. +\s5 +\p +\v 17 إِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ سَهْواً وَارْتَكَبَ إِحْدَى نَوَاهِي الرَّبِّ الَّتِي يَنْبَغِي أَلّا يَرْتَكِبَهَا، يَكُونُ مُذْنِباً وَمَسْؤولاً عَنْ إِثْمِهِ. +\v 18 وَعَلَيْهِ أَنْ يُحْضِرَ إِلَى الْكَاهِنِ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ كَبْشاً سَلِيماً تُقَدِّرُ أَنْتَ ثَمَنَهُ، فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَمَّا ارْتَكَبَهُ الْمُخْطِئُ مِنْ سَهْوٍ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ مِنْهُ، فَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ. +\v 19 إِنَّهُ ذَبِيحَةُ إِثْمٍ، إِذْ قَدِ ارْتَكَبَ ذَنْباً فِي حَقِّ الرَّبِّ». + +\s5 +\c 6 +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «إِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فِي حَقِّ الرَّبِّ وَرَفَضَ أَنْ يَرُدَّ لِصَاحِبِهِ وَدِيعَةً أَوْ أَمَانَةً أَوْ مَسْلُوباً، أَوِ اغْتَصَبَ مِنْهُ شَيْئاً، +\v 3 أَوْ عَثَرَ عَلَى شَيْءٍ مَفْقُودٍ وَأَنْكَرَهُ، أَوْ حَلَفَ كَاذِباً عَلَى خَطِيئَةٍ ارْتَكَبَهَا فَأَثِمَ، +\v 4 فَعَلَيْهِ إِذَا أَخْطَأَ وَأَثِمَ أَنْ يَرُدَّ مَا سَلَبَهُ أَوِ اغْتَصَبَهُ أَوِ اسْتُوْدِعَهُ، أَوِ الْمَفْقُودَ الَّذِي عَثَرَ عَلَيْهِ، +\s5 +\v 5 أَوْ كُلَّ مَا حَلَفَ عَلَيْهِ كَاذِباً، وَيُعَوِّضَ قِيمَةَ الشَّيْءِ مُضَافاً إِلَيْهِ خُمْسُهُ، وَفِي نَفْسِ الْيَوْمِ يُحْضِرُ إِلَى خَيْمَةِ الْاِجْتِمَاعِ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ: +\v 6 كَبْشاً سَلِيماً تُقَدِّرُ أَنْتَ ثَمَنَهُ وَيَأْتِي بِهِ إِلَى الْكَاهِنِ، +\v 7 فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ، فَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ ذَنْبَهُ الَّذِي ارْتَكَبَهُ». +\s1 تقدمة المحرقة +\s5 +\p +\v 8 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 9 «وَهَذَا مَا تُوْصِي بِهِ هَرُونَ وَأَبْنَاءَهُ بِشَأْنِ شَرِيعَةِ تَقْدِمَةِ الْمُحْرَقَةِ: تُتْرَكُ الْمُحْرَقَةُ عَلَى الْمَوْقِدَةِ فَوْقَ الْمَذْبَحِ كُلَّ اللَّيْلِ حَتَّى الصَّبَاحِ، وَنَارُ الْمَذْبَحِ تَتَوَهَّجُ عَلَيْهِ. +\s5 +\v 10 ثُمَّ يَرْتَدِي الْكَاهِنُ ثَوْبَهُ وَسَرَاوِيلَهُ الْكَتَّانِيَّةَ، وَيُنَظِّفُ الْمَذْبَحَ مِنْ رَمَادِ الْمُحْرَقَةِ وَيَضَعُهُ إِلَى جَانِبِ الْمَذْبَحِ. +\v 11 ثُمَّ يَسْتَبْدِلُ مَلابِسَهُ بِمَلابِسَ أُخْرَى، وَيَحْمِلُ هَذَا الرَّمَادَ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ إِلَى مَكَانٍ طَاهِرٍ. +\s5 +\v 12 وَتَظَلُّ النَّارُ فِي غُضُونِ ذَلِكَ تَتَوَهَّجُ عَلَى الْمَذْبَحِ لَا تُطْفَأُ، لِكَيْ يُشْعِلَ الْكَاهِنُ بِها حَطَباً كُلَّ صَبَاحٍ، وَيُرَتِّبَ عَلَيْهَا الْمُحْرَقَةَ، وَيُوْقِدَ عَلَيْهَا شَحْمَ ذَبِيحَةِ السَّلامِ الْيَوْمِيَّةِ. +\v 13 لِتَبْقَ النَّارُ دَائِماً مُتَّقِدَةً عَلَى الْمَذْبَحِ، لَا تَنْطَفِئُ أَبَداً. +\s1 تقدمة الدقيق +\s5 +\p +\v 14 وَهَذِهِ نُصُوصُ تَعْلِيمَاتِ تَقْدِمَةِ الدَّقِيقِ الَّتِي يُقَرِّبُهَا أَبْنَاءُ هَرُونَ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ أَمَامَ الْمَذْبَحِ: +\v 15 يَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِلْءَ قَبْضَتِهِ مِنْ دَقِيقِ التَّقْدِمَةِ وَزَيْتِهَا وَكُلَّ اللُّبَانِ الَّذِي عَلَيْهَا، وَيُحْرِقُهَا عَلَى الْمَذْبَحِ لِلتَّذْكَارِ، فَتَكُونُ ذَبِيحَةَ رِضًى وَسُرُورٍ لِلرَّبِّ. +\s5 +\v 16 أَمَّا بَقِيَّتُهَا فَيَأْكُلُهُ هَرُونُ وَأَبْنَاؤُهُ فَطِيراً فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ فِي دَارِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\v 17 يَجِبُ أَلّا يُخْبَزَ بِخَمِيرَةٍ، فَقَدْ جَعَلْتُهُ نَصِيبَ الْكَهَنَةِ مِنْ مُحْرَقَاتِي. إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ كَذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ وَذَبِيحَةِ الإِثْمِ. +\v 18 كُلُّ ذَكَرٍ مِنْ أَبْنَاءِ هَرُونَ يَأْكُلُ مِنْهَا، فَتَكُونُ لَكُمْ مِنْ مُحْرَقَاتِ الرَّبِّ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ، وَلا يَمَسُّهَا إِلّا مَنْ كَانَ مُقَدَّساً». +\s5 +\p +\v 19 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 20 «هَذَا مَا يُقَرِّبُهُ هَرُونُ وَأَبْنَاؤُهُ لِلرَّبِّ يَوْمَ تَكْرِيسِهِمْ كَهَنَةً: يُقَدِّمُونَ لِلرَّبِّ عُشْرَ الإِيفَةِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) تَقْدِمَةً دَائِمَةً مِنَ الدَّقِيقِ، نِصْفُهَا فِي الصَّبَاحِ وَنِصْفُهَا فِي الْمَسَاءِ، +\s5 +\v 21 مَعْجُونَةً بِزَيْتٍ عَجْناً جَيِّداً وَمَخْبُوزَةً عَلَى صَاجٍ وَمُقَطَّعَةً إِلَى فُتَاتٍ، فَتُقَرِّبُونَهَا لِلرَّبِّ قُرْبَانَ رِضًى وَسُرُورٍ. +\v 22 وَعَلَى كُلِّ أَبْنَاءِ الْكَهَنَةِ الَّذِينَ يَتَكَرَّسُونَ كَهَنَةً عِوَضاً عَنْ وَالِدِيهِمْ أَنْ يُقَدِّمُوا التَّقْدِمَةَ نَفْسَهَا فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً لِلرَّبِّ، وَتُحْرَقُ كُلُّهَا. +\v 23 كُلُّ تَقْدِمَةِ كَاهِنٍ تُحْرَقُ بِأَجْمَعِهَا، وَلا يُؤْكَلُ مِنْهَا». +\s1 ذبيحة الخطيئة +\s5 +\p +\v 24 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 25 «قُلْ لِهَرُونَ وَأَبْنَائِهِ: هَذِهِ نُصُوصُ تَعْلِيمَاتِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ: تُذْبَحُ ذَبِيحَةُ الْخَطِيئَةِ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، فِي نَفْسِ الْمَكَانِ الَّذِي تُذْبَحُ فِيهِ الْمُحْرَقَةُ. إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ. +\v 26 وَعَلَى الْكَاهِنِ الَّذِي يُقَرِّبُهَا أَنْ يَأْكُلَهَا فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ، فِي دَارِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\s5 +\v 27 كُلُّ مَنْ مَسَّ لَحْمَهَا يَكُونُ مُقَدَّساً. وَإذَا تَنَاثَرَ دَمُهَا عَلَى ثَوْبٍ، تَغْسِلُ الثَّوْبَ فِي مَوْضِعٍ مُقَدَّسٍ. +\v 28 أَمَّا إِنَاءُ الْخَزَفِ الَّذِي تُطْبَخُ فِيهِ فَيُكْسَرُ. أَمَّا إِنْ طُبِخَتْ فِي إِنَاءٍ نُحَاسِيٍّ فَيَجِبُ أَنْ يُجْلَى وَيُغْسَلَ بِمَاءٍ. +\s5 +\v 29 لَا يَأْكُلُ مِنْهَا إِلّا الذُّكُورُ مِنْ أَوْلادِ الْكَهَنَةِ لأَنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ. +\v 30 كُلُّ ذَبِيحَةٍ يُؤْخَذُ مِنْ دَمِهَا إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِلتَّكْفِيرِ فِي الْقُدْسِ لَا يُؤْكَلُ مِنْهَا بَلْ تُحْرَقُ كُلُّهَا بِنَارٍ. + +\s5 +\c 7 +\s1 ذبيحة الإِثم +\p +\v 1 وَهَذِهِ نُصُوصُ تَعْلِيمَاتِ ذَبِيحَةِ الإِثْمِ. إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ. +\v 2 تَذْبَحُونَ ذَبِيحَةَ الإِثْمِ فِي نَفْسِ الْمَوْضِعِ الَّذِي تَذْبَحُونَ فِيهِ ذَبِيحَةَ الْمُحْرَقَةِ، وَيُرَشُّ دَمُهَا عَلَى جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ الْمُحِيطَةِ بِهِ. +\v 3 وَيُقَرِّبُ الْكَاهِنُ مِنْهَا كُلَّ شَحْمِهَا: الأَلْيَةَ وَشَحْمَ الأَعْضَاءِ الدَّاخِلِيَّةِ، +\v 4 وَالْكُلْيَتَيْنِ وَشَحْمَهُمَا الَّذِي عَلَى الْخَاصِرَتَيْنِ وَيَنْزِعُ الْمَرَارَةَ مَعَ الْكُلْيَتَيْنِ، +\s5 +\v 5 وَيُحْرِقُهَا الْكَاهِنُ عَلَى الْمَذْبَحِ وَقُوداً لِلرَّبِّ. إِنَّهَا قُرْبَانُ إِثْمٍ. +\v 6 كُلُّ ذَكَرٍ مِنَ الْكَهَنَةِ يَأْكُلُ مِنْهَا فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ، لأَنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ. +\s5 +\v 7 وَشَرِيعَةُ ذَبِيحَةِ الإِثْمِ مُمَاثِلَةٌ لِذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ، إِذْ تَكُونُ مِنْ نَصِيبِ الْكَاهِنِ الَّذِي يُكَفِّرُ بِها. +\v 8 وَالْكَاهِنُ الَّذِي يُقَرِّبُ مُحْرَقَةَ إِنْسَانٍ يَكُونُ جِلْدُ الْمُحْرَقَةِ الْمُقَرَّبَةِ مِنْ نَصِيبِهِ أَيْضاً، +\s5 +\v 9 وَكَذَلِكَ كُلُّ تَقْدِمَةِ دَقِيقٍ مَخْبُوزٍ فِي فُرْنٍ أَوْ مِقْلَاةٍ أَوْ عَلَى الصَّاجِ تَكُونُ لِلْكَاهِنِ الَّذِي يُقَرِّبُهَا +\v 10 وَكُلُّ تَقْدِمَةِ دَقِيقٍ بِزَيْتٍ أَوْ جَافَّةٍ تَكُونُ مِنْ نَصِيبِ أَبْنَاءِ هَرُونَ، تُوَزَّعُ عَلَيْهِمْ بِالتَّسَاوِي. +\s1 تقدمة الدقيق +\s5 +\p +\v 11 وَهَذِهِ نُصُوصُ تَعْلِيمَاتِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ الْمُقَرَّبَةِ إِلَى الرَّبِّ: +\v 12 إِنْ قَرَّبَهَا أَحَدٌ لأَجْلِ الشُّكْرِ، فَلْيُقَدِّمْ مَعَهَا كَعْكاً غَيْرَ مُخْتَمِرٍ مَعْجُوناً بِزَيْتٍ، وَرِقَاقَ فَطِيرٍ مَدْهُونَةً بِالزَّيْتِ وَدَقِيقاً مَلْتُوتاً بِزَيْتٍ. +\s5 +\v 13 فَضْلاً عَنْ أَرْغِفَةِ خُبْزٍ مُخْتَمِرَةٍ، يُقَرِّبُهَا مَعَ ذَبِيحَةِ شُكْرِ سَلامَتِهِ. +\v 14 وَعَلَيْهِ أَنْ يُقَدِّمَ وَاحِداً مِنْ كُلِّ قُرْبَانٍ يَرْفَعُهُ وَيُرَجِّحُهُ أَمَامَ الرَّبِّ وَيَكُونُ مِنْ نَصِيبِ الْكَاهِنِ الَّذِي يَرُشُّ دَمَ ذَبِيحَةِ السَّلامِ. +\s5 +\v 15 أَمَّا لَحْمُ ذَبِيحَةِ شُكْرِ سَلامَتِهِ فَيُؤْكَلُ فِي نَفْسِ يَوْمِ تَقْدِيمِ الذَّبِيحَةِ كَقُرْبَانٍ، لَا يُبْقِي مِنْهُ شَيْئاً إِلَى الصَّبَاحِ. +\v 16 وَإذَا كَانَتْ ذَبِيحَةُ تَقْدِمَتِهِ نَذْراً أَوْ ذَبِيحَةً اخْتِيَارِيَّةً أُخْرَى، فَإِنَّهَا تُؤْكَلُ فِي يَوْمِ تَقْدِيمِهَا، وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي يُؤْكَلُ مَا فَضَلَ مِنْهَا، +\s5 +\v 17 وَيُحْرَقُ كُلُّ مَا يَتَبَقَّى مِنَ الذَّبِيحَةِ لِلْيَوْمِ الثَّالِثِ. +\v 18 وَكُلُّ مَنْ يَأْكُلُ مِنْ ذَبِيحَةِ سَلامَتِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَكُونُ مُذْنِباً، لأَنَّهَا تُصْبِحُ غَيْرَ مَقْبُولَةٍ وَلا يَحْسَبُهَا اللهُ لِمَنْ قَرَّبَهَا إِذْ تَكُونُ نَجِسَةً. +\s5 +\v 19 وَأَيُّ لَحْمٍ يَمَسُّ شَيْئاً نَجِساً لَا تَأْكُلُوا مِنْهُ بَلْ أَحْرِقُوهُ بِالنَّارِ. لَا يَأْكُلُ مَنَ اللَّحْمِ إِلا مَنْ كَانَ طَاهِراً. +\v 20 وَكُلُّ نَجِسٍ يَأْكُلُ مِنْ لَحْمِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ الْمُكَرَّسَةِ لِلرَّبِّ يُسْتَأْصَلُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِ +\s5 +\v 21 وَالنَّفْسُ الَّتِي تَمَسُّ شَيْئاً نَجِساً، سَوَاءٌ أَكَانَ نَجَاسَةَ إِنْسَانٍ أَمْ حَيَوَانٍ أَمْ مَكْرُوهاً مَا نَجِساً، ثُمَّ تَتَنَاوَلُ مِنْ لَحْمِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ، تُسْتَأْصَلُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا». +\s1 تحريم أكل الشحم والدم +\s5 +\p +\v 22 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 23 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: لَا تَأْكُلُوا كُلَّ شَحْمِ ثَوْرٍ أَوْ كَبْشٍ أَوْ مَاعِزٍ. +\v 24 أَمَّا شَحْمُ الْحَيَوَانَاتِ الْمَيْتَةِ أَوِ الْمُفْتَرَسَةِ فَاسْتَخْدِمُوهُ فِي أَغْرَاضِكُمُ الْمُخْتَلِفَةِ، إِنَّمَا إِيَّاكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْهُ. +\s5 +\v 25 مَنْ يَأْكُلُ شَحْمَ بَهَائِمِ الْمُحْرَقَاتِ الَّتِي تُقَدِّمُونَهَا لِلرَّبِّ يُبَادُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِ. +\v 26 لَا تَأْكُلُوا فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ مِنْ دَمِ الطَّيْرِ أَوِ الْبَهَائِمِ. +\v 27 مَنْ يَأْكُلُ شَيْئاً مِنَ الدَّمِ يُبَادُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِ». +\s1 نصيب الكهنة +\s5 +\p +\v 28 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 29 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: مَنْ يُقَدِّمُ لِلرَّبِّ ذَبِيحَةَ سَلامَتِهِ عَلَيْهِ أَنْ يُحْضِرَهَا بِنَفْسِهِ. +\v 30 هُوَ نَفْسُهُ يَأْتِي بِوَقَائِدِ الرَّبِّ. يَأْتِي بِالشَّحْمِ وَالصَّدْرِ. فَيُرَجِّحُ الصَّدْرَ أَمَامَ الرَّبِّ، +\s5 +\v 31 أَمَّا الشَّحْمُ فَيُوْقِدُهُ الْكَاهِنُ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَيَكُونُ الصَّدْرُ مِنْ نَصِيبِ هَرُونَ وَبَنِيهِ. +\v 32 وَتُقَدِّمُونَ السَّاقَ الْيُمْنَى مِنْ ذَبَائِحِ سَلامَتِكُمْ إِلَى الْكَاهِنِ نَصِيباً لَهُ. +\s5 +\v 33 فَمَنْ يُقَرِّبُ دَمَ قُرْبَانِ السَّلامِ وَالشَّحْمَ مِنْ أَبْنَاءِ هَرُونَ تَكُونُ السَّاقُ الْيُمْنَى نَصِيباً لَهُ، +\v 34 لأَنَّنِي قَدْ أَخَذْتُ صَدْرَ التَّرْجِيحِ وَسَاقَ ذَبِيحَةِ سَلامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَعْطَيْتُهَا لِهَرُونَ الْكَاهِنِ وَأَبْنَائِهِ، فَرِيضَةً دَائِمَةً، جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ. +\s5 +\v 35 هَذَا هُوَ نَصِيبُ هَرُونَ وَنَصِيبُ أَبْنَائِهِ مِنْ مُحْرَقَاتِ الرَّبِّ، يَوْمَ تَكْرِيسِهِمْ لِيَكُونُوا كَهَنَةً لِلرَّبِّ. +\v 36 وَقَدْ أَمَرَ الرَّبُّ أَنْ يُعْطَى لَهُمْ يَوْمَ تَكْرِيسِهِمْ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَرِيضَةً دَائِمَةً جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ. +\s5 +\v 37 تِلْكَ هِي نُصُوصُ تَعْلِيمَاتِ شَرِيعَةِ الْمُحْرَقَةِ وَتَقْدِمَةِ الدَّقِيقِ وَذَبِيحَةِ الْخَطيئَةِ وَذَبِيحَةِ الإِثْمِ، وَذَبِيحَةِ التَّكْرِيسِ وَذَبِيحَةِ السَّلامِ، +\v 38 الَّتِي أَوْصَى الرَّبُّ بِها مُوسَى فِي جَبَلِ سِينَاءَ، عِنْدَمَا أَمَرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِتَقْدِيمِ قَرَابِينِهِمْ لِلرَّبِّ فِي صَحْرَاءِ سِينَاءَ». + +\s5 +\c 8 +\s1 تكريس هرون وأبنائه +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «أَحْضِرْ هَرُونَ وَأَبْنَاءَهُ وَثِيَابَهُمْ وَدُهْنَ الْمَسْحَةِ وَثَوْرَ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ وَالْكَبْشَيْنِ وَسَلَّ الْفَطِيرِ، +\v 3 وَاجْمَعْ سَائِرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ». +\s5 +\v 4 فَنَفَّذَ مُوسَى أَمْرَ الرَّبِّ، فَاجْتَمَعَتِ الْجَمَاعَةُ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، +\v 5 فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: «هَذَا مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ». +\s5 +\v 6 فَقَدَّمَ مُوسَى هَرُونَ وَأَبْنَاءَهُ وَغَسَّلَهُمْ بِمَاءٍ، +\v 7 وَأَلْبَسَ هَرُونَ الْقَمِيصَ وَنَطَّقَهُ بِالْحِزَامِ، وَكَسَاهُ بِالْجُبَّةِ، وَوَضَعَ عَلَيْهِ الرِّدَاءَ، وَنَطَّقَهُ بِحِزَامِ الرِّدَاءِ وَشَدَّهُ بِهِ، +\s5 +\v 8 وَجَعَلَ عَلَيْهِ الصُّدْرَةَ، وَثَبَّتَ فِي الصُّدْرَةِ الْأُورِيمَ وَالتُّمِّيمَ، +\v 9 وَوَضَعَ مُوسَى عَلَى رَأْسِ هَرُونَ الْعِمَامَةَ، وَعَلَّقَ عَلَيْهَا فَوْقَ الْجَبْهَةِ صَفِيحَةَ الذَّهَبِ، الإِكْلِيلَ الْمُقَدَّسَ، تَمَاماً كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. +\s5 +\v 10 ثُمَّ أَخَذَ مُوسَى دُهْنَ الْمَسْحَةِ وَمَسَحَ الْمَسْكِنَ وَكُلَّ مَا فِيهِ وَقَدَّسَهُ لِلرَّبِّ. +\v 11 ثُمَّ رَشَّ مِنَ الدُّهْنِ عَلَى الْمَذْبَحِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَمَسَحَ الْمَذْبَحَ وَجَمِيعَ أَوَانِيهِ وَحَوْضَ الاغْتِسَالِ وَقَاعِدَتَهُ لِتَقْدِيسِهَا، +\s5 +\v 12 وَصَبَّ مِنْ دُهْنِ الْمَسْحَةِ عَلَى رَأْسِ هَرُونَ وَمَسَحَهُ تَكْرِيساً لَهُ. +\v 13 ثُمَّ أَحْضَرَ مُوسَى أَبْنَاءَ هَرُونَ وَأَلْبَسَهُمْ أَقْمِصَةً، وَنَطَّقَهُمْ بِأَحْزِمَةٍ، وَعَصَبَ عَلَى رُؤُوسِهِمِ الْقَلانِسَ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. +\s1 ذبائح الخطيئة والمحرقات عن الكهنة +\s5 +\p +\v 14 ثُمَّ أَتَى بِثَوْرِ الْخَطِيئَةِ، فَوَضَعَ هَرُونُ وَأَبْنَاؤُهُ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِهِ، +\v 15 فَذَبَحَهُ مُوسَى، وَأَخَذَ الدَّمَ وَوَضَعَهُ عَلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ الأَرْبَعَةِ، وَعَلَى الْمَذْبَحِ نَفْسِهِ لِيُقَدِّسَهُ. ثُمَّ صَبَّ بَقِيَّةَ الدَّمِ عِنْدَ قَاعِدَتِهِ، وَكَرَّسَهُ تَكْفِيراً عَنْهُ. +\s5 +\v 16 وَأَخَذَ مُوسَى شَحْمَ أَعْضَاءِ الثَّوْرِ الدَّاخِلِيَّةِ، وَكَذَلِكَ الْمَرَارَةَ وَالْكُلْيَتَيْنِ وَشَحْمَهُمَا وَأَحْرَقَهَا كُلَّهَا عَلَى الْمَذْبَحِ. +\v 17 وَأَمَّا جِلْدُ الثَّوْرِ وَلَحْمُهُ وَفَرْثُهُ فَأَحْرَقَهَا بِنَارٍ خَارِجَ الْمُخَيَّمِ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. +\s5 +\p +\v 18 ثُمَّ قَدَّمَ كَبْشَ الْمُحْرَقَةِ، فَوَضَعَ هَرُونُ وَأَبْنَاؤُهُ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِهِ، +\v 19 فَذَبَحَهُ مُوسَى وَرَشَّ الدَّمَ عَلَى جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ، +\s5 +\v 20 وَقَطَّعَ الْكَبْشَ إِلَى أَجْزَائِهِ، ثُمَّ أَحْرَقَ الرَّأْسَ وَالأَجْزَاءَ وَالشَّحْمَ. +\v 21 وَأَمَّا أَمْعَاؤُهُ وَأَكَارِعُهُ فَقَدْ غَسَلَهَا بِمَاءٍ. وَأَحْرَقَ مُوسَى كُلَّ الْكَبْشِ عَلَى الْمَذْبَحِ، فَكَانَ مُحْرَقَةً لِرِضَى الرَّبِّ وَسُرُورِهِ. وَقُودٌ هُوَ لِلرَّبِّ، تَمَاماً كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ. +\s1 كبش التكريس +\s5 +\p +\v 22 ثُمَّ أَحْضَرَ الْكَبْشَ الثَّانِي، كَبْشَ التَّكْرِيسِ، فَوَضَعَ هَرُونُ وَأَبْنَاؤُهُ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِهِ، +\v 23 فَذَبَحَهُ مُوسَى، وَأَخَذَ مِنْ دَمِهِ فَوَضَعَهُ عَلَى شَحْمَةِ أُذْنِ هَرُونَ الْيُمْنَى، وَعَلَى إِبْهَامِ يَدِهِ الْيُمْنَى وَإِبْهَامِ رِجْلِهِ الْيُمْنَى. +\v 24 ثُمَّ قَدَّمَ مُوسَى أَبْنَاءَ هَرُونَ وَوَضَعَ مِنَ الدَّمِ عَلَى شَحْمِ آذَانِهِمِ الْيُمْنَى، وَعَلَى أَبَاهِمِ أَيْدِيهِمِ الْيُمْنَى، وَعَلَى أَبَاهِمِ أَرْجُلِهِمِ الْيُمْنَى، وَرَشَّ بَقِيَّةَ الدَّمِ عَلَى جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ. +\s5 +\v 25 ثُمَّ أَخَذَ شَحْمَ الأَلْيَةِ وَكُلَّ شَحْمِ الأَعْضَاءِ الدَّاخِلِيَّةِ وَالْمَرَارَةَ وَالْكُلْيَتَيْنِ وَشَحْمَهُمَا وَالسَّاقَ الْيُمْنَى، +\v 26 وَأَخَذَ مِنْ سَلِّ الْفَطِيرِ الَّذِي فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ قُرْصَ فَطِيرٍ وَاحِداً، وَكَعْكَةً وَاحِدَةً مَعْجُونَةً بِزَيْتٍ وَرِقَاقَةً، وَوَضَعَهَا عَلَى الشَّحْمِ وَعَلَى السَّاقِ الْيُمْنَى، +\v 27 وَوَضَعَهَا جَمِيعاً عَلَى كَفَّيْ هَرُونَ وَأَكُفِّ أَبْنَائِهِ لِيُرَجِّحُوهَا أَمَامَ الرَّبِّ، +\s5 +\v 28 ثُمَّ أَخَذَهَا مُوسَى عَنْ أَكُفِّهِمْ وَأَحْرَقَهَا أَمَامَ الرَّبِّ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْمُحْرَقَةِ، فَكَانَتْ قُرْبَانَ تَكْرِيسٍ لِرِضَى الرَّبِّ وَسُرُورِهِ. إِنَّهَا مُحْرَقَةٌ لِلرَّبِّ. +\v 29 وَتَنَاوَلَ مُوسَى صَدْرَ كَبْشِ التَّكْرِيسِ وَرَجَّحَهُ أَمَامَ الرَّبِّ، فَكَانَ الصَّدْرُ نَصِيبَ مُوسَى كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. +\s5 +\v 30 ثُمَّ أَخَذَ مُوسَى بَعْضَ دُهْنِ الْمَسْحَةِ وَبَعْضَ الدَّمِ الَّذِي عَلَى الْمَذْبَحِ، وَرَشَّهَا عَلَى هَرُونَ وَثِيَابِهِ، وَعَلَى أَبْنَاءِ هَرُونَ وَثِيَابِهِمْ، فَقَدَّسَهُمْ جَمِيعاً مَعَ مَلابِسِهِمْ لِلرَّبِّ. +\s5 +\v 31 ثُمَّ قَالَ لِهَرُونَ وَأَبْنَائِهِ: «اطْبُخُوا اللَّحْمَ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَكُلُوهُ هُنَاكَ مَعَ خُبْزِ سَلِّ التَّكْرِيسِ، كَمَا أَوْصَيْتُ أَلّا يَأْكُلَهُ سِوَى هَرُونَ وَأَبْنَائِهِ. +\v 32 وَمَا تَبَقَّى مِنَ اللَّحْمِ وَالْخُبْزِ تُحْرِقُونَهُ بِنَارٍ. +\v 33 وَلا تُفَارِقُوا مَدْخَلَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، إِلَى يَوْمِ اكْتِمَالِ تَكْرِيسِكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ يُكَرِّسُكُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. +\s5 +\v 34 إِنَّ مَا جَرَى الْيَوْمَ هُوَ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ تَكْفِيراً عَنْكُمْ. +\v 35 فَامْكُثُوا عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، لَيْلاً وَنَهَاراً، عَامِلِينَ شَعَائِرَ الرَّبِّ، فَلا تَمُوتُوا لأَنَّ هَذَا مَا أَوْصَيْتُ بِهِ». +\v 36 فَنَفَّذَ هَروُنُ وَأَبْنَاؤُهُ كُلَّ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ عَلَى لِسَانِ مُوسَى. + +\s5 +\c 9 +\s1 الكهنة يشرعون في الخدمة +\p +\v 1 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ دَعَا مُوسَى هَرُونَ وَأَبْنَاءَهُ وَقَادَةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، +\v 2 وَقَالَ لِهَرُونَ: «أَحْضِرْ ثَوْراً لِذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ وَكَبْشاً لِمُحْرَقَةٍ، عَلَى أَنْ يَكُونَا سَلِيمَيْنِ، وَقَدِّمْهُمَا فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ. +\s5 +\v 3 وَقُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: خُذُوا تَيْساً مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ، وَثَوْراً وَخَرُوفاً حَوْلِيَّيْنِ سَلِيمَيْنِ لِمُحْرَقَةٍ، +\v 4 وَثَوْراً وَكَبْشاً لِقُرْبَانِ سَلامٍ، لِلذَّبْحِ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، وَتَقْدِمَةً مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِالزَّيْتِ، لأَنَّ الرَّبَّ سَيَتَجَلَّى لَكُمُ الْيَوْمَ». +\v 5 فَجَاءُوا بِمَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى إِلَى أَمَامِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَتَقَدَّمَ كُلُّ الشَّعْبِ وَوَقَفُوا فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، +\s5 +\v 6 فَقَالَ مُوسَى: «هَذَا مَا أَمَرَكُمْ بِهِ الرَّبُّ لِتَعْمَلُوا، لِكَيْ يَتَجَلَّى لَكُمْ مَجْدُ الرَّبِّ». +\v 7 ثُمَّ قَالَ مُوسَى لِهَرُونَ: «اقْتَرِبْ مِنَ الْمَذْبَحِ وَقَدِّمْ ذَبِيحَةَ خَطِيئَتِكَ وَمُحْرَقَتَكَ، وَكَفِّرْ عَنْ نَفْسِكَ وَعَنِ الشَّعْبِ، ثُمَّ أَحْضِرْ قُرْبَانَ الشَّعْبِ وَكَفِّرْ عَنْهُمْ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ». +\s5 +\v 8 فَاقْتَرَبَ هَرُونُ مِنَ الْمَذْبَحِ، وَقَرَّبَ الثَّوْرَ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ عَنْ نَفْسِهِ، +\v 9 وَقَدَّمَ لَهُ أَبْنَاؤُهُ الدَّمَ فَغَمَسَ إِصْبَعَهُ فِيهِ وَوَضَعَهُ عَلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ، ثُمَّ سَكَبَ بَقِيَّةَ الدَّمِ عِنْدَ قَاعِدَتِهِ. +\s5 +\v 10 وَأَحْرَقَ عَلَى الْمَذْبَحِ شَحْمَ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ وَكُلْيَتَيْهَا وَمَرَارَتَهَا، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى +\v 11 أَمَّا اللَّحْمُ وَالْجِلْدُ فَقَدْ أَحْرَقَهُمَا خَارِجَ الْمُخَيَّمِ. +\s5 +\p +\v 12 ثُمَّ ذَبَحَ هَرُونُ كَبْشَ الْمُحْرَقَةِ، وَقَدَّمَ لَهُ أَبْنَاؤُهُ الدَّمَ فَرَشَّهُ عَلَى جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ. +\v 13 ثُمَّ نَاوَلُوهُ أَجْزَاءَ لَحْمِ الْمُحْرَقَةِ، وَرَأْسَهَا فَأَحْرَقَهَا عَلَى الْمَذْبَحِ. +\v 14 وَغَسَلَ الأَمْعَاءَ وَالأَكَارِعَ وَأَحْرَقَهَا فَوْقَ الْمُحْرَقَةِ عَلَى الْمَذْبَحِ. +\s5 +\v 15 ثُمَّ قَدَّمَ قُرْبَانَ الشَّعْبِ. فَأَخَذَ تَيْسَ خَطِيئَةِ الشَّعْبِ، وَذَبَحَهُ وَقَدَّمَهُ قُرْبَانَ خَطِيئَةٍ عَلَى مِثَالِ قُرْبَانِ الْخَطِيئَةِ الأَوَّلِ. +\v 16 ثُمَّ أَحْضَرَ الْمُحْرَقَةَ وَأَصْعَدَهَا حَسَبَ الشَّعَائِرِ الْمَنْصُوصَةِ. +\v 17 وَرَفَعَ أَيْضاً تَقْدِمَةَ الدَّقِيقِ، فَمَلأَ قَبْضَتَهُ مِنْهَا وَأَحْرَقَهَا عَلَى الْمَذْبَحِ، بِالإِضَافَةِ إِلَى التَّقْدِمَةِ الصَّبَاحِيَّةِ الْمُعْتَادَةِ. +\s5 +\v 18 وَكَذَلِكَ ذَبَحَ الثَّوْرَ وَالْكَبْشَ، ذَبِيحَةَ سَلامٍ عَنِ الشَّعْبِ وَأَعْطَاهُ أَبْنَاؤُهُ الدَّمَ فَرَشَّهُ عَلَى جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ. +\v 19 وَانْتَزَعَ شَحْمَ الثَّوْرِ وَأَلْيَةَ الْكَبْشِ وَشَحْمَ الْكُلْيَتَيْنِ وَالْمَرَارَةَ مِنْهُمَا، +\s5 +\v 20 وَوَضَعُوا الشَّحْمَ عَلَى الصَّدْرَيْنِ، ثُمَّ أَحْرَقَ الشَّحْمَ عَلَى الْمَذْبَحِ. +\v 21 وَأَمَّا صَدْرُ كُلٍّ مِنْهُمَا وَسَاقُهُ الْيُمْنَى فَقَدْ رَجَّحَهَا أَمَامَ الرَّبِّ كَمَا أَمَرَ مُوسَى. +\s5 +\p +\v 22 ثُمَّ رَفَعَ هَرُونُ يَدَيْهِ نَحْوَ الشَّعْبِ وَبَارَكَهُمْ. وَلَمَّا انْتَهَى مِنْ تَقْرِيبِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ وَالْمُحْرَقَةِ وَذَبِيحَةِ السَّلامِ، انْحَدَرَ مِنْ عِنْدِ الْمَذْبَحِ. +\v 23 وَدَخَلَ مُوسَى وَهَرُونُ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَمَا لَبِثَا أَنْ خَرَجَا وَبَارَكَا الشَّعْبَ، فَتَجَلَّى مَجْدُ الرَّبِّ لِلشَّعْبِ كُلِّهِ. +\v 24 وَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ أَحْرَقَتْ ذَبِيحَةَ الْمُحْرَقَةِ وَالشَّحْمَ الَّذِي عَلَى الْمَذْبَحِ. وَعِنْدَمَا شَهِدَ الشَّعْبُ هَذَا، هَتَفُوا سَاجِدِينَ بِوُجُوهٍ مُنْحَنِيَةٍ نَحْوَ الأَرْضِ. + +\s5 +\c 10 +\s1 موت ناداب وأبيهو +\p +\v 1 ثُمَّ وَضَعَ نَادَابُ وَأَبِيهُو، ابْنَا هَرُونَ، فِي مِجْمَرَتَيْهِمَا نَاراً غَيْرَ مُقَدَّسَةٍ، وَبَخُوراً عَلَى خِلافِ مَا أَمَرَهُمَا الرَّبُّ، وَقَرَّبَا أَمَامَ الرَّبِّ +\v 2 فَانْدَلَعَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ فَالْتَهَمَتْهُمَا، فَمَاتَا فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ. +\s5 +\v 3 فَقَالَ مُوسَى لِهَرُونَ: «إِلَيْكَ مَا قَالَهُ الرَّبُّ: فِي الْقَرِيبِينَ مِنِّي أُظْهِرُ قَدَاسَتِي، وَأُعْلِنُ مَجْدِي أَمَامَ جَمِيعِ الشَّعْبِ». فَصَمَتَ هَرُونُ. +\v 4 وَاسْتَدْعَى مُوسَى مِيشَائِيلَ وَأَلْصَافَانَ ابْنَيْ عُزِّيئِيلَ عَمِّ هَروُنَ وَقَالَ لَهُمَا: «تَعَالَيَا وَاحْمِلا جُثَّتَيْ قَرِيبَيْكُمَا مِنْ أَمَامِ الْقُدْسِ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ». +\s5 +\v 5 فَتَقَدَّمَا وَرَفَعَاهُمَا بِقَمِيصَيْهِمَا إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ، كَمَا أَمَرَ مُوسَى. +\v 6 وَقَالَ مُوسَى لِهَرُونَ وَأَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ ابْنَيْهِ: «لا تَكْشِفُوا رُؤُوسَكُمْ وَلا تَشُقُّوا ثِيَابَكُمْ حِدَاداً، لِئَلّا تَمُوتُوا وَيَسْخَطَ الرَّبُّ عَلَى كُلِّ الشَّعْبِ. وَأَمَّا بَقِيَّةُ الشَّعْبِ فَلْيَبْكُوا عَلَى اللَّذَيْنِ أَحْرَقَهُمَا الرَّبُّ. +\v 7 وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا مِنْ بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِئَلّا تَمُوتُوا، لأَنَّ دُهْنَ مَسْحَةِ الرَّبِّ مَازَالَ عَلَيْكُمْ». فَنَفَّذُوا أَمْرَ مُوسَى. +\s5 +\p +\v 8 وَأَمَرَ الرَّبُّ هَرُونَ: +\v 9 «لا تَشْرَبْ أَنْتَ وَأَبْنَاؤُكَ خَمْراً مُسْكِراً عِنْدَ دُخُولِكُمْ لِخِدْمَتِي فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، لِئَلّا تَمُوتُوا، وَتَكُونُ هَذِهِ عَلَيْكُمْ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ، +\v 10 لِتُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ، النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ، +\v 11 وَلِتُعَلِّمُوا شَعْبَ إِسْرَائِيلَ جَمِيعَ الْفَرَائِضِ الَّتِي أَمَرْتُ بِها عَلَى لِسَانِ مُوسَى». +\s5 +\p +\v 12 وَقَالَ مُوسَى لِهَرُونَ وَابْنَيْهِ الْبَاقِيَيْنِ، أَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ: «خُذُوا مَا تَبَقَّى مِنْ تَقْدِمَةِ الدَّقِيقِ الْمُقَرَّبَةِ إِلَى الرَّبِّ وَكُلُوهَا فَطِيراً إِلَى جِوَارِ الْمَذْبَحِ، لأَنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ. +\v 13 كُلُوهَا فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ لأَنَّهَا نَصِيبُكَ وَنَصِيبُ ابْنَيْكَ مِنْ مُحْرَقَاتِ الرَّبِّ، لأَنَّنِي هَكَذَا أُمِرْتُ. +\s5 +\v 14 وَأَمَّا الصَّدْرُ الْمُرَجَّحُ وَالسَّاقُ الْيُمْنَى الْمُقَدَّمَةُ، فَكُلْهَا أَنْتَ وَبَنُوكَ وَبَنَاتُكَ فِي مَكَانٍ طَاهِرٍ، لأَنَّهَا نَصِيبُكَ وَنَصِيبُ أَبْنَائِكَ مِنْ ذَبَائِحِ سَلامِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ. +\v 15 عِنْدَمَا يَأْتِي الشَّعْبُ بِسَاقِ التَّقْدِمَةِ وَصَدْرِ التَّرْجِيحِ وَوَقَائِدِ الشَّحْمِ لِتَرْجِيحِهَا أَمَامَ الرَّبِّ، يُصْبِحَانِ مِنَ نَصِيبِكَ وَنَصِيبِ أَبْنَائِكَ، فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ». +\s5 +\p +\v 16 وَبَحَثَ مُوسَى عَنْ تَيْسِ الْخَطِيئَةِ فَوَجَدَهُ قَدِ احْتَرَقَ فَاغْتَاظَ مِنْ أَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ ابْنَيْ هَرُونَ الْبَاقِيَيْنِ وَقَالَ: +\v 17 «لِمَاذَا لَمْ تَأْكُلا ذَبِيحَةَ الْخَطِيئَةِ فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ؟ إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ، وَهَبَهَا الرَّبُّ لَكُمَا لِتَحْمِلا إِثْمَ الْجَمَاعَةِ، تَكْفِيراً عَنْهُمْ أَمَامَ الرَّبِّ. +\v 18 مَادَامَ دَمُهَا لَمْ يُؤْخَذْ إِلَى دَاخِلِ الْقُدْسِ، كَانَ عَلَيْكُمَا أَنْ تَأْكُلاهَا فِي الْقُدْسِ كَمَا أَوْصَيْتُ». +\s5 +\v 19 فَقَالَ هَرُونُ لِمُوسَى: «لَقَدْ قَرَّبَا الْيَوْمَ ذَبِيحَةَ خَطِيئَتِهِمَا وَمُحْرَقَتَهُمَا فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، فَلَوْ أَكَلْنَا ذَبِيحَةَ الْخَطِيئَةِ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ، وَقَدْ أَصَابَنَا مَا أَصَابَنَا، فَهَلْ كَانَ الرَّبُّ يَرْضَى عَنَّا؟» +\v 20 فَاقْتَنَعَ مُوسَى بِهَذَا الْجَوَابِ. + +\s5 +\c 11 +\s1 الأطعمة الطاهرة والأطعمة النجسة +\p +\v 1 وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَرُونَ: +\v 2 «أَوْصِيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: هَذِهِ هِيَ الْحَيَوَانَاتُ الَّتِي تَأْكُلُونَهَا مِنْ جَمِيعِ بَهَائِمِ الأَرْضِ: +\s5 +\v 3 تَأْكُلُونَ كُلَّ حَيَوَانٍ مَشْقُوقِ الظِّلْفِ وَمُجْتَرٍّ، +\v 4 أَمَّا الْحَيَوَانَاتُ الْمُجْتَرَّةُ فَقَطْ، أَوِ الْمَشْقُوقَةُ الظِّلْفِ فَقَطْ، فَلا تَأْكُلُوا مِنْهَا، فَالْجَمَلُ غَيْرُ طَاهِرٍ لَكُمْ لأَنَّهُ مُجْتَرٌّ وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مَشْقُوقِ الظِّلْفِ، +\s5 +\v 5 وَكَذَلِكَ الْوَبْرُ نَجِسٌ لَكُمْ لأَنَّهُ مُجْتَرٌّ وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مَشْقُوقِ الظِّلْفِ، +\v 6 أَمَّا الأَرْنَبُ فَإِنَّهُ مُجْتَرٌّ وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مَشْقُوقِ الظِّلْفِ، لِذَلِكَ هُوَ نَجِسٌ لَكُمْ، +\v 7 وَالْخِنْزِيرُ أَيْضاً نَجِسٌ لَكُمْ لأَنَّهُ مَشْقُوقُ الظِّلْفِ وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مُجْتَرٍّ. +\v 8 لَا تَأْكُلُوا مِنْ لَحْمِهَا وَلا تَلْمَسُوا جُثَثَهَا لأَنَّهَا نَجِسَةٌ لَكُمْ. +\s5 +\p +\v 9 أَمَّا مَا يَعِيشُ فِي الْمَاءِ فَتَأْكُلُونَ مِنْهُ كُلَّ مَالَهُ زَعَانِفُ وَقُشُورٌ، سَوَاءٌ كَانَ يَعِيشُ فِي الْبِحَارِ أَمِ الأَنْهَارِ، فَهَذِهِ تَأْكُلُونَهَا. +\v 10 وَلَكِنْ إِيَّاكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا الْحَيَوَانَاتِ الْمَائِيَّةَ الَّتِي لَيْسَ لَهَا زَعَانِفُ أَوْ قُشُورٌ، سَوَاءٌ كَانَتْ تَعِيشُ فِي الأَنْهَارِ أَوِ الْبِحَارِ، أَوِ الزَّوَاحِفَ فِي الْمِيَاهِ، أَوْ كُلَّ نَفْسٍ حَيَّةٍ فِيهَا، فَهَذِهِ كُلُّهَا مَحْظُورَةٌ عَلَيْكُمْ. +\s5 +\v 11 فَلا تَأْكُلُوا مِنْ لَحْمِهَا وَامْقُتُوا جُثَثَهَا. +\v 12 كُلُّ حَيَوَانٍ مَائِيٍّ خَالٍ مِنَ الزَّعَانِفِ وَالْقُشُورِ يَكُونُ مَحْظُوراً عَلَيْكُمْ. +\s5 +\p +\v 13 وَمِنَ الطُّيُورِ الَّتِي يُحَظَرُ عَلَيْكُمْ أَكْلُهَا لأَنَّهَا مَمْقُوتَةٌ: النَّسْرُ وَالأَنُوقُ وِالصَّقْرُ، +\v 14 وَالْحِدَأَةُ وَالْبَاشِقُ عَلَى مُخْتَلَفِ أَصْنَافِهِ، +\v 15 وَكُلُّ أَجْنَاسِ الْغِرْبَانِ، +\v 16 وَالنَّعَامَةُ وَالظَّلِيمُ وَالسَّأَفُ وَكُلُّ أَنْوَاعِ طَيْرِ الْبَازِ، +\s5 +\v 17 وَالْبُومَةُ وَالْغَوَّاصُ وَالْكُرْكِيُّ، +\v 18 وَالْبَجَعُ وَالْقُوقُ وَالرَّخَمُ، +\v 19 وَاللَّقْلَقُ وَالْبَبْغَاءُ عَلَى اخْتِلافِ أَجْنَاسِهَا، وَالْهُدْهُدُ وَالْخُفَّاشُ. +\s5 +\p +\v 20 وَكَذَلِكَ تُحَظَرُ عَلَيْكُمْ كُلُّ حَشَرَةٍ مُجَنَّحَةٍ ذَاتِ أَرْبَعِ أَرْجُلٍ. +\v 21 وَلَكِنْ كُلُوا مِنْ بَيْنِ الْكَائِنَاتِ الْمُجَنَّحَةِ الَّتِي تَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ مَالَهُ سَاقَانِ أَطْوَلُ مِنْ يَدَيْهِ يَقْفِزُ بِهِمَا عَلَى الأَرْضِ. +\v 22 فَمِنْ هَذِهِ الْكَائِنَاتِ تَأْكُلُونَ: كُلُّ أَنْوَاعِ الْجَرَادِ، وَجَمِيعُ أَصْنَافِ الدَّبَا وَالحَرْجُوَانُ عَلَى مُخْتَلَفِ أَجْنَاسِهِ وَالْجُنْدُبُ بِأَنْوَاعِهِ +\v 23 أَمَّا سَائِرُ دَبِيبِ الطَّيْرِ ذَوَاتِ الأَرْبَعِ الأَرْجُلِ فَهُوَ مَحْظُورٌ عَلَيْكُمْ، +\s5 +\v 24 فَإِنَّهَا تُنَجِّسُكُمْ، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُ جُثَثَهَا يَتَنَجَّسُ حَتَّى الْمَسَاءِ. +\v 25 وَعَلَى كُلِّ مَنْ حَمَلَ جُثَثَهَا أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَيَكُونُ نَجِساً حَتَّى الْمَسَاءِ، +\s5 +\v 26 وَكَذَلِكَ جَمِيعُ الْبَهَائِمِ ذَوَاتِ الأَظْلافِ غَيْرِ الْمَشْقُوقَةِ وَغَيْرِ الْمُجْتَرَّةِ تَكُونُ نَجِسَةً لَكُمْ، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُهَا يَتَنَجَّسُ. +\v 27 وَأَيْضاً كُلُّ حَيَوَانٍ يَمْشِي عَلَى كُفُوفِهِ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانَاتِ ذَوَاتِ الأَرْبَعِ الأَرْجُلِ، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ، وَكُلُّ مَنْ يَمَسُّ جُثَثَهَا يَكُونُ نَجِساً حَتَّى الْمَسَاءِ، +\v 28 وَمَنْ يَحْمِلُ جُثَثَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. جَمِيعُهَا مَحْظُورَةٌ عَلَيْكُمْ. +\s5 +\p +\v 29 أَمَّا الْحَيَوَانَاتُ الدَّابَةُ حَوْلَكُمْ فَوْقَ الأَرْضِ وَالْمَحْظُورَةُ عَلَيْكُمْ لِنَجَاسَتِهَا فَهِيَ: ابْنُ عِرْسٍ وَالْفَأْرُ وَالضَّبُّ عَلَى مُخْتَلَفِ أَجْنَاسِهِ، +\v 30 وَالْحِرْذَوْنُ وَالْوَرَلُ وَالْوَزَغَةُ والْعِظَايَةُ وَالْحِرْبَاءُ. +\s5 +\p +\v 31 هَذِهِ هِيَ الْحَيَوَانَاتُ النَّجِسَةُ لَكُمْ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانَاتِ الدَّابَةِ. كُلُّ مَنْ لَمَسَهَا يَكُونُ نَجِساً حَتَّى الْمَسَاءِ. +\v 32 إِنْ وَقَعَتْ جُثَّةُ أَحَدِ هَذِهِ الْحَيَوَانَاتِ عَلَى شَيْءٍ فَإِنَّهُ يَتَنَجَّسُ، سَوَاءٌ أَكَانَ آنِيَةً مِنْ خَشَبٍ أَمْ قُمَاشٍ أَمْ جِلْدٍ أَمْ مِسْحٍ، أَمْ أَيِّ شَيْءٍ يُسْتَخْدَمُ فِي عَمَلٍ مَا. يُوْضَعُ فِي مَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ، ثُمَّ يَطْهُرُ. +\v 33 أَمَّا إِنْ وَقَعَتْ جُثَّةُ أَحَدِهَا فِي إِنَاءٍ خَزَفِيٍّ، فَإِنَّ مَا فِي الإِنَاءِ يَتَنَجَّسُ، وَأَمَّا الإِنَاءُ فَيُكْسَرُ. +\s5 +\v 34 وَأَيُّ طَعَامٍ يُؤْكَلُ اسْتُخْدِمَ فِيهِ مَاءٌ مِنْ هَذَا الإِنَاءِ يَكُونُ نَجِساً. وَكَذَلِكَ يَكُونُ مَاؤُهُ الَّذِي يُشْرَبُ أَيْضاً. +\v 35 وَإذَا سَقَطَتْ جُثَّةُ أَحَدِ هَذِهِ الْحَيَوَانَاتِ فِي التَّنُّورِ أَوِ الْمَوْقِدِ، فَإِنَّهُ يُهْدَمُ، لأَنَّهُ نَجِسٌ وَأَنْتُمْ بِهِ تَتَنَجَّسُونَ. +\s5 +\v 36 أَمَّا إِنْ سَقَطَتْ فِي نَبْعٍ أَوْ بِئْرٍ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْمَاءُ، فَإِنَّهُمَا تَظَلّانِ طَاهِرَتَيْنِ. لَكِنْ كُلُّ مَنْ لَمَسَ جُثَّتَهَا يَكُونُ نَجِساً. +\v 37 وَإذَا وَقَعَتْ جُثَّةُ وَاحِدَةٍ مِنْهَا عَلَى حُبُوبٍ يَبْذُرُونَهَا فِي حَقْلٍ، فَإِنَّهَا تَبْقَى طَاهِرَةً. +\v 38 لَكِنْ إِنْ كَانَتِ الْحُبُوبُ مُبْتَلَّةً بِمَاءٍ وَسَقَطَتِ الْجُثَّةُ عَلَيْهَا، فَإِنَّ الْحُبُوبَ الْمُبْتَلَّةَ تُصْبِحُ نَجِسَةً لَكُمْ. +\s5 +\v 39 إِنْ مَاتَ حَيَوَانٌ لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَكْلُهُ، وَلَمَسَ أَحَدٌ جُثَّتَهُ، فَاللّامِسُ يَكُونُ نَجِساً حَتَّى الْمَسَاءِ. +\v 40 وَعَلَى مَنْ أَكَلَ مِنْ جُثَّتِهِ أَوْ حَمَلَهَا أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. +\s5 +\p +\v 41 ويُحَظَرُ عَلَيْكُمُ الأَكْلُ مِنَ الْحَيَوَانَاتِ الزَّاحِفَةِ، +\v 42 سَوَاءٌ كَانَتْ تَزْحَفُ عَلَى بَطْنِهَا أَوْ تَدِبُّ عَلَى أَرْبَعٍ أَوْ أَكْثَرَ فَإِنَّهَا مَحْظُورَةٌ عَلَيْكُمْ، فَلا تَأْكُلُوا مِنْهَا. +\s5 +\v 43 لَا تُدَنِّسُوا أَنْفُسَكُمْ بِالْحَيَوَانَاتِ الدَّابَةِ هَذِهِ، وَلا تَتَنَجَّسُوا بِها. كُونُوا طَاهِرِينَ. +\v 44 أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، فَكَرِّسُوا أَنْفُسَكُمْ وَتَقَدَّسُوا، لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ، وَلا تُنَجِّسُوا أَنْفُسَكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الدَّبِيبِ الْمُتَحَرِّكِ عَلَى الأَرْضِ. +\v 45 لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ لأَكُونَ لَكُمْ إِلَهاً. فَكُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ. +\s5 +\p +\v 46 هَذِهِ هِيَ الشَّرَائِعُ الْخَاصَّةُ بِالْحَيَوَانَاتِ وَالطُّيُورِ وَالْحَيَوَانَاتِ الْمَائِيَّةِ وَالزَّوَاحِفِ، +\v 47 لِكَيْ تُمَيِّزُوا بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ، وَبَيْنَ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي تُؤْكَلُ وَالْحَيَوَانَاتِ الْمَحْظُورِ أَكْلُهَا». + +\s5 +\c 12 +\s1 التطهر بعد الولادة +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا حَمَلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً، تَظَلُّ الأُمُّ فِي حَالَةِ نَجَاسَةٍ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، كَمَا فِي أَيَّامِ فَتْرَةِ الْحَيْضِ. +\v 3 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُجْرَى خِتَانُ الطِّفْلِ. +\s5 +\v 4 وَعَلَى الْمَرْأَةِ أَنْ تَبْقَى ثَلاثَةً وَثَلاثِينَ يَوْماً أُخْرَى إِلَى أَنْ تَطْهُرَ مِنْ نَزِيفِهَا، فَلا تَمَسُّ أَيَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ، وَلا تَحْضُرُ إِلَى الْمَقْدِسِ، إِلَى أَنْ تَتِمَّ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. +\v 5 وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى فَإِنَّهَا تَظَلُّ فِي حَالَةِ نَجَاسَةٍ مُدَّةَ أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي فَتْرَةِ الْحَيْضِ، وَتَبْقَى سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً حَتَّى تَتَطَهَّرَ مِنْ نَزِيفِهَا. +\s5 +\v 6 وَعِنْدَمَا تَكْتَمِلُ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا سَوَاءٌ وَلَدَتْ ذَكَراً أَمْ أُنْثَى، تُحْضِرُ حَمَلاً حَوْلِيًّا تُقَدِّمُهُ مُحْرَقَةً، وَكَذَلِكَ فَرْخَ حَمَامَةٍ أَوْ يَمَامَةٍ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، إِلَى مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ إِلَى الْكَاهِنِ، +\s5 +\v 7 فَيُقَرِّبُهَا أَمَامَ الرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهَا، فَتَتَطَهَّرُ مِنْ نَزِيفِهَا. هَذِهِ هِيَ الشَّرِيعَةُ الْخَاصَّةُ بِكُلِّ أُمٍّ بَعْدَ الْوِلادَةِ. +\v 8 وَإِنْ كَانَتِ الأُمُّ أَفْقَرَ مِن أَنْ تُقَدِّمَ حَمَلاً، فَلْتَأْتِ بِيَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ، فَيَكُونَ أَحَدُهُمَا مُحْرَقَةً وَالآخَرُ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، فَيُكَفِّرُ بِهِمَا عَنْهَا الْكَاهِنُ وَتَطْهُرُ». + +\s5 +\c 13 +\s1 شرائع الأمراض الجلدية المعدية +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: +\v 2 «إِذَا أُصِيبَ جِلْدُ إِنْسَانٍ بِوَرَمٍ أَوْ قُوبَاءَ أَوْ لُمْعَةٍ، يُمْكِنُ أَنْ تَتَحَوَّلَ فِي جِلْدِهِ إِلَى دَاءِ الْبَرَصِ، فَلْيُؤْخَذْ إِلَى هَرُونَ أَوْ إِلَى أَحَدِ أَبْنَائِهِ الْكَهَنَةِ لِيُعَايِنَهُ. +\s5 +\v 3 فَإِنْ وَجَدَ الْكَاهِنُ أَنَّ الشَّعْرَ فِي مَوْضِعِ الدَّاءِ قَدِ ابْيَضَّ، وَأَنَّ مَكْمَنَ الدَّاءِ غَائِرٌ عَنْ سَطْحِ الْجِلْدِ الْمُحِيطِ بِهِ، فَالدَّاءُ يَكُونُ ضَرْبَةَ الْبَرَصِ. فَيُعْلِنُ الْكَاهِنُ أَنَّهُ مُصَابٌ بِمَرَضِ الْبَرَصِ النَّجِسِ. +\v 4 وَإِنْ لَمْ تَكُنِ الْبُقْعَةُ الْبَيْضَاءُ غَائِرَةً عَنْ سَطْحِ الْجِلْدِ، وَلَمْ يَكُنِ الشَّعْرُ الْمَوْجُودُ فِيهَا قَدِ ابْيَضَّ، يَحْجُزُ الْكَاهِنُ الْمَرِيضَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، +\s5 +\v 5 ثُمَّ يَفْحَصُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِنْ وَجَدَ أَنَّ الْبُقْعَةَ لَمْ تَتَّسِعْ وَتَمْتَدَّ، يَحْجُزُهُ الْكَاهِنُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخْرَى، +\v 6 وَيُعَايِنُهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ ثَانِيَةً. فَإِذَا وَجَدَ أَنَّ الضَّرْبَةَ دَاكِنَةُ اللَّوْنِ وَالْبُقْعَةَ لَمْ تَتَّسِعْ وَتَمْتَدَّ، يَحْكُمُ بِسَلامَتِهِ. إِنَّهَا قُوبَاءُ. وَعَلَيْهِ فَقَطْ أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ فَيُعْتَبَرَ طَاهِراً. +\s5 +\v 7 لَكِنْ إِنِ امْتَدَّتِ الْبُقْعَةُ فِي الْجِلْدِ بَعْدَ مُعَايَنَةِ الْكَاهِنِ لَهُ لِتَطْهِيرِهِ، يُعْرَضُ عَلَى الْكَاهِنِ مَرَّةً أُخْرَى، +\v 8 فَإِنْ وَجَدَ الْكَاهِنُ بَعْدَ فَحْصِهِ أَنَّ الْبُقْعَةَ قَدِ امْتَدَّتْ وَاتَّسَعَتْ، يُعْلِنُ الْكَاهِنُ نَجَاسَتَهُ لإِصَابَتِهِ بِمَرَضِ الْبَرَصِ. +\s5 +\p +\v 9 إِذَا كَانَ إِنْسَانٌ مُصَاباً بِدَاءِ الْبَرَصِ تَعْرِضُونَهُ عَلَى الْكَاهِنِ، +\v 10 فَإِنْ وَجَدَ الْكَاهِنُ بَعْدَ فَحْصِهِ أَنَّ فِي الْجِلْدِ وَرَماً أَبْيَضَ، ابْيَضَّ فِيهِ الشَّعْرُ وَبَدَتْ فِيهِ قُرْحَةٌ، +\v 11 فَيَكُونُ هَذَا مَرَضَ بَرَصٍ مُزْمِنٍ أَصَابَ جِلْدَهُ. وَيُعْلِنُ الْكَاهِنُ لِذَلِكَ نَجَاسَتَهُ، وَلا يَحْجُزُهُ لِثُبُوتِ الدَّاءِ فِيهِ. +\s5 +\v 12 لَكِنْ إِنْ كَانَ الْبَرَصُ قَدِ انْتَشَرَ فِي جِلْدِ الْبَدَنِ كُلِّهِ، وَغَطَّى الْمُصَابَ مِنْ رَأْسِهِ إِلَى قَدَمَيْهِ، +\v 13 يُعِيدُ الْكَاهِنُ فَحْصَهُ. فَإِذَا وَجَدَ أَنَّ الْبَرَصَ غَطَّى الْجِسْمَ كُلَّهُ يُعْلِنُ طَهَارَتَهُ، لأَنَّ جِلْدَهُ كُلَّهُ قَدِ اسْتَحَالَ إِلَى اللَّوْنِ الأَبْيَضِ. +\v 14 لَكِنْ حِينَ يَرَى فِيهِ قُرْحَةً، يَحْكُمُ بِنَجَاسَةِ الْمَرِيضِ، +\s5 +\v 15 ثُمَّ يُعِيدُ فَحْصَهُ. فَإِذَا وَجَدَ الْقُرْحَةَ فِي الْجِلْدِ الْمُصَابِ، يُعْلِنُ نَجَاسَةَ الْمَرِيضِ، لأَنَّ الْقُرْحَةَ نَجِسَةٌ، وَهِيَ عَلامَةُ الْبَرَصِ. +\v 16 ثُمَّ إِنْ عَادَ لَوْنُ الْقُرْحَةِ وَابْيَضَّ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى الْكَاهِنِ، +\v 17 فَإِنْ فَحَصَهَا الكَاهِنُ وَوَجَدَ أَنَّ الْبُقْعَةَ قَدْ تَحَوَّلَتْ إِلَى بَيْضَاءَ، يُعْلِنُ طَهَارَةَ الْمُصَابِ. إِنَّهُ طَاهِرٌ. +\s5 +\p +\v 18 إِنْ كَانَ فِي جِلْدِ إِنْسَانٍ دُمَّلٌ تَمَّ شِفَاؤُهُ، +\v 19 ثُمَّ تَخَلَّفَ عَنْهُ وَرَمٌ أَبْيَضُ أَوْ بُقْعَةٌ لامِعَةٌ بَيْضَاءُ ضَارِبَةٌ إِلَى الْحُمْرَةِ، فَلْيُعْرَضْ عَلَى الْكَاهِنِ +\v 20 فَإِنْ وَجَدَ الْكَاهِنُ أَنَّ مَوْضِعَ الدَّاءِ غَائِرٌ عَنْ سَطْحِ بَاقِي الْجِلْدِ، وَقَدِ ابْيَضَّ الشَّعْرُ فِيهِ، يُعْلِنُ نَجَاسَتَهُ، لأَنَّهُ دَاءُ بَرَصٍ أَفْرَخَ فِي الدُّمَّلِ. +\s5 +\v 21 وَلَكِنْ إِنْ عَايَنَهُ الْكَاهِنُ فَوَجَدَ أَنَّ مَوْضِعَ الدَّاءِ خَالٍ مِنَ الشَّعْرِ الْأَبْيَضِ، وَأَنَّهُ يَسْتَوِي مَعَ سَطْحِ بَاقِي الْجِلْدِ، وَأَنَّ لَوْنَهُ دَاكِنٌ، يَحْجُزُ الْمُصَابُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. +\v 22 فَإِنِ امْتَدَّ وَاتَّسَعَ فِي الْجِلْدِ يَحْكُمُ الْكَاهِنُ بِنَجَاسَتِهِ، لأَنَّهُ مُصَابٌ بِالدَّاءِ. +\v 23 وَلَكِنْ إِنْ بَقِيَتِ الْبُقْعَةُ اللّامِعَةُ كَمَا هِيَ، وَلَمْ تَتَّسِعْ وَتَمْتَدَّ، تَكُونُ مُجَرَّدَ أَثَرٍ لِلدُّمَّلِ، فَيُعْلِنُ طَهَارَةَ الْمُصَابِ. +\s5 +\p +\v 24 إِنِ احْتَرَقَ جِلْدُ إِنْسَانٍ فَابْيَضَّ مَوْضِعُ الْحَرْقِ، أَوْ صَارَ أَبْيَضَ ضَارِباً إِلَى الْحُمْرَةِ، +\v 25 وَفَحَصَ الْكَاهِنُ الْبُقْعَةَ اللّامِعَةَ فَوَجَدَ أَنَّ شَعْرَهَا قَدِ ابْيَضَّ، وَبَدَتْ غَائِرَةً عَنْ سَطْحِ بَاقِي الْجِلْدِ، يَكُونُ ذَلِكَ بَرَصاً أَفْرَخَ فِي مَوْضِعِ الْحَرْقِ، فَيَحْكُمُ بِنَجَاسَتِهِ. +\s5 +\v 26 وَلَكِنْ إِنْ فَحَصَهَا الْكَاهِنُ وَلَمْ يَجِدْ فِي الْبُقْعَةِ شَعْراً أَبْيَضَ، وَأَنَّهَا تَسْتَوِي مَعَ سَطْحِ بَاقِي الْجِلْدِ، وَأَنَّ لَوْنَهَا دَاكِنٌ يَحْجُزُهُ أُسْبُوعاً، +\v 27 ثُمَّ يُعِيدُ فَحْصَهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. فَإِنْ وَجَدَ أَنَّهَا امْتَدَّتْ فِي الْجِلْدِ، يُعْلِنُ نَجَاسَتَهُ لأَنَّهُ مُصَابٌ بِالْبَرَصِ +\v 28 لَكِنْ إِنْ بَقِيَتِ الْبُقْعَةُ اللّامِعَةُ عَلَى حَالِهَا وَلَمْ تَمْتَدَّ فِي الْجِلْدِ، وَاكْمَدَّ لَوْنُهَا، فَهِيَ مُجَرَّدُ أَثَرِ الْحَرْقِ وَلَيْسَتْ بَرَصاً، وَيُعْلِنُ الْكَاهِنُ طَهَارَةَ الْمُصَابِ. +\s5 +\p +\v 29 إِذَا أُصِيبَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ بِقُرْحَةٍ فِي الرَّأْسِ أَوْ فِي الذَّقَنِ، +\v 30 وَعَايَنَ الْكَاهِنُ الإِصَابَةَ فَوَجَدَهَا غَائِرَةً عَنْ سَطْحِ بَاقِي الْجِلْدِ، وَفِيهَا شَعْرٌ أَشْقَرُ دَقِيقٌ، يَحْكُمُ بِنَجَاسَةِ الْمُصَابِ لأَنَّهَا قَرَعٌ، بَرَصُ الرَّأْسِ أَوْ الذَّقَنِ +\s5 +\v 31 لَكِنْ إذَا وَجَدَ الْكَاهِنُ بَعْدَ فَحْصِهِ إِصَابَةَ الْقَرَعِ أَنَّهَا لَيْسَتْ غَائِرَةً عَنْ سَطْحِ بَاقِي الْجِلْدِ، وَأَنَّهَا خَالِيَةٌ مِنَ الشَّعْرِ الأَسْوَدِ، يَحْجُزُ الْكَاهِنُ الْمُصَابَ بِالْقَرَعِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، +\s5 +\v 32 ثُمَّ يُعِيدُ الْفَحْصَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. فَإِنْ وَجَدَ أَنَّهَا لَمْ تَمْتَدَّ وَأَنَّهَا خَالِيَةٌ مِنَ الشَّعْرِ الأَشْقَرِ وَأَنَّهَا تَسْتَوِي مَعَ سَطْحِ بَاقِي الْجِلْدِ، +\v 33 يَحْلِقُ الْمُصَابُ شَعْرَهُ بِاسْتِثْنَاءِ شَعْرِ الْبُقْعَةِ الْمُصَابَةِ. وَيَحْجُزُهُ الْكَاهِنُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخْرَى +\s5 +\v 34 فَإِنْ وَجَدَ الْكَاهِنُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ أَنَّ الإِصَابَةَ لَمْ تَمْتَدَّ فِي جِلْدِ الْمَرِيضِ، وَأَنَّهَا تَسْتَوِي مَعَ سَطْحِ بَاقِي الْجِلْدِ، يَحْكُمُ بِطَهَارَتِهِ. وَعَلَيْهِ فَقَطْ أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ فَيَكُونُ طَاهِراً. +\s5 +\v 35 لَكِنْ إِنِ امْتَدَّ الْقَرَعُ فِي الْجِلْدِ بَعْدَ عَرْضِهِ عَلَى الْكَاهِنِ وَالْحُكْمِ بِطَهَارَتِهِ، +\v 36 يَفْحَصُهُ الكَاهِنُ ثَانِيَةً. فَإِنْ رَأَى أَنَّ الإِصَابَةَ قَدِ امْتَدَّتْ فِي الْجِلْدِ، لَا يَحْتَاجُ الْكَاهِنُ أَنْ يَبْحَثَ عَنْ شَعْرٍ أَشْقَرَ، لأَنَّ الْمُصَابَ مَرِيضٌ بِدَاءِ الْبَرَصِ. +\v 37 لَكِنْ إِنْ وَجَدَ الْكَاهِنُ أَنَّ الإِصَابَةَ تَوَقَّفَتْ وَلَمْ تَمْتَدَّ، وَقَدْ نَبَتَ فِيهَا شَعْرٌ أَسْوَدُ، فَتِلْكَ عَلامَةُ شِفَائِهِ. وَيَحْكُمُ بِطَهَارَتِهِ. +\s5 +\p +\v 38 وَإِنْ ظَهَرَتْ فِي جِلْدِ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ بُقَعٌ لامِعَةٌ بَيْضَاءُ، +\v 39 وَفَحَصَهَا الْكَاهِنُ، وَإذَا بِها كَامِدَةُ اللَّوْنِ بَيْضَاءُ، يَكُونُ ذَلِكَ بَهَقٌ قَدِ انْتَشَرَ فِي الْجِلْدِ، وَالْمُصَابُ يَكُونُ طَاهِراً. +\s5 +\p +\v 40 وَإذَا سَقَطَ شَعْرُ إِنْسَانٍ فَهُوَ أَقْرَعُ، وَيَكُونُ طَاهِراً. +\v 41 وَإِنْ سَقَطَ الشَّعْرُ مِنْ مُقَدَّمَةِ رَأْسِهِ فَهُوَ أَصْلَعُ، وَيَكُونُ طَاهِراً. +\s5 +\v 42 وَلَكِنْ إِنْ ظَهَرَ فِي الْقَرَعَةِ أَوِ الصُّلْعَةِ قُرْحَةٌ بَيْضَاءُ ضَارِبَةٌ إِلَى الْحُمْرَةِ، يَكُونُ هَذَا بَرَصٌ قَدْ أَفْرَخَ فِي قَرْعَتِهِ أَوْ صُلْعَتِهِ، +\v 43 فَيَفْحَصُهُ الْكَاهِنُ. فَإِذَا وَجَدَ أَنَّ الْوَرَمَ فِي قَرْعَتِهِ أَوْ صُلْعَتِهِ أَبْيَضُ ضَارِبٌ إِلَى الْحُمْرَةِ، مُمَاثِلٌ لِلْبَرَصِ فِي جِلْدِ الْبَدَنِ، +\v 44 يَكُونُ آنَئِذٍ أَبْرَصَ نَجِساً مُصَاباً بِرَأْسِهِ، وَيَحْكُمُ الْكَاهِنُ بِنَجَاسَتِهِ. +\s5 +\v 45 وَعَلَى الْمُصَابِ بِدَاءِ الْبَرَصِ أَنْ يَشُقَّ ثِيَابَهُ وَيَكْشِفَ رَأْسَهُ وَيُغَطِّيَ شَارِبَيْهِ، وَيُنَادِيَ: ’نَجِسٌ! نَجِسٌ!‘. +\v 46 وَيَظَلُّ طُولَ فَتْرَةِ مَرَضِهِ نَجِساً يُقِيمُ وَحْدَهُ خَارِجَ الْمُخَيَّمِ مَعْزُولاً. +\s1 شرائع البرص +\s5 +\p +\v 47 وَإذَا بَدَا دَاءُ الْبَرَصِ الْمُعْدِي، فِي ثَوْبِ صُوفٍ أَوْ كَتَّانٍ +\v 48 أَوْ فِي قِطْعَةِ قُمَاشٍ مَنْسُوجَةٍ أَوْ مَحِيكَةٍ مِنْ صُوفٍ أَوْ كَتَّانٍ، أَوْ فِي جِلْدٍ، أَوْ فِي كُلِّ مَصْنُوعٍ مِنْ جِلْدٍ، +\v 49 وَكَانَتْ إِصَابَةُ الثَّوْبِ أَوِ الْجِلْدِ أَوْ قِطْعَةِ الْقُمَاشِ الْمَنْسُوجَةِ أَوِ الْمَحِيكَةِ، أَوْ فِي شَيْءٍ مَصْنُوعٍ مِنْ جِلْدٍ، ضَارِبَةً إِلَى الْحُمْرَةِ أَوِ الْخُضْرَةِ، فَإِنَّهَا إِصَابَةُ بَرَصٍ تُعْرَضُ عَلَى الْكَاهِنِ. +\s5 +\v 50 فَيَفْحَصُ الإِصَابَةَ وَيَحْجُزُ الشَّيْءَ الْمُصَابَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، +\v 51 ثُمَّ يَفْحَصُهَا فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. فَإِنْ وَجَدَهَا قَدِ امْتَدَّتْ فِي الثَّوْبِ أَوْ قِطْعَةِ الْقُمَاشِ، أَوْ فِي الْجِلْدِ أَوْ فِي كُلِّ مَا يُصْنَعُ مِنْ جِلْدٍ، وَيُسْتَخْدَمُ فِي عَمَلٍ مَا، فَإِنَّ الإِصَابَةَ تَكُونُ بَرَصاً مُعْدِياً وَتَكُونُ نَجِسَةً. +\v 52 فَيُحْرِقُ الْكَاهِنُ بِالنَّارِ الثَّوْبَ أَوْ قِطْعَةَ قُمَاشِ الصُّوفِ أَوِ الْكَتَّانِ أَوْ مَتَاعَ الْجِلْدِ الْمُصَابِ، لأَنَّهُ دَاءٌ مُعْدٍ. +\s5 +\v 53 لَكِنْ إِنْ وَجَدَ الْكَاهِنُ أَنَّ الإِصَابَةَ لَمْ تَمْتَدَّ فِي الثَّوْبِ أَوْ فِي قِطْعَةِ الْقُمَاشِ الْمَنْسُوجَةِ أَوِ الْمَحِيكَةِ أَوْ فِي مَتَاعِ الْجِلْدِ، +\v 54 يَأْمُرُ بِغَسْلِ الشَّيْءِ وَيَحْجُزُهُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخْرَى. +\v 55 فَإِنْ رَأَى الْكَاهِنُ أَنَّ لَوْنَ الْبُقْعَةِ فِي الشَّيْءِ الْمُصَابِ لَمْ يَتَغَيَّرْ، وَلا اتَّسَعَتِ الْبُقْعَةُ فِيهِ، يَأْمُرُ بِحَرْقِهِ فَهُوَ نَجِسٌ لأَنَّهُ انْتَشَرَ فِي ظَاهِرِ الْمَتَاعِ وَفِي بَاطِنِهِ. +\s5 +\v 56 وَلَكِنْ إِنْ وَجَدَ الْكَاهِنُ، بَعْدَ فَحْصِ الشَّيْءِ الْمُصَابِ، أَنَّ الْبُقْعَةَ قَدْ كَمِدَ لَوْنُهَا بَعْدَ غَسْلِهَا، فَلْيَنْتَزِعْهَا مِنَ الثَّوْبِ أَوِ الْجِلْدِ أَوْ قِطْعَةِ الْقُمَاشِ الْمَنْسُوجَةِ أَوِ الْمَحِيكَةِ. +\v 57 ثُمَّ إِنْ عَادَتِ الْبُقْعَةُ فَظَهَرَتْ ثَانِيَةً فِي الثَّوْبِ أَوْ فِي الْقُمَاشِ الْمَنْسُوجِ أَوِ الْمَحِيكِ أَوْ مَتَاعِ الْجِلْدِ، تَكُونُ الْإِصَابَةُ مُعْدِيَةً. وَيَجِبُ إِحْرَاقُ الشَّيْءِ المُصَابِ بِالنَّارِ. +\v 58 وَأَمَّا الثَّوْبُ أَوْ بِطَانَتُهُ الْمَنْسُوجَةُ أَوِ الْمَحِيكَةُ، أَوْ مَتَاعُ الْجِلْدِ الَّذِي يَتِمُّ غَسْلُهُ وَتَزُولُ مِنْهُ الْبُقْعَةُ، فَيُغْسَلُ ثَانِيَةً وَيَطْهُرُ.» +\s5 +\p +\v 59 هَذِهِ هِيَ نُصُوصُ التَّعْلِيمَاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِإِصَابَةِ الْبَرَصِ فِي الصُّوفِ أَوِ الْكَتَّانِ فِي الْبِطَانَةِ الْمَنْسُوجَةِ أَوِ الْمَحِيكَةِ، أَوْ فِي كُلِّ مَتَاعٍ جِلْدِيٍّ، وَبِمُقْتَضَاهَا تَحْكُمُونَ عَلَى طَهَارَتِهَا أَوْ نَجَاسَتِهَا. + +\s5 +\c 14 +\s1 التطهر من الأمراض الجلدية المعدية +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «هَذِهِ هِيَ نُصُوصُ التَّعْلِيمَاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالأَبْرَصِ الْمُطَهَّرِ مِنْ بَرَصِهِ. يُحْضِرُونَهُ إِلَى الْكَاهِنِ فِي يَوْمِ شِفَائِهِ، +\s5 +\v 3 فَيَخْرُجُ الْكَاهِنُ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ لِيَفْحَصَهُ فَإِنْ وَجَدَ أَنَّهُ قَدْ بَرِئَ مِنْ دَاءِ الْبَرَصِ، +\v 4 يَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُؤْتَى لِلأَبْرَصِ الْمُبَرَّءِ بِعُصْفُورَيْنِ حَيَّيْنِ طَاهِرَيْنِ، وَخَشَبِ أَرْزٍ، وَخَيْطٍ أَحْمَرَ وَبَاقَةِ زُوفَا. +\v 5 فَيَأْمُرُ الْكَاهِنُ بَذَبْحِ عُصْفُورٍ وَاحِدٍ فِي إِنَاءٍ خَزَفِيٍّ فَوْقَ مَاءٍ جَارٍ. +\s5 +\v 6 أَمَّا الْعُصْفُورُ الْحَيُّ فَيَأْخُذُهُ مَعَ خَشَبِ الأَرْزِ وَالْخَيْطِ الأَحْمَرِ وَالزُّوفَا، وَيَغْمِسُهَا جَمِيعاً فِي دَمِ الْعُصْفُورِ الْمَذْبُوحِ فَوْقَ الْمَاءِ الْجَارِي، +\v 7 ثُمَّ يَرُشُّ عَلَى الْمُتَطَهِّرِ مِنَ الْبَرَصِ سَبْعَ مَرَّاتٍ فَيُطَهِّرُهُ، ثُمَّ يُطْلِقُ الْعُصْفُورَ الْحَيَّ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ. +\s5 +\v 8 وَيَغْسِلُ الْمُتَطَهِّرُ ثِيَابَهُ، وَيَحْلِقُ كُلَّ رَأْسِهِ، وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ فَيَطْهُرُ، ثُمَّ يَدْخُلُ الْمُخَيَّمَ. إِلّا أَنَّهُ يُقِيمُ خَارِجَ خَيْمَتِهِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. +\v 9 وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ يَحْلِقُ مَا نَمَا مِنْ شَعْرِ رَأْسِهِ، وَكَذَلِكَ لِحْيَتَهُ وَحَوَاجِبَهُ، وَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ فَيُصْبِحُ طَاهِراً. +\s5 +\v 10 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُحْضِرُ إِلَى الْكَاهِنِ كَبْشَيْنِ صَحِيحَيْنِ، وَنَعْجَةً حَوْلِيَّةً سَلِيمَةً وَثَلاثَةَ أَعْشَارٍ (نَحْوَ سَبْعَةِ لِتْرَاتٍ) مِنَ الدَّقِيقِ الْمَعْجُونِ بِزَيْتٍ وَلُجَّ (نَحْوَ ثُلْثَ لِتْرٍ) زَيْتٍ. +\v 11 فَيُوْقِفُ الْكَاهِنُ الْقَائِمُ بِالتَّطْهِيرِ الأَبْرَصَ الْمُتَطَهِّرَ وَتَقْدِمَتَهُ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، +\s5 +\v 12 ثُمَّ يَأْخُذُ أَحَدَ الْكَبْشَيْنِ وَالزَّيْتَ وَيُرَجِّحُهُمَا فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، وَيُقَرِّبُهُمَا ذَبِيحَةَ إِثْمٍ. +\v 13 ثُمَّ يَذْبَحُ الْكَبْشَ فِي الْجَانِبِ الشِّمَالِيِّ مِنَ الْمَذْبَحِ حَيْثُ يَذْبَحُ قُرْبَانَ الْخَطِيئَةِ وَالْمُحْرَقَةَ فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ، لأَنَّ ذَبِيحَةَ الإِثْمِ هِيَ كَذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ، تَكُونُ مِنْ نَصِيبِ الْكَاهِنِ. إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ. +\s5 +\v 14 وَيَضَعُ الْكَاهِنُ مِنْ دَمِ ذَبِيحَةِ الإِثْمِ عَلَى شَحْمَةِ أُذْنِ الْمُتَطَهِّرِ الْيُمْنَى، وَعَلَى إِبْهَامِ يَدِهِ الْيُمْنَى، وَإِبْهَامِ قَدَمِهِ الْيُمْنَى، +\v 15 ثُمَّ يَأْخُذُ الْكَاهِنُ الزَّيْتَ وَيَصُبُّ فِي كَفِّهِ الْيُسْرَى، +\v 16 وَيَغْمِسُ إِصْبَعَهُ الْيُمْنَى فِي الزَّيْتِ الْمَصْبُوبِ فِي يَدِهِ الْيُسْرَى، وَيَرُشُّ مِنْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَمَامَ الرَّبِّ. +\s5 +\v 17 وَيَضَعُ الْكَاهِنُ مِنَ الزَّيْتِ الْبَاقِي فِي كَفِّهِ عَلَى شَحْمَةِ أُذْنِ الْمُتَطَهِّرِ الْيُمْنَى وَعَلَى إِبْهَامِ يَدِهِ الْيُمْنَى وَإِبْهَامِ رِجْلِهِ الْيُمْنَى فَوْقَ دَمِ ذَبِيحَةِ الإِثْمِ، +\v 18 وَيَسْكُبُ الْكَاهِنُ مَا تَبَقَّى مِنْ زَيْتٍ فِي كَفِّهِ عَلَى رَأْسِ الْمُتَطَهِّرِ، وَيُكَفِّرُ عَنْهُ أَمَامَ الرَّبِّ. +\s5 +\v 19 ثُمَّ يُقَدِّمُ الْكَاهِنُ ذَبِيحَةَ الْخَطِيئَةِ تَكْفِيراً عَنِ الْمُتَطَهِّرِ مِنْ بَرَصِهِ ثُمَّ يَذْبَحُ الْمُحْرَقَةَ +\v 20 وَيُصْعِدُ الْكَاهِنُ الْمُحْرَقَةَ وَالتَّقْدِمَةَ عَلَى الْمَذْبَحِ تَكْفِيراً عَنْهُ، فَيُصْبِحُ طَاهِراً. +\s5 +\p +\v 21 أَمَّا إِذَا كَانَ الْمُتَطَهِّرُ فَقِيراً وَعَاجِزاً عَنْ ذَلِكَ، يُحْضِرُ كَبْشاً وَاحِداً ذَبِيحَةَ إِثْمٍ تَكْفِيراً عَنْهُ، وَعُشْراً (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ كَتَقْدِمَةٍ، وَلُجَّ (نَحْوَ ثُلْثِ لِتْرٍ) زَيْتٍ، +\v 22 وَيَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ، حَسَبَ قُدْرَتِهِ، فَيَكُونُ الْوَاحِدُ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ وَالآخَرُ مُحْرَقَةً. +\v 23 يُحْضِرُ هَذِهِ كُلَّهَا فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ إِلَى الْكَاهِنِ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِفَرِيضَةِ تَطْهِيرِهِ، +\s5 +\v 24 فَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ كَبْشَ الإِثْمِ وَالزَّيْتَ وَيُرَجِّحُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ، +\v 25 ثُمَّ يَذْبَحُ كَبْشَ الإِثْمِ وَيَأْخُذُ مِنْ دَمِهِ وَيَضَعُ مِنْهُ عَلَى شَحْمَةِ أُذْنِ الْمُتَطَهِّرِ الْيُمْنَى، وَعَلَى إِبْهَامَيْ يَدِهِ الْيُمْنَى وَرِجْلِهِ الْيُمْنَى. +\s5 +\v 26 وَيَصُبُّ الْكَاهِنُ فِي كَفِّهِ الْيُسْرَى زَيْتاً، +\v 27 وَيَرُشُّ مِنْهُ بِإِصْبَعِهِ الْيُمْنَى سَبْعَ مَرَّاتٍ أَمَامَ الرَّبِّ. +\s5 +\v 28 وَكَذَلِكَ يَضَعُ الْكَاهِنُ مِنَ الزَّيْتِ الَّذِي فِي كَفِّهِ عَلَى شَحْمَةِ أُذْنِ الْمُتَطَهِّرِ الْيُمْنَى وَعَلَى إِبْهَامَيْ يَدِهِ الْيُمْنَى وَرِجْلِهِ الْيُمْنَى فَوْقَ مَوْضِعِ دَمِ ذَبِيحَةِ الإِثْمِ. +\v 29 وَيَسْكُبُ مَا تَبَقَّى مِنْ زَيْتٍ فِي كَفِّهِ عَلَى رَأْسِ الْمُتَطَهِّرِ، تَكْفِيراً عَنْهُ أَمَامَ الرَّبِّ. +\s5 +\v 30 ثُمَّ يُقَدِّمُ الْكَاهِنُ الْيَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيِ الْحَمَامِ، بِحَسَبِ قُدْرَةِ الْمُتَطَهِّرِ، +\v 31 فَيُقَرِّبُ إِحْدَاهُمَا ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ وَالأُخْرَى مُحْرَقَةً مَعَ التَّقْدِمَةِ، تَكْفِيراً عَنِ الْمُتَطَهِّرِ أَمَامَ الرَّبِّ. +\v 32 هَذِهِ هِيَ نُصُوصُ التَّعْلِيمَاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالأَبْرَصِ الْمُتَطَهِّرِ الْفَقِيرِ». +\s1 التطهر من البرص +\s5 +\p +\v 33 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 34 «عِنْدَمَا تَدْخُلُونَ أَرْضَ كَنْعَانَ الَّتِي وَهَبْتُهَا لَكُمْ مُلْكاً، وَجَعَلْتُ الْبَرَصَ الْمُعْدِي يَتَفَشَّى فِي أَحَدِ الْبُيُوتِ فِي الأَرْضِ الَّتِي امْتَلَكْتُمْ، +\v 35 يَأْتِي صَاحِبُ الْبَيْتِ وَيُخْبِرُ الْكَاهِنَ أَنَّ دَاءَ الْبَرَصِ قَدْ يَكُونُ مُتَفَشِّياً بِالْبَيْتِ، +\s5 +\v 36 فَيَأْمُرُ الْكَاهِنُ بِإِخْلاءِ الْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ إِلَيْهِ لِئَلّا يَتَنَجَّسَ كُلُّ مَا فِي الْبَيْتِ، ثُمَّ يَدْخُلُ الْكَاهِنُ الْبَيْتَ لِيَفْحَصَهُ. +\v 37 فَإِذَا عَايَنَ الإِصَابَةَ وَوَجَدَ أَنَّ فِي حِيطَانِ الْبَيْتِ نُقَراً لَوْنُهَا ضَارِبٌ إِلَى الْخُضْرَةِ أَوْ إِلَى الْحُمْرَةِ، وَبَدَا مَنْظَرُهَا غَائِراً فِي الْحِيطَانِ، +\v 38 يُغَادِرُ الْكَاهِنُ الْبَيْتَ وَيُغْلِقُ بَابَهُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. +\s5 +\v 39 فَإِذَا رَجَعَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ وَفَحَصَهُ، وَوَجَدَ أَنَّ الإِصَابَةَ قَدِ امْتَدَّتْ فِي حِيطَانِ الْبَيْتِ، +\v 40 يَأْمُرُ الْكَاهِنُ بِقَلْعِ الْحِجَارَةِ الْمُصَابَةِ وَطَرْحِهَا خَارِجَ الْمَدِينَةِ فِي مَكَانٍ نَجِسٍ، +\s5 +\v 41 وَتُكْشَطُ حِيطَانُ الْبَيْتِ الدَّاخِلِيَّةُ، وَيَطْرَحُونَ التُّرَابَ الْمَكْشُوطَ خَارِجَ الْمَدِينَةِ فِي مَكَانٍ نَجِسٍ +\v 42 ثُمَّ يَأْتُونَ بِحِجَارَةٍ أُخْرَى يَضَعُونَهَا مَكَانَ الْحِجَارَةِ الْمُقْتَلَعَةِ وَيُعِيدُونَ تَطْيِينَ الْبَيْتِ مِنْ جَدِيدٍ. +\s5 +\v 43 فَإِنْ رَجَعَتِ الإِصَابَةُ وَانْتَشَرَتْ فِي الْبَيْتِ بَعْدَ قَلْعِ الْحِجَارَةِ وَكَشْطِ الْحِيطَانِ وَتَطْيِينِهَا، +\v 44 وَوَجَدَ الْكَاهِنُ ذَلِكَ، تَكُونُ هَذِهِ إِصَابَةَ دَاءِ بَرَصٍ مُعْدٍ فِي الْبَيْتِ، إِنَّهُ نَجِسٌ. +\s5 +\v 45 فَيَتِمُّ هَدْمُ الْبَيْتِ بِمَا فِيهِ مِنْ حِجَارَةٍ وَأَخْشَابٍ وَتُرَابٍ، وَتُنْقَلُ كُلُّهَا إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَانٍ نَجِسٍ. +\v 46 وَمَنْ دَخَلَ الْبَيْتَ فِي أَثْنَاءِ غَلْقِهِ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. +\v 47 وَعَلَى كُلِّ مَنْ نَامَ فِيهِ أَوْ أَكَلَ، أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ. +\s5 +\v 48 لَكِنْ إِنْ وَجَدَ الْكَاهِنُ أَنَّ الإِصَابَةَ لَمْ تَنْتَشِرْ فِي الْبَيْتِ بَعْدَ تَطْيِينِهِ، يُطَهِّرُهُ الْكَاهِنُ، لأَنَّ دَاءَ الْبَرَصِ قَدْ زَالَ منْهُ. +\s5 +\v 49 فَيُحْضِرُ لِتَطْهِيرِ الْبَيْتِ عُصْفُورَيْنِ وَخَشَبَ أَرْزٍ وَخَيْطاً أَحْمَرَ وَزُوفاً، +\v 50 فَيَذْبَحُ أَحَدَ الْعُصْفُورَيْنِ فِي إِنَاءٍ خَزَفِيٍّ فَوْقَ مَاءٍ جَارٍ، +\v 51 وَيَغْمِسُ خَشَبَ الأَرْزِ وَالزُّوفَا وَالْخَيْطَ الأَحْمَرَ وَالْعُصْفُورَ الْحَيَّ بِدَمِ الْعُصْفُورِ الْمَذْبُوحِ وَبِالْمَاءِ الْجَارِي، وَيَرُشُّ الْبَيْتَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، +\s5 +\v 52 وَيُطَهِّرُ الْبَيْتَ بِدَمِ الْعُصْفُورِ وَبِالْمَاءِ الْجَارِي وَبِالْعُصْفُورِ الْحَيِّ وَبِخَشَبِ الأَرْزِ وَالزُّوفَا وَالْخَيْطِ الأَحْمَرِ. +\v 53 ثُمَّ يُطْلِقُ الْعُصْفُورَ الْحَيَّ إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ، تَكْفِيراً عَنِ الْبَيْتِ، فَيُصْبِحُ طَاهِراً. +\s5 +\p +\v 54 هَذِهِ هِيَ نُصُوصُ التَّعْلِيمَاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِكُلِّ أَنْوَاعِ إِصَابَاتِ الْبَرَصِ وَالْقَرَعِ، +\v 55 الَّتِي مِنْهَا بَرَصُ الثَّوْبِ وَالْبَيْتِ، +\v 56 وَالْوَرَمُ الْجِلْدِيُّ وَالْقُوبَاءُ وَالْبُقْعَةُ اللّامِعَةُ. +\v 57 وَهَذِهِ التَّعْلِيمَاتُ هِيَ لِلتَّمْيِيزِ بَيْنَ مَا هُوَ نَجِسٌ وَمَا هُوَ طَاهِرٌ فِي حَالَةِ الإِصَابَةِ بِمَا يَبْدُو أَنَّهُ دَاءُ الْبَرَصِ». + +\s5 +\c 15 +\s1 إفرازات تسبب النجاسة +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: +\v 2 «أَوْصِيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: كُلُّ رَجُلٍ جَسَدُهُ مُصَابٌ بِالسَّيَلانِ فَهُوَ نَجِسٌ، +\v 3 وَنَجَاسَتُهُ فِي سَيَلانِهِ، سَوَاءٌ أَفْرَزَ الْبَدَنُ السَّيَلانَ أَمِ احْتَبَسَهُ، فَذَلِكَ يَكُونُ نَجَاسَتَهُ، +\s5 +\v 4 كُلُّ مَا يَنَامُ عَلَيْهِ الْمُصَابُ بِالسَّيَلانِ مِنْ فِرَاشٍ أَوْ يَجْلِسُ عَلَيْهِ مِنْ مَتَاعٍ يَكُونُ نَجِساً، +\v 5 وَعَلَى مَنْ لَمَسَ فِرَاشَهُ أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمَّ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. +\s5 +\v 6 وَمَنْ يَجْلِسُ عَلَى مَتَاعٍ جَلَسَ عَلَيْهِ الْمُصَابُ بِالسَّيَلانِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. +\v 7 وَمَنْ يَمَسُّ جَسَدَ الْمُصَابِ بِالسَّيَلانِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. +\s5 +\v 8 وَإِنْ بَصَقَ الْمُصَابُ بِالسَّيَلانِ عَلَى شَخْصٍ طَاهِرٍ، فَعَلَى الطَّاهِرِ أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمَّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ +\v 9 كُلُّ مَا يَمْتَطِيهِ الْمُصَابُ بِالسَّيَلانِ يُصْبِحُ نَجِساً. +\s5 +\v 10 وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُ شَيْئاً كَانَ تَحْتَ الْمُصَابِ، أَوْ حَمَلَهُ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. +\v 11 وَعَلَى كُلِّ شَخْصٍ يَمَسُّهُ الْمُصَابُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ قَدْ غَسَلَ يَدَيْهِ بِمَاءٍ، أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ بِمَاءٍ وَيَسْتَحِمَّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. +\v 12 وَأَيُّ إِنَاءٍ خَزَفِيٍّ يَلْمِسُهُ الْمُصَابُ يُكْسَرُ. أَمَّا إِنَاءُ الْخَشَبِ فَيُغْسَلُ بِمَاءٍ. +\s5 +\v 13 وَإذَا بَرِئَ الْمُصَابُ بِالسَّيَلانِ مِنْ دَائِهِ فَلْيَمْكُثْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ لِطُهْرِهِ، وَيَغْسِلْ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمَّ بِمَاءٍ جَارٍ، فَيَطْهُرَ، +\v 14 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يَأْخُذُ لِنَفْسِهِ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ وَيَأْتِي أَمَامَ الرَّبِّ إِلَى مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَيُعْطِيهِمَا لِلْكَاهِنِ، +\v 15 فَيُقَدِّمُ الْكَاهِنُ أَحَدَهُمَا ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ وَالآخَرَ مُحْرَقَةً. وَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنِ الْمُصَابِ بِالسَّيَلانِ أَمَامَ الرَّبِّ. +\s5 +\p +\v 16 وَإذَا أَفْرَزَ رَجُلٌ سَائِلَهُ الْمَنَوِيَّ، يَغْسِلُ كُلَّ جَسَدِهِ بِمَاءٍ وَيُصْبِحُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. +\v 17 وَكُلُّ مَا يَقَعُ عَلَيْهِ السَّائِلُ الْمَنَوِيُّ مِنْ ثِيَابٍ أَوْ جِلْدٍ يُغْسَلُ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. +\v 18 وَإذَا عَاشَرَ رَجُلٌ زَوْجَتَهُ يَسْتَحِمَّانِ كِلاهُمَا بِمَاءٍ وَيَكُونَانِ نَجِسَيْنِ إِلَى الْمَسَاءِ. +\s5 +\p +\v 19 وَإذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. +\v 20 كُلُّ مَا تَنَامُ عَلَيْهِ فِي أَثْنَاءِ حَيْضِهَا أَوْ تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً، +\s5 +\v 21 وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. +\v 22 وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ، يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. +\v 23 وَكُلُّ مَنْ يَلَمِسُ شَيْئاً كَانَ مَوْجُوداً عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. +\s5 +\v 24 وَإِنْ عَاشَرَهَا رَجُلٌ وَأَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ طَمْثِهَا، يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَنَامُ عَلَيْهِ يُصْبِحُ نَجِساً. +\s5 +\p +\v 25 إِذَا نَزَفَ دَمُ امْرَأَةٍ فَتْرَةً طَوِيلَةً فِي غَيْرِ أَوَانِ طَمْثِهَا، أَوِ اسْتَمَرَّ الْحَيْضُ بَعْدَ مَوْعِدِهِ، تَكُونُ كُلَّ أَيَّامِ نَزْفِهَا نَجِسَةً كَمَا فِي أَثْنَاءِ طَمْثِهَا. +\v 26 كُلُّ مَا تَنَامُ عَلَيْهِ فِي أَثْنَاءِ نَزْفِهَا يَكُونُ نَجِساً كَفِرَاشِ طَمْثِهَا، وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ مِنْ مَتَاعٍ يَكُونُ نَجِساً كَنَجَاسَةِ طَمْثِهَا. +\v 27 وَأَيُّ شَخْصٍ يَلْمِسُهُنَّ يَكُونُ نَجِساً، فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ +\s5 +\v 28 وَإذَا بَرِئَتْ مِنْ نَزْفِهَا فَلْتَمْكُثْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَطْهُرُ، +\v 29 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَجِيءُ بِيَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، +\v 30 فَيُقَدِّمُ الْكَاهِنُ أَحَدَهُمَا ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، وَالآخَرَ مُحْرَقَةً. وَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْهَا فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ مِنْ نَزْفِ نَجَاسَتِهَا. +\s5 +\v 31 وَبِهَذَا تَحْفَظَانِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِمَّا يُنَجِّسُهُمْ، لِئَلّا يَمُوتُوا فِي نَجَاسَتِهِمْ إِنْ دَنَّسُوا مَسْكَنِي الَّذِي فِي وَسَطِهِمْ. +\s5 +\p +\v 32 هَذِهِ هِيَ نُصُوصُ التَّعْلِيمَاتِ بَشَأْنِ الْمُصَابِ بِالسَّيَلانِ، أَوْ مَنْ يُفْرِزُ سَائِلَهُ الْمَنَوِيَّ فَيَتَنَجَّسُ بِهِ، +\v 33 وَالْمَرْأَةِ الْحَائِضِ، وَالرَّجُلِ أَوِ الْمَرْأَةِ الْمُصَابِ بِالسَّيَلانِ، وَالرَّجُلِ الَّذِي عَاشَرَ امْرَأَةً حَائِضاً». + +\s5 +\c 16 +\s1 يوم الكفارة +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى بَعْدَ وَفَاةِ ابْنَيْ هَرُونَ، عِنْدَمَا اقْتَرَبَا أَمَامَ الرَّبِّ فَمَاتَا: +\v 2 «كَلِّمْ أَخَاكَ هَرُونَ وَحَذِّرْهُ مِنَ الدُّخُولِ فِي كُلِّ وَقْتٍ إِلَى قُدْسِ الأَقْدَاسِ، وَرَاءَ الْحِجَابِ أَمَامَ غِطَاءِ التَّابُوتِ، لِئَلّا يَمُوتَ، لأَنَّنِي أَتَجَلَّى فِي السَّحَابِ عَلَى الْغِطَاءِ. +\s5 +\v 3 بِهَذَا يَدْخُلُ هَرُونُ إِلَى الْقُدْسِ: يَأْتِي بِثَوْرٍ لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ وَكَبْشٍ لِمُحْرَقَةٍ، +\v 4 وَعَلَيْهِ أَنْ يَلْبَسَ قَمِيصَ كَتَّانٍ مُقَدَّساً، وَيَرْتَدِيَ فَوْقَ جَسَدِهِ سَرَاوِيلَ كَتَّانٍ، وَيَتَنَطَّقَ بِحِزَامِ كَتَّانٍ، وَيَتَعَمَّمَ بِعِمَامَةِ كَتَّانٍ، بَعْدَ أَنْ يَغْتَسِلَ بِمَاءٍ. إِنَّهَا ثِيَابٌ مُقَدَّسَةٌ. +\v 5 يَأْخُذُ مِنْ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ، وَكَبْشاً وَاحِداً لِيَكُونَ مُحْرَقَةً، +\s5 +\v 6 فَيُقَرِّبُ هَرُونُ ثَوْرَ الْخَطِيئَةِ تَكْفِيراً عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ أُسْرَتِهِ، +\v 7 ثُمَّ يَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُقَدِّمُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، +\s5 +\v 8 وَيُلْقِي عَلَيْهِمَا قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ (كَبْشِ الْفِدَاءِ). +\v 9 وَيُقَرِّبُ هَرُونُ التَّيْسَ الَّذِي وَقَعَتْ عَلَيْهِ قُرْعَةُ الرَّبِّ وَيُصْعِدُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، +\v 10 وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي وَقَعَتْ عَلَيْهِ قُرْعَةُ عَزَازِيلَ، فَيُوْقِفُهُ حَيًّا أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ، ثُمَّ يُطْلِقُهُ إِلَى الصَّحْرَاءِ، فَهُوَ كَبْشُ فِدَاءٍ. +\s5 +\p +\v 11 وَبَعْدَ أَنْ يُقَدِّمَ هَرُونُ ثَوْرَ الْخَطِيئَةِ تَكْفِيراً عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ أُسْرَتِهِ وَيَذْبَحَهُ، +\s5 +\v 12 يَمْلأُ الْمِجْمَرَةَ بِجَمْرِ نَارٍ مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ، وَيَأْخُذُ مِلْءَ قَبْضَتِهِ مِنَ الْبَخُورِ الْعَطِرِ الدَّقِيقِ وَيَدْخُلُ بِهِمَا إِلَى مَا وَرَاءِ الْحِجَابِ. +\v 13 وَيَضَعُ الْبَخُورَ عَلَى النَّارِ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، فَتُغَشِّي سَحَابَةُ الْبَخُورِ غِطَاءَ التَّابُوتِ، فَلا يَمُوتُ. +\s5 +\v 14 ثُمَّ يَأْخُذُ بَعْضَ دَمِ الثَّوْرِ وَيَرُشُّ بِإِصْبَعِهِ عَلَى وَجْهِ الْجُزْءِ الشَّرْقِيِّ مِنْ غِطَاءِ التَّابُوتِ، كَمَا يَرُشُّ مِنَ الدَّمِ بِإِصْبَعِهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَمَامَ الْغِطَاءِ. +\s5 +\p +\v 15 وَيَذْبَحُ تَيْسَ الْخَطِيئَةِ الْمُقَدَّمَ مِنَ الشَّعْبِ، وَيَدْخُلُ بِدَمِهِ إِلَى مَا وَرَاءَ الْحِجَابِ، وَيَرُشُّ مِنْ دَمِهِ كَمَا رَشَّ مِنْ دَمِ الثَّوْرِ عَلَى الْغِطَاءِ وَأَمَامَهُ، +\v 16 فَيُكَفِّرُ عَنِ الْقُدْسِ مِنْ نَجَاسَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَسَيِّئَاتِهِمْ وَسَائِرِ خَطَايَاهُمْ. وَمِثْلَ ذَلِكَ يَفْعَلُ لِخَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ الْقَائِمَةِ فِي وَسَطِهِمْ، مُحَاطَةٍ بِنَجَاسَاتِهِمْ. +\s5 +\v 17 وَلا يَكُنْ أَحَدٌ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ عِنْدَ دُخُولِ هَرُونَ إِلَى قُدْسِ الأَقْدَاسِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ أُسْرَتِهِ وَعَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، وَإِلَى وَقْتِ خُرُوجِهِ. +\v 18 ثُمَّ يَأْتِي إِلَى الْمَذْبَحِ الْقَائِمِ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهُ، فَيَأْخُذُ مِنْ دَمِ الثَّوْرِ وَمِنْ دَمِ التَّيْسِ، وَيَضَعُ مِنْهُمَا عَلَى قُرُونِ جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ. +\v 19 وَيَرُشُّ عَلَيْهِ مِنَ الدَّمِ بِإِصْبَعِهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَيُطَهِّرُهُ وَيُقَدِّسُهُ مِنْ نَجَاسَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\p +\v 20 وَعِنْدَمَا يَنْتَهِي مِنَ التَّكْفِيرِ عَنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ، وَعَنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَعَنِ الْمَذْبَحِ، يَأْتِي بِالتَّيْسِ الْحَيِّ، +\v 21 وَيَضَعُ هَرُونُ يَدَيْهِ عَلَى رَأْسِهِ، وَيَعْتَرِفُ بِجَمِيعِ خَطَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَسَيِّئَاتِهِمْ وَذُنُوبِهِمْ، وَيُحَمِّلُهَا عَلَى رَأْسِ التَّيْسِ، ثُمَّ يُطْلِقُهُ إِلَى الصَّحْرَاءِ مَعَ شَخْصٍ تَمَّ اخْتِيَارُهُ لِذَلِكَ. +\v 22 فَيَحْمِلُ التَّيْسُ ذُنُوبَ الشَّعْبِ كُلَّهَا إِلَى أَرْضٍ مُقْفِرَةٍ، وَهُنَاكَ يُطْلِقُهُ فِي الصَّحْرَاءِ. +\s5 +\v 23 ثُمَّ يَدْخُلُ هَرُونُ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، حَيْثُ يَخْلَعُ الْمَلابِسَ الْكَتَّانِيَّةَ الَّتِي ارْتَدَاهَا عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى قُدْسِ الأَقْدَاسِ وَيَضَعُهَا هُنَاكَ، +\v 24 وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ، ثُمَّ يَرْتَدِي ثِيَابَهُ وَيَخْرُجُ لِيُصْعِدَ مُحْرَقَتَهُ وَمُحْرَقَةَ الشَّعْبِ، وَيُكَفِّرَ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنِ الشَّعْبِ، +\s5 +\v 25 وَيُحْرِقَ شَحْمَ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ عَلَى الْمَذْبَحِ، +\v 26 وَيَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمَّ بِمَاءٍ، وَبَعْدَ ذَلِكَ يَدْخُلُ إِلَى الْمُخَيَّمِ. +\s5 +\v 27 ثُمَّ يُخْرِجُ هَرُونُ ثَوْرَ الْخَطِيئَةِ وَتَيْسَ الْخَطِيئَةِ اللَّذَيْنِ كَفَّرَ بِدَمِهِمَا فِي قُدْسِ الأَقْدَاسِ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ، وَتُحْرِقُونَهُمَا بِالنَّارِ: جِلْدَيْهِمَا وَلَحْمَهُمَا وَرَوْثَهُمَا، +\v 28 وَعَلَى مَنْ يُحْرِقُهُمَا أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمَّ بِمَاءٍ، وَبَعْدَ ذَلِكَ يَدْخُلُ إِلَى الْمُخَيَّمِ. +\s5 +\p +\v 29 وَإِلَيْكُمْ هَذِهِ الشَّرِيعَةَ الدَّائِمَةَ: إِنَّكُمْ فِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ (أَيْ شَهْرِ أَيْلُولَ – سِبْتَمْبَر) تَتَذَلَّلُونَ وَلا تَقُومُونَ بِأَيِّ عَمَلٍ. الْمُوَاطِنُ وَالْغَرِيبُ النَّازِلُ فِي وَسَطِكُمْ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ، +\v 30 لأَنَّهُ فِي هَذَا الْيَوْمِ يَجْرِي التَّكْفِيرُ عَنْكُمْ، فَتَطْهُرُونَ مِنْ جَمِيعِ خَطَايَاكُمْ أَمَامَ الرَّبِّ. +\v 31 إِنَّهُ يَوْمُ رَاحَةٍ مُقَدَّسَةٍ لَكُمْ تَتَذَلَّلُونَ فِيهِ، فَرِيضَةً دَائِمَةً. +\s5 +\v 32 وَيَقُومُ الْكَاهِنُ الْمَمْسُوحُ وَالْمُكَرَّسُ الَّذِي يَخْلِفُ وَالِدَهُ عَلَى رَئَاسَةِ الْكَهَنَةِ بِفَرَائِضِ التَّكْفِيرِ وَهُوَ لابِسٌ ثِيَابَ الْكَتَّانِ الْمُقَدَّسَةَ، +\v 33 فَيُكَفِّرُ عَنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ، وَعَنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَالْمَذْبَحِ، وَيُكَفِّرُ أَيْضاً عَنِ الْكَهَنَةِ وَعَنْ كُلِّ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\v 34 وَتَكُونُ هَذِهِ لَكُمْ فَرِيضَةً دَائِمَةً لِلتَّكْفِيرِ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، مَرَّةً فِي السَّنَةِ». فَنَفَّذَ هَرُونُ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى. + +\s5 +\c 17 +\s1 تحريم أكل الدم +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «قُلْ لِهَرُونَ وَأَبْنَائِهِ وَسَائِرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: إِلَيْكُمْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ: +\v 3 أَيُّ إِسْرَائِيلِيٍّ يَذْبَحُ قُرْبَاناً بَقَراً أَوْ غَنَماً أَوْ مِعْزَى فِي الْمُخَيَّمِ أَوْ خَارِجَ الْمُخَيَّمِ، +\v 4 وَلَيْسَ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ حَيْثُ يَتَوَجَّبُ عَلَيْهِ تَقْدِيمُهُ أَمَامَ مَسْكَنِ الرَّبِّ، يُعْتَبَرُ قَاتِلاً قَدْ سَفَكَ دَماً، وَيَجِبُ أَنْ يُسْتَأْصَلَ ذَلِكَ الإِنْسَانُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِ، +\s5 +\v 5 وَذَلِكَ لِكَيْ يَأْتِيَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِذَبَائِحِهِمِ الَّتِي يَذْبَحُونَهَا فِي خَلاءِ الصَّحْرَاءِ وَيُقَدِّمُوهَا لِلرَّبِّ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، عَلَى يَدِ الْكَاهِنِ، وَيُقَرِّبُوهَا ذَبَائِحَ سَلامٍ لِلرَّبِّ. +\v 6 فَيَرُشُّ الْكَاهِنُ دَمَ الذَّبِيحَةِ عَلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ، عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الْاجْتِمَاعِ، وَيُحْرِقُ الشَّحْمَ لِيَحْظَى بِرِضَى الرَّبِّ وَسُرُورِهِ. +\s5 +\v 7 وَلا يَذْبَحُوا ذَبَائِحَهُمْ فِي الْخَلاءِ كَمُحْرَقَاتٍ لأَوْثَانِ التُّيُوسِ الَّتِي يَغْوُونَ وَرَاءَهَا فَتَكُونُ لَهُمْ هَذِهِ فَرِيضَةً دَائِمَةً جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ. +\s5 +\p +\v 8 وَتَقُولُ لَهُمْ: أَيُّ إِسْرَائِيلِيٍّ، أَوْ غَرِيبٍ مِنَ الْغُرَبَاءِ الْمُقِيمِينَ فِي وَسَطِكُمْ، يُصْعِدُ مُحْرَقَةً أَوْ ذَبِيحَةً، +\v 9 وَلا يَأْتِي بِها إِلَى مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ، وَلا يُقَدِّمُهَا لِلرَّبِّ يُسْتَأْصَلُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِ. +\s5 +\v 10 وَأَيُّ إِسْرَائِيلِيٍّ أَوْ غَرِيبٍ مِنَ الْمُقِيمِينَ فِي وَسَطِكُمْ، يَأْكُلُ دَماً، أَنْقَلِبُ عَلَيْهِ وَأَسْتَأْصِلُهُ مِنْ بَيْنِكُمْ. +\v 11 لأَنَّ حَيَاةَ الْجَسَدِ هِيَ فِي الدَّمِ. لِهَذَا وَهَبْتُكُمْ إِيَّاهُ لِتُكَفِّرُوا عَنْ نُفُوسِكُمْ، لأَنَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ النَّفْسِ. +\s5 +\v 12 لِذَلِكَ أَوْصَيْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَلّا يَأْكُلُوا دَماً، وَكَذَلِكَ لَا يَأْكُلُهُ الْغَرِيبُ الْمُقِيمُ فِي وَسَطِكُمْ. +\v 13 أَيُّ إِسْرَائِيلِيٍّ، أَوْ غَرِيبٍ مُقِيمٍ فِي وَسَطِكُمْ، يَقْتَنِصُ حَيَوَاناً أَوْ طَيْراً مُحَلَّلاً أَكْلُهُ، يَسْفِكُ دَمَهَ وَيُغَطِّيهِ بِالتُّرَابِ، +\s5 +\v 14 لأَنَّ حَيَاةَ كُلِّ مَخْلُوقٍ هِيَ دَمُهُ، وَلِهَذَا أَوْصَيْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَلّا يَأْكُلُوا دَمَ جَسَدٍ مَا، لأَنَّ حَيَاةَ كُلِّ جَسَدٍ هِيَ دَمُهُ، وَكُلُّ مَنْ يَأْكُلُ مِنْهُ يُسْتَأْصَلُ. +\s5 +\v 15 أَيُّ إِنْسَانٍ، سَوَاءٌ كَانَ مُوَاطِناً أَمْ غَرِيباً، يَأْكُلُ مِنْ جِيفَةٍ أَوْ فَرِيسَةٍ، عَلَيْهِ أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمَّ بِمَاءٍ، وَيَبْقَى نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ، ثُمَّ يُصْبِحُ طَاهِراً. +\v 16 وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَغْسِلْ ثِيَابَهُ وَلَمْ يَسْتَحِمَّ يَتَحَمَّلْ عِقَابَ ذَنْبِهِ». + +\s5 +\c 18 +\s1 علاقات جنسية محظورة +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ +\v 3 لَا تَرْتَكِبُوا أَعْمَالَ أَهْلِ مِصْرَ الَّتِي أَقَمْتُمْ فِيهَا، وَلا تَعْمَلُوا صَنِيعَ أَهْلِ أَرْضِ كَنْعَانَ الَّتِي أَنَا مُدْخِلُكُمْ إِلَيْهَا، وَلا تُمَارِسُوا فَرَائِضَهُمْ، +\s5 +\v 4 إِنَّمَا تُطَبِّقُونَ أَحْكَامِي وَتَحْفَظُونَ فَرَائِضِي لِتَسْلُكُوا فِيهَا. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. +\v 5 احْفَظُوا فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي الَّتِي إِذَا أَطَاعَهَا الإِنْسَانُ يَحْيَا بِها. أَنَا الرَّبُّ. +\s5 +\p +\v 6 لَا يُقَارِبْ إِنْسَانٌ جَسَدَ مَنْ هُوَ مِنْ لَحْمِهِ وَدَمِهِ لِيُعَاشِرَهُ. أَنَا الرَّبُّ. +\v 7 لَا تَتَزَوَّجْ فَتَاةٌ أَبَاهَا، وَلا ابْنٌ أُمَّهُ إِنَّهَا أُمُّكَ فَلا تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا +\v 8 لَا تَتَزَوَّجْ امْرَأَةَ أَبِيكَ لأَنَّهَا زَوْجَةُ أَبِيكَ. +\s5 +\v 9 لَا تَتَزَوَّجْ أُخْتَكَ بِنْتَ أَبِيكَ، أَوْ بِنْتَ أُمِّكَ، سَوَاءٌ وُلِدَتْ فِي الْبَيْتِ أَمْ بَعِيداً عَنْهُ، وَلا تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا. +\v 10 لَا تَتَزَوَّجِ ابْنَةَ ابْنِكَ أَوِ ابْنَةَ ابْنَتِكَ، وَلا تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا لأَنَّهَا عَوْرَتُكَ. +\v 11 لَا تَتَزَوَّجْ بِنْتَ امْرَأَةِ أَبِيكَ الْمَوْلُودَةَ مِنْ أَبِيكَ، وَلا تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا لأَنَّهَا أُخْتُكَ. +\s5 +\v 12 لَا تَتَزَوَّجْ أُخْتَ أَبِيكَ. إِنَّهَا عَمَّتُكَ. +\v 13 لَا تَتَزَوَّجْ أُخْتَ أُمِّكَ. إِنَّهَا خَالَتُكَ. +\v 14 لَا تَتَزَوَّجْ فَتَاةٌ عَمَّهَا، وَلا تُعَاشِرْ زَوْجَةَ عَمِّكَ. إِنَّهَا عَمَّتُكَ. +\s5 +\v 15 لَا تَتَزَوَّجْ كَنَّتَكَ، فَإِنَّهَا امْرَأَةُ ابْنِكَ، وَلا تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا. +\v 16 لَا تَتَزَوَّجِ امْرَأَةَ أَخِيكَ، فَإِنَّهَا عَوْرَةُ أَخِيكَ. +\s5 +\v 17 لَا تَتَزَوَّجِ امْرَأَةً وَابْنَتَهَا، وَلا تَتَزَوَّجْ مَعَهَا ابْنَةَ ابْنِهَا أَوِ ابْنَةَ بِنْتِهَا، لأَنَّهُمَا قَرِيبَتَاهَا، وَإِنْ فَعَلْتَ تَرْتَكِبْ رَذِيلَةً. +\v 18 لَا تَتَزَوَّجِ امْرَأَةً عَلَى أُخْتِهَا لِتَكُونَ ضَرَّةً مَعَهَا فِي أَثْنَاءِ حَيَاةِ زَوْجَتِكَ. +\s5 +\p +\v 19 لَا تُعَاشِرِ امْرَأَةً وَهِيَ فِي نَجَاسَةِ حَيْضِهَا، +\v 20 وَلا تُقَارِبِ امْرَأَةَ صَاحِبِكَ فَتُعَاشِرَهَا وَتَتَنَجَّسَ بِها. +\s5 +\v 21 لَا تُجِزْ أَحَدَ أَبْنَائِكَ فِي النَّارِ قُرْبَاناً لِلْوَثَنِ مُولَكَ، لِئَلّا تُدَنِّسَ اسْمَ إِلَهِكَ. أَنَا الرَّبُّ +\s5 +\v 22 لَا تُضَاجِعْ ذَكَراً مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ. إِنَّهَا رَجَاسَةٌ، +\v 23 وَلا تُعَاشِرْ بَهِيمَةً فَتَتَنَجَّسَ بِها، وَلا تَقِفِ امْرَأَةٌ أَمَامَ بَهِيمَةٍ ذَكَرٍ لِتُضَاجِعَهَا. إِنَّهُ فَاحِشَةٌ. +\s5 +\p +\v 24 لَا تَتَنَجَّسُوا بِكُلِّ هَذِهِ الأَعْمَالِ الْمُشِينَةِ لأَنَّ بِها تَنَجَّسَتِ الشُّعُوبُ الَّتِي سَأَطْرُدُهَا مِنْ أَمَامِكُمْ، +\v 25 فَقَدْ تَنَجَّسَتْ بِها الأَرْضُ، لِهَذَا سَأُعَاقِبُ الأَرْضَ بِذَنْبِهَا فَتَتَقَيَّأُ سُكَّانَهَا. +\s5 +\v 26 أَمَّا أَنْتُمْ فاحْفَظُوا فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي، وَلا تَقْتَرِفُوا شَيْئاً مِنْ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ، الْمُوَاطِنُ وَالْغَرِيبُ الْمُقِيمُ فِي وَسَطِكُمْ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ. +\v 27 لأَنَّ جَمِيعَ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ قَدِ ارْتَكَبَهَا أَهْلُ الْبِلادِ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَجَّسَتِ الأَرْضُ. +\v 28 فَلا تُنَجِّسُوا الأَرْضَ بِارْتِكَابِكُمْ إِيَّاهَا، لِئَلّا تَتَقَيَّأَكُمْ كَمَا تَقَيَّأَتِ الأُمَمَ الَّتِي قَبْلَكُمْ. +\s5 +\v 29 بَلْ كُلُّ مَنِ اقْتَرَفَ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ جَمِيعِهَا تُسْتَأْصَلُ تِلْكَ النَّفْسُ الْجَانِيَةُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. +\v 30 فَاحْفَظُوا شَعَائِرِي لِكَيْ لَا تَرْتَكِبُوا شَيْئاً مِنَ الْمُمَارَسَاتِ الرَّجِسَةِ الَّتِي اقْتُرِفَتْ قَبْلَكُمْ، وَلا تَتَنَجَّسُوا بِها. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ». + +\s5 +\c 19 +\s1 شرائع مختلفة +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ قُدُّوسٌ. +\v 3 لِيُوَقِّرْ كُلُّ إِنْسَانٍ أُمَّهُ وَأَبَاهُ، وَرَاعُوا سُبُوتِي. فَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. +\v 4 وَلا تَتَحَوَّلُوا لِعِبَادَةِ الأَوْثَانِ، وَلا تَصُوغُوا لأَنْفُسِكُمْ آلِهَةً مَسْبُوكَةً، فَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. +\s5 +\v 5 وَمَتَى ذَبَحْتُمْ ذَبِيحَةَ سَلامٍ لِلرَّبِّ فَلْتَكُنْ ذَبِيحَةَ رِضًى. +\v 6 تَأْكُلُونَهَا فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ وَالثَّانِي مِنْ تَقْرِيبِهَا، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ تُحْرِقُونَ مَا تَبَقَّى مِنْهَا بِالنَّارِ. +\v 7 أَمَّا الأَكْلُ مِنْهَا فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ فَذَلِكَ نَجَاسَةٌ مُنْكَرَةٌ. +\v 8 وَالآكِلُ مِنْهَا يُعَاقَبُ بِذَنْبِهِ لأَنَّهُ قَدْ دَنَّسَ قُدْسَ الرَّبِّ فَتُسْتَأْصَلُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. +\s5 +\p +\v 9 وَعِنْدَمَا تَحْصُدُ مَحْصُولَ حَقْلِكَ لَا تَحْصُدْ زَوَايَاهُ وَلا تَلْتَقِطْ مَا يَتَنَاثَرُ مِنْ حَصِيدِكَ. +\v 10 لَا تَرْجِعْ لِتَجْمَعَ بَقَايَا عَنَاقِيدِ كَرْمِكَ، وَلا تَلْتَقِطْ مَا يَنْفَرِطُ مِنْهَا، بَلِ اتْرُكْهُ لِلْمِسْكِينِ وَلِعَابِرِي السَّبِيلِ، فَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. +\s5 +\p +\v 11 لَا تَسْرِقْ، وَلا تَكْذِبْ، وَلا تَغْدُرْ بِصَاحِبِكَ، +\v 12 لَا تَحْلِفْ بِاسْمِي كَاذِباً، فَتُدَنِّسَ اسْمَ إِلَهِكَ. فَأَنَا الرَّبُّ. +\s5 +\p +\v 13 لَا تَظْلِمْ قَرِيبَكَ، وَلا تَسْلُبْ وَلا تُرْجِئْ دَفْعَ أُجْرَةِ أَجِيرِكَ إِلَى الْغَدِ. +\v 14 لَا تَشْتُمِ الأَصَمَّ، وَلا تَضَعْ عَثْرَةً فِي طَرِيقِ الأَعْمَى، بَلِ اتَّقِ إِلَهَكَ. فَأَنَا الرَّبُّ. +\s5 +\v 15 لَا تَظْلِمُوا فِي الْقَضَاءِ، وَلا تَتَحَيَّزُوا لِمِسْكِينٍ وَلا تُحَابُوا عَظِيماً. احْكُمْ لِقَرِيبِكَ بِالْعَدْلِ. +\v 16 لَا تَسْعَ فِي الْوِشَايَةِ بَيْنَ شَعْبِكَ، وَلا تَرْتَكِبْ مَا يُعَرِّضُ حَيَاةَ جَارِكَ لِلْخَطَرِ، فَأَنَا الرَّبُّ. +\s5 +\v 17 لَا تُبْغِضْ أَخَاكَ فِي قَلْبِكَ، بَلْ إِنْذَاراً تُنْذِرُهُ لِئَلّا تَكُونَ شَرِيكاً فِي ذَنْبِهِ. +\v 18 لَا تَنْتَقِمْ وَلا تَحْقِدْ عَلَى أَحَدِ أَبْنَاءِ شَعْبِكَ، وَلَكِنْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَمَا تُحِبُّ نَفْسَكَ، فَأَنَا الرَّبُّ. +\s5 +\v 19 أَطِيعُوا شَرَائِعِي. لَا تُزَاوِجْ بَهَائِمَكَ مِنْ جِنْسَيْنِ، وَلا تَزْرَعْ حَقْلَكَ مِنْ صِنْفَيْنِ، وَلا تَلْبَسْ ثَوْباً مَنْسُوجاً مِنْ مَادَّتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ. +\s5 +\v 20 إِنْ عَاشَرَ رَجُلٌ أَمَةً مَخْطُوبَةً لِرَجُلٍ آخَرَ، وَلَمْ تَكُنْ قَدِ افْتُدِيَتْ أَوْ أُعْتِقَتْ فَلْيُؤَدَّبَا، وَلا يُقْتَلا، لأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مَعْتُوقَةً. +\v 21 وَلْيَأْتِ الرَّجُلُ بِكَبْشٍ إِلَى الرَّبِّ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، +\v 22 فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ بِكَبْشِ الإِثْمِ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ أَجْلِ خَطِيئَتِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا، فَيَغْفِرُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيئَتَهُ. +\s5 +\p +\v 23 وَمَتَى دَخَلْتُمْ دِيَارَ كَنْعَانَ، وَغَرَسْتُمْ أَشْجَاراً ذَاتَ أَثْمَارٍ تُؤْكَلُ فَاحْسِبُوا مَحْصُولَ سَنَوَاتِهَا الثَّلاثِ الأُولَى مُحَرَّماً، وَتَكُونُ مَحْظُورَةً عَلَيْكُمْ فَلا تَأْكُلُوا مِنْهَا، +\v 24 أَمَّا ثَمَرُ السَّنَةِ الرَّابِعَةِ فَيَكُونُ كُلُّهُ مُخَصَّصاً لِتَمْجِيدِ الرَّبِّ، +\v 25 وَفِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ تَأْكُلُونَ مِنْ ثَمَرِهَا، لِتَزْدَادَ لَكُمْ غَلَّتُهَا، فَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. +\s5 +\p +\v 26 لَا تَأْكُلُوا لَحْماً بِدَمِهِ، وَلا تُمَارِسُوا الْعِرَافَةَ وَالْعِيَافَةَ. +\v 27 لَا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَلْقاً مُسْتَدِيراً، وَلا تُقَلِّمْ جَانِبَيْ لِحْيَتِكَ. +\v 28 لَا تَجْرَحُوا أَجْسَامَكُمْ حُزْناً عَلَى مَيْتٍ، وَلا تَرْسِمْ وَشْماً عَلَيْهِ. فَأَنَا الرَّبُّ. +\s5 +\v 29 لَا تُدَنِّسِ ابْنَتَكَ فَتَبْذُلَهَا لِلْفُجُورِ، لِئَلّا تَزْنِيَ الأَرْضُ وَتَمْتَلِئَ بِالرَّذِيلَةِ. +\v 30 رَاعُوا شَرَائِعَ سُبُوتِي، وَأَجِلُّوا مَقْدِسِي، فَأَنَا الرَّبُّ. +\s5 +\v 31 لَا تَضِلُّوا وَرَاءَ مُسْتَحْضِرِي الأَرْوَاحِ، وَلا تَطْلُبُوا التَّوَابِعَ، فَتَتَنَجَّسُوا بِهِمْ. فَأَنَا الرَّبُّ. +\s5 +\v 32 قِفْ فِي حَضْرَةِ كِبَارِ السِّنِّ، وَوَقِّرِ الشُّيُوخَ، وَاتَّقِ إِلَهَكَ، فَأَنَا الرَّبُّ. +\s5 +\p +\v 33 إِذَا أَقَامَ فِي أَرْضِكُمْ غَرِيبٌ فَلا تَظْلِمُوهُ، +\v 34 وَلْيَكُنْ لَكُمُ الْغَرِيبُ الْمُقِيمُ عِنْدَكُمْ كَالْمُوَاطِنِ. تُحِبُّهُ كَمَا تُحِبُّ نَفْسَكَ، لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي أَرْضِ مِصْرَ. فَأَنَا الرَّبُّ. +\s5 +\v 35 لَا تَجُورُوا فِي الْقَضَاءِ، وَلا تَغُشُّوا فِي الْقِيَاسِ أَوِ الْوَزْنِ أَوِ الْكَيْلِ، +\v 36 بَلِ اسْتَخْدِمُوا مَوَازِينَ عَادِلَةً وَعِيَارَاتٍ عَادِلَةً وَمَكَايِيلَ عَادِلَةً، فَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ. +\v 37 فَاحْفَظُوا جَمِيعَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي وَاعْمَلُوا بِها، فَأَنَا الرَّبُّ». + +\s5 +\c 20 +\s1 عقوبات الخطيئة +\p +\v 1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: +\v 2 «قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ أَوْ مِنَ الْغُرَبَاءِ الْمُقِيمِينَ بَيْنَهُمْ قَرَّبَ لِلصَّنَمِ مُولَكَ أَحَدَ أَبْنَائِهِ، فَإِنَّهُ يُقْتَلُ إِذْ يَرْجُمُهُ شَعْبُ الأَرْضِ بِالْحِجَارَةِ. +\s5 +\v 3 وَأَنَا أَنْقَلِبُ عَلَى ذَلِكَ الإِنْسَانِ وَأَسْتَأْصِلُهُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِ، لأَنَّهُ قَرَّبَ أَحَدَ أَبْنَائِهِ لِلْوَثَنِ مُولَكَ لِيُنَجِّسَ قُدْسِي وَيُدَنِّسَ اسْمِي الْمُقَدَّسَ. +\v 4 وَإِنْ تَغَاضَى شَعْبُ الأَرْضِ عَنْ ذَلِكَ الإِنْسَانِ، عِنْدَمَا قَرَّبَ لِمُولَكَ أَحَدَ أَبْنَائِهِ، فَلَمْ يَقْتُلُوهُ، +\v 5 فَإِنِّي أَنْقَلِبُ عَلَى ذَلِكَ الإِنْسَانِ وَعَلَى عَشِيرَتِهِ، وَأَسْتَأْصِلُهُ مَعَ جَمِيعِ الضَّالِّينَ وَرَاءَهُ، الزَّانِينَ مَعَ الصَّنَمِ مُولَكَ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِمْ. +\s5 +\v 6 وَكُلُّ نَفْسٍ غَوَتْ وَرَاءَ أَصْحَابِ الْجَانِّ وَتَعَلَّقَتْ بِالتَّوَابِعِ خِيَانَةً لِي، أَنْقَلِبُ عَلَى تِلْكَ النَّفْسِ وَأَسْتَأْصِلُهَا مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. +\v 7 فَتَقَدَّسُوا وَكُونُوا قِدِّيسِينَ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. +\s5 +\v 8 أَطِيعُوا فَرَائِضِي وَاعْمَلُوا بِها، فَأَنَا الرَّبُّ الَّذِي يُقَدِّسُكُمْ. +\p +\v 9 كُلُّ مَنْ شَتَمَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ لأَنَّهُ شَتَمَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ، لِذَلِكَ دَمُهُ عَلَيْهِ. +\s5 +\v 10 إِذَا زَنَى رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةِ قَرِيبِهِ، فَالزَّانِي وَالزَّانِيَةُ يُقْتَلانِ. +\v 11 وَإذَا عَاشَرَ رَجُلٌ زَوْجَةَ أَبِيهِ، فَكِلاهُمَا يُقْتَلانِ لأَنَّهُ كَشَفَ عَوْرَةَ أَبِيهِ، وَيَكُونُ دَمُهُمَا عَلَى رَأْسَيْهِمَا. +\v 12 وَإذَا عَاشَرَ رَجُلٌ كَنَّتَهُ فَكِلاهُمَا يُقْتَلانِ، لأَنَّهُمَا قَدِ اقْتَرَفَا فَاحِشَةً، وَيَكُونُ دَمُهُمَا عَلَى رَأْسَيْهِمَا. +\s5 +\v 13 وَإذَا ضَاجَعَ رَجُلٌ ذَكَراً مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ، فَكِلاهُمَا يُقْتَلانِ لأَنَّهُمَا ارْتَكَبَا رِجْساً. وَيَكُونُ دَمُهُمَا عَلَى رَأْسَيْهِمَا. +\v 14 وَإذَا تَزَوَّجَ رَجُلٌ مِنِ امْرَأَةٍ وَأُمِّهَا، فَتِلْكَ رَذِيلَةٌ. لِيُحْرَقُوا بِالنَّارِ لِئَلّا تَفْشُوَ رَذِيلَةٌ بَيْنَكُمْ. +\s5 +\v 15 وَإذَا عَاشَرَ رَجُلٌ بَهِيمَةً فَإِنَّهُ يُقْتَلُ، وَكَذَلِكَ الْبَهِيمَةُ تُمِيتُونَهَا أَيْضاً +\v 16 وَإذَا قَارَبَتِ امْرَأَةٌ بَهِيمَةً ذَكَراً لِتَنْزُوَهَا فَأَمِتْهُمَا. كِلاهُمَا يُقْتَلانِ، وَيَكُونُ دَمُهُمَا عَلَى رَأْسَيْهِمَا. +\s5 +\v 17 إِذَا تَزَوَّجَ رَجُلٌ أُخْتَهُ، ابْنَةَ أَبِيهِ أَوِ ابْنَةَ أُمِّهِ، فَذَلِكَ عَارٌ، وَيَجِبُ أَنْ يُسْتَأْصَلا عَلَى مَشْهَدٍ مِنْ أَبْنَاءِ شَعْبِهِ، لأَنَّهُ قَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أُخْتِهِ، وَيُعَاقَبُ بِذَنْبِهِ. +\v 18 إِذَا عَاشَرَ رَجُلٌ امْرَأَةً حَائِضاً وَكَشَفَ عَوْرَتَهَا فَقَدْ عَرَّى يَنْبُوعَهَا، وَهِيَ أَيْضاً كَشَفَتْ عَنْهُ. فَيَجِبُ أَنْ يُسْتَأْصَلا كِلاهُمَا مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِمَا. +\s5 +\v 19 إِذَا عَاشَرَ رَجُلٌ عَمَّتَهُ أَوْ خَالَتَهُ، يُعَاقَبُ كِلاهُمَا بِذَنْبِهِمَا. +\v 20 وَإذَا عَاشَرَ رَجُلٌ زَوْجَةَ عَمِّهِ فَقَدْ كَشَفَ عَوْرَتَهَا، وَيُعَاقَبُ كِلاهُمَا بِذَنْبِهِمَا، وَيَمُوتَانِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعْقِبَا نَسْلاً. +\v 21 وَإذَا تَزَوَّجَ رَجُلٌ امْرَأَةَ أَخِيهِ فَذَلِكَ نَجَاسَةٌ لأَنَّهُ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ. كِلاهُمَا يَمُوتَانِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعْقِبَا نَسْلاً. +\s5 +\p +\v 22 أَطِيعُوا جَمِيعَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي وَاعْمَلُوا بِها فَلا تَنْبِذَكُمُ الأَرْضُ الَّتِي أَنَا ذَاهِبٌ بِكُمْ إِلَيْهَا لِتُقِيمُوا فِيهَا. +\v 23 لَا تُمَارِسُوا عَادَاتِ الأُمَمِ الَّتِي سَأَطْرُدُهَا مِنْ أَمَامِكُمْ، لأَنَّهَا ارْتَكَبَتْ كُلَّ هَذِهِ الْقَبَائِحِ، فَكَرِهْتُهَا، +\s5 +\v 24 وَوَعَدْتُكُمْ أَنْ تَرِثُوا دِيَارَهَا. وَأَنَا أَهَبُكُمْ إِيَّاهَا لِتَمْتَلِكُوهَا، أَرْضاً تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً. فَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، مَيَّزْتُكُمْ عَنْ بَقِيَّةِ الشُّعُوبِ. +\v 25 مَيِّزُوا الْبَهَائِمَ الطَّاهِرَةَ مِنَ النَّجِسَةِ، وَالطُّيُورَ النَّجِسَةَ مِنَ الطَّاهِرَةِ، فَلا تُدَنِّسُوا أَنْفُسَكُمْ بِالْبَهَائِمِ وَالطُّيُورِ وَالزَّوَاحِفِ الَّتِي حَظَرْتُهَا عَلَيْكُمْ. +\s5 +\v 26 وَكُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ، وَقَدْ أَفْرَزْتُكُمْ مِنْ بَيْنِ الشُّعُوبِ لِتَكُونُوا خَاصَّتِي. +\s5 +\p +\v 27 أَيُّ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ يُمَارِسُ الْوَسَاطَةَ مَعَ الْجَانِّ أَوْ مُنَاجَاةَ الأَرْوَاحِ، ارْجُمُوهُ وَيَكُونُ دَمُهُ عَلَى رَأْسِهِ». + +\s5 +\c 21 +\s1 تعليمات للكهنة +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «أَوْصِ الْكَهَنَةَ أَبْنَاءَ هَرُونَ أَلّا يُنَجِّسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ نَفْسَهُ بِلَمْسِ جُثَّةِ مَيْتٍ مِنْ قَوْمِهِ، +\v 2 إِلّا إِذَا كَانَ الْمَيْتُ أَقْرَبَ أَقْرِبَائِهِ إِلَيْهِ: أُمَّهُ وَأَبَاهُ وَابْنَهُ وَابْنَتَهُ وَأَخَاهُ، +\v 3 وَأُخْتَهُ الْعَذْرَاءَ الَّتِي لَمْ تَتَزَوَّجْ، الْمُقِيمَةَ عَلَى مَقْرُبَةٍ مِنْهُ، فَمِنْ أَجْلِهَا يَتَنَجَّسُ، +\s5 +\v 4 لأَنَّ الْكَاهِنَ هُوَ رَئِيسٌ فِي قَوْمِهِ، وَعَلَيْهِ أَلّا يُنَجِّسَ نَفْسَهُ شَعَائِرِيًّا كَغَيْرِهِ مِنَ النَّاسِ الْعَادِيِّينَ. +\v 5 وَلا يَحْلِقَ الْكَاهِنُ شَعْرَهُ قَرْعَةً، أَوْ جَانِبَيْ لِحْيَتِهِ، أَوْ يَجْرَحَ جَسَدَهُ حُزْناً عَلَى مَيْتٍ. +\v 6 وَعَلَى الْكَهَنَةِ أَنْ يَكُونُوا مَفْرُوزِينَ لإِلَهِهِمْ. لَا يُدَنِّسُوا اسْمَهُ لأَنَّهُمْ يُقَرِّبُونَ وَقَائِدَ الرَّبِّ كَأَنَّهَا طَعَامٌ يُقَدِّمُونَهُ لإِلَهِهِمْ فَيَكُونُ مُقَدَّساً. +\s5 +\v 7 وَلا يَتَزَوَّجُوا امْرَأَةً زَانِيَةً أَوْ مِنْ غَيْرِ سِبْطِهِمْ، أَوِ امْرَأَةً مُطَلَّقَةً مِنْ زَوْجِهَا، لأَنَّهُمْ مُقَدَّسُونَ لإِلَهِهِمْ، +\v 8 لأَنَّ الْكَاهِنَ مُفْرَزٌ لِيُقَدِّمَ ذَبَائِحَ لإِلَهِكَ فَهُوَ مُقَدَّسٌ عِنْدَكَ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُكُمْ، قُدُّوسٌ. +\v 9 وَإذَا زَنَتِ ابْنَةُ الْكَاهِنِ فَيَجِبُ حَرْقُهَا لأَنَّهَا دَنَّسَتْ قَدَاسَةَ أَبِيهَا. +\s5 +\p +\v 10 وَالْكَاهِنُ الأَعْظَمُ بَيْنَ إِخْوَتِهِ، الَّذِي سُكِبَ عَلَى رَأْسِهِ دُهْنُ الْمَسْحَةِ، وَتَكَرَّسَ لِيَرْتَدِيَ الثِّيَابَ الْمُقَدَّسَةَ، لَا يَكْشِفُ عَنْ رَأْسِهِ وَلا يَشُقُّ ثِيَابَهُ حِدَاداً عَلَى مَيْتٍ. +\v 11 وَلْيَتَفَادَ الدُّخُولَ إِلَى مَكَانٍ فِيهِ جُثَّةُ مَيْتٍ. وَلا يُنَجِّسْ نَفْسَهُ بِلَمْسِ جُثْمَانِ مَيْتٍ، حَتَّى لَوْ كَانَ ذَلِكَ جُثْمَانَ أَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ. +\v 12 لَا يُفَارِقِ الْمَقْدِسَ فِي أَثْنَاءِ خِدْمَتِهِ، لِئَلّا يُدَنِّسَ مَقْدِسَ إِلَهِهِ، لأَنَّهُ قَدْ تَمَّ تَكْرِيسُهُ بِسَكْبِ دُهْنِ مَسْحَةِ إِلَهِهِ عَلَيْهِ، فَأَنَا الرَّبُّ. +\s5 +\v 13 لِيَتَزَوَّجْ مِنْ عَذْرَاءَ، +\v 14 لَا مِنْ أَرْمَلَةٍ، وَلا مُطَلَّقَةٍ، وَلا زَانِيَةٍ مُدَنَّسَةٍ، بَلْ يَتَزَوَّجُ عَذْرَاءَ مِنْ سِبْطِهِ. +\v 15 فَلا يُدَنِّسُ نَسْلَهُ بَيْنَ شَعْبِهِ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي أُقَدِّسُهُ». +\s5 +\p +\v 16 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 17 «قُلْ لِهَرُونَ: لَا يُقَرِّبْ رَجُلٌ مِنْ نَسْلِكَ فِيهِ عَاهَةٌ ذَبَائِحَ لإِلَهِهِ عَلَى مَدَى أَجْيَالِهِمْ، +\s5 +\v 18 فَكُلُّ رَجُلٍ مُصَابٍ بِعَاهَةٍ لَا يَتَقَدَّمْ سَوَاءٌ أَكَانَ أَعْمَى أَمْ أَعْرَجَ أَمْ مُشَوَّهَ الْوَجْهِ أَمْ فِيهِ عُضْوٌ زَائِدٌ، +\v 19 وَلا مَكْسُورَ الْيَدِ أَوِ الرِّجْلِ، +\v 20 وَلا أَحْدَبَ وَلا قَزْمَ، أَوْ مَنْ فِي عَيْنِهِ بَيَاضٌ، وَلا الأَجْرَبَ وَلا الأَكْلَفَ وَلا مَرْضُوضَ الْخِصْيَةِ. +\v 21 يُحَظَرُ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ فِيهِ عَاهَةٌ مِنْ نَسْلِ هرُونَ الْكَاهِنِ أَنْ يَتَقَدَّمَ لِيُقَرِّبَ ذَبَائِحَ الرَّبِّ، +\s5 +\v 22 وَلَكِنَّهُ يَأْكُلُ مِنْ ذَبَائِحِ إِلَهِهِ، الْمُقَدَّمَةِ فِي قُدْسِ الأَقْدَاسِ وَالْقُدْسِ. +\v 23 غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ إِلَى مَا وَرَاءِ الحِجَابِ، وَلا يَقْتَرِبُ مِنَ الْمَذْبَحِ، لأَنَّ فِيهِ عَيْباً، لِئَلّا يُدَنِّسَ مَقْدِسِي، لأَنَّنِي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي أُقَدِّسُهُمْ». +\v 24 وَهَكَذَا أَبْلَغَ مُوسَى هَذِهِ الْوَصَايَا لِهَرُونَ وَأَبْنَائِهِ وَسَائِرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. + +\s5 +\c 22 +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «قُلْ لِهَرُونَ وَأَبْنَائِهِ أَلّا يَنْتَهِكُوا تَقْدِمَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي يُقَدِّسُونَهَا، وَلا يُدَنِّسُوا اسْمِي الْقُدُّوسَ. فَأَنَا الرَّبُّ. +\v 3 قُلْ لَهُمْ: إِيَّاكُمْ عَلَى مَدَى أَجْيَالِكُمْ أَنْ يَقْتَرِبَ كَاهِنٌ إِلَى التَّقْدِمَاتِ الَّتِي يُقَدِّسُهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ وَهُوَ غَيْرُ طَاهِرٍ، فَإِنَّ تِلْكَ النَّفْسَ تُسْتَأْصَلُ مِنْ أَمَامِي، فَأَنَا الرَّبُّ. +\s5 +\v 4 أَيُّ كَاهِنٍ مِنْ نَسْلِ هَرُونَ مُصَابٌ بِالْبَرَصِ أَوِ السَّيَلانِ، لَا يَأْكُلْ مِنَ الذَّبَائِحِ الْمُقَدَّسَةِ حَتَّى يَطْهُرَ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ لَمَسَ شَيْئاً تَنَجَّسَ بِجُثَّةِ مَيْتٍ، أَوْ شَخْصاً حَدَثَ مِنْهُ قَذْفٌ مَنَوِيٌّ. +\v 5 أَيُّ كَاهِنٍ لَمَسَ حَيَوَاناً أَوْ إِنْسَاناً غَيْرَ طَاهِرٍ لِنَجَاسَةٍ فِيهِ، +\v 6 فَاللّامِسُ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ، وَلا يَأْكُلُ مِنَ الذَّبَائِحِ الْمُقَدَّسَةِ، بَلْ يَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ. +\s5 +\v 7 وَلَكِنْ مَتَى غَرَبَتِ الشَّمْسُ يُصْبِحُ طَاهِراً، ثُمَّ يَأْكُلُ مِنَ الذَّبَائِحِ الْمُقَدَّسَةِ، لأَنَّهَا طَعَامُهُ. +\v 8 لَا يَأْكُلْ مِنْ جِيفَةِ حَيَوَانٍ أَوْ فَرِيسَةٍ فَيَتَنَجَّسَ بِها. فَأَنَا الرَّبُّ. +\v 9 أَطِيعُوا شَعَائِرِي لِئَلَّا تَحْمِلُوا خَطِيئَتَهَا وَتَمُوتُوا بِسَبَبِهَا لأَنَّكُمْ دَنَّسْتُمُوهَا، فَأَنَا الرَّبُّ الَّذِي أُقَدِّسُكُمْ. +\s5 +\p +\v 10 يُحَظَرُ عَلَى غَيْرِ أُسْرَةِ الْكَاهِنِ أَنْ يَأْكُلُوا مِنَ الذَّبَائِحِ الْمُقَدَّسَةِ، سَوَاءٌ أَكَانَ ضَيْفَ الْكَاهِنِ أَمْ أَجِيرَهُ. +\v 11 لَكِنْ إِذَا اشْتَرَى الْكَاهِنُ عَبْداً بِفِضَّةٍ، أَوْ وُلِدَ فِي بَيْتِهِ عَبْدٌ، فَإِنَّ ذَلِكَ الْعَبْدَ يَأْكُلُ مِنْ طَعَامِ الْكَاهِنِ. +\s5 +\v 12 وَإذَا تَزَوَّجَتِ ابْنَةُ الْكَاهِنِ مِنْ غَيْرِ كَاهِنٍ، فَإِنَّهَا لَا تَأْكُلُ مِنَ التَّقْدِمَاتِ الْمُقَدَّسَةِ. +\v 13 أَمَّا إِذَا أَصْبَحَتْ أَرْمَلَةً، أَوْ مُطَلَّقَةً مِنْ غَيْرِ عَائِلٍ مِنْ نَسْلِهَا، وَرَجَعَتْ إِلَى بَيْتِ أَبِيهَا كَمَا فِي أَيَّامِ صِبَاهَا، فَإِنَّهَا تَأْكُلُ مِنْ طَعَامِ أَبِيهَا. إِنَّمَا الْغَرِيبُ لَا يَأْكُلُ مِنْهُ. +\s5 +\v 14 وَإذَا أَكَلَ أَحَدٌ مِنَ الذَّبَائِحِ الْمُقَدَّسَةِ سَهْواً، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ نَسْلِ هَرُونَ، يَرُدُّ لِلْكَاهِنِ قِيمَةَ مَا أَكَلَهُ مِنَ الذَّبِيحَةِ، مُضَافاً إِلَيْهِ خُمْسُهُ. +\v 15 عَلَى الْكَهَنَةِ أَلّا يُدَنِّسُوا الذَّبَائِحَ الَّتِي يُحْضِرُهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لِلرَّبِّ، +\v 16 لأَنَّهُمْ بِذَلِكَ يُحَمِّلُونَ الآكِلِينَ مِنَ الذَّبَائِحِ الْمُقَدَّسَةِ ذُنُوباً تَسْتَوْجِبُ الْعِقَابَ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي أُقَدِّسُهَا». +\s1 الذبائح غير المقبولة +\s5 +\p +\v 17 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 18 «قُلْ لِهَرُونَ وَأَبْنَائِهِ وَسَائِرِ إِسْرَائِيلَ: كُلُّ إِسْرَائِيلِيٍّ، أَوْ مِنَ الْغُرَبَاءِ الْمُقِيمِينَ فِي إِسْرَائِيلَ يُقَدِّمُ قُرْبَاناً، سَوَاءٌ كَانَ وَفَاءً لِنَذْرٍ، أَمْ تَقْدِمَةً طَوْعِيَّةً يُقَرِّبُونَهَا مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ، +\v 19 تَكُونُ مُحْرَقَةً لِلرِّضَى عَنْكُمْ، ثَوْراً أَوْ كَبْشاً أَوْ تَيْساً سَلِيماً. +\s5 +\v 20 لَا تُقَرِّبُوا تَقْدِمَةً فِيهَا عَيْبٌ، لأَنَّهَا لَنْ تَكُونَ مَقْبُولَةً لِلرِّضَى عَنْكُمْ. +\v 21 وَإذَا أَصْعَدَ أَحَدُكُمْ ذَبِيحَةَ سَلامٍ لِلرَّبِّ، وَفَاءً لِنَذْرٍ، أَوْ ذَبِيحَةً طَوْعِيَّةً، فَلْتَكُنْ مِنَ الْبَقَرِ أَوِ الْغَنَمِ، سَلِيمَةً خَالِيَةً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ لِيَرْضَى الرَّبُّ عَنْكُمْ. +\s5 +\v 22 لَا تُقَرِّبُوا لِلرَّبِّ مِنَ الذَّبَائِحِ مَا هُوَ أَعْمَى أَوْ مَكْسُورٌ أَوْ مَجْرُوحٌ أَوْ بِهِ بُثُورٌ أَوْ أَجْرَبُ أَوْ أَكْلَفُ، وَلا تَجْعَلُوا مِنْهَا وَقُوداً عَلَى الْمَذْبَحِ لِلرَّبِّ. +\v 23 أَمَّا الثَّوْرُ أَوِ الْحَمَلُ الَّذِي فِيهِ عُضْوٌ زَائِدٌ أَوْ نَاقِصٌ، فَلَكَ أَنْ تُقَرِّبَهُ تَقْدِمَةً طَوْعِيَّةً، وَلَكِنْ لَيْسَ وَفَاءً لِنَذْرٍ، فَإِنَّهُ يَكُونُ مَرْفُوضاً. +\s5 +\v 24 لَا تُصْعِدُوا لِلرَّبِّ حَيَوَاناً ذَا خُصىً مَرْضُوضَةٍ أَوْ مَسْحُوقَةٍ أَوْ مَقْطُوعَةٍ. لَا تَفْعَلُوا هَذَا فِي أَرْضِكُمْ. +\v 25 لَا تَشْتَرُوا مِثْلَ هَذِهِ الْحَيَوَانَاتِ مِنْ غَرِيبٍ لِتُقَدِّمُوهَا ذَبَائِحَ لإِلَهِكُمْ، لأَنَّهُ لَنْ يَقْبَلَهَا مِنْكُمْ، لِمَا فِيهَا مِنْ تَشْوِيهٍ وَعَيْبٍ». +\s5 +\p +\v 26 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 27 «مَتَى وَلَدَتْ بَقَرَةٌ أَوْ شَاةٌ أَوْ عَنْزَةٌ يَمْكُثُ وَلِيدُهَا مَعَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يَصِحُّ تَقْدِيمُهَا قُرْبَانَ وَقُودٍ لِلرَّبِّ. +\s5 +\v 28 لَا تَذْبَحُوا الْبَقَرَةَ أَوِ الشَّاةَ مَعَ ابْنِهَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ. +\v 29 وَمَتَى ذَبَحْتُمْ قُرْبَانَ شُكْرٍ لِلرَّبِّ، فَاذْبَحُوهْ لِلرِّضَى عَنْكُمْ، +\v 30 وَكُلُوهُ فِي الْيَوْمِ عَيْنِهِ، وَلا تُبْقُوا مِنْهُ شَيْئاً إِلَى الْغَدِ، فَأَنَا الرَّبُّ. +\s5 +\v 31 أَطِيعُوا وَصَايَايَ وَاعْمَلُوا بِها، فَأَنَا الرَّبُّ. +\v 32 وَلا تُدَنِّسُوا اسْمِي الْقُدُّوسَ، فَأَتَقَدَّسَ وَسَطَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَنَا الرَّبُّ الَّذِي أُقَدِّسُكُمْ، +\v 33 وَالَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ لِيَكُونَ لَكُمْ إِلَهاً. أَنَا الرَّبُّ». + +\s5 +\c 23 +\s1 المواسم والأعياد +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: هَذِهِ هِيَ مَوَاسِمِي وَأَعْيَادِي الَّتِي تُعْلِنُونَهَا مَحَافِلَ مُقَدَّسَةً. +\s1 السبت +\s5 +\p +\v 3 سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُونَ، أَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَهُوَ سَبْتُ رَاحَةٍ وَمَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. لَا تَقُومُوا فِيهِ بِأَيِّ عَمَلٍ، بَلْ يَكُونُ سَبْتَ رَاحَةٍ لِلرَّبِّ حَيْثُ تُقِيمُونَ. +\s1 الفصح وعيد الفطير +\s5 +\p +\v 4 إِلَيْكُمْ مَوَاسِمَ الرَّبِّ وَالْمَحَافِلَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي تُعَيِّدُونَهَا فِي أَوْقَاتِهَا: +\v 5 فِي الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ الْعِبْرِيِّ (أَيْ شَهْرِ نِيسَانَ – أَبْرِيلَ) بَيْنَ العِشَاءَيْنِ يَكُونُ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. +\v 6 وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسِ عَشَرَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ يَكُونُ عِيدُ الْفَطِيرِ لِلرَّبِّ، فَتَأْكُلُونَ فَطِيراً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. +\s5 +\v 7 فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ، تَتَوَقَّفُ فِيهِ جَمِيعُ الأَعْمَالِ. +\v 8 ثُمَّ تُقَرِّبُونَ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ طَوَالَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ. وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ تُقِيمُونَ مَحْفَلاً مُقَدَّساً تَتَعَطَّلُ فِيهِ جَمِيعُ الأَعْمَالِ». +\s1 تقدمة باكورة المحاصيل +\s5 +\p +\v 9 وَخَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى: «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: +\v 10 مَتَى دَخَلْتُمُ الأَرْضَ الَّتِي أَهَبُهَا لَكُمْ وَحَصَدْتُمْ غَلّاتِهَا، تُحْضِرُونَ أَوَّلَ حُزْمَةٍ مِنْ حَصَادِكُمْ لِلْكَاهِنِ، +\v 11 فَيُرَجِّحُ الْكَاهِنُ الْحُزْمَةَ فِي الْيَوْمِ التَّالِي لِيَوْمِ السَّبْتِ أَمَامَ الرَّبِّ لِيَرْضَى عَنْكُمْ. +\s5 +\v 12 وَتُقَدِّمُونَ يَوْمَ تَرْجِيحِ الْحُزْمَةِ خَرُوفاً سَلِيماً مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ، +\v 13 مَعَ عُشْرَيْنِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِالزَّيْتِ وَقُوداً لِلرَّبِّ لِتَحْظَوْا بِرِضَاهُ. وَكَذَلِكَ تُقَدِّمُونَ سَكِيبَهُ رُبْعَ الْهِينِ (نَحْوَ لِتْرٍ) مِنَ الْخَمْرِ. +\v 14 لَا تَأْكُلُوا مِنَ الْغَلَّةِ الْجَدِيدَةِ، لَا دَقِيقاً مَخْبُوزاً وَلا فَرِيكاً وَلا سَوِيقاً إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي تُحْضِرُونَ فِيهِ قُرْبَانَ إِلَهِكُمْ، فَتَكُونُ هَذِهِ عَلَيْكُمْ فَرِيضَةً دَائِمَةً جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ. +\s1 عيد الأسابيع +\s5 +\p +\v 15 ثُمَّ تَحْسُبُونَ سَبْعَةَ أَسَابِيعَ كَامِلَةٍ، ابْتَدَاءً مِنَ الْيَوْمِ التَّالِي لِلسَّبْتِ الَّذِي تُحْضِرُونَ فِيهِ حُزْمَةَ التَّرْجِيحِ، +\v 16 فَتَحْسُبُونَ خَمْسِينَ يَوْماً إِلَى الْيَوْمِ التَّالِي لِلسَّبْتِ السَّابِعِ، ثُمَّ تُقَرِّبُونَ تَقْدِمَةً جَدِيدَةً لِلرَّبِّ. +\s5 +\v 17 فَتَأْتُونَ مِنْ مَسَاكِنِكُمْ بِخُبْزِ تَرْجِيحٍ، رَغِيفَيْنِ مِقْدَارُهُمَا عُشْرَيْنِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ) مِنْ دَقِيقٍ مَخْبُوزَيْنِ بِخَمِيرٍ، فَيَكُونَانِ بَاكُورَةً لِلرَّبِّ. +\v 18 وَتُقَدِّمُونَ مَعَ الْخُبْزِ سَبْعَةَ خِرَافٍ سَلِيمَةٍ حَوْلِيَّةٍ وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشَيْنِ وَسَكِيبَ خَمْرٍ. فَتَكُونُ جَمِيعُهَا مُحْرَقَةً وَوَقُودَ رِضًى وَسُرُورٍ لِلرَّبِّ. +\s5 +\v 19 وَتُقَرِّبُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعَزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ وَخَرُوفَيْنِ حَوْلِيَّيْنِ ذَبِيحَةَ سَلامٍ. +\v 20 فَيُرَجِّحُهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مَعَ خُبْزِ الْبَاكُورَةِ وَالْخَرُوفَيْنِ، فَتَكُونُ مُقَدَّسَةً لِلرَّبِّ نَصِيباً لِلْكَاهِنِ. +\v 21 وَتُخَصِّصُونَ ذَلِكَ الْيَوْمَ عَيْنَهُ لِيَكُونَ مَحْفَلاً مُقَدَّساً لَكُمْ، تَتَعَطَّلُ فِيهِ جَمِيعُ الأَعْمَالِ، فَتَكُونُ عَلَيْكُمْ فَرِيضَةً دَائِمَةً حَيْثُ تُقِيمُونَ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ. +\s5 +\v 22 وَعِنْدَمَا تَسْتَوْفُونَ حَصَادَ غَلّاتِكُمْ، اتْرُكُوا زَوَايَا حُقُولِكُمْ غَيْرَ مَحْصُودَةٍ، وَلا تَلْتَقِطُوا مَا يَقَعُ مِنْهَا عَلَى الأَرْضِ، بَلِ اتْرُكُوهْ لِلْمِسْكِينِ وَعَابِرِ السَّبِيلِ. فَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ». +\s1 عيد الأبواق +\s5 +\p +\v 23 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 24 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: يَكُونُ لَكُمُ الْيَوْمُ الأَوَّلُ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ (أَيْ شَهْرِ أَيْلُولَ – سِبْتَمْبَر) يَوْمَ عُطْلَةٍ فِيهِ تَحْتَفِلُونَ احْتِفَالاً مُقَدَّساً، تَنْفُخُونَ فِيهِ بِالأَبْوَاقِ. +\v 25 تَتَوَقَّفُونَ فِيهِ عَنْ أَعْمَالِكُمْ وَتُصْعِدُونَ تَقْدِمَاتِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ». +\s1 يوم الكفارة +\s5 +\p +\v 26 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 27 «وَيَكُونُ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ السَّابِعِ يَوْمَ كَفَّارَةٍ، تَحْتَفِلُونَ فِيهِ احْتِفَالاً مُقَدَّساً، وَتُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ، وَتُقَرِّبُونَ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ، +\s5 +\v 28 وَتَتَوَقَّفُونَ فِيهِ أَيْضاً عَنْ أَعْمَالِكُمْ، لأَنَّهُ يَوْمُ كَفَّارَةٍ لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. +\v 29 وَكُلُّ نَفْسٍ لَا تَتَذَلَّلُ فِي هَذَا الْيَوْمِ تُسْتَأْصَلُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا +\s5 +\v 30 وَأُبِيدُ كُلَّ مَنْ لَا يَتَوَقَّفُ عَنْ عَمَلِهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ. +\v 31 إِيَّاكُمُ والْقِيَامَ بِعَمَلٍ مَا. إِنَّهَا فَرِيضَةٌ دَائِمَةٌ عَلَيْكُمْ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ حَيْثُ تُقِيمُونَ. +\v 32 إِنَّهُ سَبْتُ رَاحَةٍ لَكُمْ تَتَذَلَّلُونَ فِيهِ، فَتَسْتَرِيحُونَ مِنْ مَسَاءِ الْيَوْمِ التَّاسِعِ حَتَّى مَسَاءِ الْيَوْمِ التَّالِي». +\s1 عيد الخيام +\s5 +\p +\v 33 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 34 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَحْتَفِلُوا بِعِيدِ الْخِيَامِ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ. يَحْتَفِلُونَ لِلرَّبِّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. +\s5 +\v 35 تَجْتَمِعُونَ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ فِي مَحْفَلٍ مُقَدَّسٍ، تَتَوَقَّفُ فِيهِ جَمِيعُ الأَعْمَالِ، +\v 36 ثُمَّ تُثَابِرُونَ عَلَى تَقْرِيبِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ طَوَالَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ. وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَجْتَمِعُونَ لاِحْتِفَالٍ مُقَدَّسٍ تُقَدِّمُونَ فِيهِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ، وَتَعْتَكِفُونَ لِلْعِبَادَةِ. وَفِي هَذَا الْيَوْمِ تَتَوَقَّفُ أَيْضاً جَمِيعُ الأَعْمَالِ. +\s5 +\p +\v 37 هَذِهِ هِيَ أَعْيَادُ الرَّبِّ الَّتِي تَحْتَفِلُونَ فِيهَا احْتِفَالاً مُقَدَّساً لِتَقْرِيبِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ، مُحْرَقَةً وَتَقْدِمَةً وَذَبِيحَةً وَخَمْراً لِلرَّبِّ، كُلَّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ، +\v 38 فَتَكُونُ هَذِهِ الْمُحْرَقَاتُ عَلاوَةً عَلَى تَقْدِمَاتِ سُبُوتِ الرَّبِّ، وَعَلاوَةً عَلَى عَطَايَاكُمْ وَجَمِيعِ نُذُورِكُمْ وِتِبِرُّعَاتِكُمْ الَّتِي تُقَدِّمُونَهَا لِلرَّبِّ. +\s5 +\v 39 وَتُعَيِّدُونَ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ عِيداً لِلرَّبِّ، لأَنَّ فِيهِ تَجْمَعُونَ غَلَّةَ أَرْضِكُمْ. تُعَيِّدُونَ لِلرَّبِّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، فَيَكُونُ الْيَوْمُ الثَّامِنُ عُطْلَةً. +\s5 +\v 40 فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ تَجْمَعُونَ ثِمَارَ أَشْجَارٍ نَضِرَةٍ وَسَعَفَ نَخْلٍ وَأَغْصَانَ أَشْجَارٍ كَثِيفَةِ الْوَرَقِ، وَأَغْصَانَ صَفْصَافٍ نَهْرِيٍّ، وَتَفْرَحُونَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. +\v 41 سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي السَّنَةِ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ تَحْتَفِلُونَ بِهِ عِيداً لِلرَّبِّ. وَيَكُونُ هَذَا فَرِيضَةً دَائِمَةً عَلَيْكُمْ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ، +\s5 +\v 42 فَيُقِيمُ كُلُّ أَبْنَاءِ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ فِي خِيَامٍ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. +\v 43 لِكَيْ تَتَذَكَّرَ أَجْيَالُكُمْ أَنَّنِي أَسْكَنْتُ أَبْنَاءَ إِسْرَائِيلَ فِي خِيَامٍ عِنْدَمَا أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. فَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ». +\v 44 وَهَكَذَا أَبْلَغَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِأَعْيَادِ الرَّبِّ. + +\s5 +\c 24 +\s1 الزيت وخبز التقدمة +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُحْضِرُوا لَكَ زَيْتَ زَيْتُونٍ مَرْضُوضٍ نَقِيًّا لإِنَارَةِ السُّرُجِ الدَّائِمَةِ، +\s5 +\v 3 الْقَائِمَةِ خَارِجَ حِجَابِ الشَّهَادَةِ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، فَيَقُومُ هَرُونُ بِالإِشْرَافِ عَلَى إِنَارَتِهَا أَمَامَ الرَّبِّ مِنَ الْمَسَاءِ إِلَى الصَّبَاحِ، فَتَكُونُ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ +\v 4 إِذْ يَتَوَجَّبُ دَائِماً إِنَارَةُ السُّرُجِ الَّتِي عَلَى الْمَنَارَةِ الذَّهَبِيَّةِ النَّقِيَّةِ أَمَامَ الرَّبِّ. +\s5 +\p +\v 5 وَعَلَيْكَ أَنْ تَأْخُذَ دَقِيقاً وَتَخْبِزَهُ، صَانِعاً مِنْهُ اثْنَيْ عَشَرَ رَغِيفاً، عَلَى أَنْ يَكُونَ مِقْدَارُ كُلِّ رَغِيفٍ عُشْرَيْنِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ). +\v 6 وَتُرَتِّبُهَا صَفَّيْنِ، كُلُّ صَفٍّ مِنْ سِتَّةِ أَرْغِفَةٍ، عَلَى الْمَائِدَةِ الطَّاهِرَةِ أَمَامَ الرَّبِّ. +\s5 +\v 7 وَتَضَعُ عَلَى كُلِّ صَفٍّ لُبَاناً، فَيَكُونُ لِلْخُبْزِ تَذْكَاراً، وَلِيَكُونَ وَقُوداً لِلرَّبِّ. +\v 8 وَتُرَتِّبُ هَذَا الْخُبْزَ، بِانْتِظَامٍ، كُلَّ يَوْمِ سَبْتٍ أَمَامَ الرَّبِّ، مِنْ أَجْلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِيثَاقاً أَبَدِيًّا. +\v 9 وَيَكُونُ هَذَا الْخُبْزُ مِنْ نَصِيبِ هَرُونَ وَأَبْنَائِهِ، فَيَأْكُلُونَهُ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ، لأَنَّهُ قُدْسُ أَقْدَاسٍ لَهُ مِنْ مُحْرَقَاتِ الرَّبِّ، فَرِيضَةً دَائِمَةً». +\s1 عقاب المجدّف +\s5 +\p +\v 10 وَحَدَثَ أَنْ خَرَجَ ابْنُ امْرَأَةٍ إِسْرائِيلِيَّةٍ، أَبُوهُ رَجُلٌ مِصْرِيٌّ، وَسَطَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَتَخَاصَمَ فِي الْمُخَيَّمِ مَعَ رَجُلٍ إِسْرَائِيلِيٍّ. +\v 11 فَجَدَّفَ ابْنُ الإِسْرَائِيلِيَّةِ، الْمَدْعُوَّةِ شَلُومِيَةَ بِنْتَ دِبْرِي، مِنْ سِبْطِ دَانٍ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ وَسَبَّهُ، فَأَحْضَرُوهُ إِلَى مُوسَى، +\v 12 وَزَجُّوهُ فِي السِّجْنِ رَيْثَمَا يُصْدِرُ الرَّبُّ حُكْمَهُ عَلَيْهِ. +\s5 +\p +\v 13 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 14 «خُذِ الشَّاتِمَ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ، وَاجْعَلْ جَمِيعَ الَّذِينَ سَمِعُوا تَجْدِيفَهُ يَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِهِ، وَيَرْجُمُهُ كُلُّ الشَّعْبِ. +\s5 +\v 15 وَقُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: كُلُّ مَنْ شَتَمَ إِلَهَهُ يُعَاقَبُ بِذَنْبِهِ. +\v 16 وَمَنْ جَدَّفَ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ يُقْتَلُ، إِذْ يَرْجُمُهُ الشَّعْبُ رَجْماً، الْغَرِيبُ كَالإِسْرَائِيلِيِّ يُعَاقَبُ بِالْقَتْلِ عِنْدَ تَجْدِيفِهِ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ. +\s5 +\p +\v 17 وَإذَا قَتَلَ أَحَدٌ إِنْسَاناً فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. +\v 18 وَمَنْ أَمَاتَ بَهِيمَةَ جَارِهِ يُعَوِّضُ عَنْهَا نَفْساً بِنَفْسٍ. +\s5 +\v 19 وَمَنْ أَوْقَعَ بِقَرِيبِهِ ضَرَراً فَبِمِثْلِ مَا أَوْقَعَ يُوْقَعُ بِهِ. +\v 20 كَسْرٌ بِكَسْرٍ وَعَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَكَمَا أَنْزَلَ بِسِوَاهُ مِنْ أَذىً يُنْزَلُ بِهِ. +\v 21 مَنْ قَتَلَ بَهِيمَةَ جَارِهِ يُعَوِّضُ عَنْهَا، وَمَنْ قَتَلَ إِنْسَاناً يُقْتَلُ. +\s5 +\v 22 حُكْمٌ وَاحِدٌ يُطَبَّقُ عَلَيْكُمُ، الْغَرِيبُ كَالإِسْرَائِيلِيِّ، إِنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ». +\p +\v 23 فَأَمَرَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُخْرِجُوا الشَّاتِمَ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ وَيَرْجُمُوهُ بِالْحِجَارَةِ، فَنَفَّذَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَمْرَ الرَّبِّ لِمُوسَى. + +\s5 +\c 25 +\s1 السنة السابعة +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى فِي جَبَلِ سِينَاءَ: +\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: مَتَى جِئْتُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَهَبُكُمْ إِيَّاهَا، لَا تَزْرَعُوهَا فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ. +\s5 +\v 3 ازْرَعْ حَقْلَكَ سِتَّ سَنَوَاتٍ، وَقَلِّمْ كَرْمَكَ سِتَّ سَنَوَاتٍ، وَاجْمَعْ غَلَّتَهُمَا. +\v 4 وَأَمَّا السَّنَةُ السَّابِعَةُ فَفِيهَا تُرِيحُ الأَرْضَ وَتُعَطِّلُهَا سَبْتاً لِلرَّبِّ. لَا تَزْرَعْ فِيهَا حَقْلَكَ وَلا تُقَلِّمْ كَرْمَكَ. +\s5 +\v 5 لَا تَحْصُدْ زَرْعَكَ الَّذِي نَمَا بِنَفْسِهِ، وَلا تَقْطِفْ عِنَبَ كَرْمِكَ الْمُحْوِلِ، بَلْ تَكُونُ سَنَةَ رَاحَةٍ لِلأَرْضِ. +\v 6 وَمَا تُغِلُّهُ الأَرْضُ فِي سَنَةِ الرَّاحَةِ يَكُونُ طَعَاماً لَكَ وَلِعَبْدِكَ وَأَمَتِكَ وَأَجِيرِكَ وَالْمُسْتَوْطِنِ النَّازِلِ عِنْدَكَ، +\v 7 وَكَذَلِكَ تَكُونُ كُلُّ غَلَّتِهَا طَعَاماً لِلْبَهَائِمِ وَلِلْحَيَوَانِ الرَّاعِي فِيهَا. +\s1 سنة اليوبيل +\s5 +\p +\v 8 وَبَعْدَ انْقِضَاءِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، أَيْ بَعْدَ سَبْعِ سُبُوتٍ مِنَ السِّنِينَ، +\v 9 فِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ، مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ سَنَةً عِبْرِيَّةً، تَنْفُخُونَ بُوقَ الْهُتَافِ فِي يَوْمِ الْكَفَّارَةِ فِي جَمِيعِ أَرْضِكُمْ، +\s5 +\v 10 وَتُقَدِّسُونَ السَّنَةَ الْخَمْسِينَ وَتُعْلِنُونَ فِيهَا الْعِتْقَ لِجَمِيعِ سُكَّانِهَا، فَتَكُونُ لَكُمْ يُوبِيلاً، وَتَرْجِعُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مُلْكِهِ وَعَشِيرَتِهِ. +\s5 +\v 11 وَتَكُونُ لَكُمُ السَّنَةُ الْخَمْسُونَ هَذِهِ يُوبِيلاً، لَا تَزْرَعُوا فِيهَا وَلا تَحْصُدُوا غَلَّتَهَا وَلا تَقْطِفُوا كَرْمَهَا الْمُحْوِلَ. +\v 12 إِنَّهَا يُوبِيلٌ، سَنَةٌ مُقَدَّسَةٌ لَكُمْ. لَا تَأْكُلُوا إِلّا مَا يُجْنَى مُبَاشَرَةً مِنَ الْحَقْلِ. +\s5 +\v 13 وَفِي سَنَةِ الْيُوبِيلِ هَذِهِ يَرْتَدُّ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مُلْكِهِ. +\v 14 فَإِنْ بِعْتَ مُوَاطِنَكَ، أَوِ اشْتَرَيْتَ مِنْهُ، فَلا تَظْلِمْهُ. +\s5 +\v 15 يَكُونُ شِرَاؤُكَ مِنْ صَاحِبِكَ وَفْقاً لِعَدَدِ السِّنِينَ بَعْدَ الْيُوبِيلِ، وَبَيْعُهُ لَكَ يَكُونُ بِنَاءً عَلَى سِنِي الْغَلَّةِ. +\v 16 فَكُلَّمَا كَثُرَتِ السِّنُونَ تَزِيدُ قِيمَتُهُ، وَكُلَّمَا قَلَّتِ السِّنُونَ يَنْخَفِضُ ثَمَنُهُ، لأَنَّهُ يَبِيعُكَ بِنَاءً عَلَى عَدَدِ الْغَلّاتِ، +\v 17 فَلا يَظْلِمَنَّ أَحَدٌ صَاحِبَهُ، بَلِ اتَّقِ إِلَهَكَ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. +\s5 +\v 18 فَاعْمَلُوا بِفَرَائِضِي وَرَاعُوا أَحْكَامِي وَمَارِسُوهَا، لِتَسْكُنُوا فِي الأَرْضِ آمِنِينَ، +\v 19 عِنْدَئِذٍ تَغِلُّ الأَرْضُ ثَمَرَهَا، فَتَأْكُلُونَ وَتَشْبَعُونَ وَتَسْكُنُونَ عَلَيْهَا آمِنِينَ. +\s5 +\v 20 وَإِنْ قُلْتُمْ: مَاذَا نَأْكُلُ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ إِنْ لَمْ نَزْرَعْ وَلَمْ نَجْمَعْ غَلَّتَنَا؟ +\v 21 هَا أَنَا آمُرُ بِبَرَكَتِي لَكُمْ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ فَتُغِلُّ لِثَلاثِ سِنِينَ، +\v 22 فَتَزْرَعُونَ فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ وَتَأْكُلُونَ مِنَ الْغَلَّةِ الْقَدِيمَةِ إِلَى أَنْ يَتِمَّ حَصِيدُ مَوْسِمِ السَّنَةِ التَّاسِعَةِ. +\s5 +\p +\v 23 أَمَّا الأَرْضُ فَلا تُبَاعُ مُطْلَقاً لأَنَّ لِي الأَرْضَ، وَأَنْتُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاءُ عِنْدِي. +\v 24 بَلْ فِي كُلِّ عَقْدِ بَيْعٍ تَضَعُونَ شَرْطَ فِكَاكٍ لِلأَرْضِ. +\v 25 وَإذَا افْتَقَرَ مُوَاطِنُكَ وَبَاعَ بَعْضَ مُلْكِهِ فَلْيَأْتِ أَقْرَبُ أَقْرِبَائِهِ وَيَفُكَّ مَبِيعَ قَرِيبِهِ +\s5 +\v 26 وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ قَرِيبٌ، وَاسْتَطَاعَ الْحُصُولَ عَلَى مِقْدَارٍ كَافٍ مِنَ الْمَالِ لِفَكِّ الْبَيْعِ، +\v 27 فَلْيَحْسُبْ عَدَدَ السَّنَوَاتِ الَّتِي انْقَضَتْ عَلَى الْمَبِيعِ، وَمَا هُوَ مُتَبَقٍّ مِنْهَا حَتَّى حُلُولِ سَنَةِ الْيُوبِيلِ، فَيَدْفَعَ لِلْمُشْتَرِي مَا يُعَادِلُ غِلَالَ السَّنَوَاتِ الْمُتَبَقِّيَةِ، وَيَسْتَرِدَّ مُلْكَهُ +\v 28 وَإِنْ لَمْ يَتَوَافَرْ لَدَيْهِ الْمَالُ لاِسْتِرْدَادِ مَبِيعِهِ مِنْ يَدِ الشَّارِي، فَلْيَنْتَظِرْ حَتَّى حُلُولِ سَنَةِ الْيُوبِيلِ لِيَسْتَرِدَّ مُلْكَهُ. +\s5 +\p +\v 29 وَإذَا بَاعَ إِنْسَانٌ بَيْتاً لِلسُّكْنَى فِي مَدِينَةٍ مُسَوَّرَةٍ يَحِقُّ اسْتِرْدَادُهُ فِي خِلالِ سَنَةٍ مِنْ بَيْعِهِ. +\v 30 وَإِنْ عَجَزَ عَنْ فِكَاكِهِ قَبْلَ انْقِضَاءِ سَنَةٍ، يُصْبِحُ الْبَيْتُ الَّذِي فِي الْمَدِينَةِ الْمُسَوَّرَةِ مِنْ حَقِّ شَارِيهِ وَنَسْلِهِ لَا يُرَدُّ فِي سَنَةِ الْيُوبِيلِ. +\s5 +\v 31 أَمَّا الْبُيُوتُ الْمَبِيعَةُ فِي الْقُرَى غَيْرِ الْمُسَوَّرَةِ فَإِنَّهَا تُعَامَلُ مُعَامَلَةَ الْحُقُولِ الزِّرَاعِيَّةِ، قَابِلَةٌ لِلْفِكَاكِ وَالاسْتِرْدَادِ فِي سَنَةِ الْيُوبِيلِ. +\v 32 أَمَّا بُيُوتُ اللّاوِيِّينَ الْقَائِمَةُ فِي مُدُنِ اللّاوِيِّينَ الْمُسَوَّرَةِ، فَإِنَّ لِلّاوِيِّينَ حَقَّ اسْتِرْدَادِهَا دَائِماً، +\s5 +\v 33 فَبُيُوتُ اللّاوِيِّينَ قَابِلَةٌ لِلْفِكَاكِ وَتُسْتَرَدُّ فِي سَنَةِ الْيُوبِيلِ، لأَنَّ بُيُوتَهُمْ فِي مُدُنِ اللّاوِيِّينَ هِيَ مُلْكُهُمْ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\v 34 أَمَّا الْمَزَارِعُ الْمُحِيطَةُ بِمُدُنِهِمْ فَلا تُبَاعُ، لأَنَّهَا مُلْكٌ أَبَدِيٌّ لَهُمْ. +\s5 +\p +\v 35 وَإذَا افْتَقَرَ أَخُوكَ وَعَجَزَ عَنْ إِعَالَةِ نَفْسِهِ فِي وَسَطِكَ، فَأَعِنْهُ، سَوَاءٌ كَانَ غَرِيباً أَوْ مُوَاطِناً، لِيَتَمَكَّنَ مِنَ الْعَيْشِ مَعَكَ. +\v 36 اِتَّقِ إِلَهَكَ وَلا تَأْخُذْ مِنْهُ رِباً وَلا رِبْحاً، لِيَتَمَكَّنَ مِنَ الْعَيْشِ فِي وَسَطِكَ +\v 37 لَا تُقْرِضْهُ فِضَّتَكَ بِرِباً، وَلا تَبِعْهُ طَعَامَكَ بِرِبْحٍ. +\v 38 أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ لِيَهَبَكُمْ أَرْضَ كَنْعَانَ، فَيَكُونُ لَكُمْ إِلَهاً. +\s5 +\p +\v 39 وَإذَا افْتَقَرَ أَخُوكَ وَبِيعَ لَكَ عَبْداً، فَلا تُعَامِلْهُ كَعَبْدٍ، +\v 40 بَلْ لِيَكُنْ عِنْدَكَ كَأَجِيرٍ أَوْ نَزِيلٍ، فَيَخْدُمَكَ حَتَّى حُلُولِ سَنَةِ الْيُوبِيلِ، +\v 41 ثُمَّ تَعْتِقُهُ هُوَ وَأَوْلادَهُ، وَيَعُودُ إِلَى قَوْمِهِ، وَيَرْجِعُ إِلَى مُلْكِ آبَائِهِ، +\s5 +\v 42 لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَبِيدِي الَّذِينَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ مِصْرَ، لَا يُبَاعُونَ كَالْعَبِيدِ. +\v 43 لَا تَطْغَ بِتَسَلُّطِكَ، بَلِ اتَّقِ إِلَهَكَ، +\v 44 وَلْيَكُنْ عَبِيدُكُمْ وَإِمَاؤُكُمْ مِنَ الشُّعُوبِ الَّتِي حَوْلَكُمْ، مِنْهَا تَقْتَنُونَ عَبِيداً وَإِمَاءً، +\s5 +\v 45 وَكَذَلِكَ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُسْتَوْطِنِينَ النَّازِلِينَ عِنْدَكُمْ، فَمِنْهُمْ وَمِنْ عَشَائِرهِمْ، الَّذِينَ عِنْدَكُمُ الْمَوْلُودِينَ فِي أَرْضِكُمْ، تَقْتَنُونَ عَبِيداً لَكُمْ. +\v 46 وَتُوَرِّثُونَهُمْ لِبَنِيكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ مِيرَاثَ مُلْكٍ، فَيَكُونُونَ عَبِيداً لَكُمْ إِلَى الأَبَدِ. وَأَمَّا إِخْوَتُكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلا تَطْغَوْا بِتَسَلُّطِكُمْ عَلَيْهِمْ. +\s5 +\p +\v 47 وَإذَا اغْتَنَى غَرِيبٌ أَوْ نَزِيلٌ مُقِيمٌ فِي وَسَطِكُمْ، وَافْتَقَرَ أَخُوكَ فَبِيعَ لِلْغَرِيبِ الْمُسْتَوْطِنِ عِنْدَكَ، أَوْ لِنَسْلِ عَشِيرَتِهِ، +\v 48 فَلْيَفُكَّهُ وَاحِدٌ مِنْ أَقْرِبَائِهِ بَعْدَ بَيْعِهِ، لأَنَّهُ يَمْلِكُ حَقَّ الانْعِتَاقِ. +\s5 +\v 49 أَوْ يَفُكَّهُ عَمُّهُ أَوِ ابْنُ عَمِّهِ أَوْ أَحَدُ أَقْرِبَائِهِ مِنْ أَبْنَاءِ عَشِيرَتِهِ، أَوْ يَسْتَرِدَّ هُوَ نَفْسُهُ حُرِّيَّتَهُ إِذَا حَصَلَ عَلَى مَا يَكْفِي مِنْ مَالٍ، +\v 50 فَيَتَحَاسَبُ مَعَ شَارِيهِ مُنْذُ سَنَةِ بَيْعِهِ حَتَّى سَنَةِ الْيُوبِيلِ، فَيَكُونُ ثَمَنُ عِتْقِهِ وَفْقاً لِمَا يُدْفَعُ لأَجِيرٍ، لِذَلِكَ الْعَدَدِ مِنَ السَّنَوَاتِ. +\s5 +\v 51 وَإذَا كَانَتِ السَّنَوَاتُ الْبَاقِيَةُ حَتَّى حُلُولِ الْيُوبِيلِ كَثِيرَةً، فَعَلَيْهِ أَنْ يَدْفَعَ نِسْبَةً أَكْبَرَ مِنْ أَصْلِ الثَّمَنِ الَّذِي دُفِعَ فِي شِرَائِهِ، اِسْتِرْدَاداً لِحُرِّيَّتِهِ. +\v 52 وَإِنْ كَانَتِ السَّنَوَاتُ الْبَاقِيَةُ حَتَّى سَنَةِ الْيُوبِيلِ قَلِيلَةً، فَعَلَيْهِ أَنْ يَحْسُبَ عَدَدَ السَّنَوَاتِ وَيَدْفَعَ وَفْقَهَا فِي سَبِيلِ فِكَاكِهِ. +\s5 +\v 53 وَعَلَى الأَجْنَبِيِّ أَنْ يُعَامِلَهُ كَأَجِيرٍ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ، وَلا يَقْسُوَ عَلَيْهِ أَمَامَ عَيْنَيْكَ. +\v 54 وَإِنْ لَمْ يُوْجَدْ سَبِيلٌ لِفِكَاكِهِ، فَإِنَّهُ يُعْتَقُ هُوَ وَبَنُوهُ مَعَهُ فِي سَنَةِ الْيُوبِيلِ. +\v 55 لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِي عَبِيدٌ. هُمْ عَبِيدِي الَّذِينَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ مِصْرَ. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. + +\s5 +\c 26 +\s1 بركات الطاعة +\p +\v 1 لَا تَصْنَعُوا لَكُمْ أَصْنَاماً، وَلا تُقِيمُوا لَكُمْ تَمَاثِيلَ مَنْحُوتَةً، أَوْ أَنْصَاباً مُقَدَّسَةً، وَلا تَرْفَعُوا حَجَراً مُصَوَّراً فِي أَرْضِكُمْ لِتَسْجُدُوا لَهُ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. +\v 2 رَاعُوا رَاحَةَ أَيَّامِ السَّبْتِ، وَوَقِّرُوا مَقْدِسِي، فَأَنَا الرَّبُّ. +\s5 +\p +\v 3 إِنْ سَلَكْتُمْ فِي فَرَائِضِي وَأَطَعْتُمْ وَصَايَايَ وَعَمِلْتُمْ بِها، +\v 4 فَإِنِّي أَسْكُبُ عَلَيْكُمُ الْمَطَرَ فِي أَوَانِهِ، وَتُعْطِي الأَرْضُ غَلَّتَهَا، وَتُثْمِرُ أَشْجَارُ الْحَقْلِ، +\s5 +\v 5 فَتَسْتَمِرُّ دِرَاسَةُ حِنْطَتِكُمْ حَتَّى مَوْعِدِ قِطَافِ الْعِنَبِ، وَيَسْتَمِرُّ قِطَافُ الْعِنَبِ حَتَّى مَوْسِمِ الزِّرَاعَةِ، فَتَأْكُلُونَ خُبْزَكُمْ حَتَّى الشَّبْعِ، وَتَسْكُنُونَ فِي أَرْضِكُمْ آمِنِينَ. +\v 6 وَأُشِيعُ سَلاماً فِي الأَرْضِ، فَتَنَامُونَ مُطْمَئِنِّينَ، وَأُبِيدُ الْوُحُوشَ الْبَرِّيَّةَ مِنَ الأَرْضِ وَلا يَجْتَازُ سَيْفٌ فِي دِيَارِكُمْ. +\s5 +\v 7 وَتَطْرُدُونَ أَعْدَاءَكُمْ فَيَسْقُطُونَ أَمَامَكُمْ بِالسَّيْفِ. +\v 8 خَمْسَةٌ مِنْكُمْ يَطْرُدُونَ مِئَةً، وَمِئَةٌ مِنْكُمْ يَطْرُدُونَ عَشَرَةَ آلافٍ. وَيَتَسَاقَطُ أَعْدَاؤُكُمْ أَمَامَكُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ، +\s5 +\v 9 وَأَرْعَاكُمْ بِعِنَايَتِي، وَأُنَمِّيكُمْ وَأُكَثِّرُكُمْ، وَأَفِي بِمِيثَاقِي مَعَكُمْ، +\v 10 وَتَظَلُّونَ تَأْكُلُونَ مِنَ الْغِلالِ الْقَدِيمَةِ حِينَ تُفَرِّغُونَهَا مِنْ مَخَازِنِهَا لِتُوَسِّعُوا لِغَلّاتِ السَّنَةِ الْجَدِيدَةِ. +\s5 +\v 11 وَأُقِيمُ مَسْكَنِي فِي وَسَطِكُمْ وَلا أَخْذِلُكُمْ، +\v 12 وَأَسِيرُ بَيْنَكُمْ وَأَكُونُ إِلَهَكُمْ، وَأَنْتُمْ تَكُونُونُ لِي شَعْباً. +\v 13 أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ أَخْرَجْتُكُمْ مِنْ مِصْرَ، وَحَطَّمْتُ أَغْلالَ قُيُودِكُمْ وَرَفَعْتُ شَأْنَكُمْ، لِكَيْ لَا تَظَلُّوا عَبِيداً لِلْمِصْرِيِّينَ فِي مَا بَعْدُ. +\s1 عقوبات العصيان +\s5 +\p +\v 14 وَلَكِنْ إِنْ عَصَيْتُمُونِي وَلَمْ تَعْمَلُوا بِكُلِّ هَذِهِ الْوَصَايَا، +\v 15 وَإِنْ تَنَكَّرْتُمْ لِفَرَائِضِي وَكَرِهْتُمْ أَحْكَامِي وَلَمْ تَعْمَلُوا بِكُلِّ وَصَايَايَ، بَلْ نَكَثْتُمْ مِيثَاقِي، +\s5 +\v 16 فَإِنِّي أَبْتَلِيكُمْ بِالرُّعْبِ الْمُفَاجِئِ وَدَاءِ السِّلِّ وَالْحُمَّى الَّتِي تُفْنِي الْعَيْنَيْنِ وَتُتْلِفُ النَّفْسَ، وَتَزْرَعُونَ عَلَى غَيْرِ طَائِلٍ، وَيَنْهَبُ أَعْدَاؤُكُمْ زَرْعَكُمْ. +\v 17 وَأَنْقَلِبُ عَلَيْكُمْ فَتَنْهَزِمُونَ أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ، وَيَتَحَكَّمُ بِكُمْ مُبْغِضُوكُمْ وَتَهْرُبُونَ مِنْ غَيْرِ طَارِدٍ لَكُمْ. +\s5 +\p +\v 18 وَإِنْ أَمْعَنْتُمْ فِي عِصْيَانِكُمْ أَزِيدُ مِنْ عِقَابِكُمْ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَفْقاً لِخَطَايَاكُمْ. +\v 19 أُذِلُّ غَطْرَسَتَكُمْ، وَأَجْعَلُ سَمَاءَكُمْ كَالْحَدِيدِ لَا تُمْطِرُ وَأَرْضَكُمْ كَالنُّحَاسِ لَا تُغِلُّ +\v 20 فَيَذْهَبُ جَهْدُكُمْ بَاطِلاً لأَنَّ أَرْضَكُمْ لَنْ تُعْطِيَ غَلَّتَهَا، وَأَشْجَارَ الأَرْضِ لَنْ تُعْطِيَ أَثْمَارَهَا. +\s5 +\p +\v 21 وَإِنْ وَاظَبْتُمْ عَلَى عِصْيَانِكُمْ وَأَبَيْتُمْ طَاعَتِي، أُضَاعِفُ عِقَابِي لَكُمْ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَفْقاً لِخَطَايَاكُمْ. +\v 22 وَأُطْلِقُ عَلَيْكُمْ وُحُوشَ الصَّحْرَاءِ فَتَفْتَرِسُ أَوْلادَكُمْ وَتُهْلِكُ بَهَائِمَكُمْ، وَتُنْقِصُ مِنْ عَدَدِكُمْ، فَتُقْفِرُ طُرُقَاتُكُمْ. +\s5 +\p +\v 23 وَإِنْ لَمْ تَتَّعِظُوا، وَتَمَادَيْتُمْ فِي عِصْيَانِكُمْ، +\v 24 أَنْقَلِبُ عَلَيْكُمْ وَأَزِيدُ فِي بَلائِكُمْ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَفْقاً لِخَطَايَاكُمْ. +\s5 +\v 25 أُسَلِّطُ عَلَيْكُمْ سَيْفَ الْعَدُوِّ. فَيَنْتَقِمُ مِنْكُمْ لِنَقْضِكُمْ مِيثَاقِي، فَتَحْتَمُونَ بِمُدُنِكُمْ حَيْثُ أُرْسِلُ عَلَيْكُمُ الْوَبَاءَ وَتُسَلَّمُونَ إِلَى يَدِ الْعَدُوِّ +\v 26 وَحِينَ أَقْطَعُ عَنْكُمْ مَؤُونَةَ الدَّقِيقِ، تَخْبِزُ عَشْرُ نِسَاءٍ خُبْزَكُمْ فِي فُرْنٍ وَاحِدٍ لِقِلَّةِ الدَّقِيقِ، وَتَقْسِمُونَ الْخُبْزَ بِالْمِيزَانِ فَتَأْكُلُونَ وَلا تَشْبَعُونَ. +\s5 +\p +\v 27 وَإِنْ لَمْ يُجْدِ هَذَا الْعِقَابُ فِي تَأْدِيبِكُمْ، فَتَمَادَيْتُمْ فِي عِصْيَانِكُمْ، +\v 28 فَإِنِّي أَزِيدُ فِي احْتِدَامِ غَضَبِي، مِنْ عَدَائِي لَكُمْ وَأُضَاعِفُ عِقَابِي سَبْعَ مَرَّاتٍ أُخْرَى وَفْقاً لِخَطَايَاكُمْ، +\s5 +\v 29 فَتَأْكُلُونَ لَحْمَ أَبْنَائِكُمْ وبَنَاتِكُمْ. +\v 30 وَأَهْدِمُ مَذَابِحَ مُرْتَفَعَاتِكُمْ، وَأُحَطِّمُ أَصْنَامَ شَمُوسِكُمْ وَأُكَوِّمُ جُثَثَكُمْ فَوْقَ بَقَايَا أَصْنَامِكُمْ، وَتَنْبِذُكُمْ نَفْسِي. +\s5 +\v 31 وَأُحَوِّلُ مُدُنَكُمْ إِلَى خَرَائِبَ، وَأَجْعَلُ مَقَادِسَكُمْ مُوْحِشَةً، وَلا أَبْتَهِجُ بِرَائِحَةِ تَقْدِمَاتِ سُرُورِكُمْ، +\v 32 وَأَجْعَلُ الأَرْضَ قَفْراً فَيَرْتَاعُ مِنْ وَحْشَتِهَا أَعْدَاؤُكُمُ السَّاكِنُونَ فِيهَا +\v 33 وَأُشَتِّتُكُمْ بَيْنَ الشُّعُوبِ، وَأُجَرِّدُ عَلَيْكُمْ سَيْفِي، وَأُلاحِقُكُمْ، وَأُحَوِّلُ أَرْضَكُمْ إِلَى قَفْرٍ وَمُدُنَكُمْ إِلَى خَرَائِبَ. +\s5 +\v 34 عِنْدَئِذٍ تَسْتَوْفِي الأَرْضُ رَاحَةَ سُبُوتِهَا طَوَالَ سِنِي وَحْشَتِهَا وَأَنْتُمْ مُشَتَّتُونَ فِي دِيَارِ أَعْدَائِكُمْ. حِينَئِذٍ تَرْتَاحُ الأَرْضُ وَتَسْتَوْفِي سِنِي سُبُوتِهَا. +\v 35 فَتُعَوِّضُ فِي أَيَّامِ وَحْشَتِهَا عَنْ رَاحَتِهَا الَّتِي لَمْ تَنْعَمْ بِها فِي سَنَوَاتِ سُبُوتِكُمْ عِنْدَمَا كُنْتُمْ تُقِيمُونَ عَلَيْهَا. +\v 36 أَمَّا الْبَاقُونَ مِنْكُمْ فِي أَرْضِ أَعْدَائِكُمْ، فَإِنِّي أُلْقِي الرُّعْبَ فِي قُلُوبِهِمْ فَيَهْرُبُونَ مِنْ حَفِيفِ وَرَقَةٍ تَسُوقُهَا الرِّيحُ، وَكَأَنَّهُمْ يَهْرُبُونَ مِنَ السَّيْفِ، وَيَسْقُطُونَ وَلَيْسَ ثَمَّةَ مِنْ طَارِدٍ لَهُمْ. +\s5 +\v 37 وَيَعْثُرُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ كَمَنْ يَفِرُّ مِنْ أَمَامِ سَيْفٍ مِنْ غَيْرِ طَارِدٍ لَهُمْ، وَلا تَثْبُتُونَ أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ +\v 38 فَتَهْلِكُونَ بَيْنَ الشُّعُوبِ، وَتَبْتَلِعُكُمْ أَرْضُ أَعْدَائِكُمْ. +\v 39 أَمَّا بَقِيَّتُكُمْ فَتَفْنَى بِذُنُوبِهَا وَذُنُوبِ آبَائِهَا فِي أَرْضِ أَعْدَائِكُمْ كَمَا فَنِيَ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلِهِمْ. +\s5 +\p +\v 40 وَلَكِنْ إِنِ اعْتَرَفُوا بِخَطَايَاهُمْ وَخَطَايَا آبَائِهِمْ وَبِخِيَانَتِهِمْ لِي وَعَدَاوَتِهِمْ، +\v 41 الَّتِي جَعَلَتْنِي أَنْقَلِبُ عَلَيْهِمْ وَأَنْفِيهِمْ إِلَى أَرْضِ أَعْدَائِهِمْ، وَإِنْ خَضَعَتْ قُلُوبُهُمُ النَّجِسَةُ بَعْدَ أَنِ اسْتَوْفَوْا عِقَابَ خَطَايَاهُمْ، +\v 42 فَإِنِّي أَذْكُرُ عَهْدِي مَعَ يَعْقُوبَ، وَعَهْدِي مَعَ إِسْحاقَ، وَعَهْدِي مَعَ إِبْرَاهِيمَ، وَأَذْكُرُ الأَرْضَ، +\s5 +\v 43 الَّتِي أَقْفَرَتْ مِنْهُمْ، فَاسْتَوْفَتْ رَاحَةَ سُبُوتِهَا فِي أَثْنَاءِ نَفْيِهِمْ عَنْهَا، وَيَكُونُونَ آنَئِذٍ قَدِ اسْتَوْفَوْا عِقَابَ خَطَايَاهُمْ لأَنَّهُمْ تَنَكَّرُوا لِشَرَائِعِي وَكَرِهُوا فَرَائِضِي. +\s5 +\v 44 وَلَكِنْ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّنِي لَمْ أَنْبِذْهُمْ وَهُمْ فِي أَرْضِ أَعْدَائِهِمْ، وَلا كَرِهْتُهُمْ حَتَّى أُبِيدَهُمْ وَأَنْقُضَ عَهْدِي مَعَهُمْ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُهُمْ، +\v 45 بَلْ أَذْكُرُ عَهْدِي مَعَ آبَائِهِمِ الأَوَّلِينَ الَّذِينَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ عَلَى مَشْهَدٍ مِنَ الشُّعُوبِ لأَكُونَ لَهُمْ إِلَهاً. أَنَا الرَّبَّ». +\s5 +\p +\v 46 هَذِهِ هِيَ الْفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ وَالشَّرَائِعُ الَّتِي أَقَامَهَا الرَّبُّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ سِينَاءَ عَلَى لِسَانِ مُوسَى. + +\s5 +\c 27 +\s1 فداء المنذور +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ إِذَا نَذَرَ أَحَدٌ نَفْسَهُ أَوْ سِواهُ لِلرَّبِّ فَإِنَّ فِدَاءَ الْمَنْذُورِ يَكُونُ بِمُوجِبِ جَدْوَلِ تَقْدِيرِكَ التَّالِي حَسَبَ مَوَازِينِ الْقُدْسِ: +\s5 +\v 3 يُفْتَدَى كُلُّ ذَكَرٍ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ إِلَى ابْنِ سِتِّينَ سَنَةً بِخَمْسِينَ شَاقِلاً (نَحْوِ سِتِّ مِئةِ جِرَامٍ) مِنَ الْفِضَّةِ. +\v 4 وَتُفْتَدَي كُلُّ امْرَأَةٍ مَنْذُورَةٍ بِثَلاثِينَ شَاقِلاً (نَحْوِ ثَلاثِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) مِنَ الْفِضَّةِ. +\s5 +\v 5 أَمَّا إِنْ كَانَ الْمَنْذُورُ ذَكَراً مِنِ ابْنِ خَمْسِ سَنَوَاتٍ إِلَى عِشْرِينَ فَيُفْتَدَى بِعِشْرِينَ شَاقِلاً (نَحْوِ مِئَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) مِنَ الْفِضَّةِ. أَمَّا فِدَاءُ الأُنْثَى فَيَكُونُ عَشَرَةَ شَوَاقِلَ (نَحْوِ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً). +\v 6 وَإِنْ كَانَ عُمْرُ الْمَنْذُورِ بَيْنَ شَهْرٍ وَخَمْسِ سَنَوَاتٍ فَيُفْتَدَى الذَّكَرُ بِخَمْسَةِ شَوَاقِلَ (نَحْوِ سِتِّينَ جِرَاماً) مِنَ الْفِضَّةِ، وَالأُنْثَى بِثَلاثَةِ شَوَاقِلَ (نَحْوِ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ جِرَاماً). +\s5 +\v 7 وَإِنْ كَانَ الْمَنْذُورُ ذَكَراً ابْنَ سِتِّينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ يُفْتَدَى بِخَمْسَةَ عَشَرَ شَاقِلاً (نَحْوِ مِئَةٍ وَثَمَانِينَ جِرَاماً)؛ أَمَّا الأُنْثَى فَتُفْتَدَى بِعَشَرَةِ شَوَاقِلَ (نَحْوِ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً). +\v 8 وَإِنْ كَانَ النَّاذِرُ فَقِيراً يَعْجُزُ عَنْ دَفْعِ الْقِيمَةِ الْمُقِدَّرَةِ، يَحْضُرُ إِلَى الْكَاهِنِ فَيُقَدِّرُ فِدَاءَهُ وَفْقاً لِقُدْرَةِ النَّاذِرِ الْمَادِّيَّةِ. +\s5 +\p +\v 9 وَإِنْ كَانَ الْمَنْذُورُ بَهِيمَةً مِمَّا يُقَدِّمُونَهُ قُرْبَاناً لِلرَّبِّ فَإِنَّ هَذِهِ الْبَهِيمَةَ تُصْبِحُ قُدْسَاً لِلرَّبِّ. +\v 10 لَا يُغَيِّرُهُ النَّاذِرُ وَلا يُبَدِّلُهُ جَيِّداً بِرَدِيءٍ أَوْ رَدِيئاً بِجَيِّدٍ. وَإِنِ اسْتَبْدَلَ بَهِيمَةً بِأُخْرَى فَإِنَّهَا تَكُونُ هِيَ وَبَدِيلُهَا قُدْساً لِلرَّبِّ. +\s5 +\v 11 وَإِنْ كَانَ النَّذْرُ بَهِيمَةً نَجِسَةً، لَا يَجُوزُ تَقْرِيبُهَا لِلرَّبِّ، يُحْضِرُ النَّاذِرُ الْبَهِيمَةَ أَمَامَ الْكَاهِنِ، +\v 12 فَيُقَدِّرُ قِيمَتَهَا، سَوَاءَ كَانَتْ جَيِّدَةً أَمْ رَدِيئَةً، وَحَسَبَ تَقْدِيرِ الْكَاهِنِ يَدْفَعُ النَّاذِرُ قِيمَتَهَا. +\v 13 فَإِنْ فَكَّهَا فَعَلَيْهِ أَنْ يُضِيفَ خُمْسَهَا عَلَى تَقْدِيرِ الْكَاهِنِ. +\s5 +\p +\v 14 وَإِنْ كَرَّسَ إِنْسَانٌ بَيْتَهُ قُدْساً لِلرَّبِّ، يُقَدِّرُ الْكَاهِنُ قِيمَتَهُ وَفْقاً لِحَالَتِهِ مِنَ الْجَوْدَةِ وَالرَّدَاءَةِ. وَحَسَبَ تَقْدِيرِ الْكَاهِنِ هَكَذَا يَكُونُ. +\v 15 فَإِذَا رَغِبَ الْمُكَرِّسُ أَنْ يَفُكَّ بَيْتَهُ، يُضِيفُ عَلَى تَقْدِيرِ الْكَاهِنِ مَا يُعَادِلُ خُمْسَهُ وَيَسْتَرِدُّهُ. +\s5 +\v 16 وَإِنْ كَرَّسَ إِنْسَانٌ جُزْءاً مِنْ حَقْلٍ يَمْلِكُهُ لِلرَّبِّ، فَإِنَّ تَقْدِيرَك قِيمَتَهُ يَكُونُ عَلَى قَدْرِ مَا يُزْرَعُ فِيهِ مِنْ بِذَارٍ، فَيَكُونُ لِكُلِّ بِذَارِ حُومَرٍ (نَحْوِ مِئَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ لِتْراً) مِنْ بِذَارِ الشَّعِيرِ خَمْسُونَ شَاقِلاً (نَحْوِ سِتِّ مِئَةِ جِرَامٍ) مِنَ الْفِضَّةِ +\s5 +\v 17 فَإِنْ كَرَّسَ حَقْلَهُ فِي سَنَةِ الْيُوبِيلِ فَإِنَّهُ يَقُومُ بِدَفْعِ مَا تَمَّ تَقْدِيرُهُ. +\v 18 وَإِنْ كَرَّسَ حَقْلَهُ بَعْدَ سَنَةِ الْيُوبِيلِ فَعَلَى الْكَاهِنِ أَنْ يُقَدِّرَ قِيمَةَ الْفِضَّةِ وَفْقاً لِعَدَدِ السِّنِينَ الْبَاقِيَةِ لِحُلُولِ سَنَةِ الْيُوبِيلِ، فَيَتِمُّ إِنْقَاصُ تَقْدِيرِكَ. +\s5 +\v 19 فَإِنْ فَكَّ الْمُكَرِّسُ الْحَقْلَ يُضِيفُ عَلَى تَقْدِيرِكَ خُمْسَهُ مِنَ الْفِضَّةِ وَيَسْتَرِدُّهُ. +\v 20 لَكِنْ إِنْ لَمْ يَفُكَّ الْحَقْلَ، وَبَاعَهُ لإِنْسَانٍ آخَرَ فَإِنَّهُ لَا يَسْتَرِدُّهُ أَبَداً، +\v 21 بَلْ يُصْبِحُ الْحَقْلُ فِي سَنَةِ الْيُوبِيلِ قُدْساً لِلرَّبِّ، وَيَكُونُ مُلْكاً لِلْكَاهِنِ. +\s5 +\p +\v 22 وَإِنِ اشْتَرَى حَقْلاً وَلَمْ يَكُنْ قَدْ آل إِلَيْهِ بِالْمِيرَاثِ، وَكَرَّسَهُ لِلرَّبِّ، +\v 23 يُقَدِّرُ الْكَاهِنُ ثَمَنَهُ حَسَبَ تَقْدِيرِكَ إِلَى سَنَةِ الْيُوبِيلِ. فَيَدْفَعُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِقْدَارَ تَقْدِيرِكَ، قُدْساً لِلرَّبِّ. +\s5 +\v 24 وَفِي سَنَةِ الْيُوبِيلِ يُرَدُّ الْحَقْلُ إِلَى مَالِكهِ الَّذِي بَاعَهُ إِيَّاهُ، +\v 25 أَمَّا تَقْدِيرُكَ فَيَكُونُ قَائِماً عَلَى شَاقِلِ الْمَقْدِسِ، فَكُلُّ عِشْرِينَ جِيرَةً تُعَادِلُ شَاقِلاً، (أَيِ اثْنَيْ عَشَرَ جِرَاماً) مِنَ الْفِضَّةِ. +\s5 +\p +\v 26 لَا يُقَدِّسْ أَحَدٌ بِكْراً مِنَ الْبَهَائِمِ فَإِنَّهُ يُفْرَزُ لِلرَّبِّ، سَوَاءَ كَانَ ثَوْراً أَمْ شَاةً فَهُوَ لِلرَّبِّ. +\v 27 أَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْبَهَائِمِ النَّجِسَةِ، فَعَلَى صَاحِبِهِ أَنْ يَفْدِيَهُ حَسَبَ تَقْدِيرِكَ، وَيُضِيفَ عَلَى ذَلِكَ خُمْسَهُ وَإِنْ لَمْ يَفْدِهِ يُبَاعُ وَفْقاً لِتَقْدِيرِكَ. +\s5 +\v 28 لَكِنْ كُلُّ مَا يُوْقِفُهُ إِنْسَانٌ لِلرَّبِّ مِمَّا يَمْلِكُهُ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْحُقُولِ الْمَوْرُوثَةِ فَلا يُبَاعُ وَلا يُفْتَدَى، لأَنَّ كُلَّ وَقْفٍ هُوَ قُدْسُ أَقْدَاسٍ لِلرَّبِّ. +\v 29 كُلُّ مَا يَصْدُرُ الأَمْرُ بِتَحْرِيمِهِ مِنَ النَّاسِ لَا يُفْدَى بَلْ يُقْتَلُ حَتْماً. +\s5 +\p +\v 30 كُلُّ عُشُورِ غَلّاتِ الأَرْضِ مِنَ الْحُبُوبِ وَأَثْمَارِ الشَّجَرِ هُوَ لِلرَّبِّ وَقُدْسٌ لَهُ. +\v 31 وَإِنْ فَكَّ إِنْسَانٌ بَعْضَ عُشْرِهِ يُضِيفُ عَلَيْهِ خُمْسَ ثَمَنِهِ. +\s5 +\v 32 أَمَّا كُلُّ عُشْرِ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ فَيَكُونُ الْعَاشِرُ مِنْهَا قُدْساً لِلرَّبِّ وَفْقاً لإِحْصَاءِ الرَّاعِي +\v 33 لَا فَرْقَ إِنْ كَانَ جَيِّداً أَوْ رَدِيًّا، وَلا يَجْرِي تَبْدِيلُهُ؛ وَإِنْ أُبْدِلَ يَكُونُ هُوَ وَبَدِيلُهُ قُدْساً لَا يُفْتَدَى». +\s5 +\p +\v 34 هَذِهِ هِيَ الْوَصَايَا الَّتِي أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى أَنْ يُبَلِّغَهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ سِينَاءَ. diff --git a/04-NUM.usfm b/04-NUM.usfm index c738689..92feec5 100755 --- a/04-NUM.usfm +++ b/04-NUM.usfm @@ -1,1641 +1,2220 @@ -\id NUM - New Arabic Version (Ketab El Hayat)‎ +\id NUM - New Arabic Version (Ketab El Hayat)‎ \ide UTF-8 -\rem Copyright © ‎1988, 1997, 2012 by Biblica, Inc‎.®‎ -\h العدد -\toc1 كِتَابُ الْعَدَدِ -\toc2 العدد -\toc3 عد -\mt1 كِتَابُ الْعَدَدِ -\imt مقدمة -\ip يعالج هذا الكتاب بالتفصيل، رحلة بني إسرائيل من جبل سيناء إلى تخوم أرض كنعان، وتأهبهم لدخول الأرض التي وعد بها الرب آباءهم؛ ولكنهم لجحودهم، وإثمهم وتمردهم على الله عوقبوا بالتيه وحرموا من دخول أرض الموعد وامتلاك الأرض، وظلوا مشردين تائهين في القفر طوال أربعين سنة بموجب قضاء الرب. ثم بعد أربعين سنة ارتدوا إلى تخوم أرض كنعان بعد أن تلقنوا درساً قاسياً في الطاعة والإذعان لوصايا الله ونواهيه. وبعد أن انتصروا في بعض المعارك شرقي نهر الأردن، تأهبوا لدخول أرض كنعان. -\ip لقد عكف موسى، بالوحي الإلهي، على إعلان أمانة الله وإيفائه بمواعيده، كما كشف عن خيانة الإنسان وغوايته وسهولة استسلامه لإغراء الخطيئة. فعلى الرغم من أن الشعب الإسرائيلي تنكر لله، بقي الله وفياً لوعده الذي قطعه على نفسه، فاقتاد الشعب في الصحراء وسد حاجاتهم من غير أن يغفل عن عقابهم كلما انحرفوا عن عبادته. -\ip إن المؤمنين المسيحيين، في العهد الجديد، يماثلون الشعب الإسرائيلي في تيههم، فنحن غرباء في هذه الأرض في انتظار تحقيق الوعد الإلهي لنا بالدخول إلى أرض كنعان السماوية. والحياة الأبدية لنا منذ الآن حيث نمثل دائماً في حضرة الرب. -\ie -\c 1 -\s1 الإحصاء -\p -\v 1 فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِخُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ قَائِلاً: -\v 2 «أَحْصُوا كُلَّ ذَكَرٍ بِاسْمِهِ مِنْ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ. -\v 3 وَعَلَيْكَ أَنْتَ وَهَرُونَ أَنْ تَحْسِبَهُمْ وَفْقاً لفِرَقِهِمْ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنَ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، مِنْ إِسْرَائِيلَ. -\v 4 وَلْيَكُنْ مَعَكُمَا مِنْ كُلِّ سِبْطٍ رَجُلٌ يَتَوَلَّى رِيَاسَةَ بَيْتِ آبَائِهِ. -\v 5 وَهَذِهِ أَسْمَاءُ الرِّجَالِ الَّذِينَ يُشْرِفُونَ مَعَكُمَا عَلَى الإحْصَاءِ: عَنْ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ أَلِيصُورُ بْنُ شَدَيْئُورَ. -\v 6 عَنْ سِبْطِ شِمْعُونَ شَلُومِيئِيلُ بْنُ صُورِيشَدَّايْ. -\v 7 عَنْ سِبْطِ يَهُوذَا نَحْشُونُ بْنُ عَمِّينَادَابَ. -\v 8 عَنْ سِبْطِ يَسَّاكَرَ نَثَنَائِيلُ بْنُ صُوغَرَ. -\v 9 عَنْ سِبْطِ زَبُولُونَ أَلِيآبُ بْنُ حِيلُونَ. -\v 10 عَنْ سِبْطِ أَفْرَايِمَ بْنُ يُوسُفَ أَلِيشَمَعُ بْنُ عَمِّيهُودَ. عَنْ سِبْطِ مَنَسَّى بْنِ يُوسُفَ جَمْلِيئِيلُ بْنُ فَدَهْصُورَ. -\v 11 عَنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ أَبِيدَنُ بْنُ جِدْعُونِي. -\v 12 عَنْ سِبْطِ دَانٍ أَخِيعَزَرُ بْنُ عَمِّيشَدَّايْ. -\v 13 عَنْ سِبْطِ أَشِيرَ فَجْعِيئِيلُ بْنُ عُكْرَنَ. -\v 14 عَنْ سِبْطِ جَادٍ أَلِيَاسَافُ بْنُ دَعُوئِيلَ. -\v 15 عَنْ سِبْطِ نَفْتَالِي أَخِيرَعُ بْنُ عِينَنَ. -\v 16 هَؤُلاءِ هُمُ الرِّجَالُ الْمُنْتَخَبُونَ مِنْ بَيْنِ الشَّعْبِ، رُؤَسَاءُ أَسْبَاطِهِمْ وَشُيُوخُ عَشَائِرِهِمْ». -\p -\v 17 فَأَخَذَ مُوسَى وَهَرُونُ هَؤُلاءِ الرِّجَالَ الَّذِينَ تَعَيَّنُوا بِأَسْمَائِهِمْ، -\v 18 وَجَمَعَا كُلَّ الشَّعْبِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ الثَّانِي. فانْتَسَبَ كُلُّ ذَكَرٍ بِاسْمِهِ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ فَمَا فَوْقُ إِلَى سِبْطِهِ حَسَبَ عَشِيرَتِهِ، -\v 19 كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. فَأَحْصَاهُمْ فِي صَحْرَاءِ سِينَاءَ. -\p -\v 20 فَمِنْ نَسْلِ رَأُوبَيْنَ بِكْرِ إِسْرَائِيلَ تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنَ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، -\v 21 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ سِتَّةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَخَمسَ مِئَةٍ. -\p -\v 22 وَمِنْ نَسْلِ شِمْعُونَ، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنَ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، -\v 23 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ شِمْعُونَ تِسْعَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَثَلاثَ مِئَةٍ. -\p -\v 24 وَمِنْ نَسْلِ جَادٍ، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنَ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، -\v 25 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ جَادٍ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَسِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ. -\p -\v 26 وَمِنْ نَسْلِ يَهُوذَا، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنَ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، -\v 27 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا أَرْبَعَةً وَسَبْعِينَ أَلْفاً وَسِتَّ مِئَةٍ. -\p -\v 28 وَمِنْ نَسْلِ يَسَّاكَرَ، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنَ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، -\v 29 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ يَسَّاكَرَ أَرْبَعَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. -\p -\v 30 وَمِنْ نَسْلِ زَبُولُونَ، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنَ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، -\v 31 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ زَبُولُونَ سَبْعَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. -\p -\v 32 وَمِنْ نَسْلِ أَفْرَايِمَ بْنِ يُوسُفَ، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنَ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، -\v 33 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ أَفْرَايِمَ أَرْبَعِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. -\p -\v 34 وَمِنْ نَسْلِ مَنَسَّى بْنِ يُوسُفَ، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنْ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، -\v 35 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ مَنَسَّى اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ أَلْفاً وَمِئَتَيْنِ. -\p -\v 36 وَمِنْ نَسْلِ بِنْيَامِينَ، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنْ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، -\v 37 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ خَمْسَةً وَثَلاثِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. -\p -\v 38 وَمِنْ نَسْلِ دَانٍ، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنْ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، -\v 39 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ دَانَ اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ. -\p -\v 40 وَمِنْ نَسْلِ أَشِيرَ، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنْ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، -\v 41 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ وَاحِداً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَخَمَسَ مِئَةٍ. -\p -\v 42 وَمِنْ نَسْلِ نَفْتَالِي، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مَنْ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، -\v 43 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ نَفْتَالِي ثَلاثَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. -\v 44 هَؤُلاءِ هُمْ جُمْلَةُ الَّذِينَ أَحْصَاهُمْ مُوسَى وَهَرُونَ وَرُؤَسَاءُ إِسْرَائِيلَ الاثْنَا عَشَرَ الْمُمَثِّلُونَ لأَسْبَاطِهِمْ. -\v 45 فَكَانَ الْمَجْمُوعُ الْكُلِّيُّ لِلرِّجَالِ الْمُحْصَيْنَ مِنْ إِسْرَائِيلَ الْبَالِغِينَ مِنْ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ مِنَ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ فِي إِسْرَائِيلَ -\v 46 سِتَّ مِئَةِ أَلْفٍ وَثَلاثَةَ آلافٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ. -\p -\v 47 أَمَّا اللّاوِيُّونَ الْمُنْتَسِبُونَ لِسِبْطِ آبَائِهِمْ فَلَمْ يُحْصَوْا بَيْنَهُمْ، -\v 48 إِذْ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 49 «أَمَّا سِبْطُ لاوِي فَلا تَحْسِبْهُ وَلا تُحْصِهِ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، -\v 50 بَلْ اعْهَدْ بِمَسْكِنِ الشَّهَادَةِ وَأَمْتِعَتِهِ كُلِّهَا وَسَائِرِ مَالَهُ إِلَى اللّاوِيِّينَ. فَهُمْ يَنْقُلُونَ الْمَسْكَنَ وَأَمْتِعَتَهُ كُلَّهَا وَيَعْتَنُونَ بِهِ، وَحَوْلَهُ يُقِيمُونَ. -\v 51 وَهُمُ الَّذِينَ يُنْزِلُونَ الْمَسْكَنَ عِنْدَ ارْتِحَالِهِ وَيَنْصِبُونَهُ عِنْدَ حُلُولِهِ، وَأَيُّ وَاحِدٍ آخَرَ غَيْرَهُمْ يَقْتَرِبُ مِنْهُ يُقْتَلُ. -\v 52 وَلْيَضْرِبْ بَنُو إِسْرَائِيلَ خِيَامَهُمْ كُلٌّ فِي مَوْضِعِهِ فِي الْمُخَيَّمِ، وَكُلٌّ تَحْتَ رَايَةِ قَوْمِهِ. -\v 53 وَأَمَّا اللّاوِيُّونَ فَيُقِيمُونَ حَوْلَ مَسْكَنِ الشَّهَادَةِ، لِئَلّا يَحِلَّ سَخَطُ الرَّبِّ عَلَى شَعْبِ إِسْرَائِيلَ. وَليُحَافِظِ اللّاوِيُّونَ عَلَى خِدْمَةِ مَسْكَنِ الشَّهَادَةِ وَشَعَائِرِهِ». -\v 54 فَنَفَّذَ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَمَاماً كُلَّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ مُوسَى. -\c 2 -\s1 ترتيبات تعيين مخيمات الأسباط -\p -\v 1 وَخَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَرُونَ: -\v 2 «لِيُخَيِّمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ كُلٌّ عِنْدَ رَايَتِهِ تَحْتَ أَعْلامِ بُيُوتِ آبَائِهِمْ، وَلْيُقِيمُوا مُقَابِلَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَحَوْلَهَا. -\p -\v 3 وَلْيُخَيِّمْ سِبْطُ يَهُوذَا بِرَايَتِهِ إِلَى الشَّرْقِ حَسَبَ عَشَائِرِهِ وَيَكُونُ رَئِيسُ سِبْطِ يَهُوذَا نَحْشُونَ بْنَ عَمِّينَادَابَ، -\v 4 وَعَدَدُ جُنُودِهِ الْمُحْصَوْنَ أَرْبَعَةٌ وَسَبْعُونَ أَلْفاً وَسِتُّ مِئَةٍ. -\v 5 وَلْيَنْزِلْ مَعَهُ كُلٌّ مِنْ سِبْطِ يَسَّاكَرَ الَّذِي يَرْأَسُهُ نَثَنَائِيلُ بْنُ صُوغَرَ، -\v 6 مَعَ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمُ الْبَالِغِينَ أَرْبَعَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. -\v 7 وَسِبْطِ زَبُولُونَ الَّذِي يَرْأَسُهُ أَلِيَآبُ بْنُ حِيلُونَ، -\v 8 مَعَ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمُ الْبَالِغِينَ سَبْعَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. -\v 9 فَمَجْمُوعُ الْمُحْصَيْنَ الْمُقِيمِينَ فِي مِنْطَقَةِ يَهُوذَا مِئَةُ أَلْفٍ وَسِتَّةٌ وَثَمَانُونَ أَلْفاً وَأَرْبَعُ مِئَةٍ مِنَ الْجُنُودِ. هَؤُلاءِ يَرْتَحِلُونَ أَولاً. -\p -\v 10 وَلْيُخَيِّمْ رَأُوبَيْنُ بِرَايَتِهِ إِلَى الْجَنُوبِ. وَيَكُونُ رَئِيسُ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ أَلِيصُورَ بْنَ شَدَيْئُورَ، -\v 11 مَعَ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمُ الْبَالِغِينَ سِتَّةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. -\v 12 وَلْيَنْزِلْ مَعَهُ كُلٌّ مِنْ سِبْطِ شِمْعُونَ الَّذِي يَرْأَسُهُ شَلُومِيئِيلُ بْنُ صُورِيشَدَّايْ، -\v 13 مَعَ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمُ الْبَالِغِينَ تِسْعَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَثَلاثَ مِئَةٍ. -\v 14 وَسِبْطِ جَادٍ الَّذِي يَرْأَسُهُ أَلِيَاسَافُ بْنُ دَعُوئِيلَ، -\v 15 مَعَ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمُ الْبَالِغِينَ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَسِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ. -\v 16 فَيَكُونُ مَجْمُوعُ الْمُحْصَيْنَ الْمُقِيمِينَ فِي مِنْطَقَةِ رَأُوبَيْنَ مِئَةَ أَلْفٍ وَوَاحِداً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ مِنَ الْجُنُودِ. هَؤُلاءِ يَرْتَحِلُونَ ثَانِيَةً. -\p -\v 17 ثُمَّ تَرْتَحِلُ خَيْمَةُ الاجْتِمَاعِ وَسِبْطُ اللّاوِيِّينَ فِي وَسَطِ الْمُخَيَّمِ. كَمَا يَنْزِلُونَ كَذَلِكَ يَرْتَحِلُونَ. كُلٌّ يَنْزِلُ فِي مَوْضِعِهِ مَعَ رَايَاتِهِ. -\p -\v 18 وَلْيُخَيِّمْ أَفْرَايِمُ بِرَايَتِهِ وَفِرَقِ جُنُودِهِ إِلَى الْغَرْبِ. وَيَكُونُ رَئِيسُ سِبْطِ أَفْرَايِمَ أَلِيشَمَعَ بْنَ عَمِّيهُودَ، -\v 19 وَعَدَدُ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمْ أَرْبَعُونَ أَلْفاً وَخَمْسُ مِئَةٍ. -\v 20 وَلْيَنْزِلْ مَعَهُ كُلٌّ مِنْ سِبْطِ مَنَسَّى الَّذِي يَرْأَسُهُ جَمْلِيئِيلُ بْنُ فَدَهْصُورَ، -\v 21 مَعَ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمُ الْبَالِغِينَ اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ أَلْفاً وَمِئَتَيْنِ. -\v 22 وَسِبْطِ بِنْيَامِينَ الَّذِي يَرْأَسُهُ أَبِيدَنُ بْنُ جِدْعُونِي، -\v 23 مَعَ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمُ الْبَالِغِينَ خَمْسَةً وَثَلاثِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. -\v 24 فَيَكُونُ مَجْمُوعُ الْمُحْصَيْنَ الْمُقِيمِينَ فِي مِنْطَقَةِ أَفْرَايِمَ مِئَةَ أَلْفٍ وَثَمَانِيَةَ آلافٍ وَمِئَةً مِنَ الْجُنُودِ. هَؤُلاءِ يَرْتَحِلُونَ ثَالِثَةً. -\p -\v 25 وَلْيُخَيِّمْ دَانٌ بِرَايَتِهِ وَفِرَقِ جُنُودِهِ إِلَى الشِّمَالِ. وَيَكُونُ رَئِيسُ سِبْطِ دَانَ أَخِيعَزَرَ بْنَ عَمِّيشَدَّايْ، -\v 26 وَعَدَدُ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمُ اثْنَانِ وَسِتُّونَ أَلْفاً وَسَبْعُ مِئَةٍ. -\v 27 وَلْيَنْزِلْ مَعَهُ كُلٌّ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ الَّذِي يَرْأَسُهُ فَجْعِيئِيلُ بْنُ عُكْرَنَ، -\v 28 مَعَ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمُ الْبَالِغِينَ وَاحِداً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. -\v 29 وَسِبْطِ نَفْتَالِي الَّذِي يَرْأَسُهُ أَخِيرَعُ بْنُ عِينَنَ، -\v 30 مَعَ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمُ الْبَالِغِينَ ثَلاثَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. -\v 31 فَيَكُونُ مَجْمُوعُ الْمُحْصَيْنَ الْمُقِيمِينَ فِي مِنْطَقَةِ دَانٍ مِئَةَ أَلْفٍ وَسَبْعَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَسِتَّ مِئَةٍ. هَؤُلاءِ يَرْتَحِلُونَ أَخِيراً بِرَايَاتِهِمْ». -\p -\v 32 فَيَكُونُ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمِ الْمُقِيمِينَ فِي الْمُخَيَّمِ وَفْقاً لِعَشَائِرِهِمْ سِتَّ مِئَةِ أَلْفٍ وَثَلاثَةَ آلافٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ فَرْداً. -\v 33 أَمَّا اللّاوِيُّونَ فَلَمْ يَتِمَّ إِحْصَاؤُهُمْ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. -\v 34 فَنَفَّذَ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَمَاماً كُلَّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ مُوسَى فِي حِلِّهِمْ وَتِرْحَالِهِمْ نَازِلِينَ تَحْتَ رَايَاتِهِمْ، كُلٌّ حَسَبَ عَشَائِرِهِ وَسِبْطِهِ. -\c 3 -\s1 اللاويون -\p -\v 1 وَهَذِهِ هِيَ مَوَالِيدُ هَروُنَ وَمُوسَى يَوْمَ خَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى فِي جَبَلِ سِينَاءَ: -\v 2 هَذِهِ هِيَ أَسْمَاءُ أَبْنَاءِ هَرُونَ: نَادَابُ الْبِكْرُ، وَأَبِيهُو، وَأَلِعَازَارُ، وَإِيثَامَارُ، -\v 3 الَّذِينَ كَانُوا كَهَنَةً مَمْسُوحِينَ تَكَرَّسُوا لِلْكَهَنُوتِ. -\v 4 إِلّا أَنَّ نَادَابَ وَأَبِيهُو مَاتَا بَيْنَ يَدَيِ الرَّبِّ عِنْدَمَا قَرَّبَا نَاراً غَرِيبَةً أَمَامَهُ فِي صَحْرَاءِ سِينَاءَ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا بَنُون. وَأَمَّا أَلِعَازَارُ وَإِيثَامَارُ فَقَدْ قَامَا بِخِدْمَةِ الْكَهَنُوتِ تَحْتَ رِعَايَةِ أَبِيهِمَا هَرُونَ. -\p -\v 5 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 6 «أَحْضِرْ سِبْطَ لاوِي لِيَمْثُلُوا أَمَامَ هَرُونَ الْكَاهِنِ وَيَخْدِمُوهُ. -\v 7 وَيُحَافِظُوا عَلَى شَعَائِرِهِ وَشَعَائِرِ كُلِّ الشَّعْبِ أَمَامَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَيَقُومُوا بِخِدْمَةِ الْمَسْكَنِ، -\v 8 وَيَحْرُسُوا كُلَّ أَمْتِعَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَيَنُوبُوا عَنِ الشَّعْبِ فِي تَأْدِيَةِ وَاجِبَاتِ خِدْمَةِ الْمَسْكَنِ. -\v 9 وَلْيَكُنِ اللّاوِيُّونَ تَحْتَ إِمْرَةِ هَرُونَ وَأَبْنَائِهِ هِبَةً لَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\v 10 أَمَّا هَرُونُ وَأَبْنَاؤُهُ فَهُمْ وَحْدُهُمْ يَقُومُونَ بِخِدْمَةِ الْكَهَنُوتِ، وَأَيُّ وَاحِدٍ سِوَاهُمْ يَقْتَرِبُ مِنَ الْمَقْدِسِ يُقْتَلُ». -\p -\v 11 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 12 «هَا إِنِّي قَدْ أَفْرَزْتُ اللّاوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَدَلاً مِنْ أَبْكَارِ الشَّعْبِ، فَيَكُونُ اللّاوِيُّونَ خَاصَّتِي، -\v 13 لأَنَّ كُلَّ بِكْرٍ مِنْ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ هُوَ لِي. فَقَدْ أَفْرَزْتُ لِي كُلَّ بِكْرٍ فِي إِسْرَائِيلَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ مُنْذُ أَنْ أَهْلَكْتُ كُلَّ بِكْرٍ فِي دِيَارِ مِصْرَ. لِي يَكُونُونَ. أَنَا الرَّبُّ». -\p -\v 14 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى فِي صَحْرَاءِ سِينَاءَ: -\v 15 «أَحْصِ كُلَّ ذَكَرٍ مِنْ أَبْنَاءِ سِبْطِ لاوِي مِنِ ابْنِ شَهْرٍ فَمَا فَوْقُ، حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ». -\v 16 فَأَحْصَاهُمْ مُوسَى وَفْقاً لأَمْرِ الرَّبِّ. -\v 17 وَهَذِهِ هِيَ أَسْمَاءُ أَبْنَاءِ لاوِي: جَرْشُونُ وَقَهَاتُ وَمَرَارِي. -\v 18 أَمَّا اسْمَا ابْنَيْ جَرْشُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمَا، فَهُمَا: لِبْنِي وَشِمْعِي -\v 19 وَبَنُو قَهَاتَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ هُمْ: عَمْرَامُ وَيِصْهَارُ وَحَبْرُونُ وَعُزِّيئِيلُ. -\v 20 وَابْنَا مَرَارِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمَا هُمَا مَحْلِي وَمُوشِي. هَذِهِ هِيَ عَشَائِرُ اللّاوِيِّينَ وَفْقاً لِبُيُوتِ آبَائِهِمْ. -\p -\v 21 فَقَدْ تَفَرَّعَ عَنْ جَرْشُونَ عَشِيرَتَا اللِّبْنِيِّينَ وَالشِّمْعِيِّينَ. هَاتَانِ هُمَا عَشِيرَتَا الْجَرْشُونِيِّينَ. -\v 22 وَكَانَ عَدَدُ الذُّكُورِ الْمُحْصَيْنَ مِنْهُمَا مِنِ ابْنِ شَهْرٍ وَمَا فَوْقُ، سَبْعَةَ آلافٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ. -\v 23 وَقَدْ خَيَّمَتْ عَشِيرَتَا الْجَرْشُونِيِّينَ وَرَاءَ الْمَسْكَنِ إِلَى الْغَرْبِ، -\v 24 وَكَانَ رَئِيسُهُمَا أَلِيَاسَافَ بْنَ لايِلَ -\v 25 وَعُهِدَ إِلَى الْجَرْشُونِيِّينَ بِحِرَاسَةِ الْمَسْكَنِ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَالْخَيْمَةِ وَغِطَائِهَا وَسَتَائِرِ بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، -\v 26 وَسَتَائِرِ الدَّارِ وَسِتَارَةِ بَابِ الدَّارِ الَّتِي حَوْلَ الْمَسْكَنِ وَحَوْلَ جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ وَحِبَالِهِ مَعَ كُلِّ خِدْمَتِهِ. -\p -\v 27 وَتَفَرَّعَ عَنْ قَهَاتَ عَشَائِرُ الْعَمْرَامِيِّينَ وَالْيِصْهَارِيِّينَ وَالْحَبْرُونِيِّينَ وَالْعُزِّيئِيلِيِّينَ. هَذِهِ هِيَ عَشَائِرُ الْقَهَاتِيِّينَ. -\v 28 فَكَانَ عَدَدُ الذُّكُورِ الْمُحْصَيْنَ مِنْهُمْ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ فَمَا فَوْقُ، ثَمَانِيَةَ آلافٍ وَسِتَّ مِئَةٍ. وَمُهِمَّتُهُمْ حِرَاسَةُ الْقُدْسِ. -\v 29 وَتُخَيِّمُ عَشَائِرُ بَنِي قَهَاتَ فِي جَنُوبِيِّ الْمَسْكَنِ، -\v 30 وَكَانَ رَئِيسُهَا أَلِيصَافَانَ بْنَ عُزِّيئِيلَ. -\v 31 وَهُمْ يَتَوَلَّوْنَ حِرَاسَةَ التَّابُوتِ وَالْمَائِدَةِ وَالْمَنَارَةِ وَالْمَذْبَحَيْنِ وَأَمْتِعَةِ الْقُدْسِ الَّتِي يَخْدُمُونَ بِها، وَالْحِجَابِ وَكُلِّ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ. -\v 32 أَمَّا رَئِيسُ رُؤَسَاءِ اللّاوِيِّينَ أَلِعَازَارُ بْنُ هَرُونَ الْكَاهِنِ فَيَتَوَلَّى أَيْضاً أَمْرَ حُرَّاسِ حِرَاسَةِ الْقُدْسِ. -\p -\v 33 وَتَفَرَّعَ عَنْ مَرَارِي عَشِيرَتَا الْمَحْلِيِّينَ وَالْمُوشِيِّينَ. هَاتَانِ هُمَا عَشِيرَتَا مَرَارِي. -\v 34 فَكَانَ عَدَدُ الذُّكُورِ الْمُحْصَيْنَ مِنْهُمَا مِنِ ابْنِ شَهْرٍ فَمَا فَوْقُ، سِتَّةَ آلافٍ وَمِئَتَيْنِ، -\v 35 وَرَئِيسُهُمَا صُورِيئِيلُ بْنُ أَبِيحَايِلَ. وَتُخَيِّمَانِ إِلَى شِمَالِيِّ الْمَسْكَنِ. -\v 36 وَمُهِمَّةُ أَبْنَاءِ مَرَارِي حِرَاسَةُ أَلْوَاحِ الْمَسْكَنِ وَعَوَارِضِهِ وَقَوَاعِدِهَا وَكُلِّ أَوَانِيهِ وَالْعِنَايَةُ بِها، -\v 37 وَأَعْمِدَةِ جَوَانِبِ الدَّارِ وَقَوَاعِدِهَا وَأَوْتَادِهَا وَحِبَالِهَا. -\p -\v 38 أَمَّا مُوسَى وَهَرُونُ وَأَبْنَاؤُهُ فَيَنْزِلُونَ قُدَّامَ الْمَسْكَنِ إِلَى الشَّرْقِ لِيَقُومُوا بِحِرَاسَةِ الْمَقْدِسِ نِيَابَةً عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَأَيُّ وَاحِدٍ سِوَاهُمْ يَقْتَرِبُ مِنْهُ يُقْتَلُ. -\p -\v 39 فَكَانَ مَجْمُوعُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ ذُكُورِ اللّاوِيِّينَ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ فَمَا فَوْقُ، الَّذِينَ أَحْصَاهُمْ مُوسَى وَهَرُونُ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ، اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلْفاً. -\p -\v 40 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «أَحْصِ كُلَّ بِكْرٍ ذَكَرٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ فَمَا فَوْقُ، وَدَوِّنْ أَسْمَاءَهُمْ جَمِيعاً، -\v 41 فَتَفْرِزُ لِيَ اللّاوِيِّينَ، أَنَا الرَّبُّ، لِيَكُونُوا لِي بَدَلَ كُلِّ بِكْرٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَذَلِكَ بَهَائِمَ اللّاوِيِّينَ بَدَلَ كُلِّ بِكْرٍ فِي بَهَائِمِ بَنِي إِسْرَائِيلَ». -\v 42 فَأَحْصَى مُوسَى أَبْكَارَ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ، -\v 43 فَكَانَ مَجْمُوعُ عَدَدِ الذُّكُورِ الأَبْكَارِ الْمُحْصَيْنَ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، مِنِ ابْنِ شَهْرٍ فَمَا فَوْقُ، اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلْفاً وَمِئَتَيْنِ وَثَلاثَةً وَسَبْعِينَ. -\p -\v 44 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 45 «أَفْرِزِ اللّاوِيِّينَ بَدَلَ كُلِّ بِكْرٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَذَلِكَ بَهَائِمَ اللّاوِيِّينَ بَدَلَ بَهَائِمِهِمْ، فَيَكُونَ اللّاوِيُّونَ خَاصَّتِي، أَنَا الرَّبَّ. -\v 46 وَأَمَّا فِدَاءُ الْمِئَتَيْنِ وَالثَّلاثَةِ وَالسَّبْعِينَ مِنْ أَبْكَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الزَّائِدِينَ عَنْ عَدَدِ اللّاوِيِّينَ، -\v 47 فَتَأْخُذُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ خَمْسَةَ شَوَاقِلَ (نَحْوَ سِتِّينَ جِرَاماً) مِنَ الْفِضَّةِ وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ فَيَكُونُ كُلُّ عِشْرِينَ جِيرَةً مُعَادِلَةً لِشَاقِلٍ (أَيْ لاثْنَيْ عَشَرَ جِرَاماً). -\v 48 وَتُعْطِي الْفِضَّةَ لِهَرُونَ وَأَبْنَائِهِ فِدْيَةً عَنِ الأَبْكَارِ الزَّائِدِينَ عَنْ عَدَدِ اللّاوِيِّينَ» -\v 49 فَجَمَعَ مُوسَى فِضَّةَ الْفِدْيَةِ مِنَ الزَّائِدِينَ عَنْ عَدَدِ اللّاوِيِّينَ فِدَاءً لَهُمْ. -\v 50 جَبَاهَا مِنْ أَبْكَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَكَانَتْ أَلْفاً وَثَلاثَ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسِتِّينَ مِنَ الْفِضَّةِ عَلَى شَاقِلِ الْقُدْسِ (نَحْوَ سِتَّةَ عَشَرَ كِيلُو جِرَاماً وَثُلْثٍ). -\v 51 وَأَعْطَى مُوسَى فِضَّةَ الْفِدْيَةِ لِهَرُونَ وَأَبْنَائِهِ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ. -\c 4 -\s1 القهاتيون -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: -\v 2 «أَحْصِيَا بَنِي قَهَاتَ مِنْ بَيْنِ أَبْنَاءِ لاوِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، -\v 3 مِنِ ابْنِ ثَلاثِينَ سَنَةً حَتَّى ابْنِ خَمْسِينَ، مِنَ الْمُتَجَنِّدِينَ لِخِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 4 وَهَذِهِ هِيَ الْخِدْمَةُ الَّتِي تُوْكَلُ إِلَى بَنِي قَهَاتَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ: قُدْسُ الأَقْدَاسِ. -\v 5 عِنْدَ وَقْتِ الرَّحِيلِ، يَأْتِي هَرُونُ وَأَبْنَاؤُهُ وَيُنْزِلُونَ الحِجَابَ الْفَاصِلَ، وَيُغَطُّونَ بِهِ تَابُوتَ الشَّهَادَةِ، -\v 6 وَيَضَعُونَ فَوْقَهُ غِطَاءً مِنْ جِلْدِ الدَّلْفِينِ، وَيَبْسُطُونَ فَوْقَهُ ثَوْباً مِنْ قُمَاشٍ أَزْرَقَ ثُمَّ يَضَعُونَ عِصِيَّهُ فِي حَلَقَاتِهَا. -\v 7 وَيَبْسُطُونَ عَلَى مَائِدَةِ خُبْزِ الْوُجُوهِ ثَوْباً مِنْ قُمَاشٍ أَزْرَقَ وَيَضَعُونَ عَلَيْهِ الصِّحَافَ وَالصُّحُونَ وَالْكُئوسَ وَالأَبَارِيقَ الَّتِي تُسْكَبُ بِها الْقَرَابِينُ، وَيَكُونُ الْخُبْزُ الدَّائِمُ مَوْجُوداً عَلَيْهِ، -\v 8 ثُمَّ يُغَطُّونَهَا بِثَوْبٍ أَحْمَرِ اللَّوْنِ وَيَضَعُونَ فَوْقَهَا غِطَاءً مِنْ جِلْدِ الدَّلْفِينِ وَيُدْخِلُونَ عِصِيَّهَا فِي حَلَقَاتِهَا. -\v 9 وَيُغَطُّونَ أَيْضاً الْمَنَارَةَ وَسُرُجَهَا وَمَلاقِطَهَا وَمَنَافِضَهَا، وَسَائِرَ آنِيَةِ زَيْتِهَا الَّتِي يَسْتَعْمِلُونَهَا، بِثَوْبٍ أَزْرَقَ. -\v 10 وَيَلُفُّونَهَا مَعَ جَمِيعِ أَوَانِيهَا بِغِطَاءٍ مِنْ جِلْدِ الدَّلْفِينِ، وَيَضَعُونَهَا عَلَى حَمَّالَةٍ. -\v 11 وَيَبْسُطُونَ عَلَى مَذْبَحِ الذَّهَبِ ثَوْباً أَزْرَقَ وَيُغَطُّونَهُ بِغِطَاءٍ مِنْ جِلْدِ الدَّلْفِينِ، وَيُدْخِلُونَ عِصِيَّهُ فِي حَلَقَاتِهِ. -\v 12 وَكَذَلِكَ يَلُفُّونَ جَمِيعَ أَوَانِي الْخِدْمَةِ الَّتِي يَسْتَعْمِلُونَهَا فِي الْقُدْسِ بِثَوْبٍ أَزْرَقَ وَيُغَطُّونَهَا بِغِطَاءٍ مِنَ الدَّلْفِينِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى حَمَّالَةٍ -\v 13 وَيَرْفَعُونَ رَمَادَ الْمَذْبَحِ وَيَبْسُطُونَ عَلَيْهِ ثَوْباً مِنْ قُمَاشٍ بَنَفْسَجِيٍّ، -\v 14 وَيَضَعُونَ عَلَيْهِ جَمِيعَ أَوَانِيهِ الَّتِي يَسْتَعْمِلُونَهَا، الْمَجَامِرَ وَالْمَنَاشِلَ وَالرُّفُوشَ وَالْمَنَاضِحَ، كُلَّ أَوَانِي الْمَذْبَحِ، وَيُغَطُّونَهُ بِغِطَاءٍ مِنْ جِلْدِ الدَّلْفِينِ، ثُمَّ يُدْخِلُونَ عِصِيَّهُ فِي حَلَقَاتِهِ. -\v 15 وَحَالَمَا يَنْتَهِي هَرُونُ وَأَبْنَاؤُهُ مِنْ تَغْطِيَةِ الْقُدْسِ وَجَمِيعِ آنِيَتِهِ عِنْدَ وَقْتِ ارْتِحَالِ الْمُخَيَّمِ، يُقْبِلُ بَنُو قَهَاتَ لِيَحْمِلُوهَا. وَلَكِنْ إِيَّاهُمْ أَنْ يَمَسُّوا الأَشْيَاءَ الْمُقَدَّسَةَ لِئَلّا يَمُوتُوا. هَذِهِ هِيَ مَسْؤولِيَّةُ بَنِي قَهَاتَ فِي حَمْلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 16 وَيَكُونُ أَلِعَازَارُ بْنُ هَرُونَ الْكَاهِنِ مَسْؤولاً عَنْ زَيْتِ الإِنَارَةِ، وَعَنِ الْبَخُورِ الْعَطِرِ، وَتَقْدِمَةِ الدَّقِيقِ الْيَوْمِيَّةِ وَدُهْنِ الْمَسْحَةِ وَعَنْ سَائِرِ الْمَسْكَنِ وَمَا فِيهِ مِنَ الْقُدْسِ وَأَوَانِيهِ». -\p -\v 17 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: -\v 18 «احْرِصَا أَلّا يَنْقَرِضَ فَرْعُ عَشَائِرِ الْقَهَاتِيِّينَ مِنْ بَيْنِ اللّاوِيِّينَ، -\v 19 بَلِ اعْمَلا هَذَا التَّرْتِيبَ فَيَعِيشُوا وَلا يَمُوتُوا عِنْدَ اقْتِرَابِهِمْ إِلَى قُدْسِ الأَقْدَاسِ. يَدْخُلُ مَعَهُمْ هَرُونُ وَأَبْنَاؤُهُ وَيُعَيِّنُونَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ خِدْمَتَهُ وَحِمْلَهُ. -\v 20 وَلَكِنْ إِيَّاهُمْ أَنْ يَدْخُلُوا لِمُشَاهَدَةِ الْقُدْسِ وَلَوْ لِلَحْظَةٍ، لِئَلّا يَهْلِكُوا». -\s1 الجرشونيون -\p -\v 21 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 22 «أَحْصِ عَدَدَ بَنِي جَرْشُونَ أَيْضاً حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ، -\v 23 مِنِ ابْنِ ثَلاثِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ حَتَّى ابْنِ خَمْسِينَ مِنَ الْمُتَجَنِّدِينَ فِي خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 24 وَهَذِهِ هِيَ الخَدَمَاتُ الَّتِي تُوْكَلُ إِلَى عَشَائِرِ الْجَرْشُونِيِّينَ مِنْ عَمَلٍ وَحَمْلٍ: -\v 25 يَحْمِلُونَ شُقَقَ الْمَسْكَنِ وَخَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ وَغِطَاءَهَا وَغِطَاءَ جِلْدِ الدَّلْفِينِ الَّذِي فَوْقَهَا، وَسِتَارَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 26 وَأَسْتَارَ السَّاحَةِ الْمُحِيطَةِ بِالْمَسْكَنِ وَالْمَذْبَحِ، وَسِتَارَةَ الْمَدْخَلِ وَالْحِبَالَ وَالأَوَانِي الْمُسْتَخْدَمَةَ فِي خِدْمَتِهَا. وَيُؤَدِّي الْجَرْشُونِيُّونَ جَمِيعَ الْخِدْمَاتِ الْوَاجِبَةِ لَهَا. -\v 27 وَيَجِبُ أَنْ يَقُومُوا بِخِدْمَتِهِمْ، سَوَاءٌ أَكَانَتْ خِدْمَةَ نَقْلٍ أَمْ أَيَّ عَمَلٍ آخَرَ، تَحْتَ إِشْرَافِ هَرُونَ وَأَبْنَائِهِ. وَعَلَيْكَ أَنْ تُعَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَوَجَّبُ عَلَيْهِمْ حَمْلُهُ. -\v 28 هَذِهِ هِيَ مَسْؤولِيَّةُ عَشَائِرِ الْجَرْشُونِيِّينَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَيَكُونُ إِيثَامَارُ بْنُ هَرُونَ الْكَاهِنِ هُوَ الْمُشْرِفُ عَلَى تَأْدِيَةِ وَاجِبَاتِهِمْ. -\s1 المراريون -\p -\v 29 وَتُحْصِي بَنِي مَرَارِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، -\v 30 مِنِ ابْنِ ثَلاثِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ حَتَّى ابْنِ خَمْسِينَ، مِنَ الْمُتَجَنِّدِينَ فِي خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 31 وَتَكُونُ مَسْؤولِيَّةُ خِدْمَتِهِمْ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ نَقْلَ أَلْوَاحِ الْمَسْكَنِ وَعَوَارِضِهِ وَأَعْمِدَتِهِ وَقَوَاعِدِهِ، -\v 32 وَأَعْمِدَةِ السَّاحَةِ الْمُحِيطَةِ وَقَوَاعِدِهَا وَأَوْتَادِهَا وَحِبَالِهَا وَأَوَانِيهَا وَكُلِّ مَا يَتَّصِلُ بِخِدْمَتِهَا. وَحَدِّدُوا بِالتَّفْصِيلِ مَا يَتَوَجَّبُ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ حَمْلُهُ. -\v 33 هَذِهِ هِيَ مَسْؤولِيَّةُ عَشَائِرِ الْمَرَارِيِّينَ الَّتِي يَقُومُونَ بِها فِي خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ تَحْتَ إِشْرَافِ إِيثَامَارَ بْنِ هَرُونَ الْكَاهِنِ». -\s1 إحصاء أعداد عشائر اللاويين -\p -\v 34 فَأَحْصَى مُوسَى وَهَرُونُ وَرُؤَسَاءُ الشَّعْبِ جُمْلَةَ أَبْنَاءِ الْقَهَاتِيِّينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، -\v 35 مِنِ ابْنِ ثَلاثِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ إِلَى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً، مِنَ الْمُتَجَنِّدِينَ فِي خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 36 فَكَانَتْ جُمْلَةُ الْمُحْصَيْنَ مِنْهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ أَلْفَيْنِ وَسَبْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ. -\v 37 هَؤُلاءِ هُمُ الْمُحْصَوْنَ مِنْ عَشَائِرِ الْقَهَاتِيِّينَ الْخَادِمِينَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمْ مُوسَى وَهَرُونُ كَمَا أَمَرَ مُوسَى. -\p -\v 38 وَتَمَّ إِحْصَاءُ جُمْلَةِ أَبْنَاءِ جَرْشُونَ حَسَب عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، -\v 39 مِنْ ابْنِ ثَلاثِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ إِلَى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً، مِنَ الْمُتَجَنِّدِينَ فِي خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 40 وَكَانَتْ جُمْلَةُ الْمُحْصَيْنَ مِنْهُم حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ أَلْفَيْنِ وَسِتَّ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ. -\v 41 هَؤُلاءِ هُمُ الْمُحْصَوْنَ مِنْ عَشَائِرِ بَنِي جَرْشُونَ الْخَادِمِينَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمْ مُوسَى وَهَرُونُ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ. -\p -\v 42 وَتَمَّ إِحْصَاءُ جُمْلَةِ بَنِي مَرَارِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، -\v 43 مِنِ ابْنِ ثَلاثِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ إِلَى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً، مِنَ الْمُتَجَنِّدِينَ فِي خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 44 فَكَانَتْ جُمْلَةُ الْمُحْصَيْنَ مِنْهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ ثَلاثَةَ آلافٍ وَمِئَتَيْنِ. -\v 45 هَؤُلاءِ هُمُ الْمُحْصَوْنَ مِنْ عَشَائِرِ بَنِي مَرَارِي الَّذِينَ أَحْصَاهُمْ مُوسَى وَهَرُونُ حَسَبَ أَمْرِ الَّربِّ عَلَى لِسَانِ مُوسَى. -\p -\v 46 فَكَانَ مَجْمُوعُ الْمُحْصَيْنَ مِنَ اللّاوِيِّينَ الَّذِينَ أَحْصَاهُمْ مُوسَى وَهَرُونُ وَرُؤَسَاءُ إِسْرَائِيلَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ. -\v 47 مِنِ ابْنِ ثَلاثَينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ إِلَى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً، الْمُجَنَّدِينَ فِي عَمَلِ الْخِدْمَةِ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَفِي خِدْمَةِ نَقْلِهَا، -\v 48 ثَمَانِيَةَ آلافٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ وَثَمَانِينَ. -\v 49 وَكَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى تَمَّ تَعْيِينُ كُلِّ لاوِيٍّ عَلَى خِدْمَتِهِ وَتَحْدِيدُ مَا يَتَوَجَّبُ عَلَيْهِ حَمْلُهُ. وَهَكَذَا تَمَّ إِحْصَاؤُهُمْ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. -\c 5 -\s1 طهارة المخيم -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْزِلُوا مِنَ الْمُخَيَّمِ كُلَّ أَبْرَصَ، وَكُلَّ مَرِيضٍ بِالسَّيَلانِ، وَكُلَّ مَنْ يَتَنَجَّسُ بِلَمْسِ مَيْتٍ. -\v 3 اعْزِلُوهُمْ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ سَوَاءٌ كَانَ رَجُلاً أَمِ امْرَأَةً لِئَلّا يُنَجِّسُوا مُخَيَّمَهُمْ، حَيْثُ أَنَا سَاكِنٌ فِي وَسَطِهِمْ». -\v 4 فَنَفَّذَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الأَمْرَ، وَعَزَلُوهُمْ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ، طِبْقاً لِمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. -\s1 شريعة التعويض -\p -\v 5 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 6 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا ارْتَكَبَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ خَطِيئَةَ السَّرِقَةِ وَخَانَ الرَّبَّ، فَقَد أَذْنَبَتْ تِلْكَ النَّفْسُ، -\v 7 وَعَلَيْهَا أَنْ تَعْتَرِفَ بِخَطِيئَتِهَا الَّتِي اقْتَرَفَتْهَا، وَتَرُدَّ مَا أَذْنَبَتْ بِهِ، بَعْدَ أَنْ تُضِيفَ عَلَيْهِ خُمْسَهُ وَتَدْفَعَهُ لِمَنْ أَذْنَبَتْ بِحَقِّهِ. -\v 8 وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِلرَّجُلِ الْمَسْرُوقِ، إِذَا مَاتَ، وَلِيٌّ يُرَدُّ إِلَيْهِ الْمَسْرُوقُ، فَلْيَكُنِ الْمَسْرُوقُ لِلرَّبِّ. يَأْخُذُهُ الْكَاهِنُ لِنَفْسِهِ، فَضْلاً عَنْ كَبْشِ الْكَفَّارَةِ الَّذِي يُكَفِّرُ بِهِ عَنْهُ. -\v 9 وَتَكُونُ كُلُّ التَّقْدِمَاتِ الْمُقَدَّسَةِ الَّتِي يُقَرِّبُهَا الإِسْرَائِيلِيُّونَ لِلْكَاهِنِ نَصِيباً لَهُ. -\v 10 وَكَذَلِكَ أَقْدَاسُ الإِنْسَانِ تَكُونُ لَهُ. وَإذَا أَعْطَى إِنْسَانٌ شَيْئاً لِلْكَاهِنِ فَلَهُ يَكُونُ». -\s1 اختبار الزوجة الخائنة -\p -\v 11 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 12 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِذَا ضَلَّتْ زَوْجَةٌ وَخَانَتْ زَوْجَهَا -\v 13 بِزِنَاهَا مَعَ رَجُلٍ آخَرَ، وَخَفِيَ الأَمْرُ عَلَى زَوْجِهَا، وَلَمْ يَقُمْ عَلَيْهَا دَلِيلٌ وَلَمْ يُقْبَضْ عَلَيْهَا مُتَلَبِّسَةً بِزِنَاهَا. -\v 14 وَإذَا اعْتَرَتْ زَوْجَهَا الْغَيْرَةُ وَارْتَابَ بِزَوْجَتِهِ وَكَانَتْ نَجِسَةً، أَوْ غَارَ عَلَى امْرَأَتِهِ مَعَ أَنَّهَا طَاهِرَةٌ. -\v 15 فَلْيُحْضِرِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى الْكَاهِنِ، وَيَأْتِ مَعَهُ بِقُرْبَانِهَا عُشْرِ الإِيفَةِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقِ الشَّعِيرِ. لَا يَصُبُّ عَلَيْهِ زَيْتاً، وَلا يَضَعُ عَلَيْهِ لُبَاناً، لأَنَّهُ تَقْدِمَةُ غَيْرَةٍ، تَقْدِمَةُ تَذْكِرَةٍ تُذَكِّرُ بِذَنْبٍ. -\v 16 فَيَجْعَلُ الْكَاهِنُ الزَّوْجَةَ تَمْثُلُ أَمَامَ الرَّبِّ، -\v 17 ثُمَّ يَأْخُذُ مَاءً مُقَدَّساً فِي إِنَاءٍ مِنْ خَزَفٍ وَيَلْتَقِطُ بَعْضَ غُبَارِ أَرْضِ الْمَسْكَنِ وَيَضَعُهُ فِي الْمَاءِ. -\v 18 وَيَكْشِفُ رَأْسَ الزَّوْجَةِ، وَيَضَعُ فِي يَدَيْهَا تَقْدِمَةَ التَّذْكَارِ الَّتِي هِيَ تَقْدِمَةُ الْغَيْرَةِ، وَيَحْمِلُ الْكَاهِنُ بِيَدِهِ مَاءَ اللَّعْنَةِ الْمُرَّ. -\v 19 وَيَسْتَحْلِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأَةَ قَائِلاً لَهَا: إِنْ كَانَ رَجُلٌ آخَرُ لَمْ يُضَاجِعْكِ، وَلَمْ تَخُونِي زَوْجَكِ، فَأَنْتِ بَرِيئَةٌ مِنْ مَاءِ اللَّعْنَةِ الْمُرِّ هَذَا. -\v 20 وَلَكِنْ إِنْ كُنْتِ قَدْ خُنْتِ زَوْجَكِ وَتَنَجَّسْتِ بِمُضَاجَعَةِ رَجُلٍ غَيْرِهِ. -\v 21 فَلْيَجْعَلِ الرَّبُّ لَعْنَةَ شَعْبِكِ عَلَيْكِ، فَيَتَبَرَّأُوا مِنْكِ عِنْدَمَا يَجْعَلُ الرَّبُّ فَخْذَكِ يَذْوِي وَبَطْنَكِ يَتَوَرَّمُ. -\v 22 وَلْيَدْخُلْ مَاءُ اللَّعْنَةِ هَذَا فِي أَحْشَائِكِ لِيُسَبِّبَ وَرَماً لِبَطْنِكِ، وَلْيَذْوِ فَخْذُكِ. فَتَقُولُ الْمَرْأَةُ: آمِين. آمِين». -\p -\v 23 «ثُمَّ يُدَوِّنُ الْكَاهِنُ هَذِهِ اللَّعَنَاتِ فِي دَرْجٍ وَيَمْحُوهَا بِالْمَاءِ الْمُرِّ؛ -\v 24 وَيَسْقِي الْمَرْأَةَ مَاءَ اللَّعْنَةِ الْمُرَّ الَّذِي مَحَا بِهِ اللَّعْنَاتِ فَيَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللَّعْنَةِ لِيُسَبِّبَ لَهَا آلامَ الْمَرَارَةِ. -\v 25 ثُمَّ يَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنْ يَدِ الْمَرْأَةِ تَقْدِمَةَ الْغَيْرَةِ، وَيُرَجِّحُهَا أَمَامَ الرَّبِّ، ثُمَّ يُقَدِّمُهَا إِلَى الْمَذْبَحِ. -\v 26 وَيَتَنَاوَلُ مِلْءَ قَبْضَتِهِ مِنْهَا وَيُحْرِقُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَبَعْدَ ذَلِكَ يَسْقِي الْمَرْأَةَ الْمَاءَ. -\v 27 فَإِنْ كَانَتِ الْمَرْأَةُ قَدْ تَنَجَّسَتْ وَخَانَتْ زَوْجَهَا، فَإِنَّهَا حِينَ تَشْرَبُ الْمَاءَ الْجَالِبَ اللَّعْنَةَ يُسَبِّبُ لَهَا آلامَ مَرَارَةٍ، فَيَتَوَرَّمُ بَطْنُهَا وَيَذْوِي فَخْذُهَا، وَتُصْبِحُ الْمَرْأَةُ لَعْنَةً فِي وَسَطِ شَعْبِهَا. -\v 28 أَمَّا إِنْ كَانَتْ بَرِيئَةً طَاهِرَةً، فَإِنَّهَا تَتَبَرَّأُ وَلا تُصْبِحُ عَاقِراً. -\p -\v 29 إِذاً، هَذِهِ هِيَ شَرِيعَةُ الْغَيْرَةِ الَّتِي تُطَبِّقُونَهَا إِذَا خَانَتِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَنَجَّسَتْ. -\v 30 أَوْ إِذَا اعْتَرَتِ الْغَيْرَةُ رَجُلاً، فَغَارَ عَلَى زَوْجَتِهِ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَ بِالْمَرْأَةِ أَمَامَ الرَّبِّ وَيُمَارِسُ عَلَيْهَا الْكَاهِنُ كُلَّ هَذِهِ الشَّعَائِرِ. -\v 31 وَلا يُعَاقَبُ الرَّجُلُ إِذَا أَصَابَ الضَّرَرُ زَوْجَتَهُ الْمُذْنِبَةَ، أَمَّا هِيَ فَتَحْمِلُ قَصَاصَ خَطِيئَتِهَا». -\c 6 -\s1 شريعة النذير -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: أَيُّ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ تَعَهَّدَ بِنَذْرٍ خَاصٍّ يَتَنَسَّكُ فِيهِ لِلرَّبِّ، -\v 3 فَلْيَمْتَنِعْ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمُسْكِرِ، وَلا يَشْرَبْ خَلَّ الْخَمْرِ وَلا خَلَّ الْمُسْكِرِ أَوْ نَقِيعَ الْعِنَبِ، وَلا يَأْكُلْ عِنَباً رَطْباً وَلا يَابِساً. -\v 4 لَا يَذُقْ كُلَّ أَيَّامِ نَذْرِهِ شَيْئاً مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ حَتَّى بُذُورِ الْعِنَبِ وَقِشْرِهِ. -\v 5 وَلا يَحْلِقْ رَأْسَهُ طَوَالَ مُدَّةِ نَذْرِهِ إِلَى أَنْ تَتِمَّ الأَيَّامُ الَّتِي نَذَرَ فِيهَا نَفْسَهُ لِلرَّبِّ، لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ، فَعَلَيْهِ أَنْ يُرْخِيَ خُصَلَ شَعْرِ رَأْسِهِ. -\v 6 لَا يَقْرُبْ جَسَدَ مَيْتٍ كُلَّ أَيَّامِ نَذْرِهِ لِلرَّبِّ. -\v 7 سَوَاءٌ كَانَ الْمَيْتُ أَبَاهُ أَمْ أُمَّهُ أَمْ أَخَاهُ أَمْ أُخْتَهُ فَلا يَتَنَجَّسْ مِنْ أَجْلِهِمْ عِنْدَ مَوْتِهِمْ، لأَنَّ رَمْزَ نُسْكِ إِلَهِهِ عَلَى رَأْسِهِ. -\v 8 وَيَكُونُ كُلَّ أَيَّامِ نَذْرِهِ مُقَدَّساً لِلرَّبِّ. -\v 9 وَإذَا تَنَجَّسَ شَعْرُ انْتِذَارِهِ عَلَى أَثَرِ مَوْتِ أَحَدٍ عِنْدَهُ بَغْتَةً، يَحْلِقُ شَعْرَهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَبْعَةِ أَيَّامٍ فَيَطْهُرُ. -\v 10 ثُمَّ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يَأْتِي بِيَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ إِلَى الْكَاهِنِ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 11 فَيُقَدِّمُ الْكَاهِنُ أَحَدَهُمَا ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ وَالآخَرَ مُحْرَقَةً، وَيُكَفِّرُ عَنْهُ خَطِيئَتَهُ لِوُجُودِهِ أَمَامَ جُثَّةِ مَيْتٍ، وَيُقَدِّسُ رَأْسَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ بِعَيْنِهِ. -\v 12 وَلا تُحْسَبُ لَهُ أَيَّامُ نَذْرِهِ الَّتِي سَبَقَتْ تَنْجِيسَهُ بِسَبَبِ الْمَيْتِ، وَعَلَيْهِ أَنْ يَبْدَأَ عَدَّ أَيَّامِ فَتْرَةِ نَذْرِهِ مِنْ جَدِيدٍ، وَيَأْتِيَ بِحَمَلٍ حَوْلِيٍّ وَيُقَدِّمَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ. -\p -\v 13 وَهَذِهِ هِيَ شَرِيعَةُ النَّذِيرِ عِنْدَمَا يَسْتَوْفِي أَيَّامَ نَذْرِهِ: يَأْتِي إِلَى مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، -\v 14 فَيُقَدِّمُ قُرْبَانَهُ لِلرَّبِّ حَمَلاً حَوْلِيًّا، بِلا عَيْبٍ، لِيَكُونَ مُحْرَقَةً، وَنَعْجَةً حَوْلِيَّةً، صَحِيحَةً، لِتَكُونَ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، وَكَبْشاً سَلِيماً لِيَكُونَ ذَبِيحَةَ سَلامَةٍ. -\v 15 فَضْلاً عَنْ سَلٍّ مِنْ كَعْكِ فَطِيرٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، وَرِقَاقٍ غَيْرِ مُخْتَمِرَةٍ مَدْهُونَةٍ بِالزَّيْتِ مَعَ تَقْدِمَةِ دَقِيقٍ وَخَمْرٍ. -\v 16 فَيُقَدِّمُهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ ذَبِيحَةَ خَطِيئَتِهِ وَمُحْرَقَتَهُ. -\v 17 ثُمَّ يُقَرِّبُ كَبْشَ ذَبِيحَةِ السَّلامِ مَعَ سَلِّ كَعْكِ الْفَطِيرِ. وَأَخِيراً يَرْفَعُ الْكَاهِنُ تَقْدِمَةَ الدَّقِيقِ وَالْخَمْرَ. -\v 18 ثُمَّ يَحْلِقُ النَّذِيرُ شَعْرَ انْتِذَارِهِ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَيُحْرِقُهُ عَلَى نَارِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ. -\v 19 ثُمَّ يَأْخُذُ الْكَاهِنُ كَتِفَ الْكَبْشِ بَعْدَ سَلْقِهِ، وَكَعْكَةَ فَطِيرٍ وَاحِدَةً وَرِقَاقَةً وَاحِدَةً. وَيَضَعُهَا بَيْنَ يَدَيِ النَّذِيرِ بَعْدَ حَلْقِهِ شَعْرَ انْتِذَارِهِ. -\v 20 وَيُرَجِّحُهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ، فَتَكُونُ نَصِيباً مُقَدَّساً لِلْكَاهِنِ مَعَ صَدْرِ التَّرْجِيحِ وَسَاقِ الذَّبِيحَةِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ يَشْرَبُ النَّذِيرُ خَمْراً. -\v 21 هَذِهِ هِيَ شَرِيعَةُ النَّذِيرِ الَّذِي يَنْذُرُ تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ وَقْتَ نُسْكِهِ، فَضْلاً عَنْ تَقْدِمَاتِهِ الطَّوْعِيَّةِ الَّتِي يَبْذُلُهَا. وَعَلَيْهِ أَنْ يَفِيَ بِمَا نَذَرَ حَسَبَ شَرِيعَةِ انْتِذَارِهِ». -\s1 البركة الكهنوتية -\p -\v 22 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 23 «أَوْصِ هَرُونَ وَأَبْنَاءَهُ قَائِلاً: هَذَا مَا يُبَارِكُونَ بِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلِينَ لَهُمْ: -\v 24 يُبَارِكُكَ الرَّبُّ وَيَحْرُسُكَ. -\v 25 يُضِيءُ الرَّبُّ بِوَجْهِهِ عَلَيْكَ وَيَرْحَمُكَ. -\v 26 يَلْتَفِتُ الرَّبُّ بِوَجْهِهِ إِلَيْكَ وَيَمْنَحُكَ سَلاماً. -\v 27 وَهَكَذَا يَجْعَلُونَ اسْمِي عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَنَا أُبَارِكُهُمْ». -\c 7 -\s1 قرابين تدشين المذبح -\p -\v 1 وَعِنْدَمَا انْتَهَى مُوسَى مِنْ نَصْبِ الْمَسْكَنِ وَمَسْحِهِ وَتَقْدِيسِهِ، مَعَ سَائِرِ أَوَانِيهِ، وَالْمَذْبَحِ مَعَ أَمْتِعَتِهِ كُلِّهَا الَّتِي مَسَحَهَا وَقَدَّسَهَا، -\v 2 أَحْضَرَ رُؤَسَاءُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ قَرَابِينَهُمْ، وَهُمْ قَادَةُ عَشَائِرِهِمْ أَيْضاً، الَّذِينَ أَشْرَفُوا عَلَى تَنْظِيمِ الإِحْصَاءِ. -\v 3 وَجَاءُوا بِها أَمَامَ الرَّبِّ، فَكَانَتْ سِتَّ عَرَبَاتٍ مُغَطَّاةٍ يَجُرُّهَا اثْنَا عَشَرَ ثَوْراً، ثَوْرٌ لِكُلِّ رَئِيسٍ وَعَرَبَةٌ لِكُلِّ رَئِيسَيْنِ، وَقَدَّمُوهَا أَمَامَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 4 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 5 «اقْبَلِ الْقَرَابِينَ مِنْهُمْ لِتُسْتَخْدَمَ فِي عَمَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَأَعْطِهَا لِلّاوِيِّينَ؛ لِكُلِّ وَاحِدٍ حَسَبَ خِدْمَتِهِ الْمَنُوطَةِ بِهِ». -\v 6 فَأَخَذَ مُوسَى الْعَرَبَاتِ وَالثِّيرَانَ وَقَدَّمَهَا لِلّاوِيِّينَ، -\v 7 فَأَعْطَى اثْنَيْنِ مِنَ الْعَرَبَاتِ مَعَ أَرْبَعَةِ ثِيرَانٍ لِبَنِي جَرْشُونَ، وَفْقاً لِمَا تَتَطَلَّبُهُ خِدْمَتُهُمْ، -\v 8 وَأَرْبَعاً مِنَ الْعَرَبَاتِ وَثَمَانِيَةَ ثِيرَانٍ لِبَنِي مَرَارِي، وَفْقاً لِمَا تَتَطَلَّبُهُ خِدْمَتُهُمْ تَحْتَ إِشْرَافِ إِيثَامَارَ بْنِ هَرُونَ الْكَاهِنِ. -\v 9 أَمَّا بَنُو قَهَاتَ فَلَمْ يَحْظَوْا بِنَصِيبٍ مِنْهَا إِذْ تَوَجَّبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَحْمِلُوا الأَشْيَاءَ الْمُقَدَّسَةَ عَلَى أَكْتَافِهِمْ. -\p -\v 10 وَعِنْدَ تَدْشِينِ الْمَذْبَحِ وَمَسْحِهِ قَدَّمَ الرُّؤَسَاءُ قَرَابِينَهُمْ أَمَامَ الْمَذْبَحِ. -\v 11 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «لِيُحْضِرْ رَئِيسٌ وَاحِدٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ قُرْبَانَهُ لِتَدْشِينِ الْمَذْبَحِ». -\p -\v 12 فَكَانَ نَحْشُونُ بْنُ عَمِّينَادَابَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا هُوَ الَّذِي قَدَّمَ قُرْبَانَهُ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ، -\v 13 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ بِتَقْدِمَةٍ مِنْ دَقِيقٍ بِزَيْتٍ، -\v 14 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، -\v 15 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً وَاحِداً حَوْلِيًّا، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، -\v 16 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. -\v 17 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ، فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ نَحْشُونَ بْنِ عَمِّينَادَابَ. -\p -\v 18 وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي أَحْضَرَ نَثَنَائِيلُ بْنُ صُوغَرَ رَئِيسُ سِبْطِ يَسَّاكَرَ قُرْبَانَهُ، -\v 19 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ بِتَقْدِمَةٍ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، -\v 20 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، -\v 21 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، -\v 22 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. -\v 23 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ نَثَنَائِيلَ بْنِ صُوغَرَ. -\p -\v 24 وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أَحْضَرَ رَئِيسُ سِبْطِ زَبُولُونَ، أَلِيآبُ بْنُ حِيلُونَ قُرْبَانَهُ -\v 25 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ بِتَقْدِمَةٍ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، -\v 26 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مَئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، -\v 27 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، -\v 28 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. -\v 29 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ أَلِيآبَ بْنِ حِيلُونَ. -\p -\v 30 وَفِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ أَحْضَرَ رَئِيسُ بَنِي رَأُوبَيْنَ، أَلِيصُورُ بْنُ شَدَيْئُورَ قُرْبَانَهُ، -\v 31 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ بِتَقْدِمَةِ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، -\v 32 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، -\v 33 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، -\v 34 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. -\v 35 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ أَلِيصُورَ بْنِ شَدَيْئُورَ. -\p -\v 36 وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسِ أَحْضَرَ رَئِيسُ بَنِي شِمْعُونَ، شَلُومِيئِيلُ بْنُ صُورِيشَدَّاي قُرْبَانَهُ، -\v 37 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، -\v 38 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، -\v 39 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، -\v 40 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. -\v 41 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ. فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ شَلُومِيئِيلَ بْنِ صُورِيشَدَّاي. -\p -\v 42 وَفِي الْيَوْمِ السَّادِسِ أَحْضَرَ رَئِيسُ بَنِي جَادَ، أَلِيَاسَافُ بْنُ دَعُوئِيلَ قُرْبَانَهُ، -\v 43 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، -\v 44 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، -\v 45 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، -\v 46 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. -\v 47 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ. فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ أَلِيَاسَافَ بْنِ دَعُوئِيلَ. -\p -\v 48 وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ أَحْضَرَ رَئِيسُ بَنِي أَفْرَايِمَ أَلِيشَمَعُ بْنُ عَمِّيهُودَ قُرْبَانَهُ، -\v 49 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، -\v 50 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، -\v 51 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، -\v 52 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. -\v 53 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ. فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ أَلِيشَمَعَ بْنِ عَمِّيهُودَ. -\p -\v 54 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ أَحْضَرَ رَئِيسُ بَنِي مَنَسَّى، جَمْلِيئِيلُ بْنُ فَدَهْصُورَ قُرْبَانَهُ، -\v 55 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، -\v 56 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، -\v 57 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، -\v 58 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. -\v 59 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ. فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ جَمْلِيئِيلَ بْنِ فَدَهْصُورَ. -\p -\v 60 وَفِي الْيَوْمِ التَّاسِعِ أَحْضَرَ رَئِيسُ بَنِي بِنْيَامِينَ، أَبِيدَنُ بْنُ جِدعُونِي قُرْبَانَهُ، -\v 61 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، -\v 62 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، -\v 63 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، -\v 64 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. -\v 65 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ. فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ أَبِيدَنَ بْنِ جِدْعُونِي. -\p -\v 66 وَفِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ أَحْضَرَ رَئِيسُ بَنِي دَانٍ، أَخِيعَزَرُ بْنُ عَمِّيشَدَّاي قُرْبَانَهُ، -\v 67 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، -\v 68 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، -\v 69 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، -\v 70 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. -\v 71 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ. فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ أَخِيعَزَرَ بْنِ عَمِّيشَدَّاي. -\p -\v 72 وَفِي الْيَوْمِ الْحَادِي عَشَرَ أَحْضَرَ رَئِيسُ أَشِيرَ، فَجْعِيئِيلُ بْنُ عُكْرَنَ قُرْبَانَهُ، -\v 73 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، -\v 74 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، -\v 75 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، -\v 76 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. -\v 77 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ. فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ فَجْعِيئِيلَ بْنِ عُكْرَنَ. -\p -\v 78 وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي عَشَرَ أَحْضَرَ رَئِيسُ بَنِي نَفْتَالِي، أَخِيرَعُ بْنُ عِينَنَ قُرْبَانَهُ، -\v 79 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، -\v 80 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، -\v 81 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، -\v 82 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. -\v 83 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ. فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ أَخِيرَعَ بْنِ عِينَنَ. -\p -\v 84 فَهَذِهِ كَانَتْ جُمْلَةَ تَقْدِمَاتِ رُؤَسَاءِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ يَوْمَ تَدْشِينِ الْمَذْبَحِ وَمَسْحِهِ، اثْنَا عَشَرَ طَبَقاً فِضِّيًّا، وَاثْنَتَا عَشْرَةَ مِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاثْنَا عَشَرَ صَحْناً ذَهَبِيًّا. -\v 85 وَكَانَ وَزْنُ كُلِّ طَبَقٍ مِئَةً وَثَلاثِينَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) مِنَ الْفِضَّةِ، وَوَزْنُ كُلِّ مِنْضَحَةٍ سَبْعِينَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِيَةِ آلافٍ وَثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) فَكَانَ مَجْمُوعُ وَزْنِ فِضَّةِ الآنِيَةِ أَلْفَيْنِ وَأَرْبَعَ مِئَةِ شَاقِلٍ (نَحْوَ ثَمَانِيَةِ وَعِشْرِينَ أَلْفاً وَثَمَانِ مِئَةِ جِرَامٍ) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. -\v 86 أَمَّا صُحُونُ الذَّهَبِ الاثْنَا عَشَرَ الْمَمْلُوءَةُ بِالْبَخُورِ، فَكَانَ وَزْنُ كُلٍّ مِنْهَا عَشْرَةَ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ المُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ وَهِيَ بِمَجْمُوعِهَا تُعَادِلُ مِئَةً وَعِشْرِينَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَأَرْبَعِ مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً). -\v 87 وَكَانَ مَجْمُوعُ ثِيرَانِ الْمُحْرَقَةِ اثْنَيْ عَشَرَ ثَوْراً، وَالْكِبَاشِ اثْنَيْ عَشَرَ كَبْشاً، وَالْخِرَافِ الْحَوْلِيَّةِ اثْنَيْ عَشَرَ خَرُوفاً فَضْلاً عَنْ تَقْدِمَتِهَا، وَالتُّيُوسِ الاثْنَيْ عَشَرَ لِذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ. -\v 88 وَكَانَ مَجْمُوعُ ثِيرَانِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ ثَوْراً، وَالْكِبَاشِ سِتِّينَ كَبْشاً، وَالتُّيُوسِ سِتِّينَ تَيْساً، وَالْحُمْلانِ الْحَوْلِيَّةِ سِتِّينَ حَمَلاً. هَذِهِ قَرَابِينُ تَدْشِينِ الْمَذْبَحِ بَعْدَ مَسْحِهِ. -\p -\v 89 وَعِنْدَمَا دَخَلَ مُوسَى إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِيَتَكَلَّمَ مَعَ الرَّبِّ سَمِعَ الصَّوْتَ يُخَاطِبُهُ مِنْ عَلَى الْغِطَاءِ الَّذِي فَوْقَ تَابُوتِ الشَّهَادَةِ مِنْ بَيْنِ الْكَرُوبَيْنِ، فَكَلَّمَهُ. -\c 8 -\s1 إقامة المنارة -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «أَوْصِ هَرُونَ وَقُلْ لَهُ: مَتَى أَضَأْتَ سُرُجَ الْمَنَارَةِ السَّبْعَةَ، فَاجْعَلْ نُورَهَا يَنْعَكِسُ إِلَى الأَمَامِ». -\v 3 فَنَفَّذَ هَرُونُ الأَمْرَ، إِذْ جَعَلَ أَنْوَارَ الْمَنَارَةِ تَنْعَكِسُ أَمَامَهَا كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. -\v 4 أَمَّا الْمَنَارَةُ فَكَانَتْ مَطْرُوقَةً مِنْ ذَهَبٍ هِيَ وَسَاقُهَا وَزَهْرُهَا وَفْقاً لِلْمِثَالِ الَّذِي أَرَاهُ الرَّبُّ لِمُوسَى. -\s1 تكريس اللاويين -\p -\v 5 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 6 «أَفْرِزِ اللّاوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَطَهِّرْهُمْ. -\v 7 وَهَذَا مَا تَفْعَلُهُ لِتَطْهِيرِهِمْ: رُشَّ عَلَيْهِمْ مَاءَ الْخَطِيئَةِ، ثُمَّ لِيَحْلِقُوا شَعْرَ جَسَدِهِمْ، وَيَغْسِلُوا ثِيَابَهُمْ فَيَتَطَهَّرُوا. -\p -\v 8 ثُمَّ لِيُحْضِرُوا ثَوْراً مَعَ تَقْدِمَةٍ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، وَعِجْلاً آخَرَ لِيَكُونَ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ. -\v 9 وَتُوْقِفُ اللّاوِيِّينَ أَمَامَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَتَجْمَعُ كُلَّ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ. -\v 10 وَتُقَدِّمُ اللّاوِيِّينَ أَمَامَ الرَّبِّ فَيَضَعُ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهِمْ. -\v 11 وَلْيُرَجِّحْ هَرُونُ يَدَيْهِ أَمَامَ الرَّبِّ كَرَمْزٍ لِتَقْدِيمِ اللّاوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لِيَقُومُوا بِخِدْمَةِ الرَّبِّ. -\v 12 ثُمَّ يَضَعُ اللّاوِيُّونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسَيِ الْعِجْلَيْنِ، فَتُقَرِّبُ أَحَدَهُمَا ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ وَالآخَرَ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ تَكْفِيراً عَنِ اللّاوِيِّينَ. -\v 13 وَاجْعَلِ اللّاوِيِّينَ يَقِفُونَ أَمَامَ هَرُونَ وَأَبْنَائِهِ وَقَدِّمْهُمْ كَتَقْدِمَةِ تَرْجِيحٍ لِلرَّبِّ. -\p -\v 14 وَأَفْرِزِ اللّاوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ لِيَكُونُوا مِلْكاً لِي -\v 15 ثُمَّ يُقْبِلُ اللّاوِيُّونَ عَلَى خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، فَتُطَهِّرُهُمْ وَتَجْعَلُهُمْ تَقْدِمَةَ تَرْجِيحٍ، -\v 16 لأَنَّهُمْ قَدْ وُهِبُوا لِي مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقَدِ اسْتَعَضْتُ بِهِمْ عَنْ كُلِّ بِكْرٍ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ إِسْرَائِيلَ، -\v 17 لأَنَّ كُلَّ بِكْرٍ فِي إِسْرَائِيلَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ هُوَ لِي، إِذْ قَدَّسْتُهُمْ لِي يَوْمَ قَضَيْتُ عَلَى كُلِّ بِكْرٍ فِي دِيَارِ مِصْرَ. -\v 18 فَاسْتَعَضْتُ بِاللّاوِيِّينَ عَنْ كُلِّ بِكْرٍ لِي مِنْ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ. -\v 19 وَقَدْ وَهَبْتُ اللّاوِيِّينَ لِهَرُونَ وَأَبْنَائِهِ مِنْ بَيْنِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، لِيَقُومُوا عَلَى خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، عِوَضاً عَنْ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، وَلِلتَّكْفِيرِ عَنْهُمْ، لِئَلّا يَتَفَشَّى وَبَأٌ فِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ اقْتِرَابِهِمْ مِنَ الْقُدْسِ». -\v 20 فَفَعَلَ مُوسَى وَهَرُونُ وَشَعْبُ إِسْرَائِيلَ لِلّاوِيِّينَ، بِكُلِّ دِقَّةٍ، جَمِيعَ مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ -\v 21 فَتَطَهَّرَ اللّاوِيُّونَ وَغَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَأَحْضَرَهُمْ هَرُونُ أَمَامَ الرَّبِّ كَتَقْدِمَةِ تَرْجِيحٍ وَكَفَّرَ عَنْهُمْ تَطْهِيراً لَهُمْ. -\v 22 وَبَعْدَ ذَلِكَ أَقْبَلَ اللّاوِيُّونَ عَلَى خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ تَحْتَ إِشْرَافِ هَرُونَ وَأَبْنَائِهِ، وَهَكَذَا تَمَّ تَنْفِيذُ كُلِّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ بِشَأْنِ اللّاوِيِّينَ. -\p -\v 23 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 24 «هَذِهِ هِيَ شَرِيعَةُ اللّاوِيِّينَ: كُلُّ لاوِيٍّ عُمْرُهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، يُجَنَّدُ فِي خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 25 وَلَكِنَّهُمْ يَتَقَاعَدُونَ عَنِ الْخِدْمَةِ عِنْدَ بُلُوغِهِمِ الْخَمْسِينَ مِنَ الْعُمْرِ. -\v 26 إِنَّمَا يُمْكِنُهُمْ بَعْدَ سِنِّ الْخَمْسِينَ أَنْ يُسَاعِدُوا إِخْوَتَهُمُ الْقَائِمِينَ بِوَاجِبَاتِهِمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَتَوَلَّوْنَ هُمُ الْخِدْمَةَ. فَهَذَا مَا يَتَوَجَّبُ عَلَيْكَ أَنْ تَعْهَدَ بِهِ للّاوِيِّينَ مِنْ مَسْؤولِيَّاتٍ». -\c 9 -\s1 الفصح -\p -\v 1 وَفِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِخُرُوجِهِمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى فِي صَحْرَاءِ سِينَاءَ: -\v 2 «لِيَحْتَفِلْ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ بِالْفِصْحِ فِي أَوَانِهِ. -\v 3 احْتَفِلُوا بِهِ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ بَيْنَ غُرُوبِ الشَّمْسِ وَحُلُولِ الظَّلامِ قَائِمِينَ بِكُلِّ شَعَائِرِهِ وَأَحْكَامِهِ». -\v 4 فَأَمَرَ مُوسَى الإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَحْتَفِلُوا بِالْفِصْحِ، -\v 5 فَاحْتَفَلُوا بِهِ فِي صَحْرَاءِ سِينَاءَ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ بَيْنَ غُرُوبِ الشَّمْسِ وَحُلُولِ الظَّلامِ، طِبْقاً لِكُلِّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ مُوسَى. -\p -\v 6 إِلّا أَنَّ قَوْماً كَانُوا قَدْ لَمَسُوا مَيْتاً فَتَنَجَّسُوا، فَلَمْ يَحِلَّ لَهُمُ الاحْتِفَالُ بِالْفِصْحِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَمَثَلُوا أَمَامَ مُوسَى وَهَرُونَ، -\v 7 وَسَأَلُوهُ: «إِنَّنَا مُتَنَجِّسُونَ لأَنَّنَا لَمَسْنَا مَيْتاً، فَلِمَاذَا نُحْرَمُ مِنْ تَقْدِيمِ قُرْبَانِ الرَّبِّ فِي أَوَانِهِ مِنْ دُونِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ؟» -\v 8 فَأَجَابَهُمْ مُوسَى: «انْتَظِرُوا رَيْثَمَا يُبَلِّغُنِي الرَّبُّ أَمْرَهُ بِشَأْنِكُمْ». -\p -\v 9 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 10 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: فِي وُسْعِ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ وَمِنْ أَعْقَابِكُمْ تَنَجَّسَ لِلَمْسِهِ مَيْتاً أَوْ كَانَ فِي سَفَرٍ بَعِيدٍ، أَنْ يَحْتَفِلَ بِفِصْحِ الرَّبِّ. -\v 11 احْتَفِلُوا بِهِ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي بَيْنَ غُرُوبِ الشَّمْسِ وَحُلُولِ الظَّلامِ فَتَأْكُلُوا الْفِصْحَ مَعَ فَطِيرٍ وَأَعْشَابٍ مُرَّةٍ. -\p -\v 12 لَا تَتْرُكُوا مِنْهُ شَيْئاً إِلَى الصَّبَاحِ، وَلا تَكْسِرُوا مِنْهُ عَظْماً. احْتَفِلُوا بِهِ طِبْقاً لِشَعَائِرِ الْفِصْحِ كُلِّهَا. -\v 13 وَلَكِنْ مَنْ كَانَ طَاهِراً وَلَيْسَ فِي سَفَرٍ، وَأَغْفَلَ الاحْتِفَالَ بِالْفِصْحِ، فَإِنَّهُ يُسْتَأْصَلُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِ، لأَنَّهُ لَمْ يُقَدِّمْ قُرْبَانَ الرَّبِّ فِي أَوَانِهِ. ذَلِكَ الإِنْسَانُ يَتَحَمَّلُ عِقَابَ خَطِيئَتِهِ. -\v 14 وَإذَا حَلَّ عِنْدَكُمْ غَرِيبٌ فَلْيَحْتَفِلْ بِالْفِصْحِ طِبْقاً لِشَعَائِرِ الْفِصْحِ وَأَحْكَامِهِ، فَتَكُونَ لَكُمْ فَرِيضَةً وَاحِدَةً لِلْغَرِيبِ وَلِلْمُوَاطِنِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ». -\s1 سحابة فوق خيمة الاجتماع -\p -\v 15 وَفِي الْيَوْمِ الَّذِي نُصِبَ فِيهِ الْمَسْكَنُ غَطَّتِ السَّحَابَةُ خَيْمَةَ الشَّهَادَةِ. وَفِي الْمَسَاءِ بَدَا وَكَأَنَّ عَلَى الْمَسْكَنِ نَاراً بَقِيَتْ حَتَّى الصَّبَاحِ. -\v 16 وَاسْتَمَرَّ الأَمْرُ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ، إِذْ كَانَتِ السَّحَابَةُ تُغَطِّي الْمَسْكَنَ نَهَاراً، وَتَتَحَوَّلُ إِلَى مَا يُشْبِهُ النَّارَ لَيْلاً. -\v 17 وَكُلَّمَا ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنِ الْخَيْمَةِ كَانَ عَلَى شَعْبِ إِسْرَائِيلَ الارْتِحَالُ، وَحَيْثُمَا حَلَّتِ السَّحَابَةُ كَانُوا يَنْزِلُونَ هُنَاكَ، -\v 18 فَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَحِلُونَ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ، وَبِمُوْجِبِ أَمْرِهِ كَانُوا يَنْزِلُونَ، وَيَمْكُثُونَ مُقِيمِينَ طَوَالَ أَيَّامِ حُلُولِ السَّحَابَةِ عَلَى الْمَسْكَنِ. -\v 19 وَإِنْ طَالَ أَمَدُ حُلُولِ السَّحَابَةِ عَلَى الْمَسْكَنِ أَيَّاماً كَثِيرَةً، كَانَ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ يُطِيعُونَ أَمْرَ الرَّبِّ، وَيَلْبَثُونَ مُقِيمِينَ لَا يَرْتَحِلُونَ. -\v 20 وَكَانَتِ السَّحَابَةُ تُخَيِّمُ أَحْيَاناً عَلَى الْمَسْكَنِ أَيَّاماً قَلِيلَةً، فَكَانَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ يَنْزِلُونَ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ، وَوَفْقاً لأَمْرِهِ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. -\v 21 وَإذَا حَلَّتِ السَّحَابَةُ مِنَ الْمَسَاءِ إِلَى الصَّبَاحِ ثُمَّ ارْتَفَعَتْ عِنْدَ الصَّبَاحِ فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ، وَكَذَلِكَ إِنْ حَلَّتْ يَوْماً وَلَيْلَةً ثُمَّ ارْتَفَعَتْ، كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. -\v 22 أَوْ إِنْ مَكَثَتِ السَّحَابَةُ يَوْمَيْنِ أَوْ شَهْراً أَوْ سَنَةً، كَانَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ يُقِيمُونَ وَلا يَرْتَحِلُونَ مَادَامَتِ السَّحَابَةُ حَالَّةً عَلَى الْمَسْكَنِ. وَمَتَى ارْتَفَعَتْ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. -\v 23 وَهَكَذَا كَانُوا فِي نُزُولِهِمْ وَرَحِيلِهِمْ يَأْتَمِرُونَ بِقَوْلِ الرَّبِّ، فَأَطَاعُوا أَوَامِرَ الرَّبِّ طِبْقاً لِمَا أَوْصَى بِهِ مُوسَى. -\c 10 -\s1 البوقان الفضيان -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «اصْنَعْ لَكَ بُوقَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ مَطْرُوقَةٍ تَسْتَخْدِمُهُمَا لِدَعْوَةِ الشَّعْبِ، وَلإِعْلانِ نَفِيرِ الرَّحِيلِ، -\v 3 فَحَالَمَا يُنْفَخُ فِيهِمَا يَجْتَمِعُ إِلَيْكَ الشَّعْبُ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 4 أَمَّا إِذَا نُفِخَ فِي بُوقٍ وَاحِدٍ، يَتَوَافَدُ إِلَيْكَ رُؤَسَاءُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. -\v 5 وَعِنْدَمَا يَرْتَفِعُ نَفِيرُ هُتَافٍ، تَرْتَحِلُ الأَسْبَاطُ الْمُخَيِّمَةُ إِلَى الشَّرْقِ، -\v 6 وَإذَا ارْتَفَعَ نَفِيرُ هُتَافٍ ثَانٍ تَرْتَحِلُ الأَسْبَاطُ النَّازِلَةُ إِلَى الْجَنُوبِ، وَهَكَذَا يُعْلَنُ عَنِ الارْتِحَالِ بِنَفِيرِ الْهُتَافِ. -\v 7 أَمَّا عِنْدَ جَمْعِ الشَّعْبِ، فَانْفُخُوا بِالْبُوقَيْنِ، وَلَكِنْ مِنْ غَيْرِ هُتَافٍ، -\v 8 وَيَكُونُ أَبْنَاءُ هَرُونَ هُمُ النَّافِخُونَ بِالأَبْوَاقِ، فَرِيضَةً دَائِمَةً لَكُمْ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ. -\v 9 وَإِنْ ذَهَبْتُمْ لِمُحَارَبَةِ عَدُوٍّ فِي أَرْضِكُمْ يَضُرُّ بِكُمْ، فَاضْرِبُوا بِالأَبْوَاقِ، فَأَذْكُرَكُمْ وَأُخَلِّصَكُمْ مِنْ أَعْدَائِكُمْ. -\v 10 انْفُخُوا فِي الأَبْوَاقِ أَيْضاً فِي أَيَّامِ فَرَحِكُمْ وَفِي أَعْيَادِكُمْ وَرُؤُوسِ شُهُورِكُمْ، وَكَذَلِكَ عَلَى مُحْرَقَاتِكُمْ وَذَبَائِحِ سَلامِكُمْ، فَتَكُونَ لَكُمْ تَذْكَاراً أَمَامِي. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ». -\s1 رحيل بني إسرائيل من سيناء -\p -\v 11 وَفِي الْيَوْمِ الْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ (الْعِبْرِيَّةِ) ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنْ مَسْكَنِ الشَّهَادَةِ، -\v 12 فَارْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي صَحْرَاءِ سِينَاءَ مِنْ مَكَانٍ إِلَى آخَرَ إِلَى أَنِ اسْتَقَرَّتِ السَّحَابَةُ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ. -\v 13 وَكَانَتْ هَذِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ يَرْتَحِلُونَ فِيهَا بِمُوْجِبِ التَّنْظِيمِ الْجَدِيدِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ عَلَى لِسَانِ مُوسَى، -\v 14 فَقَدِ ارْتَحَلَتْ أَوَّلاً مُخَيَّمَاتُ سِبْطِ يَهُوذَا طِبْقاً لِعَشَائِرِهِمْ، وَعَلَى رَأْسِهِمْ نَحْشُونُ بْنُ عَمِّينَادَابَ. -\v 15 ثُمَّ عَشَائِرُ سِبْطِ يَسَّاكَرَ، وَعَلَى رَأْسِهِمْ نَثَنَائِيلُ بْنُ صُوغَرَ، -\v 16 وَتَلاهُمْ سِبْطُ زَبُولُونَ، وَعَلَى رَأْسِهِ آلِيآبُ بْنُ حِيلُونَ، -\v 17 ثُمَّ أُنْزِلَ الْمَسْكَنُ، فَارْتَحَلَ بَنُو جَرْشُونَ وَبَنُو مَرَارِي حَامِلِينَ الْمَسْكَنَ، -\v 18 وَأَعْقَبَتْهُمْ مُخَيَّمَاتُ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ وَفْقاً لِعَشَائِرِهِمْ، وَعَلَى رَأْسِهِمْ أَلِيصُورُ بْنُ شَدَيْئُورَ. -\p -\v 19 ثُمَّ عَشَائِرُ سِبْطِ شِمْعُونَ، وَعَلَى رَأْسِهِمْ شَلُومِيئِيلُ بْنُ صُورِيشَدَّاي، -\v 20 وَتَبِعَتْهُمْ عَشَائِرُ سِبْطِ جَادٍ، وَعَلَى رَأْسِهِمْ أَلِيَاسَافُ بْنُ دَعُوئِيلَ، -\v 21 ثُمَّ ارْتَحَلَ الْقَهَاتِيُّونَ حَامِلِينَ الْمَقْدِسَ إِلَى حَيْثُ كَانَ الْمَسْكَنُ قَدْ أُقِيمَ فِي انْتِظَارِهِمْ. -\v 22 وَارْتَحَلَتْ عَلَى أَثَرِهِمْ مُخَيَّمَاتُ أَفْرَايِمَ حَسَبِ عَشَائِرِهَا وَعَلَى رَأْسِهَا أَلِيشَمَعُ بْنُ عَمِّيهُودَ، -\v 23 ثُمَّ سِبْطُ مَنَسَّى وَعَلَى رَأْسِهِ جَمْلِيئِيلُ بْنُ فَدَهْصُورَ، -\v 24 وَتَبِعَهُمْ سِبْطُ بِنْيَامِينَ، وَعَلَى رَأْسِهِ أَبِيدَنُ بْنُ جِدْعُونِي، -\v 25 ثُمَّ ارْتَحَلَتْ مُخَيَّمَاتُ سِبْطِ دَانٍ بِرَايَتِهِ مَعَ جَمِيعِ عَشَائِرِهِ، فِي مُؤَخَّرَةِ الْجَمَاعَةِ، وَكَانَ عَلَى رَأْسِهِ أَخِيعَزَرُ بْنُ عَمِّيشَدَّاي. -\v 26 وَسِبْطِ أَشِيرَ وَعَلَى رَأْسِهِ فَجْعِيئِيلُ بْنُ عُكْرَنَ، -\v 27 وَسِبْطِ نَفْتَالِي وَعَلَى رَأْسِهِ أَخِيرَعُ بْنُ عِينَنَ، -\v 28 فَكَانَ هَذَا هُوَ النِّظَامُ الَّذِي سَارَتْ عَلَيْهِ أَسْبَاطُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي أَثْنَاءِ رَحِيلِهِمْ. -\p -\v 29 وَقَالَ مُوسَى لِحَمِيهِ حُوبَابَ بْنِ رَعُوئِيلَ الْمِدْيَانِيِّ: «إِنَّنَا رَاحِلُونَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي وَعَدَ الرَّبُّ أَنْ يَهَبَهَا لَنَا، فَتَعَالَ مَعْنَا، فَنُحْسِنَ إِلَيْكَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ وَعَدَ أَنْ يُحْسِنَ إِلَى إِسْرَائِيلَ». -\v 30 فَقَالَ لَهُ: «لا أَذْهَبُ، بَلْ دَعْنِي أَمْضِي إِلَى أَرْضِي وَعَشِيرَتِي». -\v 31 فَقَالَ مُوسَى: «لا تَتْرُكْنَا لأَنَّكَ تَعْرِفُ مَسَالِكَ الصَّحْرَاءِ وَمَوَاضِعَ الإِقَامَةِ فِيهَا، فَتَكُونَ لَنَا دَلِيلاً. -\v 32 وَإِنْ رَافَقْتَنَا فَإِنَّنَا نُحْسِنُ إِلَيْكَ بِنَفْسِ الإِحْسَانِ الَّذِي يُحْسِنُ الرَّبُّ بِهِ إِلَيْنَا». -\p -\v 33 فَارْتَحَلُوا مِنْ عِنْدِ جَبَلِ الرَّبِّ مَسِيرَةَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، وَكَانَ تَابُوتُ الرَّبِّ يَتَقَدَّمُهُمْ بَاحِثاً لَهُمْ عَنْ مَوْضِعِ إِقَامَةٍ. -\v 34 وَكَانَتْ سَحَابَةُ الرَّبِّ تُظَلِّلُهُمْ نَهَاراً فِي أَثْنَاءِ ارْتِحَالِهِمْ مِنَ الْمُخَيَّمِ، -\v 35 وَكَانَ مُوسَى يَقُولُ عِنْدَ ارْتِحَالِ التَّابُوتِ: «قُمْ يَا رَبُّ وَبَدِّدْ أَعْدَاءَكَ فَيَهْرُبَ مُبْغِضُوكَ مِنْ أَمَامِكَ» -\v 36 وَكَانَ يَقُولُ عِنْدَ حُلُولِهِ: «ارْجِعْ يَا رَبُّ إِلَى عَشَرَاتِ أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ». -\c 11 -\s1 نار من عند الرب -\p -\v 1 وَرَاحَ الشَّعْبُ يَتَذَمَّرُ فِي مَسْمَعِ الرَّبِّ وَكَأَنَّ شَرّاً أَصَابَهُمْ، فَاحْتَدَمَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْهِمْ، وَانْدَلَعَتْ فِيهِمْ نَارُهُ وَأَحْرَقَتْ طَرَفَ الْمُخَيَّمِ، -\v 2 فَصَرَخُوا إِلَى مُوسَى، فَصَلَّى مُوسَى إِلَى الرَّبِّ فَخَمِدَتِ النَّارُ، -\v 3 فَدُعِيَ ذَلِكَ الْمَكَانُ «تَبْعِيرَةَ» (وَمَعْنَاهُ: اشْتِعَالٌ) لأَنَّ نَارَ الرَّبِّ اشْتَعَلَتْ فِيهِمْ. -\s1 السلوى من عند الرب -\p -\v 4 وَاشْتَهَى أَخْلاطُ الأُمَمِ الْمُقِيمُونَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، مِمَّنْ خَرَجُوا مَعَهُمْ مِنْ مِصْرَ، طَعَامَ مِصْرَ، فَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَبْكُونَ قَائِلِينَ: «مَنْ يُطْعِمُنَا لَحْماً؟ -\v 5 لَقَدْ تَذَكَّرْنَا سَمَكَ مِصْرَ الَّذِي كُنَّا نَأْكُلُهُ مَجَّاناً، وَالقِثَّاءَ وَالْبَطِّيخَ وَالْكُرَّاتَ وَالْبَصَلَ وَالثُّومَ، -\v 6 أَمَّا الآنَ فَقَدْ فَقَدْنَا شَهِيَّتَنَا وَهُزِلْنَا، وَلَيْسَ أَمَامَ أَعْيُنِنَا سِوَى هَذَا الْمَنِّ». -\v 7 وَكَانَ الْمَنُّ فِي حَجْمِ بُذُورِ الْكُزْبَرَةِ، وَشَكْلُهُ مُمَاثِلاً لِلْمُقْلِ. -\v 8 وَكَانَ الشَّعْبُ يَطُوفُونَ لِيَجْمَعُوهُ ثُمَّ يَطْحَنُونَهُ بِالرَّحَى أَوْ يَدُقُّونَهُ فِي الْهَاوَنِ وَيَطْبُخُونَهُ فِي الْقُدُورِ أَوْ يَخْبِزُونَهُ عَلَى حِجَارَةٍ مُحَمَّاةٍ. وَكَانَ طَعْمُهُ كَطَعْمِ قَطَائِفَ بِزَيْتٍ. -\v 9 وَكَانَ الْمَنُّ يَنْزِلُ بِنُزُولِ النَّدَى عَلَى الْمُخَيَّمِ فِي أَثْنَاءِ اللَّيْلِ. -\p -\v 10 فَلَمَّا سَمِعَ مُوسَى بُكَاءَ جَمِيعِ أَفْرَادِ الشَّعْبِ، كُلٍّ أَمَامَ بَابِ خَيْمَتِهِ، وَرَأَى احْتِدَامَ غَضَبِ الرَّبِّ الشَّدِيدِ اعْتَرَاهُ الاسْتِيَاءُ. -\v 11 فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «لَمَاذَا أَسَأْتَ إِلَى عَبْدِكَ وَلَمْ تَرْضَ عَنْهُ حَتَّى إِنَّكَ حَمَّلْتَهُ مَسْؤولِيَّةَ هَذَا الشَّعْبِ؟ -\v 12 أَلَعَلِّي حَبِلْتُ بِهِ أَوْ وَلَدْتُهُ، حَتَّى تَقُولَ لِي احْمِلْهُ فِي حِضْنِكَ كَمَا يَحْمِلُ الْمُرَبِّي الرَّضِيعَ، وَقُدْهُ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي وَعَدْتَ بِها آبَاءَهُ. -\v 13 مِنْ أَيْنَ أَجِيءُ بِلَحْمٍ يَكْفِي جَمِيعَ هَذَا الشَّعْبِ؟ فَإِنَّهُمْ يَبْكُونَ إِلَيَّ قَائِلِينَ: أَعْطِنَا لَحْماً لِنَأْكُلَ. -\v 14 إِنَّنِي عَاجِزٌ عَنْ حَمْلِ عِبْءِ هَذَا الشَّعْبِ وَحْدِي لأَنَّهُ ثَقِيلٌ عَلَيَّ. -\v 15 إِنْ كُنْتَ سَتُعَامِلُنِي هَكَذَا، فَاقْتُلْنِي، إِنْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ، فَلا أَشْهَدُ بَلِيَّتِي». -\p -\v 16 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اجْمَعْ إِلَيَّ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنَ رُؤَسَاءِ إِسْرَائِيلَ مِمَّنْ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ حَقّاً شُيُوخُ الشَّعْبِ وَعُرَفَاؤُهُ، وَأَقْبِلْ بِهِمْ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِيَمْثُلُوا مَعَكَ هُنَاكَ. -\v 17 فَأَنْزِلَ وَأُخَاطِبَكَ هُنَاكَ، وَآخُذَ مِنَ الرُّوحِ الَّذِي عَلَيْكَ وَأَضَعَ عَلَيْهِمْ، فَيُعِينُونَكَ فِي حَمْلِ مَسْؤولِيَّةِ الشَّعْبِ، فَلا تَحْمِلُهَا أَنْتَ وَحْدَكَ. -\v 18 وَقُلْ لِلشَّعْبِ، أَنْ يَتَقَدَّسُوا لِلْغَدِ، فَيَأْكُلُوا لَحْماً، لأَنَّكُمْ قَدْ بَكَيْتُمْ فِي أُذُنَي الرَّبِّ مُتَسَائِلِينَ: مَنْ يُطْعِمُنَا لَحْماً؟ لَقَدْ كَانَ لَنَا خَيْرٌ فِي مِصْرَ. إِنَّ الرَّبَّ سَيُعْطِيكُمْ لَحْماً فَتَأْكُلُونَ. -\v 19 وَسَتَأْكُلُونَهُ لَا لِيَوْمٍ وَاحِدٍ، وَلا لِيَوْمَيْنِ، وَلا لِخَمْسَةِ أَيَّامٍ أَوْ لِعَشْرَةِ أَيَّامٍ وَلا لِعِشْرِينَ يَوْماً، -\v 20 بَلْ لِشَهْرٍ كَامِلٍ إِلَى أَنْ تَعَافُوهُ وَيَخْرُجَ مِنْ أُنُوفِكُمْ، لأَنَّكُمْ رَفَضْتُمُ الرَّبَّ الَّذِي فِي وَسَطِكُمْ، وَبَكَيْتُمْ لَدَيْهِ قَائِلِينَ: لِمَاذَا خَرَجْنَا مِنْ مِصْرَ؟» -\v 21 فَقَالَ مُوسَى: «هَذَا الشَّعْبُ الَّذِي أَنَا قَائِمٌ فِي وَسَطِهِ نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ أَلْفِ رَجُلٍ، مَاعَدَا النَّسَاءَ وَالأَطْفَالَ، وَأَنْتَ تَقُولُ إِنَّكَ سَتُعْطِيهِمْ لَحْماً لِيَأْكُلُوا شَهْراً كَامِلاً، -\v 22 فَمَهْمَا ذُبِحَ مِنْ غَنَمٍ وَبَقَرٍ أَيَكْفِيهِمْ؟ أَمْ يَكْفِيهِمْ لَوْ جُمِعَ كُلُّ سَمَكِ الْبَحْرِ؟» -\v 23 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هَلْ تَعْجَزُ يَدُ الرَّبِّ؟ انْتَظِرِ الآنَ لِتَرَى إِنْ كَانَ يَتَحَقَّقُ كَلامِي أَمْ لا». -\p -\v 24 فَخَرجَ مُوسَى وَكَلَّمَ الشَّعْبَ بِمَا قَالَهُ الرَّبُّ، وَجَمَعَ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنْ رُؤَسَائِهِمْ وَأَوْقَفَهُمْ حَوْلَ الْخَيْمَةِ. -\v 25 فَنَزَلَ الرَّبُّ فِي سَحَابَةٍ وَخَاطَبَهُ، وَأَخَذَ مِنَ الرُّوحِ الْحَالِّ عَلَيْهِ وَوَضَعَهُ عَلَى السَّبْعِينَ رَئِيساً. فَلَمَّا حَلَّ عَلَيْهِمِ الرُّوحُ تَنَبَّأُوا لِفَتْرَةٍ وَتَوَقَّفُوا. -\v 26 وَكَانَ قَدْ بَقِيَ اثْنَانِ مِنَ الشُّيُوخِ الْمُسَجَّلِينَ بَيْنَ السَّبْعِينَ فِي الْمُخَيَّمِ لَمْ يَأْتِيَا إِلَى الْخَيْمَةِ، اسْمُ أَحَدِهِمَا أَلْدَادُ، وَاسْمُ الآخَرِ مِيدَادُ. فَحَلَّ عَلَيْهِمَا الرُّوحُ فَتَنَبَّآ فِي الْمُخَيَّمِ. -\v 27 فَأَسْرَعَ أَحَدُ الشُّبَّانِ وَأَخْبَرَ مُوسَى بِذَلِكَ، -\v 28 فَقَالَ يَشُوعُ بْنُ نُونَ، مُسَاعِدُ مُوسَى مُنْذُ حَدَاثَتِهِ: «يَا سَيِّدِي، امْنَعْهُمَا!» -\v 29 غَيْرَ أَنَّ مُوسَى قَالَ لَهُ: «هَلْ مَلَأَتْكَ غَيْرَةٌ عَلَيَّ؟ لَيْتَ كُلَّ شَعْبِ الرَّبِّ يُصْبِحُونَ أَنْبِيَاءَ يَحِلُّ عَلَيْهِمِ الرَّبُّ بِرُوحِهِ». -\p -\v 30 ثُمَّ رَجَعَ مُوسَى وَشُيُوخُ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمُخَيَّمِ. -\p -\v 31 فَهَبَّتْ رِيحٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ سَاقَتِ السُّمَانِيَ مِنْ جِهَةِ الْبَحْرِ وَأَسْقَطَتْهَا عَلَى الْمُخَيَّمِ، نَحْوَ مَسِيرَةِ يَوْمٍ، مِنْ كِلا جِهَتَيْهِ وَحَوَالَيْهِ، وَتَرَاكَمَ حَتَّى بَلَغَ ارْتِفَاعُهُ ذِرَاعَيْنِ (نَحْوَ مِتْرٍ) فَوْقَ وَجْهِ الأَرْضِ. -\v 32 فَهَبَّ الشَّعْبُ طَوَالَ ذَلِكَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَكُلَّ نَهَارِ الْيَوْمِ التَّالِي يَلْتَقِطُونَ السُّمَانِيَ. فَكَانَتْ أَقَلُّ كَمِّيَّةٍ جُمِعَتْ حَوَالَيْ عَشْرَةِ حَوَامِرَ (نَحْوَ أَلْفَيْنِ وَأَرْبَعَ مِئَةِ لِتْرٍ)، ثُمَّ نَشَرُوهَا حَوْلَ الْمُخَيَّمِ لِتَجِفَّ. -\v 33 وَإِذْ كَانُوا مَازَالُوا يَمْضُغُونَ اللَّحْمَ، احْتَدَمَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْهِمْ، فَأَفْشَى بَيْنَهُمْ وَبَأً مُمِيتاً، -\v 34 فَدَعُوا الْمَكَانَ «قَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَ» (وَمَعْنَاهُ قُبُورُ الشَّهْوَةِ) لأَنَّهُمْ هُنَاكَ دَفَنُوا الْقَوْمَ الْمُشْتَهِينَ. -\v 35 ثُمَّ ارْتَحَلَ الشَّعْبُ مِنْ قَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَ إِلَى حَضَيْرُوتَ وَمَكَثُوا فِيهَا. -\c 12 -\s1 مريم وهرون يعارضان موسى -\p -\v 1 وَانْتَقَدَتْ مَرْيَمُ وَهروُنُ مُوسَى لِزَوَاجِهِ مِنِ امْرَأَةٍ كُوشِيَّةٍ، -\v 2 وَقَالا: «هَلْ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَحْدَهُ؟ أَلَمْ يُكَلِّمْنَا نَحْنُ أَيْضاً؟» فَسَمِعَ الرَّبُّ. -\v 3 أَمَّا مُوسَى فَقَدْ كَانَ أَكْثَرَ حِلْماً مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ. -\p -\v 4 فَقَالَ الرَّبُّ حَالاً لِمُوسَى وَهَرُونَ وَمَرْيَمَ: «اذْهَبُوا أَنْتُمُ الثَّلاثَةُ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ». فَمَضَى ثَلاثَتُهُمْ. -\v 5 فَنَزَلَ الرَّبُّ فِي عَمُودِ سَحَابٍ وَحَلَّ عِنْدَ بَابِ الْخَيْمَةِ، وَنَادَى هَرُونَ وَمَرْيَمَ، فَتَقَدَّمَا وَحْدَهُمَا، -\v 6 فَقَالَ: «اسْمَعَا كَلامِي: إِنْ كَانَ بَيْنَكُمْ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَإِنِّي أَسْتَعْلِنُ لَهُ بِالرُّؤْيَا، وَأُكَلِّمُهُ بِالْحُلْمِ، -\v 7 أَمَّا عَبْدِي مُوسَى فَلَسْتُ أُعَامِلُهُ هَكَذَا، بَلْ هُوَ أَمِينٌ فِي بَيْتِي، -\v 8 لِذَلِكَ أُكَلِّمُهُ وَجْهاً لِوَجْهٍ، وَبِوُضُوحٍ مِنْ غَيْرِ أَلْغَازٍ، وَيُعَايِنُ صُورَةَ الرَّبِّ. فَلِمَاذَا جَرُؤْتُمَا عَلَى انْتِقَادِ عَبْدِي مُوسَى؟» -\p -\v 9 وَاحْتَدَّ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْهِمَا، ثُمَّ مَضَى عَنْهُمَا. -\v 10 فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، إِذَا مَرْيَمُ بَرْصَاءُ كَالثَّلْجِ فَالْتَفَتَ هَرُونُ وَمُوسَى نَحْوَ مَرْيَمَ، وَإذَا هِيَ مُصَابَةٌ بِالْبَرَصِ. -\p -\v 11 فَقَالَ هَروُنُ لِمُوسَى: «أَرْجُوكَ يَا سَيِّدِي، لَا تُحَمِّلْنَا الْخَطِيئَةَ الَّتِي ارْتَكَبْنَاهَا كَالْحَمْقَى، وَأَسَأْنَا بِها إِلَيْكَ. -\v 12 وَلا تَجْعَلْ مَرْيَمَ كَالْجَنِينِ الْمَيْتِ الْخَارِجِ مِنْ رَحِمِ أُمِّهِ وَقَدْ تَهَرَّأَ نِصْفُ لَحْمِهِ». -\v 13 فَصَرَخَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً: «اللهُمَّ اشْفِهَا». -\v 14 فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «لَوْ أَنَّ أَبَاهَا بَصَقَ فِي وَجْهِهَا، أَمَا كَانَتْ تَمْكُثُ خَجِلَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ؟ فَلْتُحْجَزْ خَارِجَ الْمُخَيَّمِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَبَعْدَ ذَلِكَ تَرْجِعُ». -\v 15 فَحُجِزَتْ مَرْيَمُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ خَارِجَ الْمُخَيَّمِ، وَلَمْ يَرْتَحِلِ الشَّعْبُ حَتَّى عَادَتْ مَرْيَمُ، -\v 16 وَبَعْدَ ذَلِكَ ارْتَحَلَ الشَّعْبُ مِنْ حَضَيْرُوتَ وَنَزَلُوا فِي صَحْرَاءِ فَارَانَ. -\c 13 -\s1 استكشاف أرض كنعان -\p -\v 1 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «أَرْسِلْ جَوَاسِيسَ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ الَّتِي أَنَا وَاهِبُهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. أَرْسِلْ رَئِيساً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مُمَثِّلاً لَهُ». -\v 3 فَأَرْسَلَ مُوسَى مُمَثِّلِي الشَّعْبِ الرُّؤَسَاءَ مِنْ صَحْرَاءِ فَارَانَ طِبْقاً لأَمْرِ الرَّبِّ. -\v 4 وَهُمْ: شَمُّوعُ بْنُ زَكُّورَ عَنْ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ، -\v 5 شَافَاطُ بْنُ حُورِي عَنْ سِبْطِ شِمْعُونَ، -\v 6 كَالَبُ بْنُ يَفُنَّةَ عَنْ سِبْطِ يَهُوذَا، -\v 7 يَجْآلُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ سِبْطِ يَسَّاكَرَ، -\v 8 هُوشَعُ بْنُ نُونٍ عَنْ سِبْطِ أَفْرَايِمَ، -\v 9 فَلْطِي بْنُ رَافُو عَنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ، -\v 10 جَدِّيئِيلُ بْنُ سُودِي عَنْ سِبْطِ زَبُولُونَ، -\v 11 جِدِّي بْنُ سُوسِي مِنْ سِبْطِ مَنَسَّى عَنْ سِبْطِ يُوسُفَ، -\v 12 عَمِّيئِيلُ بْنُ جَمَلِّي عَنْ سِبْطِ دَانٍ، -\v 13 سَتُورُ بْنُ مِيخَائِيلَ عَنْ سِبْطِ أَشِيرَ، -\v 14 نَحْبِي بْنُ وَفْسِي عَنْ سِبْطِ نَفْتَالِي، -\v 15 جَأُوئِيلُ بْنُ مَاكِي عَنْ سِبْطِ جَادٍ. -\v 16 هَذِهِ هِيَ أَسْمَاءُ الرِّجَالِ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ مُوسَى لِيَتَجَسَّسُوا أَرْضَ كَنْعَانَ، وَآنَذَاكَ غَيَّرَ مُوسَى اسْمَ هُوشَعَ بْنِ نُونٍ إِلَى يَشُوعَ. -\p -\v 17 وَعِنْدَمَا أَطْلَقَهُمْ مُوسَى لِيَتَجَسَّسُوا أَرْضَ كَنْعَانَ قَالَ لَهُمْ: «انْطَلِقُوا مِنْ هُنَا نَحْوَ الْجَنُوبِ، ثُمَّ اصْعَدُوا إِلَى الْجَبَلِ، -\v 18 وَاسْتَكْشِفُوا الْبِلادَ وَأَوْضَاعَهَا وَهَلْ شَعْبُهَا الْمُقِيمُ فِيهَا قَوِيٌّ أَمْ ضَعِيفٌ؟ أَكَثِيرٌ هُوَ أَمْ قَلِيلٌ؟ -\v 19 وَمَا هِيَ طَبِيعَةُ الأَرْضِ السَّاكِنُ فِيهَا، أَصَالِحَةٌ هِيَ أَمْ رَدِيئَةٌ؟ وَمَا هِيَ الْمُدُنُ الَّتِي هُوَ قَاطِنٌ فِيهَا؟ أَمُخَيَّمَاتٌ هِيَ أَمْ حُصُونٌ؟ -\v 20 وَكَيْفَ هِيَ أَرْضُهُ: أَخَصِبَةٌ أَمْ قَاحِلَةٌ؟ أَفِيهَا شَجَرٌ أَمْ جَرْدَاءُ؟ تَشَجَّعُوا وَأَحْضِرُوا عَيِّنَةً مِنْ ثَمَرِ الأَرْضِ». وَكَانَ الْمَوْسِمُ عِنْدَئِذٍ مَوْسِمَ بَاكُورَاتِ الْعِنَبِ. -\p -\v 21 فَمَضَوْا وَتَجَسَّسُوا الأَرْضَ، ابْتِدَاءً مِنْ صَحْرَاءِ صِينَ إِلَى رَحُوبَ عَلَى مَشَارِفِ حَمَاةَ. -\v 22 وَاجْتَازُوا صَحْرَاءَ النَّقَبِ حَتَّى وَصَلُوا حَبْرُونَ حَيْثُ تُقِيمُ قَبَائِلُ بَنِي عَنَاقَ: أَخِيمَانَ وَشِيشَايَ وَتَلْمَايَ. وَكَانَتْ حَبْرُونُ قَدْ بُنِيَتْ قَبْلَ مَدِينَةِ صُوعَنَ الْمِصْرِيَّةِ بِسَبْعِ سَنَوَاتٍ. -\v 23 ثُمَّ قَدِمُوا عَلَى وَادِي أَشْكُولَ، فَقَطَفُوا فَرْعاً مِنْ كَرْمَةِ عِنَبٍ فِيهِ عُنْقُودٌ وَاحِدٌ، حَمَلُوهُ بِعَصاً عَلَى كَتِفَيْ اثْنَيْنِ مِنْهُمْ، فَضْلاً عَنْ شَيْءٍ مِنَ التِّينِ وَالرُّمَّانِ. -\v 24 فَدُعِيَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ وَادِي أَشْكُولَ (وَمَعْنَاهُ: وَادِي الْعُنْقُودِ) بِسَبَبِ عُنْقُودِ الْعِنَبِ الَّذِي قَطَفَهُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ هُنَاكَ. -\p -\v 25 وَبَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً رَجَعُوا مِنِ اسْتِكْشَافِ الأَرْضِ. -\v 26 فَأَقْبَلُوا عَلَى مُوسَى وَهَرُونَ وَسَائِرِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ فِي صَحْرَاءِ فَارَانَ فِي قَادِشَ، وَبَلَّغُوهُمْ بِمَا شَاهَدُوهُ، وَأَرَوْهُمْ ثَمَرَ الأَرْضِ. -\s1 تقرير عن استكشاف الأرض -\p -\v 27 وَقَالُوا: «قَدِ انْطَلَقْنَا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَرْسَلْتَنَا إِلَيْهَا، فَوَجَدْنَاهَا تَفِيضُ حَقّاً لَبَناً وَعَسَلاً، وَهَذِهِ هِيَ ثِمَارُهَا، -\v 28 غَيْرَ أَنَّ الشَّعْبَ الْمُسْتَوْطِنَ فِيهَا بَالِغُ الْقُوَّةِ وَمُدُنَهُ مَنِيعَةٌ وَعَظِيمَةٌ جِدّاً. كَمَا شَاهَدْنَا هُنَاكَ بَنِي عَنَاقَ، -\v 29 فَالْعَمَالِقَةُ مُقِيمُونَ فِي أَرْضِ الْجَنُوبِ، وَالْحِثِّيُّونَ وَالْيَبُوسِيُّونَ وَالأَمُورِيُّونَ مُتَمَنِّعُونَ فِي الْجَبَلِ، وَالْكَنْعَانِيُّونَ مُسْتَوْطِنُونَ عِنْدَ الْبَحْرِ وَعَلَى مُحَاذَاةِ الأُرْدُنِّ». -\p -\v 30 وَلَكِنَّ كَالَبَ هَدَّأَ رَوْعَ الشَّعْبِ الْمَاثِلِ أَمَامَ مُوسَى وَقَالَ: «لِنَمْضِ وَنَمْتَلِكِ الأَرْضَ لأَنَّنَا قَادِرُونَ حَقّاً عَلَى ذَلِكَ». -\v 31 فَعَارَضَهُ الرِّجَالُ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَقَالُوا: «لا نَقْدِرُ أَنْ نُقَاوِمَ سُكَّانَهَا لأَنَّهُمْ أَقْوَى مِنَّا». -\v 32 وَبِذَلِكَ أَشَاعُوا الذُّعْرَ بَيْنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ الْبِلادِ الَّتِي تَجَسَّسُوهَا قَائِلِينَ: «سَتَفْتَرِسُنَا الأَرْضُ الَّتِي تَجَسَّسْنَاهَا، وَجَمِيعُ مَنْ شَاهَدْنَاهُمْ مِنْ سُكَّانِهَا عَمَالِقَةٌ. -\v 33 فَقَدْ رَأَيْنَا هُنَاكَ الْجَبَابِرَةَ بَنِي عَنَاقَ، فَبَدَوْنَا فِي أَعْيُنِ أَنْفُسِنَا كَالْجَرَادِ، وَكَذَلِكَ كُنَّا فِي عُيُونِهِمْ». -\c 14 -\s1 تمرد الشعب -\p -\v 1 فَرَفَعَ الشَّعْبُ كُلُّهُ صَوْتَهُ وَبَكَى فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، -\v 2 وَتَذَمَّرَ عَلَى مُوسَى وَهَرُونَ، وَقَالُوا: «لَيْتَنَا مُتْنَا فِي دِيَارِ مِصْرَ، أَوْ لَيْتَنَا مُتْنَا فِي الصَّحْرَاءِ. -\v 3 لِمَاذَا أَحْضَرَنَا الرَّبُّ إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ لِنَهْلِكَ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَتُؤْخَذَ نِسَاؤُنَا وَأَطْفَالُنَا سَبَايَا؟ أَلَيْسَ مِنَ الأَفْضَلِ لَنَا أَنْ نَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ؟» -\v 4 وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لِنَنْتَخِبْ لَنَا قَائِداً وَنَرْجِعْ إِلَى مِصْرَ». -\p -\v 5 فَخَرَّ مُوسَى وَهَرُونُ عَلَى وَجْهَيْهِمَا أَمَامَ جَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، -\v 6 وَمَزَّقَ يَشُوعُ بْنُ نُونَ وَكَالَبُ بْنُ يَفُنَّةَ ثِيَابَهُمَا، وَهُمَا مِمَّنْ تَجَسَّسُوا الأَرْضَ، -\v 7 وَقَالا لِكُلِّ الشَّعْبِ: «إِنَّ الأَرْضَ الَّتِي اجْتَزْنَا فِيهَا هِيَ أَرْضُ خَيْرَاتٍ عَظِيمَةٍ جِدّاً. -\v 8 فَإِنْ رَضِيَ عَنَّا الرَّبُّ يُدْخِلْنَا إِلَيْهَا وَيَهَبْهَا لَنَا، أَرْضاً تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً. -\v 9 إِنَّمَا لَا تَتَمَرَّدُوا عَلَى الرَّبِّ وَلا تَجْزَعُوا مِنْ شَعْبِ الأَرْضِ، لأَنَّنَا سَنَبْتَلِعُهُمْ كَالْخُبْزِ، فَقَدْ تَلاشَى ظِلُّ الْحِمَايَةِ عَنْهُمْ، وَالرَّبُّ مَعَنَا فَلا تَرْهَبُوهُمْ». -\p -\v 10 وَلَكِنَّ الشَّعْبَ طَالَبَ بِرَجْمِهِمَا بِالْحِجَارَةِ. غَيْرَ أَنَّ مَجْدَ الرَّبِّ ظَهَرَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ عَلَى مَرْأَىً مِنْهُمْ جَمِيعاً. -\v 11 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «إِلَى مَتَى يُمْعِنُ هَذَا الشَّعْبُ فِي إِهَانَتِي، وَإِلَى مَتَى لَا يُصَدِّقُونَنِي عَلَى الرَّغْمِ مِنْ مُعْجِزَاتِي الَّتِي أَجْرَيْتُهَا فِي وَسَطِهِمْ؟ -\v 12 سَأُبِيدُهُمْ بِالْوَبَأِ، وَأَجْعَلُكَ شَعْباً أَكْبَرَ وَأَعْظَمَ مِنْهُمْ». -\p -\v 13 فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «عِنْدَئِذٍ يَسْمَعُ الْمِصْرِيُّونَ، الَّذِينَ أَخْرَجْتَ هَذَا الشَّعْبَ مِنْ بَيْنِهِمْ بِقُدْرَتِكَ، بِهَذَا -\v 14 وَيُخْبِرُونَ بِهِ أَهْلَ هَذِهِ الأَرْضِ، الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا يَا رَبُّ أَنَّكَ قَائِمٌ فِي وَسَطِ هَذَا الشَّعْبِ، وَأَنَّكَ قَدْ ظَهَرْتَ لَهُمْ وَجْهاً لِوَجْهٍ تُظَلِّلُهُمْ بِحِمَايَتِكَ، وَتَسِيرُ أَمَامَهُمْ فِي عَمُودِ سَحَابٍ نَهَاراً وَفِي عَمُودِ نَارٍ لَيْلاً. -\v 15 فَإِنْ أَهْلَكْتَ هَذَا الشَّعْبَ دَفْعَةً وَاحِدَةً، فَإِنَّ الأُمَمَ الَّتِي سَمِعَتْ بِخَبَرِكَ تَقُولُ -\v 16 إِنَّكَ قَدْ عَجَزْتَ عَنْ أَنْ تُدْخِلَ هَذَا الشَّعْبَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ بِها، فَأَهْلَكْتَهُمْ فِي الصَّحْرَاءِ. -\v 17 وَالآنَ لِتَتَعَظَّمْ قُدْرَةُ سَيِّدِي كَمَا نَطَقْتَ قَائِلاً: -\v 18 الرَّبُّ طَوِيلُ الأَنَاةِ، وَافِرُ الرَّحْمَةِ، يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَالسَّيِّئَةَ. لَكِنَّهُ لَا يُبْرِئُ، بَلْ يَفْتَقِدُ ذَنْبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ إِلَى الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ. -\v 19 فَاصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ هَذَا الشَّعْبِ بِحَسَبِ نِعْمَتِكَ، وَاغْفِرْ لَهُ كَمَا غَفَرْتَ ذُنُوبَهُ مِنْ مِصْرَ إِلَى هَهُنَا». -\p -\v 20 فَأَجَابَ الرَّبُّ: «قَدْ صَفَحْتُ بِحَسَبِ قَوْلِكَ. -\v 21 وَلَكِنْ كَمَا أَنَا حَقّاً حَيٌّ، وَكَمَا أَنَّ مَجْدَ الرَّبِّ حَقّاً يَمْلأُ الأَرْضَ، -\v 22 فَإِنَّ جَمِيعَ الرِّجَالِ الَّذِينَ عَايَنُوا مَجْدِي وَمُعْجِزَاتِي الَّتِي أَجْرَيْتُهَا فِي مِصْرَ وَفِي الصَّحْرَاءِ، وَجَرَّبُونِي عَشْرَ مَرَّاتٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُطِيعُوا قَوْلِي، -\v 23 لَنْ يَرَوْا الأَرْضَ الَّتِي وَعَدْتُ بِها آبَاءَهُمْ. جَمِيعُ الَّذِينَ اسْتَخَفُّوا بِي، لَنْ يُشَاهِدُوهَا. -\v 24 وَلَكِنْ لأَنَّ فِي عَبْدِي كَالَبَ رُوحاً مُخْتَلِفَةً، وَقَدْ تَبِعَنِي بِكُلِّ قَلْبِهِ، فَسَأُدْخِلُهُ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي ذَهَبَ إِلَيْهَا، وَسَيَرِثُهَا نَسْلُهُ مِنْ بَعْدِهِ. -\v 25 وَبِمَا أَنَّ الْعَمَالِقَةَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ سَاكِنُونَ فِي الْوِدْيَانِ، فَارْجِعُوا غَداً إِلَى الصَّحْرَاءِ فِي اتِّجَاهِ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ». -\p -\v 26 قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: -\v 27 «إِلَى مَتَى أَصْفَحُ عَنْ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ الشِّرِّيرَةِ الْمُتَذَمِّرَةِ عَلَيَّ؟ لَقَدْ سَمِعْتُ تَذَمُّرَهُمْ عَلَيَّ، -\v 28 فَقُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ الرَّبُّ، لأُنْزِلَنَّ بِكُمْ كُلَّ مَا تَكَلَّمْتُمْ بِهِ فِي مَسْمَعِي. -\v 29 إِذْ تَتَسَاقَطُ جُثَثُكُمْ فِي هَذِهِ الصَّحْرَاءِ، مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ مِمَّنْ تَمَّ إِحْصَاؤُهُمْ وَتَذَمَّرُوا عَلَيَّ. -\v 30 لَنْ تَدْخُلُوا الأَرْضَ الَّتِي وَعَدْتُ رَافِعاً يَدِي بِقَسَمٍ أَنْ أُسْكِنَكُمْ فِيهَا، مَاعَدَا كَالَبَ بنَ يَفُنَّةَ وَيَشُوعَ بْنَ نُونَ. -\v 31 غَيْرَ أَنِّي سَأُدْخِلُ إِلَيْهَا أَوْلادَكُمُ الَّذِينَ ادَّعَيْتُمْ أَنَّهُمْ يُصْبِحُونَ أَسْرَى، فَيَتَمَتَّعُونَ بِالأَرْضِ الَّتِي احْتَقَرْتُمُوهَا. -\v 32 أَمَّا أَنْتُمْ فَإِنَّ جُثَثَكُمْ تَتَسَاقَطُ فِي هَذَا الْقَفْرِ، -\v 33 وَيَبْقَى بَنُوكُمْ فِي الصَّحْرَاءِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، تُعَانُونَ مِنْ فُجُورِكُمْ، حَتَّى تَبْلَى جُثَثُكُمْ فِيهَا. -\v 34 وَتَحْمِلُونَ أَوْزَارَكُمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً. كُلُّ يَوْمٍ بِسَنَةٍ، عَلَى عَدَدِ الأَيَّامِ الأَرْبَعِينَ الَّتِي تَجَسَّسْتُمْ فِيهَا الأَرْضَ، فَتُدْرِكُونَ عَاقِبَةَ ابْتِعَادِي عَنْكُمْ. -\v 35 أَنَا الرَّبُّ قَدْ تَكَلَّمْتُ، وَهَذَا مَا سَأُعَاقِبُ بِهِ هَذِهِ الْجَمَاعَةَ الشِّرِّيرَةَ الْمُتَآمِرَةَ عَلَيَّ: فِي هَذِهِ الصَّحْرَاءِ يَفْنَوْنَ وَيَمُوتُونَ». -\p -\v 36 أَمَّا الْجَوَاسِيسُ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ مُوسَى لاِسْتِكْشَافِ الأَرْضِ، فَرَجَعُوا فَأَثَارُوا عَلَيْهِ الشَّعْبَ بِمَا رَوَّجُوهُ مِنْ أَخْبَارٍ سَيِّئَةٍ عَنِ الأَرْضِ، -\v 37 فَقَدْ أَمَاتَهُمُ الرَّبُّ بِالْوَبَأِ عِقَاباً لَهُمْ -\v 38 وَلَمْ يَعِشْ مِنْهُمْ إِلّا يَشُوعُ بْنُ نُونَ وَكَالَبُ بْنُ يَفُنَّةَ. -\p -\v 39 وَلَمَا أَبْلَغَ مُوسَى هَذَا الْكَلامَ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَكَوْا بُكَاءً شَدِيداً. -\v 40 وَفِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ صَعِدُوا إِلَى رَأْسِ الْجَبَلِ قَائِلِينَ: «هَا نَحْنُ قَدْ أَخْطَأْنَا، فَلْنَمْضِ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي وَعَدَنَا بِهِ الرَّبُّ». -\v 41 فَقَالَ مُوسَى: «لِمَاذَا تَعْصَوْنَ أَمْرَ الرَّبِّ؟ إِنَّ عَمَلَكُمْ هَذَا لَنْ يُفْلِحَ. -\v 42 لَا تَنْطَلِقُوا لِئَلّا تَنْهَزِمُوا أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ لَيْسَ فِي وَسَطِكُمْ، -\v 43 فَالْعَمَالِقَةُ وَالْكَنْعَانِيُّونَ مُتَرَبِّصُونَ بِكُمْ هُنَاكَ فَتَهْلِكُونَ بِحَدِّ السَّيْفِ، لأَنَّكُمْ قَدِ ارْتَدَدْتُمْ عَنِ الرَّبِّ وَلَنْ يَكُونَ الرَّبُّ مَعَكُمْ». -\v 44 لَكِنَّهُمْ، فِي غَطْرَسَتِهِمْ، ارْتَقَوْا إِلَى قِمَّةِ الْجَبَلِ، غَيْرَ أَنَّ تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ وَمُوسَى لَمْ يَبْرَحَا مِنْ وَسَطِ الْمُخَيَّمِ. -\v 45 فَانْقَضَّ عَلَيْهِمِ الْعَمَالِقَةُ وَالْكَنْعَانِيُّونَ الْمُقِيمُونَ فِي ذَلِكَ الْجَبَلِ، وَهَاجَمُوهُمْ وَتَعَقَّبُوهُمْ إِلَى «حُرْمَةَ». -\c 15 -\s1 تقدمات تكميلية -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: مَتَى اسْتَوْطَنْتُمُ الأَرْضَ الَّتِي أَنَا وَاهِبُهَا لَكُمْ مَسْكَناً، -\v 3 وَقَدَّمْتُمْ لِي قُرْبَانَ مُحْرَقَةٍ أَوْ ذَبِيحَةٍ وَفَاءً لِنَذْرٍ، أَوْ تَقْدِمَةً طَوْعِيَّةً أَوْ قَرَابِينَ فِي أَعْيَادِكُمْ لِلْحُظْوَةِ بِرِضَى الرَّبِّ وَمَسَرَّتِهِ، مِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ. -\v 4 فَلْيُرْفِقْهَا الْمُقَرِّبُ بِتَقْدِمَةِ عُشْرٍ مِنَ الدَّقِيقِ الْمَعْجُونِ بِرُبْعِ الْهِينِ (نَحْوَ لِتْرٍ) مِنَ الزَّيْتِ، -\v 5 وَسَكِيبِ خَمْرٍ مِقْدَارُهُ رُبْعُ الْهِينِ (نَحْوَ لِتْرٍ)، يُصْعِدُهُ مَعَ الْمُحْرَقَةِ أَوِ الذَّبِيحَةِ لِلْحَمَلِ الْوَاحِدِ. -\v 6 أَمَّا مَعَ الْكَبْشِ فَلْيُقَرِّبْ تَقْدِمَةً عُشْرَيْنِ مِنَ الدَّقِيقِ مَعْجُونَيْنِ بِثُلْثِ الْهِينِ (بِنَحْوِ لِتْرٍ وَثُلْثِ اللِّتْرِ) مِنَ الزَّيْتِ -\v 7 وَسَكِيبَ خَمْرٍ مِقْدَارُهُ ثُلْثُ الْهِينِ (نَحْوَ لِتْرٍ وَثُلْثِ اللِّتْرِ)، يُصْعِدُهَا لِلْحُظْوَةِ بِرِضَى الرَّبِّ وَمَسَرَّتِهِ. -\v 8 وَإذَا قَرَّبْتَ ثَوْراً مُحْرَقَةً أَوْ ذَبِيحَةً وَفَاءً لِنَذْرٍ أَوْ ذَبِيحَةَ سَلامٍ لِلرَّبِّ، -\v 9 فَأَصْعِدْ مَعَ الثَّوْرِ تَقْدِمَةً ثَلاثَةَ أَعْشَارٍ مِنَ الدَّقِيقِ مَعْجُونَةً بِنِصْفِ الْهِينِ (بِنَحْوِ لِتْرَيْنِ) مِنَ الزَّيْتِ. -\v 10 وَسَكِيبَ خَمْرٍ مِقْدَارُهُ نِصْفُ الْهِينِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ)، لِيَكُونَ وَقُودَ رِضَىً وَمَسَرَّةٍ لِلرَّبِّ. -\v 11 هَذَا مَا يُقَدَّمُ لِلثَّوْرِ الْوَاحِدِ، أَوْ لِلْكَبْشِ الْوَاحِدِ، أَوْ لِلْحَمَلِ أَوْ لِلتَّيْسِ. -\v 12 هَكَذَا تَفْعَلُونَ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا عَلَى حَسَبِ أَعْدَادِهَا. -\v 13 وَيُمَارِسُ كُلُّ مُواطِنٍ إِسْرَائِيلِيٍّ هَذِهِ الشَّعَائِرَ عَلَى هَذَا الْمِثَالِ عِنْدَمَا يُقَدِّمُ مُحْرَقَةً لِتَكُونَ رَائِحَةَ سُرُورٍ لِلرَّبِّ. -\v 14 وَإذَا قَرَّبَ غَرِيبٌ مُقِيمٌ فِي وَسَطِكُمْ، أَوْ نَازِلٌ فِي دِيَارِكُمْ عَلَى مَدَى أَجْيَالِكُمْ مُحْرَقَةً رَائِحَةَ سُرُورٍ لِلرَّبِّ، فَلْيَصْنَعْ كَمَا تَصْنَعُونَ. -\v 15 فَهَذِهِ فَرِيضَةٌ دَائِمَةٌ لَكُمْ، وَلِلْغَرِيبِ النَّازِلِ عِنْدَكُمْ عَلَى مَدَى أَجْيَالِكُمْ، فَتَكُونُونَ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ أَمَامَ الرَّبِّ. -\v 16 فَتَكُونُ لَكُمْ وَلِلْغَرِيبِ النَّازِلِ عِنْدَكُمْ شَرِيعَةٌ وَاحِدَةٌ وَحُكْمٌ وَاحِدٌ». -\p -\v 17 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 18 «أَوْصِ شَعْبَ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: مَتَى دَخَلْتُمُ الأَرْضَ الَّتِي أَنَا آخِذُكُمْ إِلَيْهَا، -\v 19 وَأَكَلْتُمْ مِنْ غَلَّتِهَا، فَأَصْعِدُوا لِي تَقْدِمَةً مِنْهَا. -\v 20 مِنْ أَوَّلِ عَجِينِكُمْ تُقَدِّمُونَ قُرْصاً قُرْبَاناً، كَقُرْبَانِ الْبَيْدَرِ هَكَذَا تُقَدِّمُونَهُ. -\v 21 إِذْ يَتَوَجَّبُ عَلَيْكُمْ، جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ، أَنْ تُقَدِّمُوا قُرْبَاناً لِي مِنْ أَوَّلِ عَجِينِكُمْ. -\s1 تقدمات خطايا السهو -\p -\v 22 وَإذَا سَهَوْتُمْ وَلَمْ تُنَفِّذُوا جَمِيعَ هَذِهِ الْوَصَايَا الَّتِي أَبْلَغْتُهَا لِمُوسَى، -\v 23 وَالَّتِي أَمَرْتُكُمْ بِمُمَارَسَتِهَا عَلَى مَدَى أَجْيَالِكُمْ، مُنْذُ أَنْ أَصْدَرْتُهَا إِلَيْكُمْ عَلَى لِسَانِ مُوسَى، -\v 24 وَإِنْ حَدَثَ هَذَا سَهْواً وَعَنْ غَيْرِ عِلْمِ الْجَمَاعَةِ، فَعَلَى كُلِّ الْجَمَاعَةِ أَنْ تُقَرِّبَ ثَوْراً مُحْرَقَةً رَائِحَةَ سُرُورٍ لِلرَّبِّ مَعَ تَقْدِمَةٍ مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكِيبِهِ مِنَ الْخَمْرِ طِبْقاً لِلشَّعَائِرِ، وَتَيْساً وَاحِداً ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ. -\v 25 فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْ جَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، فَأَصْفَحُ عَنْهُمْ، لأَنَّ الأَمْرَ صَدَرَ سَهْواً عَنْهُمْ. -\v 26 فَأَصْفَحُ عَنِ الشَّعْبِ كُلِّهِ، وَالْغَرِيبِ الْمُقِيمِ بَيْنَكُمْ، لأَنَّ الأَمْرَ صَدَرَ سَهْواً عَنِ الشَّعْبِ جَمِيعِهِ. -\p -\v 27 وَإِنْ أَخْطَأَتْ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ سَهْواً، فَلْتُقَرِّبْ عَنْزَةً حَوْلِيَّةً ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ. -\v 28 فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنِ النَّفْسِ الَّتِي سَهَتْ فَأَخْطَأَتْ أَمَامِي فَأَصْفَحُ عَنْهَا عِنْدَمَا يَتِمُّ التَّكْفِيرُ عَنْهَا. -\v 29 وَتَكُونُ هَذِهِ شَرِيعَةً وَاحِدَةً تُطَبَّقُ عَلَى كُلِّ مَنْ أَخْطَأَ سَهْواً سَوَاءٌ كَانَ مُواطِناً أَمْ غَرِيباً نَازِلاً بَيْنَكُمْ. -\v 30 أَمَّا إِنْ تَعَمَّدَ أَحَدٌ الْخَطَأَ، سَوَاءٌ كَانَ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ أَمْ مِنَ الْغُرَبَاءِ، فَهُوَ يَزْدَرِي بِي وَيَجِبُ أَنْ يُسْتَأْصَلَ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِ، -\v 31 لأَنَّهُ احْتَقَرَ كَلامِي وَنَقَضَ وَصِيَّتِي، لِهَذَا يُسْتَأْصَلُ مُتَحَمِّلاً عِقَابَ ذَنْبِهِ». -\s1 رجم ناقض السبت -\p -\v 32 وَفِي أَثْنَاءِ إِقَامَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الصَّحْرَاءِ، وَجَدُوا رَجُلاً يَجْمَعُ حَطَباً فِي يَوْمِ السَّبْتِ، -\v 33 فَاقْتَادُوهُ إِلَى مُوسَى وَهَرُونَ وَبَقِيَّةِ الْجَمَاعَةِ، -\v 34 وَزَجُّوهُ فِي السِّجْنِ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَاضِحاً بَعْدُ مَا يَتَوَجَّبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَفْعَلُوا بِهِ. -\v 35 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «لِتَرْجُمْهُ الْجَمَاعَةُ كُلُّهَا بِالْحِجَارَةِ خَارِجَ الْمُخَيَّمِ، لأَنَّ عِقَابَهُ الْقَتْلُ حَتْماً». -\v 36 فَأَخَذَهُ الشَّعْبُ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ وَرَجَمُوهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى مَاتَ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. -\s1 أهداب الثياب للتذكار -\p -\v 37 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 38 «أَوْصِ شَعْبَ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: اِصْنَعُوا عَلَى مَدَى أَجْيَالِكُمْ، أَهْدَاباً فِي أَذْيَالِ ثِيَابِكُمْ وَضَعُوا عَلَى هُدُبِ الذَّيْلِ خَيْطاً أَزْرَقَ. -\v 39 فَتَرَوْنَ أَهْدَابَكُمْ هَذِهِ وَتَذْكُرُونَ كُلَّ وَصَايَايَ وَتُطِيعُونَهَا، وَلا تُغْوُونَ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّبَاعِ شَهْوَاتِ قُلُوبِكُمْ وَعُيُونِكُمْ. -\v 40 عِنْدَئِذٍ تَتَذَكَّرُونَ أَنْ تُطِيعُوا جَمِيعَ وَصَايَايَ وَتَتَقَدَّسُوا لإِلَهِكُمْ. -\v 41 فَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ لِيَكُونَ لَكُمْ إِلَهاً. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ». -\c 16 -\s1 قورح وداثان وأبيرام -\p -\v 1 وَشَرَعَ قُورَحُ بْنُ يِصْهَارَ بْنِ قَهَاتَ بْنِ لاوِي، وَدَاثَانُ وَأَبِيرَامُ ابْنَا أَلِيَآبَ، وَأُونُ بْنُ فَالَتَ مِنْ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ، -\v 2 يَتَآمَرُونَ عَلَى مُوسَى، مَعَ مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ مِنْ رُؤَسَاءِ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، ذَوِي الْمَكَانَةِ مِمَّنْ تَمَّ تَعْيِينُهُمْ فِي الْمَجْلِسِ. -\v 3 هَؤُلاءِ تَأَلَّبُوا عَلَى مُوسَى وَهَرُونَ وَقَالُوا: «حَسْبُكُمَا! إِنَّ كُلَّ الْجَمَاعَةِ بِأَسْرِهَا مُقَدَّسَةٌ، وَفِي وَسَطِهَا الرَّبُّ. فَمَا بَالُكُمَا تَتَرَفَّعَانِ عَلَى جَمَاعَةِ الرَّبِّ؟» -\p -\v 4 فَلَمَّا سَمِعَ مُوسَى هَذَا، أَكَبَّ عَلَى وَجْهِهِ، -\v 5 ثُمَّ قَالَ لِقُورَحَ وَسَائِرِ جَمَاعَتِهِ: «غَداً يُعْلِنُ الرَّبُّ مَنْ هُوَ لَهُ، وَمَنْ هُوَ الْمُقَدَّسُ فَيُقَرِّبُهُ مِنْهُ. -\v 6 وَلَكِنْ يَا قُورَحُ افْعَلْ هَذَا أَنْتَ وَجَمَاعَتُكَ: خُذُوا لَكُمْ مَجَامِرَ، -\v 7 وَضَعُوا فِيهَا نَاراً وَبَخُوراً أَمَامَ الرَّبِّ غَداً. وَالرَّجُلُ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ يَكُونُ هُوَ الْمُقَدَّسُ، فَحَسْبُكُمْ أَيُّهَا اللّاوِيُّونَ!» -\v 8 وَأَضَافَ مُوسَى قَائِلاً لِقُورَحَ: «اسْتَمِعُوا يَا بَنِي لاوِي، -\v 9 أَلَمْ يَكْفِكُمْ أَنَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ أَفْرَزَكُمْ مِنْ بَيْنِ الشَّعْبِ لِيُقَرِّبَكُمْ إِلَيْهِ لِكَيْ تَخْدِمُوا مَسْكَنَ الرَّبِّ وَتَقِفُوا فِي حَضْرَةِ الشَّعْبِ كُلِّهِ لِخِدْمَتِهِ. -\v 10 فَقَرَّبَكَ مَعَ بَقِيَّةِ إِخْوَتِكَ مِنْ بَنِي لاوِي، حَتَّى صِرْتُمْ تَطْمَعُونَ فِي الْكَهَنُوتِ. -\v 11 إِذَنْ أَنْتَ وَكُلُّ جَمَاعَتِكَ قَدْ تَأَلَّبْتُمْ عَلَى الرَّبِّ، لأَنَّهُ مَنْ هُوَ هَرُونُ حَتَّى تَتَذَمَّرُوا عَلَيْهِ؟» -\v 12 فَأَرْسَلَ مُوسَى يَسْتَدْعِي دَاثَانَ وَأَبِيرَامَ ابْنَيْ أَلِيآبَ، فَرَدَّا: «لَنْ نَحْضُرَ! -\v 13 أَلَمْ يَكْفِكَ أَنَّكَ أَخْرَجْتَنَا مِنْ أَرْضٍ تُدِرُّ لَبَناً وَعَسَلاً لِتُهْلِكَنَا فِي الصَّحْرَاءِ، ثُمَّ تَتَرَأَّسُ عَلَيْنَا؟ -\v 14 فَأَنْتَ لَمْ تَقُدْنَا إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ خَيْرَاتٍ، وَلا أَوْرَثْتَنَا حُقُولاً وَكُرُوماً. فَمَنْ تُحَاوِلُ أَنْ تَخْدَعَ؟ إِنَّنَا لَنْ نَحْضُرَ!» -\p -\v 15 فَاحْتَدَمَ غَيْظُ مُوسَى وَقَالَ لِلرَّبِّ: «لا تَقْبَلْ تَقْدِمَتَهُمَا، فَأَنَا لَمْ آخُذْ حَتَّى حِمَاراً وَاحِداً مِنْهُمَا، وَلَمْ أُسِئْ إِلَى أَحَدٍ مِنْهُمَا». -\p -\v 16 وَقَالَ مُوسَى لِقُورَحَ: «امْثُلْ أَنْتَ وَجَمَاعَتُكَ كُلُّهَا أَمَامَ الرَّبِّ غَداً، وَكَذَلِكَ يَحْضُرُ هَرُونُ أَيْضاً. -\v 17 وَلْيَأْخُذْ كُلٌّ مِنْكُمْ مَجْمَرَتَهُ وَضَعُوا فِيهَا بَخُوراً، وَلْيُقَدِّمْ كُلُّ وَاحِدٍ مَجْمَرَتَهُ، فَتَكُونَ مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ مَجْمَرَةً، وَكَذَلِكَ خُذْ أَنْتَ وَهَرُونُ، كُلُّ وَاحِدٍ مَجْمَرَتَهُ». -\v 18 فَجَاءَ كُلُّ وَاحِدٍ بِمَجْمَرَتِهِ وَوَضَعُوا فِيهَا نَاراً وَبَخُوراً، وَمَثَلُوا عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ مَعَ مُوسَى وَهَرُونَ. -\v 19 وَحَشَدَ قُورَحُ عَلَيْهِمَا كُلَّ الْجَمَاعَةِ الْمُتَآمِرَةِ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، فَتَرَاءَى آنَئِذٍ مَجْدُ الرَّبِّ لِلْجَمَاعَةِ كُلِّهَا. -\p -\v 20 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: -\v 21 «افْتَرِزَا مِنْ بَيْنِ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ لأَنِّي سَأُفْنِيهِمْ فِي لَحْظَةٍ». -\v 22 فَانْطَرَحَا عَلَى وَجْهَيْهِمَا وَابْتَهَلا قَائِلَيْنِ: «اللهُمَّ، يَا إِلَهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ الْبَشَرِ، أَتَسْخَطُ عَلَى الْجَمَاعَةِ كُلِّهَا مِنْ أَجْلِ خَطِيئَةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ؟» -\v 23 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 24 «اطْلُبْ مِنَ الشَّعْبِ أَنْ يَبْتَعِدُوا مِنْ حَوَالَيْ خِيَامِ قُورَحَ وَدَاثَانَ وَأَبِيرَامَ». -\p -\v 25 فَذَهَبَ مُوسَى إِلَى دَاثَانَ وَأَبِيرَامَ، وَتَبِعَهُ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ، -\v 26 وَقَالَ لِلْجَمَاعَةِ كُلِّهَا: «ابْتَعِدُوا عَنْ خِيَامِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ الأَشْرَارِ، وَلا تَلْمَسُوا شَيْئاً مِمَّا لَهُمْ لِئَلّا تَهْلِكُوا مِنَ جَرَّاءِ خَطَايَاهُمْ». -\v 27 فَابْتَعَدُوا مِنْ حَوَالَيْ خِيَامِ قُورَحَ وَدَاثَانَ وَأَبِيرَامَ، وَخَرَجَ دَاثَانُ وَأَبِيرَامُ، وَوَقَفَا أَمَامَ خَيْمَتَيْهِمَا مَعَ زَوْجَاتِهِمَا وَأَوْلادِهِمَا صِغَاراً وَكِبَاراً. -\v 28 فَقَالَ مُوسَى: «بِهَذَا تَعْرِفُونَ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي لأُجْرِيَ كُلَّ هَذِهِ الأَعْمَالِ، وَأَنَّهَا لَيْسَتْ صَادِرَةً عَنْ نَفْسِي: -\v 29 إِنْ مَاتَ هَؤُلاءِ مَوْتاً طَبِيعِيًّا، أَوِ ابْتُلُوا بِمَا يُبْتَلَى بِهِ النَّاسُ عَادَةً، فَلا يَكُونُ الرَّبُّ قَدْ أَرْسَلَنِي. -\v 30 وَلَكِنْ إِنْ أَجْرَى الرَّبُّ أَمْراً جَدِيداً، وَانْشَقَّتِ الأَرْضُ وَابْتَلَعَتْهُمْ مَعَ كُلِّ مَالَهُمْ، وَدُفِنُوا فِي بَاطِنِ الأَرْضِ أَحْيَاءَ، عِنْدَئِذٍ تُدْرِكُونَ أَنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ قَدِ ازْدَرَوْا بِالرَّبِّ». -\p -\v 31 وَحَالَمَا انْتَهَى مِنْ كَلامِهِ انْشَقَّتِ الأَرْضُ تَحْتَهُمْ، -\v 32 وَفَتَحَتْ فَاهَا وَابْتَلَعَتْهُمْ مَعَ بُيُوتِهِمْ، كَمَا ابْتَلَعَتْ رِجَالَ قُورَحَ مَعَ كُلِّ مَا يَمْلِكُونَ. -\v 33 فَاخْتَفَوْا هُمْ وَكُلُّ مَا يَمْلِكُونَ أَحْيَاءَ فِي بَاطِنِ الأَرْضِ الَّتِي انْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ، فَبَادُوا مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ. -\v 34 وَهَرَبَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ الَّذِينَ حَوْلَهُمْ مِنْ صَوْتِ صَرَخَاتِهِمْ قَائِلِينَ: «لِئَلّا تَبْتَلِعَنَا الأَرْضُ». -\v 35 وَانْدَلَعَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ فَالْتَهَمَتِ الْمِئَتَيْنِ وَالْخَمْسِينَ رَجُلاً الَّذِينَ قَرَّبُوا الْبَخُورَ. -\p -\v 36 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 37 «اطْلُبْ مِنْ أَلِعَازَارَ بْنِ هَرُونَ الْكَاهِنِ أَنْ يَجْمَعَ الْمَجَامِرَ مِنَ الْحَرِيقِ، وَلْيَذْرِ مَا فِيهَا مِنْ جَمْرٍ فَإِنَّهَا قَدْ تَقَدَّسَتْ. -\v 38 وَاطْرُقُوا مَجَامِرَ هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَخْطَأُوا فِي حَقِّ نُفُوسِهِمْ صَفَائِحَ، لِتَكُونَ غِشَاءً لِلْمَذْبَحِ، لأَنَّهُمْ قَدَّمُوهَا فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ فَتَقَدَّسَتْ، فَتَكُونُ عِبْرَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ». -\v 39 فَجَمَعَ أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ مَجَامِرَ النُّحَاسِ الَّتِي قَرَّبَهَا الْمُحْتَرِقُونَ، فَطُرِقَتْ غِشَاءً لِلْمَذْبَحِ، -\v 40 عِبْرَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ لِكَيْ لَا يَدْنُوَ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِ نَسْلِ هَرُونَ لِيُبَخِّرَ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، فَيُصِيبَهُ مَا أَصَابَ قُورَحَ وَجَمَاعَتَهُ، كَمَا كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى. -\p -\v 41 وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي تَذَمَّرَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مُوسَى وَهَرُونَ قَائِلِينَ: «لَقَدْ قَتَلْتُمَا شَعْبَ الرَّبِّ». -\v 42 فَلَمَّا اجْتَمَعَتِ الْجَمَاعَةُ عَلَى مُوسَى وَهَرُونَ مَضَيَا إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَإذَا بِالسَّحَابَةِ قَدْ غَطَّتْهَا وَمَجْدُ الرَّبِّ قَدْ تَرَاءَى. -\v 43 فَأَقْبَلَ مُوسَى وَهَرُونُ إِلَى أَمَامِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 44 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 45 «اخْرُجَا مِنْ بَيْنِ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ لأَنَّنِي سَأُفْنِيهِمْ فِي لَحْظَةٍ». فَخَرَّا عَلَى وَجْهَيْهِمَا -\v 46 ثُمَّ قَالَ مُوسَى لِهَرُونَ: «خُذِ الْمَجْمَرَةَ وَضَعْ فِيهَا نَاراً مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَأَيْضاً بَخُوراً، وَأَسْرِعْ إِلَى الْجَمَاعَةِ لِتُكَفِّرَ عَنْهُمْ، لأَنَّ الْغَضَبَ الْمُحْتَدِمَ قَدْ صَدَرَ عَنِ الرَّبِّ وَتَفَشَّى فِيهِمِ الْوَبَأُ». -\v 47 فَنَفَّذَ هَرُونُ أَمْرَ مُوسَى، وَأَسْرَعَ إِلَى وَسَطِ الْجَمَاعَةِ، وَإذَا بِالْوَبَأِ قَدِ ابْتَدَأَ يَتَفَشَّى فِيهِمْ، فَوَضَعَ الْبَخُورَ وَكَفَّرَ عَنِ الشَّعْبِ. -\v 48 وَوَقَفَ هَرُونُ بَيْنَ الْمَوْتَى وَالأَحْيَاءِ، فَتَوَقَّفَ الوَبَأُ. -\v 49 فَكَانَ الَّذِينَ هَلَكُوا بِالْوَبَإِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ، عَدَا الَّذِينَ مَاتُوا بِسَبَبِ قُورَحَ. -\v 50 ثُمَّ رَجَعَ هَرُونُ إِلَى مُوسَى عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَقَدْ تَوَقَّفَ سَرَيَانُ الْوَبَإِ. -\c 17 -\s1 تفريخ عصا هرون -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَخُذْ مِنْهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ عَصاً، وَاحِدَةً مِنْ كُلِّ رَئِيسِ سِبْطٍ مِنْ أَسْبَاطِ آبَائِهِمْ، وَاحْفُرِ اسْمَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى عَصَاهُ. -\v 3 وَاحْفُرِ اسْمَ هَرُونَ عَلَى عَصَا لاوِي، لأَنَّ لِرَئِيسِ بَيْتِ آبَائِهِمْ عَصاً وَاحِدَةً. -\v 4 وَضَعِ الْعِصِيَّ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ أَمَامَ الشَّهَادَةِ حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكُمْ. -\v 5 فَالرَّجُلُ الَّذِي أَخْتَارُهُ تُوْرِقُ عَصَاهُ، وَبِذَلِكَ أَضَعُ حَدّاً لِتَذَمُّرَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي تَرْتَفِعُ ضِدَّكُمَا». -\p -\v 6 فَأَبْلَغَ مُوسَى ذَلِكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَعْطَاهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ رُؤَسَائِهِمْ عَصاً بِحَسَبِ أَسْبَاطِهِمْ فَكَانَتِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ عَصاً. وَكَانَتْ عَصَا هَرُونَ مِنْ بَيْنِ عِصِيِّهِمْ. -\v 7 فَوَضَعَ مُوسَى الْعِصِيَّ أَمَامَ الرَّبِّ فِي خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ. -\v 8 وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي دَخَلَ مُوسَى إِلَى خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ فَوَجَدَ أَنَّ عَصَا هَرُونَ الَّتِي تُمَثِّلُ سِبْطَ لاوِي قَدْ أَوْرَقَتْ، إِذْ أَخْرَجَتْ فُرُوخاً وَأَزْهَرَتْ وَأَثْمَرَتْ لَوْزاً نَاضِجاً. -\v 9 فَأَخْرَجَ مُوسَى جَمِيعَ الْعِصِيِّ مِنْ حَضْرَةِ الرَّبِّ لِيَتَفَحَّصَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ كُلُّهُمْ، فَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ عَصَاهُ. -\v 10 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «رُدَّ عَصَا هَرُونَ إِلَى أَمَامِ تَابُوتِ الْعَهْدِ وَاحْفَظْهَا لِتَكُونَ عِبْرَةً لِلْمُتَمَرِّدِينَ، فَتَكُفَّ تَذَمُّرَاتُهُمْ عَنِّي لِئَلّا يَهْلِكُوا». -\v 11 فَفَعَلَ مُوسَى بِمُقْتَضَى أَمْرِ الرَّبِّ. -\p -\v 12 وَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: «إِنَّنَا انْقَرَضْنَا وَهَلَكْنَا جَمِيعاً، -\v 13 لأَنَّ كُلَّ مَنِ اقْتَرَبَ إِلَى مَسْكَنِ الرَّبِّ يَمُوتُ. تُرَى أَنَفْنَى كُلُّنَا؟» -\c 18 -\s1 واجبات الكهنة واللاويين -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِهَرُونَ: «أَنْتَ وَأَبْنَاؤُكَ وَبَيْتُ أَبِيكَ مَسْؤولُونَ عَمَّا يُصِيبُ الْمَقْدِسَ مِنْ تَدْنِيسٍ، وَأَنْتَ وَأَبْنَاؤُكَ مَعَكَ تَحْمِلُونَ مَسْؤولِيَّةَ مَا يُرْتَكَبُ فِي حَقِّ الْكَهَنُوتِ. -\v 2 وَاسْتَعِنْ بِإِخْوَتِكَ مِنْ سِبْطِ لاوِي، سِبْطِ أَبِيكَ، فَيَنْضَمُّوا إِلَيْكَ وَيُؤَازِرُوكَ أَنْتَ وَأَبْنَاءَكَ حِينَ تَقُومُونَ بِالْخِدْمَةِ أَمَامَ خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ، -\v 3 فَيَقُومُونَ عَلَى خِدْمَتِكَ، وَعَلَى خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. وَلَكِنْ إِيَّاهُمُ الاقْتِرَابَ مِنْ أَوَانِي الْمَقْدِسِ وَمِنَ الْمَذْبَحِ، لِئَلّا يَمُوتُوا جَمِيعاً وَأَنْتُمْ مَعَهُمْ. -\v 4 لِيَنْضَمُّوا إِلَيْكَ قَائِمِينَ بِخِدْمَةِ الْخَيْمَةِ وَكُلِّ مَا يُنَاطُ بِهِمْ مِنْ وَاجِبَاتٍ لِلْعِنَايَةِ بِها. وَلَكِنْ لَا يَقْتَرِبْ مِنْهَا مَنْ لَيْسَ مِنْكُمْ، -\v 5 فَأَنْتُمُ الْكَهَنَةُ الَّذِينَ تَقُومُونَ عَلَى خِدْمَةِ الْمَقْدِسِ وَالْمَذْبَحِ، لِئَلّا يَنْصَبَّ السَّخَطُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\v 6 فَقَدِ اخْتَرْتُ إِخْوَتَكُمُ اللّاوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ لِيَكُونُوا لَكُمْ عَطِيَّةً مِنَ الرَّبِّ، لِيَعْتَنُوا بِخِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 7 أَمَّا أَنْتَ، وَأَبْنَاؤُكَ مَعَكَ فَقَطْ، فَتَقُومُونَ بِخِدْمَةِ الْكَهَنُوتِ فِي جَمِيعِ مَا لِلْمَذْبَحِ ومَا هُوَ وَرَاءَ الْحِجَابِ، فَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ خِدْمَةَ الْكَهَنُوتِ هِبَةً. وَكُلُّ غَرِيبٍ يَقْتَرِبُ مِنَ الْمَقْدِسِ يُقْتَلُ». -\s1 تقدمات للكهنة واللاويين -\p -\v 8 وَقَالَ الرَّبُّ لِهَرُونَ: «هَا أَنَا قَدْ وَلَّيْتُكَ الْقِيَامَ بِخِدْمَةِ قَرَابِينِي. وَكُلُّ التَّقْدِمَاتِ الْمُقَدَّسَةِ الَّتِي يُحْضِرُهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لِي، أَمْنَحُكَ إِيَّاهَا أَنْتَ وَبَنِيكَ لِتَكُونَ لَكُمْ نَصِيباً فَرِيضَةً دَائِمَةً. -\v 9 فَيَكُونُ مِنْ نَصِيبِكُمْ قَرَابِينُ قُدْسِ الأَقْدَاسِ، إِلا مَا تُحْرِقُونَهُ مِنْهَا عَلَى الْمَذْبَحِ؛ فَيَكُونُ لَكُمْ مِنْ تَقْدِمَاتِ قُدْسِ الأَقْدَاسِ الَّتِي يُحْضِرُونَهَا لِي، سَوَاءٌ كَانَتْ تَقْدِمَاتِ دَقِيقٍ أَمْ ذَبَائِحَ خَطَايَاهُمْ أَمْ ذَبَائِحَ آثَامِهِمْ. هَذِهِ تَكُونُ نَصِيباً لَكَ وَلأَبْنَائِكَ. -\v 10 وَعَلَى كُلِّ ذَكَرٍ مِنْكُمْ أَنْ يَأْكُلَهَا فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ لأَنَّهَا أَصْبَحَتْ مُقَدَّسَةً -\v 11 وَأَمَّا مَا تُرَجِّحُهُ مِنْ عَطَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِنَّنِي أَهَبُهُ لَكَ وَلأَبْنَائِكَ وَبَنَاتِكَ فَرِيضَةً دَائِمَةً، وَلا يَأْكُلُ مِنْهَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ إِلّا مَنْ كَانَ طَاهِراً. -\v 12 وَأُعْطِيكَ أَيْضاً بَاكُورَةَ غَلّاتِ أَفْضَلِ زَيْتِ الزَّيْتُونِ وَالْخَمْرِ وَالْحِنْطَةِ الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا لِلرَّبِّ، -\v 13 فَتَكُونُ لَكَ أَبْكَارُ غَلّاتِ أَرْضِهِمِ الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا لِلرَّبِّ، فَيَأْكُلُ مِنْهَا كُلُّ طَاهِرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ. -\v 14 كُلُّ مَا هُوَ مَنْذُورٌ لِلرَّبِّ فِي إِسْرَائِيلَ يَكُونُ لَكَ. -\v 15 وَكَذَلِكَ كُلُّ بِكْرٍ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ يُقَدِّمُونَهُ لِلرَّبِّ يَكُونُ لَكَ، مَاعَدَا بِكْرَ الإِنْسَانِ وَبِكْرَ الْبَهِيمَةِ النَّجِسَةِ فَإِنَّكَ تَقْبَلُ فِدَاءَهُمَا. -\v 16 وَفِدَاءُ النَّاسِ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ، حَسَبَ تَقْوِيمِكَ، خَمْسَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ سِتِّينَ جِرَاماً) مِنَ الفِضَّةِ وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ، -\v 17 لَكِنْ لَا تَقْبَلْ فِدَاءَ بِكْرِ الْبَقَرِ أَوِ الضَّأْنِ أَوِ الْمَعْزِ. إِنَّهُ مُفْرَزٌ لِلرَّبِّ. بَلْ تَرُشُّ دَمَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَتُحْرِقُ شَحْمَهُ وَقُوداً رَائِحَةَ رِضًى وَمَسَرَّةٍ لِلرَّبِّ. -\v 18 أَمَّا لَحْمُهُ فَيَكُونُ لَكَ نَصِيباً كَصَدْرِ التَّرْجِيحِ وَالسَّاقِ الْيُمْنَى. -\v 19 وَهَكَذَا أُعْطِيكَ أَنْتَ وَأَبْنَاءَكَ وَبَنَاتِكَ، حَقّاً أَبَدِيًّا، جَمِيعَ تَقْدِمَاتِ الأَقْدَاسِ الَّتِي يُقَرِّبُهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لِلرَّبِّ، فَيَكُونُ هَذَا مِيثَاقَ مِلْحٍ أَبَدِيًّا أَمَامَ الرَّبِّ، لَكَ وَلِنَسْلِكَ أَيْضاً». -\v 20 وَقَالَ الرَّبُّ لِهَرُونَ: «لا يَكُونُ لَكَ مِيرَاثٌ فِي أَرْضِهِمْ وَلا نَصِيبٌ بَيْنَهُمْ، لأَنَّنِي أَنَا نَصِيبُكَ وَمِيرَاثُكَ فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\p -\v 21 أَمَّا اللّاوِيُّونَ فَقَدْ وَهَبْتُهُمْ كُلَّ عُشْرٍ فِي إِسْرَائِيلَ، لِقَاءَ عَمَلِهِمِ الَّذِي يَقُومُونَ بِهِ فِي خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجِتِمَاعِ. -\v 22 وَعَلَى الإِسْرَائِيلِيِّينَ، مُنْذُ الآنَ، أَنْ لَا يَقْتَرِبُوا إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَإلَّا تَحَمَّلُوا نَتَائِجَ خَطِيئَتِهِمْ فَيَمُوتُونَ. -\v 23 فَاللّاوِيُّونَ وَحْدَهُمْ يَقُومُونَ بِخِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَيَتَحَمَّلُونَ مَسْؤولِيَّةَ خَطَئِهِمْ، فَتَكُونُ هَذِهِ لَكُمْ فَرِيضَةً دَائِمَةً جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ. وَلا يَكُونُ لِلّاوِيِّينَ نَصِيبٌ مِنَ الأَمْلاكِ فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ. -\v 24 إِنَّ الْعُشُورَ الَّتِي يُقَدِّمُهَا الإِسْرَائِيلِيُّونَ لِلرَّبِّ قَدْ وَهَبْتُهَا لِلّاوِيِّينَ نَصِيباً، لِهَذَا قُلْتُ لَهُمْ، لَا يَرِثُونَ نَصِيباً فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ». -\p -\v 25 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 26 «أَوْصِ اللّاوِيِّينَ وَقُلْ لَهُمْ: مَتَى أَخَذْتُمْ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ الْعُشْرَ الَّذِي جَعَلْتُهُ نَصِيباً لَكُمْ، تُقَدِّمُونَ مِنْهُ عُشْرَهُ لِلرَّبِّ. -\v 27 فَيُحْسَبُ تَقْدِمَتَكُمْ مِثْلَ الْحِنْطَةِ مِنَ الْبَيْدَرِ أَوْ تَقْدِمَةِ عَصِيرِ الْكَرْمَةِ. -\v 28 وَهَكَذَا تُقَدِّمُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ مِنْ جَمِيعِ عُشُورِكُمُ الَّتِي تَأْخُذُونَهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَمَا تُقَرِّبُونَهُ لِلرَّبِّ، تُعْطُونَهُ لِهَرُونَ الْكَاهِنِ. -\v 29 وَعَلَيْكُمْ أَنْ تُحْضِرُوا لِلرَّبِّ أَفْضَلَ جُزْءٍ وَأَقْدَسَهُ مِمَّا أُعْطِيَ لَكُمْ. -\v 30 وَقُلْ لَهُمْ: حِينَ تُقَدِّمُونَ مِنْ أَفْضَلِ عَطَايَاكُمْ فَإِنَّهَا تُحْسَبُ لَكُمْ مِثْلَ مَحْصُولِ الْبَيْدَرِ وَنِتَاجِ الْمَعْصَرَةِ. -\v 31 وَتَأْكُلُونَهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْتُمْ وَأَهْلُ بُيُوتِكُمْ، لأَنَّهُ أُجْرَةٌ لَكُمْ لِقَاءَ خِدْمَتِكُمْ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 32 وَلَدَى تَقْدِيمِ خَيْرِ جُزْءٍ مِنْهَا لَا تَتَحَمَّلُونَ وِزْراً بِسَبَبِهَا. أَمَّا أَقْدَاسُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلا تُدَنِّسُوهَا لِئَلّا تَمُوتُوا». -\c 19 -\s1 ماء التطهر -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: -\v 2 «هَذِهِ هِيَ مُتَطَلَّبَاتُ الشَّرِيعَةِ الَّتِي آمُرُ بِها: قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَأْتُوكَ بِبَقَرَةٍ حَمْرَاءَ سَلِيمَةٍ خَالِيَةٍ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، لَمْ يَعْلُهَا نِيرٌ، -\v 3 فَتُعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ، لِيَأْخُذَهَا إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ وَتُذْبَحُ أَمَامَهُ. -\v 4 وَيَغْمِسُ الْكَاهِنُ إِصْبَعَهُ بِدَمِهَا وَيَرُشُّ مِنْهُ نَحْوَ وَجْهِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. -\v 5 وَتُحْرَقُ الْبَقَرَةُ بِجِلْدِهَا وَلَحْمِهَا وَدَمِهَا مَعَ فَرْثِهَا عَلَى مَشْهَدٍ مِنْهُ، -\v 6 ثُمَّ يَأْخُذُ خَشَبَ أَرْزٍ وَزُوفَا، وَخَيْطاً أَحْمَرَ، وَيَطْرَحُهَا فِي وَسَطِ النِّيرَانِ. -\v 7 ثُمَّ يَغْسِلُ الْكَاهِنُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَبَعْدَ ذَلِكَ يَدْخُلُ الْمُخَيَّمَ، وَيَظَلُّ الْكَاهِنُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. -\v 8 وَيَغْسِلُ الرَّجُلُ الَّذِي أَحْرَقَ الْبَقَرَةَ ثِيَابَهُ بِمَاءٍ وَيَسْتَحِمُّ، وَيَظَلُّ أَيْضاً نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. -\v 9 وَيَجْمَعُ رَجُلٌ طَاهِرٌ رَمَادَ الْبَقَرَةِ وَيُلْقِيهِ خَارِجَ الْمُخَيَّمِ فِي مَوْضِعٍ طَاهِرٍ، فَيَظَلُّ مَحْفُوظاً لِجَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ لاِسْتِخْدَامِهِ فِي مَاءِ التَّطْهِيرِ. إِنَّهَا ذَبِيحَةُ خَطِيئَةٍ. -\v 10 وَعَلَى مَنْ جَمَعَ رَمَادَ الْبَقَرَةِ أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَيَظَلَّ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ، فَتَكُونُ هَذِهِ فَرِيضَةً دَائِمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلْغَرِيبِ الْمُقِيمِ فِي وَسَطِهِمْ. -\p -\v 11 مَنْ لَمَسَ جُثْمَانَ إِنْسَانٍ مَيْتٍ يَبْقَى نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ، -\v 12 وَعَلَيْهِ أَنْ يَتَطَهَّرَ بِمَاءِ التَّطْهِيرِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ يُصْبِحُ طَاهِراً. وَإِنْ لَمْ يَتَطَهَّرْ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، فَلا يَكُونُ طَاهِراً فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. -\v 13 كُلُّ مَنْ لَمَسَ جُثْمَانَ إِنْسَانٍ مَيْتٍ وَلَمْ يَتَطَهَّرْ، يُنَجِّسُ مَسْكَنَ الرَّبِّ، وَيَجِبُ اسْتِئْصَالُهُ مِنَ الشَّعْبِ لأَنَّهُ نَجِسٌ، إِذْ إِنَّ مَاءَ التَّطْهِيرِ لَمْ يُرَشَّ عَلَيْهِ. -\p -\v 14 أَمَّا شَرِيعَةُ مَنْ مَاتَ فِي خَيْمَةٍ، فَإِنَّ كُلَّ مَنْ دَخَلَ الْخَيْمَةَ وَكُلَّ مَنْ كَانَ فِيهَا، يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. -\v 15 وَكُلُّ إِنَاءٍ مَفْتُوحٍ، لَا غِطَاءَ عَلَيْهِ، أَوْ غَيْرِ مُحْكَمِ السَّدِّ، يُصْبِحُ نَجِساً. -\v 16 وَكُلُّ مَنْ لَمَسَ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ قَتِيلاً بِسَيْفٍ أَوْ مَيْتاً، أَوْ عَظْمَ إِنْسَانٍ أَوْ قَبْراً، يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. -\p -\v 17 فَيَأْخُذُونَ لِلنَّجِسِ مِنْ غُبَارِ حَرِيقِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ، وَيُصَبُّ عَلَيْهِ مِنْ مَاءِ نَبْعٍ جَارٍ فِي إِنَاءٍ. -\v 18 وَيَأْخُذُ رَجُلٌ طَاهِرٌ أَغْصَانَ الزُّوفَا وَيَغْمِسُهَا فِي الْمَاءِ، وَيَرُشُّهُ عَلَى الْخَيْمَةِ وَعَلَى جَمِيعِ الأَمْتِعَةِ، وَعَلَى كُلِّ مَنْ كَانَ حَاضِراً هُنَاكَ، وَعَلَى الَّذِي لَمَسَ الْعَظْمَ أَوِ الْقَتِيلَ أَوِ الْمَيْتَ أَوِ الْقَبْرَ. -\v 19 ثُمَّ يَرُشُّ الطَّاهِرُ مَاءَ التَّطْهِيرِ عَلَى النَّجِسِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَالْيَوْمِ السَّابِعِ، وَيُطَهِّرُهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. وَعَلَى الْمُتَطَهِّرِ أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمَّ بِمَاءٍ فَيُصْبِحَ طَاهِراً فِي الْمَسَاءِ -\v 20 أَمَّا الَّذِي يَتَنَجَّسُ وَلا يَتَطَهَّرُ فَيُسْتَأْصَلُ مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ، لأَنَّهُ نَجَّسَ مَقْدِسَ الرَّبِّ، وَلَمْ يُرَشَّ عَلَيْهِ مَاءُ التَّطْهِيرِ، فَظَلَّ نَجِساً. -\v 21 وَتَكُونُ هَذِهِ لَكُمْ فَرِيضَةً دَائِمَةً. وَعَلَى مَنْ رَشَّ مَاءَ التَّطْهِيرِ أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ. وَكُلُّ مَنْ لَمَسَ مَاءَ التَّطْهِيرِ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. -\v 22 وَأَيُّ شَيْءٍ يَلْمِسُهُ النَّجِسُ يُصْبِحُ نَجِساً، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُهُ الشَّيْءُ الْمُتَنَجِّسُ يُصْبِحُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ». -\c 20 -\s1 ماء من الصخرة -\p -\v 1 وَفِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ أَقْبَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى صَحْرَاءِ صِينَ، وَأَقَامُوا فِي قَادَشَ حَيْثُ مَاتَتْ مَرْيَمُ وَدُفِنَتْ هُنَاكَ. -\p -\v 2 وَإِذْ لَمْ يَتَوَافَرْ مَاءٌ لِلشَّعْبِ اجْتَمَعُوا عَلَى مُوسَى وَهَرُونَ، -\v 3 وَخَاصَمُوا مُوسَى قَائِلِينَ لَهُ: «لَيْتَنَا هَلَكْنَا كَإِخْوَتِنَا الَّذِينَ أَهْلَكَهُمُ الرَّبُّ. -\v 4 لِمَاذَا قُدْتُمَا شَعْبَ الرَّبِّ إِلَى هَذِهِ الصَّحْرَاءِ، لِكَيْ نَمُوتَ فِيهَا نَحْنُ وَمَوَاشِينَا؟ -\v 5 لِمَاذَا أَخْرَجْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِتَأْتِيَا بِنَا إِلَى هَذَا الْمَكَانِ الْقَاحِلِ، حَيْثُ لَا زَرْعَ فِيهِ وَلا تِينَ وَلا كَرْمَ وَلا رُمَّانَ وَلا مَاءَ لِلشُّرْبِ؟» -\p -\v 6 فَافْتَرَقَ مُوسَى وَهَرُونُ عَنِ الْجَمَاعَةِ، وَقَدِمَا إِلَى مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ حَيْثُ انْطَرَحَا عَلَى وَجْهَيْهِمَا، فَتَرَاءَى لَهُمَا مَجْدُ الرَّبِّ، -\v 7 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 8 «خُذِ الْعَصَا، وَاجْمَعِ الشَّعْبَ أَنْتَ وَأَخُوكَ هَرُونُ وَأْمُرَا الصَّخْرَةَ عَلَى مَشْهَدٍ مِنْهُمْ أَنْ تُعْطِيَ مَاءَهَا، فَتُخْرِجَ لَهُمْ مَاءً مِنَ الصَّخْرَةِ فَيَشْرَبَ الشَّعْبُ وَمَوَاشِيهِمْ». -\v 9 فَأَطَاعَ مُوسَى وَأَخَذَ الْعَصَا مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ، -\v 10 وَجَمَعَ مُوسَى وَهَرُونُ الشَّعْبَ عِنْدَ الصَّخْرَةِ وَقَالا لَهُمْ: «اسْمَعُوا أَيُّهَا الْمُتَمَرِّدُونَ، أَعَلَيْنَا أَنْ نُخْرِجَ لَكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ مَاءً؟» -\v 11 وَرَفَعَ مُوسَى يَدَهُ وَضَرَبَ الصَّخْرَةَ بِعَصَاهُ مَرَّتَيْنِ، فَتَفَجَّرَ مَاءٌ غَزِيرٌ، فَشَرِبَتِ الْجَمَاعَةُ وَمَوَاشِيهَا. -\p -\v 12 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: «مِنْ حَيْثُ إِنَّكُمَا لَمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي عَلَى مَرْأَىً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِنَّكُمَا لَنْ تُدْخِلا هَذَا الشَّعْبَ الأَرْضَ الَّتِي وَهَبْتُهَا لَهُمْ». -\v 13 فَكَانَ هَذَا مَاءَ مَرِيبَةَ حَيْثُ خَاصَمَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ الرَّبَّ فَأَظْهَرَ قَدَاسَتَهُ أَمَامَهُمْ. -\s1 أدوم يرفض عبور بني إسرائيل -\p -\v 14 وَبَعَثَ مُوسَى رُسُلاً مِنْ قَادَشَ إِلَى مَلِكِ أَدُومَ يَقُولُونَ لَهُ: «هَذَا مَا يَقُولُهُ لَكَ أَخُوكَ إِسْرَائِيلُ: قَدْ بَلَغَكَ مَا أَصَابَنَا مِنْ مَشَقَّةٍ، -\v 15 فَقَدِ انْحَدَرَ آبَاؤُنَا إِلَى مِصْرَ فَمَكَثْنَا فِيهَا أَيَّاماً كَثِيرَةً، فَسَامَنَا الْمِصْرِيُّونَ، نَحْنُ وَآبَاءَنَا سُوءَ الْعَذَابِ، -\v 16 فَتَضَرَّعْنَا إِلَى الرَّبِّ فَاسْتَجَابَ لِصَوْتِنَا، وَأَرْسَلَ مَلاكاً أَخْرَجَنَا مِنْ مِصْرَ. وَهَا نَحْنُ نَازِلُونَ فِي مَدِينَةِ قَادَشَ فِي طَرَفِ تُخُومِكَ. -\v 17 فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَمُرَّ فِي أَرْضِكَ مِنْ غَيْرِ أَنْ نَدُوسَ فِي حَقْلٍ أَوْ كَرْمٍ أَوْ نَشْرَبَ مَاءَ بِئْرٍ، بَلْ نَسِيرُ فِي الطَّرِيقِ الْعَامَّةِ الْمُخَصَّصَةِ لِلسَّفَرِ. لَا نَمِيلُ يَمِيناً أَوْ شِمَالاً حَتَّى نَتَجَاوَزَ حُدُودَكَ». -\v 18 فَقَالَ لَهُمْ مَلِكُ أَدُومَ: «إِيَّاكُمُ الْمُرُورَ بِأَرْضِي لِئَلّا أُجَابِهَكُمْ بِالسَّيْفِ». -\v 19 فَأَجَابَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ: «لَنْ نَسِيرَ إِلّا عَلَى طَرِيقِ السَّفَرِ، وَإِنِ اسْتَقَيْنَا نَحْنُ وَمَوَاشِينَا مِنْ مَائِكَ نَدْفَعْ ثَمَنَهُ. إِنَّنَا لَا نَطْلُبُ أَكْثَرَ مِنَ الْمُرُورِ رَاجِلِينَ». -\v 20 فَقَالَ: «لا تَمُرُّوا». وَعَبَّأَ مَلِكُ أَدُومَ جَيْشاً قَوِيًّا وَخَرَجَ لِلِقَاءِ إِسْرَائِيلَ. -\v 21 وَأَبَى مَلِكُ أَدُومَ أَنْ يَأْذَنَ لِلإِسْرَائِيلِيِّينَ بِاجْتِيَازِ أَرَاضِيهِ. فَتَحَوَّلُوا عَنْهُ. -\s1 وفاة هرون -\p -\v 22 وَارْتَحَلُوا جَمِيعُهُمْ مِنْ قَادَشَ حَتَّى أَقْبَلُوا عَلَى جَبَلِ هُورٍ. -\v 23 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ فِي جَبَلِ هُورٍ عِنْدَ حُدُودِ أَرْضِ أَدُومَ: -\v 24 «هَرُونُ لَنْ يَلْبَثَ أَنْ يَمُوتَ، لأَنَّهُ لَنْ يَدْخُلَ الأَرْضَ الَّتِي وَهَبْتُهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكُمَا عَصَيْتُمَا كَلامِي عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةَ. -\v 25 خُذْ هَرُونَ وَأَلِعَازَارَ ابْنَهُ وَاصْعَدْ إِلَى جَبَلِ هُورٍ، -\v 26 وَانْزِعْ عَنْ هَرُونَ ثِيَابَهُ وَأَلْبِسْهَا أَلِعَازَارَ ابْنَهُ، لأَنَّ هُنَاكَ يَمُوتُ هَرُونُ». -\v 27 فَفَعَلَ مُوسَى كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ، فَصَعِدُوا جَمِيعاً إِلَى الْجَبَلِ عَلَى مَرْأىً مِنَ الشَّعْبِ كُلِّهِ، -\v 28 فَنَزَعَ مُوسَى ثِيَابَ هَرُونَ وَأَلْبَسَهَا أَلِعَازَارَ ابْنَهُ. وَمَاتَ هَرُونُ هُنَاكَ عَلَى قِمَّةِ الْجَبَلِ، ثُمَّ انْحَدَرَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ عَنِ الْجَبَلِ. -\v 29 وَعِنْدَمَا عَلِمَ الشَّعْبُ أَنَّ هَرُونَ قَدْ مَاتَ، نَاحُوا عَلَيْهِ ثَلاثِينَ يَوْماً. -\c 21 -\s1 تدمير عراد -\p -\v 1 وَعِنْدَمَا سَمِعَ مَلِكُ عَرَادَ الْكَنْعَانِيُّ، الْمُسْتَوْطِنُ فِي النَّقَبِ، أَنَّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ قَادِمُونَ عَلَى طَرِيقِ أَتَارِيمَ، حَارَبَهُمْ وَأَسَرَ عَدَداً مِنْهُمْ. -\v 2 فَنَذَرَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ لِلرَّبِّ نَذْراً قَائِلِينَ: «إِنْ أَظْفَرْتَنَا بِهَؤُلاءِ الْقَوْمِ، لَنُحَرِّمَنَّ مُدُنَهُمْ». -\v 3 فَاسْتَجَابَ الرَّبُّ لَهُمْ، وَأَظْفَرَهُمْ بِالْكَنْعَانِيِّينَ، فَحَرَّمُوهُمْ وَمُدُنَهُمْ، فَدُعِيَ اسْمُ الْمَكَانِ «حُرْمَةَ». -\s1 الحية النحاسية -\p -\v 4 وَارْتَحَلُوا مِنْ جَبَلِ هُورٍ عَنْ طَرِيقِ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ لِيَدُورُوا حَوْلَ أَرْضِ أَدُومَ فَأَعْيَتْ نَفْسُ الشَّعْبِ فِي الطَّرِيقِ، -\v 5 وَتَذَمَّرُوا عَلَى اللهِ وَعَلَى مُوسَى قَائِلِينَ: «لِمَاذَا أَخْرَجْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِنَمُوتَ فِي الصَّحْرَاءِ، حَيْثُ لَا خُبْزَ وَلا مَاءَ؟ وَقَدْ عَافَتْ أَنْفُسُنَا الطَّعَامَ التَّافِهَ». -\v 6 فَأَطْلَقَ الرَّبُّ عَلَى الشَّعْبِ الْحَيَّاتِ السَّامَّةَ، فَلَدَغَتِ الشَّعْبَ، فَمَاتَ مِنْهُمْ قَوْمٌ كَثِيرُونَ. -\v 7 فَجَاءَ الشَّعْبُ إِلَى مُوسَى قَائِليِنَ: «لَقَدْ أَخْطَأْنَا إِذْ تَذَمَّرْنَا عَلَى الرَّبِّ وَعَلَيْكَ، فَابْتَهِلْ إِلَى الرَّبِّ لِيُخَلِّصَنَا مِنَ الْحَيَّاتِ». فَصَلَّى مُوسَى مِنْ أَجْلِ الشَّعْبِ، -\v 8 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْنَعْ لَكَ حَيَّةً سَامَّةً وَارْفَعْهَا عَلَى عَمُودٍ، لِكَيْ يَلْتَفِتَ إِلَيْهَا كُلُّ مَنْ تَلْدَغُهُ حَيَّةٌ، فَيَحْيَا» -\v 9 فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَأَقَامَهَا عَلَى عَمُودٍ، فَكَانَ كُلُّ مَنْ لَدَغَتْهُ حَيَّةٌ، يَلْتَفِتُ إِلَى حَيَّةِ النُّحَاسِ وَيَحْيَا. -\s1 الرحلة إلى موآب -\p -\v 10 ثُمَّ انْتَقَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَنَزَلُوا فِي أُوبُوتَ، -\v 11 وَمِنْهَا ارْتَحَلُوا وَحَلُّوا فِي عَيِيِّ عَبَارِيمَ، فِي الصَّحْرَاءِ الْمُقَابِلَةِ لِمُوآبَ فِي اتِّجَاهِ الشَّرْقِ. -\v 12 ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ هُنَاكَ وَنَزَلُوا فِي وَادِي زَارَدَ، -\v 13 بَعْدَ ذَلِكَ انْتَقَلُوا مِنْ هُنَاكَ وَأَقَامُوا إِلَى جَانِبِ أَرْنُونَ فِي الصَّحْرَاءِ، وَرَاءَ حُدُودِ الأَمُورِيِّينَ، لأَنَّ أَرْنُونَ هِيَ الْحَدُّ الْفَاصِلُ مَا بَيْنَ بِلادِ مُوآبَ وَالأَمُورِيِّينَ. -\v 14 لِذَلِكَ وَرَدَ فِي كِتَابِ حُرُوبِ الرَّبِّ: «مَدِينَةُ وَاهِبٍ فِي مِنْطَقَةِ سُوفَةَ، وَأَوْدِيَةِ نَهْرِ أَرْنُونَ، -\v 15 وَمَصَبِّ الأَوْدِيَةِ الْمُمْتَدِّ نَحْوَ مَدِينَةِ عَارَ، وَالْمُسْتَنِدِ إِلَى حُدُودِ مُوآبَ». -\p -\v 16 وَمِنْ هُنَاكَ مَضَوْا نَحْوَ بِئْرٍ، وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي قَالَ الرَّبُّ عِنْدَهَا لِمُوسَى: «اجْمَعِ الشَّعْبَ لأُعْطِيَهُمْ مَاءً» -\v 17 حِينَئِذٍ شَدَا الإِسْرَائِيلِيُّونَ بِهَذَا النَّشِيدِ: «ارْتَفِعْ يَا مَاءَ الْبِئْرِ! -\v 18 تَغَنَّوْا بِها، تَغَنَّوْا بِالْبِئْرِ الَّتِي حَفَرَهَا رُؤَسَاءُ. حَفَرَهَا شُرَفَاءُ الشَّعْبِ بِالصَّوْلَجَانِ وَالْعِصِيِّ». ثُمَّ انْتَقَلُوا مِنَ الصَّحْرَاءِ إِلَى مَتَّانَةَ. -\v 19 وَمِنْ مَتَّانَةَ إِلَى نَحْلِيئِيلَ وَمِنْ نَحْلِيئِيلَ إِلَى بَامُوتَ. -\v 20 وَمِنْ بَامُوتَ إِلَى الْجِوَاءِ الَّتِي فِي صَحْرَاءِ مُوآبَ عِنْدَ قِمَّةِ الْفِسْجَةِ الْمُشْرِفَةِ عَلَى امْتِدَادِ الصَّحْرَاءِ. -\s1 هزيمة سيحون وعوج -\p -\v 21 وَبَعَثَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ رُسُلاً إِلَى سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ قَائِلِينَ: -\v 22 «دَعْنَا نَجْتَزْ فِي أَرْضِكَ، فَلا نَمِيلُ إِلَى حَقْلٍ وَلا إِلَى كَرْمٍ، وَلا نَشْرَبُ مَاءَ بِئْرٍ، بَلْ نَسِيرُ فِي الطَّرِيقِ الْعَامَّةِ الْمُخَصَّصَةِ لِلسَّفَرِ حَتَّى نَعْبُرَ حُدُودَكَ». -\v 23 فَلَمْ يَأْذَنْ سِيحُونُ لِلإِسْرَائِيلِيِّينَ بِالْمُرُورِ فِي تُخُومِهِ، بَلْ حَشَدَ جَيْشَهُ وَخَرَجَ لِلِقَائِهِمْ إِلَى الصَّحْرَاءِ، وَحَارَبَهُمْ عِنْدَ يَاهَصَ، -\v 24 فَهَزَمَهُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَاسْتَوْلَوْا عَلَى بِلادِهِ مِنْ أَرْنُونَ إِلَى يَبُّوقَ حَتَّى حُدُودِ الْعَمُّونِيِّينَ وَلَمْ يَتَجَاوَزُوهَا لِمَنَاعَتِهَا. -\v 25 وَامْتَلَكَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ كُلَّ مُدُنِ الأَمُورِيِّينَ، وَمِنْ جُمْلَتِهَا حَشْبُونُ وَضَوَاحِيهَا وَأَقَامُوا فِيهَا، -\v 26 لأَنَّ حَشْبُونَ كَانَتْ عَاصِمَةَ سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ الَّذِي كَانَ قَدْ حَارَبَ مَلِكَ مُوآبَ السَّابِقَ وَاسْتَوْلَى عَلَى أَرَاضِيهِ كُلِّهَا حَتَّى أَرْنُونَ. -\v 27 لِهَذَا يَقُولُ الشُّعَرَاءُ: «هَيَّا إِلَى حَشْبُونَ فَتُبْنَى، وَتُشَيَّدُ مَدِينَةُ سِيحُونَ. -\v 28 فَقَدِ انْدَلَعَتْ نَارٌ مِنْ حَشْبُونَ، لَهِيبٌ مِنْ مَدِينَةِ سِيحُونَ، فَالْتَهَمَتْ عَارَ مُوآبَ، وَأَهْلَكَتْ أَهْلَ مُرْتَفَعَاتِ أَرْنُونَ. -\v 29 وَيْلٌ لَكَ يَا مُوآبُ. هَلَكْتِ يَا أُمَّةَ كَمُوشَ. قَدْ هَرَبَ أَبْنَاؤُهُ وَأَصْبَحَتْ بَنَاتُهُ سَبَايَا سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ. -\v 30 لَكِنْ قَدْ طَوَّحْنَا بِهِمْ. هَلَكَتْ حَشْبُونُ إِلَى دِيبُونَ، دَمَّرْنَا الْبِلادَ حَتَّى نُوفَحَ الَّتِي تَمْتَدُّ إِلَى مِيدَبَا». -\s1 هزيمة عوج -\p -\v 31 فَأَقَامَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي بِلادِ الأَمُورِيِّينَ. -\v 32 وَأَرْسَلَ مُوسَى لِيَسْتَكْشِفَ مِنْطَقَةَ يَعَزِيرَ، وَمَا لَبِثَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنِ اسْتَوْلَوْا عَلَى قُرَاهَا وَطَرَدُوا مِنْهَا الأَمُورِيِّينَ، -\v 33 ثُمَّ اتَّجَهُوا نَحْوَ طَرِيقِ بَاشَانَ. فَهَبَّ عُوجُ مَلِكُ بَاشَانَ مَعَ جَمِيعِ قَوْمِهِ لِلِقَائِهِمْ فِي إِذْرَعِي وَمُحَارَبَتِهِمْ. -\v 34 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «لا تَخَفْ مِنْهُ لأَنَّنِي قَدْ دَفَعْتُهُ لِيَدِكَ مَعَ جَمِيعِ قَوْمِهِ وَأَرْضِهِ، فَتَفْعَلُ بِهِ مَا فَعَلْتَهُ بِسِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ فِي حَشْبُونَ». -\v 35 فَقَضَوْا عَلَيْهِ وَعَلَى أَبْنَائِهِ وَقَوْمِهِ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ حَيٌّ، وَامْتَلَكُوا دِيَارَهُ. -\c 22 -\s1 بالاق يستدعي بلعام -\p -\v 1 وَارْتَحَلَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ وَنَزَلُوا فِي سُهُولِ مُوآبَ، شَرْقِيَّ الأُرْدُنِّ مُقَابِلَ أَرِيحَا. -\p -\v 2 وَإِذْ بَلَغَ بَالاقَ بْنَ صِفُّورَ مَلِكَ مُوآبَ جَمِيعُ مَا أَنْزَلَهُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ بِالأَمُورِيِّينَ، -\v 3 اعْتَرَاهُ الْفَزَعُ لِكَثْرَةِ عَدَدِهِمْ، وَمَلأَ الْخَوْفُ قَلْبَ شَعْبِهِ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ. -\v 4 فَقَالَ بَالاقُ لِشُيُوخِ مِدْيَانَ: «إِنَّ هَذَا الْجُمْهُورَ قَادِرٌ عَلَى لَحْسِ كُلِّ مَا حَوْلَنَا كَمَا يَلْحَسُ الثَّوْرُ عُشْبَ الْحَقْلِ». -\v 5 ثُمَّ بَعَثَ بِرُسُلٍ يَسْتَدْعِي بَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ، الْمُقِيمَ فِي مَوْطِنِهِ فِي فَتُورَ، الْوَاقِعَةِ عَلَى نَهْرِ الْفُرَاتِ قَائِلاً: «هَا قَدْ خَرَجَ شَعْبٌ مِنْ مِصْرَ يُغَشِّي وَجْهَ الأَرْضِ بِكَثْرَتِهِ، وَهُوَ مُنْتَشِرٌ أَمَامِي. -\v 6 فَتَعَالَ الآنَ وَالْعَنْ لِي هَذَا الشَّعْبَ لأَنَّهُ أَعْظَمُ مِنِّي، لَعَلِّي أَتَمَكَّنُ مِنْ دَحْرِهِ وَطَرْدِهِ مِنَ الأَرْضِ، لأَنِّي عَرَفْتُ أَنَّ مَنْ تُبَارِكُهُ يَكُونُ مُبَارَكاً وَمَنْ تَلْعَنُهُ يَكُونُ مَلْعُوناً». -\p -\v 7 فَمَضَى شُيُوخُ مُوآبَ وَشُيُوخُ مِدْيَانَ حَامِلِينَ مَعَهُمْ حُلْوَانَ الْعِرَافَةِ، وَأَقْبَلُوا عَلَى بَلْعَامَ وَأَبْلَغُوهُ كَلامَ بَالاقَ. -\v 8 فَقَالَ لَهُمْ: «بِيتُوا هُنَا اللَّيْلَةَ، وَغَداً أَرُدُّ عَلَيْكُمْ جَوَاباً كَمَا يُعْلِنُ لِي الرَّبُّ». فَمَكَثَ رُؤَسَاءُ مُوآبَ عِنْدَ بَلْعَامَ. -\p -\v 9 فَتَجَلَّى اللهُ لِبَلْعَامَ وَسَأَلَهُ: «مَنْ هُمْ هَؤُلاءِ الرِّجَالُ الَّذِينَ عِنْدَكَ؟» -\v 10 فَأَجَابَ: «لَقَدْ أَرْسَلَ بَالاقُ بْنُ صِفُّورَ مَلِكُ مُوآبَ إِلَيَّ قَائِلاً: -\v 11 هَا قَدْ خَرَجَ شَعْبٌ مِنْ مِصْرَ يُغَشِّي وَجْهَ الأَرْضِ. فَتَعَالَ الآنَ وَالْعَنْهُ لِي، لَعَلِّي أَقْدِرُ عَلَى مُحَارَبَتِهِ وَطَرْدِهِ». -\v 12 فَقَالَ اللهُ لِبَلْعَامَ: «لا تَمْضِ مَعَهُمْ وَلا تَلْعَنِ الشَّعْبَ لأَنَّهُ مُبَارَكٌ». -\v 13 فَنَهَضَ بَلْعَامُ فِي الصَّبَاحِ وَقَالَ لِرُؤَسَاءِ بَالاقَ: «انْطَلِقُوا إِلَى دِيَارِكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ أَبَى أَنْ يَأْذَنَ لِي بِالذَّهَابِ مَعَكُمْ». -\v 14 فَانْطَلَقَ رُؤَسَاءُ مُوآبَ وَأَبْلَغُوا بَالاقَ أَنَّ بَلْعَامَ رَفَضَ أَنْ يَحْضُرَ مَعَهُمْ. -\p -\v 15 فَعَادَ بَالاقُ وَبَعَثَ أَيْضاً عَدَداً مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَكْبَرَ، وَعُظَمَاءَ أَكْثَرَ مِنَ الرُّؤَسَاءِ الأَوَّلِينَ. -\v 16 فَقَدِمُوا عَلَى بَلْعَامَ وَقَالُوا: «هَذَا مَا يَقُولُهُ لَكَ بَالاقُ بْنُ صِفُّورَ: -\v 17 لَا تَتَقَاعَسْ عَنِ الْمَجِيءِ إِلَيَّ، لأَنَّنِي سَأُبَالِغُ فِي إِكْرَامِكَ، وَكُلُّ مَا تَطْلُبُهُ أَفْعَلُهُ، فَتَعَالَ الآنَ وَالْعَنْ هَذَا الشَّعْبَ». -\v 18 فَأَجَابَ بَلْعَامُ رُسُلَ بَالاقَ: «لا يُمْكِنُنِي أَنْ أَعْصَى أَمْرَ الرَّبِّ إِلَهِي فِي أَيِّ عَمَلٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، وَلَوْ أَغْدَقَ عَلَيَّ بَالاقُ مِلْءَ قَصْرِهِ فِضَّةً وَذَهَباً. -\v 19 فَالآنَ، اقْضُوا هُنَا لَيْلَتَكُمْ لأَعْلَمَ بِمَاذَا يَعُودُ الرَّبُّ فَيُوْصِينِي بِهِ». -\v 20 فَتَرَاءَى اللهُ لِبَلْعَامَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «إِنْ جَاءَ الرِّجَالُ يَسْتَدْعُونَكَ فَقُمْ وَامْضِ مَعَهُمْ، إِنَّمَا لَا تَنْطِقْ إِلّا بِمَا آمُرُكَ بِهِ فَقَطْ». -\s1 أتان بلعام -\p -\v 21 فَنَهَضَ بَلْعَامُ صَبَاحاً وَأَسْرَجَ أَتَانَهُ، وَانْطَلَقَ مَعَ رُؤَسَاءِ مُوآبَ. -\v 22 فَاحْتَدَمَ غَضَبُ اللهِ لأَنَّهُ مَضَى مَعَهُمْ، فَاعْتَرَضَهُ مَلاكُ الرَّبِّ فِي الطَّرِيقِ لِيُقَاوِمَهُ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى أَتَانِهِ وَغُلامَاهُ مَعَهُ. -\v 23 فَأَبْصَرَتِ الأَتَانُ مَلاكَ الرَّبِّ مُنْتَصِباً فِي الطَّرِيقِ، وَقَدِ اسْتَلَّ سَيْفَهُ بِيَدِهِ، فَحَادَتْ عَنِ الطَّرِيقِ وَمَشَتْ فِي الْحَقْلِ. فَضَرَبَهَا بَلْعَامُ لِيَرُدَّهَا إِلَى الطَّرِيقِ. -\v 24 ثُمَّ وَقَفَ مَلاكُ الرَّبِّ فِي مَمَرٍّ لِلْكُرُومِ يَقُومُ عَلَى جَانِبَيْهِ حَائِطَانِ. -\v 25 فَلَمَّا شَاهَدَتِ الأَتَانُ مَلاكَ الرَّبِّ زَحَمَتْ جَانِبَ الْحَائِطِ وَضَغَطَتْ رِجْلَ بَلْعَامَ عَلَيْهِ، فَضَرَبَهَا أَيْضاً. -\v 26 ثُمَّ اجْتَازَ بِهِ مَلاكُ الرَّبِّ وَوَقَفَ فِي مَوْضِعٍ ضَيِّقٍ، لَا سَبِيلَ فِيهِ لِلتَّحَوُّلِ يَمْنَةً أَوْ يَسْرَةً. -\v 27 فَلَمَّا رَأَتِ الأَتَانُ مَلاكَ الرَّبِّ رَبَضَتْ تَحْتَ بَلْعَامَ. فَثَارَ غَضَبُ بَلْعَامَ وَضَرَبَ الأَتَانَ بِالْقَضِيبِ. -\v 28 عِنْدَئِذٍ أَنْطَقَ الرَّبُّ الأَتَانَ، فَقَالَتْ لِبَلْعَامَ: «مَاذَا جَنَيْتُ حَتَّى ضَرَبْتَنِي الْآنَ ثَلاثَ دَفْعَاتٍ؟» -\v 29 فَقَالَ بَلْعَامُ: «لأَنَّكِ سَخَرْتِ مِنِّي. لَوْ كَانَ فِي يَدِي سَيْفٌ لَكُنْتُ قَدْ قَتَلْتُكِ». -\v 30 فَأَجَابَتْهُ الأَتَانُ: «أَلَسْتُ أَنَا أَتَانَكَ الَّتِي رَكِبْتَ عَلَيْهَا دَائِماً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ؟ وَهَلْ عَوَّدْتُكَ أَنْ أَصْنَعَ بِكَ هَكَذَا؟» فَقَالَ: «لا». -\p -\v 31 عِنْدَئِذٍ كَشَفَ الرَّبُّ عَنْ عَيْنَيْ بَلْعَامَ، فَشَاهَدَ مَلاكَ الرَّبِّ مُنْتَصِباً فِي الطَّرِيقِ وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ فِي يَدِهِ، فَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ سَاجِداً. -\v 32 فَقَالَ لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ: «لِمَاذَا ضَرَبْتَ الآنَ أَتَانَكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ؟ فَهَا أَنَا قَدْ جِئْتُ لأَعْتَرِضَكَ، لأَنَّ طَرِيقَكَ مُلْتَوِيَةٌ فِي نَظَرِي، -\v 33 فَشَاهَدَتْنِي الأَتَانُ فَحَادَتْ مِنْ أَمَامِي ثَلاثَ مَرَّاتٍ. وَلَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَكُنْتُ قَدْ قَتَلْتُكَ وَاسْتَحْيَيْتُهَا». -\v 34 فَقَالَ بَلْعَامُ لِمَلاكِ الرَّبِّ: «لَقَدْ أَخْطَأْتُ، وَلَمْ أَعْلَمْ أَنَّكَ وَاقِفٌ لاِعْتِرَاضِي فِي الطَّرِيقِ. وَالآنَ إِنْ سَاءَ فِي عَيْنَيْكَ فَإِنِّي أَرْجِعُ». -\v 35 فَقَالَ مَلاكُ الرَّبِّ لِبَلْعَامَ: «امْضِ مَعَ الرِّجَالِ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ أَنْ تَنْطِقَ بِمَا آمُرُكَ بِهِ فَقَطْ». فَانْطَلَقَ بَلْعَامُ مَعَ رُؤَسَاءِ بَالاقَ. -\p -\v 36 فَلَمَّا بَلَغَ بَالاقَ أَنَّ بَلْعَامَ قَدْ قَدِمَ أَسْرَعَ لاِسْتِقْبَالِهِ إِلَى مَدِينَةِ مُوآبَ الْوَاقِعَةِ عَلَى حُدُودِ أَرْنُونَ الْقَصِيَّةِ. -\v 37 فَقَالَ بَالاقُ لِبَلْعَامَ: «أَلَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكَ أَسْتَدْعِيكَ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تَقْدِمْ عَلَيَّ؟ أَحَقّاً أَعْجَزُ عَنْ إِكْرَامِكَ؟» -\v 38 فَأَجَابَ بَلْعَامُ: «هَا أَنَا جِئْتُ إِلَيْكَ. أَتَظُنُّ أَنَّ فِي وُسْعِي أَنْ أَتَكَلَّمَ الآنَ بِمَا أُرِيدُ؟ عَلَيَّ أَنْ أَنْطِقَ فَقَطْ بِمَا يَأْمُرُنِي بِهِ الرَّبُّ». -\v 39 فَمَضَى بَلْعَامُ مَعَ بَالاقَ حَتَّى أَقْبَلا إِلَى قَرْيَةِ حَصُوتَ. -\v 40 فَذَبَحَ بَالاقُ بَقَراً وَغَنَماً وَأَرْسَلَهَا إِلَى بَلْعَامَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الرُّؤَسَاءِ. -\p -\v 41 وَفِي الصَّبَاحِ التَّالِي أَخَذَ بَالاقُ بَلْعَامَ إِلَى مُرْتَفَعَاتِ بَعْلٍ، فَرَأَى مِنْ هُنَاكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ كُلَّهُمْ. -\c 23 -\s1 نبوءة بلعام الأولى -\p -\v 1 فَقَالَ بَلْعَامُ لِبَالاقَ: «ابْنِ لِي هُنَا سَبْعَةَ مَذَابِحَ، وَأَعِدَّ لِي هُنَا سَبْعَةَ ثِيرَانٍ وَسَبْعَةَ كِبَاشٍ». -\v 2 فَفَعَلَ بَالاقُ كَمَا طَلَبَ بَلْعَامُ. وَقَرَّبَ بَالاقُ وَبَلْعَامُ ثَوْراً وَكَبْشاً عَلَى كُلِّ مَذْبَحٍ. -\v 3 ثُمَّ قَالَ بَلْعَامُ لِبَالاقَ: «قِفْ هُنَا عِنْدَ مُحْرَقَاتِكَ فَأَمْضِيَ أَنَا، لَعَلَّ الرَّبَّ يَأْتِي لِلِقَائِي، وَمَهْمَا يُعْلِنْ لِي أُبْلِغْكَ بِهِ». ثُمَّ ارْتَقَى بَلْعَامُ رَابِيَةً. -\p -\v 4 فَوَافَى اللهُ بَلْعَامَ. فَقَالَ بَلْعَامُ: «قَدْ أَعْدَدْتُ سَبْعَةَ مَذَابِحَ وَقَرَّبْتُ ثَوْراً وَكَبْشاً عَلَى كُلِّ مَذْبَحٍ». -\p -\v 5 فَحَمَّلَ الرَّبُّ بَلْعَامَ رِسَالَةً وَقَالَ: «ارْجِعْ إِلَى بَالاقَ وَبَلِّغْهُ إِيَّاهَا». -\p -\v 6 فَعَادَ إِلَيْهِ، وَإذَا بِهِ مَازَالَ وَاقِفاً عِنْدَ مُحْرَقَاتِهِ، وَمَعَهُ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ مُوآبَ، -\v 7 فَنَطَقَ بِنُبُوءَتِهِ قَائِلاً: «أَتَى بِي بَالاقُ مَلِكُ مُوآبَ مِنْ بِلادِ أَرَامَ مِنَ الْجِبَالِ الشَّرْقِيَّةِ، وَقَالَ: تَعَالَ الْعَنْ لِي يَعْقُوبَ، وَاشْتِمْ لِي إِسْرَائِيلَ. -\v 8 كَيْفَ أَلْعَنُ مَنْ لَمْ يَلْعَنْهُ اللهُ؟ وَكَيْفَ أَشْتِمُ مَنْ لَمْ يَشْتِمْهُ الرَّبُّ؟ -\v 9 هَا أَنَا أَرَاهُمْ مِنْ قِمَمِ الصُّخُورِ، وَمِنَ الآكَامِ أُبْصِرُهُمْ. هُوَذَا شَعْبٌ يَسْكُنُ وَحْدَهُ. وَلا يَحْسَبُونَ أَنْفُسَهُمْ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ. -\v 10 مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يُحْصِيَ تُرَابَ يَعْقُوبَ أَوْ يَعُدَّ رُبْعَ إِسْرَائِيلَ؟ لِتَمُتْ نَفْسِي مَوْتَ الأَبْرَارِ، وَلْتَكُنْ آخِرَتِي كَآخِرَتِهِمْ». -\p -\v 11 فَقَالَ بَالاقُ لِبَلْعَامَ: «مَاذَا فَعَلْتَ بِي؟ لَقَدِ اسْتَدْعَيْتُكَ لِتَشْتِمَ أَعْدَائِي، وَهَا أَنْتَ تُبَارِكُهُمْ» -\v 12 فَأَجَابَهُ: «إِنَّنِي أَحْرِصُ أَنْ لَا أَتَكَلَّمَ إِلّا بِمَا يَضَعُهُ الرَّبُّ عَلَى فَمِي». -\s1 نبوءة بلعام الثانية -\p -\v 13 فَقَالَ لَهُ بَالاقُ: «تَعَالَ مَعِي إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ فَلا تَرَى مِنْهُ إِلّا طَرَفَ مُخَيَّمِ الشَّعْبِ فَقَطْ، وَالْعَنْهُ لِي مِنْ هُنَاكَ». -\v 14 فَأَخَذَهُ إِلَى حَقْلِ صُوفِيمَ الْمُشْرِفِ عَلَى رَأْسِ الْفِسْجَةِ وَهُنَاكَ شَيَّدَ سَبْعَةَ مَذَابِحَ، وَقَرَّبَ بَلْعَامُ ثَوْراً وَكَبْشاً عَلَى كُلِّ مَذْبَحٍ. -\v 15 وَقَالَ لِبَالاقَ: «انْتَظِرْنِي هُنَاكَ عِنْدَ مُحْرَقَاتِكَ وَأَنَا أَمْضِي إِلَى هُنَاكَ». -\v 16 فَوَافَى الرَّبُّ بَلْعَامَ وَلَقَّنَهُ رِسَالَةً وَقَالَ لَهُ: «ارْجِعْ إِلَى بَالاقَ وَبَلِّغْهُ إِيَّاهَا». -\v 17 فَأَقْبَلَ عَلَى بَالاقَ، وَإذَا بِهِ مُنْتَظِرٌ عِنْدَ مُحْرَقَاتِهِ وَمَعَهُ رُؤَسَاءُ مُوآبَ. فَسَأَلَهُ بَالاقُ: «مَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ؟» -\v 18 فَضَرَبَ مَثَلَهُ قَائِلاً: «انْهَضْ يَا بَالاقُ وَأَصْغَ، اسْتَمِعْ إِلَيَّ يَا ابْنَ صِفُّورَ -\v 19 لَيْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ. وَلا هُوَ ابْنَ آدَمَ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ أَوْ يَعِدُ ولا يَفِي؟ -\v 20 إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُبَارِكَ، وَهُوَ قَدْ بَارَكَ وَلا طَاقَةَ لِي عَلَى رَدِّهِ. -\v 21 لَمْ يَشْهَدْ إِثْماً فِي يَعْقُوبَ، وَلَمْ يَرَ مَشَقَّةً فِي إِسْرَائِيلَ. الرَّبُّ إِلَهُهُمْ مَعَهُمْ، وَهُتَافٌ لِلْمَلِكِ فِيهِمْ. -\v 22 اللهُ أَخْرَجَهُمْ مِنْ مِصْرَ، وَقُوَّتُهُمْ مِثْلُ قُوَّةِ الثَّوْرِ الْوَحْشِيِّ. -\v 23 فَلا عِيَافَةَ تَضُرُّ يَعْقُوبَ، وَلا عِرَافَةَ تُؤَثِّرُ فِي إِسْرَائِيلَ. مُنْذُ الآنَ يُقَالُ عَنْ يَعْقُوبَ وَعَنْ إِسْرَائِيلَ: ’انْظُرْ مَاذَا فَعَلَ اللهُ!‘ -\v 24 هُوَذَا شَعْبٌ يَتَحَفَّزُ كَلَبْوَةٍ وَيَنْهَضُ كَأَسَدٍ. لَا يَنَامُ حَتَّى يَلْتَهِمَ فَرِيسَةً وَيَلَغَ فِي دَمِ قَتْلَى». -\p -\v 25 فَقَالَ بَالاقُ لِبَلْعَامَ: «إِذَنْ لَا تَلْعَنْهُ وَلا تُبَارِكْهُ!» -\v 26 فَأَجَابَ بَلْعَامُ: «أَلَمْ أُخْبِرْكَ أَنَّنِي لَنْ أَنْطِقَ إِلّا بِمَا يَأْمُرُنِي بِهِ الرَّبُّ؟» -\s1 نبوءة بلعام الثالثة -\p -\v 27 فَقَالَ بَالاقُ: «دَعْنِي آخُذُكَ إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ، فَعَسَى أَنْ يَحْسُنَ فِي عَيْنَيِ اللهِ أَنْ تَلْعَنَ لِيَ الشَّعْبَ مِنْ هُنَاكَ». -\v 28 فَأَخَذَ بَالاقُ بَلْعَامَ إِلَى قِمَّةِ جَبَلِ فَغُورَ الْمُشْرِفِ عَلَى امْتِدَادِ الصَّحْرَاءِ، -\v 29 فَقَالَ بَلْعَامُ لِبَالاقَ: «ابْنِ لِي هُنَا سَبْعَةَ مَذَابِحَ. وَجَهِّزْ لِي هُنَا سَبْعَةَ ثِيرَانٍ وَسَبْعَةَ كِبَاشٍ». -\v 30 فَلَبَّى بَالاقُ طَلَبَ بَلْعَامَ، وَقَرَّبَ ثَوْراً وَكَبْشاً عَلَى كُلِّ مَذْبَحٍ. -\c 24 -\p -\v 1 وَلَمَّا رَأَى بَلْعَامُ أَنَّ الرَّبَّ يُسَرُّ بِمُبَارَكَةِ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَمْضِ كَالْمَرَّتَيْنِ السَّابِقَتَيْنِ لِمُلاقَاةِ الرَّبِّ، لَكِنَّهُ تَوَجَّهَ بِنَظَرِهِ نَحْوَ الصَّحْرَاءِ، -\v 2 وَهُنَاكَ شَاهَدَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُخَيِّمِينَ حَسَبَ أَسْبَاطِهِمْ، فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ اللهِ، -\v 3 وَتَنَبَّأَ قَائِلاً: «كَلامُ بَلْعَامَ بْنِ بَعُورَ، كَلامُ الرَّجُلِ الْمَفْتُوحِ الْعَيْنَيْنِ. -\v 4 كَلامُ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ اللهِ، الَّذِي يُشَاهِدُ رُؤْيَا الْقَدِيرِ. الَّذِي يَنْطَرِحُ فَتَنْفَتِحُ عَيْنَاهُ. -\v 5 مَا أَجْمَلَ خِيَامَكَ يَا يَعْقُوبُ، وَمَا أَبْهَى مَسَاكِنَكَ يَا إِسْرَائِيلُ! -\v 6 هِيَ مِثْلُ أَوْدِيَةٍ مُمْتَدَّةٍ، وَكَجَنَّاتٍ عَلَى مَجْرَى نَهْرٍ، وَكَشَجَرَاتِ صَبَّارٍ غَرَسَهَا الرَّبُّ، وَمِثْلُ أَشْجَارِ الأَرْزِ النَّامِيَةِ بِجُوَارِ الْمِيَاهِ. -\v 7 تَجْرِي مِيَاهٌ مِنْ مَسَاقِيهِ، وَلِزَرْعِهِ يَتَوَافَرُ مَاءٌ غَزِيرٌ. يَكُونُ مَلِكُهُ أَعْظَمَ شَأْناً مِنْ أَجَاجَ وَتَتَسَامَى مَمْلَكَتُهُ. -\v 8 اللهُ أَخْرَجَهُ مِنْ مِصْرَ، وَقُوَّتُهُ مِثْلُ الثَّوْرِ الْوَحْشِيِّ. يَفْتَرِسُ خُصُومَهُ مِنَ الأُمَمِ، وَيَقْضَمُ عِظَامَهُمْ وَيُثْخِنُهُمْ بِسِهَامِهِ. -\v 9 يَجْثِمُ كَأَسَدٍ، وَيَرْبِضُ كَلَبْوَةٍ. فَمَنْ يَجْرُؤُ عَلَى إِثَارَتِهِ؟ مَنْ يُبَارِكُكَ يَكُونُ مُبَارَكاً، وَمَنْ يَلْعَنُكَ يَكُونُ مَلْعُوناً». -\p -\v 10 فَاسْتَشَاطَ بَالاقُ غَضَباً عَلَى بَلْعَامَ، وَضَرَبَ كَفّاً عَلَى كَفٍّ قَائِلاً لَهُ: «دَعَوْتُكَ لِتَشْتِمَ أَعْدَائِي، وَهَا أَنْتَ قَدْ بَارَكْتَهُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ! -\v 11 وَالآنَ اغْرُبْ عَنْ وَجْهِي وَامْضِ إِلَى بَيْتِكَ، فَقَدْ كَانَ فِي عَزْمِي إِكْرَامُكَ وَلَكِنَّ الرَّبَّ شَاءَ أَنْ لَا تَحْظَى بِهِ». -\v 12 فَأَجَابَهُ بَلْعَامُ: «أَلَمْ أَقُلْ لِرُسُلِكَ الَّذِينَ بَعَثْتَهُمْ إِلَيَّ -\v 13 إِنَّهُ وَلَوْ أَغْدَقَ عَلَيَّ بَالاقُ مِلْءَ قَصْرِهِ ذَهَباً وَفِضَّةً فَلَنْ أَعْصَى أَمْرَ الرَّبِّ، فَأَصْنَعَ خَيْراً أَوْ شَرّاً مِنْ نَفْسِي؟ فَإِنَّ مَا يُعْلِنُهُ لِي الرَّبُّ فَإِيَّاهُ أُبَلِّغُ. -\v 14 وَالآنَ أَعُودُ إِلَى شَعْبِي، وَلَكِنْ دَعْنِي أُنْبِئُكَ بِمَا سَيُنْزِلُهُ هَذَا الشَّعْبُ بِقَوْمِكَ فِي آخِرِ الأَيَّامِ». -\s1 نبوءة بلعام الرابعة -\p -\v 15 ثُمَّ تَنَبَّأَ قَائِلاً: «كَلامُ بَلْعَامَ بْنِ بَعُورَ، كَلامُ الرَّجُلِ الْمَفْتُوحِ الْعَيْنَيْنِ. -\v 16 كَلامُ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ اللهِ، وَيَتَلَقَّى الْمَعْرِفَةَ مِنَ الْعَلِيِّ، الَّذِي يُشَاهِدُ رُؤْيَا الْقَدِيرِ، الَّذِي يَنْطَرِحُ فَتَنْفَتِحُ عَيْنَاهُ. -\v 17 أَرَاهُ وَلَكِنْ لَيْسَ حَاضِراً، وَأُبْصِرُهُ وَلَكِنْ لَيْسَ قَرِيباً. يَخْرُجُ نَجْمٌ مِنْ يَعْقُوبَ، وَيَظْهَرُ مَلِكٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ فَيُحَطِّمُ طَرَفَيْ مُوآبَ، وَيُهْلِكُ كُلَّ رِجَالِ الْحَرْبِ. -\v 18 وَيَرِثُ أَرْضَ أَدُومَ، وَيَتَمَلَّكُ دِيَارَ سَعِيرَ. أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَيَزْدَادُ قُوَّةً. -\v 19 وَيَبْرُزُ حَاكِمٌ مِنْ يَعْقُوبَ فَيُدَمِّرُ مَا تَبَقَّى مِنْ مُدُنٍ». -\s1 نبوءة بلعام الأخيرة -\p -\v 20 ثُمَّ تَطَلَّعَ بَلْعَامُ نَحْوَ مَسَاكِنِ أَهْلِ عَمَالِيقَ فَتَنَبَّأَ: «كَانَ عَمَالِيقُ أَوَّلَ الشُّعُوبِ، أَمَّا عَاقِبَتُهُ فَإِلَى الْهَلاكِ». -\v 21 ثُمَّ الْتَفَتَ نَحْوَ الْقَيْنِيِّينَ فَأَنْبَأَ: «لِيَكُنْ مَسْكَنُكَ مَنِيعاً، وَعُشُّكَ مَوْضُوعاً فِي صَخْرَةٍ. -\v 22 وَإِنَّمَا سَتُدَمَّرُونَ عِنْدَمَا يَطْرُدُكُمُ الأَشُّورِيُّونَ». -\v 23 ثُمَّ تَنَبَّأَ قَائِلاً: «مَنْ لَهُ طَاقَةٌ عَلَى الْعَيْشِ حِينَ يُجْرِي الرَّبُّ ذَلِكَ؟ -\v 24 تُقْبِلُ سُفُنٌ مِنْ كِتِّيمَ، وَتُخْضِعُ أَشُورَ وَتُذِلُّ عَابِرَ، فَهُمَا أَيْضاً يَهْلِكَانِ». -\p -\v 25 ثُمَّ رَجَعَ بَلْعَامُ إِلَى دِيَارِهِ، وَأَمَّا بَالاقُ فَمَضَى فِي سَبِيلِهِ. -\c 25 -\s1 موآب يغوي بني إسرائيل -\p -\v 1 وَأَقَامَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي شِطِّيمَ، فَشَرَعَ الرِّجَالُ يَرْتَكِبُونَ الزِّنَى مَعَ الْمُوآبِيَّاتِ -\v 2 اللَّوَاتِي أَغْوَيْنَ الشَّعْبَ لِحُضُورِ ذَبَائِحِ آلِهَتِهِنَّ وَالأَكْلِ مِنْهَا وَالسُّجُودِ لَهَا. -\v 3 فَاشْتَرَكَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي عِبَادَةِ بَعْلِ فَغُورَ. فَاحْتَدَمَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْهِمْ. -\v 4 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «خُذْ جَمِيعَ قَادَةِ عَبَدَةِ الْبَعْلِ وَاصْلِبْهُمْ، وَعَلِّقْهُمْ تَحْتَ وَطْأَةِ حَرَارَةِ الشَّمْسِ أَمَامَ الرَّبِّ، فَتَرْتَدَّ شِدَّةُ غَضَبِهِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ». -\v 5 فَقَالَ مُوسَى لِقُضَاةِ إِسْرَائِيلَ: «اقْتُلُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ قَوْمِكُمْ مِنَ الْمُتَعَلِّقِينَ بِعِبَادَةِ بَعْلِ فَغُورَ». -\p -\v 6 وَإِذْ كَانَ مُوسَى وَسَائِرُ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ يَبْكُونَ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، أَقْبَلَ إِسْرَائِيلِيٌّ وَقَدَّمَ إِلَى إِخْوَتِهِ امْرَأَةً مِدْيَانِيَّةً عَلَى مَرْأَى مِنْهُمْ. -\v 7 فَلَمَّا رَأَى فِينْحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَرُونَ ذَلِكَ، هَبَّ مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ، وَتَنَاوَلَ رُمْحاً بِيَدِهِ، -\v 8 وَتَبِعَ الإِسْرَائِيلِيَّ إِلَى الْخَيْمَةِ حَيْثُ طَعَنَهُمَا. فَاخْتَرَقَ الرُّمْحُ الرَّجُلَ الإِسْرَائِيلِيَّ وَبَطْنَ الْمَرأَةِ، فَكَفَّ الْوَبَأُ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\v 9 وَكَانَ عَدَدُ الَّذِينَ مَاتُوا بِالْوَبَإِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفاً. -\p -\v 10 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 11 «إِنَّ فِينْحَاسَ بْنَ أَلِعَازَارَ بْنِ هَرُونَ الْكَاهِنِ قَدْ رَدَّ غَضَبِي عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، إِذْ غَارَ غَيْرَتِي فِي وَسَطِهِمْ، فَلَمْ أَفْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِغَيْرَتِي. -\v 12 لِذَلِكَ قُلْ لَهُ: هَأَنَذَا أَقْطَعُ مَعَهُ مِيثَاقَ سَلامٍ، -\v 13 فَيَكُونُ لَهُ وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِيثَاقَ كَهَنُوتٍ أَبَدِيٍّ، لأَنَّهُ غَارَ للهِ وَكَفَّرَ عَنِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ». -\v 14 وَكَانَ اسْمُ الإِسْرَائِيلِيِّ الَّذِي قُتِلَ مَعَ الْمَرْأَةِ الْمِدْيَانِيَّةِ زِمْرِيَ بْنَ سَالُو، وَهُوَ أَحَدُ رُؤَسَاءِ عَائِلَةٍ مِنْ سِبْطِ شِمْعُونَ. -\v 15 أَمَّا الْمَرْأَةُ الْمِدْيَانِيَّةُ الْمَقْتُولَةُ فَكَانَ اسْمُهَا كُزْبِيَ بِنْتَ صُورٍ الَّذِي كَانَ رَئِيسَ قَبِيلَةٍ مِنْ قَبَائِلِ مِدْيَانَ. -\p -\v 16 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 17 «أَسِيئُوا مُعَامَلَةَ الْمِدْيَانِيِّينَ وَأَهْلِكُوهُمْ، -\v 18 لأَنَّهُمْ ضَايَقُوكُمْ بِمَكَايِدِهِمِ الَّتِي احْتَالُوا بِها عَلَيْكُمْ بِشَأْنِ فَغُورَ، وَأُخْتِهِمْ كُزْبِي ابْنَةِ رَئِيسٍ لِمِدْيَانَ، الَّتِي قُتِلَتْ عِنْدَمَا تَفَشَّى الْوَبَأُ بِسَبَبِ عِبَادَةِ فَغُورَ». -\c 26 -\s1 إحصاء بني إسرائيل الثاني -\p -\v 1 وَبَعْدَ تَوَقُّفِ الْوَبَإِ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَأَلِعَازَارَ بْنِ هَرُونَ الْكَاهِنِ: -\v 2 «أَحْصِيَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنَ الْقَادِرِينَ عَلَى التَّجَنُّدِ فِي جَيْشِ إِسْرَائِيلَ، حَسَبَ انْتِمَاءِ كُلٍّ مِنْهُمْ لِسِبْطِهِ». -\v 3 فَقَالَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ لِلشَّعْبِ فِي سُهُولِ مُوآبَ بِقُرْبِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُقَابِلَ أَرِيحَا: -\v 4 «أَحْصُوا كُلَّ رَجُلٍ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى». فَكَانَ هَؤُلاءِ هُمُ الْخَارِجُونَ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ. -\p -\v 5 رَأُوبَيْنُ بِكْرُ يَعْقُوبَ، أَمَّا أَبْنَاؤُهُ فَهُمْ: حَنُوكُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْحَنُوكِيِّينَ، وَفَلُّو رَأْسُ عَشِيرَةِ الْفَلُّويِّينَ. -\v 6 وَحَصْرُونُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْحَصْروُنِيِّينَ، وَكَرْمِي رَأْسُ عَشِيرَةِ الْكَرْمِيِّينَ. -\v 7 هَذِهِ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ رَأُوبَيْنَ. وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْهُمْ ثَلاثَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ. -\v 8 وَأَلِيآبُ بْنُ فَلُّو. -\v 9 أَمَّا أَبْنَاءُ أَلِيآبَ فَهُمْ: نَمُوئِيلُ وَدَاثَانُ وَأَبِيرَامُ. وَكَانَ دَاثَانُ وَأَبِيرَامُ مِنَ الْمُنْتَخَبِينَ فِي الْمَجْلِسِ وَهُمَا اللَّذَانِ خَاصَمَا مُوسَى وَهَرُونَ مَعَ بَقِيَّةِ جَمَاعَةِ قُورَحَ حِينَ تَمَرَّدُوا عَلَى الرَّبِّ. -\v 10 فَانْشَقَّتِ الأَرْضُ آنَئِذٍ وَابْتَلَعَتْهُمَا مَعَ قُورَحَ، حِينَ أَحْرَقَتِ النَّارُ الْقَوْمَ الْبَالِغَ عَدَدُهُمْ مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ رَجُلاً، فَصَارُوا عِبْرَةً. -\v 11 غَيْرَ أَنَّ أَبْنَاءَ قُورَحَ لَمْ يَهْلِكُوا. -\p -\v 12 أَمَّا أَبْنَاءُ شِمْعُونَ فَهُمْ: نَمُوئِيلُ رَأْسُ عَشِيرَةِ النَّمُوئِيلِيِّينَ، وَيَامِينُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْيَامِينِيِّينَ، وَيَاكِينُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْيَاكِينِيِّينَ. -\v 13 وَزَارَحُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الزَّارَحِيِّينَ. وَشَأُولُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الشَّأُولِيِّينَ. -\v 14 هَذِهِ هِيَ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ شِمْعُونَ، وَعَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْهُمُ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ أَلْفاً وَمِئَتَانِ. -\p -\v 15 أَمَّا أَبْنَاءُ جَادٍ فَهُمْ: صِفُونُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الصِّفُونِيِّينَ، وَحَجِّي رَأْسُ عَشِيرَةِ الْحَجِّيِّينَ، وَشُونِي رَأْسُ عَشِيرَةِ الشُّونِيِّينَ، -\v 16 وَأُزْنِي رَأْسُ عَشِيرَةِ الأُزْنِيِّينَ، وَعِيرِي رَأْسُ عَشِيرَةِ الْعِيرِيِّينَ، -\v 17 وَأَرُودُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الأَرُودِيِّينَ، وَأَرْئِيلِي رَأْسُ عَشِيرَةِ الأَرْئِيلِيِّينَ. -\v 18 هَذِهِ هِيَ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ جَادٍ. وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْهُمْ أَرْبَعِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. -\p -\v 19 أَمَّا ابْنَا يَهُوذَا عِيرُ وَأُونَانُ فَقَدْ مَاتَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ مِنْ غَيْرِ عَقِبٍ. -\v 20 وَالَّذِينَ أَعْقَبُوا نَسْلاً مِنْ أَبْنَاءِ يَهُوذَا هُمْ: شِيلَةُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الشِّيلِيِّينَ، وَفَارَصُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْفَارَصِيِّينَ، وزَارَحُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الزَّارَحِيِّينَ. -\v 21 وَأَبْنَاءُ فَارَصَ: حَصْرُونُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْحَصْرُونِيِّينَ، وَحَامُولُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْحَامُولِيِّينَ. -\v 22 هَذِهِ هِيَ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ يَهُوذَا. وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْهُمْ سِتَّةً وَسَبْعِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. -\p -\v 23 أَمَّا أَبْنَاءُ يَسَّاكَرَ فَهُمْ: تُولاعُ رَأْسُ عَشِيرَةِ التُّولاعِيِّينَ، وَفُوَّةُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْفُوِّيِّينَ، -\v 24 وَيَاشُوبُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْيَاشُوبِيِّينَ، وَشِمْرُونُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الشِّمْرُونِيِّينَ. -\v 25 هَذِهِ هِيَ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ يَسَّاكَرَ. وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةً وَسِتِّينَ أَلْفاً وَثَلاثَ مِئَةٍ. -\p -\v 26 أَمَّا أَبْنَاءُ زَبُولُونَ فَهُمْ: سَارَدُ رَأْسُ عَشِيرَةِ السَّارَدِيِّينَ، وَإِيلُونُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الإِيلُونِيِّينَ وَيَاحِلْئِيلُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْيَاحِلْئِيلِيِّينَ. -\v 27 هَذِهِ هِيَ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ زَبُولُونَ. وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْهُمْ سِتِّينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. -\p -\v 28 أَمَّا ابْنَا يُوسُفَ فَهُمَا: مَنَسَّى وَأَفْرَايِمُ. -\p -\v 29 وَنَسْلُ مَنَسَّى مَاكِيرُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْمَاكِيرِيِّينَ، وَأَنْجَبَ مَاكِيرُ جِلْعَادَ، فَكَانَ جِلْعَادُ رَأْسَ عَشِيرَةِ الْجِلْعَادِيِّينَ. -\v 30 وَهَؤُلاءِ هُمْ أَبْنَاءُ جِلْعَادَ: إِيعَزَرُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الإِيعَزَرِيِّينَ وَحَالَقُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْحَالَقِيِّينَ، -\v 31 وَأَسْرِيئِيلُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الأَسْرِيئِيلِيِّينَ، وَشَكَمُ رَأْسَ عَشِيرَةِ الشَّكَمِيِّينَ، -\v 32 وَشَمِيدَاعُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الشَّمِيدَاعِيِّينَ، وَحَافَرُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْحَافَرِيِّينَ. -\v 33 وَأَنْجَبَ حَافَرُ صَلُفْحَادَ الَّذِي لَمْ يُنْجِبْ سِوَى بَنَاتٍ هُنَّ: مَحْلَةُ وَنُوعَةُ وَحُجْلَةُ وَمِلْكَةُ وَتِرْصَةُ. -\v 34 هَذِهِ هِيَ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ مَنَسَّى. وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ. -\p -\v 35 أَمَّا أَبْنَاءُ أَفْرَايِمَ فَهُمْ: شُوتَالَحُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الشُّوتَالَحِيِّينَ، وَبَاكَرُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْبَاكَرِيِّينَ، وَتَاحَنُ رَأْسَ عَشِيرَةِ التَّاحَنِيِّينَ. -\v 36 وَأَنْجَبَ شُوتَالَحُ عِيرَانَ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْعِيرَانِيِّينَ. -\v 37 هَذِهِ هِيَ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ أَفْرَايِمَ. وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْهُمْ اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ، وَجَمِيعُ هَذِهِ الْعَشَائِرِ مِنْ نَسْلِ يُوسُفَ. -\p -\v 38 أَمَّا أَبْنَاءُ بِنْيَامِينَ فَهُمْ: بَالَعُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْبَالَعِيِّينَ، وَأَشْبِيلُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الأَشْبِيلِيِّينَ، وَأَحِيرَامُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الأَحِيرَامِيِّينَ. -\v 39 وَشَفُوفَامُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الشَّفُوفَامِيِّينَ، وَحُوفَامُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْحُوفَامِيِّينَ. -\v 40 وَأَنْجَبَ بَالَعُ أَرْدَ وَنُعْمَانَ، فَكَانَ أَرْدُ رَأْسَ عَشِيرَةِ الأَرْدِيِّينَ، وَنُعْمَانُ رَأْسَ عَشِيرَةِ النُّعْمَانِيِّينَ. -\v 41 هَذِهِ هِيَ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ بِنْيَامِينَ، وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْهُمْ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَسِتَّ مِئَةٍ. -\p -\v 42 أَمَّا ابْنُ دَانٍ فَهُوَ: شُوحَامُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الشُّوحَامِيِّينَ، وَهِيَ الْعَشِيرَةُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ دَانَ. -\v 43 وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْ عَشِيرَةِ الشُّوحَامِيِّينَ أَرْبَعَةً وَسِتيِّنَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. -\p -\v 44 أَمَّا أَبْنَاءُ أَشِيرَ فَهُمْ: يِمْنَةُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْيِمْنِيِّينَ، وَيِشْوِي رَأْسُ عَشِيرَةِ الْيِشْوِيِّينَ، وَبَرِيعَةُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْبَرِيعِيِّينَ. -\v 45 وَأَنْجَبَ بَرِيعَةُ حَابَرَ رَأْسَ عَشِيرَةِ الْحَابَرِيِّينَ، وَمَلْكِيئِيلَ رَأْسَ عَشِيرَةِ الْمَلْكِيئِيلِيِّينَ. -\v 46 وَكَانَ لأَشِيرَ ابْنَةٌ اسْمُهَا سَارَحُ. -\v 47 هَذِهِ هِيَ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ أَشِيرَ، وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْهُمْ ثَلاثَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. -\p -\v 48 أَمَّا أَبْنَاءُ نَفْتَالِي فَهُمْ: يَاحَصْئِيلُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْيَاحَصْئِيلِيِّينَ، وَجُونِي رَأْسُ عَشِيرَةِ الْجُونِيِّينَ. -\v 49 وَيِصِرُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْيِصِرِيِّينَ، وَشِلِّيمُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الشِّلِّيمِيِّينَ. -\v 50 هَذِهِ هِيَ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ نَفْتَالِي، وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْهُمْ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. -\v 51 فَكَانَتْ جُمْلَةُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سِتَّ مِئَةِ أَلْفٍ وَأَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ. -\p -\v 52 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 53 «قَسِّمِ الأَرْضَ بَيْنَ الأَسْبَاطِ وَفْقاً لِنِسْبَةِ عَدَدِ أَفْرَادِ كُلِّ سِبْطٍ، -\v 54 فَالسِّبْطُ الْكَبِيرُ أَعْطِهِ نَصِيباً أَكْبَرَ، وَالسِّبْطُ الصَّغِيرُ أَعْطِهِ نَصِيباً أَقَلَّ. أَعْطِ كُلَّ سِبْطٍ حَسَبَ أَعْدَادِ أَفْرَادِهِ الْمُحْصَيْنَ، -\v 55 عَلَى أَنْ تُوَزَّعَ الأَرْضُ بِالْقُرْعَةِ، فَيَمْلِكُونَ الأَرْضَ حَسَبَ أَسْمَاءِ آبَاءِ أَسْبَاطِهِمْ، -\v 56 فَتُوَزَّعُ الأَرْضُ مَا بَيْنَ الأَسْبَاطِ الْكَبِيرَةِ وَالصَّغِيرَةِ بِالْقُرْعَةِ». -\p -\v 57 أَمَّا اللّاوِيُّونَ الَّذِينَ أُحْصُوْا حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ فَهُمْ: الْجِرْشُونِيُّونَ مِنْ نَسْلِ جِرْشُونَ، وَالْقَهَاتِيُّونَ مِنْ نَسْلِ قَهَاتَ، وَالْمَرَارِيُّونَ مِنْ نَسْلِ مَرَارِي. -\v 58 وَمِنْ عَشَائِرِ لاوِي أَيْضاً: عَشِيرَةُ اللِّبْنِيِّينَ، وَعَشِيرَةُ الْحَبْرُونِيِّينَ، وَعَشِيرَةُ الْمَحْلِيِّينَ، وَعَشِيرَةُ الْمُوشِيِّينَ، وَعَشِيرَةُ الْقُورَحِيِّينَ. وَكَانَ عَمْرَامُ مُنْحَدِراً مِنْ نَسْلِ قَهَاتَ. -\v 59 وَاسْمُ امْرَأَةِ عَمْرَامَ يَوْكَابَدُ بِنْتُ لاوِي، الَّتِي وُلِدَتْ فِي مِصْرَ وَأَنْجَبَتْ لِعَمْرَامَ هَرُونَ وَمُوسَى وَمَرْيَمَ أُخْتَهُمَا. -\v 60 وَأَنْجَبَ هَرُونُ نَادَابَ وَأَبِيهُو وَأَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ. -\v 61 أَمَّا نَادَابُ وَأَبِيهُو فَقَدْ مَاتَا عِنْدَمَا قَرَّبَا نَاراً غَيْرَ مُقَدَّسَةٍ أَمَامَ الرَّبِّ. -\v 62 وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْ ذُكُورِ اللّاوِيِّينَ ثَلاثَةً وَعِشْرِينَ أَلْفاً، مِنِ ابْنِ شَهْرٍ فَمَا فَوْقُ. هَؤُلاءِ لَمْ يُحْصَوْا مَعَ بَقِيَّةِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَرِثُوا نَصِيباً بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\p -\v 63 هَؤُلاءِ هُمُ الَّذِينَ أَحْصَاهُمْ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ، حِينَ قَامَا بِإِحْصَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي سُهُولِ مُوآبَ بِالْقُرْبِ مِنْ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُقَابِلَ أَرِيحَا. -\v 64 وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ هَؤُلاءِ الْمُحْصَيْنَ إِنْسَانٌ مِمَّنْ عَدَّهُمْ مُوسَى وَهَرُونُ سَابِقاً فِي صَحْرَاءِ سِينَاءَ، -\v 65 لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ قَدْ قَالَ لَهُمْ، إِنَّهُمْ جَمِيعاً سَيَمُوتُونَ فِي الصَّحْرَاءِ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِنْسَانٌ سِوَى كَالَبَ بْنِ يَفُنَّةَ وَيَشُوعَ بْنِ نُونَ. -\c 27 -\s1 بنات صلفحاد -\p -\v 1 وَأَقْبَلَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ بْنِ حَافَرَ بْنِ جِلْعَادَ بْنِ مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى، الْمُنْتَمِيَاتُ إِلَى عَشَائِرِ مَنَسَّى بْنِ يُوسُفَ، وَهُنَّ: مَحْلَةُ وَنُوعَةُ وَحُجْلَةُ وَمِلْكَةُ وَتِرْصَةُ. -\v 2 وَوَقَفْنَ أَمَامَ مُوسَى وَأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ، وَأَمَامَ الْقَادَةِ وَالشَّعْبِ، عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَقُلْنَ: -\v 3 «لَقَدْ مَاتَ أَبُونَا فِي الصَّحْرَاءِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ اجْتَمَعُوا مَعَ قُورَحَ وَتَمَرَّدُوا ضِدَّ الرَّبِّ، بَلْ بِخَطِيئَتِهِ مَاتَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعْقِبَ بَنِينَ. -\v 4 فَلِمَاذَا يَسْقُطُ اسْمُ أَبِينَا مِنْ بَيْنِ عَشِيرَتِهِ لأَنَّهُ لَمْ يُخْلِفِ ابْناً؟ أَعْطِنَا مُلْكاً بَيْنَ أَعْمَامِنَا». -\v 5 فَرَفَعَ مُوسَى قَضِيَّتَهُنَّ أَمَامَ الرَّبِّ. -\v 6 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 7 «إِنَّ بَنَاتِ صَلُفْحَادَ قَدْ نَطَقْنَ بِحَقٍّ، فَأَعْطِهِنَّ نَصِيباً مُلْكاً لَهُنَّ بَيْنَ أَعْمَامِهِنَّ. انْقُلْ إِلَيْهِنَّ نَصِيبَ أَبِيهِنَّ. -\v 8 وَأَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّ أَيَّ رَجُلٍ يَمُوتُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخْلِفَ ابْناً، تَنْقُلُونَ مُلْكَهُ إِلَى ابْنَتِهِ. -\v 9 وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ ابْنَةٌ تُعْطُوا مُلْكَهُ لإِخْوَتِهِ. -\v 10 وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِخْوَةٌ، فَأَعْطُوا مُلْكَهُ لأَعْمَامِهِ. -\v 11 وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَامٌ، فَأَعْطُوا مُلْكَهُ لأَقْرَبِ أَقْرِبَائِهِ مِنْ عَشِيرَتِهِ، فَيَرِثَهُ. وَلْتَكُنْ هَذِهِ فَرِيضَةَ قَضَاءٍ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى». -\s1 خلافة يشوع لموسى -\p -\v 12 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إِلَى جَبَلِ عَبَارِيمَ، وَانْظُرْ مِنْ عَبْرِ النَّهْرِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. -\v 13 وَمَتَى شَاهَدْتَهَا تَمُوتُ وَتَنْضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ أَيْضاً، نَظِيرَ أَخِيكَ هَرُونَ. -\v 14 لأَنَّكُمَا فِي صَحْرَاءِ صِينَ عَصَيْتُمَا قَوْلِي، حِينَ تَمَرَّدَ الشَّعْبُ، وَلَمْ تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ، إِذْ لَمْ تَأْمُرَا الْمَاءَ بِالتَّفَجُّرِ مِنَ الصَّخْرَةِ». ذَلِكَ مَاءُ مَرِيبَةَ عِنْدَ قَادَشَ فِي صَحْرَاءِ صِينَ -\v 15 فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: -\v 16 «لِيُقِمِ الرَّبُّ، إِلَهُ أَرْوَاحِ جَمِيعِ النَّاسِ، قَائِداً لِلشَّعْبِ، -\v 17 يَخْرُجُ وَيَدْخُلُ أَمَامَهُمْ، يَقُودُهُمْ وَيُرْجِعُهُمْ لِئَلّا تُصْبِحَ جَمَاعَةُ الرَّبِّ كَغَنَمٍ لَا رَاعِيَ لَهَا». -\v 18 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «خُذْ يَشُوعَ بْنَ نُونَ، رَجُلاً فِيهِ رُوحُ الرَّبِّ، وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهِ. -\v 19 ثُمَّ أَوْقِفْهُ أَمَامَ أَلِعَازَارَ وَأَمَامَ الْجَمَاعَةِ كُلِّهَا، وَأَوْصِهِ بِحَضْرَتِهِمْ، -\v 20 وَسَلِّمْهُ بَعْضَ سُلْطَتِكَ، لِكَيْ يُطِيعَهُ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\v 21 لِيَمْثُلَ أَمَامَ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ الَّذِي يَتَلَقَّى الْقَرَارَاتِ بِشَأْنِهِ بِوَاسِطَةِ الأُورِيمِ أَمَامَ الرَّبِّ. فَلا يَخْرُجُونَ وَلا يَدْخُلُونَ إِلّا بِأَمْرِهِ، هُوَ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ مَعَهُ». -\v 22 فَأَخَذَ مُوسَى يَشُوعَ وَأَوْقَفَهُ أَمَامَ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَسَائِرِ الْجَمَاعَةِ، -\v 23 وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَأَوْصَاهُ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. -\c 28 -\s1 التقدمات اليومية -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: عَلَيْكُمْ أَنْ تُقَرِّبُوا لِي طَعَامَ وَقَائِدِي فِي مَوَاعِيدِهِ كَرَائِحَةِ رِضًى لِي، -\v 3 وَقُلْ لَهُمْ: هَذَا هُوَ الْوَقُودُ الَّذِي تُقَدِّمُونَهُ لِلرَّبِّ: حَمَلانِ حَوْلِيَّانِ صَحِيحَانِ يَوْمِيًّا، لِيَكُونَا مُحْرَقَةً دَائِمَةً. -\v 4 قَدِّمُوا أَحَدَ الْحَمَلَيْنِ صَبَاحاً، وَالْحَمَلَ الآخَرَ مَا بَيْنَ غُرُوبِ الشَّمْسِ والظَّلامِ، -\v 5 مَعَ تَقْدِمَةٍ مِنْ عُشْرِ الإِيفَةِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِرُبْعِ الْهِينِ (نَحْوَ لِتْرٍ) مِنْ زَيْتِ زَيْتُونٍ مَرْضُوضٍ. -\v 6 هَذِهِ هِيَ التَّقْدِمَةُ الْمُعْتَادَةُ الَّتِي نُصَّ عَلَيْهَا فِي جَبَلِ سِينَاءَ لِتَكُونَ رَائِحَةَ رِضًى وَمُحْرَقَةً دَائِمَةً لِلرَّبِّ. -\v 7 وَيُسْكَبُ مَعَ الْحَمَلِ الْوَاحِدِ رُبْعُ الْهِينِ (نَحْوَ لِتْرٍ) مِنَ الْخَمْرِ لِلرَّبِّ فِي الْقُدْسِ. -\v 8 أَمَّا الْحَمَلُ الثَّانِي فَتُقَدِّمُونَهُ بَيْنَ الْعَشَاءَيْنِ كَتَقْدِمَةِ الصَّبَاحِ، مَعَ سَكِيبِهِ، فَيَكُونُ مُحْرَقَةً رَائِحَةَ رِضًى لِلرَّبِّ. -\s1 قربان السبت -\p -\v 9 وَفِي يَوْمِ السَّبْتِ تُقَرِّبُونَ حَمَلَيْنِ حَوْلِيَّيْنِ صَحِيحَيْنِ، مَعَ تَقْدِمَةٍ مِنْ عُشْرَيِ الإيفَةِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، وَأَيْضاً سَكِيبِ خَمْرٍ. -\v 10 فَتَكُونُ هَذِهِ مُحْرَقَةً فِي كُلِّ سَبْتٍ، عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَسَكِيبِهَا. -\s1 محرقة رأس الشهر -\p -\v 11 وَتُقَرِّبُونَ أَيْضاً فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ مِنْ ثَوْرَيْنِ وَكَبْشٍ وَاحِدٍ، وَسَبْعَةِ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ صَحِيحَةٍ. -\v 12 وَتَقْدِمَةً مِنْ ثَلاثَةِ أَعْشَارِ الإيفَةِ (نَحْوَ سَبْعَةِ لِتْرَاتٍ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، لِكُلِّ ثَوْرٍ، وَتَقْدِمَةً مِنْ عُشْرَيِ الإيفَةِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ لِلْكَبْشِ الْوَاحِدِ. -\v 13 وَتَقْدِمَةً مِنْ عُشْرِ الإيفَةِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ لِكُلِّ حَمَلٍ، فَتَكُونُ مُحْرَقَةً رَائِحَةَ رِضًى وَقُرْبَاناً لِلرَّبِّ. -\v 14 وَتَكُونُ سَكَائِبُ خَمْرِهَا نِصْفَ الْهِينِ (نَحْوَ لِتْرَينِ) لِلثَّوْرِ، وَثُلْثَ الْهِينِ (نَحْوَ لِتْرٍ وَثُلْثِ اللِّتْرِ) لِلْكَبْشِ، وَرُبْعَ الْهِينِ (نَحْوَ لِتْرٍ) لِلْحَمَلِ. هَذِهِ مُحْرَقَةٌ تُقَرَّبُ كُلَّ شَهْرٍ مِنْ أَشْهُرِ السَّنَةِ. -\s1 الفصح -\p -\v 15 كَذَلِكَ تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ لِلرَّبِّ عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ الْمُقَرَّبَةِ مَعَ سَكِيبِهَا مِنَ الْخَمْرِ. -\p -\v 16 وَيَكُونُ الْيَوْمُ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ الْعِبْرِيِّ فِصْحاً لِلرَّبِّ. -\v 17 وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْهُ تَحْتَفِلُونَ وَتَأْكُلُونَ فَطِيراً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. -\v 18 وَتُقِيمُونَ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مَحْفَلاً مُقَدَّساً، تَمْتَنِعُونَ فِيهِ عَنْ أَيِّ عَمَلٍ. -\v 19 وَتُصْعِدُونَ ذَبَائِحَ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ ثَوْرَيْنِ وَكَبْشاً وَاحِداً وَسَبْعَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ صَحِيحَةٍ. -\v 20 وَتَكُونُ تَقْدِمَتُهَا ثَلاثَةَ أَعْشَارِ الإيفَةِ (نَحْوَ سَبْعَةِ لِتْرَاتٍ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ لِكُلِّ ثَوْرٍ، وَعُشْرَيِ الإيفَةِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ) لِلْكَبْشِ الْوَاحِدِ. -\v 21 وَعُشْرَ الإيفَةِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفٍ) لِكُلِّ حَمَلٍ مِنَ السَّبْعَةِ الْحُمْلانِ. -\v 22 وَتُقَرِّبُونَ أَيْضاً تَيْساً وَاحِداً ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ، -\v 23 فَتَكُونُ هَذِهِ التَّقْدِمَةُ عَلاوَةً عَلَى مُحْرَقَةِ الصَّبَاحِ الدَّائِمَةِ الَّتِي تُصْعِدُونَهَا. -\v 24 هَكَذَا تَصْنَعُونَ كُلَّ يَوْمٍ طَوَالَ السَّبْعَةِ الأَيَّامِ، فَتُقَدِّمُونَ طَعَامَ وَقُودِ رَائِحَةِ رِضًى لِلرَّبِّ، فَضْلاً عَنِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ الَّتِي تُقَرَّبُ مَعَ سَكِيبِ خَمْرِهَا. -\v 25 ثُمَّ تُقِيمُونَ مَحْفَلاً مُقَدَّساً فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ، تَمْتَنِعُونَ فِيهِ عَنْ أَيِّ عَمَلٍ. -\s1 عيد الأسابيع -\p -\v 26 وَفِي يَوْمِ أَوَّلِ الأَثْمَارِ حِينَ تُقَرِّبُونَ تَقْدِمَةً جَدِيدَةً لِلرَّبِّ فِي أَثْنَاءِ عِيدِ الأَسَابِيعِ، أَقِيمُوا مَحْفَلاً مُقَدَّساً، تَمْتَنِعُونَ فِيهِ عَنْ أَيِّ عَمَلٍ. -\v 27 وَتُقَرِّبُونَ مُحْرَقَةً كَرَائِحَةِ رِضًى لِلرَّبِّ، مِنْ ثَوْرَيْنِ وَكَبْشٍ وَاحِدٍ وَسَبْعَةِ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ. -\v 28 أَمَّا تَقْدِمَتُها فَتَكُونُ ثَلاثَةَ أَعْشَارِ الإيفَةِ (نَحْوَ سَبْعَةِ لِتْرَاتٍ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ لِكُلِّ ثَوْرٍ، وَعُشْرَيِ الإيفَةِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ) لِلْكَبْشِ الْوَاحِدِ -\v 29 وَعُشْرَ الإيفَةِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) لِكُلِّ حَمَلٍ مِنَ الْحُمْلانِ السَّبْعَةِ. -\v 30 وَأَيْضاً تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ، -\v 31 وَهَكَذَا عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا، أَصْعِدُوا هَذِهِ مَعَ سَكَائِبِهَا مِنَ الْخَمْرِ، عَلَى أَنْ تَكُونَ الذَّبَائِحُ خَالِيَةً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ. -\c 29 -\s1 عيد الأبواق -\p -\v 1 وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ الْعِبْرِيِّ تُقِيمُونَ لَكُمْ مَحْفَلاً مُقَدَّساً لِلرَّبِّ، تَمْتَنِعُونَ فِيهِ عَنْ أَيِّ عَمَلٍ، إذْ يَكُونُ لَكُمْ يَوْمَ نَفْخٍ بِالأَبْوَاقِ. -\v 2 وَتُصْعِدُونَ فِيهِ مُحْرَقَةً لِرَائِحَةِ رِضًى لِلرَّبِّ ثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَسَبْعَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ سَلِيمَةٍ. -\v 3 وَتَكُونُ تَقْدِمَتُهَا ثَلاثَةَ أَعْشَارِ الإيفَةِ (نَحْوَ سَبْعَةِ لِتْرَاتٍ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ لِلثَّوْرِ، وَعُشْرَيِ الإيفَةِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ) لِلْكَبْشِ، -\v 4 وَعُشْرَ الإيفَةِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) لِكُلِّ حَمَلٍ مِنَ السَّبْعَةِ الْحُمْلانِ. -\v 5 كَمَا تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ. -\v 6 فَتَكُونُ هَذِهِ عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الشَّهْرِيَّةِ وَتَقْدِمَتِهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَالْمُحْرَقَةِ الْيَوْمِيَّةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مِنَ الدَّقِيقِ، مَعَ مَا يُرَافِقُهَا مِنْ سَكَائِبِ الْخَمْرِ، هِيَ مُحْرَقَةٌ رَائِحَةُ رِضًى لِلرَّبِّ. -\s1 يوم الكفارة -\p -\v 7 وَفِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ تُقِيمُونَ لَكُمْ مَحْفَلاً مُقَدَّساً، تَصُومُونَ فِيهِ وَتَمْتَنِعُونَ عَنْ أَيِّ عَمَلٍ. -\v 8 وَتُقَرِّبُونَ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ رَائِحَةَ رِضًى ثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَسَبْعَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ سَلِيمَةٍ. -\v 9 تَكُونُ تَقْدِمَتُهَا ثَلاثَةَ أَعْشَارِ الإيفَةِ (نَحْوَ سَبْعَةِ لِتْرَاتٍ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ لِلثَّوْرِ، وَعُشْرَيِ الإيفَةِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ) لِلْكَبْشِ الْوَاحِدِ، -\v 10 وَعُشْرَ الإيفَةِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) لِكُلِّ حَمَلٍ مِنَ السَّبْعَةِ الْحُمْلانِ -\v 11 كَمَا تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ. فَتَكُونُ هَذِهِ عَلاوَةً عَلَى ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ السَّنَوِيَّةِ الْمُقَدَّمَةِ فِي يَوْمِ الْكَفَّارَةِ، وَالْمُحْرَقَةِ الْيَوْمِيَّةِ الدَّائِمَةِ مَعَ مَا يُرَافِقُهَا مِنْ سَكَائِبِ الْخَمْرِ. -\s1 عيد الخيام -\p -\v 12 وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ نَفْسِهِ تُقِيمُونَ لَكُمْ مَحْفَلاً مُقَدَّساً، تَمْتَنِعُونَ فِيهِ عَنْ أَيِّ عَمَلٍ، وَتَحْتَفِلُونَ فِيهِ لِلرَّبِّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. -\v 13 وَتُقَرِّبُونَ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مُحْرَقَةً رَائِحَةَ رِضًى لِلرَّبِّ، ثَلاثَةَ عَشَرَ ثَوْراً وَكَبْشَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ حَمَلاً حَوْلِيًّا سَلِيماً. -\v 14 وَتَكُونُ تَقْدِمَتُهَا ثَلاثَةَ أَعْشَارِ الإيفَةِ (نَحْوَ سَبْعَةِ لِتْرَاتٍ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ لِكُلِّ ثَوْرٍ مِنَ الثِّيرَانِ الثَّلاثَةَ عَشَرَ، وَعُشْرَيِ الإيفَةِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ) لِكُلِّ كَبْشٍ مِنَ الْكَبْشَيْنِ. -\v 15 وَعُشْرَ الإيفَةِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) لِكُلِّ حَمَلٍ مِنَ الأَرْبَعَةَ عَشَرَ حَمَلاً. -\v 16 كَمَا تُقَدِّمُونَ تَيْساً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الْيَوْمِيَّةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا مِنَ الْخَمْرِ. -\p -\v 17 وَتُقَرِّبُونَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي اثْنَيْ عَشَرَ ثَوْراً وَكَبْشَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ حَمَلاً حَوْلِيًّا سَلِيماً. -\v 18 وَتَكُونُ تَقْدِمَتُهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ لِكُلٍّ مِنَ الثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْحُمْلانِ، هِيَ التَّقْدِمَةُ الْمُعْتَادَةُ بِمَا يَتَّفِقُ مَعَ عَدَدِهَا. -\v 19 كَمَا تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الْيَوْمِيَّةِ الدَّائِمَةِ، وَتَقْدِمَتِهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ. -\p -\v 20 وَتُقَرِّبوُنَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أَحَدَ عَشَرَ ثَوْراً وَكَبْشَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ حَمَلاً حَوْلِيًّا سَلِيماً. -\v 21 وَتَكُونُ تَقْدِمَتُهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ لِكُلٍّ مِنَ الثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْحُمْلانِ هِيَ التَّقْدِمَةُ الْمُعْتَادَةُ بِمَا يَتَّفِقُ مَعَ عَدَدِهَا. -\v 22 كَمَا تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الْيَوْمِيَّةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ. -\p -\v 23 وَتُقَرِّبُونَ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَةَ ثِيرَانٍ وَكَبْشَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ حَمَلاً حَوْلِيًّا سَلِيماً. -\v 24 وَتَكُونُ تَقْدِمَتُهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ لِكُلٍّ مِنَ الثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْحُمْلانِ هِيَ التَّقْدِمَةُ الْمُعْتَادَةُ بِمَا يَتَّفِقُ مَعَ عَدَدِهَا. -\v 25 كَمَا تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الْيَوْمِيَّةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ. -\p -\v 26 وَتُقَرِّبُونَ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسِ تِسْعَةَ ثِيرَانٍ وَكَبْشَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ حَمَلاً حَوْلِيًّا صَحِيحاً، -\v 27 وَتَكُونُ تَقْدِمَتُهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ لِكُلٍّ مِنَ الثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْحُمْلانِ هِيَ التَّقْدِمَةُ الْمُعْتَادَةُ بِمَا يَتَّفِقُ مَعَ عَدَدِهَا. -\v 28 كَمَا تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الْيَوْمِيَّةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ. -\p -\v 29 وَتُقَرِّبُونَ فِي الْيَوْمِ السَّادِسِ ثَمَانِيَةَ ثِيرَانٍ وَكَبْشَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ حَمَلاً حَوْلِيًّا سَلِيماً. -\v 30 وَتَكُونُ تَقْدِمَتُهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ لِكُلٍّ مِنَ الثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْحُمْلانِ هِيَ التَّقْدِمَةُ الْمُعْتَادَةُ بِمَا يَتَّفِقُ مَعَ عَدَدِهَا. -\v 31 كَمَا تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الْيَوْمِيَّةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ. -\p -\v 32 وَتُقَرِّبُونَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ سَبْعَةَ ثِيرَانٍ وَكَبْشَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ حَمَلاً حَوْلِيًّا سَلِيماً. -\v 33 وَتَكُونُ تَقْدِمَتُهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ لِكُلٍّ مِنَ الثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْحُمْلانِ هِيَ التَّقْدِمَةُ الْمُعْتَادَةُ بِمَا يَتَّفِقُ مَعَ عَدَدِهَا. -\v 34 كَمَا تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الْيَوْمِيَّةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ. -\p -\v 35 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَجْتَمِعُونَ لِلْعِبَادَةِ وَفِيهِ تَمْتَنِعُونَ عَنْ أَيِّ عَمَلٍ. -\v 36 وَتُقَرِّبُونِ مُحْرَقَةً لِتَكُونَ رَائِحَةَ رِضًى لِلرَّبِّ ثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَسَبْعَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ سَلِيمَةٍ. -\v 37 وَتَكُونُ تَقْدِمَتُهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ لِكُلٍّ مِنَ الثَّوْرِ وَالْكَبْشِ وَالْحُمْلانِ هِيَ التَّقْدِمَةُ الْمُعْتَادَةُ بِمَا يَتَّفِقُ مَعَ عَدَدِهَا. -\v 38 كَمَا تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الْيَوْمِيَّةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ. -\v 39 فَهَذِهِ هِيَ الذَّبَائِحُ الَّتِي تُقَرِّبُونَهَا لِلرَّبِّ فِي مَوَاسِمِ أَعْيَادِكُمْ، عَلاوَةً عَلَى نُذُورِكُمْ وَقَرَابِينِ مُحْرَقَاتِكُمُ الطَّوْعِيَّةِ وَتَقْدِمَاتِكُمْ مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ خَمْرِكُمْ وَذَبَائِحِ سَلامَتِكُمْ». -\v 40 فَأَبْلَغَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ جَمِيعَ مَا أَمَرَهُ بِهِ الرَّبُّ. -\c 30 -\s1 النذور -\p -\v 1 وَقَالَ مُوسَى لِقَادَةِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: «إِلَيْكُمْ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ: -\v 2 إِذَا نَذَرَ رَجُلٌ نَذْراً لِلرَّبِّ، أَوْ أَقْسَمَ أَنْ يَلْتَزِمَ بِأَمْرٍ مَا، فَعَلَيْهِ أَنْ يَفِيَ بِكَلامِهِ وَيُنَفِّذَ كُلَّ مَا تَعَهَّدَ بِهِ. -\v 3 وَلَكِنْ إِذَا نَذَرَتْ صَبِيَّةٌ نَذْراً لِلرَّبِّ وَأَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِأَمْرٍ، وَهِيَ مَا بَرِحَتْ فِي بَيْتِ أَبِيهَا، -\v 4 وَسَمِعَ أَبُوهَا مَا نَذَرَتْهُ أَوْ تَعَهَّدَتْ بِهِ، وَسَكَتَ، فَإِنَّهَا تَكُونُ مُلْزَمَةً بِكُلِّ نُذُورِهَا وَتَعَهُّدَاتِهَا. -\v 5 وَلَكِنْ إِنْ مَنَعَهَا أَبُوهَا عِنْدَ سَمَاعِهِ مَا نَذَرَتْ أَوْ تَعَهَّدَتْ بِهِ، فَإِنَّهَا لَا تَكُونُ مُلْزَمَةً بِالإِيفَاءِ، وَالرَّبُّ يَصْفَحُ عَنْهَا لأَنَّ أَبَاهَا قَدْ مَنَعَهَا. -\v 6 وَإذَا تَزَوَّجَتْ بَعْدَ أَنْ نَذَرَتْ أَوْ تَعَهَّدَتْ بِمَا أَلْزَمَتْ بِهِ نَفْسَهَا، -\v 7 ثُمَّ عَرَفَ زَوْجُهَا بِنُذُورِهَا فَسَكَتَ عَنْهَا، تُصْبِحُ مُلْزَمَةً بِها. -\v 8 وَإِنْ مَنَعَهَا زَوْجُهَا عِنْدَ مَعْرِفَتِهِ بِنُذُورِهَا، فَإِنَّ مَا تَعَهَّدَتْ بِهِ وَأَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِهِ يُصْبِحُ لاغِياً، وَالرَّبُّ يَصْفَحُ عَنْهَا. -\v 9 وَأَمَّا نَذْرُ الأَرْمَلَةِ وَالْمُطَلَّقَةِ فَكُلُّ مَا تَعَهَّدَتْ بِهِ يَثْبُتُ عَلَيْهَا. -\v 10 إِنْ نَذَرَتِ امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ أَوْ أَقْسَمَتْ أَنْ تَلْتَزِمَ بِأَمْرٍ، وَهِيَ مَا بَرِحَتْ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا، -\v 11 وَسَمِعَ زَوْجُهَا وَلَمْ يَعْتَرِضْ، تُصْبِحُ مُلْزَمَةً بِكُلِّ نُذُورِهَا وَبِكُلِّ مَا تَعَهَّدَتْ بِهِ. -\v 12 وَلَكِنْ إِنْ أَبْطَلَ زَوْجُهَا نُذُورَهَا عِنْدَ مَعْرِفَتِهِ بِها، فَإِنَّ كُلَّ مَا تَعَهَّدَتْ بِهِ مِنْ نُذُورٍ، أَوْ مَا أَلْزَمَتْ بِهِ نَفْسَهَا، يُصْبِحُ لاغِياً، لأَنَّ زَوْجَهَا قَدْ أَبْطَلَ نُذُورَهَا، وَالرَّبُّ يَصْفَحُ عَنْهَا. -\v 13 كُلُّ نَذْرٍ وَكُلُّ تَعَهُّدٍ مُلْزِمٍ بِقَمْعِ النَّفْسِ، فَزَوْجُهَا يُثْبِتُهُ، وَزَوْجُهَا يُبْطِلُهُ. -\v 14 وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَعْتَرِضْ زَوْجُهَا خِلالَ يَوْمٍ مِنْ مَعْرِفَتِهِ بِهِ، فَقَدْ أَثْبَتَ عَلَيْهَا كُلَّ نُذُورِهَا وَتَعَهُّدَاتِهَا، لأَنَّهُ لَمْ يَعْتَرِضْ عَلَيْهَا عِنْدَ مَعْرِفَتِهِ بِها. -\v 15 وَلَكِنْ إِنْ أَبْطَلَ نُذُورَهَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِنَّهُ يَحْمِلُ عِقَابَ ذَنْبِهَا». -\v 16 هَذِهِ هِيَ الْفَرَائِضُ الَّتِي أَمَرَ بِها الرَّبُّ مُوسَى بِشَأْنِ نُذُورِ الأُنْثَى، الْخَاصَّةُ بِالزَّوْجِ وَزَوْجَتِهِ، وَالأَبِ وَابْنَتِهِ الصَّبِيَّةِ الَّتِي مَا بَرِحَتْ مُقِيمَةً فِي بَيْتِهِ. -\c 31 -\s1 القضاء على المديانيين -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «انْتَقِمْ مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَبَعْدَهَا تَمُوتُ وَتَنْضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ». -\v 3 فَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «جَهِّزُوا مِنْكُمْ رِجَالاً مُجَنَّدِينَ لِمُحَارَبَةِ الْمِدْيَانِيِّينَ وَالانْتِقَامِ لِلرَّبِّ مِنْهُمْ. -\v 4 أَرْسِلُوا لِلْحَرْبِ أَلْفاً وَاحِداً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مِنْ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ». -\v 5 فَتَمَّ اخْتِيَارُ أَلْفٍ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ، فَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً مِنْ بَيْنِ أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ مُجَرَّدِينَ لِلْقِتَالِ. -\v 6 فَأَرْسَلَهُمْ مُوسَى، أَلْفاً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ، لِلْحَرْبِ بِقِيَادَةِ فِينْحَاسَ بْنِ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ، الَّذِي أَخَذَ مَعَهُ أَمْتِعَةَ الْقُدْسِ وَأَبْوَاقَ الْهُتَافِ. -\v 7 فَحَارَبُوا الْمِدْيَانِيِّينَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ؛ -\v 8 وَقَتَلُوا مَعَهُمْ مُلُوكَهُمُ الْخَمْسَةَ: أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ، كَمَا قَتَلُوا بَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ بِحَدِّ السَّيْفِ. -\v 9 وَأَسَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ الْمِدْيَانِيِّينَ وَأَطْفَالَهُمْ، وَغَنِمُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَمَوَاشِيهِمْ وَسَائِرَ أَمْلاكِهِمْ، -\v 10 وَأَحْرَقُوا مُدُنَهُمْ كُلَّهَا بِمَسَاكِنِهَا وَحُصُونِهَا، -\v 11 وَاسْتَوْلَوْا عَلَى كُلِّ الْغَنَائِمِ وَالأَسْلابِ مِنَ النَّاسِ وَالْحَيَوَانِ، -\v 12 وَرَجَعُوا إِلَى مُوسَى وَأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَجَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ بِالسَّبْيِ والأَسْلابِ وَالْغَنِيمَةِ إِلَى الْمُخَيَّمِ فِي سُهُولِ مُوآبَ بِالْقُرْبِ مِنْ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُقَابِلَ أَرِيحَا. -\p -\v 13 فَخَرَجَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ وَكُلُّ قَادَةِ إِسْرَائِيلَ لاِسْتِقْبَالِهِمْ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ، -\v 14 فَأَبْدَى مُوسَى سُخْطَهُ عَلَى قَادَةِ الْجَيْشِ مِنْ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ الْمِئَاتِ الْقَادِمِينَ مِنَ الْحَرْبِ، -\v 15 وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا اسْتَحْيَيْتُمُ النِّسَاءَ؟ -\v 16 إِنَّهُنَّ بِاتِّبَاعِهِنَّ نَصِيحَةَ بَلْعَامَ أَغْوَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِعِبَادَةِ فَغُورَ، وَكُنَّ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ، فَتَفَشَّى الْوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. -\v 17 فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ، وَاقْتُلُوا أَيْضاً كُلَّ امْرَأَةٍ ضَاجَعَتْ رَجُلاً، -\v 18 وَلَكِنِ اسْتَحْيَوْا لَكُمْ كُلَّ عَذْرَاءَ لَمْ تُضَاجِعْ رَجُلاً. -\v 19 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَامْكُثُوا خَارِجَ الْمُخَيَّمِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَعَلَى كُلِّ مَنْ قَتَلَ نَفْساً، وَمَنْ لَمَسَ قَتِيلاً أَنْ يَتَطَهَّرَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ. افْعَلُوا هَذَا أَنْتُمْ وَسَبَايَاكُمْ. -\v 20 وَكَذَلِكَ طَهِّرُوا كُلَّ ثَوْبٍ، وَكُلَّ مَتَاعٍ جِلْدِيٍّ، وَكُلَّ مَا هُوَ مَصْنُوعٌ مِنْ شَعْرِ الْمَعْزِ وَكُلَّ آنِيَةٍ مِنْ خَشَبٍ». -\p -\v 21 وَقَالَ أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ لِلْمُحَارِبِينَ: «هَذِهِ هِيَ فَرِيضَةُ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَ بِها الرَّبُّ مُوسَى: -\v 22 الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ وَالنُّحَاسُ وَالْحَدِيدُ وَالْقَصْدِيرُ وَالرَّصَاصُ، -\v 23 وَكُلُّ مَا يَتَحَمَّلُ حَرَارَةَ النَّارِ، أَجِيزُوهُ فِيهَا فَيُصْبِحَ طَاهِراً. وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ أَيْضاً أَنْ تُطَهِّرُوهُ بِمَاءِ التَّطْهِيرِ، وَمَا لَا يَحْتَمِلُ النَّارَ طَهِّرُوهُ بِمَاءِ التَّطْهِيرِ فَقَطْ. -\v 24 ثُمَّ اغْسِلُوا ثِيَابَكُمْ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ فَتَكُونُوا طَاهِرِينَ. وَبَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُونَ الْمُخَيَّمَ». -\s1 توزيع الغنائم -\p -\v 25 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 26 «أَحْصِ أَنْتَ وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ وَرُؤَسَاءُ الْعَشَائِرِ الْغَنَائِمَ وَالسَّبْيَ مِنَ النَّاسِ وَالْحَيَوَانِ، -\v 27 وَقَسِّمِ الْغَنَائِمَ مُنَاصَفَةً بَيْنَ الْجُنْدِ الْمُشْتَرِكِينَ فِي الْحَرْبِ وَبَيْنَ كُلِّ الْجَمَاعَةِ. -\v 28 وَخُذْ نَصِيباً لِلرَّبِّ مِنْ غَنَائِمِ أَهْلِ الْحَرْبِ، وَاحِداً مِنْ كُلِّ خَمْسِ مَئَةٍ مِنَ النَّاسِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ وَالْغَنَمِ. -\v 29 مِنْ نِصْفِ أَهْلِ الْحَرْبِ تَأْخُذُهَا وَتُعْطِيهَا لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ. -\v 30 وَتَأْخُذُ مِنْ نِصْفِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَاحِداً مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ وَالْغَنَمِ وَسَائِرِ الْبَهَائِمِ، وَتُعْطِيهَا لِلّاوِيِّينَ الْقَائِمِينَ عَلَى خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ». -\p -\v 31 فَنَفَّذَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. -\v 32 وَكَانَ النَّهْبُ الْمُتَبَقِّي مِنْ غَنَائِمِ رِجَالِ الْحَرْبِ مِنَ الْغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلْفاً، -\v 33 وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ أَلْفاً، -\v 34 وَمِنَ الْحَمِيرِ وَاحِداً وَسِتِّينَ أَلْفاً، -\v 35 وَمِنَ الْعَذَارَى اللَّوَاتِي لَمْ يُضَاجِعْنَ ذَكَراً اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ أَلْفاً. -\v 36 فَكَانَ النِّصْفُ نَصِيبُ أَهْلِ الْحَرْبِ، مِنَ الْغَنَمِ ثَلاثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. -\v 37 وَكَانَتْ زَكَاةُ الرَّبِّ مِنْهَا سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ، -\v 38 وَمِنَ الْبَقَرِ سِتَّةً وَثَلاثِينَ أَلْفاً، وَزَكَاةُ الرَّبِّ مِنْهَا اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ، -\v 39 وَمِنَ الْحَمِيرِ ثَلاثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ، وَزَكَاةُ الرَّبِّ مِنْهَا وَاحِداً وَسِتِّينَ، -\v 40 وَمِنَ النِّسَاءِ الْعَذَارَى سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفاً، وَزَكَاةُ الرَّبِّ مِنْهَا اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ نَفْساً. -\v 41 فَأَعْطَى مُوسَى الزَّكَاةَ تَقْدِمَةَ الرَّبِّ لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. -\v 42 أَمَّا نِصْفُ غَيْرِ الْمُحَارِبِينَ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ الْغَنِيمَةِ الَّذِي قَسَمَهُ مُوسَى مِنْ كَامِلِ غَنَائِمِ أَهْلِ الْحَرْبِ، -\v 43 فَكَانَ مِنَ الْغَنَمِ ثَلاثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ، -\v 44 وَمِنَ الْبَقَرِ سِتَّةً وَثَلاثِينَ أَلْفاً، -\v 45 وَمِنَ الْحَمِيرِ ثَلاثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ، -\v 46 وَمِنَ الْعَذَارَى سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفاً. -\v 47 فَأَفْرَزَ مُوسَى مِنْ نَصِيبِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ وَاحِداً مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ النِّسَاءِ وَمِنَ الْبَهَائِمِ وَأَعْطَاهَا لِلّاوِيِّينَ الْقَائِمِينَ عَلَى خِدْمَةِ الْمَسْكَنِ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. -\s1 قرابين القادة -\p -\v 48 ثُمَّ تَقَدَّمَ قَادَةُ الْجُنْدِ مِنْ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ الْمِئَاتِ إِلَى مُوسَى، -\v 49 وَقَالُوا لَهُ: «لَقَدْ أَحْصَى عَبِيدُكَ عَدَدَ جُنُودِهِمِ الْمُحَارِبِينَ، فَلَمْ يُفْقَدْ مِنَّا إِنْسَانٌ. -\v 50 لِذَلِكَ يُقَدِّمُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قُرْبَانَ الرَّبِّ فِي مَا وَجَدَهُ مِنْ أَمْتِعَةِ ذَهَبٍ: حُجُولٍ وَأَسَاوِرَ وَخَوَاتِمَ وَأَقْرَاطٍ وَقَلائِدَ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ أَنْفُسِنَا أَمَامَ الرَّبِّ». -\v 51 فَأَخَذَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ مِنْهُمْ كُلَّ مَا هُوَ مَصْنُوعٌ مِنَ الذَّهَبِ، -\v 52 فَكَانَتْ جُمْلَةُ ذَهَبِ التَّقْدِمَةِ الَّتِي قَرَّبُوهَا لِلرَّبِّ سِتَّةَ عَشَرَ أَلَفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ شَاقِلاً (نَحْوَ مِئَتَيْ كِيلُو جِرَاماً) قَدَّمَهَا رُؤَسَاءُ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءُ الْمِئَاتِ. -\v 53 أَمَّا الْجُنْدُ فَقَدْ أَخَذَ كُلٌّ مِنْهُمْ مَا اغْتَنَمَهُ لِنَفْسِهِ. -\v 54 وَحَمَلَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ الذَّهَبَ الَّذِي قَدَّمَهُ رُؤَسَاءُ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءُ الْمِئَاتِ وَأَتَيَا بِهِ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ تَذْكَاراً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَمَامَ الرَّبِّ. -\c 32 -\s1 الأسباط العابرة للأردن -\p -\v 1 وَكَانَ لِسِبْطَيْ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ مَوَاشٍ كَثِيرَةٌ جِدّاً. فَلَمَّا أَقْبَلُوا عَلَى أَرْضِ يَعَزِيرَ وَأَرْضِ جِلْعَادَ وَجَدُوا أَنَّهَا صَالِحَةٌ لِرَعْيِ الْمَوَاشِي. -\v 2 فَقَالُوا لِمُوسَى وَأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَرُؤَسَاءِ الشَّعْبِ: -\v 3 «إِنَّ أَرَاضِي عَطَارُوتَ وَدِيبُونَ وَيَعَزِيرَ وَنِمْرَةَ وَحَشْبُونَ وَأَلِعَالَةَ وَشَبَامَ وَنَبُو وَبَعُونَ -\v 4 الأَرَاضِي الَّتِي أَخْضَعَهَا الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ هِيَ مَرَاعٍ صَالِحَةٌ لِرَعْيِ مَوَاشِي عَبِيدِكَ. -\v 5 فَإِنْ حَسُنَ لَدَيْكَ، أَعْطِ هَذِهِ الأَرَاضِي لِعَبِيدِكَ مُلْكاً، وَلا تَدَعْنَا نَعْبُرُ نَهْرَ الأُرْدُنِّ». -\p -\v 6 فَقَالَ مُوسَى لأَبْنَاءِ سِبْطَيْ جَادٍ وَرَأُوبَيْنَ: «أَيَنْطَلِقُ إِخْوَتُكُمْ لِخَوْضِ الْحَرْبِ وَأَنْتُمْ هُنَا قَاعِدُونَ؟ -\v 7 لِمَاذَا تُضْعِفُونَ قُلُوبَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ عَنِ الْعُبُورِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي وَهَبَهَا الرَّبُّ لَهُمْ؟ -\v 8 إِنَّ هَذَا مَا فَعَلَهُ آبَاؤُكُمْ حِينَ أَرْسَلْتُهُمْ مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ لِيَتَجَسَّسُوا الأَرْضَ، -\v 9 فَبَعْدَ أَنْ بَلَغُوا وَادِي أَشْكُولَ وَتَجَسَّسُوا الأَرْضَ أَضْعَفُوا قُلُوبَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ عَنِ الْعُبُورِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي وَهَبَهَا الرَّبُّ لَهُمْ. -\v 10 فَاحْتَدَمَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ غَضَبُ الرَّبِّ وَقَالَ: -\v 11 لأَنَّهُمْ لَمْ يُطِيعُونِي مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ فَإِنَّ الرِّجَالَ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ مِنَ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ لَنْ يَرَوْا الأَرْضَ الَّتِي أَقْسَمْتُ أَنْ أَهَبَهَا لِنَسْلِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، -\v 12 مَاعَدَا كَالَبَ بْنَ يَفُنَّةَ الْقِنِزِّيَّ وَيَشُوعَ بْنَ نُونٍ، لأَنَّهُمَا أَطَاعَانِي مِنْ كُلِّ قَلْبَيْهِمَا. -\v 13 وَإِذِ اشْتَدَّ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَتَاهَهُمْ فِي الصَّحْرَاءِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، حَتَّى فَنِيَ كُلُّ الْجِيلِ الَّذِي ارْتَكَبَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. -\v 14 وَهَا أَنْتُمْ نِتَاجُ تَرْبِيَةِ قَوْمٍ خُطَاةٍ، تَرْتَكِبُونَ وِزْرَ آبَائِكُمْ، لِتَزِيدُوا مِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ. -\v 15 لأَنَّكُمْ إِنْ تَخَلَّيْتُمْ عَنْ طَاعَتِهِ، يَعُودُ وَيَتْرُكُهُمْ فِي الصَّحْرَاءِ وَتَكُونُونَ أَنْتُمْ سَبَبَ هَلاكِهِمْ». -\p -\v 16 فَاقْتَرَبُوا مِنْهُ وَقَالُوا: «سَنَبْنِي حَظَائِرَ لِمَوَاشِينَا وَمُدُناً لأَطْفَالِنَا وَنِسَائِنَا، -\v 17 أَمَّا نَحْنُ فَنَتَسَلَّحُ وَنَنْطَلِقُ مُسْرِعِينَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَبْلُغُوا أَمَاكِنَهُمْ بَيْنَمَا يَمْكُثُ نِسَاؤُنَا وَأَطْفَالُنَا فِي مُدُنٍ مُحَصَّنَةٍ تَقِيهِمْ هَجْمَاتِ أَهْلِ الأَرْضِ، -\v 18 وَلا نَرْجِعُ إِلَى بُيُوتِنَا حَتَّى يَمْتَلِكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ نَصِيبَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ. -\v 19 وَإِنَّنَا لَا نَرِثُ مَعَهُمْ شَيْئاً فِي غَرْبِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، لأَنَّنَا قَدْ حَصَلْنَا عَلَى نَصِيبِنَا فِي الأَرَاضِي الْوَاقِعَةِ فِي شَرْقِيِّهِ». -\v 20 فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: «إِنْ وَفَيْتُمْ بِعَهْدِكُمْ فَحَمَلْتُمُ السِّلاحَ لِخَوْضِ الْحَرْبِ أَمَامَ الرَّبِّ، -\v 21 وَعَبَرَ كُلُّ مُتَسَلِّحٍ مِنْكُمْ نَهْرَ الأُرْدُنِّ لِيُحَارِبَ أَمَامَ الرَّبِّ حَتَّى يَتِمَّ طَرْدُ أَعْدَائِهِ مِنْ أَمَامِهِ، -\v 22 فَتَخْضَعُ الأَرْضُ بَيْنَ يَدَيِ الرَّبِّ، وَبَعْدَهَا تَرْجِعُونَ، عِنْدَئِذٍ تَكُونُونَ أَبْرِيَاءَ عِنْدَ الرَّبِّ وَعِنْدَ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، وَتُصْبِحُ هَذِهِ الأَرْضُ مُلْكاً لَكُمْ أَمَامَ الرَّبِّ. -\v 23 وَلَكِنْ إِنْ نَكَثْتُمْ بِتَعَهُّدِكُمْ فَإِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ إِلَى الرَّبِّ. وَثِقُوا أَنَّ خَطِيئَتَكُمْ سَتُلاحِقُكُمْ. -\v 24 ابْنُوا مُدُناً لِنِسَائِكُمْ وَأَطْفَالِكُمْ، وَحَظَائِرَ لِغَنَمِكُمْ، وَنَفِّذُوا مَا تَعَهَّدْتُمْ بِهِ». -\v 25 فَأَجَابَ أَبْنَاءُ سِبْطَيْ جَادٍ وَرَأُوبَيْنَ مُوسَى: «سَيَفْعَلُ عَبِيدُكَ كَأَمْرِ سَيِّدِهِمْ، -\v 26 إِذْ يَمْكُثُ أَطْفَالُنَا وَنِسَاؤُنَا وَمَوَاشِينَا وَكُلُّ بَهَائِمِنَا فِي مُدُنِ جِلْعَادَ، -\v 27 بَيْنَمَا يَعْبُرُ كُلُّ مُنْخَرِطٍ فِي الْجَيْشِ مِنْ عَبِيدِكَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ لِلْحَرْبِ أَمَامَ الرَّبِّ كَمَا أَمَرَ سَيِّدُنَا». -\p -\v 28 فَأَوْصَى بِهِمْ مُوسَى أَلِعَازَارَ الْكَاهِنَ وَيَشُوعَ بْنَ نُونٍ وَرُؤَسَاءَ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ -\v 29 قَائِلاً: «إِنْ عَبَرَ مَعَكُمْ نَهْرَ الأُرْدُنِّ كُلُّ مُتَجَرِّدٍ لِلْحَرْبِ بَيْنَ يَدَيِ الرَّبِّ مِنْ أَبْنَاءِ سِبْطَيْ جَادٍ وَرَأُوبَيْنَ، وَتَمَّ الاسْتِيلاءُ عَلَى الأَرْضِ، تُوَرِّثُونَهُمْ أَرْضَ جِلْعَادَ مُلْكاً. -\v 30 وَلَكِنْ إِنْ تَقَاعَسُوا عَنِ الْعُبُورِ لِخَوْضِ الْحَرْبِ مَعَكُمْ، فَإِنَّكُمْ تُوَرِّثُونَهُمْ فِي وَسَطِكُمْ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ». -\v 31 فَأَجَابَ أَبْنَاءُ سِبْطَيْ جَادٍ وَرَأُوبَيْنَ: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ بِهِ مِنْ نَحْوِ عَبِيدِكَ نَلْتَزِمُ بِهِ، -\v 32 فَإِنَّنَا نَعْبُرُ بِكَامِلِ أَسْلِحَتِنَا لِنُحَارِبَ بَيْنَ يَدَيِ الرَّبِّ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَلَكِنَّنَا لَا نَرِثُ نَصِيباً فِي غَرْبِيِّ الأُرْدُنِّ». -\v 33 فَوَهَبَ مُوسَى أَبْنَاءَ سِبْطَيْ جَادٍ وَرَأُوبَيْنَ وَأَبْنَاءَ نِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى بْنِ يُوسُفَ مَمْلَكَةَ سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ، وَمَمْلَكَةَ عُوجٍ مَلِكِ بَاشَانَ بِمَا فِيهِمَا مِنْ أَرَاضٍ وَمُدُنٍ وَاقِعَةٍ ضِمْنَ حُدُودِهِمَا. -\p -\v 34 فَرَمَّمَ أَبْنَاءُ سِبْطِ جَادٍ مُدُنَ دِيبُونَ وَعَطَاروُتَ وَعَرُوعِيرَ، -\v 35 وَعَطْرُوتَ شُوفَانَ وَيَعَزِيرَ وَيَجْبَهَةَ، -\v 36 وَبَيْتَ نِمْرَةَ وَبَيْتَ هَارَانَ، وَجَعَلُوهَا مُدُناً مُحَصَّنَةً وَبَنَوْا أَيْضاً حَظَائِرَ لِغَنَمِهِمْ. -\v 37 وَبَنَى أَبْنَاءُ رَأُوبَيْنَ مُدُنَ حَشْبُونَ وَأَلِعَالَةَ وَقِرْيَتَايِمَ، -\v 38 وَنَبُو وَبَعْلَ مَعُونَ اللَّتَيْنِ تَمَّ تَغْيِيرُ اسْمَيْهِمَا، وَسَبْمَةَ وَأَطْلَقُوا أَسْمَاءَ أُخْرَى عَلَى الْمُدُنِ الَّتِي بَنَوْهَا. -\v 39 وَتَوَجَّهَ أَبْنَاءُ مَاكيِرَ مِنْ سِبْطِ مَنَسَّى نَحْوَ جِلْعَادَ وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا، وَطَرَدُوا الأَمُورِيِّينَ مِنْهَا، -\v 40 فَوَهَبَ مُوسَى جِلْعَادَ لِنَسْلِ مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى فَأَقَامُوا فِيهَا. -\v 41 وَاسْتَوْلَى يَائِيرُ مِنْ سِبْطِ مَنَسَّى عَلَى مَزَارِعِ جِلْعَادَ، وَدَعَاهَا حَوُّوثَ يَائِيرَ (وَمَعْنَاهَا قُرَى يَائِيرَ). -\v 42 كَمَا انْطَلَقَ نُوبَحُ وَتَمَلَّكَ قَنَاةَ وَالْقُرَى الْمُحِيطَةَ بِها وَأَطْلَقَ عَلَيْهَا اسْمَهُ «نُوبَحَ». -\c 33 -\s1 مراحل رحلة بني إسرائيل -\p -\v 1 هَذَا هُوَ سِجِلُّ رِحْلاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُنْذُ خُرُوجِهِمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، بِقِيَادَةِ مُوسَى وَهَرُونَ. -\v 2 فَقَدْ دَوَّنَ مُوسَى مَرَاحِلَ رِحْلاتِهِمْ، تَلْبِيَةً لأَمْرِ الرَّبِّ، حَسَبَ وُقُوعِهَا. -\v 3 فِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ (الْعِبْرِيِّ)، فِي صَبَاحِ غَدِ الْفِصْحِ، ارْتَحَلَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ رَعَمْسِيسَ بِقُوَّةٍ أَمَامَ أَعْيُنِ جَمِيعِ الْمِصْرِيِّينَ، -\v 4 الَّذِينَ كَانُوا يَدْفِنُونَ أَبْكَارَهُمُ الَّذِينَ أَهْلَكَهُمُ الرَّبُّ، وَبَعْدَ أَنْ أَنْزَلَ قَضَاءَهُ بِآلِهَتِهِمْ. -\p -\v 5 وَتَوَجَّهَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ رَعَمْسِيسَ وَخَيَّمُوا فِي سُكُّوتَ. -\v 6 ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ سُكُّوتَ وَحَلُّوا فِي إِيثَامَ الْمُجَاوِرَةِ لِطَرَفِ الصَّحْرَاءِ. -\v 7 ثُمَّ ارْتَدُّوا مِنْ إِيثَامَ إِلَى فَمِ الْحِيرُوثِ مُقَابِلَ بَعْلِ صَفُونَ، وَنَزَلُوا أَمَامَ مَجْدَلَ. -\v 8 بَعْدَ ذَلِكَ انْطَلَقُوا مِنْ أَمَامِ الْحِيرُوثِ وَاجْتَازُوا فِي وَسَطِ الْبَحْرِ إِلَى الصَّحْرَاءِ، وَتَقَدَّمُوا مَسِيرَةَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي صَحْرَاءِ إِيثَامَ، وَأَقَامُوا فِي مَارَّةَ. -\v 9 ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ مَارَّةَ وَأَقْبَلُوا عَلَى إِيلِيمَ، حَيْثُ وَجَدُوا فِيهَا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ عَيْنَ مَاءٍ وَسَبْعِينَ نَخْلَةً، فَخَيَّمُوا هُنَاكَ. -\v 10 وَمَا لَبِثُوا أَنْ مَضَوْا مِنْ إِيلِيمَ وَنَزَلُوا عِنْدَ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ. -\v 11 وَانْطَلَقُوا مِنْ جُوَارِ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ وَحَطُّوا رِحَالَهُمْ فِي صَحْرَاءِ سِينَ. -\v 12 ثُمَّ تَوَجَّهُوا مِنْ صَحْرَاءِ سِينَ وَأَقَامُوا فِي دُفْقَةَ. -\v 13 وَانْتَقَلُوا مِنْ دُفْقَةَ وَنَزَلُوا فِي أَلُوشَ. -\v 14 وَتَقَدَّمُوا مِنْ أَلُوشَ وَنَصَبُوا خِيَامَهُمْ فِي رَفِيدِيمَ. وَلَمْ يَجِدِ الشَّعْبُ هُنَاكَ مَاءً لِيَشْرَبَ. -\v 15 ثُمَّ مَضَوْا مِنْ رَفِيدِيمَ وَأَقَامُوا فِي صَحْرَاءِ سِينَاءَ. -\v 16 وَانْطَلَقُوا مِنْ صَحْرَاءِ سِينَاءَ وَخَيَّمُوا فِي قَبْرُوتَ هَتَّأَوَةَ. -\v 17 وَغَادَرُوا قَبْروُتَ هَتَّأَوَةَ وَنَزَلُوا فِي حَضَيْرُوتَ -\v 18 وَانْتَقَلُوا مِنْ حَضَيْرُوتَ وَحَطُّوا رِحَالَهُمْ فِي رِثْمَةَ. -\v 19 ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ رِثْمَةَ وَتَوَقَّفُوا فِي رِمُّونَ فَارَصَ. -\v 20 وَمَضَوْا مِنْ رِمُّونَ فَارَصَ وَخَيَّمُوا فِي لِبْنَةَ. -\v 21 وَتَقَدَّمُوا مِنْ لِبْنَةَ وَأَقَامُوا فِي رِسَّةَ. -\v 22 ثُمَّ انْطَلَقُوا مِنْ رِسَّةَ وَنَصَبُوا خِيَامَهُمْ فِي قُهَيْلاتَةَ. -\v 23 وَتَوَجَّهُوا مِنْ قُهَيْلاتَةَ وَنَزَلُوا فِي جَبَلِ شَافَرَ. -\v 24 وَانْتَقَلُوا مِنْ جَبَلِ شَافَرَ وَحَطُّوا رِحَالَهُمْ فِي حَرَادَةَ. -\v 25 ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ حَرَادَةَ وَتَوَقَّفُوا فِي مَقْهَيْلُوتَ. -\v 26 وَسَافَرُوا مِنْ مَقْهَيْلُوتَ وَخَيَّمُوا فِي تَاحَتَ. -\v 27 وَمَضَوْا مِنْ تَاحَتَ وَأَقَامُوا فِي تَارَحَ. -\v 28 وَانْطَلَقُوا مِنْ تَارَحَ وَنَزَلُوا فِي مِثْقَةَ. -\v 29 وَتَوَجَّهُوا مِنْ مِثْقَةَ وَنَصَبُوا خِيَامَهُمْ فِي حَشْمُونَةَ. -\v 30 ثُمَّ انْتَقَلُوا مِنْ حَشْمُونَةَ وَتَوَقَّفُوا فِي مُسِيرُوتَ. -\v 31 وَتَقَدَّمُوا مِنْ مُسِيرُوتَ وَحَطُّوا رِحَالَهُمْ فِي بَنِي يَعْقَانَ. -\v 32 وَغَادَرُوا بَنِي يَعْقَانَ وَخَيَّمُوا فِي حُورِ الْجِدْجَادِ. -\v 33 وَسَافَرُوا مِنْ حُورِ الْجِدْجَادِ وَأَقَامُوا فِي يُطْبَاتَ. -\v 34 وَمَضَوْا مِنْ يُطْبَاتَ وَنَزَلُوا فِي عَبْرُونَةَ. -\v 35 وَانْطَلَقُوا مِنْ عَبْرُونَةَ وَنَصَبُوا خِيَامَهُمْ فِي عِصْيُونَ جَابَرَ. -\v 36 ثُمَّ تَوَجَّهُوا مِنْ عِصْيُونَ جَابَرَ وَتَوَقَّفُوا فِي صَحْرَاءِ صِينَ، وَهِيَ قَادِشُ. -\v 37 وَانْتَقَلُوا مِنْ قَادَشَ وَحَطُّوا رِحَالَهُمْ فِي جَبَلِ هُورٍ فِي طَرَفِ أَرْضِ أَدُومَ. -\p -\v 38 وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ الْخَامِسِ مِنَ السَّنَةِ الأَرْبَعِينَ لِخُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، صَعِدَ هَرُونُ الْكَاهِنُ إِلَى جَبَلِ هُورٍ حَسَبَ أَمْرِ الرَّبِّ وَمَاتَ هُنَاكَ. -\v 39 وَكَانَ عُمْرُ هَرُونَ حِينَ مَاتَ فِي جَبَلِ هُورٍ مِئَةً وَثَلاثاً وَعِشْرِينَ سَنَةً. -\v 40 وَسَمِعَ آنَئِذٍ مَلِكُ عِرَادَ الْكَنْعَانِيُّ الْمُقِيمُ فِي جَنُوبِيِّ أَرْضِ كَنْعَانَ، بِزَحْفِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ. -\p -\v 41 ثُمَّ تَقَدَّمَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ جَبَلِ هُورٍ وَعَسْكَرُوا فِي صَلْمُونَةَ. -\v 42 وَغَادَرُوا صَلْمُونَةَ وَخَيَّمُوا فِي فُونُونَ. -\v 43 وَسَافَرُوا مِنْ فُونُونَ وَأَقَامُوا فِي أُوبُوتَ، -\v 44 وَارْتَحَلُوا مِنْ أُوبُوتَ وَنَزَلُوا فِي عَيِّيِ عَبَارِيمَ عَلَى حُدُودِ مُوآبَ. -\v 45 وَانْطَلَقُوا مِنْ عَيِّيمَ وَنَصَبُوا خِيَامَهُمْ فِي دِيبُونَ جَادٍ. -\v 46 ثُمَّ تَوَجَّهُوا مِنْ دِيبُونَ جَادٍ وَتَوَقَّفُوا فِي عَلْمُونَ دِبْلاتَايِمَ. -\v 47 وَانْتَقَلُوا مِنْ عَلْمُونَ دِبْلاتَايِمَ وَحَطُّوا رِحَالَهُمْ فِي جِبَالِ عَبَارِيمَ مُقَابِلَ نَبُو، -\v 48 ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ جِبَالِ عَبَارِيمَ وَنَزَلُوا فِي سُهُولِ مُوآبَ بِالْقُرْبِ مِنْ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُقَابِلَ أَرِيحَا. -\v 49 وَنَصَبُوا خِيَامَهُمْ فِي سُهُولِ مُوآبَ عَلَى مُحَاذَاةِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، مِنْ بَيْتِ يَشِيمُوتَ إِلَى أَبَلِ شِطِّيمَ. -\p -\v 50 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى فِي سُهُولِ مُوآبَ بِالْقُرْبِ مِنْ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُقَابِلَ أَرِيحَا: -\v 51 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِنَّكُمْ لابُدَّ عَابِرُونَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ نَحْوَ أَرْضِ كَنْعَانَ، -\v 52 فَاطْرُدُوا جَميِعَ أَهْلِ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ، وَدَمِّرُوا تَمَاثِيلَهُمُ الْمَنْحُوتَةَ، وَأَبِيدُوا أَصْنَامَهُمُ الْمَسْبُوكَةَ، وَاهْدِمُوا كُلَّ مُرْتَفَعَاتِهِمْ. -\v 53 وَامْلِكُوا الأَرْضَ وَاسْتَوْطِنُوا فِيهَا، لأَنِّي قَدْ وَهَبْتُكُمُ الأَرْضَ لِكَيْ تَرِثُوهَا. -\v 54 اقْتَسِمُوا الأَرْضَ بِالْقُرْعَةِ حَسَبَ أَسْبَاطِكُمْ، فَالسِّبْطُ الْكَبِيرُ يَأْخُذُ نَصِيباً أَكْبَرَ، وَالسِّبْطُ الصَّغِيرُ يَنَالُ نَصِيباً أَقَلَّ. وَكُلٌّ يُقِيمُ حَيْثُ يَخْرُجُ لَهُ بِالْقُرْعَةِ، وَاقْتَسِمُوا الأَرْضَ حَسَبَ أَسْبَاطِكُمْ. -\v 55 وَلَكِنْ إِنْ لَمْ تَطْرُدُوا أَهْلَ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ، يُصْبِحُ الْبَاقُونَ مِنْهُمْ أَشْوَاكاً فِي عُيُونِكُمْ، وَمَنَاخِسَ فِي جَوَانِبِكُمْ، ويُضَايِقُونَكُمْ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مُقِيمُونَ فِيهَا، -\v 56 عِنْدَئِذٍ أُنْزِلُ بِكُمْ مَا أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أُنْزِلَهُ بِهِمْ». -\c 34 -\s1 حدود أرض كنعان -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ، وَهَذِهِ هِيَ حُدُودُ الأَرْضِ الَّتِي تَكُونُ نَصِيباً لَكُمْ: -\v 3 تُشَكِّلُ صَحْرَاءُ صِينَ الْمُتَاخِمَةُ لِبِلادِ آدُومَ الْجُزْءَ الْجَنُوبِيَّ مِنَ الأَرْضِ، وَتَبْدَأُ الْحُدُودُ الْجَنُوبِيَّةُ مِنْ طَرَفِ الْبَحْرِ الْمَيِّتِ إِلَى الشَّرْقِ. -\v 4 وَتَمْتَدُّ نَحْوَ عَقَبَةِ الْعَقَارِبِ، مُرُوراً بِصَحْرَاءِ صِينَ حَتَّى تَبْلُغَ قَادَشَ بَرْنِيعَ جَنُوباً، ثُمَّ تَتَّجِهُ نَحْوَ حَصَرِ أَدَّارَ عُبُوراً إِلَى عَصْمُونَ. -\v 5 ثُمَّ تَلْتَفُّ الْحُدُودُ مِنْ عَصْمُونَ إِلَى وَادِي الْعَرِيشِ، حَيْثُ تَنْتَهِي عِنْدَ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ. -\v 6 أَمَّا الْحُدُودُ الْغَرْبِيَّةُ فَتَكُونُ بِمُحَاذَاةِ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ الْمُتَوسِّطِ. -\v 7 وَتَبْدَأُ الْحُدُودُ الشِّمَالِيَّةُ مِنَ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ وَتَمْتَدُّ شَرْقاً حَتَّى جَبَلِ هُورٍ، -\v 8 وَمِنْ جَبَلِ هُورٍ إِلَى مَدْخَلِ حَمَاةَ، ثُمَّ تَتَّجِهُ نَحْوَ صَدَدَ، -\v 9 فَزِفْرُونَ وَتَنْتَهِي عِنْدَ حَصَرِ عِينَانَ. هَذَا يَكُونُ لَكُمُ الْحَدَّ الشِّمَالِيَّ. -\v 10 أَمَّا الْحُدُودُ الشَّرْقِيَّةُ فَتَمْتَدُّ مِنْ حَصَرِ عِينَانَ جَنُوباً إِلَى شَفَامَ. -\v 11 ثُمَّ تَنْحَدِرُ مِنْ شَفَامَ إِلَى رِبْلَةَ شَرْقِيَّ عَيْنٍ، وَتَسْتَمِرُّ حَتَّى تَصِلَ إِلَى الْمُنْحَدَرَاتِ الْوَاقِعَةِ شَرْقِيَّ بَحْرِ الْجَلِيلِ. -\v 12 ثُمَّ تَتَّجِهُ نَحْوَ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، حَتَّى تَنْتَهِيَ عِنْدَ الْبَحْرِ المَيِّتِ. هَذِهِ هِيَ أَرْضُكُمُ الَّتِي تَشْتَمِلُ عَلَيْهَا حُدُودُكُمْ مِنْ جِهَاتِهَا الأَرْبَعِ». -\v 13 وَأَوْصَى مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: «هَذِهِ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي تَقْتَسِمُونَهَا بِالْقُرْعَةِ، الَّتِي أَمَرَ الرَّبُّ أَنْ تُوَزَّعَ عَلَى التِّسْعَةِ الأَسْبَاطِ وَنِصْفِ السِّبْطِ. -\v 14 لأَنَّ سِبْطَيْ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ وَنِصْفَ سِبْطِ مَنَسَّى قَدْ حَصَلُوا عَلَى نَصِيبِهِمْ حَسَبَ عَدَدِ عَائِلاتِهِمْ، -\v 15 مِنَ الأَرَاضِي الْوَاقِعَةِ فِي شَرْقِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُقَابِلَ أَرِيحَا». -\p -\v 16 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 17 «إِلَيْكَ اسْمَيِ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ يَتَوَلَّيَانِ تَقْسِيمَ الأَرْضِ: أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ وَيَشُوعُ بْنُ نُونٍ -\v 18 فَضْلاً عَنْ رَئِيسٍ وَاحِدٍ يُمَثِّلُ كُلَّ سِبْطٍ. -\v 19 وَهِذهِ أَسْمَاءُ رُؤَسَاءِ الأَسْبَاطِ: كَالَبُ بْنُ يَفُنَّةَ عَنْ سِبْطِ يَهُوذَا. -\v 20 شَمُوئِيلُ بْنُ عَمِّيهُودَ عَنْ سِبْطِ شِمْعُونَ. -\v 21 أَلِيدَادُ بْنُ كَسْلُونَ عَنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ. -\v 22 الرَّئِيسُ بُقِّي بْنُ يُجْلِي عَنْ سِبْطِ دَانٍ. -\v 23 الرَّئِيسُ حَنِّيئِيلُ بْنُ إِيفُودَ عَنْ سِبْطِ مَنَسَّى مِنْ بَنِي يُوسُفَ. -\v 24 الرَّئِيسُ قَمُوئِيلُ بْنُ شِفْطَانَ عَنْ سِبْطِ أَفْرَايِمَ مِنْ بَنِي يُوسُفَ. -\v 25 الرَّئِيسُ أَلِيصَافَانُ بْنُ فَرْنَاخَ عَنْ سِبْطِ زَبُولُونَ. -\v 26 الرَّئِيسُ فَلْطِيئِيلُ بْنُ عَزَّانَ عَنْ سِبْطِ يَسَّاكَرَ. -\v 27 الرَّئِيسُ أَخِيهُودُ بْنُ شَلُومِي عَنْ سِبْطِ أَشِيرَ. -\v 28 الرَّئِيسُ فَدَهْئِيلُ بْنُ عَمِّيهُودَ عَنْ سِبْطِ نَفْتَالِي». -\v 29 هَؤُلاءِ هُمُ الرِّجَالُ الَّذِينَ عَيَّنَهُمُ الرَّبُّ لِيَتَوَلَّوْا تَقْسِيمَ أَرْضِ كَنْعَانَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\c 35 -\s1 مدن اللاويين -\p -\v 1 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى فِي سُهُولِ مُوآبَ بِالْقُرْبِ مِنْ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُقَابِلَ أَرِيحَا -\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُعْطُوا اللّاوِيِّينَ مِمَّا يَرِثُونَ مُدُناً يَسْكُنُونَهَا، وَمَا حَوْلَهَا مِنْ مَرَاعٍ -\v 3 فَتَكُونُ الْمُدُنُ لإِقَامَتِهِمْ فِيهَا، وَأَرَاضِيهَا الْمُحِيطَةُ مَرَاعِيَ لِبَهَائِمِهِمْ وَمَوَاشِيهِمْ وَسَائِرِ حَيَوَانَاتِهِمْ. -\v 4 وَتَمْتَدُّ أَرْضُ الْمَرَاعِي الَّتِي تُعْطُونَهَا لِلّاوِيِّينَ مِنْ سُورِ الْمَدِينَةِ إِلَى الْخَارِجِ، أَلْفَ ذِرَاعٍ (نَحْوَ خَمْسِ مِئَةِ مِتْرٍ) فِي كُلِّ اتِّجَاهٍ. -\v 5 فَقِيسُوا مِنْ خَارِجِ الْمَدِينَةِ فِي الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ أَلْفَيْ ذِرَاعٍ (نَحْوَ أَلْفِ مِتْرٍ). وَفِي الْجَانِبِ الْجَنُوبِيِّ أَلْفَيْ ذِرَاعٍ (نَحْوَ أَلْفِ مِتْرٍ). وَفِي الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ أَلْفَيْ ذِرَاعٍ (نَحْوَ أَلْفِ مِتْرٍ)، وَفِي الْجَانِبِ الشِّمَالِيِّ أَلْفَيْ ذِرَاعٍ (نَحْوَ أَلْفِ مِتْرٍ)، وَتَكُونُ الْمَدِينَةُ فِي الْوَسَطِ. -\s1 مدن الملجأ -\p -\v 6 وَتُعْطُونَ اللّاوِيِّينَ سِتَّ مُدُنٍ لِلْمَلْجَأِ يَهْرُبُ إِلَيْهَا الْقَاتِلُ، وَأَيْضاً اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ مَدِينَةً. -\v 7 وَهَكَذَا تَكُونُ جُمْلَةُ الْمُدُنِ الَّتِي تُعْطُونَهَا لِلّاوِيِّينَ ثَمَانِيَ وَأَرْبَعِينَ مَدِينَةً مَعَ مَرَاعِيهَا. -\p -\v 8 وَالْمُدُنُ الَّتِي تُعْطُونَهَا لِلّاوِيِّينَ مِمَّا يَمْلِكُهُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ، تُعْطُونَهَا بِمَا يَتَنَاسَبُ مَعَ مِيرَاثِ كُلِّ سِبْطٍ: خُذُوا مُدُناً أَكْثَرَ مِنَ السِّبْطِ الَّذِي يَمْلِكُ عَدَداً أَكْبَرَ، وَخُذُوا مُدُناً أَقَلَّ مِنَ السِّبْطِ الَّذِي يَمْلِكُ الْقَلِيلَ، فَيُعْطِيَ كُلُّ سِبْطٍ مِنْ مُدُنِهِ بِمَا يَتَنَاسَبُ مَعَ مِيرَاثِهِ». -\p -\v 9 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: -\v 10 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِنَّكُمْ لابُدَّ عَابِرُونَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ، -\v 11 فَعَيِّنُوا لأَنْفُسِكُمْ مُدُناً تَكُونُ مَلْجَأً لَكُمْ يَلُوذُ بِها مَنْ يَقْتُلُ أَحَداً عَنْ غَيْرِ عَمْدٍ، -\v 12 فَتَكُونَ لَكُمُ الْمُدُنُ مَلْجَأً يَلُوذُ بِها الْقَاتِلُ مِنْ وَلِيِّ الْقَتِيلِ، لِئَلّا يَمُوتَ قَبْلَ أَنْ يَمْثُلَ أَمَامَ الْقَضَاءِ. -\v 13 أَمَّا الْمُدُنُ الَّتِي تُعَيِّنُونَهَا لِتَكُونَ لَكُمْ مَلاجِئَ فَهِيَ سِتُّ مُدُنٍ: -\v 14 ثَلاثٌ مِنْهَا فِي شَرْقِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، وَثَلاثٌ أُخْرَى فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَجَمِيعُهَا تَكُونُ مُدُنَ مَلْجَإٍ، -\v 15 يَلُوذُ بِها كُلُّ مَنْ قَتَلَ نَفْساً عَنْ غَيْرِ عَمْدٍ، سَوَاءٌ كَانَ الْقَاتِلُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَمْ مِنَ الْغُرَبَاءِ أَوِ الْمُسْتَوْطِنِينَ فِي وَسَطِهِمْ. فَتَكُونُ هَذِهِ الْمُدُنُ السِّتُّ لِلْمَلْجَإِ. -\p -\v 16 إِنْ ضَرَبَ أَحَدٌ إِنْسَاناً بِأَدَاةٍ حَدِيدِيَّةٍ وَمَاتَ الْمَضْرُوبُ فَهُوَ قَاتِلٌ، وَالْقَاتِلُ يُقْتَلُ. -\v 17 وَإِنْ ضَرَبَهُ بِحَجَرٍ فِي يَدِهِ أَدَّى إِلَى مَوْتِهِ فَهُوَ قَاتِلٌ، وَالْقَاتِلُ يُقْتَلُ. -\v 18 أَوْ ضَرَبَهُ بِقِطْعَةِ خَشَبٍ قَاتِلَةٍ فَهُوَ قَاتِلٌ، وَالْقَاتِلُ يُقْتَلُ. -\v 19 وَمِنْ حَقِّ وَلِيِّ الدَّمِ أَنْ يَقْتُلَ الْقَاتِلَ إِذَا صَادَفَهُ. -\v 20 إِنْ دَفَعَ أَحَدٌ شَخْصاً مِنْ فَرْطِ كَرَاهِيَّتِهِ لَهُ أَوْ أَلْقَى عَلَيْهِ شَيْئاً عَمْداً أَفْضَى إِلَى مَوْتِهِ، -\v 21 أَوْ ضَرَبَهُ بِيَدِهِ بِفِعْلِ عَدَاوَتِهِ لَهُ فَمَاتَ، فَالضَّارِبُ يُقْتَلُ لأَنَّهُ قَاتِلٌ. وَمِنْ حَقِّ وَلِيِّ الدَّمِ أَنْ يَقْتُلَ الْقَاتِلَ إِذَا صَادَفَهُ. -\v 22 وَلَكِنْ إِنْ دَفَعَ أَحَدٌ شَخْصاً، لَا يَكِنُّ لَهُ عَدَاوَةً، أَوْ أَلْقَى عَلَيْهِ أَدَاةً مَا مِنْ غَيْرِ عَمْدٍ، -\v 23 أَوْ أَسْقَطَ عَلَيْهِ حَجَراً قَاتِلاً مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَاهُ، فَمَاتَ، وَلَمْ يَكُنْ يُضْمِرُ لَهُ عَدَاوَةً أَوْ يَسْعَى إِلَى أَذِيَّتِهِ، -\v 24 يَفْصِلُ آنَئِذٍ الْقَضَاءُ بَيْنَ الْقَاتِلِ وَطَالِبِ الثَّأْرِ، بِمُقْتَضَى هَذِهِ الأَحْكَامِ. -\v 25 وَتُنْقِذُ الْجَمَاعَةُ الْقَاتِلَ مِنْ يَدِ وَلِيِّ الدَّمِ، وَتَرُدُّهُ إِلَى مَدِينَةِ الْمَلْجَإِ الَّتِي لاذَ بِها، فَيُقِيمُ فِيهَا إِلَى أَنْ يَمُوتَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ الْمَمْسُوحُ بِالدُّهْنِ الْمُقَدَّسِ. -\v 26 وَلَكِنْ إِنْ تَخَطَّى الْقَاتِلُ حُدُودَ مَدِينَةِ مَلْجَئِهِ الَّتِي لاذَ بِها، -\v 27 وَالْتَقَاهُ وَلِيُّ الدَّمِ خَارِجَ حُدُودِ مَدِينَةِ مَلْجَئِهِ وَقَتَلَهُ، فَلا يُطَالَبُ بِدَمِهِ. -\v 28 لأَنَّ عَلَيْهِ أَنْ يَظَلَّ مُقِيماً فِي مَدِينَةِ مَلْجَئِهِ إِلَى أَنْ يَمُوتَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ، وَبَعْدَهَا يَرْجِعُ الْقَاتِلُ إِلَى أَرْضِ مِيرَاثِهِ. -\v 29 فَتَكُونُ لَكُمْ هَذِهِ فَرِيضَةَ قَضَاءٍ، جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ، حَيْثُ تُقِيمُونَ. -\v 30 كُلُّ مَنْ يَقْتُلُ نَفْساً يُحْكَمُ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ بِشَهَادَةِ شُهُودٍ، وَلَكِنْ لَا يُحْكَمُ عَلَى أَحَدٍ بِالْمَوْتِ بِشَهَادَةِ شَاهِدٍ وَاحِدٍ فَقَطْ. -\p -\v 31 لَا تَقْبَلُوا فِدْيَةً عَنْ نَفْسِ الْقَاتِلِ الَّذِي وَجَبَ عَلَيْهِ الْحُكْمُ بِالْمَوْتِ، بَلْ يَجِبُ أَنْ يُقْتَلَ. -\v 32 وَلا تَقْبَلُوا فِدْيَةً مِنَ الْقَاتِلِ غَيْرِ الْمُتَعَمِّدِ الَّذِي لاذَ بِمَدِينَةِ مَلْجَئِهِ لِيَرْجِعَ لِلإِقَامَةِ فِي أَرْضِهِ قَبْلَ وَفَاةِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. -\v 33 لَا تُدَنِّسُوا الأَرْضَ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، لأَنَّ سَفْكَ الدَّمِ يُدَنِّسُ الأَرْضَ، وَلا يُكَفَّرُ عَنِ الأَرْضِ الَّتِي سُفِكَ عَلَيْهَا الدَّمُ إِلا بِدَمِ السَّافِكِ. -\v 34 لَا تُنَجِّسُوا الأَرْضَ الَّتِي أَنْتُمْ مُقِيمُونَ فِيهَا وَحَيْثُ أَنَا سَاكِنٌ فِي وَسَطِهَا، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ سَاكِنٌ فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ». -\c 36 -\s1 ميراث بنات صلفحاد -\p -\v 1 وَتَقَدَّمَ رُؤَسَاءُ عَشِيرَةِ جِلْعَادَ بْنِ مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى مِنْ عَشَائِرِ سِبْطِ يُوسُفَ وَقَالُوا لِمُوسَى وَقَادَةِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ: -\v 2 «أَمَرَ الرَّبُّ سَيِّدِي أَنْ تُوَزَّعَ الأَرْضُ بِالْقُرْعَةِ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ أَنْ يُعْطِيَ نَصِيبَ صَلُفْحَادَ أَخِينَا لِبَنَاتِهِ. -\v 3 فَإِذَا تَزَوَّجْنَ مِنْ غَيْرِ سِبْطِنَا فَإِنَّ نَصِيبَهُنَّ يُؤْخَذُ مِنْ مِيرَاثِ آبَائِنَا، وَيُضَافُ إِلَى نَصِيبِ السِّبْطِ الَّذِي تَزَوَّجْنَ مِنْهُ، فَيَنْقُصُ مِيرَاثُنَا. -\v 4 وَمَتَى حَلَّ يُوبِيلُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِنَّ الْمِيرَاثَ يُضَافُ إِلَى نَصِيبِ السِّبْطِ الَّذِي تَزَوَّجْنَ مِنْهُ، وَبِالتَّالِي يُؤْخَذُ نِصِيبُهُنَّ مِنْ مِيرَاثِ سِبْطِنَا». -\p -\v 5 فَأَوْصَى مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمُقْتَضَى أَمْرِ الرَّبِّ قَائِلاً: «بِحَقٍّ نَطَقَ رُؤَسَاءُ سِبْطِ بَنِي يُوسُفَ. -\v 6 وَهَذَا مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ بِشَأْنِ بَنَاتِ صَلُفْحَادَ: لِيَتَزَوَّجْنَ مَنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِهِنَّ، بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ مِنْ سِبْطِ آبَائِهِنَّ، -\v 7 فَلا يَتَحَوَّلَ مِيرَاثُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ سِبْطٍ إِلَى آخَرَ، بَلْ يَظَلُّ كُلُّ سِبْطٍ مُحْتَفِظاً بِمِيرَاثِ آبَائِهِ. -\v 8 فَكُلُّ فَتَاةٍ وَرَثَتْ نَصِيباً مِنْ سِبْطِهَا، تَتَزَوَّجُ وَاحِداً مِنْ أَبْنَاءِ عَشِيرَةِ سِبْطِ أَبِيهَا، لِكَيْ يَرِثَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ نَصِيبَ آبَائِهِ. -\v 9 فَلا يَنْتَقِلُ مِيرَاثُ سِبْطٍ إِلَى سِبْطٍ آخَرَ، بَلْ يَظَلُّ كُلُّ سِبْطٍ مُحْتَفِظاً بِمِيرَاثِهِ». -\p -\v 10 فَفَعَلَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. -\v 11 فَتَزَوَّجَتْ كُلٌّ مِنْ مَحْلَةَ وَتِرْصَةَ وَحَجْلَةَ وَمِلْكَةَ وَنُوعَةَ بَنَاتِ صَلُفْحَادَ مِنْ أَبْنَاءِ عُمُومَتِهِنَّ، -\v 12 وَهَكَذَا تَزَوَّجْنَ رِجَالاً مِنْ عَشَائِرِ نَسْلِ مَنَسَّى بْنِ يُوسُفَ فَبَقِيَ نَصِيبُهُنَّ فِي عَشِيرَةِ أَبِيهِنَّ وَسِبْطِهِ. -\p -\v 13 هَذِهِ هِيَ الْوَصَايَا وَالشَّرَائِعُ الَّتِي أَوْصَى بِها الرَّبُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ مُوسَى، فِي سُهُولِ مُوآبَ بِجُوَارِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُقَابِلَ أَرِيحَا. +\rem Copyright © ‎1988, 1997, 2012 by Biblica, Inc‎.®‎ +\h العدد +\toc1 كِتَابُ الْعَدَدِ +\toc2 العدد +\toc3 num +\mt1 كِتَابُ الْعَدَدِ +\imt مقدمة +\ip يعالج هذا الكتاب بالتفصيل، رحلة بني إسرائيل من جبل سيناء إلى تخوم أرض كنعان، وتأهبهم لدخول الأرض التي وعد بها الرب آباءهم؛ ولكنهم لجحودهم، وإثمهم وتمردهم على الله عوقبوا بالتيه وحرموا من دخول أرض الموعد وامتلاك الأرض، وظلوا مشردين تائهين في القفر طوال أربعين سنة بموجب قضاء الرب. ثم بعد أربعين سنة ارتدوا إلى تخوم أرض كنعان بعد أن تلقنوا درساً قاسياً في الطاعة والإذعان لوصايا الله ونواهيه. وبعد أن انتصروا في بعض المعارك شرقي نهر الأردن، تأهبوا لدخول أرض كنعان. +\ip لقد عكف موسى، بالوحي الإلهي، على إعلان أمانة الله وإيفائه بمواعيده، كما كشف عن خيانة الإنسان وغوايته وسهولة استسلامه لإغراء الخطيئة. فعلى الرغم من أن الشعب الإسرائيلي تنكر لله، بقي الله وفياً لوعده الذي قطعه على نفسه، فاقتاد الشعب في الصحراء وسد حاجاتهم من غير أن يغفل عن عقابهم كلما انحرفوا عن عبادته. +\ip إن المؤمنين المسيحيين، في العهد الجديد، يماثلون الشعب الإسرائيلي في تيههم، فنحن غرباء في هذه الأرض في انتظار تحقيق الوعد الإلهي لنا بالدخول إلى أرض كنعان السماوية. والحياة الأبدية لنا منذ الآن حيث نمثل دائماً في حضرة الرب. +\ie + + +\s5 +\c 1 +\s1 الإحصاء +\p +\v 1 فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِخُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ قَائِلاً: +\v 2 «أَحْصُوا كُلَّ ذَكَرٍ بِاسْمِهِ مِنْ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ. +\v 3 وَعَلَيْكَ أَنْتَ وَهَرُونَ أَنْ تَحْسِبَهُمْ وَفْقاً لفِرَقِهِمْ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنَ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، مِنْ إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\v 4 وَلْيَكُنْ مَعَكُمَا مِنْ كُلِّ سِبْطٍ رَجُلٌ يَتَوَلَّى رِيَاسَةَ بَيْتِ آبَائِهِ. +\v 5 وَهَذِهِ أَسْمَاءُ الرِّجَالِ الَّذِينَ يُشْرِفُونَ مَعَكُمَا عَلَى الإحْصَاءِ: عَنْ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ أَلِيصُورُ بْنُ شَدَيْئُورَ. +\v 6 عَنْ سِبْطِ شِمْعُونَ شَلُومِيئِيلُ بْنُ صُورِيشَدَّايْ. +\s5 +\v 7 عَنْ سِبْطِ يَهُوذَا نَحْشُونُ بْنُ عَمِّينَادَابَ. +\v 8 عَنْ سِبْطِ يَسَّاكَرَ نَثَنَائِيلُ بْنُ صُوغَرَ. +\v 9 عَنْ سِبْطِ زَبُولُونَ أَلِيآبُ بْنُ حِيلُونَ. +\s5 +\v 10 عَنْ سِبْطِ أَفْرَايِمَ بْنُ يُوسُفَ أَلِيشَمَعُ بْنُ عَمِّيهُودَ. عَنْ سِبْطِ مَنَسَّى بْنِ يُوسُفَ جَمْلِيئِيلُ بْنُ فَدَهْصُورَ. +\v 11 عَنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ أَبِيدَنُ بْنُ جِدْعُونِي. +\s5 +\v 12 عَنْ سِبْطِ دَانٍ أَخِيعَزَرُ بْنُ عَمِّيشَدَّايْ. +\v 13 عَنْ سِبْطِ أَشِيرَ فَجْعِيئِيلُ بْنُ عُكْرَنَ. +\v 14 عَنْ سِبْطِ جَادٍ أَلِيَاسَافُ بْنُ دَعُوئِيلَ. +\v 15 عَنْ سِبْطِ نَفْتَالِي أَخِيرَعُ بْنُ عِينَنَ. +\s5 +\v 16 هَؤُلاءِ هُمُ الرِّجَالُ الْمُنْتَخَبُونَ مِنْ بَيْنِ الشَّعْبِ، رُؤَسَاءُ أَسْبَاطِهِمْ وَشُيُوخُ عَشَائِرِهِمْ». +\s5 +\p +\v 17 فَأَخَذَ مُوسَى وَهَرُونُ هَؤُلاءِ الرِّجَالَ الَّذِينَ تَعَيَّنُوا بِأَسْمَائِهِمْ، +\v 18 وَجَمَعَا كُلَّ الشَّعْبِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ الثَّانِي. فانْتَسَبَ كُلُّ ذَكَرٍ بِاسْمِهِ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ فَمَا فَوْقُ إِلَى سِبْطِهِ حَسَبَ عَشِيرَتِهِ، +\v 19 كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. فَأَحْصَاهُمْ فِي صَحْرَاءِ سِينَاءَ. +\s5 +\p +\v 20 فَمِنْ نَسْلِ رَأُوبَيْنَ بِكْرِ إِسْرَائِيلَ تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنَ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، +\v 21 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ سِتَّةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَخَمسَ مِئَةٍ. +\s5 +\p +\v 22 وَمِنْ نَسْلِ شِمْعُونَ، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنَ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، +\v 23 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ شِمْعُونَ تِسْعَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَثَلاثَ مِئَةٍ. +\s5 +\p +\v 24 وَمِنْ نَسْلِ جَادٍ، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنَ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، +\v 25 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ جَادٍ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَسِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ. +\s5 +\p +\v 26 وَمِنْ نَسْلِ يَهُوذَا، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنَ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، +\v 27 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا أَرْبَعَةً وَسَبْعِينَ أَلْفاً وَسِتَّ مِئَةٍ. +\s5 +\p +\v 28 وَمِنْ نَسْلِ يَسَّاكَرَ، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنَ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، +\v 29 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ يَسَّاكَرَ أَرْبَعَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. +\s5 +\p +\v 30 وَمِنْ نَسْلِ زَبُولُونَ، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنَ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، +\v 31 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ زَبُولُونَ سَبْعَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. +\s5 +\p +\v 32 وَمِنْ نَسْلِ أَفْرَايِمَ بْنِ يُوسُفَ، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنَ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، +\v 33 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ أَفْرَايِمَ أَرْبَعِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. +\s5 +\p +\v 34 وَمِنْ نَسْلِ مَنَسَّى بْنِ يُوسُفَ، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنْ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، +\v 35 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ مَنَسَّى اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ أَلْفاً وَمِئَتَيْنِ. +\s5 +\p +\v 36 وَمِنْ نَسْلِ بِنْيَامِينَ، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنْ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، +\v 37 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ خَمْسَةً وَثَلاثِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. +\s5 +\p +\v 38 وَمِنْ نَسْلِ دَانٍ، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنْ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، +\v 39 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ دَانَ اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ. +\s5 +\p +\v 40 وَمِنْ نَسْلِ أَشِيرَ، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنْ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، +\v 41 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ وَاحِداً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَخَمَسَ مِئَةٍ. +\s5 +\p +\v 42 وَمِنْ نَسْلِ نَفْتَالِي، تَمَّ إِحْصَاءُ جَمِيعِ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ مِنَ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مَنْ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، +\v 43 فَكَانَ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ سِبْطِ نَفْتَالِي ثَلاثَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. +\s5 +\v 44 هَؤُلاءِ هُمْ جُمْلَةُ الَّذِينَ أَحْصَاهُمْ مُوسَى وَهَرُونَ وَرُؤَسَاءُ إِسْرَائِيلَ الاثْنَا عَشَرَ الْمُمَثِّلُونَ لأَسْبَاطِهِمْ. +\v 45 فَكَانَ الْمَجْمُوعُ الْكُلِّيُّ لِلرِّجَالِ الْمُحْصَيْنَ مِنْ إِسْرَائِيلَ الْبَالِغِينَ مِنْ الْعُمْرِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ مِنَ الْقَادِرِينَ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْحَرْبِ فِي إِسْرَائِيلَ +\v 46 سِتَّ مِئَةِ أَلْفٍ وَثَلاثَةَ آلافٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ. +\s5 +\p +\v 47 أَمَّا اللّاوِيُّونَ الْمُنْتَسِبُونَ لِسِبْطِ آبَائِهِمْ فَلَمْ يُحْصَوْا بَيْنَهُمْ، +\v 48 إِذْ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 49 «أَمَّا سِبْطُ لاوِي فَلا تَحْسِبْهُ وَلا تُحْصِهِ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، +\s5 +\v 50 بَلْ اعْهَدْ بِمَسْكِنِ الشَّهَادَةِ وَأَمْتِعَتِهِ كُلِّهَا وَسَائِرِ مَالَهُ إِلَى اللّاوِيِّينَ. فَهُمْ يَنْقُلُونَ الْمَسْكَنَ وَأَمْتِعَتَهُ كُلَّهَا وَيَعْتَنُونَ بِهِ، وَحَوْلَهُ يُقِيمُونَ. +\s5 +\v 51 وَهُمُ الَّذِينَ يُنْزِلُونَ الْمَسْكَنَ عِنْدَ ارْتِحَالِهِ وَيَنْصِبُونَهُ عِنْدَ حُلُولِهِ، وَأَيُّ وَاحِدٍ آخَرَ غَيْرَهُمْ يَقْتَرِبُ مِنْهُ يُقْتَلُ. +\v 52 وَلْيَضْرِبْ بَنُو إِسْرَائِيلَ خِيَامَهُمْ كُلٌّ فِي مَوْضِعِهِ فِي الْمُخَيَّمِ، وَكُلٌّ تَحْتَ رَايَةِ قَوْمِهِ. +\s5 +\v 53 وَأَمَّا اللّاوِيُّونَ فَيُقِيمُونَ حَوْلَ مَسْكَنِ الشَّهَادَةِ، لِئَلّا يَحِلَّ سَخَطُ الرَّبِّ عَلَى شَعْبِ إِسْرَائِيلَ. وَليُحَافِظِ اللّاوِيُّونَ عَلَى خِدْمَةِ مَسْكَنِ الشَّهَادَةِ وَشَعَائِرِهِ». +\v 54 فَنَفَّذَ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَمَاماً كُلَّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ مُوسَى. + +\s5 +\c 2 +\s1 ترتيبات تعيين مخيمات الأسباط +\p +\v 1 وَخَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَرُونَ: +\v 2 «لِيُخَيِّمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ كُلٌّ عِنْدَ رَايَتِهِ تَحْتَ أَعْلامِ بُيُوتِ آبَائِهِمْ، وَلْيُقِيمُوا مُقَابِلَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَحَوْلَهَا. +\s5 +\p +\v 3 وَلْيُخَيِّمْ سِبْطُ يَهُوذَا بِرَايَتِهِ إِلَى الشَّرْقِ حَسَبَ عَشَائِرِهِ وَيَكُونُ رَئِيسُ سِبْطِ يَهُوذَا نَحْشُونَ بْنَ عَمِّينَادَابَ، +\v 4 وَعَدَدُ جُنُودِهِ الْمُحْصَوْنَ أَرْبَعَةٌ وَسَبْعُونَ أَلْفاً وَسِتُّ مِئَةٍ. +\s5 +\v 5 وَلْيَنْزِلْ مَعَهُ كُلٌّ مِنْ سِبْطِ يَسَّاكَرَ الَّذِي يَرْأَسُهُ نَثَنَائِيلُ بْنُ صُوغَرَ، +\v 6 مَعَ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمُ الْبَالِغِينَ أَرْبَعَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. +\s5 +\v 7 وَسِبْطِ زَبُولُونَ الَّذِي يَرْأَسُهُ أَلِيَآبُ بْنُ حِيلُونَ، +\v 8 مَعَ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمُ الْبَالِغِينَ سَبْعَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. +\s5 +\v 9 فَمَجْمُوعُ الْمُحْصَيْنَ الْمُقِيمِينَ فِي مِنْطَقَةِ يَهُوذَا مِئَةُ أَلْفٍ وَسِتَّةٌ وَثَمَانُونَ أَلْفاً وَأَرْبَعُ مِئَةٍ مِنَ الْجُنُودِ. هَؤُلاءِ يَرْتَحِلُونَ أَولاً. +\s5 +\p +\v 10 وَلْيُخَيِّمْ رَأُوبَيْنُ بِرَايَتِهِ إِلَى الْجَنُوبِ. وَيَكُونُ رَئِيسُ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ أَلِيصُورَ بْنَ شَدَيْئُورَ، +\v 11 مَعَ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمُ الْبَالِغِينَ سِتَّةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. +\s5 +\v 12 وَلْيَنْزِلْ مَعَهُ كُلٌّ مِنْ سِبْطِ شِمْعُونَ الَّذِي يَرْأَسُهُ شَلُومِيئِيلُ بْنُ صُورِيشَدَّايْ، +\v 13 مَعَ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمُ الْبَالِغِينَ تِسْعَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَثَلاثَ مِئَةٍ. +\s5 +\v 14 وَسِبْطِ جَادٍ الَّذِي يَرْأَسُهُ أَلِيَاسَافُ بْنُ دَعُوئِيلَ، +\v 15 مَعَ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمُ الْبَالِغِينَ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَسِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ. +\s5 +\v 16 فَيَكُونُ مَجْمُوعُ الْمُحْصَيْنَ الْمُقِيمِينَ فِي مِنْطَقَةِ رَأُوبَيْنَ مِئَةَ أَلْفٍ وَوَاحِداً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ مِنَ الْجُنُودِ. هَؤُلاءِ يَرْتَحِلُونَ ثَانِيَةً. +\s5 +\p +\v 17 ثُمَّ تَرْتَحِلُ خَيْمَةُ الاجْتِمَاعِ وَسِبْطُ اللّاوِيِّينَ فِي وَسَطِ الْمُخَيَّمِ. كَمَا يَنْزِلُونَ كَذَلِكَ يَرْتَحِلُونَ. كُلٌّ يَنْزِلُ فِي مَوْضِعِهِ مَعَ رَايَاتِهِ. +\s5 +\p +\v 18 وَلْيُخَيِّمْ أَفْرَايِمُ بِرَايَتِهِ وَفِرَقِ جُنُودِهِ إِلَى الْغَرْبِ. وَيَكُونُ رَئِيسُ سِبْطِ أَفْرَايِمَ أَلِيشَمَعَ بْنَ عَمِّيهُودَ، +\v 19 وَعَدَدُ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمْ أَرْبَعُونَ أَلْفاً وَخَمْسُ مِئَةٍ. +\s5 +\v 20 وَلْيَنْزِلْ مَعَهُ كُلٌّ مِنْ سِبْطِ مَنَسَّى الَّذِي يَرْأَسُهُ جَمْلِيئِيلُ بْنُ فَدَهْصُورَ، +\v 21 مَعَ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمُ الْبَالِغِينَ اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ أَلْفاً وَمِئَتَيْنِ. +\s5 +\v 22 وَسِبْطِ بِنْيَامِينَ الَّذِي يَرْأَسُهُ أَبِيدَنُ بْنُ جِدْعُونِي، +\v 23 مَعَ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمُ الْبَالِغِينَ خَمْسَةً وَثَلاثِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. +\s5 +\v 24 فَيَكُونُ مَجْمُوعُ الْمُحْصَيْنَ الْمُقِيمِينَ فِي مِنْطَقَةِ أَفْرَايِمَ مِئَةَ أَلْفٍ وَثَمَانِيَةَ آلافٍ وَمِئَةً مِنَ الْجُنُودِ. هَؤُلاءِ يَرْتَحِلُونَ ثَالِثَةً. +\s5 +\p +\v 25 وَلْيُخَيِّمْ دَانٌ بِرَايَتِهِ وَفِرَقِ جُنُودِهِ إِلَى الشِّمَالِ. وَيَكُونُ رَئِيسُ سِبْطِ دَانَ أَخِيعَزَرَ بْنَ عَمِّيشَدَّايْ، +\v 26 وَعَدَدُ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمُ اثْنَانِ وَسِتُّونَ أَلْفاً وَسَبْعُ مِئَةٍ. +\s5 +\v 27 وَلْيَنْزِلْ مَعَهُ كُلٌّ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ الَّذِي يَرْأَسُهُ فَجْعِيئِيلُ بْنُ عُكْرَنَ، +\v 28 مَعَ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمُ الْبَالِغِينَ وَاحِداً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. +\s5 +\v 29 وَسِبْطِ نَفْتَالِي الَّذِي يَرْأَسُهُ أَخِيرَعُ بْنُ عِينَنَ، +\v 30 مَعَ جُنْدِهِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمُ الْبَالِغِينَ ثَلاثَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. +\s5 +\v 31 فَيَكُونُ مَجْمُوعُ الْمُحْصَيْنَ الْمُقِيمِينَ فِي مِنْطَقَةِ دَانٍ مِئَةَ أَلْفٍ وَسَبْعَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَسِتَّ مِئَةٍ. هَؤُلاءِ يَرْتَحِلُونَ أَخِيراً بِرَايَاتِهِمْ». +\s5 +\p +\v 32 فَيَكُونُ عَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمِ الْمُقِيمِينَ فِي الْمُخَيَّمِ وَفْقاً لِعَشَائِرِهِمْ سِتَّ مِئَةِ أَلْفٍ وَثَلاثَةَ آلافٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ فَرْداً. +\v 33 أَمَّا اللّاوِيُّونَ فَلَمْ يَتِمَّ إِحْصَاؤُهُمْ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. +\s5 +\v 34 فَنَفَّذَ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَمَاماً كُلَّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ مُوسَى فِي حِلِّهِمْ وَتِرْحَالِهِمْ نَازِلِينَ تَحْتَ رَايَاتِهِمْ، كُلٌّ حَسَبَ عَشَائِرِهِ وَسِبْطِهِ. + +\s5 +\c 3 +\s1 اللاويون +\p +\v 1 وَهَذِهِ هِيَ مَوَالِيدُ هَروُنَ وَمُوسَى يَوْمَ خَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى فِي جَبَلِ سِينَاءَ: +\v 2 هَذِهِ هِيَ أَسْمَاءُ أَبْنَاءِ هَرُونَ: نَادَابُ الْبِكْرُ، وَأَبِيهُو، وَأَلِعَازَارُ، وَإِيثَامَارُ، +\s5 +\v 3 الَّذِينَ كَانُوا كَهَنَةً مَمْسُوحِينَ تَكَرَّسُوا لِلْكَهَنُوتِ. +\v 4 إِلّا أَنَّ نَادَابَ وَأَبِيهُو مَاتَا بَيْنَ يَدَيِ الرَّبِّ عِنْدَمَا قَرَّبَا نَاراً غَرِيبَةً أَمَامَهُ فِي صَحْرَاءِ سِينَاءَ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا بَنُون. وَأَمَّا أَلِعَازَارُ وَإِيثَامَارُ فَقَدْ قَامَا بِخِدْمَةِ الْكَهَنُوتِ تَحْتَ رِعَايَةِ أَبِيهِمَا هَرُونَ. +\s5 +\p +\v 5 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 6 «أَحْضِرْ سِبْطَ لاوِي لِيَمْثُلُوا أَمَامَ هَرُونَ الْكَاهِنِ وَيَخْدِمُوهُ. +\s5 +\v 7 وَيُحَافِظُوا عَلَى شَعَائِرِهِ وَشَعَائِرِ كُلِّ الشَّعْبِ أَمَامَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَيَقُومُوا بِخِدْمَةِ الْمَسْكَنِ، +\v 8 وَيَحْرُسُوا كُلَّ أَمْتِعَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَيَنُوبُوا عَنِ الشَّعْبِ فِي تَأْدِيَةِ وَاجِبَاتِ خِدْمَةِ الْمَسْكَنِ. +\s5 +\v 9 وَلْيَكُنِ اللّاوِيُّونَ تَحْتَ إِمْرَةِ هَرُونَ وَأَبْنَائِهِ هِبَةً لَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\v 10 أَمَّا هَرُونُ وَأَبْنَاؤُهُ فَهُمْ وَحْدُهُمْ يَقُومُونَ بِخِدْمَةِ الْكَهَنُوتِ، وَأَيُّ وَاحِدٍ سِوَاهُمْ يَقْتَرِبُ مِنَ الْمَقْدِسِ يُقْتَلُ». +\s5 +\p +\v 11 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 12 «هَا إِنِّي قَدْ أَفْرَزْتُ اللّاوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَدَلاً مِنْ أَبْكَارِ الشَّعْبِ، فَيَكُونُ اللّاوِيُّونَ خَاصَّتِي، +\v 13 لأَنَّ كُلَّ بِكْرٍ مِنْ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ هُوَ لِي. فَقَدْ أَفْرَزْتُ لِي كُلَّ بِكْرٍ فِي إِسْرَائِيلَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ مُنْذُ أَنْ أَهْلَكْتُ كُلَّ بِكْرٍ فِي دِيَارِ مِصْرَ. لِي يَكُونُونَ. أَنَا الرَّبُّ». +\s5 +\p +\v 14 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى فِي صَحْرَاءِ سِينَاءَ: +\v 15 «أَحْصِ كُلَّ ذَكَرٍ مِنْ أَبْنَاءِ سِبْطِ لاوِي مِنِ ابْنِ شَهْرٍ فَمَا فَوْقُ، حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ». +\v 16 فَأَحْصَاهُمْ مُوسَى وَفْقاً لأَمْرِ الرَّبِّ. +\s5 +\v 17 وَهَذِهِ هِيَ أَسْمَاءُ أَبْنَاءِ لاوِي: جَرْشُونُ وَقَهَاتُ وَمَرَارِي. +\v 18 أَمَّا اسْمَا ابْنَيْ جَرْشُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمَا، فَهُمَا: لِبْنِي وَشِمْعِي +\v 19 وَبَنُو قَهَاتَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ هُمْ: عَمْرَامُ وَيِصْهَارُ وَحَبْرُونُ وَعُزِّيئِيلُ. +\v 20 وَابْنَا مَرَارِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمَا هُمَا مَحْلِي وَمُوشِي. هَذِهِ هِيَ عَشَائِرُ اللّاوِيِّينَ وَفْقاً لِبُيُوتِ آبَائِهِمْ. +\s5 +\p +\v 21 فَقَدْ تَفَرَّعَ عَنْ جَرْشُونَ عَشِيرَتَا اللِّبْنِيِّينَ وَالشِّمْعِيِّينَ. هَاتَانِ هُمَا عَشِيرَتَا الْجَرْشُونِيِّينَ. +\v 22 وَكَانَ عَدَدُ الذُّكُورِ الْمُحْصَيْنَ مِنْهُمَا مِنِ ابْنِ شَهْرٍ وَمَا فَوْقُ، سَبْعَةَ آلافٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ. +\v 23 وَقَدْ خَيَّمَتْ عَشِيرَتَا الْجَرْشُونِيِّينَ وَرَاءَ الْمَسْكَنِ إِلَى الْغَرْبِ، +\s5 +\v 24 وَكَانَ رَئِيسُهُمَا أَلِيَاسَافَ بْنَ لايِلَ +\v 25 وَعُهِدَ إِلَى الْجَرْشُونِيِّينَ بِحِرَاسَةِ الْمَسْكَنِ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَالْخَيْمَةِ وَغِطَائِهَا وَسَتَائِرِ بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، +\v 26 وَسَتَائِرِ الدَّارِ وَسِتَارَةِ بَابِ الدَّارِ الَّتِي حَوْلَ الْمَسْكَنِ وَحَوْلَ جَوَانِبِ الْمَذْبَحِ وَحِبَالِهِ مَعَ كُلِّ خِدْمَتِهِ. +\s5 +\p +\v 27 وَتَفَرَّعَ عَنْ قَهَاتَ عَشَائِرُ الْعَمْرَامِيِّينَ وَالْيِصْهَارِيِّينَ وَالْحَبْرُونِيِّينَ وَالْعُزِّيئِيلِيِّينَ. هَذِهِ هِيَ عَشَائِرُ الْقَهَاتِيِّينَ. +\v 28 فَكَانَ عَدَدُ الذُّكُورِ الْمُحْصَيْنَ مِنْهُمْ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ فَمَا فَوْقُ، ثَمَانِيَةَ آلافٍ وَسِتَّ مِئَةٍ. وَمُهِمَّتُهُمْ حِرَاسَةُ الْقُدْسِ. +\v 29 وَتُخَيِّمُ عَشَائِرُ بَنِي قَهَاتَ فِي جَنُوبِيِّ الْمَسْكَنِ، +\s5 +\v 30 وَكَانَ رَئِيسُهَا أَلِيصَافَانَ بْنَ عُزِّيئِيلَ. +\v 31 وَهُمْ يَتَوَلَّوْنَ حِرَاسَةَ التَّابُوتِ وَالْمَائِدَةِ وَالْمَنَارَةِ وَالْمَذْبَحَيْنِ وَأَمْتِعَةِ الْقُدْسِ الَّتِي يَخْدُمُونَ بِها، وَالْحِجَابِ وَكُلِّ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ. +\v 32 أَمَّا رَئِيسُ رُؤَسَاءِ اللّاوِيِّينَ أَلِعَازَارُ بْنُ هَرُونَ الْكَاهِنِ فَيَتَوَلَّى أَيْضاً أَمْرَ حُرَّاسِ حِرَاسَةِ الْقُدْسِ. +\s5 +\p +\v 33 وَتَفَرَّعَ عَنْ مَرَارِي عَشِيرَتَا الْمَحْلِيِّينَ وَالْمُوشِيِّينَ. هَاتَانِ هُمَا عَشِيرَتَا مَرَارِي. +\v 34 فَكَانَ عَدَدُ الذُّكُورِ الْمُحْصَيْنَ مِنْهُمَا مِنِ ابْنِ شَهْرٍ فَمَا فَوْقُ، سِتَّةَ آلافٍ وَمِئَتَيْنِ، +\v 35 وَرَئِيسُهُمَا صُورِيئِيلُ بْنُ أَبِيحَايِلَ. وَتُخَيِّمَانِ إِلَى شِمَالِيِّ الْمَسْكَنِ. +\s5 +\v 36 وَمُهِمَّةُ أَبْنَاءِ مَرَارِي حِرَاسَةُ أَلْوَاحِ الْمَسْكَنِ وَعَوَارِضِهِ وَقَوَاعِدِهَا وَكُلِّ أَوَانِيهِ وَالْعِنَايَةُ بِها، +\v 37 وَأَعْمِدَةِ جَوَانِبِ الدَّارِ وَقَوَاعِدِهَا وَأَوْتَادِهَا وَحِبَالِهَا. +\s5 +\p +\v 38 أَمَّا مُوسَى وَهَرُونُ وَأَبْنَاؤُهُ فَيَنْزِلُونَ قُدَّامَ الْمَسْكَنِ إِلَى الشَّرْقِ لِيَقُومُوا بِحِرَاسَةِ الْمَقْدِسِ نِيَابَةً عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَأَيُّ وَاحِدٍ سِوَاهُمْ يَقْتَرِبُ مِنْهُ يُقْتَلُ. +\p +\v 39 فَكَانَ مَجْمُوعُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ ذُكُورِ اللّاوِيِّينَ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ فَمَا فَوْقُ، الَّذِينَ أَحْصَاهُمْ مُوسَى وَهَرُونُ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ، اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلْفاً. +\s5 +\p +\v 40 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «أَحْصِ كُلَّ بِكْرٍ ذَكَرٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ فَمَا فَوْقُ، وَدَوِّنْ أَسْمَاءَهُمْ جَمِيعاً، +\v 41 فَتَفْرِزُ لِيَ اللّاوِيِّينَ، أَنَا الرَّبُّ، لِيَكُونُوا لِي بَدَلَ كُلِّ بِكْرٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَذَلِكَ بَهَائِمَ اللّاوِيِّينَ بَدَلَ كُلِّ بِكْرٍ فِي بَهَائِمِ بَنِي إِسْرَائِيلَ». +\s5 +\v 42 فَأَحْصَى مُوسَى أَبْكَارَ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ، +\v 43 فَكَانَ مَجْمُوعُ عَدَدِ الذُّكُورِ الأَبْكَارِ الْمُحْصَيْنَ، كُلٍّ بِاسْمِهِ، مِنِ ابْنِ شَهْرٍ فَمَا فَوْقُ، اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلْفاً وَمِئَتَيْنِ وَثَلاثَةً وَسَبْعِينَ. +\s5 +\p +\v 44 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 45 «أَفْرِزِ اللّاوِيِّينَ بَدَلَ كُلِّ بِكْرٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَذَلِكَ بَهَائِمَ اللّاوِيِّينَ بَدَلَ بَهَائِمِهِمْ، فَيَكُونَ اللّاوِيُّونَ خَاصَّتِي، أَنَا الرَّبَّ. +\s5 +\v 46 وَأَمَّا فِدَاءُ الْمِئَتَيْنِ وَالثَّلاثَةِ وَالسَّبْعِينَ مِنْ أَبْكَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الزَّائِدِينَ عَنْ عَدَدِ اللّاوِيِّينَ، +\v 47 فَتَأْخُذُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ خَمْسَةَ شَوَاقِلَ (نَحْوَ سِتِّينَ جِرَاماً) مِنَ الْفِضَّةِ وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ فَيَكُونُ كُلُّ عِشْرِينَ جِيرَةً مُعَادِلَةً لِشَاقِلٍ (أَيْ لاثْنَيْ عَشَرَ جِرَاماً). +\v 48 وَتُعْطِي الْفِضَّةَ لِهَرُونَ وَأَبْنَائِهِ فِدْيَةً عَنِ الأَبْكَارِ الزَّائِدِينَ عَنْ عَدَدِ اللّاوِيِّينَ» +\s5 +\v 49 فَجَمَعَ مُوسَى فِضَّةَ الْفِدْيَةِ مِنَ الزَّائِدِينَ عَنْ عَدَدِ اللّاوِيِّينَ فِدَاءً لَهُمْ. +\v 50 جَبَاهَا مِنْ أَبْكَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَكَانَتْ أَلْفاً وَثَلاثَ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسِتِّينَ مِنَ الْفِضَّةِ عَلَى شَاقِلِ الْقُدْسِ (نَحْوَ سِتَّةَ عَشَرَ كِيلُو جِرَاماً وَثُلْثٍ). +\v 51 وَأَعْطَى مُوسَى فِضَّةَ الْفِدْيَةِ لِهَرُونَ وَأَبْنَائِهِ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ. + +\s5 +\c 4 +\s1 القهاتيون +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: +\v 2 «أَحْصِيَا بَنِي قَهَاتَ مِنْ بَيْنِ أَبْنَاءِ لاوِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، +\v 3 مِنِ ابْنِ ثَلاثِينَ سَنَةً حَتَّى ابْنِ خَمْسِينَ، مِنَ الْمُتَجَنِّدِينَ لِخِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\v 4 وَهَذِهِ هِيَ الْخِدْمَةُ الَّتِي تُوْكَلُ إِلَى بَنِي قَهَاتَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ: قُدْسُ الأَقْدَاسِ. +\s5 +\v 5 عِنْدَ وَقْتِ الرَّحِيلِ، يَأْتِي هَرُونُ وَأَبْنَاؤُهُ وَيُنْزِلُونَ الحِجَابَ الْفَاصِلَ، وَيُغَطُّونَ بِهِ تَابُوتَ الشَّهَادَةِ، +\v 6 وَيَضَعُونَ فَوْقَهُ غِطَاءً مِنْ جِلْدِ الدَّلْفِينِ، وَيَبْسُطُونَ فَوْقَهُ ثَوْباً مِنْ قُمَاشٍ أَزْرَقَ ثُمَّ يَضَعُونَ عِصِيَّهُ فِي حَلَقَاتِهَا. +\s5 +\v 7 وَيَبْسُطُونَ عَلَى مَائِدَةِ خُبْزِ الْوُجُوهِ ثَوْباً مِنْ قُمَاشٍ أَزْرَقَ وَيَضَعُونَ عَلَيْهِ الصِّحَافَ وَالصُّحُونَ وَالْكُئوسَ وَالأَبَارِيقَ الَّتِي تُسْكَبُ بِها الْقَرَابِينُ، وَيَكُونُ الْخُبْزُ الدَّائِمُ مَوْجُوداً عَلَيْهِ، +\v 8 ثُمَّ يُغَطُّونَهَا بِثَوْبٍ أَحْمَرِ اللَّوْنِ وَيَضَعُونَ فَوْقَهَا غِطَاءً مِنْ جِلْدِ الدَّلْفِينِ وَيُدْخِلُونَ عِصِيَّهَا فِي حَلَقَاتِهَا. +\s5 +\v 9 وَيُغَطُّونَ أَيْضاً الْمَنَارَةَ وَسُرُجَهَا وَمَلاقِطَهَا وَمَنَافِضَهَا، وَسَائِرَ آنِيَةِ زَيْتِهَا الَّتِي يَسْتَعْمِلُونَهَا، بِثَوْبٍ أَزْرَقَ. +\v 10 وَيَلُفُّونَهَا مَعَ جَمِيعِ أَوَانِيهَا بِغِطَاءٍ مِنْ جِلْدِ الدَّلْفِينِ، وَيَضَعُونَهَا عَلَى حَمَّالَةٍ. +\v 11 وَيَبْسُطُونَ عَلَى مَذْبَحِ الذَّهَبِ ثَوْباً أَزْرَقَ وَيُغَطُّونَهُ بِغِطَاءٍ مِنْ جِلْدِ الدَّلْفِينِ، وَيُدْخِلُونَ عِصِيَّهُ فِي حَلَقَاتِهِ. +\s5 +\v 12 وَكَذَلِكَ يَلُفُّونَ جَمِيعَ أَوَانِي الْخِدْمَةِ الَّتِي يَسْتَعْمِلُونَهَا فِي الْقُدْسِ بِثَوْبٍ أَزْرَقَ وَيُغَطُّونَهَا بِغِطَاءٍ مِنَ الدَّلْفِينِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى حَمَّالَةٍ +\v 13 وَيَرْفَعُونَ رَمَادَ الْمَذْبَحِ وَيَبْسُطُونَ عَلَيْهِ ثَوْباً مِنْ قُمَاشٍ بَنَفْسَجِيٍّ، +\v 14 وَيَضَعُونَ عَلَيْهِ جَمِيعَ أَوَانِيهِ الَّتِي يَسْتَعْمِلُونَهَا، الْمَجَامِرَ وَالْمَنَاشِلَ وَالرُّفُوشَ وَالْمَنَاضِحَ، كُلَّ أَوَانِي الْمَذْبَحِ، وَيُغَطُّونَهُ بِغِطَاءٍ مِنْ جِلْدِ الدَّلْفِينِ، ثُمَّ يُدْخِلُونَ عِصِيَّهُ فِي حَلَقَاتِهِ. +\s5 +\v 15 وَحَالَمَا يَنْتَهِي هَرُونُ وَأَبْنَاؤُهُ مِنْ تَغْطِيَةِ الْقُدْسِ وَجَمِيعِ آنِيَتِهِ عِنْدَ وَقْتِ ارْتِحَالِ الْمُخَيَّمِ، يُقْبِلُ بَنُو قَهَاتَ لِيَحْمِلُوهَا. وَلَكِنْ إِيَّاهُمْ أَنْ يَمَسُّوا الأَشْيَاءَ الْمُقَدَّسَةَ لِئَلّا يَمُوتُوا. هَذِهِ هِيَ مَسْؤولِيَّةُ بَنِي قَهَاتَ فِي حَمْلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\v 16 وَيَكُونُ أَلِعَازَارُ بْنُ هَرُونَ الْكَاهِنِ مَسْؤولاً عَنْ زَيْتِ الإِنَارَةِ، وَعَنِ الْبَخُورِ الْعَطِرِ، وَتَقْدِمَةِ الدَّقِيقِ الْيَوْمِيَّةِ وَدُهْنِ الْمَسْحَةِ وَعَنْ سَائِرِ الْمَسْكَنِ وَمَا فِيهِ مِنَ الْقُدْسِ وَأَوَانِيهِ». +\s5 +\p +\v 17 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: +\v 18 «احْرِصَا أَلّا يَنْقَرِضَ فَرْعُ عَشَائِرِ الْقَهَاتِيِّينَ مِنْ بَيْنِ اللّاوِيِّينَ، +\v 19 بَلِ اعْمَلا هَذَا التَّرْتِيبَ فَيَعِيشُوا وَلا يَمُوتُوا عِنْدَ اقْتِرَابِهِمْ إِلَى قُدْسِ الأَقْدَاسِ. يَدْخُلُ مَعَهُمْ هَرُونُ وَأَبْنَاؤُهُ وَيُعَيِّنُونَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ خِدْمَتَهُ وَحِمْلَهُ. +\v 20 وَلَكِنْ إِيَّاهُمْ أَنْ يَدْخُلُوا لِمُشَاهَدَةِ الْقُدْسِ وَلَوْ لِلَحْظَةٍ، لِئَلّا يَهْلِكُوا». +\s1 الجرشونيون +\s5 +\p +\v 21 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 22 «أَحْصِ عَدَدَ بَنِي جَرْشُونَ أَيْضاً حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ، +\v 23 مِنِ ابْنِ ثَلاثِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ حَتَّى ابْنِ خَمْسِينَ مِنَ الْمُتَجَنِّدِينَ فِي خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\s5 +\v 24 وَهَذِهِ هِيَ الخَدَمَاتُ الَّتِي تُوْكَلُ إِلَى عَشَائِرِ الْجَرْشُونِيِّينَ مِنْ عَمَلٍ وَحَمْلٍ: +\v 25 يَحْمِلُونَ شُقَقَ الْمَسْكَنِ وَخَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ وَغِطَاءَهَا وَغِطَاءَ جِلْدِ الدَّلْفِينِ الَّذِي فَوْقَهَا، وَسِتَارَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\v 26 وَأَسْتَارَ السَّاحَةِ الْمُحِيطَةِ بِالْمَسْكَنِ وَالْمَذْبَحِ، وَسِتَارَةَ الْمَدْخَلِ وَالْحِبَالَ وَالأَوَانِي الْمُسْتَخْدَمَةَ فِي خِدْمَتِهَا. وَيُؤَدِّي الْجَرْشُونِيُّونَ جَمِيعَ الْخِدْمَاتِ الْوَاجِبَةِ لَهَا. +\s5 +\v 27 وَيَجِبُ أَنْ يَقُومُوا بِخِدْمَتِهِمْ، سَوَاءٌ أَكَانَتْ خِدْمَةَ نَقْلٍ أَمْ أَيَّ عَمَلٍ آخَرَ، تَحْتَ إِشْرَافِ هَرُونَ وَأَبْنَائِهِ. وَعَلَيْكَ أَنْ تُعَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَوَجَّبُ عَلَيْهِمْ حَمْلُهُ. +\v 28 هَذِهِ هِيَ مَسْؤولِيَّةُ عَشَائِرِ الْجَرْشُونِيِّينَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَيَكُونُ إِيثَامَارُ بْنُ هَرُونَ الْكَاهِنِ هُوَ الْمُشْرِفُ عَلَى تَأْدِيَةِ وَاجِبَاتِهِمْ. +\s1 المراريون +\s5 +\p +\v 29 وَتُحْصِي بَنِي مَرَارِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، +\v 30 مِنِ ابْنِ ثَلاثِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ حَتَّى ابْنِ خَمْسِينَ، مِنَ الْمُتَجَنِّدِينَ فِي خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\s5 +\v 31 وَتَكُونُ مَسْؤولِيَّةُ خِدْمَتِهِمْ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ نَقْلَ أَلْوَاحِ الْمَسْكَنِ وَعَوَارِضِهِ وَأَعْمِدَتِهِ وَقَوَاعِدِهِ، +\v 32 وَأَعْمِدَةِ السَّاحَةِ الْمُحِيطَةِ وَقَوَاعِدِهَا وَأَوْتَادِهَا وَحِبَالِهَا وَأَوَانِيهَا وَكُلِّ مَا يَتَّصِلُ بِخِدْمَتِهَا. وَحَدِّدُوا بِالتَّفْصِيلِ مَا يَتَوَجَّبُ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ حَمْلُهُ. +\s5 +\v 33 هَذِهِ هِيَ مَسْؤولِيَّةُ عَشَائِرِ الْمَرَارِيِّينَ الَّتِي يَقُومُونَ بِها فِي خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ تَحْتَ إِشْرَافِ إِيثَامَارَ بْنِ هَرُونَ الْكَاهِنِ». +\s1 إحصاء أعداد عشائر اللاويين +\s5 +\p +\v 34 فَأَحْصَى مُوسَى وَهَرُونُ وَرُؤَسَاءُ الشَّعْبِ جُمْلَةَ أَبْنَاءِ الْقَهَاتِيِّينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، +\v 35 مِنِ ابْنِ ثَلاثِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ إِلَى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً، مِنَ الْمُتَجَنِّدِينَ فِي خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\v 36 فَكَانَتْ جُمْلَةُ الْمُحْصَيْنَ مِنْهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ أَلْفَيْنِ وَسَبْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ. +\s5 +\v 37 هَؤُلاءِ هُمُ الْمُحْصَوْنَ مِنْ عَشَائِرِ الْقَهَاتِيِّينَ الْخَادِمِينَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمْ مُوسَى وَهَرُونُ كَمَا أَمَرَ مُوسَى. +\s5 +\p +\v 38 وَتَمَّ إِحْصَاءُ جُمْلَةِ أَبْنَاءِ جَرْشُونَ حَسَب عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، +\v 39 مِنْ ابْنِ ثَلاثِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ إِلَى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً، مِنَ الْمُتَجَنِّدِينَ فِي خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\v 40 وَكَانَتْ جُمْلَةُ الْمُحْصَيْنَ مِنْهُم حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ أَلْفَيْنِ وَسِتَّ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ. +\s5 +\v 41 هَؤُلاءِ هُمُ الْمُحْصَوْنَ مِنْ عَشَائِرِ بَنِي جَرْشُونَ الْخَادِمِينَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ الَّذِينَ أَحْصَاهُمْ مُوسَى وَهَرُونُ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ. +\s5 +\p +\v 42 وَتَمَّ إِحْصَاءُ جُمْلَةِ بَنِي مَرَارِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، +\v 43 مِنِ ابْنِ ثَلاثِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ إِلَى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً، مِنَ الْمُتَجَنِّدِينَ فِي خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\v 44 فَكَانَتْ جُمْلَةُ الْمُحْصَيْنَ مِنْهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ ثَلاثَةَ آلافٍ وَمِئَتَيْنِ. +\s5 +\v 45 هَؤُلاءِ هُمُ الْمُحْصَوْنَ مِنْ عَشَائِرِ بَنِي مَرَارِي الَّذِينَ أَحْصَاهُمْ مُوسَى وَهَرُونُ حَسَبَ أَمْرِ الَّربِّ عَلَى لِسَانِ مُوسَى. +\s5 +\p +\v 46 فَكَانَ مَجْمُوعُ الْمُحْصَيْنَ مِنَ اللّاوِيِّينَ الَّذِينَ أَحْصَاهُمْ مُوسَى وَهَرُونُ وَرُؤَسَاءُ إِسْرَائِيلَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ. +\v 47 مِنِ ابْنِ ثَلاثَينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ إِلَى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً، الْمُجَنَّدِينَ فِي عَمَلِ الْخِدْمَةِ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَفِي خِدْمَةِ نَقْلِهَا، +\v 48 ثَمَانِيَةَ آلافٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ وَثَمَانِينَ. +\s5 +\v 49 وَكَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى تَمَّ تَعْيِينُ كُلِّ لاوِيٍّ عَلَى خِدْمَتِهِ وَتَحْدِيدُ مَا يَتَوَجَّبُ عَلَيْهِ حَمْلُهُ. وَهَكَذَا تَمَّ إِحْصَاؤُهُمْ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. + +\s5 +\c 5 +\s1 طهارة المخيم +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْزِلُوا مِنَ الْمُخَيَّمِ كُلَّ أَبْرَصَ، وَكُلَّ مَرِيضٍ بِالسَّيَلانِ، وَكُلَّ مَنْ يَتَنَجَّسُ بِلَمْسِ مَيْتٍ. +\v 3 اعْزِلُوهُمْ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ سَوَاءٌ كَانَ رَجُلاً أَمِ امْرَأَةً لِئَلّا يُنَجِّسُوا مُخَيَّمَهُمْ، حَيْثُ أَنَا سَاكِنٌ فِي وَسَطِهِمْ». +\v 4 فَنَفَّذَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الأَمْرَ، وَعَزَلُوهُمْ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ، طِبْقاً لِمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. +\s1 شريعة التعويض +\s5 +\p +\v 5 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 6 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا ارْتَكَبَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ خَطِيئَةَ السَّرِقَةِ وَخَانَ الرَّبَّ، فَقَد أَذْنَبَتْ تِلْكَ النَّفْسُ، +\v 7 وَعَلَيْهَا أَنْ تَعْتَرِفَ بِخَطِيئَتِهَا الَّتِي اقْتَرَفَتْهَا، وَتَرُدَّ مَا أَذْنَبَتْ بِهِ، بَعْدَ أَنْ تُضِيفَ عَلَيْهِ خُمْسَهُ وَتَدْفَعَهُ لِمَنْ أَذْنَبَتْ بِحَقِّهِ. +\s5 +\v 8 وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِلرَّجُلِ الْمَسْرُوقِ، إِذَا مَاتَ، وَلِيٌّ يُرَدُّ إِلَيْهِ الْمَسْرُوقُ، فَلْيَكُنِ الْمَسْرُوقُ لِلرَّبِّ. يَأْخُذُهُ الْكَاهِنُ لِنَفْسِهِ، فَضْلاً عَنْ كَبْشِ الْكَفَّارَةِ الَّذِي يُكَفِّرُ بِهِ عَنْهُ. +\v 9 وَتَكُونُ كُلُّ التَّقْدِمَاتِ الْمُقَدَّسَةِ الَّتِي يُقَرِّبُهَا الإِسْرَائِيلِيُّونَ لِلْكَاهِنِ نَصِيباً لَهُ. +\v 10 وَكَذَلِكَ أَقْدَاسُ الإِنْسَانِ تَكُونُ لَهُ. وَإذَا أَعْطَى إِنْسَانٌ شَيْئاً لِلْكَاهِنِ فَلَهُ يَكُونُ». +\s1 اختبار الزوجة الخائنة +\s5 +\p +\v 11 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 12 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِذَا ضَلَّتْ زَوْجَةٌ وَخَانَتْ زَوْجَهَا +\s5 +\v 13 بِزِنَاهَا مَعَ رَجُلٍ آخَرَ، وَخَفِيَ الأَمْرُ عَلَى زَوْجِهَا، وَلَمْ يَقُمْ عَلَيْهَا دَلِيلٌ وَلَمْ يُقْبَضْ عَلَيْهَا مُتَلَبِّسَةً بِزِنَاهَا. +\v 14 وَإذَا اعْتَرَتْ زَوْجَهَا الْغَيْرَةُ وَارْتَابَ بِزَوْجَتِهِ وَكَانَتْ نَجِسَةً، أَوْ غَارَ عَلَى امْرَأَتِهِ مَعَ أَنَّهَا طَاهِرَةٌ. +\s5 +\v 15 فَلْيُحْضِرِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى الْكَاهِنِ، وَيَأْتِ مَعَهُ بِقُرْبَانِهَا عُشْرِ الإِيفَةِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقِ الشَّعِيرِ. لَا يَصُبُّ عَلَيْهِ زَيْتاً، وَلا يَضَعُ عَلَيْهِ لُبَاناً، لأَنَّهُ تَقْدِمَةُ غَيْرَةٍ، تَقْدِمَةُ تَذْكِرَةٍ تُذَكِّرُ بِذَنْبٍ. +\s5 +\v 16 فَيَجْعَلُ الْكَاهِنُ الزَّوْجَةَ تَمْثُلُ أَمَامَ الرَّبِّ، +\v 17 ثُمَّ يَأْخُذُ مَاءً مُقَدَّساً فِي إِنَاءٍ مِنْ خَزَفٍ وَيَلْتَقِطُ بَعْضَ غُبَارِ أَرْضِ الْمَسْكَنِ وَيَضَعُهُ فِي الْمَاءِ. +\s5 +\v 18 وَيَكْشِفُ رَأْسَ الزَّوْجَةِ، وَيَضَعُ فِي يَدَيْهَا تَقْدِمَةَ التَّذْكَارِ الَّتِي هِيَ تَقْدِمَةُ الْغَيْرَةِ، وَيَحْمِلُ الْكَاهِنُ بِيَدِهِ مَاءَ اللَّعْنَةِ الْمُرَّ. +\v 19 وَيَسْتَحْلِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأَةَ قَائِلاً لَهَا: إِنْ كَانَ رَجُلٌ آخَرُ لَمْ يُضَاجِعْكِ، وَلَمْ تَخُونِي زَوْجَكِ، فَأَنْتِ بَرِيئَةٌ مِنْ مَاءِ اللَّعْنَةِ الْمُرِّ هَذَا. +\s5 +\v 20 وَلَكِنْ إِنْ كُنْتِ قَدْ خُنْتِ زَوْجَكِ وَتَنَجَّسْتِ بِمُضَاجَعَةِ رَجُلٍ غَيْرِهِ. +\v 21 فَلْيَجْعَلِ الرَّبُّ لَعْنَةَ شَعْبِكِ عَلَيْكِ، فَيَتَبَرَّأُوا مِنْكِ عِنْدَمَا يَجْعَلُ الرَّبُّ فَخْذَكِ يَذْوِي وَبَطْنَكِ يَتَوَرَّمُ. +\v 22 وَلْيَدْخُلْ مَاءُ اللَّعْنَةِ هَذَا فِي أَحْشَائِكِ لِيُسَبِّبَ وَرَماً لِبَطْنِكِ، وَلْيَذْوِ فَخْذُكِ. فَتَقُولُ الْمَرْأَةُ: آمِين. آمِين». +\s5 +\p +\v 23 «ثُمَّ يُدَوِّنُ الْكَاهِنُ هَذِهِ اللَّعَنَاتِ فِي دَرْجٍ وَيَمْحُوهَا بِالْمَاءِ الْمُرِّ؛ +\s5 +\v 24 وَيَسْقِي الْمَرْأَةَ مَاءَ اللَّعْنَةِ الْمُرَّ الَّذِي مَحَا بِهِ اللَّعْنَاتِ فَيَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللَّعْنَةِ لِيُسَبِّبَ لَهَا آلامَ الْمَرَارَةِ. +\v 25 ثُمَّ يَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنْ يَدِ الْمَرْأَةِ تَقْدِمَةَ الْغَيْرَةِ، وَيُرَجِّحُهَا أَمَامَ الرَّبِّ، ثُمَّ يُقَدِّمُهَا إِلَى الْمَذْبَحِ. +\v 26 وَيَتَنَاوَلُ مِلْءَ قَبْضَتِهِ مِنْهَا وَيُحْرِقُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَبَعْدَ ذَلِكَ يَسْقِي الْمَرْأَةَ الْمَاءَ. +\s5 +\v 27 فَإِنْ كَانَتِ الْمَرْأَةُ قَدْ تَنَجَّسَتْ وَخَانَتْ زَوْجَهَا، فَإِنَّهَا حِينَ تَشْرَبُ الْمَاءَ الْجَالِبَ اللَّعْنَةَ يُسَبِّبُ لَهَا آلامَ مَرَارَةٍ، فَيَتَوَرَّمُ بَطْنُهَا وَيَذْوِي فَخْذُهَا، وَتُصْبِحُ الْمَرْأَةُ لَعْنَةً فِي وَسَطِ شَعْبِهَا. +\v 28 أَمَّا إِنْ كَانَتْ بَرِيئَةً طَاهِرَةً، فَإِنَّهَا تَتَبَرَّأُ وَلا تُصْبِحُ عَاقِراً. +\s5 +\p +\v 29 إِذاً، هَذِهِ هِيَ شَرِيعَةُ الْغَيْرَةِ الَّتِي تُطَبِّقُونَهَا إِذَا خَانَتِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَنَجَّسَتْ. +\v 30 أَوْ إِذَا اعْتَرَتِ الْغَيْرَةُ رَجُلاً، فَغَارَ عَلَى زَوْجَتِهِ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَ بِالْمَرْأَةِ أَمَامَ الرَّبِّ وَيُمَارِسُ عَلَيْهَا الْكَاهِنُ كُلَّ هَذِهِ الشَّعَائِرِ. +\s5 +\v 31 وَلا يُعَاقَبُ الرَّجُلُ إِذَا أَصَابَ الضَّرَرُ زَوْجَتَهُ الْمُذْنِبَةَ، أَمَّا هِيَ فَتَحْمِلُ قَصَاصَ خَطِيئَتِهَا». + +\s5 +\c 6 +\s1 شريعة النذير +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: أَيُّ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ تَعَهَّدَ بِنَذْرٍ خَاصٍّ يَتَنَسَّكُ فِيهِ لِلرَّبِّ، +\v 3 فَلْيَمْتَنِعْ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمُسْكِرِ، وَلا يَشْرَبْ خَلَّ الْخَمْرِ وَلا خَلَّ الْمُسْكِرِ أَوْ نَقِيعَ الْعِنَبِ، وَلا يَأْكُلْ عِنَباً رَطْباً وَلا يَابِساً. +\v 4 لَا يَذُقْ كُلَّ أَيَّامِ نَذْرِهِ شَيْئاً مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ حَتَّى بُذُورِ الْعِنَبِ وَقِشْرِهِ. +\s5 +\v 5 وَلا يَحْلِقْ رَأْسَهُ طَوَالَ مُدَّةِ نَذْرِهِ إِلَى أَنْ تَتِمَّ الأَيَّامُ الَّتِي نَذَرَ فِيهَا نَفْسَهُ لِلرَّبِّ، لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ، فَعَلَيْهِ أَنْ يُرْخِيَ خُصَلَ شَعْرِ رَأْسِهِ. +\s5 +\v 6 لَا يَقْرُبْ جَسَدَ مَيْتٍ كُلَّ أَيَّامِ نَذْرِهِ لِلرَّبِّ. +\v 7 سَوَاءٌ كَانَ الْمَيْتُ أَبَاهُ أَمْ أُمَّهُ أَمْ أَخَاهُ أَمْ أُخْتَهُ فَلا يَتَنَجَّسْ مِنْ أَجْلِهِمْ عِنْدَ مَوْتِهِمْ، لأَنَّ رَمْزَ نُسْكِ إِلَهِهِ عَلَى رَأْسِهِ. +\v 8 وَيَكُونُ كُلَّ أَيَّامِ نَذْرِهِ مُقَدَّساً لِلرَّبِّ. +\s5 +\v 9 وَإذَا تَنَجَّسَ شَعْرُ انْتِذَارِهِ عَلَى أَثَرِ مَوْتِ أَحَدٍ عِنْدَهُ بَغْتَةً، يَحْلِقُ شَعْرَهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَبْعَةِ أَيَّامٍ فَيَطْهُرُ. +\s5 +\v 10 ثُمَّ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يَأْتِي بِيَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ إِلَى الْكَاهِنِ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\v 11 فَيُقَدِّمُ الْكَاهِنُ أَحَدَهُمَا ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ وَالآخَرَ مُحْرَقَةً، وَيُكَفِّرُ عَنْهُ خَطِيئَتَهُ لِوُجُودِهِ أَمَامَ جُثَّةِ مَيْتٍ، وَيُقَدِّسُ رَأْسَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ بِعَيْنِهِ. +\s5 +\v 12 وَلا تُحْسَبُ لَهُ أَيَّامُ نَذْرِهِ الَّتِي سَبَقَتْ تَنْجِيسَهُ بِسَبَبِ الْمَيْتِ، وَعَلَيْهِ أَنْ يَبْدَأَ عَدَّ أَيَّامِ فَتْرَةِ نَذْرِهِ مِنْ جَدِيدٍ، وَيَأْتِيَ بِحَمَلٍ حَوْلِيٍّ وَيُقَدِّمَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ. +\s5 +\p +\v 13 وَهَذِهِ هِيَ شَرِيعَةُ النَّذِيرِ عِنْدَمَا يَسْتَوْفِي أَيَّامَ نَذْرِهِ: يَأْتِي إِلَى مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، +\v 14 فَيُقَدِّمُ قُرْبَانَهُ لِلرَّبِّ حَمَلاً حَوْلِيًّا، بِلا عَيْبٍ، لِيَكُونَ مُحْرَقَةً، وَنَعْجَةً حَوْلِيَّةً، صَحِيحَةً، لِتَكُونَ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، وَكَبْشاً سَلِيماً لِيَكُونَ ذَبِيحَةَ سَلامَةٍ. +\v 15 فَضْلاً عَنْ سَلٍّ مِنْ كَعْكِ فَطِيرٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، وَرِقَاقٍ غَيْرِ مُخْتَمِرَةٍ مَدْهُونَةٍ بِالزَّيْتِ مَعَ تَقْدِمَةِ دَقِيقٍ وَخَمْرٍ. +\s5 +\v 16 فَيُقَدِّمُهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ ذَبِيحَةَ خَطِيئَتِهِ وَمُحْرَقَتَهُ. +\v 17 ثُمَّ يُقَرِّبُ كَبْشَ ذَبِيحَةِ السَّلامِ مَعَ سَلِّ كَعْكِ الْفَطِيرِ. وَأَخِيراً يَرْفَعُ الْكَاهِنُ تَقْدِمَةَ الدَّقِيقِ وَالْخَمْرَ. +\s5 +\v 18 ثُمَّ يَحْلِقُ النَّذِيرُ شَعْرَ انْتِذَارِهِ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَيُحْرِقُهُ عَلَى نَارِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ. +\s5 +\v 19 ثُمَّ يَأْخُذُ الْكَاهِنُ كَتِفَ الْكَبْشِ بَعْدَ سَلْقِهِ، وَكَعْكَةَ فَطِيرٍ وَاحِدَةً وَرِقَاقَةً وَاحِدَةً. وَيَضَعُهَا بَيْنَ يَدَيِ النَّذِيرِ بَعْدَ حَلْقِهِ شَعْرَ انْتِذَارِهِ. +\v 20 وَيُرَجِّحُهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ، فَتَكُونُ نَصِيباً مُقَدَّساً لِلْكَاهِنِ مَعَ صَدْرِ التَّرْجِيحِ وَسَاقِ الذَّبِيحَةِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ يَشْرَبُ النَّذِيرُ خَمْراً. +\s5 +\v 21 هَذِهِ هِيَ شَرِيعَةُ النَّذِيرِ الَّذِي يَنْذُرُ تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ وَقْتَ نُسْكِهِ، فَضْلاً عَنْ تَقْدِمَاتِهِ الطَّوْعِيَّةِ الَّتِي يَبْذُلُهَا. وَعَلَيْهِ أَنْ يَفِيَ بِمَا نَذَرَ حَسَبَ شَرِيعَةِ انْتِذَارِهِ». +\s1 البركة الكهنوتية +\s5 +\p +\v 22 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 23 «أَوْصِ هَرُونَ وَأَبْنَاءَهُ قَائِلاً: هَذَا مَا يُبَارِكُونَ بِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلِينَ لَهُمْ: +\v 24 يُبَارِكُكَ الرَّبُّ وَيَحْرُسُكَ. +\s5 +\v 25 يُضِيءُ الرَّبُّ بِوَجْهِهِ عَلَيْكَ وَيَرْحَمُكَ. +\v 26 يَلْتَفِتُ الرَّبُّ بِوَجْهِهِ إِلَيْكَ وَيَمْنَحُكَ سَلاماً. +\v 27 وَهَكَذَا يَجْعَلُونَ اسْمِي عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَنَا أُبَارِكُهُمْ». + +\s5 +\c 7 +\s1 قرابين تدشين المذبح +\p +\v 1 وَعِنْدَمَا انْتَهَى مُوسَى مِنْ نَصْبِ الْمَسْكَنِ وَمَسْحِهِ وَتَقْدِيسِهِ، مَعَ سَائِرِ أَوَانِيهِ، وَالْمَذْبَحِ مَعَ أَمْتِعَتِهِ كُلِّهَا الَّتِي مَسَحَهَا وَقَدَّسَهَا، +\v 2 أَحْضَرَ رُؤَسَاءُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ قَرَابِينَهُمْ، وَهُمْ قَادَةُ عَشَائِرِهِمْ أَيْضاً، الَّذِينَ أَشْرَفُوا عَلَى تَنْظِيمِ الإِحْصَاءِ. +\v 3 وَجَاءُوا بِها أَمَامَ الرَّبِّ، فَكَانَتْ سِتَّ عَرَبَاتٍ مُغَطَّاةٍ يَجُرُّهَا اثْنَا عَشَرَ ثَوْراً، ثَوْرٌ لِكُلِّ رَئِيسٍ وَعَرَبَةٌ لِكُلِّ رَئِيسَيْنِ، وَقَدَّمُوهَا أَمَامَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\s5 +\v 4 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 5 «اقْبَلِ الْقَرَابِينَ مِنْهُمْ لِتُسْتَخْدَمَ فِي عَمَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَأَعْطِهَا لِلّاوِيِّينَ؛ لِكُلِّ وَاحِدٍ حَسَبَ خِدْمَتِهِ الْمَنُوطَةِ بِهِ». +\s5 +\v 6 فَأَخَذَ مُوسَى الْعَرَبَاتِ وَالثِّيرَانَ وَقَدَّمَهَا لِلّاوِيِّينَ، +\v 7 فَأَعْطَى اثْنَيْنِ مِنَ الْعَرَبَاتِ مَعَ أَرْبَعَةِ ثِيرَانٍ لِبَنِي جَرْشُونَ، وَفْقاً لِمَا تَتَطَلَّبُهُ خِدْمَتُهُمْ، +\v 8 وَأَرْبَعاً مِنَ الْعَرَبَاتِ وَثَمَانِيَةَ ثِيرَانٍ لِبَنِي مَرَارِي، وَفْقاً لِمَا تَتَطَلَّبُهُ خِدْمَتُهُمْ تَحْتَ إِشْرَافِ إِيثَامَارَ بْنِ هَرُونَ الْكَاهِنِ. +\s5 +\v 9 أَمَّا بَنُو قَهَاتَ فَلَمْ يَحْظَوْا بِنَصِيبٍ مِنْهَا إِذْ تَوَجَّبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَحْمِلُوا الأَشْيَاءَ الْمُقَدَّسَةَ عَلَى أَكْتَافِهِمْ. +\s5 +\p +\v 10 وَعِنْدَ تَدْشِينِ الْمَذْبَحِ وَمَسْحِهِ قَدَّمَ الرُّؤَسَاءُ قَرَابِينَهُمْ أَمَامَ الْمَذْبَحِ. +\v 11 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «لِيُحْضِرْ رَئِيسٌ وَاحِدٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ قُرْبَانَهُ لِتَدْشِينِ الْمَذْبَحِ». +\s5 +\p +\v 12 فَكَانَ نَحْشُونُ بْنُ عَمِّينَادَابَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا هُوَ الَّذِي قَدَّمَ قُرْبَانَهُ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ، +\v 13 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ بِتَقْدِمَةٍ مِنْ دَقِيقٍ بِزَيْتٍ، +\v 14 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، +\s5 +\v 15 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً وَاحِداً حَوْلِيًّا، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، +\v 16 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. +\v 17 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ، فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ نَحْشُونَ بْنِ عَمِّينَادَابَ. +\s5 +\p +\v 18 وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي أَحْضَرَ نَثَنَائِيلُ بْنُ صُوغَرَ رَئِيسُ سِبْطِ يَسَّاكَرَ قُرْبَانَهُ، +\v 19 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ بِتَقْدِمَةٍ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، +\s5 +\v 20 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، +\v 21 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، +\v 22 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. +\v 23 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ نَثَنَائِيلَ بْنِ صُوغَرَ. +\s5 +\p +\v 24 وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أَحْضَرَ رَئِيسُ سِبْطِ زَبُولُونَ، أَلِيآبُ بْنُ حِيلُونَ قُرْبَانَهُ +\v 25 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ بِتَقْدِمَةٍ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، +\v 26 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مَئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، +\s5 +\v 27 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، +\v 28 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. +\v 29 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ أَلِيآبَ بْنِ حِيلُونَ. +\s5 +\p +\v 30 وَفِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ أَحْضَرَ رَئِيسُ بَنِي رَأُوبَيْنَ، أَلِيصُورُ بْنُ شَدَيْئُورَ قُرْبَانَهُ، +\v 31 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ بِتَقْدِمَةِ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، +\v 32 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، +\s5 +\v 33 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، +\v 34 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. +\v 35 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ أَلِيصُورَ بْنِ شَدَيْئُورَ. +\s5 +\p +\v 36 وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسِ أَحْضَرَ رَئِيسُ بَنِي شِمْعُونَ، شَلُومِيئِيلُ بْنُ صُورِيشَدَّاي قُرْبَانَهُ، +\v 37 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، +\v 38 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، +\s5 +\v 39 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، +\v 40 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. +\v 41 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ. فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ شَلُومِيئِيلَ بْنِ صُورِيشَدَّاي. +\s5 +\p +\v 42 وَفِي الْيَوْمِ السَّادِسِ أَحْضَرَ رَئِيسُ بَنِي جَادَ، أَلِيَاسَافُ بْنُ دَعُوئِيلَ قُرْبَانَهُ، +\v 43 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، +\v 44 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، +\s5 +\v 45 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، +\v 46 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. +\v 47 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ. فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ أَلِيَاسَافَ بْنِ دَعُوئِيلَ. +\s5 +\p +\v 48 وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ أَحْضَرَ رَئِيسُ بَنِي أَفْرَايِمَ أَلِيشَمَعُ بْنُ عَمِّيهُودَ قُرْبَانَهُ، +\v 49 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، +\v 50 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، +\s5 +\v 51 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، +\v 52 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. +\v 53 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ. فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ أَلِيشَمَعَ بْنِ عَمِّيهُودَ. +\s5 +\p +\v 54 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ أَحْضَرَ رَئِيسُ بَنِي مَنَسَّى، جَمْلِيئِيلُ بْنُ فَدَهْصُورَ قُرْبَانَهُ، +\v 55 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، +\v 56 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، +\s5 +\v 57 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، +\v 58 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. +\v 59 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ. فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ جَمْلِيئِيلَ بْنِ فَدَهْصُورَ. +\s5 +\p +\v 60 وَفِي الْيَوْمِ التَّاسِعِ أَحْضَرَ رَئِيسُ بَنِي بِنْيَامِينَ، أَبِيدَنُ بْنُ جِدعُونِي قُرْبَانَهُ، +\v 61 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، +\v 62 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، +\s5 +\v 63 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، +\v 64 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. +\v 65 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ. فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ أَبِيدَنَ بْنِ جِدْعُونِي. +\s5 +\p +\v 66 وَفِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ أَحْضَرَ رَئِيسُ بَنِي دَانٍ، أَخِيعَزَرُ بْنُ عَمِّيشَدَّاي قُرْبَانَهُ، +\v 67 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، +\v 68 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، +\s5 +\v 69 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، +\v 70 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. +\v 71 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ. فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ أَخِيعَزَرَ بْنِ عَمِّيشَدَّاي. +\s5 +\p +\v 72 وَفِي الْيَوْمِ الْحَادِي عَشَرَ أَحْضَرَ رَئِيسُ أَشِيرَ، فَجْعِيئِيلُ بْنُ عُكْرَنَ قُرْبَانَهُ، +\v 73 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، +\v 74 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، +\s5 +\v 75 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، +\v 76 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. +\v 77 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ. فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ فَجْعِيئِيلَ بْنِ عُكْرَنَ. +\s5 +\p +\v 78 وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي عَشَرَ أَحْضَرَ رَئِيسُ بَنِي نَفْتَالِي، أَخِيرَعُ بْنُ عِينَنَ قُرْبَانَهُ، +\v 79 فَكَانَ طَبَقاً فِضِّيًّا وَاحِداً وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلاثُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) وَمِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاحِدَةً وَزْنُهَا سَبْعُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. وَكِلا الإِنَاءَيْنِ مَمْلُوءَانِ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، +\v 80 وَصَحْناً وَاحِداً وَزْنُهُ عَشْرَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) مِنْ ذَهَبٍ مَلِيئاً بِالْبَخُورِ، +\s5 +\v 81 وَثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَخَرُوفاً حَوْلِيًّا وَاحِداً، لِتَكُونَ كُلُّهَا مُحْرَقَةً، +\v 82 وَتَيْساً وَاحِداً لِذَبِيحَةِ خَطِيئَةٍ. +\v 83 كَمَا قَرَّبَ ثَوْرَيْنِ وَخَمْسَةَ كِبَاشٍ وَخَمْسَةَ تُيُوسٍ وَخَمْسَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ لِذَبِيحَةِ السَّلامِ. فَكَانَتْ هَذِهِ قُرْبَانَ أَخِيرَعَ بْنِ عِينَنَ. +\s5 +\p +\v 84 فَهَذِهِ كَانَتْ جُمْلَةَ تَقْدِمَاتِ رُؤَسَاءِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ يَوْمَ تَدْشِينِ الْمَذْبَحِ وَمَسْحِهِ، اثْنَا عَشَرَ طَبَقاً فِضِّيًّا، وَاثْنَتَا عَشْرَةَ مِنْضَحَةً فِضِّيَّةً وَاثْنَا عَشَرَ صَحْناً ذَهَبِيًّا. +\v 85 وَكَانَ وَزْنُ كُلِّ طَبَقٍ مِئَةً وَثَلاثِينَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ جِرَاماً) مِنَ الْفِضَّةِ، وَوَزْنُ كُلِّ مِنْضَحَةٍ سَبْعِينَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَمَانِيَةِ آلافٍ وَثَمَانِي مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً) فَكَانَ مَجْمُوعُ وَزْنِ فِضَّةِ الآنِيَةِ أَلْفَيْنِ وَأَرْبَعَ مِئَةِ شَاقِلٍ (نَحْوَ ثَمَانِيَةِ وَعِشْرِينَ أَلْفاً وَثَمَانِ مِئَةِ جِرَامٍ) وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ. +\v 86 أَمَّا صُحُونُ الذَّهَبِ الاثْنَا عَشَرَ الْمَمْلُوءَةُ بِالْبَخُورِ، فَكَانَ وَزْنُ كُلٍّ مِنْهَا عَشْرَةَ شَوَاقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) وَفْقاً لِلْوَزْنِ المُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ وَهِيَ بِمَجْمُوعِهَا تُعَادِلُ مِئَةً وَعِشْرِينَ شَاقِلاً (نَحْوَ أَلْفٍ وَأَرْبَعِ مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ جِرَاماً). +\s5 +\v 87 وَكَانَ مَجْمُوعُ ثِيرَانِ الْمُحْرَقَةِ اثْنَيْ عَشَرَ ثَوْراً، وَالْكِبَاشِ اثْنَيْ عَشَرَ كَبْشاً، وَالْخِرَافِ الْحَوْلِيَّةِ اثْنَيْ عَشَرَ خَرُوفاً فَضْلاً عَنْ تَقْدِمَتِهَا، وَالتُّيُوسِ الاثْنَيْ عَشَرَ لِذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ. +\v 88 وَكَانَ مَجْمُوعُ ثِيرَانِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ ثَوْراً، وَالْكِبَاشِ سِتِّينَ كَبْشاً، وَالتُّيُوسِ سِتِّينَ تَيْساً، وَالْحُمْلانِ الْحَوْلِيَّةِ سِتِّينَ حَمَلاً. هَذِهِ قَرَابِينُ تَدْشِينِ الْمَذْبَحِ بَعْدَ مَسْحِهِ. +\s5 +\p +\v 89 وَعِنْدَمَا دَخَلَ مُوسَى إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِيَتَكَلَّمَ مَعَ الرَّبِّ سَمِعَ الصَّوْتَ يُخَاطِبُهُ مِنْ عَلَى الْغِطَاءِ الَّذِي فَوْقَ تَابُوتِ الشَّهَادَةِ مِنْ بَيْنِ الْكَرُوبَيْنِ، فَكَلَّمَهُ. + +\s5 +\c 8 +\s1 إقامة المنارة +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «أَوْصِ هَرُونَ وَقُلْ لَهُ: مَتَى أَضَأْتَ سُرُجَ الْمَنَارَةِ السَّبْعَةَ، فَاجْعَلْ نُورَهَا يَنْعَكِسُ إِلَى الأَمَامِ». +\s5 +\v 3 فَنَفَّذَ هَرُونُ الأَمْرَ، إِذْ جَعَلَ أَنْوَارَ الْمَنَارَةِ تَنْعَكِسُ أَمَامَهَا كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. +\v 4 أَمَّا الْمَنَارَةُ فَكَانَتْ مَطْرُوقَةً مِنْ ذَهَبٍ هِيَ وَسَاقُهَا وَزَهْرُهَا وَفْقاً لِلْمِثَالِ الَّذِي أَرَاهُ الرَّبُّ لِمُوسَى. +\s1 تكريس اللاويين +\s5 +\p +\v 5 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 6 «أَفْرِزِ اللّاوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَطَهِّرْهُمْ. +\s5 +\v 7 وَهَذَا مَا تَفْعَلُهُ لِتَطْهِيرِهِمْ: رُشَّ عَلَيْهِمْ مَاءَ الْخَطِيئَةِ، ثُمَّ لِيَحْلِقُوا شَعْرَ جَسَدِهِمْ، وَيَغْسِلُوا ثِيَابَهُمْ فَيَتَطَهَّرُوا. +\p +\v 8 ثُمَّ لِيُحْضِرُوا ثَوْراً مَعَ تَقْدِمَةٍ مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، وَعِجْلاً آخَرَ لِيَكُونَ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ. +\s5 +\v 9 وَتُوْقِفُ اللّاوِيِّينَ أَمَامَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَتَجْمَعُ كُلَّ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ. +\v 10 وَتُقَدِّمُ اللّاوِيِّينَ أَمَامَ الرَّبِّ فَيَضَعُ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهِمْ. +\v 11 وَلْيُرَجِّحْ هَرُونُ يَدَيْهِ أَمَامَ الرَّبِّ كَرَمْزٍ لِتَقْدِيمِ اللّاوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لِيَقُومُوا بِخِدْمَةِ الرَّبِّ. +\s5 +\v 12 ثُمَّ يَضَعُ اللّاوِيُّونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسَيِ الْعِجْلَيْنِ، فَتُقَرِّبُ أَحَدَهُمَا ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ وَالآخَرَ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ تَكْفِيراً عَنِ اللّاوِيِّينَ. +\v 13 وَاجْعَلِ اللّاوِيِّينَ يَقِفُونَ أَمَامَ هَرُونَ وَأَبْنَائِهِ وَقَدِّمْهُمْ كَتَقْدِمَةِ تَرْجِيحٍ لِلرَّبِّ. +\s5 +\p +\v 14 وَأَفْرِزِ اللّاوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ لِيَكُونُوا مِلْكاً لِي +\v 15 ثُمَّ يُقْبِلُ اللّاوِيُّونَ عَلَى خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، فَتُطَهِّرُهُمْ وَتَجْعَلُهُمْ تَقْدِمَةَ تَرْجِيحٍ، +\s5 +\v 16 لأَنَّهُمْ قَدْ وُهِبُوا لِي مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقَدِ اسْتَعَضْتُ بِهِمْ عَنْ كُلِّ بِكْرٍ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ إِسْرَائِيلَ، +\v 17 لأَنَّ كُلَّ بِكْرٍ فِي إِسْرَائِيلَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ هُوَ لِي، إِذْ قَدَّسْتُهُمْ لِي يَوْمَ قَضَيْتُ عَلَى كُلِّ بِكْرٍ فِي دِيَارِ مِصْرَ. +\s5 +\v 18 فَاسْتَعَضْتُ بِاللّاوِيِّينَ عَنْ كُلِّ بِكْرٍ لِي مِنْ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ. +\v 19 وَقَدْ وَهَبْتُ اللّاوِيِّينَ لِهَرُونَ وَأَبْنَائِهِ مِنْ بَيْنِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، لِيَقُومُوا عَلَى خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، عِوَضاً عَنْ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، وَلِلتَّكْفِيرِ عَنْهُمْ، لِئَلّا يَتَفَشَّى وَبَأٌ فِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ اقْتِرَابِهِمْ مِنَ الْقُدْسِ». +\s5 +\v 20 فَفَعَلَ مُوسَى وَهَرُونُ وَشَعْبُ إِسْرَائِيلَ لِلّاوِيِّينَ، بِكُلِّ دِقَّةٍ، جَمِيعَ مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ +\v 21 فَتَطَهَّرَ اللّاوِيُّونَ وَغَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَأَحْضَرَهُمْ هَرُونُ أَمَامَ الرَّبِّ كَتَقْدِمَةِ تَرْجِيحٍ وَكَفَّرَ عَنْهُمْ تَطْهِيراً لَهُمْ. +\s5 +\v 22 وَبَعْدَ ذَلِكَ أَقْبَلَ اللّاوِيُّونَ عَلَى خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ تَحْتَ إِشْرَافِ هَرُونَ وَأَبْنَائِهِ، وَهَكَذَا تَمَّ تَنْفِيذُ كُلِّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ بِشَأْنِ اللّاوِيِّينَ. +\s5 +\p +\v 23 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 24 «هَذِهِ هِيَ شَرِيعَةُ اللّاوِيِّينَ: كُلُّ لاوِيٍّ عُمْرُهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، يُجَنَّدُ فِي خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\s5 +\v 25 وَلَكِنَّهُمْ يَتَقَاعَدُونَ عَنِ الْخِدْمَةِ عِنْدَ بُلُوغِهِمِ الْخَمْسِينَ مِنَ الْعُمْرِ. +\v 26 إِنَّمَا يُمْكِنُهُمْ بَعْدَ سِنِّ الْخَمْسِينَ أَنْ يُسَاعِدُوا إِخْوَتَهُمُ الْقَائِمِينَ بِوَاجِبَاتِهِمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَتَوَلَّوْنَ هُمُ الْخِدْمَةَ. فَهَذَا مَا يَتَوَجَّبُ عَلَيْكَ أَنْ تَعْهَدَ بِهِ للّاوِيِّينَ مِنْ مَسْؤولِيَّاتٍ». + +\s5 +\c 9 +\s1 الفصح +\p +\v 1 وَفِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِخُرُوجِهِمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى فِي صَحْرَاءِ سِينَاءَ: +\v 2 «لِيَحْتَفِلْ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ بِالْفِصْحِ فِي أَوَانِهِ. +\v 3 احْتَفِلُوا بِهِ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ بَيْنَ غُرُوبِ الشَّمْسِ وَحُلُولِ الظَّلامِ قَائِمِينَ بِكُلِّ شَعَائِرِهِ وَأَحْكَامِهِ». +\s5 +\v 4 فَأَمَرَ مُوسَى الإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَحْتَفِلُوا بِالْفِصْحِ، +\v 5 فَاحْتَفَلُوا بِهِ فِي صَحْرَاءِ سِينَاءَ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ بَيْنَ غُرُوبِ الشَّمْسِ وَحُلُولِ الظَّلامِ، طِبْقاً لِكُلِّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ مُوسَى. +\s5 +\p +\v 6 إِلّا أَنَّ قَوْماً كَانُوا قَدْ لَمَسُوا مَيْتاً فَتَنَجَّسُوا، فَلَمْ يَحِلَّ لَهُمُ الاحْتِفَالُ بِالْفِصْحِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَمَثَلُوا أَمَامَ مُوسَى وَهَرُونَ، +\v 7 وَسَأَلُوهُ: «إِنَّنَا مُتَنَجِّسُونَ لأَنَّنَا لَمَسْنَا مَيْتاً، فَلِمَاذَا نُحْرَمُ مِنْ تَقْدِيمِ قُرْبَانِ الرَّبِّ فِي أَوَانِهِ مِنْ دُونِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ؟» +\v 8 فَأَجَابَهُمْ مُوسَى: «انْتَظِرُوا رَيْثَمَا يُبَلِّغُنِي الرَّبُّ أَمْرَهُ بِشَأْنِكُمْ». +\s5 +\p +\v 9 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 10 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: فِي وُسْعِ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ وَمِنْ أَعْقَابِكُمْ تَنَجَّسَ لِلَمْسِهِ مَيْتاً أَوْ كَانَ فِي سَفَرٍ بَعِيدٍ، أَنْ يَحْتَفِلَ بِفِصْحِ الرَّبِّ. +\s5 +\v 11 احْتَفِلُوا بِهِ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي بَيْنَ غُرُوبِ الشَّمْسِ وَحُلُولِ الظَّلامِ فَتَأْكُلُوا الْفِصْحَ مَعَ فَطِيرٍ وَأَعْشَابٍ مُرَّةٍ. +\p +\v 12 لَا تَتْرُكُوا مِنْهُ شَيْئاً إِلَى الصَّبَاحِ، وَلا تَكْسِرُوا مِنْهُ عَظْماً. احْتَفِلُوا بِهِ طِبْقاً لِشَعَائِرِ الْفِصْحِ كُلِّهَا. +\s5 +\v 13 وَلَكِنْ مَنْ كَانَ طَاهِراً وَلَيْسَ فِي سَفَرٍ، وَأَغْفَلَ الاحْتِفَالَ بِالْفِصْحِ، فَإِنَّهُ يُسْتَأْصَلُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِ، لأَنَّهُ لَمْ يُقَدِّمْ قُرْبَانَ الرَّبِّ فِي أَوَانِهِ. ذَلِكَ الإِنْسَانُ يَتَحَمَّلُ عِقَابَ خَطِيئَتِهِ. +\v 14 وَإذَا حَلَّ عِنْدَكُمْ غَرِيبٌ فَلْيَحْتَفِلْ بِالْفِصْحِ طِبْقاً لِشَعَائِرِ الْفِصْحِ وَأَحْكَامِهِ، فَتَكُونَ لَكُمْ فَرِيضَةً وَاحِدَةً لِلْغَرِيبِ وَلِلْمُوَاطِنِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ». +\s1 سحابة فوق خيمة الاجتماع +\s5 +\p +\v 15 وَفِي الْيَوْمِ الَّذِي نُصِبَ فِيهِ الْمَسْكَنُ غَطَّتِ السَّحَابَةُ خَيْمَةَ الشَّهَادَةِ. وَفِي الْمَسَاءِ بَدَا وَكَأَنَّ عَلَى الْمَسْكَنِ نَاراً بَقِيَتْ حَتَّى الصَّبَاحِ. +\v 16 وَاسْتَمَرَّ الأَمْرُ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ، إِذْ كَانَتِ السَّحَابَةُ تُغَطِّي الْمَسْكَنَ نَهَاراً، وَتَتَحَوَّلُ إِلَى مَا يُشْبِهُ النَّارَ لَيْلاً. +\v 17 وَكُلَّمَا ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنِ الْخَيْمَةِ كَانَ عَلَى شَعْبِ إِسْرَائِيلَ الارْتِحَالُ، وَحَيْثُمَا حَلَّتِ السَّحَابَةُ كَانُوا يَنْزِلُونَ هُنَاكَ، +\s5 +\v 18 فَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَحِلُونَ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ، وَبِمُوْجِبِ أَمْرِهِ كَانُوا يَنْزِلُونَ، وَيَمْكُثُونَ مُقِيمِينَ طَوَالَ أَيَّامِ حُلُولِ السَّحَابَةِ عَلَى الْمَسْكَنِ. +\v 19 وَإِنْ طَالَ أَمَدُ حُلُولِ السَّحَابَةِ عَلَى الْمَسْكَنِ أَيَّاماً كَثِيرَةً، كَانَ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ يُطِيعُونَ أَمْرَ الرَّبِّ، وَيَلْبَثُونَ مُقِيمِينَ لَا يَرْتَحِلُونَ. +\s5 +\v 20 وَكَانَتِ السَّحَابَةُ تُخَيِّمُ أَحْيَاناً عَلَى الْمَسْكَنِ أَيَّاماً قَلِيلَةً، فَكَانَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ يَنْزِلُونَ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ، وَوَفْقاً لأَمْرِهِ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. +\v 21 وَإذَا حَلَّتِ السَّحَابَةُ مِنَ الْمَسَاءِ إِلَى الصَّبَاحِ ثُمَّ ارْتَفَعَتْ عِنْدَ الصَّبَاحِ فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ، وَكَذَلِكَ إِنْ حَلَّتْ يَوْماً وَلَيْلَةً ثُمَّ ارْتَفَعَتْ، كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. +\s5 +\v 22 أَوْ إِنْ مَكَثَتِ السَّحَابَةُ يَوْمَيْنِ أَوْ شَهْراً أَوْ سَنَةً، كَانَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ يُقِيمُونَ وَلا يَرْتَحِلُونَ مَادَامَتِ السَّحَابَةُ حَالَّةً عَلَى الْمَسْكَنِ. وَمَتَى ارْتَفَعَتْ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. +\v 23 وَهَكَذَا كَانُوا فِي نُزُولِهِمْ وَرَحِيلِهِمْ يَأْتَمِرُونَ بِقَوْلِ الرَّبِّ، فَأَطَاعُوا أَوَامِرَ الرَّبِّ طِبْقاً لِمَا أَوْصَى بِهِ مُوسَى. + +\s5 +\c 10 +\s1 البوقان الفضيان +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «اصْنَعْ لَكَ بُوقَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ مَطْرُوقَةٍ تَسْتَخْدِمُهُمَا لِدَعْوَةِ الشَّعْبِ، وَلإِعْلانِ نَفِيرِ الرَّحِيلِ، +\s5 +\v 3 فَحَالَمَا يُنْفَخُ فِيهِمَا يَجْتَمِعُ إِلَيْكَ الشَّعْبُ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\v 4 أَمَّا إِذَا نُفِخَ فِي بُوقٍ وَاحِدٍ، يَتَوَافَدُ إِلَيْكَ رُؤَسَاءُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. +\v 5 وَعِنْدَمَا يَرْتَفِعُ نَفِيرُ هُتَافٍ، تَرْتَحِلُ الأَسْبَاطُ الْمُخَيِّمَةُ إِلَى الشَّرْقِ، +\s5 +\v 6 وَإذَا ارْتَفَعَ نَفِيرُ هُتَافٍ ثَانٍ تَرْتَحِلُ الأَسْبَاطُ النَّازِلَةُ إِلَى الْجَنُوبِ، وَهَكَذَا يُعْلَنُ عَنِ الارْتِحَالِ بِنَفِيرِ الْهُتَافِ. +\v 7 أَمَّا عِنْدَ جَمْعِ الشَّعْبِ، فَانْفُخُوا بِالْبُوقَيْنِ، وَلَكِنْ مِنْ غَيْرِ هُتَافٍ، +\v 8 وَيَكُونُ أَبْنَاءُ هَرُونَ هُمُ النَّافِخُونَ بِالأَبْوَاقِ، فَرِيضَةً دَائِمَةً لَكُمْ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ. +\s5 +\v 9 وَإِنْ ذَهَبْتُمْ لِمُحَارَبَةِ عَدُوٍّ فِي أَرْضِكُمْ يَضُرُّ بِكُمْ، فَاضْرِبُوا بِالأَبْوَاقِ، فَأَذْكُرَكُمْ وَأُخَلِّصَكُمْ مِنْ أَعْدَائِكُمْ. +\s5 +\v 10 انْفُخُوا فِي الأَبْوَاقِ أَيْضاً فِي أَيَّامِ فَرَحِكُمْ وَفِي أَعْيَادِكُمْ وَرُؤُوسِ شُهُورِكُمْ، وَكَذَلِكَ عَلَى مُحْرَقَاتِكُمْ وَذَبَائِحِ سَلامِكُمْ، فَتَكُونَ لَكُمْ تَذْكَاراً أَمَامِي. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ». +\s1 رحيل بني إسرائيل من سيناء +\s5 +\p +\v 11 وَفِي الْيَوْمِ الْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ (الْعِبْرِيَّةِ) ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنْ مَسْكَنِ الشَّهَادَةِ، +\v 12 فَارْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي صَحْرَاءِ سِينَاءَ مِنْ مَكَانٍ إِلَى آخَرَ إِلَى أَنِ اسْتَقَرَّتِ السَّحَابَةُ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ. +\v 13 وَكَانَتْ هَذِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ يَرْتَحِلُونَ فِيهَا بِمُوْجِبِ التَّنْظِيمِ الْجَدِيدِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ عَلَى لِسَانِ مُوسَى، +\s5 +\v 14 فَقَدِ ارْتَحَلَتْ أَوَّلاً مُخَيَّمَاتُ سِبْطِ يَهُوذَا طِبْقاً لِعَشَائِرِهِمْ، وَعَلَى رَأْسِهِمْ نَحْشُونُ بْنُ عَمِّينَادَابَ. +\v 15 ثُمَّ عَشَائِرُ سِبْطِ يَسَّاكَرَ، وَعَلَى رَأْسِهِمْ نَثَنَائِيلُ بْنُ صُوغَرَ، +\v 16 وَتَلاهُمْ سِبْطُ زَبُولُونَ، وَعَلَى رَأْسِهِ آلِيآبُ بْنُ حِيلُونَ، +\s5 +\v 17 ثُمَّ أُنْزِلَ الْمَسْكَنُ، فَارْتَحَلَ بَنُو جَرْشُونَ وَبَنُو مَرَارِي حَامِلِينَ الْمَسْكَنَ، +\v 18 وَأَعْقَبَتْهُمْ مُخَيَّمَاتُ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ وَفْقاً لِعَشَائِرِهِمْ، وَعَلَى رَأْسِهِمْ أَلِيصُورُ بْنُ شَدَيْئُورَ. +\p +\v 19 ثُمَّ عَشَائِرُ سِبْطِ شِمْعُونَ، وَعَلَى رَأْسِهِمْ شَلُومِيئِيلُ بْنُ صُورِيشَدَّاي، +\v 20 وَتَبِعَتْهُمْ عَشَائِرُ سِبْطِ جَادٍ، وَعَلَى رَأْسِهِمْ أَلِيَاسَافُ بْنُ دَعُوئِيلَ، +\s5 +\v 21 ثُمَّ ارْتَحَلَ الْقَهَاتِيُّونَ حَامِلِينَ الْمَقْدِسَ إِلَى حَيْثُ كَانَ الْمَسْكَنُ قَدْ أُقِيمَ فِي انْتِظَارِهِمْ. +\v 22 وَارْتَحَلَتْ عَلَى أَثَرِهِمْ مُخَيَّمَاتُ أَفْرَايِمَ حَسَبِ عَشَائِرِهَا وَعَلَى رَأْسِهَا أَلِيشَمَعُ بْنُ عَمِّيهُودَ، +\v 23 ثُمَّ سِبْطُ مَنَسَّى وَعَلَى رَأْسِهِ جَمْلِيئِيلُ بْنُ فَدَهْصُورَ، +\v 24 وَتَبِعَهُمْ سِبْطُ بِنْيَامِينَ، وَعَلَى رَأْسِهِ أَبِيدَنُ بْنُ جِدْعُونِي، +\s5 +\v 25 ثُمَّ ارْتَحَلَتْ مُخَيَّمَاتُ سِبْطِ دَانٍ بِرَايَتِهِ مَعَ جَمِيعِ عَشَائِرِهِ، فِي مُؤَخَّرَةِ الْجَمَاعَةِ، وَكَانَ عَلَى رَأْسِهِ أَخِيعَزَرُ بْنُ عَمِّيشَدَّاي. +\v 26 وَسِبْطِ أَشِيرَ وَعَلَى رَأْسِهِ فَجْعِيئِيلُ بْنُ عُكْرَنَ، +\v 27 وَسِبْطِ نَفْتَالِي وَعَلَى رَأْسِهِ أَخِيرَعُ بْنُ عِينَنَ، +\v 28 فَكَانَ هَذَا هُوَ النِّظَامُ الَّذِي سَارَتْ عَلَيْهِ أَسْبَاطُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي أَثْنَاءِ رَحِيلِهِمْ. +\s5 +\p +\v 29 وَقَالَ مُوسَى لِحَمِيهِ حُوبَابَ بْنِ رَعُوئِيلَ الْمِدْيَانِيِّ: «إِنَّنَا رَاحِلُونَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي وَعَدَ الرَّبُّ أَنْ يَهَبَهَا لَنَا، فَتَعَالَ مَعْنَا، فَنُحْسِنَ إِلَيْكَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ وَعَدَ أَنْ يُحْسِنَ إِلَى إِسْرَائِيلَ». +\v 30 فَقَالَ لَهُ: «لا أَذْهَبُ، بَلْ دَعْنِي أَمْضِي إِلَى أَرْضِي وَعَشِيرَتِي». +\s5 +\v 31 فَقَالَ مُوسَى: «لا تَتْرُكْنَا لأَنَّكَ تَعْرِفُ مَسَالِكَ الصَّحْرَاءِ وَمَوَاضِعَ الإِقَامَةِ فِيهَا، فَتَكُونَ لَنَا دَلِيلاً. +\v 32 وَإِنْ رَافَقْتَنَا فَإِنَّنَا نُحْسِنُ إِلَيْكَ بِنَفْسِ الإِحْسَانِ الَّذِي يُحْسِنُ الرَّبُّ بِهِ إِلَيْنَا». +\s5 +\p +\v 33 فَارْتَحَلُوا مِنْ عِنْدِ جَبَلِ الرَّبِّ مَسِيرَةَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، وَكَانَ تَابُوتُ الرَّبِّ يَتَقَدَّمُهُمْ بَاحِثاً لَهُمْ عَنْ مَوْضِعِ إِقَامَةٍ. +\v 34 وَكَانَتْ سَحَابَةُ الرَّبِّ تُظَلِّلُهُمْ نَهَاراً فِي أَثْنَاءِ ارْتِحَالِهِمْ مِنَ الْمُخَيَّمِ، +\s5 +\v 35 وَكَانَ مُوسَى يَقُولُ عِنْدَ ارْتِحَالِ التَّابُوتِ: «قُمْ يَا رَبُّ وَبَدِّدْ أَعْدَاءَكَ فَيَهْرُبَ مُبْغِضُوكَ مِنْ أَمَامِكَ» +\v 36 وَكَانَ يَقُولُ عِنْدَ حُلُولِهِ: «ارْجِعْ يَا رَبُّ إِلَى عَشَرَاتِ أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ». + +\s5 +\c 11 +\s1 نار من عند الرب +\p +\v 1 وَرَاحَ الشَّعْبُ يَتَذَمَّرُ فِي مَسْمَعِ الرَّبِّ وَكَأَنَّ شَرّاً أَصَابَهُمْ، فَاحْتَدَمَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْهِمْ، وَانْدَلَعَتْ فِيهِمْ نَارُهُ وَأَحْرَقَتْ طَرَفَ الْمُخَيَّمِ، +\v 2 فَصَرَخُوا إِلَى مُوسَى، فَصَلَّى مُوسَى إِلَى الرَّبِّ فَخَمِدَتِ النَّارُ، +\v 3 فَدُعِيَ ذَلِكَ الْمَكَانُ «تَبْعِيرَةَ» (وَمَعْنَاهُ: اشْتِعَالٌ) لأَنَّ نَارَ الرَّبِّ اشْتَعَلَتْ فِيهِمْ. +\s1 السلوى من عند الرب +\s5 +\p +\v 4 وَاشْتَهَى أَخْلاطُ الأُمَمِ الْمُقِيمُونَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، مِمَّنْ خَرَجُوا مَعَهُمْ مِنْ مِصْرَ، طَعَامَ مِصْرَ، فَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَبْكُونَ قَائِلِينَ: «مَنْ يُطْعِمُنَا لَحْماً؟ +\v 5 لَقَدْ تَذَكَّرْنَا سَمَكَ مِصْرَ الَّذِي كُنَّا نَأْكُلُهُ مَجَّاناً، وَالقِثَّاءَ وَالْبَطِّيخَ وَالْكُرَّاتَ وَالْبَصَلَ وَالثُّومَ، +\v 6 أَمَّا الآنَ فَقَدْ فَقَدْنَا شَهِيَّتَنَا وَهُزِلْنَا، وَلَيْسَ أَمَامَ أَعْيُنِنَا سِوَى هَذَا الْمَنِّ». +\s5 +\v 7 وَكَانَ الْمَنُّ فِي حَجْمِ بُذُورِ الْكُزْبَرَةِ، وَشَكْلُهُ مُمَاثِلاً لِلْمُقْلِ. +\v 8 وَكَانَ الشَّعْبُ يَطُوفُونَ لِيَجْمَعُوهُ ثُمَّ يَطْحَنُونَهُ بِالرَّحَى أَوْ يَدُقُّونَهُ فِي الْهَاوَنِ وَيَطْبُخُونَهُ فِي الْقُدُورِ أَوْ يَخْبِزُونَهُ عَلَى حِجَارَةٍ مُحَمَّاةٍ. وَكَانَ طَعْمُهُ كَطَعْمِ قَطَائِفَ بِزَيْتٍ. +\s5 +\v 9 وَكَانَ الْمَنُّ يَنْزِلُ بِنُزُولِ النَّدَى عَلَى الْمُخَيَّمِ فِي أَثْنَاءِ اللَّيْلِ. +\p +\v 10 فَلَمَّا سَمِعَ مُوسَى بُكَاءَ جَمِيعِ أَفْرَادِ الشَّعْبِ، كُلٍّ أَمَامَ بَابِ خَيْمَتِهِ، وَرَأَى احْتِدَامَ غَضَبِ الرَّبِّ الشَّدِيدِ اعْتَرَاهُ الاسْتِيَاءُ. +\s5 +\v 11 فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «لَمَاذَا أَسَأْتَ إِلَى عَبْدِكَ وَلَمْ تَرْضَ عَنْهُ حَتَّى إِنَّكَ حَمَّلْتَهُ مَسْؤولِيَّةَ هَذَا الشَّعْبِ؟ +\v 12 أَلَعَلِّي حَبِلْتُ بِهِ أَوْ وَلَدْتُهُ، حَتَّى تَقُولَ لِي احْمِلْهُ فِي حِضْنِكَ كَمَا يَحْمِلُ الْمُرَبِّي الرَّضِيعَ، وَقُدْهُ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي وَعَدْتَ بِها آبَاءَهُ. +\s5 +\v 13 مِنْ أَيْنَ أَجِيءُ بِلَحْمٍ يَكْفِي جَمِيعَ هَذَا الشَّعْبِ؟ فَإِنَّهُمْ يَبْكُونَ إِلَيَّ قَائِلِينَ: أَعْطِنَا لَحْماً لِنَأْكُلَ. +\v 14 إِنَّنِي عَاجِزٌ عَنْ حَمْلِ عِبْءِ هَذَا الشَّعْبِ وَحْدِي لأَنَّهُ ثَقِيلٌ عَلَيَّ. +\v 15 إِنْ كُنْتَ سَتُعَامِلُنِي هَكَذَا، فَاقْتُلْنِي، إِنْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ، فَلا أَشْهَدُ بَلِيَّتِي». +\s5 +\p +\v 16 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اجْمَعْ إِلَيَّ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنَ رُؤَسَاءِ إِسْرَائِيلَ مِمَّنْ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ حَقّاً شُيُوخُ الشَّعْبِ وَعُرَفَاؤُهُ، وَأَقْبِلْ بِهِمْ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِيَمْثُلُوا مَعَكَ هُنَاكَ. +\v 17 فَأَنْزِلَ وَأُخَاطِبَكَ هُنَاكَ، وَآخُذَ مِنَ الرُّوحِ الَّذِي عَلَيْكَ وَأَضَعَ عَلَيْهِمْ، فَيُعِينُونَكَ فِي حَمْلِ مَسْؤولِيَّةِ الشَّعْبِ، فَلا تَحْمِلُهَا أَنْتَ وَحْدَكَ. +\s5 +\v 18 وَقُلْ لِلشَّعْبِ، أَنْ يَتَقَدَّسُوا لِلْغَدِ، فَيَأْكُلُوا لَحْماً، لأَنَّكُمْ قَدْ بَكَيْتُمْ فِي أُذُنَي الرَّبِّ مُتَسَائِلِينَ: مَنْ يُطْعِمُنَا لَحْماً؟ لَقَدْ كَانَ لَنَا خَيْرٌ فِي مِصْرَ. إِنَّ الرَّبَّ سَيُعْطِيكُمْ لَحْماً فَتَأْكُلُونَ. +\v 19 وَسَتَأْكُلُونَهُ لَا لِيَوْمٍ وَاحِدٍ، وَلا لِيَوْمَيْنِ، وَلا لِخَمْسَةِ أَيَّامٍ أَوْ لِعَشْرَةِ أَيَّامٍ وَلا لِعِشْرِينَ يَوْماً، +\v 20 بَلْ لِشَهْرٍ كَامِلٍ إِلَى أَنْ تَعَافُوهُ وَيَخْرُجَ مِنْ أُنُوفِكُمْ، لأَنَّكُمْ رَفَضْتُمُ الرَّبَّ الَّذِي فِي وَسَطِكُمْ، وَبَكَيْتُمْ لَدَيْهِ قَائِلِينَ: لِمَاذَا خَرَجْنَا مِنْ مِصْرَ؟» +\s5 +\v 21 فَقَالَ مُوسَى: «هَذَا الشَّعْبُ الَّذِي أَنَا قَائِمٌ فِي وَسَطِهِ نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ أَلْفِ رَجُلٍ، مَاعَدَا النَّسَاءَ وَالأَطْفَالَ، وَأَنْتَ تَقُولُ إِنَّكَ سَتُعْطِيهِمْ لَحْماً لِيَأْكُلُوا شَهْراً كَامِلاً، +\v 22 فَمَهْمَا ذُبِحَ مِنْ غَنَمٍ وَبَقَرٍ أَيَكْفِيهِمْ؟ أَمْ يَكْفِيهِمْ لَوْ جُمِعَ كُلُّ سَمَكِ الْبَحْرِ؟» +\v 23 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هَلْ تَعْجَزُ يَدُ الرَّبِّ؟ انْتَظِرِ الآنَ لِتَرَى إِنْ كَانَ يَتَحَقَّقُ كَلامِي أَمْ لا». +\s5 +\p +\v 24 فَخَرجَ مُوسَى وَكَلَّمَ الشَّعْبَ بِمَا قَالَهُ الرَّبُّ، وَجَمَعَ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنْ رُؤَسَائِهِمْ وَأَوْقَفَهُمْ حَوْلَ الْخَيْمَةِ. +\v 25 فَنَزَلَ الرَّبُّ فِي سَحَابَةٍ وَخَاطَبَهُ، وَأَخَذَ مِنَ الرُّوحِ الْحَالِّ عَلَيْهِ وَوَضَعَهُ عَلَى السَّبْعِينَ رَئِيساً. فَلَمَّا حَلَّ عَلَيْهِمِ الرُّوحُ تَنَبَّأُوا لِفَتْرَةٍ وَتَوَقَّفُوا. +\s5 +\v 26 وَكَانَ قَدْ بَقِيَ اثْنَانِ مِنَ الشُّيُوخِ الْمُسَجَّلِينَ بَيْنَ السَّبْعِينَ فِي الْمُخَيَّمِ لَمْ يَأْتِيَا إِلَى الْخَيْمَةِ، اسْمُ أَحَدِهِمَا أَلْدَادُ، وَاسْمُ الآخَرِ مِيدَادُ. فَحَلَّ عَلَيْهِمَا الرُّوحُ فَتَنَبَّآ فِي الْمُخَيَّمِ. +\v 27 فَأَسْرَعَ أَحَدُ الشُّبَّانِ وَأَخْبَرَ مُوسَى بِذَلِكَ، +\s5 +\v 28 فَقَالَ يَشُوعُ بْنُ نُونَ، مُسَاعِدُ مُوسَى مُنْذُ حَدَاثَتِهِ: «يَا سَيِّدِي، امْنَعْهُمَا!» +\v 29 غَيْرَ أَنَّ مُوسَى قَالَ لَهُ: «هَلْ مَلَأَتْكَ غَيْرَةٌ عَلَيَّ؟ لَيْتَ كُلَّ شَعْبِ الرَّبِّ يُصْبِحُونَ أَنْبِيَاءَ يَحِلُّ عَلَيْهِمِ الرَّبُّ بِرُوحِهِ». +\p +\v 30 ثُمَّ رَجَعَ مُوسَى وَشُيُوخُ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمُخَيَّمِ. +\s5 +\p +\v 31 فَهَبَّتْ رِيحٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ سَاقَتِ السُّمَانِيَ مِنْ جِهَةِ الْبَحْرِ وَأَسْقَطَتْهَا عَلَى الْمُخَيَّمِ، نَحْوَ مَسِيرَةِ يَوْمٍ، مِنْ كِلا جِهَتَيْهِ وَحَوَالَيْهِ، وَتَرَاكَمَ حَتَّى بَلَغَ ارْتِفَاعُهُ ذِرَاعَيْنِ (نَحْوَ مِتْرٍ) فَوْقَ وَجْهِ الأَرْضِ. +\v 32 فَهَبَّ الشَّعْبُ طَوَالَ ذَلِكَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَكُلَّ نَهَارِ الْيَوْمِ التَّالِي يَلْتَقِطُونَ السُّمَانِيَ. فَكَانَتْ أَقَلُّ كَمِّيَّةٍ جُمِعَتْ حَوَالَيْ عَشْرَةِ حَوَامِرَ (نَحْوَ أَلْفَيْنِ وَأَرْبَعَ مِئَةِ لِتْرٍ)، ثُمَّ نَشَرُوهَا حَوْلَ الْمُخَيَّمِ لِتَجِفَّ. +\s5 +\v 33 وَإِذْ كَانُوا مَازَالُوا يَمْضُغُونَ اللَّحْمَ، احْتَدَمَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْهِمْ، فَأَفْشَى بَيْنَهُمْ وَبَأً مُمِيتاً، +\v 34 فَدَعُوا الْمَكَانَ «قَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَ» (وَمَعْنَاهُ قُبُورُ الشَّهْوَةِ) لأَنَّهُمْ هُنَاكَ دَفَنُوا الْقَوْمَ الْمُشْتَهِينَ. +\v 35 ثُمَّ ارْتَحَلَ الشَّعْبُ مِنْ قَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَ إِلَى حَضَيْرُوتَ وَمَكَثُوا فِيهَا. + +\s5 +\c 12 +\s1 مريم وهرون يعارضان موسى +\p +\v 1 وَانْتَقَدَتْ مَرْيَمُ وَهروُنُ مُوسَى لِزَوَاجِهِ مِنِ امْرَأَةٍ كُوشِيَّةٍ، +\v 2 وَقَالا: «هَلْ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَحْدَهُ؟ أَلَمْ يُكَلِّمْنَا نَحْنُ أَيْضاً؟» فَسَمِعَ الرَّبُّ. +\v 3 أَمَّا مُوسَى فَقَدْ كَانَ أَكْثَرَ حِلْماً مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ. +\s5 +\p +\v 4 فَقَالَ الرَّبُّ حَالاً لِمُوسَى وَهَرُونَ وَمَرْيَمَ: «اذْهَبُوا أَنْتُمُ الثَّلاثَةُ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ». فَمَضَى ثَلاثَتُهُمْ. +\v 5 فَنَزَلَ الرَّبُّ فِي عَمُودِ سَحَابٍ وَحَلَّ عِنْدَ بَابِ الْخَيْمَةِ، وَنَادَى هَرُونَ وَمَرْيَمَ، فَتَقَدَّمَا وَحْدَهُمَا، +\s5 +\v 6 فَقَالَ: «اسْمَعَا كَلامِي: إِنْ كَانَ بَيْنَكُمْ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَإِنِّي أَسْتَعْلِنُ لَهُ بِالرُّؤْيَا، وَأُكَلِّمُهُ بِالْحُلْمِ، +\v 7 أَمَّا عَبْدِي مُوسَى فَلَسْتُ أُعَامِلُهُ هَكَذَا، بَلْ هُوَ أَمِينٌ فِي بَيْتِي، +\v 8 لِذَلِكَ أُكَلِّمُهُ وَجْهاً لِوَجْهٍ، وَبِوُضُوحٍ مِنْ غَيْرِ أَلْغَازٍ، وَيُعَايِنُ صُورَةَ الرَّبِّ. فَلِمَاذَا جَرُؤْتُمَا عَلَى انْتِقَادِ عَبْدِي مُوسَى؟» +\s5 +\p +\v 9 وَاحْتَدَّ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْهِمَا، ثُمَّ مَضَى عَنْهُمَا. +\v 10 فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، إِذَا مَرْيَمُ بَرْصَاءُ كَالثَّلْجِ فَالْتَفَتَ هَرُونُ وَمُوسَى نَحْوَ مَرْيَمَ، وَإذَا هِيَ مُصَابَةٌ بِالْبَرَصِ. +\s5 +\p +\v 11 فَقَالَ هَروُنُ لِمُوسَى: «أَرْجُوكَ يَا سَيِّدِي، لَا تُحَمِّلْنَا الْخَطِيئَةَ الَّتِي ارْتَكَبْنَاهَا كَالْحَمْقَى، وَأَسَأْنَا بِها إِلَيْكَ. +\v 12 وَلا تَجْعَلْ مَرْيَمَ كَالْجَنِينِ الْمَيْتِ الْخَارِجِ مِنْ رَحِمِ أُمِّهِ وَقَدْ تَهَرَّأَ نِصْفُ لَحْمِهِ». +\s5 +\v 13 فَصَرَخَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً: «اللهُمَّ اشْفِهَا». +\v 14 فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «لَوْ أَنَّ أَبَاهَا بَصَقَ فِي وَجْهِهَا، أَمَا كَانَتْ تَمْكُثُ خَجِلَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ؟ فَلْتُحْجَزْ خَارِجَ الْمُخَيَّمِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَبَعْدَ ذَلِكَ تَرْجِعُ». +\v 15 فَحُجِزَتْ مَرْيَمُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ خَارِجَ الْمُخَيَّمِ، وَلَمْ يَرْتَحِلِ الشَّعْبُ حَتَّى عَادَتْ مَرْيَمُ، +\s5 +\v 16 وَبَعْدَ ذَلِكَ ارْتَحَلَ الشَّعْبُ مِنْ حَضَيْرُوتَ وَنَزَلُوا فِي صَحْرَاءِ فَارَانَ. + +\s5 +\c 13 +\s1 استكشاف أرض كنعان +\p +\v 1 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «أَرْسِلْ جَوَاسِيسَ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ الَّتِي أَنَا وَاهِبُهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. أَرْسِلْ رَئِيساً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مُمَثِّلاً لَهُ». +\s5 +\v 3 فَأَرْسَلَ مُوسَى مُمَثِّلِي الشَّعْبِ الرُّؤَسَاءَ مِنْ صَحْرَاءِ فَارَانَ طِبْقاً لأَمْرِ الرَّبِّ. +\v 4 وَهُمْ: شَمُّوعُ بْنُ زَكُّورَ عَنْ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ، +\s5 +\v 5 شَافَاطُ بْنُ حُورِي عَنْ سِبْطِ شِمْعُونَ، +\v 6 كَالَبُ بْنُ يَفُنَّةَ عَنْ سِبْطِ يَهُوذَا، +\v 7 يَجْآلُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ سِبْطِ يَسَّاكَرَ، +\v 8 هُوشَعُ بْنُ نُونٍ عَنْ سِبْطِ أَفْرَايِمَ، +\s5 +\v 9 فَلْطِي بْنُ رَافُو عَنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ، +\v 10 جَدِّيئِيلُ بْنُ سُودِي عَنْ سِبْطِ زَبُولُونَ، +\v 11 جِدِّي بْنُ سُوسِي مِنْ سِبْطِ مَنَسَّى عَنْ سِبْطِ يُوسُفَ، +\v 12 عَمِّيئِيلُ بْنُ جَمَلِّي عَنْ سِبْطِ دَانٍ، +\s5 +\v 13 سَتُورُ بْنُ مِيخَائِيلَ عَنْ سِبْطِ أَشِيرَ، +\v 14 نَحْبِي بْنُ وَفْسِي عَنْ سِبْطِ نَفْتَالِي، +\v 15 جَأُوئِيلُ بْنُ مَاكِي عَنْ سِبْطِ جَادٍ. +\v 16 هَذِهِ هِيَ أَسْمَاءُ الرِّجَالِ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ مُوسَى لِيَتَجَسَّسُوا أَرْضَ كَنْعَانَ، وَآنَذَاكَ غَيَّرَ مُوسَى اسْمَ هُوشَعَ بْنِ نُونٍ إِلَى يَشُوعَ. +\s5 +\p +\v 17 وَعِنْدَمَا أَطْلَقَهُمْ مُوسَى لِيَتَجَسَّسُوا أَرْضَ كَنْعَانَ قَالَ لَهُمْ: «انْطَلِقُوا مِنْ هُنَا نَحْوَ الْجَنُوبِ، ثُمَّ اصْعَدُوا إِلَى الْجَبَلِ، +\v 18 وَاسْتَكْشِفُوا الْبِلادَ وَأَوْضَاعَهَا وَهَلْ شَعْبُهَا الْمُقِيمُ فِيهَا قَوِيٌّ أَمْ ضَعِيفٌ؟ أَكَثِيرٌ هُوَ أَمْ قَلِيلٌ؟ +\v 19 وَمَا هِيَ طَبِيعَةُ الأَرْضِ السَّاكِنُ فِيهَا، أَصَالِحَةٌ هِيَ أَمْ رَدِيئَةٌ؟ وَمَا هِيَ الْمُدُنُ الَّتِي هُوَ قَاطِنٌ فِيهَا؟ أَمُخَيَّمَاتٌ هِيَ أَمْ حُصُونٌ؟ +\v 20 وَكَيْفَ هِيَ أَرْضُهُ: أَخَصِبَةٌ أَمْ قَاحِلَةٌ؟ أَفِيهَا شَجَرٌ أَمْ جَرْدَاءُ؟ تَشَجَّعُوا وَأَحْضِرُوا عَيِّنَةً مِنْ ثَمَرِ الأَرْضِ». وَكَانَ الْمَوْسِمُ عِنْدَئِذٍ مَوْسِمَ بَاكُورَاتِ الْعِنَبِ. +\s5 +\p +\v 21 فَمَضَوْا وَتَجَسَّسُوا الأَرْضَ، ابْتِدَاءً مِنْ صَحْرَاءِ صِينَ إِلَى رَحُوبَ عَلَى مَشَارِفِ حَمَاةَ. +\v 22 وَاجْتَازُوا صَحْرَاءَ النَّقَبِ حَتَّى وَصَلُوا حَبْرُونَ حَيْثُ تُقِيمُ قَبَائِلُ بَنِي عَنَاقَ: أَخِيمَانَ وَشِيشَايَ وَتَلْمَايَ. وَكَانَتْ حَبْرُونُ قَدْ بُنِيَتْ قَبْلَ مَدِينَةِ صُوعَنَ الْمِصْرِيَّةِ بِسَبْعِ سَنَوَاتٍ. +\s5 +\v 23 ثُمَّ قَدِمُوا عَلَى وَادِي أَشْكُولَ، فَقَطَفُوا فَرْعاً مِنْ كَرْمَةِ عِنَبٍ فِيهِ عُنْقُودٌ وَاحِدٌ، حَمَلُوهُ بِعَصاً عَلَى كَتِفَيْ اثْنَيْنِ مِنْهُمْ، فَضْلاً عَنْ شَيْءٍ مِنَ التِّينِ وَالرُّمَّانِ. +\v 24 فَدُعِيَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ وَادِي أَشْكُولَ (وَمَعْنَاهُ: وَادِي الْعُنْقُودِ) بِسَبَبِ عُنْقُودِ الْعِنَبِ الَّذِي قَطَفَهُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ هُنَاكَ. +\s5 +\p +\v 25 وَبَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً رَجَعُوا مِنِ اسْتِكْشَافِ الأَرْضِ. +\v 26 فَأَقْبَلُوا عَلَى مُوسَى وَهَرُونَ وَسَائِرِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ فِي صَحْرَاءِ فَارَانَ فِي قَادِشَ، وَبَلَّغُوهُمْ بِمَا شَاهَدُوهُ، وَأَرَوْهُمْ ثَمَرَ الأَرْضِ. +\s1 تقرير عن استكشاف الأرض +\s5 +\p +\v 27 وَقَالُوا: «قَدِ انْطَلَقْنَا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَرْسَلْتَنَا إِلَيْهَا، فَوَجَدْنَاهَا تَفِيضُ حَقّاً لَبَناً وَعَسَلاً، وَهَذِهِ هِيَ ثِمَارُهَا، +\v 28 غَيْرَ أَنَّ الشَّعْبَ الْمُسْتَوْطِنَ فِيهَا بَالِغُ الْقُوَّةِ وَمُدُنَهُ مَنِيعَةٌ وَعَظِيمَةٌ جِدّاً. كَمَا شَاهَدْنَا هُنَاكَ بَنِي عَنَاقَ، +\v 29 فَالْعَمَالِقَةُ مُقِيمُونَ فِي أَرْضِ الْجَنُوبِ، وَالْحِثِّيُّونَ وَالْيَبُوسِيُّونَ وَالأَمُورِيُّونَ مُتَمَنِّعُونَ فِي الْجَبَلِ، وَالْكَنْعَانِيُّونَ مُسْتَوْطِنُونَ عِنْدَ الْبَحْرِ وَعَلَى مُحَاذَاةِ الأُرْدُنِّ». +\s5 +\p +\v 30 وَلَكِنَّ كَالَبَ هَدَّأَ رَوْعَ الشَّعْبِ الْمَاثِلِ أَمَامَ مُوسَى وَقَالَ: «لِنَمْضِ وَنَمْتَلِكِ الأَرْضَ لأَنَّنَا قَادِرُونَ حَقّاً عَلَى ذَلِكَ». +\v 31 فَعَارَضَهُ الرِّجَالُ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَقَالُوا: «لا نَقْدِرُ أَنْ نُقَاوِمَ سُكَّانَهَا لأَنَّهُمْ أَقْوَى مِنَّا». +\s5 +\v 32 وَبِذَلِكَ أَشَاعُوا الذُّعْرَ بَيْنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ الْبِلادِ الَّتِي تَجَسَّسُوهَا قَائِلِينَ: «سَتَفْتَرِسُنَا الأَرْضُ الَّتِي تَجَسَّسْنَاهَا، وَجَمِيعُ مَنْ شَاهَدْنَاهُمْ مِنْ سُكَّانِهَا عَمَالِقَةٌ. +\v 33 فَقَدْ رَأَيْنَا هُنَاكَ الْجَبَابِرَةَ بَنِي عَنَاقَ، فَبَدَوْنَا فِي أَعْيُنِ أَنْفُسِنَا كَالْجَرَادِ، وَكَذَلِكَ كُنَّا فِي عُيُونِهِمْ». + +\s5 +\c 14 +\s1 تمرد الشعب +\p +\v 1 فَرَفَعَ الشَّعْبُ كُلُّهُ صَوْتَهُ وَبَكَى فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، +\v 2 وَتَذَمَّرَ عَلَى مُوسَى وَهَرُونَ، وَقَالُوا: «لَيْتَنَا مُتْنَا فِي دِيَارِ مِصْرَ، أَوْ لَيْتَنَا مُتْنَا فِي الصَّحْرَاءِ. +\v 3 لِمَاذَا أَحْضَرَنَا الرَّبُّ إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ لِنَهْلِكَ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَتُؤْخَذَ نِسَاؤُنَا وَأَطْفَالُنَا سَبَايَا؟ أَلَيْسَ مِنَ الأَفْضَلِ لَنَا أَنْ نَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ؟» +\s5 +\v 4 وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لِنَنْتَخِبْ لَنَا قَائِداً وَنَرْجِعْ إِلَى مِصْرَ». +\p +\v 5 فَخَرَّ مُوسَى وَهَرُونُ عَلَى وَجْهَيْهِمَا أَمَامَ جَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، +\s5 +\v 6 وَمَزَّقَ يَشُوعُ بْنُ نُونَ وَكَالَبُ بْنُ يَفُنَّةَ ثِيَابَهُمَا، وَهُمَا مِمَّنْ تَجَسَّسُوا الأَرْضَ، +\v 7 وَقَالا لِكُلِّ الشَّعْبِ: «إِنَّ الأَرْضَ الَّتِي اجْتَزْنَا فِيهَا هِيَ أَرْضُ خَيْرَاتٍ عَظِيمَةٍ جِدّاً. +\v 8 فَإِنْ رَضِيَ عَنَّا الرَّبُّ يُدْخِلْنَا إِلَيْهَا وَيَهَبْهَا لَنَا، أَرْضاً تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً. +\s5 +\v 9 إِنَّمَا لَا تَتَمَرَّدُوا عَلَى الرَّبِّ وَلا تَجْزَعُوا مِنْ شَعْبِ الأَرْضِ، لأَنَّنَا سَنَبْتَلِعُهُمْ كَالْخُبْزِ، فَقَدْ تَلاشَى ظِلُّ الْحِمَايَةِ عَنْهُمْ، وَالرَّبُّ مَعَنَا فَلا تَرْهَبُوهُمْ». +\p +\v 10 وَلَكِنَّ الشَّعْبَ طَالَبَ بِرَجْمِهِمَا بِالْحِجَارَةِ. غَيْرَ أَنَّ مَجْدَ الرَّبِّ ظَهَرَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ عَلَى مَرْأَىً مِنْهُمْ جَمِيعاً. +\s5 +\v 11 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «إِلَى مَتَى يُمْعِنُ هَذَا الشَّعْبُ فِي إِهَانَتِي، وَإِلَى مَتَى لَا يُصَدِّقُونَنِي عَلَى الرَّغْمِ مِنْ مُعْجِزَاتِي الَّتِي أَجْرَيْتُهَا فِي وَسَطِهِمْ؟ +\v 12 سَأُبِيدُهُمْ بِالْوَبَأِ، وَأَجْعَلُكَ شَعْباً أَكْبَرَ وَأَعْظَمَ مِنْهُمْ». +\s5 +\p +\v 13 فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «عِنْدَئِذٍ يَسْمَعُ الْمِصْرِيُّونَ، الَّذِينَ أَخْرَجْتَ هَذَا الشَّعْبَ مِنْ بَيْنِهِمْ بِقُدْرَتِكَ، بِهَذَا +\v 14 وَيُخْبِرُونَ بِهِ أَهْلَ هَذِهِ الأَرْضِ، الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا يَا رَبُّ أَنَّكَ قَائِمٌ فِي وَسَطِ هَذَا الشَّعْبِ، وَأَنَّكَ قَدْ ظَهَرْتَ لَهُمْ وَجْهاً لِوَجْهٍ تُظَلِّلُهُمْ بِحِمَايَتِكَ، وَتَسِيرُ أَمَامَهُمْ فِي عَمُودِ سَحَابٍ نَهَاراً وَفِي عَمُودِ نَارٍ لَيْلاً. +\s5 +\v 15 فَإِنْ أَهْلَكْتَ هَذَا الشَّعْبَ دَفْعَةً وَاحِدَةً، فَإِنَّ الأُمَمَ الَّتِي سَمِعَتْ بِخَبَرِكَ تَقُولُ +\v 16 إِنَّكَ قَدْ عَجَزْتَ عَنْ أَنْ تُدْخِلَ هَذَا الشَّعْبَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ بِها، فَأَهْلَكْتَهُمْ فِي الصَّحْرَاءِ. +\s5 +\v 17 وَالآنَ لِتَتَعَظَّمْ قُدْرَةُ سَيِّدِي كَمَا نَطَقْتَ قَائِلاً: +\v 18 الرَّبُّ طَوِيلُ الأَنَاةِ، وَافِرُ الرَّحْمَةِ، يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَالسَّيِّئَةَ. لَكِنَّهُ لَا يُبْرِئُ، بَلْ يَفْتَقِدُ ذَنْبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ إِلَى الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ. +\v 19 فَاصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ هَذَا الشَّعْبِ بِحَسَبِ نِعْمَتِكَ، وَاغْفِرْ لَهُ كَمَا غَفَرْتَ ذُنُوبَهُ مِنْ مِصْرَ إِلَى هَهُنَا». +\s5 +\p +\v 20 فَأَجَابَ الرَّبُّ: «قَدْ صَفَحْتُ بِحَسَبِ قَوْلِكَ. +\v 21 وَلَكِنْ كَمَا أَنَا حَقّاً حَيٌّ، وَكَمَا أَنَّ مَجْدَ الرَّبِّ حَقّاً يَمْلأُ الأَرْضَ، +\v 22 فَإِنَّ جَمِيعَ الرِّجَالِ الَّذِينَ عَايَنُوا مَجْدِي وَمُعْجِزَاتِي الَّتِي أَجْرَيْتُهَا فِي مِصْرَ وَفِي الصَّحْرَاءِ، وَجَرَّبُونِي عَشْرَ مَرَّاتٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُطِيعُوا قَوْلِي، +\s5 +\v 23 لَنْ يَرَوْا الأَرْضَ الَّتِي وَعَدْتُ بِها آبَاءَهُمْ. جَمِيعُ الَّذِينَ اسْتَخَفُّوا بِي، لَنْ يُشَاهِدُوهَا. +\v 24 وَلَكِنْ لأَنَّ فِي عَبْدِي كَالَبَ رُوحاً مُخْتَلِفَةً، وَقَدْ تَبِعَنِي بِكُلِّ قَلْبِهِ، فَسَأُدْخِلُهُ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي ذَهَبَ إِلَيْهَا، وَسَيَرِثُهَا نَسْلُهُ مِنْ بَعْدِهِ. +\v 25 وَبِمَا أَنَّ الْعَمَالِقَةَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ سَاكِنُونَ فِي الْوِدْيَانِ، فَارْجِعُوا غَداً إِلَى الصَّحْرَاءِ فِي اتِّجَاهِ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ». +\s5 +\p +\v 26 قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: +\v 27 «إِلَى مَتَى أَصْفَحُ عَنْ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ الشِّرِّيرَةِ الْمُتَذَمِّرَةِ عَلَيَّ؟ لَقَدْ سَمِعْتُ تَذَمُّرَهُمْ عَلَيَّ، +\s5 +\v 28 فَقُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ الرَّبُّ، لأُنْزِلَنَّ بِكُمْ كُلَّ مَا تَكَلَّمْتُمْ بِهِ فِي مَسْمَعِي. +\v 29 إِذْ تَتَسَاقَطُ جُثَثُكُمْ فِي هَذِهِ الصَّحْرَاءِ، مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ مِمَّنْ تَمَّ إِحْصَاؤُهُمْ وَتَذَمَّرُوا عَلَيَّ. +\v 30 لَنْ تَدْخُلُوا الأَرْضَ الَّتِي وَعَدْتُ رَافِعاً يَدِي بِقَسَمٍ أَنْ أُسْكِنَكُمْ فِيهَا، مَاعَدَا كَالَبَ بنَ يَفُنَّةَ وَيَشُوعَ بْنَ نُونَ. +\s5 +\v 31 غَيْرَ أَنِّي سَأُدْخِلُ إِلَيْهَا أَوْلادَكُمُ الَّذِينَ ادَّعَيْتُمْ أَنَّهُمْ يُصْبِحُونَ أَسْرَى، فَيَتَمَتَّعُونَ بِالأَرْضِ الَّتِي احْتَقَرْتُمُوهَا. +\v 32 أَمَّا أَنْتُمْ فَإِنَّ جُثَثَكُمْ تَتَسَاقَطُ فِي هَذَا الْقَفْرِ، +\v 33 وَيَبْقَى بَنُوكُمْ فِي الصَّحْرَاءِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، تُعَانُونَ مِنْ فُجُورِكُمْ، حَتَّى تَبْلَى جُثَثُكُمْ فِيهَا. +\s5 +\v 34 وَتَحْمِلُونَ أَوْزَارَكُمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً. كُلُّ يَوْمٍ بِسَنَةٍ، عَلَى عَدَدِ الأَيَّامِ الأَرْبَعِينَ الَّتِي تَجَسَّسْتُمْ فِيهَا الأَرْضَ، فَتُدْرِكُونَ عَاقِبَةَ ابْتِعَادِي عَنْكُمْ. +\v 35 أَنَا الرَّبُّ قَدْ تَكَلَّمْتُ، وَهَذَا مَا سَأُعَاقِبُ بِهِ هَذِهِ الْجَمَاعَةَ الشِّرِّيرَةَ الْمُتَآمِرَةَ عَلَيَّ: فِي هَذِهِ الصَّحْرَاءِ يَفْنَوْنَ وَيَمُوتُونَ». +\s5 +\p +\v 36 أَمَّا الْجَوَاسِيسُ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ مُوسَى لاِسْتِكْشَافِ الأَرْضِ، فَرَجَعُوا فَأَثَارُوا عَلَيْهِ الشَّعْبَ بِمَا رَوَّجُوهُ مِنْ أَخْبَارٍ سَيِّئَةٍ عَنِ الأَرْضِ، +\v 37 فَقَدْ أَمَاتَهُمُ الرَّبُّ بِالْوَبَأِ عِقَاباً لَهُمْ +\v 38 وَلَمْ يَعِشْ مِنْهُمْ إِلّا يَشُوعُ بْنُ نُونَ وَكَالَبُ بْنُ يَفُنَّةَ. +\s5 +\p +\v 39 وَلَمَا أَبْلَغَ مُوسَى هَذَا الْكَلامَ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَكَوْا بُكَاءً شَدِيداً. +\v 40 وَفِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ صَعِدُوا إِلَى رَأْسِ الْجَبَلِ قَائِلِينَ: «هَا نَحْنُ قَدْ أَخْطَأْنَا، فَلْنَمْضِ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي وَعَدَنَا بِهِ الرَّبُّ». +\s5 +\v 41 فَقَالَ مُوسَى: «لِمَاذَا تَعْصَوْنَ أَمْرَ الرَّبِّ؟ إِنَّ عَمَلَكُمْ هَذَا لَنْ يُفْلِحَ. +\v 42 لَا تَنْطَلِقُوا لِئَلّا تَنْهَزِمُوا أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ لَيْسَ فِي وَسَطِكُمْ، +\v 43 فَالْعَمَالِقَةُ وَالْكَنْعَانِيُّونَ مُتَرَبِّصُونَ بِكُمْ هُنَاكَ فَتَهْلِكُونَ بِحَدِّ السَّيْفِ، لأَنَّكُمْ قَدِ ارْتَدَدْتُمْ عَنِ الرَّبِّ وَلَنْ يَكُونَ الرَّبُّ مَعَكُمْ». +\s5 +\v 44 لَكِنَّهُمْ، فِي غَطْرَسَتِهِمْ، ارْتَقَوْا إِلَى قِمَّةِ الْجَبَلِ، غَيْرَ أَنَّ تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ وَمُوسَى لَمْ يَبْرَحَا مِنْ وَسَطِ الْمُخَيَّمِ. +\v 45 فَانْقَضَّ عَلَيْهِمِ الْعَمَالِقَةُ وَالْكَنْعَانِيُّونَ الْمُقِيمُونَ فِي ذَلِكَ الْجَبَلِ، وَهَاجَمُوهُمْ وَتَعَقَّبُوهُمْ إِلَى «حُرْمَةَ». + +\s5 +\c 15 +\s1 تقدمات تكميلية +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: مَتَى اسْتَوْطَنْتُمُ الأَرْضَ الَّتِي أَنَا وَاهِبُهَا لَكُمْ مَسْكَناً، +\v 3 وَقَدَّمْتُمْ لِي قُرْبَانَ مُحْرَقَةٍ أَوْ ذَبِيحَةٍ وَفَاءً لِنَذْرٍ، أَوْ تَقْدِمَةً طَوْعِيَّةً أَوْ قَرَابِينَ فِي أَعْيَادِكُمْ لِلْحُظْوَةِ بِرِضَى الرَّبِّ وَمَسَرَّتِهِ، مِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ. +\s5 +\v 4 فَلْيُرْفِقْهَا الْمُقَرِّبُ بِتَقْدِمَةِ عُشْرٍ مِنَ الدَّقِيقِ الْمَعْجُونِ بِرُبْعِ الْهِينِ (نَحْوَ لِتْرٍ) مِنَ الزَّيْتِ، +\v 5 وَسَكِيبِ خَمْرٍ مِقْدَارُهُ رُبْعُ الْهِينِ (نَحْوَ لِتْرٍ)، يُصْعِدُهُ مَعَ الْمُحْرَقَةِ أَوِ الذَّبِيحَةِ لِلْحَمَلِ الْوَاحِدِ. +\s5 +\v 6 أَمَّا مَعَ الْكَبْشِ فَلْيُقَرِّبْ تَقْدِمَةً عُشْرَيْنِ مِنَ الدَّقِيقِ مَعْجُونَيْنِ بِثُلْثِ الْهِينِ (بِنَحْوِ لِتْرٍ وَثُلْثِ اللِّتْرِ) مِنَ الزَّيْتِ +\v 7 وَسَكِيبَ خَمْرٍ مِقْدَارُهُ ثُلْثُ الْهِينِ (نَحْوَ لِتْرٍ وَثُلْثِ اللِّتْرِ)، يُصْعِدُهَا لِلْحُظْوَةِ بِرِضَى الرَّبِّ وَمَسَرَّتِهِ. +\s5 +\v 8 وَإذَا قَرَّبْتَ ثَوْراً مُحْرَقَةً أَوْ ذَبِيحَةً وَفَاءً لِنَذْرٍ أَوْ ذَبِيحَةَ سَلامٍ لِلرَّبِّ، +\v 9 فَأَصْعِدْ مَعَ الثَّوْرِ تَقْدِمَةً ثَلاثَةَ أَعْشَارٍ مِنَ الدَّقِيقِ مَعْجُونَةً بِنِصْفِ الْهِينِ (بِنَحْوِ لِتْرَيْنِ) مِنَ الزَّيْتِ. +\v 10 وَسَكِيبَ خَمْرٍ مِقْدَارُهُ نِصْفُ الْهِينِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ)، لِيَكُونَ وَقُودَ رِضَىً وَمَسَرَّةٍ لِلرَّبِّ. +\s5 +\v 11 هَذَا مَا يُقَدَّمُ لِلثَّوْرِ الْوَاحِدِ، أَوْ لِلْكَبْشِ الْوَاحِدِ، أَوْ لِلْحَمَلِ أَوْ لِلتَّيْسِ. +\v 12 هَكَذَا تَفْعَلُونَ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا عَلَى حَسَبِ أَعْدَادِهَا. +\v 13 وَيُمَارِسُ كُلُّ مُواطِنٍ إِسْرَائِيلِيٍّ هَذِهِ الشَّعَائِرَ عَلَى هَذَا الْمِثَالِ عِنْدَمَا يُقَدِّمُ مُحْرَقَةً لِتَكُونَ رَائِحَةَ سُرُورٍ لِلرَّبِّ. +\s5 +\v 14 وَإذَا قَرَّبَ غَرِيبٌ مُقِيمٌ فِي وَسَطِكُمْ، أَوْ نَازِلٌ فِي دِيَارِكُمْ عَلَى مَدَى أَجْيَالِكُمْ مُحْرَقَةً رَائِحَةَ سُرُورٍ لِلرَّبِّ، فَلْيَصْنَعْ كَمَا تَصْنَعُونَ. +\v 15 فَهَذِهِ فَرِيضَةٌ دَائِمَةٌ لَكُمْ، وَلِلْغَرِيبِ النَّازِلِ عِنْدَكُمْ عَلَى مَدَى أَجْيَالِكُمْ، فَتَكُونُونَ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ أَمَامَ الرَّبِّ. +\v 16 فَتَكُونُ لَكُمْ وَلِلْغَرِيبِ النَّازِلِ عِنْدَكُمْ شَرِيعَةٌ وَاحِدَةٌ وَحُكْمٌ وَاحِدٌ». +\s5 +\p +\v 17 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 18 «أَوْصِ شَعْبَ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: مَتَى دَخَلْتُمُ الأَرْضَ الَّتِي أَنَا آخِذُكُمْ إِلَيْهَا، +\v 19 وَأَكَلْتُمْ مِنْ غَلَّتِهَا، فَأَصْعِدُوا لِي تَقْدِمَةً مِنْهَا. +\s5 +\v 20 مِنْ أَوَّلِ عَجِينِكُمْ تُقَدِّمُونَ قُرْصاً قُرْبَاناً، كَقُرْبَانِ الْبَيْدَرِ هَكَذَا تُقَدِّمُونَهُ. +\v 21 إِذْ يَتَوَجَّبُ عَلَيْكُمْ، جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ، أَنْ تُقَدِّمُوا قُرْبَاناً لِي مِنْ أَوَّلِ عَجِينِكُمْ. +\s1 تقدمات خطايا السهو +\s5 +\p +\v 22 وَإذَا سَهَوْتُمْ وَلَمْ تُنَفِّذُوا جَمِيعَ هَذِهِ الْوَصَايَا الَّتِي أَبْلَغْتُهَا لِمُوسَى، +\v 23 وَالَّتِي أَمَرْتُكُمْ بِمُمَارَسَتِهَا عَلَى مَدَى أَجْيَالِكُمْ، مُنْذُ أَنْ أَصْدَرْتُهَا إِلَيْكُمْ عَلَى لِسَانِ مُوسَى، +\v 24 وَإِنْ حَدَثَ هَذَا سَهْواً وَعَنْ غَيْرِ عِلْمِ الْجَمَاعَةِ، فَعَلَى كُلِّ الْجَمَاعَةِ أَنْ تُقَرِّبَ ثَوْراً مُحْرَقَةً رَائِحَةَ سُرُورٍ لِلرَّبِّ مَعَ تَقْدِمَةٍ مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكِيبِهِ مِنَ الْخَمْرِ طِبْقاً لِلشَّعَائِرِ، وَتَيْساً وَاحِداً ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ. +\s5 +\v 25 فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْ جَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، فَأَصْفَحُ عَنْهُمْ، لأَنَّ الأَمْرَ صَدَرَ سَهْواً عَنْهُمْ. +\v 26 فَأَصْفَحُ عَنِ الشَّعْبِ كُلِّهِ، وَالْغَرِيبِ الْمُقِيمِ بَيْنَكُمْ، لأَنَّ الأَمْرَ صَدَرَ سَهْواً عَنِ الشَّعْبِ جَمِيعِهِ. +\s5 +\p +\v 27 وَإِنْ أَخْطَأَتْ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ سَهْواً، فَلْتُقَرِّبْ عَنْزَةً حَوْلِيَّةً ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ. +\v 28 فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنِ النَّفْسِ الَّتِي سَهَتْ فَأَخْطَأَتْ أَمَامِي فَأَصْفَحُ عَنْهَا عِنْدَمَا يَتِمُّ التَّكْفِيرُ عَنْهَا. +\v 29 وَتَكُونُ هَذِهِ شَرِيعَةً وَاحِدَةً تُطَبَّقُ عَلَى كُلِّ مَنْ أَخْطَأَ سَهْواً سَوَاءٌ كَانَ مُواطِناً أَمْ غَرِيباً نَازِلاً بَيْنَكُمْ. +\s5 +\v 30 أَمَّا إِنْ تَعَمَّدَ أَحَدٌ الْخَطَأَ، سَوَاءٌ كَانَ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ أَمْ مِنَ الْغُرَبَاءِ، فَهُوَ يَزْدَرِي بِي وَيَجِبُ أَنْ يُسْتَأْصَلَ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِ، +\v 31 لأَنَّهُ احْتَقَرَ كَلامِي وَنَقَضَ وَصِيَّتِي، لِهَذَا يُسْتَأْصَلُ مُتَحَمِّلاً عِقَابَ ذَنْبِهِ». +\s1 رجم ناقض السبت +\s5 +\p +\v 32 وَفِي أَثْنَاءِ إِقَامَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الصَّحْرَاءِ، وَجَدُوا رَجُلاً يَجْمَعُ حَطَباً فِي يَوْمِ السَّبْتِ، +\v 33 فَاقْتَادُوهُ إِلَى مُوسَى وَهَرُونَ وَبَقِيَّةِ الْجَمَاعَةِ، +\v 34 وَزَجُّوهُ فِي السِّجْنِ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَاضِحاً بَعْدُ مَا يَتَوَجَّبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَفْعَلُوا بِهِ. +\s5 +\v 35 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «لِتَرْجُمْهُ الْجَمَاعَةُ كُلُّهَا بِالْحِجَارَةِ خَارِجَ الْمُخَيَّمِ، لأَنَّ عِقَابَهُ الْقَتْلُ حَتْماً». +\v 36 فَأَخَذَهُ الشَّعْبُ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ وَرَجَمُوهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى مَاتَ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. +\s1 أهداب الثياب للتذكار +\s5 +\p +\v 37 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 38 «أَوْصِ شَعْبَ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: اِصْنَعُوا عَلَى مَدَى أَجْيَالِكُمْ، أَهْدَاباً فِي أَذْيَالِ ثِيَابِكُمْ وَضَعُوا عَلَى هُدُبِ الذَّيْلِ خَيْطاً أَزْرَقَ. +\v 39 فَتَرَوْنَ أَهْدَابَكُمْ هَذِهِ وَتَذْكُرُونَ كُلَّ وَصَايَايَ وَتُطِيعُونَهَا، وَلا تُغْوُونَ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّبَاعِ شَهْوَاتِ قُلُوبِكُمْ وَعُيُونِكُمْ. +\s5 +\v 40 عِنْدَئِذٍ تَتَذَكَّرُونَ أَنْ تُطِيعُوا جَمِيعَ وَصَايَايَ وَتَتَقَدَّسُوا لإِلَهِكُمْ. +\v 41 فَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ لِيَكُونَ لَكُمْ إِلَهاً. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ». + +\s5 +\c 16 +\s1 قورح وداثان وأبيرام +\p +\v 1 وَشَرَعَ قُورَحُ بْنُ يِصْهَارَ بْنِ قَهَاتَ بْنِ لاوِي، وَدَاثَانُ وَأَبِيرَامُ ابْنَا أَلِيَآبَ، وَأُونُ بْنُ فَالَتَ مِنْ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ، +\v 2 يَتَآمَرُونَ عَلَى مُوسَى، مَعَ مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ مِنْ رُؤَسَاءِ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، ذَوِي الْمَكَانَةِ مِمَّنْ تَمَّ تَعْيِينُهُمْ فِي الْمَجْلِسِ. +\v 3 هَؤُلاءِ تَأَلَّبُوا عَلَى مُوسَى وَهَرُونَ وَقَالُوا: «حَسْبُكُمَا! إِنَّ كُلَّ الْجَمَاعَةِ بِأَسْرِهَا مُقَدَّسَةٌ، وَفِي وَسَطِهَا الرَّبُّ. فَمَا بَالُكُمَا تَتَرَفَّعَانِ عَلَى جَمَاعَةِ الرَّبِّ؟» +\s5 +\p +\v 4 فَلَمَّا سَمِعَ مُوسَى هَذَا، أَكَبَّ عَلَى وَجْهِهِ، +\v 5 ثُمَّ قَالَ لِقُورَحَ وَسَائِرِ جَمَاعَتِهِ: «غَداً يُعْلِنُ الرَّبُّ مَنْ هُوَ لَهُ، وَمَنْ هُوَ الْمُقَدَّسُ فَيُقَرِّبُهُ مِنْهُ. +\s5 +\v 6 وَلَكِنْ يَا قُورَحُ افْعَلْ هَذَا أَنْتَ وَجَمَاعَتُكَ: خُذُوا لَكُمْ مَجَامِرَ، +\v 7 وَضَعُوا فِيهَا نَاراً وَبَخُوراً أَمَامَ الرَّبِّ غَداً. وَالرَّجُلُ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ يَكُونُ هُوَ الْمُقَدَّسُ، فَحَسْبُكُمْ أَيُّهَا اللّاوِيُّونَ!» +\s5 +\v 8 وَأَضَافَ مُوسَى قَائِلاً لِقُورَحَ: «اسْتَمِعُوا يَا بَنِي لاوِي، +\v 9 أَلَمْ يَكْفِكُمْ أَنَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ أَفْرَزَكُمْ مِنْ بَيْنِ الشَّعْبِ لِيُقَرِّبَكُمْ إِلَيْهِ لِكَيْ تَخْدِمُوا مَسْكَنَ الرَّبِّ وَتَقِفُوا فِي حَضْرَةِ الشَّعْبِ كُلِّهِ لِخِدْمَتِهِ. +\v 10 فَقَرَّبَكَ مَعَ بَقِيَّةِ إِخْوَتِكَ مِنْ بَنِي لاوِي، حَتَّى صِرْتُمْ تَطْمَعُونَ فِي الْكَهَنُوتِ. +\v 11 إِذَنْ أَنْتَ وَكُلُّ جَمَاعَتِكَ قَدْ تَأَلَّبْتُمْ عَلَى الرَّبِّ، لأَنَّهُ مَنْ هُوَ هَرُونُ حَتَّى تَتَذَمَّرُوا عَلَيْهِ؟» +\s5 +\v 12 فَأَرْسَلَ مُوسَى يَسْتَدْعِي دَاثَانَ وَأَبِيرَامَ ابْنَيْ أَلِيآبَ، فَرَدَّا: «لَنْ نَحْضُرَ! +\v 13 أَلَمْ يَكْفِكَ أَنَّكَ أَخْرَجْتَنَا مِنْ أَرْضٍ تُدِرُّ لَبَناً وَعَسَلاً لِتُهْلِكَنَا فِي الصَّحْرَاءِ، ثُمَّ تَتَرَأَّسُ عَلَيْنَا؟ +\v 14 فَأَنْتَ لَمْ تَقُدْنَا إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ خَيْرَاتٍ، وَلا أَوْرَثْتَنَا حُقُولاً وَكُرُوماً. فَمَنْ تُحَاوِلُ أَنْ تَخْدَعَ؟ إِنَّنَا لَنْ نَحْضُرَ!» +\s5 +\p +\v 15 فَاحْتَدَمَ غَيْظُ مُوسَى وَقَالَ لِلرَّبِّ: «لا تَقْبَلْ تَقْدِمَتَهُمَا، فَأَنَا لَمْ آخُذْ حَتَّى حِمَاراً وَاحِداً مِنْهُمَا، وَلَمْ أُسِئْ إِلَى أَحَدٍ مِنْهُمَا». +\p +\v 16 وَقَالَ مُوسَى لِقُورَحَ: «امْثُلْ أَنْتَ وَجَمَاعَتُكَ كُلُّهَا أَمَامَ الرَّبِّ غَداً، وَكَذَلِكَ يَحْضُرُ هَرُونُ أَيْضاً. +\v 17 وَلْيَأْخُذْ كُلٌّ مِنْكُمْ مَجْمَرَتَهُ وَضَعُوا فِيهَا بَخُوراً، وَلْيُقَدِّمْ كُلُّ وَاحِدٍ مَجْمَرَتَهُ، فَتَكُونَ مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ مَجْمَرَةً، وَكَذَلِكَ خُذْ أَنْتَ وَهَرُونُ، كُلُّ وَاحِدٍ مَجْمَرَتَهُ». +\s5 +\v 18 فَجَاءَ كُلُّ وَاحِدٍ بِمَجْمَرَتِهِ وَوَضَعُوا فِيهَا نَاراً وَبَخُوراً، وَمَثَلُوا عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ مَعَ مُوسَى وَهَرُونَ. +\v 19 وَحَشَدَ قُورَحُ عَلَيْهِمَا كُلَّ الْجَمَاعَةِ الْمُتَآمِرَةِ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، فَتَرَاءَى آنَئِذٍ مَجْدُ الرَّبِّ لِلْجَمَاعَةِ كُلِّهَا. +\s5 +\p +\v 20 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: +\v 21 «افْتَرِزَا مِنْ بَيْنِ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ لأَنِّي سَأُفْنِيهِمْ فِي لَحْظَةٍ». +\v 22 فَانْطَرَحَا عَلَى وَجْهَيْهِمَا وَابْتَهَلا قَائِلَيْنِ: «اللهُمَّ، يَا إِلَهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ الْبَشَرِ، أَتَسْخَطُ عَلَى الْجَمَاعَةِ كُلِّهَا مِنْ أَجْلِ خَطِيئَةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ؟» +\s5 +\v 23 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 24 «اطْلُبْ مِنَ الشَّعْبِ أَنْ يَبْتَعِدُوا مِنْ حَوَالَيْ خِيَامِ قُورَحَ وَدَاثَانَ وَأَبِيرَامَ». +\s5 +\p +\v 25 فَذَهَبَ مُوسَى إِلَى دَاثَانَ وَأَبِيرَامَ، وَتَبِعَهُ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ، +\v 26 وَقَالَ لِلْجَمَاعَةِ كُلِّهَا: «ابْتَعِدُوا عَنْ خِيَامِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ الأَشْرَارِ، وَلا تَلْمَسُوا شَيْئاً مِمَّا لَهُمْ لِئَلّا تَهْلِكُوا مِنَ جَرَّاءِ خَطَايَاهُمْ». +\v 27 فَابْتَعَدُوا مِنْ حَوَالَيْ خِيَامِ قُورَحَ وَدَاثَانَ وَأَبِيرَامَ، وَخَرَجَ دَاثَانُ وَأَبِيرَامُ، وَوَقَفَا أَمَامَ خَيْمَتَيْهِمَا مَعَ زَوْجَاتِهِمَا وَأَوْلادِهِمَا صِغَاراً وَكِبَاراً. +\s5 +\v 28 فَقَالَ مُوسَى: «بِهَذَا تَعْرِفُونَ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي لأُجْرِيَ كُلَّ هَذِهِ الأَعْمَالِ، وَأَنَّهَا لَيْسَتْ صَادِرَةً عَنْ نَفْسِي: +\v 29 إِنْ مَاتَ هَؤُلاءِ مَوْتاً طَبِيعِيًّا، أَوِ ابْتُلُوا بِمَا يُبْتَلَى بِهِ النَّاسُ عَادَةً، فَلا يَكُونُ الرَّبُّ قَدْ أَرْسَلَنِي. +\v 30 وَلَكِنْ إِنْ أَجْرَى الرَّبُّ أَمْراً جَدِيداً، وَانْشَقَّتِ الأَرْضُ وَابْتَلَعَتْهُمْ مَعَ كُلِّ مَالَهُمْ، وَدُفِنُوا فِي بَاطِنِ الأَرْضِ أَحْيَاءَ، عِنْدَئِذٍ تُدْرِكُونَ أَنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ قَدِ ازْدَرَوْا بِالرَّبِّ». +\s5 +\p +\v 31 وَحَالَمَا انْتَهَى مِنْ كَلامِهِ انْشَقَّتِ الأَرْضُ تَحْتَهُمْ، +\v 32 وَفَتَحَتْ فَاهَا وَابْتَلَعَتْهُمْ مَعَ بُيُوتِهِمْ، كَمَا ابْتَلَعَتْ رِجَالَ قُورَحَ مَعَ كُلِّ مَا يَمْلِكُونَ. +\s5 +\v 33 فَاخْتَفَوْا هُمْ وَكُلُّ مَا يَمْلِكُونَ أَحْيَاءَ فِي بَاطِنِ الأَرْضِ الَّتِي انْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ، فَبَادُوا مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ. +\v 34 وَهَرَبَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ الَّذِينَ حَوْلَهُمْ مِنْ صَوْتِ صَرَخَاتِهِمْ قَائِلِينَ: «لِئَلّا تَبْتَلِعَنَا الأَرْضُ». +\v 35 وَانْدَلَعَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ فَالْتَهَمَتِ الْمِئَتَيْنِ وَالْخَمْسِينَ رَجُلاً الَّذِينَ قَرَّبُوا الْبَخُورَ. +\s5 +\p +\v 36 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 37 «اطْلُبْ مِنْ أَلِعَازَارَ بْنِ هَرُونَ الْكَاهِنِ أَنْ يَجْمَعَ الْمَجَامِرَ مِنَ الْحَرِيقِ، وَلْيَذْرِ مَا فِيهَا مِنْ جَمْرٍ فَإِنَّهَا قَدْ تَقَدَّسَتْ. +\v 38 وَاطْرُقُوا مَجَامِرَ هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَخْطَأُوا فِي حَقِّ نُفُوسِهِمْ صَفَائِحَ، لِتَكُونَ غِشَاءً لِلْمَذْبَحِ، لأَنَّهُمْ قَدَّمُوهَا فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ فَتَقَدَّسَتْ، فَتَكُونُ عِبْرَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ». +\s5 +\v 39 فَجَمَعَ أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ مَجَامِرَ النُّحَاسِ الَّتِي قَرَّبَهَا الْمُحْتَرِقُونَ، فَطُرِقَتْ غِشَاءً لِلْمَذْبَحِ، +\v 40 عِبْرَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ لِكَيْ لَا يَدْنُوَ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِ نَسْلِ هَرُونَ لِيُبَخِّرَ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، فَيُصِيبَهُ مَا أَصَابَ قُورَحَ وَجَمَاعَتَهُ، كَمَا كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى. +\s5 +\p +\v 41 وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي تَذَمَّرَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مُوسَى وَهَرُونَ قَائِلِينَ: «لَقَدْ قَتَلْتُمَا شَعْبَ الرَّبِّ». +\v 42 فَلَمَّا اجْتَمَعَتِ الْجَمَاعَةُ عَلَى مُوسَى وَهَرُونَ مَضَيَا إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَإذَا بِالسَّحَابَةِ قَدْ غَطَّتْهَا وَمَجْدُ الرَّبِّ قَدْ تَرَاءَى. +\v 43 فَأَقْبَلَ مُوسَى وَهَرُونُ إِلَى أَمَامِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\s5 +\v 44 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 45 «اخْرُجَا مِنْ بَيْنِ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ لأَنَّنِي سَأُفْنِيهِمْ فِي لَحْظَةٍ». فَخَرَّا عَلَى وَجْهَيْهِمَا +\v 46 ثُمَّ قَالَ مُوسَى لِهَرُونَ: «خُذِ الْمَجْمَرَةَ وَضَعْ فِيهَا نَاراً مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَأَيْضاً بَخُوراً، وَأَسْرِعْ إِلَى الْجَمَاعَةِ لِتُكَفِّرَ عَنْهُمْ، لأَنَّ الْغَضَبَ الْمُحْتَدِمَ قَدْ صَدَرَ عَنِ الرَّبِّ وَتَفَشَّى فِيهِمِ الْوَبَأُ». +\s5 +\v 47 فَنَفَّذَ هَرُونُ أَمْرَ مُوسَى، وَأَسْرَعَ إِلَى وَسَطِ الْجَمَاعَةِ، وَإذَا بِالْوَبَأِ قَدِ ابْتَدَأَ يَتَفَشَّى فِيهِمْ، فَوَضَعَ الْبَخُورَ وَكَفَّرَ عَنِ الشَّعْبِ. +\v 48 وَوَقَفَ هَرُونُ بَيْنَ الْمَوْتَى وَالأَحْيَاءِ، فَتَوَقَّفَ الوَبَأُ. +\s5 +\v 49 فَكَانَ الَّذِينَ هَلَكُوا بِالْوَبَإِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ، عَدَا الَّذِينَ مَاتُوا بِسَبَبِ قُورَحَ. +\v 50 ثُمَّ رَجَعَ هَرُونُ إِلَى مُوسَى عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَقَدْ تَوَقَّفَ سَرَيَانُ الْوَبَإِ. + +\s5 +\c 17 +\s1 تفريخ عصا هرون +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَخُذْ مِنْهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ عَصاً، وَاحِدَةً مِنْ كُلِّ رَئِيسِ سِبْطٍ مِنْ أَسْبَاطِ آبَائِهِمْ، وَاحْفُرِ اسْمَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى عَصَاهُ. +\s5 +\v 3 وَاحْفُرِ اسْمَ هَرُونَ عَلَى عَصَا لاوِي، لأَنَّ لِرَئِيسِ بَيْتِ آبَائِهِمْ عَصاً وَاحِدَةً. +\v 4 وَضَعِ الْعِصِيَّ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ أَمَامَ الشَّهَادَةِ حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكُمْ. +\v 5 فَالرَّجُلُ الَّذِي أَخْتَارُهُ تُوْرِقُ عَصَاهُ، وَبِذَلِكَ أَضَعُ حَدّاً لِتَذَمُّرَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي تَرْتَفِعُ ضِدَّكُمَا». +\s5 +\p +\v 6 فَأَبْلَغَ مُوسَى ذَلِكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَعْطَاهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ رُؤَسَائِهِمْ عَصاً بِحَسَبِ أَسْبَاطِهِمْ فَكَانَتِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ عَصاً. وَكَانَتْ عَصَا هَرُونَ مِنْ بَيْنِ عِصِيِّهِمْ. +\v 7 فَوَضَعَ مُوسَى الْعِصِيَّ أَمَامَ الرَّبِّ فِي خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ. +\s5 +\v 8 وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي دَخَلَ مُوسَى إِلَى خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ فَوَجَدَ أَنَّ عَصَا هَرُونَ الَّتِي تُمَثِّلُ سِبْطَ لاوِي قَدْ أَوْرَقَتْ، إِذْ أَخْرَجَتْ فُرُوخاً وَأَزْهَرَتْ وَأَثْمَرَتْ لَوْزاً نَاضِجاً. +\v 9 فَأَخْرَجَ مُوسَى جَمِيعَ الْعِصِيِّ مِنْ حَضْرَةِ الرَّبِّ لِيَتَفَحَّصَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ كُلُّهُمْ، فَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ عَصَاهُ. +\s5 +\v 10 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «رُدَّ عَصَا هَرُونَ إِلَى أَمَامِ تَابُوتِ الْعَهْدِ وَاحْفَظْهَا لِتَكُونَ عِبْرَةً لِلْمُتَمَرِّدِينَ، فَتَكُفَّ تَذَمُّرَاتُهُمْ عَنِّي لِئَلّا يَهْلِكُوا». +\v 11 فَفَعَلَ مُوسَى بِمُقْتَضَى أَمْرِ الرَّبِّ. +\s5 +\p +\v 12 وَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: «إِنَّنَا انْقَرَضْنَا وَهَلَكْنَا جَمِيعاً، +\v 13 لأَنَّ كُلَّ مَنِ اقْتَرَبَ إِلَى مَسْكَنِ الرَّبِّ يَمُوتُ. تُرَى أَنَفْنَى كُلُّنَا؟» + +\s5 +\c 18 +\s1 واجبات الكهنة واللاويين +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِهَرُونَ: «أَنْتَ وَأَبْنَاؤُكَ وَبَيْتُ أَبِيكَ مَسْؤولُونَ عَمَّا يُصِيبُ الْمَقْدِسَ مِنْ تَدْنِيسٍ، وَأَنْتَ وَأَبْنَاؤُكَ مَعَكَ تَحْمِلُونَ مَسْؤولِيَّةَ مَا يُرْتَكَبُ فِي حَقِّ الْكَهَنُوتِ. +\v 2 وَاسْتَعِنْ بِإِخْوَتِكَ مِنْ سِبْطِ لاوِي، سِبْطِ أَبِيكَ، فَيَنْضَمُّوا إِلَيْكَ وَيُؤَازِرُوكَ أَنْتَ وَأَبْنَاءَكَ حِينَ تَقُومُونَ بِالْخِدْمَةِ أَمَامَ خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ، +\s5 +\v 3 فَيَقُومُونَ عَلَى خِدْمَتِكَ، وَعَلَى خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. وَلَكِنْ إِيَّاهُمُ الاقْتِرَابَ مِنْ أَوَانِي الْمَقْدِسِ وَمِنَ الْمَذْبَحِ، لِئَلّا يَمُوتُوا جَمِيعاً وَأَنْتُمْ مَعَهُمْ. +\v 4 لِيَنْضَمُّوا إِلَيْكَ قَائِمِينَ بِخِدْمَةِ الْخَيْمَةِ وَكُلِّ مَا يُنَاطُ بِهِمْ مِنْ وَاجِبَاتٍ لِلْعِنَايَةِ بِها. وَلَكِنْ لَا يَقْتَرِبْ مِنْهَا مَنْ لَيْسَ مِنْكُمْ، +\v 5 فَأَنْتُمُ الْكَهَنَةُ الَّذِينَ تَقُومُونَ عَلَى خِدْمَةِ الْمَقْدِسِ وَالْمَذْبَحِ، لِئَلّا يَنْصَبَّ السَّخَطُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\v 6 فَقَدِ اخْتَرْتُ إِخْوَتَكُمُ اللّاوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ لِيَكُونُوا لَكُمْ عَطِيَّةً مِنَ الرَّبِّ، لِيَعْتَنُوا بِخِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\v 7 أَمَّا أَنْتَ، وَأَبْنَاؤُكَ مَعَكَ فَقَطْ، فَتَقُومُونَ بِخِدْمَةِ الْكَهَنُوتِ فِي جَمِيعِ مَا لِلْمَذْبَحِ ومَا هُوَ وَرَاءَ الْحِجَابِ، فَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ خِدْمَةَ الْكَهَنُوتِ هِبَةً. وَكُلُّ غَرِيبٍ يَقْتَرِبُ مِنَ الْمَقْدِسِ يُقْتَلُ». +\s1 تقدمات للكهنة واللاويين +\s5 +\p +\v 8 وَقَالَ الرَّبُّ لِهَرُونَ: «هَا أَنَا قَدْ وَلَّيْتُكَ الْقِيَامَ بِخِدْمَةِ قَرَابِينِي. وَكُلُّ التَّقْدِمَاتِ الْمُقَدَّسَةِ الَّتِي يُحْضِرُهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لِي، أَمْنَحُكَ إِيَّاهَا أَنْتَ وَبَنِيكَ لِتَكُونَ لَكُمْ نَصِيباً فَرِيضَةً دَائِمَةً. +\v 9 فَيَكُونُ مِنْ نَصِيبِكُمْ قَرَابِينُ قُدْسِ الأَقْدَاسِ، إِلا مَا تُحْرِقُونَهُ مِنْهَا عَلَى الْمَذْبَحِ؛ فَيَكُونُ لَكُمْ مِنْ تَقْدِمَاتِ قُدْسِ الأَقْدَاسِ الَّتِي يُحْضِرُونَهَا لِي، سَوَاءٌ كَانَتْ تَقْدِمَاتِ دَقِيقٍ أَمْ ذَبَائِحَ خَطَايَاهُمْ أَمْ ذَبَائِحَ آثَامِهِمْ. هَذِهِ تَكُونُ نَصِيباً لَكَ وَلأَبْنَائِكَ. +\s5 +\v 10 وَعَلَى كُلِّ ذَكَرٍ مِنْكُمْ أَنْ يَأْكُلَهَا فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ لأَنَّهَا أَصْبَحَتْ مُقَدَّسَةً +\v 11 وَأَمَّا مَا تُرَجِّحُهُ مِنْ عَطَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِنَّنِي أَهَبُهُ لَكَ وَلأَبْنَائِكَ وَبَنَاتِكَ فَرِيضَةً دَائِمَةً، وَلا يَأْكُلُ مِنْهَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ إِلّا مَنْ كَانَ طَاهِراً. +\s5 +\v 12 وَأُعْطِيكَ أَيْضاً بَاكُورَةَ غَلّاتِ أَفْضَلِ زَيْتِ الزَّيْتُونِ وَالْخَمْرِ وَالْحِنْطَةِ الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا لِلرَّبِّ، +\v 13 فَتَكُونُ لَكَ أَبْكَارُ غَلّاتِ أَرْضِهِمِ الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا لِلرَّبِّ، فَيَأْكُلُ مِنْهَا كُلُّ طَاهِرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ. +\s5 +\v 14 كُلُّ مَا هُوَ مَنْذُورٌ لِلرَّبِّ فِي إِسْرَائِيلَ يَكُونُ لَكَ. +\v 15 وَكَذَلِكَ كُلُّ بِكْرٍ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ يُقَدِّمُونَهُ لِلرَّبِّ يَكُونُ لَكَ، مَاعَدَا بِكْرَ الإِنْسَانِ وَبِكْرَ الْبَهِيمَةِ النَّجِسَةِ فَإِنَّكَ تَقْبَلُ فِدَاءَهُمَا. +\v 16 وَفِدَاءُ النَّاسِ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ، حَسَبَ تَقْوِيمِكَ، خَمْسَةُ شَوَاقِلَ (نَحْوَ سِتِّينَ جِرَاماً) مِنَ الفِضَّةِ وَفْقاً لِلْوَزْنِ الْمُعْتَمَدِ فِي الْقُدْسِ، +\s5 +\v 17 لَكِنْ لَا تَقْبَلْ فِدَاءَ بِكْرِ الْبَقَرِ أَوِ الضَّأْنِ أَوِ الْمَعْزِ. إِنَّهُ مُفْرَزٌ لِلرَّبِّ. بَلْ تَرُشُّ دَمَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَتُحْرِقُ شَحْمَهُ وَقُوداً رَائِحَةَ رِضًى وَمَسَرَّةٍ لِلرَّبِّ. +\v 18 أَمَّا لَحْمُهُ فَيَكُونُ لَكَ نَصِيباً كَصَدْرِ التَّرْجِيحِ وَالسَّاقِ الْيُمْنَى. +\s5 +\v 19 وَهَكَذَا أُعْطِيكَ أَنْتَ وَأَبْنَاءَكَ وَبَنَاتِكَ، حَقّاً أَبَدِيًّا، جَمِيعَ تَقْدِمَاتِ الأَقْدَاسِ الَّتِي يُقَرِّبُهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لِلرَّبِّ، فَيَكُونُ هَذَا مِيثَاقَ مِلْحٍ أَبَدِيًّا أَمَامَ الرَّبِّ، لَكَ وَلِنَسْلِكَ أَيْضاً». +\v 20 وَقَالَ الرَّبُّ لِهَرُونَ: «لا يَكُونُ لَكَ مِيرَاثٌ فِي أَرْضِهِمْ وَلا نَصِيبٌ بَيْنَهُمْ، لأَنَّنِي أَنَا نَصِيبُكَ وَمِيرَاثُكَ فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\p +\v 21 أَمَّا اللّاوِيُّونَ فَقَدْ وَهَبْتُهُمْ كُلَّ عُشْرٍ فِي إِسْرَائِيلَ، لِقَاءَ عَمَلِهِمِ الَّذِي يَقُومُونَ بِهِ فِي خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجِتِمَاعِ. +\v 22 وَعَلَى الإِسْرَائِيلِيِّينَ، مُنْذُ الآنَ، أَنْ لَا يَقْتَرِبُوا إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَإلَّا تَحَمَّلُوا نَتَائِجَ خَطِيئَتِهِمْ فَيَمُوتُونَ. +\s5 +\v 23 فَاللّاوِيُّونَ وَحْدَهُمْ يَقُومُونَ بِخِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَيَتَحَمَّلُونَ مَسْؤولِيَّةَ خَطَئِهِمْ، فَتَكُونُ هَذِهِ لَكُمْ فَرِيضَةً دَائِمَةً جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ. وَلا يَكُونُ لِلّاوِيِّينَ نَصِيبٌ مِنَ الأَمْلاكِ فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ. +\v 24 إِنَّ الْعُشُورَ الَّتِي يُقَدِّمُهَا الإِسْرَائِيلِيُّونَ لِلرَّبِّ قَدْ وَهَبْتُهَا لِلّاوِيِّينَ نَصِيباً، لِهَذَا قُلْتُ لَهُمْ، لَا يَرِثُونَ نَصِيباً فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ». +\s5 +\p +\v 25 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 26 «أَوْصِ اللّاوِيِّينَ وَقُلْ لَهُمْ: مَتَى أَخَذْتُمْ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ الْعُشْرَ الَّذِي جَعَلْتُهُ نَصِيباً لَكُمْ، تُقَدِّمُونَ مِنْهُ عُشْرَهُ لِلرَّبِّ. +\v 27 فَيُحْسَبُ تَقْدِمَتَكُمْ مِثْلَ الْحِنْطَةِ مِنَ الْبَيْدَرِ أَوْ تَقْدِمَةِ عَصِيرِ الْكَرْمَةِ. +\s5 +\v 28 وَهَكَذَا تُقَدِّمُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ مِنْ جَمِيعِ عُشُورِكُمُ الَّتِي تَأْخُذُونَهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَمَا تُقَرِّبُونَهُ لِلرَّبِّ، تُعْطُونَهُ لِهَرُونَ الْكَاهِنِ. +\v 29 وَعَلَيْكُمْ أَنْ تُحْضِرُوا لِلرَّبِّ أَفْضَلَ جُزْءٍ وَأَقْدَسَهُ مِمَّا أُعْطِيَ لَكُمْ. +\s5 +\v 30 وَقُلْ لَهُمْ: حِينَ تُقَدِّمُونَ مِنْ أَفْضَلِ عَطَايَاكُمْ فَإِنَّهَا تُحْسَبُ لَكُمْ مِثْلَ مَحْصُولِ الْبَيْدَرِ وَنِتَاجِ الْمَعْصَرَةِ. +\v 31 وَتَأْكُلُونَهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْتُمْ وَأَهْلُ بُيُوتِكُمْ، لأَنَّهُ أُجْرَةٌ لَكُمْ لِقَاءَ خِدْمَتِكُمْ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\v 32 وَلَدَى تَقْدِيمِ خَيْرِ جُزْءٍ مِنْهَا لَا تَتَحَمَّلُونَ وِزْراً بِسَبَبِهَا. أَمَّا أَقْدَاسُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلا تُدَنِّسُوهَا لِئَلّا تَمُوتُوا». + +\s5 +\c 19 +\s1 ماء التطهر +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: +\v 2 «هَذِهِ هِيَ مُتَطَلَّبَاتُ الشَّرِيعَةِ الَّتِي آمُرُ بِها: قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَأْتُوكَ بِبَقَرَةٍ حَمْرَاءَ سَلِيمَةٍ خَالِيَةٍ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، لَمْ يَعْلُهَا نِيرٌ، +\s5 +\v 3 فَتُعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ، لِيَأْخُذَهَا إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ وَتُذْبَحُ أَمَامَهُ. +\v 4 وَيَغْمِسُ الْكَاهِنُ إِصْبَعَهُ بِدَمِهَا وَيَرُشُّ مِنْهُ نَحْوَ وَجْهِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. +\v 5 وَتُحْرَقُ الْبَقَرَةُ بِجِلْدِهَا وَلَحْمِهَا وَدَمِهَا مَعَ فَرْثِهَا عَلَى مَشْهَدٍ مِنْهُ، +\v 6 ثُمَّ يَأْخُذُ خَشَبَ أَرْزٍ وَزُوفَا، وَخَيْطاً أَحْمَرَ، وَيَطْرَحُهَا فِي وَسَطِ النِّيرَانِ. +\s5 +\v 7 ثُمَّ يَغْسِلُ الْكَاهِنُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَبَعْدَ ذَلِكَ يَدْخُلُ الْمُخَيَّمَ، وَيَظَلُّ الْكَاهِنُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. +\v 8 وَيَغْسِلُ الرَّجُلُ الَّذِي أَحْرَقَ الْبَقَرَةَ ثِيَابَهُ بِمَاءٍ وَيَسْتَحِمُّ، وَيَظَلُّ أَيْضاً نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. +\s5 +\v 9 وَيَجْمَعُ رَجُلٌ طَاهِرٌ رَمَادَ الْبَقَرَةِ وَيُلْقِيهِ خَارِجَ الْمُخَيَّمِ فِي مَوْضِعٍ طَاهِرٍ، فَيَظَلُّ مَحْفُوظاً لِجَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ لاِسْتِخْدَامِهِ فِي مَاءِ التَّطْهِيرِ. إِنَّهَا ذَبِيحَةُ خَطِيئَةٍ. +\v 10 وَعَلَى مَنْ جَمَعَ رَمَادَ الْبَقَرَةِ أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَيَظَلَّ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ، فَتَكُونُ هَذِهِ فَرِيضَةً دَائِمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلْغَرِيبِ الْمُقِيمِ فِي وَسَطِهِمْ. +\s5 +\p +\v 11 مَنْ لَمَسَ جُثْمَانَ إِنْسَانٍ مَيْتٍ يَبْقَى نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ، +\v 12 وَعَلَيْهِ أَنْ يَتَطَهَّرَ بِمَاءِ التَّطْهِيرِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ يُصْبِحُ طَاهِراً. وَإِنْ لَمْ يَتَطَهَّرْ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، فَلا يَكُونُ طَاهِراً فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. +\v 13 كُلُّ مَنْ لَمَسَ جُثْمَانَ إِنْسَانٍ مَيْتٍ وَلَمْ يَتَطَهَّرْ، يُنَجِّسُ مَسْكَنَ الرَّبِّ، وَيَجِبُ اسْتِئْصَالُهُ مِنَ الشَّعْبِ لأَنَّهُ نَجِسٌ، إِذْ إِنَّ مَاءَ التَّطْهِيرِ لَمْ يُرَشَّ عَلَيْهِ. +\s5 +\p +\v 14 أَمَّا شَرِيعَةُ مَنْ مَاتَ فِي خَيْمَةٍ، فَإِنَّ كُلَّ مَنْ دَخَلَ الْخَيْمَةَ وَكُلَّ مَنْ كَانَ فِيهَا، يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. +\v 15 وَكُلُّ إِنَاءٍ مَفْتُوحٍ، لَا غِطَاءَ عَلَيْهِ، أَوْ غَيْرِ مُحْكَمِ السَّدِّ، يُصْبِحُ نَجِساً. +\v 16 وَكُلُّ مَنْ لَمَسَ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ قَتِيلاً بِسَيْفٍ أَوْ مَيْتاً، أَوْ عَظْمَ إِنْسَانٍ أَوْ قَبْراً، يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. +\s5 +\p +\v 17 فَيَأْخُذُونَ لِلنَّجِسِ مِنْ غُبَارِ حَرِيقِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ، وَيُصَبُّ عَلَيْهِ مِنْ مَاءِ نَبْعٍ جَارٍ فِي إِنَاءٍ. +\v 18 وَيَأْخُذُ رَجُلٌ طَاهِرٌ أَغْصَانَ الزُّوفَا وَيَغْمِسُهَا فِي الْمَاءِ، وَيَرُشُّهُ عَلَى الْخَيْمَةِ وَعَلَى جَمِيعِ الأَمْتِعَةِ، وَعَلَى كُلِّ مَنْ كَانَ حَاضِراً هُنَاكَ، وَعَلَى الَّذِي لَمَسَ الْعَظْمَ أَوِ الْقَتِيلَ أَوِ الْمَيْتَ أَوِ الْقَبْرَ. +\v 19 ثُمَّ يَرُشُّ الطَّاهِرُ مَاءَ التَّطْهِيرِ عَلَى النَّجِسِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَالْيَوْمِ السَّابِعِ، وَيُطَهِّرُهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. وَعَلَى الْمُتَطَهِّرِ أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمَّ بِمَاءٍ فَيُصْبِحَ طَاهِراً فِي الْمَسَاءِ +\s5 +\v 20 أَمَّا الَّذِي يَتَنَجَّسُ وَلا يَتَطَهَّرُ فَيُسْتَأْصَلُ مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ، لأَنَّهُ نَجَّسَ مَقْدِسَ الرَّبِّ، وَلَمْ يُرَشَّ عَلَيْهِ مَاءُ التَّطْهِيرِ، فَظَلَّ نَجِساً. +\v 21 وَتَكُونُ هَذِهِ لَكُمْ فَرِيضَةً دَائِمَةً. وَعَلَى مَنْ رَشَّ مَاءَ التَّطْهِيرِ أَنْ يَغْسِلَ ثِيَابَهُ. وَكُلُّ مَنْ لَمَسَ مَاءَ التَّطْهِيرِ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. +\v 22 وَأَيُّ شَيْءٍ يَلْمِسُهُ النَّجِسُ يُصْبِحُ نَجِساً، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُهُ الشَّيْءُ الْمُتَنَجِّسُ يُصْبِحُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ». + +\s5 +\c 20 +\s1 ماء من الصخرة +\p +\v 1 وَفِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ أَقْبَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى صَحْرَاءِ صِينَ، وَأَقَامُوا فِي قَادَشَ حَيْثُ مَاتَتْ مَرْيَمُ وَدُفِنَتْ هُنَاكَ. +\s5 +\p +\v 2 وَإِذْ لَمْ يَتَوَافَرْ مَاءٌ لِلشَّعْبِ اجْتَمَعُوا عَلَى مُوسَى وَهَرُونَ، +\v 3 وَخَاصَمُوا مُوسَى قَائِلِينَ لَهُ: «لَيْتَنَا هَلَكْنَا كَإِخْوَتِنَا الَّذِينَ أَهْلَكَهُمُ الرَّبُّ. +\s5 +\v 4 لِمَاذَا قُدْتُمَا شَعْبَ الرَّبِّ إِلَى هَذِهِ الصَّحْرَاءِ، لِكَيْ نَمُوتَ فِيهَا نَحْنُ وَمَوَاشِينَا؟ +\v 5 لِمَاذَا أَخْرَجْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِتَأْتِيَا بِنَا إِلَى هَذَا الْمَكَانِ الْقَاحِلِ، حَيْثُ لَا زَرْعَ فِيهِ وَلا تِينَ وَلا كَرْمَ وَلا رُمَّانَ وَلا مَاءَ لِلشُّرْبِ؟» +\s5 +\p +\v 6 فَافْتَرَقَ مُوسَى وَهَرُونُ عَنِ الْجَمَاعَةِ، وَقَدِمَا إِلَى مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ حَيْثُ انْطَرَحَا عَلَى وَجْهَيْهِمَا، فَتَرَاءَى لَهُمَا مَجْدُ الرَّبِّ، +\s5 +\v 7 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 8 «خُذِ الْعَصَا، وَاجْمَعِ الشَّعْبَ أَنْتَ وَأَخُوكَ هَرُونُ وَأْمُرَا الصَّخْرَةَ عَلَى مَشْهَدٍ مِنْهُمْ أَنْ تُعْطِيَ مَاءَهَا، فَتُخْرِجَ لَهُمْ مَاءً مِنَ الصَّخْرَةِ فَيَشْرَبَ الشَّعْبُ وَمَوَاشِيهِمْ». +\v 9 فَأَطَاعَ مُوسَى وَأَخَذَ الْعَصَا مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ، +\s5 +\v 10 وَجَمَعَ مُوسَى وَهَرُونُ الشَّعْبَ عِنْدَ الصَّخْرَةِ وَقَالا لَهُمْ: «اسْمَعُوا أَيُّهَا الْمُتَمَرِّدُونَ، أَعَلَيْنَا أَنْ نُخْرِجَ لَكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ مَاءً؟» +\v 11 وَرَفَعَ مُوسَى يَدَهُ وَضَرَبَ الصَّخْرَةَ بِعَصَاهُ مَرَّتَيْنِ، فَتَفَجَّرَ مَاءٌ غَزِيرٌ، فَشَرِبَتِ الْجَمَاعَةُ وَمَوَاشِيهَا. +\s5 +\p +\v 12 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: «مِنْ حَيْثُ إِنَّكُمَا لَمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي عَلَى مَرْأَىً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِنَّكُمَا لَنْ تُدْخِلا هَذَا الشَّعْبَ الأَرْضَ الَّتِي وَهَبْتُهَا لَهُمْ». +\v 13 فَكَانَ هَذَا مَاءَ مَرِيبَةَ حَيْثُ خَاصَمَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ الرَّبَّ فَأَظْهَرَ قَدَاسَتَهُ أَمَامَهُمْ. +\s1 أدوم يرفض عبور بني إسرائيل +\s5 +\p +\v 14 وَبَعَثَ مُوسَى رُسُلاً مِنْ قَادَشَ إِلَى مَلِكِ أَدُومَ يَقُولُونَ لَهُ: «هَذَا مَا يَقُولُهُ لَكَ أَخُوكَ إِسْرَائِيلُ: قَدْ بَلَغَكَ مَا أَصَابَنَا مِنْ مَشَقَّةٍ، +\v 15 فَقَدِ انْحَدَرَ آبَاؤُنَا إِلَى مِصْرَ فَمَكَثْنَا فِيهَا أَيَّاماً كَثِيرَةً، فَسَامَنَا الْمِصْرِيُّونَ، نَحْنُ وَآبَاءَنَا سُوءَ الْعَذَابِ، +\v 16 فَتَضَرَّعْنَا إِلَى الرَّبِّ فَاسْتَجَابَ لِصَوْتِنَا، وَأَرْسَلَ مَلاكاً أَخْرَجَنَا مِنْ مِصْرَ. وَهَا نَحْنُ نَازِلُونَ فِي مَدِينَةِ قَادَشَ فِي طَرَفِ تُخُومِكَ. +\s5 +\v 17 فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَمُرَّ فِي أَرْضِكَ مِنْ غَيْرِ أَنْ نَدُوسَ فِي حَقْلٍ أَوْ كَرْمٍ أَوْ نَشْرَبَ مَاءَ بِئْرٍ، بَلْ نَسِيرُ فِي الطَّرِيقِ الْعَامَّةِ الْمُخَصَّصَةِ لِلسَّفَرِ. لَا نَمِيلُ يَمِيناً أَوْ شِمَالاً حَتَّى نَتَجَاوَزَ حُدُودَكَ». +\s5 +\v 18 فَقَالَ لَهُمْ مَلِكُ أَدُومَ: «إِيَّاكُمُ الْمُرُورَ بِأَرْضِي لِئَلّا أُجَابِهَكُمْ بِالسَّيْفِ». +\v 19 فَأَجَابَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ: «لَنْ نَسِيرَ إِلّا عَلَى طَرِيقِ السَّفَرِ، وَإِنِ اسْتَقَيْنَا نَحْنُ وَمَوَاشِينَا مِنْ مَائِكَ نَدْفَعْ ثَمَنَهُ. إِنَّنَا لَا نَطْلُبُ أَكْثَرَ مِنَ الْمُرُورِ رَاجِلِينَ». +\s5 +\v 20 فَقَالَ: «لا تَمُرُّوا». وَعَبَّأَ مَلِكُ أَدُومَ جَيْشاً قَوِيًّا وَخَرَجَ لِلِقَاءِ إِسْرَائِيلَ. +\v 21 وَأَبَى مَلِكُ أَدُومَ أَنْ يَأْذَنَ لِلإِسْرَائِيلِيِّينَ بِاجْتِيَازِ أَرَاضِيهِ. فَتَحَوَّلُوا عَنْهُ. +\s1 وفاة هرون +\s5 +\p +\v 22 وَارْتَحَلُوا جَمِيعُهُمْ مِنْ قَادَشَ حَتَّى أَقْبَلُوا عَلَى جَبَلِ هُورٍ. +\v 23 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ فِي جَبَلِ هُورٍ عِنْدَ حُدُودِ أَرْضِ أَدُومَ: +\v 24 «هَرُونُ لَنْ يَلْبَثَ أَنْ يَمُوتَ، لأَنَّهُ لَنْ يَدْخُلَ الأَرْضَ الَّتِي وَهَبْتُهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكُمَا عَصَيْتُمَا كَلامِي عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةَ. +\s5 +\v 25 خُذْ هَرُونَ وَأَلِعَازَارَ ابْنَهُ وَاصْعَدْ إِلَى جَبَلِ هُورٍ، +\v 26 وَانْزِعْ عَنْ هَرُونَ ثِيَابَهُ وَأَلْبِسْهَا أَلِعَازَارَ ابْنَهُ، لأَنَّ هُنَاكَ يَمُوتُ هَرُونُ». +\s5 +\v 27 فَفَعَلَ مُوسَى كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ، فَصَعِدُوا جَمِيعاً إِلَى الْجَبَلِ عَلَى مَرْأىً مِنَ الشَّعْبِ كُلِّهِ، +\v 28 فَنَزَعَ مُوسَى ثِيَابَ هَرُونَ وَأَلْبَسَهَا أَلِعَازَارَ ابْنَهُ. وَمَاتَ هَرُونُ هُنَاكَ عَلَى قِمَّةِ الْجَبَلِ، ثُمَّ انْحَدَرَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ عَنِ الْجَبَلِ. +\v 29 وَعِنْدَمَا عَلِمَ الشَّعْبُ أَنَّ هَرُونَ قَدْ مَاتَ، نَاحُوا عَلَيْهِ ثَلاثِينَ يَوْماً. + +\s5 +\c 21 +\s1 تدمير عراد +\p +\v 1 وَعِنْدَمَا سَمِعَ مَلِكُ عَرَادَ الْكَنْعَانِيُّ، الْمُسْتَوْطِنُ فِي النَّقَبِ، أَنَّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ قَادِمُونَ عَلَى طَرِيقِ أَتَارِيمَ، حَارَبَهُمْ وَأَسَرَ عَدَداً مِنْهُمْ. +\v 2 فَنَذَرَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ لِلرَّبِّ نَذْراً قَائِلِينَ: «إِنْ أَظْفَرْتَنَا بِهَؤُلاءِ الْقَوْمِ، لَنُحَرِّمَنَّ مُدُنَهُمْ». +\v 3 فَاسْتَجَابَ الرَّبُّ لَهُمْ، وَأَظْفَرَهُمْ بِالْكَنْعَانِيِّينَ، فَحَرَّمُوهُمْ وَمُدُنَهُمْ، فَدُعِيَ اسْمُ الْمَكَانِ «حُرْمَةَ». +\s1 الحية النحاسية +\s5 +\p +\v 4 وَارْتَحَلُوا مِنْ جَبَلِ هُورٍ عَنْ طَرِيقِ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ لِيَدُورُوا حَوْلَ أَرْضِ أَدُومَ فَأَعْيَتْ نَفْسُ الشَّعْبِ فِي الطَّرِيقِ، +\v 5 وَتَذَمَّرُوا عَلَى اللهِ وَعَلَى مُوسَى قَائِلِينَ: «لِمَاذَا أَخْرَجْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِنَمُوتَ فِي الصَّحْرَاءِ، حَيْثُ لَا خُبْزَ وَلا مَاءَ؟ وَقَدْ عَافَتْ أَنْفُسُنَا الطَّعَامَ التَّافِهَ». +\s5 +\v 6 فَأَطْلَقَ الرَّبُّ عَلَى الشَّعْبِ الْحَيَّاتِ السَّامَّةَ، فَلَدَغَتِ الشَّعْبَ، فَمَاتَ مِنْهُمْ قَوْمٌ كَثِيرُونَ. +\v 7 فَجَاءَ الشَّعْبُ إِلَى مُوسَى قَائِليِنَ: «لَقَدْ أَخْطَأْنَا إِذْ تَذَمَّرْنَا عَلَى الرَّبِّ وَعَلَيْكَ، فَابْتَهِلْ إِلَى الرَّبِّ لِيُخَلِّصَنَا مِنَ الْحَيَّاتِ». فَصَلَّى مُوسَى مِنْ أَجْلِ الشَّعْبِ، +\s5 +\v 8 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْنَعْ لَكَ حَيَّةً سَامَّةً وَارْفَعْهَا عَلَى عَمُودٍ، لِكَيْ يَلْتَفِتَ إِلَيْهَا كُلُّ مَنْ تَلْدَغُهُ حَيَّةٌ، فَيَحْيَا» +\v 9 فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَأَقَامَهَا عَلَى عَمُودٍ، فَكَانَ كُلُّ مَنْ لَدَغَتْهُ حَيَّةٌ، يَلْتَفِتُ إِلَى حَيَّةِ النُّحَاسِ وَيَحْيَا. +\s1 الرحلة إلى موآب +\s5 +\p +\v 10 ثُمَّ انْتَقَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَنَزَلُوا فِي أُوبُوتَ، +\v 11 وَمِنْهَا ارْتَحَلُوا وَحَلُّوا فِي عَيِيِّ عَبَارِيمَ، فِي الصَّحْرَاءِ الْمُقَابِلَةِ لِمُوآبَ فِي اتِّجَاهِ الشَّرْقِ. +\s5 +\v 12 ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ هُنَاكَ وَنَزَلُوا فِي وَادِي زَارَدَ، +\v 13 بَعْدَ ذَلِكَ انْتَقَلُوا مِنْ هُنَاكَ وَأَقَامُوا إِلَى جَانِبِ أَرْنُونَ فِي الصَّحْرَاءِ، وَرَاءَ حُدُودِ الأَمُورِيِّينَ، لأَنَّ أَرْنُونَ هِيَ الْحَدُّ الْفَاصِلُ مَا بَيْنَ بِلادِ مُوآبَ وَالأَمُورِيِّينَ. +\s5 +\v 14 لِذَلِكَ وَرَدَ فِي كِتَابِ حُرُوبِ الرَّبِّ: «مَدِينَةُ وَاهِبٍ فِي مِنْطَقَةِ سُوفَةَ، وَأَوْدِيَةِ نَهْرِ أَرْنُونَ، +\v 15 وَمَصَبِّ الأَوْدِيَةِ الْمُمْتَدِّ نَحْوَ مَدِينَةِ عَارَ، وَالْمُسْتَنِدِ إِلَى حُدُودِ مُوآبَ». +\s5 +\p +\v 16 وَمِنْ هُنَاكَ مَضَوْا نَحْوَ بِئْرٍ، وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي قَالَ الرَّبُّ عِنْدَهَا لِمُوسَى: «اجْمَعِ الشَّعْبَ لأُعْطِيَهُمْ مَاءً» +\s5 +\v 17 حِينَئِذٍ شَدَا الإِسْرَائِيلِيُّونَ بِهَذَا النَّشِيدِ: «ارْتَفِعْ يَا مَاءَ الْبِئْرِ! +\v 18 تَغَنَّوْا بِها، تَغَنَّوْا بِالْبِئْرِ الَّتِي حَفَرَهَا رُؤَسَاءُ. حَفَرَهَا شُرَفَاءُ الشَّعْبِ بِالصَّوْلَجَانِ وَالْعِصِيِّ». ثُمَّ انْتَقَلُوا مِنَ الصَّحْرَاءِ إِلَى مَتَّانَةَ. +\s5 +\v 19 وَمِنْ مَتَّانَةَ إِلَى نَحْلِيئِيلَ وَمِنْ نَحْلِيئِيلَ إِلَى بَامُوتَ. +\v 20 وَمِنْ بَامُوتَ إِلَى الْجِوَاءِ الَّتِي فِي صَحْرَاءِ مُوآبَ عِنْدَ قِمَّةِ الْفِسْجَةِ الْمُشْرِفَةِ عَلَى امْتِدَادِ الصَّحْرَاءِ. +\s1 هزيمة سيحون وعوج +\s5 +\p +\v 21 وَبَعَثَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ رُسُلاً إِلَى سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ قَائِلِينَ: +\v 22 «دَعْنَا نَجْتَزْ فِي أَرْضِكَ، فَلا نَمِيلُ إِلَى حَقْلٍ وَلا إِلَى كَرْمٍ، وَلا نَشْرَبُ مَاءَ بِئْرٍ، بَلْ نَسِيرُ فِي الطَّرِيقِ الْعَامَّةِ الْمُخَصَّصَةِ لِلسَّفَرِ حَتَّى نَعْبُرَ حُدُودَكَ». +\v 23 فَلَمْ يَأْذَنْ سِيحُونُ لِلإِسْرَائِيلِيِّينَ بِالْمُرُورِ فِي تُخُومِهِ، بَلْ حَشَدَ جَيْشَهُ وَخَرَجَ لِلِقَائِهِمْ إِلَى الصَّحْرَاءِ، وَحَارَبَهُمْ عِنْدَ يَاهَصَ، +\s5 +\v 24 فَهَزَمَهُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَاسْتَوْلَوْا عَلَى بِلادِهِ مِنْ أَرْنُونَ إِلَى يَبُّوقَ حَتَّى حُدُودِ الْعَمُّونِيِّينَ وَلَمْ يَتَجَاوَزُوهَا لِمَنَاعَتِهَا. +\v 25 وَامْتَلَكَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ كُلَّ مُدُنِ الأَمُورِيِّينَ، وَمِنْ جُمْلَتِهَا حَشْبُونُ وَضَوَاحِيهَا وَأَقَامُوا فِيهَا، +\v 26 لأَنَّ حَشْبُونَ كَانَتْ عَاصِمَةَ سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ الَّذِي كَانَ قَدْ حَارَبَ مَلِكَ مُوآبَ السَّابِقَ وَاسْتَوْلَى عَلَى أَرَاضِيهِ كُلِّهَا حَتَّى أَرْنُونَ. +\s5 +\v 27 لِهَذَا يَقُولُ الشُّعَرَاءُ: «هَيَّا إِلَى حَشْبُونَ فَتُبْنَى، وَتُشَيَّدُ مَدِينَةُ سِيحُونَ. +\v 28 فَقَدِ انْدَلَعَتْ نَارٌ مِنْ حَشْبُونَ، لَهِيبٌ مِنْ مَدِينَةِ سِيحُونَ، فَالْتَهَمَتْ عَارَ مُوآبَ، وَأَهْلَكَتْ أَهْلَ مُرْتَفَعَاتِ أَرْنُونَ. +\s5 +\v 29 وَيْلٌ لَكَ يَا مُوآبُ. هَلَكْتِ يَا أُمَّةَ كَمُوشَ. قَدْ هَرَبَ أَبْنَاؤُهُ وَأَصْبَحَتْ بَنَاتُهُ سَبَايَا سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ. +\v 30 لَكِنْ قَدْ طَوَّحْنَا بِهِمْ. هَلَكَتْ حَشْبُونُ إِلَى دِيبُونَ، دَمَّرْنَا الْبِلادَ حَتَّى نُوفَحَ الَّتِي تَمْتَدُّ إِلَى مِيدَبَا». +\s1 هزيمة عوج +\s5 +\p +\v 31 فَأَقَامَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي بِلادِ الأَمُورِيِّينَ. +\v 32 وَأَرْسَلَ مُوسَى لِيَسْتَكْشِفَ مِنْطَقَةَ يَعَزِيرَ، وَمَا لَبِثَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنِ اسْتَوْلَوْا عَلَى قُرَاهَا وَطَرَدُوا مِنْهَا الأَمُورِيِّينَ، +\s5 +\v 33 ثُمَّ اتَّجَهُوا نَحْوَ طَرِيقِ بَاشَانَ. فَهَبَّ عُوجُ مَلِكُ بَاشَانَ مَعَ جَمِيعِ قَوْمِهِ لِلِقَائِهِمْ فِي إِذْرَعِي وَمُحَارَبَتِهِمْ. +\v 34 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «لا تَخَفْ مِنْهُ لأَنَّنِي قَدْ دَفَعْتُهُ لِيَدِكَ مَعَ جَمِيعِ قَوْمِهِ وَأَرْضِهِ، فَتَفْعَلُ بِهِ مَا فَعَلْتَهُ بِسِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ فِي حَشْبُونَ». +\v 35 فَقَضَوْا عَلَيْهِ وَعَلَى أَبْنَائِهِ وَقَوْمِهِ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ حَيٌّ، وَامْتَلَكُوا دِيَارَهُ. + +\s5 +\c 22 +\s1 بالاق يستدعي بلعام +\p +\v 1 وَارْتَحَلَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ وَنَزَلُوا فِي سُهُولِ مُوآبَ، شَرْقِيَّ الأُرْدُنِّ مُقَابِلَ أَرِيحَا. +\s5 +\p +\v 2 وَإِذْ بَلَغَ بَالاقَ بْنَ صِفُّورَ مَلِكَ مُوآبَ جَمِيعُ مَا أَنْزَلَهُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ بِالأَمُورِيِّينَ، +\v 3 اعْتَرَاهُ الْفَزَعُ لِكَثْرَةِ عَدَدِهِمْ، وَمَلأَ الْخَوْفُ قَلْبَ شَعْبِهِ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ. +\v 4 فَقَالَ بَالاقُ لِشُيُوخِ مِدْيَانَ: «إِنَّ هَذَا الْجُمْهُورَ قَادِرٌ عَلَى لَحْسِ كُلِّ مَا حَوْلَنَا كَمَا يَلْحَسُ الثَّوْرُ عُشْبَ الْحَقْلِ». +\s5 +\v 5 ثُمَّ بَعَثَ بِرُسُلٍ يَسْتَدْعِي بَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ، الْمُقِيمَ فِي مَوْطِنِهِ فِي فَتُورَ، الْوَاقِعَةِ عَلَى نَهْرِ الْفُرَاتِ قَائِلاً: «هَا قَدْ خَرَجَ شَعْبٌ مِنْ مِصْرَ يُغَشِّي وَجْهَ الأَرْضِ بِكَثْرَتِهِ، وَهُوَ مُنْتَشِرٌ أَمَامِي. +\v 6 فَتَعَالَ الآنَ وَالْعَنْ لِي هَذَا الشَّعْبَ لأَنَّهُ أَعْظَمُ مِنِّي، لَعَلِّي أَتَمَكَّنُ مِنْ دَحْرِهِ وَطَرْدِهِ مِنَ الأَرْضِ، لأَنِّي عَرَفْتُ أَنَّ مَنْ تُبَارِكُهُ يَكُونُ مُبَارَكاً وَمَنْ تَلْعَنُهُ يَكُونُ مَلْعُوناً». +\s5 +\p +\v 7 فَمَضَى شُيُوخُ مُوآبَ وَشُيُوخُ مِدْيَانَ حَامِلِينَ مَعَهُمْ حُلْوَانَ الْعِرَافَةِ، وَأَقْبَلُوا عَلَى بَلْعَامَ وَأَبْلَغُوهُ كَلامَ بَالاقَ. +\v 8 فَقَالَ لَهُمْ: «بِيتُوا هُنَا اللَّيْلَةَ، وَغَداً أَرُدُّ عَلَيْكُمْ جَوَاباً كَمَا يُعْلِنُ لِي الرَّبُّ». فَمَكَثَ رُؤَسَاءُ مُوآبَ عِنْدَ بَلْعَامَ. +\s5 +\p +\v 9 فَتَجَلَّى اللهُ لِبَلْعَامَ وَسَأَلَهُ: «مَنْ هُمْ هَؤُلاءِ الرِّجَالُ الَّذِينَ عِنْدَكَ؟» +\v 10 فَأَجَابَ: «لَقَدْ أَرْسَلَ بَالاقُ بْنُ صِفُّورَ مَلِكُ مُوآبَ إِلَيَّ قَائِلاً: +\v 11 هَا قَدْ خَرَجَ شَعْبٌ مِنْ مِصْرَ يُغَشِّي وَجْهَ الأَرْضِ. فَتَعَالَ الآنَ وَالْعَنْهُ لِي، لَعَلِّي أَقْدِرُ عَلَى مُحَارَبَتِهِ وَطَرْدِهِ». +\s5 +\v 12 فَقَالَ اللهُ لِبَلْعَامَ: «لا تَمْضِ مَعَهُمْ وَلا تَلْعَنِ الشَّعْبَ لأَنَّهُ مُبَارَكٌ». +\v 13 فَنَهَضَ بَلْعَامُ فِي الصَّبَاحِ وَقَالَ لِرُؤَسَاءِ بَالاقَ: «انْطَلِقُوا إِلَى دِيَارِكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ أَبَى أَنْ يَأْذَنَ لِي بِالذَّهَابِ مَعَكُمْ». +\v 14 فَانْطَلَقَ رُؤَسَاءُ مُوآبَ وَأَبْلَغُوا بَالاقَ أَنَّ بَلْعَامَ رَفَضَ أَنْ يَحْضُرَ مَعَهُمْ. +\s5 +\p +\v 15 فَعَادَ بَالاقُ وَبَعَثَ أَيْضاً عَدَداً مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَكْبَرَ، وَعُظَمَاءَ أَكْثَرَ مِنَ الرُّؤَسَاءِ الأَوَّلِينَ. +\v 16 فَقَدِمُوا عَلَى بَلْعَامَ وَقَالُوا: «هَذَا مَا يَقُولُهُ لَكَ بَالاقُ بْنُ صِفُّورَ: +\v 17 لَا تَتَقَاعَسْ عَنِ الْمَجِيءِ إِلَيَّ، لأَنَّنِي سَأُبَالِغُ فِي إِكْرَامِكَ، وَكُلُّ مَا تَطْلُبُهُ أَفْعَلُهُ، فَتَعَالَ الآنَ وَالْعَنْ هَذَا الشَّعْبَ». +\s5 +\v 18 فَأَجَابَ بَلْعَامُ رُسُلَ بَالاقَ: «لا يُمْكِنُنِي أَنْ أَعْصَى أَمْرَ الرَّبِّ إِلَهِي فِي أَيِّ عَمَلٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، وَلَوْ أَغْدَقَ عَلَيَّ بَالاقُ مِلْءَ قَصْرِهِ فِضَّةً وَذَهَباً. +\v 19 فَالآنَ، اقْضُوا هُنَا لَيْلَتَكُمْ لأَعْلَمَ بِمَاذَا يَعُودُ الرَّبُّ فَيُوْصِينِي بِهِ». +\v 20 فَتَرَاءَى اللهُ لِبَلْعَامَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «إِنْ جَاءَ الرِّجَالُ يَسْتَدْعُونَكَ فَقُمْ وَامْضِ مَعَهُمْ، إِنَّمَا لَا تَنْطِقْ إِلّا بِمَا آمُرُكَ بِهِ فَقَطْ». +\s1 أتان بلعام +\s5 +\p +\v 21 فَنَهَضَ بَلْعَامُ صَبَاحاً وَأَسْرَجَ أَتَانَهُ، وَانْطَلَقَ مَعَ رُؤَسَاءِ مُوآبَ. +\v 22 فَاحْتَدَمَ غَضَبُ اللهِ لأَنَّهُ مَضَى مَعَهُمْ، فَاعْتَرَضَهُ مَلاكُ الرَّبِّ فِي الطَّرِيقِ لِيُقَاوِمَهُ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى أَتَانِهِ وَغُلامَاهُ مَعَهُ. +\v 23 فَأَبْصَرَتِ الأَتَانُ مَلاكَ الرَّبِّ مُنْتَصِباً فِي الطَّرِيقِ، وَقَدِ اسْتَلَّ سَيْفَهُ بِيَدِهِ، فَحَادَتْ عَنِ الطَّرِيقِ وَمَشَتْ فِي الْحَقْلِ. فَضَرَبَهَا بَلْعَامُ لِيَرُدَّهَا إِلَى الطَّرِيقِ. +\s5 +\v 24 ثُمَّ وَقَفَ مَلاكُ الرَّبِّ فِي مَمَرٍّ لِلْكُرُومِ يَقُومُ عَلَى جَانِبَيْهِ حَائِطَانِ. +\v 25 فَلَمَّا شَاهَدَتِ الأَتَانُ مَلاكَ الرَّبِّ زَحَمَتْ جَانِبَ الْحَائِطِ وَضَغَطَتْ رِجْلَ بَلْعَامَ عَلَيْهِ، فَضَرَبَهَا أَيْضاً. +\s5 +\v 26 ثُمَّ اجْتَازَ بِهِ مَلاكُ الرَّبِّ وَوَقَفَ فِي مَوْضِعٍ ضَيِّقٍ، لَا سَبِيلَ فِيهِ لِلتَّحَوُّلِ يَمْنَةً أَوْ يَسْرَةً. +\v 27 فَلَمَّا رَأَتِ الأَتَانُ مَلاكَ الرَّبِّ رَبَضَتْ تَحْتَ بَلْعَامَ. فَثَارَ غَضَبُ بَلْعَامَ وَضَرَبَ الأَتَانَ بِالْقَضِيبِ. +\s5 +\v 28 عِنْدَئِذٍ أَنْطَقَ الرَّبُّ الأَتَانَ، فَقَالَتْ لِبَلْعَامَ: «مَاذَا جَنَيْتُ حَتَّى ضَرَبْتَنِي الْآنَ ثَلاثَ دَفْعَاتٍ؟» +\v 29 فَقَالَ بَلْعَامُ: «لأَنَّكِ سَخَرْتِ مِنِّي. لَوْ كَانَ فِي يَدِي سَيْفٌ لَكُنْتُ قَدْ قَتَلْتُكِ». +\v 30 فَأَجَابَتْهُ الأَتَانُ: «أَلَسْتُ أَنَا أَتَانَكَ الَّتِي رَكِبْتَ عَلَيْهَا دَائِماً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ؟ وَهَلْ عَوَّدْتُكَ أَنْ أَصْنَعَ بِكَ هَكَذَا؟» فَقَالَ: «لا». +\s5 +\p +\v 31 عِنْدَئِذٍ كَشَفَ الرَّبُّ عَنْ عَيْنَيْ بَلْعَامَ، فَشَاهَدَ مَلاكَ الرَّبِّ مُنْتَصِباً فِي الطَّرِيقِ وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ فِي يَدِهِ، فَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ سَاجِداً. +\v 32 فَقَالَ لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ: «لِمَاذَا ضَرَبْتَ الآنَ أَتَانَكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ؟ فَهَا أَنَا قَدْ جِئْتُ لأَعْتَرِضَكَ، لأَنَّ طَرِيقَكَ مُلْتَوِيَةٌ فِي نَظَرِي، +\v 33 فَشَاهَدَتْنِي الأَتَانُ فَحَادَتْ مِنْ أَمَامِي ثَلاثَ مَرَّاتٍ. وَلَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَكُنْتُ قَدْ قَتَلْتُكَ وَاسْتَحْيَيْتُهَا». +\s5 +\v 34 فَقَالَ بَلْعَامُ لِمَلاكِ الرَّبِّ: «لَقَدْ أَخْطَأْتُ، وَلَمْ أَعْلَمْ أَنَّكَ وَاقِفٌ لاِعْتِرَاضِي فِي الطَّرِيقِ. وَالآنَ إِنْ سَاءَ فِي عَيْنَيْكَ فَإِنِّي أَرْجِعُ». +\v 35 فَقَالَ مَلاكُ الرَّبِّ لِبَلْعَامَ: «امْضِ مَعَ الرِّجَالِ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ أَنْ تَنْطِقَ بِمَا آمُرُكَ بِهِ فَقَطْ». فَانْطَلَقَ بَلْعَامُ مَعَ رُؤَسَاءِ بَالاقَ. +\s5 +\p +\v 36 فَلَمَّا بَلَغَ بَالاقَ أَنَّ بَلْعَامَ قَدْ قَدِمَ أَسْرَعَ لاِسْتِقْبَالِهِ إِلَى مَدِينَةِ مُوآبَ الْوَاقِعَةِ عَلَى حُدُودِ أَرْنُونَ الْقَصِيَّةِ. +\v 37 فَقَالَ بَالاقُ لِبَلْعَامَ: «أَلَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكَ أَسْتَدْعِيكَ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تَقْدِمْ عَلَيَّ؟ أَحَقّاً أَعْجَزُ عَنْ إِكْرَامِكَ؟» +\s5 +\v 38 فَأَجَابَ بَلْعَامُ: «هَا أَنَا جِئْتُ إِلَيْكَ. أَتَظُنُّ أَنَّ فِي وُسْعِي أَنْ أَتَكَلَّمَ الآنَ بِمَا أُرِيدُ؟ عَلَيَّ أَنْ أَنْطِقَ فَقَطْ بِمَا يَأْمُرُنِي بِهِ الرَّبُّ». +\v 39 فَمَضَى بَلْعَامُ مَعَ بَالاقَ حَتَّى أَقْبَلا إِلَى قَرْيَةِ حَصُوتَ. +\v 40 فَذَبَحَ بَالاقُ بَقَراً وَغَنَماً وَأَرْسَلَهَا إِلَى بَلْعَامَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الرُّؤَسَاءِ. +\s5 +\p +\v 41 وَفِي الصَّبَاحِ التَّالِي أَخَذَ بَالاقُ بَلْعَامَ إِلَى مُرْتَفَعَاتِ بَعْلٍ، فَرَأَى مِنْ هُنَاكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ كُلَّهُمْ. + +\s5 +\c 23 +\s1 نبوءة بلعام الأولى +\p +\v 1 فَقَالَ بَلْعَامُ لِبَالاقَ: «ابْنِ لِي هُنَا سَبْعَةَ مَذَابِحَ، وَأَعِدَّ لِي هُنَا سَبْعَةَ ثِيرَانٍ وَسَبْعَةَ كِبَاشٍ». +\v 2 فَفَعَلَ بَالاقُ كَمَا طَلَبَ بَلْعَامُ. وَقَرَّبَ بَالاقُ وَبَلْعَامُ ثَوْراً وَكَبْشاً عَلَى كُلِّ مَذْبَحٍ. +\v 3 ثُمَّ قَالَ بَلْعَامُ لِبَالاقَ: «قِفْ هُنَا عِنْدَ مُحْرَقَاتِكَ فَأَمْضِيَ أَنَا، لَعَلَّ الرَّبَّ يَأْتِي لِلِقَائِي، وَمَهْمَا يُعْلِنْ لِي أُبْلِغْكَ بِهِ». ثُمَّ ارْتَقَى بَلْعَامُ رَابِيَةً. +\s5 +\p +\v 4 فَوَافَى اللهُ بَلْعَامَ. فَقَالَ بَلْعَامُ: «قَدْ أَعْدَدْتُ سَبْعَةَ مَذَابِحَ وَقَرَّبْتُ ثَوْراً وَكَبْشاً عَلَى كُلِّ مَذْبَحٍ». +\p +\v 5 فَحَمَّلَ الرَّبُّ بَلْعَامَ رِسَالَةً وَقَالَ: «ارْجِعْ إِلَى بَالاقَ وَبَلِّغْهُ إِيَّاهَا». +\p +\v 6 فَعَادَ إِلَيْهِ، وَإذَا بِهِ مَازَالَ وَاقِفاً عِنْدَ مُحْرَقَاتِهِ، وَمَعَهُ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ مُوآبَ، +\s5 +\v 7 فَنَطَقَ بِنُبُوءَتِهِ قَائِلاً: «أَتَى بِي بَالاقُ مَلِكُ مُوآبَ مِنْ بِلادِ أَرَامَ مِنَ الْجِبَالِ الشَّرْقِيَّةِ، وَقَالَ: تَعَالَ الْعَنْ لِي يَعْقُوبَ، وَاشْتِمْ لِي إِسْرَائِيلَ. +\v 8 كَيْفَ أَلْعَنُ مَنْ لَمْ يَلْعَنْهُ اللهُ؟ وَكَيْفَ أَشْتِمُ مَنْ لَمْ يَشْتِمْهُ الرَّبُّ؟ +\s5 +\v 9 هَا أَنَا أَرَاهُمْ مِنْ قِمَمِ الصُّخُورِ، وَمِنَ الآكَامِ أُبْصِرُهُمْ. هُوَذَا شَعْبٌ يَسْكُنُ وَحْدَهُ. وَلا يَحْسَبُونَ أَنْفُسَهُمْ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ. +\s5 +\v 10 مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يُحْصِيَ تُرَابَ يَعْقُوبَ أَوْ يَعُدَّ رُبْعَ إِسْرَائِيلَ؟ لِتَمُتْ نَفْسِي مَوْتَ الأَبْرَارِ، وَلْتَكُنْ آخِرَتِي كَآخِرَتِهِمْ». +\s5 +\p +\v 11 فَقَالَ بَالاقُ لِبَلْعَامَ: «مَاذَا فَعَلْتَ بِي؟ لَقَدِ اسْتَدْعَيْتُكَ لِتَشْتِمَ أَعْدَائِي، وَهَا أَنْتَ تُبَارِكُهُمْ» +\v 12 فَأَجَابَهُ: «إِنَّنِي أَحْرِصُ أَنْ لَا أَتَكَلَّمَ إِلّا بِمَا يَضَعُهُ الرَّبُّ عَلَى فَمِي». +\s1 نبوءة بلعام الثانية +\s5 +\p +\v 13 فَقَالَ لَهُ بَالاقُ: «تَعَالَ مَعِي إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ فَلا تَرَى مِنْهُ إِلّا طَرَفَ مُخَيَّمِ الشَّعْبِ فَقَطْ، وَالْعَنْهُ لِي مِنْ هُنَاكَ». +\v 14 فَأَخَذَهُ إِلَى حَقْلِ صُوفِيمَ الْمُشْرِفِ عَلَى رَأْسِ الْفِسْجَةِ وَهُنَاكَ شَيَّدَ سَبْعَةَ مَذَابِحَ، وَقَرَّبَ بَلْعَامُ ثَوْراً وَكَبْشاً عَلَى كُلِّ مَذْبَحٍ. +\v 15 وَقَالَ لِبَالاقَ: «انْتَظِرْنِي هُنَاكَ عِنْدَ مُحْرَقَاتِكَ وَأَنَا أَمْضِي إِلَى هُنَاكَ». +\s5 +\v 16 فَوَافَى الرَّبُّ بَلْعَامَ وَلَقَّنَهُ رِسَالَةً وَقَالَ لَهُ: «ارْجِعْ إِلَى بَالاقَ وَبَلِّغْهُ إِيَّاهَا». +\v 17 فَأَقْبَلَ عَلَى بَالاقَ، وَإذَا بِهِ مُنْتَظِرٌ عِنْدَ مُحْرَقَاتِهِ وَمَعَهُ رُؤَسَاءُ مُوآبَ. فَسَأَلَهُ بَالاقُ: «مَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ؟» +\v 18 فَضَرَبَ مَثَلَهُ قَائِلاً: «انْهَضْ يَا بَالاقُ وَأَصْغَ، اسْتَمِعْ إِلَيَّ يَا ابْنَ صِفُّورَ +\s5 +\v 19 لَيْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ. وَلا هُوَ ابْنَ آدَمَ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ أَوْ يَعِدُ ولا يَفِي؟ +\v 20 إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُبَارِكَ، وَهُوَ قَدْ بَارَكَ وَلا طَاقَةَ لِي عَلَى رَدِّهِ. +\s5 +\v 21 لَمْ يَشْهَدْ إِثْماً فِي يَعْقُوبَ، وَلَمْ يَرَ مَشَقَّةً فِي إِسْرَائِيلَ. الرَّبُّ إِلَهُهُمْ مَعَهُمْ، وَهُتَافٌ لِلْمَلِكِ فِيهِمْ. +\v 22 اللهُ أَخْرَجَهُمْ مِنْ مِصْرَ، وَقُوَّتُهُمْ مِثْلُ قُوَّةِ الثَّوْرِ الْوَحْشِيِّ. +\s5 +\v 23 فَلا عِيَافَةَ تَضُرُّ يَعْقُوبَ، وَلا عِرَافَةَ تُؤَثِّرُ فِي إِسْرَائِيلَ. مُنْذُ الآنَ يُقَالُ عَنْ يَعْقُوبَ وَعَنْ إِسْرَائِيلَ: ’انْظُرْ مَاذَا فَعَلَ اللهُ!‘ +\s5 +\v 24 هُوَذَا شَعْبٌ يَتَحَفَّزُ كَلَبْوَةٍ وَيَنْهَضُ كَأَسَدٍ. لَا يَنَامُ حَتَّى يَلْتَهِمَ فَرِيسَةً وَيَلَغَ فِي دَمِ قَتْلَى». +\s5 +\p +\v 25 فَقَالَ بَالاقُ لِبَلْعَامَ: «إِذَنْ لَا تَلْعَنْهُ وَلا تُبَارِكْهُ!» +\v 26 فَأَجَابَ بَلْعَامُ: «أَلَمْ أُخْبِرْكَ أَنَّنِي لَنْ أَنْطِقَ إِلّا بِمَا يَأْمُرُنِي بِهِ الرَّبُّ؟» +\s1 نبوءة بلعام الثالثة +\p +\v 27 فَقَالَ بَالاقُ: «دَعْنِي آخُذُكَ إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ، فَعَسَى أَنْ يَحْسُنَ فِي عَيْنَيِ اللهِ أَنْ تَلْعَنَ لِيَ الشَّعْبَ مِنْ هُنَاكَ». +\s5 +\v 28 فَأَخَذَ بَالاقُ بَلْعَامَ إِلَى قِمَّةِ جَبَلِ فَغُورَ الْمُشْرِفِ عَلَى امْتِدَادِ الصَّحْرَاءِ، +\v 29 فَقَالَ بَلْعَامُ لِبَالاقَ: «ابْنِ لِي هُنَا سَبْعَةَ مَذَابِحَ. وَجَهِّزْ لِي هُنَا سَبْعَةَ ثِيرَانٍ وَسَبْعَةَ كِبَاشٍ». +\v 30 فَلَبَّى بَالاقُ طَلَبَ بَلْعَامَ، وَقَرَّبَ ثَوْراً وَكَبْشاً عَلَى كُلِّ مَذْبَحٍ. + +\s5 +\c 24 +\p +\v 1 وَلَمَّا رَأَى بَلْعَامُ أَنَّ الرَّبَّ يُسَرُّ بِمُبَارَكَةِ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَمْضِ كَالْمَرَّتَيْنِ السَّابِقَتَيْنِ لِمُلاقَاةِ الرَّبِّ، لَكِنَّهُ تَوَجَّهَ بِنَظَرِهِ نَحْوَ الصَّحْرَاءِ، +\s5 +\v 2 وَهُنَاكَ شَاهَدَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُخَيِّمِينَ حَسَبَ أَسْبَاطِهِمْ، فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ اللهِ، +\v 3 وَتَنَبَّأَ قَائِلاً: «كَلامُ بَلْعَامَ بْنِ بَعُورَ، كَلامُ الرَّجُلِ الْمَفْتُوحِ الْعَيْنَيْنِ. +\s5 +\v 4 كَلامُ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ اللهِ، الَّذِي يُشَاهِدُ رُؤْيَا الْقَدِيرِ. الَّذِي يَنْطَرِحُ فَتَنْفَتِحُ عَيْنَاهُ. +\v 5 مَا أَجْمَلَ خِيَامَكَ يَا يَعْقُوبُ، وَمَا أَبْهَى مَسَاكِنَكَ يَا إِسْرَائِيلُ! +\s5 +\v 6 هِيَ مِثْلُ أَوْدِيَةٍ مُمْتَدَّةٍ، وَكَجَنَّاتٍ عَلَى مَجْرَى نَهْرٍ، وَكَشَجَرَاتِ صَبَّارٍ غَرَسَهَا الرَّبُّ، وَمِثْلُ أَشْجَارِ الأَرْزِ النَّامِيَةِ بِجُوَارِ الْمِيَاهِ. +\s5 +\v 7 تَجْرِي مِيَاهٌ مِنْ مَسَاقِيهِ، وَلِزَرْعِهِ يَتَوَافَرُ مَاءٌ غَزِيرٌ. يَكُونُ مَلِكُهُ أَعْظَمَ شَأْناً مِنْ أَجَاجَ وَتَتَسَامَى مَمْلَكَتُهُ. +\s5 +\v 8 اللهُ أَخْرَجَهُ مِنْ مِصْرَ، وَقُوَّتُهُ مِثْلُ الثَّوْرِ الْوَحْشِيِّ. يَفْتَرِسُ خُصُومَهُ مِنَ الأُمَمِ، وَيَقْضَمُ عِظَامَهُمْ وَيُثْخِنُهُمْ بِسِهَامِهِ. +\s5 +\v 9 يَجْثِمُ كَأَسَدٍ، وَيَرْبِضُ كَلَبْوَةٍ. فَمَنْ يَجْرُؤُ عَلَى إِثَارَتِهِ؟ مَنْ يُبَارِكُكَ يَكُونُ مُبَارَكاً، وَمَنْ يَلْعَنُكَ يَكُونُ مَلْعُوناً». +\s5 +\p +\v 10 فَاسْتَشَاطَ بَالاقُ غَضَباً عَلَى بَلْعَامَ، وَضَرَبَ كَفّاً عَلَى كَفٍّ قَائِلاً لَهُ: «دَعَوْتُكَ لِتَشْتِمَ أَعْدَائِي، وَهَا أَنْتَ قَدْ بَارَكْتَهُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ! +\v 11 وَالآنَ اغْرُبْ عَنْ وَجْهِي وَامْضِ إِلَى بَيْتِكَ، فَقَدْ كَانَ فِي عَزْمِي إِكْرَامُكَ وَلَكِنَّ الرَّبَّ شَاءَ أَنْ لَا تَحْظَى بِهِ». +\s5 +\v 12 فَأَجَابَهُ بَلْعَامُ: «أَلَمْ أَقُلْ لِرُسُلِكَ الَّذِينَ بَعَثْتَهُمْ إِلَيَّ +\v 13 إِنَّهُ وَلَوْ أَغْدَقَ عَلَيَّ بَالاقُ مِلْءَ قَصْرِهِ ذَهَباً وَفِضَّةً فَلَنْ أَعْصَى أَمْرَ الرَّبِّ، فَأَصْنَعَ خَيْراً أَوْ شَرّاً مِنْ نَفْسِي؟ فَإِنَّ مَا يُعْلِنُهُ لِي الرَّبُّ فَإِيَّاهُ أُبَلِّغُ. +\v 14 وَالآنَ أَعُودُ إِلَى شَعْبِي، وَلَكِنْ دَعْنِي أُنْبِئُكَ بِمَا سَيُنْزِلُهُ هَذَا الشَّعْبُ بِقَوْمِكَ فِي آخِرِ الأَيَّامِ». +\s1 نبوءة بلعام الرابعة +\s5 +\p +\v 15 ثُمَّ تَنَبَّأَ قَائِلاً: «كَلامُ بَلْعَامَ بْنِ بَعُورَ، كَلامُ الرَّجُلِ الْمَفْتُوحِ الْعَيْنَيْنِ. +\v 16 كَلامُ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ اللهِ، وَيَتَلَقَّى الْمَعْرِفَةَ مِنَ الْعَلِيِّ، الَّذِي يُشَاهِدُ رُؤْيَا الْقَدِيرِ، الَّذِي يَنْطَرِحُ فَتَنْفَتِحُ عَيْنَاهُ. +\s5 +\v 17 أَرَاهُ وَلَكِنْ لَيْسَ حَاضِراً، وَأُبْصِرُهُ وَلَكِنْ لَيْسَ قَرِيباً. يَخْرُجُ نَجْمٌ مِنْ يَعْقُوبَ، وَيَظْهَرُ مَلِكٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ فَيُحَطِّمُ طَرَفَيْ مُوآبَ، وَيُهْلِكُ كُلَّ رِجَالِ الْحَرْبِ. +\s5 +\v 18 وَيَرِثُ أَرْضَ أَدُومَ، وَيَتَمَلَّكُ دِيَارَ سَعِيرَ. أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَيَزْدَادُ قُوَّةً. +\v 19 وَيَبْرُزُ حَاكِمٌ مِنْ يَعْقُوبَ فَيُدَمِّرُ مَا تَبَقَّى مِنْ مُدُنٍ». +\s1 نبوءة بلعام الأخيرة +\s5 +\p +\v 20 ثُمَّ تَطَلَّعَ بَلْعَامُ نَحْوَ مَسَاكِنِ أَهْلِ عَمَالِيقَ فَتَنَبَّأَ: «كَانَ عَمَالِيقُ أَوَّلَ الشُّعُوبِ، أَمَّا عَاقِبَتُهُ فَإِلَى الْهَلاكِ». +\s5 +\v 21 ثُمَّ الْتَفَتَ نَحْوَ الْقَيْنِيِّينَ فَأَنْبَأَ: «لِيَكُنْ مَسْكَنُكَ مَنِيعاً، وَعُشُّكَ مَوْضُوعاً فِي صَخْرَةٍ. +\v 22 وَإِنَّمَا سَتُدَمَّرُونَ عِنْدَمَا يَطْرُدُكُمُ الأَشُّورِيُّونَ». +\s5 +\v 23 ثُمَّ تَنَبَّأَ قَائِلاً: «مَنْ لَهُ طَاقَةٌ عَلَى الْعَيْشِ حِينَ يُجْرِي الرَّبُّ ذَلِكَ؟ +\v 24 تُقْبِلُ سُفُنٌ مِنْ كِتِّيمَ، وَتُخْضِعُ أَشُورَ وَتُذِلُّ عَابِرَ، فَهُمَا أَيْضاً يَهْلِكَانِ». +\s5 +\p +\v 25 ثُمَّ رَجَعَ بَلْعَامُ إِلَى دِيَارِهِ، وَأَمَّا بَالاقُ فَمَضَى فِي سَبِيلِهِ. + +\s5 +\c 25 +\s1 موآب يغوي بني إسرائيل +\p +\v 1 وَأَقَامَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي شِطِّيمَ، فَشَرَعَ الرِّجَالُ يَرْتَكِبُونَ الزِّنَى مَعَ الْمُوآبِيَّاتِ +\v 2 اللَّوَاتِي أَغْوَيْنَ الشَّعْبَ لِحُضُورِ ذَبَائِحِ آلِهَتِهِنَّ وَالأَكْلِ مِنْهَا وَالسُّجُودِ لَهَا. +\v 3 فَاشْتَرَكَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي عِبَادَةِ بَعْلِ فَغُورَ. فَاحْتَدَمَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْهِمْ. +\s5 +\v 4 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «خُذْ جَمِيعَ قَادَةِ عَبَدَةِ الْبَعْلِ وَاصْلِبْهُمْ، وَعَلِّقْهُمْ تَحْتَ وَطْأَةِ حَرَارَةِ الشَّمْسِ أَمَامَ الرَّبِّ، فَتَرْتَدَّ شِدَّةُ غَضَبِهِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ». +\v 5 فَقَالَ مُوسَى لِقُضَاةِ إِسْرَائِيلَ: «اقْتُلُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ قَوْمِكُمْ مِنَ الْمُتَعَلِّقِينَ بِعِبَادَةِ بَعْلِ فَغُورَ». +\s5 +\p +\v 6 وَإِذْ كَانَ مُوسَى وَسَائِرُ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ يَبْكُونَ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، أَقْبَلَ إِسْرَائِيلِيٌّ وَقَدَّمَ إِلَى إِخْوَتِهِ امْرَأَةً مِدْيَانِيَّةً عَلَى مَرْأَى مِنْهُمْ. +\v 7 فَلَمَّا رَأَى فِينْحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَرُونَ ذَلِكَ، هَبَّ مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ، وَتَنَاوَلَ رُمْحاً بِيَدِهِ، +\s5 +\v 8 وَتَبِعَ الإِسْرَائِيلِيَّ إِلَى الْخَيْمَةِ حَيْثُ طَعَنَهُمَا. فَاخْتَرَقَ الرُّمْحُ الرَّجُلَ الإِسْرَائِيلِيَّ وَبَطْنَ الْمَرأَةِ، فَكَفَّ الْوَبَأُ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\v 9 وَكَانَ عَدَدُ الَّذِينَ مَاتُوا بِالْوَبَإِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفاً. +\s5 +\p +\v 10 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 11 «إِنَّ فِينْحَاسَ بْنَ أَلِعَازَارَ بْنِ هَرُونَ الْكَاهِنِ قَدْ رَدَّ غَضَبِي عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، إِذْ غَارَ غَيْرَتِي فِي وَسَطِهِمْ، فَلَمْ أَفْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِغَيْرَتِي. +\s5 +\v 12 لِذَلِكَ قُلْ لَهُ: هَأَنَذَا أَقْطَعُ مَعَهُ مِيثَاقَ سَلامٍ، +\v 13 فَيَكُونُ لَهُ وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِيثَاقَ كَهَنُوتٍ أَبَدِيٍّ، لأَنَّهُ غَارَ للهِ وَكَفَّرَ عَنِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ». +\s5 +\v 14 وَكَانَ اسْمُ الإِسْرَائِيلِيِّ الَّذِي قُتِلَ مَعَ الْمَرْأَةِ الْمِدْيَانِيَّةِ زِمْرِيَ بْنَ سَالُو، وَهُوَ أَحَدُ رُؤَسَاءِ عَائِلَةٍ مِنْ سِبْطِ شِمْعُونَ. +\v 15 أَمَّا الْمَرْأَةُ الْمِدْيَانِيَّةُ الْمَقْتُولَةُ فَكَانَ اسْمُهَا كُزْبِيَ بِنْتَ صُورٍ الَّذِي كَانَ رَئِيسَ قَبِيلَةٍ مِنْ قَبَائِلِ مِدْيَانَ. +\s5 +\p +\v 16 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 17 «أَسِيئُوا مُعَامَلَةَ الْمِدْيَانِيِّينَ وَأَهْلِكُوهُمْ، +\v 18 لأَنَّهُمْ ضَايَقُوكُمْ بِمَكَايِدِهِمِ الَّتِي احْتَالُوا بِها عَلَيْكُمْ بِشَأْنِ فَغُورَ، وَأُخْتِهِمْ كُزْبِي ابْنَةِ رَئِيسٍ لِمِدْيَانَ، الَّتِي قُتِلَتْ عِنْدَمَا تَفَشَّى الْوَبَأُ بِسَبَبِ عِبَادَةِ فَغُورَ». + +\s5 +\c 26 +\s1 إحصاء بني إسرائيل الثاني +\p +\v 1 وَبَعْدَ تَوَقُّفِ الْوَبَإِ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَأَلِعَازَارَ بْنِ هَرُونَ الْكَاهِنِ: +\v 2 «أَحْصِيَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، مِنَ الْقَادِرِينَ عَلَى التَّجَنُّدِ فِي جَيْشِ إِسْرَائِيلَ، حَسَبَ انْتِمَاءِ كُلٍّ مِنْهُمْ لِسِبْطِهِ». +\s5 +\v 3 فَقَالَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ لِلشَّعْبِ فِي سُهُولِ مُوآبَ بِقُرْبِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُقَابِلَ أَرِيحَا: +\v 4 «أَحْصُوا كُلَّ رَجُلٍ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى». فَكَانَ هَؤُلاءِ هُمُ الْخَارِجُونَ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ. +\s5 +\p +\v 5 رَأُوبَيْنُ بِكْرُ يَعْقُوبَ، أَمَّا أَبْنَاؤُهُ فَهُمْ: حَنُوكُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْحَنُوكِيِّينَ، وَفَلُّو رَأْسُ عَشِيرَةِ الْفَلُّويِّينَ. +\v 6 وَحَصْرُونُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْحَصْروُنِيِّينَ، وَكَرْمِي رَأْسُ عَشِيرَةِ الْكَرْمِيِّينَ. +\v 7 هَذِهِ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ رَأُوبَيْنَ. وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْهُمْ ثَلاثَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ. +\s5 +\v 8 وَأَلِيآبُ بْنُ فَلُّو. +\v 9 أَمَّا أَبْنَاءُ أَلِيآبَ فَهُمْ: نَمُوئِيلُ وَدَاثَانُ وَأَبِيرَامُ. وَكَانَ دَاثَانُ وَأَبِيرَامُ مِنَ الْمُنْتَخَبِينَ فِي الْمَجْلِسِ وَهُمَا اللَّذَانِ خَاصَمَا مُوسَى وَهَرُونَ مَعَ بَقِيَّةِ جَمَاعَةِ قُورَحَ حِينَ تَمَرَّدُوا عَلَى الرَّبِّ. +\s5 +\v 10 فَانْشَقَّتِ الأَرْضُ آنَئِذٍ وَابْتَلَعَتْهُمَا مَعَ قُورَحَ، حِينَ أَحْرَقَتِ النَّارُ الْقَوْمَ الْبَالِغَ عَدَدُهُمْ مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ رَجُلاً، فَصَارُوا عِبْرَةً. +\v 11 غَيْرَ أَنَّ أَبْنَاءَ قُورَحَ لَمْ يَهْلِكُوا. +\s5 +\p +\v 12 أَمَّا أَبْنَاءُ شِمْعُونَ فَهُمْ: نَمُوئِيلُ رَأْسُ عَشِيرَةِ النَّمُوئِيلِيِّينَ، وَيَامِينُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْيَامِينِيِّينَ، وَيَاكِينُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْيَاكِينِيِّينَ. +\v 13 وَزَارَحُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الزَّارَحِيِّينَ. وَشَأُولُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الشَّأُولِيِّينَ. +\v 14 هَذِهِ هِيَ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ شِمْعُونَ، وَعَدَدُ الْمُحْصَيْنَ مِنْهُمُ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ أَلْفاً وَمِئَتَانِ. +\s5 +\p +\v 15 أَمَّا أَبْنَاءُ جَادٍ فَهُمْ: صِفُونُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الصِّفُونِيِّينَ، وَحَجِّي رَأْسُ عَشِيرَةِ الْحَجِّيِّينَ، وَشُونِي رَأْسُ عَشِيرَةِ الشُّونِيِّينَ، +\v 16 وَأُزْنِي رَأْسُ عَشِيرَةِ الأُزْنِيِّينَ، وَعِيرِي رَأْسُ عَشِيرَةِ الْعِيرِيِّينَ، +\v 17 وَأَرُودُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الأَرُودِيِّينَ، وَأَرْئِيلِي رَأْسُ عَشِيرَةِ الأَرْئِيلِيِّينَ. +\v 18 هَذِهِ هِيَ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ جَادٍ. وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْهُمْ أَرْبَعِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. +\s5 +\p +\v 19 أَمَّا ابْنَا يَهُوذَا عِيرُ وَأُونَانُ فَقَدْ مَاتَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ مِنْ غَيْرِ عَقِبٍ. +\v 20 وَالَّذِينَ أَعْقَبُوا نَسْلاً مِنْ أَبْنَاءِ يَهُوذَا هُمْ: شِيلَةُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الشِّيلِيِّينَ، وَفَارَصُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْفَارَصِيِّينَ، وزَارَحُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الزَّارَحِيِّينَ. +\v 21 وَأَبْنَاءُ فَارَصَ: حَصْرُونُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْحَصْرُونِيِّينَ، وَحَامُولُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْحَامُولِيِّينَ. +\v 22 هَذِهِ هِيَ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ يَهُوذَا. وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْهُمْ سِتَّةً وَسَبْعِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. +\s5 +\p +\v 23 أَمَّا أَبْنَاءُ يَسَّاكَرَ فَهُمْ: تُولاعُ رَأْسُ عَشِيرَةِ التُّولاعِيِّينَ، وَفُوَّةُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْفُوِّيِّينَ، +\v 24 وَيَاشُوبُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْيَاشُوبِيِّينَ، وَشِمْرُونُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الشِّمْرُونِيِّينَ. +\v 25 هَذِهِ هِيَ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ يَسَّاكَرَ. وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةً وَسِتِّينَ أَلْفاً وَثَلاثَ مِئَةٍ. +\s5 +\p +\v 26 أَمَّا أَبْنَاءُ زَبُولُونَ فَهُمْ: سَارَدُ رَأْسُ عَشِيرَةِ السَّارَدِيِّينَ، وَإِيلُونُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الإِيلُونِيِّينَ وَيَاحِلْئِيلُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْيَاحِلْئِيلِيِّينَ. +\v 27 هَذِهِ هِيَ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ زَبُولُونَ. وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْهُمْ سِتِّينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. +\s5 +\p +\v 28 أَمَّا ابْنَا يُوسُفَ فَهُمَا: مَنَسَّى وَأَفْرَايِمُ. +\p +\v 29 وَنَسْلُ مَنَسَّى مَاكِيرُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْمَاكِيرِيِّينَ، وَأَنْجَبَ مَاكِيرُ جِلْعَادَ، فَكَانَ جِلْعَادُ رَأْسَ عَشِيرَةِ الْجِلْعَادِيِّينَ. +\s5 +\v 30 وَهَؤُلاءِ هُمْ أَبْنَاءُ جِلْعَادَ: إِيعَزَرُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الإِيعَزَرِيِّينَ وَحَالَقُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْحَالَقِيِّينَ، +\v 31 وَأَسْرِيئِيلُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الأَسْرِيئِيلِيِّينَ، وَشَكَمُ رَأْسَ عَشِيرَةِ الشَّكَمِيِّينَ، +\v 32 وَشَمِيدَاعُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الشَّمِيدَاعِيِّينَ، وَحَافَرُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْحَافَرِيِّينَ. +\s5 +\v 33 وَأَنْجَبَ حَافَرُ صَلُفْحَادَ الَّذِي لَمْ يُنْجِبْ سِوَى بَنَاتٍ هُنَّ: مَحْلَةُ وَنُوعَةُ وَحُجْلَةُ وَمِلْكَةُ وَتِرْصَةُ. +\v 34 هَذِهِ هِيَ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ مَنَسَّى. وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ. +\s5 +\p +\v 35 أَمَّا أَبْنَاءُ أَفْرَايِمَ فَهُمْ: شُوتَالَحُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الشُّوتَالَحِيِّينَ، وَبَاكَرُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْبَاكَرِيِّينَ، وَتَاحَنُ رَأْسَ عَشِيرَةِ التَّاحَنِيِّينَ. +\v 36 وَأَنْجَبَ شُوتَالَحُ عِيرَانَ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْعِيرَانِيِّينَ. +\v 37 هَذِهِ هِيَ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ أَفْرَايِمَ. وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْهُمْ اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ، وَجَمِيعُ هَذِهِ الْعَشَائِرِ مِنْ نَسْلِ يُوسُفَ. +\s5 +\p +\v 38 أَمَّا أَبْنَاءُ بِنْيَامِينَ فَهُمْ: بَالَعُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْبَالَعِيِّينَ، وَأَشْبِيلُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الأَشْبِيلِيِّينَ، وَأَحِيرَامُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الأَحِيرَامِيِّينَ. +\v 39 وَشَفُوفَامُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الشَّفُوفَامِيِّينَ، وَحُوفَامُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْحُوفَامِيِّينَ. +\v 40 وَأَنْجَبَ بَالَعُ أَرْدَ وَنُعْمَانَ، فَكَانَ أَرْدُ رَأْسَ عَشِيرَةِ الأَرْدِيِّينَ، وَنُعْمَانُ رَأْسَ عَشِيرَةِ النُّعْمَانِيِّينَ. +\v 41 هَذِهِ هِيَ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ بِنْيَامِينَ، وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْهُمْ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَسِتَّ مِئَةٍ. +\s5 +\p +\v 42 أَمَّا ابْنُ دَانٍ فَهُوَ: شُوحَامُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الشُّوحَامِيِّينَ، وَهِيَ الْعَشِيرَةُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ دَانَ. +\v 43 وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْ عَشِيرَةِ الشُّوحَامِيِّينَ أَرْبَعَةً وَسِتيِّنَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. +\s5 +\p +\v 44 أَمَّا أَبْنَاءُ أَشِيرَ فَهُمْ: يِمْنَةُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْيِمْنِيِّينَ، وَيِشْوِي رَأْسُ عَشِيرَةِ الْيِشْوِيِّينَ، وَبَرِيعَةُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْبَرِيعِيِّينَ. +\v 45 وَأَنْجَبَ بَرِيعَةُ حَابَرَ رَأْسَ عَشِيرَةِ الْحَابَرِيِّينَ، وَمَلْكِيئِيلَ رَأْسَ عَشِيرَةِ الْمَلْكِيئِيلِيِّينَ. +\v 46 وَكَانَ لأَشِيرَ ابْنَةٌ اسْمُهَا سَارَحُ. +\v 47 هَذِهِ هِيَ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ أَشِيرَ، وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْهُمْ ثَلاثَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. +\s5 +\p +\v 48 أَمَّا أَبْنَاءُ نَفْتَالِي فَهُمْ: يَاحَصْئِيلُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْيَاحَصْئِيلِيِّينَ، وَجُونِي رَأْسُ عَشِيرَةِ الْجُونِيِّينَ. +\v 49 وَيِصِرُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الْيِصِرِيِّينَ، وَشِلِّيمُ رَأْسُ عَشِيرَةِ الشِّلِّيمِيِّينَ. +\v 50 هَذِهِ هِيَ الْعَشَائِرُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ نَسْلِ نَفْتَالِي، وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْهُمْ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ. +\s5 +\v 51 فَكَانَتْ جُمْلَةُ الْمُحْصَيْنَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سِتَّ مِئَةِ أَلْفٍ وَأَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ. +\s5 +\p +\v 52 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 53 «قَسِّمِ الأَرْضَ بَيْنَ الأَسْبَاطِ وَفْقاً لِنِسْبَةِ عَدَدِ أَفْرَادِ كُلِّ سِبْطٍ، +\s5 +\v 54 فَالسِّبْطُ الْكَبِيرُ أَعْطِهِ نَصِيباً أَكْبَرَ، وَالسِّبْطُ الصَّغِيرُ أَعْطِهِ نَصِيباً أَقَلَّ. أَعْطِ كُلَّ سِبْطٍ حَسَبَ أَعْدَادِ أَفْرَادِهِ الْمُحْصَيْنَ، +\v 55 عَلَى أَنْ تُوَزَّعَ الأَرْضُ بِالْقُرْعَةِ، فَيَمْلِكُونَ الأَرْضَ حَسَبَ أَسْمَاءِ آبَاءِ أَسْبَاطِهِمْ، +\v 56 فَتُوَزَّعُ الأَرْضُ مَا بَيْنَ الأَسْبَاطِ الْكَبِيرَةِ وَالصَّغِيرَةِ بِالْقُرْعَةِ». +\s5 +\p +\v 57 أَمَّا اللّاوِيُّونَ الَّذِينَ أُحْصُوْا حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ فَهُمْ: الْجِرْشُونِيُّونَ مِنْ نَسْلِ جِرْشُونَ، وَالْقَهَاتِيُّونَ مِنْ نَسْلِ قَهَاتَ، وَالْمَرَارِيُّونَ مِنْ نَسْلِ مَرَارِي. +\v 58 وَمِنْ عَشَائِرِ لاوِي أَيْضاً: عَشِيرَةُ اللِّبْنِيِّينَ، وَعَشِيرَةُ الْحَبْرُونِيِّينَ، وَعَشِيرَةُ الْمَحْلِيِّينَ، وَعَشِيرَةُ الْمُوشِيِّينَ، وَعَشِيرَةُ الْقُورَحِيِّينَ. وَكَانَ عَمْرَامُ مُنْحَدِراً مِنْ نَسْلِ قَهَاتَ. +\v 59 وَاسْمُ امْرَأَةِ عَمْرَامَ يَوْكَابَدُ بِنْتُ لاوِي، الَّتِي وُلِدَتْ فِي مِصْرَ وَأَنْجَبَتْ لِعَمْرَامَ هَرُونَ وَمُوسَى وَمَرْيَمَ أُخْتَهُمَا. +\s5 +\v 60 وَأَنْجَبَ هَرُونُ نَادَابَ وَأَبِيهُو وَأَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ. +\v 61 أَمَّا نَادَابُ وَأَبِيهُو فَقَدْ مَاتَا عِنْدَمَا قَرَّبَا نَاراً غَيْرَ مُقَدَّسَةٍ أَمَامَ الرَّبِّ. +\v 62 وَكَانَ الْمُحْصَوْنَ مِنْ ذُكُورِ اللّاوِيِّينَ ثَلاثَةً وَعِشْرِينَ أَلْفاً، مِنِ ابْنِ شَهْرٍ فَمَا فَوْقُ. هَؤُلاءِ لَمْ يُحْصَوْا مَعَ بَقِيَّةِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَرِثُوا نَصِيباً بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\p +\v 63 هَؤُلاءِ هُمُ الَّذِينَ أَحْصَاهُمْ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ، حِينَ قَامَا بِإِحْصَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي سُهُولِ مُوآبَ بِالْقُرْبِ مِنْ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُقَابِلَ أَرِيحَا. +\v 64 وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ هَؤُلاءِ الْمُحْصَيْنَ إِنْسَانٌ مِمَّنْ عَدَّهُمْ مُوسَى وَهَرُونُ سَابِقاً فِي صَحْرَاءِ سِينَاءَ، +\s5 +\v 65 لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ قَدْ قَالَ لَهُمْ، إِنَّهُمْ جَمِيعاً سَيَمُوتُونَ فِي الصَّحْرَاءِ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِنْسَانٌ سِوَى كَالَبَ بْنِ يَفُنَّةَ وَيَشُوعَ بْنِ نُونَ. + +\s5 +\c 27 +\s1 بنات صلفحاد +\p +\v 1 وَأَقْبَلَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ بْنِ حَافَرَ بْنِ جِلْعَادَ بْنِ مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى، الْمُنْتَمِيَاتُ إِلَى عَشَائِرِ مَنَسَّى بْنِ يُوسُفَ، وَهُنَّ: مَحْلَةُ وَنُوعَةُ وَحُجْلَةُ وَمِلْكَةُ وَتِرْصَةُ. +\s5 +\v 2 وَوَقَفْنَ أَمَامَ مُوسَى وَأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ، وَأَمَامَ الْقَادَةِ وَالشَّعْبِ، عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَقُلْنَ: +\v 3 «لَقَدْ مَاتَ أَبُونَا فِي الصَّحْرَاءِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ اجْتَمَعُوا مَعَ قُورَحَ وَتَمَرَّدُوا ضِدَّ الرَّبِّ، بَلْ بِخَطِيئَتِهِ مَاتَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعْقِبَ بَنِينَ. +\s5 +\v 4 فَلِمَاذَا يَسْقُطُ اسْمُ أَبِينَا مِنْ بَيْنِ عَشِيرَتِهِ لأَنَّهُ لَمْ يُخْلِفِ ابْناً؟ أَعْطِنَا مُلْكاً بَيْنَ أَعْمَامِنَا». +\v 5 فَرَفَعَ مُوسَى قَضِيَّتَهُنَّ أَمَامَ الرَّبِّ. +\s5 +\v 6 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 7 «إِنَّ بَنَاتِ صَلُفْحَادَ قَدْ نَطَقْنَ بِحَقٍّ، فَأَعْطِهِنَّ نَصِيباً مُلْكاً لَهُنَّ بَيْنَ أَعْمَامِهِنَّ. انْقُلْ إِلَيْهِنَّ نَصِيبَ أَبِيهِنَّ. +\v 8 وَأَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّ أَيَّ رَجُلٍ يَمُوتُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخْلِفَ ابْناً، تَنْقُلُونَ مُلْكَهُ إِلَى ابْنَتِهِ. +\s5 +\v 9 وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ ابْنَةٌ تُعْطُوا مُلْكَهُ لإِخْوَتِهِ. +\v 10 وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِخْوَةٌ، فَأَعْطُوا مُلْكَهُ لأَعْمَامِهِ. +\v 11 وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَامٌ، فَأَعْطُوا مُلْكَهُ لأَقْرَبِ أَقْرِبَائِهِ مِنْ عَشِيرَتِهِ، فَيَرِثَهُ. وَلْتَكُنْ هَذِهِ فَرِيضَةَ قَضَاءٍ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى». +\s1 خلافة يشوع لموسى +\s5 +\p +\v 12 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إِلَى جَبَلِ عَبَارِيمَ، وَانْظُرْ مِنْ عَبْرِ النَّهْرِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. +\v 13 وَمَتَى شَاهَدْتَهَا تَمُوتُ وَتَنْضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ أَيْضاً، نَظِيرَ أَخِيكَ هَرُونَ. +\v 14 لأَنَّكُمَا فِي صَحْرَاءِ صِينَ عَصَيْتُمَا قَوْلِي، حِينَ تَمَرَّدَ الشَّعْبُ، وَلَمْ تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ، إِذْ لَمْ تَأْمُرَا الْمَاءَ بِالتَّفَجُّرِ مِنَ الصَّخْرَةِ». ذَلِكَ مَاءُ مَرِيبَةَ عِنْدَ قَادَشَ فِي صَحْرَاءِ صِينَ +\s5 +\v 15 فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: +\v 16 «لِيُقِمِ الرَّبُّ، إِلَهُ أَرْوَاحِ جَمِيعِ النَّاسِ، قَائِداً لِلشَّعْبِ، +\v 17 يَخْرُجُ وَيَدْخُلُ أَمَامَهُمْ، يَقُودُهُمْ وَيُرْجِعُهُمْ لِئَلّا تُصْبِحَ جَمَاعَةُ الرَّبِّ كَغَنَمٍ لَا رَاعِيَ لَهَا». +\s5 +\v 18 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «خُذْ يَشُوعَ بْنَ نُونَ، رَجُلاً فِيهِ رُوحُ الرَّبِّ، وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهِ. +\v 19 ثُمَّ أَوْقِفْهُ أَمَامَ أَلِعَازَارَ وَأَمَامَ الْجَمَاعَةِ كُلِّهَا، وَأَوْصِهِ بِحَضْرَتِهِمْ، +\s5 +\v 20 وَسَلِّمْهُ بَعْضَ سُلْطَتِكَ، لِكَيْ يُطِيعَهُ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\v 21 لِيَمْثُلَ أَمَامَ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ الَّذِي يَتَلَقَّى الْقَرَارَاتِ بِشَأْنِهِ بِوَاسِطَةِ الأُورِيمِ أَمَامَ الرَّبِّ. فَلا يَخْرُجُونَ وَلا يَدْخُلُونَ إِلّا بِأَمْرِهِ، هُوَ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ مَعَهُ». +\s5 +\v 22 فَأَخَذَ مُوسَى يَشُوعَ وَأَوْقَفَهُ أَمَامَ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَسَائِرِ الْجَمَاعَةِ، +\v 23 وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَأَوْصَاهُ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. + +\s5 +\c 28 +\s1 التقدمات اليومية +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: عَلَيْكُمْ أَنْ تُقَرِّبُوا لِي طَعَامَ وَقَائِدِي فِي مَوَاعِيدِهِ كَرَائِحَةِ رِضًى لِي، +\s5 +\v 3 وَقُلْ لَهُمْ: هَذَا هُوَ الْوَقُودُ الَّذِي تُقَدِّمُونَهُ لِلرَّبِّ: حَمَلانِ حَوْلِيَّانِ صَحِيحَانِ يَوْمِيًّا، لِيَكُونَا مُحْرَقَةً دَائِمَةً. +\v 4 قَدِّمُوا أَحَدَ الْحَمَلَيْنِ صَبَاحاً، وَالْحَمَلَ الآخَرَ مَا بَيْنَ غُرُوبِ الشَّمْسِ والظَّلامِ، +\v 5 مَعَ تَقْدِمَةٍ مِنْ عُشْرِ الإِيفَةِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِرُبْعِ الْهِينِ (نَحْوَ لِتْرٍ) مِنْ زَيْتِ زَيْتُونٍ مَرْضُوضٍ. +\s5 +\v 6 هَذِهِ هِيَ التَّقْدِمَةُ الْمُعْتَادَةُ الَّتِي نُصَّ عَلَيْهَا فِي جَبَلِ سِينَاءَ لِتَكُونَ رَائِحَةَ رِضًى وَمُحْرَقَةً دَائِمَةً لِلرَّبِّ. +\v 7 وَيُسْكَبُ مَعَ الْحَمَلِ الْوَاحِدِ رُبْعُ الْهِينِ (نَحْوَ لِتْرٍ) مِنَ الْخَمْرِ لِلرَّبِّ فِي الْقُدْسِ. +\v 8 أَمَّا الْحَمَلُ الثَّانِي فَتُقَدِّمُونَهُ بَيْنَ الْعَشَاءَيْنِ كَتَقْدِمَةِ الصَّبَاحِ، مَعَ سَكِيبِهِ، فَيَكُونُ مُحْرَقَةً رَائِحَةَ رِضًى لِلرَّبِّ. +\s1 قربان السبت +\s5 +\p +\v 9 وَفِي يَوْمِ السَّبْتِ تُقَرِّبُونَ حَمَلَيْنِ حَوْلِيَّيْنِ صَحِيحَيْنِ، مَعَ تَقْدِمَةٍ مِنْ عُشْرَيِ الإيفَةِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، وَأَيْضاً سَكِيبِ خَمْرٍ. +\v 10 فَتَكُونُ هَذِهِ مُحْرَقَةً فِي كُلِّ سَبْتٍ، عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَسَكِيبِهَا. +\s1 محرقة رأس الشهر +\s5 +\p +\v 11 وَتُقَرِّبُونَ أَيْضاً فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ مِنْ ثَوْرَيْنِ وَكَبْشٍ وَاحِدٍ، وَسَبْعَةِ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ صَحِيحَةٍ. +\v 12 وَتَقْدِمَةً مِنْ ثَلاثَةِ أَعْشَارِ الإيفَةِ (نَحْوَ سَبْعَةِ لِتْرَاتٍ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ، لِكُلِّ ثَوْرٍ، وَتَقْدِمَةً مِنْ عُشْرَيِ الإيفَةِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ لِلْكَبْشِ الْوَاحِدِ. +\v 13 وَتَقْدِمَةً مِنْ عُشْرِ الإيفَةِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ لِكُلِّ حَمَلٍ، فَتَكُونُ مُحْرَقَةً رَائِحَةَ رِضًى وَقُرْبَاناً لِلرَّبِّ. +\s5 +\v 14 وَتَكُونُ سَكَائِبُ خَمْرِهَا نِصْفَ الْهِينِ (نَحْوَ لِتْرَينِ) لِلثَّوْرِ، وَثُلْثَ الْهِينِ (نَحْوَ لِتْرٍ وَثُلْثِ اللِّتْرِ) لِلْكَبْشِ، وَرُبْعَ الْهِينِ (نَحْوَ لِتْرٍ) لِلْحَمَلِ. هَذِهِ مُحْرَقَةٌ تُقَرَّبُ كُلَّ شَهْرٍ مِنْ أَشْهُرِ السَّنَةِ. +\s1 الفصح +\p +\v 15 كَذَلِكَ تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ لِلرَّبِّ عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ الْمُقَرَّبَةِ مَعَ سَكِيبِهَا مِنَ الْخَمْرِ. +\s5 +\p +\v 16 وَيَكُونُ الْيَوْمُ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ الْعِبْرِيِّ فِصْحاً لِلرَّبِّ. +\v 17 وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْهُ تَحْتَفِلُونَ وَتَأْكُلُونَ فَطِيراً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. +\v 18 وَتُقِيمُونَ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مَحْفَلاً مُقَدَّساً، تَمْتَنِعُونَ فِيهِ عَنْ أَيِّ عَمَلٍ. +\s5 +\v 19 وَتُصْعِدُونَ ذَبَائِحَ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ ثَوْرَيْنِ وَكَبْشاً وَاحِداً وَسَبْعَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ صَحِيحَةٍ. +\v 20 وَتَكُونُ تَقْدِمَتُهَا ثَلاثَةَ أَعْشَارِ الإيفَةِ (نَحْوَ سَبْعَةِ لِتْرَاتٍ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ لِكُلِّ ثَوْرٍ، وَعُشْرَيِ الإيفَةِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ) لِلْكَبْشِ الْوَاحِدِ. +\v 21 وَعُشْرَ الإيفَةِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفٍ) لِكُلِّ حَمَلٍ مِنَ السَّبْعَةِ الْحُمْلانِ. +\v 22 وَتُقَرِّبُونَ أَيْضاً تَيْساً وَاحِداً ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ، +\s5 +\v 23 فَتَكُونُ هَذِهِ التَّقْدِمَةُ عَلاوَةً عَلَى مُحْرَقَةِ الصَّبَاحِ الدَّائِمَةِ الَّتِي تُصْعِدُونَهَا. +\v 24 هَكَذَا تَصْنَعُونَ كُلَّ يَوْمٍ طَوَالَ السَّبْعَةِ الأَيَّامِ، فَتُقَدِّمُونَ طَعَامَ وَقُودِ رَائِحَةِ رِضًى لِلرَّبِّ، فَضْلاً عَنِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ الَّتِي تُقَرَّبُ مَعَ سَكِيبِ خَمْرِهَا. +\v 25 ثُمَّ تُقِيمُونَ مَحْفَلاً مُقَدَّساً فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ، تَمْتَنِعُونَ فِيهِ عَنْ أَيِّ عَمَلٍ. +\s1 عيد الأسابيع +\s5 +\p +\v 26 وَفِي يَوْمِ أَوَّلِ الأَثْمَارِ حِينَ تُقَرِّبُونَ تَقْدِمَةً جَدِيدَةً لِلرَّبِّ فِي أَثْنَاءِ عِيدِ الأَسَابِيعِ، أَقِيمُوا مَحْفَلاً مُقَدَّساً، تَمْتَنِعُونَ فِيهِ عَنْ أَيِّ عَمَلٍ. +\v 27 وَتُقَرِّبُونَ مُحْرَقَةً كَرَائِحَةِ رِضًى لِلرَّبِّ، مِنْ ثَوْرَيْنِ وَكَبْشٍ وَاحِدٍ وَسَبْعَةِ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ. +\v 28 أَمَّا تَقْدِمَتُها فَتَكُونُ ثَلاثَةَ أَعْشَارِ الإيفَةِ (نَحْوَ سَبْعَةِ لِتْرَاتٍ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ لِكُلِّ ثَوْرٍ، وَعُشْرَيِ الإيفَةِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ) لِلْكَبْشِ الْوَاحِدِ +\s5 +\v 29 وَعُشْرَ الإيفَةِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) لِكُلِّ حَمَلٍ مِنَ الْحُمْلانِ السَّبْعَةِ. +\v 30 وَأَيْضاً تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ، +\v 31 وَهَكَذَا عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا، أَصْعِدُوا هَذِهِ مَعَ سَكَائِبِهَا مِنَ الْخَمْرِ، عَلَى أَنْ تَكُونَ الذَّبَائِحُ خَالِيَةً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ. + +\s5 +\c 29 +\s1 عيد الأبواق +\p +\v 1 وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ الْعِبْرِيِّ تُقِيمُونَ لَكُمْ مَحْفَلاً مُقَدَّساً لِلرَّبِّ، تَمْتَنِعُونَ فِيهِ عَنْ أَيِّ عَمَلٍ، إذْ يَكُونُ لَكُمْ يَوْمَ نَفْخٍ بِالأَبْوَاقِ. +\s5 +\v 2 وَتُصْعِدُونَ فِيهِ مُحْرَقَةً لِرَائِحَةِ رِضًى لِلرَّبِّ ثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَسَبْعَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ سَلِيمَةٍ. +\s5 +\v 3 وَتَكُونُ تَقْدِمَتُهَا ثَلاثَةَ أَعْشَارِ الإيفَةِ (نَحْوَ سَبْعَةِ لِتْرَاتٍ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ لِلثَّوْرِ، وَعُشْرَيِ الإيفَةِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ) لِلْكَبْشِ، +\v 4 وَعُشْرَ الإيفَةِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) لِكُلِّ حَمَلٍ مِنَ السَّبْعَةِ الْحُمْلانِ. +\v 5 كَمَا تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ. +\s5 +\v 6 فَتَكُونُ هَذِهِ عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الشَّهْرِيَّةِ وَتَقْدِمَتِهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَالْمُحْرَقَةِ الْيَوْمِيَّةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مِنَ الدَّقِيقِ، مَعَ مَا يُرَافِقُهَا مِنْ سَكَائِبِ الْخَمْرِ، هِيَ مُحْرَقَةٌ رَائِحَةُ رِضًى لِلرَّبِّ. +\s1 يوم الكفارة +\s5 +\p +\v 7 وَفِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ تُقِيمُونَ لَكُمْ مَحْفَلاً مُقَدَّساً، تَصُومُونَ فِيهِ وَتَمْتَنِعُونَ عَنْ أَيِّ عَمَلٍ. +\v 8 وَتُقَرِّبُونَ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ رَائِحَةَ رِضًى ثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَسَبْعَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ سَلِيمَةٍ. +\s5 +\v 9 تَكُونُ تَقْدِمَتُهَا ثَلاثَةَ أَعْشَارِ الإيفَةِ (نَحْوَ سَبْعَةِ لِتْرَاتٍ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ لِلثَّوْرِ، وَعُشْرَيِ الإيفَةِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ) لِلْكَبْشِ الْوَاحِدِ، +\v 10 وَعُشْرَ الإيفَةِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) لِكُلِّ حَمَلٍ مِنَ السَّبْعَةِ الْحُمْلانِ +\v 11 كَمَا تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ. فَتَكُونُ هَذِهِ عَلاوَةً عَلَى ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ السَّنَوِيَّةِ الْمُقَدَّمَةِ فِي يَوْمِ الْكَفَّارَةِ، وَالْمُحْرَقَةِ الْيَوْمِيَّةِ الدَّائِمَةِ مَعَ مَا يُرَافِقُهَا مِنْ سَكَائِبِ الْخَمْرِ. +\s1 عيد الخيام +\s5 +\p +\v 12 وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ نَفْسِهِ تُقِيمُونَ لَكُمْ مَحْفَلاً مُقَدَّساً، تَمْتَنِعُونَ فِيهِ عَنْ أَيِّ عَمَلٍ، وَتَحْتَفِلُونَ فِيهِ لِلرَّبِّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. +\v 13 وَتُقَرِّبُونَ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مُحْرَقَةً رَائِحَةَ رِضًى لِلرَّبِّ، ثَلاثَةَ عَشَرَ ثَوْراً وَكَبْشَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ حَمَلاً حَوْلِيًّا سَلِيماً. +\s5 +\v 14 وَتَكُونُ تَقْدِمَتُهَا ثَلاثَةَ أَعْشَارِ الإيفَةِ (نَحْوَ سَبْعَةِ لِتْرَاتٍ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقٍ مَعْجُونٍ بِزَيْتٍ لِكُلِّ ثَوْرٍ مِنَ الثِّيرَانِ الثَّلاثَةَ عَشَرَ، وَعُشْرَيِ الإيفَةِ (نَحْوَ خَمْسَةِ لِتْرَاتٍ) لِكُلِّ كَبْشٍ مِنَ الْكَبْشَيْنِ. +\v 15 وَعُشْرَ الإيفَةِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) لِكُلِّ حَمَلٍ مِنَ الأَرْبَعَةَ عَشَرَ حَمَلاً. +\v 16 كَمَا تُقَدِّمُونَ تَيْساً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الْيَوْمِيَّةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا وَسَكِيبِهَا مِنَ الْخَمْرِ. +\s5 +\p +\v 17 وَتُقَرِّبُونَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي اثْنَيْ عَشَرَ ثَوْراً وَكَبْشَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ حَمَلاً حَوْلِيًّا سَلِيماً. +\v 18 وَتَكُونُ تَقْدِمَتُهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ لِكُلٍّ مِنَ الثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْحُمْلانِ، هِيَ التَّقْدِمَةُ الْمُعْتَادَةُ بِمَا يَتَّفِقُ مَعَ عَدَدِهَا. +\v 19 كَمَا تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الْيَوْمِيَّةِ الدَّائِمَةِ، وَتَقْدِمَتِهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ. +\s5 +\p +\v 20 وَتُقَرِّبوُنَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أَحَدَ عَشَرَ ثَوْراً وَكَبْشَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ حَمَلاً حَوْلِيًّا سَلِيماً. +\v 21 وَتَكُونُ تَقْدِمَتُهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ لِكُلٍّ مِنَ الثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْحُمْلانِ هِيَ التَّقْدِمَةُ الْمُعْتَادَةُ بِمَا يَتَّفِقُ مَعَ عَدَدِهَا. +\v 22 كَمَا تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الْيَوْمِيَّةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ. +\s5 +\p +\v 23 وَتُقَرِّبُونَ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَةَ ثِيرَانٍ وَكَبْشَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ حَمَلاً حَوْلِيًّا سَلِيماً. +\v 24 وَتَكُونُ تَقْدِمَتُهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ لِكُلٍّ مِنَ الثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْحُمْلانِ هِيَ التَّقْدِمَةُ الْمُعْتَادَةُ بِمَا يَتَّفِقُ مَعَ عَدَدِهَا. +\v 25 كَمَا تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الْيَوْمِيَّةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ. +\s5 +\p +\v 26 وَتُقَرِّبُونَ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسِ تِسْعَةَ ثِيرَانٍ وَكَبْشَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ حَمَلاً حَوْلِيًّا صَحِيحاً، +\v 27 وَتَكُونُ تَقْدِمَتُهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ لِكُلٍّ مِنَ الثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْحُمْلانِ هِيَ التَّقْدِمَةُ الْمُعْتَادَةُ بِمَا يَتَّفِقُ مَعَ عَدَدِهَا. +\v 28 كَمَا تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الْيَوْمِيَّةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ. +\s5 +\p +\v 29 وَتُقَرِّبُونَ فِي الْيَوْمِ السَّادِسِ ثَمَانِيَةَ ثِيرَانٍ وَكَبْشَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ حَمَلاً حَوْلِيًّا سَلِيماً. +\v 30 وَتَكُونُ تَقْدِمَتُهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ لِكُلٍّ مِنَ الثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْحُمْلانِ هِيَ التَّقْدِمَةُ الْمُعْتَادَةُ بِمَا يَتَّفِقُ مَعَ عَدَدِهَا. +\v 31 كَمَا تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الْيَوْمِيَّةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ. +\s5 +\p +\v 32 وَتُقَرِّبُونَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ سَبْعَةَ ثِيرَانٍ وَكَبْشَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ حَمَلاً حَوْلِيًّا سَلِيماً. +\v 33 وَتَكُونُ تَقْدِمَتُهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ لِكُلٍّ مِنَ الثِّيرَانِ وَالْكَبْشَيْنِ وَالْحُمْلانِ هِيَ التَّقْدِمَةُ الْمُعْتَادَةُ بِمَا يَتَّفِقُ مَعَ عَدَدِهَا. +\v 34 كَمَا تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الْيَوْمِيَّةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ. +\s5 +\p +\v 35 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَجْتَمِعُونَ لِلْعِبَادَةِ وَفِيهِ تَمْتَنِعُونَ عَنْ أَيِّ عَمَلٍ. +\v 36 وَتُقَرِّبُونِ مُحْرَقَةً لِتَكُونَ رَائِحَةَ رِضًى لِلرَّبِّ ثَوْراً وَاحِداً وَكَبْشاً وَاحِداً وَسَبْعَةَ حُمْلانٍ حَوْلِيَّةٍ سَلِيمَةٍ. +\s5 +\v 37 وَتَكُونُ تَقْدِمَتُهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ لِكُلٍّ مِنَ الثَّوْرِ وَالْكَبْشِ وَالْحُمْلانِ هِيَ التَّقْدِمَةُ الْمُعْتَادَةُ بِمَا يَتَّفِقُ مَعَ عَدَدِهَا. +\v 38 كَمَا تُقَدِّمُونَ تَيْساً وَاحِداً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ عَلاوَةً عَلَى الْمُحْرَقَةِ الْيَوْمِيَّةِ الدَّائِمَةِ وَتَقْدِمَتِهَا مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ الْخَمْرِ. +\s5 +\v 39 فَهَذِهِ هِيَ الذَّبَائِحُ الَّتِي تُقَرِّبُونَهَا لِلرَّبِّ فِي مَوَاسِمِ أَعْيَادِكُمْ، عَلاوَةً عَلَى نُذُورِكُمْ وَقَرَابِينِ مُحْرَقَاتِكُمُ الطَّوْعِيَّةِ وَتَقْدِمَاتِكُمْ مِنَ الدَّقِيقِ وَسَكَائِبِ خَمْرِكُمْ وَذَبَائِحِ سَلامَتِكُمْ». +\v 40 فَأَبْلَغَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ جَمِيعَ مَا أَمَرَهُ بِهِ الرَّبُّ. + +\s5 +\c 30 +\s1 النذور +\p +\v 1 وَقَالَ مُوسَى لِقَادَةِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: «إِلَيْكُمْ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ: +\v 2 إِذَا نَذَرَ رَجُلٌ نَذْراً لِلرَّبِّ، أَوْ أَقْسَمَ أَنْ يَلْتَزِمَ بِأَمْرٍ مَا، فَعَلَيْهِ أَنْ يَفِيَ بِكَلامِهِ وَيُنَفِّذَ كُلَّ مَا تَعَهَّدَ بِهِ. +\s5 +\v 3 وَلَكِنْ إِذَا نَذَرَتْ صَبِيَّةٌ نَذْراً لِلرَّبِّ وَأَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِأَمْرٍ، وَهِيَ مَا بَرِحَتْ فِي بَيْتِ أَبِيهَا، +\v 4 وَسَمِعَ أَبُوهَا مَا نَذَرَتْهُ أَوْ تَعَهَّدَتْ بِهِ، وَسَكَتَ، فَإِنَّهَا تَكُونُ مُلْزَمَةً بِكُلِّ نُذُورِهَا وَتَعَهُّدَاتِهَا. +\s5 +\v 5 وَلَكِنْ إِنْ مَنَعَهَا أَبُوهَا عِنْدَ سَمَاعِهِ مَا نَذَرَتْ أَوْ تَعَهَّدَتْ بِهِ، فَإِنَّهَا لَا تَكُونُ مُلْزَمَةً بِالإِيفَاءِ، وَالرَّبُّ يَصْفَحُ عَنْهَا لأَنَّ أَبَاهَا قَدْ مَنَعَهَا. +\s5 +\v 6 وَإذَا تَزَوَّجَتْ بَعْدَ أَنْ نَذَرَتْ أَوْ تَعَهَّدَتْ بِمَا أَلْزَمَتْ بِهِ نَفْسَهَا، +\v 7 ثُمَّ عَرَفَ زَوْجُهَا بِنُذُورِهَا فَسَكَتَ عَنْهَا، تُصْبِحُ مُلْزَمَةً بِها. +\s5 +\v 8 وَإِنْ مَنَعَهَا زَوْجُهَا عِنْدَ مَعْرِفَتِهِ بِنُذُورِهَا، فَإِنَّ مَا تَعَهَّدَتْ بِهِ وَأَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِهِ يُصْبِحُ لاغِياً، وَالرَّبُّ يَصْفَحُ عَنْهَا. +\s5 +\v 9 وَأَمَّا نَذْرُ الأَرْمَلَةِ وَالْمُطَلَّقَةِ فَكُلُّ مَا تَعَهَّدَتْ بِهِ يَثْبُتُ عَلَيْهَا. +\v 10 إِنْ نَذَرَتِ امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ أَوْ أَقْسَمَتْ أَنْ تَلْتَزِمَ بِأَمْرٍ، وَهِيَ مَا بَرِحَتْ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا، +\v 11 وَسَمِعَ زَوْجُهَا وَلَمْ يَعْتَرِضْ، تُصْبِحُ مُلْزَمَةً بِكُلِّ نُذُورِهَا وَبِكُلِّ مَا تَعَهَّدَتْ بِهِ. +\s5 +\v 12 وَلَكِنْ إِنْ أَبْطَلَ زَوْجُهَا نُذُورَهَا عِنْدَ مَعْرِفَتِهِ بِها، فَإِنَّ كُلَّ مَا تَعَهَّدَتْ بِهِ مِنْ نُذُورٍ، أَوْ مَا أَلْزَمَتْ بِهِ نَفْسَهَا، يُصْبِحُ لاغِياً، لأَنَّ زَوْجَهَا قَدْ أَبْطَلَ نُذُورَهَا، وَالرَّبُّ يَصْفَحُ عَنْهَا. +\s5 +\v 13 كُلُّ نَذْرٍ وَكُلُّ تَعَهُّدٍ مُلْزِمٍ بِقَمْعِ النَّفْسِ، فَزَوْجُهَا يُثْبِتُهُ، وَزَوْجُهَا يُبْطِلُهُ. +\v 14 وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَعْتَرِضْ زَوْجُهَا خِلالَ يَوْمٍ مِنْ مَعْرِفَتِهِ بِهِ، فَقَدْ أَثْبَتَ عَلَيْهَا كُلَّ نُذُورِهَا وَتَعَهُّدَاتِهَا، لأَنَّهُ لَمْ يَعْتَرِضْ عَلَيْهَا عِنْدَ مَعْرِفَتِهِ بِها. +\s5 +\v 15 وَلَكِنْ إِنْ أَبْطَلَ نُذُورَهَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِنَّهُ يَحْمِلُ عِقَابَ ذَنْبِهَا». +\v 16 هَذِهِ هِيَ الْفَرَائِضُ الَّتِي أَمَرَ بِها الرَّبُّ مُوسَى بِشَأْنِ نُذُورِ الأُنْثَى، الْخَاصَّةُ بِالزَّوْجِ وَزَوْجَتِهِ، وَالأَبِ وَابْنَتِهِ الصَّبِيَّةِ الَّتِي مَا بَرِحَتْ مُقِيمَةً فِي بَيْتِهِ. + +\s5 +\c 31 +\s1 القضاء على المديانيين +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «انْتَقِمْ مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَبَعْدَهَا تَمُوتُ وَتَنْضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ». +\s5 +\v 3 فَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «جَهِّزُوا مِنْكُمْ رِجَالاً مُجَنَّدِينَ لِمُحَارَبَةِ الْمِدْيَانِيِّينَ وَالانْتِقَامِ لِلرَّبِّ مِنْهُمْ. +\v 4 أَرْسِلُوا لِلْحَرْبِ أَلْفاً وَاحِداً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مِنْ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ». +\v 5 فَتَمَّ اخْتِيَارُ أَلْفٍ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ، فَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً مِنْ بَيْنِ أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ مُجَرَّدِينَ لِلْقِتَالِ. +\s5 +\v 6 فَأَرْسَلَهُمْ مُوسَى، أَلْفاً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ، لِلْحَرْبِ بِقِيَادَةِ فِينْحَاسَ بْنِ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ، الَّذِي أَخَذَ مَعَهُ أَمْتِعَةَ الْقُدْسِ وَأَبْوَاقَ الْهُتَافِ. +\v 7 فَحَارَبُوا الْمِدْيَانِيِّينَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ؛ +\v 8 وَقَتَلُوا مَعَهُمْ مُلُوكَهُمُ الْخَمْسَةَ: أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ، كَمَا قَتَلُوا بَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ بِحَدِّ السَّيْفِ. +\s5 +\v 9 وَأَسَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ الْمِدْيَانِيِّينَ وَأَطْفَالَهُمْ، وَغَنِمُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَمَوَاشِيهِمْ وَسَائِرَ أَمْلاكِهِمْ، +\v 10 وَأَحْرَقُوا مُدُنَهُمْ كُلَّهَا بِمَسَاكِنِهَا وَحُصُونِهَا، +\s5 +\v 11 وَاسْتَوْلَوْا عَلَى كُلِّ الْغَنَائِمِ وَالأَسْلابِ مِنَ النَّاسِ وَالْحَيَوَانِ، +\v 12 وَرَجَعُوا إِلَى مُوسَى وَأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَجَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ بِالسَّبْيِ والأَسْلابِ وَالْغَنِيمَةِ إِلَى الْمُخَيَّمِ فِي سُهُولِ مُوآبَ بِالْقُرْبِ مِنْ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُقَابِلَ أَرِيحَا. +\s5 +\p +\v 13 فَخَرَجَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ وَكُلُّ قَادَةِ إِسْرَائِيلَ لاِسْتِقْبَالِهِمْ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ، +\v 14 فَأَبْدَى مُوسَى سُخْطَهُ عَلَى قَادَةِ الْجَيْشِ مِنْ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ الْمِئَاتِ الْقَادِمِينَ مِنَ الْحَرْبِ، +\v 15 وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا اسْتَحْيَيْتُمُ النِّسَاءَ؟ +\s5 +\v 16 إِنَّهُنَّ بِاتِّبَاعِهِنَّ نَصِيحَةَ بَلْعَامَ أَغْوَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِعِبَادَةِ فَغُورَ، وَكُنَّ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ، فَتَفَشَّى الْوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. +\v 17 فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ، وَاقْتُلُوا أَيْضاً كُلَّ امْرَأَةٍ ضَاجَعَتْ رَجُلاً، +\s5 +\v 18 وَلَكِنِ اسْتَحْيَوْا لَكُمْ كُلَّ عَذْرَاءَ لَمْ تُضَاجِعْ رَجُلاً. +\v 19 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَامْكُثُوا خَارِجَ الْمُخَيَّمِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَعَلَى كُلِّ مَنْ قَتَلَ نَفْساً، وَمَنْ لَمَسَ قَتِيلاً أَنْ يَتَطَهَّرَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ. افْعَلُوا هَذَا أَنْتُمْ وَسَبَايَاكُمْ. +\v 20 وَكَذَلِكَ طَهِّرُوا كُلَّ ثَوْبٍ، وَكُلَّ مَتَاعٍ جِلْدِيٍّ، وَكُلَّ مَا هُوَ مَصْنُوعٌ مِنْ شَعْرِ الْمَعْزِ وَكُلَّ آنِيَةٍ مِنْ خَشَبٍ». +\s5 +\p +\v 21 وَقَالَ أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ لِلْمُحَارِبِينَ: «هَذِهِ هِيَ فَرِيضَةُ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَ بِها الرَّبُّ مُوسَى: +\v 22 الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ وَالنُّحَاسُ وَالْحَدِيدُ وَالْقَصْدِيرُ وَالرَّصَاصُ، +\v 23 وَكُلُّ مَا يَتَحَمَّلُ حَرَارَةَ النَّارِ، أَجِيزُوهُ فِيهَا فَيُصْبِحَ طَاهِراً. وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ أَيْضاً أَنْ تُطَهِّرُوهُ بِمَاءِ التَّطْهِيرِ، وَمَا لَا يَحْتَمِلُ النَّارَ طَهِّرُوهُ بِمَاءِ التَّطْهِيرِ فَقَطْ. +\v 24 ثُمَّ اغْسِلُوا ثِيَابَكُمْ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ فَتَكُونُوا طَاهِرِينَ. وَبَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُونَ الْمُخَيَّمَ». +\s1 توزيع الغنائم +\s5 +\p +\v 25 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 26 «أَحْصِ أَنْتَ وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ وَرُؤَسَاءُ الْعَشَائِرِ الْغَنَائِمَ وَالسَّبْيَ مِنَ النَّاسِ وَالْحَيَوَانِ، +\v 27 وَقَسِّمِ الْغَنَائِمَ مُنَاصَفَةً بَيْنَ الْجُنْدِ الْمُشْتَرِكِينَ فِي الْحَرْبِ وَبَيْنَ كُلِّ الْجَمَاعَةِ. +\s5 +\v 28 وَخُذْ نَصِيباً لِلرَّبِّ مِنْ غَنَائِمِ أَهْلِ الْحَرْبِ، وَاحِداً مِنْ كُلِّ خَمْسِ مَئَةٍ مِنَ النَّاسِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ وَالْغَنَمِ. +\v 29 مِنْ نِصْفِ أَهْلِ الْحَرْبِ تَأْخُذُهَا وَتُعْطِيهَا لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ. +\s5 +\v 30 وَتَأْخُذُ مِنْ نِصْفِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَاحِداً مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ وَالْغَنَمِ وَسَائِرِ الْبَهَائِمِ، وَتُعْطِيهَا لِلّاوِيِّينَ الْقَائِمِينَ عَلَى خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ». +\p +\v 31 فَنَفَّذَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. +\s5 +\v 32 وَكَانَ النَّهْبُ الْمُتَبَقِّي مِنْ غَنَائِمِ رِجَالِ الْحَرْبِ مِنَ الْغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلْفاً، +\v 33 وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ أَلْفاً، +\v 34 وَمِنَ الْحَمِيرِ وَاحِداً وَسِتِّينَ أَلْفاً، +\v 35 وَمِنَ الْعَذَارَى اللَّوَاتِي لَمْ يُضَاجِعْنَ ذَكَراً اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ أَلْفاً. +\s5 +\v 36 فَكَانَ النِّصْفُ نَصِيبُ أَهْلِ الْحَرْبِ، مِنَ الْغَنَمِ ثَلاثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. +\v 37 وَكَانَتْ زَكَاةُ الرَّبِّ مِنْهَا سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ، +\v 38 وَمِنَ الْبَقَرِ سِتَّةً وَثَلاثِينَ أَلْفاً، وَزَكَاةُ الرَّبِّ مِنْهَا اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ، +\s5 +\v 39 وَمِنَ الْحَمِيرِ ثَلاثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ، وَزَكَاةُ الرَّبِّ مِنْهَا وَاحِداً وَسِتِّينَ، +\v 40 وَمِنَ النِّسَاءِ الْعَذَارَى سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفاً، وَزَكَاةُ الرَّبِّ مِنْهَا اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ نَفْساً. +\v 41 فَأَعْطَى مُوسَى الزَّكَاةَ تَقْدِمَةَ الرَّبِّ لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. +\s5 +\v 42 أَمَّا نِصْفُ غَيْرِ الْمُحَارِبِينَ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ الْغَنِيمَةِ الَّذِي قَسَمَهُ مُوسَى مِنْ كَامِلِ غَنَائِمِ أَهْلِ الْحَرْبِ، +\v 43 فَكَانَ مِنَ الْغَنَمِ ثَلاثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ، +\v 44 وَمِنَ الْبَقَرِ سِتَّةً وَثَلاثِينَ أَلْفاً، +\v 45 وَمِنَ الْحَمِيرِ ثَلاثِينَ أَلْفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ، +\v 46 وَمِنَ الْعَذَارَى سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفاً. +\s5 +\v 47 فَأَفْرَزَ مُوسَى مِنْ نَصِيبِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ وَاحِداً مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ النِّسَاءِ وَمِنَ الْبَهَائِمِ وَأَعْطَاهَا لِلّاوِيِّينَ الْقَائِمِينَ عَلَى خِدْمَةِ الْمَسْكَنِ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. +\s1 قرابين القادة +\s5 +\p +\v 48 ثُمَّ تَقَدَّمَ قَادَةُ الْجُنْدِ مِنْ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ الْمِئَاتِ إِلَى مُوسَى، +\v 49 وَقَالُوا لَهُ: «لَقَدْ أَحْصَى عَبِيدُكَ عَدَدَ جُنُودِهِمِ الْمُحَارِبِينَ، فَلَمْ يُفْقَدْ مِنَّا إِنْسَانٌ. +\s5 +\v 50 لِذَلِكَ يُقَدِّمُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قُرْبَانَ الرَّبِّ فِي مَا وَجَدَهُ مِنْ أَمْتِعَةِ ذَهَبٍ: حُجُولٍ وَأَسَاوِرَ وَخَوَاتِمَ وَأَقْرَاطٍ وَقَلائِدَ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ أَنْفُسِنَا أَمَامَ الرَّبِّ». +\v 51 فَأَخَذَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ مِنْهُمْ كُلَّ مَا هُوَ مَصْنُوعٌ مِنَ الذَّهَبِ، +\s5 +\v 52 فَكَانَتْ جُمْلَةُ ذَهَبِ التَّقْدِمَةِ الَّتِي قَرَّبُوهَا لِلرَّبِّ سِتَّةَ عَشَرَ أَلَفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ شَاقِلاً (نَحْوَ مِئَتَيْ كِيلُو جِرَاماً) قَدَّمَهَا رُؤَسَاءُ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءُ الْمِئَاتِ. +\v 53 أَمَّا الْجُنْدُ فَقَدْ أَخَذَ كُلٌّ مِنْهُمْ مَا اغْتَنَمَهُ لِنَفْسِهِ. +\v 54 وَحَمَلَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ الذَّهَبَ الَّذِي قَدَّمَهُ رُؤَسَاءُ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءُ الْمِئَاتِ وَأَتَيَا بِهِ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ تَذْكَاراً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَمَامَ الرَّبِّ. + +\s5 +\c 32 +\s1 الأسباط العابرة للأردن +\p +\v 1 وَكَانَ لِسِبْطَيْ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ مَوَاشٍ كَثِيرَةٌ جِدّاً. فَلَمَّا أَقْبَلُوا عَلَى أَرْضِ يَعَزِيرَ وَأَرْضِ جِلْعَادَ وَجَدُوا أَنَّهَا صَالِحَةٌ لِرَعْيِ الْمَوَاشِي. +\v 2 فَقَالُوا لِمُوسَى وَأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَرُؤَسَاءِ الشَّعْبِ: +\v 3 «إِنَّ أَرَاضِي عَطَارُوتَ وَدِيبُونَ وَيَعَزِيرَ وَنِمْرَةَ وَحَشْبُونَ وَأَلِعَالَةَ وَشَبَامَ وَنَبُو وَبَعُونَ +\s5 +\v 4 الأَرَاضِي الَّتِي أَخْضَعَهَا الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ هِيَ مَرَاعٍ صَالِحَةٌ لِرَعْيِ مَوَاشِي عَبِيدِكَ. +\v 5 فَإِنْ حَسُنَ لَدَيْكَ، أَعْطِ هَذِهِ الأَرَاضِي لِعَبِيدِكَ مُلْكاً، وَلا تَدَعْنَا نَعْبُرُ نَهْرَ الأُرْدُنِّ». +\s5 +\p +\v 6 فَقَالَ مُوسَى لأَبْنَاءِ سِبْطَيْ جَادٍ وَرَأُوبَيْنَ: «أَيَنْطَلِقُ إِخْوَتُكُمْ لِخَوْضِ الْحَرْبِ وَأَنْتُمْ هُنَا قَاعِدُونَ؟ +\v 7 لِمَاذَا تُضْعِفُونَ قُلُوبَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ عَنِ الْعُبُورِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي وَهَبَهَا الرَّبُّ لَهُمْ؟ +\s5 +\v 8 إِنَّ هَذَا مَا فَعَلَهُ آبَاؤُكُمْ حِينَ أَرْسَلْتُهُمْ مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ لِيَتَجَسَّسُوا الأَرْضَ، +\v 9 فَبَعْدَ أَنْ بَلَغُوا وَادِي أَشْكُولَ وَتَجَسَّسُوا الأَرْضَ أَضْعَفُوا قُلُوبَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ عَنِ الْعُبُورِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي وَهَبَهَا الرَّبُّ لَهُمْ. +\s5 +\v 10 فَاحْتَدَمَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ غَضَبُ الرَّبِّ وَقَالَ: +\v 11 لأَنَّهُمْ لَمْ يُطِيعُونِي مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ فَإِنَّ الرِّجَالَ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ مِنَ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ لَنْ يَرَوْا الأَرْضَ الَّتِي أَقْسَمْتُ أَنْ أَهَبَهَا لِنَسْلِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، +\v 12 مَاعَدَا كَالَبَ بْنَ يَفُنَّةَ الْقِنِزِّيَّ وَيَشُوعَ بْنَ نُونٍ، لأَنَّهُمَا أَطَاعَانِي مِنْ كُلِّ قَلْبَيْهِمَا. +\s5 +\v 13 وَإِذِ اشْتَدَّ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَتَاهَهُمْ فِي الصَّحْرَاءِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، حَتَّى فَنِيَ كُلُّ الْجِيلِ الَّذِي ارْتَكَبَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. +\v 14 وَهَا أَنْتُمْ نِتَاجُ تَرْبِيَةِ قَوْمٍ خُطَاةٍ، تَرْتَكِبُونَ وِزْرَ آبَائِكُمْ، لِتَزِيدُوا مِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ. +\v 15 لأَنَّكُمْ إِنْ تَخَلَّيْتُمْ عَنْ طَاعَتِهِ، يَعُودُ وَيَتْرُكُهُمْ فِي الصَّحْرَاءِ وَتَكُونُونَ أَنْتُمْ سَبَبَ هَلاكِهِمْ». +\s5 +\p +\v 16 فَاقْتَرَبُوا مِنْهُ وَقَالُوا: «سَنَبْنِي حَظَائِرَ لِمَوَاشِينَا وَمُدُناً لأَطْفَالِنَا وَنِسَائِنَا، +\v 17 أَمَّا نَحْنُ فَنَتَسَلَّحُ وَنَنْطَلِقُ مُسْرِعِينَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَبْلُغُوا أَمَاكِنَهُمْ بَيْنَمَا يَمْكُثُ نِسَاؤُنَا وَأَطْفَالُنَا فِي مُدُنٍ مُحَصَّنَةٍ تَقِيهِمْ هَجْمَاتِ أَهْلِ الأَرْضِ، +\s5 +\v 18 وَلا نَرْجِعُ إِلَى بُيُوتِنَا حَتَّى يَمْتَلِكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ نَصِيبَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ. +\v 19 وَإِنَّنَا لَا نَرِثُ مَعَهُمْ شَيْئاً فِي غَرْبِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، لأَنَّنَا قَدْ حَصَلْنَا عَلَى نَصِيبِنَا فِي الأَرَاضِي الْوَاقِعَةِ فِي شَرْقِيِّهِ». +\s5 +\v 20 فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: «إِنْ وَفَيْتُمْ بِعَهْدِكُمْ فَحَمَلْتُمُ السِّلاحَ لِخَوْضِ الْحَرْبِ أَمَامَ الرَّبِّ، +\v 21 وَعَبَرَ كُلُّ مُتَسَلِّحٍ مِنْكُمْ نَهْرَ الأُرْدُنِّ لِيُحَارِبَ أَمَامَ الرَّبِّ حَتَّى يَتِمَّ طَرْدُ أَعْدَائِهِ مِنْ أَمَامِهِ، +\v 22 فَتَخْضَعُ الأَرْضُ بَيْنَ يَدَيِ الرَّبِّ، وَبَعْدَهَا تَرْجِعُونَ، عِنْدَئِذٍ تَكُونُونَ أَبْرِيَاءَ عِنْدَ الرَّبِّ وَعِنْدَ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، وَتُصْبِحُ هَذِهِ الأَرْضُ مُلْكاً لَكُمْ أَمَامَ الرَّبِّ. +\s5 +\v 23 وَلَكِنْ إِنْ نَكَثْتُمْ بِتَعَهُّدِكُمْ فَإِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ إِلَى الرَّبِّ. وَثِقُوا أَنَّ خَطِيئَتَكُمْ سَتُلاحِقُكُمْ. +\v 24 ابْنُوا مُدُناً لِنِسَائِكُمْ وَأَطْفَالِكُمْ، وَحَظَائِرَ لِغَنَمِكُمْ، وَنَفِّذُوا مَا تَعَهَّدْتُمْ بِهِ». +\v 25 فَأَجَابَ أَبْنَاءُ سِبْطَيْ جَادٍ وَرَأُوبَيْنَ مُوسَى: «سَيَفْعَلُ عَبِيدُكَ كَأَمْرِ سَيِّدِهِمْ، +\s5 +\v 26 إِذْ يَمْكُثُ أَطْفَالُنَا وَنِسَاؤُنَا وَمَوَاشِينَا وَكُلُّ بَهَائِمِنَا فِي مُدُنِ جِلْعَادَ، +\v 27 بَيْنَمَا يَعْبُرُ كُلُّ مُنْخَرِطٍ فِي الْجَيْشِ مِنْ عَبِيدِكَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ لِلْحَرْبِ أَمَامَ الرَّبِّ كَمَا أَمَرَ سَيِّدُنَا». +\s5 +\p +\v 28 فَأَوْصَى بِهِمْ مُوسَى أَلِعَازَارَ الْكَاهِنَ وَيَشُوعَ بْنَ نُونٍ وَرُؤَسَاءَ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ +\v 29 قَائِلاً: «إِنْ عَبَرَ مَعَكُمْ نَهْرَ الأُرْدُنِّ كُلُّ مُتَجَرِّدٍ لِلْحَرْبِ بَيْنَ يَدَيِ الرَّبِّ مِنْ أَبْنَاءِ سِبْطَيْ جَادٍ وَرَأُوبَيْنَ، وَتَمَّ الاسْتِيلاءُ عَلَى الأَرْضِ، تُوَرِّثُونَهُمْ أَرْضَ جِلْعَادَ مُلْكاً. +\v 30 وَلَكِنْ إِنْ تَقَاعَسُوا عَنِ الْعُبُورِ لِخَوْضِ الْحَرْبِ مَعَكُمْ، فَإِنَّكُمْ تُوَرِّثُونَهُمْ فِي وَسَطِكُمْ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ». +\s5 +\v 31 فَأَجَابَ أَبْنَاءُ سِبْطَيْ جَادٍ وَرَأُوبَيْنَ: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ بِهِ مِنْ نَحْوِ عَبِيدِكَ نَلْتَزِمُ بِهِ، +\v 32 فَإِنَّنَا نَعْبُرُ بِكَامِلِ أَسْلِحَتِنَا لِنُحَارِبَ بَيْنَ يَدَيِ الرَّبِّ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَلَكِنَّنَا لَا نَرِثُ نَصِيباً فِي غَرْبِيِّ الأُرْدُنِّ». +\s5 +\v 33 فَوَهَبَ مُوسَى أَبْنَاءَ سِبْطَيْ جَادٍ وَرَأُوبَيْنَ وَأَبْنَاءَ نِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى بْنِ يُوسُفَ مَمْلَكَةَ سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ، وَمَمْلَكَةَ عُوجٍ مَلِكِ بَاشَانَ بِمَا فِيهِمَا مِنْ أَرَاضٍ وَمُدُنٍ وَاقِعَةٍ ضِمْنَ حُدُودِهِمَا. +\s5 +\p +\v 34 فَرَمَّمَ أَبْنَاءُ سِبْطِ جَادٍ مُدُنَ دِيبُونَ وَعَطَاروُتَ وَعَرُوعِيرَ، +\v 35 وَعَطْرُوتَ شُوفَانَ وَيَعَزِيرَ وَيَجْبَهَةَ، +\v 36 وَبَيْتَ نِمْرَةَ وَبَيْتَ هَارَانَ، وَجَعَلُوهَا مُدُناً مُحَصَّنَةً وَبَنَوْا أَيْضاً حَظَائِرَ لِغَنَمِهِمْ. +\s5 +\v 37 وَبَنَى أَبْنَاءُ رَأُوبَيْنَ مُدُنَ حَشْبُونَ وَأَلِعَالَةَ وَقِرْيَتَايِمَ، +\v 38 وَنَبُو وَبَعْلَ مَعُونَ اللَّتَيْنِ تَمَّ تَغْيِيرُ اسْمَيْهِمَا، وَسَبْمَةَ وَأَطْلَقُوا أَسْمَاءَ أُخْرَى عَلَى الْمُدُنِ الَّتِي بَنَوْهَا. +\v 39 وَتَوَجَّهَ أَبْنَاءُ مَاكيِرَ مِنْ سِبْطِ مَنَسَّى نَحْوَ جِلْعَادَ وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا، وَطَرَدُوا الأَمُورِيِّينَ مِنْهَا، +\s5 +\v 40 فَوَهَبَ مُوسَى جِلْعَادَ لِنَسْلِ مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى فَأَقَامُوا فِيهَا. +\v 41 وَاسْتَوْلَى يَائِيرُ مِنْ سِبْطِ مَنَسَّى عَلَى مَزَارِعِ جِلْعَادَ، وَدَعَاهَا حَوُّوثَ يَائِيرَ (وَمَعْنَاهَا قُرَى يَائِيرَ). +\v 42 كَمَا انْطَلَقَ نُوبَحُ وَتَمَلَّكَ قَنَاةَ وَالْقُرَى الْمُحِيطَةَ بِها وَأَطْلَقَ عَلَيْهَا اسْمَهُ «نُوبَحَ». + +\s5 +\c 33 +\s1 مراحل رحلة بني إسرائيل +\p +\v 1 هَذَا هُوَ سِجِلُّ رِحْلاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُنْذُ خُرُوجِهِمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، بِقِيَادَةِ مُوسَى وَهَرُونَ. +\v 2 فَقَدْ دَوَّنَ مُوسَى مَرَاحِلَ رِحْلاتِهِمْ، تَلْبِيَةً لأَمْرِ الرَّبِّ، حَسَبَ وُقُوعِهَا. +\s5 +\v 3 فِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ (الْعِبْرِيِّ)، فِي صَبَاحِ غَدِ الْفِصْحِ، ارْتَحَلَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ رَعَمْسِيسَ بِقُوَّةٍ أَمَامَ أَعْيُنِ جَمِيعِ الْمِصْرِيِّينَ، +\v 4 الَّذِينَ كَانُوا يَدْفِنُونَ أَبْكَارَهُمُ الَّذِينَ أَهْلَكَهُمُ الرَّبُّ، وَبَعْدَ أَنْ أَنْزَلَ قَضَاءَهُ بِآلِهَتِهِمْ. +\s5 +\p +\v 5 وَتَوَجَّهَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ رَعَمْسِيسَ وَخَيَّمُوا فِي سُكُّوتَ. +\v 6 ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ سُكُّوتَ وَحَلُّوا فِي إِيثَامَ الْمُجَاوِرَةِ لِطَرَفِ الصَّحْرَاءِ. +\v 7 ثُمَّ ارْتَدُّوا مِنْ إِيثَامَ إِلَى فَمِ الْحِيرُوثِ مُقَابِلَ بَعْلِ صَفُونَ، وَنَزَلُوا أَمَامَ مَجْدَلَ. +\s5 +\v 8 بَعْدَ ذَلِكَ انْطَلَقُوا مِنْ أَمَامِ الْحِيرُوثِ وَاجْتَازُوا فِي وَسَطِ الْبَحْرِ إِلَى الصَّحْرَاءِ، وَتَقَدَّمُوا مَسِيرَةَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي صَحْرَاءِ إِيثَامَ، وَأَقَامُوا فِي مَارَّةَ. +\v 9 ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ مَارَّةَ وَأَقْبَلُوا عَلَى إِيلِيمَ، حَيْثُ وَجَدُوا فِيهَا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ عَيْنَ مَاءٍ وَسَبْعِينَ نَخْلَةً، فَخَيَّمُوا هُنَاكَ. +\v 10 وَمَا لَبِثُوا أَنْ مَضَوْا مِنْ إِيلِيمَ وَنَزَلُوا عِنْدَ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ. +\s5 +\v 11 وَانْطَلَقُوا مِنْ جُوَارِ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ وَحَطُّوا رِحَالَهُمْ فِي صَحْرَاءِ سِينَ. +\v 12 ثُمَّ تَوَجَّهُوا مِنْ صَحْرَاءِ سِينَ وَأَقَامُوا فِي دُفْقَةَ. +\v 13 وَانْتَقَلُوا مِنْ دُفْقَةَ وَنَزَلُوا فِي أَلُوشَ. +\v 14 وَتَقَدَّمُوا مِنْ أَلُوشَ وَنَصَبُوا خِيَامَهُمْ فِي رَفِيدِيمَ. وَلَمْ يَجِدِ الشَّعْبُ هُنَاكَ مَاءً لِيَشْرَبَ. +\s5 +\v 15 ثُمَّ مَضَوْا مِنْ رَفِيدِيمَ وَأَقَامُوا فِي صَحْرَاءِ سِينَاءَ. +\v 16 وَانْطَلَقُوا مِنْ صَحْرَاءِ سِينَاءَ وَخَيَّمُوا فِي قَبْرُوتَ هَتَّأَوَةَ. +\v 17 وَغَادَرُوا قَبْروُتَ هَتَّأَوَةَ وَنَزَلُوا فِي حَضَيْرُوتَ +\v 18 وَانْتَقَلُوا مِنْ حَضَيْرُوتَ وَحَطُّوا رِحَالَهُمْ فِي رِثْمَةَ. +\s5 +\v 19 ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ رِثْمَةَ وَتَوَقَّفُوا فِي رِمُّونَ فَارَصَ. +\v 20 وَمَضَوْا مِنْ رِمُّونَ فَارَصَ وَخَيَّمُوا فِي لِبْنَةَ. +\v 21 وَتَقَدَّمُوا مِنْ لِبْنَةَ وَأَقَامُوا فِي رِسَّةَ. +\v 22 ثُمَّ انْطَلَقُوا مِنْ رِسَّةَ وَنَصَبُوا خِيَامَهُمْ فِي قُهَيْلاتَةَ. +\s5 +\v 23 وَتَوَجَّهُوا مِنْ قُهَيْلاتَةَ وَنَزَلُوا فِي جَبَلِ شَافَرَ. +\v 24 وَانْتَقَلُوا مِنْ جَبَلِ شَافَرَ وَحَطُّوا رِحَالَهُمْ فِي حَرَادَةَ. +\v 25 ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ حَرَادَةَ وَتَوَقَّفُوا فِي مَقْهَيْلُوتَ. +\v 26 وَسَافَرُوا مِنْ مَقْهَيْلُوتَ وَخَيَّمُوا فِي تَاحَتَ. +\s5 +\v 27 وَمَضَوْا مِنْ تَاحَتَ وَأَقَامُوا فِي تَارَحَ. +\v 28 وَانْطَلَقُوا مِنْ تَارَحَ وَنَزَلُوا فِي مِثْقَةَ. +\v 29 وَتَوَجَّهُوا مِنْ مِثْقَةَ وَنَصَبُوا خِيَامَهُمْ فِي حَشْمُونَةَ. +\v 30 ثُمَّ انْتَقَلُوا مِنْ حَشْمُونَةَ وَتَوَقَّفُوا فِي مُسِيرُوتَ. +\s5 +\v 31 وَتَقَدَّمُوا مِنْ مُسِيرُوتَ وَحَطُّوا رِحَالَهُمْ فِي بَنِي يَعْقَانَ. +\v 32 وَغَادَرُوا بَنِي يَعْقَانَ وَخَيَّمُوا فِي حُورِ الْجِدْجَادِ. +\v 33 وَسَافَرُوا مِنْ حُورِ الْجِدْجَادِ وَأَقَامُوا فِي يُطْبَاتَ. +\v 34 وَمَضَوْا مِنْ يُطْبَاتَ وَنَزَلُوا فِي عَبْرُونَةَ. +\s5 +\v 35 وَانْطَلَقُوا مِنْ عَبْرُونَةَ وَنَصَبُوا خِيَامَهُمْ فِي عِصْيُونَ جَابَرَ. +\v 36 ثُمَّ تَوَجَّهُوا مِنْ عِصْيُونَ جَابَرَ وَتَوَقَّفُوا فِي صَحْرَاءِ صِينَ، وَهِيَ قَادِشُ. +\v 37 وَانْتَقَلُوا مِنْ قَادَشَ وَحَطُّوا رِحَالَهُمْ فِي جَبَلِ هُورٍ فِي طَرَفِ أَرْضِ أَدُومَ. +\s5 +\p +\v 38 وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ الْخَامِسِ مِنَ السَّنَةِ الأَرْبَعِينَ لِخُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، صَعِدَ هَرُونُ الْكَاهِنُ إِلَى جَبَلِ هُورٍ حَسَبَ أَمْرِ الرَّبِّ وَمَاتَ هُنَاكَ. +\v 39 وَكَانَ عُمْرُ هَرُونَ حِينَ مَاتَ فِي جَبَلِ هُورٍ مِئَةً وَثَلاثاً وَعِشْرِينَ سَنَةً. +\s5 +\v 40 وَسَمِعَ آنَئِذٍ مَلِكُ عِرَادَ الْكَنْعَانِيُّ الْمُقِيمُ فِي جَنُوبِيِّ أَرْضِ كَنْعَانَ، بِزَحْفِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ. +\s5 +\p +\v 41 ثُمَّ تَقَدَّمَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ جَبَلِ هُورٍ وَعَسْكَرُوا فِي صَلْمُونَةَ. +\v 42 وَغَادَرُوا صَلْمُونَةَ وَخَيَّمُوا فِي فُونُونَ. +\v 43 وَسَافَرُوا مِنْ فُونُونَ وَأَقَامُوا فِي أُوبُوتَ، +\s5 +\v 44 وَارْتَحَلُوا مِنْ أُوبُوتَ وَنَزَلُوا فِي عَيِّيِ عَبَارِيمَ عَلَى حُدُودِ مُوآبَ. +\v 45 وَانْطَلَقُوا مِنْ عَيِّيمَ وَنَصَبُوا خِيَامَهُمْ فِي دِيبُونَ جَادٍ. +\v 46 ثُمَّ تَوَجَّهُوا مِنْ دِيبُونَ جَادٍ وَتَوَقَّفُوا فِي عَلْمُونَ دِبْلاتَايِمَ. +\s5 +\v 47 وَانْتَقَلُوا مِنْ عَلْمُونَ دِبْلاتَايِمَ وَحَطُّوا رِحَالَهُمْ فِي جِبَالِ عَبَارِيمَ مُقَابِلَ نَبُو، +\v 48 ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ جِبَالِ عَبَارِيمَ وَنَزَلُوا فِي سُهُولِ مُوآبَ بِالْقُرْبِ مِنْ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُقَابِلَ أَرِيحَا. +\v 49 وَنَصَبُوا خِيَامَهُمْ فِي سُهُولِ مُوآبَ عَلَى مُحَاذَاةِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، مِنْ بَيْتِ يَشِيمُوتَ إِلَى أَبَلِ شِطِّيمَ. +\s5 +\p +\v 50 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى فِي سُهُولِ مُوآبَ بِالْقُرْبِ مِنْ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُقَابِلَ أَرِيحَا: +\v 51 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِنَّكُمْ لابُدَّ عَابِرُونَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ نَحْوَ أَرْضِ كَنْعَانَ، +\v 52 فَاطْرُدُوا جَميِعَ أَهْلِ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ، وَدَمِّرُوا تَمَاثِيلَهُمُ الْمَنْحُوتَةَ، وَأَبِيدُوا أَصْنَامَهُمُ الْمَسْبُوكَةَ، وَاهْدِمُوا كُلَّ مُرْتَفَعَاتِهِمْ. +\s5 +\v 53 وَامْلِكُوا الأَرْضَ وَاسْتَوْطِنُوا فِيهَا، لأَنِّي قَدْ وَهَبْتُكُمُ الأَرْضَ لِكَيْ تَرِثُوهَا. +\v 54 اقْتَسِمُوا الأَرْضَ بِالْقُرْعَةِ حَسَبَ أَسْبَاطِكُمْ، فَالسِّبْطُ الْكَبِيرُ يَأْخُذُ نَصِيباً أَكْبَرَ، وَالسِّبْطُ الصَّغِيرُ يَنَالُ نَصِيباً أَقَلَّ. وَكُلٌّ يُقِيمُ حَيْثُ يَخْرُجُ لَهُ بِالْقُرْعَةِ، وَاقْتَسِمُوا الأَرْضَ حَسَبَ أَسْبَاطِكُمْ. +\s5 +\v 55 وَلَكِنْ إِنْ لَمْ تَطْرُدُوا أَهْلَ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ، يُصْبِحُ الْبَاقُونَ مِنْهُمْ أَشْوَاكاً فِي عُيُونِكُمْ، وَمَنَاخِسَ فِي جَوَانِبِكُمْ، ويُضَايِقُونَكُمْ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مُقِيمُونَ فِيهَا، +\v 56 عِنْدَئِذٍ أُنْزِلُ بِكُمْ مَا أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أُنْزِلَهُ بِهِمْ». + +\s5 +\c 34 +\s1 حدود أرض كنعان +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ، وَهَذِهِ هِيَ حُدُودُ الأَرْضِ الَّتِي تَكُونُ نَصِيباً لَكُمْ: +\v 3 تُشَكِّلُ صَحْرَاءُ صِينَ الْمُتَاخِمَةُ لِبِلادِ آدُومَ الْجُزْءَ الْجَنُوبِيَّ مِنَ الأَرْضِ، وَتَبْدَأُ الْحُدُودُ الْجَنُوبِيَّةُ مِنْ طَرَفِ الْبَحْرِ الْمَيِّتِ إِلَى الشَّرْقِ. +\s5 +\v 4 وَتَمْتَدُّ نَحْوَ عَقَبَةِ الْعَقَارِبِ، مُرُوراً بِصَحْرَاءِ صِينَ حَتَّى تَبْلُغَ قَادَشَ بَرْنِيعَ جَنُوباً، ثُمَّ تَتَّجِهُ نَحْوَ حَصَرِ أَدَّارَ عُبُوراً إِلَى عَصْمُونَ. +\v 5 ثُمَّ تَلْتَفُّ الْحُدُودُ مِنْ عَصْمُونَ إِلَى وَادِي الْعَرِيشِ، حَيْثُ تَنْتَهِي عِنْدَ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ. +\s5 +\v 6 أَمَّا الْحُدُودُ الْغَرْبِيَّةُ فَتَكُونُ بِمُحَاذَاةِ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ الْمُتَوسِّطِ. +\s5 +\v 7 وَتَبْدَأُ الْحُدُودُ الشِّمَالِيَّةُ مِنَ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ وَتَمْتَدُّ شَرْقاً حَتَّى جَبَلِ هُورٍ، +\v 8 وَمِنْ جَبَلِ هُورٍ إِلَى مَدْخَلِ حَمَاةَ، ثُمَّ تَتَّجِهُ نَحْوَ صَدَدَ، +\v 9 فَزِفْرُونَ وَتَنْتَهِي عِنْدَ حَصَرِ عِينَانَ. هَذَا يَكُونُ لَكُمُ الْحَدَّ الشِّمَالِيَّ. +\s5 +\v 10 أَمَّا الْحُدُودُ الشَّرْقِيَّةُ فَتَمْتَدُّ مِنْ حَصَرِ عِينَانَ جَنُوباً إِلَى شَفَامَ. +\v 11 ثُمَّ تَنْحَدِرُ مِنْ شَفَامَ إِلَى رِبْلَةَ شَرْقِيَّ عَيْنٍ، وَتَسْتَمِرُّ حَتَّى تَصِلَ إِلَى الْمُنْحَدَرَاتِ الْوَاقِعَةِ شَرْقِيَّ بَحْرِ الْجَلِيلِ. +\v 12 ثُمَّ تَتَّجِهُ نَحْوَ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، حَتَّى تَنْتَهِيَ عِنْدَ الْبَحْرِ المَيِّتِ. هَذِهِ هِيَ أَرْضُكُمُ الَّتِي تَشْتَمِلُ عَلَيْهَا حُدُودُكُمْ مِنْ جِهَاتِهَا الأَرْبَعِ». +\s5 +\v 13 وَأَوْصَى مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: «هَذِهِ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي تَقْتَسِمُونَهَا بِالْقُرْعَةِ، الَّتِي أَمَرَ الرَّبُّ أَنْ تُوَزَّعَ عَلَى التِّسْعَةِ الأَسْبَاطِ وَنِصْفِ السِّبْطِ. +\v 14 لأَنَّ سِبْطَيْ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ وَنِصْفَ سِبْطِ مَنَسَّى قَدْ حَصَلُوا عَلَى نَصِيبِهِمْ حَسَبَ عَدَدِ عَائِلاتِهِمْ، +\v 15 مِنَ الأَرَاضِي الْوَاقِعَةِ فِي شَرْقِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُقَابِلَ أَرِيحَا». +\s5 +\p +\v 16 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 17 «إِلَيْكَ اسْمَيِ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ يَتَوَلَّيَانِ تَقْسِيمَ الأَرْضِ: أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ وَيَشُوعُ بْنُ نُونٍ +\v 18 فَضْلاً عَنْ رَئِيسٍ وَاحِدٍ يُمَثِّلُ كُلَّ سِبْطٍ. +\s5 +\v 19 وَهِذهِ أَسْمَاءُ رُؤَسَاءِ الأَسْبَاطِ: كَالَبُ بْنُ يَفُنَّةَ عَنْ سِبْطِ يَهُوذَا. +\v 20 شَمُوئِيلُ بْنُ عَمِّيهُودَ عَنْ سِبْطِ شِمْعُونَ. +\s5 +\v 21 أَلِيدَادُ بْنُ كَسْلُونَ عَنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ. +\v 22 الرَّئِيسُ بُقِّي بْنُ يُجْلِي عَنْ سِبْطِ دَانٍ. +\v 23 الرَّئِيسُ حَنِّيئِيلُ بْنُ إِيفُودَ عَنْ سِبْطِ مَنَسَّى مِنْ بَنِي يُوسُفَ. +\s5 +\v 24 الرَّئِيسُ قَمُوئِيلُ بْنُ شِفْطَانَ عَنْ سِبْطِ أَفْرَايِمَ مِنْ بَنِي يُوسُفَ. +\v 25 الرَّئِيسُ أَلِيصَافَانُ بْنُ فَرْنَاخَ عَنْ سِبْطِ زَبُولُونَ. +\v 26 الرَّئِيسُ فَلْطِيئِيلُ بْنُ عَزَّانَ عَنْ سِبْطِ يَسَّاكَرَ. +\s5 +\v 27 الرَّئِيسُ أَخِيهُودُ بْنُ شَلُومِي عَنْ سِبْطِ أَشِيرَ. +\v 28 الرَّئِيسُ فَدَهْئِيلُ بْنُ عَمِّيهُودَ عَنْ سِبْطِ نَفْتَالِي». +\v 29 هَؤُلاءِ هُمُ الرِّجَالُ الَّذِينَ عَيَّنَهُمُ الرَّبُّ لِيَتَوَلَّوْا تَقْسِيمَ أَرْضِ كَنْعَانَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ. + +\s5 +\c 35 +\s1 مدن اللاويين +\p +\v 1 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى فِي سُهُولِ مُوآبَ بِالْقُرْبِ مِنْ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُقَابِلَ أَرِيحَا +\v 2 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُعْطُوا اللّاوِيِّينَ مِمَّا يَرِثُونَ مُدُناً يَسْكُنُونَهَا، وَمَا حَوْلَهَا مِنْ مَرَاعٍ +\s5 +\v 3 فَتَكُونُ الْمُدُنُ لإِقَامَتِهِمْ فِيهَا، وَأَرَاضِيهَا الْمُحِيطَةُ مَرَاعِيَ لِبَهَائِمِهِمْ وَمَوَاشِيهِمْ وَسَائِرِ حَيَوَانَاتِهِمْ. +\v 4 وَتَمْتَدُّ أَرْضُ الْمَرَاعِي الَّتِي تُعْطُونَهَا لِلّاوِيِّينَ مِنْ سُورِ الْمَدِينَةِ إِلَى الْخَارِجِ، أَلْفَ ذِرَاعٍ (نَحْوَ خَمْسِ مِئَةِ مِتْرٍ) فِي كُلِّ اتِّجَاهٍ. +\s5 +\v 5 فَقِيسُوا مِنْ خَارِجِ الْمَدِينَةِ فِي الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ أَلْفَيْ ذِرَاعٍ (نَحْوَ أَلْفِ مِتْرٍ). وَفِي الْجَانِبِ الْجَنُوبِيِّ أَلْفَيْ ذِرَاعٍ (نَحْوَ أَلْفِ مِتْرٍ). وَفِي الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ أَلْفَيْ ذِرَاعٍ (نَحْوَ أَلْفِ مِتْرٍ)، وَفِي الْجَانِبِ الشِّمَالِيِّ أَلْفَيْ ذِرَاعٍ (نَحْوَ أَلْفِ مِتْرٍ)، وَتَكُونُ الْمَدِينَةُ فِي الْوَسَطِ. +\s1 مدن الملجأ +\s5 +\p +\v 6 وَتُعْطُونَ اللّاوِيِّينَ سِتَّ مُدُنٍ لِلْمَلْجَأِ يَهْرُبُ إِلَيْهَا الْقَاتِلُ، وَأَيْضاً اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ مَدِينَةً. +\v 7 وَهَكَذَا تَكُونُ جُمْلَةُ الْمُدُنِ الَّتِي تُعْطُونَهَا لِلّاوِيِّينَ ثَمَانِيَ وَأَرْبَعِينَ مَدِينَةً مَعَ مَرَاعِيهَا. +\s5 +\p +\v 8 وَالْمُدُنُ الَّتِي تُعْطُونَهَا لِلّاوِيِّينَ مِمَّا يَمْلِكُهُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ، تُعْطُونَهَا بِمَا يَتَنَاسَبُ مَعَ مِيرَاثِ كُلِّ سِبْطٍ: خُذُوا مُدُناً أَكْثَرَ مِنَ السِّبْطِ الَّذِي يَمْلِكُ عَدَداً أَكْبَرَ، وَخُذُوا مُدُناً أَقَلَّ مِنَ السِّبْطِ الَّذِي يَمْلِكُ الْقَلِيلَ، فَيُعْطِيَ كُلُّ سِبْطٍ مِنْ مُدُنِهِ بِمَا يَتَنَاسَبُ مَعَ مِيرَاثِهِ». +\s5 +\p +\v 9 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: +\v 10 «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِنَّكُمْ لابُدَّ عَابِرُونَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ، +\v 11 فَعَيِّنُوا لأَنْفُسِكُمْ مُدُناً تَكُونُ مَلْجَأً لَكُمْ يَلُوذُ بِها مَنْ يَقْتُلُ أَحَداً عَنْ غَيْرِ عَمْدٍ، +\s5 +\v 12 فَتَكُونَ لَكُمُ الْمُدُنُ مَلْجَأً يَلُوذُ بِها الْقَاتِلُ مِنْ وَلِيِّ الْقَتِيلِ، لِئَلّا يَمُوتَ قَبْلَ أَنْ يَمْثُلَ أَمَامَ الْقَضَاءِ. +\v 13 أَمَّا الْمُدُنُ الَّتِي تُعَيِّنُونَهَا لِتَكُونَ لَكُمْ مَلاجِئَ فَهِيَ سِتُّ مُدُنٍ: +\s5 +\v 14 ثَلاثٌ مِنْهَا فِي شَرْقِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، وَثَلاثٌ أُخْرَى فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَجَمِيعُهَا تَكُونُ مُدُنَ مَلْجَإٍ، +\v 15 يَلُوذُ بِها كُلُّ مَنْ قَتَلَ نَفْساً عَنْ غَيْرِ عَمْدٍ، سَوَاءٌ كَانَ الْقَاتِلُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَمْ مِنَ الْغُرَبَاءِ أَوِ الْمُسْتَوْطِنِينَ فِي وَسَطِهِمْ. فَتَكُونُ هَذِهِ الْمُدُنُ السِّتُّ لِلْمَلْجَإِ. +\s5 +\p +\v 16 إِنْ ضَرَبَ أَحَدٌ إِنْسَاناً بِأَدَاةٍ حَدِيدِيَّةٍ وَمَاتَ الْمَضْرُوبُ فَهُوَ قَاتِلٌ، وَالْقَاتِلُ يُقْتَلُ. +\v 17 وَإِنْ ضَرَبَهُ بِحَجَرٍ فِي يَدِهِ أَدَّى إِلَى مَوْتِهِ فَهُوَ قَاتِلٌ، وَالْقَاتِلُ يُقْتَلُ. +\v 18 أَوْ ضَرَبَهُ بِقِطْعَةِ خَشَبٍ قَاتِلَةٍ فَهُوَ قَاتِلٌ، وَالْقَاتِلُ يُقْتَلُ. +\s5 +\v 19 وَمِنْ حَقِّ وَلِيِّ الدَّمِ أَنْ يَقْتُلَ الْقَاتِلَ إِذَا صَادَفَهُ. +\v 20 إِنْ دَفَعَ أَحَدٌ شَخْصاً مِنْ فَرْطِ كَرَاهِيَّتِهِ لَهُ أَوْ أَلْقَى عَلَيْهِ شَيْئاً عَمْداً أَفْضَى إِلَى مَوْتِهِ، +\v 21 أَوْ ضَرَبَهُ بِيَدِهِ بِفِعْلِ عَدَاوَتِهِ لَهُ فَمَاتَ، فَالضَّارِبُ يُقْتَلُ لأَنَّهُ قَاتِلٌ. وَمِنْ حَقِّ وَلِيِّ الدَّمِ أَنْ يَقْتُلَ الْقَاتِلَ إِذَا صَادَفَهُ. +\s5 +\v 22 وَلَكِنْ إِنْ دَفَعَ أَحَدٌ شَخْصاً، لَا يَكِنُّ لَهُ عَدَاوَةً، أَوْ أَلْقَى عَلَيْهِ أَدَاةً مَا مِنْ غَيْرِ عَمْدٍ، +\v 23 أَوْ أَسْقَطَ عَلَيْهِ حَجَراً قَاتِلاً مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَاهُ، فَمَاتَ، وَلَمْ يَكُنْ يُضْمِرُ لَهُ عَدَاوَةً أَوْ يَسْعَى إِلَى أَذِيَّتِهِ، +\s5 +\v 24 يَفْصِلُ آنَئِذٍ الْقَضَاءُ بَيْنَ الْقَاتِلِ وَطَالِبِ الثَّأْرِ، بِمُقْتَضَى هَذِهِ الأَحْكَامِ. +\v 25 وَتُنْقِذُ الْجَمَاعَةُ الْقَاتِلَ مِنْ يَدِ وَلِيِّ الدَّمِ، وَتَرُدُّهُ إِلَى مَدِينَةِ الْمَلْجَإِ الَّتِي لاذَ بِها، فَيُقِيمُ فِيهَا إِلَى أَنْ يَمُوتَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ الْمَمْسُوحُ بِالدُّهْنِ الْمُقَدَّسِ. +\s5 +\v 26 وَلَكِنْ إِنْ تَخَطَّى الْقَاتِلُ حُدُودَ مَدِينَةِ مَلْجَئِهِ الَّتِي لاذَ بِها، +\v 27 وَالْتَقَاهُ وَلِيُّ الدَّمِ خَارِجَ حُدُودِ مَدِينَةِ مَلْجَئِهِ وَقَتَلَهُ، فَلا يُطَالَبُ بِدَمِهِ. +\v 28 لأَنَّ عَلَيْهِ أَنْ يَظَلَّ مُقِيماً فِي مَدِينَةِ مَلْجَئِهِ إِلَى أَنْ يَمُوتَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ، وَبَعْدَهَا يَرْجِعُ الْقَاتِلُ إِلَى أَرْضِ مِيرَاثِهِ. +\s5 +\v 29 فَتَكُونُ لَكُمْ هَذِهِ فَرِيضَةَ قَضَاءٍ، جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ، حَيْثُ تُقِيمُونَ. +\v 30 كُلُّ مَنْ يَقْتُلُ نَفْساً يُحْكَمُ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ بِشَهَادَةِ شُهُودٍ، وَلَكِنْ لَا يُحْكَمُ عَلَى أَحَدٍ بِالْمَوْتِ بِشَهَادَةِ شَاهِدٍ وَاحِدٍ فَقَطْ. +\s5 +\p +\v 31 لَا تَقْبَلُوا فِدْيَةً عَنْ نَفْسِ الْقَاتِلِ الَّذِي وَجَبَ عَلَيْهِ الْحُكْمُ بِالْمَوْتِ، بَلْ يَجِبُ أَنْ يُقْتَلَ. +\v 32 وَلا تَقْبَلُوا فِدْيَةً مِنَ الْقَاتِلِ غَيْرِ الْمُتَعَمِّدِ الَّذِي لاذَ بِمَدِينَةِ مَلْجَئِهِ لِيَرْجِعَ لِلإِقَامَةِ فِي أَرْضِهِ قَبْلَ وَفَاةِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. +\s5 +\v 33 لَا تُدَنِّسُوا الأَرْضَ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، لأَنَّ سَفْكَ الدَّمِ يُدَنِّسُ الأَرْضَ، وَلا يُكَفَّرُ عَنِ الأَرْضِ الَّتِي سُفِكَ عَلَيْهَا الدَّمُ إِلا بِدَمِ السَّافِكِ. +\v 34 لَا تُنَجِّسُوا الأَرْضَ الَّتِي أَنْتُمْ مُقِيمُونَ فِيهَا وَحَيْثُ أَنَا سَاكِنٌ فِي وَسَطِهَا، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ سَاكِنٌ فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ». + +\s5 +\c 36 +\s1 ميراث بنات صلفحاد +\p +\v 1 وَتَقَدَّمَ رُؤَسَاءُ عَشِيرَةِ جِلْعَادَ بْنِ مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى مِنْ عَشَائِرِ سِبْطِ يُوسُفَ وَقَالُوا لِمُوسَى وَقَادَةِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ: +\v 2 «أَمَرَ الرَّبُّ سَيِّدِي أَنْ تُوَزَّعَ الأَرْضُ بِالْقُرْعَةِ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ أَنْ يُعْطِيَ نَصِيبَ صَلُفْحَادَ أَخِينَا لِبَنَاتِهِ. +\s5 +\v 3 فَإِذَا تَزَوَّجْنَ مِنْ غَيْرِ سِبْطِنَا فَإِنَّ نَصِيبَهُنَّ يُؤْخَذُ مِنْ مِيرَاثِ آبَائِنَا، وَيُضَافُ إِلَى نَصِيبِ السِّبْطِ الَّذِي تَزَوَّجْنَ مِنْهُ، فَيَنْقُصُ مِيرَاثُنَا. +\v 4 وَمَتَى حَلَّ يُوبِيلُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِنَّ الْمِيرَاثَ يُضَافُ إِلَى نَصِيبِ السِّبْطِ الَّذِي تَزَوَّجْنَ مِنْهُ، وَبِالتَّالِي يُؤْخَذُ نِصِيبُهُنَّ مِنْ مِيرَاثِ سِبْطِنَا». +\s5 +\p +\v 5 فَأَوْصَى مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمُقْتَضَى أَمْرِ الرَّبِّ قَائِلاً: «بِحَقٍّ نَطَقَ رُؤَسَاءُ سِبْطِ بَنِي يُوسُفَ. +\v 6 وَهَذَا مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ بِشَأْنِ بَنَاتِ صَلُفْحَادَ: لِيَتَزَوَّجْنَ مَنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِهِنَّ، بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ مِنْ سِبْطِ آبَائِهِنَّ، +\s5 +\v 7 فَلا يَتَحَوَّلَ مِيرَاثُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ سِبْطٍ إِلَى آخَرَ، بَلْ يَظَلُّ كُلُّ سِبْطٍ مُحْتَفِظاً بِمِيرَاثِ آبَائِهِ. +\s5 +\v 8 فَكُلُّ فَتَاةٍ وَرَثَتْ نَصِيباً مِنْ سِبْطِهَا، تَتَزَوَّجُ وَاحِداً مِنْ أَبْنَاءِ عَشِيرَةِ سِبْطِ أَبِيهَا، لِكَيْ يَرِثَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ نَصِيبَ آبَائِهِ. +\v 9 فَلا يَنْتَقِلُ مِيرَاثُ سِبْطٍ إِلَى سِبْطٍ آخَرَ، بَلْ يَظَلُّ كُلُّ سِبْطٍ مُحْتَفِظاً بِمِيرَاثِهِ». +\s5 +\p +\v 10 فَفَعَلَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. +\v 11 فَتَزَوَّجَتْ كُلٌّ مِنْ مَحْلَةَ وَتِرْصَةَ وَحَجْلَةَ وَمِلْكَةَ وَنُوعَةَ بَنَاتِ صَلُفْحَادَ مِنْ أَبْنَاءِ عُمُومَتِهِنَّ، +\v 12 وَهَكَذَا تَزَوَّجْنَ رِجَالاً مِنْ عَشَائِرِ نَسْلِ مَنَسَّى بْنِ يُوسُفَ فَبَقِيَ نَصِيبُهُنَّ فِي عَشِيرَةِ أَبِيهِنَّ وَسِبْطِهِ. +\s5 +\p +\v 13 هَذِهِ هِيَ الْوَصَايَا وَالشَّرَائِعُ الَّتِي أَوْصَى بِها الرَّبُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ مُوسَى، فِي سُهُولِ مُوآبَ بِجُوَارِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُقَابِلَ أَرِيحَا. diff --git a/05-DEU.usfm b/05-DEU.usfm index 668fc93..422656d 100755 --- a/05-DEU.usfm +++ b/05-DEU.usfm @@ -1,1268 +1,1783 @@ -\id DEU - New Arabic Version (Ketab El Hayat)‎ +\id DEU - New Arabic Version (Ketab El Hayat)‎ \ide UTF-8 -\rem Copyright © ‎1988, 1997, 2012 by Biblica, Inc‎.®‎ -\h التثنية -\toc1 كِتَابُ التَّثْنِيَةِ -\toc2 التثنية -\toc3 تث -\mt1 كِتَابُ التَّثْنِيَةِ -\imt مقدمة -\ip يعرض هذا الكتاب إلى مجموعة من الخطب التي ألقاها موسى بوحي الروح الإلهي، في سهل موآب قبل الدخول إلى أرض كنعان، بالإضافة إلى طائفة من الشرائع الخاصة، وخلافة يشوع لموسى في قيادة بني إسرائيل. لخص موسى في خطبه الأحداث التي مرت بالشعب الإسرائيلي، وحضهم على الإيمان بالله والاتكال عليه وطاعته؛ وحثهم على إعادة تكريس أنفسهم لتنفيذ المهام التي عهد بها الرب إِليهم، ثم قادهم في العبادة والتسبيح. وصعد موسى إلى الجبل بعد أن تم تكريس يشوع لخلافته وألقى نظرة وداع على أرض الموعد التي لم يتح له الدخول إليها، ثم مات. وتولى جيل جديد، بعد وفاة موسى، قيادة الشعب وعلى رأسهم يشوع، وبدأت حقبة أخرى من تاريخ الأمة اليهودية. -\ip يدور هذا الكتاب حول قدرة الله المخلصة وأمانته، فمن يدرس ماضي الشعب الإسرائيلي حتى وفاة موسى يرى كيف قاد الله هذا الشعب في أحلك أيام تاريخهم، وأفعم قلوبهم بالرجاء بمستقبل أفضل. إن ما فعله الله في الماضي يمكن أن يفعله الآن، بل في كل عصر وجيل مع المؤمنين به، لذلك يشدد هذا الكتاب على ضرورة الإيمان بالله والطاعة الكاملة ليجري الرب معجزات في حياة المؤمنين به. يهب الله سكيب بركاته للذين يعملون لمجده. -\ie -\c 1 -\s1 الأمر بمغادرة حوريب -\p -\v 1 هَذِهِ هِيَ الأَقْوَالُ الَّتِي خَاطَبَ بِها مُوسَى جَمِيعَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ الْمُخَيِّمِينَ فِي وَادِي الْعَرَبَةِ، فِي صَحْرَاءِ مُوآبَ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، مُقَابِلَ سُوفٍ، مَا بَيْنَ فَارَانَ وَتُوفَلَ وَلابَانَ وَحَضَيْرُوتَ وَذِي ذَهَبٍ. -\v 2 وَكَانَتِ الرِّحْلَةُ تَسْتَغْرِقُ مِنْ حُورِيبَ عَبْرَ طَرِيقِ جَبَلِ سِعِيرَ إِلَى قَادَشَ بَرْنِيعَ أَحَدَ عَشَرَ يَوْماً. -\v 3 فَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ الْحَادِي عَشَرَ، فِي السَّنَةِ الأَرْبَعِينَ، خَاطَبَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِكُلِّ مَا أَوْصَاهُ بِهِ الرَّبُّ إِلَيْهِمْ، -\v 4 وَذَلِكَ بَعْدَ هَزِيمَةِ سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ الْمُقِيمِ فِي حَشْبُونَ، وَعُوجَ مَلِكِ بَاشَانَ السَّاكِنِ فِي عَشْتَارُوثَ فِي إِذْرَعِي. -\v 5 وَابْتَدَأَ مُوسَى فِي أَرْضِ مُوآبَ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ يَشْرَحُ الشَّرِيعَةَ قَائِلاً: -\p -\v 6 «لَقَدْ قَالَ الرَّبُّ إِلَهُنَا لَنَا فِي جَبَلِ حُورِيبَ: كَفَاكُمُ الْمُقَامُ فِي هَذَا الْجَبَلِ. -\v 7 تَحَوَّلُوا وَتَقَدَّمُوا وَادْخُلُوا جَبَلَ الأَمُورِيِّينَ وَكُلَّ مَا يَلِيهِ مِنْ وَادِي الْعَرَبَةِ وَالْجَبَلِ وَالسَّهْلِ وَالنَّقَبِ وَسَاحِلِ بَحْرِ أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَلُبْنَانَ، إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ. -\v 8 وَانْظُرُوا، فَهَا أَنَا قَدْ وَهَبْتُكُمُ الأَرْضَ، فَادْخُلُوا وَتَمَلَّكُوهَا لأَنِّي أَقْسَمْتُ أَنْ أُعْطِيَهَا لِآبَائِكُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَلِنَسْلِهِمْ مِنْ بَعْدِهِمْ». -\s1 تعيين الرؤساء -\p -\v 9 وَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «لا أَقْدِرُ وَحْدِي أَنْ أَتَحَمَّلَ مَسْؤولِيَّتَكُمْ، -\v 10 فَقَدْ كَثَّرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، وَهَا أَنْتُمْ قَدْ أَصْبَحْتُمُ الْيَوْمَ فِي كَثْرَةِ نُجُومِ السَّمَاءِ. -\v 11 فَلْيَزِدْكُمُ الرَّبُّ إِلَهُ آبَائِكُمْ أَلْفَ مَرَّةٍ وَيُبَارِكْكُمْ كَمَا وَعَدَكُمْ. -\v 12 وَلَكِنْ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ أَحْمِلَ وَحْدِي مَشَاكِلَكُمْ وَأَثْقَالَكُمْ وَخُصُومَاتِكُمْ؟ -\v 13 فَاخْتَارُوا مِنْ أَسْبَاطِكُمْ رِجَالاً حُكَمَاءَ عُقَلاءَ مِنْ ذَوِي الْمَقَامِ، فَأَجْعَلَهُمْ قَادَةً لَكُمْ.» -\v 14 فَأَجَبْتُمُونِي قَائِلِينَ: «إِنَّ مَا تَقْتَرِحُ عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَهُ أَمْرٌ صَائِبٌ». -\v 15 فَاخْتَرْتُ رُؤَسَاءَ أَسْبَاطِكُمْ رِجَالاً حُكَمَاءَ مِنْ ذَوِي الْمَقَامِ، وَأَقَمْتُهُمْ قَادَةً عَلَيْكُمْ، فَكَانُوا رُؤَسَاءَ أُلُوفٍ وَمِئَاتٍ وَخَمَاسِينَ وَعَشَرَاتٍ، وَعُرَفَاءَ لأَسْبَاطِكُمْ. -\v 16 وَأَمَرْتُ قُضَاتَكُمْ آنَئِذٍ قَائِلاً: اسْتَمِعُوا إِلَى الْخُصُومَاتِ النَّاشِبَةِ بَيْنَ إِخْوَتِكُمْ وَاقْضُوا بِالْعَدْلِ بَيْنَ الإِسْرَائِيلِيِّ وَأَخِيهِ أَوْ بَيْنَ الإِسْرَائِيلِيِّ وَالنَّزِيلِ. -\v 17 لَا تُحَابُوا فِي الْقَضَاءِ وَاسْتَمِعُوا لِلصَّغِيرِ كَمَا تَسْتَمِعُونَ لِلْكَبِيرِ. لَا تَهَابُوا إِنْسَاناً، لأَنَّ الْقَضَاءَ لِلهِ. وَمَا يَصْعُبُ عَلَيْكُمْ مِنْ أَمْرٍ تَرْفَعُونَهُ إِلَيَّ فَأَقْضِي فِيهِ. -\v 18 وَأَوْصَيْتُكُمْ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ بِجَمِيعِ الأُمُورِ الَّتِي يَجِبُ أَنْ تُجْرُوهَا. -\s1 إرسال الجواسيس -\p -\v 19 ثُمَّ ارْتَحَلْنَا بِمُوْجِبِ أَمْرِ الرَّبِّ مِنْ جَبَلِ حُورِيبَ مُجْتَازِينَ تِلْكَ الصَّحْرَاءَ الْعَظِيمَةَ الْمَخُوفَةَ الَّتِي رَأَيْتُمُوهَا، مُتَّجِهِينَ نَحْوَ بِلادِ الأَمُورِيِّينَ الْجَبَلِيَّةِ، إِلَى أَنْ أَقْبَلْنَا عَلَى قَادَشَ بَرْنِيعَ. -\v 20 فَقُلْتُ لَكُمْ: هَا قَدْ جِئْتُمْ إِلَى بِلادِ الأَمُورِيِّينَ الْجَبَلِيَّةِ الَّتِي وَهَبَهَا لَنَا الرَّبُّ إِلَهُنَا، -\v 21 فَانْظُرُوا لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ قَدْ أَعْطَاكُمُ الأَرْضَ، فَاصْعَدُوا وَاسْتَوْلُوا عَلَيْهَا كَمَا وَعَدَ الرَّبُّ إِلَهُ آبَائِكُمْ. لَا تَخَافُوا وَلا تَرْتَعِبُوا. -\v 22 فَتَقَدَّمْتُمْ إِلَيَّ جَمِيعُكُمْ وَقُلْتُمْ: دَعْنَا نُرْسِلُ قَوْماً لِيَتَجَسَّسُوا الأَرْضَ لَنَا، ثُمَّ يُوَافُونَا بِنَبَإِ الطَّرِيقِ الَّتِي نَسْلُكُهَا وَالْمُدُنِ الَّتِي نَجْتَازُ بِها. -\v 23 فَرَاقَنِي الاقْتِرَاحُ، وَانْتَخَبْتُ مِنْكُمُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً، وَاحِداً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ. -\v 24 فَاخْتَرَقُوا مَسَالِكَ الْجِبَالِ حَتَّى وَصَلُوا وَادِي أَشْكُولَ، فَاسْتَكْشَفُوهُ، -\v 25 وَقَطَفُوا مِنْ ثِمَارِ الأَرْضِ وَحَمَلُوهَا إِلَيْنَا، وَقَالُوا: الأَرْضُ الَّتِي وَهَبَهَا لَنَا الرَّبُّ إِلَهُنَا أَرْضٌ جَيِّدَةٌ. -\s1 تذمر بني إسرائيل -\p -\v 26 لَكِنَّكُمْ تَقَاعَسْتُمْ عَنِ الصُّعُودِ إِلَيْهَا وَعَصَيْتُمْ أَمْرَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، -\v 27 وَتَذَمَّرْتُمْ فِي خِيَامِكُمْ قَائِلِينَ: لأَنَّ الرَّبَّ يَكْرَهُنَا أَخْرَجَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لِيُوْقِعَنَا فِي أَيْدِي الأَمُورِيِّينَ وَيُهْلِكَنَا. -\v 28 فَإِلَى أَيْنَ نَذْهَبُ؟ لَقَدْ أَوْهَنَ إِخْوَتُنَا قُلُوبَنَا عِنْدَمَا أَخْبَرُونَا أَنَّ أَهْلَ الأَرْضِ أَعْظَمُ مِنَّا وَأَكْثَرُ طُولاً، وَمُدُنَهُمْ عَظِيمَةٌ تَبْلُغُ حُصُونُهَا عَنَانَ السَّمَاءِ، وَقَدْ شَاهَدْنَا هُنَاكَ بَنِي عَنَاقَ أَيْضاً. -\v 29 فَقُلْتُ لَكُمْ: لَا تَجْزَعُوا وَلا تَخَافُوا مِنْهُمْ، -\v 30 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمُ السَّائِرَ أَمَامَكُمْ هُوَ يُحَارِبُ عَنْكُمْ كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مَعَكُمْ فِي مِصْرَ. -\v 31 كَذَلِكَ شَهِدْتُمْ فِي الصَّحْرَاءِ كَيْفَ حَمَلَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ كَمَا يَحْمِلُ الإِنْسَانُ ابْنَهُ، فِي كُلِّ الطَّرِيقِ الَّتِي سَلَكْتُمُوهَا، حَتَّى أَقْبَلْتُمْ إِلَى هَذَا الْمَكَانِ. -\v 32 وَلَكِنْ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّكُمْ لَمْ تَثِقُوا بِالَّربِّ إِلَهِكُمُ -\v 33 السَّائِرِ أَمَامَكُمْ فِي رِحْلَتِكُمْ، لِيَلْتَمِسَ لَكُمْ مَكَاناً تَنْزِلُونَ فِيهِ. فَكَانَ يَقُودُكُمْ فِي عَمُودِ نَارٍ لَيْلاً وَفِي عَمُودِ سَحَابٍ نَهَاراً. -\p -\v 34 وَسَمِعَ الرَّبُّ تَذَمُّرَكُمْ فَسَخَطَ عَلَيْكُمْ وَأَقْسَمَ قَائِلاً: -\v 35 لَنْ يَرَى إِنْسَانٌ مِنْ هَذَا الْجِيلِ الشِّرِّيرِ الأَرْضَ الْجَيِّدَةَ الَّتِي أَقْسَمْتُ أَنْ أَهَبَهَا لِآبَائِكُمْ. -\v 36 إِلّا كَالِبَ بْنَ يَفُنَّةَ، فَهُوَ يَرَاهَا وَأُوَرِّثُهُ هُوَ وَبَنِيهِ الأَرْضَ الَّتِي وَطِئَهَا، لأَنَّهُ أَطَاعَ الرَّبَّ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ. -\v 37 كَمَا غَضِبَ الرَّبُّ عَلَيَّ بِسَبَبِكُمْ قَائِلاً: وَأَنْتَ أَيْضاً لَنْ تَدْخُلَ الأَرْضَ. -\v 38 إِنَّمَا يَشُوعُ بْنُ نُونٍ الْمَاثِلُ أَمَامَكَ هُوَ يَدْخُلُهَا فَشَجِّعْهُ لأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُوَزِّعُهَا عَلَى الإِسْرَائيِليِّينَ. -\v 39 أَمَّا أَطْفَالُكُمُ الَّذِينَ ادَّعَيْتُمْ أَنَّهُمْ يُصْبِحُونَ غَنِيمَةً، وَصِغَارُكُمُ الَّذِينَ لَا يُمَيِّزُونَ بَعْدُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ، فَهُمْ يَدْخُلُونَ إِلَى هُنَاكَ وَلَهُمْ أَهَبُ الأَرْضَ وَهُمْ يَرِثُونَهَا. -\v 40 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَحَوَّلُوا وَارْتَحِلُوا إِلَى الصَّحْرَاءِ عَلَى مُحَاذَاةِ طَرِيقِ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ. -\p -\v 41 فَأَجَبْتُمْ وَقُلْتُمْ لِي: لَقْدْ أَخْطَأْنَا إِلَى الرَّبِّ، وَنَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى الْحَرْبِ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَنَا بِهِ الرَّبُّ إِلَهُنَا. وَحَمَلَ كُلُّ وَاحِدٍ سِلاحَهُ، مَسْتَخِفّاً بِمَصَاعِبِ ارْتِقَاءِ الْجِبَالِ. -\v 42 فَأَمَرَنِي الرَّبُّ: قُلْ لَهُمْ لَا تَصْعَدُوا وَلا تُحَارِبُوا، لأَنِّي لَسْتُ فِي وَسَطِكُمْ، لِئَلّا تَنْهَزِمُوا أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ. -\v 43 فَكَلَّمْتُكُمْ وَلَكِنَّكُمْ لَمْ تَسْمَعُوا، بَلْ عَصَيْتُمْ أَمْرَ الرَّبِّ وَتَمَرَّدْتُمْ وَصَعِدْتُمْ إِلَى الأَرَاضِي الْجَبَلِيَّةِ. -\v 44 فَانْدَفَعَ الأَمُورِيُّونَ الْمُسْتَوْطِنُونَ فِي الأَرَاضِي الْجَبَلِيَّةِ لِلِقَائِكُمْ، وَطَارَدُوكُمْ كَمَا يُطَارِدُ النَّحْلُ، وَهَزَمُوكُمْ فِي سِعِيرَ حَتَّى تُخُومِ حُرْمَةَ. -\v 45 فَرَجَعْتُمْ وَنُحْتُمْ أَمَامَ الرَّبِّ، وَلَمْ يَسْمَعِ الرَّبُّ لِصَوْتِكُمْ وَلا أَنْصَتَ إِلَيْكُمْ. -\v 46 وَمَكَثْتُمْ فِي قَادَشَ أَيَّاماً كَثِيرَةً، أَيْ طَوَالَ الْفَتْرَةِ الَّتِي بَقِيتُمْ فِيهَا هُنَاكَ. -\c 2 -\s1 التيه في البرية -\p -\v 1 ثُمَّ تَحَوَّلْنَا وَانْطَلَقْنَا نَحْوَ الصَّحْرَاءِ فِي اتِّجَاهِ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ، وَدُرْنَا حَوْلَ جَبَلِ سِعِيرَ أَيَّاماً كَثِيرَةً. -\v 2 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِي: -\v 3 حَسْبُكُمْ دَوَرَانٌ حَوْلَ هَذَا الْجَبَلِ. هَيَّا اتَّجِهُوا نَحْوَ الشِّمَالِ. -\v 4 وَأَوْصِ الشَّعْبَ: هَا أَنْتُمْ عَابِرُونَ بِتُخُومِ إِخْوَتِكُمْ بَنِي عِيسُو الْمُسْتَوْطِنِينَ فِي سِعِيرَ فَيَعْتَرِيهُمُ الْخَوْفُ مِنْكُمْ -\v 5 فَاحْذَرُوا جِدّاً أَنْ تُهَاجِمُوهُمْ، لأَنَّنِي لَا أُوَرِّثُكُمْ مِنْ أَرْضِهِمْ وَلا وَطْأَةَ قَدَمٍ، لأَنِّي قَدْ أَعْطَيْتُ جَبَلَ سِعِيرَ مِيرَاثاً لِعِيسُو. -\v 6 تَدْفَعُونَ ثَمَنَ مَا تَشْتَرُونَهُ مِنْ طَعَامٍ لِتَأْكُلُوا، وَمَا تَبْتَاعُونَهُ مِنْ مَاءٍ لِتَشْرَبُوا. -\v 7 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ بَارَكَ كُلَّ عَمَلِ أَيْدِيكُمْ، وَاعْتَنَى بِكُمْ فِي أَثْنَاءِ رِحْلَتِكُمْ فِي هَذِهِ الصَّحْرَاءِ الشَّاسِعَةِ، وَكَانَ مَعَكُمْ طَوَالَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَلَمْ يُعْوِزْكُمْ شَيْءٌ -\v 8 فَاجْتَزْنَا بِإِخْوَتِنَا بَنِي عِيسُو الْمُقِيمِينَ فِي سِعِيرَ، مُتَّجِهِينَ فِي طَرِيقِ وَادِي الْعَرَبَةِ جَنُوباً صَوْبَ إِيلاتَ وَعَصْيُونَ جَابِرَ، ثُمَّ انْثَنَيْنَا وَمَرَرْنَا فِي طَرِيقِ صَحْرَاءِ مُوآبَ. -\p -\v 9 فَقَالَ لِي الرَّبُّ: لَا تُعَادِ الْمُوآبِيِّينَ وَلا تُثِرْ عَلَيْهِمْ حَرْباً، لأَنِّي لَا أُعْطِيكَ مِنْ أَرْضِهِمْ مِيرَاثاً، إِذْ وَهَبْتُ مَدِينَةَ عَارَ لِذُرِّيَّةِ لُوطٍ مِلْكاً. -\v 10 فَقَدْ سَكَنَ فِيهَا الإِيمِيُّونَ قَبْلاً، وَهُمْ شَعْبٌ كَثِيرٌ وَطُوَالُ الْقَامَةِ كَالْعَنَاقِيِّينَ، -\v 11 وَهُمْ يُعْتَبَرُونَ رَفَائِيِّينَ كَالْعَنَاقِيِّينَ. غَيْرَ أَنَّ المُوآبِيِّينَ يَدْعُونَهُمُ الإِيمِيِّينَ. -\v 12 كَذَلِكَ اسْتَوْطَنَ الْحُورِيُّونَ أَرْضَ سِعِيرَ مِنْ قَبْلُ، فَطَرَدَهُمْ بَنُو عِيسُو وَأَبَادُوهُمْ وَحَلُّوا مَكَانَهُمْ، تَمَاماً كَمَا فَعَلَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ بِالأَرْضِ الَّتِي وَهَبَهَا لَهُمُ الرَّبُّ. -\v 13 وَالآنَ انْهَضُوا وَاعْبُرُوا وَادِي زَارَدَ. وَهَكَذَا عَبَرْنَا وَادِي زَارَدَ. -\v 14 وَكَانَ عَدَدُ السَّنَوَاتِ الَّتِي قَضَيْنَاهَا فِي مَسِيرِنَا مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ حَتَّى اجْتَزْنَا وَادِي زَارَدَ ثَمَانِيَ وَثَلاثِينَ سَنَةً، فِيهَا مَاتَ جِيلُ رِجَالِ الْحَرْبِ مِنَ الْمُخَيَّمِ، كَمَا أَقْسَمَ الرَّبُّ لَهُمْ. -\v 15 وَهَكَذَا عَاقَبَهُمُ الرَّبُّ أَيْضاً حَتَّى أَبَادَهُمْ وَأَفْنَاهُمْ مِنَ الْمُخَيَّمِ. -\v 16 فَعِنْدَمَا مَاتَ جَمِيعُ الْمُقَاتِلِينَ مِنْ بَيْنِ الشَّعْبِ -\v 17 قَالَ الرَّبُّ لِي: -\v 18 أَنْتَ عَابِرٌ الْيَوْمَ بِحُدُودِ عَارَ مِنْ أَرْضِ مُوآبَ، -\v 19 فَمَتَى اقْتَرَبْتَ مِنْ بَنِي عَمُّونَ، لَا تُعَادِهِمْ وَلا تُهَاجِمْهُمْ، لأَنِّي لَا أَهَبُكَ مِنْ أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ مِيرَاثاً، إِذْ وَهَبْتُهَا لِبَنِي لُوطٍ. -\v 20 وَهِيَ أَيْضاً تُعْتَبَرُ أَرْضَ رَفَائِيِّينَ، إِذْ سَكَنُوا فِيهَا قَبْلاً. أَمَّا الْعَمُّونِيُّونَ فَيَدْعُونَهُمْ زَمْزُمِّيِّينَ. -\v 21 وَهُمْ شَعْبٌ كَثِيرٌ طِوَالُ الْقَامَةِ كَالْعَنَاقِيِّينَ، أَبَادَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ الْعَمُّونِيِّينَ فَطَرَدُوهُمْ وَأَقَامُوا مَكَانَهُمْ، -\v 22 تَمَاماً كَمَا فَعَلَ لِذُرِّيَّةِ عِيسُو الْمُسْتَوْطِنِينَ فِي سِعِيرَ. فَقَدْ أَهْلَكَ الْحُورِيِّينَ فِي أَيَّامِهِمْ، فَطَرَدُوهُمْ وَحَلُّوا مَكَانَهُمْ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. -\v 23 وَكَذَلِكَ أَبَادَ الْكَفْتُورِيُّونَ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ كَفْتُورَ، الْعَوِّيِّينَ الَّذِينَ كَانُوا قَاطِنِينَ فِي الْقُرَى الْمُنْتَشِرَةِ حَتَّى غَزَّةَ وَحَلُّوا مَكَانَهُمْ. -\s1 هزيمة سيحون ملك حشبون -\p -\v 24 فَقُومُوا وَارْتَحِلُوا وَاعْبُرُوا وَادِي نَهْرِ أَرْنُونَ، وَانْظُرُوا لأَنِّي قَدْ نَصَرْتُكَ عَلَى سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ وَأَرْضِهِ. فَابْتَدِئْ بِتَمَلُّكِ الأَرْضِ، وَأَثِرْ عَلَيْهِ حَرْباً. -\v 25 فَفِي هَذَا الْيَوْمِ بِالذَّاتِ أَجْعَلُ هَيْبَتَكُمْ وَالْخَوْفَ مِنْكُمْ يَطْغَيَانِ عَلَى شُعُوبِ الأَرْضِ. وَكُلُّ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ أَخْبَارَكُمْ يَرْتَعِدُونَ وَيَفْزَعُونَ أَمَامَكُمْ. -\p -\v 26 فَأَرْسَلْتُ رُسُلاً مِنْ صَحْرَاءِ قَدِيمُوتَ إِلَى سِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ، أَعْرِضُ عَلَيْهِ سَلاماً قَائِلاً: -\v 27 دَعْنِي أَجْتَازُ بِأَرْضِكَ سَالِكاً الطَّرِيقَ الْعَامَّةَ، لَا أَحِيدُ عَنْهَا يَمِيناً أَوْ شِمَالاً. -\v 28 وَسَأَدْفَعُ ثَمَنَ مَا تَبِيعُنِي مِنْ طَعَامٍ لآكُلَ، وَمَا تُعْطِينِي مِنْ مَاءٍ لأَشْرَبَ، أَمُرُّ رَاجِلاً فَقَطْ. -\v 29 كَمَا فَعَلْتُ مَعَ بَنِي عِيسُو الْمُسْتَوْطِنِينَ فِي سِعِيرَ، وَالْمُوآبِيِّينَ الْمُقِيمِينَ فِي عَارَ. -\v 30 لَكِنَّ سِيحُونَ مَلِكَ حَشْبُونَ رَفَضَ أَنْ يَدَعَنَا نَجْتَازُ بِبِلادِهِ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ قَسَّى رُوحَهُ وَأَغْلَظَ قَلْبَهُ لِكَيْ يَهْزِمَهُ عَلَى أَيْدِيكُمْ كَمَا فَعَلَ الآنَ. -\v 31 وَقَالَ لِي الرَّبُّ: انْظُرْ، هَا قَدِ ابْتَدَأْتُ أَدْفَعُ أَمَامَكَ سِيحُونَ لِتَسْتَوْلِيَ عَلَى أَرْضِهِ، فَأَسْرِعْ فِي تَمَلُّكِهَا حَتَّى تَتَغَلَّبَ عَلَيْهَا كُلِّهَا. -\v 32 فَخَرَجَ سِيحُونُ بِكَامِلِ جَيْشِهِ إِلَى يَاهَصَ لِمُحَارَبَتِنَا. -\v 33 فَأَتَانَا النَّصْرُ عَلَيْهِ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ إِلَهِنَا، فَدَحَرْنَاهُ وَأَبْنَاءَهُ وَسَائِرَ جَيْشِهِ. -\v 34 وَاسْتَوْلَيْنَا عَلَى جَمِيعِ مُدُنِهِ، وَقَضَيْنَا فِي كُلِّ مَدِينَةٍ عَلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ، فَلَمْ يَنْجُ حَيٌّ مِنْهُمْ. -\v 35 وَلَكِنَّ الْبَهَائِمَ وَالأَسْلابَ الَّتِي نَهَبْنَاهَا مِنَ الْمُدُنِ أَخَذْنَاهَا غَنَائِمَ لأَنْفُسِنَا. -\v 36 وَلَمْ تَمْتَنِعْ عَلَيْنَا قَرْيَةٌ ابْتِدَاءً مِنْ عَرُوعِيرَ الْوَاقِعَةِ عَلَى حَافَةِ وَادِي أَرْنُونَ وَالْمَدِينَةِ الْقَائِمَةِ فِيهِ، إِلَى جِلْعَادَ، إِذْ حَقَّقَ الرَّبُّ إِلَهُنَا لَنَا النَّصْرَ عَلَى جَمِيعِهَا. -\v 37 وَلَكِنَّنَا لَمْ نَقْتَرِبْ مِنْ أَرْضِ الْعَمُّونِيِّينَ، وَلا نَاحِيَةِ وَادِي نَهْرِ يَبُّوقَ، وَلا الْمُدُنِ الْجَبَلِيَّةِ طَاعَةً لأَمْرِ الرَّبِّ إِلَهِنَا. -\c 3 -\s1 هزيمة عوج ملك باشان -\p -\v 1 ثُمَّ تَحَوَّلْنَا وَاتَّجَهْنَا نَحْوَ طَرِيقِ بَاشَانَ، فَخَرَجَ عُوجُ مَلِكُ بَاشَانَ لِمُحَارَبَتِنَا بِكَامِلِ جَيْشِهِ، فِي إذْرَعِي. -\v 2 فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «لا تَخَفْ مِنْهُ. قَدْ نَصَرْتُكَ عَلَيْهِ مَعَ سَائِرِ جَيْشِهِ وَأَرْضِهِ، فَتَفْعَلُ بِهِ كَمَا فَعَلْتَ بِسِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ الَّذِي كَانَ مُقِيماً فِي حَشْبُونَ.» -\v 3 فَحَقَّقَ لَنَا إِلَهُنَا النَّصْرَ أَيْضاً عَلَى عُوجٍ مَلِكِ بَاشَانَ وَعَلَى سَائِرِ جَيْشِهِ، فَهَزَمْنَاهُ حَتَّى لَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ حَيٌّ، -\v 4 وَاسْتَوْلَيْنَا عَلَى جَمِيعِ مُدُنِهِ وَكُلِّ قُرَاهُ. فَكَانَتْ فِي جُمْلَتِهَا سِتِّينَ مَدِينَةً مُنْتَشِرَةً فِي كُلِّ مِنْطَقَةِ أَرْجُوبَ الَّتِي تُشَكِّلُ مَمْلَكَةَ عُوجٍ فِي بَاشَانَ. -\v 5 وَكَانَتْ جَمِيعُ هَذِهِ مُدُناً مُحَصَّنَةً بِالأَسْوَارِ الْعَالِيَةِ وَالأَبْوَابِ وَالْمَزَالِيجِ، فَضْلاً عَنْ قُرَى الصَّحْرَاءِ الْكَثِيرَةِ. -\v 6 فَدَمَّرْنَاهَا كَمَا فَعَلْنَا بِمُدُنِ سِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ، وَقَضَيْنَا عَلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ. -\v 7 وَلَكِنَّنَا غَنِمْنَا لأَنْفُسِنَا كُلَّ الْبَهَائِمِ وَأَسْلابِ الْمُدُنِ. -\v 8 وَأَخَذْنَا حِينَئِذٍ مِنْ أَيْدِي مَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ الأَرْضَ الْوَاقِعَةَ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مِنْ وَادِي أَرْنُونَ حَتَّى جَبَلِ حَرْمُونَ. -\v 9 وَيَدْعُو الصِّيدُونِيُّونَ جَبَلَ حَرْمُونَ «سِرْيُونَ». أَمَّا الأَمُورِيُّونَ فَيَدْعُونَهُ «سَنِيرَ». -\v 10 وَهَكَذَا اسْتَوْلَيْنَا عَلَى جَمِيعِ مُدُنِ السَّهْلِ وَسَائِرِ جِلْعَادَ وَبَاشَانَ إِلَى سَلْخَةَ وَإِذْرَعِي مَدِينَتَيْ مَمْلَكَةِ عُوجٍ فِي بَاشَانَ. -\v 11 وَكَانَ عُوجٌ آخِرَ الْجَبَابِرَةِ الرَّفَائِيِّينَ. وَكَانَ سَرِيرُهُ مَصْنُوعاً مِنْ حَدِيدٍ، وَلا يَزَالُ مَحْفُوظاً فِي (مُتْحَفِ) رَبَّةِ بَنِي عَمُّونَ. طُولُهُ تِسْعُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ أَرْبَعَةِ أَمْتَارٍ وَنِصْفِ الْمِتْرِ) وَعَرْضُهُ أَرْبَعُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ). -\s1 تقسيم الأرض -\p -\v 12 وَقَدِ امْتَلَكْنَا آنَئِذٍ هَذِهِ الأَرْضَ، فَأَعْطَيْتُ لِلرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَالْجَادِيِّينَ بِلادَ عَرُوعِيرَ الْوَاقِعَةَ عَلَى وَادِي أَرْنُونَ وَنِصْفَ جَبَلِ جِلْعَادَ. -\v 13 كَمَا أَعْطَيْتُ لِنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى بَقِيَّةَ جِلْعَادَ، وَكُلَّ مِنْطَقَةِ أَرْجُوبَ وَبَاشَانَ الَّتِي كَانَتْ تُشَكِّلُ مَمْلَكَةَ عُوجٍ، وَهِيَ تُدْعَى أَيْضاً أَرْضَ الرَّفَائِيِّينَ. -\v 14 فَأَخَذَ يَائِيرُ مِنْ ذُرِّيَّةِ مَنَسَّى جَمِيعَ مِنْطَقَةِ أَرْجُوبَ حَتَّى حُدُودِ الْجَشُورِيِّينَ وَالْمَعْكِيِّينَ، وَأَطْلَقَ اسْمَهُ عَلَى أَرْضِ بَاشَانَ، فَدَعَاهَا حَوُّوثَ يَائِيرَ (وَمَعْنَاهَا قُرَى يَائِيرَ) إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. -\v 15 كَذَلِكَ أَعْطَيْتُ مَاكِيرَ جِلْعَادَ. -\v 16 أَمَّا الرَّأُوبَيْنِيُّونَ وَالْجَادِيُّونَ فَقَدْ مَلَّكْتُهُمُ الْمِنْطَقَةَ الْمُمْتَدَّةَ مِنْ جِلْعَادَ حَتَّى مُنْتَصَفِ وَادِي أَرْنُونَ، حَيْثُ تَنْتَهِي حُدُودُهُمْ. وَكَذَلِكَ إِلَى وَادِي يَبُّوقَ الْمُتَاخِمِ لِحُدُودِ بَنِي عَمُّونَ. -\v 17 كَمَا امْتَدَّتْ حُدُودُهُمْ إِلَى الْغَرْبِ حَتَّى نَهْرِ الأُرْدُنِّ فِي وَادِي الْعَرَبَةِ، مِنْ كِنَّارَةَ إِلَى الْبَحْرِ الْمَيِّتِ تَحْتَ سُفُوحِ جَبَلِ الْفِسْجَةِ شَرْقاً. -\p -\v 18 وَأَمَرْتُ سِبْطَيْ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ وَنِصْفَ سِبْطِ مَنَسَّى قَائِلاً: قَدْ أَوْرَثَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ هَذِهِ الأَرْضَ لِتَمْتَلِكُوهَا. فَلْيَعْبُرْ أَبْطَالُكُمْ مُدَجَّجِينَ بِالسِّلاحِ فِي طَلِيعَةِ إِخْوَتِكُمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\v 19 وَلْتَمْكُثْ نِسَاؤُكُمْ وَأَطْفَالُكُمْ وَمَوَاشِيكُمْ، الَّتِي أَعْلَمُ كَثْرَتَهَا، فِي مُدُنِكُمُ الَّتِي وَهَبْتُهَا لَكُمْ -\v 20 إِلَى أَنْ يَمْتَلِكَ إِخْوَتُكُمُ الأَرْضَ الَّتِي يُوَرِّثُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَهُمْ غَرْبِيَّ الأُرْدُنِّ وَيُرِيحُهُمْ مِثْلَكُمْ. ثُمَّ يَرْجِعُ كُلٌّ مِنْكُمْ إِلَى مُلْكِهِ الَّذِي وَهَبْتُهُ لَهُ. -\s1 منع موسى من عبور الأردن -\p -\v 21 وَقُلْتُ حِينَذَاكَ لِيَشُوعَ: «لَقَدْ شَهِدَتْ عَيْنَاكَ مَا أَنْزَلَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِهَذَيْنِ الْمَلِكَيْنِ، فَإِنَّهُ هَكَذَا سَيَصْنَعُ بِجَمِيعِ الْمَمَالِكِ الَّتِي أَنْتَ عَابِرٌ إِلَيْهَا. -\v 22 لَا تَجْزَعُوا مِنْهُمْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يُحَارِبُ عَنْكُمْ». -\p -\v 23 وَتَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ فِي ذَلِكَ الْحِينِ قَائِلاً: -\v 24 «يَا سَيِّدُ هَا أَنْتَ قَدِ ابْتَدَأْتَ تُعْلِنُ لِعَبْدِكَ عَظَمَتَكَ وَقُوَّةَ قُدْرَتِكَ فَأَيُّ إِلَهٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ يُجْرِي مِثْلَ أَعْمَالِكَ وَجَبَرُوتِكَ. -\v 25 دَعْنِي أَعْبُرُ لأَرَى لُبْنَانَ وَالأَرْضَ الْخَصِيبَةَ غَرْبِيَّ الأُرْدُنِّ بِتِلالِهَا الطَّيِّبَةِ». -\v 26 لَكِنَّ الرَّبَّ غَضِبَ عَلَيَّ مِنْ أَجْلِكُمْ، وَلَمْ يَسْتَجِبْ لِي، بَلْ قَالَ: كَفَاكَ. لَا تَعُدْ تُكَلِّمُنِي فِي هَذَا الأَمْرِ. -\v 27 اصْعَدْ إِلَى قِمَّةِ جَبَلِ الْفِسْجَةِ وَتَلَفَّتْ إِلَى الْغَرْبِ وَالشِّمَالِ وَالْجَنُوبِ وَالشَّرْقِ وَشَاهِدِ الأَرْضَ بِعَيْنَيْكَ لَكِنْ لَنْ تَعْبُرَ إِلَى غَرْبِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ. -\v 28 إِنَّمَا يَشُوعُ هُوَ الَّذِي يَقُودُ هَذَا الشَّعْبَ، وَهُوَ الَّذِي يَقْسِمُ لَهُمُ الأَرْضَ الَّتِي تُشَاهِدُهَا. كَذَلِكَ أَوْصِهِ وَثَبِّتْهُ وَشَجِّعْهُ. -\v 29 وَهَكَذَا مَكَثْنَا فِي الْوَادِي مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ. -\c 4 -\s1 الأمر بطاعة الرب -\p -\v 1 وَالآنَ أَصْغُوا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الشَّرَائِعِ وَالأَحْكَامِ الَّتِي أُعَلِّمُهَا لَكُمْ لِتَعْمَلُوا بِها، فَتَحْيَوْا وَتَدْخُلُوا لاِمْتِلاكِ الأَرْضِ الَّتِي يُوَرِّثُهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ -\v 2 لَا تُضِيفُوا عَلَى مَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلا تُنَقِّصُوا مِنْهُ، بَلْ أَطِيعُوا أَوَامِرَ الرَّبِّ إِلَهِكُمُ الَّتِي أُوْصِيكُمْ بِها. -\v 3 لَقَدْ شَهِدَتْ أَعْيُنُكُمْ مَا أَنْزَلَ الرَّبُّ بِبَعْلِ فَغُورَ، إِذْ أَبَادَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلَّ مَنْ غَوَى وَرَاءَ بَعْلِ فَغُورَ. -\v 4 وَأَمَّا أَنْتُمُ الَّذِينَ تَعَلَّقْتُمْ بِالرَّبِّ إِلَهِكُمْ فَجَمِيعُكُمْ أَحْيَاءُ الْيَوْمَ. -\v 5 انْظُرُوا، هَا أَنَا قَدْ عَلَّمْتُكُمْ شَرَائِعَ وَأَحْكَاماً كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ إِلَهِي لِتَعْمَلُوا بِمُوْجِبِهَا فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ إِلَيْهَا لِتَرِثُوهَا. -\v 6 فَاحْفَظُوهَا وَطَبِّقُوهَا، لأَنَّهَا هِيَ حِكْمَتُكُمْ وَفِطْنَتُكُمْ لَدَى الشُّعُوبِ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ عَنْ هَذِهِ الشَّرَائِعِ، فَيَقُولُوا: إِنَّ هَذَا الشَّعْبَ الْعَظِيمَ هُوَ حَقّاً شَعْبٌ حَكِيمٌ فَطِنٌ. -\v 7 لأَنَّهُ أَيُّ شَعْبٍ، مَهْمَا عَظُمَ، لَهُ آلِهَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْهُ مِثْلُ الرَّبِّ إِلَهِنَا فِي كُلِّ مَا نَدْعُوهُ؟ -\v 8 وَأَيُّ شَعْبٍ، مَهْمَا عَظُمَ، لَدَيْهِ شَرَائِعُ وَأَحْكَامٌ عَادِلَةٌ نَظِيرُ هَذِهِ الشَّرَائِعِ الَّتِي أَضَعُهَا الْيَوْمَ أَمَامَكُمْ؟ -\p -\v 9 إِنَّمَا احْتَرِزُوا وَاحْذَرُوا لِئَلّا تَنْسَوْا الأُمُورَ الَّتِي شَهِدَتْهَا أَعْيُنُكُمْ فَلا تَنْمَحِي مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكُمْ. وَعَلِّمُوهَا لأَوْلادِكُمْ وَلأَحْفَادِكُمْ. -\v 10 فَفِي الْيَوْمِ الَّذِي مَثَلْتُمْ فِيهِ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ فِي جَبَلِ حُورِيبَ، حِينَ قَالَ لِي الرَّبُّ: اجْمَعْ لِيَ الشَّعْبَ حَتَّى أُسْمِعَهُمْ كَلامِي، فَيَتَعَلَّمُوا مَخَافَتِي طَوَالَ أَيَّامِ حَيَاتِهِمْ عَلَى الأَرْضِ، وَيُعَلِّمُوا أَوْلادَهُمْ أَيْضاً. -\v 11 فَتَقَدَّمْتُمْ وَوَقَفْتُمْ عِنْدَ سَفْحِ الْجَبَلِ الْمُشْتَعِلِ بِنَارٍ امْتَدَّتْ أَلْسِنَةُ لَهَبِهَا إِلَى كَبِدِ السَّمَاءِ، وَتَلَفَّعَتْ بِسُحُبٍ دَاكِنَةٍ وَضَبَابٍ. -\v 12 فَخَاطَبَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ، فَسَمِعْتُمْ صَوْتَ كَلِمَاتِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُبْصِرُوا لَهُ صُورَةً. -\v 13 وَأَعْلَنَ لَكُمْ عَهْدَهُ، الْوَصَايَا الْعَشَرَ الَّتِي نَقَشَهَا عَلَى لَوْحَيْ حَجَرٍ، وَأَمَرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِها. -\v 14 كَمَا أَمَرَنِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنْ أُعَلِّمَكُمْ شَرَائِعَهُ وَأَحْكَامَهُ لِتُطَبِّقُوهَا فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ إِلَيْهَا لِتَرِثُوهَا. -\s1 حظر صنع التماثيل وعبادتها -\p -\v 15 فَاحْذَرُوا لأَنْفُسِكُمْ جِدّاً، فَأَنْتُمْ لَمْ تَرَوْا صُورَةً مَا حِينَ خَاطَبَكُمُ الرَّبُّ فِي جَبَلِ حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. -\v 16 لِئَلّا تَفْسَدُوا فَتَنْحَتُوا لَكُمْ تِمْثَالاً لِصُورَةٍ مَا لِمِثَالِ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ. -\v 17 أَوْ شِبْهَ بَهِيمَةٍ مَا مِمَّا عَلَى الأَرْضِ، أَوْ شِبْهَ طَيْرٍ مَا مِنْ طُيُورِ السَّمَاءِ. -\v 18 أَوْ شِبْهَ كَائِنٍ مَا مِنْ زَوَاحِفِ الأَرْضِ، أَوْ شِبْهَ سَمَكٍ مَا مِمَّا فِي الْمَاءِ تَحْتَ الأَرْضِ. -\v 19 أَوْ لِئَلّا تَتَطَلَّعُوا إِلَى السَّمَاءِ فَتُشَاهِدُوا الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ وَالأَجْرَامَ السَّمَاوِيَّةَ الَّتِي وَزَّعَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ عَلَى جَمِيعِ الأُمَمِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ، فَتَغْوُوا وَتَسْجُدُوا لَهَا وَتَعْبُدُوهَا. -\v 20 أَمَّا أَنْتُمْ فَقَدِ اخْتَارَكُمُ الرَّبُّ وَأَخْرَجَكُمْ مِنْ أَتُونِ الْحَدِيدِ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ لِتَكُونُوا لَهُ شَعْبَ مِيرَاثِهِ، كَمَا أَنْتُمُ الْيَوْمَ. -\s1 غضب الرب على موسى -\p -\v 21 وَلَكِنَّ الرَّبَّ غَضِبَ عَلَيَّ مِنْ أَجْلِكُمْ وَأَقْسَمَ أَلّا أَعْبُرَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ وَلا أَطَأَ الأَرْضَ الْخَصِيبَةَ الَّتِي وَهَبَكُمْ إِيَّاهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ نَصِيباً. -\v 22 كَذَلِكَ فَأَنَا أَمُوتُ فِي هَذِهِ الأَرْضِ مِنْ غَيْرِ أَنْ أَجْتَازَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْبُرُونَهُ وَتَرِثُونَ تِلْكَ الأَرْضَ الْخَصِيبَةَ. -\v 23 وَلَكِنْ إِيَّاكُمْ أَنْ تَنْسَوْا عَهْدَ الرَّبِّ إِلَهِكُمُ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَكُمْ وَتَنْحَتُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً لِصُورَةٍ مَا مِمَّا نَهَاكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ عَنْهُ. -\v 24 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ نَارٌ آكِلَةٌ وَإِلَهٌ غَيُورٌ. -\s1 عقوبة عبادة الأصنام -\p -\v 25 وَإذَا أَنْجَبْتُمْ بَنِينَ وَأَحْفَاداً وَمَكَثْتُمْ طَوِيلاً فِي الأَرْضِ، ثُمَّ غَوَيْتُمْ فَنَحَتُّمْ لَكُمْ تِمْثَالاً لِصُورَةِ شَيْءٍ مَا، وَارْتَكَبْتُمُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ لإِثَارَةِ غَيْظِهِ، -\v 26 فَإِنَّنِي أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، أَنَّكُمْ تَنْقَرِضُونَ سَرِيعاً مِنَ الْأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ إِلَيْهَا لِتَرِثُوهَا، وَلَنْ تَطُولَ بِكُمُ الأَيَّامُ عَلَيْهَا، إِذْ لابُدَّ أَنَّكُمْ حِينَئِذٍ هَالِكُونَ. -\v 27 وَيُشَتِّتُكُمُ الرَّبُّ بَيْنَ الأُمَمِ فَتُصْبِحُونَ أَقَلِّيَّةً بَيْنَ الشُّعُوبِ الَّتِي يَسُوقُكُمْ إِلَيْهَا. -\v 28 وَهُنَاكَ تَعْبُدُونَ آلِهَةً مِنْ خَشَبٍ وَحَجَرٍ مِنْ صَنْعَةِ أَيْدِي النَّاسِ، مِمَّا لَا يُبْصِرُ وَلا يَسْمَعُ وَلا يَأْكُلُ وَلا يَشُمُّ. -\v 29 وَلَكِنْ إِنْ طَلَبْتُمْ مِنْ هُنَاكَ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ، مُلْتَمِسِينَهُ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَنُفُوسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ تَجِدُونَهُ. -\v 30 فَعِنْدَمَا يَكْتَنِفُكُمُ الضِّيقُ وَتُصِيبُكُمْ فِي آخِرِ الأَيَّامِ جَمِيعُ هَذِهِ الأُمُورِ، عِنْدَئِذٍ تَرْجِعُونَ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَتُطِيعُونَ أَوَامِرَهُ. -\v 31 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ إِلَهٌ رَحِيمٌ لَا يَنْبِذُكُمْ وَلا يُفْنِيكُمْ، وَلا يَنْسَى عَهْدَ آبَائِكُمُ الَّذِي أَقْسَمَ لَهُمْ عَلَيْهِ. -\s1 الرب هو الله -\p -\v 32 فَاسْأَلُوا عَنِ الأَيَّامِ الْغَابِرَةِ الَّتِي انْقَضَتْ قَبْلَكُمْ، مُنْذُ الْيَوْمِ الَّذِي خَلَقَ اللهُ فِيهِ الإِنْسَانَ عَلَى الأَرْضِ. اسْأَلْ مِنْ أَقْصَى السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَاهَا: هَلْ حَدَثَ قَطُّ مِثْلُ هَذَا الأَمْرِ الْعَظِيمِ؟ وَهَلْ سَمِعَ أَحَدٌ بِمِثْلِهِ؟ -\v 33 هَلْ سَمِعَتْ أُمَّةٌ صَوْتَ اللهِ يَتَكَلَّمُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ كَمَا سَمِعْتُمْ أَنْتُمْ، وَعَاشَتْ؟ -\v 34 وَهَلْ حَاوَلَ إِلَهٌ قَطُّ أَنْ يَأْخُذَ لِنَفْسِهِ شَعْباً مِنْ وَسَطِ شَعْبٍ آخَرَ مُجْرِياً تَجَارِبَ وَآيَاتٍ وَمُعْجِزَاتٍ وَحُرُوباً وَقُدْرَةً فَائِقَةً وَقُوَّةً شَدِيدَةً وَمَخَاوِفَ عَظِيمَةً كَمَا صَنَعَ مَعَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي مِصْرَ عَلَى مَرْأَى مِنْكُمْ؟ -\v 35 لَقَدِ اطَّلَعْتُمْ عَلَى هَذِهِ كُلِّهَا لِتَعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلَهُ، وَلَيْسَ آخَرَ سِوَاهُ. -\v 36 فَقَدْ أَسْمَعَكُمْ صَوْتَهُ مِنَ السَّمَاءِ لِيُنْذِرَكُمْ. وَأَرَاكُمْ نَارَهُ الْعَظِيمَةَ عَلَى الْأَرْضِ، وَسَمِعْتُمْ صَوْتَهُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. -\v 37 وَلأَنَّهُ قَدْ أَحَبَّ آبَاءَكُمْ، وَاخْتَارَ ذُرِّيَّتَهُمْ مِنْ بَعْدِهِمْ، أَخْرَجَكُمْ بِنَفْسِهِ وَبِقُدْرَتِهِ الْعَظِيمَةِ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، -\v 38 وَطَرَدَ مِنْ أَمَامِكُمْ أُمَماً أَكْبَرَ مِنْكُمْ وَأَعْظَمَ، لِيَأْتِيَ بِكُمْ إِلَى أَرْضِهِمْ وَيُوَرِّثَكُمْ إِيَّاهَا، كَمَا حَدَثَ فِي هَذَا الْيَوْمِ. -\v 39 فَاعْتَرِفُوا الْيَوْمَ وَرَدِّدُوا فِي قُلُوبِكُمْ قَائِلِينَ: إِنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلَهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَعَلَى الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَلَيْسَ إِلَهٌ سِوَاهُ. -\v 40 فَاحْفَظُوا الْيَوْمَ مَا أُوْصِيكُمْ بِهِ مِنْ شَرَائِعِهِ وَأَحْكَامِهِ لِيُحْسِنَ الرَّبُّ إِلَيْكُمْ وَإِلَى أَوْلادِكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ، فَيُطِيلَ أَيَّامَكُمْ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي وَهَبَكُمْ إِيَّاهَا إِلَى الأَبَدِ. -\s1 مدن الملجأ -\p -\v 41 ثُمَّ خَصَّصَ مُوسَى ثَلاثَ مُدُنٍ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، -\v 42 لِيَلْجَأَ إِلَيْهَا الْقَاتِلُ غَيْرُ الْمُتَعَمِّدِ، الَّذِي لَا يَضْمِرُ عَدَاءً سَابِقاً لِلْقَتِيلِ، فَيَجِدُ فِي إِحْدَى تِلْكَ الْمُدُنِ مَلْجَأً وَيَحْيَا. -\v 43 أَمَّا هَذِهِ الْمُدُنُ فَكانَتْ: بَاصَرَ فِي الصَّحْرَاءِ فِي أَرْضِ السَّهْلِ فِي دِيَارِ الرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَرَامُوتَ فِي جِلْعَادَ فِي بِلادِ الْجَادِيِّينَ، وَجُولانَ فِي بَاشَانَ فِي مِنْطَقَةِ الْمَنَسِّيِّينَ. -\s1 مقدمة الشريعة -\p -\v 44 وَهَذِهِ هِيَ الشَّرِيعَةُ الَّتِي وَضَعَهَا أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، -\v 45 وَهَذِهِ هِيَ الشُّرُوطُ وَالْفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ الَّتِي خَاطَبَ بِها مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ، -\v 46 وَهُمْ مُخَيِّمُونَ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، فِي الْوَادِي بِجِوَارِ بَيْتِ فَغُورَ فِي أَرْضِ سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ الَّذِي كَانَ مُقِيماً فِي حَشْبُونَ، فَقَضَى عَلَيْهِ مُوسَى وَالإِسْرَائِيلِيُّونَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. -\v 47 فَامْتَلَكُوا بِلادَهُ وَبِلادَ عُوجٍ مَلِكِ بَاشَانَ، مَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ اللَّذَيْنِ كَانَا مُقِيمَيْنِ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، -\v 48 مِنْ عَرُوعِيرَ الْوَاقِعَةِ عَلَى حَافَةِ وَادِي أَرْنُونَ، إِلَى جَبَلِ سِيئُونَ الَّذِي هُوَ حَرْمُونُ، -\v 49 وَكُلَّ وَادِي الْعَرَبَةِ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، حَتَّى الْبَحْرِ الْمَيِّتِ عِنْدَ سُفُوحِ الْفِسْجَةِ. -\c 5 -\s1 الوصايا العشر -\p -\v 1 وَاسْتَدْعَى مُوسَى جَمِيعَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ وَقَالَ لَهُمْ: «اسْمَعُوا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الشَّرَائِعَ وَالأَحْكَامَ الَّتِي أَتْلُوهَا عَلَيْكُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ، وَتَعَلَّمُوهَا وَاحْرِصُوا عَلَى مُمَارَسَتِهَا. -\v 2 قَطَعَ الرَّبُّ إِلَهُنَا مَعَنَا عَهْداً فِي جَبَلِ حُورِيبَ. -\v 3 لَيْسَ مَعَ آبَائِنَا قَطَعَ هَذَا الْعَهْدَ، إِنَّمَا مَعَنَا نَحْنُ الَّذِينَ هُنَا الْيَوْمَ جَمِيعاً أَحْيَاءُ، -\v 4 إِذْ تَكَلَّمَ الرَّبُّ مَعَنَا فِي الْجَبَلِ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَجْهاً لِوَجْهٍ. -\v 5 وَكُنْتُ أَنَا وَاقِفاً بَيْنَ الرَّبِّ وَبَيْنَكُمْ، لأَنَّكُمْ خِفْتُمْ مِنَ النَّارَ، فَلَمْ تَصْعَدُوا إِلَى الْجَبَلِ. فَقَالَ الرَّبُّ: -\v 6 أَنَا هُوَ الرَّبُّ إِلَهُكَ الَّذِي حَرَّرَكَ مِنْ سِجْنِ الْعُبُودِيَّةِ فِي دِيَارِ مِصْرَ. -\v 7 لَا يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. -\v 8 لَا تَنْحَتْ لَكَ تِمْثَالاً، وَلا صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا فِي الْمَاءِ تَحْتَ الأَرْضِ. -\v 9 لَا تَسْجُدْ لَهَا وَلا تَعْبُدْهَا، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ إِلَهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ مَعَاصِيَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ حَتَّى الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ. -\v 10 وَأُحْسِنُ إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَطَائِعِي وَصَايَايَ. -\v 11 لَا تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لَا يُبْرِئُ مَنْ يَنْطِقُ بِاسْمِهِ بَاطِلاً. -\v 12 احْفَظْ يَوْمَ السَّبْتِ مُقَدَّساً كَمَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ. -\v 13 سِتَّةَ أَيَّامٍ تَشْتَغِلُ وَتَقُومُ بِجَمِيعِ أَعْمَالِكَ، -\v 14 وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَيَكُونُ يَوْمَ رَاحَةٍ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ، لَا تَقُومُ فِيهِ بِأَيِّ عَمَلٍ أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَثَوْرُكَ وَحِمَارُكَ وَكُلُّ بَهَائِمِكَ، وَالأَجْنَبِيُّ الْمُقِيمُ دَاخِلَ أَبْوَابِكَ، لِيَسْتَرِيحَ عَبْدُكَ وَأَمَتُكَ مِثْلَكَ. -\v 15 وَتَذَكَّرْ أَنَّكَ كُنْتَ عَبْداً فِي دِيَارِ مِصْرَ، فَأَطْلَقَكَ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ بِقُدْرَةٍ فَائِقَةٍ وَقُوَّةٍ شَدِيدَةٍ، لِهَذَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ أَنْ تَرْتَاحَ فِي يَوْمِ السَّبْتِ. -\v 16 أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ، فَتَطُولَ أَيَّامُكَ وَيَكُونَ لَكَ خَيْرٌ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُوَرِّثُهَا لَكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ. -\v 17 لَا تَقْتُلْ. -\v 18 لَا تَزْنِ. -\v 19 لَا تَسْرِقْ. -\v 20 لَا تَشْهَدْ عَلَى جَارِكَ شَهَادَةَ زُورٍ. -\v 21 لَا تَشْتَهِ امْرَأَةَ غَيْرِكَ وَلا بَيْتَهُ وَلا حَقْلَهُ وَلا عَبْدَهُ وَلا أَمَتَهُ وَلا ثَوْرَهُ وَلا حِمَارَهُ وَلا أَيَّاً مِمَّا لَهُ. -\p -\v 22 إِنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْلَنَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ لِكُلِّ جَمَاعَتِكُمْ فِي الْجَبَلِ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَالسَّحَابِ وَلَمْ يَزِدْ. وَنَقَشَهَا عَلَى لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ وَأَعْطَانِي إِيَّاهَا. -\p -\v 23 فَلَمَّا سَمِعْتُمُ الصَّوْتَ مِنْ وَسَطِ الظَّلامِ، وَالْجَبَلُ يَشْتَعِلُ بِالنَّارِ، أَقْبَلَ عَلَيَّ جَمِيعُ قَادَةِ أَسْبَاطِكُمْ وَشُيُوخِكُمْ، -\v 24 وَقَالُوا: قَدْ أَظْهَرَ الرَّبُّ لَنَا مَجْدَهُ وَعَظَمَتَهُ، وَسَمِعْنَا صَوْتَهُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ، وَرَأَيْنَا فِي هَذَا الْيَوْمِ أَنَّ اللهَ يُخَاطِبُ الإِنْسَانَ فَلا يَمُوتُ. -\v 25 وَلَكِنِ الآنَ، إِنْ عُدْنَا نَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِنَا فَإِنَّ هَذِهِ النَّارَ الْعَظِيمَةَ تَلْتَهِمُنَا. فَلِمَاذَا نَمُوتُ؟ -\v 26 إِذْ أَيُّ بَشَرِيٍّ سَمِعَ صَوْتَ اللهِ الْحَيِّ يَتَكَلَّمُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ مِثْلَنَا وَعَاشَ؟ -\v 27 فَتَقَدَّمْ أَنْتَ وَاسْتَمِعْ كُلَّ مَا يَنْطِقُ بِهِ الرَّبُّ إِلَهُنَا، وَخَاطِبْنَا بِجَمِيعِ مَا يُكَلِّمُكَ بِهِ، فَنَسْتَمِعَ وَنُطِيعَ. -\v 28 فَسَمِعَ الرَّبُّ حَدِيثَكُمْ حِينَ كَلَّمْتُمُونِي، وَقَالَ لِي: لَقَدْ سَمِعْتُ حَدِيثَ الشَّعْبِ الَّذِي كَلَّمُوكَ بِهِ. وَقَدْ أَحْسَنُوا فِي كُلِّ مَا قَالُوهُ. -\v 29 يَا لَيْتَ قَلْبَهُمْ يَظَلُّ مُتَعَلِّقاً بِي حَتَّى يَتَّقُونِي وَيُطِيعُوا جَمِيعَ وَصَايَايَ دَائِماً، لِكَيْ يَتَمَتَّعُوا هُمْ وَأَوْلادُهُمْ بِالْخَيْرِ إِلَى الأَبَدِ. -\v 30 اذْهَبْ وَقُلْ لَهُمْ: ارْجِعُوا إِلَى خِيَامِكُمْ. -\v 31 وَأَمَّا أَنْتَ فَامْثُلْ هُنَا أَمَامِي، فَأُكَلِّمَكَ بِجَمِيعِ الْوَصَايَا وَالشَّرَائِعِ وَالأَحْكَامِ لِتُعَلِّمَهَا لَهُمْ فَيَعْمَلُوا بِها فِي الأَرْضِ الَّتِي وَهَبْتُهَا لَهُمْ لِيَمْتَلِكُوهَا. -\v 32 فَاحْرِصُوا عَلَى الْعَمَلِ بِكُلِّ مَا أَمَرَكُمْ بِهِ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، لَا تَحِيدُوا يَمِيناً أَوْ شِمَالاً. -\v 33 وَاسْلُكُوا فِي كُلِّ الطَّرِيقِ الَّتِي أَوْصَاكُمْ بِها الرَّبُّ لِتَحْيَوْا وَتَزْدَهِرُوا وَتَمْكُثُوا طَوِيلاً فِي الأَرْضِ الَّتِي تَرِثُونَهَا. -\c 6 -\s1 تحب الرب إلهك -\p -\v 1 وَهَذِهِ هِيَ الْوَصَايَا وَالْفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ الَّتِي أَمَرَنِي الرَّبُّ إِلَهُكُمْ أَنْ أُلَقِّنَكُمْ إِيَّاهَا، لِتَعْمَلُوا بِها فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ إِلَيْهَا لِتَرِثُوهَا. -\v 2 وَبِذَلِكَ تَتَّقِي الرَّبَّ إِلَهَكَ وَتُمَارِسُ جَمِيعَ فَرَائِضِهِ وَوَصَايَاهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِها أَنْتَ وَابْنُكَ وَحَفِيدُكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ فَتَطُولُ أَيَّامُكَ. -\v 3 فَأَنْصِتُوا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَاحْرِصُوا عَلَى الْعَمَلِ بِها فَتَزْدَهِرُوا وَتَتَكَاثَرُوا جِدّاً فِي أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً، كَمَا وَعَدَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُ آبَائِكُمْ. -\p -\v 4 اسْمَعُوا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ، -\v 5 فَأَحِبُّوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَنُفُوسِكُمْ وَقوَّتِكُمْ. -\v 6 وَضَعُوا هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي أُوصِيكُمْ بِها عَلَى قُلُوبِكُمْ، -\v 7 وَقُصُّوهَا عَلَى أَوْلادِكُمْ، وَتَحَدَّثُوا بِها حِينَ تَجْلِسُونَ فِي بُيُوتِكُمْ، وَحِينَ تَسِيرُونَ فِي الطَّرِيقِ، وَحِينَ تَنَامُونَ، وَحِينَ تَنْهَضُونَ. -\v 8 ارْبُطُوهَا عَلامَةً عَلَى أَيْدِيكُمْ، وَاجْعَلُوهَا عَصَائِبَ عَلَى جِبَاهِكُمْ. -\v 9 اكْتُبُوهَا عَلَى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بُيُوتِكُمْ وَبَوَّابَاتِ مُدُنِكُمْ. -\p -\v 10 وَمَتَى أَدْخَلَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمَ لِآبَائِكُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أَنْ يَهَبَهَا لَكُمْ، حَيْثُ تَنْتَشِرُ مُدُنٌ عَظِيمَةٌ لَمْ تَبْنُوهَا، -\v 11 وَبُيُوتٌ عَامِرَةٌ بِخَيْرَاتٍ لَمْ تَخْزِنُوهَا، وَآبَارٌ مَحْفُورَةٌ لَمْ تَحْفُرُوهَا، وَأَشْجَارُ كُرُومٍ وَزَيْتُونٍ لَمْ تَغْرِسُوهَا، فَأَكَلْتُمْ وَشَبِعْتُمْ، -\v 12 فَإِيَّاكُمْ أَنْ تَنْسَوْا الرَّبَّ إِلَهَكُمُ الَّذِي أَطْلَقَكُمْ مِنْ عُبُودِيَّةِ دِيَارِ مِصْرَ. -\v 13 فَالرَّبَّ إِلَهَكُمْ تَتَّقُونَ، وَإِيَّاهُ تَعْبُدُونَ، وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُونَ. -\v 14 لَا تَسِيرُوا خَلْفَ آلِهَةٍ أُخْرَى مِنْ آلِهَةِ الأُمَمِ الْمُحِيطَةِ بِكُمْ، -\v 15 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ إِلَهٌ غَيُورٌ حَالٌّ فِي وَسَطِكُمْ، فَيَحْتَدِمَ غَضَبُهُ عَلَيْكُمْ وَيُبِيدَكُمْ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ. -\v 16 لَا تَمْتَحِنُوا صَبْرَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، كَمَا امْتَحَنْتُمُوهُ فِي مَسَّةَ. -\v 17 بَلِ احْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ وَشُرُوطَهُ وَأَحْكَامَهُ الَّتِي أَمَرَكُمْ بِها، -\v 18 وَاصْنَعُوا مَا هُوَ صَالِحٌ وَمَرْضِيٌّ لَدَى الرَّبِّ لِتَزْدَهِرُوا وَتَدْخُلُوا وَتَرِثُوا الأَرْضَ الَّتِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لِآبَائِكُمْ، -\v 19 أَنْ يَطْرُدَ جَمِيعَ أَعْدَائِكُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ. -\p -\v 20 وَإذَا سَأَلَكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ فِي مُسْتَقْبَلِ الأَيَّامِ: مَا هِيَ الشُّرُوطُ وَالْفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ الَّتِي أَمَرَكُمْ بِها الرَّبُّ إِلَهُنَا؟ -\v 21 تُجِيبُونَهُمْ: لَقَدْ كُنَّا عَبِيداً لِفِرْعَوْنَ فِي مِصْرَ، فَأَخْرَجَنَا الرَّبُّ بِقُوَّةٍ فَائِقَةٍ، -\v 22 وَأَجْرَى الرَّبُّ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ عَظِيمَةً وَمُهْلِكَةً بِمِصْرَ عَلَى فِرْعَوْنَ وَجَمِيعِ أَهْلِ بَيْتِهِ عَلَى مَرْأَى مِنَّا. -\v 23 ثُمَّ أَخْرَجَنَا مِنْ هُنَاكَ لِيَأْتِيَ بِنَا وَيُوَرِّثَنَا الأَرْضَ الَّتِي أَقْسَمَ لِآبَائِنَا أَنْ يَهَبَهَا لَنَا. -\v 24 فَأَمَرَنَا الرَّبُّ أَنْ نُمَارِسَ جَمِيعَ هَذِهِ الْفَرَائِضِ وَنَتَّقِيَهُ لِنَزْدَهِرَ دَائِماً وَنَظَلَّ أَحْيَاءَ كَمَا فِي هَذَا الْيَوْمِ. -\v 25 وَإذَا أَطَعْنَا جَمِيعَ هَذِهِ الْوَصَايَا بِحِرْصٍ لِنُمَارِسَهَا أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِنَا كَمَا أَمَرَنَا، يَكُونُ لَنَا بِرٌّ. -\c 7 -\s1 طرد الأمم -\p -\v 1 وَمَتَى أَدْخَلَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ إِلَيْهَا لِتَرِثُوهَا، وَطَرَدَ مِنْ أَمَامِكُمْ سَبْعَ أُمَمٍ، أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكُمْ، وَهُمُ الْحِثِّيُّونَ وَالْجِرْجَاشِيُّونَ وَالأَمُورِيُّونَ وَالْكَنْعَانِيُّونَ وَالْفِرِزِّيُّونَ وَالْحِوِّيُّونَ وَالْيَبُوسِيُّونَ. -\v 2 وَأَسْلَمَهُمُ الرَّبُّ إِلَيْكُمْ وَهَزَمْتُمُوهُمْ، فَإِنَّكُمْ تُحَرِّمُونَهُمْ. لَا تَقْطَعُوا لَهُمْ عَهْداً، وَلا تَرْفُقُوا بِهِمْ، -\v 3 وَلا تُصَاهِرُوهُمْ. فَلا تُزَوِّجُوا بَنَاتِكُمْ مِنْ أَبْنَائِهِمْ، وَلا أَبْنَاءَكُمْ مِنْ بَنَاتِهِمْ، -\v 4 إِذْ يُغْوُونَ أَبْنَاءَكُمْ عَنْ عِبَادَتِي لِيَعْبُدُوا آلِهَةً أُخْرَى، فَيَحْتَدِمُ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ وَيُهْلِكُكُمْ سَرِيعاً. -\v 5 وَلَكِنْ هَذَا مَا تَفْعَلُونَهُ بِهِمْ: اهْدِمُوا مَذَابِحَهُمْ وَحَطِّمُوا أَصْنَامَهُمْ وَقَطِّعُوا سَوَارِيَهُمْ وَأَحْرِقُوا تَمَاثِيلَهُمْ. -\p -\v 6 لأَنَّكُمْ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ. فَإِيَّاكُمْ قَدِ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ شُعُوبِ الأَرْضِ لِتَكُونُوا شَعْبَهُ الْخَاصَّ. -\v 7 وَلَمْ يُفَضِّلْكُمُ الرَّبُّ وَيَتَخَيَّرْكُمْ لأَنَّكُمْ أَكْثَرُ عَدَداً مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ، فَأَنْتُمْ أَقَلُّ الأُمَمِ عَدَداً. -\v 8 بَلْ مِنْ مَحَبَّتِهِ، وَحِفَاظاً عَلَى الْقَسَمِ الَّذِي أَقْسَمَ بِهِ لِآبَائِكُمْ، أَخْرَجَكُمْ بِقُوَّةٍ فَائِقَةٍ، وَفَدَاكُمْ مِنْ نِيرِ عُبُودِيَّةِ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ. -\v 9 فَاعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ اللهُ، الإِلَهُ الأَمِينُ الْوَفِيُّ بِالْعَهْدِ وَالإِحْسَانِ لِمُحِبِّيهِ وَحَافِظِي وَصَايَاهُ إِلَى أَلْفِ جِيلٍ. -\v 10 وَهُوَ يُجَازِي مُبْغِضِيهِ عَلَناً، فَيَسْتَأْصِلُهُمْ وَلا يَتَمَهَّلُ، بَلْ يُسْرِعُ فِي مُعَاقَبَةِ مَنْ يُبْغِضُهُ. -\v 11 فَأَطِيعُوا الْوَصَايَا وَالْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ الَّتِي أُوْصِيكُمْ بِها الْيَوْمَ لِتُمَارِسُوهَا. -\p -\v 12 فَإِنِ اسْتَمَعْتُمْ إِلَى هَذِهِ الأَحْكَامِ وَأَطَعْتُمُوهَا وَعَمِلْتُمْ بِها، فَإِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يُحَافِظُ لَكُمْ عَلَى الْعَهْدِ وَالإِحْسَانِ كَمَا حَلَفَ لِآبَائِكُمْ. -\v 13 وَيُحِبُّكُمْ وَيُبَارِكُكُمْ وَيُكَثِّرُكُمْ، وَيُبَارِكُ ثَمَرَةَ أَحْشَائِكُمْ وَغَلَّةَ أَرْضِكُمْ مِنْ قَمْحٍ وَخَمْرٍ وَزَيْتٍ، وَيَزِيدُ مِنْ إِنْتَاجِ بَقَرِكُمْ وَنِعَاجِكُمْ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمَ لِآبَائِكُمْ أَنْ يَهَبَهَا لَكُمْ. -\v 14 وَتَكُونُونَ مُبَارَكِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ، فَلا يُوْجَدُ عَقِيمٌ وَلا عَاقِرٌ فِيكُمْ وَلا فِي بَهَائِمِكُمْ. -\v 15 وَيَقِيكُمُ الرَّبُّ مِنْ كُلِّ عِلَّةٍ، وَكُلِّ أَمْرَاضِ مِصْرَ الْخَبِيثَةِ الَّتِي عَايَنْتُمُوهَا، وَلا يُصِيبُكُمْ بِها، بَلْ يَجْعَلُهَا عَلَى مُبْغِضِيكُمْ. -\v 16 وَتَسْتَأْصِلُونَ جَمِيعَ الشُّعُوبِ الَّذِينَ يُسْلِمُهُمُ الرَّبُّ إِلَيْكُمْ، فَلا تُشْفِقُوا عَلَيْهِمْ وَلا تَعْبُدُوا آلِهَتَهُمْ لأَنَّ ذَلِكَ شَرَكٌ لَكُمْ. -\p -\v 17 وَإِنْ تَسَاءَلْتُمْ فِي قُلُوبِكُمْ: إِنَّ هَذِهِ الشُّعُوبَ أَكْثَرُ مِنَّا عَدَداً، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَطْرُدَهُمْ؟ -\v 18 لَا تَخَافُوا مِنْهُمْ بَلِ اذْكُرُوا مَا صَنَعَهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِفِرْعَوْنَ وَسَائِرِ الْمِصْرِيِّينَ. -\v 19 اذْكُرُوا الْوَيْلاتِ الْعَظِيمَةَ الَّتِي شَهِدَتْهَا أَعْيُنُكُمْ وَالْمُعْجِزَاتِ وَالْعَجَائِبَ وَالْقُوَّةَ الشَّدِيدَةَ وَالْقُدْرَةَ الْفَائِقَةَ الَّتِي أَخْرَجَكُمْ بِها الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، فَهَكَذَا يَفْعَلُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِجَمِيعِ الأُمَمِ الَّتِي تَخْشَوْنَهَا. -\p -\v 20 وَيُرْسِلُ عَلَيْهِمِ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ الزَّنَابِيرَ وَيُبِيدُ الْبَاقِينَ الْمُحْتَجِبِينَ مِنْ وَجْهِكُمْ. -\v 21 لَا تَرْهَبُوهُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمُ الْحَالَّ بَيْنَكُمْ إِلَهٌ عَظِيمٌ وَمَرْهُوبٌ. -\v 22 غَيْرَ أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ سَيَطْرُدُ تِلْكَ الأُمَمَ مِنْ أَمَامِكُمْ تَدْرِيجِيًّا، لِئَلّا تَتَكَاثَرَ عَلَيْكُمْ وُحُوشُ الْبَرِّيَّةِ إِنْ أَسْرَعْتُمْ بِالْقَضَاءِ عَلَيْهِمْ دَفْعَةً وَاحِدَةً. -\v 23 إِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يُسْلِمُهُمْ إِلَيْكُمْ مُوْقِعاً بِهِمِ الاضْطِرَابَ الْعَظِيمَ حَتَّى يَنْقَرِضُوا، -\v 24 وَيَجْعَلُ مُلُوكَهُمْ يَقَعُونَ فِي أَسْرِكُمْ فَتَمْحُونَ اسْمَهُمْ مِنَ الأَرْضِ. وَلَنْ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يُجَابِهَكُمْ، فَإِنَّكُمْ تُفْنُونَهُمْ. -\v 25 أَحْرِقُوا تَمَاثِيلَ آلِهَتِهِمْ وَلا تَشْتَهُوا مَا عَلَيْهَا مِنْ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ فَتَغْنَمُوهَا لأَنْفُسِكُمْ، لِئَلّا تَقْتَنِصَكُمْ، لأَنَّهَا رِجْسٌ عِنْدَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. -\v 26 لَا تُدْخِلُوا شَيْئاً رِجْساً إِلَى بُيُوتِكُمْ لِئَلّا تُصْبِحُوا أَهْلاً لِلدَّمَارِ مِثْلَهُ، بَلْ عَلَيْكُمْ أَنْ تَسْتَقْبِحُوهُ وَتَمْقُتُوهُ، لأَنَّ مَآلَهُ الدَّمَارُ. -\c 8 -\s1 لا تنسوا الرب -\p -\v 1 فَاحْفَظُوا جَمِيعَ الْوَصَايَا الَّتِي أُوصِيكُمْ بِها الْيَوْمَ لِتُمَارِسُوهَا، فَتَحْيَوْا وَتَتَكَاثَرُوا وَتَدْخُلُوا لامْتِلاكِ الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمَ الرَّبُّ عَلَيْهَا لِآبَائِكُمْ. -\v 2 وَتَذَكَّرُوا كَيْفَ قَادَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي كُلِّ طَرِيقِ الصَّحْرَاءِ هَذِهِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً لِيُذِلَّكُمْ وَيَمْتَحِنَكُمْ، فَيَعْرِفَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ: إِنْ كُنْتُمْ تَحْفَظُونَ أَوَامِرَهُ أَمْ تَعْصَوْنَهُ. -\v 3 فَأَذَلَّكُمْ ثُمَّ أَجَاعَكُمْ وَأَطْعَمَكُمُ الْمَنَّ الَّذِي لَمْ تَكُونُوا تَعْرِفُونَهُ، لَا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ لِيُعَلِّمَكُمْ أَنَّهُ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ يَنْطِقُ بِها فَمُ الرَّبِّ. -\v 4 وَفِي غُضُونِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً لَمْ تَبْلَ ثِيَابُكُمْ عَلَيْكُمْ، وَلَمْ تَتَوَرَّمْ أَقْدَامُكُمْ. -\v 5 فَاعْلَمُوا إِذاً فِي قُلُوبِكُمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ قَدْ أَدَّبَكُمْ كَمَا يُؤَدِّبُ الْمَرْءُ ابْنَهُ. -\v 6 فَأَطِيعُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلَهِكُمْ لِتَسْلُكُوا فِي سُبُلِهِ وَاتَّقُوهُ. -\p -\v 7 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ آتٍ بِكُمْ إِلَى أَرْضٍ خَصِيبَةٍ، تَكْثُرُ فِيهَا الأَنْهَارُ وَالآبَارُ، وَعُيُونُ مَاءٍ تَتَدَفَّقُ فِي الْوِدْيَانِ وَالْجِبَالِ. -\v 8 إِلَى أَرْضِ قَمْحٍ وَشَعِيرٍ وَكُرُومٍ وَتِينٍ وَرُمَّانٍ وَزَيْتُونٍ وَعَسَلٍ. -\v 9 إِلَى أَرْضٍ لَا تَأْكُلُونَ بِالذُّلِّ خُبْزَكُمْ وَلا يُعْوِزُكُمْ فِيهَا شَيْءٌ. هِيَ أَرْضٌ يَتَوَافَرُ فِي حِجَارَتِهَا الْحَدِيدُ، وَمِنْ جِبَالِهَا تَسْتَخْرِجُونَ النُّحَاسَ. -\v 10 فَمَتَى أَكَلْتُمْ وَشَبِعْتُمْ بَارِكُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمُ الَّذِي وَهَبَكُمْ هَذِهِ الأَرْضَ الْخَصِيبَةَ. -\p -\v 11 إِيَّاكُمْ نِسْيَانَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَإِهْمَالَ وَصَايَاهُ وَأَحْكَامِهِ وَفَرَائِضِهِ الَّتِي أُوصِيكُمُ الْيَوْمَ بِها، -\v 12 لِئَلّا إِذَا أَكَلْتُمْ وَشَبِعْتُمْ وَبَنَيْتُمْ بُيُوتاً جَمِيلَةً سَكَنْتُمُوهَا، -\v 13 وَتَكَاثَرَتْ أَبْقَارُكُمْ وَغَنَمُكُمْ وَذَهَبُكُمْ وَجَمِيعُ مَا لَكُمْ. -\v 14 تَتَكَبَّرُ قُلُوبُكُمْ وَتَنْسَوْنَ الرَّبَّ إِلَهَكُمُ الَّذِي أَطْلَقَكُمْ مِنْ نِيرِ عُبُودِيَّةِ دِيَارِ مِصْرَ، -\v 15 وَقَادَكُمْ فِي الصَّحْرَاءِ الشَّاسِعَةِ الْمَهُولَةِ، حَيْثُ تَكْمُنُ أَفَاعٍ سَامَّةٌ وَعَقَارِبُ وَعَطَشٌ لِخُلُوِّهَا مِنَ الْمَاءِ، فَفَجَّرَ لَكُمْ مَاءً مِنْ صَخْرَةِ الصَّوَّانِ. -\v 16 الَّذِي أَطْعَمَكُمْ فِي الصَّحْرَاءِ الْمَنَّ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْهُ آبَاؤُكُمْ لِيُذِلَّكُمْ وَيَمْتَحِنَكُمْ، فَيُحْسِنَ إِلَيْكُمْ فِي آخِرَتِكُمْ، -\v 17 خَوْفاً مِنْ أَنْ تَقُولُوا فِي قُلُوبِكُمْ: لَقَدْ أَحْرَزْنَا هَذَا الثَّرَاءَ بِفَضْلِ قُوَّتِنَا وَقُدْرَةِ أَيْدِينَا. -\v 18 وَلَكِنِ اذْكُرُوا أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ الَّذِي يَمْنَحُكُمُ الْقُوَّةَ لإِحْرَازِ الثَّرْوَةِ، وَفَاءً بِوَعْدِهِ الَّذِي أَقْسَمَ عَلَيْهِ لِآبَائِكُمْ كَمَا فِي هَذَا الْيَوْمِ. -\v 19 أَمَّا إِنْ نَسِيتُمُ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ، وَغَوَيْتُمْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدْتُمُوهَا وَسَجَدْتُمْ لَهَا، فَإِنَّنِي أُشْهِدُ عَلَيْكُمْ أَنَّكُمْ لَا مَحَالَةَ هَالِكُونَ. -\v 20 كَالأُمَمِ الَّتِي يُبِيدُهَا الرَّبُّ مِنْ أَمَامِكُمْ هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَبِيدُونَ، لأَنَّكُمْ لَمْ تُطِيعُوا أَمْرَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. -\c 9 -\s1 بفضل الرب لا بقوة بني إسرائيل -\p -\v 1 اسْتَمِعُوا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ عَلَى وَشْكِ عُبُورِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ لِتَدْخُلُوا لِطَرْدِ شُعُوبٍ أَكْبَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكُمْ، وَلِلاسْتِيلاءِ عَلَى مُدُنٍ عَظِيمَةٍ مُحَصَّنَةٍ بِأَسْوَارٍ تَبْلُغُ عَنَانَ السَّمَاءِ، -\v 2 يُقِيمُ فِيهَا الْعَنَاقِيُّونَ الْجَبَابِرَةُ الْعَمَالِقَةُ الَّذِينَ عَرَفْتُمْ عَنْهُمْ وَسَمِعْتُمْ مَنْ يَقُولُ: مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَحَدَّى الْعَنَاقِيِّينَ؟ -\v 3 فَاعْلَمُوا الْيَوْمَ أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يَتَقَدَّمُكُمْ كَنَارٍ آكِلَةٍ، وَهُوَ الَّذِي يَسْتَأْصِلُهُمْ وَيُذِلُّهُمْ أَمَامَكُمْ، فَتَطْرُدُونَهُمْ وَتُبِيدُونَهُمْ سَرِيعاً كَمَا كَلَّمَكُمُ الرَّبُّ. -\v 4 لَا تَقُولُوا لأَنْفُسِكُمْ بَعْدَ أَنْ يَنْفِيَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِكُمْ: لَقَدْ أَدْخَلَنَا الرَّبُّ لاِمْتِلاكِ هَذِهِ الأَرْضِ بِفَضْلِ صَلاحِنَا. إِنَّمَا مِنْ أَجْلِ كَثْرَةِ إِثْمِهِمْ يَطْرُدُهُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ. -\v 5 إِذْ لَيْسَ بِفَضْلِ صَلاحِكُمْ وَاسْتِقَامَتِكُمْ تَدْخُلُونَ لامْتِلاكِ أَرْضِهِمْ، إِنَّمَا مِنْ أَجْلِ إِثْمِهِمْ يَطْرُدُهُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ وَفَاءً بِوَعْدِهِ الَّذِي أَقْسَمَ عَلَيْهِ لِآبَائِكُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ. -\v 6 فَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ بِفَضْلِ صَلاحِكُمْ يَهَبُكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ هَذِهِ الأَرْضَ الْخَصِيبَةَ لامْتِلاكِهَا، لأَنَّكُمْ شَعْبٌ عَنِيدٌ. -\s1 العجل الذهبي -\p -\v 7 اُذْكُرُوا وَلا تَنْسَوْا كَيْفَ أَسْخَطْتُمُ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ عَلَيْكُمْ فِي الصَّحْرَاءِ، فَمُنْذُ أَنْ غَادَرْتُمْ دِيَارَ مِصْرَ حَتَّى بَلَغْتُمْ هَذَا الْمَكَانَ وَأَنْتُمْ تُقَاوِمُونَ الرَّبَّ. -\v 8 فَفِي جَبَلِ حُورِيبَ أَثَرْتُمْ غَيْظَ الرَّبِّ، فَاحْتَدَمَ غَضَبُهُ عَلَيْكُمْ حَتَّى أَوْشَكَ أَنْ يُفْنِيَكُمْ. -\v 9 فَحِينَ صَعِدْتُ إِلَى الْجَبَلِ لأَتَسَلَّمَ لَوْحَيْ حَجَرِ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ، وَأَقَمْتُ فِيهِ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً لَا آكُلُ فِيهَا خُبْزاً أَوْ أَشْرَبُ مَاءً، -\v 10 وَسَلَّمَنِي الرَّبُّ لَوْحَيِ الْحَجَرِ الْمَكْتُوبَيْنِ بِأَصْبَعِ اللهِ، حَيْثُ خَطَّ عَلَيْهِمَا جَمِيعَ الْوَصَايَا الَّتِي كَلَّمَكُمْ بِها الرَّبُّ فِي الْجَبَلِ مِنْ وَسَطِ النَّارِ فِي يَوْمِ الاجْتِمَاعِ. -\v 11 وَحِينَ أَعْطَانِي الرَّبُّ لَوْحَيْ حَجَرِ الْعَهْدِ فِي نِهَايَةِ الأَرْبَعِينَ نَهَاراً وَالأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، -\v 12 قَالَ لِي الرَّبُّ: قُمْ وَأَسْرِعْ بِالنُّزُولِ مِنْ هُنَا، لأَنَّ شَعْبَكَ الَّذِي أَخْرَجْتَهُ مِنْ مِصْرَ قَدْ ضَلَّ. زَاغُوا سَرِيعاً عَنِ السَّبِيلِ الَّذِي أَوْصَيْتُهُمْ بِهِ، إِذْ صَاغُوا لأَنْفُسِهِمْ تِمْثَالاً مَسْبُوكاً. -\v 13 ثُمَّ قَالَ لِي: قَدْ تَأَمَّلْتُ هَذَا الشَّعْبَ وَإِذْ بِهِ شَعْبٌ مُتَصَلِّبُ الْقَلْبِ. -\v 14 دَعْنِي أَسْتَأْصِلُهُمْ وَأَمْحُو اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ، وَأُقِيمُ مِنْكَ شَعْباً أَعْظَمَ وَأَكْثَرَ مِنْهُمْ. -\p -\v 15 فَانْصَرَفْتُ، وَانْحَدَرْتُ مِنَ الْجَبَلِ وَهُوَ مَا بَرِحَ يَشْتَعِلُ بِالنَّارِ، وَلَوْحَا الْعَهْدِ فِي يَدَيَّ. -\p -\v 16 وَتَطَلَّعْتُ وَإذَا بِكُمْ قَدْ أَخْطَأْتُمْ إِلَى الرَّبِّ، وَصُغْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ عِجْلاً مَسْبُوكاً، وَضَلَلْتُمْ سَرِيعاً عَنِ السَّبِيلِ الَّذِي أَوْصَاكُمْ بِهِ الرَّبُّ. -\v 17 فَأَخَذْتُ اللَّوْحَيْنِ وَأَلْقَيْتُهُمَا مِنْ يَدَيَّ وَحَطَّمْتُهُمَا أَمَامَ أَعْيُنِكُمْ. -\v 18 ثُمَّ انْطَرَحْتُ بِذُلٍّ أَمَامَ الرَّبِّ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، كَمَا فِي السَّابِقِ، لَا آكُلُ خُبْزاً وَلا أَشْرَبُ مَاءً، مِنْ جَرَّاءِ كُلِّ خَطَايَاكُمُ الَّتِي ارْتَكَبْتُمُوهَا فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لِتُغِيظُوهُ، -\v 19 لأَنَّنِي جَزِعْتُ مِنْ غَضَبِ الرَّبِّ وَاحْتِدَامِ سَخَطِهِ عَلَيْكُمْ، حَتَّى أَوْشَكَ أَنْ يُبِيدَكُمْ. فَاسْتَجَابَ لِيَ الرَّبُّ أَيْضاً فِي تِلْكَ الْمَرَّةِ. -\v 20 كَمَا غَضِبَ الرَّبُّ عَلَى هرُونَ أَيْضاً حَتَّى كَادَ أَنْ يُهْلِكَهُ، فَصَلَّيْتُ مِنْ أَجْلِهِ حِينَئِذٍ، فَقَبِلَ الرَّبُّ تَضَرُّعِي. -\v 21 أَمَّا خَطِيئَتُكُمْ، الْعِجْلُ الَّذِي سَبَكْتُمُوهُ، فَقَدْ أَخَذْتُهُ وَأَحْرَقْتُهُ وَدَقَقْتُهُ وَطَحَنْتُهُ جَيِّداً، حَتَّى اسْتَحَالَ إِلَى تُرَابٍ، ثُمَّ طَرَحْتُ غُبَارَهُ فِي النَّهْرِ الْمُنْحَدِرِ مِنَ الْجَبَلِ. -\p -\v 22 وَمَا لَبِثْتُمْ أَنْ أَسْخَطْتُمُ الرَّبَّ فِي تَبْعِيرَةَ وَمَسَّةَ وَقَبْرُوتَ هَتَّأَوَةَ. -\v 23 وَحِينَ أَرْسَلَكُمُ الرَّبُّ مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ وَأَمَرَ: اصْعَدُوا لامْتِلاكِ الأَرْضِ الَّتِي وَهَبْتُهَا لَكُمْ، عَصَيْتُمْ أَمْرَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَلَمْ تُصَدِّقُوهُ، وَلَمْ تَأْتَمِرُوا بِقَوْلِهِ، -\v 24 فَأَنْتُمْ حَقّاً مُتَمَرِّدُونَ عَلَى الرَّبِّ مُنْذُ أَنْ عَرَفْتُكُمْ. -\p -\v 25 فَسَقَطْتُ أَمَامَ الرَّبِّ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لأَنَّ الرَّبَّ أَعْلَنَ أَنَّهُ عَازِمٌ أَنْ يَقْضِيَ عَلَيْكُمْ. -\v 26 وَابْتَهَلْتُ إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، لَا تُهْلِكْ شَعْبَكَ وَمِيرَاثَكَ الَّذِي افْتَدَيْتَهُ بِقُوَّتِكَ الْعَظِيمَةِ، وَأَخْرَجْتَهُ مِنْ مِصْرَ بِقُدْرَةٍ فَائِقَةٍ. -\v 27 اُذْكُرْ عَبِيدَكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، وَتَغَاضَ عَنْ عِنَادِ هَذَا الشَّعْبِ وَإِثْمِهِ وَخَطِيئَتِهِ، -\v 28 لِئَلّا يَقُولَ أَهْلُ مِصْرَ الَّذِينَ أَخْرَجْتَنَا مِنْ بَيْنِهِمْ: لَقَدْ أَخْرَجَهُمُ الرَّبُّ لِيُهْلِكَهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ، لأَنَّهُ عَجَزَ عَنْ إِدْخَالِهِمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي وَعَدَهُمْ بِها، وَلأَنَّهُ مَقَتَهُمْ. -\v 29 إِنَّهُمْ شَعْبُكَ وَمِيرَاثُكَ الَّذِي أَخْرَجْتَهُ بِقُوَّتِكَ الْعَظِيمَةِ وَقُدْرَتِكَ الْفَائِقَةِ. -\c 10 -\s1 لوحا شريعة جديدان -\p -\v 1 وَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: انْحَتْ لَكَ لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ مِثْلَ اللَّوْحَيْنِ الأَوَّلَيْنِ، وَاصْعَدْ إِلَى الْجَبَلِ، وَاصْنَعْ لَكَ تَابُوتاً مِنْ خَشَبٍ، -\v 2 فَأَخُطَّ عَلَى اللَّوْحَيْنِ الْوَصَايَا الَّتِي كَانَتْ مَكْتُوبَةً عَلَى اللَّوْحَيْنِ الأَوَّلَيْنِ اللَّذَيْنِ حَطَّمْتَهُمَا، فَتَضَعَهُمَا فِي التَّابُوتِ. -\v 3 فَصَنَعْتُ تَابُوتاً مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، وَنَحَتُّ لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ مِثْلَ اللَّوْحَيْنِ الأَوَّلَيْنِ، وَصَعِدْتُ إِلَى الْجَبَلِ وَاللَّوْحَانِ فِي يَدَيَّ. -\v 4 فَخَطَّ الرَّبُّ عَلَى اللَّوْحَيْنِ مَا كَانَ قَدْ خَطَّهُ سَابِقاً، الْوَصَايَا الْعَشَرَ الَّتِي كَلَّمَكُمْ بِها الرَّبُّ فِي الْجَبَلِ مِنْ وَسَطِ النَّارِ فِي يَوْمِ الاجْتِمَاعِ، وَسَلَّمَنِي إِيَّاهَا. -\v 5 ثُمَّ انْصَرَفْتُ، وَانْحَدَرْتُ مِنَ الْجَبَلِ، وَوَضَعْتُ اللَّوْحَيْنِ فِي التَّابُوتِ الَّذِي صَنَعْتُهُ. وَهَا هُمَا هُنَاكَ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ. -\p -\v 6 ثُمَّ ارْتَحَلَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ جِوَارِ آبَارِ بَنِي يَعْقَانَ إِلَى مُوسِيرَ، حَيْثُ مَاتَ هرُونُ وَدُفِنَ هُنَاكَ. فَتَوَلَّى أَلِعَازَارُ ابْنُهُ رَئَاسَةَ الْكَهَنُوتِ عِوَضاً عَنْهُ. -\v 7 وَمِنْ هُنَاكَ انْتَقَلَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ إِلَى الْجِدْجُودِ، وَمِنْهَا إِلَى يُطْبَاتَ، وَهِيَ أَرْضٌ عَامِرَةٌ بِالأَنْهَارِ. -\p -\v 8 فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ خَصَّصَ الرَّبُّ سِبْطَ لاوِي لِحَمْلِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَالْمُثُولِ أَمَامَ الرَّبِّ لِيَخْدِمُوهُ وَيُبَارِكُوا اسْمَهُ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. -\v 9 لِهَذَا لَمْ يَرِثِ اللّاوِيُّونَ مَعَ بَقِيَّةِ إِخْوَتِهِمْ لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَصِيبُهُمْ كَمَا وَعَدَهُمْ. -\p -\v 10 أَمَّا أَنَا فَقَدْ مَكَثْتُ فِي الْجَبَلِ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، كَمَا حَدَثَ فِي الْمَرَّةِ الأُولَى وَاسْتَجَابَ لِيَ الرَّبُّ أَيْضاً فَلَمْ يُهْلِكْكُمْ -\v 11 ثُمَّ قَالَ لِيَ الرَّبُّ: قُمْ وَامْضِ لِلارْتِحَالِ أَمَامَ الشَّعْبِ، لِلدُّخُولِ وَامْتِلاكِ الأَرْضِ الَّتِي حَلَفْتُ لِآبَائِهِمْ أَنْ أَهَبَهَا لَهُمْ. -\s1 تقوى الرب -\p -\v 12 فَالآنَ أَيُّهَا الإِسْرَائِيلِيُّونَ مَاذَا يَطْلُبُ مِنْكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ سِوَى أَنْ تَتَّقُوهُ وَتَسْلُكُوا فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَتُحِبُّوهُ وَتَعْبُدُوهُ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ نُفُوسِكُمْ، -\v 13 وَتُطِيعُوا وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ، الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِها الْيَوْمَ لِخَيْرِكُمْ؟ -\v 14 فَالرَّبُّ إِلَهُكُمْ هُوَ مَالِكُ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءِ السَّمَاوَاتِ وَكُلِّ مَا فِيهَا. -\v 15 غَيْرَ أَنَّ الرَّبَّ فَضَّلَ آبَاءَكُمْ وَاصْطَفَى ذُرِّيَّتَهُمْ مِنْ بَعْدِهِمْ، الَّتِي هِيَ أَنْتُمْ، لِتَكُونُوا فَوْقَ جَمِيعِ أُمَمِ الأَرْضِ، كَمَا هُوَ حَادِثٌ الْيَوْمَ. -\v 16 فَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمُ الأَثِيمَةَ، وَأَقْلِعُوا عَنْ عِنَادِكُمْ، -\v 17 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ إِلَهُ الآلِهَةِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، الإِلَهُ الْعَظِيمُ الْجَبَّارُ الْمَهِيبُ، الَّذِي لَا يُحَابِي وَجْهَ أَحَدٍ، وَلا يَرْتَشِي. -\v 18 إِنَّهُ يَقْضِي حَقَّ الْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ، وَيُحِبُّ الْغَرِيبَ فَيُوَفِّرُ لَهُ طَعَاماً وَكِسَاءً -\v 19 فَأَحِبُّوا الْغَرِيبَ لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي دِيَارِ مِصْرَ. -\v 20 اتَّقُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ وَإِيَّاهُ اعْبُدُوا وَبِهِ اعْتَصِمُوا وَبِاسْمِهِ احْلِفُوا، -\v 21 فَهُوَ فَخْرُكُمْ وَإِلَهُكُمُ الَّذِي أَجْرَى مَعَكُمْ تِلْكَ الْمُعْجِزَاتِ الْعَظِيمَةَ الَّتِي شَهِدَتْهَا أَعْيُنُكُمْ. -\v 22 فَعِنْدَمَا انْحَدَرَ آبَاؤُكُمْ إِلَى مِصْرَ كَانُوا سَبْعِينَ نَفْساً، وَالآنَ قَدْ جَعَلَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي كَثْرَةِ النُّجُومِ. -\c 11 -\s1 تحب الرب وتطيعه -\p -\v 1 فَأَحِبُّوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ وَحَافِظُوا عَلَى حُقُوقِهِ، وَأَطِيعُوا فَرَائِضَهُ وَأَحْكَامَهُ وَوَصَايَاهُ دَائِماً. -\v 2 وَاعْلَمُوا الْيَوْمَ أَنَّ حَدِيثِي لَيْسَ مُوَجَّهاً لأَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوا وَلا اخْتَبَرُوا تَأْدِيبَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، وَلا شَهِدُوا عَظَمَتَهُ وَقُوَّتَهُ الشَّدِيدَةَ وَقُدْرَتَهُ الْفَائِقَةَ، -\v 3 وَلا آيَاتِهِ وَمُعْجِزَاتِهِ الَّتِي أَجْرَاهَا فِي مِصْرَ عَلَى فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ وَعَلَى أَرْضِهِ، -\v 4 وَالَّتِي صَنَعَهَا بِجَيْشِ مِصْرَ وَخَيْلِهِمْ وَمَرْكَبَاتِهِمْ، حَيْثُ جَعَلَ مِيَاهَ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ تَغْمُرُهُمْ حِينَ سَعَوْا وَرَاءَكُمْ، فَأَهْلَكَهُمُ الرَّبُّ. -\v 5 وَالَّتِي عَمِلَهَا لَكُمْ فِي الصَّحْرَاءِ حَتَّى وَصَلْتُمْ إِلَى هَذَا الْمَكَانِ، -\v 6 وَالَّتِي أَنْزَلَهَا بِدَاثَانَ وَأَبِيرَامَ ابْنَيْ أَلِيآبَ مِنْ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ، اللَّذَيْنِ انْشَقَّتِ الأَرْضُ وَابْتَلَعَتْهُمَا مَعَ عَائِلَتَيْهِمَا وَخِيَامِهِمَا وَمُمْتَلَكَاتِهِمَا، عَلَى مَشْهَدِ كُلِّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، -\v 7 بَلْ لَكُمْ خَاصَّةً لأَنَّ أَعْيُنَكُمْ أَنْتُمْ هِيَ الَّتِي شَهِدَتْ عَظَائِمَ الرَّبِّ الَّتِي أَجْرَاهَا. -\p -\v 8 لِهَذَا أَطِيعُوا كُلَّ الْوَصَايَا الَّتِي أَوْصَيْتُكُمْ بِها الْيَوْمَ، لِتَكُونَ لَدَيْكُمُ الْقُوَّةُ لِدُخُولِ وَامْتِلاكِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ إِلَيْهَا لِتَرِثُوهَا، -\v 9 وَلِكَيْ تُطِيلُوا أَيَّامَكُمْ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لِآبَائِكُمْ أَنْ يُعْطِيَهَا لَهُمْ وَلِنَسْلِهِمْ، الأَرْضِ التي تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً. -\v 10 لأَنَّ الأَرْضَ الَّتِي تُوْشِكُونَ الدُّخُولَ إِلَيْهَا لامْتِلاكِهَا لَا تُمَاثِلُ أَرْضَ مِصْرَ الَّتِي خَرَجْتُمْ مِنْهَا، حَيْثُ كُنْتُمْ تَزْرَعُونَ زَرْعَكُمْ وَتَرْوُونَهُ (بِفَتْحِ سُدُودِ الْقَنَوَاتِ الصَّغِيرَةِ) بِأَرْجُلِكُمْ، وَكَأَنَّهُ بُسْتَانُ بُقُولٍ. -\v 11 بَلِ الأَرْضُ الَّتِي أَنْتُمْ مُقْبِلُونَ عَلَيْهَا لاِمْتِلاكِهَا هِيَ أَرْضُ جِبَالٍ وَأَوْدِيَةٍ، تَرْتَوِي مِنْ مَطَرِ السَّمَاءِ. -\v 12 أَرْضٌ يَعْتَنِي بِها الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، إذْ تَرْعَاهَا عَيْنَاهُ دَائِماً مِنْ أَوَّلِ السَّنَةِ حَتَّى آخِرِهَا. -\p -\v 13 فَإِذَا أَطَعْتُمُ الْوَصَايَا الَّتِي أُوصِيكُمْ بِها الْيَوْمَ، وَأَحْبَبْتُمُ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ وَعَبَدْتُمُوهُ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ نُفُوسِكُمْ، -\v 14 فَإِنَّ الرَّبَّ يَسْكُبُ عَلَى أَرْضِكُمُ الْمَطَرَ الْمُبَكِّرَ وَالْمُتَأَخِّرَ فِي أَوَانِهِ، فَتَجْمَعُونَ قَمْحَكُمْ وَخَمْرَكُمْ، وَزَيْتَكُمْ، -\v 15 وَيُنْبِتُ لِبَهَائِمِكُمْ عُشْباً فِي حُقُولِكُمْ، فَتَأْكُلُونَ أَنْتُمْ وَتَشْبَعُونَ. -\v 16 وَلَكِنْ إِيَّاكُمْ أَنْ تَغْوِيَ قُلُوبُكُمْ فَتَزِيغُوا وَتَعْبُدُوا آلِهَةً أُخْرَى وَتَسْجُدُوا لَهَا، -\v 17 فَيَحْتَدِمُ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ، وَيُغْلِقُ السَّمَاءَ، وَيَمْنَعُ الْمَطَرَ عَنِ الانْهِمَارِ، فَلا تُعْطِي الأَرْضُ غَلَتَهَا فَتَفْنَوْنَ سَرِيعاً عَنِ الأَرْضِ الْخَصِيبَةِ الَّتِي وَهَبَهَا لَكُمُ الرَّبُّ. -\p -\v 18 فَثَبِّتُوا كَلِمَاتِي هَذِهِ عَلَى قُلُوبِكُمْ، وَارْبِطُوهَا عَلامَةً عَلَى أَيْدِيكُمْ، وَاعْصِبُوا بِها جِبَاهَكُمْ، -\v 19 وَعَلِّمُوهَا لأَوْلادِكُمْ، وَتَحَدَّثُوا بِها حِينَ تَكُونُونَ فِي بُيُوتِكُمْ، وَحِينَ تَسِيرُونَ فِي الطَّرِيقِ، وَحِينَ تَأْوُونَ إِلَى فِرَاشِكُمْ، وَحِينَ تَنْهَضُونَ، -\v 20 وَاكْتُبُوهَا عَلَى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بُيُوتِكُمْ وَبَوَّابَاتِ مُدُنِكُمْ، -\v 21 لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكُمْ وَأَيَّامُ أَوْلادِكُمْ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفَ الرَّبُّ لِآبَائِكُمْ أَنْ يَهَبَهَا لَهُمْ، فَتَكُونَ فِي كَثْرَتِهَا كَأَيَّامِ السَّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ. -\v 22 لأَنَّهُ إِذَا أَطَعْتُمْ جَمِيعَ هَذِهِ الْوَصَايَا الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِها لِتُمَارِسُوهَا، وَأَحْبَبْتُمُ الرَّبَّ وَسَلَكْتُمْ فِي جَمِيعِ سُبُلِهِ وَتَمَسَّكْتُمْ بِهِ، -\v 23 يَطْرُدُ الرَّبُّ جَمِيعَ تِلْكَ الأُمَمِ مِنْ أَمَامِكُمْ، فَتَرِثُونَ شُعُوباً أَكْبَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكُمْ. -\v 24 وَكُلُّ مَوْضِعٍ تَطَأُهُ أَقْدَامُكُمْ يُصْبِحُ لَكُمْ، فَتَكُونُ حُدُودُكُمْ مِنَ الصَّحْرَاءِ فِي الْجَنُوبِ إِلَى لُبْنَانَ، وَمِنْ نَهْرِ الْفُرَاتِ إِلَى الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ غَرْباً. -\v 25 وَلا يَجْرُؤُ إِنْسَانٌ أَنْ يُقَاوِمَكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يَجْعَلُ الْخَوْفَ وَالرُّعْبَ مِنْكُمْ يَسُودَانِ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ الَّتِي تَطَأُونَهَا، كَمَا وَعَدَكُمْ. -\p -\v 26 انْظُرُوا هَا أَنَا أُخَيِّرُكُمُ الْيَوْمَ بَيْنَ الْبَرَكَةِ وَاللَّعْنَةِ: -\v 27 الْبَرَكَةُ لَكُمْ إِنْ أَطَعْتُمْ وَصَايَا الرَّبِّ إِلَهِكُمُ الَّتِي أَنَا أَوْصَيْتُكُمْ بِها الْيَوْمَ، -\v 28 وَاللَّعْنَةُ إِنْ عَصَيْتُمْ وَصَايَا الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، وَضَلَلْتُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِها الْيَوْمَ، وَعَبَدْتُمْ آلِهَةً أُخْرَى غَرِيبَةً عَنْكُمْ. -\v 29 إِذَا أَتَى بِكُمُ الرَّبُّ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي تُوْشِكُونَ الدُّخُولَ إِلَيْهَا لامْتِلاكِهَا، فَأَعْلِنُوا الْبَرَكَةَ مِنْ عَلَى جَبَلِ جِرِزِّيمَ، وَاللَّعْنَةَ مِنْ عَلَى جَبَلِ عِيبَالَ. -\v 30 أَوَ لَيْسَ هُمَا فِي غَرْبِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، وَرَاءَ الطَّرِيقِ الْمُتَّجِهَةِ نَحْوَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فِي أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ الْمُسْتَوْطِنِينَ فِي الْعَرَبَةِ مُقَابِلَ الْجِلْجَالِ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مُورَةَ؟ -\v 31 لأَنَّكُمْ عَابِرُونَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ لِتَدْخُلُوا لامْتِلاكِ الأَرْضِ الَّتِي يَهَبُهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، فَتَرِثُونَهَا وَتُقِيمُونَ فِيهَا. -\v 32 فَأَطِيعُوا جَمِيعَ الْفَرَائِضِ وَالأَحْكَامِ الَّتِي سَنَنْتُهَا الْيَوْمَ أَمَامَكُمْ لِتُمَارِسُوهَا. -\c 12 -\s1 مكان واحد للعبادة -\p -\v 1 إِلَيْكُمُ الْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ الَّتِي عَلَيْكُمْ مُمَارَسَتُهَا فِي الأَرْضِ الَّتِي وَهَبَهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُ آبَائِكُمْ لِتَرِثُوهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكُمْ عَلَى الأَرْضِ: -\v 2 دَمِّرُوا جَمِيعَ الأَمَاكِنِ الَّتِي تَرِثُونَهَا، حَيْثُ عَبَدَتِ الأُمَمُ آلِهَتَهَا، سَوَاءٌ كَانَتْ عَلَى الْجِبَالِ الشَّامِخَةِ أَمْ عَلَى التِّلالِ أَمْ تَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ، -\v 3 وَاهْدِمُوا مَذَابِحَهُمْ، وَحَطِّمُوا أَنْصَابَهُمْ، وَأَحْرِقُوا سَوَارِيَهُمْ. فَتِّتُوا تَمَاثِيلَ آلِهَتِهِمْ وَامْحُوا أَسْمَاءَهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ، -\v 4 وَلا تُمَارِسُوا أَسَالِيبَهُمْ عِنْدَمَا تَعْبُدُونَ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ، -\v 5 بَلِ اطْلُبُوا الْمَكَانَ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ وَسَطَ أَسْبَاطِكُمْ لِيَضَعَ عَلَيْهِ اسْمَهُ، وَيَكُونَ مَقَرَّ سُكْنَاهُ. إِلَيْهِ تَذْهَبُونَ، -\v 6 وَتُقَدِّمُونَ مُحْرَقَاتِكُمْ وَذَبَائِحَكُمْ وَعُشُورَكُمْ وَتَقْدِمَاتِكُمْ وَنُذُورَكُمْ وَقَرَابِينَكُمُ الطَّوْعِيَّةَ وَأَبْكَارَ بَقَرِكُمْ وَغَنَمِكُمْ، -\v 7 فَتَأْكُلُونَ هُنَاكَ أَنْتُمْ وَعَائِلاتُكُمْ لَدَى الرَّبِّ، وَتَفْرَحُونَ بِكُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِلَيْهِ أَيْدِيكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ قَدْ بَارَكَكُمْ. -\p -\v 8 لَا يَصْنَعْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا يَسْتَحْسِنُهُ كَمَا هُوَ حَادِثٌ الْيَوْمَ، -\v 9 لأَنَّكُمْ لَمْ تَدْخُلُوا بَعْدُ إِلَى مَوْضِعِ الرَّاحَةِ وَالْمِيرَاثِ الَّذِي يَهَبُهُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. -\v 10 وَلَكِنْ مَتَى اجْتَزْتُمْ نَهْرَ الأُرْدُنِّ وَاسْتَوْطَنْتُمُ الأَرْضَ الَّتِي وَهَبَهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، وَأَرَاحَكُمْ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكُمُ الْمُحِيطِينَ بِكُمْ، وَسَكَنْتُمْ آمِنِينَ، -\v 11 فَاحْمِلُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ مِنْ مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ وَعُشُورٍ وَتَقْدِمَاتِ أَيْدِيكُمْ وَقَرَابِينَ طَوْعِيَّةٍ، الَّتِي تُنْذِرُونَهَا لِلرَّبِّ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لِيُحِلَّ فِيهِ اسْمَهُ، -\v 12 وَهُنَاكَ احْتَفِلُوا أَنْتُمْ وَبَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَعَبِيدُكُمْ وَإِمَاؤُكُمْ وَاللّاوِيُّ الْمُقِيمُ فِي جِوَارِكُمْ، لأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ نَصِيبٌ أَوْ مِيرَاثٌ خَاصٌّ بِهِ. -\p -\v 13 إِيَّاكُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا مُحْرَقَاتِكُمْ فِي أَيِّ مَكَانٍ تَرْغَبُونَ فِيهِ، -\v 14 إِنَّمَا تُصْعِدُونَ مُحْرَقَاتِكُمْ وَتُمَارِسُونَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ فِي أَرْضِ أَحَدِ أَسْبَاطِكُمْ. -\p -\v 15 اذْبَحُوا فِي أَيٍّ مِنْ مُدُنِكُمْ أَيًّا مِنَ الْحَيَوَانَاتِ، وَكُلُوا مِنْ لُحُومِهَا بِقَدْرِ مَا تَشَاؤُونَ كَالظَّبْيِ وَالأُيَّلِ حَسَبَ بَرَكَةِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. يَأْكُلُ مِنْهَا الإِنْسَانُ الطَّاهِرُ وَالنَّجِسُ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ. -\v 16 وَأَمَّا الدَّمُ فَلا تَأْكُلُوهُ، بَلِ اسْكُبُوهُ عَلَى الأَرْضِ كَمَا تَسْكُبُونَ الْمَاءَ، -\v 17 احْذَرُوا أَنْ تَأْكُلُوا فِي مُدُنِكُمْ عُشُورَ قَمْحِكُمْ وَخَمْرِكُمْ وَزَيْتِكُمْ، وَلا أَبْكَارَ بَقَرِكُمْ وَغَنَمِكُمْ، وَلا شَيْئاً مِنْ نُذُورِكُمْ أَوْ قَرَابِينِكُمُ الطَّوْعِيَّةِ وَتَقْدِمَاتِ أَيْدِيكُمْ. -\v 18 بَلْ تَأْكُلُونَهَا أَنْتُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَعَبِيدُكُمْ وَإِمَاؤُكُمْ وَاللّاوِيُّونَ الْمُقِيمُونَ فِي جِوَارِكُمْ لَدَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، وَتَحْتَفِلُونَ أَمَامَهُ بِكُلِّ مَا تَمْتَلِكُهُ أَيْدِيكُمْ -\v 19 إِيَّاكُمْ إِهْمَالَ اللّاوِيِّينَ طَوَالَ بَقَائِكُمْ عَلَى أَرْضِكُمْ. -\p -\v 20 وَإذَا وَسَّعَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ حُدُودَ أَرْضِكُمْ كَمَا وَعَدَكُمْ، وَاشْتَهَتْ أَنْفُسُكُمُ اللَّحْمَ، وَقُلْتُمْ: نَوَدُّ أَكْلَ اللَّحْمِ. فَمِنْ كُلِّ مَا تَشْتَهِيهِ أَنْفُسُكُمْ مِنَ اللَّحْمِ كُلُوا. -\v 21 وَإذَا كَانَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لِيَضَعَ فِيهِ اسْمَهُ بَعِيداً عَنْ مَكَانِ سُكْنَى بَعْضِكُمْ، فَاذْبَحُوا مِنْ بَقَرِكُمْ وَغَنَمِكُمُ الَّتِي أَنْعَمَ بِها الرَّبُّ عَلَيْكُمْ كَمَا أَوْصَيْتُكُمْ، وَكُلُوا فِي مُدُنِكُمْ مِنْ كُلِّ مَا اشْتَهَتْهُ أَنْفُسُكُمْ -\v 22 كُلُوهُ كَمَا يُؤْكَلُ الظَّبْيُ وَالأُيَّلُ. يَأْكُلُ مِنْهُ الإِنْسَانُ الطَّاهِرُ وَالنَّجِسُ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ. -\v 23 لَكِنْ إِيَّاكُمْ وَأَكْلَ الدَّمِ، لأَنَّ الدَّمَ هُوَ النَّفْسُ. فَلا تَأْكُلُوا النَّفْسَ مَعَ اللَّحْمِ. -\v 24 لَا تَأْكُلُوا مِنْهُ بَلِ اسْكُبُوهُ عَلَى الأَرْضِ كَمَا يُسْكَبُ الْمَاءُ. -\v 25 لَا تَأْكُلُوهُ، لِتَنْعَمُوا أَنْتُمْ وَأَوْلادُكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ بِالْخَيْرِ، إِذْ صَنَعْتُمُ الْحَقَّ فِي عَيْنَيِ اللهِ. -\v 26 أَمَّا مَا تُقَدِّسُونَهُ مِنْ أَشْيَاءَ، وَنُذُورُكُمْ فَتَحْمِلُونَهَا وَتَمْضُونَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ -\v 27 فَتُقَدِّمُونَ مُحْرَقَاتِكُمُ، اللَّحْمَ وَالدَّمَ عَلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، فَيُسْكَبُ دَمُهَا عَلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ. أَمَّا اللَّحْمُ فَتَأْكُلُونَهُ. -\v 28 فَاحْفَظُوا وَأَطِيعُوا جَمِيعَ هَذِهِ الْوَصَايَا الَّتِي أَنَا أَوْصِيِكُمْ بِها لِتَتَمَتَّعُوا أَنْتُمْ وَأَوْلادُكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ بِالْخَيْرِ إِلَى الأَبَدِ، إِذْ عَمِلْتُمُ الصَّالِحَ وَالْحَقَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. -\p -\v 29 وَمَتَى اسْتَأْصَلَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ أَمَامِكُمُ الأُمَمَ الَّتِي تُوْشِكُونَ عَلَى غَزْوِهِمْ، وَطَرْدِهِمْ، ثُمَّ وَرِثْتُمُوهُمْ وَاسْتَوْطَنْتُمْ فِي أَرْضِهِمْ، -\v 30 فَاحْذَرُوا مِنَ الْوُقُوعِ فِي الشَّرَكِ، بِاتِّبَاعِ عِبَادَاتِهِمْ مِنْ بَعْدِ فَنَائِهِمْ مِنْ أَمَامِكُمْ، وَمِنْ مُمَارَسَةِ مَرَاسِيمِ عِبَادَةِ آلِهَتِهِمْ قَائِلِينَ: كَمَا عَبَدَ هَؤُلاءِ الأُمَمُ آلِهَتَهُمْ هَكَذَا نَفْعَلُ نَحْنُ أَيْضاً. -\v 31 لَا تَصْنَعْ هَكَذَا لِلرَّبِّ إِلَهِكَ، لأَنَّهُمْ قَدِ ارْتَكَبُوا فِي عِبَادَةِ آلِهَتِهِمْ كُلَّ مَا يَمْقُتُهُ الرَّبُّ مِنَ الأَرْجَاسِ، إِذْ أَحْرَقُوا بِالنَّارِ أَبْنَاءَهُمْ وَبَنَاتِهُمْ فِي سَبِيلِ آلِهَتِهِمْ، -\v 32 فَاحْرِصُوا عَلَى طَاعَةِ كُلِّ مَا أُوْصِيكُمْ بِهِ. لَا تَزِيدُوا عَلَيْهِ وَلا تُنْقِصُوا مِنْهُ. -\c 13 -\s1 عبادة آلهة أخرى -\p -\v 1 إِذَا ظَهَرَ بَيْنَكُمْ نَبِيٌّ أَوْ صَاحِبُ أَحْلامٍ، وَتَنَبَّأَ بِوُقُوعِ آيَةٍ أَوْ أُعْجُوبَةٍ. -\v 2 فَتَحَقَّقَتْ تِلْكَ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ الَّتِي تَنَبَّأَ بِها، ثُمَّ قَالَ: هَلُمَّ نَذْهَبُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفُوهَا وَنَعْبُدُهَا. -\v 3 فَلا تُصْغُوا إِلَى كَلامِ ذَلِكَ النَّبِيِّ أَوْ صَاحِبِ الأَحْلامِ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يُجَرِّبُكُمْ لِيَرَى إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَهُ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ، -\v 4 فَاتْبَعُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ وَاتَّقُوهُ، وَأَطِيعُوا وَصَايَاهُ وَاسْمَعُوا صَوْتَهُ، وَاعْبُدُوهُ وَتَمَسَّكُوا بِهِ. -\v 5 أَمَّا ذَلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الْحَالِمُ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ، لأَنَّهُ نَطَقَ بِالْبُهْتَانِ ضِدَّ الرَّبِّ إِلَهِكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، وَفَدَاكُمْ مِنْ نِيرِ الْعُبُودِيَّةِ، لِيُضِلَّكُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَمَرَكُمْ بِسُلُوكِهَا، فَتَسْتَأْصِلُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ. -\p -\v 6 وَإذَا أَضَلَّكَ سِرّاً أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ، أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ، أَوْ زَوْجَتُكَ الْمَحْبُوبَةُ، أَوْ صَدِيقُكَ الْحَمِيمُ قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَنَعْبُدْ آلِهَةً أُخْرَى غَرِيبَةً عَنْكَ وَعَنْ آبَائِكَ -\v 7 مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الأُخْرَى الْمُحِيطَةِ بِكَ أَوِ الْبَعِيدَةِ عَنْكَ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ إِلَى أَقْصَاهَا، -\v 8 فَلا تَسْتَجِبْ لَهُ وَلا تُصْغِ إِلَيْهِ، وَلا يُشْفِقْ قَلْبُكَ عَلَيْهِ، وَلا تَتَرَّأفْ بِهِ، وَلا تَتَسَتَّرْ عَلَيْهِ. -\v 9 بَلْ حَتْماً تَقْتُلُهُ. كُنْ أَنْتَ أَوَّلَ قَاتِلِيهِ، ثُمَّ يَعْقُبُكَ بَقِيَّةُ الشَّعْبِ. -\v 10 ارْجُمْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ، لأَنَّهُ سَعَى أَنْ يُضِلَّكَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ مِنْ نِيرِ الْعُبُودِيَّةِ، -\v 11 فَيَشِيعَ الْخَبَرُ بَيْنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ جَمِيعِهِمْ وَيَخَافُونَ، وَلا يُعَاوِدُونَ ارْتِكَابَ مِثْلِ هَذَا الأَمْرِ الشَّنِيعِ بَيْنَكُمْ. -\p -\v 12 إِنْ سَمِعْتُمْ عَنْ إِحْدَى مُدُنِكُمُ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لِتَسْكُنُوا فِيهَا، -\v 13 أَنَّ بَعْضَ الْفَاسِقِينَ قَدْ خَرَجُوا مِنْ بَيْنِكُمْ وَضَلَّلُوا سُكَّانَ مَدِينَتِهِمْ قَائِلِينَ: لِنَذْهَبْ وَنَعْبُدْ آلِهَةً أُخْرَى غَرِيبَةً عَنْكُمْ -\v 14 فَافْحَصُوا الأَمْرَ أَوَّلاً وَتَحَقَّقُوا مِنْهُ بِدِقَّةٍ. فَإِنْ تَبَيَّنَ لَكُمْ صِدْقُهُ، وَثَبَتَ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ الشَّنِيعَ قَدْ جَرَى فِعْلاً، -\v 15 فَاقْضُوا قَضَاءً عَلَى سُكَّانِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَعَلَى بَهَائِمِهِمْ وَاقْتُلُوهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. -\v 16 وَاجْمَعُوا كُلَّ أَمْتِعَتِهَا وَكَوِّمُوهَا فِي وَسْطِ سَاحَتِهَا وَأَحْرِقُوا الْمَدِينَةَ مَعَ كُلِّ أَمْتِعَتِهَا كَامِلَةً، انْتِقَاماً لِلرَّبِّ، فَتُصْبِحَ تَلاً خَرَاباً إِلَى الأَبَدِ لَا تُبْنَى بَعْدُ. -\v 17 وَلا يَعْلَقُ شَيْءٌ بِأَيْدِيكُمْ مِمَّا هُوَ مُحَرَّمٌ مِنْهَا، لِيُخْمِدَ الرَّبُّ مِنِ احْتِدَامِ غَضَبِهِ وَيَمْنَحَكُمْ رَحْمَةً، فَيُبَارِكُكُمْ وَيُكَثِّرُكُمْ كَمَا أَقْسَمَ لِآبَائِكُمْ، -\v 18 إِنْ سَمِعْتُمْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَأَطَعْتُمْ وَصَايَاهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمُ الْيَوْمَ بِها لِتَعْمَلُوا الْحَقَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. -\c 14 -\s1 الأطعمة الطاهرة والأطعمة النجسة -\p -\v 1 أَنْتُمْ أَبْنَاءُ لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ، فَلا تُجَرِّحُوا أَجْسَادَكُمْ، وَلا تَحْلِقُوا مُقَدِّمَةَ رُؤُوسِكُمْ حُزْناً عَلَى مَيْتٍ، -\v 2 لأَنَّكُمْ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ، وَقَدِ اخْتَارَكُمْ مِنْ بَيْنِ شُعُوبِ الأَرْضِ كَافَّةً لِتَكُونُوا لَهُ شَعْباً خَاصّاً. -\p -\v 3 لَا تَأْكُلُوا شَيْئاً رِجْساً. -\v 4 أَمَّا الْبَهَائِمُ الَّتِي تَأْكُلُونَ مِنْهَا فَهِيَ: الْبَقَرُ وَالضَّأْنُ وَالْمَعْزُ -\v 5 وَالأُيَّلُ وَالظِّبَاءُ وَبَعْضُ أَنْوَاعِ الْوُعُولِ وَالْغُزْلانِ الْبَيْضَاءِ، وَالْبَقَرُ الْوَحْشِيُّ، -\v 6 وَكُلُّ بَهِيمَةٍ ذَاتِ ظِلْفٍ مَشْقُوقٍ وَمُجْتَرَّةٍ تَأْكُلُونَهَا. -\v 7 وَلَكِنْ لَا تَأْكُلُوا الْحَيَوَانَاتِ الْمُجْتَرَّةَ غَيْرَ مَشْقُوقَةِ الظِّلْفِ، كَالْجَمَلِ وَالأَرْنَبِ وَالْوَبَرِ، فَإِنَّهَا تَجْتَرُّ وَلَكِنَّهَا غَيْرُ مَشْقُوقَةِ الظِّلْفِ، لِذَلِكَ هِيَ نَجِسَةٌ لَكُمْ، -\v 8 وَالْخِنْزِيرِ لأَنَّهُ مَشْقُوقُ الظِّلْفِ وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مُجْتَرٍّ، لِذَلِكَ فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. فَلا تَأْكُلُوا مِنْ لَحْمِ جَمِيعِ هَذِهِ الْبَهَائِمِ وَلا تَلْمَسُوا جُثَثَهَا. -\p -\v 9 أَمَّا مَا يَعِيشُ فِي الْمَاءِ فَكُلُوا مِنْ كُلِّ مَالَهُ زَعَانِفُ وَقُشُورٌ، -\v 10 وَلَكِنْ لَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَيْسَ لَهُ زَعَانِفُ وَقُشُورٌ لأَنَّهُ نَجِسٌ لَكُمْ. -\p -\v 11 كُلُوا مِنْ كُلِّ طَيْرٍ طَاهِرٍ، -\v 12 وَلَكِنْ مِنَ الطُّيُورِ التَّالِيَةِ لَا تَأْكُلُوا: النَّسْرَ وَالأَنُوقَ وَالْعُقَابَ -\v 13 وَالْحِدَأَةَ وَالْبَاشِقَ وَالشَّاهِينَ بِمُخْتَلَفِ أَنْوَاعِهِ، -\v 14 وَجَمِيعَ أَصْنَافِ الْغِرْبَانِ، -\v 15 وَالنَّعَامَةَ وَالظَّلِيمَ وَالسَّأَفَ وَكُلَّ أَجْنَاسِ الْبَازِ، -\v 16 وَالْبُومَ وَالْكُرْكِيَّ وَالْبَجَعَ، -\v 17 وَالْقُوقَ وَالرَّخَمَ وَالْغَوَّاصَ، -\v 18 وَاللَّقْلَقَ وَالْبَبْغَاءَ عَلَى مُخْتَلَفِ أَنْوَاعِهِ، وَالْهُدْهُدَ وَالْخُفَّاشَ. -\v 19 وَكُلُّ حَشَرَةٍ تَطِيرُ، هِيَ نَجِسَةٌ لَكُمْ. لَا تَأْكُلُوهَا. -\v 20 وَلَكِنْ كُلُوا مِنْ كُلِّ طَيْرٍ طَاهِرٍ. -\p -\v 21 لَا تَأْكُلُوا جُثَّةَ حَيَوَانٍ مَيْتٍ، بَلْ أَعْطُوهَا لِلْغَرِيبِ الْمُقِيمِ فِي جِوَارِكُمْ فَيَأْكُلَهَا أَوْ يَبِيعَهَا لأَجْنَبِيٍّ، لأَنَّكُمْ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ. لَا تَطْبُخُوا جَدْياً بِلَبَنِ أُمِّهِ. -\s1 العشور -\p -\v 22 قَدِّمُوا عُشُورَ مَحَاصِيلِكُمُ الَّتِي تُغِلُّهَا حُقُولُكُمْ كُلَّ سَنَةٍ، -\v 23 وَكُلُوا عُشُورَ قَمْحِكُمْ وَخَمْرِكُمْ وَزُيُوتِكُمْ وَأَبْكَارَ بَقَرِكُمْ وَغَنَمِكُمْ لَدَى الرَّبِّ، فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ لِيُحِلَّ اسْمَهُ فِيهِ، لِتَتَعَلَّمُوا أَنْ تَتَّقُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ دَائِماً. -\v 24 وَلَكِنْ إِنْ كَانَتِ الطَّرِيقُ إِلَى مَوْضِعِ سُكْنَى الرَّبِّ طَوِيلَةً، بِحَيْثُ يَتَعَذَّرُ عَلَيْكُمْ حَمْلُ عُشُورِكُمْ إِلَيْهِ، وَإذَا كَانَ الْمَكَانُ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لِيَجْعَلَ اسْمَهُ فِيهِ بَعِيداً عَلَيْكُمْ، وَكَانَ الرَّبُّ قَدْ بَارَكَكُمْ، -\v 25 فَبِيعُوا عُشُورَ غَلَّاتِكُمْ بِفِضَّةٍ وصُرُّوهَا وَامْضُوا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، -\v 26 وَأَنْفِقُوا الْفِضَّةَ عَلَى مَا تَشْتَهِيهِ أَنْفُسُكُمْ مِنْ بَقَرٍ وَغَنَمٍ وَخَمْرٍ وَمُسْكِرٍ وَكُلِّ مَا تَرْغَبُونَ فِيهِ، وَاحْتَفِلُوا أَنْتُمْ وَأَهْلُ بُيُوتِكُمْ لَدَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. -\v 27 وَلا تُهْمِلُوا اللّاوِيِّينَ الْمُقِيمِينَ فِي مُدُنِكُمْ لأَنَّهُمْ لَمْ يَرِثُوا مِلْكاً أَوْ نَصِيباً مَعَكُمْ. -\p -\v 28 وَفِي نِهَايَةِ كُلِّ ثَلاثِ سِنِينَ، أَخْرِجُوا عُشُورَ مَحْصُولِ السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَاخْزُنُوهَا فِي مُدُنِكُمْ، -\v 29 فَيُقْبِلَ اللّاوِيُّونَ الَّذِينَ لَمْ يَرِثُوا مِلْكاً أَوْ نَصِيباً مَعَكُمْ، وَالْغَرِيبُ وَالْيَتِيمُ وَالأَرْمَلَةُ، الْمُقِيمُونَ فِي مُدُنِكُمْ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْبَعُونَ لِيُبَارِكَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي كُلِّ مَا تُنْتِجُهُ أَيْدِيكُمْ. -\c 15 -\s1 سنة إلغاء الديون -\p -\v 1 وَفِي آخِرِ كُلِّ سَنَةٍ سَابِعَةٍ تُبْرِئُ الْمَدْيُونِينَ مِنَ الدُّيُونِ -\v 2 وَهَذَا هُوَ الإِجْرَاءُ: يَقُومُ كُلُّ دَائِنٍ بِإِبْرَاءِ مَدِينِهِ مِمَّا أَقْرَضَهُ، وَلا يُطَالِبُ أَخَاهُ الإِسْرَائِيلِيَّ بِهِ، لأَنَّهُ قَدْ نُودِيَ بِوَقْتِ الرَّبِّ لإِلْغَاءِ الدُّيُونِ. -\v 3 أَمَّا الأَجْنَبِيُّ فَتُطَالِبُهُ بِالدَّيْنِ، وَأَمَّا أَخُوكَ فَتُبْرِئُهُ مِنْ دُيُونِهِ. -\v 4 وَلَكِنْ لَنْ يَكُونَ فَقِيرٌ بَيْنَكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ سَيُبَارِكُ الأَرْضَ الَّتِي وَرَّثَهَا لَكُمْ مِلْكاً. -\v 5 فَإِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَأَطَعْتُمْ، وَعَمِلْتُمْ بِكُلِّ مَا أَنَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ الْيَوْمَ، -\v 6 فَإِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يُبَارِكُكُمْ كَمَا وَعَدَ، فَتُقْرِضُونَ أُمَماً كَثِيرَةً وَلا تَقْتَرِضُونَ مِنْ أَحَدٍ، وَتَتَسَلَّطُونَ عَلَى أُمَمٍ كَثِيرَةٍ وَلا يَتَسَلَّطُ أَحَدٌ عَلَيْكُمْ. -\p -\v 7 إِنْ وُجِدَ بَيْنَكُمْ إِسْرَائِيلِيٌّ فَقِيرٌ مُقِيمٌ فِي أَيِّ مَدِينَةٍ مِنْ مُدُنِ الأَرْضِ الَّتِي سَيَهَبُهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، فَلا تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ وَتَمْتَنِعُوا عَنْ إِعَانَتِهِ، -\v 8 بَلِ اسْخُوا عَلَيْهِ وَأَقْرِضُوهُ مِقْدَارَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ. -\v 9 إِيَّاكُمْ أَنْ تُحَدِّثُوا قُلُوبَكُمْ بِخُبْثٍ قَائِلِينَ: هَا قَدْ قَرُبَتِ السَّنَةُ السَّابِعَةُ، سَنَةُ الإِبْرَاءِ مِنَ الدُّيُونِ فَيَسُوءُ الأَمْرُ فِي أَعْيُنِكُمْ وَتَمْتَنِعُونَ عَنْ إِقْرَاضِهِ. فَإِنْ فَعَلْتُمْ هَذَا فَإِنَّهُ يَسْتَغِيثُ بِالرَّبِّ عَلَيْكُمْ، فَتُصْبِحُونَ مُذْنِبِينَ فِي حُكْمِ الرَّبِّ. -\v 10 أَقْرِضُوهُ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ، لأَنَّهُ مِنْ أَجْلِ هَذَا يُبَارِكُكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي كُلِّ أَعْمَالِكُمْ وَمَا تُنْتِجُهُ أَيْدِيكُمْ، -\v 11 فَالأَرْضُ لَنْ تَخْلُوَ أَبَداً مِنَ الْفُقَرَاءِ، لِهَذَا أُوصِيكُمْ أَنْ تَسْخُوا عَلَى أَخِيكُمُ الْمِسْكِينِ وَالْفَقِيرِ الْمُقِيمِ فِي أَرْضِكُمْ. -\s1 تحرير العبيد -\p -\v 12 إِذَا اشْتَرَيْتَ عِبْرَانِيًّا أَوْ عِبْرَانِيَّةً، وَخَدَمَكَ سِتَّ سَنَوَاتٍ، فَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ تُطْلِقُهُ حُرّاً مِنْ عِنْدِكَ. -\v 13 لَا تُطْلِقْهُ صِفْرَ الْيَدَيْنِ، -\v 14 بَلْ زَوِّدْهُ مِمَّا بَارَكَكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ بِهِ، مِنْ غَنَمٍ وَقَمْحٍ وَزَيْتٍ. -\v 15 وَاذْكُرُوا أَنَّكُمْ كُنْتُمْ عَبِيداً فِي دِيَارِ مِصْرَ، فَحَرَّرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. لِذَلِكَ أُوصِيكُمْ بِهَذَا الأَمْرِ الْيَوْمَ. -\v 16 وَلَكِنْ إِنْ قَالَ لَكَ الْعَبْدُ: إِنَّنِي لَا أُرِيدُ أَنْ أَتْرُكَكَ لأَنَّهُ قَدْ أَحَبَّكَ وَأَحَبَّ بَيْتَكَ وَتَمَتَّعَ بِالْخَيْرِ عِنْدَكَ، -\v 17 فَخُذْ مِثْقَباً وَاثْقُبْ بِهِ أُذْنَهُ أَمَامَ قُضَاةِ الْمَدِينَةِ، فَيُصْبِحَ لَكَ عَبْداً مَدَى حَيَاتِهِ. وَكَذَلِكَ تَفْعَلُ بِأَمَتِكَ. -\v 18 لَا يَصْعُبْ عَلَيْكَ إِطْلاقُهُ حُرّاً مِنْ عِنْدِكَ، لأَنَّهُ قَدْ خَدَمَكَ فِي سِتِّ سَنَوَاتٍ بِمَا يُعَادِلُ ضِعْفَيْ أُجْرَةِ الأَجِيرِ، وَبِذَلِكَ يُبَارِكُكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ فِي كُلِّ مَا تَعْمَلُهُ. -\s1 أبكار البهائم -\p -\v 19 خَصِّصْ لِلرَّبِّ كُلَّ بِكْرٍ ذَكَرٍ مِنْ بَقَرِكَ وَمِنْ غَنَمِكَ. لَا تَسْتَخْدِمْ بِكْرَ بَقَرِكَ وَلا تَجُزَّ صُوفَ بِكْرِ غَنَمِكَ، -\v 20 بَلْ عَلَيْكَ أَنْ تَأْكُلَهُ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ، كُلَّ سَنَةٍ بِسَنَتِهَا، فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ. -\v 21 وَلَكِنْ إِنْ كَانَ فِي الْبِكْرِ عَيْبٌ مِنْ عَرَجٍ أَوْ عَمىً أَوْ أَيِّ عَيْبٍ، فَلا تَذْبَحْهُ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ، -\v 22 بَلْ تَأْكُلُهُ فِي مَدِينَتِكَ، الطَّاهِرُ وَالنَّجِسُ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ، تَأْكُلُونَهُ كَمَا تَأْكُلُونَ الظَّبْيَ وَالأُيَّلَ. -\v 23 أَمَّا دَمُهُ فَاسْكُبُوهُ عَلَى الأَرْضِ وَلا تَأْكُلُوا مِنْهُ. -\c 16 -\s1 الفصح -\p -\v 1 احْتَفِلُوا دَائِماً بِفِصْحِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ فِي شَهْرِ أَبِيبَ (أَيْ شَهْرِ نِيسَانَ – أَبْرِيلَ)، فَفِي هَذَا الشَّهْرِ أَخْرَجَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ مِصْرَ لَيْلاً. -\v 2 وَاذْبَحُوا لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ غَنَماً أَوْ بَقَراً فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ لِيُحِلَّ اسْمَهُ فِيهِ. -\v 3 لَا تَأْكُلُوهُ مَعَ خُبْزٍ مُخْتَمِرٍ، بَلْ كُلُوهُ مَعَ فَطِيرٍ طَوَالَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، لأَنَّ هَذَا هُوَ خُبْزُ الْمَشَقَّةِ، إِذْ إِنَّكُمْ عَلَى عَجَلٍ غَادَرْتُمْ دِيَارَ مِصْرَ، وَبِذَلِكَ تَتَذَكَّرُونَ يَوْمَ خُرُوجِكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكُمْ. -\v 4 لَا تُبْقُوا خَمِيراً فِي أَرْضِكُمْ طَوَالَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، وَلا يَبِتْ شَيْءٌ مِنْ لَحْمِ حَمَلِ الْفِصْحِ الْمَذْبُوحِ فِي مَسَاءِ الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْغَدِ. -\v 5 يُحْظَرُ عَلَيْكُمْ ذَبْحُ الْفِصْحِ فِي أَيٍّ مِنْ مُدُنِكُمُ الَّتِي يُوَرِّثُهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، -\v 6 بَلْ فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لِيُحِلَّ اسْمَهُ فِيهِ تَذْبَحُونَ الْفِصْحَ فِي الْمَسَاءِ، عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فِي نَفْسِ مِيعَادِ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ. -\v 7 فَتَشْوُونَهُ وَتَأْكُلُونَهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ، ثُمَّ تَنْصَرِفُونَ فِي الْغَدِ كُلٌّ إِلَى خَيْمَتِهِ. -\v 8 سِتَّةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيراً، وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ تَتَوَقَّفُونَ عَنْ كُلِّ عَمَلٍ، وَتَحْتَفِلُونَ مُعْتَكِفِينَ لِلرَّبِّ. -\s1 عيد الأسابيع -\p -\v 9 احْسِبُوا سَبْعَةَ أَسَابِيعَ مُنْذُ ابْتِدَاءِ حَصَادِ الزَّرْعِ، -\v 10 ثُمَّ احْتَفِلُوا بِعِيدِ الأَسَابِيعِ لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ، حَيْثُ تُحْضِرُونَ مَا تَسْخُو بِهِ نُفُوسُكُمْ حَسَبَ مَا يُبَارِكُكُمُ الرَّبُّ بِهِ، -\v 11 فَتَحْتَفِلُونَ أَنْتُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَعَبِيدُكُمْ وَإِمَاؤُكُمْ، وَاللّاوِيُّونَ الْمُقِيمُونَ فِي مُدُنِكُمْ، وَالْغَرِيبُ وَالْيَتِيمُ وَالأَرْمَلَةُ الَّذِينَ بَيْنَكُمْ، لَدَى الرَّبِّ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ لِيُحِلَّ اسْمَهُ فِيهِ. -\v 12 وَتَذَكَّرُوا أَنَّكُمْ كُنْتُمْ عَبِيداً فِي مِصْرَ، فَأَطِيعُوا هَذِهِ الْفَرَائِضَ وَاعْمَلُوا بِها. -\s1 عيد الخيام -\p -\v 13 وَاحْتَفِلُوا بِعِيدِ الْخِيَامِ فِي نِهَايَةِ مَوْسِمِ الْحَصَادِ، عِنْدَ جَمْعِ غَلّاتِ بَيَادِرِكُمْ وَمَعَاصِرِكُمْ، -\v 14 فَتَحْتَفِلُونَ بِالْعِيدِ أَنْتُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَإِمَاؤُكُمْ وَاللّاوِيُّونَ وَالْغَرِيبُ وَالْيَتِيمُ وَالأَرْمَلَةُ الْمُقِيمُونَ فِي مُدُنِكُمْ، -\v 15 فَتُعَيِّدُونَ لِلرَّبِّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يُبَارِكُ لَكُمْ مَحَاصِيلَكُمْ وَكُلَّ مَا تُنْتِجُهُ أَيْدِيكُمْ، فَيَكْمُلُ بِذَلِكَ فَرَحُكُمْ. -\p -\v 16 وَيَحْضُرُ جَمِيعُ ذُكُورِكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ لِلْمُثُولِ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ، وَذَلِكَ فِي عِيدِ الْفَطِيرِ وَعِيدِ الأَسَابِيعِ وَعِيدِ الْمَظَالِّ. وَإِيَّاهُمْ أَنْ يَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ غَيْرِ تَقْدِمَاتٍ. -\v 17 فَيُقَدِّمُ كُلُّ وَاحِدٍ مَا تَسْخُو بِهِ نَفْسُهُ حَسْبَمَا بَارَكَهُ الرَّبُّ إِلَهُهُ. -\s1 القضاة -\p -\v 18 وَأَقِيمُوا لأَنْفُسِكُمْ قُضَاةً وَمُدَبِّرِينَ فِي جَمِيعِ الْمُدُنِ الَّتِي يُوَرِّثُكُمْ إِيَّاهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِحَسَبِ أَسْبَاطِكُمْ فَيَقْضُوا بَيْنَ الشَّعْبِ بِالْعَدْلِ. -\v 19 لَا تُعَوِّجُوا الْقَضَاءَ وَلا تُحَابُوا، وَلا تَقْبَلُوا رِشْوَةً، لأَنَّ الرِّشْوَةَ تُعْمِي أَبْصَارَ الْحُكَمَاءِ، وَتُعَوِّجُ أَقْوَالَ الصِّدِّيقِينَ. -\v 20 الْعَدْلَ وَالْعَدْلَ وَحْدَهُ أَجْرُوا، لِتَحْيَوْا وَتَمْتَلِكُوا الأَرْضَ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ. -\s1 عبادة آلهة أخرى -\p -\v 21 لَا تَنْصِبُوا لأَنْفُسِكُمْ سَوَارِيَ مِنْ شَجَرٍ مَا إِلَى جِوَارِ مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلَهِكُمُ الَّذِي تَبْنُونَهُ لَكُمْ، -\v 22 وَلا تُقِيمُوا لَكُمْ أَنْصَاباً مِنْ حِجَارَةٍ لأَنَّ هَذِهِ مَكْرُوهَةٌ لَدَى الرَّبِّ. -\c 17 -\p -\v 1 لَا تَذْبَحُوا لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ ثَوْراً أَوْ حَمَلاً فِيهِ عَيْبٌ أَوْ شَيْءٌ رَدِيءٌ، لأَنَّ ذَلِكَ رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ. -\p -\v 2 إِذَا ارْتَكَبَ بَيْنَكُمْ، رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ، مُقِيمٌ فِي إِحْدَى مُدُنِكُمُ الَّتِي يُوَرِّثُكُمْ إِيَّاهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمُ، الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مُتَعَدِّياً عَهْدَهُ، -\v 3 فَغَوَى وَعَبَدَ آلِهَةً أُخْرَى وَسَجَدَ لَهَا أَوْ لِلشَّمْسِ أَوْ لِلْقَمَرِ أَوْ لأَيٍّ مِنْ كَوَاكِبِ السَّمَاءِ مِمَّا حَظَرْتُهُ عَلَيْكُمْ، -\v 4 وَشَاعَ خَبَرُهُ، فَسَمِعْتُمْ بِهِ، وَتَحَقَّقْتُمْ بَعْدَ فَحْصٍ دَقِيقٍ أَنَّ ذَلِكَ الرِّجْسَ اقْتُرِفَ فِي إِسْرَائِيلَ، -\v 5 فَأَخْرِجُوا ذَلِكَ الرَّجُلَ أَوْ تِلْكَ الْمَرْأَةَ، الَّذِي ارْتَكَبَ ذَلِكَ الإِثْمَ إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ، وَارْجُمُوهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ. -\v 6 لَا تَقْتُلْهُ إِلّا بَعْدَ أَنْ تَقُومَ عَلَيْهِ شَهَادَةُ اثْنَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ وَيُحْظَرُ أَنْ تَقْتُلَ بِمُوْجِبِ شَهَادَةِ وَاحِدٍ فَقَطْ. -\v 7 وَيَكُونُ الشُّهُودُ هُمْ أَوَّلُ مَنْ يَرْجُمُونَهُ، ثُمَّ يَتَعَاقَبُ عَلَيْهِ الشَّعْبُ. فَتَسْتَأْصِلُونَ عِنْدَئِذٍ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ. -\s1 أحكام القضاء -\p -\v 8 إِذَا تَعَذَّرَ عَلَيْكُمْ إِصْدَارُ حُكْمٍ فِي قَضِيَّةِ سَفْكِ دَمٍ أَوْ دَعْوَى حَقٍّ أَوِ اعْتِدَاءَ بِالضَّرْبِ، مِمَّا يَجْرِي مِنْ أُمُورِ الْخُصُومَاتِ فِي مُدُنِكُمْ، فَقُومُوا وَامْضُوا إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، -\v 9 وَاحْضُرُوا أَمَامَ الْكَهَنَةِ اللّاوِيِّينَ وَالْقَاضِي الْقَائِمِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، وَاسْأَلُوا، فَيُخْبِرُوكُمْ بِحُكْمِ الْقَضَاءِ. -\v 10 فَتُنَفِّذُوا مَا يُصْدِرُونَ مِنْ قَرَارَاتٍ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ. وَاحْرِصُوا عَلَى الْعَمَلِ بِمُقْتَضَى مَا يُعَلِّمُونَكُمْ -\v 11 وَاعْمَلُوا بِمُوْجِبِ الشَّرِيعَةِ الَّتِي يُعَلِّمُونَكُمْ إِيَّاهَا، وَالْقَضَاءِ الَّذِي يُصْدِرُونَهُ. وَلا تَحِيدُوا عَمَّا يَنُصُّونَ عَلَيْهِ مِنْ حُكْمٍ لَا يَمِيناً وَلا شِمَالاً. -\v 12 وَمَنْ يَرْفُضُ مُتَمَرِّداً تَنْفِيذَ حُكْمِ الْكَاهِنِ الْمَاثِلِ هُنَاكَ لِخِدْمَةِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، أَوِ الْقَاضِي، فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. وَبِذَلِكَ يُسْتَأْصَلُ الشَّرُّ مِنْ إِسْرَائِيلَ. -\v 13 فَيَشِيعُ الْخَبَرُ بَيْنَ جَمِيعِ الشَّعْبِ فَيَخَافُونَ وَلا يَتَمَرَّدُونَ بَعْدُ. -\s1 اختيار الملك -\p -\v 14 وَمَتَى بَلَغْتُمُ الأَرْضَ الَّتِي يُوَرِّثُهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ وَامْتَلَكْتُمُوهَا وَاسْتَوْطَنْتُمْ فِيهَا وَقُلْتُمْ: لِنُتَوِّجْ عَلَيْنَا مَلِكاً كَبَقِيَّةِ الأُمَمِ الْمُحِيطَةِ بِنَا -\v 15 فَإِنَّكُمْ تُقِيمُونَ عَلَيْكُمْ مَلِكاً يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، شَرِيطَةَ أَنْ يَكُونَ وَاحِداً مِنْ أَسْبَاطِكُمْ. يُحَظَرُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُقِيمُوا مَلِكاً أَجْنَبِيًّا لَا يَنْتَمِي إِلَى أَحَدِ أَسْبَاطِكُمْ. -\v 16 وَلَكِنْ إِيَّاهُ أَنْ يُكَثِّرَ مِنْ عَدَدِ خُيُولِهِ، أَوْ يُعِيدَ الشَّعْبَ إِلَى مِصْرَ لِيَحْصُلَ عَلَى مَزِيدٍ مِنَ الْخَيْلِ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَكُمْ: لَا تَرْتَدُّوا لِلرُّجُوعِ فِي هَذِهِ الطَّرِيقِ أَيْضاً. -\v 17 وَلْيَحْذَرْ مِنْ أَنْ يَكُونَ مِزْوَاجاً لِئَلّا يَزِيغَ قَلْبُهُ، وَلا يُكَثِّرُ لِنَفْسِهِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ. -\v 18 وَحِينَ يَتَبَوَّأُ عَرْشَ مَمْلَكَتِهِ فَلْيَنْسُخْ لِنَفْسِهِ هَذِهِ الشَّرِيعَةَ فِي كِتَابٍ وَيَنْقُلْهَا عَنِ الْكَهَنَةِ وَاللّاوِيِّينَ، -\v 19 فَتَكُونَ مَعَهُ لِيُطَالِعَهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ لِيَتَعَلَّمَ أَنْ يَتَّقِيَ الرَّبَّ إِلَهَهُ وَيُطِيعَ جَمِيعَ كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ وَهَذِهِ الْفَرَائِضِ لِيَعْمَلَ بِها، -\v 20 لِئَلّا يَتَكَبَّرَ عَلَى إِخْوَتِهِ وَيَحِيدَ عَنِ الْوَصِيَّةِ يَمِيناً أَوْ شِمَالاً. فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ وَذُرِّيَّتَهُ يَمْلِكُونَ طَوِيلاً فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ. -\c 18 -\s1 تقدمات للكهنة واللاويين -\p -\v 1 لَا يَرِثُ الْكَهَنَةُ اللّاوِيُّونَ وَلا أَحَدٌ مِنْ سِبْطِ لاوِي مِلْكاً أَو نَصِيباً مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. إِنَّمَا يَأْكُلُونَ مِنْ مُحْرَقَاتِ الرَّبِّ وَنَصِيبِهِ. -\v 2 لَا يَرِثُونَ مَعَ إِخْوَتِهِمْ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَصِيبُهُمْ كَمَا وَعَدَهُمْ. -\p -\v 3 وَهَذَا هُوَ حَقُّ الْكَهَنَةِ مِنَ الذَّبَائِحِ الَّتِي يُقَرِّبُهَا الشَّعْبُ بَقَراً كَانَتْ أَمْ غَنَماً: يُقَدِّمُ الشَّعْبُ لِلْكَاهِنِ السَّاعِدَ وَالْفَكَّيْنِ وَالْكِرْشَ، -\v 4 كَمَا تُعْطُونَهُ أَوَّلَ حَصَادِ قَمْحِكُمْ وَخَمْرِكُمْ وَزَيْتِكُمْ، وَأَوَّلَ جَزَازِ غَنَمِكُمْ، -\v 5 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمُ اخْتَارَهُ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ أَسْبَاطِكُمْ لِيَقُومَ بِالْخِدْمَةِ بِاسْمِ الرَّبِّ، هُوَ وَأَبْنَاؤُهُ كُلَّ الأَيَّامِ. -\p -\v 6 وَإذَا أَقْبَلَ لاوِيٌّ مِنْ إِحْدَى مُدُنِكُمْ مِنْ أَيِّ مَكَانٍ فِي إِسْرَائِيلَ، حَيْثُ هُوَ مُتَغَرِّبٌ، لِيَمْكُثَ بِرَغْبَةٍ قَلْبِيَّةٍ صَادِقَةٍ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ، -\v 7 فَإِنَّ مِنْ حَقِّهِ أَنْ يَخْدُمَ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ كَبَقِيَّةِ إِخْوَتِهِ اللّاوِيِّينَ الْمَاثِلِينَ هُنَاكَ أَمَامَ الرَّبِّ. -\v 8 وَمِنْ حَقِّهِ أَيْضاً أَنْ يَنَالَ نَصِيباً مُتَسَاوِياً مِنَ التَّقْدِمَاتِ، عَلاوَةً عَلَى مَا يَكُونُ قَدْ حَصَلَ عَلَيْهِ مِنْ بَيْعِ مَا وَرِثَهُ عَنْ آبَائِهِ. -\s1 ممارسات رجسة -\p -\v 9 وَمَتَى دَخَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي يُوَرِّثُكُمْ إِيَّاهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، فَلا تَتَعَلَّمُوا مُمَارَسَةَ رَجَاسَاتِ تِلْكَ الأُمَمِ الْمُقِيمَةِ هُنَاكَ. -\v 10 وَلا يَكُنْ بَيْنَكُمْ مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَو ابْنَتَهُ فِي النَّارِ، وَلا يَتَعَاطَى الْعِرَافَةَ وَلا الْعِيَافَةَ وَلا مُمَارَسَةَ الْفَأْلِ أَوِ السِّحْرِ، -\v 11 وَلا مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً أَوْ يُشَاوِرُ جَانّاً أَوْ وَسِيطاً، أَوْ يَسْتَحْضِرُ أَرْوَاحَ الْمَوْتَى لِيُسَائِلَهُمْ، -\v 12 لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَعَاطَى ذَلِكَ مَكْرُوهٌ لَدَى الرَّبِّ. فَبِسَبَبِ هَذِهِ الأَرْجَاسِ عَزَمَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ عَلَى طَرْدِ هَذِهِ الأُمَمِ مِنْ أَمَامِكُمْ، -\v 13 فَكُونُوا كَامِلِينَ لَدَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. -\s1 النبي -\p -\v 14 إِنَّ تِلْكَ الأُمَمَ الَّتِي أَنْتُمْ تَسْتَأْصِلُونَهَا تُصَدِّقُ مُمَارَسَةَ الْمُشَعْوِذِينَ وَالْعَرَّافِينَ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَإِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يَحْظُرُ عَلَيْكُمْ ذَلِكَ. -\s1 الوعد بنبي بعد موسى -\p -\v 15 سَيُقِيمُ الرَّبُّ فِيكُمْ نَبِيًّا مِثْلِي مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَهُ تَسْمَعُونَ، -\v 16 فَقَدِ اسْتَجَابَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مَا طَلَبْتُمْ مِنْهُ فِي حُورِيبَ فِي يَوْمِ الاجْتِمَاعِ عِنْدَمَا قُلْتُمْ: لَا نَعُودُ نَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِنَا، وَلا نَرَى النَّارَ الْعَظِيمَةَ أَيْضاً لِئَلّا نَمُوتَ -\v 17 فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: لَقَدْ أَصَابُوا فِي مَا تَكَلَّمُوا. -\v 18 لِهَذَا أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ بَيْنِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَضَعُ كَلامِي فِي فَمِهِ، فَيُخَاطِبُهُمْ بِكُلِّ مَا آمُرُهُ بِهِ. -\v 19 فَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْصَى كَلامِي الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ بِاسْمِي، فَأَنَا أُحَاسِبُهُ. -\v 20 وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يَتَجَبَّرُ فَيَنْطِقُ بِاسْمِي بِمَا لَمْ آمُرْهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، أَوْ يَتَنَبَّأُ بِاسمِ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَإِنَّهُ حَتْماً يَمُوتُ. -\v 21 وَإِنْ سَأَلْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ: كَيْفَ نُمَيِّزُ الْكَلامَ الَّذِي لَمْ يَصْدُرْ عَنِ الرَّبِّ؟ -\v 22 فَإِنَّ كُلَّ مَا يَتَنَبَّأُ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلا يَتَحَقَّقُ يَكُونُ ادِّعَاءً مِنْهُ لَمْ يَنْطِقْ بِهِ الرَّبُّ، بَلْ بِطُغْيَانٍ تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ. -\c 19 -\s1 مدن الملجأ -\p -\v 1 مَتَى أَفْنَى الرَّبُّ إِلَهُكُمُ الأُمَمَ الَّذِينَ سَيُوَرِّثُكُمْ أَرْضَهُمْ، وَسَكَنْتُمْ فِي مُدُنِهِمْ وَبُيُوتِهِمْ، -\v 2 فَأَفْرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ ثَلاثَ مُدُنٍ فِي وَسَطِ أَرْضِكُمُ الَّتِي يَهَبُهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لِتَمْتَلِكُوهَا. -\v 3 فَعَبِّدُوا الطُّرُقَ إِلَيْهَا، وَقَسِّمُوا الأَرْضَ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ إِلَى ثَلاثِ مَنَاطِقَ، لِتَكُونَ مَلْجَأً يَلُوذُ بِها كُلُّ مَنْ قَتَلَ نَفْساً عَنْ غَيْرِ عَمْدٍ. -\v 4 وَهَذَا هُوَ الْحُكْمُ الْمُتَعَلِّقُ بِالْقَاتِلِ الَّذِي يَلْجَأُ إِلَى هُنَاكَ فَيَحْيَا: مَنْ ضَرَبَ صَاحِبَهُ عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ، وَهُوَ لَا يَكُنُّ لَهُ الْبَغْضَاءَ سَابِقاً، -\v 5 وَمَنِ انْطَلَقَ مَعَ صَاحِبِهِ إِلَى الْغَابَةِ لِيَحْتَطِبَ، فَأَفْلَتَتْ حَدِيدَةُ الْفَأْسِ مِنْ رَأْسِ الذِّرَاعِ الْخَشَبِيَّةِ وَأَصَابَتْ صَاحِبَهُ فَمَاتَ، يَلْجَأُ الْقَاتِلُ إِلَى إِحْدَى تِلْكَ الْمُدُنِ وَيَحْيَا -\v 6 لِئَلّا يَسْعَى طَالِبُ الثَّأْرِ وَرَاءَهُ عِنْدَ احْتِدَامِ نِقْمَتِهِ وَيُدْرِكَهُ إِذَا طَالَتِ الطَّرِيقُ وَيَقْتُلَهُ، مَعَ أَنَّهُ لَا يَسْتَحِقُّ جَزَاءَ الْمَوْتِ، لأَنَّ الْقَاتِلَ لَمْ يُضْمِرِ الْبَغْضَاءَ لِلْمَقْتُولِ مِنْ قَبْلُ -\v 7 لِهَذَا أَنَا آمُرُكُمْ أَنْ تَفْرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ ثَلاثَ مُدُنٍ. -\v 8 وَإِنْ وَسَّعَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ أَرْضَكُمْ، كَمَا أَقْسَمَ لِآبَائِكُمْ، وَأَوْرَثَكُمْ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي وَعَدَ أَنْ يَهَبَهَا لَهُمْ، -\v 9 وَإذَا أَطَعْتُمْ هَذِهِ الْوَصَايَا كُلَّهَا وَعَمِلْتُمْ بِها كَمَا أُوْصِيكُمُ الْيَوْمَ، وَأَحْبَبْتُمُ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ وَسَلَكْتُمْ فِي سُبُلِهِ دَائِماً، فَأَضِيفُوا لأَنْفُسِكُمْ مُدُنَ مَلْجَإٍ أُخْرَى -\v 10 فَلا يُسْفَكَ دَمُ بَرِيءٍ فِي وَسَطِ أَرْضِكُمُ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً، فَتَكُونُ مُلَطَّخَةً بِالدَّمِ. -\p -\v 11 وَلَكِنْ إِذَا كَمَنَ إِنْسَانٌ يُضْمِرُ الْبَغْضَاءَ لِصَاحِبِهِ وَقَامَ عَلَيْهِ وَضَرَبَهُ ضَرْبَةً قَاتِلَةً أَفْضَتْ إِلَى مَوْتِهِ، ثُمَّ هَرَبَ إِلَى إِحْدَى مُدُنِ الْمَلْجَإِ، -\v 12 يُوَجِّهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ مَنْ يَقْبِضُ عَلَيْهِ هُنَاكَ، وَيَأْتِي بِهِ، فَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى طَالِبِ الثَّأْرِ فَيَمُوتُ. -\v 13 لَا تَتَرَّأفْ بِهِ قُلُوبُكُمْ، بَلِ انْتَقِمُوا لِدَمِ الْبَرِيءِ فِي إِسْرَائِيلَ فَيَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ. -\s1 شريعة الحدود -\p -\v 14 لَا تَنْقُلُوا حُدُودَ أَرْضِ صَاحِبِكُمُ الَّتِي نَصَبَهَا الأَوَّلُونَ لِتَزِيدُوا مِنْ مِيرَاثِكُمُ الَّذِي يَهَبُهُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لِتَمْتَلِكُوهُ. -\s1 الشهود -\p -\v 15 لَا يَثْبُتُ عَلَى إِنْسَانٍ ذَنْبٌ مَا أَوْ خَطِيئَةٌ مَا مِنْ جَمِيعِ الْخَطَايَا الَّتِي يَرْتَكِبُهَا الإِنْسَانُ عَلَى فَمِ شَاهِدٍ وَاحِدٍ، إِنَّمَا بِشَهَادَةِ اثْنَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ يَثْبُتُ الذَّنْبُ. -\v 16 إِذَا شَهِدَ وَاحِدٌ عَلَى آخَرَ شَهَادَةَ زُورٍ مُتَّهِماً إِيَّاهُ بِارْتِكَابِ ذَنْبٍ، -\v 17 يَمْثُلُ الرَّجُلانِ الْمُتَخَاصِمَانِ فِي مَحْضَرِ الرَّبِّ أَمَامَ الْكَهَنَةِ وَالْقُضَاةِ الْمُعَيَّنِينَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. -\v 18 فَإِنْ تَحَقَّقَ الْقُضَاةُ بَعْدَ فَحْصٍ دَقِيقٍ أَنَّ الشَّاهِدَ قَدْ شَهِدَ زُوراً عَلَى أَخِيهِ، -\v 19 فَأَنْزِلُوا بِهِ الْعِقَابَ الَّذِي كَانَ سَيُنْزِلُهُ بِأَخِيهِ، فَتَسْتَأْصِلُوا الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ، -\v 20 فَيَشِيعُ الْخَبَرُ وَيَسْمَعُ بِهِ بَقِيَّةُ الشَّعْبِ فَيَخَافُونَ، وَلا يَعُودُونَ يُقْدِمُونَ عَلَى مِثْلِ هَذَا الأَمْرِ الْقَبِيحِ فِي وَسَطِكُمْ. -\v 21 لَا تَتَرَأَّفْ بِهِ قُلُوبُكُمْ. حَيَاةٌ بِحَيَاةٍ، وَعَيْنٌ بِعَيْنٍ، وَسِنٌّ بِسِنٍّ، وَيَدٌ بِيَدٍ، وَرِجْلٌ بِرِجْلٍ. -\c 20 -\s1 الذهاب إلى الحرب -\p -\v 1 إِذَا ذَهَبْتُمْ لِمُحَارَبَةِ عَدُوِّكُمْ، وَوَجَدْتُمْ أَنَّ عَدُوَّكُمْ أَكْثَرُ مِنْكُمْ عَدَداً وخَيْلاً وَمَرْكَبَاتٍ، فَلا تَخَافُوا مِنْهُ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمُ الَّذِي حَرَّرَكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ يَقِفُ مَعَكُمْ. -\v 2 وَعِنْدَمَا تَكُونُونَ عَلَى وَشْكِ خَوْضِ الْمَعْرَكَةِ يَتَقَدَّمُ الْكَاهِنُ وَيُخَاطِبُ الْجَيْشَ: -\v 3 اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: أَنْتُمُ الْيَوْمَ مُوشِكُونَ عَلَى مُحَارَبَةِ أَعْدَائِكُمْ، فَلا تَهِنْ قُلُوبُكُمْ، لَا تَخَافُوا مِنْهُمْ وَلا تَرْتَعِدُوا وَلا تَرْهَبُوهُمْ، -\v 4 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ سَائِرٌ مَعَكُمْ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكُمْ عَنْكُمْ، وَلِيُخَلِّصَكُمْ. -\v 5 ثُمَّ يَقُولُ الْقَادَةُ لِلْجَيْشِ: هَلْ بَيْنَكُمْ مَنْ بَنَى بَيْتاً جَدِيداً وَلَمْ يُدَشِّنْهُ بَعْدُ؟ فَلْيَرْجِعْ إِلَى بَيْتِهِ، لِئَلّا يُقْتَلَ فِي الْمَعْرَكَةِ فَيُدَشِّنَهُ رَجُلٌ آخَرُ. -\v 6 هَلْ بَيْنَكُمْ مَنْ غَرَسَ كَرْماً وَلَمْ يَجْنِ أَوَّلَ ثِمَارِهِ بَعْدُ؟ فَلْيَرْجِعْ إِلَى بَيْتِهِ لِئَلّا يُقْتَلَ فِي الْمَعْرَكَةِ فَيَجْنِيَ أَوَّلَ ثِمَارِ كَرْمِهِ رَجُلٌ آخَرُ. -\v 7 هَلْ بَيْنَكُمْ رَجُلٌ خَطَبَ امْرَأَةً وَلَمْ يَتَزَوَّجْهَا بَعْدُ؟ لِيَرْجِعْ إِلَى بَيْتِهِ لِئَلّا يُقْتَلَ فِي الْمَعْرَكَةِ فَيَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ آخَرُ. -\v 8 ثُمَّ يَسْتَطْرِدُ قَادَةُ الْجَيْشِ قَائِلِينَ: هَلْ بَيْنَكُمْ رَجُلٌ خَائِفٌ وَاهِنُ الْقَلْبِ؟ لِيَرْجِعْ إِلَى بَيْتِهِ لِئَلّا يَعْتَرِيَ الْخَوْفُ قُلُوبَ إِخْوَتِهِ مِثْلَهُ. -\v 9 وَعِنْدَمَا يَفْرُغُ الْقَادَةُ مِنْ مُخَاطَبَةِ الْجَيْشِ، يُعَيِّنُونَ ضُبَّاطاً عَلَى الْجُنُودِ. -\p -\v 10 وَحِينَ تَتَقَدَّمُونَ لِمُحَارَبَةِ مَدِينَةٍ فَادْعُوهَا لِلصُّلْحِ أَوَّلاً. -\v 11 فَإِنْ أَجَابَتْكُمْ إِلَى الصُّلْحِ وَاسْتَسْلَمَتْ لَكُمْ، فَكُلُّ الشَّعْبِ السَّاكِنِ فِيهَا يُصْبِحُ عَبِيداً لَكُمْ. -\v 12 وَإِنْ أَبَتِ الصُّلْحَ وَحَارَبَتْكُمْ فَحَاصِرُوهَا -\v 13 فَإِذَا أَسْقَطَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ، فَاقْتُلُوا جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. -\v 14 وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ، وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ أَسْلابٍ، فَاغْنَمُوهَا لأَنْفُسِكُمْ، وَتَمَتَّعُوا بِغَنَائِمِ أَعْدَائِكُمُ الَّتِي وَهَبَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ. -\v 15 هَكَذَا تَفْعَلُونَ بِكُلِّ الْمُدُنِ النَّائِيَةِ عَنْكُمُ الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ الأُمَمِ الْقَاطِنَةِ هُنَا. -\p -\v 16 أَمَّا مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً فَلا تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً، -\v 17 بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بِكْرَةِ أَبِيهَا، كَمُدُنِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، -\v 18 لِكَيْ لَا يُعَلِّمُوكُمْ رَجَاسَاتِهِمِ الَّتِي مَارَسُوهَا فِي عِبَادَةِ آلِهَتِهِمْ، فَتَغْوُوا وَرَاءَهُمْ وَتُخْطِئُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. -\p -\v 19 وَإذَا حَاصَرْتُمْ مَدِينَةً حِقْبَةً طَوِيلَةً مُعْلِنِينَ الْحَرْبَ عَلَيْهَا لاِفْتِتَاحِهَا، فَلا تَقْطَعُوا أَشْجَارَهَا بِحَدِّ الْفَأْسِ وَتُتْلِفُوهَا لأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ مِنْ ثِمَارِهَا. هَلْ شَجَرَةُ الْحَقْلِ إِنْسَانٌ حَتَّى تَهْرُبَ مِنْ أَمَامِكُمْ فِي الْحِصَارِ؟ -\v 20 أَمَّا الأَشْجَارُ الَّتِي لَا يُؤْكَلُ ثَمَرُهَا فَأَتْلِفُوهَا وَاقْطَعُوهَا، لاِسْتِخْدَامِهَا فِي بِنَاءِ حُصُونٍ حَوْلَ الْمَدِينَةِ الْمُحَاصَرَةِ الْمُتَحَارِبَةِ مَعَكُمْ، إِلَى أَنْ يَتِمَّ سُقُوطُهَا. -\c 21 -\s1 ذبيحة القاتل المجهول -\p -\v 1 إِذَا وَجَدْتُمْ قَتِيلاً مُلْقىً فِي الْحَقْلِ فِي الأَرْضِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ لاِمْتِلاكِهَا، وَلَمْ يُعْرَفْ قَاتِلُهُ. -\v 2 يَقُومُ شُيُوخُكُمْ وَقُضَاتُكُمْ بِقِيَاسِ الْمَسَافَاتِ الْوَاقِعَةِ بَيْنَ مَوْضِعِ جُثَّةِ الْقَتِيلِ وَالْمُدُنِ الْمُجَاوِرَةِ. -\v 3 فَيُحْضِرُ شُيُوخُ أَقْرَبِ مَدِينَةٍ إِلَى الْجُثَّةِ، عِجْلَةً لَمْ يُوْضَعْ عَلَيْهَا مِحْرَاثٌ، وَلَمْ تَجُرَّ بِنِيرٍ، -\v 4 وَيَأْخُذُونَهَا إِلَى وَادٍ فِيهِ مَاءٌ دَائِمُ الْجَرَيَانِ لَمْ يُحْرَثْ فِيهِ وَلَمْ يُزْرَعْ، فَيَكْسِرُونَ عُنُقَ الْعِجْلَةِ فِي الْوَادِي. -\v 5 ثُمَّ يَتَقَدَّمُ الْكَهَنَةُ بَنُو لاوِي، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ قَدِ اخْتَارَهُمْ لِخِدْمَتِهِ، وَلإِعْلانِ الْبَرَكَةِ بِاسْمِ الرَّبِّ، وَلِلْقَضَاءِ فِي كُلِّ خُصُومَةٍ وَكُلِّ ضَرْبَةٍ. -\v 6 فَيَغْسِلُ جَمِيعُ شُيُوخِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ الْقَرِيبَةِ مِنَ الْجُثَّةِ أَيْدِيَهُمْ فَوْقَ الْعِجْلَةِ الْمَكْسُورَةِ الْعُنُقِ فِي الْوَادِي. -\v 7 وَيَقُولُونَ: أَيْدِينَا لَمْ تَسْفِكْ هَذَا الدَّمَ، وَأَعْيُنُنَا لَمْ تَشْهَدْهُ. -\v 8 اغْفِرْ يَا رَبُّ لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ الَّذِي افْتَدَيْتَهُ، وَلا تُطَالِبْنَا بِدَمٍ بَرِيءٍ سُفِكَ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ. فَيَصْفَحُ الرَّبُّ عَنْ سَفْكِ هَذَا الدَّمِ. -\v 9 وَهَكَذَا تَبْرَأُونَ مِنْ سَفْكِ الدَّمِ الْبَرِيءِ فِي وَسَطِكُمْ، إِذَا صَنَعْتُمْ مَا هُوَ صَالِحٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. -\s1 الزواج من امرأة أسيرة -\p -\v 10 إِذَا ذَهَبْتُمْ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكُمْ، وَأَظْفَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِهِمْ، وَسَبَيْتُمْ مِنْهُمْ سَبْياً، -\v 11 وَشَاهَدَ أَحَدُكُمْ بَيْنَ الأَسْرَى امْرَأَةً جَمِيلَةَ الصُّورَةِ فَأُولِعَ بِها وَتَزَوَّجَهَا، -\v 12 فَحِينَ يُدْخِلُهَا إِلَى بَيْتِهِ يَدَعُهَا تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا، -\v 13 ثُمَّ يَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا، وَيَتْرُكُهَا فِي بَيْتِهِ شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ تَنْدُبُ أَبَاهَا وَأُمَّهَا، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يُعَاشِرُهَا وَتَكُونُ لَهُ زَوْجَةً. -\v 14 فَإِنْ لَمْ تَرُقْهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَلْيُطْلِقْهَا لِتَذْهَبَ حَيْثُ تَشَاءُ. لَا يَبِيعُهَا بِفِضَّةٍ أَوْ يَسْتَعْبِدُهَا، لأَنَّهُ قَدْ أَذَلَّهَا. -\s1 حق البكورية -\p -\v 15 إِنْ كَانَ رَجُلٌ مُتَزَوِّجاً مِنِ امْرَأَتَيْنِ، يُؤْثِرُ إِحْدَاهُمَا وَيَنْفُرُ مِنَ الأُخْرَى، فَوَلَدَتْ كِلْتَاهُمَا لَهُ أَبْنَاءً، وَكَانَ الابْنُ الْبِكْرُ مِنْ إِنْجَابِ الْمَكْرُوهَةِ، -\v 16 فَحِينَ يُوَزِّعُ مِيرَاثَهُ عَلَى أَبْنَائِهِ، لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ الزَّوْجَةِ الأَثِيرَةِ لِيَجْعَلَهُ بِكْرَهُ فِي الْمِيرَاثِ عَلَى بِكْرِهِ ابْنِ الزَّوْجَةِ الْمَكْرُوهَةِ. -\v 17 بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَعْتَرِفَ بِبَكُورِيَّةِ ابْنِ الْمَكْرُوهَةِ، وَيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يَمْلِكُهُ، لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ مَظْهَرِ قُدْرَتِهِ، وَلَهُ حَقُّ الْبَكُورِيَّةِ. -\s1 الابن المتمرد -\p -\v 18 إِنْ كَانَ لِرَجُلٍ ابْنٌ عَنِيدٌ مُتَمَرِّدٌ، لَا يُطِيعُ أَمْرَ أَبِيهِ وَلا قَوْلَ أُمِّهِ، وَيُؤَدِّبَانِهِ وَلَكِنْ مِنْ غَيْرِ جَدْوَى. -\v 19 فَلْيَقْبِضْ عَلَيْهِ وَالِدَاهُ وَيَأْتِيَا بِهِ إِلَى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ فِي سَاحَةِ الْقَضَاءِ، -\v 20 وَيَقُولانِ لِلشُّيُوخِ: ابْنُنَا هَذَا عَنِيدٌ مُتَمَرِّدٌ، لَا يُطِيعُ قَوْلَنَا، وهُوَ مُبَذِّرٌ سِكِّيرٌ. -\v 21 فَيَرْجُمُهُ رِجَالُ الْمَدِينَةِ جَمِيعُهُمْ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ. وَهَكَذَا تَسْتَأْصِلُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ وَيَشِيعُ الْخَبَرُ بَيْنَ الشَّعْبِ كُلِّهِ فَيَخَافُ. -\s1 شرائع مختلفة -\p -\v 22 إِنِ ارْتَكَبَ إِنْسَانٌ جَرِيمَةً عِقَابُهَا الإِعْدَامُ، وَنُفِّذَ فِيهِ الْقَضَاءُ وَعَلَّقْتُمُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ، -\v 23 فَلا تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلِ ادْفِنُوهُ فِي نَفْسِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلا تُنَجِّسُوا أَرْضَكُمُ الَّتِي يَهَبُهَا لَكُمُ الرَّبُّ مِيرَاثاً. -\c 22 -\p -\v 1 إِنْ رَأَيْتَ ثَوْرَ جَارِكَ أَوْ خَرُوفَهُ شَارِداً، فَلا تَتَغَاضَ عَنْهُ. بَلْ أَعِدْهُ حَتْماً إِلَى صَاحِبِهِ. -\v 2 وَإِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ مُقِيماً قَرِيباً مِنْكَ، أَوْ لَمْ تَعْرِفْهُ، فَاحْتَفِظْ بِهِ فِي بَيْتِكَ حَتَّى يَطْلُبَهُ صَاحِبُهُ فَتَرُدَّهُ إِلَيْهِ. -\v 3 وَهَكَذَا تَفْعَلُ إِذَا عَثَرْتَ عَلَى حِمَارِ جَارِكَ أَوْ ثِيَابِهِ، أَوْ أَيِّ شَيْءٍ مَفْقُودٍ تَجِدُهُ. لَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَتَغَاضَى عَنْهُ. -\v 4 لَا تَتَغَافَلْ عَنْ إِعَانَةِ جَارِكَ إِذَا رَأَيْتَ حِمَارَهُ أَوْ ثَوْرَهُ وَاقِعاً فِي الطَّرِيقِ بَلْ هُبَّ لِتُعَاوِنَهُ وَلِتُقِيمَهُ مَعَهُ. -\p -\v 5 يُحْظَرُ عَلَى الْمَرْأَةِ ارْتِدَاءُ ثِيَابِ الرِّجَالِ، كَمَا يُحْظَرُ عَلَى الرَّجُلِ ارْتِدَاءُ ثِيَابِ النِّسَاءِ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ يُصْبِحُ مَكْرُوهاً لَدَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. -\p -\v 6 إِنِ اتَّفَقَ أَنْ رَأَيْتَ عُشَّ طَائِرٍ عَلَى جَانِبِ الأَرْضِ أَوْ عَلَى شَجَرَةٍ مَا أَوْ مُلْقىً عَلَى الأَرْضِ فِيهِ أُمٌّ تَحْتَضِنُ فِرَاخاً، أَوْ تَرْقُدُ عَلَى بَيْضٍ، فَلا تَأْخُذِ الأُمَّ مَعَ الأَوْلادِ. -\v 7 أَطْلِقِ الأُمَّ وَخُذِ الْفِرَاخَ لِنَفْسِكَ، فَيَكُونَ لَكَ خَيْرٌ وَتُطِيلَ أَيَّامَ حَيَاتِكَ. -\p -\v 8 إِذَا بَنَيْتَ بَيْتاً جَدِيداً، فَابْنِ سِيَاجاً حَوْلَ بَيْتِكَ، لِئَلّا يَسْقُطَ مِنْهُ أَحَدٌ فَتَتَحَمَّلَ ذَنْبَ دَمِهِ. -\v 9 لَا تَزْرَعْ حَقْلَكَ صِنْفَيْنِ مِنَ الْبُذُورِ، لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ يُصْبِحُ مَحْصُولُ نَوْعَيِ الزَّرْعِ مُقَدَّساً مِنْ نَصِيبِ الْكَهَنَةِ. -\v 10 لَا تَحْرُثْ عَلَى ثَوْرٍ وَحِمَارٍ مَعاً، -\v 11 وَلا تَلْبَسْ ثَوْباً مَصْنُوعاً مِنْ كَتَّانٍ وَصُوفٍ مَعاً. -\p -\v 12 اصْنَعُوا أَهْدَاباً مَجْدُولَةً عَلَى أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ الأَثْوَابِ الَّتِي تَتَغَطَّوْنَ بِها. -\s1 انتهاك شريعة الزواج -\p -\v 13 إِذَا تَزَوَّجَ رَجُلٌ مِنْ فَتَاةٍ، ثُمَّ بَعْدَ أَنْ عَاشَرَهَا أَبْغَضَهَا، -\v 14 وَاتَّهَمَهَا بِمَا يَشِينُهَا، وأَشَاعَ عَنْهَا مَا يُسِيءُ إِلَى سُمْعَتِهَا قَائِلاً: لَقَدْ تَزَوَّجْتُ هَذِهِ الْمَرْأَةَ، وَلَمَّا عَاشَرْتُهَا، اكْتَشَفْتُ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ عَذْرَاءَ. -\v 15 يَأْخُذُهَا وَالِدَاهَا إِلَى شُيُوخِ الْمَدِينَةِ الْمُجْتَمِعِينَ فِي سَاحَةِ الْقَضَاءِ، وَيَعْرِضَانِ دَلِيلَ عَذْرَاوِيَّتِهَا. -\v 16 وَيَقُولُ وَالِدُ الْفَتَاةِ لِلشُّيُوخِ: لَقَدْ زَوَّجْتُ هَذَا الرَّجُلَ مِنِ ابْنَتِي فَأَبْغَضَهَا. -\v 17 وَهَا هُوَ يُرَوِّجُ عَنْهَا أَخْبَاراً قَائِلاً: لَمْ تَكُنِ ابْنَتُكَ عَذْرَاءَ عِنْدَمَا عَاشَرْتُهَا. وَلَكِنْ هَذَا هُوَ دَلِيلُ عَذْرَاوِيَّةِ ابْنَتِي. وَيَبْسُطَانِ الثَّوْبَ أَمَامَ شُيُوخِ الْمَدِينَةِ. -\v 18 فَيَأْخُذُ شُيُوخُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ الرَّجُلَ وَيُؤَدِّبُونَهُ، -\v 19 وَيَفْرِضُونَ عَلَيْهِ غَرَامَةً مِقْدَارُهَا مِئَةُ قِطْعَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ، يُعْطُونَهَا لأَبِي الْفَتَاةِ. لأَنَّهُ أَسَاءَ إِلَى سُمْعَةِ عَذْرَاءَ مِنْ إِسْرَائِيلَ، فَتَكُونُ لَهُ زَوْجَةً مَدَى حَيَاتِهِ، لَا يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا. -\p -\v 20 وَلَكِنْ إِنْ ثَبَتَتْ صِحَّةُ التُّهْمَةِ، وَلَمْ تَكُنِ الْفَتَاةُ عَذْرَاءَ حَقّاً، -\v 21 يُؤْتَى بِالْفَتَاةِ إِلَى بَابِ بَيْتِ أَبِيهَا وَيَرْجُمُهَا رِجَالُ مَدِينَتِهَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ، لأَنَّهَا ارْتَكَبَتْ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ، وَزَنَتْ فِي بَيْتِ أَبِيهَا. وَبِذَلِكَ تَسْتَأْصِلُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ. -\p -\v 22 وَإذَا ضَبَطْتُمْ رَجُلاً مُضْطَجِعاً مَعَ امْرَأَةٍ مُتَزَوِّجَةٍ تَقْتُلُونَهُمَا كِلَيْهِمَا، فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكُمْ. -\p -\v 23 وَإذَا الْتَقَى رَجُلٌ بِفَتَاةٍ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ آخَرَ فِي الْمَدِينَةِ وَضَاجَعَهَا، -\v 24 فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى سَاحَةِ بَوَّابَةِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ، وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا، لأَنَّ الْفَتَاةَ لَمْ تَسْتَغِثْ وَهِيَ فِي الْمَدِينَةِ، وَالرَّجُلَ لأَنَّهُ اعْتَدَى عَلَى خَطِيبَةِ الرَّجُلِ الآخَرِ، فَتَسْتَأْصِلُونَ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكُمْ. -\v 25 وَلَكِنْ إِنِ الْتَقَى ذَلِكَ الرَّجُلُ بِالْفَتَاةِ الْمَخْطُوبَةِ فِي الْحَقْلِ، وَأَمْسَكَهَا وَضَاجَعَهَا، يُرْجَمُ الرَّجُلُ وَحْدَهُ وَيَمُوتُ، -\v 26 وَأَمَّا الْفَتَاةُ فَلا تُرْجَمُ، لأَنَّهَا لَمْ تَرْتَكِبْ خَطِيئَةً جَزَاؤُهَا الْمَوْتُ، بَلْ تَكُونُ كَرَجُلٍ هَاجَمَهُ آخَرُ وَقَتَلَهُ، -\v 27 لأَنَّهُ لابُدَّ أَنْ تَكُونَ الْفَتَاةُ الْمَخْطُوبَةُ قَدِ اسْتَغَاثَتْ فِي الْخَلاءِ حَيْثُ وَجَدَهَا الرَّجُلُ، فَلَمْ يَأْتِ مَنْ يُنْقِذُهَا. -\p -\v 28 وَإذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ فَأَمْسَكَهَا وَضَاجَعَهَا وَضُبِطَا مَعاً، -\v 29 يَدْفَعُ الرَّجُلُ الَّذِي ضَاجَعَ الْفَتَاةَ خَمْسِينَ قِطْعَةً مِنَ الْفِضَّةِ وَيَتَزَوَّجُهَا، لأَنَّهُ قَدِ اعْتَدَى عَلَيْهَا. وَلا يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا مَدَى حَيَاتِهِ. -\v 30 لَا يَتَزَوَّجْ أَحَدٌ أَرْمَلَةَ أَبِيهِ لأَنَّ هَذَا عَارٌ وَإِهَانَةٌ لأَبِيهِ. -\c 23 -\s1 المحظور عليهم الاشتراك في المحفل -\p -\v 1 لَا يَدْخُلْ ذُو الْخِصْيَتَيْنِ الْمَرْضُوضَتَيْنِ أَوِ الْمَجْبُوبُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. -\v 2 لَا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً وَلا أَحَدٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ حَتَّى الْجِيلِ الْعَاشِرِ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. -\v 3 لَا يَدْخُلْ عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ، وَلا أَحَدٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِمْ حَتَّى بَعْدَ الْجِيلِ الْعَاشِرِ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ وَإِلَى الأَبَدِ، -\v 4 لأَنَّهُمْ لَمْ يَسْتَقْبِلُوكُمْ بِالْخُبْزِ وَالْمَاءِ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ، وَلأَنَّهُمُ اسْتَأْجَرُوا بَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ مِنْ فَتُورِ أَرَامِ النَّهْرَيْنِ لِيَلْعَنَكُمْ -\v 5 وَلَكِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ لَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لِبَلْعَامَ، بَلْ حَوَّلَ لأَجْلِكُمُ اللَّعْنَةَ إِلَى بَرَكَةٍ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ قَدْ أَحَبَّكُمْ. -\v 6 لَا تَسْعَوْا فِي سَبِيلِ مُسَالَمَتِهِمْ وَخَيْرِهِمْ إِلَى الأَبَدِ. -\v 7 لَا تَمْقُتُوا الأَدُومِيِّينَ لأَنَّهُمْ إِخْوَتُكُمْ، وَلا تَكْرَهُوا الْمِصْرِيِّينَ لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ ضُيُوفاً فِي دِيَارِهِمْ -\v 8 وَمَنْ يُوْلَدُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِمْ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ يَدْخُلُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. -\s1 عدم الطهارة في المعسكر -\p -\v 9 إِذَا خَرَجْتُمْ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكُمْ فَامْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ قَبِيحٍ -\v 10 فَإِنْ كَانَ بَيْنَكُمْ رَجُلٌ غَيْرَ طَاهِرٍ عَلَى أَثَرِ اسْتِحْلامٍ فَلْيَمْضِ إِلَى خَارِجِ الْمُعَسْكَرِ. لَا يَدْخُلُ إِلَيْهِ. -\v 11 وَعِنْدَ حُلُولِ الْمَسَاءِ يَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، ثُمَّ يَدْخُلُ إِلَى الْمُعَسْكَرِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ. -\v 12 وَعَلَيْكُمْ أَنْ تُحَدِّدُوا مَوْضِعاً لِقَضَاءِ الْحَاجَةِ خَارِجَ الْمُعَسْكَرِ. -\v 13 وَلْيَكُنْ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ وَتَدٌ بَيْنَ عَتَادِهِ لِيَحْفُرَ بِهِ حُفْرَةً يَقْضِي فِيهَا حَاجَتَهُ، ثُمَّ يُغَطِّي بِرَازَهُ بِالتُّرَابِ، -\v 14 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ سَائِرٌ فِي وَسَطِ مُعَسْكَرِكُمْ لِيُنْقِذَكُمْ وَيُظْفِرَكُمْ بِأَعْدَائِكُمْ. فَلْيَكُنْ مُعَسْكَرُكُمْ مُقَدَّساً لِئَلّا يَشْهَدَ فِيهِ أَقْذَاراً فَيَتَحَوَّلَ عَنْكُمْ. -\s1 أحكام عامة -\p -\v 15 إِذَا لَجَأَ إِلَيْكُمْ عَبْدٌ هَارِبٌ مِنْ مَوْلاهُ، لَا تُسَلِّمُوهُ إِلَى مَوْلاهُ، -\v 16 بَلْ يُقِيمُ حَيْثُ يَطِيبُ لَهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ فِي إِحْدَى مُدُنِكُمْ وَلا تَظْلِمُوهُ. -\p -\v 17 لَا يَكُنْ مِنْ بَنَاتِ إِسْرَائِيلَ وَلا مِنْ أَبْنَاءِ إِسْرَائِيلَ زَانِيَاتٌ وَمَأْبُونُو مَعَابِدَ. -\v 18 لَا تَأْتُوا بِتَقْدِمَةِ نَذْرٍ مَا إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ مِنْ مَكْسَبِ زَانِيَةٍ أَوْ مَأْبُونٍ، لأَنَّ كِلَيْهِمَا رِجْسٌ أَمَامَ الرَّبِّ. -\p -\v 19 لَا تَتَقَاضَوْا فَوَائِدَ عَمَّا تُقْرِضُونَهُ لإِخْوَتِكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، سَوَاءٌ كَانَتِ الْقُرُوضُ فِضَّةً أَوْ أَطْعِمَةً أَوْ أَيَّ شَيْءٍ آخَرَ. -\v 20 أَمَّا الأَجْنَبِيُّ فَأَقْرِضُوهُ بِرِباً. إِنَّمَا إِيَّاكُمْ إِقْرَاضَ أَخِيكُمْ بِفَائِدَةٍ، لِيُبَارِكَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي كُلِّ مَا تُنْتِجُهُ أَيْدِيكُمْ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ لاِمْتِلاكِهَا. -\p -\v 21 إِذَا نَذَرْتُمْ نَذْراً لِلرَّبِّ فَلا تُمَاطِلُوا فِي الْوَفَاءِ بِهِ، لأَنَّ إِلَهَكُمْ يُطَالِبُكُمْ بِهِ وَيَحْسَبُ ذَلِكَ عَلَيْكُمْ ذَنْباً -\v 22 وَإِنْ لَمْ تَنْذِرُوا لَا تَكُونُ عَلَيْكُمْ خَطِيئَةٌ. -\v 23 أَمَّا مَا تَعَهَّدَتْ بِهِ شَفَتَاكَ فَذَاكَ احْفَظْهُ وَأَوْفِهِ، كَمَا نَذَرْتَ طَوَاعِيَةً لِلرَّبِّ إِلَهِكَ، وَكَمَا تَعَهَّدَ بِهِ فَمُكَ. -\p -\v 24 إِذَا دَخَلْتَ كَرْمَ عِنَبِ جَارِكَ فَكُلْ مِنْهُ بِقَدْرِ مَا تَشْتَهِي نَفْسُكَ حَتَّى الشَّبْعِ، وَلَكِنْ لَا تَقْطِفْ مِنْ عِنَبِهِ وَتَضَعْهُ فِي وِعَائِكَ. -\v 25 إِذَا دَخَلْتَ حَقْلَ قَمْحِ صَاحِبِكَ فَاقْطِفْ مِنْ سَنَابِلِهِ، وَلَكِنْ لَا تَحْصُدْ مِنْهُ بِمِنْجَلِكَ. -\c 24 -\p -\v 1 إِذَا تَزَوَّجَ رَجُلٌ مِنْ فَتَاةٍ وَلَمْ تَرُقْ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ لأَنَّهُ اكْتَشَفَ فِيهَا عَيْباً مَا، وَأَعْطَاهَا كِتَابَ طَلاقٍ وَصَرَفَهَا مِنْ بَيْتِهِ، -\v 2 فَتَزَوَّجَتْ مِنْ رَجُلٍ آخَرَ بَعْدَ أَنْ أَصْبَحَتْ طَلِيقَةً، -\v 3 ثُمَّ كَرِهَهَا الزَّوْجُ الثَّانِي وَسَلَّمَهَا كِتَابَ طَلاقٍ وَصَرَفَهَا مِنْ بَيْتِهِ، أَوْ إِذَا مَاتَ هَذَا الزَّوْجُ، -\v 4 فَإِنَّهُ يُحْظَرُ عَلَى زَوْجِهَا الأَوَّلِ الَّذِي طَلَّقَهَا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا مَرَّةً أُخْرَى، بَعْدَ أَنْ تَنَجَّسَتْ. لأَنَّ ذَلِكَ رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ. فَلا تَجْلِبُوا خَطِيئَةً عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً. -\p -\v 5 إِذَا تَزَوَّجَ رَجُلٌ حَدِيثاً يُعْفَى مِنَ الْجُنْدِيَّةِ وَالْمَسْؤُولِيَّاتِ الْعَسْكَرِيَّةِ لِمُدَّةِ سَنَةٍ، يَقْضِيهَا حُرّاً فِي بَيْتِهِ لِيُسْعِدَ زَوْجَتَهُ وَيَسُرَّهَا. -\p -\v 6 لَا يَسْتَرْهِنْ أَحَدٌ رَحىً أَوْ أَحَدَ حَجَرَيْهَا، لأَنَّهُ يَسْتَرْهِنُ مَصْدَرَ الرِّزْقِ. -\p -\v 7 إِذَا خَطَفَ رَجُلٌ أَحَداً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِخْوَتِهِ وَاسْتَعْبَدَهُ وَبَاعَهُ، يَمُوتُ الْخَاطِفُ. فَتَجْتَثُّونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ. -\p -\v 8 احْرِصُوا عَلَى طَاعَةِ تَعْلِيمَاتِ الْكَهَنَةِ وَاللّاوِيِّينَ فِي حَالَةِ الإِصَابَةِ بِالْبَرَصِ، وَنَفِّذُوا بِدِقَّةٍ مَا أَمَرْتُهُمْ بِهِ. -\v 9 اذْكُرُوا مَا عَاقَبَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِهِ مَرْيَمَ فِي الطَّرِيقِ لَدَى خُرُوجِكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ. -\p -\v 10 إِذَا أَقْرَضْتَ جَارَكَ قَرْضاً فَلا تَدْخُلْ بَيْتَهُ لِتَسْتَرْهِنَ مِنْهُ شَيْئاً، -\v 11 بَلْ تَمْكُثُ خَارِجاً، فَيَأْتِي الرَّجُلُ الَّذِي تُقْرِضُهُ بِالرَّهْنِ إِلَيْكَ حَيْثُ تَقِفُ. -\v 12 وَإِنْ كَانَ الْمُقْتَرِضُ فَقِيراً فَلا يَبِتْ رَهْنُهُ عِنْدَكَ، -\v 13 بَلْ رُدَّهُ إِلَيْهِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ لِيَنَامَ فِي ثَوْبِهِ وَيُبَارِكَكَ، فَيَحْسِبَ الرَّبُّ إِلَهُكَ ذَلِكَ لَكَ بِرّاً. -\p -\v 14 لَا تَظْلِمْ أَجِيراً وَفَقِيراً، سَوَاءٌ كَانَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَوْ مِنَ الْغُرَبَاءِ الْمُقِيمِينَ فِي مَدِينَتِكَ. -\v 15 ادْفَعْ لَهُ أُجْرَتَهُ فِي يَوْمِهِ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ لأَنَّهُ فَقِيرٌ، أَجْهَدَ نَفْسَهُ لِلْحُصُولِ عَلَيْهَا. وَإلَّا تَوَجَّهَ إِلَى الرَّبِّ بِالشَّكْوَى ضِدَّكَ، فَتَكُونُ هَذِهِ عَلَيْكَ خَطِيئَةً. -\p -\v 16 لَا يُقْتَلُ الآبَاءُ عِوَضاً عَنِ الأَبْنَاءِ، وَلا يُقْتَلُ الأَبْنَاءُ بَدَلاً مِنَ الآبَاءِ، فَكُلُّ إِنْسَانٍ يَتَحَمَّلُ وِزْرَ نَفْسِهِ. -\p -\v 17 لَا تُحَرِّفُوا حُكْمَ الْعَدَالَةِ فَتَظْلِمُوا الْغَرِيبَ وَالْيَتِيمَ، وَلا تَسْتَرْهِنُوا ثَوْبَ الأَرْمَلَةِ، -\v 18 وَاذْكُرُوا أَنَّكُمْ كُنْتُمْ عَبِيداً فِي دِيَارِ مِصْرَ فَأَنْقَذَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. لِهَذَا أُوصِيكُمْ بِالْعَدْلِ. -\p -\v 19 إِذَا حَصَدْتُمْ غَلّاتِكُمْ وَنَسِيْتُمْ حُزْمَةً فِي الْحَقْلِ فَلا تَرْجِعُوا لأَخْذِهَا، بَلِ اتْرُكُوهَا لِلْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ، لِيُبَارِكَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي كُلِّ مَا تَعْمَلُهُ أَيْدِيكُمْ. -\v 20 إِذَا هَزَزْتُمْ أَشْجَارَ زَيْتُونِكُمْ لإِسْقَاطِ ثِمَارِهَا، فَلا تَلْتَقِطُوا مَا بَقِيَ فِي الأَغْصَانِ مِنْهَا، بَلِ اتْرُكُوهَا وَرَاءَكُمْ لِلْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ. -\v 21 إِذَا قَطَفْتُمْ كُرُومَكُمْ فَلا تُعَاوِدُوا قَطْفَ مَا بَقِيَ مِنْ عَنَاقِيدَ وَرَاءَكُمْ، بَلِ اتْرُكُوهَا لِلْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ. -\v 22 وَاذْكُرُوا أَنَّكُمْ كُنْتُمْ عَبِيداً فِي دِيَارِ مِصْرَ. مِنْ أَجْلِ هَذَا أُوصِيكُمْ أَنْ تُنَفِّذُوا هَذَا الأَمْرَ. -\c 25 -\p -\v 1 إِذَا نَشَبَتْ خُصُومَةٌ بَيْنَ قَوْمٍ وَرَفَعُوا دَعْوَاهُمْ إِلَى الْقَضَاءِ لِيَحْكُمَ الْقُضَاةُ بَيْنَهُمْ، فَلْيُبَرِّئُوا الْبَرِيءَ وَيَحْكُمُوا عَلَى الْمُذْنِبِ. -\v 2 فَإِنْ كَانَ الْمُذْنِبُ يَسْتَحِقُّ عِقَابَ الْجَلْدِ، يَطْرَحُهُ الْقَاضِي، وَيَجْلِدُونَهُ أَمَامَهُ بِعَدَدِ الْجَلْدَاتِ الَّتِي يَسْتَحِقُّهَا ذَنْبُهُ، -\v 3 عَلَى أَلّا يَزِيدَ عَدَدُ الْجَلْدَاتِ عَنْ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً، لِئَلّا يُصْبِحَ الْمُعَاقَبُ مُحْتَقَراً. -\p -\v 4 لَا تَكُمُّوا فَمَ الثَّوْرِ الدَّارِسِ لِلْغِلالِ. -\s1 واجب أخي الزوج المتوفى -\p -\v 5 إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ أَحَدُهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْجِبَ ابْناً، فَلا يَجِبُ أَنْ تَتَزَوَّجَ امْرَأَتُهُ رَجُلاً مِنْ غَيْرِ أَفْرَادِ عَائِلَةِ زَوْجِهَا. بَلْ لِيَتَزَوَّجْهَا أَخُو زَوْجِهَا وَيُعَاشِرْهَا، وَلْيَقُمْ نَحْوَهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ، -\v 6 وَيَحْمِلُ الْبِكْرُ الَّذِي تُنْجِبُهُ اسْمَ الأَخِ الْمَيْتِ، فَلا يَنْقَرِضُ اسْمُهُ مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. -\p -\v 7 وَإِنْ أَبَى الرَّجُلُ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَخِيهِ، تَمْضِي الْمَرْأَةُ إِلَى بَوَّابَةِ شُيُوخِ الْمَدِينَةِ وَتَقُولُ: قَدْ رَفَضَ أَخُو زَوْجِي أَنْ يُخَلِّدَ اسْماً لأَخِيهِ فِي إِسْرَائِيلَ، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ نَحْوِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. -\v 8 فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ الْمَدِينَةِ وَيَتَدَاوَلُونَ مَعَهُ فِي الأَمْرِ. فَإِنْ أَصَرَّ عَلَى الرَّفْضِ وَقَالَ: لَا أَرْضَى أَنْ أَتَزَوَّجَهَا. -\v 9 تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلَيْهِ عَلَى مَرْأَى مِنَ الشُّيُوخِ، وَتَخْلَعُ حِذَاءَهُ مِنْ رِجْلَيْهِ وَتَتْفُلُ فِي وَجْهِهِ قَائِلَةً: هَذَا مَا يَحْدُثُ لِمَنْ يَأْبَى أَنْ يَبْنِيَ بَيْتَ أَخِيهِ. -\v 10 فَيُدْعَى فِي إِسْرَائِيلَ بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ. -\p -\v 11 إِذَا تَعَارَكَ رَجُلانِ فَتَدَخَّلَتْ زَوْجَةُ أَحَدِهِمَا لِتُنْقِذَ زَوْجَهَا مِنْ قَبْضَةِ يَدِ ضَارِبِهِ وَمَدَّتْ يَدَهَا وَأَمْسَكَتْ بِخِصْيَتِهِ، -\v 12 فَاقْطَعُوا يَدَهَا وَلا تُشْفِقُوا عَلَيْهَا. -\p -\v 13 لَا تَحْتَفِظْ فِي كِيسِكَ بِمِعْيَارَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ كَبِيرٍ وَصَغِيرٍ، -\v 14 وَلا يَكُنْ لَكَ فِي بَيْتِكَ مِكْيَالانِ مُخْتَلِفَانِ كَبِيرٌ وَصَغِيرٌ، -\v 15 بَلْ لِتَكُنْ أَوْزَانُكَ وَمَكَايِيلُكَ صَحِيحَةً لَا غِشَّ فِيهَا، لِتَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يَهَبُهَا لَكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ، -\v 16 لأَنَّ كُلَّ مَنْ غَشَّ فِي الْمَكَايِيلِ أَوِ الأَوْزَانِ يُصْبِحُ مَكْرُوهاً لَدَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. -\p -\v 17 تَذَكَّرُوا مَا صَنَعَهُ بِكُمْ شَعْبُ عَمَالِيقَ لَدَى خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ، -\v 18 كَيْفَ تَعَرَّضُوا لَكُمْ فِي الطَّرِيقِ وَقَضَوْا عَلَى الْمُسْتَضْعِفِينَ الْمُرْتَحِلِينَ فِي مُؤَخَّرَةِ الشَّعْبِ وَأَنْتُمْ مُرْهَقُونَ تَعَابَى، وَلَمْ يَخَافُوا اللهَ. -\v 19 فَمَتَى أَرَاحَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكُمُ الْمُحِيطِينَ بِكُمْ فِي الأَرْضِ الَّتِي يَهَبُهَا لَكُمْ مِيرَاثاً، امْحُوا ذِكْرَ شَعْبِ عَمَالِيقَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. لَا تَنْسَوْا هَذَا. -\c 26 -\s1 أبكار الغلات والعشور -\p -\v 1 وَمَتَى بَلَغْتُمُ الأَرْضَ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً وَامْتَلَكْتُمُوهَا وَاسْتَوْطَنْتُمْ فِيهَا، -\v 2 فَاجْمَعُوا مِنْ أَوَّلِ كُلِّ ثَمَرٍ تُغِلُّهُ أَرْضُكُمُ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ، وَضَعُوهُ فِي سِلالٍ، وَامْضُوا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لِيُحِلَّ فِيهِ اسْمَهُ. -\v 3 وَيَأْتِي صَاحِبُ التَّقْدِمَةِ إِلَى الْكَاهِنِ الْمُعَيَّنِ وَيَقُولُ: أَعْتَرِفُ الْيَوْمَ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ أَنِّي قَدْ جِئْتُ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفَ الرَّبُّ لِآبَائِنَا أَنْ يَهَبَهَا لَنَا. -\v 4 فَيَتَنَاوَلُ الْكَاهِنُ السَّلَّةَ مِنْ يَدِهِ وَيَضَعُهَا أَمَامَ مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، -\v 5 ثُمَّ يُعْلِنُ صَاحِبُ التَّقْدِمَةِ قَائِلاً أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ: كَانَ أَبِي أَرَامِيًّا تَائِهاً، ثُمَّ انْحَدَرَ إِلَى مِصْرَ وَتَغَرَّبَ هُنَاكَ، وَمَعَهُ نَفَرٌ قَلِيلٌ. وَلَكِنَّهُ أَصْبَحَ هُنَاكَ أُمَّةً كَبِيرَةً عَظِيمَةً. -\v 6 فَأَسَاءَ إِلَيْنَا الْمِصْرِيُّونَ وَأَرْهَقُونَا وَقَسَوْا عَلَيْنَا فِي اسْتِعْبَادِهِمْ، -\v 7 فَصَرَخْنَا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِ آبَائِنَا، فَاسْتَجَابَ لَنَا وَرَأَى بُؤْسَنَا وَتَعَبَنَا وَضِيقَنَا، -\v 8 فَأَخْرَجَنَا مِنْ دِيَارِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ شَدِيدَةٍ وَقُدْرَةٍ فَائِقَةٍ، وَوَيْلاتٍ عَظِيمَةٍ وَآيَاتٍ وَعَجَائِبَ، -\v 9 وَأَدْخَلَنَا إِلَى هَذَا الْمَكَانِ، وَوَهَبَنَا هَذِهِ الأَرْضَ الَّتِي تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً. -\v 10 فَهَا أَنَا الآنَ قَدْ أَتَيْتُ بِأَوَّلِ ثَمَرِ الأَرْضِ الَّتِي وَهَبْتَنِي يَا رَبُّ ثُمَّ يَضَعُهُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَيَسْجُدُ فِي حَضْرَتِهِ، -\v 11 وَيَحْتَفِلُ بِجَمِيعِ الْخَيْرِ الَّذِي أَنْعَمَ بِهِ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، هُوَ وَاللّاوِيُّ وَالْغَرِيبُ الْمُقِيمُ بَيْنَكُمْ. -\p -\v 12 وَمَتَى انْتَهَيْتَ مِنْ تَقْدِيمِ كُلِّ عُشُورِ غَلّاتِكَ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ، سَنَةِ الْعُشُورِ، وَأَعْطَيْتَ اللّاوِيَّ وَالْغَرِيبَ وَالْيَتِيمَ وَالأَرْمَلَةَ فَأَكَلُوا فِي مَدِينَتِكَ وَشَبِعُوا، -\v 13 تَقُولُ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ إِلَهِكَ: قَدْ افْرَزْتُ مِنْ بَيْتِي الْعُشُورَ الْمُقَدَّسَةَ وَأَعْطَيْتُهَا لِلّاوِيِّ وَالْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ، طَاعَةً لِوَصِيَّتِكَ الَّتِي أَمَرْتَنِي بِها، فَلَمْ أَتَجَاوَزْ وَصَايَاكَ وَلا نَسِيتُهَا. -\v 14 لَمْ أَتَنَاوَلْ مِنْهُ فِي أَثْنَاءِ حُزْنِي، وَلَمْ آخُذْ مِنْهُ وَأَنَا فِي حَالَةِ نَجَاسَةٍ، وَلا أَعْطَيْتُ مِنْهُ لأَجْلِ مَيْتٍ. بَلْ أَطَعْتُ صَوْتَ إِلَهِي وَعَمِلْتُ بِمْوُجِبِ كُلِّ مَا أَوْصَيْتَنِي بِهِ. -\v 15 أَشْرِفْ يَا رَبُّ مِنْ مَسْكَنِكَ الْمُقَدَّسِ فِي السَّمَاءِ، وَبَارِكْ شَعْبَكَ إِسْرَائِيلَ، وَالأَرْضَ الَّتِي تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً، الَّتِي وَهَبْتَهَا لَنَا كَمَا حَلَفْتَ لِآبَائِنَا. -\s1 اتباع وصايا الرب -\p -\v 16 لَقَدْ أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ أَنْ تُمَارِسُوا هَذِهِ الْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ، فَأَطِيعُوا، وَاعْمَلُوا بِها مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ نُفُوسِكُمْ، -\v 17 فَأَنْتُمْ قَدْ أَعْلَنْتُمُ الْيَوْمَ أَنَّ الرَّبَّ إِلَهُكُمْ وَأَنَّكُمْ سَتَسْلُكُونَ فِي سُبُلِهِ وَتُطِيعُونَ فَرَائِضَهُ وَأَحْكَامَهُ وَتَسْمَعُونَ لِصَوْتِهِ -\v 18 كَمَا أَعْلَنَ الرَّبُّ الْيَوْمَ أَنَّكُمْ تَكُونُونَ لَهُ شَعْباً خَاصّاً، حَسَبَ وَعْدِهِ لَكُمْ، وَأَنَّ عَلَيْكُمْ طَاعَةَ وَصَايَاهُ جَمِيعِهَا، -\v 19 فَيَجْعَلَكُمْ أَسْمَى مِنْ كُلِّ الأُمَمِ الَّتِي خَلَقَهَا مِنْ حَيْثُ الثَّنَاءِ وَالشَّرَفِ وَالْمَجْدِ، وَتَكُونُوا شَعْباً مُقَدَّساً لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ كَمَا وَعَدَ». -\c 27 -\s1 المذبح على جبل عيبال -\p -\v 1 وَأَوْصَى مُوسَى وَشُيُوخُ إِسْرَائِيلَ الشَّعْبَ قَائِلِينَ: -\p «أَطِيعُوا جَمِيعَ الْوَصَايَا الَّتِي أَنَا آمُرُكُمْ بِها الْيَوْمَ. -\v 2 فَعِنْدَمَا تَجْتَازُونَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ، تَنْصِبُونَ لأَنْفُسِكُمْ حِجَارَةً كَبِيرَةً وَتَطْلُونَهَا بِالْكِلْسِ، -\v 3 وَتَكْتُبُونَ عَلَيْهَا جَمِيعَ كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ لَدَى عُبُورِكُمُ الأُرْدُنَّ لِدُخُولِ الأَرْضِ الَّتِي تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً، الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ، كَمَا وَعَدَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُ آبَائِكُمْ. -\v 4 وَمَا إِنْ تَعْبُرُوا نَهْرَ الأُرْدُنِّ حَتَّى تَنْصِبُوا هَذِهِ الْحِجَارَةَ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِها الْيَوْمَ عَلَى جَبَلِ عِيبَالَ وَتَطْلُوهَا بِالْكِلْسِ. -\v 5 وَتَبْنُونَ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ، مِنْ حِجَارَةٍ غَيْرِ مَنْحُوتَةٍ بِحَدِيدٍ، -\v 6 بَلْ مِنْ حِجَارَةِ الْحَقْلِ الْخَشِنَةِ لِتُقَدِّمُوا عَلَيْهَا مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ. -\v 7 وَهُنَاكَ تُقَرِّبُونَ ذَبَائِحَ سَلامٍ، وَتَأْكُلُونَ وَتَحْتَفِلُونَ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. -\v 8 وَتَنْقُشُونَ عَلَى الْحِجَارَةِ نَقْشاً دَقِيقاً كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ جَمِيعَهَا». -\s1 لعنات جبل عيبال -\p -\v 9 ثُمَّ قَالَ مُوسَى وَالْكَهَنَةُ وَاللّاوِيُّونَ لِجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ: «أَنْصِتُوا وَأَصْغُوا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، الْيَوْمَ أَصْبَحْتُمْ شَعْباً لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ. -\v 10 فَاسْمَعُوا لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَطَبِّقُوا وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ الَّتِي أَنَا آمُرُكُمُ الْيَوْمَ بِها». -\p -\v 11 وَأَوْصَى مُوسَى الشَّعْبَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَفْسِهِ قَائِلاً: -\v 12 «هَذِهِ هِيَ الأَسْبَاطُ الَّتِي تَقِفُ عَلَى جَبَلِ جِرِزِّيمَ لِيُبَارِكُوا الشَّعْبَ بَعْدَ عُبُورِكُمْ نَهْرَ الأُرْدُنِّ: أَسْبَاطُ شِمْعُونَ وَلاوِي وَيَهُوذَا وَيَسَّاكَرَ وَيُوسُفَ وَبَنْيَامِينَ. -\v 13 أَمَّا الأَسْبَاطُ الَّتِي تَقِفُ عَلَى جَبَلِ عِيبَالَ لإِعْلانِ اللَّعْنَةِ فَهِيَ أَسْبَاطُ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ وَأَشِيرَ وَزَبُولُونَ وَدَانٍ وَنَفْتَالِي. -\v 14 فَيَقُولُ اللّاوِيُّونَ بِصَوْتٍ عَالٍ لِجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ: -\p -\v 15 مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي يَصْنَعُ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً أَوْ مَسْبُوكاً مِمَّا تَصْنَعُهُ يَدَا نَحَّاتٍ، وَتَنْصِبُهُ لِلْعِبَادَةِ فِي الْخَفَاءِ، لأَنَّ ذَلِكَ رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ. وَيُجِيبُ جَمِيعُ الشَّعْبِ قَائِلِينَ: آمِينَ. -\v 16 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ يَسْتَخِفُّ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. -\v 17 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ يَعْبَثُ بِحُدُودِ أَرْضِ جَارِهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. -\v 18 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ يُضِلُّ الْكَفِيفَ عَنْ طَرِيقِهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. -\v 19 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ يَجُورُ عَلَى حَقِّ الْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. -\v 20 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ يُضَاجِعُ امْرَأَةَ أَبِيهِ، لأَنَّهُ يَكْشِفُ سِتْرَ أَبِيهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. -\v 21 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ يُضَاجِعُ بَهِيمَةً مَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. -\v 22 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ يُضَاجِعُ أُخْتَهُ ابْنَةَ أُمِّهِ أَوِ ابْنَةَ أَبِيهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. -\v 23 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ يُضَاجِعُ حَمَاتَهُ. فَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. -\v 24 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُ صَاحِبَهُ فِي الْخَفَاءِ. فَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. -\v 25 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ يَأْخُذُ رِشْوَةً لِيَقْتُلَ نَفْساً بَرِيئَةً. فَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. -\v 26 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لَا يُطِيعُ كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ وَلا يَعْمَلُ بِها. فَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. -\c 28 -\s1 بركات الطاعة -\p -\v 1 وَإِنْ أَطَعْتُمْ صَوْتَ الرَّبِّ طَاعَةً تَامَّةً، حِرْصاً مِنْكُمْ عَلَى تَنْفِيذِ جَمِيعِ وَصَايَاهُ الَّتِي أُوصِيكُمْ بِها الْيَوْمَ، فَإِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يَجْعَلُكُمْ أَسْمَى مِنْ جَمِيعِ أُمَمِ الأَرْضِ. -\v 2 وَإذَا سَمِعْتُمْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ فَإِنَّ جَمِيعَ هَذِهِ الْبَرَكَاتِ تَنْسَكِبُ عَلَيْكُمْ وَتُلازِمُكُمْ. -\v 3 تَكُونُونَ مُبَارَكِينَ فِي الْمَدِينَةِ وَمُبَارَكِينَ فِي الْحُقُولِ. -\v 4 كَمَا تَتَبَارَكُ ذُرِّيَّتُكُمْ، وَغَلّاتُ أَرْضِكُمْ، وَنِتَاجُ بَهَائِمِكُمْ وَبَقَرِكُمْ وَنِعَاجِكُمْ. -\v 5 وَتَتَبَارَكُ أَيْضاً فَوَاكِهُ سِلالِكُمْ وَخُبْزُ مَعَاجِنِكُمْ. -\v 6 وَتَكُونُونَ مُبَارَكِينَ فِي دُخُولِكُمْ وَخُرُوجِكُمْ -\v 7 وَيَهْزِمُ الرَّبُّ أَمَامَكُمْ أَعْدَاءَكُمُ الْقَائِمِينَ عَلَيْكُمْ، فَيُقْبِلُونَ عَلَيْكُمْ فِي طَرِيقٍ وَاحِدَةٍ، وَلَكِنَّهُمْ يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ أَمَامَكُمْ فِي سَبْعِ طُرُقٍ. -\v 8 يَأْمُرُ الرَّبُّ لَكُمْ بِالْبَرَكَةِ، فَتَمْتَلِئُ خَزَائِنُكُمْ. وَيُبَارِكُ كُلَّ مَا تُنْتِجُهُ أَيْدِيكُمْ وَغَلّاتِ أَرْضِكُمُ الَّتِي يَهَبُهَا لَكُمْ. -\v 9 وَإذَا حَفِظْتُمْ وَصَايَاهُ وَسَلَكْتُمْ فِي سُبُلِهِ فَإِنَّهُ يَجْعَلُكُمْ لِنَفْسِهِ شَعْباً مُقَدَّساً كَمَا حَلَفَ لَكُمْ، -\v 10 فَتُدْرِكُ جَمِيعُ شُعُوبِ الأَرْضِ أَنَّ اسْمَ الرَّبِّ قَدْ حَلَّ عَلَيْكُمْ، وَيَخَافُونَكُمْ. -\v 11 وَيَزِيدُكُمُ الرَّبُّ وَفْرَةً فَيُكَثِّرُ مِنْ أَبْنَائِكُمْ وَنِتَاجِ بَهَائِمِكُمْ وَمِنْ غَلّاتِ أَرْضِكُمُ الَّتِي حَلَفَ لِآبَائِكُمْ أَنْ يَهَبَهَا لَكُمْ. -\v 12 وَيَفْتَحُ لَكُمُ الرَّبُّ كُنُوزَ سَمَائِهِ الصَّالِحَةَ، فَيُمْطِرُ عَلَى أَرْضِكُمْ فِي مَوَاسِمِهَا، وَيُبَارِكُ كُلَّ مَا تُنْتِجُهُ أَيْدِيكُمْ، فَتُقْرِضُونَ أُمَماً كَثِيرَةً وَأَنْتُمْ لَا تَقْتَرِضُونَ. -\v 13 وَإذَا أَطَعْتُمْ وَصَايَا الرَّبِّ الَّتِي أَنَا آمُرُكُمْ بِها الْيَوْمَ لِتَحْفَظُوهَا وَتَعْمَلُوا بِها، فَإِنَّهُ يَجْعَلُكُمْ رُؤُوساً لَا أَذْنَاباً، مُتَسَامِينَ دَائِماً، وَلا يُدْرِكُكُمُ انْحِطَاطٌ أَبَداً. -\v 14 لَا تَنْحَرِفُوا يَمِيناً أَوْ شِمَالاً عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الشَّرَائِعِ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِها الْيَوْمَ، لِكَيْ لَا تَغْوُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لِتَعْبُدُوهَا. -\s1 لعنات العصيان -\p -\v 15 وَلَكِنْ إِنْ عَصَيْتُمْ صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَلَمْ تَحْرِصُوا عَلَى الْعَمَلِ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضِهِ الَّتِي أَنَا آمُرُكُمُ الْيَوْمَ بِها، فَإِنَّ جَمِيعَ هَذِهِ اللَّعْنَاتِ تَحِلُّ بِكُمْ وَتُلازِمُكُمْ. -\v 16 تَكُونُونَ مَلْعُونِينَ فِي الْمَدِينَةِ وَمَلْعُونِينَ فِي الْحُقُولِ. -\v 17 وَتَكُونُ سِلالُكُمْ وَمَعَاجِنُكُمْ مَلْعُونَةً. -\v 18 وَتَحِلُّ اللَّعْنَةُ بِأَبْنَائِكُمْ وَغَلّاتِ أَرْضِكُمْ وَنِتَاجِ بَقَرِكُمْ وَنِعَاجِكُمْ، -\v 19 وَتَكُونُونَ مَلْعُونِينَ فِي ذِهَابِكُمْ وَإِيَابِكُمْ، -\v 20 وَيَصُبُّ الرَّبُّ عَلَيْكُمُ اللَّعْنَةَ وَالْفَوْضَى وَالْفَشَلَ فِي كُلِّ مَا تُنْتِجُهُ أَيْدِيكُمْ، حَتَّى تَهْلِكُوا وَتَفْنَوْا سَرِيعاً لِسُوءِ أَفْعَالِكُمْ، إِذْ تَرَكْتُمُونِي. -\v 21 وَيَتَفَشَّى بَيْنَكُمُ الْوَبَاءُ حَتَّى يُبِيدَكُمْ عَنِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ إِلَيْهَا لامْتِلاكِهَا، -\v 22 وَيَضْرِبُكُمُ الرَّبُّ بِالسُّلِّ وَالْحُمَّى وَالرَّعْشَةِ وَالالْتِهَابِ وَالْجَفَافِ وَاللَّفْحِ وَالذُّبُولِ، فَتُلازِمُكُمْ حَتَّى تَفْنَوْا. -\v 23 وَتُصْبِحُ السَّمَاءُ الَّتِي فَوْقَكُمْ كَالنُّحَاسِ وَالأَرْضُ تَحْتَكُمْ كَالْحَدِيدِ. -\v 24 وَيُحَوِّلُ الرَّبُّ مَطَرَ أَرْضِكُمْ إِلَى غُبَارٍ وَعَوَاصِفَ تُرَابِيَّةٍ تَنْهَمِرُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى تَهْلِكُوا. -\v 25 وَيَهْزِمُكُمُ الرَّبُّ أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ فَتُقْبِلُونَ عَلَيْهِمْ فِي طَرِيقٍ وَاحِدَةٍ وَتُوَلُّونَ الأَدْبَارَ أَمَامَهُمْ مُتَفَرِّقِينَ فِي سَبْعِ طُرُقٍ، وَتُصْبِحُونَ عِبْرَةً لِجَمِيعِ مَمَالِكِ الأَرْضِ. -\v 26 وَتَكُونُ جُثَثُكُمْ طَعَاماً لِجَمِيعِ طُيُورِ السَّمَاءِ وَوُحُوشِ الأَرْضِ وَلا يَطْرُدُهَا أَحَدٌ. -\v 27 وَيُصِيبُكُمُ الرَّبُّ بِدَاءِ قُرْحَةِ مِصْرَ وَبِالْبَوَاسِيرِ وَالْجَرَبِ وَالْحِكَّةِ، وَلا تَجِدُونَ لَهَا عِلاجاً. -\v 28 وَيَبْتَلِيكُمُ الرَّبُّ بِالْجُنُونِ وَالْعَمَى وَارْتِبَاكِ الْفِكْرِ، -\v 29 فَتَتَحَسَّسُونَ طُرُقَكُمْ فِي الظُّهْرِ كَمَا يَتَحَسَّسُ الأَعْمَى طَرِيقَهُ فِي الظَّلامِ، وَتَبُوءُ طُرُقُكُمْ بِالإِخْفَاقِ، وَلا تَكُونُونَ إِلّا مَظْلُومِينَ مَغْصُوبِينَ كُلَّ الأَيَّامِ، وَلَيْسَ مِنْ مُنْقِذٍ. -\v 30 يَخْطُبُ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً وَلَكِنَّ آخَرَ يَتَزَوَّجُهَا وَيُضَاجِعُهَا. تَبْنِي بَيْتاً وَلا تَسْكُنُ فِيهِ، وَتَغْرِسُ كَرْماً وَلا تَجْنِيهِ. -\v 31 يُذْبَحُ ثَوْرُكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَلا تَأْكُلُ مِنْهُ، وَيُغْتَصَبُ حِمَارُكَ عَلَى مَرْأَىً مِنْكَ وَلا يُرَدُّ إِلَيْكَ، وَيَسْتَوْلِي أَعْدَاؤُكَ عَلَى مَاشِيَتِكَ وَلَيْسَ مِنْ مُنْقِذٍ. -\v 32 يُسَاقُ أَوْلادُكَ وَبَنَاتُكَ إِلَى أُمَّةٍ أُخْرَى وَعَيْنَاكَ تُرَاقِبَانِهِمْ طَوَالَ النَّهَارِ، حَتَّى تَكِلّا، وَمَا فِي يَدِكَ حِيلَةٌ. -\v 33 مَحْصُولُ أَرْضِكَ وَثَمَرُ تَعَبِكَ يَأْكُلُهُ شَعْبٌ غَرِيبٌ عَنْكَ، وَلا تَكُونُ سِوَى مَظْلُومٍ مَسْحُوقٍ دَائِماً. -\v 34 وَيُصِيبُكَ الْجُنُونُ مِنْ هَوْلِ مَا تَرَى. -\v 35 وَيَبْتَلِيكَ الرَّبُّ بِقُرُوحٍ خَبِيثَةٍ تُغَطِّي الرُّكْبَتَيْنِ وَالسَّاقَيْنِ، حَتَّى لَا تَجِدَ لَهَا شِفَاءً مِنْ قِمَّةِ الرَّأْسِ إِلَى أَخْمَصِ الْقَدَمِ. -\v 36 يَنْفِيكُمُ الرَّبُّ أَنْتُمْ وَمَلِكَكُمُ الَّذِي تَخْتَارُونَهُ إِلَى أُمَّةٍ لَا تَعْرِفُونَهَا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ، حَيْثُ تَعْبُدُونَ هُنَاكَ آلِهَةً أُخْرَى مِنْ خَشَبٍ وَحَجَرٍ، -\v 37 وَتُصْبِحُونَ مَثَارَ دَهْشَةٍ وَسُخْرِيَةٍ وَعِبْرَةٍ فِي نَظَرِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّتِي يَنْفِيكُمُ الرَّبُّ إِلَيْهِمْ -\v 38 تَبْذُرُونَ كَثِيراً مِنَ الْبِذَارِ فِي الْحُقُولِ، وَلا تَحْصُدُونَ إِلّا الْقَلِيلَ، لأَنَّ الْجَرَادَ يَلْتَهِمُهُ. -\v 39 تَكْدَحُونَ فِي غَرْسِ كُرُومٍ وَمِنْ خَمْرِهَا لَا تَشْرَبُونَ، وَمِنْ ثَمَرِهَا لَا تَجْنُونَ، لأَنَّ الدُّودَ يَنْخَرُهَا. -\v 40 تَكْتَظُّ أَرَاضِيكُمْ بِأَشْجَارِ الزَّيْتُونِ، وَلَكِنْ مِنْ زَيْتِهَا لَا تَدَّهِنُونَ، لأَنَّ زَيْتُونَكُمْ يَنْتَثِرُ عَلَى الأَرْضِ قَبْلَ نُضْجِهِ. -\v 41 تُنْجِبُونَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ وَلا يَكُونُونَ لَكُمْ، لأَنَّهُمْ يُسْبَوْنَ. -\v 42 تَلْتَهِمُ أَسْرَابُ الْجَرَادِ أَشْجَارَكُمْ وَغَلّاتِ أَرْضِكُمْ. -\v 43 يَعْظُمُ شَأْنُ الْغُرَبَاءِ الْمُقِيمِينَ بَيْنَكُمْ، وَيَتَفَاقَمُ انْحِطَاطُ شَأْنِكُمْ. -\v 44 هُمْ يُقْرِضُونَكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُقْرِضُونَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ رَأْساً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ ذَنَباً، -\v 45 وَتَحِلُّ بِكُمْ هَذِهِ اللَّعْنَاتُ وَتُلازِمُكُمْ وَتُلاحِقُكُمْ حَتَّى تَهْلِكُوا، لأَنَّكُمْ لَمْ تُطِيعُوا صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ لِتَحْفَظُوا وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ الَّتِي أَمَرَكُمْ بِها، -\v 46 فَتَكُونُ فِيكُمْ وَفِي ذُرِّيَّتِكُمْ عِبْرَةً وَنَذِيراً إِلَى الأَبَدِ. -\v 47 وَلأَنَّكُمْ لَمْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ بِفَرَحٍ وَغِبْطَةٍ فِي زَمَنِ الازْدِهَارِ وَالْوَفْرَةِ، -\v 48 فَإِنَّكُمْ تُصْبِحُونَ عَبِيداً لأَعْدَائِكُمُ الَّذِينَ يُرْسِلُهُمُ الرَّبُّ عَلَيْكُمْ فِي أَحْوَالِ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَالْعُرْيِ وَالْفَاقَةِ، وَيَضَعُ نِيرَ حَدِيدٍ عَلَى أَعْنَاقِكُمْ حَتَّى يُهْلِكَكُمْ. -\v 49 وَيَجْلِبُ الرَّبُّ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعِيدٍ، مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ، أُمَّةً لَا تَفْهَمُونَ لُغَتَهَا، فَتَنْقَضُّ عَلَيْكُمْ كَالنَّسْرِ. -\v 50 أُمَّةً يُثِيرُ مَنْظَرُهَا الرُّعْبَ، لَا تَهَابُ الشَّيْخَ وَلا تَرْأَفُ بِالطِّفْلِ، -\v 51 فَتَسْتَوْلِي عَلَى نِتَاجِ بَهَائِمِكُمْ، وَتَلْتَهِمُ غَلّاتِ أَرْضِكُمْ حَتَّى تَفْنَوْا، وَلا تُبْقِي لَكُمْ قَمْحاً وَلا خَمْراً وَلا زَيْتاً وَلا نِتَاجَ بَقَرِكُمْ وَنِعَاجِكُمْ حَتَّى تُهْلِكَكُمْ. -\v 52 وَتُحَاصِرُكُمْ فِي جَمِيعِ مُدُنِكُمْ حَتَّى تَتَهَدَّمَ أَسْوَارُكُمُ الشَّامِخَةُ الْحَصِينَةُ الَّتِي وَثِقْتُمْ بِمَنَاعَتِهَا فِي كُلِّ مُدُنِكُمْ. فَتُحَاصِرُكُمْ فِي جَمِيعِ مُدُنِكُمْ فِي كُلِّ أَرْضِكُمُ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ. -\v 53 فَتَأْكُلُونَ فِي أَثْنَاءِ الْحِصَارِ وَالضِّيقَةِ الَّتِي يُضَايِقُكُمْ بِها عَدُوُّكُمْ ثِمَارَ بُطُونِكُمْ، لَحْمَ أَبْنَائِكُمْ وَبَنَاتِكُمُ الَّذِينَ رَزَقَكُمْ بِهِمِ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. -\v 54 فَيَقْسُو قَلْبُ أَكْثَرِكُمْ رِقَّةً وَرَأْفَةً عَلَى أَخِيهِ وَامْرَأَتِهِ الَّتِي فِي حِضْنِهِ وَسَائِرِ أَبْنَائِهِ الأَحْيَاءِ. -\v 55 فَلا يُعْطِي أَحَدَهُمْ مِنْ لَحْمِ أَبْنَائِهِ، الَّذِي يَأْكُلُهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ لَدَيْهِ شَيْءٌ سِوَاهُ فِي الْحِصَارِ وَالضِّيقَةِ الَّتِي يُضَايِقُكُمْ بِها عَدُوُّكُمْ فِي جَمِيعِ مُدُنِكُمْ. -\v 56 وَكَذَلِكَ فَإِنَّ أَكْثَرَ النِّسَاءِ رِقَّةً وَرَأْفَةً، وَالَّتِي لِنُعُومَتِهَا وَتَرَفُّهِهَا لَا تَجْرُؤُ عَلَى لَمْسِ الأَرْضِ بِبَاطِنِ قَدَمِهَا، تَبْخَلُ عَلَى زَوْجِهَا رَجُلِ حِضْنِهَا وَعَلَى ابْنِهَا وَابْنَتِهَا -\v 57 بِمَشِيمَتِهَا السَّاقِطَةِ مِنْهَا، وَبِأَوْلادِهَا الَّذِينَ تَلِدُهُمْ، لأَنَّهَا تَنْوِي أَنْ تَأْكُلَهُمْ سِرّاً فِي أَثْنَاءِ الْحِصَارِ، فِي الضِّيقَةِ الَّتِي يُضَايِقُكُمْ بِها عَدُوُّكُمْ فِي كُلِّ مُدُنِكُمْ. -\v 58 فَإِنْ لَمْ تَحْرِصُوا عَلَى الْعَمَلِ بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ الْمَكْتُوبَةِ فِي هَذَا الْكِتَابِ، لِتَهابُوا اسْمَ الرَّبِّ إِلَهِكُمُ الْجَلِيلَ الْمَرْهُوبَ، -\v 59 فَإِنَّ الرَّبَّ يَجْعَلُ الضَّرَبَاتِ النَّازِلَةَ بِكُمْ وَبِذُرِّيَّتِكُمْ ضَرَبَاتٍ مُخِيفَةً وَكَوَارِثَ رَهِيبَةً دَائِمَةً وَأَمْرَاضاً خَبِيثَةً مُزْمِنَةً، -\v 60 وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ كُلَّ أَمْرَاضِ مِصْرَ الَّتِي فَزِعْتُمْ مِنْهَا فَتُلازِمُكُمْ، -\v 61 وَيُسَلِّطُ الرَّبُّ عَلَيْكُمْ أَيْضاً كُلَّ دَاءٍ وَكُلَّ بَلِيَّةٍ لَمْ تَرِدْ فِي كِتَابِ الشَّرِيعَةِ هَذَا، حَتَّى تَهْلِكُوا. -\v 62 فَتَصِيرُونَ قِلَّةً بَعْدَ أَنْ كُنْتُمْ فِي كَثْرَةِ نُجُومِ السَّمَاءِ، لأَنَّكُمْ لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. -\v 63 وَكَمَا سُرَّ الرَّبُّ بِكُمْ فَأَحْسَنَ إِلَيْكُمْ وَكَثَّرَكُمْ، فَإِنَّهُ سَيُسَرُّ بِأَنْ يَفْنِيَكُمْ وَيُهْلِكَكُمْ فَتَنْقَرِضُونَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ إِلَيْهَا لاِمْتِلاكِهَا. -\v 64 وَيُشَتِّتُكُمُ الرَّبُّ بَيْنَ جَمِيعِ الأُمَمِ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ إِلَى أَقْصَاهَا، فَتَعْبُدُونَ هُنَاكَ آلِهَةً أُخْرَى مِنْ خَشَبٍ أَوْ حَجَرٍ لَمْ تَعْرِفُوهَا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ، -\v 65 وَلا تَجِدُونَ بَيْنَ تِلْكَ الأُمَمِ اطْمِئْنَاناً وَلا مَقَرّاً لِقَدَمٍ، بَلْ يُعْطِيكُمُ الرَّبُّ قَلْباً هَلِعاً، وَعُيُوناً أَوْهَنَهَا التَّرَقُّبُ، وَنُفُوساً يَائِسَةً. -\v 66 وَتَعِيشُونَ حَيَاةً مُفْعَمَةً دَائِماً بِالتَّوَتُّرِ، مَلِيئَةً بِالرُّعْبِ لَيْلاً وَنَهَاراً. -\v 67 وَتَقُولُونَ فِي الصَّبَاحِ: يَا لَيْتَهُ الْمَسَاءُ، وَفِي الْمَسَاءِ: يَا لَيْتَهُ الصَّبَاحُ، مِنْ فَرْطِ ارْتِعَابِ قُلُوبِكُمْ وَمَا تَشْهَدُهُ عُيُونُكُمْ مِنْ هَوْلٍ. -\v 68 وَيَرُدُّكُمُ الرَّبُّ إِلَى دِيَارِ مِصْرَ فِي سُفُنٍ فِي طَرِيقٍ وَعَدَكُمْ أَلّا تَعُودُوا تَرَوْنَهَا، فَتُبَاعُونَ هُنَاكَ لأَعْدَائِكُمْ عَبِيداً وَإِمَاءً، وَلَيْسَ مَنْ يَشْتَرِي». -\c 29 -\s1 تجديد العهد -\p -\v 1 وَهَذِهِ هِيَ نُصُوصُ الْعَهْدِ الَّذِي أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى بِأَنْ يُبْرِمَهُ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي سُهُولِ مُوآبَ، فَضْلاً عَنِ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَهُمْ فِي حُورِيبَ. -\p -\v 2 اسْتَدْعَى مُوسَى جَمِيعَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ وَقَالَ لَهُمْ: لَقَدْ شَاهَدْتُمْ بِأَعْيُنِكُمْ مَا أَجْرَاهُ الرَّبُّ فِي دِيَارِ مِصْرَ بِفِرْعَوْنَ وَسَائِرِ عَبِيدِهِ وَبِكُلِّ أَرْضِهِ. -\v 3 بِأَعْيُنِكُمْ أَبْصَرْتُمْ تِلْكَ التَّجَارِبَ الْهَائِلَةَ وَالآيَاتِ وَالْعَجَائِبَ الْعَظِيمَةَ. -\v 4 وَلَكِنَّ الرَّبَّ لَمْ يُعْطِكُمْ حَتَّى الآنَ قُلُوباً لِتَعُوا وَعُيُوناً لِتُبْصِرُوا وَآذَاناً لِتَسْمَعُوا. -\v 5 لَقَدْ قُدْتُكُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، لَمْ تَبْلَ فِيهَا ثِيَابُكُمْ عَلَيْكُمْ، وَلَمْ تَهْتَرِئْ نِعَالُكُمْ عَلَى أَرْجُلِكُمْ. -\v 6 لَمْ تَأْكُلُوا فِي خِلالِهَا خُبْزاً وَلَمْ تَشْرَبُوا خَمْراً أَوْ مُسْكِراً لَكِنِّي أَشْبَعْتُكُمْ بِمَا وَفَّرْتُهُ لَكُمْ مِنْ طَعَامٍ وَمَاءٍ، لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. -\v 7 وَعِنْدَمَا بَلَغْتُمْ هَذَا الْمَوْضِعَ تَأَهَّبَ سِيحُونُ مَلِكُ حَشْبُونَ وَعُوجُ مَلِكُ بَاشَانَ لِحَرْبِنَا، فَدَحَرْنَاهُمَا -\v 8 وَاسْتَوْلَيْنَا عَلَى أَرْضِهِمَا، وَقَسَمْنَاهَا عَلَى سِبْطَيْ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى. -\p -\v 9 فَأَطِيعُوا نُصُوصَ هَذَا الْعَهْدِ وَاعْمَلُوا بِها، لِتُفْلِحُوا فِي كُلِّ مَا تَصْنَعُونَهُ. -\p -\v 10 أَنْتُمْ مَاثِلُونَ الْيَوْمَ جَمِيعُكُمْ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ: رُؤَسَاؤُكُمْ وَقَادَةُ أَسْبَاطِكُمْ وَعُرَفَاؤُكُمْ وَسَائِرُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ، -\v 11 وَأَطْفَالُكُمْ وَنِسَاؤُكُمْ، وَالْغُرَبَاءُ الْمُقِيمُونَ فِى وَسَطِكُمْ، مِمَّنْ يَحْتَطِبُ لَكُمْ وَيَسْتَقِي لَكُمْ مَاءَكُمْ، -\v 12 لِتَدْخُلُوا فِي عَهْدِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَقَسَمِهِ الَّذِي يُبْرِمُهُ الرَّبُّ مَعَكُمُ الْيَوْمَ، -\v 13 وَلِيُثَبِّتَكُمُ الْيَوْمَ لِنَفْسِهِ شَعْباً، فَيَكُونُ لَكُمْ إِلَهاً كَمَا وَعَدَكُمْ وَكَمَا حَلَفَ لِآبَائِكُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ. -\v 14 وَلَسْتٌ أَقْطَعُ هَذَا الْعَهْدَ وَهَذَا الْقَسَمَ مَعَكُمْ وَحْدَكُمْ، -\v 15 بَلْ فَضْلاً عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمَاثِلِينَ الْيَوْمَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِنَا، فَإِنَّنِي أُبْرِمُهُ أَيْضاً مَعَ الأَجْيَالِ الْقَادِمَةِ. -\p -\v 16 لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمْ كَيْفَ أَقَمْنَا فِي دِيَارِ مِصْرَ، وَكَيْفَ جُزْنَا فِيمَا بَيْنَ الأُمَمِ الَّذِينَ عَبَرْتُمْ بِهِمْ، -\v 17 وَشَهِدْتُمْ أَرجَاسَهُمْ وَمَا لَدَيْهِمْ مِنْ أَصْنَامٍ مَصْنُوعَةٍ مِنْ خَشَبٍ وَحَجَرٍ وَفِضَّةٍ وَذَهَبٍ، -\v 18 لِئَلّا يَكُونَ بَيْنَكُمْ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ أَوْ عَشِيرَةٌ أَوْ سِبْطٌ مَالَ قَلْبُهُ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِنَا، فَغَوَى لِيَعْبُدَ آلِهَةَ تِلْكَ الأَمَمِ. فَاحْرِصُوا أَلّا يَكُونَ بَيْنَكُمْ مَنْ تَأَصَّلَ فِيهِ الشَّرُّ، فَيَحْمِلَ ثَمَراً عَلْقَماً سَامّاً. -\v 19 فَإِنْ سَمِعَ كَلامَ هَذَا الْقَسَمِ يَسْتَمْطِرُ بَرَكَةً عَلَى نَفْسِهِ قَائِلاً: «سَأَكُونُ آمِناً حَتَّى وَلَوْ أَصْرَرْتُ عَلَى الاسْتِمْرَارِ فِى سُلُوكِ طَرِيقِي». إِنَّ هَذَا يُفْضِي إِلَى فَنَاءِ الأَخْضَرِ وَاليَابِسِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ. -\v 20 إِنَّ الرَّبَّ لَا يَشَاءُ الرِّفْقَ بِمِثْلِ هَذَا الإِنْسَانِ، بَلْ يَحْتَدِمُ غَضَبُهُ وَغَيْرَتُهُ عَلَيْهِ، فَتَنْزِلُ بِهِ كُلُّ اللَّعْنَاتِ الْمُدَوَّنَةِ فِي هَذَا الْكِتَابِ، وَيَمْحُو اسْمَهُ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. -\p -\v 21 وَيُفْرِزُهُ الرَّبُّ مِنْ بَيْنِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ لِيُهْلِكَهُ بِمُقْتَضَى جَمِيعِ لَعْنَاتِ الْعَهْدِ الْمُدَوَّنَةِ فِي كِتَابِ الشَّرِيعَةِ هَذَا. -\v 22 فَيُشَاهِدُ أَبْنَاؤُكُمْ مِنَ الأَجْيَالِ الْقَادِمَةِ، وَالْغُرَبَاءُ الْوَافِدُونَ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ بَلايَا تِلْكَ الأَرْضِ وَمَا يُصِيبُهَا الرَّبُّ بِهِ مِنْ أَمْرَاضٍ، -\v 23 إِذْ تُصْبِحُ جَمِيعُ الأَرْضِ كِبْرِيتاً، مُحْتَرِقَةً لَا زَرْعَ فِيهَا وَلا نَبَاتَ وَلا عُشْبَ، وَكَأَنَّهَا انْقَلَبَتْ كَمَا جَرَى لِسَدُومَ وَعَمُورَةَ وَأَدْمَةَ وَصَبُوِييمَ، الَّتِي قَلَبَهَا الرَّبُّ مِنْ جَرَّاءِ غَضَبِهِ وَسَخَطِهِ. -\v 24 فَتَقُولُ جَمِيعُ الأَمَمِ: لِمَاذَا فَعَلَ الرَّبُّ هَذَا كُلَّهُ بِهَذِهِ الأَرْضِ؟ وَلِمَاذَا احْتِدَامُ هَذَا الْغَضَبِ الْعَظِيمِ؟ -\v 25 فَيَكُونُ الْجَوَابُ: لأَنَّ هَذَا الشَّعْبَ نَقَضَ عَهْدَ الرَّبِّ إِلَهِ آبَائِهِمِ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَهُمْ حِينَ أَخْرَجَهُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، -\v 26 وَغَوَوْا وَعَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا، آلِهَةً غَرِيبَةً لَمْ يَعْرِفُوهَا وَلَمْ يُعْطِهَا الرَّبُّ لَهُمْ، -\v 27 فَالْتَهَبَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى تِلْكَ الأَرْضِ، فَصَبَّ عَلَيْهَا كُلَّ اللَّعْنَاتِ الْمُدَوَّنَةِ فِى هَذَا الْكِتَابِ -\v 28 وَاجْتَثَّهُمْ مِنْ أَرْضِهِمْ بِغَضَبٍ وَسَخَطٍ وَغَيْظٍ عَظِيمٍ، وَطَوَّحَ بِهِمْ إِلَى أَرْضٍ أُخْرَى كَمَا هُوَ حَادِثٌ الْيَوْمَ. -\v 29 إِنَّ السَّرَائِرَ لِلرَّبِّ إِلَهِنَا، أَمَّا الْوَصَايَا الْمُعْلَنَةُ فَهِيَ لَنَا ولأَبْنَائِنَا إِلَى الأَبَدِ، لِنَعْمَلَ بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ. -\c 30 -\s1 مكافآت التوبة -\p -\v 1 وَعِنْدَمَا تَحِلُّ بِكُمْ هَذِهِ الْبَرَكَاتُ وَاللَّعْنَاتُ كُلُّهَا الَّتِي وَضَعْتُهَا أَمَامَكُمْ، وَرَدَّدْتُمُوهَا فِي قُلُوبِكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ حَيْثُ شَتَّتَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، -\v 2 وَرَجَعْتُمْ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ أَنْتُمْ وَبَنُوكُمْ، وَسَمِعْتُمْ لِصَوْتِهِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَنُفُوسِكُمْ بِحَسَبِ كُلِّ مَا أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ الْيَوْمَ، -\v 3 فَإِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يَرُدُّ سَبْيَكُمْ وَيَرْحَمُكُمْ، وَيَلُّمُ شَتَاتَكُمْ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ نَفَاكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ إِلَيْهِمْ. -\v 4 فَإِنْ كَانَ قَدْ بَدَّدَكُمْ إِلَى أَقْصَى السَّمَاوَاتِ فَمِنْ هُنَاكَ يَجْمَعُكُمْ وَيَرْجِعُ بِكُمْ، -\v 5 وَيُعِيدُكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي وَرِثَهَا آبَاؤُكُمْ فَتَمْتَلِكُونَهَا، وَيُحْسِنُ إِلَيْكُمْ وَيُكَثِّرُكُمْ أَكْثَرَ مِنْ آبَائِكُمْ. -\v 6 وَيُطَهِّرُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ قُلُوبَكُمْ وَقُلُوبَ نَسْلِكُمْ لِتُحِبُّوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ نُفُوسِكُمْ لِتَحْيَوْا مُطْمَئِنِّينَ -\v 7 وَيُحَوِّلُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ كُلَّ هَذِهِ اللَّعْنَاتِ لِتَنْصَبَّ عَلَى أَعْدَائِكُمْ وَعَلَى مُبْغِضِيكُمُ الَّذِينَ طَرَدُوكُمْ، -\v 8 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتُطِيعُونَ صَوْتَ الرَّبِّ مِنْ جَدِيدٍ وَتَعْمَلُونَ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِها الآنَ. -\v 9 فَيُفِيضُ الرَّبُّ عَلَيْكُمْ خَيْراً فِي كُلِّ مَا تُنْتِجُهُ أَيْدِيكُمْ وَيُكَثِّرُ ثَمَرَةَ أَحْشَائِكُمْ وَنِتَاجَ بَهَائِمِكُمْ، وَغَلّاتِ أَرْضِكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ يَعُودُ فَيَبْتَهِجُ بِكُمْ وَيَجْعَلُكُمْ مُزْدَهِرِينَ، كَمَا ابْتَهَجَ بِآبَائِكُمْ. -\v 10 هَذَا إِنْ سَمِعْتُمْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَحَفِظْتُمْ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ الْمُدَوَّنَةَ فِي كِتَابِ الشَّرِيعَةِ هَذَا، وَإِنْ رَجَعْتُمْ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ نُفُوسِكُمْ. -\s1 الخيار بين الحياة والموت -\p -\v 11 إِنَّ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ الْيَوْمَ مِنْ وَصَايَا لَيْسَتْ مُتَعَذِّرَةً عَلَيْكُمْ وَلا بَعِيدَةَ الْمَنَالِ، -\v 12 فَهِيَ لَيْسَتْ فِي السَّمَاءِ حَتَّى تَقُولُوا: مَنْ يَصْعَدُ لأَجْلِنَا إِلَى السَّمَاءِ لِيَأْتِيَ لَنَا بِها وَيَتْلُوَهَا عَلَيْنَا فَنَعْمَلَ بِها؟ -\v 13 وَلا هِيَ فِي مَا وَرَاءَ الْبَحْرِ حَتَّى تَتَسَاءَلُوا: مَنْ يَعْبُرُ الْبَحْرَ لأَجْلِنَا وَيَأْتِينَا بِها وَيَتْلُوهَا عَلَيْنَا فَنَعْمَلَ بِها؟ -\v 14 بَلِ الْكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكُمْ جِدّاً، فِي أَفْوَاهِكُمْ وَقُلُوبِكُمْ لِتَعْمَلُوا بِها. -\p -\v 15 انْظُرُوا: هَا أَنَا قَدْ وَضَعْتُ أَمَامَكُمُ الْيَوْمَ الْحَيَاةَ وَالْخَيْرَ، وَالْمَوْتَ وَالشَّرَّ، -\v 16 إِذْ إِنَّنِي قَدْ أَوْصَيْتُكُمُ الْيَوْمَ أَنْ تُحِبُّوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ وَأَنْ تَسْلُكُوا فِي طُرُقِهِ وَتُطِيعُوا وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ وَأَحْكَامَهُ لِتَحْيَوْا وَتَنْمُوا، فَيُبَارِكَكُمُ الرَّبُّ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ إِلَيْهَا لاِمْتِلاكِهَا. -\v 17 وَلَكِنْ إِنْ تَحَوَّلَتْ قُلُوبُكُمْ وَلَمْ تُطِيعُوا، بَلْ غَوَيْتُمْ وَسَجَدْتُمْ لآلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدْتُمُوهَا -\v 18 فَإِنِّي أُنْذِرُكُمُ الْيَوْمَ أَنَّكُمْ لَا مَحَالَةَ هَالِكُونَ. لَا تُطِيلُ الأَيَّامَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ عَابِرٌ الأُرْدُنَّ لِتَدْخُلَهَا وَتَمْتَلِكَهَا. -\v 19 هَا أَنَا أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. قَدْ وَضَعْتُ أَمَامَكُمُ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ، الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ. فَاخْتَارُوا الْحَيَاةَ لِتَحْيَوْا أَنْتُمْ وَنَسْلُكُمْ، -\v 20 إِذْ تُحِبُّونَ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ وَتُطِيعُونَ صَوْتَهُ وَتَتَمَسَّكُونَ بِهِ، لأَنَّهُ هُوَ حَيَاتُكُمْ، وَهُوَ الَّذِي يُطِيلُ أَيَّامَكُمْ لِتَسْتَوْطِنُوا الأَرْضَ الَّتِي حَلَفَ الرَّبُّ أَنْ يُعْطِيَهَا لِآبَائِكُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ. -\c 31 -\s1 خلافة يشوع لموسى -\p -\v 1 وَمَضَى مُوسَى يَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: -\v 2 «أَنَا الْيَوْمَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْعُمْرِ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَصِرْتُ عَاجِزاً عَنْ قِيَادَتِكُمْ. وَقَدْ قَالَ الرَّبُّ لِي: لَنْ تَعْبُرَ هَذَا الأُرْدُنَّ. -\v 3 وَلَكِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ عَابِرٌ أَمَامَكُمْ، وَهُوَ يُبِيدُ تِلْكَ الأُمَمَ مِنْ قُدَّامِكُمْ فَتَرِثُونَهُمْ. وَسَيَكُونُ يَشُوعُ قَائِدَكُمْ كَمَا وَعَدَ الرَّبُّ. -\v 4 سَيَصْنَعُ الرَّبُّ بِهِمْ كَمَا صَنَعَ بِسِيحُونَ وَعُوجَ مَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ وَبِأَرْضِهِمَا وَأَبَادَهُمَا. -\v 5 فَمَتَى أَخْضَعَهُمُ الرَّبُّ لَكُمْ فَافْعَلُوا بِهِمْ بِمُوْجِبِ جَمِيعِ الْوَصَايَا الَّتِي أَمَرْتُكُمْ بِها. -\v 6 تَقَوَّوْا وَتَشَجَّعُوا. لَا تَخْشَوْهُمْ وَلا تَجْزَعُوا مِنْهُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ سَائِرٌ مَعَكُمْ، لَا يُهْمِلُكُمْ وَلا يَتْرُكُكُمْ». -\v 7 فَاسْتَدْعَى مُوسَى يَشُوعَ وَقَالَ لَهُ أَمَامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ: «تَقَوَّ وَتَشَجَّعْ، لأَنَّكَ أَنْتَ مَاضٍ مَعَ هَذَا الشَّعْبِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفَ الرَّبُّ لِآبَائِهِمْ أَنْ يَهَبَهَا لَهُمْ، وَأَنْتَ تُوَزِّعُهَا عَلَيْهِمْ. -\v 8 هُوَذَا الرَّبُّ يَتَقَدَّمُكَ، هُوَ يَكُونُ مَعَكَ، لَا يُهْمِلُكَ وَلا يَتْرُكُكَ. لِذَلِكَ لَا تَخَفْ وَلا تَرْتَعِبْ». -\s1 تلاوة الشريعة -\p -\v 9 وَكَتَبَ مُوسَى كَلِمَاتِ هَذِهِ التَّوْرَاةِ وَسَلَّمَهَا لِلْكَهَنَةِ بَنِي لاوِي حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَإِلَى سَائِرِ شُيُوخِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\v 10 وَأَمَرَهُمْ مُوسَى قَائِلاً: «فِي خِتَامِ السَّبْعِ السَّنَوَاتِ، فِي مِيعَادِ سَنَةِ الإِبْرَاءِ مِنَ الدُّيُونِ، فِي عِيدِ الْمَظَالِّ -\v 11 عِنْدَمَا يَجْتَمِعُ جَمِيعُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ لِلْعِبَادَةِ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ، تَتْلُونَ نُصُوصَ هَذِهِ التَّوْرَاةِ فِي مَسَامِعِهِمْ. -\v 12 اجْمَعُوا الشَّعْبَ رِجَالاً وَنِسَاءً وَأَطْفَالاً، وَالْغُرَبَاءَ الْمُقِيمِينَ فِي مُدُنِكُمْ لِيَسْمَعُوا وَيَتَعَلَّمُوا تَقْوَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، وَيَحْرِصُوا عَلَى الْعَمَلِ بِجَمِيعِ نُصُوصِ هَذِهِ التَّوْرَاةِ. -\v 13 وَكَذَلِكَ لِيَسْمَعَ أَوْلادُهُمُ الشَّرِيعَةَ الَّتِي لَمْ يَعْرِفُوهَا، لِيَتَعَلَّمُوا تَقْوَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ طَوَالَ الأَيَّامِ الَّتِي يَعِيشُونَهَا عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ إِلَيْهَا لِتَرِثُوهَا». -\s1 توقع تمرد بني إسرائيل -\p -\v 14 وَكَانَ الرَّبُّ قَدْ قَالَ لِمُوسَى: «هَا أَنْتَ قَدْ أَوْشَكْتَ عَلَى الْمَوْتِ، وَأَيَّامُ حَيَاتِكَ بَاتَتْ مَعْدُودَةً. فَادْعُ يَشُوعَ، وَقِفَا كِلاكُمَا عِنْدَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِكَيْ أُوصِيَهُ». فَمَضَى مُوسَى وَيَشُوعُ وَمَثَلا عِنْدَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 15 فَتَجَلَّى الرَّبُّ فِي الْخَيْمَةِ، فِي سَحَابَةٍ. وَوَقَفَتِ السَّحَابَةُ عِنْدَ بَابِ الْخَيْمَةِ. -\v 16 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مَا إِنْ تَمُوتُ وَتَلْحَقُ بِآبَائِكَ حَتَّى يُسْرِعَ هَذَا الشَّعْبُ وَيَفْجُرَ وَرَاءَ آلِهَةِ الْغُرَبَاءِ الْمُقِيمِينَ فِي الأَرْضِ الَّتِي هُوَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا فِي وَسَطِهِمْ، وَيَتَخَلَّى عَنِّي وَيَنْكُثَ عَهْدِي الَّذِي أَبْرَمْتُهُ مَعَهُ، -\v 17 فَيَحْتَدِمُ غَضَبِي عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَأَنْبِذُهُ وَأَحْجُبُ وَجْهِي عَنْهُ، فَيَكُونُ فَرِيسَةً. وَتَلْحَقُ بِهِ شُرُورٌ كَثِيرَةٌ وَمَصَائِبُ، حَتَّى يَقُولَ: أَلَيْسَ لأَنَّ إِلَهِي قَدْ هَجَرَنِي، قَدْ أَصَابَتْنِي هَذِهِ الشُّرُورُ؟ -\v 18 وَأَحْجُبُ وَجْهِي عَنْهُمْ مِنْ أَجْلِ جَمِيعِ مَا ارْتَكَبُوهُ مِنْ شُرُورٍ، إِذْ سَعَوْا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى. -\p -\v 19 فَالآنَ دَوِّنُوا لأَنْفُسِكُمْ هَذَا النَّشِيدَ وَعَلِّمُوهُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. ضَعُوهُ فِي أَفْوَاهِهِمْ لِيَكُونَ هَذَا النَّشِيدُ شَهَادَةً عَلَيْهِمْ. -\v 20 لأَنِّي حَالَمَا أُدْخِلُهُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً، هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي حَلَفْتُ أَنْ تَكُونَ لِآبَائِهِمْ، فَيَأْكُلُونَ وَيَشْبَعُونَ وَيَسْمَنُونَ، فَإِنَّهُمْ يَسْعَوْنَ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى وَيَعْبُدُونَهَا وَيَزْدَرُونَ بِي نَاقِضِينَ عَهْدِي. -\v 21 فَمَتَى حَلَّتْ بِهِمْ شُرُورٌ كَثِيرَةٌ وَمَصَائِبُ جَمَّةٌ، يَشْهَدُ هَذَا النَّشِيدُ عَلَيْهِمْ، لأَنَّهُ سَيَظَلُّ يَتَرَدَّدُ عَلَى أَفْوَاهِ ذُرِّيَّتِهِمْ، إِذْ إِنَّنِي عَالِمٌ بِخَوَاطِرِهِمِ الَّتِي تَدُورُ بِخَلَدِهِمِ الآنَ قَبْلَ أَنْ أُدْخِلَهُمْ إِلَى الأَرْضِ كَمَا حَلَفْتُ». -\v 22 فَكَتَبَ مُوسَى هَذَا النَّشِيدَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَعَلَّمَهُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. -\v 23 وَأَوْصَى الرَّبُّ يَشُوعَ بْنَ نُونَ قَائِلاً: «تَقَوَّ وَتَشَجَّعْ، لأَنَّكَ أَنْتَ تُدْخِلُ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمْتُ لَهُمْ عَلَيْهَا، وَأَنَا أَكُونُ مَعَكَ». -\p -\v 24 وَعِنْدَمَا أَتَمَّ مُوسَى تَدْوِينَ نُصُوصِ هَذِهِ التَّوْرَاةِ كَامِلَةً فِي كِتَابٍ، -\v 25 أَمَرَ اللّاوِيِّينَ حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ قَائِلاً: -\v 26 «خُذُوا كِتَابَ التَّوْرَاةِ هَذَا وَضَعُوهُ إِلَى جِوَارِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، لِيَكُونَ هُنَاكَ شَاهِداً عَلَيْكُمْ، -\v 27 لأَنِّي أَعْرِفُ تَمَرُّدَكُمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِكُمْ. إِذْ وَأَنَا مَازِلْتُ حَيًّا مَعَكُمُ الْيَوْمَ أَخَذْتُمْ فِي مُقَاوَمَةِ الرَّبِّ. فَكَمْ بِالأَحْرَى تَتَمَرَّدُونَ بَعْدَ مَوْتِي؟ -\p -\v 28 اِجْمَعُوا إِلَيَّ جَمِيعَ شُيُوخِ أَسْبَاطِكُمْ وَعُرَفَاءَكُمْ، لأَتْلُوَ عَلَى مَسَامِعِهِمْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ، وَأُشْهِدَ عَلَيْهِمِ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. -\v 29 لأَنَّنِي وَاثِقٌ أَنَّكُمْ بَعْدَ مَوْتِي تَفْسَدُونَ وَتَضِلُّونَ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَوْصَيْتُكُمْ بِها، فَيُصِيبُكُمُ الشَّرُّ فِي آخِرِ الأَيَّامِ، لأَنَّكُمْ تَقْتَرِفُونَ الشَّرَّ أَمَامَ الرَّبِّ حَتَّى تُثِيرُوا غَيْظَهُ بِمَا تَجْنِيهِ أَيْدِيكُمْ.» -\s1 ترنيمة موسى -\p -\v 30 فَتَلا مُوسَى فِي مَسَامِعِ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ كُلَّ كَلِمَاتِ أَبْيَاتِ هَذَا النَّشِيدِ. -\c 32 -\p -\v 1 «أَصْغِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ فَأَتَكَلَّمَ وَلْتُنْصِتِ الأَرْضُ إِلَى أَقْوَالِ فَمِي. -\v 2 لِيَنْهَمِرْ تَعْلِيمِي كَالْمَطَرِ، وَلْيَقْطُرْ كَلامِي، فَيَكُونَ كَالطَّلِّ عَلَى الْكَلأ وَكَالْغَيْثِ عَلَى الْعُشْبِ. -\v 3 بِاسْمِ الرَّبِّ أَدْعُو، فَمَجِّدُوا عَظَمَةَ إِلَهِنَا. -\v 4 هُوَ الصَّخْرُ، وَصَنَائِعُهُ كُلُّهَا كَامِلَةٌ، سُبُلُهُ جَمِيعُهَا عَدْلٌ. هُوَ إِلَهُ أَمَانَةٍ لَا يَرْتَكِبُ جَوْراً، صِدِّيقٌ وَعَادِلٌ هُوَ. -\p -\v 5 لَقَدِ اقْتَرَفُوا الْفَسَادَ أَمَامَهُ، وَلَمْ يَعُودُوا لَهُ أَبْنَاءً بَلْ لَطْخَةَ عَارٍ، إِنَّهُمْ جِيلٌ أَعْوَجُ وَمُلْتَوٍ -\v 6 أَبِهَذَا تُكَافِئُونَ الرَّبَّ أَيُّهَا الشَّعْبُ الأَحْمَقُ الْغَبِيُّ؟ أَلَيْسَ هُوَ أَبَاكُمْ وَخَالِقَكُمُ الَّذِي عَمِلَكُمْ وَكَوَّنَكُمْ؟ -\v 7 اذْكُرُوا الأَيَّامَ الْغَابِرَةَ، وَتَأَمَّلُوا فِي سَنَوَاتِ الأَجْيَالِ الْمَاضِيَةِ. اسْأَلُوا آبَاءَكُمْ فَيُنْبِئُوكُمْ، وَشُيُوخَكُمْ فَيُخْبِرُوكُمْ. -\p -\v 8 عِنْدَمَا قَسَمَ الْعَلِيُّ الْمِيرَاثَ عَلَى الأُمَمِ، وَحِينَ فَرَّقَ بَنِي آدَمَ، أَقَامَ حُدُوداً لِلشُّعُوبِ عَلَى عَدَدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، -\v 9 لأَنَّ نَصِيبَ الرَّبِّ هُوَ شَعْبُهُ، وَأَبْنَاءَ يَعْقُوبَ قُرْعَةُ مِيرَاثِهِ. -\v 10 وَجَدَهُمْ فِي أَرْضٍ قَفْرٍ وَفِي خَلاءٍ مُوْحِشٍ. فَأَحَاطَ بِهِمْ وَرَعَاهُمْ وَصَانَهُمْ كَحَدَقَةِ عَيْنِهِ. -\v 11 وَكَمَا يَهُزُّ النَّسْرُ عُشَّهُ، وَيَرُفُّ عَلَى فِرَاخِهِ، بَاسِطاً جَنَاحَيْهِ لِيَأْخُذَهَا وَيَحْمِلَهَا عَلَى مِنْكَبَيْهِ، -\v 12 هَكَذَا الرَّبُّ وَحْدَهُ قَادَ شَعْبَهُ، وَلَيْسَ مَعَهُ إِلَهٌ غَرِيبٌ. -\v 13 أَصْعَدَهُمْ عَلَى هِضَابِ الأَرْضِ فَأَكَلُوا ثِمَارَ الصَّحْرَاءِ، وَغَذَّاهُمْ بِعَسَلٍ مِنْ صَخْرٍ، وَزَيْتٍ مِنْ حَجَرِ الصَّوَّانِ، -\v 14 وَزُبْدَةِ الْبَقَرِ وَلَبَنِ الْغَنَمِ وَشَحْمِ خِرَافٍ وَتُيُوسٍ وَخِيَارِ كِبَاشِ بَاشَانَ، وَأَفْضَلِ لُبِّ الْحِنْطَةِ، وَسَقَاهُمْ دَمَ الْعِنَبِ الْقَانِي. -\p -\v 15 فَسَمِنَ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَرَفَسُوا، سَمِنُوا وَغَلُظُوا وَاكْتَسَوْا شَحْماً، فَرَفَضُوا الإِلَهَ صَانِعَهُمْ وَتَنَكَّرُوا لِصَخْرَةِ خَلاصِهِمْ. -\v 16 أَثَارُوا غَيْرَتَهُ بِآلِهَتِهِمِ الْغَرِيبَةِ، وَأَغَاظُوهُ بِأَصْنَامِهِمِ الرِّجْسَةِ. -\v 17 قَدَّمُوا مُحْرَقَاتٍ لأَوْثَانٍ لَيْسَتْ هِيَ اللهَ، لِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا بَلْ ظَهَرَتْ حَدِيثاً، آلِهَةٍ لَمْ يَرْهَبْهَا آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ. -\v 18 لَقَدْ نَبَذْتُمُ الصَّخْرَ الَّذِي أَنْجَبَكُمْ، وَنَسِيتُمُ اللهَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ. -\p -\v 19 فَرَأَى الرَّبُّ ذَلِكَ وَرَذَلَهُمْ، إِذْ أَثَارَ أَبْنَاؤُهُ وَبَنَاتُهُ غَيْظَهُ. -\v 20 وَقَالَ: سَأَحْجُبُ وَجْهِي عَنْهُمْ، فَأَرَى مَاذَا يَكُونُ مَصِيرُهُمْ؟ إِنَّهُمْ جِيلٌ مُتَقَلِّبٌ وَأَوْلادٌ خَوَنَةٌ، -\v 21 هَيَّجُوا غَيْرَتِي بِعِبَادَةِ أَوْثَانِهِمْ، وَأَسْخَطُونِي بِأَصْنَامِهِمِ الْبَاطِلَةِ. لِذَلِكَ سَأُثِيرُ غَيْرَتَهُمْ بِشَعْبٍ مُتَوَحِّشٍ، وَأُغِيظُهُمْ بِأُمَّةٍ حَمْقَاءَ. -\v 22 فَهَا قَدْ أَضْرَمَ غَضَبِي نَاراً تُحْرِقُ حَتَّى الْهَاوِيَةِ السُّفْلَى، وَتَأْكُلُ الأَرْضَ وَغَلّاتِهَا، وَتُشْعِلُ أُسُسَ الْجِبَالِ. -\v 23 أُكَوِّمُ عَلَيْهِمْ شُرُوراً وَأُنْفِذُ سِهَامِي فِيهِمْ. -\v 24 وَحِينَ يَكُونُونَ خَائِرِينَ مِنَ الْجُوعِ، مَنْهُوكِينَ مِنَ الْحُمَّى وَالدَّاءِ السَّامِّ، أَجْعَلُ أَنْيَابَ الْوُحُوشِ مَعَ سُمِّ زَوَاحِفِ الأَرْضِ تَنْشَبُ فِيهِمْ. -\v 25 يُثْكِلُهُمْ سَيْفُ الْعَدُوِّ فِي الطَّرِيقِ، وَيَسْتَوْلِي عَلَيْهِم الرُّعْبُ دَاخِلَ الْخُدُورِ، فَيَهْلِكُ الْفَتَى مَعَ الْفَتَاةِ، وَالرَّضِيعُ مَعَ الشَّيْخِ. -\v 26 قُلْتُ: أُشَتِّتُهُمْ فِي زَوَايَا الأَرْضِ، وَأَمْحُو مِنْ بَيْنِ النَّاسِ ذِكْرَهُمْ. -\v 27 لَوْلا خَوْفِي مِنْ تَبَجُّحِ الْعَدُوِّ، إِذْ يَظُنُّونَ قَائِلِينَ: إِنَّ يَدَنَا قَدْ عَظُمَتْ، وَلَيْسَ مَا جَرَى هُوَ مِنْ فِعْلِ الرَّبِّ. -\p -\v 28 إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ أُمَّةٌ غَبِيَّةٌ لَا بَصِيرَةَ فِيهَا. -\v 29 لَوْ عَقَلُوا لَفَطِنُوا لِمَآلِهِمْ وَتَأَمَّلُوا فِي مَصِيرِهِمْ، -\v 30 إِذْ كَيْفَ يَدْحَرُ وَاحِدٌ أَلْفاً، وَيَهْزِمُ اثْنَانِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ عَشَرَةَ آلافٍ مِنْهُمْ، لَوْلا أَنَّ صَخْرَهُمْ قَدْ هَجَرَهُمْ وَالرَّبَّ قَدْ سَلَّمَهُمْ؟ -\v 31 لأَنْ لَيْسَ صَخْرُهُمْ كَصَخْرِنَا، وَهَذَا مَا يُقِرُّ بِهِ أَعْدَاؤُنَا. -\v 32 إِذْ إِنَّ كَرْمَتَهُمْ هِيَ مِنْ كَرْمَةِ سَدُومَ وَمِنْ حُقُولِ عَمُورَةَ. وَعِنَبَهُمْ يَنْضَحُ سُمّاً، وَعَنَاقِيدَهُمْ تَفِيضُ مَرَارَةً. -\v 33 خَمْرُهُمْ حُمَةُ الأَفَاعِي وَسُمُّ الثَّعَابِينِ الْمُمِيتُ. -\p -\v 34 أَلَيْسَ هَذَا مُدَّخَراً عِنْدِي مَخْتُوماً عَلَيْهِ فِي خَزَائِنِي؟ -\v 35 لِيَ النَّقْمَةُ وَأَنَا أُجَازِي. وَفِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ تَزِلُّ أَقْدَامُهُمْ فَيَوْمُ هَلاكِهِمْ بَاتَ وَشِيكاً، وَمَصِيرُهُمُ الْمَحْتُومُ يُسْرِعُ إِلَيْهِمْ، -\v 36 لأَنَّ الرَّبَّ يَدِينُ شَعْبَهُ وَيَرْأَفُ بِعَبِيدِهِ. عِنْدَمَا يَرَى أَنَّ قُوَّتَهُمْ قَدِ اضْمَحَلَّتْ وَلَمْ يَبْقَ عَبْدٌ وَلا حُرٌّ، -\v 37 عِنْدَئِذٍ يَسْأَلُ الرَّبُّ: أَيْنَ آلِهَتُهُمْ؟ أَيْنَ الصَّخْرَةُ الَّتِي الْتَجَأُوا إِلَيْهَا؟ -\v 38 الَّتِي كَانَتْ تَلْتَهِمُ شَحْمَ ذَبَائِحِهِمْ وَتَشْرَبُ خَمْرَ سَكَائِبِهِمْ؟ لِتَهُبَّ لِمُسَاعَدَتِهِمْ وَتَبْسُطَ عَلَيْهِمْ حِمَايَتَهَا. -\v 39 انْظُرُوا الآنَ: إِنِّي أَنَا هُوَ وَلَيْسَ إِلَهٌ آخَرُ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي، أَسْحَقُ وَأَشْفِي، وَلا مُنْقِذَ مِنْ يَدِي. -\v 40 أَبْسُطُ يَدِي نَحْوَ السَّمَاءِ قَائِلاً: حَيٌّ أَنَا إِلَى الأَبَدِ. -\v 41 إِذَا سَنَنْتُ سَيْفِي الْبَارِقَ وَأَمْسَكَتْ بِهِ يَدِي لِلْقَضَاءِ، فَإِنِّي أَنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِي، وَأُجَازِي مُبْغِضِيَّ. -\v 42 أُسْكِرُ سِهَامِي بِالدَّمِ وَيَلْتَهِمُ سَيْفِي لَحْماً، مِنْ دَمِ الْقَتْلَى وَالسَّبَايَا وَرُؤُوسِ قَادَةِ الْعَدُوِّ. -\p -\v 43 تَهَلَّلِي أَيَّتُهَا الأُمَمُ مَعَ شَعْبِهِ، لأَنَّهُ سَيَنْتَقِمُ لِدِمَاءِ عَبِيدِهِ وَيَثْأَرُ مِنْ أَعْدَائِهِ وَيَصْفَحُ عَنْ أَرْضِهِ وَعَنْ شَعْبِهِ». -\p -\v 44 وَأَقْبَلَ مُوسَى وَيَشُوعُ بْنُ نُونَ وَقَرَآ كَلِمَاتِ هَذَا النَّشِيدِ جَمِيعَهَا فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ. -\p -\v 45 وَعِنْدَمَا انْتَهَى مُوسَى مِنْ تِلاوَةِ جَمِيعِ كَلِمَاتِ أَبْيَاتِ هَذَا النَّشِيدِ عَلَى الإِسْرَائِيلِيِّينَ، -\v 46 قَالَ لَهُمْ: «تَأَمَّلُوا بِقُلُوبِكُمْ فِي جَمِيعِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي أَنَا أَشْهَدُ عَلَيْكُمْ بِها الْيَوْمَ، لِكَيْ تُوصُوا بِها أَوْلادَكُمْ، لِيَحْرِصُوا عَلَى الْعَمَلِ بِكَلِمَاتِ هَذِهِ التَّوْرَاةِ كُلِّهَا. -\v 47 لأَنَّهَا لَيْسَتْ كَلِمَاتٍ لَا جَدْوَى لَكُمْ مِنْهَا. إِنَّهَا حَيَاتُكُمْ وَبِهَا تَعِيشُونَ طَوِيلاً فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ إِلَيْهَا لِتَرِثُوهَا». -\s1 موت موسى على جبل نبو -\p -\v 48 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى فِي نَفْسِ ذَلِكَ الْيَوْمِ: -\v 49 «اصْعَدْ إِلَى سِلْسِلَةِ جِبَالِ عَبَارِيمَ حَيْثُ جَبَلُ نَبُو الَّذِي فِي أَرْضِ مُوآبَ مُقَابِلَ أَرِيحَا، وَشَاهِدْ أَرْضَ كَنْعَانَ الَّتِي أَنَا وَاهِبُهَا مُلْكاً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. -\v 50 وَمُتْ فِي الْجَبَلِ الَّذِي تَصْعَدُ إِلَيْهِ، وَالْحَقْ بِقَوْمِكَ كَمَا مَاتَ أَخُوكَ هَرُونُ فِي جَبَلِ هُورٍ وَلَحِقَ بِقَوْمِهِ. -\v 51 لأَنَّكُمَا لَمْ تَثِقَا بِي فِي حُضُورِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةِ قَادِشَ فِي بَرِّيَّةِ صِينٍ، إِذْ لَمْ تُقَدِّسَانِي بَيْنَ الشَّعْبِ. -\v 52 لِهَذَا فَإِنَّكَ تَشْهَدُ الأَرْضَ عَنْ بُعْدٍ، وَلَكِنَّكَ لَنْ تَدْخُلَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَهَبُهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ». -\c 33 -\s1 موسى يبارك أسباط إسرائيل -\p -\v 1 وَهَذِهِ هِيَ الْبَرَكَةُ الَّتِي بَارَكَ بِها مُوسَى، رَجُلُ اللهِ، بَنِي إِسْرَائِيلَ قَبْلَ مَوْتِهِ، -\v 2 فَقَالَ: «أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَأَلَّقَ فِي جَبَلِ فَارَانَ؛ جَاءَ مُحَاطاً بِعَشَرَاتِ الأُلُوفِ مِنَ الْمَلائِكَةِ وَعَنْ يَمِينِهِ يُوْمِضُ بَرْقٌ عَلَيْهِمْ. -\v 3 حَقّاً إِنَّكَ أَنْتَ الَّذِي أَحْبَبْتَ الشَّعْبَ؛ وَجَمِيعُ الْقِدِّيسِينَ فِي يَدِكَ، سَاجِدُونَ عِنْدَ قَدَمَيْكَ يَتَلَقَّوْنَ مِنْكَ أَقْوَالَكَ، -\v 4 الَّتِي تَشْتَمِلُ عَلَيْهَا الشَّرِيعَةُ الَّتِي أَوْصَانَا بِها مُوسَى، لِتَكُونَ مِيرَاثاً لِجَمَاعَةِ يَعْقُوبَ. -\v 5 صَارَ الرَّبُّ مَلِكاً لِشَعْبِهِ حِينَ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ مَعاً. -\v 6 لِيَحْيَ رَأُوبَيْنُ وَلا يَمُتْ، وَلْيَتَكَاثَرْ رِجَالُهُ». -\p -\v 7 وَقَالَ عَنْ يَهُوذَا: «اسْمَعْ يَا رَبُّ دُعَاءَ يَهُوذَا، وَاجْمَعْ شَمْلَهُ بِقَوْمِهِ، فَإِنَّهُ بِيَدَيْهِ يُدَافِعُ عَنْ قَضِيَّتِهِ فَأَعِنْهُ عَلَى أَعْدَائِهِ». -\p -\v 8 وَقَالَ عَنْ سِبْطِ لاوِي: «لَقَدْ أَعْطَيْتَ يَا رَبُّ تُمِّيمَكَ وَأُورِيمَكَ لِرَجُلِكَ الَّذِي جَرَّبْتَهُ وَامْتَحَنْتَهُ فِي مَسَّةَ، وَخَاصَمْتَهُ عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةَ. -\v 9 الَّذِي قَالَ عَنْ وَالِدَيْهِ: لَمْ أَرَهُمَا، وَبِإِخْوَتِهِ لَمْ يَعْتَرِفْ، وَأَنْكَرَ أَبْنَاءَهُ، بَلْ أَطَاعُوا وَصَايَاكَ وَصَانُوا عَهْدَكَ. -\v 10 هُمْ يُعَلِّمُونَ يَعْقُوبَ أَحْكَامَكَ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ شَرِيعَتَكَ، يُحْرِقُونَ بَخُوراً أَمَامَ أَنْفِكَ وَقَرَابِينَ عَلَى مَذْبَحِكَ -\v 11 بَارِكْ يَا رَبُّ مَهَارَاتِهِمْ وَاغْتَبِطْ بِعَمَلِ أَيْدِيهِمْ. حَطِّمْ مُتُونَ مُقَاوِمِيهِمْ وَمُبْغِضِيهِمْ فَلا تَقُومَ لَهُمْ قَائِمَةٌ». -\p -\v 12 وَقَالَ عَنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ: «إِنَّهُ حَبِيبُ الرَّبِّ، يَسْكُنُ لَدَيْهِ آمِناً، يَصُونُهُ طُولَ النَّهَارِ، وَبَيْنَ مِنْكَبَيْهِ يَسْكُنُ مُطْمَئِنّاً». -\p -\v 13 وَقَالَ عَنْ سِبْطِ يُوسُفَ: «لِيُبَارِكِ الرَّبُّ أَرْضَهُ بِنَفَائِسِ قَطَرَاتِ نَدَى السَّمَاءِ، وَبِلُجَجِ الْمِيَاهِ الْغَائِرَةِ مِنْ تَحْتُ، -\v 14 وَبِخَيْرِ مَا تُنْمِيهِ الشَّمْسُ وَمَا تُغِلُّهُ الأَقْمَارُ، -\v 15 وَبِأَنْفَسِ مَا تَدَّخِرُهُ الْجِبَالُ الْقَدِيمَةُ، وَبِأَثْمَنِ كُنُوزِ التِّلالِ الأَبَدِيَّةِ، -\v 16 وَبِأَفْضَلِ خَيْرَاتِ الأَرْضِ وَبَرَكَاتِهَا، وَبِرِضَى السَّاكِنِ فِي الْعُلَّيْقَةِ. فَلْتَنْسَكِبْ هَذِهِ جَمِيعُهَا عَلَى رَأْسِ يُوسُفَ، عَلَى جَبِينِ الأَمِيرِ بَيْنَ إِخْوَتِهِ. -\v 17 فَهُوَ فِي جَلالِهِ كَالثَّوْرِ الْبِكْرِ، وَقَرْنَاهُ مِثْلُ قَرْنَيْ ثَوْرٍ وَحْشِيٍّ، يَنْطَحُ بِهِمَا الشُّعُوبَ، حَتَّى أُولَئِكَ الْمُقِيمِينَ فِي أَقَاصِي الأَرْضِ. لِتَكُنْ هَكَذَا عَشَرَاتُ أُلُوفِ أَفْرَايِمَ، لِتَكُنْ هَكَذَا أُلُوفُ مَنَسَّى». -\p -\v 18 وَقَالَ عَنْ سِبْطَيْ زَبُولُونَ وَيَسَّاكَرَ: «افْرَحْ يَا زَبُولُونُ بِخُرُوجِكَ، وَأَنْتَ يَا يَسَّاكَرُ بِخِيَامِكَ، -\v 19 فَإِنَّهُمَا يَدْعُوَانِ الشَّعْبَ إِلَى الْجَبَلِ حَيْثُ يُقَرِّبَانِ مُحْرَقَاتِ الْبِرِّ، لأَنَّهُمَا يَشْبَعَانِ مِنْ خَيْرَاتِ الْبِحَارِ، وَمِنَ الذَّخَائِرِ الْكَامِنَةِ فِي الرَّمْلِ». -\p -\v 20 وَقَالَ عَنْ سِبْطِ جَادٍ: «لِتَحِلَّ الْبَرَكَةُ عَلَى مَنْ وَسَّعَ تُخُومَ جَادٍ حَيْثُ يَرْبِضُ جَادٌ هُنَاكَ كَالأَسَدِ، يَفْتَرِسُ الذِّرَاعَ مَعَ قِمَّةِ الرَّأْسِ. -\v 21 اخْتَارَ خَيْرَ الأَرْضِ لِنَفْسِهِ، وَاحْتَفَظَ لِنَفْسِهِ بِنَصِيبِ الْقَائِدِ: وَعِنْدَمَا اجْتَمَعَ شُيُوخُ الشَّعْبِ أَجْرَى حَقَّ الرَّبِّ الْعَادِلِ وَأَحْكَامَهُ مَعَ إِسْرَائِيلَ». -\p -\v 22 وَقَالَ عَنْ سِبْطِ دَانٍ: «دَانٌ مِثْلُ شِبْلِ أَسَدٍ يَنْقَضُّ مِنْ بَاشَانَ». -\v 23 وَقَالَ عَنْ سِبْطِ نَفْتَالِي: «اشْبَعْ يَا نَفْتَالِي رِضًى، وَامْتَلِئْ بَرَكَةً مِنَ الرَّبِّ، وَامْلِكْ سَاحِلَ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ وَالنَّقَبِ». -\p -\v 24 وَقَالَ عَنْ سِبْطِ أَشِيرَ: «أَشِيرُ الابْنُ الأَكْثَرُ مُبَارَكَةً. فَلْيَكُنْ صَاحِبَ حُظْوَةٍ عِنْدَ إِخْوَتِهِ، وَلْيَغْمِسْ فِي الزَّيْتِ قَدَمَيْهِ. -\v 25 وَلْتَكُنْ مَزَالِيجُ أَبْوَابِكَ مِنْ حَدِيدٍ وَنُحَاسٍ، وَلْتُعَادِلْ قُوَّتُكَ امْتِدَادَ أَيَّامِكَ. -\p -\v 26 لَيْسَ نَظِيرَ الرَّبِّ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ يَمْتَطِي السَّمَاءَ لِمَعُونَتِكُمْ وَالْغَمَامَ فِي عَظَمَتِهِ، -\v 27 فَالإِلَهُ الأَبَدِيُّ هُوَ مَلْجَأُكُمْ، وَتَحْتَكُمْ تَنْبَسِطُ الأَذْرُعُ الأَبَدِيَّةُ، يَطْرُدُ أَمَامَكُمْ أَعْدَاءَكُمْ قَائِلاً: أَهْلِكُوهُمْ. -\v 28 لِيَسْكُنْ بَنُو إِسْرَائِيلَ آمِنِينَ وَحْدَهُمْ، وَلْتَجْرِ يَنَابِيعُ مَاءِ يَعْقُوبَ إِلَى أَرْضِ قَمْحٍ وَخَمْرٍ، وَتَقْطُرْ سَمَاؤُهُ بِالنَّدَى. -\v 29 طُوبَاكُمْ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَيُّ شَعْبٍ مِثْلُكُمْ مُنْتَصِرٌ بِالرَّبِّ؟ إِنَّهُ تُرْسُكُمْ وَعَوْنُكُمْ وَسَيْفُكُمُ الْمَجِيدُ. لَكُمْ يَخْضَعُ أَعْدَاؤُكُمْ، وَأَنْتُمْ تَطَأُونَ مُرْتَفَعَاتِهِمْ». -\c 34 -\s1 موت موسى -\p -\v 1 وَارْتَقَى مُوسَى جَبَلَ نَبُو إِلَى قِمَّةِ الْفِسْجَةِ مِنْ سُهُولِ مُوآبَ الْمُقَابِلَةِ لأَرِيحَا، فَأَرَاهُ الرَّبُّ جَمِيعَ الأَرْضِ مِنْ جِلْعَادَ إِلَى دَانٍ، -\v 2 وَأَيْضاً أَرَاضِي نَفْتَالِي وَأَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى وَسَائِرَ أَرْضِ يَهُوذَا الْمُمْتَدَّةِ إِلَى الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ غَرْباً. -\v 3 وَكَذَلِكَ النَّقَبَ فِي الْجَنُوبِ، وَوَادِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ، وَأَرِيحَا مَدِينَةَ النَّخِيلِ حَتَّى صُوغَرَ. -\v 4 وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «هَذِهِ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أَنَّنِي سَأَهَبُهَا لِذُرِّيَّتِهِمْ. قَدْ جَعَلْتُكَ تَرَاهَا بِعَيْنَيْكَ وَلَكِنَّكَ إِلَيْهَا لَنْ تَعْبُرَ». -\v 5 فَمَاتَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ بِمُوْجِبِ قَوْلِ الرَّبِّ. -\v 6 وَدَفَنَهُ فِي الْوَادِي فِي أَرْضِ مُوآبَ، مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ. وَلَمْ يَعْرِفْ أَحَدٌ قَبْرَهُ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. -\p -\v 7 وَكَانَ مُوسَى قَدْ بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ، لَمْ يَكِلَّ بَصَرُهُ وَلا غَاضَتْ نَضَارَتُهُ. -\p -\v 8 وَنَاحَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى مُوسَى فِي سُهُولِ مُوآبَ طَوَالَ ثَلاثِينَ يَوْماً. -\p -\v 9 وَكَانَ يَشُوعُ بْنُ نُونٍ قَدِ امْتَلَأَ رُوحَ حِكْمَةٍ بَعْدَ أَنْ وَضَعَ مُوسَى يَدَيْهِ عَلَيْهِ، فَأَطَاعَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَعَمِلُوا بِمُقْتَضَى مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ مُوسَى. -\p -\v 10 وَلَمْ يَظْهَرْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلُ مُوسَى، الَّذِي خَاطَبَهُ الرَّبُّ وَجْهاً لِوَجْهٍ -\v 11 وَأَقَامَهُ لِيُجْرِيَ جَمِيعَ الآيَاتِ وَالْمُعْجِزَاتِ فِى دِيَارِ مِصْرَ، عَلَى فِرْعَوْنَ وَعَلَى جَمِيعِ عَبِيدِهِ. -\v 12 إِذْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَصْنَعَ الْعَظَائِمَ الْمُخِيفَةَ بِقُدْرَةٍ فَائِقَةٍ كَمَا فَعَلَ مُوسَى أَمَامَ كُلِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\rem Copyright © ‎1988, 1997, 2012 by Biblica, Inc‎.®‎ +\h التثنية +\toc1 كِتَابُ التَّثْنِيَةِ +\toc2 التثنية +\toc3 deu +\mt1 كِتَابُ التَّثْنِيَةِ +\imt مقدمة +\ip يعرض هذا الكتاب إلى مجموعة من الخطب التي ألقاها موسى بوحي الروح الإلهي، في سهل موآب قبل الدخول إلى أرض كنعان، بالإضافة إلى طائفة من الشرائع الخاصة، وخلافة يشوع لموسى في قيادة بني إسرائيل. لخص موسى في خطبه الأحداث التي مرت بالشعب الإسرائيلي، وحضهم على الإيمان بالله والاتكال عليه وطاعته؛ وحثهم على إعادة تكريس أنفسهم لتنفيذ المهام التي عهد بها الرب إِليهم، ثم قادهم في العبادة والتسبيح. وصعد موسى إلى الجبل بعد أن تم تكريس يشوع لخلافته وألقى نظرة وداع على أرض الموعد التي لم يتح له الدخول إليها، ثم مات. وتولى جيل جديد، بعد وفاة موسى، قيادة الشعب وعلى رأسهم يشوع، وبدأت حقبة أخرى من تاريخ الأمة اليهودية. +\ip يدور هذا الكتاب حول قدرة الله المخلصة وأمانته، فمن يدرس ماضي الشعب الإسرائيلي حتى وفاة موسى يرى كيف قاد الله هذا الشعب في أحلك أيام تاريخهم، وأفعم قلوبهم بالرجاء بمستقبل أفضل. إن ما فعله الله في الماضي يمكن أن يفعله الآن، بل في كل عصر وجيل مع المؤمنين به، لذلك يشدد هذا الكتاب على ضرورة الإيمان بالله والطاعة الكاملة ليجري الرب معجزات في حياة المؤمنين به. يهب الله سكيب بركاته للذين يعملون لمجده. +\ie + + +\s5 +\c 1 +\s1 الأمر بمغادرة حوريب +\p +\v 1 هَذِهِ هِيَ الأَقْوَالُ الَّتِي خَاطَبَ بِها مُوسَى جَمِيعَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ الْمُخَيِّمِينَ فِي وَادِي الْعَرَبَةِ، فِي صَحْرَاءِ مُوآبَ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، مُقَابِلَ سُوفٍ، مَا بَيْنَ فَارَانَ وَتُوفَلَ وَلابَانَ وَحَضَيْرُوتَ وَذِي ذَهَبٍ. +\v 2 وَكَانَتِ الرِّحْلَةُ تَسْتَغْرِقُ مِنْ حُورِيبَ عَبْرَ طَرِيقِ جَبَلِ سِعِيرَ إِلَى قَادَشَ بَرْنِيعَ أَحَدَ عَشَرَ يَوْماً. +\s5 +\v 3 فَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ الْحَادِي عَشَرَ، فِي السَّنَةِ الأَرْبَعِينَ، خَاطَبَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِكُلِّ مَا أَوْصَاهُ بِهِ الرَّبُّ إِلَيْهِمْ، +\v 4 وَذَلِكَ بَعْدَ هَزِيمَةِ سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ الْمُقِيمِ فِي حَشْبُونَ، وَعُوجَ مَلِكِ بَاشَانَ السَّاكِنِ فِي عَشْتَارُوثَ فِي إِذْرَعِي. +\s5 +\v 5 وَابْتَدَأَ مُوسَى فِي أَرْضِ مُوآبَ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ يَشْرَحُ الشَّرِيعَةَ قَائِلاً: +\p +\v 6 «لَقَدْ قَالَ الرَّبُّ إِلَهُنَا لَنَا فِي جَبَلِ حُورِيبَ: كَفَاكُمُ الْمُقَامُ فِي هَذَا الْجَبَلِ. +\s5 +\v 7 تَحَوَّلُوا وَتَقَدَّمُوا وَادْخُلُوا جَبَلَ الأَمُورِيِّينَ وَكُلَّ مَا يَلِيهِ مِنْ وَادِي الْعَرَبَةِ وَالْجَبَلِ وَالسَّهْلِ وَالنَّقَبِ وَسَاحِلِ بَحْرِ أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَلُبْنَانَ، إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ. +\v 8 وَانْظُرُوا، فَهَا أَنَا قَدْ وَهَبْتُكُمُ الأَرْضَ، فَادْخُلُوا وَتَمَلَّكُوهَا لأَنِّي أَقْسَمْتُ أَنْ أُعْطِيَهَا لِآبَائِكُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَلِنَسْلِهِمْ مِنْ بَعْدِهِمْ». +\s1 تعيين الرؤساء +\s5 +\p +\v 9 وَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «لا أَقْدِرُ وَحْدِي أَنْ أَتَحَمَّلَ مَسْؤولِيَّتَكُمْ، +\v 10 فَقَدْ كَثَّرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، وَهَا أَنْتُمْ قَدْ أَصْبَحْتُمُ الْيَوْمَ فِي كَثْرَةِ نُجُومِ السَّمَاءِ. +\v 11 فَلْيَزِدْكُمُ الرَّبُّ إِلَهُ آبَائِكُمْ أَلْفَ مَرَّةٍ وَيُبَارِكْكُمْ كَمَا وَعَدَكُمْ. +\s5 +\v 12 وَلَكِنْ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ أَحْمِلَ وَحْدِي مَشَاكِلَكُمْ وَأَثْقَالَكُمْ وَخُصُومَاتِكُمْ؟ +\v 13 فَاخْتَارُوا مِنْ أَسْبَاطِكُمْ رِجَالاً حُكَمَاءَ عُقَلاءَ مِنْ ذَوِي الْمَقَامِ، فَأَجْعَلَهُمْ قَادَةً لَكُمْ.» +\v 14 فَأَجَبْتُمُونِي قَائِلِينَ: «إِنَّ مَا تَقْتَرِحُ عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَهُ أَمْرٌ صَائِبٌ». +\s5 +\v 15 فَاخْتَرْتُ رُؤَسَاءَ أَسْبَاطِكُمْ رِجَالاً حُكَمَاءَ مِنْ ذَوِي الْمَقَامِ، وَأَقَمْتُهُمْ قَادَةً عَلَيْكُمْ، فَكَانُوا رُؤَسَاءَ أُلُوفٍ وَمِئَاتٍ وَخَمَاسِينَ وَعَشَرَاتٍ، وَعُرَفَاءَ لأَسْبَاطِكُمْ. +\v 16 وَأَمَرْتُ قُضَاتَكُمْ آنَئِذٍ قَائِلاً: اسْتَمِعُوا إِلَى الْخُصُومَاتِ النَّاشِبَةِ بَيْنَ إِخْوَتِكُمْ وَاقْضُوا بِالْعَدْلِ بَيْنَ الإِسْرَائِيلِيِّ وَأَخِيهِ أَوْ بَيْنَ الإِسْرَائِيلِيِّ وَالنَّزِيلِ. +\s5 +\v 17 لَا تُحَابُوا فِي الْقَضَاءِ وَاسْتَمِعُوا لِلصَّغِيرِ كَمَا تَسْتَمِعُونَ لِلْكَبِيرِ. لَا تَهَابُوا إِنْسَاناً، لأَنَّ الْقَضَاءَ لِلهِ. وَمَا يَصْعُبُ عَلَيْكُمْ مِنْ أَمْرٍ تَرْفَعُونَهُ إِلَيَّ فَأَقْضِي فِيهِ. +\v 18 وَأَوْصَيْتُكُمْ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ بِجَمِيعِ الأُمُورِ الَّتِي يَجِبُ أَنْ تُجْرُوهَا. +\s1 إرسال الجواسيس +\s5 +\p +\v 19 ثُمَّ ارْتَحَلْنَا بِمُوْجِبِ أَمْرِ الرَّبِّ مِنْ جَبَلِ حُورِيبَ مُجْتَازِينَ تِلْكَ الصَّحْرَاءَ الْعَظِيمَةَ الْمَخُوفَةَ الَّتِي رَأَيْتُمُوهَا، مُتَّجِهِينَ نَحْوَ بِلادِ الأَمُورِيِّينَ الْجَبَلِيَّةِ، إِلَى أَنْ أَقْبَلْنَا عَلَى قَادَشَ بَرْنِيعَ. +\s5 +\v 20 فَقُلْتُ لَكُمْ: هَا قَدْ جِئْتُمْ إِلَى بِلادِ الأَمُورِيِّينَ الْجَبَلِيَّةِ الَّتِي وَهَبَهَا لَنَا الرَّبُّ إِلَهُنَا، +\v 21 فَانْظُرُوا لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ قَدْ أَعْطَاكُمُ الأَرْضَ، فَاصْعَدُوا وَاسْتَوْلُوا عَلَيْهَا كَمَا وَعَدَ الرَّبُّ إِلَهُ آبَائِكُمْ. لَا تَخَافُوا وَلا تَرْتَعِبُوا. +\s5 +\v 22 فَتَقَدَّمْتُمْ إِلَيَّ جَمِيعُكُمْ وَقُلْتُمْ: دَعْنَا نُرْسِلُ قَوْماً لِيَتَجَسَّسُوا الأَرْضَ لَنَا، ثُمَّ يُوَافُونَا بِنَبَإِ الطَّرِيقِ الَّتِي نَسْلُكُهَا وَالْمُدُنِ الَّتِي نَجْتَازُ بِها. +\v 23 فَرَاقَنِي الاقْتِرَاحُ، وَانْتَخَبْتُ مِنْكُمُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً، وَاحِداً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ. +\v 24 فَاخْتَرَقُوا مَسَالِكَ الْجِبَالِ حَتَّى وَصَلُوا وَادِي أَشْكُولَ، فَاسْتَكْشَفُوهُ، +\s5 +\v 25 وَقَطَفُوا مِنْ ثِمَارِ الأَرْضِ وَحَمَلُوهَا إِلَيْنَا، وَقَالُوا: الأَرْضُ الَّتِي وَهَبَهَا لَنَا الرَّبُّ إِلَهُنَا أَرْضٌ جَيِّدَةٌ. +\s1 تذمر بني إسرائيل +\s5 +\p +\v 26 لَكِنَّكُمْ تَقَاعَسْتُمْ عَنِ الصُّعُودِ إِلَيْهَا وَعَصَيْتُمْ أَمْرَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، +\v 27 وَتَذَمَّرْتُمْ فِي خِيَامِكُمْ قَائِلِينَ: لأَنَّ الرَّبَّ يَكْرَهُنَا أَخْرَجَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لِيُوْقِعَنَا فِي أَيْدِي الأَمُورِيِّينَ وَيُهْلِكَنَا. +\v 28 فَإِلَى أَيْنَ نَذْهَبُ؟ لَقَدْ أَوْهَنَ إِخْوَتُنَا قُلُوبَنَا عِنْدَمَا أَخْبَرُونَا أَنَّ أَهْلَ الأَرْضِ أَعْظَمُ مِنَّا وَأَكْثَرُ طُولاً، وَمُدُنَهُمْ عَظِيمَةٌ تَبْلُغُ حُصُونُهَا عَنَانَ السَّمَاءِ، وَقَدْ شَاهَدْنَا هُنَاكَ بَنِي عَنَاقَ أَيْضاً. +\s5 +\v 29 فَقُلْتُ لَكُمْ: لَا تَجْزَعُوا وَلا تَخَافُوا مِنْهُمْ، +\v 30 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمُ السَّائِرَ أَمَامَكُمْ هُوَ يُحَارِبُ عَنْكُمْ كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مَعَكُمْ فِي مِصْرَ. +\v 31 كَذَلِكَ شَهِدْتُمْ فِي الصَّحْرَاءِ كَيْفَ حَمَلَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ كَمَا يَحْمِلُ الإِنْسَانُ ابْنَهُ، فِي كُلِّ الطَّرِيقِ الَّتِي سَلَكْتُمُوهَا، حَتَّى أَقْبَلْتُمْ إِلَى هَذَا الْمَكَانِ. +\s5 +\v 32 وَلَكِنْ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّكُمْ لَمْ تَثِقُوا بِالَّربِّ إِلَهِكُمُ +\v 33 السَّائِرِ أَمَامَكُمْ فِي رِحْلَتِكُمْ، لِيَلْتَمِسَ لَكُمْ مَكَاناً تَنْزِلُونَ فِيهِ. فَكَانَ يَقُودُكُمْ فِي عَمُودِ نَارٍ لَيْلاً وَفِي عَمُودِ سَحَابٍ نَهَاراً. +\s5 +\p +\v 34 وَسَمِعَ الرَّبُّ تَذَمُّرَكُمْ فَسَخَطَ عَلَيْكُمْ وَأَقْسَمَ قَائِلاً: +\v 35 لَنْ يَرَى إِنْسَانٌ مِنْ هَذَا الْجِيلِ الشِّرِّيرِ الأَرْضَ الْجَيِّدَةَ الَّتِي أَقْسَمْتُ أَنْ أَهَبَهَا لِآبَائِكُمْ. +\v 36 إِلّا كَالِبَ بْنَ يَفُنَّةَ، فَهُوَ يَرَاهَا وَأُوَرِّثُهُ هُوَ وَبَنِيهِ الأَرْضَ الَّتِي وَطِئَهَا، لأَنَّهُ أَطَاعَ الرَّبَّ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ. +\s5 +\v 37 كَمَا غَضِبَ الرَّبُّ عَلَيَّ بِسَبَبِكُمْ قَائِلاً: وَأَنْتَ أَيْضاً لَنْ تَدْخُلَ الأَرْضَ. +\v 38 إِنَّمَا يَشُوعُ بْنُ نُونٍ الْمَاثِلُ أَمَامَكَ هُوَ يَدْخُلُهَا فَشَجِّعْهُ لأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُوَزِّعُهَا عَلَى الإِسْرَائيِليِّينَ. +\s5 +\v 39 أَمَّا أَطْفَالُكُمُ الَّذِينَ ادَّعَيْتُمْ أَنَّهُمْ يُصْبِحُونَ غَنِيمَةً، وَصِغَارُكُمُ الَّذِينَ لَا يُمَيِّزُونَ بَعْدُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ، فَهُمْ يَدْخُلُونَ إِلَى هُنَاكَ وَلَهُمْ أَهَبُ الأَرْضَ وَهُمْ يَرِثُونَهَا. +\v 40 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَحَوَّلُوا وَارْتَحِلُوا إِلَى الصَّحْرَاءِ عَلَى مُحَاذَاةِ طَرِيقِ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ. +\s5 +\p +\v 41 فَأَجَبْتُمْ وَقُلْتُمْ لِي: لَقْدْ أَخْطَأْنَا إِلَى الرَّبِّ، وَنَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى الْحَرْبِ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَنَا بِهِ الرَّبُّ إِلَهُنَا. وَحَمَلَ كُلُّ وَاحِدٍ سِلاحَهُ، مَسْتَخِفّاً بِمَصَاعِبِ ارْتِقَاءِ الْجِبَالِ. +\v 42 فَأَمَرَنِي الرَّبُّ: قُلْ لَهُمْ لَا تَصْعَدُوا وَلا تُحَارِبُوا، لأَنِّي لَسْتُ فِي وَسَطِكُمْ، لِئَلّا تَنْهَزِمُوا أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ. +\s5 +\v 43 فَكَلَّمْتُكُمْ وَلَكِنَّكُمْ لَمْ تَسْمَعُوا، بَلْ عَصَيْتُمْ أَمْرَ الرَّبِّ وَتَمَرَّدْتُمْ وَصَعِدْتُمْ إِلَى الأَرَاضِي الْجَبَلِيَّةِ. +\v 44 فَانْدَفَعَ الأَمُورِيُّونَ الْمُسْتَوْطِنُونَ فِي الأَرَاضِي الْجَبَلِيَّةِ لِلِقَائِكُمْ، وَطَارَدُوكُمْ كَمَا يُطَارِدُ النَّحْلُ، وَهَزَمُوكُمْ فِي سِعِيرَ حَتَّى تُخُومِ حُرْمَةَ. +\s5 +\v 45 فَرَجَعْتُمْ وَنُحْتُمْ أَمَامَ الرَّبِّ، وَلَمْ يَسْمَعِ الرَّبُّ لِصَوْتِكُمْ وَلا أَنْصَتَ إِلَيْكُمْ. +\v 46 وَمَكَثْتُمْ فِي قَادَشَ أَيَّاماً كَثِيرَةً، أَيْ طَوَالَ الْفَتْرَةِ الَّتِي بَقِيتُمْ فِيهَا هُنَاكَ. + +\s5 +\c 2 +\s1 التيه في البرية +\p +\v 1 ثُمَّ تَحَوَّلْنَا وَانْطَلَقْنَا نَحْوَ الصَّحْرَاءِ فِي اتِّجَاهِ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ، وَدُرْنَا حَوْلَ جَبَلِ سِعِيرَ أَيَّاماً كَثِيرَةً. +\v 2 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِي: +\v 3 حَسْبُكُمْ دَوَرَانٌ حَوْلَ هَذَا الْجَبَلِ. هَيَّا اتَّجِهُوا نَحْوَ الشِّمَالِ. +\s5 +\v 4 وَأَوْصِ الشَّعْبَ: هَا أَنْتُمْ عَابِرُونَ بِتُخُومِ إِخْوَتِكُمْ بَنِي عِيسُو الْمُسْتَوْطِنِينَ فِي سِعِيرَ فَيَعْتَرِيهُمُ الْخَوْفُ مِنْكُمْ +\v 5 فَاحْذَرُوا جِدّاً أَنْ تُهَاجِمُوهُمْ، لأَنَّنِي لَا أُوَرِّثُكُمْ مِنْ أَرْضِهِمْ وَلا وَطْأَةَ قَدَمٍ، لأَنِّي قَدْ أَعْطَيْتُ جَبَلَ سِعِيرَ مِيرَاثاً لِعِيسُو. +\s5 +\v 6 تَدْفَعُونَ ثَمَنَ مَا تَشْتَرُونَهُ مِنْ طَعَامٍ لِتَأْكُلُوا، وَمَا تَبْتَاعُونَهُ مِنْ مَاءٍ لِتَشْرَبُوا. +\v 7 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ بَارَكَ كُلَّ عَمَلِ أَيْدِيكُمْ، وَاعْتَنَى بِكُمْ فِي أَثْنَاءِ رِحْلَتِكُمْ فِي هَذِهِ الصَّحْرَاءِ الشَّاسِعَةِ، وَكَانَ مَعَكُمْ طَوَالَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَلَمْ يُعْوِزْكُمْ شَيْءٌ +\s5 +\v 8 فَاجْتَزْنَا بِإِخْوَتِنَا بَنِي عِيسُو الْمُقِيمِينَ فِي سِعِيرَ، مُتَّجِهِينَ فِي طَرِيقِ وَادِي الْعَرَبَةِ جَنُوباً صَوْبَ إِيلاتَ وَعَصْيُونَ جَابِرَ، ثُمَّ انْثَنَيْنَا وَمَرَرْنَا فِي طَرِيقِ صَحْرَاءِ مُوآبَ. +\s5 +\p +\v 9 فَقَالَ لِي الرَّبُّ: لَا تُعَادِ الْمُوآبِيِّينَ وَلا تُثِرْ عَلَيْهِمْ حَرْباً، لأَنِّي لَا أُعْطِيكَ مِنْ أَرْضِهِمْ مِيرَاثاً، إِذْ وَهَبْتُ مَدِينَةَ عَارَ لِذُرِّيَّةِ لُوطٍ مِلْكاً. +\s5 +\v 10 فَقَدْ سَكَنَ فِيهَا الإِيمِيُّونَ قَبْلاً، وَهُمْ شَعْبٌ كَثِيرٌ وَطُوَالُ الْقَامَةِ كَالْعَنَاقِيِّينَ، +\v 11 وَهُمْ يُعْتَبَرُونَ رَفَائِيِّينَ كَالْعَنَاقِيِّينَ. غَيْرَ أَنَّ المُوآبِيِّينَ يَدْعُونَهُمُ الإِيمِيِّينَ. +\s5 +\v 12 كَذَلِكَ اسْتَوْطَنَ الْحُورِيُّونَ أَرْضَ سِعِيرَ مِنْ قَبْلُ، فَطَرَدَهُمْ بَنُو عِيسُو وَأَبَادُوهُمْ وَحَلُّوا مَكَانَهُمْ، تَمَاماً كَمَا فَعَلَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ بِالأَرْضِ الَّتِي وَهَبَهَا لَهُمُ الرَّبُّ. +\s5 +\v 13 وَالآنَ انْهَضُوا وَاعْبُرُوا وَادِي زَارَدَ. وَهَكَذَا عَبَرْنَا وَادِي زَارَدَ. +\v 14 وَكَانَ عَدَدُ السَّنَوَاتِ الَّتِي قَضَيْنَاهَا فِي مَسِيرِنَا مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ حَتَّى اجْتَزْنَا وَادِي زَارَدَ ثَمَانِيَ وَثَلاثِينَ سَنَةً، فِيهَا مَاتَ جِيلُ رِجَالِ الْحَرْبِ مِنَ الْمُخَيَّمِ، كَمَا أَقْسَمَ الرَّبُّ لَهُمْ. +\v 15 وَهَكَذَا عَاقَبَهُمُ الرَّبُّ أَيْضاً حَتَّى أَبَادَهُمْ وَأَفْنَاهُمْ مِنَ الْمُخَيَّمِ. +\s5 +\v 16 فَعِنْدَمَا مَاتَ جَمِيعُ الْمُقَاتِلِينَ مِنْ بَيْنِ الشَّعْبِ +\v 17 قَالَ الرَّبُّ لِي: +\v 18 أَنْتَ عَابِرٌ الْيَوْمَ بِحُدُودِ عَارَ مِنْ أَرْضِ مُوآبَ، +\v 19 فَمَتَى اقْتَرَبْتَ مِنْ بَنِي عَمُّونَ، لَا تُعَادِهِمْ وَلا تُهَاجِمْهُمْ، لأَنِّي لَا أَهَبُكَ مِنْ أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ مِيرَاثاً، إِذْ وَهَبْتُهَا لِبَنِي لُوطٍ. +\s5 +\v 20 وَهِيَ أَيْضاً تُعْتَبَرُ أَرْضَ رَفَائِيِّينَ، إِذْ سَكَنُوا فِيهَا قَبْلاً. أَمَّا الْعَمُّونِيُّونَ فَيَدْعُونَهُمْ زَمْزُمِّيِّينَ. +\v 21 وَهُمْ شَعْبٌ كَثِيرٌ طِوَالُ الْقَامَةِ كَالْعَنَاقِيِّينَ، أَبَادَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ الْعَمُّونِيِّينَ فَطَرَدُوهُمْ وَأَقَامُوا مَكَانَهُمْ، +\v 22 تَمَاماً كَمَا فَعَلَ لِذُرِّيَّةِ عِيسُو الْمُسْتَوْطِنِينَ فِي سِعِيرَ. فَقَدْ أَهْلَكَ الْحُورِيِّينَ فِي أَيَّامِهِمْ، فَطَرَدُوهُمْ وَحَلُّوا مَكَانَهُمْ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. +\s5 +\v 23 وَكَذَلِكَ أَبَادَ الْكَفْتُورِيُّونَ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ كَفْتُورَ، الْعَوِّيِّينَ الَّذِينَ كَانُوا قَاطِنِينَ فِي الْقُرَى الْمُنْتَشِرَةِ حَتَّى غَزَّةَ وَحَلُّوا مَكَانَهُمْ. +\s1 هزيمة سيحون ملك حشبون +\s5 +\p +\v 24 فَقُومُوا وَارْتَحِلُوا وَاعْبُرُوا وَادِي نَهْرِ أَرْنُونَ، وَانْظُرُوا لأَنِّي قَدْ نَصَرْتُكَ عَلَى سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ وَأَرْضِهِ. فَابْتَدِئْ بِتَمَلُّكِ الأَرْضِ، وَأَثِرْ عَلَيْهِ حَرْباً. +\v 25 فَفِي هَذَا الْيَوْمِ بِالذَّاتِ أَجْعَلُ هَيْبَتَكُمْ وَالْخَوْفَ مِنْكُمْ يَطْغَيَانِ عَلَى شُعُوبِ الأَرْضِ. وَكُلُّ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ أَخْبَارَكُمْ يَرْتَعِدُونَ وَيَفْزَعُونَ أَمَامَكُمْ. +\s5 +\p +\v 26 فَأَرْسَلْتُ رُسُلاً مِنْ صَحْرَاءِ قَدِيمُوتَ إِلَى سِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ، أَعْرِضُ عَلَيْهِ سَلاماً قَائِلاً: +\v 27 دَعْنِي أَجْتَازُ بِأَرْضِكَ سَالِكاً الطَّرِيقَ الْعَامَّةَ، لَا أَحِيدُ عَنْهَا يَمِيناً أَوْ شِمَالاً. +\s5 +\v 28 وَسَأَدْفَعُ ثَمَنَ مَا تَبِيعُنِي مِنْ طَعَامٍ لآكُلَ، وَمَا تُعْطِينِي مِنْ مَاءٍ لأَشْرَبَ، أَمُرُّ رَاجِلاً فَقَطْ. +\v 29 كَمَا فَعَلْتُ مَعَ بَنِي عِيسُو الْمُسْتَوْطِنِينَ فِي سِعِيرَ، وَالْمُوآبِيِّينَ الْمُقِيمِينَ فِي عَارَ. +\s5 +\v 30 لَكِنَّ سِيحُونَ مَلِكَ حَشْبُونَ رَفَضَ أَنْ يَدَعَنَا نَجْتَازُ بِبِلادِهِ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ قَسَّى رُوحَهُ وَأَغْلَظَ قَلْبَهُ لِكَيْ يَهْزِمَهُ عَلَى أَيْدِيكُمْ كَمَا فَعَلَ الآنَ. +\v 31 وَقَالَ لِي الرَّبُّ: انْظُرْ، هَا قَدِ ابْتَدَأْتُ أَدْفَعُ أَمَامَكَ سِيحُونَ لِتَسْتَوْلِيَ عَلَى أَرْضِهِ، فَأَسْرِعْ فِي تَمَلُّكِهَا حَتَّى تَتَغَلَّبَ عَلَيْهَا كُلِّهَا. +\s5 +\v 32 فَخَرَجَ سِيحُونُ بِكَامِلِ جَيْشِهِ إِلَى يَاهَصَ لِمُحَارَبَتِنَا. +\v 33 فَأَتَانَا النَّصْرُ عَلَيْهِ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ إِلَهِنَا، فَدَحَرْنَاهُ وَأَبْنَاءَهُ وَسَائِرَ جَيْشِهِ. +\s5 +\v 34 وَاسْتَوْلَيْنَا عَلَى جَمِيعِ مُدُنِهِ، وَقَضَيْنَا فِي كُلِّ مَدِينَةٍ عَلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ، فَلَمْ يَنْجُ حَيٌّ مِنْهُمْ. +\v 35 وَلَكِنَّ الْبَهَائِمَ وَالأَسْلابَ الَّتِي نَهَبْنَاهَا مِنَ الْمُدُنِ أَخَذْنَاهَا غَنَائِمَ لأَنْفُسِنَا. +\s5 +\v 36 وَلَمْ تَمْتَنِعْ عَلَيْنَا قَرْيَةٌ ابْتِدَاءً مِنْ عَرُوعِيرَ الْوَاقِعَةِ عَلَى حَافَةِ وَادِي أَرْنُونَ وَالْمَدِينَةِ الْقَائِمَةِ فِيهِ، إِلَى جِلْعَادَ، إِذْ حَقَّقَ الرَّبُّ إِلَهُنَا لَنَا النَّصْرَ عَلَى جَمِيعِهَا. +\v 37 وَلَكِنَّنَا لَمْ نَقْتَرِبْ مِنْ أَرْضِ الْعَمُّونِيِّينَ، وَلا نَاحِيَةِ وَادِي نَهْرِ يَبُّوقَ، وَلا الْمُدُنِ الْجَبَلِيَّةِ طَاعَةً لأَمْرِ الرَّبِّ إِلَهِنَا. + +\s5 +\c 3 +\s1 هزيمة عوج ملك باشان +\p +\v 1 ثُمَّ تَحَوَّلْنَا وَاتَّجَهْنَا نَحْوَ طَرِيقِ بَاشَانَ، فَخَرَجَ عُوجُ مَلِكُ بَاشَانَ لِمُحَارَبَتِنَا بِكَامِلِ جَيْشِهِ، فِي إذْرَعِي. +\v 2 فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «لا تَخَفْ مِنْهُ. قَدْ نَصَرْتُكَ عَلَيْهِ مَعَ سَائِرِ جَيْشِهِ وَأَرْضِهِ، فَتَفْعَلُ بِهِ كَمَا فَعَلْتَ بِسِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ الَّذِي كَانَ مُقِيماً فِي حَشْبُونَ.» +\s5 +\v 3 فَحَقَّقَ لَنَا إِلَهُنَا النَّصْرَ أَيْضاً عَلَى عُوجٍ مَلِكِ بَاشَانَ وَعَلَى سَائِرِ جَيْشِهِ، فَهَزَمْنَاهُ حَتَّى لَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ حَيٌّ، +\v 4 وَاسْتَوْلَيْنَا عَلَى جَمِيعِ مُدُنِهِ وَكُلِّ قُرَاهُ. فَكَانَتْ فِي جُمْلَتِهَا سِتِّينَ مَدِينَةً مُنْتَشِرَةً فِي كُلِّ مِنْطَقَةِ أَرْجُوبَ الَّتِي تُشَكِّلُ مَمْلَكَةَ عُوجٍ فِي بَاشَانَ. +\s5 +\v 5 وَكَانَتْ جَمِيعُ هَذِهِ مُدُناً مُحَصَّنَةً بِالأَسْوَارِ الْعَالِيَةِ وَالأَبْوَابِ وَالْمَزَالِيجِ، فَضْلاً عَنْ قُرَى الصَّحْرَاءِ الْكَثِيرَةِ. +\v 6 فَدَمَّرْنَاهَا كَمَا فَعَلْنَا بِمُدُنِ سِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ، وَقَضَيْنَا عَلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ. +\v 7 وَلَكِنَّنَا غَنِمْنَا لأَنْفُسِنَا كُلَّ الْبَهَائِمِ وَأَسْلابِ الْمُدُنِ. +\s5 +\v 8 وَأَخَذْنَا حِينَئِذٍ مِنْ أَيْدِي مَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ الأَرْضَ الْوَاقِعَةَ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مِنْ وَادِي أَرْنُونَ حَتَّى جَبَلِ حَرْمُونَ. +\v 9 وَيَدْعُو الصِّيدُونِيُّونَ جَبَلَ حَرْمُونَ «سِرْيُونَ». أَمَّا الأَمُورِيُّونَ فَيَدْعُونَهُ «سَنِيرَ». +\v 10 وَهَكَذَا اسْتَوْلَيْنَا عَلَى جَمِيعِ مُدُنِ السَّهْلِ وَسَائِرِ جِلْعَادَ وَبَاشَانَ إِلَى سَلْخَةَ وَإِذْرَعِي مَدِينَتَيْ مَمْلَكَةِ عُوجٍ فِي بَاشَانَ. +\s5 +\v 11 وَكَانَ عُوجٌ آخِرَ الْجَبَابِرَةِ الرَّفَائِيِّينَ. وَكَانَ سَرِيرُهُ مَصْنُوعاً مِنْ حَدِيدٍ، وَلا يَزَالُ مَحْفُوظاً فِي (مُتْحَفِ) رَبَّةِ بَنِي عَمُّونَ. طُولُهُ تِسْعُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ أَرْبَعَةِ أَمْتَارٍ وَنِصْفِ الْمِتْرِ) وَعَرْضُهُ أَرْبَعُ أَذْرُعٍ (نَحْوَ مِتْرَيْنِ). +\s1 تقسيم الأرض +\s5 +\p +\v 12 وَقَدِ امْتَلَكْنَا آنَئِذٍ هَذِهِ الأَرْضَ، فَأَعْطَيْتُ لِلرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَالْجَادِيِّينَ بِلادَ عَرُوعِيرَ الْوَاقِعَةَ عَلَى وَادِي أَرْنُونَ وَنِصْفَ جَبَلِ جِلْعَادَ. +\v 13 كَمَا أَعْطَيْتُ لِنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى بَقِيَّةَ جِلْعَادَ، وَكُلَّ مِنْطَقَةِ أَرْجُوبَ وَبَاشَانَ الَّتِي كَانَتْ تُشَكِّلُ مَمْلَكَةَ عُوجٍ، وَهِيَ تُدْعَى أَيْضاً أَرْضَ الرَّفَائِيِّينَ. +\s5 +\v 14 فَأَخَذَ يَائِيرُ مِنْ ذُرِّيَّةِ مَنَسَّى جَمِيعَ مِنْطَقَةِ أَرْجُوبَ حَتَّى حُدُودِ الْجَشُورِيِّينَ وَالْمَعْكِيِّينَ، وَأَطْلَقَ اسْمَهُ عَلَى أَرْضِ بَاشَانَ، فَدَعَاهَا حَوُّوثَ يَائِيرَ (وَمَعْنَاهَا قُرَى يَائِيرَ) إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. +\s5 +\v 15 كَذَلِكَ أَعْطَيْتُ مَاكِيرَ جِلْعَادَ. +\v 16 أَمَّا الرَّأُوبَيْنِيُّونَ وَالْجَادِيُّونَ فَقَدْ مَلَّكْتُهُمُ الْمِنْطَقَةَ الْمُمْتَدَّةَ مِنْ جِلْعَادَ حَتَّى مُنْتَصَفِ وَادِي أَرْنُونَ، حَيْثُ تَنْتَهِي حُدُودُهُمْ. وَكَذَلِكَ إِلَى وَادِي يَبُّوقَ الْمُتَاخِمِ لِحُدُودِ بَنِي عَمُّونَ. +\s5 +\v 17 كَمَا امْتَدَّتْ حُدُودُهُمْ إِلَى الْغَرْبِ حَتَّى نَهْرِ الأُرْدُنِّ فِي وَادِي الْعَرَبَةِ، مِنْ كِنَّارَةَ إِلَى الْبَحْرِ الْمَيِّتِ تَحْتَ سُفُوحِ جَبَلِ الْفِسْجَةِ شَرْقاً. +\s5 +\p +\v 18 وَأَمَرْتُ سِبْطَيْ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ وَنِصْفَ سِبْطِ مَنَسَّى قَائِلاً: قَدْ أَوْرَثَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ هَذِهِ الأَرْضَ لِتَمْتَلِكُوهَا. فَلْيَعْبُرْ أَبْطَالُكُمْ مُدَجَّجِينَ بِالسِّلاحِ فِي طَلِيعَةِ إِخْوَتِكُمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\v 19 وَلْتَمْكُثْ نِسَاؤُكُمْ وَأَطْفَالُكُمْ وَمَوَاشِيكُمْ، الَّتِي أَعْلَمُ كَثْرَتَهَا، فِي مُدُنِكُمُ الَّتِي وَهَبْتُهَا لَكُمْ +\v 20 إِلَى أَنْ يَمْتَلِكَ إِخْوَتُكُمُ الأَرْضَ الَّتِي يُوَرِّثُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَهُمْ غَرْبِيَّ الأُرْدُنِّ وَيُرِيحُهُمْ مِثْلَكُمْ. ثُمَّ يَرْجِعُ كُلٌّ مِنْكُمْ إِلَى مُلْكِهِ الَّذِي وَهَبْتُهُ لَهُ. +\s1 منع موسى من عبور الأردن +\s5 +\p +\v 21 وَقُلْتُ حِينَذَاكَ لِيَشُوعَ: «لَقَدْ شَهِدَتْ عَيْنَاكَ مَا أَنْزَلَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِهَذَيْنِ الْمَلِكَيْنِ، فَإِنَّهُ هَكَذَا سَيَصْنَعُ بِجَمِيعِ الْمَمَالِكِ الَّتِي أَنْتَ عَابِرٌ إِلَيْهَا. +\v 22 لَا تَجْزَعُوا مِنْهُمْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يُحَارِبُ عَنْكُمْ». +\s5 +\p +\v 23 وَتَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ فِي ذَلِكَ الْحِينِ قَائِلاً: +\v 24 «يَا سَيِّدُ هَا أَنْتَ قَدِ ابْتَدَأْتَ تُعْلِنُ لِعَبْدِكَ عَظَمَتَكَ وَقُوَّةَ قُدْرَتِكَ فَأَيُّ إِلَهٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ يُجْرِي مِثْلَ أَعْمَالِكَ وَجَبَرُوتِكَ. +\v 25 دَعْنِي أَعْبُرُ لأَرَى لُبْنَانَ وَالأَرْضَ الْخَصِيبَةَ غَرْبِيَّ الأُرْدُنِّ بِتِلالِهَا الطَّيِّبَةِ». +\s5 +\v 26 لَكِنَّ الرَّبَّ غَضِبَ عَلَيَّ مِنْ أَجْلِكُمْ، وَلَمْ يَسْتَجِبْ لِي، بَلْ قَالَ: كَفَاكَ. لَا تَعُدْ تُكَلِّمُنِي فِي هَذَا الأَمْرِ. +\v 27 اصْعَدْ إِلَى قِمَّةِ جَبَلِ الْفِسْجَةِ وَتَلَفَّتْ إِلَى الْغَرْبِ وَالشِّمَالِ وَالْجَنُوبِ وَالشَّرْقِ وَشَاهِدِ الأَرْضَ بِعَيْنَيْكَ لَكِنْ لَنْ تَعْبُرَ إِلَى غَرْبِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ. +\s5 +\v 28 إِنَّمَا يَشُوعُ هُوَ الَّذِي يَقُودُ هَذَا الشَّعْبَ، وَهُوَ الَّذِي يَقْسِمُ لَهُمُ الأَرْضَ الَّتِي تُشَاهِدُهَا. كَذَلِكَ أَوْصِهِ وَثَبِّتْهُ وَشَجِّعْهُ. +\v 29 وَهَكَذَا مَكَثْنَا فِي الْوَادِي مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ. + +\s5 +\c 4 +\s1 الأمر بطاعة الرب +\p +\v 1 وَالآنَ أَصْغُوا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الشَّرَائِعِ وَالأَحْكَامِ الَّتِي أُعَلِّمُهَا لَكُمْ لِتَعْمَلُوا بِها، فَتَحْيَوْا وَتَدْخُلُوا لاِمْتِلاكِ الأَرْضِ الَّتِي يُوَرِّثُهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ +\v 2 لَا تُضِيفُوا عَلَى مَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلا تُنَقِّصُوا مِنْهُ، بَلْ أَطِيعُوا أَوَامِرَ الرَّبِّ إِلَهِكُمُ الَّتِي أُوْصِيكُمْ بِها. +\s5 +\v 3 لَقَدْ شَهِدَتْ أَعْيُنُكُمْ مَا أَنْزَلَ الرَّبُّ بِبَعْلِ فَغُورَ، إِذْ أَبَادَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلَّ مَنْ غَوَى وَرَاءَ بَعْلِ فَغُورَ. +\v 4 وَأَمَّا أَنْتُمُ الَّذِينَ تَعَلَّقْتُمْ بِالرَّبِّ إِلَهِكُمْ فَجَمِيعُكُمْ أَحْيَاءُ الْيَوْمَ. +\s5 +\v 5 انْظُرُوا، هَا أَنَا قَدْ عَلَّمْتُكُمْ شَرَائِعَ وَأَحْكَاماً كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ إِلَهِي لِتَعْمَلُوا بِمُوْجِبِهَا فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ إِلَيْهَا لِتَرِثُوهَا. +\v 6 فَاحْفَظُوهَا وَطَبِّقُوهَا، لأَنَّهَا هِيَ حِكْمَتُكُمْ وَفِطْنَتُكُمْ لَدَى الشُّعُوبِ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ عَنْ هَذِهِ الشَّرَائِعِ، فَيَقُولُوا: إِنَّ هَذَا الشَّعْبَ الْعَظِيمَ هُوَ حَقّاً شَعْبٌ حَكِيمٌ فَطِنٌ. +\s5 +\v 7 لأَنَّهُ أَيُّ شَعْبٍ، مَهْمَا عَظُمَ، لَهُ آلِهَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْهُ مِثْلُ الرَّبِّ إِلَهِنَا فِي كُلِّ مَا نَدْعُوهُ؟ +\v 8 وَأَيُّ شَعْبٍ، مَهْمَا عَظُمَ، لَدَيْهِ شَرَائِعُ وَأَحْكَامٌ عَادِلَةٌ نَظِيرُ هَذِهِ الشَّرَائِعِ الَّتِي أَضَعُهَا الْيَوْمَ أَمَامَكُمْ؟ +\s5 +\p +\v 9 إِنَّمَا احْتَرِزُوا وَاحْذَرُوا لِئَلّا تَنْسَوْا الأُمُورَ الَّتِي شَهِدَتْهَا أَعْيُنُكُمْ فَلا تَنْمَحِي مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكُمْ. وَعَلِّمُوهَا لأَوْلادِكُمْ وَلأَحْفَادِكُمْ. +\v 10 فَفِي الْيَوْمِ الَّذِي مَثَلْتُمْ فِيهِ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ فِي جَبَلِ حُورِيبَ، حِينَ قَالَ لِي الرَّبُّ: اجْمَعْ لِيَ الشَّعْبَ حَتَّى أُسْمِعَهُمْ كَلامِي، فَيَتَعَلَّمُوا مَخَافَتِي طَوَالَ أَيَّامِ حَيَاتِهِمْ عَلَى الأَرْضِ، وَيُعَلِّمُوا أَوْلادَهُمْ أَيْضاً. +\s5 +\v 11 فَتَقَدَّمْتُمْ وَوَقَفْتُمْ عِنْدَ سَفْحِ الْجَبَلِ الْمُشْتَعِلِ بِنَارٍ امْتَدَّتْ أَلْسِنَةُ لَهَبِهَا إِلَى كَبِدِ السَّمَاءِ، وَتَلَفَّعَتْ بِسُحُبٍ دَاكِنَةٍ وَضَبَابٍ. +\v 12 فَخَاطَبَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ، فَسَمِعْتُمْ صَوْتَ كَلِمَاتِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُبْصِرُوا لَهُ صُورَةً. +\s5 +\v 13 وَأَعْلَنَ لَكُمْ عَهْدَهُ، الْوَصَايَا الْعَشَرَ الَّتِي نَقَشَهَا عَلَى لَوْحَيْ حَجَرٍ، وَأَمَرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِها. +\v 14 كَمَا أَمَرَنِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنْ أُعَلِّمَكُمْ شَرَائِعَهُ وَأَحْكَامَهُ لِتُطَبِّقُوهَا فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ إِلَيْهَا لِتَرِثُوهَا. +\s1 حظر صنع التماثيل وعبادتها +\s5 +\p +\v 15 فَاحْذَرُوا لأَنْفُسِكُمْ جِدّاً، فَأَنْتُمْ لَمْ تَرَوْا صُورَةً مَا حِينَ خَاطَبَكُمُ الرَّبُّ فِي جَبَلِ حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. +\v 16 لِئَلّا تَفْسَدُوا فَتَنْحَتُوا لَكُمْ تِمْثَالاً لِصُورَةٍ مَا لِمِثَالِ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ. +\v 17 أَوْ شِبْهَ بَهِيمَةٍ مَا مِمَّا عَلَى الأَرْضِ، أَوْ شِبْهَ طَيْرٍ مَا مِنْ طُيُورِ السَّمَاءِ. +\v 18 أَوْ شِبْهَ كَائِنٍ مَا مِنْ زَوَاحِفِ الأَرْضِ، أَوْ شِبْهَ سَمَكٍ مَا مِمَّا فِي الْمَاءِ تَحْتَ الأَرْضِ. +\s5 +\v 19 أَوْ لِئَلّا تَتَطَلَّعُوا إِلَى السَّمَاءِ فَتُشَاهِدُوا الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ وَالأَجْرَامَ السَّمَاوِيَّةَ الَّتِي وَزَّعَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ عَلَى جَمِيعِ الأُمَمِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ، فَتَغْوُوا وَتَسْجُدُوا لَهَا وَتَعْبُدُوهَا. +\v 20 أَمَّا أَنْتُمْ فَقَدِ اخْتَارَكُمُ الرَّبُّ وَأَخْرَجَكُمْ مِنْ أَتُونِ الْحَدِيدِ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ لِتَكُونُوا لَهُ شَعْبَ مِيرَاثِهِ، كَمَا أَنْتُمُ الْيَوْمَ. +\s1 غضب الرب على موسى +\s5 +\p +\v 21 وَلَكِنَّ الرَّبَّ غَضِبَ عَلَيَّ مِنْ أَجْلِكُمْ وَأَقْسَمَ أَلّا أَعْبُرَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ وَلا أَطَأَ الأَرْضَ الْخَصِيبَةَ الَّتِي وَهَبَكُمْ إِيَّاهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ نَصِيباً. +\v 22 كَذَلِكَ فَأَنَا أَمُوتُ فِي هَذِهِ الأَرْضِ مِنْ غَيْرِ أَنْ أَجْتَازَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْبُرُونَهُ وَتَرِثُونَ تِلْكَ الأَرْضَ الْخَصِيبَةَ. +\s5 +\v 23 وَلَكِنْ إِيَّاكُمْ أَنْ تَنْسَوْا عَهْدَ الرَّبِّ إِلَهِكُمُ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَكُمْ وَتَنْحَتُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً لِصُورَةٍ مَا مِمَّا نَهَاكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ عَنْهُ. +\v 24 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ نَارٌ آكِلَةٌ وَإِلَهٌ غَيُورٌ. +\s1 عقوبة عبادة الأصنام +\s5 +\p +\v 25 وَإذَا أَنْجَبْتُمْ بَنِينَ وَأَحْفَاداً وَمَكَثْتُمْ طَوِيلاً فِي الأَرْضِ، ثُمَّ غَوَيْتُمْ فَنَحَتُّمْ لَكُمْ تِمْثَالاً لِصُورَةِ شَيْءٍ مَا، وَارْتَكَبْتُمُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ لإِثَارَةِ غَيْظِهِ، +\v 26 فَإِنَّنِي أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، أَنَّكُمْ تَنْقَرِضُونَ سَرِيعاً مِنَ الْأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ إِلَيْهَا لِتَرِثُوهَا، وَلَنْ تَطُولَ بِكُمُ الأَيَّامُ عَلَيْهَا، إِذْ لابُدَّ أَنَّكُمْ حِينَئِذٍ هَالِكُونَ. +\s5 +\v 27 وَيُشَتِّتُكُمُ الرَّبُّ بَيْنَ الأُمَمِ فَتُصْبِحُونَ أَقَلِّيَّةً بَيْنَ الشُّعُوبِ الَّتِي يَسُوقُكُمْ إِلَيْهَا. +\v 28 وَهُنَاكَ تَعْبُدُونَ آلِهَةً مِنْ خَشَبٍ وَحَجَرٍ مِنْ صَنْعَةِ أَيْدِي النَّاسِ، مِمَّا لَا يُبْصِرُ وَلا يَسْمَعُ وَلا يَأْكُلُ وَلا يَشُمُّ. +\s5 +\v 29 وَلَكِنْ إِنْ طَلَبْتُمْ مِنْ هُنَاكَ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ، مُلْتَمِسِينَهُ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَنُفُوسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ تَجِدُونَهُ. +\s5 +\v 30 فَعِنْدَمَا يَكْتَنِفُكُمُ الضِّيقُ وَتُصِيبُكُمْ فِي آخِرِ الأَيَّامِ جَمِيعُ هَذِهِ الأُمُورِ، عِنْدَئِذٍ تَرْجِعُونَ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَتُطِيعُونَ أَوَامِرَهُ. +\v 31 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ إِلَهٌ رَحِيمٌ لَا يَنْبِذُكُمْ وَلا يُفْنِيكُمْ، وَلا يَنْسَى عَهْدَ آبَائِكُمُ الَّذِي أَقْسَمَ لَهُمْ عَلَيْهِ. +\s1 الرب هو الله +\s5 +\p +\v 32 فَاسْأَلُوا عَنِ الأَيَّامِ الْغَابِرَةِ الَّتِي انْقَضَتْ قَبْلَكُمْ، مُنْذُ الْيَوْمِ الَّذِي خَلَقَ اللهُ فِيهِ الإِنْسَانَ عَلَى الأَرْضِ. اسْأَلْ مِنْ أَقْصَى السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَاهَا: هَلْ حَدَثَ قَطُّ مِثْلُ هَذَا الأَمْرِ الْعَظِيمِ؟ وَهَلْ سَمِعَ أَحَدٌ بِمِثْلِهِ؟ +\v 33 هَلْ سَمِعَتْ أُمَّةٌ صَوْتَ اللهِ يَتَكَلَّمُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ كَمَا سَمِعْتُمْ أَنْتُمْ، وَعَاشَتْ؟ +\s5 +\v 34 وَهَلْ حَاوَلَ إِلَهٌ قَطُّ أَنْ يَأْخُذَ لِنَفْسِهِ شَعْباً مِنْ وَسَطِ شَعْبٍ آخَرَ مُجْرِياً تَجَارِبَ وَآيَاتٍ وَمُعْجِزَاتٍ وَحُرُوباً وَقُدْرَةً فَائِقَةً وَقُوَّةً شَدِيدَةً وَمَخَاوِفَ عَظِيمَةً كَمَا صَنَعَ مَعَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي مِصْرَ عَلَى مَرْأَى مِنْكُمْ؟ +\s5 +\v 35 لَقَدِ اطَّلَعْتُمْ عَلَى هَذِهِ كُلِّهَا لِتَعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلَهُ، وَلَيْسَ آخَرَ سِوَاهُ. +\v 36 فَقَدْ أَسْمَعَكُمْ صَوْتَهُ مِنَ السَّمَاءِ لِيُنْذِرَكُمْ. وَأَرَاكُمْ نَارَهُ الْعَظِيمَةَ عَلَى الْأَرْضِ، وَسَمِعْتُمْ صَوْتَهُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. +\s5 +\v 37 وَلأَنَّهُ قَدْ أَحَبَّ آبَاءَكُمْ، وَاخْتَارَ ذُرِّيَّتَهُمْ مِنْ بَعْدِهِمْ، أَخْرَجَكُمْ بِنَفْسِهِ وَبِقُدْرَتِهِ الْعَظِيمَةِ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، +\v 38 وَطَرَدَ مِنْ أَمَامِكُمْ أُمَماً أَكْبَرَ مِنْكُمْ وَأَعْظَمَ، لِيَأْتِيَ بِكُمْ إِلَى أَرْضِهِمْ وَيُوَرِّثَكُمْ إِيَّاهَا، كَمَا حَدَثَ فِي هَذَا الْيَوْمِ. +\s5 +\v 39 فَاعْتَرِفُوا الْيَوْمَ وَرَدِّدُوا فِي قُلُوبِكُمْ قَائِلِينَ: إِنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلَهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَعَلَى الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَلَيْسَ إِلَهٌ سِوَاهُ. +\v 40 فَاحْفَظُوا الْيَوْمَ مَا أُوْصِيكُمْ بِهِ مِنْ شَرَائِعِهِ وَأَحْكَامِهِ لِيُحْسِنَ الرَّبُّ إِلَيْكُمْ وَإِلَى أَوْلادِكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ، فَيُطِيلَ أَيَّامَكُمْ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي وَهَبَكُمْ إِيَّاهَا إِلَى الأَبَدِ. +\s1 مدن الملجأ +\s5 +\p +\v 41 ثُمَّ خَصَّصَ مُوسَى ثَلاثَ مُدُنٍ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، +\v 42 لِيَلْجَأَ إِلَيْهَا الْقَاتِلُ غَيْرُ الْمُتَعَمِّدِ، الَّذِي لَا يَضْمِرُ عَدَاءً سَابِقاً لِلْقَتِيلِ، فَيَجِدُ فِي إِحْدَى تِلْكَ الْمُدُنِ مَلْجَأً وَيَحْيَا. +\v 43 أَمَّا هَذِهِ الْمُدُنُ فَكانَتْ: بَاصَرَ فِي الصَّحْرَاءِ فِي أَرْضِ السَّهْلِ فِي دِيَارِ الرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَرَامُوتَ فِي جِلْعَادَ فِي بِلادِ الْجَادِيِّينَ، وَجُولانَ فِي بَاشَانَ فِي مِنْطَقَةِ الْمَنَسِّيِّينَ. +\s1 مقدمة الشريعة +\s5 +\p +\v 44 وَهَذِهِ هِيَ الشَّرِيعَةُ الَّتِي وَضَعَهَا أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، +\v 45 وَهَذِهِ هِيَ الشُّرُوطُ وَالْفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ الَّتِي خَاطَبَ بِها مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ، +\v 46 وَهُمْ مُخَيِّمُونَ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، فِي الْوَادِي بِجِوَارِ بَيْتِ فَغُورَ فِي أَرْضِ سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ الَّذِي كَانَ مُقِيماً فِي حَشْبُونَ، فَقَضَى عَلَيْهِ مُوسَى وَالإِسْرَائِيلِيُّونَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. +\s5 +\v 47 فَامْتَلَكُوا بِلادَهُ وَبِلادَ عُوجٍ مَلِكِ بَاشَانَ، مَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ اللَّذَيْنِ كَانَا مُقِيمَيْنِ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، +\v 48 مِنْ عَرُوعِيرَ الْوَاقِعَةِ عَلَى حَافَةِ وَادِي أَرْنُونَ، إِلَى جَبَلِ سِيئُونَ الَّذِي هُوَ حَرْمُونُ، +\v 49 وَكُلَّ وَادِي الْعَرَبَةِ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، حَتَّى الْبَحْرِ الْمَيِّتِ عِنْدَ سُفُوحِ الْفِسْجَةِ. + +\s5 +\c 5 +\s1 الوصايا العشر +\p +\v 1 وَاسْتَدْعَى مُوسَى جَمِيعَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ وَقَالَ لَهُمْ: «اسْمَعُوا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الشَّرَائِعَ وَالأَحْكَامَ الَّتِي أَتْلُوهَا عَلَيْكُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ، وَتَعَلَّمُوهَا وَاحْرِصُوا عَلَى مُمَارَسَتِهَا. +\v 2 قَطَعَ الرَّبُّ إِلَهُنَا مَعَنَا عَهْداً فِي جَبَلِ حُورِيبَ. +\v 3 لَيْسَ مَعَ آبَائِنَا قَطَعَ هَذَا الْعَهْدَ، إِنَّمَا مَعَنَا نَحْنُ الَّذِينَ هُنَا الْيَوْمَ جَمِيعاً أَحْيَاءُ، +\s5 +\v 4 إِذْ تَكَلَّمَ الرَّبُّ مَعَنَا فِي الْجَبَلِ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَجْهاً لِوَجْهٍ. +\v 5 وَكُنْتُ أَنَا وَاقِفاً بَيْنَ الرَّبِّ وَبَيْنَكُمْ، لأَنَّكُمْ خِفْتُمْ مِنَ النَّارَ، فَلَمْ تَصْعَدُوا إِلَى الْجَبَلِ. فَقَالَ الرَّبُّ: +\v 6 أَنَا هُوَ الرَّبُّ إِلَهُكَ الَّذِي حَرَّرَكَ مِنْ سِجْنِ الْعُبُودِيَّةِ فِي دِيَارِ مِصْرَ. +\s5 +\v 7 لَا يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. +\v 8 لَا تَنْحَتْ لَكَ تِمْثَالاً، وَلا صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا فِي الْمَاءِ تَحْتَ الأَرْضِ. +\s5 +\v 9 لَا تَسْجُدْ لَهَا وَلا تَعْبُدْهَا، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ إِلَهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ مَعَاصِيَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ حَتَّى الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ. +\v 10 وَأُحْسِنُ إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَطَائِعِي وَصَايَايَ. +\s5 +\v 11 لَا تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لَا يُبْرِئُ مَنْ يَنْطِقُ بِاسْمِهِ بَاطِلاً. +\s5 +\v 12 احْفَظْ يَوْمَ السَّبْتِ مُقَدَّساً كَمَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ. +\v 13 سِتَّةَ أَيَّامٍ تَشْتَغِلُ وَتَقُومُ بِجَمِيعِ أَعْمَالِكَ، +\v 14 وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَيَكُونُ يَوْمَ رَاحَةٍ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ، لَا تَقُومُ فِيهِ بِأَيِّ عَمَلٍ أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَثَوْرُكَ وَحِمَارُكَ وَكُلُّ بَهَائِمِكَ، وَالأَجْنَبِيُّ الْمُقِيمُ دَاخِلَ أَبْوَابِكَ، لِيَسْتَرِيحَ عَبْدُكَ وَأَمَتُكَ مِثْلَكَ. +\s5 +\v 15 وَتَذَكَّرْ أَنَّكَ كُنْتَ عَبْداً فِي دِيَارِ مِصْرَ، فَأَطْلَقَكَ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ بِقُدْرَةٍ فَائِقَةٍ وَقُوَّةٍ شَدِيدَةٍ، لِهَذَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ أَنْ تَرْتَاحَ فِي يَوْمِ السَّبْتِ. +\s5 +\v 16 أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ، فَتَطُولَ أَيَّامُكَ وَيَكُونَ لَكَ خَيْرٌ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُوَرِّثُهَا لَكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ. +\s5 +\v 17 لَا تَقْتُلْ. +\v 18 لَا تَزْنِ. +\v 19 لَا تَسْرِقْ. +\v 20 لَا تَشْهَدْ عَلَى جَارِكَ شَهَادَةَ زُورٍ. +\s5 +\v 21 لَا تَشْتَهِ امْرَأَةَ غَيْرِكَ وَلا بَيْتَهُ وَلا حَقْلَهُ وَلا عَبْدَهُ وَلا أَمَتَهُ وَلا ثَوْرَهُ وَلا حِمَارَهُ وَلا أَيَّاً مِمَّا لَهُ. +\s5 +\p +\v 22 إِنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْلَنَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ لِكُلِّ جَمَاعَتِكُمْ فِي الْجَبَلِ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَالسَّحَابِ وَلَمْ يَزِدْ. وَنَقَشَهَا عَلَى لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ وَأَعْطَانِي إِيَّاهَا. +\s5 +\p +\v 23 فَلَمَّا سَمِعْتُمُ الصَّوْتَ مِنْ وَسَطِ الظَّلامِ، وَالْجَبَلُ يَشْتَعِلُ بِالنَّارِ، أَقْبَلَ عَلَيَّ جَمِيعُ قَادَةِ أَسْبَاطِكُمْ وَشُيُوخِكُمْ، +\v 24 وَقَالُوا: قَدْ أَظْهَرَ الرَّبُّ لَنَا مَجْدَهُ وَعَظَمَتَهُ، وَسَمِعْنَا صَوْتَهُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ، وَرَأَيْنَا فِي هَذَا الْيَوْمِ أَنَّ اللهَ يُخَاطِبُ الإِنْسَانَ فَلا يَمُوتُ. +\s5 +\v 25 وَلَكِنِ الآنَ، إِنْ عُدْنَا نَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِنَا فَإِنَّ هَذِهِ النَّارَ الْعَظِيمَةَ تَلْتَهِمُنَا. فَلِمَاذَا نَمُوتُ؟ +\v 26 إِذْ أَيُّ بَشَرِيٍّ سَمِعَ صَوْتَ اللهِ الْحَيِّ يَتَكَلَّمُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ مِثْلَنَا وَعَاشَ؟ +\v 27 فَتَقَدَّمْ أَنْتَ وَاسْتَمِعْ كُلَّ مَا يَنْطِقُ بِهِ الرَّبُّ إِلَهُنَا، وَخَاطِبْنَا بِجَمِيعِ مَا يُكَلِّمُكَ بِهِ، فَنَسْتَمِعَ وَنُطِيعَ. +\s5 +\v 28 فَسَمِعَ الرَّبُّ حَدِيثَكُمْ حِينَ كَلَّمْتُمُونِي، وَقَالَ لِي: لَقَدْ سَمِعْتُ حَدِيثَ الشَّعْبِ الَّذِي كَلَّمُوكَ بِهِ. وَقَدْ أَحْسَنُوا فِي كُلِّ مَا قَالُوهُ. +\v 29 يَا لَيْتَ قَلْبَهُمْ يَظَلُّ مُتَعَلِّقاً بِي حَتَّى يَتَّقُونِي وَيُطِيعُوا جَمِيعَ وَصَايَايَ دَائِماً، لِكَيْ يَتَمَتَّعُوا هُمْ وَأَوْلادُهُمْ بِالْخَيْرِ إِلَى الأَبَدِ. +\v 30 اذْهَبْ وَقُلْ لَهُمْ: ارْجِعُوا إِلَى خِيَامِكُمْ. +\s5 +\v 31 وَأَمَّا أَنْتَ فَامْثُلْ هُنَا أَمَامِي، فَأُكَلِّمَكَ بِجَمِيعِ الْوَصَايَا وَالشَّرَائِعِ وَالأَحْكَامِ لِتُعَلِّمَهَا لَهُمْ فَيَعْمَلُوا بِها فِي الأَرْضِ الَّتِي وَهَبْتُهَا لَهُمْ لِيَمْتَلِكُوهَا. +\s5 +\v 32 فَاحْرِصُوا عَلَى الْعَمَلِ بِكُلِّ مَا أَمَرَكُمْ بِهِ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، لَا تَحِيدُوا يَمِيناً أَوْ شِمَالاً. +\v 33 وَاسْلُكُوا فِي كُلِّ الطَّرِيقِ الَّتِي أَوْصَاكُمْ بِها الرَّبُّ لِتَحْيَوْا وَتَزْدَهِرُوا وَتَمْكُثُوا طَوِيلاً فِي الأَرْضِ الَّتِي تَرِثُونَهَا. + +\s5 +\c 6 +\s1 تحب الرب إلهك +\p +\v 1 وَهَذِهِ هِيَ الْوَصَايَا وَالْفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ الَّتِي أَمَرَنِي الرَّبُّ إِلَهُكُمْ أَنْ أُلَقِّنَكُمْ إِيَّاهَا، لِتَعْمَلُوا بِها فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ إِلَيْهَا لِتَرِثُوهَا. +\v 2 وَبِذَلِكَ تَتَّقِي الرَّبَّ إِلَهَكَ وَتُمَارِسُ جَمِيعَ فَرَائِضِهِ وَوَصَايَاهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِها أَنْتَ وَابْنُكَ وَحَفِيدُكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ فَتَطُولُ أَيَّامُكَ. +\s5 +\v 3 فَأَنْصِتُوا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَاحْرِصُوا عَلَى الْعَمَلِ بِها فَتَزْدَهِرُوا وَتَتَكَاثَرُوا جِدّاً فِي أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً، كَمَا وَعَدَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُ آبَائِكُمْ. +\s5 +\p +\v 4 اسْمَعُوا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ، +\v 5 فَأَحِبُّوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَنُفُوسِكُمْ وَقوَّتِكُمْ. +\s5 +\v 6 وَضَعُوا هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي أُوصِيكُمْ بِها عَلَى قُلُوبِكُمْ، +\v 7 وَقُصُّوهَا عَلَى أَوْلادِكُمْ، وَتَحَدَّثُوا بِها حِينَ تَجْلِسُونَ فِي بُيُوتِكُمْ، وَحِينَ تَسِيرُونَ فِي الطَّرِيقِ، وَحِينَ تَنَامُونَ، وَحِينَ تَنْهَضُونَ. +\s5 +\v 8 ارْبُطُوهَا عَلامَةً عَلَى أَيْدِيكُمْ، وَاجْعَلُوهَا عَصَائِبَ عَلَى جِبَاهِكُمْ. +\v 9 اكْتُبُوهَا عَلَى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بُيُوتِكُمْ وَبَوَّابَاتِ مُدُنِكُمْ. +\s5 +\p +\v 10 وَمَتَى أَدْخَلَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمَ لِآبَائِكُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أَنْ يَهَبَهَا لَكُمْ، حَيْثُ تَنْتَشِرُ مُدُنٌ عَظِيمَةٌ لَمْ تَبْنُوهَا، +\v 11 وَبُيُوتٌ عَامِرَةٌ بِخَيْرَاتٍ لَمْ تَخْزِنُوهَا، وَآبَارٌ مَحْفُورَةٌ لَمْ تَحْفُرُوهَا، وَأَشْجَارُ كُرُومٍ وَزَيْتُونٍ لَمْ تَغْرِسُوهَا، فَأَكَلْتُمْ وَشَبِعْتُمْ، +\v 12 فَإِيَّاكُمْ أَنْ تَنْسَوْا الرَّبَّ إِلَهَكُمُ الَّذِي أَطْلَقَكُمْ مِنْ عُبُودِيَّةِ دِيَارِ مِصْرَ. +\s5 +\v 13 فَالرَّبَّ إِلَهَكُمْ تَتَّقُونَ، وَإِيَّاهُ تَعْبُدُونَ، وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُونَ. +\v 14 لَا تَسِيرُوا خَلْفَ آلِهَةٍ أُخْرَى مِنْ آلِهَةِ الأُمَمِ الْمُحِيطَةِ بِكُمْ، +\v 15 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ إِلَهٌ غَيُورٌ حَالٌّ فِي وَسَطِكُمْ، فَيَحْتَدِمَ غَضَبُهُ عَلَيْكُمْ وَيُبِيدَكُمْ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ. +\s5 +\v 16 لَا تَمْتَحِنُوا صَبْرَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، كَمَا امْتَحَنْتُمُوهُ فِي مَسَّةَ. +\v 17 بَلِ احْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ وَشُرُوطَهُ وَأَحْكَامَهُ الَّتِي أَمَرَكُمْ بِها، +\s5 +\v 18 وَاصْنَعُوا مَا هُوَ صَالِحٌ وَمَرْضِيٌّ لَدَى الرَّبِّ لِتَزْدَهِرُوا وَتَدْخُلُوا وَتَرِثُوا الأَرْضَ الَّتِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لِآبَائِكُمْ، +\v 19 أَنْ يَطْرُدَ جَمِيعَ أَعْدَائِكُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ. +\s5 +\p +\v 20 وَإذَا سَأَلَكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ فِي مُسْتَقْبَلِ الأَيَّامِ: مَا هِيَ الشُّرُوطُ وَالْفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ الَّتِي أَمَرَكُمْ بِها الرَّبُّ إِلَهُنَا؟ +\v 21 تُجِيبُونَهُمْ: لَقَدْ كُنَّا عَبِيداً لِفِرْعَوْنَ فِي مِصْرَ، فَأَخْرَجَنَا الرَّبُّ بِقُوَّةٍ فَائِقَةٍ، +\v 22 وَأَجْرَى الرَّبُّ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ عَظِيمَةً وَمُهْلِكَةً بِمِصْرَ عَلَى فِرْعَوْنَ وَجَمِيعِ أَهْلِ بَيْتِهِ عَلَى مَرْأَى مِنَّا. +\v 23 ثُمَّ أَخْرَجَنَا مِنْ هُنَاكَ لِيَأْتِيَ بِنَا وَيُوَرِّثَنَا الأَرْضَ الَّتِي أَقْسَمَ لِآبَائِنَا أَنْ يَهَبَهَا لَنَا. +\s5 +\v 24 فَأَمَرَنَا الرَّبُّ أَنْ نُمَارِسَ جَمِيعَ هَذِهِ الْفَرَائِضِ وَنَتَّقِيَهُ لِنَزْدَهِرَ دَائِماً وَنَظَلَّ أَحْيَاءَ كَمَا فِي هَذَا الْيَوْمِ. +\v 25 وَإذَا أَطَعْنَا جَمِيعَ هَذِهِ الْوَصَايَا بِحِرْصٍ لِنُمَارِسَهَا أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِنَا كَمَا أَمَرَنَا، يَكُونُ لَنَا بِرٌّ. + +\s5 +\c 7 +\s1 طرد الأمم +\p +\v 1 وَمَتَى أَدْخَلَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ إِلَيْهَا لِتَرِثُوهَا، وَطَرَدَ مِنْ أَمَامِكُمْ سَبْعَ أُمَمٍ، أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكُمْ، وَهُمُ الْحِثِّيُّونَ وَالْجِرْجَاشِيُّونَ وَالأَمُورِيُّونَ وَالْكَنْعَانِيُّونَ وَالْفِرِزِّيُّونَ وَالْحِوِّيُّونَ وَالْيَبُوسِيُّونَ. +\s5 +\v 2 وَأَسْلَمَهُمُ الرَّبُّ إِلَيْكُمْ وَهَزَمْتُمُوهُمْ، فَإِنَّكُمْ تُحَرِّمُونَهُمْ. لَا تَقْطَعُوا لَهُمْ عَهْداً، وَلا تَرْفُقُوا بِهِمْ، +\v 3 وَلا تُصَاهِرُوهُمْ. فَلا تُزَوِّجُوا بَنَاتِكُمْ مِنْ أَبْنَائِهِمْ، وَلا أَبْنَاءَكُمْ مِنْ بَنَاتِهِمْ، +\s5 +\v 4 إِذْ يُغْوُونَ أَبْنَاءَكُمْ عَنْ عِبَادَتِي لِيَعْبُدُوا آلِهَةً أُخْرَى، فَيَحْتَدِمُ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ وَيُهْلِكُكُمْ سَرِيعاً. +\v 5 وَلَكِنْ هَذَا مَا تَفْعَلُونَهُ بِهِمْ: اهْدِمُوا مَذَابِحَهُمْ وَحَطِّمُوا أَصْنَامَهُمْ وَقَطِّعُوا سَوَارِيَهُمْ وَأَحْرِقُوا تَمَاثِيلَهُمْ. +\s5 +\p +\v 6 لأَنَّكُمْ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ. فَإِيَّاكُمْ قَدِ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ شُعُوبِ الأَرْضِ لِتَكُونُوا شَعْبَهُ الْخَاصَّ. +\s5 +\v 7 وَلَمْ يُفَضِّلْكُمُ الرَّبُّ وَيَتَخَيَّرْكُمْ لأَنَّكُمْ أَكْثَرُ عَدَداً مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ، فَأَنْتُمْ أَقَلُّ الأُمَمِ عَدَداً. +\v 8 بَلْ مِنْ مَحَبَّتِهِ، وَحِفَاظاً عَلَى الْقَسَمِ الَّذِي أَقْسَمَ بِهِ لِآبَائِكُمْ، أَخْرَجَكُمْ بِقُوَّةٍ فَائِقَةٍ، وَفَدَاكُمْ مِنْ نِيرِ عُبُودِيَّةِ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ. +\s5 +\v 9 فَاعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ اللهُ، الإِلَهُ الأَمِينُ الْوَفِيُّ بِالْعَهْدِ وَالإِحْسَانِ لِمُحِبِّيهِ وَحَافِظِي وَصَايَاهُ إِلَى أَلْفِ جِيلٍ. +\v 10 وَهُوَ يُجَازِي مُبْغِضِيهِ عَلَناً، فَيَسْتَأْصِلُهُمْ وَلا يَتَمَهَّلُ، بَلْ يُسْرِعُ فِي مُعَاقَبَةِ مَنْ يُبْغِضُهُ. +\v 11 فَأَطِيعُوا الْوَصَايَا وَالْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ الَّتِي أُوْصِيكُمْ بِها الْيَوْمَ لِتُمَارِسُوهَا. +\s5 +\p +\v 12 فَإِنِ اسْتَمَعْتُمْ إِلَى هَذِهِ الأَحْكَامِ وَأَطَعْتُمُوهَا وَعَمِلْتُمْ بِها، فَإِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يُحَافِظُ لَكُمْ عَلَى الْعَهْدِ وَالإِحْسَانِ كَمَا حَلَفَ لِآبَائِكُمْ. +\v 13 وَيُحِبُّكُمْ وَيُبَارِكُكُمْ وَيُكَثِّرُكُمْ، وَيُبَارِكُ ثَمَرَةَ أَحْشَائِكُمْ وَغَلَّةَ أَرْضِكُمْ مِنْ قَمْحٍ وَخَمْرٍ وَزَيْتٍ، وَيَزِيدُ مِنْ إِنْتَاجِ بَقَرِكُمْ وَنِعَاجِكُمْ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمَ لِآبَائِكُمْ أَنْ يَهَبَهَا لَكُمْ. +\s5 +\v 14 وَتَكُونُونَ مُبَارَكِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ، فَلا يُوْجَدُ عَقِيمٌ وَلا عَاقِرٌ فِيكُمْ وَلا فِي بَهَائِمِكُمْ. +\v 15 وَيَقِيكُمُ الرَّبُّ مِنْ كُلِّ عِلَّةٍ، وَكُلِّ أَمْرَاضِ مِصْرَ الْخَبِيثَةِ الَّتِي عَايَنْتُمُوهَا، وَلا يُصِيبُكُمْ بِها، بَلْ يَجْعَلُهَا عَلَى مُبْغِضِيكُمْ. +\s5 +\v 16 وَتَسْتَأْصِلُونَ جَمِيعَ الشُّعُوبِ الَّذِينَ يُسْلِمُهُمُ الرَّبُّ إِلَيْكُمْ، فَلا تُشْفِقُوا عَلَيْهِمْ وَلا تَعْبُدُوا آلِهَتَهُمْ لأَنَّ ذَلِكَ شَرَكٌ لَكُمْ. +\s5 +\p +\v 17 وَإِنْ تَسَاءَلْتُمْ فِي قُلُوبِكُمْ: إِنَّ هَذِهِ الشُّعُوبَ أَكْثَرُ مِنَّا عَدَداً، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَطْرُدَهُمْ؟ +\v 18 لَا تَخَافُوا مِنْهُمْ بَلِ اذْكُرُوا مَا صَنَعَهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِفِرْعَوْنَ وَسَائِرِ الْمِصْرِيِّينَ. +\v 19 اذْكُرُوا الْوَيْلاتِ الْعَظِيمَةَ الَّتِي شَهِدَتْهَا أَعْيُنُكُمْ وَالْمُعْجِزَاتِ وَالْعَجَائِبَ وَالْقُوَّةَ الشَّدِيدَةَ وَالْقُدْرَةَ الْفَائِقَةَ الَّتِي أَخْرَجَكُمْ بِها الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، فَهَكَذَا يَفْعَلُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِجَمِيعِ الأُمَمِ الَّتِي تَخْشَوْنَهَا. +\s5 +\p +\v 20 وَيُرْسِلُ عَلَيْهِمِ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ الزَّنَابِيرَ وَيُبِيدُ الْبَاقِينَ الْمُحْتَجِبِينَ مِنْ وَجْهِكُمْ. +\v 21 لَا تَرْهَبُوهُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمُ الْحَالَّ بَيْنَكُمْ إِلَهٌ عَظِيمٌ وَمَرْهُوبٌ. +\v 22 غَيْرَ أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ سَيَطْرُدُ تِلْكَ الأُمَمَ مِنْ أَمَامِكُمْ تَدْرِيجِيًّا، لِئَلّا تَتَكَاثَرَ عَلَيْكُمْ وُحُوشُ الْبَرِّيَّةِ إِنْ أَسْرَعْتُمْ بِالْقَضَاءِ عَلَيْهِمْ دَفْعَةً وَاحِدَةً. +\s5 +\v 23 إِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يُسْلِمُهُمْ إِلَيْكُمْ مُوْقِعاً بِهِمِ الاضْطِرَابَ الْعَظِيمَ حَتَّى يَنْقَرِضُوا، +\v 24 وَيَجْعَلُ مُلُوكَهُمْ يَقَعُونَ فِي أَسْرِكُمْ فَتَمْحُونَ اسْمَهُمْ مِنَ الأَرْضِ. وَلَنْ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يُجَابِهَكُمْ، فَإِنَّكُمْ تُفْنُونَهُمْ. +\s5 +\v 25 أَحْرِقُوا تَمَاثِيلَ آلِهَتِهِمْ وَلا تَشْتَهُوا مَا عَلَيْهَا مِنْ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ فَتَغْنَمُوهَا لأَنْفُسِكُمْ، لِئَلّا تَقْتَنِصَكُمْ، لأَنَّهَا رِجْسٌ عِنْدَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. +\v 26 لَا تُدْخِلُوا شَيْئاً رِجْساً إِلَى بُيُوتِكُمْ لِئَلّا تُصْبِحُوا أَهْلاً لِلدَّمَارِ مِثْلَهُ، بَلْ عَلَيْكُمْ أَنْ تَسْتَقْبِحُوهُ وَتَمْقُتُوهُ، لأَنَّ مَآلَهُ الدَّمَارُ. + +\s5 +\c 8 +\s1 لا تنسوا الرب +\p +\v 1 فَاحْفَظُوا جَمِيعَ الْوَصَايَا الَّتِي أُوصِيكُمْ بِها الْيَوْمَ لِتُمَارِسُوهَا، فَتَحْيَوْا وَتَتَكَاثَرُوا وَتَدْخُلُوا لامْتِلاكِ الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمَ الرَّبُّ عَلَيْهَا لِآبَائِكُمْ. +\v 2 وَتَذَكَّرُوا كَيْفَ قَادَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي كُلِّ طَرِيقِ الصَّحْرَاءِ هَذِهِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً لِيُذِلَّكُمْ وَيَمْتَحِنَكُمْ، فَيَعْرِفَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ: إِنْ كُنْتُمْ تَحْفَظُونَ أَوَامِرَهُ أَمْ تَعْصَوْنَهُ. +\s5 +\v 3 فَأَذَلَّكُمْ ثُمَّ أَجَاعَكُمْ وَأَطْعَمَكُمُ الْمَنَّ الَّذِي لَمْ تَكُونُوا تَعْرِفُونَهُ، لَا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ لِيُعَلِّمَكُمْ أَنَّهُ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ يَنْطِقُ بِها فَمُ الرَّبِّ. +\s5 +\v 4 وَفِي غُضُونِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً لَمْ تَبْلَ ثِيَابُكُمْ عَلَيْكُمْ، وَلَمْ تَتَوَرَّمْ أَقْدَامُكُمْ. +\v 5 فَاعْلَمُوا إِذاً فِي قُلُوبِكُمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ قَدْ أَدَّبَكُمْ كَمَا يُؤَدِّبُ الْمَرْءُ ابْنَهُ. +\v 6 فَأَطِيعُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلَهِكُمْ لِتَسْلُكُوا فِي سُبُلِهِ وَاتَّقُوهُ. +\s5 +\p +\v 7 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ آتٍ بِكُمْ إِلَى أَرْضٍ خَصِيبَةٍ، تَكْثُرُ فِيهَا الأَنْهَارُ وَالآبَارُ، وَعُيُونُ مَاءٍ تَتَدَفَّقُ فِي الْوِدْيَانِ وَالْجِبَالِ. +\v 8 إِلَى أَرْضِ قَمْحٍ وَشَعِيرٍ وَكُرُومٍ وَتِينٍ وَرُمَّانٍ وَزَيْتُونٍ وَعَسَلٍ. +\s5 +\v 9 إِلَى أَرْضٍ لَا تَأْكُلُونَ بِالذُّلِّ خُبْزَكُمْ وَلا يُعْوِزُكُمْ فِيهَا شَيْءٌ. هِيَ أَرْضٌ يَتَوَافَرُ فِي حِجَارَتِهَا الْحَدِيدُ، وَمِنْ جِبَالِهَا تَسْتَخْرِجُونَ النُّحَاسَ. +\v 10 فَمَتَى أَكَلْتُمْ وَشَبِعْتُمْ بَارِكُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمُ الَّذِي وَهَبَكُمْ هَذِهِ الأَرْضَ الْخَصِيبَةَ. +\s5 +\p +\v 11 إِيَّاكُمْ نِسْيَانَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَإِهْمَالَ وَصَايَاهُ وَأَحْكَامِهِ وَفَرَائِضِهِ الَّتِي أُوصِيكُمُ الْيَوْمَ بِها، +\v 12 لِئَلّا إِذَا أَكَلْتُمْ وَشَبِعْتُمْ وَبَنَيْتُمْ بُيُوتاً جَمِيلَةً سَكَنْتُمُوهَا، +\s5 +\v 13 وَتَكَاثَرَتْ أَبْقَارُكُمْ وَغَنَمُكُمْ وَذَهَبُكُمْ وَجَمِيعُ مَا لَكُمْ. +\v 14 تَتَكَبَّرُ قُلُوبُكُمْ وَتَنْسَوْنَ الرَّبَّ إِلَهَكُمُ الَّذِي أَطْلَقَكُمْ مِنْ نِيرِ عُبُودِيَّةِ دِيَارِ مِصْرَ، +\s5 +\v 15 وَقَادَكُمْ فِي الصَّحْرَاءِ الشَّاسِعَةِ الْمَهُولَةِ، حَيْثُ تَكْمُنُ أَفَاعٍ سَامَّةٌ وَعَقَارِبُ وَعَطَشٌ لِخُلُوِّهَا مِنَ الْمَاءِ، فَفَجَّرَ لَكُمْ مَاءً مِنْ صَخْرَةِ الصَّوَّانِ. +\v 16 الَّذِي أَطْعَمَكُمْ فِي الصَّحْرَاءِ الْمَنَّ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْهُ آبَاؤُكُمْ لِيُذِلَّكُمْ وَيَمْتَحِنَكُمْ، فَيُحْسِنَ إِلَيْكُمْ فِي آخِرَتِكُمْ، +\v 17 خَوْفاً مِنْ أَنْ تَقُولُوا فِي قُلُوبِكُمْ: لَقَدْ أَحْرَزْنَا هَذَا الثَّرَاءَ بِفَضْلِ قُوَّتِنَا وَقُدْرَةِ أَيْدِينَا. +\s5 +\v 18 وَلَكِنِ اذْكُرُوا أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ الَّذِي يَمْنَحُكُمُ الْقُوَّةَ لإِحْرَازِ الثَّرْوَةِ، وَفَاءً بِوَعْدِهِ الَّذِي أَقْسَمَ عَلَيْهِ لِآبَائِكُمْ كَمَا فِي هَذَا الْيَوْمِ. +\v 19 أَمَّا إِنْ نَسِيتُمُ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ، وَغَوَيْتُمْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدْتُمُوهَا وَسَجَدْتُمْ لَهَا، فَإِنَّنِي أُشْهِدُ عَلَيْكُمْ أَنَّكُمْ لَا مَحَالَةَ هَالِكُونَ. +\v 20 كَالأُمَمِ الَّتِي يُبِيدُهَا الرَّبُّ مِنْ أَمَامِكُمْ هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَبِيدُونَ، لأَنَّكُمْ لَمْ تُطِيعُوا أَمْرَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. + +\s5 +\c 9 +\s1 بفضل الرب لا بقوة بني إسرائيل +\p +\v 1 اسْتَمِعُوا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ عَلَى وَشْكِ عُبُورِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ لِتَدْخُلُوا لِطَرْدِ شُعُوبٍ أَكْبَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكُمْ، وَلِلاسْتِيلاءِ عَلَى مُدُنٍ عَظِيمَةٍ مُحَصَّنَةٍ بِأَسْوَارٍ تَبْلُغُ عَنَانَ السَّمَاءِ، +\v 2 يُقِيمُ فِيهَا الْعَنَاقِيُّونَ الْجَبَابِرَةُ الْعَمَالِقَةُ الَّذِينَ عَرَفْتُمْ عَنْهُمْ وَسَمِعْتُمْ مَنْ يَقُولُ: مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَحَدَّى الْعَنَاقِيِّينَ؟ +\s5 +\v 3 فَاعْلَمُوا الْيَوْمَ أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يَتَقَدَّمُكُمْ كَنَارٍ آكِلَةٍ، وَهُوَ الَّذِي يَسْتَأْصِلُهُمْ وَيُذِلُّهُمْ أَمَامَكُمْ، فَتَطْرُدُونَهُمْ وَتُبِيدُونَهُمْ سَرِيعاً كَمَا كَلَّمَكُمُ الرَّبُّ. +\s5 +\v 4 لَا تَقُولُوا لأَنْفُسِكُمْ بَعْدَ أَنْ يَنْفِيَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِكُمْ: لَقَدْ أَدْخَلَنَا الرَّبُّ لاِمْتِلاكِ هَذِهِ الأَرْضِ بِفَضْلِ صَلاحِنَا. إِنَّمَا مِنْ أَجْلِ كَثْرَةِ إِثْمِهِمْ يَطْرُدُهُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ. +\s5 +\v 5 إِذْ لَيْسَ بِفَضْلِ صَلاحِكُمْ وَاسْتِقَامَتِكُمْ تَدْخُلُونَ لامْتِلاكِ أَرْضِهِمْ، إِنَّمَا مِنْ أَجْلِ إِثْمِهِمْ يَطْرُدُهُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ وَفَاءً بِوَعْدِهِ الَّذِي أَقْسَمَ عَلَيْهِ لِآبَائِكُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ. +\s5 +\v 6 فَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ بِفَضْلِ صَلاحِكُمْ يَهَبُكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ هَذِهِ الأَرْضَ الْخَصِيبَةَ لامْتِلاكِهَا، لأَنَّكُمْ شَعْبٌ عَنِيدٌ. +\s1 العجل الذهبي +\s5 +\p +\v 7 اُذْكُرُوا وَلا تَنْسَوْا كَيْفَ أَسْخَطْتُمُ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ عَلَيْكُمْ فِي الصَّحْرَاءِ، فَمُنْذُ أَنْ غَادَرْتُمْ دِيَارَ مِصْرَ حَتَّى بَلَغْتُمْ هَذَا الْمَكَانَ وَأَنْتُمْ تُقَاوِمُونَ الرَّبَّ. +\v 8 فَفِي جَبَلِ حُورِيبَ أَثَرْتُمْ غَيْظَ الرَّبِّ، فَاحْتَدَمَ غَضَبُهُ عَلَيْكُمْ حَتَّى أَوْشَكَ أَنْ يُفْنِيَكُمْ. +\s5 +\v 9 فَحِينَ صَعِدْتُ إِلَى الْجَبَلِ لأَتَسَلَّمَ لَوْحَيْ حَجَرِ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ، وَأَقَمْتُ فِيهِ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً لَا آكُلُ فِيهَا خُبْزاً أَوْ أَشْرَبُ مَاءً، +\v 10 وَسَلَّمَنِي الرَّبُّ لَوْحَيِ الْحَجَرِ الْمَكْتُوبَيْنِ بِأَصْبَعِ اللهِ، حَيْثُ خَطَّ عَلَيْهِمَا جَمِيعَ الْوَصَايَا الَّتِي كَلَّمَكُمْ بِها الرَّبُّ فِي الْجَبَلِ مِنْ وَسَطِ النَّارِ فِي يَوْمِ الاجْتِمَاعِ. +\s5 +\v 11 وَحِينَ أَعْطَانِي الرَّبُّ لَوْحَيْ حَجَرِ الْعَهْدِ فِي نِهَايَةِ الأَرْبَعِينَ نَهَاراً وَالأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، +\v 12 قَالَ لِي الرَّبُّ: قُمْ وَأَسْرِعْ بِالنُّزُولِ مِنْ هُنَا، لأَنَّ شَعْبَكَ الَّذِي أَخْرَجْتَهُ مِنْ مِصْرَ قَدْ ضَلَّ. زَاغُوا سَرِيعاً عَنِ السَّبِيلِ الَّذِي أَوْصَيْتُهُمْ بِهِ، إِذْ صَاغُوا لأَنْفُسِهِمْ تِمْثَالاً مَسْبُوكاً. +\s5 +\v 13 ثُمَّ قَالَ لِي: قَدْ تَأَمَّلْتُ هَذَا الشَّعْبَ وَإِذْ بِهِ شَعْبٌ مُتَصَلِّبُ الْقَلْبِ. +\v 14 دَعْنِي أَسْتَأْصِلُهُمْ وَأَمْحُو اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ، وَأُقِيمُ مِنْكَ شَعْباً أَعْظَمَ وَأَكْثَرَ مِنْهُمْ. +\s5 +\p +\v 15 فَانْصَرَفْتُ، وَانْحَدَرْتُ مِنَ الْجَبَلِ وَهُوَ مَا بَرِحَ يَشْتَعِلُ بِالنَّارِ، وَلَوْحَا الْعَهْدِ فِي يَدَيَّ. +\p +\v 16 وَتَطَلَّعْتُ وَإذَا بِكُمْ قَدْ أَخْطَأْتُمْ إِلَى الرَّبِّ، وَصُغْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ عِجْلاً مَسْبُوكاً، وَضَلَلْتُمْ سَرِيعاً عَنِ السَّبِيلِ الَّذِي أَوْصَاكُمْ بِهِ الرَّبُّ. +\s5 +\v 17 فَأَخَذْتُ اللَّوْحَيْنِ وَأَلْقَيْتُهُمَا مِنْ يَدَيَّ وَحَطَّمْتُهُمَا أَمَامَ أَعْيُنِكُمْ. +\v 18 ثُمَّ انْطَرَحْتُ بِذُلٍّ أَمَامَ الرَّبِّ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، كَمَا فِي السَّابِقِ، لَا آكُلُ خُبْزاً وَلا أَشْرَبُ مَاءً، مِنْ جَرَّاءِ كُلِّ خَطَايَاكُمُ الَّتِي ارْتَكَبْتُمُوهَا فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لِتُغِيظُوهُ، +\s5 +\v 19 لأَنَّنِي جَزِعْتُ مِنْ غَضَبِ الرَّبِّ وَاحْتِدَامِ سَخَطِهِ عَلَيْكُمْ، حَتَّى أَوْشَكَ أَنْ يُبِيدَكُمْ. فَاسْتَجَابَ لِيَ الرَّبُّ أَيْضاً فِي تِلْكَ الْمَرَّةِ. +\v 20 كَمَا غَضِبَ الرَّبُّ عَلَى هرُونَ أَيْضاً حَتَّى كَادَ أَنْ يُهْلِكَهُ، فَصَلَّيْتُ مِنْ أَجْلِهِ حِينَئِذٍ، فَقَبِلَ الرَّبُّ تَضَرُّعِي. +\s5 +\v 21 أَمَّا خَطِيئَتُكُمْ، الْعِجْلُ الَّذِي سَبَكْتُمُوهُ، فَقَدْ أَخَذْتُهُ وَأَحْرَقْتُهُ وَدَقَقْتُهُ وَطَحَنْتُهُ جَيِّداً، حَتَّى اسْتَحَالَ إِلَى تُرَابٍ، ثُمَّ طَرَحْتُ غُبَارَهُ فِي النَّهْرِ الْمُنْحَدِرِ مِنَ الْجَبَلِ. +\s5 +\p +\v 22 وَمَا لَبِثْتُمْ أَنْ أَسْخَطْتُمُ الرَّبَّ فِي تَبْعِيرَةَ وَمَسَّةَ وَقَبْرُوتَ هَتَّأَوَةَ. +\v 23 وَحِينَ أَرْسَلَكُمُ الرَّبُّ مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ وَأَمَرَ: اصْعَدُوا لامْتِلاكِ الأَرْضِ الَّتِي وَهَبْتُهَا لَكُمْ، عَصَيْتُمْ أَمْرَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَلَمْ تُصَدِّقُوهُ، وَلَمْ تَأْتَمِرُوا بِقَوْلِهِ، +\v 24 فَأَنْتُمْ حَقّاً مُتَمَرِّدُونَ عَلَى الرَّبِّ مُنْذُ أَنْ عَرَفْتُكُمْ. +\s5 +\p +\v 25 فَسَقَطْتُ أَمَامَ الرَّبِّ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لأَنَّ الرَّبَّ أَعْلَنَ أَنَّهُ عَازِمٌ أَنْ يَقْضِيَ عَلَيْكُمْ. +\v 26 وَابْتَهَلْتُ إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، لَا تُهْلِكْ شَعْبَكَ وَمِيرَاثَكَ الَّذِي افْتَدَيْتَهُ بِقُوَّتِكَ الْعَظِيمَةِ، وَأَخْرَجْتَهُ مِنْ مِصْرَ بِقُدْرَةٍ فَائِقَةٍ. +\s5 +\v 27 اُذْكُرْ عَبِيدَكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، وَتَغَاضَ عَنْ عِنَادِ هَذَا الشَّعْبِ وَإِثْمِهِ وَخَطِيئَتِهِ، +\v 28 لِئَلّا يَقُولَ أَهْلُ مِصْرَ الَّذِينَ أَخْرَجْتَنَا مِنْ بَيْنِهِمْ: لَقَدْ أَخْرَجَهُمُ الرَّبُّ لِيُهْلِكَهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ، لأَنَّهُ عَجَزَ عَنْ إِدْخَالِهِمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي وَعَدَهُمْ بِها، وَلأَنَّهُ مَقَتَهُمْ. +\v 29 إِنَّهُمْ شَعْبُكَ وَمِيرَاثُكَ الَّذِي أَخْرَجْتَهُ بِقُوَّتِكَ الْعَظِيمَةِ وَقُدْرَتِكَ الْفَائِقَةِ. + +\s5 +\c 10 +\s1 لوحا شريعة جديدان +\p +\v 1 وَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: انْحَتْ لَكَ لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ مِثْلَ اللَّوْحَيْنِ الأَوَّلَيْنِ، وَاصْعَدْ إِلَى الْجَبَلِ، وَاصْنَعْ لَكَ تَابُوتاً مِنْ خَشَبٍ، +\v 2 فَأَخُطَّ عَلَى اللَّوْحَيْنِ الْوَصَايَا الَّتِي كَانَتْ مَكْتُوبَةً عَلَى اللَّوْحَيْنِ الأَوَّلَيْنِ اللَّذَيْنِ حَطَّمْتَهُمَا، فَتَضَعَهُمَا فِي التَّابُوتِ. +\s5 +\v 3 فَصَنَعْتُ تَابُوتاً مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، وَنَحَتُّ لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ مِثْلَ اللَّوْحَيْنِ الأَوَّلَيْنِ، وَصَعِدْتُ إِلَى الْجَبَلِ وَاللَّوْحَانِ فِي يَدَيَّ. +\v 4 فَخَطَّ الرَّبُّ عَلَى اللَّوْحَيْنِ مَا كَانَ قَدْ خَطَّهُ سَابِقاً، الْوَصَايَا الْعَشَرَ الَّتِي كَلَّمَكُمْ بِها الرَّبُّ فِي الْجَبَلِ مِنْ وَسَطِ النَّارِ فِي يَوْمِ الاجْتِمَاعِ، وَسَلَّمَنِي إِيَّاهَا. +\s5 +\v 5 ثُمَّ انْصَرَفْتُ، وَانْحَدَرْتُ مِنَ الْجَبَلِ، وَوَضَعْتُ اللَّوْحَيْنِ فِي التَّابُوتِ الَّذِي صَنَعْتُهُ. وَهَا هُمَا هُنَاكَ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ. +\s5 +\p +\v 6 ثُمَّ ارْتَحَلَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ جِوَارِ آبَارِ بَنِي يَعْقَانَ إِلَى مُوسِيرَ، حَيْثُ مَاتَ هرُونُ وَدُفِنَ هُنَاكَ. فَتَوَلَّى أَلِعَازَارُ ابْنُهُ رَئَاسَةَ الْكَهَنُوتِ عِوَضاً عَنْهُ. +\v 7 وَمِنْ هُنَاكَ انْتَقَلَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ إِلَى الْجِدْجُودِ، وَمِنْهَا إِلَى يُطْبَاتَ، وَهِيَ أَرْضٌ عَامِرَةٌ بِالأَنْهَارِ. +\s5 +\p +\v 8 فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ خَصَّصَ الرَّبُّ سِبْطَ لاوِي لِحَمْلِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَالْمُثُولِ أَمَامَ الرَّبِّ لِيَخْدِمُوهُ وَيُبَارِكُوا اسْمَهُ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. +\v 9 لِهَذَا لَمْ يَرِثِ اللّاوِيُّونَ مَعَ بَقِيَّةِ إِخْوَتِهِمْ لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَصِيبُهُمْ كَمَا وَعَدَهُمْ. +\s5 +\p +\v 10 أَمَّا أَنَا فَقَدْ مَكَثْتُ فِي الْجَبَلِ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، كَمَا حَدَثَ فِي الْمَرَّةِ الأُولَى وَاسْتَجَابَ لِيَ الرَّبُّ أَيْضاً فَلَمْ يُهْلِكْكُمْ +\v 11 ثُمَّ قَالَ لِيَ الرَّبُّ: قُمْ وَامْضِ لِلارْتِحَالِ أَمَامَ الشَّعْبِ، لِلدُّخُولِ وَامْتِلاكِ الأَرْضِ الَّتِي حَلَفْتُ لِآبَائِهِمْ أَنْ أَهَبَهَا لَهُمْ. +\s1 تقوى الرب +\s5 +\p +\v 12 فَالآنَ أَيُّهَا الإِسْرَائِيلِيُّونَ مَاذَا يَطْلُبُ مِنْكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ سِوَى أَنْ تَتَّقُوهُ وَتَسْلُكُوا فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَتُحِبُّوهُ وَتَعْبُدُوهُ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ نُفُوسِكُمْ، +\v 13 وَتُطِيعُوا وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ، الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِها الْيَوْمَ لِخَيْرِكُمْ؟ +\s5 +\v 14 فَالرَّبُّ إِلَهُكُمْ هُوَ مَالِكُ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءِ السَّمَاوَاتِ وَكُلِّ مَا فِيهَا. +\v 15 غَيْرَ أَنَّ الرَّبَّ فَضَّلَ آبَاءَكُمْ وَاصْطَفَى ذُرِّيَّتَهُمْ مِنْ بَعْدِهِمْ، الَّتِي هِيَ أَنْتُمْ، لِتَكُونُوا فَوْقَ جَمِيعِ أُمَمِ الأَرْضِ، كَمَا هُوَ حَادِثٌ الْيَوْمَ. +\s5 +\v 16 فَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمُ الأَثِيمَةَ، وَأَقْلِعُوا عَنْ عِنَادِكُمْ، +\v 17 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ إِلَهُ الآلِهَةِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، الإِلَهُ الْعَظِيمُ الْجَبَّارُ الْمَهِيبُ، الَّذِي لَا يُحَابِي وَجْهَ أَحَدٍ، وَلا يَرْتَشِي. +\s5 +\v 18 إِنَّهُ يَقْضِي حَقَّ الْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ، وَيُحِبُّ الْغَرِيبَ فَيُوَفِّرُ لَهُ طَعَاماً وَكِسَاءً +\v 19 فَأَحِبُّوا الْغَرِيبَ لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي دِيَارِ مِصْرَ. +\s5 +\v 20 اتَّقُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ وَإِيَّاهُ اعْبُدُوا وَبِهِ اعْتَصِمُوا وَبِاسْمِهِ احْلِفُوا، +\v 21 فَهُوَ فَخْرُكُمْ وَإِلَهُكُمُ الَّذِي أَجْرَى مَعَكُمْ تِلْكَ الْمُعْجِزَاتِ الْعَظِيمَةَ الَّتِي شَهِدَتْهَا أَعْيُنُكُمْ. +\s5 +\v 22 فَعِنْدَمَا انْحَدَرَ آبَاؤُكُمْ إِلَى مِصْرَ كَانُوا سَبْعِينَ نَفْساً، وَالآنَ قَدْ جَعَلَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي كَثْرَةِ النُّجُومِ. + +\s5 +\c 11 +\s1 تحب الرب وتطيعه +\p +\v 1 فَأَحِبُّوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ وَحَافِظُوا عَلَى حُقُوقِهِ، وَأَطِيعُوا فَرَائِضَهُ وَأَحْكَامَهُ وَوَصَايَاهُ دَائِماً. +\s5 +\v 2 وَاعْلَمُوا الْيَوْمَ أَنَّ حَدِيثِي لَيْسَ مُوَجَّهاً لأَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوا وَلا اخْتَبَرُوا تَأْدِيبَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، وَلا شَهِدُوا عَظَمَتَهُ وَقُوَّتَهُ الشَّدِيدَةَ وَقُدْرَتَهُ الْفَائِقَةَ، +\v 3 وَلا آيَاتِهِ وَمُعْجِزَاتِهِ الَّتِي أَجْرَاهَا فِي مِصْرَ عَلَى فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ وَعَلَى أَرْضِهِ، +\s5 +\v 4 وَالَّتِي صَنَعَهَا بِجَيْشِ مِصْرَ وَخَيْلِهِمْ وَمَرْكَبَاتِهِمْ، حَيْثُ جَعَلَ مِيَاهَ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ تَغْمُرُهُمْ حِينَ سَعَوْا وَرَاءَكُمْ، فَأَهْلَكَهُمُ الرَّبُّ. +\v 5 وَالَّتِي عَمِلَهَا لَكُمْ فِي الصَّحْرَاءِ حَتَّى وَصَلْتُمْ إِلَى هَذَا الْمَكَانِ، +\s5 +\v 6 وَالَّتِي أَنْزَلَهَا بِدَاثَانَ وَأَبِيرَامَ ابْنَيْ أَلِيآبَ مِنْ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ، اللَّذَيْنِ انْشَقَّتِ الأَرْضُ وَابْتَلَعَتْهُمَا مَعَ عَائِلَتَيْهِمَا وَخِيَامِهِمَا وَمُمْتَلَكَاتِهِمَا، عَلَى مَشْهَدِ كُلِّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، +\v 7 بَلْ لَكُمْ خَاصَّةً لأَنَّ أَعْيُنَكُمْ أَنْتُمْ هِيَ الَّتِي شَهِدَتْ عَظَائِمَ الرَّبِّ الَّتِي أَجْرَاهَا. +\s5 +\p +\v 8 لِهَذَا أَطِيعُوا كُلَّ الْوَصَايَا الَّتِي أَوْصَيْتُكُمْ بِها الْيَوْمَ، لِتَكُونَ لَدَيْكُمُ الْقُوَّةُ لِدُخُولِ وَامْتِلاكِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ إِلَيْهَا لِتَرِثُوهَا، +\v 9 وَلِكَيْ تُطِيلُوا أَيَّامَكُمْ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لِآبَائِكُمْ أَنْ يُعْطِيَهَا لَهُمْ وَلِنَسْلِهِمْ، الأَرْضِ التي تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً. +\s5 +\v 10 لأَنَّ الأَرْضَ الَّتِي تُوْشِكُونَ الدُّخُولَ إِلَيْهَا لامْتِلاكِهَا لَا تُمَاثِلُ أَرْضَ مِصْرَ الَّتِي خَرَجْتُمْ مِنْهَا، حَيْثُ كُنْتُمْ تَزْرَعُونَ زَرْعَكُمْ وَتَرْوُونَهُ (بِفَتْحِ سُدُودِ الْقَنَوَاتِ الصَّغِيرَةِ) بِأَرْجُلِكُمْ، وَكَأَنَّهُ بُسْتَانُ بُقُولٍ. +\v 11 بَلِ الأَرْضُ الَّتِي أَنْتُمْ مُقْبِلُونَ عَلَيْهَا لاِمْتِلاكِهَا هِيَ أَرْضُ جِبَالٍ وَأَوْدِيَةٍ، تَرْتَوِي مِنْ مَطَرِ السَّمَاءِ. +\v 12 أَرْضٌ يَعْتَنِي بِها الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، إذْ تَرْعَاهَا عَيْنَاهُ دَائِماً مِنْ أَوَّلِ السَّنَةِ حَتَّى آخِرِهَا. +\s5 +\p +\v 13 فَإِذَا أَطَعْتُمُ الْوَصَايَا الَّتِي أُوصِيكُمْ بِها الْيَوْمَ، وَأَحْبَبْتُمُ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ وَعَبَدْتُمُوهُ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ نُفُوسِكُمْ، +\v 14 فَإِنَّ الرَّبَّ يَسْكُبُ عَلَى أَرْضِكُمُ الْمَطَرَ الْمُبَكِّرَ وَالْمُتَأَخِّرَ فِي أَوَانِهِ، فَتَجْمَعُونَ قَمْحَكُمْ وَخَمْرَكُمْ، وَزَيْتَكُمْ، +\v 15 وَيُنْبِتُ لِبَهَائِمِكُمْ عُشْباً فِي حُقُولِكُمْ، فَتَأْكُلُونَ أَنْتُمْ وَتَشْبَعُونَ. +\s5 +\v 16 وَلَكِنْ إِيَّاكُمْ أَنْ تَغْوِيَ قُلُوبُكُمْ فَتَزِيغُوا وَتَعْبُدُوا آلِهَةً أُخْرَى وَتَسْجُدُوا لَهَا، +\v 17 فَيَحْتَدِمُ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ، وَيُغْلِقُ السَّمَاءَ، وَيَمْنَعُ الْمَطَرَ عَنِ الانْهِمَارِ، فَلا تُعْطِي الأَرْضُ غَلَتَهَا فَتَفْنَوْنَ سَرِيعاً عَنِ الأَرْضِ الْخَصِيبَةِ الَّتِي وَهَبَهَا لَكُمُ الرَّبُّ. +\s5 +\p +\v 18 فَثَبِّتُوا كَلِمَاتِي هَذِهِ عَلَى قُلُوبِكُمْ، وَارْبِطُوهَا عَلامَةً عَلَى أَيْدِيكُمْ، وَاعْصِبُوا بِها جِبَاهَكُمْ، +\v 19 وَعَلِّمُوهَا لأَوْلادِكُمْ، وَتَحَدَّثُوا بِها حِينَ تَكُونُونَ فِي بُيُوتِكُمْ، وَحِينَ تَسِيرُونَ فِي الطَّرِيقِ، وَحِينَ تَأْوُونَ إِلَى فِرَاشِكُمْ، وَحِينَ تَنْهَضُونَ، +\s5 +\v 20 وَاكْتُبُوهَا عَلَى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بُيُوتِكُمْ وَبَوَّابَاتِ مُدُنِكُمْ، +\v 21 لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكُمْ وَأَيَّامُ أَوْلادِكُمْ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفَ الرَّبُّ لِآبَائِكُمْ أَنْ يَهَبَهَا لَهُمْ، فَتَكُونَ فِي كَثْرَتِهَا كَأَيَّامِ السَّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ. +\s5 +\v 22 لأَنَّهُ إِذَا أَطَعْتُمْ جَمِيعَ هَذِهِ الْوَصَايَا الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِها لِتُمَارِسُوهَا، وَأَحْبَبْتُمُ الرَّبَّ وَسَلَكْتُمْ فِي جَمِيعِ سُبُلِهِ وَتَمَسَّكْتُمْ بِهِ، +\v 23 يَطْرُدُ الرَّبُّ جَمِيعَ تِلْكَ الأُمَمِ مِنْ أَمَامِكُمْ، فَتَرِثُونَ شُعُوباً أَكْبَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكُمْ. +\s5 +\v 24 وَكُلُّ مَوْضِعٍ تَطَأُهُ أَقْدَامُكُمْ يُصْبِحُ لَكُمْ، فَتَكُونُ حُدُودُكُمْ مِنَ الصَّحْرَاءِ فِي الْجَنُوبِ إِلَى لُبْنَانَ، وَمِنْ نَهْرِ الْفُرَاتِ إِلَى الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ غَرْباً. +\v 25 وَلا يَجْرُؤُ إِنْسَانٌ أَنْ يُقَاوِمَكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يَجْعَلُ الْخَوْفَ وَالرُّعْبَ مِنْكُمْ يَسُودَانِ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ الَّتِي تَطَأُونَهَا، كَمَا وَعَدَكُمْ. +\s5 +\p +\v 26 انْظُرُوا هَا أَنَا أُخَيِّرُكُمُ الْيَوْمَ بَيْنَ الْبَرَكَةِ وَاللَّعْنَةِ: +\v 27 الْبَرَكَةُ لَكُمْ إِنْ أَطَعْتُمْ وَصَايَا الرَّبِّ إِلَهِكُمُ الَّتِي أَنَا أَوْصَيْتُكُمْ بِها الْيَوْمَ، +\v 28 وَاللَّعْنَةُ إِنْ عَصَيْتُمْ وَصَايَا الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، وَضَلَلْتُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِها الْيَوْمَ، وَعَبَدْتُمْ آلِهَةً أُخْرَى غَرِيبَةً عَنْكُمْ. +\s5 +\v 29 إِذَا أَتَى بِكُمُ الرَّبُّ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي تُوْشِكُونَ الدُّخُولَ إِلَيْهَا لامْتِلاكِهَا، فَأَعْلِنُوا الْبَرَكَةَ مِنْ عَلَى جَبَلِ جِرِزِّيمَ، وَاللَّعْنَةَ مِنْ عَلَى جَبَلِ عِيبَالَ. +\v 30 أَوَ لَيْسَ هُمَا فِي غَرْبِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، وَرَاءَ الطَّرِيقِ الْمُتَّجِهَةِ نَحْوَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فِي أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ الْمُسْتَوْطِنِينَ فِي الْعَرَبَةِ مُقَابِلَ الْجِلْجَالِ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مُورَةَ؟ +\s5 +\v 31 لأَنَّكُمْ عَابِرُونَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ لِتَدْخُلُوا لامْتِلاكِ الأَرْضِ الَّتِي يَهَبُهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، فَتَرِثُونَهَا وَتُقِيمُونَ فِيهَا. +\v 32 فَأَطِيعُوا جَمِيعَ الْفَرَائِضِ وَالأَحْكَامِ الَّتِي سَنَنْتُهَا الْيَوْمَ أَمَامَكُمْ لِتُمَارِسُوهَا. + +\s5 +\c 12 +\s1 مكان واحد للعبادة +\p +\v 1 إِلَيْكُمُ الْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ الَّتِي عَلَيْكُمْ مُمَارَسَتُهَا فِي الأَرْضِ الَّتِي وَهَبَهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُ آبَائِكُمْ لِتَرِثُوهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكُمْ عَلَى الأَرْضِ: +\v 2 دَمِّرُوا جَمِيعَ الأَمَاكِنِ الَّتِي تَرِثُونَهَا، حَيْثُ عَبَدَتِ الأُمَمُ آلِهَتَهَا، سَوَاءٌ كَانَتْ عَلَى الْجِبَالِ الشَّامِخَةِ أَمْ عَلَى التِّلالِ أَمْ تَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ، +\s5 +\v 3 وَاهْدِمُوا مَذَابِحَهُمْ، وَحَطِّمُوا أَنْصَابَهُمْ، وَأَحْرِقُوا سَوَارِيَهُمْ. فَتِّتُوا تَمَاثِيلَ آلِهَتِهِمْ وَامْحُوا أَسْمَاءَهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ، +\v 4 وَلا تُمَارِسُوا أَسَالِيبَهُمْ عِنْدَمَا تَعْبُدُونَ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ، +\s5 +\v 5 بَلِ اطْلُبُوا الْمَكَانَ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ وَسَطَ أَسْبَاطِكُمْ لِيَضَعَ عَلَيْهِ اسْمَهُ، وَيَكُونَ مَقَرَّ سُكْنَاهُ. إِلَيْهِ تَذْهَبُونَ، +\v 6 وَتُقَدِّمُونَ مُحْرَقَاتِكُمْ وَذَبَائِحَكُمْ وَعُشُورَكُمْ وَتَقْدِمَاتِكُمْ وَنُذُورَكُمْ وَقَرَابِينَكُمُ الطَّوْعِيَّةَ وَأَبْكَارَ بَقَرِكُمْ وَغَنَمِكُمْ، +\s5 +\v 7 فَتَأْكُلُونَ هُنَاكَ أَنْتُمْ وَعَائِلاتُكُمْ لَدَى الرَّبِّ، وَتَفْرَحُونَ بِكُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِلَيْهِ أَيْدِيكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ قَدْ بَارَكَكُمْ. +\s5 +\p +\v 8 لَا يَصْنَعْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا يَسْتَحْسِنُهُ كَمَا هُوَ حَادِثٌ الْيَوْمَ، +\v 9 لأَنَّكُمْ لَمْ تَدْخُلُوا بَعْدُ إِلَى مَوْضِعِ الرَّاحَةِ وَالْمِيرَاثِ الَّذِي يَهَبُهُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. +\s5 +\v 10 وَلَكِنْ مَتَى اجْتَزْتُمْ نَهْرَ الأُرْدُنِّ وَاسْتَوْطَنْتُمُ الأَرْضَ الَّتِي وَهَبَهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، وَأَرَاحَكُمْ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكُمُ الْمُحِيطِينَ بِكُمْ، وَسَكَنْتُمْ آمِنِينَ، +\v 11 فَاحْمِلُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ مِنْ مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ وَعُشُورٍ وَتَقْدِمَاتِ أَيْدِيكُمْ وَقَرَابِينَ طَوْعِيَّةٍ، الَّتِي تُنْذِرُونَهَا لِلرَّبِّ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لِيُحِلَّ فِيهِ اسْمَهُ، +\s5 +\v 12 وَهُنَاكَ احْتَفِلُوا أَنْتُمْ وَبَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَعَبِيدُكُمْ وَإِمَاؤُكُمْ وَاللّاوِيُّ الْمُقِيمُ فِي جِوَارِكُمْ، لأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ نَصِيبٌ أَوْ مِيرَاثٌ خَاصٌّ بِهِ. +\s5 +\p +\v 13 إِيَّاكُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا مُحْرَقَاتِكُمْ فِي أَيِّ مَكَانٍ تَرْغَبُونَ فِيهِ، +\v 14 إِنَّمَا تُصْعِدُونَ مُحْرَقَاتِكُمْ وَتُمَارِسُونَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ فِي أَرْضِ أَحَدِ أَسْبَاطِكُمْ. +\s5 +\p +\v 15 اذْبَحُوا فِي أَيٍّ مِنْ مُدُنِكُمْ أَيًّا مِنَ الْحَيَوَانَاتِ، وَكُلُوا مِنْ لُحُومِهَا بِقَدْرِ مَا تَشَاؤُونَ كَالظَّبْيِ وَالأُيَّلِ حَسَبَ بَرَكَةِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. يَأْكُلُ مِنْهَا الإِنْسَانُ الطَّاهِرُ وَالنَّجِسُ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ. +\v 16 وَأَمَّا الدَّمُ فَلا تَأْكُلُوهُ، بَلِ اسْكُبُوهُ عَلَى الأَرْضِ كَمَا تَسْكُبُونَ الْمَاءَ، +\s5 +\v 17 احْذَرُوا أَنْ تَأْكُلُوا فِي مُدُنِكُمْ عُشُورَ قَمْحِكُمْ وَخَمْرِكُمْ وَزَيْتِكُمْ، وَلا أَبْكَارَ بَقَرِكُمْ وَغَنَمِكُمْ، وَلا شَيْئاً مِنْ نُذُورِكُمْ أَوْ قَرَابِينِكُمُ الطَّوْعِيَّةِ وَتَقْدِمَاتِ أَيْدِيكُمْ. +\s5 +\v 18 بَلْ تَأْكُلُونَهَا أَنْتُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَعَبِيدُكُمْ وَإِمَاؤُكُمْ وَاللّاوِيُّونَ الْمُقِيمُونَ فِي جِوَارِكُمْ لَدَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، وَتَحْتَفِلُونَ أَمَامَهُ بِكُلِّ مَا تَمْتَلِكُهُ أَيْدِيكُمْ +\v 19 إِيَّاكُمْ إِهْمَالَ اللّاوِيِّينَ طَوَالَ بَقَائِكُمْ عَلَى أَرْضِكُمْ. +\s5 +\p +\v 20 وَإذَا وَسَّعَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ حُدُودَ أَرْضِكُمْ كَمَا وَعَدَكُمْ، وَاشْتَهَتْ أَنْفُسُكُمُ اللَّحْمَ، وَقُلْتُمْ: نَوَدُّ أَكْلَ اللَّحْمِ. فَمِنْ كُلِّ مَا تَشْتَهِيهِ أَنْفُسُكُمْ مِنَ اللَّحْمِ كُلُوا. +\s5 +\v 21 وَإذَا كَانَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لِيَضَعَ فِيهِ اسْمَهُ بَعِيداً عَنْ مَكَانِ سُكْنَى بَعْضِكُمْ، فَاذْبَحُوا مِنْ بَقَرِكُمْ وَغَنَمِكُمُ الَّتِي أَنْعَمَ بِها الرَّبُّ عَلَيْكُمْ كَمَا أَوْصَيْتُكُمْ، وَكُلُوا فِي مُدُنِكُمْ مِنْ كُلِّ مَا اشْتَهَتْهُ أَنْفُسُكُمْ +\v 22 كُلُوهُ كَمَا يُؤْكَلُ الظَّبْيُ وَالأُيَّلُ. يَأْكُلُ مِنْهُ الإِنْسَانُ الطَّاهِرُ وَالنَّجِسُ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ. +\s5 +\v 23 لَكِنْ إِيَّاكُمْ وَأَكْلَ الدَّمِ، لأَنَّ الدَّمَ هُوَ النَّفْسُ. فَلا تَأْكُلُوا النَّفْسَ مَعَ اللَّحْمِ. +\v 24 لَا تَأْكُلُوا مِنْهُ بَلِ اسْكُبُوهُ عَلَى الأَرْضِ كَمَا يُسْكَبُ الْمَاءُ. +\v 25 لَا تَأْكُلُوهُ، لِتَنْعَمُوا أَنْتُمْ وَأَوْلادُكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ بِالْخَيْرِ، إِذْ صَنَعْتُمُ الْحَقَّ فِي عَيْنَيِ اللهِ. +\s5 +\v 26 أَمَّا مَا تُقَدِّسُونَهُ مِنْ أَشْيَاءَ، وَنُذُورُكُمْ فَتَحْمِلُونَهَا وَتَمْضُونَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ +\v 27 فَتُقَدِّمُونَ مُحْرَقَاتِكُمُ، اللَّحْمَ وَالدَّمَ عَلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، فَيُسْكَبُ دَمُهَا عَلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ. أَمَّا اللَّحْمُ فَتَأْكُلُونَهُ. +\s5 +\v 28 فَاحْفَظُوا وَأَطِيعُوا جَمِيعَ هَذِهِ الْوَصَايَا الَّتِي أَنَا أَوْصِيِكُمْ بِها لِتَتَمَتَّعُوا أَنْتُمْ وَأَوْلادُكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ بِالْخَيْرِ إِلَى الأَبَدِ، إِذْ عَمِلْتُمُ الصَّالِحَ وَالْحَقَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. +\s5 +\p +\v 29 وَمَتَى اسْتَأْصَلَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ أَمَامِكُمُ الأُمَمَ الَّتِي تُوْشِكُونَ عَلَى غَزْوِهِمْ، وَطَرْدِهِمْ، ثُمَّ وَرِثْتُمُوهُمْ وَاسْتَوْطَنْتُمْ فِي أَرْضِهِمْ، +\v 30 فَاحْذَرُوا مِنَ الْوُقُوعِ فِي الشَّرَكِ، بِاتِّبَاعِ عِبَادَاتِهِمْ مِنْ بَعْدِ فَنَائِهِمْ مِنْ أَمَامِكُمْ، وَمِنْ مُمَارَسَةِ مَرَاسِيمِ عِبَادَةِ آلِهَتِهِمْ قَائِلِينَ: كَمَا عَبَدَ هَؤُلاءِ الأُمَمُ آلِهَتَهُمْ هَكَذَا نَفْعَلُ نَحْنُ أَيْضاً. +\s5 +\v 31 لَا تَصْنَعْ هَكَذَا لِلرَّبِّ إِلَهِكَ، لأَنَّهُمْ قَدِ ارْتَكَبُوا فِي عِبَادَةِ آلِهَتِهِمْ كُلَّ مَا يَمْقُتُهُ الرَّبُّ مِنَ الأَرْجَاسِ، إِذْ أَحْرَقُوا بِالنَّارِ أَبْنَاءَهُمْ وَبَنَاتِهُمْ فِي سَبِيلِ آلِهَتِهِمْ، +\v 32 فَاحْرِصُوا عَلَى طَاعَةِ كُلِّ مَا أُوْصِيكُمْ بِهِ. لَا تَزِيدُوا عَلَيْهِ وَلا تُنْقِصُوا مِنْهُ. + +\s5 +\c 13 +\s1 عبادة آلهة أخرى +\p +\v 1 إِذَا ظَهَرَ بَيْنَكُمْ نَبِيٌّ أَوْ صَاحِبُ أَحْلامٍ، وَتَنَبَّأَ بِوُقُوعِ آيَةٍ أَوْ أُعْجُوبَةٍ. +\v 2 فَتَحَقَّقَتْ تِلْكَ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ الَّتِي تَنَبَّأَ بِها، ثُمَّ قَالَ: هَلُمَّ نَذْهَبُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفُوهَا وَنَعْبُدُهَا. +\v 3 فَلا تُصْغُوا إِلَى كَلامِ ذَلِكَ النَّبِيِّ أَوْ صَاحِبِ الأَحْلامِ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يُجَرِّبُكُمْ لِيَرَى إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَهُ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ، +\s5 +\v 4 فَاتْبَعُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ وَاتَّقُوهُ، وَأَطِيعُوا وَصَايَاهُ وَاسْمَعُوا صَوْتَهُ، وَاعْبُدُوهُ وَتَمَسَّكُوا بِهِ. +\v 5 أَمَّا ذَلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الْحَالِمُ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ، لأَنَّهُ نَطَقَ بِالْبُهْتَانِ ضِدَّ الرَّبِّ إِلَهِكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، وَفَدَاكُمْ مِنْ نِيرِ الْعُبُودِيَّةِ، لِيُضِلَّكُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَمَرَكُمْ بِسُلُوكِهَا، فَتَسْتَأْصِلُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ. +\s5 +\p +\v 6 وَإذَا أَضَلَّكَ سِرّاً أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ، أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ، أَوْ زَوْجَتُكَ الْمَحْبُوبَةُ، أَوْ صَدِيقُكَ الْحَمِيمُ قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَنَعْبُدْ آلِهَةً أُخْرَى غَرِيبَةً عَنْكَ وَعَنْ آبَائِكَ +\v 7 مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الأُخْرَى الْمُحِيطَةِ بِكَ أَوِ الْبَعِيدَةِ عَنْكَ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ إِلَى أَقْصَاهَا، +\s5 +\v 8 فَلا تَسْتَجِبْ لَهُ وَلا تُصْغِ إِلَيْهِ، وَلا يُشْفِقْ قَلْبُكَ عَلَيْهِ، وَلا تَتَرَّأفْ بِهِ، وَلا تَتَسَتَّرْ عَلَيْهِ. +\v 9 بَلْ حَتْماً تَقْتُلُهُ. كُنْ أَنْتَ أَوَّلَ قَاتِلِيهِ، ثُمَّ يَعْقُبُكَ بَقِيَّةُ الشَّعْبِ. +\s5 +\v 10 ارْجُمْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ، لأَنَّهُ سَعَى أَنْ يُضِلَّكَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ مِنْ نِيرِ الْعُبُودِيَّةِ، +\v 11 فَيَشِيعَ الْخَبَرُ بَيْنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ جَمِيعِهِمْ وَيَخَافُونَ، وَلا يُعَاوِدُونَ ارْتِكَابَ مِثْلِ هَذَا الأَمْرِ الشَّنِيعِ بَيْنَكُمْ. +\s5 +\p +\v 12 إِنْ سَمِعْتُمْ عَنْ إِحْدَى مُدُنِكُمُ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لِتَسْكُنُوا فِيهَا، +\v 13 أَنَّ بَعْضَ الْفَاسِقِينَ قَدْ خَرَجُوا مِنْ بَيْنِكُمْ وَضَلَّلُوا سُكَّانَ مَدِينَتِهِمْ قَائِلِينَ: لِنَذْهَبْ وَنَعْبُدْ آلِهَةً أُخْرَى غَرِيبَةً عَنْكُمْ +\v 14 فَافْحَصُوا الأَمْرَ أَوَّلاً وَتَحَقَّقُوا مِنْهُ بِدِقَّةٍ. فَإِنْ تَبَيَّنَ لَكُمْ صِدْقُهُ، وَثَبَتَ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ الشَّنِيعَ قَدْ جَرَى فِعْلاً، +\s5 +\v 15 فَاقْضُوا قَضَاءً عَلَى سُكَّانِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَعَلَى بَهَائِمِهِمْ وَاقْتُلُوهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. +\v 16 وَاجْمَعُوا كُلَّ أَمْتِعَتِهَا وَكَوِّمُوهَا فِي وَسْطِ سَاحَتِهَا وَأَحْرِقُوا الْمَدِينَةَ مَعَ كُلِّ أَمْتِعَتِهَا كَامِلَةً، انْتِقَاماً لِلرَّبِّ، فَتُصْبِحَ تَلاً خَرَاباً إِلَى الأَبَدِ لَا تُبْنَى بَعْدُ. +\s5 +\v 17 وَلا يَعْلَقُ شَيْءٌ بِأَيْدِيكُمْ مِمَّا هُوَ مُحَرَّمٌ مِنْهَا، لِيُخْمِدَ الرَّبُّ مِنِ احْتِدَامِ غَضَبِهِ وَيَمْنَحَكُمْ رَحْمَةً، فَيُبَارِكُكُمْ وَيُكَثِّرُكُمْ كَمَا أَقْسَمَ لِآبَائِكُمْ، +\v 18 إِنْ سَمِعْتُمْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَأَطَعْتُمْ وَصَايَاهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمُ الْيَوْمَ بِها لِتَعْمَلُوا الْحَقَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. + +\s5 +\c 14 +\s1 الأطعمة الطاهرة والأطعمة النجسة +\p +\v 1 أَنْتُمْ أَبْنَاءُ لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ، فَلا تُجَرِّحُوا أَجْسَادَكُمْ، وَلا تَحْلِقُوا مُقَدِّمَةَ رُؤُوسِكُمْ حُزْناً عَلَى مَيْتٍ، +\v 2 لأَنَّكُمْ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ، وَقَدِ اخْتَارَكُمْ مِنْ بَيْنِ شُعُوبِ الأَرْضِ كَافَّةً لِتَكُونُوا لَهُ شَعْباً خَاصّاً. +\s5 +\p +\v 3 لَا تَأْكُلُوا شَيْئاً رِجْساً. +\v 4 أَمَّا الْبَهَائِمُ الَّتِي تَأْكُلُونَ مِنْهَا فَهِيَ: الْبَقَرُ وَالضَّأْنُ وَالْمَعْزُ +\v 5 وَالأُيَّلُ وَالظِّبَاءُ وَبَعْضُ أَنْوَاعِ الْوُعُولِ وَالْغُزْلانِ الْبَيْضَاءِ، وَالْبَقَرُ الْوَحْشِيُّ، +\s5 +\v 6 وَكُلُّ بَهِيمَةٍ ذَاتِ ظِلْفٍ مَشْقُوقٍ وَمُجْتَرَّةٍ تَأْكُلُونَهَا. +\v 7 وَلَكِنْ لَا تَأْكُلُوا الْحَيَوَانَاتِ الْمُجْتَرَّةَ غَيْرَ مَشْقُوقَةِ الظِّلْفِ، كَالْجَمَلِ وَالأَرْنَبِ وَالْوَبَرِ، فَإِنَّهَا تَجْتَرُّ وَلَكِنَّهَا غَيْرُ مَشْقُوقَةِ الظِّلْفِ، لِذَلِكَ هِيَ نَجِسَةٌ لَكُمْ، +\s5 +\v 8 وَالْخِنْزِيرِ لأَنَّهُ مَشْقُوقُ الظِّلْفِ وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مُجْتَرٍّ، لِذَلِكَ فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. فَلا تَأْكُلُوا مِنْ لَحْمِ جَمِيعِ هَذِهِ الْبَهَائِمِ وَلا تَلْمَسُوا جُثَثَهَا. +\s5 +\p +\v 9 أَمَّا مَا يَعِيشُ فِي الْمَاءِ فَكُلُوا مِنْ كُلِّ مَالَهُ زَعَانِفُ وَقُشُورٌ، +\v 10 وَلَكِنْ لَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَيْسَ لَهُ زَعَانِفُ وَقُشُورٌ لأَنَّهُ نَجِسٌ لَكُمْ. +\s5 +\p +\v 11 كُلُوا مِنْ كُلِّ طَيْرٍ طَاهِرٍ، +\v 12 وَلَكِنْ مِنَ الطُّيُورِ التَّالِيَةِ لَا تَأْكُلُوا: النَّسْرَ وَالأَنُوقَ وَالْعُقَابَ +\v 13 وَالْحِدَأَةَ وَالْبَاشِقَ وَالشَّاهِينَ بِمُخْتَلَفِ أَنْوَاعِهِ، +\s5 +\v 14 وَجَمِيعَ أَصْنَافِ الْغِرْبَانِ، +\v 15 وَالنَّعَامَةَ وَالظَّلِيمَ وَالسَّأَفَ وَكُلَّ أَجْنَاسِ الْبَازِ، +\v 16 وَالْبُومَ وَالْكُرْكِيَّ وَالْبَجَعَ، +\v 17 وَالْقُوقَ وَالرَّخَمَ وَالْغَوَّاصَ، +\s5 +\v 18 وَاللَّقْلَقَ وَالْبَبْغَاءَ عَلَى مُخْتَلَفِ أَنْوَاعِهِ، وَالْهُدْهُدَ وَالْخُفَّاشَ. +\v 19 وَكُلُّ حَشَرَةٍ تَطِيرُ، هِيَ نَجِسَةٌ لَكُمْ. لَا تَأْكُلُوهَا. +\v 20 وَلَكِنْ كُلُوا مِنْ كُلِّ طَيْرٍ طَاهِرٍ. +\s5 +\p +\v 21 لَا تَأْكُلُوا جُثَّةَ حَيَوَانٍ مَيْتٍ، بَلْ أَعْطُوهَا لِلْغَرِيبِ الْمُقِيمِ فِي جِوَارِكُمْ فَيَأْكُلَهَا أَوْ يَبِيعَهَا لأَجْنَبِيٍّ، لأَنَّكُمْ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ. لَا تَطْبُخُوا جَدْياً بِلَبَنِ أُمِّهِ. +\s1 العشور +\s5 +\p +\v 22 قَدِّمُوا عُشُورَ مَحَاصِيلِكُمُ الَّتِي تُغِلُّهَا حُقُولُكُمْ كُلَّ سَنَةٍ، +\v 23 وَكُلُوا عُشُورَ قَمْحِكُمْ وَخَمْرِكُمْ وَزُيُوتِكُمْ وَأَبْكَارَ بَقَرِكُمْ وَغَنَمِكُمْ لَدَى الرَّبِّ، فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ لِيُحِلَّ اسْمَهُ فِيهِ، لِتَتَعَلَّمُوا أَنْ تَتَّقُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ دَائِماً. +\s5 +\v 24 وَلَكِنْ إِنْ كَانَتِ الطَّرِيقُ إِلَى مَوْضِعِ سُكْنَى الرَّبِّ طَوِيلَةً، بِحَيْثُ يَتَعَذَّرُ عَلَيْكُمْ حَمْلُ عُشُورِكُمْ إِلَيْهِ، وَإذَا كَانَ الْمَكَانُ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لِيَجْعَلَ اسْمَهُ فِيهِ بَعِيداً عَلَيْكُمْ، وَكَانَ الرَّبُّ قَدْ بَارَكَكُمْ، +\v 25 فَبِيعُوا عُشُورَ غَلَّاتِكُمْ بِفِضَّةٍ وصُرُّوهَا وَامْضُوا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، +\s5 +\v 26 وَأَنْفِقُوا الْفِضَّةَ عَلَى مَا تَشْتَهِيهِ أَنْفُسُكُمْ مِنْ بَقَرٍ وَغَنَمٍ وَخَمْرٍ وَمُسْكِرٍ وَكُلِّ مَا تَرْغَبُونَ فِيهِ، وَاحْتَفِلُوا أَنْتُمْ وَأَهْلُ بُيُوتِكُمْ لَدَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. +\v 27 وَلا تُهْمِلُوا اللّاوِيِّينَ الْمُقِيمِينَ فِي مُدُنِكُمْ لأَنَّهُمْ لَمْ يَرِثُوا مِلْكاً أَوْ نَصِيباً مَعَكُمْ. +\s5 +\p +\v 28 وَفِي نِهَايَةِ كُلِّ ثَلاثِ سِنِينَ، أَخْرِجُوا عُشُورَ مَحْصُولِ السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَاخْزُنُوهَا فِي مُدُنِكُمْ، +\v 29 فَيُقْبِلَ اللّاوِيُّونَ الَّذِينَ لَمْ يَرِثُوا مِلْكاً أَوْ نَصِيباً مَعَكُمْ، وَالْغَرِيبُ وَالْيَتِيمُ وَالأَرْمَلَةُ، الْمُقِيمُونَ فِي مُدُنِكُمْ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْبَعُونَ لِيُبَارِكَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي كُلِّ مَا تُنْتِجُهُ أَيْدِيكُمْ. + +\s5 +\c 15 +\s1 سنة إلغاء الديون +\p +\v 1 وَفِي آخِرِ كُلِّ سَنَةٍ سَابِعَةٍ تُبْرِئُ الْمَدْيُونِينَ مِنَ الدُّيُونِ +\v 2 وَهَذَا هُوَ الإِجْرَاءُ: يَقُومُ كُلُّ دَائِنٍ بِإِبْرَاءِ مَدِينِهِ مِمَّا أَقْرَضَهُ، وَلا يُطَالِبُ أَخَاهُ الإِسْرَائِيلِيَّ بِهِ، لأَنَّهُ قَدْ نُودِيَ بِوَقْتِ الرَّبِّ لإِلْغَاءِ الدُّيُونِ. +\v 3 أَمَّا الأَجْنَبِيُّ فَتُطَالِبُهُ بِالدَّيْنِ، وَأَمَّا أَخُوكَ فَتُبْرِئُهُ مِنْ دُيُونِهِ. +\s5 +\v 4 وَلَكِنْ لَنْ يَكُونَ فَقِيرٌ بَيْنَكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ سَيُبَارِكُ الأَرْضَ الَّتِي وَرَّثَهَا لَكُمْ مِلْكاً. +\v 5 فَإِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَأَطَعْتُمْ، وَعَمِلْتُمْ بِكُلِّ مَا أَنَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ الْيَوْمَ، +\v 6 فَإِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يُبَارِكُكُمْ كَمَا وَعَدَ، فَتُقْرِضُونَ أُمَماً كَثِيرَةً وَلا تَقْتَرِضُونَ مِنْ أَحَدٍ، وَتَتَسَلَّطُونَ عَلَى أُمَمٍ كَثِيرَةٍ وَلا يَتَسَلَّطُ أَحَدٌ عَلَيْكُمْ. +\s5 +\p +\v 7 إِنْ وُجِدَ بَيْنَكُمْ إِسْرَائِيلِيٌّ فَقِيرٌ مُقِيمٌ فِي أَيِّ مَدِينَةٍ مِنْ مُدُنِ الأَرْضِ الَّتِي سَيَهَبُهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، فَلا تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ وَتَمْتَنِعُوا عَنْ إِعَانَتِهِ، +\v 8 بَلِ اسْخُوا عَلَيْهِ وَأَقْرِضُوهُ مِقْدَارَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ. +\s5 +\v 9 إِيَّاكُمْ أَنْ تُحَدِّثُوا قُلُوبَكُمْ بِخُبْثٍ قَائِلِينَ: هَا قَدْ قَرُبَتِ السَّنَةُ السَّابِعَةُ، سَنَةُ الإِبْرَاءِ مِنَ الدُّيُونِ فَيَسُوءُ الأَمْرُ فِي أَعْيُنِكُمْ وَتَمْتَنِعُونَ عَنْ إِقْرَاضِهِ. فَإِنْ فَعَلْتُمْ هَذَا فَإِنَّهُ يَسْتَغِيثُ بِالرَّبِّ عَلَيْكُمْ، فَتُصْبِحُونَ مُذْنِبِينَ فِي حُكْمِ الرَّبِّ. +\v 10 أَقْرِضُوهُ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ، لأَنَّهُ مِنْ أَجْلِ هَذَا يُبَارِكُكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي كُلِّ أَعْمَالِكُمْ وَمَا تُنْتِجُهُ أَيْدِيكُمْ، +\s5 +\v 11 فَالأَرْضُ لَنْ تَخْلُوَ أَبَداً مِنَ الْفُقَرَاءِ، لِهَذَا أُوصِيكُمْ أَنْ تَسْخُوا عَلَى أَخِيكُمُ الْمِسْكِينِ وَالْفَقِيرِ الْمُقِيمِ فِي أَرْضِكُمْ. +\s1 تحرير العبيد +\s5 +\p +\v 12 إِذَا اشْتَرَيْتَ عِبْرَانِيًّا أَوْ عِبْرَانِيَّةً، وَخَدَمَكَ سِتَّ سَنَوَاتٍ، فَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ تُطْلِقُهُ حُرّاً مِنْ عِنْدِكَ. +\v 13 لَا تُطْلِقْهُ صِفْرَ الْيَدَيْنِ، +\v 14 بَلْ زَوِّدْهُ مِمَّا بَارَكَكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ بِهِ، مِنْ غَنَمٍ وَقَمْحٍ وَزَيْتٍ. +\s5 +\v 15 وَاذْكُرُوا أَنَّكُمْ كُنْتُمْ عَبِيداً فِي دِيَارِ مِصْرَ، فَحَرَّرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. لِذَلِكَ أُوصِيكُمْ بِهَذَا الأَمْرِ الْيَوْمَ. +\v 16 وَلَكِنْ إِنْ قَالَ لَكَ الْعَبْدُ: إِنَّنِي لَا أُرِيدُ أَنْ أَتْرُكَكَ لأَنَّهُ قَدْ أَحَبَّكَ وَأَحَبَّ بَيْتَكَ وَتَمَتَّعَ بِالْخَيْرِ عِنْدَكَ، +\v 17 فَخُذْ مِثْقَباً وَاثْقُبْ بِهِ أُذْنَهُ أَمَامَ قُضَاةِ الْمَدِينَةِ، فَيُصْبِحَ لَكَ عَبْداً مَدَى حَيَاتِهِ. وَكَذَلِكَ تَفْعَلُ بِأَمَتِكَ. +\s5 +\v 18 لَا يَصْعُبْ عَلَيْكَ إِطْلاقُهُ حُرّاً مِنْ عِنْدِكَ، لأَنَّهُ قَدْ خَدَمَكَ فِي سِتِّ سَنَوَاتٍ بِمَا يُعَادِلُ ضِعْفَيْ أُجْرَةِ الأَجِيرِ، وَبِذَلِكَ يُبَارِكُكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ فِي كُلِّ مَا تَعْمَلُهُ. +\s1 أبكار البهائم +\s5 +\p +\v 19 خَصِّصْ لِلرَّبِّ كُلَّ بِكْرٍ ذَكَرٍ مِنْ بَقَرِكَ وَمِنْ غَنَمِكَ. لَا تَسْتَخْدِمْ بِكْرَ بَقَرِكَ وَلا تَجُزَّ صُوفَ بِكْرِ غَنَمِكَ، +\v 20 بَلْ عَلَيْكَ أَنْ تَأْكُلَهُ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ، كُلَّ سَنَةٍ بِسَنَتِهَا، فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ. +\v 21 وَلَكِنْ إِنْ كَانَ فِي الْبِكْرِ عَيْبٌ مِنْ عَرَجٍ أَوْ عَمىً أَوْ أَيِّ عَيْبٍ، فَلا تَذْبَحْهُ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ، +\s5 +\v 22 بَلْ تَأْكُلُهُ فِي مَدِينَتِكَ، الطَّاهِرُ وَالنَّجِسُ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ، تَأْكُلُونَهُ كَمَا تَأْكُلُونَ الظَّبْيَ وَالأُيَّلَ. +\v 23 أَمَّا دَمُهُ فَاسْكُبُوهُ عَلَى الأَرْضِ وَلا تَأْكُلُوا مِنْهُ. + +\s5 +\c 16 +\s1 الفصح +\p +\v 1 احْتَفِلُوا دَائِماً بِفِصْحِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ فِي شَهْرِ أَبِيبَ (أَيْ شَهْرِ نِيسَانَ – أَبْرِيلَ)، فَفِي هَذَا الشَّهْرِ أَخْرَجَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ مِصْرَ لَيْلاً. +\v 2 وَاذْبَحُوا لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ غَنَماً أَوْ بَقَراً فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ لِيُحِلَّ اسْمَهُ فِيهِ. +\s5 +\v 3 لَا تَأْكُلُوهُ مَعَ خُبْزٍ مُخْتَمِرٍ، بَلْ كُلُوهُ مَعَ فَطِيرٍ طَوَالَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، لأَنَّ هَذَا هُوَ خُبْزُ الْمَشَقَّةِ، إِذْ إِنَّكُمْ عَلَى عَجَلٍ غَادَرْتُمْ دِيَارَ مِصْرَ، وَبِذَلِكَ تَتَذَكَّرُونَ يَوْمَ خُرُوجِكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكُمْ. +\v 4 لَا تُبْقُوا خَمِيراً فِي أَرْضِكُمْ طَوَالَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، وَلا يَبِتْ شَيْءٌ مِنْ لَحْمِ حَمَلِ الْفِصْحِ الْمَذْبُوحِ فِي مَسَاءِ الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْغَدِ. +\s5 +\v 5 يُحْظَرُ عَلَيْكُمْ ذَبْحُ الْفِصْحِ فِي أَيٍّ مِنْ مُدُنِكُمُ الَّتِي يُوَرِّثُهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، +\v 6 بَلْ فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لِيُحِلَّ اسْمَهُ فِيهِ تَذْبَحُونَ الْفِصْحَ فِي الْمَسَاءِ، عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فِي نَفْسِ مِيعَادِ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ. +\s5 +\v 7 فَتَشْوُونَهُ وَتَأْكُلُونَهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ، ثُمَّ تَنْصَرِفُونَ فِي الْغَدِ كُلٌّ إِلَى خَيْمَتِهِ. +\v 8 سِتَّةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيراً، وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ تَتَوَقَّفُونَ عَنْ كُلِّ عَمَلٍ، وَتَحْتَفِلُونَ مُعْتَكِفِينَ لِلرَّبِّ. +\s1 عيد الأسابيع +\s5 +\p +\v 9 احْسِبُوا سَبْعَةَ أَسَابِيعَ مُنْذُ ابْتِدَاءِ حَصَادِ الزَّرْعِ، +\v 10 ثُمَّ احْتَفِلُوا بِعِيدِ الأَسَابِيعِ لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ، حَيْثُ تُحْضِرُونَ مَا تَسْخُو بِهِ نُفُوسُكُمْ حَسَبَ مَا يُبَارِكُكُمُ الرَّبُّ بِهِ، +\s5 +\v 11 فَتَحْتَفِلُونَ أَنْتُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَعَبِيدُكُمْ وَإِمَاؤُكُمْ، وَاللّاوِيُّونَ الْمُقِيمُونَ فِي مُدُنِكُمْ، وَالْغَرِيبُ وَالْيَتِيمُ وَالأَرْمَلَةُ الَّذِينَ بَيْنَكُمْ، لَدَى الرَّبِّ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ لِيُحِلَّ اسْمَهُ فِيهِ. +\v 12 وَتَذَكَّرُوا أَنَّكُمْ كُنْتُمْ عَبِيداً فِي مِصْرَ، فَأَطِيعُوا هَذِهِ الْفَرَائِضَ وَاعْمَلُوا بِها. +\s1 عيد الخيام +\s5 +\p +\v 13 وَاحْتَفِلُوا بِعِيدِ الْخِيَامِ فِي نِهَايَةِ مَوْسِمِ الْحَصَادِ، عِنْدَ جَمْعِ غَلّاتِ بَيَادِرِكُمْ وَمَعَاصِرِكُمْ، +\v 14 فَتَحْتَفِلُونَ بِالْعِيدِ أَنْتُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَإِمَاؤُكُمْ وَاللّاوِيُّونَ وَالْغَرِيبُ وَالْيَتِيمُ وَالأَرْمَلَةُ الْمُقِيمُونَ فِي مُدُنِكُمْ، +\s5 +\v 15 فَتُعَيِّدُونَ لِلرَّبِّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يُبَارِكُ لَكُمْ مَحَاصِيلَكُمْ وَكُلَّ مَا تُنْتِجُهُ أَيْدِيكُمْ، فَيَكْمُلُ بِذَلِكَ فَرَحُكُمْ. +\s5 +\p +\v 16 وَيَحْضُرُ جَمِيعُ ذُكُورِكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ لِلْمُثُولِ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ، وَذَلِكَ فِي عِيدِ الْفَطِيرِ وَعِيدِ الأَسَابِيعِ وَعِيدِ الْمَظَالِّ. وَإِيَّاهُمْ أَنْ يَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ غَيْرِ تَقْدِمَاتٍ. +\v 17 فَيُقَدِّمُ كُلُّ وَاحِدٍ مَا تَسْخُو بِهِ نَفْسُهُ حَسْبَمَا بَارَكَهُ الرَّبُّ إِلَهُهُ. +\s1 القضاة +\s5 +\p +\v 18 وَأَقِيمُوا لأَنْفُسِكُمْ قُضَاةً وَمُدَبِّرِينَ فِي جَمِيعِ الْمُدُنِ الَّتِي يُوَرِّثُكُمْ إِيَّاهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِحَسَبِ أَسْبَاطِكُمْ فَيَقْضُوا بَيْنَ الشَّعْبِ بِالْعَدْلِ. +\v 19 لَا تُعَوِّجُوا الْقَضَاءَ وَلا تُحَابُوا، وَلا تَقْبَلُوا رِشْوَةً، لأَنَّ الرِّشْوَةَ تُعْمِي أَبْصَارَ الْحُكَمَاءِ، وَتُعَوِّجُ أَقْوَالَ الصِّدِّيقِينَ. +\v 20 الْعَدْلَ وَالْعَدْلَ وَحْدَهُ أَجْرُوا، لِتَحْيَوْا وَتَمْتَلِكُوا الأَرْضَ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ. +\s1 عبادة آلهة أخرى +\s5 +\p +\v 21 لَا تَنْصِبُوا لأَنْفُسِكُمْ سَوَارِيَ مِنْ شَجَرٍ مَا إِلَى جِوَارِ مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلَهِكُمُ الَّذِي تَبْنُونَهُ لَكُمْ، +\v 22 وَلا تُقِيمُوا لَكُمْ أَنْصَاباً مِنْ حِجَارَةٍ لأَنَّ هَذِهِ مَكْرُوهَةٌ لَدَى الرَّبِّ. + +\s5 +\c 17 +\p +\v 1 لَا تَذْبَحُوا لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ ثَوْراً أَوْ حَمَلاً فِيهِ عَيْبٌ أَوْ شَيْءٌ رَدِيءٌ، لأَنَّ ذَلِكَ رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ. +\s5 +\p +\v 2 إِذَا ارْتَكَبَ بَيْنَكُمْ، رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ، مُقِيمٌ فِي إِحْدَى مُدُنِكُمُ الَّتِي يُوَرِّثُكُمْ إِيَّاهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمُ، الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مُتَعَدِّياً عَهْدَهُ، +\v 3 فَغَوَى وَعَبَدَ آلِهَةً أُخْرَى وَسَجَدَ لَهَا أَوْ لِلشَّمْسِ أَوْ لِلْقَمَرِ أَوْ لأَيٍّ مِنْ كَوَاكِبِ السَّمَاءِ مِمَّا حَظَرْتُهُ عَلَيْكُمْ، +\v 4 وَشَاعَ خَبَرُهُ، فَسَمِعْتُمْ بِهِ، وَتَحَقَّقْتُمْ بَعْدَ فَحْصٍ دَقِيقٍ أَنَّ ذَلِكَ الرِّجْسَ اقْتُرِفَ فِي إِسْرَائِيلَ، +\s5 +\v 5 فَأَخْرِجُوا ذَلِكَ الرَّجُلَ أَوْ تِلْكَ الْمَرْأَةَ، الَّذِي ارْتَكَبَ ذَلِكَ الإِثْمَ إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ، وَارْجُمُوهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ. +\v 6 لَا تَقْتُلْهُ إِلّا بَعْدَ أَنْ تَقُومَ عَلَيْهِ شَهَادَةُ اثْنَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ وَيُحْظَرُ أَنْ تَقْتُلَ بِمُوْجِبِ شَهَادَةِ وَاحِدٍ فَقَطْ. +\v 7 وَيَكُونُ الشُّهُودُ هُمْ أَوَّلُ مَنْ يَرْجُمُونَهُ، ثُمَّ يَتَعَاقَبُ عَلَيْهِ الشَّعْبُ. فَتَسْتَأْصِلُونَ عِنْدَئِذٍ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ. +\s1 أحكام القضاء +\s5 +\p +\v 8 إِذَا تَعَذَّرَ عَلَيْكُمْ إِصْدَارُ حُكْمٍ فِي قَضِيَّةِ سَفْكِ دَمٍ أَوْ دَعْوَى حَقٍّ أَوِ اعْتِدَاءَ بِالضَّرْبِ، مِمَّا يَجْرِي مِنْ أُمُورِ الْخُصُومَاتِ فِي مُدُنِكُمْ، فَقُومُوا وَامْضُوا إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، +\v 9 وَاحْضُرُوا أَمَامَ الْكَهَنَةِ اللّاوِيِّينَ وَالْقَاضِي الْقَائِمِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، وَاسْأَلُوا، فَيُخْبِرُوكُمْ بِحُكْمِ الْقَضَاءِ. +\s5 +\v 10 فَتُنَفِّذُوا مَا يُصْدِرُونَ مِنْ قَرَارَاتٍ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ. وَاحْرِصُوا عَلَى الْعَمَلِ بِمُقْتَضَى مَا يُعَلِّمُونَكُمْ +\v 11 وَاعْمَلُوا بِمُوْجِبِ الشَّرِيعَةِ الَّتِي يُعَلِّمُونَكُمْ إِيَّاهَا، وَالْقَضَاءِ الَّذِي يُصْدِرُونَهُ. وَلا تَحِيدُوا عَمَّا يَنُصُّونَ عَلَيْهِ مِنْ حُكْمٍ لَا يَمِيناً وَلا شِمَالاً. +\s5 +\v 12 وَمَنْ يَرْفُضُ مُتَمَرِّداً تَنْفِيذَ حُكْمِ الْكَاهِنِ الْمَاثِلِ هُنَاكَ لِخِدْمَةِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، أَوِ الْقَاضِي، فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. وَبِذَلِكَ يُسْتَأْصَلُ الشَّرُّ مِنْ إِسْرَائِيلَ. +\v 13 فَيَشِيعُ الْخَبَرُ بَيْنَ جَمِيعِ الشَّعْبِ فَيَخَافُونَ وَلا يَتَمَرَّدُونَ بَعْدُ. +\s1 اختيار الملك +\s5 +\p +\v 14 وَمَتَى بَلَغْتُمُ الأَرْضَ الَّتِي يُوَرِّثُهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ وَامْتَلَكْتُمُوهَا وَاسْتَوْطَنْتُمْ فِيهَا وَقُلْتُمْ: لِنُتَوِّجْ عَلَيْنَا مَلِكاً كَبَقِيَّةِ الأُمَمِ الْمُحِيطَةِ بِنَا +\v 15 فَإِنَّكُمْ تُقِيمُونَ عَلَيْكُمْ مَلِكاً يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، شَرِيطَةَ أَنْ يَكُونَ وَاحِداً مِنْ أَسْبَاطِكُمْ. يُحَظَرُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُقِيمُوا مَلِكاً أَجْنَبِيًّا لَا يَنْتَمِي إِلَى أَحَدِ أَسْبَاطِكُمْ. +\s5 +\v 16 وَلَكِنْ إِيَّاهُ أَنْ يُكَثِّرَ مِنْ عَدَدِ خُيُولِهِ، أَوْ يُعِيدَ الشَّعْبَ إِلَى مِصْرَ لِيَحْصُلَ عَلَى مَزِيدٍ مِنَ الْخَيْلِ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَكُمْ: لَا تَرْتَدُّوا لِلرُّجُوعِ فِي هَذِهِ الطَّرِيقِ أَيْضاً. +\v 17 وَلْيَحْذَرْ مِنْ أَنْ يَكُونَ مِزْوَاجاً لِئَلّا يَزِيغَ قَلْبُهُ، وَلا يُكَثِّرُ لِنَفْسِهِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ. +\s5 +\v 18 وَحِينَ يَتَبَوَّأُ عَرْشَ مَمْلَكَتِهِ فَلْيَنْسُخْ لِنَفْسِهِ هَذِهِ الشَّرِيعَةَ فِي كِتَابٍ وَيَنْقُلْهَا عَنِ الْكَهَنَةِ وَاللّاوِيِّينَ، +\v 19 فَتَكُونَ مَعَهُ لِيُطَالِعَهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ لِيَتَعَلَّمَ أَنْ يَتَّقِيَ الرَّبَّ إِلَهَهُ وَيُطِيعَ جَمِيعَ كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ وَهَذِهِ الْفَرَائِضِ لِيَعْمَلَ بِها، +\s5 +\v 20 لِئَلّا يَتَكَبَّرَ عَلَى إِخْوَتِهِ وَيَحِيدَ عَنِ الْوَصِيَّةِ يَمِيناً أَوْ شِمَالاً. فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ وَذُرِّيَّتَهُ يَمْلِكُونَ طَوِيلاً فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ. + +\s5 +\c 18 +\s1 تقدمات للكهنة واللاويين +\p +\v 1 لَا يَرِثُ الْكَهَنَةُ اللّاوِيُّونَ وَلا أَحَدٌ مِنْ سِبْطِ لاوِي مِلْكاً أَو نَصِيباً مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. إِنَّمَا يَأْكُلُونَ مِنْ مُحْرَقَاتِ الرَّبِّ وَنَصِيبِهِ. +\v 2 لَا يَرِثُونَ مَعَ إِخْوَتِهِمْ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَصِيبُهُمْ كَمَا وَعَدَهُمْ. +\s5 +\p +\v 3 وَهَذَا هُوَ حَقُّ الْكَهَنَةِ مِنَ الذَّبَائِحِ الَّتِي يُقَرِّبُهَا الشَّعْبُ بَقَراً كَانَتْ أَمْ غَنَماً: يُقَدِّمُ الشَّعْبُ لِلْكَاهِنِ السَّاعِدَ وَالْفَكَّيْنِ وَالْكِرْشَ، +\v 4 كَمَا تُعْطُونَهُ أَوَّلَ حَصَادِ قَمْحِكُمْ وَخَمْرِكُمْ وَزَيْتِكُمْ، وَأَوَّلَ جَزَازِ غَنَمِكُمْ، +\v 5 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمُ اخْتَارَهُ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ أَسْبَاطِكُمْ لِيَقُومَ بِالْخِدْمَةِ بِاسْمِ الرَّبِّ، هُوَ وَأَبْنَاؤُهُ كُلَّ الأَيَّامِ. +\s5 +\p +\v 6 وَإذَا أَقْبَلَ لاوِيٌّ مِنْ إِحْدَى مُدُنِكُمْ مِنْ أَيِّ مَكَانٍ فِي إِسْرَائِيلَ، حَيْثُ هُوَ مُتَغَرِّبٌ، لِيَمْكُثَ بِرَغْبَةٍ قَلْبِيَّةٍ صَادِقَةٍ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ، +\v 7 فَإِنَّ مِنْ حَقِّهِ أَنْ يَخْدُمَ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ كَبَقِيَّةِ إِخْوَتِهِ اللّاوِيِّينَ الْمَاثِلِينَ هُنَاكَ أَمَامَ الرَّبِّ. +\v 8 وَمِنْ حَقِّهِ أَيْضاً أَنْ يَنَالَ نَصِيباً مُتَسَاوِياً مِنَ التَّقْدِمَاتِ، عَلاوَةً عَلَى مَا يَكُونُ قَدْ حَصَلَ عَلَيْهِ مِنْ بَيْعِ مَا وَرِثَهُ عَنْ آبَائِهِ. +\s1 ممارسات رجسة +\s5 +\p +\v 9 وَمَتَى دَخَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي يُوَرِّثُكُمْ إِيَّاهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، فَلا تَتَعَلَّمُوا مُمَارَسَةَ رَجَاسَاتِ تِلْكَ الأُمَمِ الْمُقِيمَةِ هُنَاكَ. +\v 10 وَلا يَكُنْ بَيْنَكُمْ مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَو ابْنَتَهُ فِي النَّارِ، وَلا يَتَعَاطَى الْعِرَافَةَ وَلا الْعِيَافَةَ وَلا مُمَارَسَةَ الْفَأْلِ أَوِ السِّحْرِ، +\v 11 وَلا مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً أَوْ يُشَاوِرُ جَانّاً أَوْ وَسِيطاً، أَوْ يَسْتَحْضِرُ أَرْوَاحَ الْمَوْتَى لِيُسَائِلَهُمْ، +\s5 +\v 12 لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَعَاطَى ذَلِكَ مَكْرُوهٌ لَدَى الرَّبِّ. فَبِسَبَبِ هَذِهِ الأَرْجَاسِ عَزَمَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ عَلَى طَرْدِ هَذِهِ الأُمَمِ مِنْ أَمَامِكُمْ، +\v 13 فَكُونُوا كَامِلِينَ لَدَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. +\s1 النبي +\p +\v 14 إِنَّ تِلْكَ الأُمَمَ الَّتِي أَنْتُمْ تَسْتَأْصِلُونَهَا تُصَدِّقُ مُمَارَسَةَ الْمُشَعْوِذِينَ وَالْعَرَّافِينَ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَإِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يَحْظُرُ عَلَيْكُمْ ذَلِكَ. +\s1 الوعد بنبي بعد موسى +\s5 +\p +\v 15 سَيُقِيمُ الرَّبُّ فِيكُمْ نَبِيًّا مِثْلِي مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَهُ تَسْمَعُونَ، +\v 16 فَقَدِ اسْتَجَابَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مَا طَلَبْتُمْ مِنْهُ فِي حُورِيبَ فِي يَوْمِ الاجْتِمَاعِ عِنْدَمَا قُلْتُمْ: لَا نَعُودُ نَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِنَا، وَلا نَرَى النَّارَ الْعَظِيمَةَ أَيْضاً لِئَلّا نَمُوتَ +\s5 +\v 17 فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: لَقَدْ أَصَابُوا فِي مَا تَكَلَّمُوا. +\v 18 لِهَذَا أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ بَيْنِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَضَعُ كَلامِي فِي فَمِهِ، فَيُخَاطِبُهُمْ بِكُلِّ مَا آمُرُهُ بِهِ. +\v 19 فَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْصَى كَلامِي الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ بِاسْمِي، فَأَنَا أُحَاسِبُهُ. +\s5 +\v 20 وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يَتَجَبَّرُ فَيَنْطِقُ بِاسْمِي بِمَا لَمْ آمُرْهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، أَوْ يَتَنَبَّأُ بِاسمِ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَإِنَّهُ حَتْماً يَمُوتُ. +\v 21 وَإِنْ سَأَلْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ: كَيْفَ نُمَيِّزُ الْكَلامَ الَّذِي لَمْ يَصْدُرْ عَنِ الرَّبِّ؟ +\s5 +\v 22 فَإِنَّ كُلَّ مَا يَتَنَبَّأُ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلا يَتَحَقَّقُ يَكُونُ ادِّعَاءً مِنْهُ لَمْ يَنْطِقْ بِهِ الرَّبُّ، بَلْ بِطُغْيَانٍ تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ. + +\s5 +\c 19 +\s1 مدن الملجأ +\p +\v 1 مَتَى أَفْنَى الرَّبُّ إِلَهُكُمُ الأُمَمَ الَّذِينَ سَيُوَرِّثُكُمْ أَرْضَهُمْ، وَسَكَنْتُمْ فِي مُدُنِهِمْ وَبُيُوتِهِمْ، +\v 2 فَأَفْرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ ثَلاثَ مُدُنٍ فِي وَسَطِ أَرْضِكُمُ الَّتِي يَهَبُهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لِتَمْتَلِكُوهَا. +\v 3 فَعَبِّدُوا الطُّرُقَ إِلَيْهَا، وَقَسِّمُوا الأَرْضَ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ إِلَى ثَلاثِ مَنَاطِقَ، لِتَكُونَ مَلْجَأً يَلُوذُ بِها كُلُّ مَنْ قَتَلَ نَفْساً عَنْ غَيْرِ عَمْدٍ. +\s5 +\v 4 وَهَذَا هُوَ الْحُكْمُ الْمُتَعَلِّقُ بِالْقَاتِلِ الَّذِي يَلْجَأُ إِلَى هُنَاكَ فَيَحْيَا: مَنْ ضَرَبَ صَاحِبَهُ عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ، وَهُوَ لَا يَكُنُّ لَهُ الْبَغْضَاءَ سَابِقاً، +\v 5 وَمَنِ انْطَلَقَ مَعَ صَاحِبِهِ إِلَى الْغَابَةِ لِيَحْتَطِبَ، فَأَفْلَتَتْ حَدِيدَةُ الْفَأْسِ مِنْ رَأْسِ الذِّرَاعِ الْخَشَبِيَّةِ وَأَصَابَتْ صَاحِبَهُ فَمَاتَ، يَلْجَأُ الْقَاتِلُ إِلَى إِحْدَى تِلْكَ الْمُدُنِ وَيَحْيَا +\s5 +\v 6 لِئَلّا يَسْعَى طَالِبُ الثَّأْرِ وَرَاءَهُ عِنْدَ احْتِدَامِ نِقْمَتِهِ وَيُدْرِكَهُ إِذَا طَالَتِ الطَّرِيقُ وَيَقْتُلَهُ، مَعَ أَنَّهُ لَا يَسْتَحِقُّ جَزَاءَ الْمَوْتِ، لأَنَّ الْقَاتِلَ لَمْ يُضْمِرِ الْبَغْضَاءَ لِلْمَقْتُولِ مِنْ قَبْلُ +\v 7 لِهَذَا أَنَا آمُرُكُمْ أَنْ تَفْرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ ثَلاثَ مُدُنٍ. +\s5 +\v 8 وَإِنْ وَسَّعَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ أَرْضَكُمْ، كَمَا أَقْسَمَ لِآبَائِكُمْ، وَأَوْرَثَكُمْ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي وَعَدَ أَنْ يَهَبَهَا لَهُمْ، +\v 9 وَإذَا أَطَعْتُمْ هَذِهِ الْوَصَايَا كُلَّهَا وَعَمِلْتُمْ بِها كَمَا أُوْصِيكُمُ الْيَوْمَ، وَأَحْبَبْتُمُ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ وَسَلَكْتُمْ فِي سُبُلِهِ دَائِماً، فَأَضِيفُوا لأَنْفُسِكُمْ مُدُنَ مَلْجَإٍ أُخْرَى +\v 10 فَلا يُسْفَكَ دَمُ بَرِيءٍ فِي وَسَطِ أَرْضِكُمُ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً، فَتَكُونُ مُلَطَّخَةً بِالدَّمِ. +\s5 +\p +\v 11 وَلَكِنْ إِذَا كَمَنَ إِنْسَانٌ يُضْمِرُ الْبَغْضَاءَ لِصَاحِبِهِ وَقَامَ عَلَيْهِ وَضَرَبَهُ ضَرْبَةً قَاتِلَةً أَفْضَتْ إِلَى مَوْتِهِ، ثُمَّ هَرَبَ إِلَى إِحْدَى مُدُنِ الْمَلْجَإِ، +\v 12 يُوَجِّهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ مَنْ يَقْبِضُ عَلَيْهِ هُنَاكَ، وَيَأْتِي بِهِ، فَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى طَالِبِ الثَّأْرِ فَيَمُوتُ. +\v 13 لَا تَتَرَّأفْ بِهِ قُلُوبُكُمْ، بَلِ انْتَقِمُوا لِدَمِ الْبَرِيءِ فِي إِسْرَائِيلَ فَيَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ. +\s1 شريعة الحدود +\s5 +\p +\v 14 لَا تَنْقُلُوا حُدُودَ أَرْضِ صَاحِبِكُمُ الَّتِي نَصَبَهَا الأَوَّلُونَ لِتَزِيدُوا مِنْ مِيرَاثِكُمُ الَّذِي يَهَبُهُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لِتَمْتَلِكُوهُ. +\s1 الشهود +\s5 +\p +\v 15 لَا يَثْبُتُ عَلَى إِنْسَانٍ ذَنْبٌ مَا أَوْ خَطِيئَةٌ مَا مِنْ جَمِيعِ الْخَطَايَا الَّتِي يَرْتَكِبُهَا الإِنْسَانُ عَلَى فَمِ شَاهِدٍ وَاحِدٍ، إِنَّمَا بِشَهَادَةِ اثْنَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ يَثْبُتُ الذَّنْبُ. +\v 16 إِذَا شَهِدَ وَاحِدٌ عَلَى آخَرَ شَهَادَةَ زُورٍ مُتَّهِماً إِيَّاهُ بِارْتِكَابِ ذَنْبٍ، +\s5 +\v 17 يَمْثُلُ الرَّجُلانِ الْمُتَخَاصِمَانِ فِي مَحْضَرِ الرَّبِّ أَمَامَ الْكَهَنَةِ وَالْقُضَاةِ الْمُعَيَّنِينَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. +\v 18 فَإِنْ تَحَقَّقَ الْقُضَاةُ بَعْدَ فَحْصٍ دَقِيقٍ أَنَّ الشَّاهِدَ قَدْ شَهِدَ زُوراً عَلَى أَخِيهِ، +\v 19 فَأَنْزِلُوا بِهِ الْعِقَابَ الَّذِي كَانَ سَيُنْزِلُهُ بِأَخِيهِ، فَتَسْتَأْصِلُوا الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ، +\s5 +\v 20 فَيَشِيعُ الْخَبَرُ وَيَسْمَعُ بِهِ بَقِيَّةُ الشَّعْبِ فَيَخَافُونَ، وَلا يَعُودُونَ يُقْدِمُونَ عَلَى مِثْلِ هَذَا الأَمْرِ الْقَبِيحِ فِي وَسَطِكُمْ. +\v 21 لَا تَتَرَأَّفْ بِهِ قُلُوبُكُمْ. حَيَاةٌ بِحَيَاةٍ، وَعَيْنٌ بِعَيْنٍ، وَسِنٌّ بِسِنٍّ، وَيَدٌ بِيَدٍ، وَرِجْلٌ بِرِجْلٍ. + +\s5 +\c 20 +\s1 الذهاب إلى الحرب +\p +\v 1 إِذَا ذَهَبْتُمْ لِمُحَارَبَةِ عَدُوِّكُمْ، وَوَجَدْتُمْ أَنَّ عَدُوَّكُمْ أَكْثَرُ مِنْكُمْ عَدَداً وخَيْلاً وَمَرْكَبَاتٍ، فَلا تَخَافُوا مِنْهُ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمُ الَّذِي حَرَّرَكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ يَقِفُ مَعَكُمْ. +\s5 +\v 2 وَعِنْدَمَا تَكُونُونَ عَلَى وَشْكِ خَوْضِ الْمَعْرَكَةِ يَتَقَدَّمُ الْكَاهِنُ وَيُخَاطِبُ الْجَيْشَ: +\v 3 اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: أَنْتُمُ الْيَوْمَ مُوشِكُونَ عَلَى مُحَارَبَةِ أَعْدَائِكُمْ، فَلا تَهِنْ قُلُوبُكُمْ، لَا تَخَافُوا مِنْهُمْ وَلا تَرْتَعِدُوا وَلا تَرْهَبُوهُمْ، +\v 4 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ سَائِرٌ مَعَكُمْ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكُمْ عَنْكُمْ، وَلِيُخَلِّصَكُمْ. +\s5 +\v 5 ثُمَّ يَقُولُ الْقَادَةُ لِلْجَيْشِ: هَلْ بَيْنَكُمْ مَنْ بَنَى بَيْتاً جَدِيداً وَلَمْ يُدَشِّنْهُ بَعْدُ؟ فَلْيَرْجِعْ إِلَى بَيْتِهِ، لِئَلّا يُقْتَلَ فِي الْمَعْرَكَةِ فَيُدَشِّنَهُ رَجُلٌ آخَرُ. +\s5 +\v 6 هَلْ بَيْنَكُمْ مَنْ غَرَسَ كَرْماً وَلَمْ يَجْنِ أَوَّلَ ثِمَارِهِ بَعْدُ؟ فَلْيَرْجِعْ إِلَى بَيْتِهِ لِئَلّا يُقْتَلَ فِي الْمَعْرَكَةِ فَيَجْنِيَ أَوَّلَ ثِمَارِ كَرْمِهِ رَجُلٌ آخَرُ. +\v 7 هَلْ بَيْنَكُمْ رَجُلٌ خَطَبَ امْرَأَةً وَلَمْ يَتَزَوَّجْهَا بَعْدُ؟ لِيَرْجِعْ إِلَى بَيْتِهِ لِئَلّا يُقْتَلَ فِي الْمَعْرَكَةِ فَيَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ آخَرُ. +\s5 +\v 8 ثُمَّ يَسْتَطْرِدُ قَادَةُ الْجَيْشِ قَائِلِينَ: هَلْ بَيْنَكُمْ رَجُلٌ خَائِفٌ وَاهِنُ الْقَلْبِ؟ لِيَرْجِعْ إِلَى بَيْتِهِ لِئَلّا يَعْتَرِيَ الْخَوْفُ قُلُوبَ إِخْوَتِهِ مِثْلَهُ. +\v 9 وَعِنْدَمَا يَفْرُغُ الْقَادَةُ مِنْ مُخَاطَبَةِ الْجَيْشِ، يُعَيِّنُونَ ضُبَّاطاً عَلَى الْجُنُودِ. +\s5 +\p +\v 10 وَحِينَ تَتَقَدَّمُونَ لِمُحَارَبَةِ مَدِينَةٍ فَادْعُوهَا لِلصُّلْحِ أَوَّلاً. +\v 11 فَإِنْ أَجَابَتْكُمْ إِلَى الصُّلْحِ وَاسْتَسْلَمَتْ لَكُمْ، فَكُلُّ الشَّعْبِ السَّاكِنِ فِيهَا يُصْبِحُ عَبِيداً لَكُمْ. +\s5 +\v 12 وَإِنْ أَبَتِ الصُّلْحَ وَحَارَبَتْكُمْ فَحَاصِرُوهَا +\v 13 فَإِذَا أَسْقَطَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ، فَاقْتُلُوا جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. +\s5 +\v 14 وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ، وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ أَسْلابٍ، فَاغْنَمُوهَا لأَنْفُسِكُمْ، وَتَمَتَّعُوا بِغَنَائِمِ أَعْدَائِكُمُ الَّتِي وَهَبَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ. +\v 15 هَكَذَا تَفْعَلُونَ بِكُلِّ الْمُدُنِ النَّائِيَةِ عَنْكُمُ الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ الأُمَمِ الْقَاطِنَةِ هُنَا. +\s5 +\p +\v 16 أَمَّا مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً فَلا تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً، +\v 17 بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بِكْرَةِ أَبِيهَا، كَمُدُنِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، +\v 18 لِكَيْ لَا يُعَلِّمُوكُمْ رَجَاسَاتِهِمِ الَّتِي مَارَسُوهَا فِي عِبَادَةِ آلِهَتِهِمْ، فَتَغْوُوا وَرَاءَهُمْ وَتُخْطِئُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. +\s5 +\p +\v 19 وَإذَا حَاصَرْتُمْ مَدِينَةً حِقْبَةً طَوِيلَةً مُعْلِنِينَ الْحَرْبَ عَلَيْهَا لاِفْتِتَاحِهَا، فَلا تَقْطَعُوا أَشْجَارَهَا بِحَدِّ الْفَأْسِ وَتُتْلِفُوهَا لأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ مِنْ ثِمَارِهَا. هَلْ شَجَرَةُ الْحَقْلِ إِنْسَانٌ حَتَّى تَهْرُبَ مِنْ أَمَامِكُمْ فِي الْحِصَارِ؟ +\v 20 أَمَّا الأَشْجَارُ الَّتِي لَا يُؤْكَلُ ثَمَرُهَا فَأَتْلِفُوهَا وَاقْطَعُوهَا، لاِسْتِخْدَامِهَا فِي بِنَاءِ حُصُونٍ حَوْلَ الْمَدِينَةِ الْمُحَاصَرَةِ الْمُتَحَارِبَةِ مَعَكُمْ، إِلَى أَنْ يَتِمَّ سُقُوطُهَا. + +\s5 +\c 21 +\s1 ذبيحة القاتل المجهول +\p +\v 1 إِذَا وَجَدْتُمْ قَتِيلاً مُلْقىً فِي الْحَقْلِ فِي الأَرْضِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ لاِمْتِلاكِهَا، وَلَمْ يُعْرَفْ قَاتِلُهُ. +\v 2 يَقُومُ شُيُوخُكُمْ وَقُضَاتُكُمْ بِقِيَاسِ الْمَسَافَاتِ الْوَاقِعَةِ بَيْنَ مَوْضِعِ جُثَّةِ الْقَتِيلِ وَالْمُدُنِ الْمُجَاوِرَةِ. +\s5 +\v 3 فَيُحْضِرُ شُيُوخُ أَقْرَبِ مَدِينَةٍ إِلَى الْجُثَّةِ، عِجْلَةً لَمْ يُوْضَعْ عَلَيْهَا مِحْرَاثٌ، وَلَمْ تَجُرَّ بِنِيرٍ، +\v 4 وَيَأْخُذُونَهَا إِلَى وَادٍ فِيهِ مَاءٌ دَائِمُ الْجَرَيَانِ لَمْ يُحْرَثْ فِيهِ وَلَمْ يُزْرَعْ، فَيَكْسِرُونَ عُنُقَ الْعِجْلَةِ فِي الْوَادِي. +\s5 +\v 5 ثُمَّ يَتَقَدَّمُ الْكَهَنَةُ بَنُو لاوِي، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ قَدِ اخْتَارَهُمْ لِخِدْمَتِهِ، وَلإِعْلانِ الْبَرَكَةِ بِاسْمِ الرَّبِّ، وَلِلْقَضَاءِ فِي كُلِّ خُصُومَةٍ وَكُلِّ ضَرْبَةٍ. +\s5 +\v 6 فَيَغْسِلُ جَمِيعُ شُيُوخِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ الْقَرِيبَةِ مِنَ الْجُثَّةِ أَيْدِيَهُمْ فَوْقَ الْعِجْلَةِ الْمَكْسُورَةِ الْعُنُقِ فِي الْوَادِي. +\v 7 وَيَقُولُونَ: أَيْدِينَا لَمْ تَسْفِكْ هَذَا الدَّمَ، وَأَعْيُنُنَا لَمْ تَشْهَدْهُ. +\s5 +\v 8 اغْفِرْ يَا رَبُّ لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ الَّذِي افْتَدَيْتَهُ، وَلا تُطَالِبْنَا بِدَمٍ بَرِيءٍ سُفِكَ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ. فَيَصْفَحُ الرَّبُّ عَنْ سَفْكِ هَذَا الدَّمِ. +\v 9 وَهَكَذَا تَبْرَأُونَ مِنْ سَفْكِ الدَّمِ الْبَرِيءِ فِي وَسَطِكُمْ، إِذَا صَنَعْتُمْ مَا هُوَ صَالِحٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. +\s1 الزواج من امرأة أسيرة +\s5 +\p +\v 10 إِذَا ذَهَبْتُمْ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكُمْ، وَأَظْفَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِهِمْ، وَسَبَيْتُمْ مِنْهُمْ سَبْياً، +\v 11 وَشَاهَدَ أَحَدُكُمْ بَيْنَ الأَسْرَى امْرَأَةً جَمِيلَةَ الصُّورَةِ فَأُولِعَ بِها وَتَزَوَّجَهَا، +\v 12 فَحِينَ يُدْخِلُهَا إِلَى بَيْتِهِ يَدَعُهَا تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا، +\s5 +\v 13 ثُمَّ يَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا، وَيَتْرُكُهَا فِي بَيْتِهِ شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ تَنْدُبُ أَبَاهَا وَأُمَّهَا، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يُعَاشِرُهَا وَتَكُونُ لَهُ زَوْجَةً. +\v 14 فَإِنْ لَمْ تَرُقْهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَلْيُطْلِقْهَا لِتَذْهَبَ حَيْثُ تَشَاءُ. لَا يَبِيعُهَا بِفِضَّةٍ أَوْ يَسْتَعْبِدُهَا، لأَنَّهُ قَدْ أَذَلَّهَا. +\s1 حق البكورية +\s5 +\p +\v 15 إِنْ كَانَ رَجُلٌ مُتَزَوِّجاً مِنِ امْرَأَتَيْنِ، يُؤْثِرُ إِحْدَاهُمَا وَيَنْفُرُ مِنَ الأُخْرَى، فَوَلَدَتْ كِلْتَاهُمَا لَهُ أَبْنَاءً، وَكَانَ الابْنُ الْبِكْرُ مِنْ إِنْجَابِ الْمَكْرُوهَةِ، +\v 16 فَحِينَ يُوَزِّعُ مِيرَاثَهُ عَلَى أَبْنَائِهِ، لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ الزَّوْجَةِ الأَثِيرَةِ لِيَجْعَلَهُ بِكْرَهُ فِي الْمِيرَاثِ عَلَى بِكْرِهِ ابْنِ الزَّوْجَةِ الْمَكْرُوهَةِ. +\v 17 بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَعْتَرِفَ بِبَكُورِيَّةِ ابْنِ الْمَكْرُوهَةِ، وَيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يَمْلِكُهُ، لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ مَظْهَرِ قُدْرَتِهِ، وَلَهُ حَقُّ الْبَكُورِيَّةِ. +\s1 الابن المتمرد +\s5 +\p +\v 18 إِنْ كَانَ لِرَجُلٍ ابْنٌ عَنِيدٌ مُتَمَرِّدٌ، لَا يُطِيعُ أَمْرَ أَبِيهِ وَلا قَوْلَ أُمِّهِ، وَيُؤَدِّبَانِهِ وَلَكِنْ مِنْ غَيْرِ جَدْوَى. +\v 19 فَلْيَقْبِضْ عَلَيْهِ وَالِدَاهُ وَيَأْتِيَا بِهِ إِلَى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ فِي سَاحَةِ الْقَضَاءِ، +\s5 +\v 20 وَيَقُولانِ لِلشُّيُوخِ: ابْنُنَا هَذَا عَنِيدٌ مُتَمَرِّدٌ، لَا يُطِيعُ قَوْلَنَا، وهُوَ مُبَذِّرٌ سِكِّيرٌ. +\v 21 فَيَرْجُمُهُ رِجَالُ الْمَدِينَةِ جَمِيعُهُمْ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ. وَهَكَذَا تَسْتَأْصِلُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ وَيَشِيعُ الْخَبَرُ بَيْنَ الشَّعْبِ كُلِّهِ فَيَخَافُ. +\s1 شرائع مختلفة +\s5 +\p +\v 22 إِنِ ارْتَكَبَ إِنْسَانٌ جَرِيمَةً عِقَابُهَا الإِعْدَامُ، وَنُفِّذَ فِيهِ الْقَضَاءُ وَعَلَّقْتُمُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ، +\v 23 فَلا تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلِ ادْفِنُوهُ فِي نَفْسِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلا تُنَجِّسُوا أَرْضَكُمُ الَّتِي يَهَبُهَا لَكُمُ الرَّبُّ مِيرَاثاً. + +\s5 +\c 22 +\p +\v 1 إِنْ رَأَيْتَ ثَوْرَ جَارِكَ أَوْ خَرُوفَهُ شَارِداً، فَلا تَتَغَاضَ عَنْهُ. بَلْ أَعِدْهُ حَتْماً إِلَى صَاحِبِهِ. +\v 2 وَإِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ مُقِيماً قَرِيباً مِنْكَ، أَوْ لَمْ تَعْرِفْهُ، فَاحْتَفِظْ بِهِ فِي بَيْتِكَ حَتَّى يَطْلُبَهُ صَاحِبُهُ فَتَرُدَّهُ إِلَيْهِ. +\s5 +\v 3 وَهَكَذَا تَفْعَلُ إِذَا عَثَرْتَ عَلَى حِمَارِ جَارِكَ أَوْ ثِيَابِهِ، أَوْ أَيِّ شَيْءٍ مَفْقُودٍ تَجِدُهُ. لَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَتَغَاضَى عَنْهُ. +\v 4 لَا تَتَغَافَلْ عَنْ إِعَانَةِ جَارِكَ إِذَا رَأَيْتَ حِمَارَهُ أَوْ ثَوْرَهُ وَاقِعاً فِي الطَّرِيقِ بَلْ هُبَّ لِتُعَاوِنَهُ وَلِتُقِيمَهُ مَعَهُ. +\s5 +\p +\v 5 يُحْظَرُ عَلَى الْمَرْأَةِ ارْتِدَاءُ ثِيَابِ الرِّجَالِ، كَمَا يُحْظَرُ عَلَى الرَّجُلِ ارْتِدَاءُ ثِيَابِ النِّسَاءِ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ يُصْبِحُ مَكْرُوهاً لَدَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. +\s5 +\p +\v 6 إِنِ اتَّفَقَ أَنْ رَأَيْتَ عُشَّ طَائِرٍ عَلَى جَانِبِ الأَرْضِ أَوْ عَلَى شَجَرَةٍ مَا أَوْ مُلْقىً عَلَى الأَرْضِ فِيهِ أُمٌّ تَحْتَضِنُ فِرَاخاً، أَوْ تَرْقُدُ عَلَى بَيْضٍ، فَلا تَأْخُذِ الأُمَّ مَعَ الأَوْلادِ. +\v 7 أَطْلِقِ الأُمَّ وَخُذِ الْفِرَاخَ لِنَفْسِكَ، فَيَكُونَ لَكَ خَيْرٌ وَتُطِيلَ أَيَّامَ حَيَاتِكَ. +\s5 +\p +\v 8 إِذَا بَنَيْتَ بَيْتاً جَدِيداً، فَابْنِ سِيَاجاً حَوْلَ بَيْتِكَ، لِئَلّا يَسْقُطَ مِنْهُ أَحَدٌ فَتَتَحَمَّلَ ذَنْبَ دَمِهِ. +\s5 +\v 9 لَا تَزْرَعْ حَقْلَكَ صِنْفَيْنِ مِنَ الْبُذُورِ، لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ يُصْبِحُ مَحْصُولُ نَوْعَيِ الزَّرْعِ مُقَدَّساً مِنْ نَصِيبِ الْكَهَنَةِ. +\v 10 لَا تَحْرُثْ عَلَى ثَوْرٍ وَحِمَارٍ مَعاً، +\v 11 وَلا تَلْبَسْ ثَوْباً مَصْنُوعاً مِنْ كَتَّانٍ وَصُوفٍ مَعاً. +\s5 +\p +\v 12 اصْنَعُوا أَهْدَاباً مَجْدُولَةً عَلَى أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ الأَثْوَابِ الَّتِي تَتَغَطَّوْنَ بِها. +\s1 انتهاك شريعة الزواج +\s5 +\p +\v 13 إِذَا تَزَوَّجَ رَجُلٌ مِنْ فَتَاةٍ، ثُمَّ بَعْدَ أَنْ عَاشَرَهَا أَبْغَضَهَا، +\v 14 وَاتَّهَمَهَا بِمَا يَشِينُهَا، وأَشَاعَ عَنْهَا مَا يُسِيءُ إِلَى سُمْعَتِهَا قَائِلاً: لَقَدْ تَزَوَّجْتُ هَذِهِ الْمَرْأَةَ، وَلَمَّا عَاشَرْتُهَا، اكْتَشَفْتُ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ عَذْرَاءَ. +\s5 +\v 15 يَأْخُذُهَا وَالِدَاهَا إِلَى شُيُوخِ الْمَدِينَةِ الْمُجْتَمِعِينَ فِي سَاحَةِ الْقَضَاءِ، وَيَعْرِضَانِ دَلِيلَ عَذْرَاوِيَّتِهَا. +\s5 +\v 16 وَيَقُولُ وَالِدُ الْفَتَاةِ لِلشُّيُوخِ: لَقَدْ زَوَّجْتُ هَذَا الرَّجُلَ مِنِ ابْنَتِي فَأَبْغَضَهَا. +\v 17 وَهَا هُوَ يُرَوِّجُ عَنْهَا أَخْبَاراً قَائِلاً: لَمْ تَكُنِ ابْنَتُكَ عَذْرَاءَ عِنْدَمَا عَاشَرْتُهَا. وَلَكِنْ هَذَا هُوَ دَلِيلُ عَذْرَاوِيَّةِ ابْنَتِي. وَيَبْسُطَانِ الثَّوْبَ أَمَامَ شُيُوخِ الْمَدِينَةِ. +\s5 +\v 18 فَيَأْخُذُ شُيُوخُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ الرَّجُلَ وَيُؤَدِّبُونَهُ، +\v 19 وَيَفْرِضُونَ عَلَيْهِ غَرَامَةً مِقْدَارُهَا مِئَةُ قِطْعَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ، يُعْطُونَهَا لأَبِي الْفَتَاةِ. لأَنَّهُ أَسَاءَ إِلَى سُمْعَةِ عَذْرَاءَ مِنْ إِسْرَائِيلَ، فَتَكُونُ لَهُ زَوْجَةً مَدَى حَيَاتِهِ، لَا يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا. +\s5 +\p +\v 20 وَلَكِنْ إِنْ ثَبَتَتْ صِحَّةُ التُّهْمَةِ، وَلَمْ تَكُنِ الْفَتَاةُ عَذْرَاءَ حَقّاً، +\v 21 يُؤْتَى بِالْفَتَاةِ إِلَى بَابِ بَيْتِ أَبِيهَا وَيَرْجُمُهَا رِجَالُ مَدِينَتِهَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ، لأَنَّهَا ارْتَكَبَتْ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ، وَزَنَتْ فِي بَيْتِ أَبِيهَا. وَبِذَلِكَ تَسْتَأْصِلُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ. +\s5 +\p +\v 22 وَإذَا ضَبَطْتُمْ رَجُلاً مُضْطَجِعاً مَعَ امْرَأَةٍ مُتَزَوِّجَةٍ تَقْتُلُونَهُمَا كِلَيْهِمَا، فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكُمْ. +\s5 +\p +\v 23 وَإذَا الْتَقَى رَجُلٌ بِفَتَاةٍ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ آخَرَ فِي الْمَدِينَةِ وَضَاجَعَهَا، +\v 24 فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى سَاحَةِ بَوَّابَةِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ، وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا، لأَنَّ الْفَتَاةَ لَمْ تَسْتَغِثْ وَهِيَ فِي الْمَدِينَةِ، وَالرَّجُلَ لأَنَّهُ اعْتَدَى عَلَى خَطِيبَةِ الرَّجُلِ الآخَرِ، فَتَسْتَأْصِلُونَ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكُمْ. +\s5 +\v 25 وَلَكِنْ إِنِ الْتَقَى ذَلِكَ الرَّجُلُ بِالْفَتَاةِ الْمَخْطُوبَةِ فِي الْحَقْلِ، وَأَمْسَكَهَا وَضَاجَعَهَا، يُرْجَمُ الرَّجُلُ وَحْدَهُ وَيَمُوتُ، +\v 26 وَأَمَّا الْفَتَاةُ فَلا تُرْجَمُ، لأَنَّهَا لَمْ تَرْتَكِبْ خَطِيئَةً جَزَاؤُهَا الْمَوْتُ، بَلْ تَكُونُ كَرَجُلٍ هَاجَمَهُ آخَرُ وَقَتَلَهُ، +\v 27 لأَنَّهُ لابُدَّ أَنْ تَكُونَ الْفَتَاةُ الْمَخْطُوبَةُ قَدِ اسْتَغَاثَتْ فِي الْخَلاءِ حَيْثُ وَجَدَهَا الرَّجُلُ، فَلَمْ يَأْتِ مَنْ يُنْقِذُهَا. +\s5 +\p +\v 28 وَإذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ فَأَمْسَكَهَا وَضَاجَعَهَا وَضُبِطَا مَعاً، +\v 29 يَدْفَعُ الرَّجُلُ الَّذِي ضَاجَعَ الْفَتَاةَ خَمْسِينَ قِطْعَةً مِنَ الْفِضَّةِ وَيَتَزَوَّجُهَا، لأَنَّهُ قَدِ اعْتَدَى عَلَيْهَا. وَلا يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا مَدَى حَيَاتِهِ. +\s5 +\v 30 لَا يَتَزَوَّجْ أَحَدٌ أَرْمَلَةَ أَبِيهِ لأَنَّ هَذَا عَارٌ وَإِهَانَةٌ لأَبِيهِ. + +\s5 +\c 23 +\s1 المحظور عليهم الاشتراك في المحفل +\p +\v 1 لَا يَدْخُلْ ذُو الْخِصْيَتَيْنِ الْمَرْضُوضَتَيْنِ أَوِ الْمَجْبُوبُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. +\v 2 لَا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً وَلا أَحَدٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ حَتَّى الْجِيلِ الْعَاشِرِ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. +\s5 +\v 3 لَا يَدْخُلْ عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ، وَلا أَحَدٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِمْ حَتَّى بَعْدَ الْجِيلِ الْعَاشِرِ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ وَإِلَى الأَبَدِ، +\v 4 لأَنَّهُمْ لَمْ يَسْتَقْبِلُوكُمْ بِالْخُبْزِ وَالْمَاءِ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ، وَلأَنَّهُمُ اسْتَأْجَرُوا بَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ مِنْ فَتُورِ أَرَامِ النَّهْرَيْنِ لِيَلْعَنَكُمْ +\s5 +\v 5 وَلَكِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ لَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لِبَلْعَامَ، بَلْ حَوَّلَ لأَجْلِكُمُ اللَّعْنَةَ إِلَى بَرَكَةٍ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ قَدْ أَحَبَّكُمْ. +\v 6 لَا تَسْعَوْا فِي سَبِيلِ مُسَالَمَتِهِمْ وَخَيْرِهِمْ إِلَى الأَبَدِ. +\s5 +\v 7 لَا تَمْقُتُوا الأَدُومِيِّينَ لأَنَّهُمْ إِخْوَتُكُمْ، وَلا تَكْرَهُوا الْمِصْرِيِّينَ لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ ضُيُوفاً فِي دِيَارِهِمْ +\v 8 وَمَنْ يُوْلَدُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِمْ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ يَدْخُلُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. +\s1 عدم الطهارة في المعسكر +\s5 +\p +\v 9 إِذَا خَرَجْتُمْ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكُمْ فَامْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ قَبِيحٍ +\v 10 فَإِنْ كَانَ بَيْنَكُمْ رَجُلٌ غَيْرَ طَاهِرٍ عَلَى أَثَرِ اسْتِحْلامٍ فَلْيَمْضِ إِلَى خَارِجِ الْمُعَسْكَرِ. لَا يَدْخُلُ إِلَيْهِ. +\v 11 وَعِنْدَ حُلُولِ الْمَسَاءِ يَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، ثُمَّ يَدْخُلُ إِلَى الْمُعَسْكَرِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ. +\s5 +\v 12 وَعَلَيْكُمْ أَنْ تُحَدِّدُوا مَوْضِعاً لِقَضَاءِ الْحَاجَةِ خَارِجَ الْمُعَسْكَرِ. +\v 13 وَلْيَكُنْ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ وَتَدٌ بَيْنَ عَتَادِهِ لِيَحْفُرَ بِهِ حُفْرَةً يَقْضِي فِيهَا حَاجَتَهُ، ثُمَّ يُغَطِّي بِرَازَهُ بِالتُّرَابِ، +\v 14 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ سَائِرٌ فِي وَسَطِ مُعَسْكَرِكُمْ لِيُنْقِذَكُمْ وَيُظْفِرَكُمْ بِأَعْدَائِكُمْ. فَلْيَكُنْ مُعَسْكَرُكُمْ مُقَدَّساً لِئَلّا يَشْهَدَ فِيهِ أَقْذَاراً فَيَتَحَوَّلَ عَنْكُمْ. +\s1 أحكام عامة +\s5 +\p +\v 15 إِذَا لَجَأَ إِلَيْكُمْ عَبْدٌ هَارِبٌ مِنْ مَوْلاهُ، لَا تُسَلِّمُوهُ إِلَى مَوْلاهُ، +\v 16 بَلْ يُقِيمُ حَيْثُ يَطِيبُ لَهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ فِي إِحْدَى مُدُنِكُمْ وَلا تَظْلِمُوهُ. +\s5 +\p +\v 17 لَا يَكُنْ مِنْ بَنَاتِ إِسْرَائِيلَ وَلا مِنْ أَبْنَاءِ إِسْرَائِيلَ زَانِيَاتٌ وَمَأْبُونُو مَعَابِدَ. +\v 18 لَا تَأْتُوا بِتَقْدِمَةِ نَذْرٍ مَا إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ مِنْ مَكْسَبِ زَانِيَةٍ أَوْ مَأْبُونٍ، لأَنَّ كِلَيْهِمَا رِجْسٌ أَمَامَ الرَّبِّ. +\s5 +\p +\v 19 لَا تَتَقَاضَوْا فَوَائِدَ عَمَّا تُقْرِضُونَهُ لإِخْوَتِكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، سَوَاءٌ كَانَتِ الْقُرُوضُ فِضَّةً أَوْ أَطْعِمَةً أَوْ أَيَّ شَيْءٍ آخَرَ. +\v 20 أَمَّا الأَجْنَبِيُّ فَأَقْرِضُوهُ بِرِباً. إِنَّمَا إِيَّاكُمْ إِقْرَاضَ أَخِيكُمْ بِفَائِدَةٍ، لِيُبَارِكَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي كُلِّ مَا تُنْتِجُهُ أَيْدِيكُمْ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ لاِمْتِلاكِهَا. +\s5 +\p +\v 21 إِذَا نَذَرْتُمْ نَذْراً لِلرَّبِّ فَلا تُمَاطِلُوا فِي الْوَفَاءِ بِهِ، لأَنَّ إِلَهَكُمْ يُطَالِبُكُمْ بِهِ وَيَحْسَبُ ذَلِكَ عَلَيْكُمْ ذَنْباً +\v 22 وَإِنْ لَمْ تَنْذِرُوا لَا تَكُونُ عَلَيْكُمْ خَطِيئَةٌ. +\v 23 أَمَّا مَا تَعَهَّدَتْ بِهِ شَفَتَاكَ فَذَاكَ احْفَظْهُ وَأَوْفِهِ، كَمَا نَذَرْتَ طَوَاعِيَةً لِلرَّبِّ إِلَهِكَ، وَكَمَا تَعَهَّدَ بِهِ فَمُكَ. +\s5 +\p +\v 24 إِذَا دَخَلْتَ كَرْمَ عِنَبِ جَارِكَ فَكُلْ مِنْهُ بِقَدْرِ مَا تَشْتَهِي نَفْسُكَ حَتَّى الشَّبْعِ، وَلَكِنْ لَا تَقْطِفْ مِنْ عِنَبِهِ وَتَضَعْهُ فِي وِعَائِكَ. +\v 25 إِذَا دَخَلْتَ حَقْلَ قَمْحِ صَاحِبِكَ فَاقْطِفْ مِنْ سَنَابِلِهِ، وَلَكِنْ لَا تَحْصُدْ مِنْهُ بِمِنْجَلِكَ. + +\s5 +\c 24 +\p +\v 1 إِذَا تَزَوَّجَ رَجُلٌ مِنْ فَتَاةٍ وَلَمْ تَرُقْ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ لأَنَّهُ اكْتَشَفَ فِيهَا عَيْباً مَا، وَأَعْطَاهَا كِتَابَ طَلاقٍ وَصَرَفَهَا مِنْ بَيْتِهِ، +\v 2 فَتَزَوَّجَتْ مِنْ رَجُلٍ آخَرَ بَعْدَ أَنْ أَصْبَحَتْ طَلِيقَةً، +\s5 +\v 3 ثُمَّ كَرِهَهَا الزَّوْجُ الثَّانِي وَسَلَّمَهَا كِتَابَ طَلاقٍ وَصَرَفَهَا مِنْ بَيْتِهِ، أَوْ إِذَا مَاتَ هَذَا الزَّوْجُ، +\v 4 فَإِنَّهُ يُحْظَرُ عَلَى زَوْجِهَا الأَوَّلِ الَّذِي طَلَّقَهَا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا مَرَّةً أُخْرَى، بَعْدَ أَنْ تَنَجَّسَتْ. لأَنَّ ذَلِكَ رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ. فَلا تَجْلِبُوا خَطِيئَةً عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً. +\s5 +\p +\v 5 إِذَا تَزَوَّجَ رَجُلٌ حَدِيثاً يُعْفَى مِنَ الْجُنْدِيَّةِ وَالْمَسْؤُولِيَّاتِ الْعَسْكَرِيَّةِ لِمُدَّةِ سَنَةٍ، يَقْضِيهَا حُرّاً فِي بَيْتِهِ لِيُسْعِدَ زَوْجَتَهُ وَيَسُرَّهَا. +\s5 +\p +\v 6 لَا يَسْتَرْهِنْ أَحَدٌ رَحىً أَوْ أَحَدَ حَجَرَيْهَا، لأَنَّهُ يَسْتَرْهِنُ مَصْدَرَ الرِّزْقِ. +\s5 +\p +\v 7 إِذَا خَطَفَ رَجُلٌ أَحَداً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِخْوَتِهِ وَاسْتَعْبَدَهُ وَبَاعَهُ، يَمُوتُ الْخَاطِفُ. فَتَجْتَثُّونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ. +\s5 +\p +\v 8 احْرِصُوا عَلَى طَاعَةِ تَعْلِيمَاتِ الْكَهَنَةِ وَاللّاوِيِّينَ فِي حَالَةِ الإِصَابَةِ بِالْبَرَصِ، وَنَفِّذُوا بِدِقَّةٍ مَا أَمَرْتُهُمْ بِهِ. +\v 9 اذْكُرُوا مَا عَاقَبَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِهِ مَرْيَمَ فِي الطَّرِيقِ لَدَى خُرُوجِكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ. +\s5 +\p +\v 10 إِذَا أَقْرَضْتَ جَارَكَ قَرْضاً فَلا تَدْخُلْ بَيْتَهُ لِتَسْتَرْهِنَ مِنْهُ شَيْئاً، +\v 11 بَلْ تَمْكُثُ خَارِجاً، فَيَأْتِي الرَّجُلُ الَّذِي تُقْرِضُهُ بِالرَّهْنِ إِلَيْكَ حَيْثُ تَقِفُ. +\s5 +\v 12 وَإِنْ كَانَ الْمُقْتَرِضُ فَقِيراً فَلا يَبِتْ رَهْنُهُ عِنْدَكَ، +\v 13 بَلْ رُدَّهُ إِلَيْهِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ لِيَنَامَ فِي ثَوْبِهِ وَيُبَارِكَكَ، فَيَحْسِبَ الرَّبُّ إِلَهُكَ ذَلِكَ لَكَ بِرّاً. +\s5 +\p +\v 14 لَا تَظْلِمْ أَجِيراً وَفَقِيراً، سَوَاءٌ كَانَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَوْ مِنَ الْغُرَبَاءِ الْمُقِيمِينَ فِي مَدِينَتِكَ. +\v 15 ادْفَعْ لَهُ أُجْرَتَهُ فِي يَوْمِهِ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ لأَنَّهُ فَقِيرٌ، أَجْهَدَ نَفْسَهُ لِلْحُصُولِ عَلَيْهَا. وَإلَّا تَوَجَّهَ إِلَى الرَّبِّ بِالشَّكْوَى ضِدَّكَ، فَتَكُونُ هَذِهِ عَلَيْكَ خَطِيئَةً. +\s5 +\p +\v 16 لَا يُقْتَلُ الآبَاءُ عِوَضاً عَنِ الأَبْنَاءِ، وَلا يُقْتَلُ الأَبْنَاءُ بَدَلاً مِنَ الآبَاءِ، فَكُلُّ إِنْسَانٍ يَتَحَمَّلُ وِزْرَ نَفْسِهِ. +\s5 +\p +\v 17 لَا تُحَرِّفُوا حُكْمَ الْعَدَالَةِ فَتَظْلِمُوا الْغَرِيبَ وَالْيَتِيمَ، وَلا تَسْتَرْهِنُوا ثَوْبَ الأَرْمَلَةِ، +\v 18 وَاذْكُرُوا أَنَّكُمْ كُنْتُمْ عَبِيداً فِي دِيَارِ مِصْرَ فَأَنْقَذَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. لِهَذَا أُوصِيكُمْ بِالْعَدْلِ. +\s5 +\p +\v 19 إِذَا حَصَدْتُمْ غَلّاتِكُمْ وَنَسِيْتُمْ حُزْمَةً فِي الْحَقْلِ فَلا تَرْجِعُوا لأَخْذِهَا، بَلِ اتْرُكُوهَا لِلْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ، لِيُبَارِكَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي كُلِّ مَا تَعْمَلُهُ أَيْدِيكُمْ. +\v 20 إِذَا هَزَزْتُمْ أَشْجَارَ زَيْتُونِكُمْ لإِسْقَاطِ ثِمَارِهَا، فَلا تَلْتَقِطُوا مَا بَقِيَ فِي الأَغْصَانِ مِنْهَا، بَلِ اتْرُكُوهَا وَرَاءَكُمْ لِلْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ. +\s5 +\v 21 إِذَا قَطَفْتُمْ كُرُومَكُمْ فَلا تُعَاوِدُوا قَطْفَ مَا بَقِيَ مِنْ عَنَاقِيدَ وَرَاءَكُمْ، بَلِ اتْرُكُوهَا لِلْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ. +\v 22 وَاذْكُرُوا أَنَّكُمْ كُنْتُمْ عَبِيداً فِي دِيَارِ مِصْرَ. مِنْ أَجْلِ هَذَا أُوصِيكُمْ أَنْ تُنَفِّذُوا هَذَا الأَمْرَ. + +\s5 +\c 25 +\p +\v 1 إِذَا نَشَبَتْ خُصُومَةٌ بَيْنَ قَوْمٍ وَرَفَعُوا دَعْوَاهُمْ إِلَى الْقَضَاءِ لِيَحْكُمَ الْقُضَاةُ بَيْنَهُمْ، فَلْيُبَرِّئُوا الْبَرِيءَ وَيَحْكُمُوا عَلَى الْمُذْنِبِ. +\v 2 فَإِنْ كَانَ الْمُذْنِبُ يَسْتَحِقُّ عِقَابَ الْجَلْدِ، يَطْرَحُهُ الْقَاضِي، وَيَجْلِدُونَهُ أَمَامَهُ بِعَدَدِ الْجَلْدَاتِ الَّتِي يَسْتَحِقُّهَا ذَنْبُهُ، +\s5 +\v 3 عَلَى أَلّا يَزِيدَ عَدَدُ الْجَلْدَاتِ عَنْ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً، لِئَلّا يُصْبِحَ الْمُعَاقَبُ مُحْتَقَراً. +\s5 +\p +\v 4 لَا تَكُمُّوا فَمَ الثَّوْرِ الدَّارِسِ لِلْغِلالِ. +\s1 واجب أخي الزوج المتوفى +\s5 +\p +\v 5 إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ أَحَدُهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْجِبَ ابْناً، فَلا يَجِبُ أَنْ تَتَزَوَّجَ امْرَأَتُهُ رَجُلاً مِنْ غَيْرِ أَفْرَادِ عَائِلَةِ زَوْجِهَا. بَلْ لِيَتَزَوَّجْهَا أَخُو زَوْجِهَا وَيُعَاشِرْهَا، وَلْيَقُمْ نَحْوَهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ، +\v 6 وَيَحْمِلُ الْبِكْرُ الَّذِي تُنْجِبُهُ اسْمَ الأَخِ الْمَيْتِ، فَلا يَنْقَرِضُ اسْمُهُ مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\p +\v 7 وَإِنْ أَبَى الرَّجُلُ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَخِيهِ، تَمْضِي الْمَرْأَةُ إِلَى بَوَّابَةِ شُيُوخِ الْمَدِينَةِ وَتَقُولُ: قَدْ رَفَضَ أَخُو زَوْجِي أَنْ يُخَلِّدَ اسْماً لأَخِيهِ فِي إِسْرَائِيلَ، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ نَحْوِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. +\v 8 فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ الْمَدِينَةِ وَيَتَدَاوَلُونَ مَعَهُ فِي الأَمْرِ. فَإِنْ أَصَرَّ عَلَى الرَّفْضِ وَقَالَ: لَا أَرْضَى أَنْ أَتَزَوَّجَهَا. +\s5 +\v 9 تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلَيْهِ عَلَى مَرْأَى مِنَ الشُّيُوخِ، وَتَخْلَعُ حِذَاءَهُ مِنْ رِجْلَيْهِ وَتَتْفُلُ فِي وَجْهِهِ قَائِلَةً: هَذَا مَا يَحْدُثُ لِمَنْ يَأْبَى أَنْ يَبْنِيَ بَيْتَ أَخِيهِ. +\v 10 فَيُدْعَى فِي إِسْرَائِيلَ بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ. +\s5 +\p +\v 11 إِذَا تَعَارَكَ رَجُلانِ فَتَدَخَّلَتْ زَوْجَةُ أَحَدِهِمَا لِتُنْقِذَ زَوْجَهَا مِنْ قَبْضَةِ يَدِ ضَارِبِهِ وَمَدَّتْ يَدَهَا وَأَمْسَكَتْ بِخِصْيَتِهِ، +\v 12 فَاقْطَعُوا يَدَهَا وَلا تُشْفِقُوا عَلَيْهَا. +\s5 +\p +\v 13 لَا تَحْتَفِظْ فِي كِيسِكَ بِمِعْيَارَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ كَبِيرٍ وَصَغِيرٍ، +\v 14 وَلا يَكُنْ لَكَ فِي بَيْتِكَ مِكْيَالانِ مُخْتَلِفَانِ كَبِيرٌ وَصَغِيرٌ، +\s5 +\v 15 بَلْ لِتَكُنْ أَوْزَانُكَ وَمَكَايِيلُكَ صَحِيحَةً لَا غِشَّ فِيهَا، لِتَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يَهَبُهَا لَكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ، +\v 16 لأَنَّ كُلَّ مَنْ غَشَّ فِي الْمَكَايِيلِ أَوِ الأَوْزَانِ يُصْبِحُ مَكْرُوهاً لَدَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. +\s5 +\p +\v 17 تَذَكَّرُوا مَا صَنَعَهُ بِكُمْ شَعْبُ عَمَالِيقَ لَدَى خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ، +\v 18 كَيْفَ تَعَرَّضُوا لَكُمْ فِي الطَّرِيقِ وَقَضَوْا عَلَى الْمُسْتَضْعِفِينَ الْمُرْتَحِلِينَ فِي مُؤَخَّرَةِ الشَّعْبِ وَأَنْتُمْ مُرْهَقُونَ تَعَابَى، وَلَمْ يَخَافُوا اللهَ. +\v 19 فَمَتَى أَرَاحَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكُمُ الْمُحِيطِينَ بِكُمْ فِي الأَرْضِ الَّتِي يَهَبُهَا لَكُمْ مِيرَاثاً، امْحُوا ذِكْرَ شَعْبِ عَمَالِيقَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. لَا تَنْسَوْا هَذَا. + +\s5 +\c 26 +\s1 أبكار الغلات والعشور +\p +\v 1 وَمَتَى بَلَغْتُمُ الأَرْضَ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً وَامْتَلَكْتُمُوهَا وَاسْتَوْطَنْتُمْ فِيهَا، +\v 2 فَاجْمَعُوا مِنْ أَوَّلِ كُلِّ ثَمَرٍ تُغِلُّهُ أَرْضُكُمُ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ، وَضَعُوهُ فِي سِلالٍ، وَامْضُوا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لِيُحِلَّ فِيهِ اسْمَهُ. +\s5 +\v 3 وَيَأْتِي صَاحِبُ التَّقْدِمَةِ إِلَى الْكَاهِنِ الْمُعَيَّنِ وَيَقُولُ: أَعْتَرِفُ الْيَوْمَ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ أَنِّي قَدْ جِئْتُ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفَ الرَّبُّ لِآبَائِنَا أَنْ يَهَبَهَا لَنَا. +\v 4 فَيَتَنَاوَلُ الْكَاهِنُ السَّلَّةَ مِنْ يَدِهِ وَيَضَعُهَا أَمَامَ مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، +\s5 +\v 5 ثُمَّ يُعْلِنُ صَاحِبُ التَّقْدِمَةِ قَائِلاً أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ: كَانَ أَبِي أَرَامِيًّا تَائِهاً، ثُمَّ انْحَدَرَ إِلَى مِصْرَ وَتَغَرَّبَ هُنَاكَ، وَمَعَهُ نَفَرٌ قَلِيلٌ. وَلَكِنَّهُ أَصْبَحَ هُنَاكَ أُمَّةً كَبِيرَةً عَظِيمَةً. +\s5 +\v 6 فَأَسَاءَ إِلَيْنَا الْمِصْرِيُّونَ وَأَرْهَقُونَا وَقَسَوْا عَلَيْنَا فِي اسْتِعْبَادِهِمْ، +\v 7 فَصَرَخْنَا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِ آبَائِنَا، فَاسْتَجَابَ لَنَا وَرَأَى بُؤْسَنَا وَتَعَبَنَا وَضِيقَنَا، +\s5 +\v 8 فَأَخْرَجَنَا مِنْ دِيَارِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ شَدِيدَةٍ وَقُدْرَةٍ فَائِقَةٍ، وَوَيْلاتٍ عَظِيمَةٍ وَآيَاتٍ وَعَجَائِبَ، +\v 9 وَأَدْخَلَنَا إِلَى هَذَا الْمَكَانِ، وَوَهَبَنَا هَذِهِ الأَرْضَ الَّتِي تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً. +\s5 +\v 10 فَهَا أَنَا الآنَ قَدْ أَتَيْتُ بِأَوَّلِ ثَمَرِ الأَرْضِ الَّتِي وَهَبْتَنِي يَا رَبُّ ثُمَّ يَضَعُهُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَيَسْجُدُ فِي حَضْرَتِهِ، +\v 11 وَيَحْتَفِلُ بِجَمِيعِ الْخَيْرِ الَّذِي أَنْعَمَ بِهِ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، هُوَ وَاللّاوِيُّ وَالْغَرِيبُ الْمُقِيمُ بَيْنَكُمْ. +\s5 +\p +\v 12 وَمَتَى انْتَهَيْتَ مِنْ تَقْدِيمِ كُلِّ عُشُورِ غَلّاتِكَ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ، سَنَةِ الْعُشُورِ، وَأَعْطَيْتَ اللّاوِيَّ وَالْغَرِيبَ وَالْيَتِيمَ وَالأَرْمَلَةَ فَأَكَلُوا فِي مَدِينَتِكَ وَشَبِعُوا، +\v 13 تَقُولُ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ إِلَهِكَ: قَدْ افْرَزْتُ مِنْ بَيْتِي الْعُشُورَ الْمُقَدَّسَةَ وَأَعْطَيْتُهَا لِلّاوِيِّ وَالْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ، طَاعَةً لِوَصِيَّتِكَ الَّتِي أَمَرْتَنِي بِها، فَلَمْ أَتَجَاوَزْ وَصَايَاكَ وَلا نَسِيتُهَا. +\s5 +\v 14 لَمْ أَتَنَاوَلْ مِنْهُ فِي أَثْنَاءِ حُزْنِي، وَلَمْ آخُذْ مِنْهُ وَأَنَا فِي حَالَةِ نَجَاسَةٍ، وَلا أَعْطَيْتُ مِنْهُ لأَجْلِ مَيْتٍ. بَلْ أَطَعْتُ صَوْتَ إِلَهِي وَعَمِلْتُ بِمْوُجِبِ كُلِّ مَا أَوْصَيْتَنِي بِهِ. +\v 15 أَشْرِفْ يَا رَبُّ مِنْ مَسْكَنِكَ الْمُقَدَّسِ فِي السَّمَاءِ، وَبَارِكْ شَعْبَكَ إِسْرَائِيلَ، وَالأَرْضَ الَّتِي تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً، الَّتِي وَهَبْتَهَا لَنَا كَمَا حَلَفْتَ لِآبَائِنَا. +\s1 اتباع وصايا الرب +\s5 +\p +\v 16 لَقَدْ أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ أَنْ تُمَارِسُوا هَذِهِ الْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ، فَأَطِيعُوا، وَاعْمَلُوا بِها مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ نُفُوسِكُمْ، +\v 17 فَأَنْتُمْ قَدْ أَعْلَنْتُمُ الْيَوْمَ أَنَّ الرَّبَّ إِلَهُكُمْ وَأَنَّكُمْ سَتَسْلُكُونَ فِي سُبُلِهِ وَتُطِيعُونَ فَرَائِضَهُ وَأَحْكَامَهُ وَتَسْمَعُونَ لِصَوْتِهِ +\s5 +\v 18 كَمَا أَعْلَنَ الرَّبُّ الْيَوْمَ أَنَّكُمْ تَكُونُونَ لَهُ شَعْباً خَاصّاً، حَسَبَ وَعْدِهِ لَكُمْ، وَأَنَّ عَلَيْكُمْ طَاعَةَ وَصَايَاهُ جَمِيعِهَا، +\v 19 فَيَجْعَلَكُمْ أَسْمَى مِنْ كُلِّ الأُمَمِ الَّتِي خَلَقَهَا مِنْ حَيْثُ الثَّنَاءِ وَالشَّرَفِ وَالْمَجْدِ، وَتَكُونُوا شَعْباً مُقَدَّساً لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ كَمَا وَعَدَ». + +\s5 +\c 27 +\s1 المذبح على جبل عيبال +\p +\v 1 وَأَوْصَى مُوسَى وَشُيُوخُ إِسْرَائِيلَ الشَّعْبَ قَائِلِينَ: +\p «أَطِيعُوا جَمِيعَ الْوَصَايَا الَّتِي أَنَا آمُرُكُمْ بِها الْيَوْمَ. +\v 2 فَعِنْدَمَا تَجْتَازُونَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ، تَنْصِبُونَ لأَنْفُسِكُمْ حِجَارَةً كَبِيرَةً وَتَطْلُونَهَا بِالْكِلْسِ، +\v 3 وَتَكْتُبُونَ عَلَيْهَا جَمِيعَ كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ لَدَى عُبُورِكُمُ الأُرْدُنَّ لِدُخُولِ الأَرْضِ الَّتِي تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً، الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ، كَمَا وَعَدَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُ آبَائِكُمْ. +\s5 +\v 4 وَمَا إِنْ تَعْبُرُوا نَهْرَ الأُرْدُنِّ حَتَّى تَنْصِبُوا هَذِهِ الْحِجَارَةَ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِها الْيَوْمَ عَلَى جَبَلِ عِيبَالَ وَتَطْلُوهَا بِالْكِلْسِ. +\v 5 وَتَبْنُونَ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ، مِنْ حِجَارَةٍ غَيْرِ مَنْحُوتَةٍ بِحَدِيدٍ، +\s5 +\v 6 بَلْ مِنْ حِجَارَةِ الْحَقْلِ الْخَشِنَةِ لِتُقَدِّمُوا عَلَيْهَا مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ. +\v 7 وَهُنَاكَ تُقَرِّبُونَ ذَبَائِحَ سَلامٍ، وَتَأْكُلُونَ وَتَحْتَفِلُونَ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. +\v 8 وَتَنْقُشُونَ عَلَى الْحِجَارَةِ نَقْشاً دَقِيقاً كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ جَمِيعَهَا». +\s1 لعنات جبل عيبال +\s5 +\p +\v 9 ثُمَّ قَالَ مُوسَى وَالْكَهَنَةُ وَاللّاوِيُّونَ لِجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ: «أَنْصِتُوا وَأَصْغُوا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، الْيَوْمَ أَصْبَحْتُمْ شَعْباً لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ. +\v 10 فَاسْمَعُوا لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَطَبِّقُوا وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ الَّتِي أَنَا آمُرُكُمُ الْيَوْمَ بِها». +\s5 +\p +\v 11 وَأَوْصَى مُوسَى الشَّعْبَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَفْسِهِ قَائِلاً: +\v 12 «هَذِهِ هِيَ الأَسْبَاطُ الَّتِي تَقِفُ عَلَى جَبَلِ جِرِزِّيمَ لِيُبَارِكُوا الشَّعْبَ بَعْدَ عُبُورِكُمْ نَهْرَ الأُرْدُنِّ: أَسْبَاطُ شِمْعُونَ وَلاوِي وَيَهُوذَا وَيَسَّاكَرَ وَيُوسُفَ وَبَنْيَامِينَ. +\s5 +\v 13 أَمَّا الأَسْبَاطُ الَّتِي تَقِفُ عَلَى جَبَلِ عِيبَالَ لإِعْلانِ اللَّعْنَةِ فَهِيَ أَسْبَاطُ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ وَأَشِيرَ وَزَبُولُونَ وَدَانٍ وَنَفْتَالِي. +\v 14 فَيَقُولُ اللّاوِيُّونَ بِصَوْتٍ عَالٍ لِجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ: +\s5 +\p +\v 15 مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي يَصْنَعُ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً أَوْ مَسْبُوكاً مِمَّا تَصْنَعُهُ يَدَا نَحَّاتٍ، وَتَنْصِبُهُ لِلْعِبَادَةِ فِي الْخَفَاءِ، لأَنَّ ذَلِكَ رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ. وَيُجِيبُ جَمِيعُ الشَّعْبِ قَائِلِينَ: آمِينَ. +\s5 +\v 16 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ يَسْتَخِفُّ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. +\v 17 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ يَعْبَثُ بِحُدُودِ أَرْضِ جَارِهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. +\s5 +\v 18 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ يُضِلُّ الْكَفِيفَ عَنْ طَرِيقِهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. +\v 19 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ يَجُورُ عَلَى حَقِّ الْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. +\s5 +\v 20 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ يُضَاجِعُ امْرَأَةَ أَبِيهِ، لأَنَّهُ يَكْشِفُ سِتْرَ أَبِيهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. +\v 21 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ يُضَاجِعُ بَهِيمَةً مَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. +\s5 +\v 22 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ يُضَاجِعُ أُخْتَهُ ابْنَةَ أُمِّهِ أَوِ ابْنَةَ أَبِيهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. +\v 23 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ يُضَاجِعُ حَمَاتَهُ. فَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. +\s5 +\v 24 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُ صَاحِبَهُ فِي الْخَفَاءِ. فَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. +\v 25 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ يَأْخُذُ رِشْوَةً لِيَقْتُلَ نَفْساً بَرِيئَةً. فَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. +\s5 +\v 26 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لَا يُطِيعُ كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ وَلا يَعْمَلُ بِها. فَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِين. + +\s5 +\c 28 +\s1 بركات الطاعة +\p +\v 1 وَإِنْ أَطَعْتُمْ صَوْتَ الرَّبِّ طَاعَةً تَامَّةً، حِرْصاً مِنْكُمْ عَلَى تَنْفِيذِ جَمِيعِ وَصَايَاهُ الَّتِي أُوصِيكُمْ بِها الْيَوْمَ، فَإِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يَجْعَلُكُمْ أَسْمَى مِنْ جَمِيعِ أُمَمِ الأَرْضِ. +\v 2 وَإذَا سَمِعْتُمْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ فَإِنَّ جَمِيعَ هَذِهِ الْبَرَكَاتِ تَنْسَكِبُ عَلَيْكُمْ وَتُلازِمُكُمْ. +\s5 +\v 3 تَكُونُونَ مُبَارَكِينَ فِي الْمَدِينَةِ وَمُبَارَكِينَ فِي الْحُقُولِ. +\v 4 كَمَا تَتَبَارَكُ ذُرِّيَّتُكُمْ، وَغَلّاتُ أَرْضِكُمْ، وَنِتَاجُ بَهَائِمِكُمْ وَبَقَرِكُمْ وَنِعَاجِكُمْ. +\s5 +\v 5 وَتَتَبَارَكُ أَيْضاً فَوَاكِهُ سِلالِكُمْ وَخُبْزُ مَعَاجِنِكُمْ. +\v 6 وَتَكُونُونَ مُبَارَكِينَ فِي دُخُولِكُمْ وَخُرُوجِكُمْ +\s5 +\v 7 وَيَهْزِمُ الرَّبُّ أَمَامَكُمْ أَعْدَاءَكُمُ الْقَائِمِينَ عَلَيْكُمْ، فَيُقْبِلُونَ عَلَيْكُمْ فِي طَرِيقٍ وَاحِدَةٍ، وَلَكِنَّهُمْ يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ أَمَامَكُمْ فِي سَبْعِ طُرُقٍ. +\v 8 يَأْمُرُ الرَّبُّ لَكُمْ بِالْبَرَكَةِ، فَتَمْتَلِئُ خَزَائِنُكُمْ. وَيُبَارِكُ كُلَّ مَا تُنْتِجُهُ أَيْدِيكُمْ وَغَلّاتِ أَرْضِكُمُ الَّتِي يَهَبُهَا لَكُمْ. +\s5 +\v 9 وَإذَا حَفِظْتُمْ وَصَايَاهُ وَسَلَكْتُمْ فِي سُبُلِهِ فَإِنَّهُ يَجْعَلُكُمْ لِنَفْسِهِ شَعْباً مُقَدَّساً كَمَا حَلَفَ لَكُمْ، +\v 10 فَتُدْرِكُ جَمِيعُ شُعُوبِ الأَرْضِ أَنَّ اسْمَ الرَّبِّ قَدْ حَلَّ عَلَيْكُمْ، وَيَخَافُونَكُمْ. +\s5 +\v 11 وَيَزِيدُكُمُ الرَّبُّ وَفْرَةً فَيُكَثِّرُ مِنْ أَبْنَائِكُمْ وَنِتَاجِ بَهَائِمِكُمْ وَمِنْ غَلّاتِ أَرْضِكُمُ الَّتِي حَلَفَ لِآبَائِكُمْ أَنْ يَهَبَهَا لَكُمْ. +\v 12 وَيَفْتَحُ لَكُمُ الرَّبُّ كُنُوزَ سَمَائِهِ الصَّالِحَةَ، فَيُمْطِرُ عَلَى أَرْضِكُمْ فِي مَوَاسِمِهَا، وَيُبَارِكُ كُلَّ مَا تُنْتِجُهُ أَيْدِيكُمْ، فَتُقْرِضُونَ أُمَماً كَثِيرَةً وَأَنْتُمْ لَا تَقْتَرِضُونَ. +\s5 +\v 13 وَإذَا أَطَعْتُمْ وَصَايَا الرَّبِّ الَّتِي أَنَا آمُرُكُمْ بِها الْيَوْمَ لِتَحْفَظُوهَا وَتَعْمَلُوا بِها، فَإِنَّهُ يَجْعَلُكُمْ رُؤُوساً لَا أَذْنَاباً، مُتَسَامِينَ دَائِماً، وَلا يُدْرِكُكُمُ انْحِطَاطٌ أَبَداً. +\v 14 لَا تَنْحَرِفُوا يَمِيناً أَوْ شِمَالاً عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الشَّرَائِعِ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِها الْيَوْمَ، لِكَيْ لَا تَغْوُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لِتَعْبُدُوهَا. +\s1 لعنات العصيان +\s5 +\p +\v 15 وَلَكِنْ إِنْ عَصَيْتُمْ صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَلَمْ تَحْرِصُوا عَلَى الْعَمَلِ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضِهِ الَّتِي أَنَا آمُرُكُمُ الْيَوْمَ بِها، فَإِنَّ جَمِيعَ هَذِهِ اللَّعْنَاتِ تَحِلُّ بِكُمْ وَتُلازِمُكُمْ. +\s5 +\v 16 تَكُونُونَ مَلْعُونِينَ فِي الْمَدِينَةِ وَمَلْعُونِينَ فِي الْحُقُولِ. +\v 17 وَتَكُونُ سِلالُكُمْ وَمَعَاجِنُكُمْ مَلْعُونَةً. +\s5 +\v 18 وَتَحِلُّ اللَّعْنَةُ بِأَبْنَائِكُمْ وَغَلّاتِ أَرْضِكُمْ وَنِتَاجِ بَقَرِكُمْ وَنِعَاجِكُمْ، +\v 19 وَتَكُونُونَ مَلْعُونِينَ فِي ذِهَابِكُمْ وَإِيَابِكُمْ، +\s5 +\v 20 وَيَصُبُّ الرَّبُّ عَلَيْكُمُ اللَّعْنَةَ وَالْفَوْضَى وَالْفَشَلَ فِي كُلِّ مَا تُنْتِجُهُ أَيْدِيكُمْ، حَتَّى تَهْلِكُوا وَتَفْنَوْا سَرِيعاً لِسُوءِ أَفْعَالِكُمْ، إِذْ تَرَكْتُمُونِي. +\v 21 وَيَتَفَشَّى بَيْنَكُمُ الْوَبَاءُ حَتَّى يُبِيدَكُمْ عَنِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ إِلَيْهَا لامْتِلاكِهَا، +\s5 +\v 22 وَيَضْرِبُكُمُ الرَّبُّ بِالسُّلِّ وَالْحُمَّى وَالرَّعْشَةِ وَالالْتِهَابِ وَالْجَفَافِ وَاللَّفْحِ وَالذُّبُولِ، فَتُلازِمُكُمْ حَتَّى تَفْنَوْا. +\s5 +\v 23 وَتُصْبِحُ السَّمَاءُ الَّتِي فَوْقَكُمْ كَالنُّحَاسِ وَالأَرْضُ تَحْتَكُمْ كَالْحَدِيدِ. +\v 24 وَيُحَوِّلُ الرَّبُّ مَطَرَ أَرْضِكُمْ إِلَى غُبَارٍ وَعَوَاصِفَ تُرَابِيَّةٍ تَنْهَمِرُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى تَهْلِكُوا. +\s5 +\v 25 وَيَهْزِمُكُمُ الرَّبُّ أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ فَتُقْبِلُونَ عَلَيْهِمْ فِي طَرِيقٍ وَاحِدَةٍ وَتُوَلُّونَ الأَدْبَارَ أَمَامَهُمْ مُتَفَرِّقِينَ فِي سَبْعِ طُرُقٍ، وَتُصْبِحُونَ عِبْرَةً لِجَمِيعِ مَمَالِكِ الأَرْضِ. +\v 26 وَتَكُونُ جُثَثُكُمْ طَعَاماً لِجَمِيعِ طُيُورِ السَّمَاءِ وَوُحُوشِ الأَرْضِ وَلا يَطْرُدُهَا أَحَدٌ. +\s5 +\v 27 وَيُصِيبُكُمُ الرَّبُّ بِدَاءِ قُرْحَةِ مِصْرَ وَبِالْبَوَاسِيرِ وَالْجَرَبِ وَالْحِكَّةِ، وَلا تَجِدُونَ لَهَا عِلاجاً. +\v 28 وَيَبْتَلِيكُمُ الرَّبُّ بِالْجُنُونِ وَالْعَمَى وَارْتِبَاكِ الْفِكْرِ، +\v 29 فَتَتَحَسَّسُونَ طُرُقَكُمْ فِي الظُّهْرِ كَمَا يَتَحَسَّسُ الأَعْمَى طَرِيقَهُ فِي الظَّلامِ، وَتَبُوءُ طُرُقُكُمْ بِالإِخْفَاقِ، وَلا تَكُونُونَ إِلّا مَظْلُومِينَ مَغْصُوبِينَ كُلَّ الأَيَّامِ، وَلَيْسَ مِنْ مُنْقِذٍ. +\s5 +\v 30 يَخْطُبُ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً وَلَكِنَّ آخَرَ يَتَزَوَّجُهَا وَيُضَاجِعُهَا. تَبْنِي بَيْتاً وَلا تَسْكُنُ فِيهِ، وَتَغْرِسُ كَرْماً وَلا تَجْنِيهِ. +\v 31 يُذْبَحُ ثَوْرُكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَلا تَأْكُلُ مِنْهُ، وَيُغْتَصَبُ حِمَارُكَ عَلَى مَرْأَىً مِنْكَ وَلا يُرَدُّ إِلَيْكَ، وَيَسْتَوْلِي أَعْدَاؤُكَ عَلَى مَاشِيَتِكَ وَلَيْسَ مِنْ مُنْقِذٍ. +\s5 +\v 32 يُسَاقُ أَوْلادُكَ وَبَنَاتُكَ إِلَى أُمَّةٍ أُخْرَى وَعَيْنَاكَ تُرَاقِبَانِهِمْ طَوَالَ النَّهَارِ، حَتَّى تَكِلّا، وَمَا فِي يَدِكَ حِيلَةٌ. +\s5 +\v 33 مَحْصُولُ أَرْضِكَ وَثَمَرُ تَعَبِكَ يَأْكُلُهُ شَعْبٌ غَرِيبٌ عَنْكَ، وَلا تَكُونُ سِوَى مَظْلُومٍ مَسْحُوقٍ دَائِماً. +\v 34 وَيُصِيبُكَ الْجُنُونُ مِنْ هَوْلِ مَا تَرَى. +\v 35 وَيَبْتَلِيكَ الرَّبُّ بِقُرُوحٍ خَبِيثَةٍ تُغَطِّي الرُّكْبَتَيْنِ وَالسَّاقَيْنِ، حَتَّى لَا تَجِدَ لَهَا شِفَاءً مِنْ قِمَّةِ الرَّأْسِ إِلَى أَخْمَصِ الْقَدَمِ. +\s5 +\v 36 يَنْفِيكُمُ الرَّبُّ أَنْتُمْ وَمَلِكَكُمُ الَّذِي تَخْتَارُونَهُ إِلَى أُمَّةٍ لَا تَعْرِفُونَهَا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ، حَيْثُ تَعْبُدُونَ هُنَاكَ آلِهَةً أُخْرَى مِنْ خَشَبٍ وَحَجَرٍ، +\v 37 وَتُصْبِحُونَ مَثَارَ دَهْشَةٍ وَسُخْرِيَةٍ وَعِبْرَةٍ فِي نَظَرِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّتِي يَنْفِيكُمُ الرَّبُّ إِلَيْهِمْ +\s5 +\v 38 تَبْذُرُونَ كَثِيراً مِنَ الْبِذَارِ فِي الْحُقُولِ، وَلا تَحْصُدُونَ إِلّا الْقَلِيلَ، لأَنَّ الْجَرَادَ يَلْتَهِمُهُ. +\v 39 تَكْدَحُونَ فِي غَرْسِ كُرُومٍ وَمِنْ خَمْرِهَا لَا تَشْرَبُونَ، وَمِنْ ثَمَرِهَا لَا تَجْنُونَ، لأَنَّ الدُّودَ يَنْخَرُهَا. +\s5 +\v 40 تَكْتَظُّ أَرَاضِيكُمْ بِأَشْجَارِ الزَّيْتُونِ، وَلَكِنْ مِنْ زَيْتِهَا لَا تَدَّهِنُونَ، لأَنَّ زَيْتُونَكُمْ يَنْتَثِرُ عَلَى الأَرْضِ قَبْلَ نُضْجِهِ. +\v 41 تُنْجِبُونَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ وَلا يَكُونُونَ لَكُمْ، لأَنَّهُمْ يُسْبَوْنَ. +\s5 +\v 42 تَلْتَهِمُ أَسْرَابُ الْجَرَادِ أَشْجَارَكُمْ وَغَلّاتِ أَرْضِكُمْ. +\v 43 يَعْظُمُ شَأْنُ الْغُرَبَاءِ الْمُقِيمِينَ بَيْنَكُمْ، وَيَتَفَاقَمُ انْحِطَاطُ شَأْنِكُمْ. +\v 44 هُمْ يُقْرِضُونَكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُقْرِضُونَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ رَأْساً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ ذَنَباً، +\s5 +\v 45 وَتَحِلُّ بِكُمْ هَذِهِ اللَّعْنَاتُ وَتُلازِمُكُمْ وَتُلاحِقُكُمْ حَتَّى تَهْلِكُوا، لأَنَّكُمْ لَمْ تُطِيعُوا صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ لِتَحْفَظُوا وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ الَّتِي أَمَرَكُمْ بِها، +\v 46 فَتَكُونُ فِيكُمْ وَفِي ذُرِّيَّتِكُمْ عِبْرَةً وَنَذِيراً إِلَى الأَبَدِ. +\s5 +\v 47 وَلأَنَّكُمْ لَمْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ بِفَرَحٍ وَغِبْطَةٍ فِي زَمَنِ الازْدِهَارِ وَالْوَفْرَةِ، +\v 48 فَإِنَّكُمْ تُصْبِحُونَ عَبِيداً لأَعْدَائِكُمُ الَّذِينَ يُرْسِلُهُمُ الرَّبُّ عَلَيْكُمْ فِي أَحْوَالِ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَالْعُرْيِ وَالْفَاقَةِ، وَيَضَعُ نِيرَ حَدِيدٍ عَلَى أَعْنَاقِكُمْ حَتَّى يُهْلِكَكُمْ. +\s5 +\v 49 وَيَجْلِبُ الرَّبُّ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعِيدٍ، مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ، أُمَّةً لَا تَفْهَمُونَ لُغَتَهَا، فَتَنْقَضُّ عَلَيْكُمْ كَالنَّسْرِ. +\v 50 أُمَّةً يُثِيرُ مَنْظَرُهَا الرُّعْبَ، لَا تَهَابُ الشَّيْخَ وَلا تَرْأَفُ بِالطِّفْلِ، +\v 51 فَتَسْتَوْلِي عَلَى نِتَاجِ بَهَائِمِكُمْ، وَتَلْتَهِمُ غَلّاتِ أَرْضِكُمْ حَتَّى تَفْنَوْا، وَلا تُبْقِي لَكُمْ قَمْحاً وَلا خَمْراً وَلا زَيْتاً وَلا نِتَاجَ بَقَرِكُمْ وَنِعَاجِكُمْ حَتَّى تُهْلِكَكُمْ. +\s5 +\v 52 وَتُحَاصِرُكُمْ فِي جَمِيعِ مُدُنِكُمْ حَتَّى تَتَهَدَّمَ أَسْوَارُكُمُ الشَّامِخَةُ الْحَصِينَةُ الَّتِي وَثِقْتُمْ بِمَنَاعَتِهَا فِي كُلِّ مُدُنِكُمْ. فَتُحَاصِرُكُمْ فِي جَمِيعِ مُدُنِكُمْ فِي كُلِّ أَرْضِكُمُ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ. +\v 53 فَتَأْكُلُونَ فِي أَثْنَاءِ الْحِصَارِ وَالضِّيقَةِ الَّتِي يُضَايِقُكُمْ بِها عَدُوُّكُمْ ثِمَارَ بُطُونِكُمْ، لَحْمَ أَبْنَائِكُمْ وَبَنَاتِكُمُ الَّذِينَ رَزَقَكُمْ بِهِمِ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. +\s5 +\v 54 فَيَقْسُو قَلْبُ أَكْثَرِكُمْ رِقَّةً وَرَأْفَةً عَلَى أَخِيهِ وَامْرَأَتِهِ الَّتِي فِي حِضْنِهِ وَسَائِرِ أَبْنَائِهِ الأَحْيَاءِ. +\v 55 فَلا يُعْطِي أَحَدَهُمْ مِنْ لَحْمِ أَبْنَائِهِ، الَّذِي يَأْكُلُهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ لَدَيْهِ شَيْءٌ سِوَاهُ فِي الْحِصَارِ وَالضِّيقَةِ الَّتِي يُضَايِقُكُمْ بِها عَدُوُّكُمْ فِي جَمِيعِ مُدُنِكُمْ. +\s5 +\v 56 وَكَذَلِكَ فَإِنَّ أَكْثَرَ النِّسَاءِ رِقَّةً وَرَأْفَةً، وَالَّتِي لِنُعُومَتِهَا وَتَرَفُّهِهَا لَا تَجْرُؤُ عَلَى لَمْسِ الأَرْضِ بِبَاطِنِ قَدَمِهَا، تَبْخَلُ عَلَى زَوْجِهَا رَجُلِ حِضْنِهَا وَعَلَى ابْنِهَا وَابْنَتِهَا +\v 57 بِمَشِيمَتِهَا السَّاقِطَةِ مِنْهَا، وَبِأَوْلادِهَا الَّذِينَ تَلِدُهُمْ، لأَنَّهَا تَنْوِي أَنْ تَأْكُلَهُمْ سِرّاً فِي أَثْنَاءِ الْحِصَارِ، فِي الضِّيقَةِ الَّتِي يُضَايِقُكُمْ بِها عَدُوُّكُمْ فِي كُلِّ مُدُنِكُمْ. +\s5 +\v 58 فَإِنْ لَمْ تَحْرِصُوا عَلَى الْعَمَلِ بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ الْمَكْتُوبَةِ فِي هَذَا الْكِتَابِ، لِتَهابُوا اسْمَ الرَّبِّ إِلَهِكُمُ الْجَلِيلَ الْمَرْهُوبَ، +\v 59 فَإِنَّ الرَّبَّ يَجْعَلُ الضَّرَبَاتِ النَّازِلَةَ بِكُمْ وَبِذُرِّيَّتِكُمْ ضَرَبَاتٍ مُخِيفَةً وَكَوَارِثَ رَهِيبَةً دَائِمَةً وَأَمْرَاضاً خَبِيثَةً مُزْمِنَةً، +\s5 +\v 60 وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ كُلَّ أَمْرَاضِ مِصْرَ الَّتِي فَزِعْتُمْ مِنْهَا فَتُلازِمُكُمْ، +\v 61 وَيُسَلِّطُ الرَّبُّ عَلَيْكُمْ أَيْضاً كُلَّ دَاءٍ وَكُلَّ بَلِيَّةٍ لَمْ تَرِدْ فِي كِتَابِ الشَّرِيعَةِ هَذَا، حَتَّى تَهْلِكُوا. +\v 62 فَتَصِيرُونَ قِلَّةً بَعْدَ أَنْ كُنْتُمْ فِي كَثْرَةِ نُجُومِ السَّمَاءِ، لأَنَّكُمْ لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. +\s5 +\v 63 وَكَمَا سُرَّ الرَّبُّ بِكُمْ فَأَحْسَنَ إِلَيْكُمْ وَكَثَّرَكُمْ، فَإِنَّهُ سَيُسَرُّ بِأَنْ يَفْنِيَكُمْ وَيُهْلِكَكُمْ فَتَنْقَرِضُونَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ إِلَيْهَا لاِمْتِلاكِهَا. +\v 64 وَيُشَتِّتُكُمُ الرَّبُّ بَيْنَ جَمِيعِ الأُمَمِ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ إِلَى أَقْصَاهَا، فَتَعْبُدُونَ هُنَاكَ آلِهَةً أُخْرَى مِنْ خَشَبٍ أَوْ حَجَرٍ لَمْ تَعْرِفُوهَا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ، +\s5 +\v 65 وَلا تَجِدُونَ بَيْنَ تِلْكَ الأُمَمِ اطْمِئْنَاناً وَلا مَقَرّاً لِقَدَمٍ، بَلْ يُعْطِيكُمُ الرَّبُّ قَلْباً هَلِعاً، وَعُيُوناً أَوْهَنَهَا التَّرَقُّبُ، وَنُفُوساً يَائِسَةً. +\v 66 وَتَعِيشُونَ حَيَاةً مُفْعَمَةً دَائِماً بِالتَّوَتُّرِ، مَلِيئَةً بِالرُّعْبِ لَيْلاً وَنَهَاراً. +\s5 +\v 67 وَتَقُولُونَ فِي الصَّبَاحِ: يَا لَيْتَهُ الْمَسَاءُ، وَفِي الْمَسَاءِ: يَا لَيْتَهُ الصَّبَاحُ، مِنْ فَرْطِ ارْتِعَابِ قُلُوبِكُمْ وَمَا تَشْهَدُهُ عُيُونُكُمْ مِنْ هَوْلٍ. +\v 68 وَيَرُدُّكُمُ الرَّبُّ إِلَى دِيَارِ مِصْرَ فِي سُفُنٍ فِي طَرِيقٍ وَعَدَكُمْ أَلّا تَعُودُوا تَرَوْنَهَا، فَتُبَاعُونَ هُنَاكَ لأَعْدَائِكُمْ عَبِيداً وَإِمَاءً، وَلَيْسَ مَنْ يَشْتَرِي». + +\s5 +\c 29 +\s1 تجديد العهد +\p +\v 1 وَهَذِهِ هِيَ نُصُوصُ الْعَهْدِ الَّذِي أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى بِأَنْ يُبْرِمَهُ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي سُهُولِ مُوآبَ، فَضْلاً عَنِ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَهُمْ فِي حُورِيبَ. +\s5 +\p +\v 2 اسْتَدْعَى مُوسَى جَمِيعَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ وَقَالَ لَهُمْ: لَقَدْ شَاهَدْتُمْ بِأَعْيُنِكُمْ مَا أَجْرَاهُ الرَّبُّ فِي دِيَارِ مِصْرَ بِفِرْعَوْنَ وَسَائِرِ عَبِيدِهِ وَبِكُلِّ أَرْضِهِ. +\v 3 بِأَعْيُنِكُمْ أَبْصَرْتُمْ تِلْكَ التَّجَارِبَ الْهَائِلَةَ وَالآيَاتِ وَالْعَجَائِبَ الْعَظِيمَةَ. +\v 4 وَلَكِنَّ الرَّبَّ لَمْ يُعْطِكُمْ حَتَّى الآنَ قُلُوباً لِتَعُوا وَعُيُوناً لِتُبْصِرُوا وَآذَاناً لِتَسْمَعُوا. +\s5 +\v 5 لَقَدْ قُدْتُكُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، لَمْ تَبْلَ فِيهَا ثِيَابُكُمْ عَلَيْكُمْ، وَلَمْ تَهْتَرِئْ نِعَالُكُمْ عَلَى أَرْجُلِكُمْ. +\v 6 لَمْ تَأْكُلُوا فِي خِلالِهَا خُبْزاً وَلَمْ تَشْرَبُوا خَمْراً أَوْ مُسْكِراً لَكِنِّي أَشْبَعْتُكُمْ بِمَا وَفَّرْتُهُ لَكُمْ مِنْ طَعَامٍ وَمَاءٍ، لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. +\s5 +\v 7 وَعِنْدَمَا بَلَغْتُمْ هَذَا الْمَوْضِعَ تَأَهَّبَ سِيحُونُ مَلِكُ حَشْبُونَ وَعُوجُ مَلِكُ بَاشَانَ لِحَرْبِنَا، فَدَحَرْنَاهُمَا +\v 8 وَاسْتَوْلَيْنَا عَلَى أَرْضِهِمَا، وَقَسَمْنَاهَا عَلَى سِبْطَيْ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى. +\p +\v 9 فَأَطِيعُوا نُصُوصَ هَذَا الْعَهْدِ وَاعْمَلُوا بِها، لِتُفْلِحُوا فِي كُلِّ مَا تَصْنَعُونَهُ. +\s5 +\p +\v 10 أَنْتُمْ مَاثِلُونَ الْيَوْمَ جَمِيعُكُمْ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ: رُؤَسَاؤُكُمْ وَقَادَةُ أَسْبَاطِكُمْ وَعُرَفَاؤُكُمْ وَسَائِرُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ، +\v 11 وَأَطْفَالُكُمْ وَنِسَاؤُكُمْ، وَالْغُرَبَاءُ الْمُقِيمُونَ فِى وَسَطِكُمْ، مِمَّنْ يَحْتَطِبُ لَكُمْ وَيَسْتَقِي لَكُمْ مَاءَكُمْ، +\s5 +\v 12 لِتَدْخُلُوا فِي عَهْدِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَقَسَمِهِ الَّذِي يُبْرِمُهُ الرَّبُّ مَعَكُمُ الْيَوْمَ، +\v 13 وَلِيُثَبِّتَكُمُ الْيَوْمَ لِنَفْسِهِ شَعْباً، فَيَكُونُ لَكُمْ إِلَهاً كَمَا وَعَدَكُمْ وَكَمَا حَلَفَ لِآبَائِكُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ. +\s5 +\v 14 وَلَسْتٌ أَقْطَعُ هَذَا الْعَهْدَ وَهَذَا الْقَسَمَ مَعَكُمْ وَحْدَكُمْ، +\v 15 بَلْ فَضْلاً عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمَاثِلِينَ الْيَوْمَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِنَا، فَإِنَّنِي أُبْرِمُهُ أَيْضاً مَعَ الأَجْيَالِ الْقَادِمَةِ. +\p +\v 16 لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمْ كَيْفَ أَقَمْنَا فِي دِيَارِ مِصْرَ، وَكَيْفَ جُزْنَا فِيمَا بَيْنَ الأُمَمِ الَّذِينَ عَبَرْتُمْ بِهِمْ، +\s5 +\v 17 وَشَهِدْتُمْ أَرجَاسَهُمْ وَمَا لَدَيْهِمْ مِنْ أَصْنَامٍ مَصْنُوعَةٍ مِنْ خَشَبٍ وَحَجَرٍ وَفِضَّةٍ وَذَهَبٍ، +\v 18 لِئَلّا يَكُونَ بَيْنَكُمْ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ أَوْ عَشِيرَةٌ أَوْ سِبْطٌ مَالَ قَلْبُهُ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِنَا، فَغَوَى لِيَعْبُدَ آلِهَةَ تِلْكَ الأَمَمِ. فَاحْرِصُوا أَلّا يَكُونَ بَيْنَكُمْ مَنْ تَأَصَّلَ فِيهِ الشَّرُّ، فَيَحْمِلَ ثَمَراً عَلْقَماً سَامّاً. +\v 19 فَإِنْ سَمِعَ كَلامَ هَذَا الْقَسَمِ يَسْتَمْطِرُ بَرَكَةً عَلَى نَفْسِهِ قَائِلاً: «سَأَكُونُ آمِناً حَتَّى وَلَوْ أَصْرَرْتُ عَلَى الاسْتِمْرَارِ فِى سُلُوكِ طَرِيقِي». إِنَّ هَذَا يُفْضِي إِلَى فَنَاءِ الأَخْضَرِ وَاليَابِسِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ. +\s5 +\v 20 إِنَّ الرَّبَّ لَا يَشَاءُ الرِّفْقَ بِمِثْلِ هَذَا الإِنْسَانِ، بَلْ يَحْتَدِمُ غَضَبُهُ وَغَيْرَتُهُ عَلَيْهِ، فَتَنْزِلُ بِهِ كُلُّ اللَّعْنَاتِ الْمُدَوَّنَةِ فِي هَذَا الْكِتَابِ، وَيَمْحُو اسْمَهُ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. +\p +\v 21 وَيُفْرِزُهُ الرَّبُّ مِنْ بَيْنِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ لِيُهْلِكَهُ بِمُقْتَضَى جَمِيعِ لَعْنَاتِ الْعَهْدِ الْمُدَوَّنَةِ فِي كِتَابِ الشَّرِيعَةِ هَذَا. +\s5 +\v 22 فَيُشَاهِدُ أَبْنَاؤُكُمْ مِنَ الأَجْيَالِ الْقَادِمَةِ، وَالْغُرَبَاءُ الْوَافِدُونَ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ بَلايَا تِلْكَ الأَرْضِ وَمَا يُصِيبُهَا الرَّبُّ بِهِ مِنْ أَمْرَاضٍ، +\v 23 إِذْ تُصْبِحُ جَمِيعُ الأَرْضِ كِبْرِيتاً، مُحْتَرِقَةً لَا زَرْعَ فِيهَا وَلا نَبَاتَ وَلا عُشْبَ، وَكَأَنَّهَا انْقَلَبَتْ كَمَا جَرَى لِسَدُومَ وَعَمُورَةَ وَأَدْمَةَ وَصَبُوِييمَ، الَّتِي قَلَبَهَا الرَّبُّ مِنْ جَرَّاءِ غَضَبِهِ وَسَخَطِهِ. +\v 24 فَتَقُولُ جَمِيعُ الأَمَمِ: لِمَاذَا فَعَلَ الرَّبُّ هَذَا كُلَّهُ بِهَذِهِ الأَرْضِ؟ وَلِمَاذَا احْتِدَامُ هَذَا الْغَضَبِ الْعَظِيمِ؟ +\s5 +\v 25 فَيَكُونُ الْجَوَابُ: لأَنَّ هَذَا الشَّعْبَ نَقَضَ عَهْدَ الرَّبِّ إِلَهِ آبَائِهِمِ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَهُمْ حِينَ أَخْرَجَهُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، +\v 26 وَغَوَوْا وَعَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا، آلِهَةً غَرِيبَةً لَمْ يَعْرِفُوهَا وَلَمْ يُعْطِهَا الرَّبُّ لَهُمْ، +\s5 +\v 27 فَالْتَهَبَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى تِلْكَ الأَرْضِ، فَصَبَّ عَلَيْهَا كُلَّ اللَّعْنَاتِ الْمُدَوَّنَةِ فِى هَذَا الْكِتَابِ +\v 28 وَاجْتَثَّهُمْ مِنْ أَرْضِهِمْ بِغَضَبٍ وَسَخَطٍ وَغَيْظٍ عَظِيمٍ، وَطَوَّحَ بِهِمْ إِلَى أَرْضٍ أُخْرَى كَمَا هُوَ حَادِثٌ الْيَوْمَ. +\s5 +\v 29 إِنَّ السَّرَائِرَ لِلرَّبِّ إِلَهِنَا، أَمَّا الْوَصَايَا الْمُعْلَنَةُ فَهِيَ لَنَا ولأَبْنَائِنَا إِلَى الأَبَدِ، لِنَعْمَلَ بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ. + +\s5 +\c 30 +\s1 مكافآت التوبة +\p +\v 1 وَعِنْدَمَا تَحِلُّ بِكُمْ هَذِهِ الْبَرَكَاتُ وَاللَّعْنَاتُ كُلُّهَا الَّتِي وَضَعْتُهَا أَمَامَكُمْ، وَرَدَّدْتُمُوهَا فِي قُلُوبِكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ حَيْثُ شَتَّتَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، +\v 2 وَرَجَعْتُمْ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ أَنْتُمْ وَبَنُوكُمْ، وَسَمِعْتُمْ لِصَوْتِهِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَنُفُوسِكُمْ بِحَسَبِ كُلِّ مَا أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ الْيَوْمَ، +\v 3 فَإِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يَرُدُّ سَبْيَكُمْ وَيَرْحَمُكُمْ، وَيَلُّمُ شَتَاتَكُمْ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ نَفَاكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ إِلَيْهِمْ. +\s5 +\v 4 فَإِنْ كَانَ قَدْ بَدَّدَكُمْ إِلَى أَقْصَى السَّمَاوَاتِ فَمِنْ هُنَاكَ يَجْمَعُكُمْ وَيَرْجِعُ بِكُمْ، +\v 5 وَيُعِيدُكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي وَرِثَهَا آبَاؤُكُمْ فَتَمْتَلِكُونَهَا، وَيُحْسِنُ إِلَيْكُمْ وَيُكَثِّرُكُمْ أَكْثَرَ مِنْ آبَائِكُمْ. +\s5 +\v 6 وَيُطَهِّرُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ قُلُوبَكُمْ وَقُلُوبَ نَسْلِكُمْ لِتُحِبُّوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ نُفُوسِكُمْ لِتَحْيَوْا مُطْمَئِنِّينَ +\v 7 وَيُحَوِّلُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ كُلَّ هَذِهِ اللَّعْنَاتِ لِتَنْصَبَّ عَلَى أَعْدَائِكُمْ وَعَلَى مُبْغِضِيكُمُ الَّذِينَ طَرَدُوكُمْ، +\v 8 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتُطِيعُونَ صَوْتَ الرَّبِّ مِنْ جَدِيدٍ وَتَعْمَلُونَ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِها الآنَ. +\s5 +\v 9 فَيُفِيضُ الرَّبُّ عَلَيْكُمْ خَيْراً فِي كُلِّ مَا تُنْتِجُهُ أَيْدِيكُمْ وَيُكَثِّرُ ثَمَرَةَ أَحْشَائِكُمْ وَنِتَاجَ بَهَائِمِكُمْ، وَغَلّاتِ أَرْضِكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ يَعُودُ فَيَبْتَهِجُ بِكُمْ وَيَجْعَلُكُمْ مُزْدَهِرِينَ، كَمَا ابْتَهَجَ بِآبَائِكُمْ. +\v 10 هَذَا إِنْ سَمِعْتُمْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَحَفِظْتُمْ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ الْمُدَوَّنَةَ فِي كِتَابِ الشَّرِيعَةِ هَذَا، وَإِنْ رَجَعْتُمْ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ نُفُوسِكُمْ. +\s1 الخيار بين الحياة والموت +\s5 +\p +\v 11 إِنَّ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ الْيَوْمَ مِنْ وَصَايَا لَيْسَتْ مُتَعَذِّرَةً عَلَيْكُمْ وَلا بَعِيدَةَ الْمَنَالِ، +\v 12 فَهِيَ لَيْسَتْ فِي السَّمَاءِ حَتَّى تَقُولُوا: مَنْ يَصْعَدُ لأَجْلِنَا إِلَى السَّمَاءِ لِيَأْتِيَ لَنَا بِها وَيَتْلُوَهَا عَلَيْنَا فَنَعْمَلَ بِها؟ +\s5 +\v 13 وَلا هِيَ فِي مَا وَرَاءَ الْبَحْرِ حَتَّى تَتَسَاءَلُوا: مَنْ يَعْبُرُ الْبَحْرَ لأَجْلِنَا وَيَأْتِينَا بِها وَيَتْلُوهَا عَلَيْنَا فَنَعْمَلَ بِها؟ +\v 14 بَلِ الْكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكُمْ جِدّاً، فِي أَفْوَاهِكُمْ وَقُلُوبِكُمْ لِتَعْمَلُوا بِها. +\s5 +\p +\v 15 انْظُرُوا: هَا أَنَا قَدْ وَضَعْتُ أَمَامَكُمُ الْيَوْمَ الْحَيَاةَ وَالْخَيْرَ، وَالْمَوْتَ وَالشَّرَّ، +\v 16 إِذْ إِنَّنِي قَدْ أَوْصَيْتُكُمُ الْيَوْمَ أَنْ تُحِبُّوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ وَأَنْ تَسْلُكُوا فِي طُرُقِهِ وَتُطِيعُوا وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ وَأَحْكَامَهُ لِتَحْيَوْا وَتَنْمُوا، فَيُبَارِكَكُمُ الرَّبُّ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ إِلَيْهَا لاِمْتِلاكِهَا. +\s5 +\v 17 وَلَكِنْ إِنْ تَحَوَّلَتْ قُلُوبُكُمْ وَلَمْ تُطِيعُوا، بَلْ غَوَيْتُمْ وَسَجَدْتُمْ لآلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدْتُمُوهَا +\v 18 فَإِنِّي أُنْذِرُكُمُ الْيَوْمَ أَنَّكُمْ لَا مَحَالَةَ هَالِكُونَ. لَا تُطِيلُ الأَيَّامَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ عَابِرٌ الأُرْدُنَّ لِتَدْخُلَهَا وَتَمْتَلِكَهَا. +\s5 +\v 19 هَا أَنَا أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. قَدْ وَضَعْتُ أَمَامَكُمُ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ، الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ. فَاخْتَارُوا الْحَيَاةَ لِتَحْيَوْا أَنْتُمْ وَنَسْلُكُمْ، +\v 20 إِذْ تُحِبُّونَ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ وَتُطِيعُونَ صَوْتَهُ وَتَتَمَسَّكُونَ بِهِ، لأَنَّهُ هُوَ حَيَاتُكُمْ، وَهُوَ الَّذِي يُطِيلُ أَيَّامَكُمْ لِتَسْتَوْطِنُوا الأَرْضَ الَّتِي حَلَفَ الرَّبُّ أَنْ يُعْطِيَهَا لِآبَائِكُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ. + +\s5 +\c 31 +\s1 خلافة يشوع لموسى +\p +\v 1 وَمَضَى مُوسَى يَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: +\v 2 «أَنَا الْيَوْمَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْعُمْرِ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَصِرْتُ عَاجِزاً عَنْ قِيَادَتِكُمْ. وَقَدْ قَالَ الرَّبُّ لِي: لَنْ تَعْبُرَ هَذَا الأُرْدُنَّ. +\v 3 وَلَكِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ عَابِرٌ أَمَامَكُمْ، وَهُوَ يُبِيدُ تِلْكَ الأُمَمَ مِنْ قُدَّامِكُمْ فَتَرِثُونَهُمْ. وَسَيَكُونُ يَشُوعُ قَائِدَكُمْ كَمَا وَعَدَ الرَّبُّ. +\s5 +\v 4 سَيَصْنَعُ الرَّبُّ بِهِمْ كَمَا صَنَعَ بِسِيحُونَ وَعُوجَ مَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ وَبِأَرْضِهِمَا وَأَبَادَهُمَا. +\v 5 فَمَتَى أَخْضَعَهُمُ الرَّبُّ لَكُمْ فَافْعَلُوا بِهِمْ بِمُوْجِبِ جَمِيعِ الْوَصَايَا الَّتِي أَمَرْتُكُمْ بِها. +\v 6 تَقَوَّوْا وَتَشَجَّعُوا. لَا تَخْشَوْهُمْ وَلا تَجْزَعُوا مِنْهُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ سَائِرٌ مَعَكُمْ، لَا يُهْمِلُكُمْ وَلا يَتْرُكُكُمْ». +\s5 +\v 7 فَاسْتَدْعَى مُوسَى يَشُوعَ وَقَالَ لَهُ أَمَامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ: «تَقَوَّ وَتَشَجَّعْ، لأَنَّكَ أَنْتَ مَاضٍ مَعَ هَذَا الشَّعْبِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفَ الرَّبُّ لِآبَائِهِمْ أَنْ يَهَبَهَا لَهُمْ، وَأَنْتَ تُوَزِّعُهَا عَلَيْهِمْ. +\v 8 هُوَذَا الرَّبُّ يَتَقَدَّمُكَ، هُوَ يَكُونُ مَعَكَ، لَا يُهْمِلُكَ وَلا يَتْرُكُكَ. لِذَلِكَ لَا تَخَفْ وَلا تَرْتَعِبْ». +\s1 تلاوة الشريعة +\s5 +\p +\v 9 وَكَتَبَ مُوسَى كَلِمَاتِ هَذِهِ التَّوْرَاةِ وَسَلَّمَهَا لِلْكَهَنَةِ بَنِي لاوِي حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَإِلَى سَائِرِ شُيُوخِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\v 10 وَأَمَرَهُمْ مُوسَى قَائِلاً: «فِي خِتَامِ السَّبْعِ السَّنَوَاتِ، فِي مِيعَادِ سَنَةِ الإِبْرَاءِ مِنَ الدُّيُونِ، فِي عِيدِ الْمَظَالِّ +\v 11 عِنْدَمَا يَجْتَمِعُ جَمِيعُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ لِلْعِبَادَةِ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ، تَتْلُونَ نُصُوصَ هَذِهِ التَّوْرَاةِ فِي مَسَامِعِهِمْ. +\s5 +\v 12 اجْمَعُوا الشَّعْبَ رِجَالاً وَنِسَاءً وَأَطْفَالاً، وَالْغُرَبَاءَ الْمُقِيمِينَ فِي مُدُنِكُمْ لِيَسْمَعُوا وَيَتَعَلَّمُوا تَقْوَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، وَيَحْرِصُوا عَلَى الْعَمَلِ بِجَمِيعِ نُصُوصِ هَذِهِ التَّوْرَاةِ. +\v 13 وَكَذَلِكَ لِيَسْمَعَ أَوْلادُهُمُ الشَّرِيعَةَ الَّتِي لَمْ يَعْرِفُوهَا، لِيَتَعَلَّمُوا تَقْوَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ طَوَالَ الأَيَّامِ الَّتِي يَعِيشُونَهَا عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ إِلَيْهَا لِتَرِثُوهَا». +\s1 توقع تمرد بني إسرائيل +\s5 +\p +\v 14 وَكَانَ الرَّبُّ قَدْ قَالَ لِمُوسَى: «هَا أَنْتَ قَدْ أَوْشَكْتَ عَلَى الْمَوْتِ، وَأَيَّامُ حَيَاتِكَ بَاتَتْ مَعْدُودَةً. فَادْعُ يَشُوعَ، وَقِفَا كِلاكُمَا عِنْدَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِكَيْ أُوصِيَهُ». فَمَضَى مُوسَى وَيَشُوعُ وَمَثَلا عِنْدَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\v 15 فَتَجَلَّى الرَّبُّ فِي الْخَيْمَةِ، فِي سَحَابَةٍ. وَوَقَفَتِ السَّحَابَةُ عِنْدَ بَابِ الْخَيْمَةِ. +\s5 +\v 16 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مَا إِنْ تَمُوتُ وَتَلْحَقُ بِآبَائِكَ حَتَّى يُسْرِعَ هَذَا الشَّعْبُ وَيَفْجُرَ وَرَاءَ آلِهَةِ الْغُرَبَاءِ الْمُقِيمِينَ فِي الأَرْضِ الَّتِي هُوَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا فِي وَسَطِهِمْ، وَيَتَخَلَّى عَنِّي وَيَنْكُثَ عَهْدِي الَّذِي أَبْرَمْتُهُ مَعَهُ، +\s5 +\v 17 فَيَحْتَدِمُ غَضَبِي عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَأَنْبِذُهُ وَأَحْجُبُ وَجْهِي عَنْهُ، فَيَكُونُ فَرِيسَةً. وَتَلْحَقُ بِهِ شُرُورٌ كَثِيرَةٌ وَمَصَائِبُ، حَتَّى يَقُولَ: أَلَيْسَ لأَنَّ إِلَهِي قَدْ هَجَرَنِي، قَدْ أَصَابَتْنِي هَذِهِ الشُّرُورُ؟ +\v 18 وَأَحْجُبُ وَجْهِي عَنْهُمْ مِنْ أَجْلِ جَمِيعِ مَا ارْتَكَبُوهُ مِنْ شُرُورٍ، إِذْ سَعَوْا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى. +\s5 +\p +\v 19 فَالآنَ دَوِّنُوا لأَنْفُسِكُمْ هَذَا النَّشِيدَ وَعَلِّمُوهُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. ضَعُوهُ فِي أَفْوَاهِهِمْ لِيَكُونَ هَذَا النَّشِيدُ شَهَادَةً عَلَيْهِمْ. +\v 20 لأَنِّي حَالَمَا أُدْخِلُهُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً، هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي حَلَفْتُ أَنْ تَكُونَ لِآبَائِهِمْ، فَيَأْكُلُونَ وَيَشْبَعُونَ وَيَسْمَنُونَ، فَإِنَّهُمْ يَسْعَوْنَ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى وَيَعْبُدُونَهَا وَيَزْدَرُونَ بِي نَاقِضِينَ عَهْدِي. +\s5 +\v 21 فَمَتَى حَلَّتْ بِهِمْ شُرُورٌ كَثِيرَةٌ وَمَصَائِبُ جَمَّةٌ، يَشْهَدُ هَذَا النَّشِيدُ عَلَيْهِمْ، لأَنَّهُ سَيَظَلُّ يَتَرَدَّدُ عَلَى أَفْوَاهِ ذُرِّيَّتِهِمْ، إِذْ إِنَّنِي عَالِمٌ بِخَوَاطِرِهِمِ الَّتِي تَدُورُ بِخَلَدِهِمِ الآنَ قَبْلَ أَنْ أُدْخِلَهُمْ إِلَى الأَرْضِ كَمَا حَلَفْتُ». +\s5 +\v 22 فَكَتَبَ مُوسَى هَذَا النَّشِيدَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَعَلَّمَهُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. +\v 23 وَأَوْصَى الرَّبُّ يَشُوعَ بْنَ نُونَ قَائِلاً: «تَقَوَّ وَتَشَجَّعْ، لأَنَّكَ أَنْتَ تُدْخِلُ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمْتُ لَهُمْ عَلَيْهَا، وَأَنَا أَكُونُ مَعَكَ». +\s5 +\p +\v 24 وَعِنْدَمَا أَتَمَّ مُوسَى تَدْوِينَ نُصُوصِ هَذِهِ التَّوْرَاةِ كَامِلَةً فِي كِتَابٍ، +\v 25 أَمَرَ اللّاوِيِّينَ حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ قَائِلاً: +\v 26 «خُذُوا كِتَابَ التَّوْرَاةِ هَذَا وَضَعُوهُ إِلَى جِوَارِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، لِيَكُونَ هُنَاكَ شَاهِداً عَلَيْكُمْ، +\s5 +\v 27 لأَنِّي أَعْرِفُ تَمَرُّدَكُمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِكُمْ. إِذْ وَأَنَا مَازِلْتُ حَيًّا مَعَكُمُ الْيَوْمَ أَخَذْتُمْ فِي مُقَاوَمَةِ الرَّبِّ. فَكَمْ بِالأَحْرَى تَتَمَرَّدُونَ بَعْدَ مَوْتِي؟ +\p +\v 28 اِجْمَعُوا إِلَيَّ جَمِيعَ شُيُوخِ أَسْبَاطِكُمْ وَعُرَفَاءَكُمْ، لأَتْلُوَ عَلَى مَسَامِعِهِمْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ، وَأُشْهِدَ عَلَيْهِمِ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. +\v 29 لأَنَّنِي وَاثِقٌ أَنَّكُمْ بَعْدَ مَوْتِي تَفْسَدُونَ وَتَضِلُّونَ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَوْصَيْتُكُمْ بِها، فَيُصِيبُكُمُ الشَّرُّ فِي آخِرِ الأَيَّامِ، لأَنَّكُمْ تَقْتَرِفُونَ الشَّرَّ أَمَامَ الرَّبِّ حَتَّى تُثِيرُوا غَيْظَهُ بِمَا تَجْنِيهِ أَيْدِيكُمْ.» +\s1 ترنيمة موسى +\s5 +\p +\v 30 فَتَلا مُوسَى فِي مَسَامِعِ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ كُلَّ كَلِمَاتِ أَبْيَاتِ هَذَا النَّشِيدِ. + +\s5 +\c 32 +\p +\v 1 «أَصْغِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ فَأَتَكَلَّمَ وَلْتُنْصِتِ الأَرْضُ إِلَى أَقْوَالِ فَمِي. +\v 2 لِيَنْهَمِرْ تَعْلِيمِي كَالْمَطَرِ، وَلْيَقْطُرْ كَلامِي، فَيَكُونَ كَالطَّلِّ عَلَى الْكَلأ وَكَالْغَيْثِ عَلَى الْعُشْبِ. +\s5 +\v 3 بِاسْمِ الرَّبِّ أَدْعُو، فَمَجِّدُوا عَظَمَةَ إِلَهِنَا. +\v 4 هُوَ الصَّخْرُ، وَصَنَائِعُهُ كُلُّهَا كَامِلَةٌ، سُبُلُهُ جَمِيعُهَا عَدْلٌ. هُوَ إِلَهُ أَمَانَةٍ لَا يَرْتَكِبُ جَوْراً، صِدِّيقٌ وَعَادِلٌ هُوَ. +\s5 +\p +\v 5 لَقَدِ اقْتَرَفُوا الْفَسَادَ أَمَامَهُ، وَلَمْ يَعُودُوا لَهُ أَبْنَاءً بَلْ لَطْخَةَ عَارٍ، إِنَّهُمْ جِيلٌ أَعْوَجُ وَمُلْتَوٍ +\v 6 أَبِهَذَا تُكَافِئُونَ الرَّبَّ أَيُّهَا الشَّعْبُ الأَحْمَقُ الْغَبِيُّ؟ أَلَيْسَ هُوَ أَبَاكُمْ وَخَالِقَكُمُ الَّذِي عَمِلَكُمْ وَكَوَّنَكُمْ؟ +\s5 +\v 7 اذْكُرُوا الأَيَّامَ الْغَابِرَةَ، وَتَأَمَّلُوا فِي سَنَوَاتِ الأَجْيَالِ الْمَاضِيَةِ. اسْأَلُوا آبَاءَكُمْ فَيُنْبِئُوكُمْ، وَشُيُوخَكُمْ فَيُخْبِرُوكُمْ. +\p +\v 8 عِنْدَمَا قَسَمَ الْعَلِيُّ الْمِيرَاثَ عَلَى الأُمَمِ، وَحِينَ فَرَّقَ بَنِي آدَمَ، أَقَامَ حُدُوداً لِلشُّعُوبِ عَلَى عَدَدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، +\s5 +\v 9 لأَنَّ نَصِيبَ الرَّبِّ هُوَ شَعْبُهُ، وَأَبْنَاءَ يَعْقُوبَ قُرْعَةُ مِيرَاثِهِ. +\v 10 وَجَدَهُمْ فِي أَرْضٍ قَفْرٍ وَفِي خَلاءٍ مُوْحِشٍ. فَأَحَاطَ بِهِمْ وَرَعَاهُمْ وَصَانَهُمْ كَحَدَقَةِ عَيْنِهِ. +\s5 +\v 11 وَكَمَا يَهُزُّ النَّسْرُ عُشَّهُ، وَيَرُفُّ عَلَى فِرَاخِهِ، بَاسِطاً جَنَاحَيْهِ لِيَأْخُذَهَا وَيَحْمِلَهَا عَلَى مِنْكَبَيْهِ، +\v 12 هَكَذَا الرَّبُّ وَحْدَهُ قَادَ شَعْبَهُ، وَلَيْسَ مَعَهُ إِلَهٌ غَرِيبٌ. +\s5 +\v 13 أَصْعَدَهُمْ عَلَى هِضَابِ الأَرْضِ فَأَكَلُوا ثِمَارَ الصَّحْرَاءِ، وَغَذَّاهُمْ بِعَسَلٍ مِنْ صَخْرٍ، وَزَيْتٍ مِنْ حَجَرِ الصَّوَّانِ، +\s5 +\v 14 وَزُبْدَةِ الْبَقَرِ وَلَبَنِ الْغَنَمِ وَشَحْمِ خِرَافٍ وَتُيُوسٍ وَخِيَارِ كِبَاشِ بَاشَانَ، وَأَفْضَلِ لُبِّ الْحِنْطَةِ، وَسَقَاهُمْ دَمَ الْعِنَبِ الْقَانِي. +\s5 +\p +\v 15 فَسَمِنَ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَرَفَسُوا، سَمِنُوا وَغَلُظُوا وَاكْتَسَوْا شَحْماً، فَرَفَضُوا الإِلَهَ صَانِعَهُمْ وَتَنَكَّرُوا لِصَخْرَةِ خَلاصِهِمْ. +\v 16 أَثَارُوا غَيْرَتَهُ بِآلِهَتِهِمِ الْغَرِيبَةِ، وَأَغَاظُوهُ بِأَصْنَامِهِمِ الرِّجْسَةِ. +\s5 +\v 17 قَدَّمُوا مُحْرَقَاتٍ لأَوْثَانٍ لَيْسَتْ هِيَ اللهَ، لِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا بَلْ ظَهَرَتْ حَدِيثاً، آلِهَةٍ لَمْ يَرْهَبْهَا آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ. +\v 18 لَقَدْ نَبَذْتُمُ الصَّخْرَ الَّذِي أَنْجَبَكُمْ، وَنَسِيتُمُ اللهَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ. +\s5 +\p +\v 19 فَرَأَى الرَّبُّ ذَلِكَ وَرَذَلَهُمْ، إِذْ أَثَارَ أَبْنَاؤُهُ وَبَنَاتُهُ غَيْظَهُ. +\v 20 وَقَالَ: سَأَحْجُبُ وَجْهِي عَنْهُمْ، فَأَرَى مَاذَا يَكُونُ مَصِيرُهُمْ؟ إِنَّهُمْ جِيلٌ مُتَقَلِّبٌ وَأَوْلادٌ خَوَنَةٌ، +\s5 +\v 21 هَيَّجُوا غَيْرَتِي بِعِبَادَةِ أَوْثَانِهِمْ، وَأَسْخَطُونِي بِأَصْنَامِهِمِ الْبَاطِلَةِ. لِذَلِكَ سَأُثِيرُ غَيْرَتَهُمْ بِشَعْبٍ مُتَوَحِّشٍ، وَأُغِيظُهُمْ بِأُمَّةٍ حَمْقَاءَ. +\s5 +\v 22 فَهَا قَدْ أَضْرَمَ غَضَبِي نَاراً تُحْرِقُ حَتَّى الْهَاوِيَةِ السُّفْلَى، وَتَأْكُلُ الأَرْضَ وَغَلّاتِهَا، وَتُشْعِلُ أُسُسَ الْجِبَالِ. +\s5 +\v 23 أُكَوِّمُ عَلَيْهِمْ شُرُوراً وَأُنْفِذُ سِهَامِي فِيهِمْ. +\v 24 وَحِينَ يَكُونُونَ خَائِرِينَ مِنَ الْجُوعِ، مَنْهُوكِينَ مِنَ الْحُمَّى وَالدَّاءِ السَّامِّ، أَجْعَلُ أَنْيَابَ الْوُحُوشِ مَعَ سُمِّ زَوَاحِفِ الأَرْضِ تَنْشَبُ فِيهِمْ. +\s5 +\v 25 يُثْكِلُهُمْ سَيْفُ الْعَدُوِّ فِي الطَّرِيقِ، وَيَسْتَوْلِي عَلَيْهِم الرُّعْبُ دَاخِلَ الْخُدُورِ، فَيَهْلِكُ الْفَتَى مَعَ الْفَتَاةِ، وَالرَّضِيعُ مَعَ الشَّيْخِ. +\v 26 قُلْتُ: أُشَتِّتُهُمْ فِي زَوَايَا الأَرْضِ، وَأَمْحُو مِنْ بَيْنِ النَّاسِ ذِكْرَهُمْ. +\s5 +\v 27 لَوْلا خَوْفِي مِنْ تَبَجُّحِ الْعَدُوِّ، إِذْ يَظُنُّونَ قَائِلِينَ: إِنَّ يَدَنَا قَدْ عَظُمَتْ، وَلَيْسَ مَا جَرَى هُوَ مِنْ فِعْلِ الرَّبِّ. +\s5 +\p +\v 28 إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ أُمَّةٌ غَبِيَّةٌ لَا بَصِيرَةَ فِيهَا. +\v 29 لَوْ عَقَلُوا لَفَطِنُوا لِمَآلِهِمْ وَتَأَمَّلُوا فِي مَصِيرِهِمْ، +\s5 +\v 30 إِذْ كَيْفَ يَدْحَرُ وَاحِدٌ أَلْفاً، وَيَهْزِمُ اثْنَانِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ عَشَرَةَ آلافٍ مِنْهُمْ، لَوْلا أَنَّ صَخْرَهُمْ قَدْ هَجَرَهُمْ وَالرَّبَّ قَدْ سَلَّمَهُمْ؟ +\v 31 لأَنْ لَيْسَ صَخْرُهُمْ كَصَخْرِنَا، وَهَذَا مَا يُقِرُّ بِهِ أَعْدَاؤُنَا. +\s5 +\v 32 إِذْ إِنَّ كَرْمَتَهُمْ هِيَ مِنْ كَرْمَةِ سَدُومَ وَمِنْ حُقُولِ عَمُورَةَ. وَعِنَبَهُمْ يَنْضَحُ سُمّاً، وَعَنَاقِيدَهُمْ تَفِيضُ مَرَارَةً. +\s5 +\v 33 خَمْرُهُمْ حُمَةُ الأَفَاعِي وَسُمُّ الثَّعَابِينِ الْمُمِيتُ. +\p +\v 34 أَلَيْسَ هَذَا مُدَّخَراً عِنْدِي مَخْتُوماً عَلَيْهِ فِي خَزَائِنِي؟ +\s5 +\v 35 لِيَ النَّقْمَةُ وَأَنَا أُجَازِي. وَفِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ تَزِلُّ أَقْدَامُهُمْ فَيَوْمُ هَلاكِهِمْ بَاتَ وَشِيكاً، وَمَصِيرُهُمُ الْمَحْتُومُ يُسْرِعُ إِلَيْهِمْ، +\s5 +\v 36 لأَنَّ الرَّبَّ يَدِينُ شَعْبَهُ وَيَرْأَفُ بِعَبِيدِهِ. عِنْدَمَا يَرَى أَنَّ قُوَّتَهُمْ قَدِ اضْمَحَلَّتْ وَلَمْ يَبْقَ عَبْدٌ وَلا حُرٌّ، +\s5 +\v 37 عِنْدَئِذٍ يَسْأَلُ الرَّبُّ: أَيْنَ آلِهَتُهُمْ؟ أَيْنَ الصَّخْرَةُ الَّتِي الْتَجَأُوا إِلَيْهَا؟ +\v 38 الَّتِي كَانَتْ تَلْتَهِمُ شَحْمَ ذَبَائِحِهِمْ وَتَشْرَبُ خَمْرَ سَكَائِبِهِمْ؟ لِتَهُبَّ لِمُسَاعَدَتِهِمْ وَتَبْسُطَ عَلَيْهِمْ حِمَايَتَهَا. +\s5 +\v 39 انْظُرُوا الآنَ: إِنِّي أَنَا هُوَ وَلَيْسَ إِلَهٌ آخَرُ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي، أَسْحَقُ وَأَشْفِي، وَلا مُنْقِذَ مِنْ يَدِي. +\v 40 أَبْسُطُ يَدِي نَحْوَ السَّمَاءِ قَائِلاً: حَيٌّ أَنَا إِلَى الأَبَدِ. +\s5 +\v 41 إِذَا سَنَنْتُ سَيْفِي الْبَارِقَ وَأَمْسَكَتْ بِهِ يَدِي لِلْقَضَاءِ، فَإِنِّي أَنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِي، وَأُجَازِي مُبْغِضِيَّ. +\s5 +\v 42 أُسْكِرُ سِهَامِي بِالدَّمِ وَيَلْتَهِمُ سَيْفِي لَحْماً، مِنْ دَمِ الْقَتْلَى وَالسَّبَايَا وَرُؤُوسِ قَادَةِ الْعَدُوِّ. +\s5 +\p +\v 43 تَهَلَّلِي أَيَّتُهَا الأُمَمُ مَعَ شَعْبِهِ، لأَنَّهُ سَيَنْتَقِمُ لِدِمَاءِ عَبِيدِهِ وَيَثْأَرُ مِنْ أَعْدَائِهِ وَيَصْفَحُ عَنْ أَرْضِهِ وَعَنْ شَعْبِهِ». +\s5 +\p +\v 44 وَأَقْبَلَ مُوسَى وَيَشُوعُ بْنُ نُونَ وَقَرَآ كَلِمَاتِ هَذَا النَّشِيدِ جَمِيعَهَا فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ. +\p +\v 45 وَعِنْدَمَا انْتَهَى مُوسَى مِنْ تِلاوَةِ جَمِيعِ كَلِمَاتِ أَبْيَاتِ هَذَا النَّشِيدِ عَلَى الإِسْرَائِيلِيِّينَ، +\s5 +\v 46 قَالَ لَهُمْ: «تَأَمَّلُوا بِقُلُوبِكُمْ فِي جَمِيعِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي أَنَا أَشْهَدُ عَلَيْكُمْ بِها الْيَوْمَ، لِكَيْ تُوصُوا بِها أَوْلادَكُمْ، لِيَحْرِصُوا عَلَى الْعَمَلِ بِكَلِمَاتِ هَذِهِ التَّوْرَاةِ كُلِّهَا. +\v 47 لأَنَّهَا لَيْسَتْ كَلِمَاتٍ لَا جَدْوَى لَكُمْ مِنْهَا. إِنَّهَا حَيَاتُكُمْ وَبِهَا تَعِيشُونَ طَوِيلاً فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ إِلَيْهَا لِتَرِثُوهَا». +\s1 موت موسى على جبل نبو +\s5 +\p +\v 48 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى فِي نَفْسِ ذَلِكَ الْيَوْمِ: +\v 49 «اصْعَدْ إِلَى سِلْسِلَةِ جِبَالِ عَبَارِيمَ حَيْثُ جَبَلُ نَبُو الَّذِي فِي أَرْضِ مُوآبَ مُقَابِلَ أَرِيحَا، وَشَاهِدْ أَرْضَ كَنْعَانَ الَّتِي أَنَا وَاهِبُهَا مُلْكاً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\v 50 وَمُتْ فِي الْجَبَلِ الَّذِي تَصْعَدُ إِلَيْهِ، وَالْحَقْ بِقَوْمِكَ كَمَا مَاتَ أَخُوكَ هَرُونُ فِي جَبَلِ هُورٍ وَلَحِقَ بِقَوْمِهِ. +\v 51 لأَنَّكُمَا لَمْ تَثِقَا بِي فِي حُضُورِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةِ قَادِشَ فِي بَرِّيَّةِ صِينٍ، إِذْ لَمْ تُقَدِّسَانِي بَيْنَ الشَّعْبِ. +\v 52 لِهَذَا فَإِنَّكَ تَشْهَدُ الأَرْضَ عَنْ بُعْدٍ، وَلَكِنَّكَ لَنْ تَدْخُلَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَهَبُهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ». + +\s5 +\c 33 +\s1 موسى يبارك أسباط إسرائيل +\p +\v 1 وَهَذِهِ هِيَ الْبَرَكَةُ الَّتِي بَارَكَ بِها مُوسَى، رَجُلُ اللهِ، بَنِي إِسْرَائِيلَ قَبْلَ مَوْتِهِ، +\v 2 فَقَالَ: «أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَأَلَّقَ فِي جَبَلِ فَارَانَ؛ جَاءَ مُحَاطاً بِعَشَرَاتِ الأُلُوفِ مِنَ الْمَلائِكَةِ وَعَنْ يَمِينِهِ يُوْمِضُ بَرْقٌ عَلَيْهِمْ. +\s5 +\v 3 حَقّاً إِنَّكَ أَنْتَ الَّذِي أَحْبَبْتَ الشَّعْبَ؛ وَجَمِيعُ الْقِدِّيسِينَ فِي يَدِكَ، سَاجِدُونَ عِنْدَ قَدَمَيْكَ يَتَلَقَّوْنَ مِنْكَ أَقْوَالَكَ، +\v 4 الَّتِي تَشْتَمِلُ عَلَيْهَا الشَّرِيعَةُ الَّتِي أَوْصَانَا بِها مُوسَى، لِتَكُونَ مِيرَاثاً لِجَمَاعَةِ يَعْقُوبَ. +\s5 +\v 5 صَارَ الرَّبُّ مَلِكاً لِشَعْبِهِ حِينَ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ مَعاً. +\v 6 لِيَحْيَ رَأُوبَيْنُ وَلا يَمُتْ، وَلْيَتَكَاثَرْ رِجَالُهُ». +\s5 +\p +\v 7 وَقَالَ عَنْ يَهُوذَا: «اسْمَعْ يَا رَبُّ دُعَاءَ يَهُوذَا، وَاجْمَعْ شَمْلَهُ بِقَوْمِهِ، فَإِنَّهُ بِيَدَيْهِ يُدَافِعُ عَنْ قَضِيَّتِهِ فَأَعِنْهُ عَلَى أَعْدَائِهِ». +\s5 +\p +\v 8 وَقَالَ عَنْ سِبْطِ لاوِي: «لَقَدْ أَعْطَيْتَ يَا رَبُّ تُمِّيمَكَ وَأُورِيمَكَ لِرَجُلِكَ الَّذِي جَرَّبْتَهُ وَامْتَحَنْتَهُ فِي مَسَّةَ، وَخَاصَمْتَهُ عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةَ. +\s5 +\v 9 الَّذِي قَالَ عَنْ وَالِدَيْهِ: لَمْ أَرَهُمَا، وَبِإِخْوَتِهِ لَمْ يَعْتَرِفْ، وَأَنْكَرَ أَبْنَاءَهُ، بَلْ أَطَاعُوا وَصَايَاكَ وَصَانُوا عَهْدَكَ. +\s5 +\v 10 هُمْ يُعَلِّمُونَ يَعْقُوبَ أَحْكَامَكَ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ شَرِيعَتَكَ، يُحْرِقُونَ بَخُوراً أَمَامَ أَنْفِكَ وَقَرَابِينَ عَلَى مَذْبَحِكَ +\s5 +\v 11 بَارِكْ يَا رَبُّ مَهَارَاتِهِمْ وَاغْتَبِطْ بِعَمَلِ أَيْدِيهِمْ. حَطِّمْ مُتُونَ مُقَاوِمِيهِمْ وَمُبْغِضِيهِمْ فَلا تَقُومَ لَهُمْ قَائِمَةٌ». +\s5 +\p +\v 12 وَقَالَ عَنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ: «إِنَّهُ حَبِيبُ الرَّبِّ، يَسْكُنُ لَدَيْهِ آمِناً، يَصُونُهُ طُولَ النَّهَارِ، وَبَيْنَ مِنْكَبَيْهِ يَسْكُنُ مُطْمَئِنّاً». +\s5 +\p +\v 13 وَقَالَ عَنْ سِبْطِ يُوسُفَ: «لِيُبَارِكِ الرَّبُّ أَرْضَهُ بِنَفَائِسِ قَطَرَاتِ نَدَى السَّمَاءِ، وَبِلُجَجِ الْمِيَاهِ الْغَائِرَةِ مِنْ تَحْتُ، +\s5 +\v 14 وَبِخَيْرِ مَا تُنْمِيهِ الشَّمْسُ وَمَا تُغِلُّهُ الأَقْمَارُ، +\v 15 وَبِأَنْفَسِ مَا تَدَّخِرُهُ الْجِبَالُ الْقَدِيمَةُ، وَبِأَثْمَنِ كُنُوزِ التِّلالِ الأَبَدِيَّةِ، +\s5 +\v 16 وَبِأَفْضَلِ خَيْرَاتِ الأَرْضِ وَبَرَكَاتِهَا، وَبِرِضَى السَّاكِنِ فِي الْعُلَّيْقَةِ. فَلْتَنْسَكِبْ هَذِهِ جَمِيعُهَا عَلَى رَأْسِ يُوسُفَ، عَلَى جَبِينِ الأَمِيرِ بَيْنَ إِخْوَتِهِ. +\s5 +\v 17 فَهُوَ فِي جَلالِهِ كَالثَّوْرِ الْبِكْرِ، وَقَرْنَاهُ مِثْلُ قَرْنَيْ ثَوْرٍ وَحْشِيٍّ، يَنْطَحُ بِهِمَا الشُّعُوبَ، حَتَّى أُولَئِكَ الْمُقِيمِينَ فِي أَقَاصِي الأَرْضِ. لِتَكُنْ هَكَذَا عَشَرَاتُ أُلُوفِ أَفْرَايِمَ، لِتَكُنْ هَكَذَا أُلُوفُ مَنَسَّى». +\s5 +\p +\v 18 وَقَالَ عَنْ سِبْطَيْ زَبُولُونَ وَيَسَّاكَرَ: «افْرَحْ يَا زَبُولُونُ بِخُرُوجِكَ، وَأَنْتَ يَا يَسَّاكَرُ بِخِيَامِكَ، +\v 19 فَإِنَّهُمَا يَدْعُوَانِ الشَّعْبَ إِلَى الْجَبَلِ حَيْثُ يُقَرِّبَانِ مُحْرَقَاتِ الْبِرِّ، لأَنَّهُمَا يَشْبَعَانِ مِنْ خَيْرَاتِ الْبِحَارِ، وَمِنَ الذَّخَائِرِ الْكَامِنَةِ فِي الرَّمْلِ». +\s5 +\p +\v 20 وَقَالَ عَنْ سِبْطِ جَادٍ: «لِتَحِلَّ الْبَرَكَةُ عَلَى مَنْ وَسَّعَ تُخُومَ جَادٍ حَيْثُ يَرْبِضُ جَادٌ هُنَاكَ كَالأَسَدِ، يَفْتَرِسُ الذِّرَاعَ مَعَ قِمَّةِ الرَّأْسِ. +\s5 +\v 21 اخْتَارَ خَيْرَ الأَرْضِ لِنَفْسِهِ، وَاحْتَفَظَ لِنَفْسِهِ بِنَصِيبِ الْقَائِدِ: وَعِنْدَمَا اجْتَمَعَ شُيُوخُ الشَّعْبِ أَجْرَى حَقَّ الرَّبِّ الْعَادِلِ وَأَحْكَامَهُ مَعَ إِسْرَائِيلَ». +\s5 +\p +\v 22 وَقَالَ عَنْ سِبْطِ دَانٍ: «دَانٌ مِثْلُ شِبْلِ أَسَدٍ يَنْقَضُّ مِنْ بَاشَانَ». +\s5 +\v 23 وَقَالَ عَنْ سِبْطِ نَفْتَالِي: «اشْبَعْ يَا نَفْتَالِي رِضًى، وَامْتَلِئْ بَرَكَةً مِنَ الرَّبِّ، وَامْلِكْ سَاحِلَ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ وَالنَّقَبِ». +\s5 +\p +\v 24 وَقَالَ عَنْ سِبْطِ أَشِيرَ: «أَشِيرُ الابْنُ الأَكْثَرُ مُبَارَكَةً. فَلْيَكُنْ صَاحِبَ حُظْوَةٍ عِنْدَ إِخْوَتِهِ، وَلْيَغْمِسْ فِي الزَّيْتِ قَدَمَيْهِ. +\v 25 وَلْتَكُنْ مَزَالِيجُ أَبْوَابِكَ مِنْ حَدِيدٍ وَنُحَاسٍ، وَلْتُعَادِلْ قُوَّتُكَ امْتِدَادَ أَيَّامِكَ. +\s5 +\p +\v 26 لَيْسَ نَظِيرَ الرَّبِّ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ يَمْتَطِي السَّمَاءَ لِمَعُونَتِكُمْ وَالْغَمَامَ فِي عَظَمَتِهِ، +\s5 +\v 27 فَالإِلَهُ الأَبَدِيُّ هُوَ مَلْجَأُكُمْ، وَتَحْتَكُمْ تَنْبَسِطُ الأَذْرُعُ الأَبَدِيَّةُ، يَطْرُدُ أَمَامَكُمْ أَعْدَاءَكُمْ قَائِلاً: أَهْلِكُوهُمْ. +\s5 +\v 28 لِيَسْكُنْ بَنُو إِسْرَائِيلَ آمِنِينَ وَحْدَهُمْ، وَلْتَجْرِ يَنَابِيعُ مَاءِ يَعْقُوبَ إِلَى أَرْضِ قَمْحٍ وَخَمْرٍ، وَتَقْطُرْ سَمَاؤُهُ بِالنَّدَى. +\s5 +\v 29 طُوبَاكُمْ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَيُّ شَعْبٍ مِثْلُكُمْ مُنْتَصِرٌ بِالرَّبِّ؟ إِنَّهُ تُرْسُكُمْ وَعَوْنُكُمْ وَسَيْفُكُمُ الْمَجِيدُ. لَكُمْ يَخْضَعُ أَعْدَاؤُكُمْ، وَأَنْتُمْ تَطَأُونَ مُرْتَفَعَاتِهِمْ». + +\s5 +\c 34 +\s1 موت موسى +\p +\v 1 وَارْتَقَى مُوسَى جَبَلَ نَبُو إِلَى قِمَّةِ الْفِسْجَةِ مِنْ سُهُولِ مُوآبَ الْمُقَابِلَةِ لأَرِيحَا، فَأَرَاهُ الرَّبُّ جَمِيعَ الأَرْضِ مِنْ جِلْعَادَ إِلَى دَانٍ، +\v 2 وَأَيْضاً أَرَاضِي نَفْتَالِي وَأَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى وَسَائِرَ أَرْضِ يَهُوذَا الْمُمْتَدَّةِ إِلَى الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ غَرْباً. +\v 3 وَكَذَلِكَ النَّقَبَ فِي الْجَنُوبِ، وَوَادِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ، وَأَرِيحَا مَدِينَةَ النَّخِيلِ حَتَّى صُوغَرَ. +\s5 +\v 4 وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «هَذِهِ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أَنَّنِي سَأَهَبُهَا لِذُرِّيَّتِهِمْ. قَدْ جَعَلْتُكَ تَرَاهَا بِعَيْنَيْكَ وَلَكِنَّكَ إِلَيْهَا لَنْ تَعْبُرَ». +\v 5 فَمَاتَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ بِمُوْجِبِ قَوْلِ الرَّبِّ. +\v 6 وَدَفَنَهُ فِي الْوَادِي فِي أَرْضِ مُوآبَ، مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ. وَلَمْ يَعْرِفْ أَحَدٌ قَبْرَهُ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. +\s5 +\p +\v 7 وَكَانَ مُوسَى قَدْ بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ، لَمْ يَكِلَّ بَصَرُهُ وَلا غَاضَتْ نَضَارَتُهُ. +\p +\v 8 وَنَاحَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى مُوسَى فِي سُهُولِ مُوآبَ طَوَالَ ثَلاثِينَ يَوْماً. +\s5 +\p +\v 9 وَكَانَ يَشُوعُ بْنُ نُونٍ قَدِ امْتَلَأَ رُوحَ حِكْمَةٍ بَعْدَ أَنْ وَضَعَ مُوسَى يَدَيْهِ عَلَيْهِ، فَأَطَاعَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَعَمِلُوا بِمُقْتَضَى مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ مُوسَى. +\s5 +\p +\v 10 وَلَمْ يَظْهَرْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلُ مُوسَى، الَّذِي خَاطَبَهُ الرَّبُّ وَجْهاً لِوَجْهٍ +\v 11 وَأَقَامَهُ لِيُجْرِيَ جَمِيعَ الآيَاتِ وَالْمُعْجِزَاتِ فِى دِيَارِ مِصْرَ، عَلَى فِرْعَوْنَ وَعَلَى جَمِيعِ عَبِيدِهِ. +\v 12 إِذْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَصْنَعَ الْعَظَائِمَ الْمُخِيفَةَ بِقُدْرَةٍ فَائِقَةٍ كَمَا فَعَلَ مُوسَى أَمَامَ كُلِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ. diff --git a/06-JOS.usfm b/06-JOS.usfm index 74862fe..a2836da 100755 --- a/06-JOS.usfm +++ b/06-JOS.usfm @@ -1,823 +1,1156 @@ -\id JOS - New Arabic Version (Ketab El Hayat)‎ +\id JOS - New Arabic Version (Ketab El Hayat)‎ \ide UTF-8 -\rem Copyright © ‎1988, 1997, 2012 by Biblica, Inc‎.®‎ -\h يشوع -\toc1 كِتَابُ يَشُوعَ -\toc2 يشوع -\toc3 يش -\mt1 كِتَابُ يَشُوعَ -\imt مقدمة -\ip بعد وفاة موسى تسلم يشوع زمام قيادة الأمة، وأصبح قائداً لبني إسرائيل طوال الحقبة التي تم فيها الاستيلاء على معظم أرض كنعان. لقد استطاع يشوع وهو مازال في سهل موآب، أن يجند قواته ويجهزها وينظمها لخوض المعارك التي اشتدت بعد أن اجتاز نهر الأردن؛ لقد نشبت ثلاث معارك: واحدة في المنطقة الشمالية، وأخرى في المنطقة الوسطى، وثالثة في المنطقة الجنوبية، أسفرت كلها عن انتصار الشعب، وقد ورد وصف هذه المعارك بصورة إجمالية. ومالبث يشوع بعد هذه المعارك الأولية أن قسم الأرض بين مختلف أسباط إِسرائيل، ثم ألقى كلمة فيهم حثهم فيها على المثابرة على طاعة الله. وحذرهم من الغواية والضلال. ثم مات بعد أن طعن في السن، ودفن في أرض كنعان. -\ip في هذا الكتاب أظهر يشوع، بوحي من الروح القدس، أن الله يفي بكل وعد يقطعه على نفسه. وفيه أيضاً نرى الشعب يدخل الأرض ليمتلكها بعد أن فسد أهلها وارتكبوا كل الموبقات والرجاسات، من عبادة أصنام وتقديم ذبائح بشرية لها، غير أن دخولهم إليها لم يكن تلقائياً إذ طلب إليهم الرب أن يخوضوا حروباً ضارية قبل أن يدخلوها، لأن الرب أراد أن يدين خطيئة الشعوب، ممالك أرض كنعان، فسخر شعب بني إسرائيل لتنفيذ قضائه. -\ie -\c 1 -\s1 الرب يوصي يشوع -\p -\v 1 بَعْدَ مَوْتِ مُوسَى عَبْدِ الرَّبِّ، قَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ بْنِ نُونٍ، خَادِمِ مُوسَى: -\v 2 «وَالآنَ وَقَدْ مَاتَ مُوسَى عَبْدِي، قُمْ وَاعْبُرْ نَهْرَ الأُرْدُنِّ هَذَا، أَنْتَ وَهَذَا الشَّعْبُ كُلُّهُ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنَا وَاهِبُهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. -\v 3 كُلُّ مَوْضِعٍ تَطَؤُهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُمْ أَهَبُهُ لَكُمْ، كَمَا وَعَدْتُ مُوسَى، -\v 4 فَتَمْتَدُّ حُدُودُكُمْ مِنْ صَحْرَاءِ النَّقَبِ فِي الْجَنُوبِ إِلَى جِبَالِ لُبْنَانَ فِي الشِّمَالِ، وَمِنَ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ فِي الْغَرْبِ إِلَى نَهْرِ الْفُرَاتِ فِي الشَّرْقِ، بِمَا فِي ذَلِكَ بِلادُ الْحِثِّيِّينَ. -\v 5 وَلَنْ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يُقَاوِمَكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ، لأَنِّي سَأَكُونُ مَعَكَ كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى. لَنْ أُهْمِلَكَ وَلَنْ أَتْرُكَكَ. -\v 6 تَقَوَّ وَتَشَجَّعْ، لأَنَّكَ أَنْتَ الَّذِي سَتُوَزِّعُ عَلَى هَذَا الشَّعْبِ الأَرْضَ الَّتِي حَلَفْتُ لِآبَائِهِمْ أَنْ أَهَبَهَا لَهُمْ. -\v 7 كُنْ شَدِيدَ الْبَأْسِ ثَابِتَ الْقَلْبِ، وَلْتُطِعْ كُلَّ حَرْفٍ مِنْ حُرُوفِ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَكَ بِها مُوسَى عَبْدِي. لَا تَحِدْ عَنْهَا يَمِيناً أَوْ شِمَالاً، لِكَيْ تُفْلِحَ حَيْثُمَا تَتَوَجَّهُ. -\v 8 وَاظِبْ عَلَى تَرْدِيدِ كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ، وَتَأَمَّلْ فِيهَا لَيْلَ نَهَارَ لِتُمَارِسَهَا بِحِرْصٍ بِمُوْجِبِ مَا وَرَدَ فِيهَا فَيُحَالِفَكَ النَّجَاحُ وَالتَّوْفِيقُ. -\v 9 أَلَمْ آمُرْكَ؟ إِذَنْ تَقَوَّ وَتَشَجَّعْ، لَا تَرْهَبْ ولا تَجْزَعْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا تَتَوَجَّهُ». -\p -\v 10 فَأَمَرَ يَشُوعُ عُرَفَاءَ الشَّعْبِ أَنْ -\v 11 يَجُولُوا فِي وَسَطِ الْمُخَيَّمِ وَيَأْمُرُوا الشَّعْبَ أَنْ يُجَهِّزُوا لأَنْفُسِهِمْ طَعَاماً لأَنَّهُمْ بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ يَعْبُرُونَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ لِيَدْخُلُوا لاِمْتِلاكِ الأَرْضِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُهُمْ لَهُمْ لِيَرِثُوهَا. -\v 12 ثُمَّ قَالَ يَشُوعُ لِلرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَالْجَادِيِّينَ وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى: -\v 13 «اُذْكُرُوا مَا أَوْصَاكُمْ بِهِ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ قَائِلاً: لَقَدْ أَرَاحَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ وَأَعْطَاكُمْ هَذِهِ الأَرْضَ. -\v 14 فَلْتَمْكُثْ نِسَاؤُكُمْ وَأَطْفَالُكُمْ وَمَوَاشِيكُمْ فِي الأَرْضِ الَّتِي قَسَمَهَا لَكُمْ مُوسَى وَرَاءَ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، أَمَّا أَنْتُمْ، كُلُّ أَبْطَالِ الْحَرْبِ الأَقْوِيَاءِ، فَتَعْبُرُونَ مُدَجَّجِينَ بِالسِّلاحِ أَمَامَ إِخْوَتِكُمْ، لِتُعِينُوهُمْ، -\v 15 حَتَّى يُرِيحَ الرَّبُّ إِخْوَتَكُمْ مِثْلَكُمْ وَيَمْتَلِكُوا هُمْ أَيْضاً الأَرْضَ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَهُمْ ثُمَّ تَرْجِعُونَ إِلَى أَرْضِ مِيرَاثِكُمُ الَّتِي قَسَمَهَا لَكُمْ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي مَا وَرَاءَ نَهْرِ الأُرْدُنِّ شَرْقاً وَتَمْتَلِكُونَهَا». -\v 16 فَأَجَابُوا يَشُوعَ: «كُلُّ مَا أَمَرْتَنَا بِهِ نُنَفِّذُهُ، وَحَيْثُمَا تُرْسِلْنَا نَذْهَبْ. -\v 17 وَكَمَا أَطَعْنَا مُوسَى نُطِيعُكَ، وَلْيَكُنِ الرَّبُّ إِلَهُكَ مَعَكَ كَمَا كَانَ مَعَ مُوسَى. -\v 18 وَكُلُّ مَنْ يَعْصَى أَمْرَكَ وَلا يُطِيعُ كَلامَكَ يَكُونُ الْقَتْلُ جَزَاءَهُ. إِنَّمَا تَقَوَّ وَتَشَجَّعْ». -\c 2 -\s1 راحاب والجاسوسان -\p -\v 1 فَأَرْسَلَ يَشُوعُ بْنُ نُونٍ سِرّاً مِنْ مُخَيَّمِ شِطِّيمَ جَاسُوسَيْنِ قَائِلاً: «اذْهَبَا وَاسْتَكْشِفَا الأَرْضَ وَأَرِيحَا». فانْطَلَقَا وَدَخَلا بَيْتَ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ اسْمُهَا رَاحَابُ وَبَاتَا هُنَاكَ. -\v 2 فَقِيلَ لِمَلِكِ أَرِيحَا: «لَقَدْ تَسَلَّلَ هُنَا رَجُلانِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِيَتَجَسَّسَا الأَرْضَ». -\v 3 فَوَجَّهَ مَلِكُ أَرِيحَا إِلَى رَاحَابَ أَمْراً قَائِلاً: «أَخْرِجِي الْجَاسُوسَيْنِ اللَّذَيْنِ قَدِمَا عَلَيْكِ وَدَخَلا بَيْتَكِ، لأَنَّهُمَا قَدْ جَاءَا لِيَسْتَكْشِفَا الأَرْضَ كُلَّهَا». -\p -\v 4 فَأَخَذَتِ الْمَرْأَةُ الرَّجُلَيْنِ وَخَبَّأَتْهُمَا وَقَالَتْ: «نَعَمْ جَاءَ إِلَيَّ الرَّجُلانِ، وَلَمْ أَعْرِفْ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلا. -\v 5 وَقَدْ غَادَرَا الْمَنْزِلَ قَبْلَ إِغْلاقِ بَابِ الْمَدِينَةِ عِنْدَ حُلُولِ الظَّلامِ، وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ اتَّجَهَا، فَهَيَّا اسْعَوْا وَرَاءَهُمَا حَتَّى تَلْحَقُوا بِهِمَا». -\v 6 أَمَّا هِيَ فَأَصْعَدَتْهُمَا إِلَى السَّطْحِ حَيْثُ وَارَتْهُمَا بَيْنَ عِيدَانِ الْكَتَّانِ الْمُكَوَّمَةِ عَلَيْهِ. -\v 7 فَاقْتَفَى الْقَوْمُ أَثَرَهُمَا فِي طَرِيقِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ الْمُفْضِيَةِ إِلَى الْمَخَاوِضِ، وَحَالَمَا انْطَلَقَ السَّاعُونَ وَرَاءَهُمَا، أُغْلِقَتْ بَوَّابَاتُ الْمَدِينَةِ. -\v 8 ثُمَّ صَعِدَتْ رَاحَابُ إِلَيْهِمَا قَبْلَ أَنْ يَرْقُدَا، -\v 9 وَقَالَتْ لَهُمَا: «لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ وَهَبَكُمُ الأَرْضَ، وَأَنَّ الْخَشْيَةَ مِنْكُمْ قَدِ اعْتَرَتْنَا، فَذَابَتْ قُلُوبُ جَمِيعِ سُكَّانِ الأَرْضِ خَوْفاً مِنْكُمْ، -\v 10 لأَنَّنَا سَمِعْنَا كَيْفَ شَقَّ الرَّبُّ لَكُمْ طَرِيقاً عَبْرَ مِيَاهِ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ لَدَى مُغَادَرَتِكُمْ دِيَارَ مِصْرَ، وَمَا صَنَعْتُمُوهُ بِمَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ سِيحُونَ وَعُوجَ اللَّذَيْنِ فِي شَرْقِيِّ الأُرْدُنِّ، وَكَيْفَ قَضَيْتُمْ عَلَيْهِمَا. -\v 11 لَقَدْ بَلَغَتْنَا هَذِهِ الأَخْبَارُ فَذَابَتْ قُلُوبُنَا مِنَ الْخَوْفِ وَلَمْ تَبْقَ بَعْدُ رُوحٌ فِي إِنْسَانٍ رُعْباً مِنْكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. -\v 12 فَالآنَ احْلِفَا لِي بِالرَّبِّ وَأَعْطِيَانِي عَلامَةَ أَمَانٍ، فَقَدْ صَنَعْتُ مَعَكُمَا مَعْرُوفاً، فَاصْنَعَا أَنْتُمَا أَيْضاً مَعْرُوفاً مَعَ بَيْتِ أَبِي. -\v 13 وَاسْتَحْيِيَا أَبِي وَأُمِّي وَإِخْوَتِي وَأَخَوَاتِي وَكُلَّ مَالَهُمْ، وَأَنْقِذَا أَنْفُسَنَا مِنَ الْمَوْتِ». -\v 14 فَأَجَابَهَا الرَّجُلانِ: «لِتَكُنْ أَنْفُسُنَا فِدَاءَ أَنْفُسِكُمْ، شَرْطَ أَلّا تُفْشُوا أَمْرَنَا هَذَا، وَإذَا وَهَبَنَا الرَّبُّ الأَرْضَ فَإِنَّنَا نَصْنَعُ مَعَكِ مَعْرُوفاً بِكُلِّ أَمَانَةٍ». -\v 15 فَدَلَّتْهُمَا بِحَبْلٍ مِنَ الْكُوَّةِ إِذْ كَانَ بَيْتُهَا مُلاصِقاً لِسُورِ الْمَدِينَةِ حَيْثُ كَانَتْ تُقِيمُ. -\v 16 وَقَالَتْ لَهُمَا: «اِتَّجِهَا نَحْوَ الْجَبَلِ لِئَلّا يُصَادِفَكُمَا السُّعَاةُ، وَتَوَارَيَا هُنَاكَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى يَرْجِعُوا، ثُمَّ امْضِيَا فِي طَرِيقِكُمَا». -\v 17 فَقَالَ لَهَا الرَّجُلانِ: «سَنَكُونُ بَرِيئَيْنِ مِنَ الْيَمِينِ الَّذِي حَلَّفْتِنَا بِهِ، -\v 18 إِلّا إِذَا رَبَطْتِ لَدَى دُخُولِنَا إِلَى الأَرْضِ، هَذَا الْحَبْلَ الْمَصْنُوعَ مِنْ خُيُوطِ الْقِرْمِزِ فِي الْكُوَّةِ الَّتِي دَلَّيْتِنَا مِنْهَا، وَجَمَعْتِ إِلَيْكِ فِي الْبَيْتِ أَبَاكِ وَأُمَّكِ وَإِخْوَتَكِ وَسَائِرَ بَيْتِ أَبِيكِ. -\v 19 وَكُلُّ مَنْ يُغَادِرُ مَنْزِلَكِ يَكُونُ دَمُهُ عَلَى رَأْسِهِ وَنَحْنُ نَكُونُ بَرِيئَيْنِ، وَأَمَّا كُلُّ مَنْ يَكُونُ مَعَكِ فِي الْبَيْتِ فَدَمُهُ عَلَى رَأْسِنَا إِنْ أَصَابَتْهُ يَدٌ بِأَذىً. -\v 20 وَإِنْ أَفْشَيْتِ أَمْرَنَا فَإِنَّنَا نَكُونُ فِي حِلٍّ مِنْ يَمِينِنَا». -\v 21 فَأَجَابَتْ: «فَلْيَكُنْ حَسَبَ قَوْلِكُمَا». وَصَرَفَتْهُمَا فَانْطَلَقَا، أَمَّا هِيَ فَرَبَطَتْ حَبْلَ الْقِرْمِزِ فِي الْكُوَّةِ. -\v 22 فَاتَّجَهَا نَحْوَ الْجَبَلِ حَيْثُ لَبِثَا هُنَاكَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، إِلَى أَنْ رَجَعَ السُّعَاةُ بَعْدَ أَنْ بَحَثُوا عَنْهُمَا فِي كُلِّ الطَّرِيقِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَعْثُرُوا لَهُمَا عَلَى أَثَرٍ. -\v 23 ثُمَّ انْحَدَرَ الرَّجُلانِ مِنَ الْجَبَلِ وَجَاءَا إِلَى يَشُوعَ بْنِ نُونٍ، وَحَدَّثَاهُ بِكُلِّ مَا جَرَى مَعَهُمَا. -\v 24 وَقَالا لِيَشُوعَ: «إِنَّ الرَّبَّ قَدْ وَهَبَنَا الأَرْضَ، وَقَدْ خَارَتْ قُلُوبُ سُكَّانِهَا رُعْباً مِنَّا». -\c 3 -\s1 عبور الأردن -\p -\v 1 وَفِي الصَّبَاحِ التَّالِي ارْتَحَلَ يَشُوعُ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ شِطِّيمَ، وَأَتَوْا إِلَى نَهْرِ الأُرْدُنِّ حَيْثُ بَاتُوا هُنَاكَ قَبْلَ اجْتِيَازِهِ. -\v 2 وَبَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ أَخَذَ الْقَادَةُ يَتَجَوَّلُونَ فِي وَسَطِ الْمُخَيَّمِ، -\v 3 آمِرِينَ الشَّعْبَ: «عِنْدَمَا تُشَاهِدُونَ تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ مَحْمُولاً عَلَى أَكْتَافِ الْكَهَنَةِ وَاللّاوِيِّينَ، ارْتَحِلُوا مِنْ أَمَاكِنِكُمْ وَاتْبَعُوهُ. -\v 4 لِكَيْ تَعْرِفُوا الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُونَهَا لأَنَّكُمْ لَمْ تَمُرُّوا بِها مِنْ قَبْلُ. وَلْيَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَسَافَةٌ نَحْوُ أَلْفَيْ ذِرَاعٍ (أَيْ نَحْوَ كِيلُومِتْرٍ) وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَقْرُبُوا مِنْهُ». -\p -\v 5 وَقَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: «قَدِّسُوا أَنْفُسَكُمْ لأَنَّ الرَّبَّ يُجْرِي غَداً عَجَائِبَ فِي وَسَطِكُمْ». -\v 6 ثُمَّ قَالَ يَشُوعُ لِلْكَهَنَةِ: «احْمِلُوا تَابُوتَ الْعَهْدِ وَتَقَدَّمُوا أَمَامَ الشَّعْبِ». فَحَمَلُوا التَّابُوتَ وَسَارُوا فِي طَلِيعَةِ الشَّعْبِ. -\p -\v 7 فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «الْيَوْمَ أَبْدَأُ فِي تَعْظِيمِكَ فِي عُيُونِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ جَمِيعاً، لِيُدْرِكُوا أَنَّنِي مَعَكَ كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى. -\v 8 أَمَّا أَنْتَ فَأْمُرِ الْكَهَنَةَ حَامِلِي تَابُوتِ الْعَهْدِ قَائِلاً: عِنْدَمَا تَبْلُغُونَ ضَفَّةَ مِيَاهِ الأُرْدُنِّ تَوَقَّفُوا فِيهَا». -\p -\v 9 وَقَالَ يَشُوعُ لأَبْنَاءِ إِسْرَائِيلَ: «تَعَالَوْا إِلَى هُنَا وَاسْمَعُوا كَلامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. -\v 10 بِهَذَا تَعْرِفُونَ عَنْ يَقِينٍ أَنَّ اللهَ الْحَيَّ مَوْجُودٌ بَيْنَكُمْ، وَأَنَّهُ يَطْرُدُ مِنْ أَمَامِكُمُ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. -\v 11 فَهَا تَابُوتُ عَهْدِ سَيِّدِ كُلِّ الأَرْضِ يَجْتَازُ أَمَامَكُمْ فِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ. -\v 12 فَاخْتَارُوا الآنَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً مِنْ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ، وَاحِداً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ. -\v 13 وَعِنْدَمَا تَسْتَقِرُّ بُطُونُ أَقْدَامِ الْكَهَنَةِ، حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ سَيِّدِ الأَرْضِ كُلِّهَا، فِي قَاعِ مَجْرَى نَهْرِ الأُرْدُنِّ، تَتَوَقَّفُ مِيَاهُهُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنَ الْمُرْتَفَعَاتِ، عَنِ الْجَرَيَانِ وَتَتَجَمَّعُ عَلَى نَفْسِهَا كَجِدَارٍ». -\v 14 وَحِينَ ارْتَحَلَ الشَّعْبُ مِنْ خِيَامِهِمْ لِيَعْبُرُوا نَهْرَ الأُرْدُنِّ، وَفِي طَلِيعَتِهِمِ الْكَهَنَةُ حَامِلُو تَابُوتِ الْعَهْدِ، -\v 15 كَانَ نَهْرُ الأُرْدُنِّ يَفِيضُ عَلَى جَمِيعِ ضِفَافِهِ، لِحُلُولِ مَوْسِمِ الْحَصَادِ. وَمَا إِنْ أَقْبَلَ الْكَهَنَةُ حَامِلُو التَّابُوتِ عَلَى مِيَاهِ الأُرْدُنِّ وَغَسَلُوا أَرْجُلَهُمْ فِي ضَفَّةِ الْمِيَاهِ، -\v 16 حَتَّى تَوَقَّفَتِ الْمِيَاهُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنَ الْمُرْتَفَعَاتِ عَنِ الْجَرَيَانِ، وَأَخَذَتْ تَتَرَاكَمُ عَلَى نَفْسِهَا كَمَا لَوْ كَانَتْ مَحْجُوزَةً وَرَاءَ سَدٍّ، بَعِيداً جِدّاً عَنْ مَدِينَةِ أَدَامَ الْمُجَاوِرَةِ لِبَلْدَةِ صَرْتَانَ. أَمَّا الْمِيَاهُ الْمُنْصَبَّةُ فِي الْبَحْرِ الْمَيِّتِ فَقَدِ انْقَطَعَتْ تَمَاماً عَنْهُ. وَهَكَذَا عَبَرَ الشَّعْبُ قُبَالَةَ أَرِيحَا. -\v 17 فَوَقَفَ الْكَهَنَةُ حَامِلُو تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ فِي وَسَطِ مَجْرَى نَهْرِ الأُرْدُنِّ رَيْثَمَا تَمَّ عُبُورُ جَمِيعِ الشَّعْبِ فَوْقَ أَرْضِهِ الْيَابِسَةِ نَحْوَ الضَّفَّةِ الأُخْرَى. -\c 4 -\p -\v 1 وَبَعْدَ أَنْ تَمَّ عُبُورُ جَمِيعِ الشَّعْبِ نَهْرَ الأُرْدُنِّ، قَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: -\v 2 «اخْتَارُوا مِنَ الشَّعْبِ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً، وَاحِداً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ. -\v 3 وَأْمُرُوهُمْ قَائِلِينَ: لِيَحْمِلْ كُلٌّ مِنْكُمْ حَجَراً مِنْ هُنَا مِنْ وَسَطِ مَجْرَى النَّهْرِ حَيْثُ يَقِفُ الْكَهَنَةُ بِأَقْدَامٍ ثَابِتَةٍ، وَعَبِّرُوهَا مَعَكُمْ، وَأَقِيمُوهَا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي تَبِيتُونَ فِيهِ اللَّيْلَةَ». -\p -\v 4 فَاسْتَدْعَى يَشُوعُ الاثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً الَّذِينَ تَمَّ اخْتِيَارُهُمْ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، رَجُلاً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ. -\v 5 وَقَالَ لَهُمْ: «تَقَدَّمُوا إِلَى وَسَطِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، حَيْثُ يُوْجَدُ تَابُوتُ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، وَلْيَحْمِلْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ حَجَراً وَاحِداً عَلَى كَتِفِهِ، بِحَسَبِ عَدَدِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، -\v 6 فَتَكُونَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ، بَعْدَ نَصْبِهَا، عَلامَةً فِي وَسَطِكُمْ، حَتَّى إِذَا سَأَلَكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ فِي الأَيَّامِ الْمُقْبِلَةِ: مَاذَا تَعْنِي لَكُمْ هَذِهِ الْحِجَارَةُ؟ -\v 7 تُجِيبُونَهُمْ: إِنَّ مِيَاهَ الأُرْدُنِّ تَوَقَّفَتْ عَنِ الْجَرَيَانِ، وَانْفَلَقَتْ عِنْدَ عُبُورِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ النَّهْرَ. وَهَكَذَا تُصْبِحُ هَذِهِ الْحِجَارَةُ نَصَباً تَذْكَارِيًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مَدَى الدَّهْرِ». -\v 8 فَنَفَّذَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مَا أَمَرَ بِهِ يَشُوعُ، وَحَمَلُوا اثْنَيْ عَشَرَ حَجَراً مِنْ وَسَطِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ بِحَسَبِ عَدَدِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمَا أَوْصَى الرَّبُّ يَشُوعَ، وَأَجَازُوهَا مَعَهُمْ إِلَى حَيْثُ خَيَّمُوا لِلْمَبِيتِ وَوَضَعُوهَا هُنَاكَ. -\v 9 وَأَقَامَ يَشُوعُ أَيْضاً نَصَباً تَذْكَارِيًّا آخَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ حَجَراً فِي وَسَطِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ حَيْثُ اسْتَقَرَّتْ أَقْدَامُ الْكَهَنَةِ حَامِلِي تَابُوتِ الْعَهْدِ، وَهِيَ مَازَالَتْ هُنَاكَ حَتَّى الآنَ. -\p -\v 10 وَظَلَّ الْكَهَنَةُ حَامِلُو التَّابُوتِ وَاقِفِينَ فِي وَسَطِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ حَتَّى أَتَمَّ الشَّعْبُ تَنْفِيذَ كُلِّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ يَشُوعَ تَمَاماً كَمَا أَصْدَرَ مُوسَى تَعْلِيمَاتِهِ لِيَشُوعَ. فَأَسْرَعَ الشَّعْبُ بِاجْتِيَازِ النَّهْرِ. -\v 11 وَعِنْدَمَا تَمَّ عُبُورُ الشَّعْبِ النَّهْرَ، تَقَدَّمَ تَابُوتُ عَهْدِ الرَّبِّ وَالْكَهَنَةُ مُجْتَازِينَ نَحْوَ الضَّفَّةِ الأُخْرَى فِي حُضُورِ الشَّعْبِ. -\v 12 وَسَارَ جُنُودُ سِبْطَيْ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى فِي طَلِيعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُدَجَّجِينَ بِالسِّلاحِ، كَمَا أَمَرَهُمْ مُوسَى. -\v 13 فَكَانُوا نَحْوَ أَرْبَعِينَ أَلْفَ جُنْدِيٍّ مُتَجَرِّدِينَ لِلْقِتَالِ. عَبَرُوا أَمَامَ الرَّبِّ لِلْحَرْبِ إِلَى سُهُولِ أَرِيحَا. -\p -\v 14 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَظَّمَ الرَّبُّ مَقَامَ يَشُوعَ فِي عُيُونِ جَمِيعِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، فَهَابُوهُ كَمَا هَابُوا مُوسَى كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ. -\p -\v 15 وَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: -\v 16 «مُرِ الْكَهَنَةَ حَامِلِي تَابُوتِ الشَّهَادَةِ أَنْ يَصْعَدُوا مِنْ نَهْرِ الأُرْدُنِّ». -\v 17 فَأَمَرَ يَشُوعُ الْكَهَنَةَ قَائِلاً: «اصْعَدُوا مِنْ نَهْرِ الأُرْدُنِّ» -\v 18 فَمَا إِنْ صَعِدَ الْكَهَنَةُ حَامِلُو تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ مِنْ وَسَطِ الأُرْدُنِّ وَوَطِئَتْ بُطُونُ أَقْدَامِهِمِ الْيَابِسَةَ، حَتَّى رَجَعَتْ مِيَاهُ الأُرْدُنِّ تَتَدَفَّقُ ثَانِيَةً وَغَمَرَتْ شُطُوطَهُ كَمَا كَانَتْ مِنْ قَبْلُ. -\v 19 وَتَمَّ اجْتِيَازُ الشَّعْبِ لِنَهْرِ الأُرْدُنِّ فِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ الْعِبْرِيِّ، وَخَيَّمُوا فِي الْجِلْجَالِ شَرْقِيَّ أَرِيحَا. -\v 20 وَنَصَبَ يَشُوعُ الاثْنَيْ عَشَرَ حَجَراً الَّتِي حَمَلُوهَا مِنْ نَهْرِ الأُرْدُنِّ فِي الْجِلْجَالِ. -\v 21 وَقَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «إِذَا سَأَلَ بَنُوكُمْ آبَاءَهُمْ فِي الأَجْيَالِ الْمُقْبِلَةِ: مَا هَذِهِ الْحِجَارَةُ؟ -\v 22 يُجِيبُونَهُمْ: إِنَّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدْ عَبَرُوا نَهْرَ الأُرْدُنِّ فَوْقَ أَرْضٍ يَابِسَةٍ. -\v 23 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ شَقَّ مِيَاهَ الأُرْدُنِّ أَمَامَكُمْ، فَعَبَرْتُمُ النَّهْرَ فَوْقَ أَرْضٍ يَابِسَةٍ، كَمَا فَعَلَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِالْبَحْرِ الأَحْمَرِ الَّذِي شَقَّهُ أَمَامَنَا حَتَّى عَبَرْنَا. -\v 24 حَتَّى تُدْرِكَ جَمِيعُ الشُّعُوبِ أَنَّ يَدَ الرَّبِّ قَوِيَّةٌ، فَتَتَّقُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ إِلَى الأَبَدِ». -\c 5 -\s1 ختن الذكور في الجلجال -\p -\v 1 وَعِنْدَمَا سَمِعَ جَمِيعُ مُلُوكِ الأَمُورِيِّينَ الْمُقِيمِينَ فِي غَرْبِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، وَجَمِيعُ مُلُوكِ الْكَنْعَانِيِّينَ الْمُسْتَوْطِنِينَ عَلَى شَوَاطِئِ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ، أَنَّ الرَّبَّ قَدْ جَفَّفَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى عَبَرُوهُ، خَارَتْ قُلُوبُهُمْ وَتَلاشَتْ قُوَاهُمْ هَلَعاً مِنْهُمْ. -\p -\v 2 وَقَالَ الرَّبُّ آنَئِذٍ لِيَشُوعَ: «اصْنَعْ لَكَ سَكَاكِينَ مِنْ حَجَرِ الصَّوَّانِ وَاخْتِنْ ذُكُورَ إِسْرَائِيلَ ثَانِيَةً». -\v 3 فَصَنَعَ سَكَاكِينَ مِنْ حَجَرِ صَوَّانٍ وَخَتَنَ ذُكُورَ إِسْرَائِيلَ فِي تَلِّ الْقُلْفِ. -\v 4 أَمَّا مَا دَعَا يَشُوعَ لِخَتْنِ ذُكُورِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، فَهُوَ مَوْتُ جَمِيعِ الذُّكُورِ الْخَارِجِينَ مِنْ مِصْرَ مِنْ رِجَالِ الْقِتَالِ فِي الصَّحْرَاءِ فِي الطَّرِيقِ، بَعْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ. -\v 5 وَكَانَ جَمِيعُ هَؤُلاءِ الْخَارِجِينَ مَخْتُونِينَ، وَأَمَّا الذُّكُورُ الْمَوْلُودُونَ فِي الصَّحْرَاءِ فِي أَثْنَاءِ الرِّحْلَةِ مِنْ مِصْرَ فَلَمْ يَخْتَتِنُوا، -\v 6 إِذْ ظَلَّ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَائِهِينَ فِي الصَّحْرَاءِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، حَتَّى هَلَكَ جَمِيعُ مَنْ كَانَ فِي سِنِّ الْجُنْدِيَّةِ مِنَ الْخَارِجِينَ مِنْ مِصْرَ، الَّذِينَ عَصَوْا أَمْرَ الرَّبِّ الَّذِي أَقْسَمَ أَنْ يَحْرِمَهُمْ مِنْ رُؤْيَةِ الأَرْضِ الَّتِي تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً الَّتِي حَلَفَ لِآبَائِهِمْ أَنْ يَهَبَهَا لَهُمْ. -\v 7 لِذَلِكَ أَحَلَّ أَبْنَاءَهُمْ مَحَلَّهُمْ، وَهُمُ الَّذِينَ خَتَنَهُمْ يَشُوعُ لأَنَّهُمْ كَانُوا قُلْفاً، إِذْ لَمْ يَخْتَتِنُوا فِي الطَّرِيقِ. -\v 8 وَبَعْدَ أَنْ تَمَّ خِتَانُ جَمِيعِ الشَّعْبِ مَكَثُوا فِي أَمَاكِنِهِمْ فِي الْمُخَيَّمِ حَتَّى بَرِئَتْ جِرَاحُهُمْ. -\v 9 وَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «الْيَوْمَ قَدْ دَحْرَجْتُ عَنْكُمْ عَارَ مِصْرَ»، فَدُعِيَ اسْمُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ الْجِلْجَالَ (وَمَعْنَاهُ مُتَدَحْرِجٌ) إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. -\p -\v 10 وَفِيمَا كَانَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مُخَيِّمِينَ فِي الْجِلْجَالِ، فِي سُهُولِ أَرِيحَا، احْتَفَلُوا بِالْفِصْحِ فِي مَسَاءِ الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ. -\v 11 وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي لِلْفِصْحِ أَكَلُوا مِنْ غَلَّةِ الأَرْضِ فَطِيراً وَفَرِيكاً. -\v 12 فَانْقَطَعَ الْمَنُّ عَنِ النُّزُولِ. وَمُنْذُ ذَلِكَ الْوَقْتِ أَصْبَحُوا يَعْتَمِدُونَ فِي عَيْشِهِمْ عَلَى مَحَاصِيلِ أَرْضِ كَنْعَانَ. -\s1 سقوط أريحا -\p -\v 13 وَفِيمَا كَانَ يَشُوعُ قَرِيباً مِنْ أَرِيحَا تَطَلَّعَ أَمَامَهُ وَإذَا بِهِ يُشَاهِدُ رَجُلاً يَنْتَصِبُ فِي مُوَاجَهَتِهِ، شَاهِراً سَيْفَهُ بِيَدِهِ، فَاتَّجَهَ إِلَيْهِ يَشُوعُ وَسَأَلَهُ: «هَلْ أَنْتَ مِنَّا أَوْ مِنْ أَعْدَائِنَا؟» -\v 14 فَأَجَابَهُ: «لا، إِنَّمَا أَنَا رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ، وَقَدْ أَقْبَلْتُ الآنَ». فَأَكَبَّ يَشُوعُ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ سَاجِداً وَقَالَ: «أَيُّ رِسَالَةٍ يَحْمِلُهَا سَيِّدِي إِلَى عَبْدِهِ؟» -\v 15 فَقَالَ رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ لِيَشُوعَ: «اخْلَعْ نَعْلَيْكَ، لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ مُقَدَّسٌ». فَنَفَّذَ يَشُوعُ الأَمْرَ. -\c 6 -\p -\v 1 وَكَانَتْ أَرِيحَا قَدْ أَحْكَمَتْ إِغْلاقَ بَوَّابَاتِهَا خَوْفاً مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، فَلَمْ يَكُنْ يَخْرُجُ مِنْهَا أَوْ يَدْخُلُ إِلَيْهَا أَحَدٌ. -\v 2 فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «هَا أَنَا قَدْ أَخْضَعْتُ لَكَ أَرِيحَا وَمَلِكَهَا وَمُحَارِبِيهَا الأَشِدَّاءَ. -\v 3 فَلْيَدُرْ مُحَارِبُوكُمْ دَوْرَةً وَاحِدَةً كُلَّ يَوْمٍ حَوْلَ الْمَدِينَةِ، مُدَّةَ سِتَّةِ أَيَّامٍ. -\v 4 وَلْيَحْمِلْ سَبْعَةُ كَهَنَةٍ أَبْوَاقَ الْهُتَافِ وَيَتَقَدَّمُوا أَمَامَ التَّابُوتِ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ تَدُورُونَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ بَيْنَمَا يَنْفُخُ الْكَهَنَةُ بِالأَبْوَاقِ. -\v 5 وَمَا إِنْ يَسْمَعْ جَمِيعُ الشَّعْبِ صَوْتَ نَفْخِ بُوقٍ مُمْتَدّاً حَتَّى يُطْلِقُوا دَوِيَّ هُتَافٍ عَظِيمٍ، فَيَنْهَارُ سُورُ الْمَدِينَةِ فِي مَوْضِعِهِ، فَيَنْدَفِعُ الشَّعْبُ نَحْوَهَا، كُلُّ رَجُلٍ حَسَبَ وِجْهَتِهِ». -\v 6 فَاسْتَدْعَى يَشُوعُ بْنُ نُونٍ الْكَهَنَةَ وَقَالَ لَهُمْ: «احْمِلُوا تَابُوتَ الْعَهْدِ، وَلْيَتَقَدَّمْهُ سَبْعَةُ كَهَنَةٍ حَامِلِينَ سَبْعَةَ أَبْوَاقِ هُتَافٍ». -\v 7 وَأَمَرَ الشَّعْبَ: «هَيَّا دُورُوا حَوْلَ الْمَدِينَةِ دَوْرَةً وَاحِدَةً، وَدَعُوا الْجُنُودَ الْمُسَلَّحِينَ يَمْشُونَ فِي الطَّلِيعَةِ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ». -\v 8 فَسَارَ الشَّعْبُ بِمُقْتَضَى مَا أَمَرَ يَشُوعُ، إِذْ تَقَدَّمَ السَّبْعَةُ الْكَهَنَةُ حَامِلِينَ أَبْوَاقَ الْهُتَافِ السَّبْعَةَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَنَفَخُوا بِالأَبْوَاقِ، بَيْنَمَا كَانَ تَابُوتُ الرَّبِّ يَسِيرُ خَلْفَهُمْ. -\v 9 وَانْطَلَقَ الْمُحَارِبُونَ أَمَامَ الْكَهَنَةِ النَّافِخِينَ بِالأَبْوَاقِ. أَمَّا مُؤَخَّرَةُ الْجَيْشِ فَقَدْ سَارَتْ وَرَاءَ التَّابُوتِ، فَكَانُوا يَمْشُونَ وَالْكَهَنَةُ يَنْفُخُونَ بِالأَبْوَاقِ. -\v 10 وَأَمَرَ يَشُوعُ الشَّعْبَ: «لا تَهْتِفُوا وَلا تَتَكَلَّمُوا، وَلا يَصْدُرْ عَنْ أَفْوَاهِكُمْ صَوْتٌ حَتَّى آمُرَكُمْ بِالْهُتَافِ، وَعِنْدَئِذٍ تَهْتِفُونَ». -\v 11 فَدَارَ تَابُوتُ الرَّبِّ حَوْلَ الْمَدِينَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى الْمُخَيَّمِ وَبَاتُوا فِيهِ. -\p -\v 12 فَبَكَّرَ يَشُوعُ فِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي، وَحَمَلَ الْكَهَنَةُ تَابُوتَ الرَّبِّ. -\v 13 وَانْطَلَقَ الْمُحَارِبُونَ فِي الطَّلِيعَةِ يَتْبَعُهُمُ الْكَهَنَةُ النَّافِخُونَ فِي أَبْوَاقِ الْهُتَافِ، سَائِرِينَ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ، وَفِي أَعْقَابِهِ تَقَدَّمَتْ مُؤَخَّرَةُ الْجَيْشِ. وَكَانُوا يَسِيرُونَ وَيَنْفُخُونَ فِي الأَبْوَاقِ. -\v 14 وَدَارُوا حَوْلَ الْمَدِينَةِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي دَوْرَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى الْمُخَيَّمِ. وَظَلُّوا يَفْعَلُونَ هَكَذَا سِتَّةَ أَيَّامٍ. -\v 15 وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ بَكَّرُوا عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَدَارُوا حَوْلَ الْمَدِينَةِ عَلَى هَذَا النَّمَطِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَهُوَ الْيَوْمُ الْوَحِيدُ الَّذِي دَارُوا فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. -\p -\v 16 وَعِنْدَمَا نَفَخَ الْكَهَنَةُ فِي الأَبْوَاقِ فِي المَرَّةِ السَّابِعَةِ قَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: «اهْتِفُوا، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ وَهَبَكُمُ الْمَدِينَةَ. -\v 17 وَاجْعَلُوا الْمَدِينَةَ وَكُلَّ مَا فِيهَا مُحَرَّماً لِلرَّبِّ، بِاسْتِثْنَاءِ رَاحَابَ الزَّانِيَةِ وَكُلِّ مَنْ لاذَ بِبَيْتِهَا فَاسْتَحْيُوهُمْ، لأَنَّهَا خَبَّأَتِ الْجَاسُوسَيْنِ الْمُرْسَلَيْنِ لاِسْتِطْلاعِ أَحْوَالِ الْمَدِينَةِ. -\v 18 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَإِيَّاكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مَا هُوَ مُحَرَّمٌ لِئَلّا تَهْلِكُوا وَتَجْعَلُوا مُخَيَّمَ إِسْرَائِيلَ مُحَرَّماً وَتُسَبِّبُوا لَهُ الْكَوَارِثَ. -\v 19 أَمَّا كُلُّ غَنَائِمِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ وَآنِيَةِ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ، فَتُخَصَّصُ لِلرَّبِّ وَتُحْفَظُ فِى خِزَانَتِهِ». -\v 20 فَهَتَفَ الشَّعْبُ، وَنَفَخَ الْكَهَنَةُ فِي الأَبْوَاقِ. وَكَانَ هُتَافُ الشَّعْبِ لَدَى سَمَاعِهِمْ صَوْتَ نَفْخِ الأَبْوَاقِ عَظِيماً، فَانْهَارَ السُّورُ فِي مَوْضِعِهِ. فَانْدَفَعَ الشَّعْبُ نَحْوَ الْمَدِينَةِ كُلٌّ إِلَى وِجْهَتِهِ، وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا. -\v 21 وَدَمَّرُوا الْمَدِينَةَ وَقَضَوْا بِحَدِّ السَّيْفِ عَلَى كُلِّ مَنْ فِيهَا مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ وَأَطْفَالٍ وَشُيُوخٍ حَتَّى الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْحَمِيرِ. -\p -\v 22 وَقَالَ يَشُوعُ لِلرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَهَبَا لِاسْتِكْشَافِ الْمَدِينَةِ: «ادْخُلا بَيْتَ الْمَرْأَةِ الزَّانِيَةِ وَأَخْرِجَاهَا مَعَ كُلِّ مَا لَهَا مِنْ هُنَاكَ كَمَا حَلَفْتُمَا لَهَا». -\v 23 فَمَضَى الْجَاسُوسَانِ إِلَى بَيْتِ رَاحَابَ، فَأَخْرَجَاهَا هِيَ وَأَبَاهَا وَأُمَّهَا وَإِخْوَتَهَا وَكُلَّ مَا لَهَا، وَأَقْرِبَاءَهَا، وَذَهَبَا بِهِمْ إِلَى مَكَانٍ آمِنٍ خَارِجَ مُخَيَّمِ إِسْرَائِيلَ. -\v 24 ثُمَّ أَحْرَقَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ بِكُلِّ مَا فِيهَا. أَمَّا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ فَقَدْ حَفِظُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ. -\v 25 وَاسْتَحْيَا يَشُوعُ رَاحَابَ الزَّانِيَةَ وَبَيْتَ أَبِيهَا وَكُلَّ مَا لَهَا، فَأَقَامَتْ فِي وَسَطِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ (وَكَذَلِكَ ذُرِّيَّتُهَا) إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، لأَنَّهَا خَبَّأَتْ الْجَاسُوسَيْنِ اللَّذَيْنِ أَرْسَلَهُمَا يَشُوعُ لِكَيْ يَسْتَطْلِعَا أَحْوَالَ أَرِيحَا. -\p -\v 26 فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَنْذَرَ يَشُوعُ الشَّعْبَ قَائِلاً: «مَلْعُونٌ أَمَامَ الرَّبِّ كُلُّ مَنْ يُحَاوِلُ أَنْ يُعِيدَ بِنَاءَ مَدِينَةِ أَرِيحَا، فَإِنَّ بِكْرَهُ يَمُوتُ وَهُوَ يَضَعُ أَسَاسَاتِهَا، وَصَغِيرَهُ يَهْلِكُ وَهُوَ يُقِيمُ بَوَّابَاتِهَا». -\v 27 وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يَشُوعَ فَشَاعَ صِيتُهُ فِي كُلِّ الأَرْضِ. -\c 7 -\s1 خطيئة عخان -\p -\v 1 وَلَكِنَّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ ارْتَكَبُوا خِيَانَةً، إِذْ أَخَذَ عَخَانُ بْنُ كَرْمِي بْنِ زَبْدِي بْنِ زَارَحَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا مِمَّا هُوَ مُخَصَّصٌ لِلرَّبِّ، فَاحْتَدَمَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\p -\v 2 وَبَعَثَ يَشُوعُ بَعْضَ رِجَالِهِ مِنْ أَرِيحَا إِلَى عَايَ الْوَاقِعَةِ شَرْقِيَّ بَيْتِ إِيلَ بِقُرْبِ بَيْتِ آوِنَ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَتَجَسَّسُوا الأَرْضَ. فَذَهَبُوا -\v 3 ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى يَشُوعَ قَائِلِينَ لَهُ: «إِنَّ أَهْلَ عَايَ قَلِيلُو الْعَدَدِ، فَلا تُوَجِّهْ كُلَّ الْجَيْشِ إِلَى هُنَاكَ، بَلْ أَرْسِلْ نَحْوَ أَلْفَيْ رَجُلٍ أَوْ ثَلاثَةِ آلافِ رَجُلٍ فَقَطْ». -\v 4 فَصَعِدَ مِنَ الشَّعْبِ نَحْوُ ثَلاثَةِ آلافِ رَجُلٍ، إلّا أَنَّهُمْ هُزِمُوا أَمَامَ أَهْلِ عَايَ، -\v 5 وَقَتَلَ مِنْهُمْ أَهْلُ عَايَ نَحْوَ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ رَجُلاً، وَتَعَقَّبُوهُمْ مِنْ أَمَامِ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ حَتَّى شَبَارِيمَ وَكَسَرُوهُمْ عِنْدَ الْمُنْحَدَرِ. فَدَبَّ الرُّعْبُ فِي قُلُوبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\v 6 فَمَزَّقَ يَشُوعُ ثِيَابَهُ وَأَكَبَّ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ إِلَى الْمَسَاءِ، هُوَ وَشُيُوخُ إِسْرَائِيلَ، وَأَهَالُوا التُّرَابَ عَلَى رُؤُوسِهِمْ. -\v 7 وَقَالَ يَشُوعُ: «آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، لِمَاذَا جَعَلْتَ هَذَا الشَّعْبَ يَجْتَازُ نَهْرَ الأُرْدُنِّ لِكَيْ تَدْفَعَنَا إِلَى يَدِ الأَمُورِيِّينَ حَتَّى يُبِيدُونَا؟ لَيْتَنَا كُنَّا قَنَعْنَا وَأَقَمْنَا شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ. -\v 8 آهِ يَا سَيِّدُ، مَاذَا أَقُولُ الآنَ بَعْدَ أَنْ وَلَّى الإِسْرَائِيلِيُّونَ الأَدْبَارَ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ. -\v 9 إِذْ يَبْلُغُ هَذَا الْخَبَرُ مَسَامِعَ الْكَنْعَانِيِّينَ وَسَائِرِ سُكَّانِ الأَرْضِ، فَيُحِيطُونَ بِنَا وَيُزِيلُونَنَا مِنَ الْوُجُودِ! وَمَاذَا تَصْنَعُ لاِسْمِكَ الْعَظِيمِ؟» -\p -\v 10 فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «قُمْ، لِمَاذَا أَنْتَ سَاقِطٌ عَلَى وَجْهِكَ؟ -\v 11 لَقَدِ ارْتَكَبَ إِسْرَائِيلُ خَطِيئَةً، بَلْ تَعَدَّوْا عَلَى عَهْدِي الَّذِي أَمَرْتُهُمْ بِهِ، بَلْ أَخَذُوا مِمَّا حَرَّمْتُهُ عَلَيْهِمْ وَسَرَقُوا وَأَنْكَرُوا، بَلْ خَبَّأُوا فِي أَمْتِعَتِهِمْ. -\v 12 لِهَذَا عَجَزَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَنِ الثَّبَاتِ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ، فَوَلَّوْا أَمَامَهُمُ الأَدْبَارَ، لأَنَّهُمْ هَالِكُونَ إِذْ لَنْ أَعُودَ أَكُونُ مَعَكُمْ مَا لَمْ تَسْتَأْصِلُوا الْحَرَامَ مِنْ وَسَطِكُمْ، -\v 13 قُمْ، وَاطْلُبْ مِنَ الشَّعْبِ أَنْ يَتَقَدَّسُوا لِيَوْمِ غَدٍ، لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: فِي وَسَطِكَ حَرَامٌ يَا إِسْرَائِيلُ، وَلَنْ تَتَمَكَّنُوا مِنْ هَزِيمَةِ أَعْدَائِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْصِلُوا الْحَرَامَ مِنْ بَيْنِكُمْ. -\v 14 فَلْتَتَقَدَّمْ أَسْبَاطُكُمْ فِي يَوْمِ غَدٍ، سِبْطٌ تِلْوَ سِبْطٍ، وَالسِّبْطُ الَّذِي يُشِيرُ إِلَيْهِ الرَّبُّ يَمْثُلُ بِعَشَائِرِهِ وَالْعَشِيرَةُ الَّتِي يُعَيِّنُهَا الرَّبُّ تَتَقَدَّمُ بِبُيُوتِهَا، وَالْبَيْتُ الَّذِي يُحَدِّدُهُ الرَّبُّ يَتَقَدَّمُ بِرِجَالِهِ. -\v 15 وَالَّذِي تَثْبُتُ عَلَيْهِ جَرِيمَةُ السَّرِقَةِ مِمَّا هُوَ مُحَرَّمٌ، يُحْرَقُ بِالنَّارِ هُوَ وَكُلُّ مَالَهُ، لأَنَّهُ نَقَضَ عَهْدَ الرَّبِّ، وَارْتَكَبَ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ». -\p -\v 16 فَبَكَّرَ يَشُوعُ فِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي، وَعَرَضَ أَمَامَ الرَّبِّ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ، فَأَشَارَ الرَّبُّ إِلَى سِبْطِ يَهُوذَا، -\v 17 ثُمَّ عَرَضَ سِبْطَ يَهُوذَا، فَعَيَّنَ الرَّبُّ عَشِيرَةَ الزَّارَحِيِّينَ، ثُمَّ قَدَّمَ عَشِيرَةَ الزَّارَحِيِّينَ بِرِجَالِهَا فَأَشَارَ الرَّبُّ إِلَى زَبْدِي، -\v 18 فَعَرَضَ بَيْتَهُ بِرِجَالِهِ، فَحَدَّدَ الرَّبُّ عَخَانَ بْنَ كَرْمِي بْنِ زَبْدِي بْنِ زَارَحَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا. -\v 19 فَقَالَ يَشُوعُ لِعَخَانَ: «يَا ابْنِي، مَجِّدِ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ وَاعْتَرِفْ لَهُ، وَأَخْبِرْنِي الآنَ مَاذَا جَنَيْتَ؟ لَا تُخْفِ عَنِّي شَيْئاً». -\v 20 فَأَجَابَ عَخَانُ: «حَقّاً إِنِّي أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ وَجَنَيْتُ هَذَا الأَمْرَ. -\v 21 رَأَيْتُ بَيْنَ الْغَنَائِمِ رِدَاءً شِنْعَارِيًّا نَفِيساً، وَمِئَتَيْ شَاقِلِ فِضَّةٍ (نَحْوَ كِيلُو جِرَامَيْنِ وَنِصْفٍ)، وَسَبِيكَةً مِنْ ذَهَبٍ وَزْنُهَا خَمْسُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ جِرَامٍ)، فَاشْتَهَيْتُهَا وَأَخَذْتُهَا. وَهَا هِيَ مَطْمُورَةٌ فِي الأَرْضِ فِي وَسَطِ خَيْمَتِي، وَالْفِضَّةُ تَحْتَهَا». -\v 22 فَأَرْسَلَ يَشُوعُ رُسُلاً فَهُرِعُوا إِلَى الْخَيْمَةِ حَيْثُ عَثَرُوا عَلَيْهَا مَطْمُورَةً فِيهَا، وَالْفِضَّةُ تَحْتَهَا، -\v 23 فَأَخْرَجُوهَا مِنْ وَسَطِ الْخَيْمَةِ وَحَمَلُوهَا إِلَى يَشُوعَ وَإِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَعَرَضُوهَا أَمَامَ الرَّبِّ. -\v 24 فَأَخَذَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَخَانَ بْنَ زَارَحَ وَالْفِضَّةَ وَالرِّدَاءَ وَسَبِيكَةَ الذَّهَبِ، وَأَبْنَاءَهُ وَبَنَاتِهِ وَبَقَرَهُ وَحَمِيرَهُ وَغَنَمَهُ وَخَيْمَتَهُ وَكُلَّ مَالَهُ، وَذَهَبُوا بِهِمْ إِلَى وَادِي عَخُورَ. -\v 25 وَقَالَ يَشُوعُ: «لِمَاذَا جَلَبْتَ عَلَيْنَا هَذِهِ الْكَارِثَةَ؟ لِتَحِلَّ بِكَ الْيَوْمَ الْفَوَاجِعُ». فَرَجَمَهُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ بِالْحِجَارَةِ مَعَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَحْرَقُوهُمْ بِالنَّارِ، -\v 26 وَأَقَامُوا فَوْقَهُ كَوْمَةً كَبِيرَةً مِنَ الْحِجَارَةِ، مَا بَرِحَتْ بَاقِيَةً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. فَهَدَأَ غَضَبُ الرَّبِّ وَلِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَادِي عَخُورَ (وَمَعْنَاهُ: وَادِي الإِزْعَاجِ) إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. -\c 8 -\s1 تدمير عاي -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «لا تَجْزَعْ وَلا تَثْبُطْ هِمَّتُكَ. خُذْ جَيْشَكَ بِرُمَّتِهِ وَحَاصِرْ عَايَ لأَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُكَ مَلِكَ عَايَ وَشَعْبَهُ وَمَدِينَتَهُ وَأَرْضَهُ. -\v 2 فَتُجْرِي عَلَى عَايَ وَمَلِكِهَا مَا أَجْرَيْتَهُ عَلَى أَرِيحَا وَمَلِكِهَا، غَيْرَ أَنَّكُمْ تَنْهَبُونَ لأَنْفُسِكُمْ غَنِيمَتَهَا وَبَهَائِمَهَا. انْصُبْ كَمِيناً خَلْفَ الْمَدِينَةِ». -\v 3 فَهَبَّ يَشُوعُ وَجَمِيعُ الْمُحَارِبِينَ وَتَوَجَّهُوا لِمُهَاجَمَةِ عَايَ. وَاخْتَارَ يَشُوعُ ثَلاثِينَ أَلْفَ رَجُلٍ مِنْ مُحَارِبِيهِ الأَشِدَّاءِ، وَأَرْسَلَهُمْ لَيْلاً، بَعْدَ أَنْ أَوْصَاهُمْ قَائِلاً: -\v 4 «اذْهَبُوا وَاكْمُنُوا خَلْفَ الْمَدِينَةِ. لَا تَبْتَعِدُوا عَنْهَا كَثِيراً وَتَأَهَّبُوا جَمِيعُكُمْ لِلْقِتَالِ. -\v 5 أَمَّا أَنَا وَبَقِيَّةُ الْمُحَارِبِينَ الَّذِينَ مَعِي فَنَقْتَرِبُ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَمَا إِنْ يَخْرُجُوا لِلِقَائِنَا، كَمَا حَدَثَ سَابِقاً، حَتَّى نَتَظَاهَرَ بِالْهَرَبِ أَمَامَهُمْ، -\v 6 فَيَتَعَقَّبُونَا، وَبِذَلِكَ نَجْذِبُهُمْ بَعِيداً عَنِ الْمَدِينَةِ، ظَنّاً مِنْهُمْ أَنَّنَا هَارِبُونَ أَمَامَهُمْ كَمَا جَرَى فِي الْمَرَّةِ الْمَاضِيَةِ، -\v 7 فَتَنْقَضُّونَ أَنْتُمْ مِنَ الْمَكْمَنِ وَتَسْتَوْلُونَ عَلَى الْمَدِينَةِ الَّتِي يُخْضِعُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ. -\v 8 وَلَدَى اسْتِيلائِكُمْ عَلَى الْمَدِينَةِ تُضْرِمُونَ فِيهَا النَّارَ كَأَمْرِ الرَّبِّ، فَافْعَلُوا وَنَفِّذُوا مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ». -\v 9 وَأَطْلَقَهُمْ يَشُوعُ فَتَوَجَّهُوا إِلَى الْمَكْمَنِ، حَيْثُ تَرَبَّصُوا بِالْمَدِينَةِ مَا بَيْنَ بَيْتِ إِيلَ وَغَرْبِيِّ عَايَ. وَقَضَى يَشُوعُ لَيْلَتَهُ تِلْكَ فِي وَسَطِ الشَّعْبِ. -\p -\v 10 وَفِي الصَّبَاحِ التَّالِي نَهَضَ يَشُوعُ مُبَكِّراً، وَأَحْصَى الْجَيْشَ وَسَارَ هُوَ وَشُيُوخُ إِسْرَائِيلَ فِي طَلِيعَتِهِمْ نَحْوَ عَايَ. -\v 11 وَتَقَدَّمَتْ مَعَهُ قُوَّاتُهُ كُلُّهَا حَتَّى أَتَوْا إِلَى مُقَابِلِ الْمَدِينَةِ، حَيْثُ نَزَلُوا شِمَالِيَّهَا، لَا يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَايَ سِوَى الْوَادِي. -\v 12 وَأَرْسَلَ يَشُوعُ قُوَّةَ دَعْمٍ أُخْرَى مُؤَلَّفَةً مِنْ خَمْسَةِ آلافِ مُحَارِبٍ لِتَكْمُنَ بَيْنَ بَيْتِ إِيلَ وَعَايَ غَرْبِيَّ الْمَدِينَةِ. -\v 13 وَتَمَرْكَزَ الْجَيْشُ الرَّئِيسِيُّ فِي شِمَالِيِّ الْمَدِينَةِ، فِي حِينِ تَرَبَّصَ الْكَمِينُ فِي غَرْبِيِّهَا، أَمَّا يَشُوعُ فَقَدْ قَضَى تِلْكَ اللَّيْلَةَ فِي وَسَطِ الْوَادِي. -\v 14 وَلَمَّا رَأَى مَلِكُ عَايَ مَا يَجْرِي، خَرَجَ بِجَيْشِهِ مُبَكِّراً لِلِقَاءِ إِسْرَائِيلَ وَمُحَارَبَتِهِ فِي السَّهْلِ، وَهُوَ لَا يَدْرِي أَنَّ هُنَاكَ كَمِيناً يَتَحَفَّزُ لِلْهُجُومِ عَلَيْهِمْ مِنْ خَلْفِ الْمَدِينَةِ. -\v 15 فَتَظَاهَرَ يَشُوعُ وَبَقِيَّةُ الْجَيْشِ بِالانْكِسَارِ أَمَامَهُمْ، وَلاذُوا بِالْفِرَارِ فِي طَرِيقِ الصَّحْرَاءِ. -\v 16 فَتَنَادَى جَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِينَ فِي الْمَدِينَةِ لِتَعَقُّبِ يَشُوعَ، فَجَدُّوا وَرَاءَهُمْ مُبْتَعِدِينَ عَنِ الْمَدِينَةِ. -\v 17 وَلَمْ يَبْقَ فِي عَايَ أَوْ فِي بَيْتِ إِيلَ رَجُلٌ لَمْ يَسْعَ فِي مُطَارَدَةِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، تَارِكِينَ الْمَدِينَةَ مَفْتُوحَةً لِلْكَمِينِ. -\p -\v 18 فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «مُدَّ رُمْحَكَ نَحْوَ عَايَ لأَنَّنِي وَهَبْتُكَ الْمَدِينَةَ». فَمَدَّ يَشُوعُ الْحَرْبَةَ الَّتِي بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ، -\v 19 فَانْدَفَعَ الْكَمِينُ مِنْ مَكَانِهِ بِسُرْعَةٍ عِنْدَمَا مَدَّ يَدَهُ بِالْحَرْبَةِ وَرَكَضُوا وَاقْتَحَمُوا الْمَدِينَةَ وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا وَأَحْرَقُوهَا بِالنَّارِ. -\v 20 فَالْتَفَتَ رِجَالُ عَايَ وَرَاءَهُمْ وَإِذْ بِهِمْ يُشَاهِدُونَ دُخَانَ الْمَدِينَةِ يَتَصَاعَدُ إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ مَهْرَبٍ، فَانْقَلَبَ الْجَيْشُ الْهَارِبُ إِلَى الصَّحْرَاءِ عَلَى مُطَارِدِيهِ. -\v 21 وَلَمَّا رَأَى يَشُوعُ وَمُحَارِبُوهُ أَنَّ الْكَمِينَ قَدِ اسْتَوْلَى عَلَى الْمَدِينَةِ، وَأَنَّ دُخَانَهَا قَدْ مَلأَ الْفَضَاءَ، شَرَعُوا فِي مُهَاجَمَةِ رِجَالِ عَايَ وَالْقَضَاءِ عَلَيْهِمْ. -\v 22 كَذَلِكَ خَرَجَ الْكَمِينُ مِنَ الْمَدِينَةِ لِقَطْعِ طَرِيقِ الْهَرَبِ عَلَيْهِمْ. فَوَجَدَ أَهْلُ عَايَ أَنْفُسَهُمْ مَحْصُورِينَ بَيْنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ الأَمَامِ وَمِنَ الْخَلْفِ، فَفَتَكَ بِهِمِ الإِسْرَائِيلِيُّونَ، فَلَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ أَحَدٌ. -\v 23 أَمَّا مَلِكُ عَايَ فَقَدْ وَقَعَ فِي الأَسْرِ فَتَسَلَّمَهُ يَشُوعُ. -\v 24 وَعِنْدَمَا تَمَّ الْقَضَاءُ عَلَى جَيْشِ عَايَ فِي الصَّحْرَاءِ حَيْثُ تَعَقَّبُوا الإِسْرَائِيلِيِّينَ، وَفَنُوا جَمِيعُهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ، رَجَعَ الْمُحَارِبُونَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ إِلَى عَايَ وَقَتَلُوا كُلَّ مَنْ فِيهَا. -\v 25 فَكَانَ جَمِيعُ مَنْ قُتِلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً، وَهُمْ جَمِيعُ أَهْلِ عَايَ. -\v 26 وَظَلَّ يَشُوعُ مَادّاً يَدَهُ بِالْحَرْبَةِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ حَتَّى تَمَّ الْقَضَاءُ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ عَايَ. -\v 27 أَمَّا الْبَهَائِمُ وَغَنَائِمُ الْمَدِينَةِ فَقَدْ نَهَبَهَا الإِسْرَائِيلِيُّونَ لأَنْفُسِهِمْ، بِمُقْتَضَى أَمْرِ الرَّبِّ الَّذِي أَصْدَرَهُ إِلَى يَشُوعَ. -\v 28 وَهَكَذَا أَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَحَوَّلَهَا إِلَى تَلِّ خَرَابٍ أَبَدِيٍّ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. -\v 29 وَشَنَقَ مَلِكَ عَايَ عَلَى شَجَرَةٍ إِلَى وَقْتِ الْمَسَاءِ، وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوا جُثَّتَهُ عَنِ الشَّجَرَةِ وَطَرَحُوهَا عِنْدَ مَدْخَلِ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ وهَالُوا عَلَيْهَا كَوْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. -\s1 تجديد العهد على جبل عيبال -\p -\v 30 حِينَئِذٍ بَنَى يَشُوعُ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ عِيبَالَ. -\v 31 كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، بِحَسَبِ مَا هُوَ مُدَوَّنٌ فِي كِتَابِ تَوْرَاةِ مُوسَى، فَكَانَ الْمَذْبَحُ مَبْنِيًّا مِنْ حِجَارَةٍ صَحِيحَةٍ لَمْ يَنْحَتْهَا أَحَدٌ بِآلَةٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَقَدَّمُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ، وَذَبَائِحَ سَلامٍ. -\v 32 وَعَلَى مَرْأَى مِنْ بَنِي إِسْرَائِيَل نَقَشَ يَشُوعُ عَلَى حِجَارَةِ الْمَذْبَحِ نُسْخَةً مِنْ شَرِيعَةِ مُوسَى الَّتِي كَانَ مُوسَى قَدْ أَمْلاهَا عَلَيْهِ -\v 33 وَكَانَ جَمِيعُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، غُرَبَاءَ وَمُوَاطِنِينَ، مَعَ شُيُوخِهِمْ وَعُرَفَائِهِمْ وَقُضَاتِهِمْ يَقِفُونَ إِلَى جَانِبَيْ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ فِي مُوَاجَهَةِ الْكَهَنَةِ اللّاوِيِّينَ حَامِلِي التَّابُوتِ. وَقَفَ نِصْفُهُمْ أَمَامَ جَبَلِ جِرِزِّيمَ، وَوَقَفَ النِّصْفُ الآخَرُ أَمَامَ جَبَلِ عِيبَالَ تَنْفِيذاً لِتَعْلِيمَاتِ مُوسَى عَبْدِ الرَّبِّ السَّابِقَةِ الَّتِي أَصْدَرَهَا بِشَأْنِ بَرَكَةِ الشَّعْبِ. -\v 34 ثُمَّ تَلا يَشُوعُ جَمِيعَ عِبَارَاتِ التَّوْرَاةِ الْمُخْتَصَّةِ بِالْبَرَكَةِ وَاللَّعْنَةِ، كَمَا وَرَدَتْ فِي كِتَابِ الشَّرِيعَةِ. -\v 35 لَمْ يَغْفَلْ يَشُوعُ كَلِمَةً مِنْ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى، بَلْ قَرَأَهَا كُلَّهَا أَمَامَ جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، حَتَّى أَمَامَ النِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ وَالْغُرَبَاءِ الْمُقِيمِينَ بَيْنَهُمْ. -\c 9 -\s1 خدعة الجبعونيين -\p -\v 1 وَعِنْدَمَا سَمِعَ جَمِيعُ مُلُوكِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ والْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ الْمُقِيمِينَ غَرْبِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، الْمُسْتَوْطِنِينَ فِي الْجِبَالِ وَفِي السُّهُولِ، وَعِنْدَ سَاحِلِ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ، حَتَّى حُدُودِ سَاحِلِ لُبْنَانَ، هَذِهِ الأُمُورَ -\v 2 سَارَعُوا بِتَوْحِيدِ جُيُوشِهِمْ لِمُحَارَبَةِ يَشُوعَ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ. -\p -\v 3 وَحِينَ عَرَفَ أَهْلُ جِبْعُونَ بِمَا صَنَعَهُ يَشُوعُ بِأَرِيحَا وَعَايَ، -\v 4 لَجَأُوا إِلَى الْحِيلَةِ الْمَاكِرَةِ، فَأَقْبَلُوا كَوَفْدٍ مُحَمِّلِينَ حَمِيرَهُمْ بِعِدَالٍ رَثَّةٍ وَزِقَاقِ خَمْرٍ بَالِيَةٍ مَرْبُوطَةٍ، -\v 5 وَارْتَدَوْا نِعَالاً بَالِيَةً وَمُرَقَّعَةً فِي أَرْجُلِهِمْ، وَلَبِسُوا عَلَيْهِمْ ثِيَاباً مُهْتَرِئَةً، وَتَزَوَّدُوا بِخُبْزٍ يَابِسٍ فَقَطْ، تَحَوَّلَ إِلَى فُتَاتٍ، -\v 6 وَقَدِمُوا عَلَى يَشُوعَ فِي مُخَيَّمِ الْجِلْجَالِ، وَقَالُوا لَهُ وَلِقَادَةِ إِسْرَائِيلَ: «هَا نَحْنُ قَدْ جِئْنَا مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ، فَاقْطَعُوا لَنَا عَهْداً». -\v 7 فَقَالَ قَادَةُ إِسْرَائِيلَ لِلْحِوِّيِّينَ: «كَيْفَ نَقْطَعُ لَكُمْ عَهْداً؟ رُبَّمَا أَنْتُمْ مِنْ سُكَّانِ هَذِهِ الْمِنْطَقَةِ». -\v 8 فَقَالُوا لِيَشُوعَ: «نَحْنُ عَبِيدٌ لَكَ» فَسَأَلَهُمْ يَشُوعُ: «مَنْ أَنْتُمْ، وَمِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمْ؟» -\v 9 فَأَجَابُوهُ: «لَقَدْ جَاءَ عَبِيدُكَ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكَ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ جِدّاً، لأَنَّنَا قَدْ سَمِعْنَا بِقُدْرَتِهِ وَبِكُلِّ مَا أَجْرَاهُ عَلَى مِصْرَ، -\v 10 وَبِكُلِّ مَا صَنَعَهُ بِمَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ: سِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ وَعُوجَ مَلِكِ بَاشَانَ، الَّذِي فِي عَشْتَارُوثَ الْمُقِيمَيْنِ فِي شَرْقِيِّ الأُرْدُنِّ. -\v 11 فَأَشَارَ عَلَيْنَا شُيُوخُنَا وَسَائِرُ سُكَّانِ أَرْضِنَا أَنْ نَتَزَوَّدَ لِهَذِهِ الرِّحْلَةِ الطَّوِيلَةِ، وَنَأْتِيَ لِلِقَائِكُمْ وَنُعْلِنَ لَكُمْ أَنَّ شَعْبَنَا صَارَ لَكُمْ عَبِيداً، فَتَعَالَوْا وَاقْطَعُوا لَنَا عَهْداً. -\v 12 هَذَا هُوَ خُبْزُنَا أَخَذْنَاهُ مِنْ بُيُوتِنَا سَاخِناً يَوْمَ بَدَأْنَا رِحْلَتَنَا إِلَيْكُمْ، وَصَارَ الآنَ يَابِساً فُتَاتاً. -\v 13 وَهَذِهِ هِيَ زِقَاقُ الْخَمْرِ الَّتِي كَانَتْ جَدِيدَةً يَوْمَ مَلأْنَاهَا، قَدْ أَصْبَحَتْ مُشَقَّقَةً، وَهَذِهِ ثِيَابُنَا وَنِعَالُنَا قَدْ بَلِيَتْ مِنْ طُولِ الْمَسِيرِ عَلَى الطَّرِيقِ». -\v 14 فَأَخَذَ قَادَةُ إِسْرَائِيلَ مِنْ زَادِهِمْ مِنْ غَيْرِ اسْتِشَارَةِ الرَّبِّ. -\v 15 وَعَقَدَ يَشُوعُ لَهُمْ مُعَاهَدَةَ صُلْحٍ، وَأَبْرَمَ مَعَهُمْ مِيثَاقاً لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى حَيَاتِهِمْ، وَكَذَلِكَ حَلَفَ لَهُمْ قَادَةُ إِسْرَائِيلَ. -\v 16 وَفِي نِهَايَةِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، بَعْدَ أَنْ قَطَعُوا لَهُمْ عَهْداً، اكْتَشَفَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنَّهُمْ مِنَ الْحِوِّيِّينَ الْقَرِيبِينَ مِنْهُمْ وَالْمُقِيمِينَ فِي وَسَطِهِمْ. -\v 17 وَمَا لَبِثَ أَنِ ارْتَحَلَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَجَاءُوا إِلَى مُدُنِ الْحِوِّيِّينَ الَّتِي هِيَ جِبْعُونُ وَالْكَفِيرَةُ وَبَئِيرُوتُ وَقَرْيَةُ يَعَارِيمَ. -\v 18 فَلَمْ يُهَاجِمْهُمُ الْمُحَارِبُونَ لأَنَّ قَادَةَ الْجَمَاعَةِ قَدْ أَبْرَمُوا مَعَهُمْ عَهْداً حَالِفِينَ بِالرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ. فَتَذَمَّرَ جَمِيعُ الشَّعْبِ عَلَى الْقَادَةِ. -\v 19 فَقَالَ الْقَادَةُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «إِنَّنَا قَدْ حَلَفْنَا لَهُمْ بِالرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ، وَلا يُمْكِنُنَا الآنَ أَنْ نَمَسَّهُمْ بِسُوءٍ. -\v 20 وَلا يَسَعُنَا إلّا أَنْ نَسْتَحْيِيَهُمْ لِئَلّا يَحِلَّ عَلَيْنَا سَخَطُ الرَّبِّ مِنَ جَرَّاءِ الْيَمِينِ الَّتي حَلَفْنَا بِها لَهُمْ». -\v 21 وَأَضَافُوا: «لِيَحْيَوْا، وَلَكِنْ لِيَكُونُوا لِكُلِّ الْجَمَاعَةِ عَبِيداً، يَحْتَطِبُونَ حَطَباً وَيَسْتَقُونَ لَهُمْ مَاءً». وَهَكَذَا لَمْ يَنْكُثِ الْقَادَةُ عَهْدَهُمْ. -\v 22 وَاسْتَدْعَاهُمْ يَشُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا خَدَعْتُمُونَا مُدَّعِينَ أَنَّكُمْ تُقِيمُونَ بَعِيداً جِدّاً، بَيْنَمَا أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِي وَسَطِنَا؟ -\v 23 فَلْتَكُونُوا مَلْعُونِينَ الآنَ، لَا يَنْقَطِعُ مِنْكُمُ الْعَبِيدُ وَمُحْتَطِبُو الْحَطَبِ وَمُسْتَقُو الْمَاءِ لِبَيْتِ إِلَهِي». -\v 24 فَأَجَابُوا يَشُوعَ قَائِلِينَ: «لَقَدْ بَلَغَ عَبِيدَكَ أَخْبَارُ مَا وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ إِلَهُكَ مُوسَى عَبْدَهُ، أَنْ يَهَبَكُمْ كُلَّ الأَرْضِ وَيُهْلِكَ جَمِيعَ سُكَّانِهَا مِنْ أَمَامِكُمْ، فَخَشِينَا جِدّاً عَلَى أَنْفُسِنَا مِنْكُمْ، فَتَوَسَّلْنَا بِالْحِيلَةِ. -\v 25 وَالآنَ هَا نَحْنُ تَحْتَ رَحْمَتِكَ، فَافْعَلْ بِنَا مَا تَرَاهُ صَالِحاً وَحَقّاً». -\v 26 وَهَكَذَا أَنْقَذَهُمْ يَشُوعُ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ فَلَمْ يَقْتُلُوهُمْ، -\v 27 وَلَكِنَّهُ اسْتَخْدَمَهُمْ مُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ فِي احْتِطَابِ الْحَطَبِ، وَاسْتِقَاءِ الْمَاءِ لِكُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، وَلِمَذْبَحِ الرَّبِّ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ. -\c 10 -\s1 ثبات الشمس -\p -\v 1 وَعِنْدَمَا سَمِعَ أَدُونِي صَادَقَ مَلِكُ أُورُشَلِيمَ أَنَّ يَشُوعَ اسْتَوْلَى عَلَى عَايَ وَدَمَّرَهَا وَقَتَلَ مَلِكَهَا كَمَا صَنَعَ بِأَرِيحَا وَمَلِكِهَا، وَأَنَّ أَهْلَ جِبْعُونَ قَدْ صَالَحُوا الإِسْرَائِيلِيِّينَ وَأَقَامُوا فِي وَسَطِهِمْ، -\v 2 اعْتَرَاهُ خَوْفٌ شَدِيدٌ، لأَنَّ جِبْعُونَ كَانَتْ مِدِينَةً عَظِيمَةً كَإِحْدَى الْمُدُنِ الَّتِي يُقِيمُ فِيهَا الْمُلُوكُ وَهِيَ أَعْظَمُ مِنْ عَايَ، وَكُلُّ رِجَالِهَا مُحَارِبُونَ جَبَابِرَةٌ. -\v 3 فَبَعَثَ أَدُونِي صَادَقَ مَلِكُ أُورُشَلِيمَ إِلَى هُوهَامَ مَلِكِ حَبْرُونَ وَفِرْآمَ مَلِكِ يَرْمُوتَ وَيَافِيعَ مَلِكِ لَخِيشَ وَدَبِيرَ مَلِكِ عَجْلُونَ قَائِلاً: -\v 4 «أَقْبِلُوا إِلَيَّ وَأَعِينُونِي عَلَى تَدْمِيرِ جِبْعُونَ، لأَنَّهَا عَقَدَتْ صُلْحاً مَعَ يَشُوعَ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ». -\v 5 فَوَحَّدَ مُلُوكُ الأَمُورِيِّينَ الْخَمْسَةُ جُيُوشَهُمْ لِلْقِيَامِ بِهُجُومٍ عَلَى جِبْعُونَ. -\v 6 فَأَرْسَلَ أَهْلُ جِبْعُونَ إِلَى يَشُوعَ إِلَى الْمُخَيَّمِ فِي الْجِلْجَالِ قَائِلِينَ: «لا تَتَقَاعَسْ عَنْ إِعَانَةِ عَبِيدِكَ، بَلْ أَسْرِعْ إِلَيْنَا وَأَنْقِذْنَا وَأَعِنَّا، لأَنَّهُ قَدْ تَحَالَفَ ضِدَّنَا جَمِيعُ مُلُوكِ الأَمُورِيِّينَ الْمُسْتَوْطِنِينَ فِي الْجَبَلِ». -\v 7 فَانْطَلَقَ يَشُوعُ مِنَ الْجِلْجَالِ بِقُوَّاتِهِ وَجُنُودِهِ الأَشِدَّاءِ. -\p -\v 8 فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «لا تَخَفْ مِنْهُمْ، لأَنَّنِي قَدْ أَسْلَمْتُهُمْ إِلَى يَدِكَ، وَلَنْ يَجْرُؤَ رَجُلٌ مِنْهُمْ عَلَى مُقَاوَمَتِكَ». -\v 9 فَبَاغَتَهُمْ يَشُوعُ عَلَى حِينِ غِرَّةٍ إِذْ سَارَ طَوَالَ اللَّيْلِ كُلِّهِ مِنَ الْجِلْجَالِ. -\v 10 وَأَلْقَى الرَّبُّ فِيهِمِ الرُّعْبَ أَمَامَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ الَّذِينَ هَزَمُوهُمْ هَزِيمَةً نَكْرَاءَ فِي جِبْعُونَ، وَتَعَقَّبُوهُمْ فِي طَرِيقِ عَقَبَةِ بَيْتِ حُورُونَ حَتَّى بَلَغُوا عَزِيقَةَ وَمَقِّيدَةَ. -\v 11 وَفِيمَا هُمْ لائِذُونَ بِالْفِرَارِ أَمَامَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ عِنْدَ مُنْحَدَرِ بَيْتِ حُورُونَ، قَذَفَهُمُ الرَّبُّ بِعَاصِفَةٍ مِنْ بَرَدٍ عَظِيمٍ انْهَمَرَتْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى أَشْرَفُوا عَلَى عَزِيقَةَ فَمَاتُوا. وَكَانَ الَّذِينَ قَضَى عَلَيْهِمِ الْبَرَدُ أَكْثَرَ مِنَ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ سَيْفُ بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\p -\v 12 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي هَزَمَ فِيهِ الرَّبُّ الأُمُورِيِّينَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، ابْتَهَلَ يَشُوعُ إِلَى الرَّبِّ عَلَى مَسْمَعٍ مِنَ الشَّعْبِ: «يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ، وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ». -\v 13 فَثَبَتَتِ الشَّمْسُ، وَتَوَقَّفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الْجَيْشُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هَذَا مُدَوَّناً فِي كِتَابِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تُسْرِعْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِلٍ. -\v 14 وَلَمْ يَحْدُثْ نَظِيرُ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَا مِنْ قَبْلُ وَلا مِنْ بَعْدُ، فِيهِ اسْتَجَابَ الرَّبُّ دُعَاءَ إِنْسَانٍ، لأَنَّ الرَّبَّ حَارَبَ حَقّاً عَنْ إِسْرَائِيلَ. -\s1 قتل ملوك الأموريين الخمسة -\p -\v 15 ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَجَيْشُهُ إِلَى الْمُخَيَّمِ فِي الْجِلْجَالِ. -\v 16 وَهَرَبَ المُلُوكُ الْخَمْسَةُ وَاخْتَبَأُوا فِي كَهْفٍ فِي مَقِّيدَةَ. -\v 17 وَعِنْدَمَا قِيلَ لِيَشُوعَ إِنَّ الْمُلُوكَ الْخَمْسَةَ مُخْتَبِئُونَ فِي الْكَهْفِ فِي مَقِّيدَةَ -\v 18 قَالَ: «دَحْرِجُوا حِجَارَةً كَبِيرَةً عَلَى مَدْخَلِ الْكَهْفِ وَأَقِيمُوا عَلَيْهِمْ حُرَّاساً. -\v 19 أَمَّا أَنْتُمْ فَتَعَقَّبُوا جَيْشَ الْعَدُوِّ وَهَاجِمُوا مُؤَخَّرَتَهُ وَلا تَدَعُوا مُحَارِبِيهِ يَدْخُلُونَ مُدُنَهُمْ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَسْلَمَهُمْ إِلَيْكُمْ». -\v 20 وَبَعْدَ أَنْ هَزَمَ يَشُوعُ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ الْمُلُوكَ الْخَمْسَةَ هَزِيمَةً فَادِحَةً، وَلَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ إِلا قِلَّةٌ مِنَ الشَّارِدِينَ الَّذِينَ لَجَأُوا إِلَى الْمُدُنِ الْحَصِينَةِ -\v 21 رَجَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمُخَيَّمِ فِي مَقِّيدَةَ بِسَلامٍ حَيْثُ كَانَ يَشُوعُ. وَلَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ عَلَى مُعَارَضَتِهِمْ. -\v 22 ثُمَّ قَالَ يَشُوعُ: «افْتَحُوا مَدْخَلَ الْكَهْفِ وَأَخْرِجُوا إِلَيَّ الْمُلُوكَ الْخَمْسَةَ» -\v 23 فَنَفَّذُوا أَمْرَهُ وَأَخْرَجُوا الْمُلُوكَ الْخَمْسَةَ: مَلِكَ أُورُشَلِيمَ وَمَلِكَ حَبْرُونَ وَمَلِكَ يَرْمُوتَ وَمَلِكَ لَخِيشَ وَمَلِكَ عَجْلُونَ، -\v 24 وَمَا إِنْ أَقْبَلُوا بِهِمْ إِلَيْهِ حَتَّى اسْتَدْعَى كُلَّ مَحَارِبِيهِ، وَقَالَ لِقَادَتِهِمِ الَّذِينَ سَارُوا مَعَهُ: «تَقَدَّمُوا وَطِئُوا بِأَرْجُلِكُمْ رِقَابَ هَؤُلاءِ الْمُلُوكِ». فَفَعَلُوا كَذَلِكَ. -\v 25 فَقَالَ لَهُمْ يَشُوعُ: «لا تَخَافُوا وَلا تَجْزَعُوا، بَلْ تَقَوَّوْا وَتَشَجَّعُوا، لأَنَّهُ هَكَذَا يَصْنَعُ الرَّبُّ بِجَمِيعِ أَعْدَائِكُمُ الَّذِينَ تُحَارِبُونَهُمْ». -\v 26 ثُمَّ قَتَلَهُمْ يَشُوعُ بَعْدَ ذَلِكَ وَعَلَّقَ جُثَثَهُمْ عَلَى خَمْسَةِ أَشْجَارٍ، حَتَّى الْمَسَاءِ. -\v 27 وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوهُمْ عَنْهَا وَطَرَحُوهُمْ فِي الْكَهْفِ الَّذِي لَجَأُوا إِلَيْهِ وَسَدُّوا مَدْخَلَهُ بِحِجَارَةٍ كَبِيرَةٍ بَاقِيَةٍ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. -\s1 احتلال المدن الجنوبية -\p -\v 28 وَاسْتَوْلَى يَشُوعُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَلَى مَقِّيدَةَ وَقَتَلَ بِالسَّيْفِ مَلِكَهَا وَكُلَّ نَفْسٍ فِيهَا. لَمْ يُفْلِتْ مِنْهَا نَاجٍ، وَصَنَعَ بِمَلِكِ مَقِّيدَةَ مَا صَنَعَهُ بِمَلِكِ أَرِيحَا. -\v 29 ثُمَّ تَوَجَّهَ يَشُوعُ عَلَى رَأْسِ جَيْشِهِ مِنْ مَقِّيدَةَ إِلَى لِبْنَةَ وَحَارَبَهَا، -\v 30 فَأَسْلَمَهَا الرَّبُّ هِيَ أَيْضاً إِلَى يَدِ إِسْرَائِيلَ مَعَ مَلِكِهَا، فَدَمَّرَهَا وَقَتَلَ كُلَّ نَفْسٍ فِيهَا بِحَدِّ السَّيْفِ فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهَا نَاجٍ، وَصَنَعَ بِمَلِكِهَا مَا صَنَعَهُ بِمَلِكِ أَرِيحَا. -\v 31 بَعْدَ ذَلِكَ تَقَدَّمَ يَشُوعُ مِنْ لِبْنَةَ إِلَى لَخِيشَ وَحَاصَرَهَا وَهَاجَمَهَا، -\v 32 فَأَسْلَمَ الرَّبُّ لَخِيشَ إِلَى يَدِ إِسْرَائِيلَ، فَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا فِي الْيَوْمِ التَّالِي وَدَمَّرُوهَا وَقَتَلُوا كُلَّ نَفْسٍ فِيهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، نَظِيرَ مَا صَنَعُوا بِلِبْنَةَ. -\v 33 عِنْدَئِذٍ أَقْبَلَ هُورَامُ مَلِكُ جَازَرَ لِمَعُونَةِ لَخِيشَ، فَقَضَى يَشُوعُ عَلَيْهِ وَعَلَى جَيْشِهِ فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهُمْ نَاجٍ. -\p -\v 34 ثُمَّ تَحَرَّكَ يَشُوعُ وَجَيْشُ إِسْرَائِيلَ مِنْ لَخِيشَ نَحْوَ عَجْلُونَ فَحَاصَرُوهَا وَحَارَبُوهَا، -\v 35 وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَدَمَّرُوهَا، وَقَضَوْا عَلَى كُلِّ نَفْسٍ فِيهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، عَلَى غِرَارِ مَا صَنَعُوا بِلَخِيشَ. -\v 36 ثُمَّ اتَّجَهَ يَشُوعُ بِقُوَّاتِهِ مِنْ عَجْلُونَ إِلَى حَبْرُونَ وَهَاجَمُوهَا، -\v 37 وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا وَدَمَّرُوهَا مَعَ بَقِيَّةِ ضَوَاحِيهَا التَّابِعَةِ لَهَا، وَقَتَلُوا مَلِكَهَا وَكُلَّ نَفْسٍ فِيهَا بِحَدِّ السَّيْفِ فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهَا نَاجٍ، عَلَى غِرَارِ مَا صَنَعُوا بِعَجْلُونَ. وَهَكَذَا قَضَوْا عَلَى كُلِّ نَفْسٍ فِيهَا. -\p -\v 38 ثُمَّ عَادَ يَشُوعُ إِلَى دَبِيرَ وَهَاجَمَهَا، -\v 39 وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا وَدَمَّرَهَا مَعَ ضَوَاحِيهَا وَقَتَلَ مَلِكَهَا وَكُلَّ نَفْسٍ فِيهَا بِحَدِّ السَّيْفِ فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهَا نَاجٍ، فَصَنَعَ بِدَبِيرَ وَمَلِكِهَا نَظِيرَ مَا صَنَعَ بِلِبْنَةَ وَمَلِكِهَا. -\p -\v 40 وَهَكَذَا هَاجَمَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْمَنَاطِقِ السَّهْلِيَّةِ وَالسَّفْحِ وَدَمَّرَهَا وَقَتَلَ كُلَّ مُلُوكِهَا، وَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهَا نَاجٍ، بَلْ قَضَى عَلَى كُلِّ حَيٍّ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ. -\v 41 وَهَكَذَا أَخْضَعَ يَشُوعُ الْمِنْطَقَةَ بَدْءاً مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ إِلَى غَزَّةَ، بِمَا فِي ذَلِكَ مِنْطَقَةُ جُوشِنَ وَجِبْعُونَ. -\v 42 وَظَفِرَ يَشُوعُ بِجَمِيعِ هَؤُلاءِ الْمُلُوكِ وَاسْتَوْلَى عَلَى أَرْضِهِمْ دَفْعَةً وَاحِدَةً، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ حَارَبَ عَنْهُمْ. -\v 43 ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ جَيْشِهِ مَعَهُ إِلَى الْمُخَيَّمِ، إِلَى الْجِلْجَالِ. -\c 11 -\s1 هزيمة ملوك الشمال -\p -\v 1 وَمَا إِنْ سَمِعَ يَابِينُ مَلِكُ حَاصُورَ بِانْتِصَارَاتِ يَشُوعَ حَتَّى بَعَثَ بِدَعْوَاتٍ إِلَى يُوبَابَ مَلِكِ مَادُونَ وَإِلَى مَلِكِ شِمْرُونَ وَإِلَى مَلِكِ أَكْشَافَ، -\v 2 وَإِلَى مُلُوكِ الْجَبَلِ شِمَالًا وَمُلُوكِ وَادِي الأُرْدُنِّ جَنُوبِيَّ بُحَيْرَةِ الْجَلِيلِ، وَمُلُوكِ السَّهْلِ وَمُلُوكِ مُرْتَفَعَاتِ دُورٍ غَرْباً، -\v 3 وَإِلَى مُلُوكِ الْكَنْعَانِيِّينَ فِي الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ، وَالأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ فِي إِقْلِيمِ الْجَبَلِ، وَالْحِوِّيِّينَ الْمُقِيمِينَ عَلَى سَفْحِ جَبَلِ حَرْمُونَ فِي أَرْضِ الْمِصْفَاةِ. -\v 4 فَاحْتَشَدُوا هُمْ وَجُيُوشُهُمُ الْغَفِيرَةُ وَخُيُولُهُمْ وَمَرْكَبَاتُهُمْ فَكَانُوا فِي كَثْرَتِهِمْ كَرَمْلِ الْبَحْرِ. -\v 5 وَالْتَقَى جَمِيعُ هَؤُلاءِ الْمُلُوكِ فِي مَوْعِدٍ مُحَدَّدٍ حَيْثُ خَيَّمُوا مَعاً عِنْدَ مِيَاهِ مَيْرُومَ لِمُحَارَبَةِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ. -\p -\v 6 فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «لا تَخْشَ مِنْهُمْ. غَداً فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ أُهْلِكُهُمْ أَمَامَ إِسْرَائِيلَ، فَتُعَرْقِبُ خُيُولَهُمْ وَتُحْرِقُ مَرْكَبَاتِهِمْ بِالنَّارِ». -\v 7 فَجَاءَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ جُنُودِهِ وَبَاغَتُوهُمْ عِنْدَ مِيَاهِ مَيْرُومَ وَهَجَمُوا عَلَيْهِمْ، -\v 8 فَأَسْلَمَهُمُ الرَّبُّ إِلَى يَدِ إِسْرَائِيلَ، فَضَرَبُوهُمْ وَطَارَدُوهُمْ شِمَالاً حَتَّى صِيدُونَ الْعَظِيمَةِ وَإِلَى مِسْرَفُوتَ مَايِمَ وَإِلَى وَادِي مِصْفَاةَ شَرْقاً، وَقَضَوْا عَلَيْهِمْ بِحَيْثُ لَمْ يُفْلِتْ مِنْهُمْ نَاجٍ. -\v 9 وَفَعَلَ بِهِمْ يَشُوعُ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ، فَعَرْقَبَ خُيُولَهُمْ وَأَحْرَقَ مَرْكَبَاتِهِمْ بِالنَّارِ. -\p -\v 10 ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَاسْتَوْلَى عَلَى حَاصُورَ وَقَتَلَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ، لأَنَّ حَاصُورَ كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ زَعِيمَةَ جَمِيعِ تِلْكَ الْمَمَالِكِ. -\v 11 وَقَضَوْا فِيهَا عَلَى كُلِّ نَسَمَةٍ بِحَدِّ السَّيْفِ، فَلَمْ يَبْقَ فِيهَا حَيٌّ، وَأَحْرَقُوهَا بِالنَّارِ. -\v 12 وَاسْتَوْلَى يَشُوعُ عَلَى كُلِّ مُدُنِ أَعْدَائِهِ وَقَضَى عَلَى مُلُوكِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ. -\v 13 غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يُحْرِقِ الْمُدُنَ الْقَائِمَةَ عَلَى التِّلالِ، إِلّا حَاصُورَ وَحْدَهَا الَّتِي أَضْرَمَ فِيهَا النَّارَ -\v 14 وَنَهَبَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ لأَنْفُسِهِمْ كُلَّ غَنَائِمِ تِلْكَ الْمُدُنِ. أَمَّا الرِّجَالُ فَقَتَلُوهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ حَيٌّ. -\v 15 كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى عَبْدَهُ هَكَذَا أَمَرَ مُوسَى يَشُوعَ، فَنَفَّذَ يَشُوعُ مَا عُهِدَ إِلَيْهِ بِهِ فَلَمْ يُغْفِلْ شَيْئاً مِنْ كُلِّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ مُوسَى. -\v 16 وَاسْتَوْلَى يَشُوعُ عَلَى كُلِّ الأَرَاضِي: إِقْلِيمِ الْجَبَلِ وَكُلِّ مِنْطَقَةِ الْجَنُوبِ وَسَائِرِ أَرْضِ جُوشِنَ وَالسَّهْلِ وَوَادِي الأُرْدُنِّ وَجَبَلِ إِسْرَائِيلَ وَسَهْلِهِ. -\v 17 فَأَصْبَحَتْ أَرْضُ إِسْرَائِيلَ تَمْتَدُّ مِنَ الْجَبَلِ الأَقْرَعِ بِاتِّجَاهِ أَرْضِ أَدُومَ فِي الْجَنُوبِ، إِلَى بَعْلِ جَادٍ شِمَالاً فِي وَادِي لُبْنَانَ عِنْدَ سَفْحِ حَرْمُونَ، وَأَسَرَ جَمِيعَ مُلُوكِهَا وَقَتَلَهُمْ. -\v 18 فَخَاضَ يَشُوعُ حَرْباً مَعَ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ أَيَّاماً كَثِيرَةً. -\v 19 وَلَمْ تَعْقِدْ مَدِينَةٌ وَاحِدَةٌ صُلْحاً مَعَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ إِلّا الْحِوِّيِّينَ سُكَّانَ جِبْعُونَ، إِنَّمَا اسْتَوْلَى الإِسْرَائِيلِيُّونَ عَلَى جَمِيعِ الْمُدُنِ بِالْحَرْبِ. -\v 20 لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ هُوَ الَّذِي قَسَّى قُلُوبَهُمْ لِخَوْضِ الْحَرْبِ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ، لِيُدَمِّرَهُمُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ وَيُفْنُوهُمْ مِنْ غَيْرِ رَأْفَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. -\p -\v 21 وَهَاجَمَ يَشُوعُ الْعَنَاقِيِّينَ أَيْضاً وَأَبَادَهُمْ مِنَ الْجَبَلِ فِي حَبْرُونَ وَمِنْ دَبِيرَ وَمِنْ عَنَابَ وَمِنْ سَائِرِ جَبَلِ يَهُوذَا وَمِنْ جِبَالِ إِسْرَائِيلَ، فَقَضَى عَلَيْهِمْ وَدَمَّرَ مُدُنَهُمْ. -\v 22 فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي أَرْضِ بَنِي إِسْرَائِيلَ سِوَى قِلَّةٍ لَجَأَتْ إِلَى غَزَّةَ وَجَتَّ وَأَشْدُودَ، -\v 23 فَاسْتَوْلَى يَشُوعُ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ كَمَا وَعَدَ الرَّبُّ مُوسَى، وَوَهَبَهَا يَشُوعُ مِيرَاثاً لإِسْرَائِيلَ وَفْقاً لِطَوَائِفِهِمْ وَأَسْبَاطِهِمْ. وَأَخِيراً اسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ مِنَ الْحَرْبِ. -\c 12 -\s1 الملوك الذين هزموا -\p -\v 1 وَهَذِهِ هِيَ أَسْمَاءُ الْمُلُوكِ الَّذِينَ قَضَى عَلَيْهِمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَامْتَلَكُوا أَرْضَهُمْ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، مِنْ وَادِي أَرْنُونَ حَتَّى جَبَلِ حَرْمُونَ بِمَا فِي ذَلِكَ الْمِنْطَقَةُ الشَّرْقِيَّةُ مِنَ الْعَرَبَةِ: -\v 2 سِيحُونُ مَلِكُ الأَمُورِيِّينَ الْمُقِيمُ فِي حَشْبُونَ، وَكَانَتْ مَمْلَكَتُهُ تَمْتَدُّ مِنْ عَرُوعِيرَ عَلَى أَطْرَافِ وَادِي أَرْنُونَ، وَمِنْ وَسَطِ وَادِي نَهْرِ أَرْنُونَ حَتَّى نَهْرِ يَبُّوقَ عَلَى حُدُودِ بَنِي عَمُّونَ بِمَا فِي ذَلِكَ نِصْفُ أَرَاضِي جِلْعَادَ. -\v 3 وَكَذَلِكَ حَكَمَ الْمِنْطَقَةَ الشَّرْقِيَّةَ مِنْ وَادِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ بَدْءاً مِنْ بَحْرِ الْجَلِيلِ إِلَى الْبَحْرِ الْمَيِّتِ حَتَّى طَرِيقِ بَيْتِ يَشِيمُوتَ، وَشِمَالاً حَتَّى سُفُوحِ الْفِسْجَةِ. -\v 4 أَمَّا حُدُودُ مَمْلَكَةِ عُوجٍ مَلِكِ بَاشَانَ، آخِرِ بَقِيَّةِ الرَّفَائِيِّينَ الْمُقِيمِ فِي عَشْتَارُوثَ وَفِي إِذْرَعِي، -\v 5 فَكَانَتْ تَمْتَدُّ مِنْ جَبَلِ حَرْمُونَ وَسَلْخَةَ وَعَلَى كُلِّ بَاشَانَ حَتَّى تُخُومِ الْجَشُورِيِّينَ وَالْمَعْكِيِّينَ وَنِصْفِ جِلْعَادَ مِنْ حُدُودِ سِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ. -\v 6 فَقَضَى مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى هَاتَيْنِ الْمَمْلَكَتَيْنِ، وَوَهَبَهُمَا مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ مِيرَاثاً لِلرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَالْجَادِيِّينَ وَلِنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى. -\p -\v 7 وَهَذِهِ أَسْمَاءُ الْمُلُوكِ الَّذِينَ قَضَى عَلَيْهِمْ يَشُوعُ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ فِي غَرْبِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، مِنْ بَعْلِ جَادٍ فِي وَادِي لُبْنَانَ إِلَى الْجَبَلِ الأَقْرَعِ الْمُتَّجِهِ إِلَى أَدُومَ، الَّتِي وَهَبَهَا يَشُوعُ مِيرَاثاً لأَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ فِرَقِهِمْ: -\v 8 وَهَذِهِ الْبِلادُ هِيَ الأَقَالِيمُ الْجَبَلِيَّةُ وَسُفُوحُ التِّلالِ الْغَرْبِيَّةِ وَالْعَرَبَةُ وَالْمُنْحَدَرَاتُ الْجَبَلِيَّةُ وَالصَّحْرَاءُ وَالنَّقَبُ، وَبِلادُ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. -\v 9 أَمَّا الْمُلُوكُ فَهُمْ: مَلِكُ أَرِيحَا وَاحِدٌ. مَلِكُ عَايَ الْمُجَاوِرَةِ لِبَيْتِ إِيلَ وَاحِدٌ. -\v 10 مَلِكُ أُورُشَلِيمَ وَاحِدٌ. مَلِكُ حَبْرُونَ وَاحِدٌ. -\v 11 مَلِكُ يَرْمُوتَ وَاحِدٌ. مَلِكُ لَخِيشَ وَاحِدٌ. -\v 12 مَلِكُ عَجْلُونَ وَاحِدٌ. مَلِكُ جَازَرَ وَاحِدٌ. -\v 13 مَلِكُ دَبِيرَ وَاحِدٌ. مَلِكُ جَادَرَ وَاحِدٌ. -\v 14 مَلِكُ حُرْمَةَ وَاحِدٌ. مَلِكُ عِرَادَ وَاحِدٌ. -\v 15 مَلِكُ لِبْنَةَ وَاحِدٌ. مَلِكُ عَدُلَّامَ وَاحِدٌ. -\v 16 مَلِكُ مَقِّيدَةَ وَاحِدٌ. مَلِكُ بَيْتِ إِيلَ وَاحِدٌ. -\v 17 مَلِكُ تَفُّوحَ وَاحِدٌ. مَلِكُ حَافَرَ وَاحِدٌ. -\v 18 مَلِكُ أَفِيقَ وَاحِدٌ. مَلِكُ لَشَّارُونَ وَاحِدٌ. -\v 19 مَلِكُ مَادُونَ وَاحِدٌ. مَلِكُ حَاصُورَ وَاحِدٌ. -\v 20 مَلِكُ شِمْرُونَ مَرَأُونَ وَاحِدٌ. مَلِكُ أَكْشَافَ وَاحِدٌ. -\v 21 مَلِكُ تَعْنَكَ وَاحِدٌ. مَلِكُ مَجِدُّو وَاحِدٌ. -\v 22 مَلِكُ قَادَشَ وَاحِدٌ. مَلِكُ يَقْنَعَامَ فِي كَرْمَلَ وَاحِدٌ. -\v 23 مَلِكُ دُورٍ فِي مُرْتَفَعَاتِ دُورٍ وَاحِدٌ. مَلِكُ جُويِيمَ فِي الْجِلْجَالِ وَاحِدٌ. -\v 24 مَلِكُ تِرْصَةَ وَاحِدٌ. فَكَانَتْ جُمْلَةُ عَدَدِ الْمُلُوكِ وَاحِداً وَثَلاثِينَ مَلِكاً. -\c 13 -\s1 الأرض التي لم تمتلك بعد -\p -\v 1 وَشَاخَ يَشُوعُ وَطَعَنَ فِي الْعُمْرِ، فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «لَقَدْ شِخْتَ وَطَعَنْتَ فِي السِّنِّ، وَمَا بَرِحَتْ هُنَاكَ أَرْضٌ شَاسِعَةٌ لِلامْتِلاكِ. -\v 2 وَهَذِهِ هِيَ الأَرْضُ الْمُتَبَقِّيَةُ: كُلُّ مَنَاطِقِ أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَالْجَشُورِيِّينَ، -\v 3 الْمُمْتَدَّةِ مِنْ نَهْرِ شِيحُورَ شَرْقِيَّ مِصْرَ حَتَّى إِقْلِيمِ عَقْرُونَ شِمَالاً، وَجَمِيعُهَا تُعْتَبَرُ مِلْكاً لِلْكَنْعَانِيِّينَ. وَهِيَ مَنَاطِقُ لِلْحُكَّامِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْخَمْسَةِ الْمُقِيمِينَ فِي غَزَّةَ وَأَشْدُودَ وَأَشْقَلُونَ وَجَتَّ وَعَقْرُونَ وَالْعَوِيِّينَ، -\v 4 وَكَذَلِكَ كُلُّ أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ، وَالْمَغَارَةُ الَّتِي يَمْلِكُهَا الصِّيدُونِيُّونَ حَتَّى أَفِيقَ عِنْدَ حُدُودِ الأَمُورِيِّينَ جَنُوباً. -\v 5 وَأَرْضُ الْجِبْلِيِّينَ وَكُلُّ لُبْنَانَ شَرْقاً مِنْ بَعْلِ جَادٍ عِنْدَ سَفْحِ حَرْمُونَ حَتَّى مَدْخَلِ حَمَاةَ. -\v 6 أَمَّا جَمِيعُ سُكَّانِ الْجَبَلِ فِي لُبْنَانَ حَتَّى مِسْرَفُوتَ مَايِمَ، أَيْ جَمِيعُ الصِّيدُونِيِّينَ، فَأَنَا أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ أَنْ تُوَزِّعَ هَذِهِ الأَرَاضِي بِالْقُرْعَةِ عَلَى الشَّعْبِ لِتَكُونَ مِلْكاً لَهُمْ كَمَا أَمَرْتُكَ. -\ms تقسيم الأرض شرق الأردن -\p -\v 7 وَقَسِّمْهَا لِتَكُونَ مِيرَاثاً لِلتِّسْعَةِ الأَسْبَاطِ وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى، -\v 8 لأَنَّ نِصْفَ مَنَسَّى الآخَرَ وَالرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَالْجَادِيِّينَ قَدْ حَصَلُوا عَلَى مِيرَاثِهِمِ الَّذِي وَهَبَهُ لَهُمْ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي شَرْقِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ». -\v 9 وَهُوَ يَمْتَدُّ مِنْ عَرُوعِيرَ القَائِمَةِ عَلَى طَرَفِ وَادِي أَرْنُونَ، بِمَا فِي ذَلِكَ الْمَدِينَةُ الَّتِي فِي وَسَطِهِ، وَسَهْلُ مِيدَبَا إِلَى دِيبُونَ، -\v 10 وَكُلِّ مُدُنِ سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ الَّذِي كَانَ يَحْكُمُ فِي حَشْبُونَ حَتَّى حُدُودِ بَنِي عَمُّونَ، -\v 11 وَجِلْعَادَ وَأَرَاضِي الْجَشُورِيِّينَ وَالْمَعْكِيِّينَ، وَجَبَلِ حَرْمُونَ كُلِّهِ، وَسَائِرِ بَاشَانَ إِلَى سَلْخَةَ، -\v 12 وَكُلِّ مَمْلَكَةِ عُوجٍ فِي بَاشَانَ الَّذِي يَحْكُمُ فِي عَشْتَارُوثَ وَفِي إِذْرَعِي، وَهُوَ آخِرُ مَنْ بَقِيَ مِنَ الرَّفَائِيِّينَ الَّذِينَ هَاجَمَهُمْ مُوسَى وَطَرَدَهُمْ. -\v 13 وَلَمْ يَطْرُدِ الإِسْرَائِيلِيُّونَ الْجَشُورِيِّينَ وَالْمَعْكِيِّينَ، فَظَلُّوا يُقِيمُونَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. -\v 14 وَلَكِنَّهُ لَمْ يُعْطِ سِبْطَ لاوِي مِيرَاثاً، لأَنَّ الْمُحْرَقَاتِ الْمُقَرَّبَةَ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ كَانَتْ نَصِيبَهُمْ، كَمَا وَعَدَهُمُ الرَّبُّ. -\p -\v 15 وَهَذَا مَا وَهَبَهُ مُوسَى لِلرَّأُوبَيْنِيِّينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: -\v 16 كَانَتْ حُدُودُهُمْ تَمْتَدُّ مِنْ عَرُوعِيرَ الْقَائِمَةِ عَلَى طَرَفِ وَادِي أَرْنُونَ، بِمَا فِي ذَلِكَ الْمَدِينَةُ الَّتِي فِي وَسَطِ الْوَادِي وَكُلُّ سَهْلِ مِيدَبَا، -\v 17 فَضْلاً عَنْ حَشْبُونَ وَسَائِرِ قُرَاهَا الْمُنْتَشِرَةِ فِي السَّهْلِ، وَدِيبُونَ وَبَامُوتَ بَعْلٍ، وَبَيْتِ بَعْلِ مَعُونَ، -\v 18 وَيَهْصَةَ وَقَدِيمُوتَ وَمَيْفَعَةَ -\v 19 وَقَرْيَتَايِمَ وَسِبْمَةَ وَصَارَثَ الشَّحْرِ فِي جَبَلِ الْوَادِي، -\v 20 وَبَيْتِ فَغُورَ وَسُفُوحِ الْفِسْجَةِ وَبَيْتِ يَشِيمُوتَ، -\v 21 وَكُلِّ مُدُنِ السَّهْلِ، وَكَافَّةِ مَمْلَكَةِ سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ الَّذِي حَكَمَ فِي حَشْبُونَ، الَّذِي قَضَى عَلَيْهِ مُوسَى مَعَ بَقِيَّةِ رُؤَسَاءِ مِدْيَانَ: أُوِي وَرَاقَمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ أُمَرَاءِ سِيحُونَ. -\v 22 وَبَلْعَامُ بْنُ بَعُورَ الْعَرَّافُ قَتَلَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالسَّيْفِ مَعَ جُمْلَةِ قَتْلاهُمْ. -\v 23 وَكَانَ نَهْرُ الأُرْدُنِّ هُوَ الْحَدُّ الْغَرْبِيُّ لأَرَاضِي سِبْطِ رَأُوبَيْنَ، فَكَانَتْ هَذِهِ الْمُدُنُ وَضِيَاعُهَا مِنْ نَصِيبِ الرَّأُوبَيْنِيِّينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. -\p -\v 24 وَهَذَا مَا أَوْرَثَهُ مُوسَى لِسِبْطِ جَادٍ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: -\v 25 كَانَتْ حُدُودُهُمْ تَشْمَلُ يَعْزِيرَ وَكُلَّ مُدُنِ جِلْعَادَ وَنِصْفَ أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ إِلَى عَرُوعِيرَ الْقَائِمَةِ مُقَابِلَ رَبَّةَ. -\v 26 وَكَذَلِكَ مِنْ حَشْبُونَ إِلَى رَامَةِ الْمِصْفَاةِ وَبُطُونِيمَ، وَمِنْ مَحَنَايِمَ إِلَى حُدُودِ دَبِيرَ. -\v 27 وَضَمَّتْ أَرْضُهُمْ فِي الْوَادِي بَيْتَ هَارَامَ وَبَيْتَ نِمْرَةَ وَسُكُّوتَ وَصَافُونَ، مَعَ بَقِيَّةِ مَمْلَكَةِ سِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ. وَامْتَدَّتْ تُخُومُ الْجَادِيِّينَ شِمَالًا حَتَّى طَرَفِ بُحَيْرَةِ الْجَلِيلِ. -\v 28 هَذَا نَصِيبُ بَنِي جَادٍ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ، وَمُدُنِهِمْ وَضِيَاعِهَا. -\p -\v 29 وَهَذِهِ هِيَ الأَرَاضِي الَّتِي وَزَّعَهَا مُوسَى عَلَى نِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: -\v 30 كَانَتْ حُدُودُهُمْ تَمْتَدُّ مِنْ مَحَنَايِمَ لِتَشْمَلَ كُلَّ مَمْلَكَةِ بَاشَانَ الَّتِي كَانَ يَحْكُمُهَا عُوجٌ مَلِكُ بَاشَانَ، وَكُلَّ حَوُّوثِ يَائِيرَ بِمُدُنِهَا السِّتِّينَ فِي بَاشَانَ. -\v 31 وَنِصْفَ جِلْعَادَ وَعَشْتَارُوثَ وَإِذْرَعِي وَهِيَ مُدُنُ عُوجٍ الْمَلَكِيَّةُ فِي بَاشَانَ. وَقَد وُهِبَتْ هَذِهِ لِنِصْفِ ذُرِّيَّةِ مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمْ. -\v 32 هَذِهِ هِيَ الأَرَاضِي الَّتِي وَزَّعَهَا مُوسَى فِي سُهُولِ مُوآبَ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ. -\v 33 أَمَّا سِبْطُ لاوِي فَلَمْ يُوَرِّثْهُ مُوسَى مِلْكاً، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ كَانَ نَصِيبَهُمْ بِمُقْتَضَى وَعْدِهِ. -\c 14 -\s1 تقسيم الأرض غرب الأردن -\p -\v 1 وَأَوْرَثَ أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ وَيَشُوعُ بْنُ نُونَ وَقَادَةُ الشَّعْبِ أَبْنَاءَ إِسْرَائِيلَ الأَرَاضِي الَّتِي اسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا فِي كَنْعَانَ -\v 2 وَتَمَّ تَوْزِيعُهَا عَلَى التِّسْعَةِ الأَسْبَاطِ وَنِصْفِ السِّبْطِ بِالْقُرْعَةِ بِمُوْجِبِ مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ عَلَى لِسَانِ مُوسَى -\v 3 إِذْ إِنَّ مُوسَى كَانَ قَدْ وَهَبَ السِّبْطَيْنِ وَنِصْفَ السِّبْطِ مِيرَاثاً فِي شَرْقِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، وَأَمَّا اللّاوِيُّونَ فَلَمْ يُوَرِّثْهُمْ نَصِيباً بَيْنَهُمْ، -\v 4 لأَنَّ ذُرِّيَّةَ يُوسُفَ كَانَتْ تَنْتَمِي إِلَى سِبْطَيْ مَنَسَّى وَأَفْرَايِمَ، أَمَّا اللّاوِيُّونَ فَلَمْ يُوَزِّعْ مُوسَى عَلَيْهِمْ أَرْضاً وَلَمْ يُوَرِّثْهُمْ سِوَى مُدُنٍ يُقِيمُونَ فِيهَا وَمَرَاعٍ مُجَاوِرَةٍ لِرَعْيِ مَوَاشِيهِمْ وَبَهَائِمِهِمْ. -\v 5 وَهَكَذَا قَسَمَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الأَرْضَ طِبْقاً لأَمْرِ الرَّبِّ لِمُوسَى. -\s1 منح حبرون لكالب -\p -\v 6 وَأَقْبَلَ وَفْدٌ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا عَلَى يَشُوعَ فِي الْجِلْجَالِ، وَقَالَ لَهُ كَالَبُ بْنُ يَفُنَّةَ الْقَنِزِّيُّ: «أَنْتَ تَذْكُرُ مَا خَاطَبَ بِهِ الرَّبُّ مُوسَى رَجُلَ اللهِ بِشَأْنِي وَشَأْنِكَ فِي قَادَشَ بَرْنِيعَ، -\v 7 فَقَدْ كُنْتُ فِي الأَرْبَعِينَ مِنْ عُمْرِي حِينَ أَرْسَلَنِي مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ، مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ لأَتَجَسَّسَ الأَرْضَ، فَعُدْتُ إِلَيْهِ وَأَنْبَأْتُهُ بِمَا كَانَ قَلْبِي مُقْتَنِعاً بِهِ. -\v 8 أَمَّا إِخْوَتِي الَّذِينَ ذَهَبُوا مَعِي فَقَدْ مَلَأُوا قَلْبَ الشَّعْبِ رُعْباً بِأَخْبَارِهِمْ عَنْ أَهْلِ أَرْضِ الْمَوْعِدِ. لَكِنَّنِي اتَّبَعْتُ الرَّبَّ إِلَهِي مِنْ كُلِّ قَلْبِي. -\v 9 لِذَلِكَ حَلَفَ مُوسَى فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَائِلاً: إِنَّ الأَرْضَ الَّتِي وَطِئَتْهَا قَدَمَاكَ تَكُونُ لَكَ وَلأَوْلادِكَ نَصِيباً إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّكَ اتَّبَعْتَ الرَّبَّ إِلَهِي مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ. -\v 10 وَهَا الرَّبُّ قَدْ أَبْقَانِي عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ، كَمَا وَعَدَ، خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً مُنْذُ أَنْ خَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى بِهَذَا الْكَلامِ حِينَ تَاهَ إِسْرَائِيلُ فِي الْقَفْرِ، فَأَصْبَحْتُ الآنَ فِي الْخَامِسَةِ وَالثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِي، -\v 11 وَلَمْ أَزَلْ مُتَمَتِّعاً بِالْقُوَّةِ كَالْعَهْدِ بِي عِنْدَمَا أَرْسَلَنِي لِتَجَسُّسِ الأَرْضِ، فَقُوَّتِي مَا بَرِحَتْ كَمَا هِيَ إِنْ لِلْحَرْبِ أَوْ لِلدُّخُولِ وَالْخُرُوجِ. -\v 12 وَالآنَ، هَبْنِي إِقْلِيمَ الْجَبَلِ الَّذِي تَكَلَّمَ عَنْهُ الرَّبُّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّكَ أَنْتَ بِنَفْسِكَ سَمِعْتَ آنَئِذٍ أَنَّ الْعَنَاقِيِّينَ كَانُوا هُنَاكَ، وَأَنَّ مُدُنَهُمْ ضَخْمَةٌ وَحَصِينَةٌ، لَعَلِّي أَطْرُدُهُمْ بِمَعُونَةِ الرَّبِّ كَمَا وَعَدَ». -\v 13 فَبَارَكَهُ يَشُوعُ وَأَعْطَاهُ حَبْرُونَ مِلْكاً لَهُ. -\v 14 وَهَكَذَا وَرِثَ كَالَبُ بْنُ يَفُنَّةَ الْقَنِزِّيُّ حَبْرُونَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، لأَنَّهُ اتَّبَعَ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ. -\v 15 وَكَانَتْ حَبْرُونُ تُدْعَى مِنْ قَبْلُ قَرْيَةَ أَرْبَعَ عَلَى اسْمِ بَطَلِ الْعَنَاقِيِّينَ الأَعْظَمِ. ثُمَّ اسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ مِنَ الْحَرْبِ. -\c 15 -\s1 نصيب يهوذا -\p -\v 1 وَهَذِهِ هِيَ قُرْعَةُ سِبْطِ يَهُوذَا بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمْ: امْتَدَّتْ حُدُودُهُمُ الْجَنُوبِيَّةُ إِلَى آخِرِ أَطْرَافِ صَحْرَاءِ صِينَ الْمُتَاخِمَةِ لِحُدُودِ أَدُومَ. -\v 2 كَمَا بَدَأَتْ حُدُودُهُمُ الْجَنُوبِيَّةُ مِنَ الْخَلِيجِ فِي أَقْصَى الطَّرَفِ الْجَنُوبِيِّ لِلْبَحْرِ الْمَيِّتِ. -\v 3 مَارَّةً بِعَقَبَةِ عَقْرِبِّيمَ جَنُوباً، وَعَابِرَةً صَحْرَاءَ صِينَ، حَتَّى تَبْلُغَ جَنُوبِيَّ قَادَشَ بَرْنِيعَ، وَتَتَّجِهُ إِلَى حَصْرُونَ، وَمِنْهَا صُعُوداً إِلَى أَدَّارَ، ثُمَّ تَلْتَفُّ نَحْوَ قَرْقَعَ، -\v 4 وَمِنْهَا تَعْبُرُ إِلَى عَصْمُونَ حَتَّى تَصِلَ إِلَى وَادِي مِصْرَ، حَيْثُ تَنْتَهِي عِنْدَ الْبَحْرِ. هَذِهِ هِيَ حُدُودُهُمُ الْجَنُوبِيَّةُ. -\v 5 أَمَّا الْحُدُودُ الشَّرْقِيَّةُ فَهِيَ الْبَحْرُ الْمَيِّتُ إِلَى طَرَفِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ. وتَبْدَأُ الْحُدُودُ الشِّمَالِيَّةُ مِنْ لِسَانِ الْبَحْرِ مِنْ أَقْصَى الأُرْدُنِّ، -\v 6 وَتَتَّجِهُ إِلَى بَيْتِ حُجْلَةَ عُبُوراً مِنْ شِمَالِيِّ بَيْتِ عَرَبَةَ، وَصُعُوداً إِلَى حَجَرِ بُوهَنَ بْنِ رَأُوبَيْنَ. -\v 7 وَتُتَابِعُ امْتِدَادَهَا إِلَى دَبِيرَ مِنْ وَادِي عَخُورَ مُتَّجِهَةً شِمَالاً إِلَى الْجِلْجَالِ الَّتِي مُقَابِلَ عَقَبَةِ أَدُمِّيمَ جَنُوبِيَّ الْوَادِي، وَتَسْتَمِرُّ عَلَى طُولِ مِيَاهِ عَيْنِ شَمْسٍ حَتَّى تَنْتَهِيَ بِعَيْنِ رُوجَلَ. -\v 8 ثُمَّ تَصْعَدُ بِاتِّجَاهِ وَادِي ابْنِ هِنُّومَ عَلَى مُحَاذَاةِ الْمُنْحَدَرِ الْجَنُوبِيِّ لأُورُشَلِيمَ مَدِينَةِ الْيَبُوسِيِّينَ، وَتُتَابِعُ صُعُودَهَا إِلَى قِمَّةِ الْجَبَلِ قُبَالَةَ وَادِي هِنُّومَ غَرْباً، الْوَاقِعِ فِي طَرَفِ وَادِي الرَّفَائِيِّينَ شِمَالاً. -\v 9 ثُمَّ تَمْتَدُّ هَذِهِ الْحُدُودُ مِنْ قِمَّةِ الْجَبَلِ إِلَى مَنْبَعِ مِيَاهِ نَفْتُوحَ حَتَّى تَصِلَ إِلَى مُدُنِ جَبَلِ عِفْرُونَ فَتَبْلُغَ بَعَلَةَ الَّتِي هِيَ قَرْيَةُ يَعَارِيمَ. -\v 10 وَتَتَّجِهُ مِنْ بَعَلَةَ غَرْباً إِلَى جَبَلِ سِعِيرَ عُبُوراً إِلَى جَانِبِ جَبَلِ يَعَارِيمَ شِمَالاً الَّتِي هِيَ كَسَالُونَ، ثُمَّ تَنْحَدِرُ نَحْوَ بَيْتِ شَمْسٍ مُرُوراً بِتِمْنَةَ، -\v 11 وَمِنْهَا تَخْرُجُ إِلَى جَانِبِ عِقْرُونَ نَحْوَ الشِّمَالِ وَتَمْتَدُّ إِلَى شَكْرُونَ فَجَبَلِ الْبَعَلَةِ حَتَّى تَبْلُغَ يَبْنِئِيلَ وَتَنْتَهِيَ عِنْدَ الْبَحْرِ. -\v 12 أَمَّا الْحُدُودُ الْغَرْبِيَّةُ فَهِيَ شَوَاطِئُ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ. هَذِهِ هِيَ حُدُودُ أَرْضِ سِبْطِ يَهُوذَا مِنْ جَمِيعِ جِهَاتِهَا بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمْ. -\p -\v 13 وَوَهَبَ يَشُوعُ بِمُقْتَضَى أَمْرِ الرَّبِّ كَالَبَ بْنَ يَفُنَّةَ مِلْكاً قَرْيَةَ أَرْبَعَ أَبِي عَنَاقَ وَهِيَ حَبْرُونُ الْوَاقِعَةُ فِي وَسَطِ أَبْنَاءِ يَهُوذَا. -\v 14 فَطَرَدَ كَالَبُ مِنْهَا الْعَنَاقِيِّينَ الثَّلاثَةَ: شِيشَايَ وَأَخِيمَانَ وَتَلْمَايَ مِنْ ذُرِّيَّةِ عَنَاقَ. -\v 15 وَتَقَدَّمَ مِنْ هُنَاكَ لِمُحَارَبَةِ أَهْلِ دَبِيرَ. وَكَانَتْ دَبِيرُ تُدْعَى قَبْلاً قَرْيَةَ سِفْرٍ. -\v 16 فَقَالَ كَالَبُ: «مَنْ يُهَاجِمُ قَرْيَةَ سِفْرٍ وَيَسْتَوْلِي عَلَيْهَا، أُزَوِّجُهُ ابْنَتِي عَكْسَةَ» -\v 17 فَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا عُثْنِيئِيلُ بْنُ قَنَازَ أَخُو كَالَبَ، فَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ عَكْسَةَ. -\v 18 وَعِنْدَمَا أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ حَثَّتْهُ عَلَى طَلَبِ حَقْلٍ مِنْ أَبِيهَا، فَتَرَجَّلَتْ عَنِ الْحِمَارِ، فَسَأَلَهَا كَالَبُ: «مَالَكِ؟» -\v 19 فَأَجَابَتْهُ: «اصْنَعْ مَعِي مَعْرُوفاً، فَأَنْتَ قَدْ وَهَبْتَنِي أَرْضاً قَاحِلَةً، فَأَعْطِنِي أَيْضاً يَنَابِيعَ مَاءٍ». فَأَعْطَاهَا السَّوَاقِيَ الْعُلْيَا وَالسَّوَاقِيَ السُّفْلَى. -\v 20 وَهَذِهِ هِيَ قُرْعَةُ سِبْطِ يَهُوذَا بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمْ: -\p -\v 21 كَانَتِ الْمُدُنُ الْقَصِيَّةُ التَّابِعَةُ لِسِبْطِ يَهُوذَا جَنُوباً بِاتِّجَاهِ تُخُومِ أَدُومَ هِيَ: قَبْصِئِيلُ وَعِيدَرُ وَيَاجُورُ، -\v 22 وَقَيْنَةُ وَدِيمُونَةُ وَعَدْعَدَةُ، -\v 23 وَقَادَشُ وَحَاصُورُ وَيِثْنَانُ، -\v 24 وَزِيفُ وَطَالَمُ وَبَعْلُوتُ، -\v 25 وَحَاصُورُ وَحَدَتَّةُ وَقَرْيُوتُ وَحَصْرُونُ الَّتِي هِيَ حَاصُورُ. -\v 26 وَأَمَامُ وَشَمَاعُ وَمُولادَةُ، -\v 27 وَحَصَرُ جَدَّةَ وَحَشْمُونُ وَبَيْتُ فَالَطَ، -\v 28 وَحَصَرُ شُوعَالَ وَبِئْرُ سَبْعٍ وَبِزْيُوتِيَةُ، -\v 29 وَبَعَلَةُ وَعِيِّيمُ وَعَاصَمُ، -\v 30 وَأَلْتُولَدُ وَكِسِيلُ وَحُرْمَةُ، -\v 31 وَصِقْلَغُ وَمَدْمَنَّةُ وَسَنْسَنَّةُ، -\v 32 وَلَبَاوُتُ وَشِلْحِيمُ وَعَيْنُ وَرِمُّونُ. فَكَانَتْ فِي جُمْلَتِهَا تِسْعاً وَعِشْرِينَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. -\p -\v 33 أَمَّا مُدُنُ السَّهْلِ الْغَرْبِيِّ فَكَانَتْ: أَشْتَأُولَ وَصَرْعَةَ وَأَشْنَةَ، -\v 34 وَزَانُوحَ وَعَيْنَ جَنِّيمَ وَتَفُّوحَ وَعَيْنَامَ -\v 35 وَيَرْمُوتَ وَعَدُلَّامَ وَسُوكُوهَ وَعَزِيقَةَ، -\v 36 وَشَعَرَايِمَ وَعَدِيتَايِمَ وَالْجُدَيْرَةَ وَجُدَيْرُوتَايِمَ. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعَ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. -\p -\v 37 وَصَنَانَ وَحَدَاشَةَ وَمَجْدَلَ جَادٍ، -\v 38 وَدِلْعَانَ وَالْمِصْفَاةَ وَيَقْتِيئِيلَ، -\v 39 وَلَخِيشَ وَبَصْقَةَ وَعَجْلُونَ، -\v 40 وَكَبُّونَ وَلَحْمَامَ وَكِتْلِيشَ. -\v 41 وَجُدَيْرُوتَ بَيْتَ دَاجُونَ وَنَعَمَةَ وَمَقِّيدَةَ. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا سِتَّ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. -\v 42 وَلِبْنَةَ وعَاتَرَ وَعَاشَانَ، -\v 43 وَيَفْتَاحَ وَأَشْنَةَ وَنَصِيبَ، -\v 44 وَقَعِيلَةَ وَأَكْزِيبَ وَمَرِيشَةَ. وَهِي فِي جُمْلَتِهَا تِسْعُ مُدُنٍ مَعَ ضِيَاعِهَا. -\p -\v 45 وَكَذَلِكَ عَقْرُونَ وَقُرَاهَا وَضِيَاعَهَا -\v 46 كَمَا اشْتَمَلَتْ حُدُودُ سِبْطِ يَهُوذَا مِنْ عَقْرُونَ غَرْباً، عَلَى كُلِّ الْمِنْطَقَةِ الْمُجَاوِرَةِ لأَشْدُودَ وَضِيَاعِهَا. -\v 47 فَكَانَتْ لَهُمْ أَشْدُودُ وَقُرَاهَا وَضِيَاعُهَا، وَغَزَّةُ وَقُرَاهَا وَضِيَاعُهَا، حَتَّى وَادِي مِصْرَ وَشَاطِئِ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ. -\p -\v 48 أَمَّا مُدُنُ الْمِنْطَقَةِ الْجَبَلِيَّةِ فَهِيَ: شَامِيرُ وَيَتِّيرُ وَسُوكُوهُ، -\v 49 وَدَنَّةُ وَقَرْيَةُ سَنَّةَ الَّتِي هِيَ دَبِيرُ، -\v 50 وَعَنَابُ وَأَشْتِمُوهُ وَعَانِيمُ، -\v 51 وَجُوشَنُ وَحُولُونُ وَجِيلُوهُ. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا إِحْدَى عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. -\v 52 وَأَيْضاً أَرَابُ وَدُومَةُ وَأَشْعَانُ، -\v 53 وَيَنُومُ وَبَيْتُ تَفُّوحَ وَأَفِيقَةُ، -\v 54 وَحُمْطَةُ وَقَرْيَةُ أَرْبَعَ وَهِيَ حَبْرُونُ، وَصِيعُورُ. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا تِسْعُ مُدُنٍ مَعَ ضِيَاعِهَا. -\v 55 وَكَذَلِكَ مَعُونُ وَكَرْمَلُ وَزِيفُ وَيُوطَةُ، -\v 56 وَيَزْرَعِيلُ وَيَقْدَعَامُ وَزَانُوحُ، -\v 57 وَأَلْقَايِنُ وَجِبْعَةُ وَتِمْنَةُ. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا عَشْرُ مُدُنٍ مَعَ ضِيَاعِهَا. -\v 58 ثُمَّ حَلْحُولُ وَبيْتُ صُورٍ وَجَدُورُ، -\v 59 وَمَعَارَةُ وَبَيْتُ عَنُوتَ وَأَلْتَقُونُ، وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا سِتُّ مُدُنٍ مَعَ ضِيَاعِهَا. -\v 60 وَقَرْيَةُ بَعْلٍ الَّتِي هِيَ قَرْيَةُ يَعَارِيمَ، وَالرَّبَّةُ، وَهُمَا مَدِينَتَانِ مَعَ ضِيَاعِهِمَا. -\p -\v 61 أَمَّا مُدُنُ الصَّحْرَاءِ فَهِيَ: بَيْتُ الْعَرَبَةِ وَمِدِّينُ وَسَكَاكَةُ. -\v 62 وَالنِّبْشَانُ وَمَدِينَةُ الْمِلْحِ وَعَيْنُ جَدْيٍ. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا سِتُّ مُدُنٍ مَعَ ضِيَاعِهَا. -\v 63 أَمَّا الْيَبُوسِيُّونَ الْمُقِيمُونَ فِي أُورُشَلِيمَ فَلَمْ يَتَمَكَّنْ أَبْنَاءُ يَهُوذَا مِنْ طَرْدِهِمْ، فَسَكَنَ الْيَبُوسِيُّونَ مَعَ بَنِي يَهُوذَا فِي أُورُشَلِيمَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. -\c 16 -\s1 نصيب أفرايم ومنسى -\p -\v 1 أَمَّا الأَرْضُ الَّتِي وَرِثَهَا أَبْنَاءُ يُوسُفَ فَقَدِ امْتَدَّتْ حُدُودُهَا مِنْ نَهْرِ الأُرْدُنِّ عِنْدَ أَرِيحَا حَتَّى مِيَاهِ أَرِيحَا شَرْقاً، عَبْرَ الصَّحْرَاءِ الصَّاعِدَةِ مِنْ أَرِيحَا فِي جَبَلِ بَيْتِ إِيلَ، -\v 2 وَتَسْتَمِرُّ مِنْ بَيْتِ إِيلَ حَتَّى تَصِلَ إِلَى لُوزَ، مُخْتَرِقَةً تُخْمَ الأَرَكِيِّينَ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ عَطَارُوتَ، -\v 3 ثُمَّ تَتَّجِهُ غَرْباً إِلَى حُدُودِ الْيَفْلَطِيِّينَ حَتَّى بَيْتِ حُورُونَ السُّفْلَى فَجَازَرَ، وَتَنْتَهِي عِنْدَ شَوَاطِئِ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ. -\v 4 وَهَكَذَا تَسَلَّمَتْ ذُرِّيَّتَا مَنَسَّى وَأَفْرَايِمَ ابْنَيْ يُوسُفَ مِيرَاثَهُمَا. -\p -\v 5 وَهَذِهِ هِيَ حُدُودُ أَرْضِ أَبْنَاءِ أَفْرَايِمَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: تَبْدَأُ حُدُودُهُمُ الشَّرْقِيَّةُ عِنْدَ عَطَارُوتَ أَدَّارَ، وَتَمْتَدُّ إِلَى بَيْتِ حُورُونَ الْعُلْيَا. -\v 6 وَتَسْتَمِرُّ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى الْبَحْرِ. وَتَبْدَأُ حُدُودُهُمُ الشِّمَالِيَّةُ مِنَ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ وَتَتَّجِهُ نَحْوَ الْمَكْمَتَةِ، ثُمَّ تَلْتَفُّ شَرْقاً إِلَى تَآنَةِ شِيلُوهَ فَتَعْبُرُهَا شَرْقاً إِلَى يَنُوحَةَ، -\v 7 وَتَنْحَدِرُ مِنْ يَنُوحَةَ إِلَى عَطَارُوتَ وَنَعَرَاتَ حَتَّى تَصِلَ إِلَى أَرِيحَا، اِنْتِهَاءً بِنَهْرِ الأُرْدُنِّ. -\v 8 وَتَتَّجِهُ الْحُدُودُ مِنْ تَفُّوحَ غَرْباً إِلَى وَادِي قَانَةَ وَتَنْتَهِي عِنْدَ الْبَحْرِ. -\v 9 هَذَا هُوَ مِيرَاثُ سِبْطِ أَفْرَايِمَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ، مَعَ جَمِيعِ الْمُدُنِ وَالضِّيَاعِ الْمُخَصَّصَةِ لَهُمْ فِي وَسَطِ أَرْضِ مَنَسَّى: -\v 10 وَلَمْ يَنْفُوا الْكَنْعَانِيِّينَ الْمُقِيمِينَ فِي جَازَرَ، فَظَلَّ الْكَنْعَانِيُّونَ سَاكِنِينَ فِي وَسَطِ سِبْطِ أَفْرَايِمَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ كَعَبِيدٍ يَدْفَعُونَ الْجِزْيَةَ. -\c 17 -\p -\v 1 وَهَذَا هُوَ مِيرَاثُ سِبْطِ مَنَسَّى، بِكْرِ يُوسُفَ. كَانَ مَاكِيرُ بِكْرُ مَنَسَّى، هُوَ أَبُو الْجِلْعَادِيِّينَ، وَقَدْ حَصَلُوا عَلَى جِلْعَادَ وَبَاشَانَ لأَنَّهُمْ كَانُوا رِجَالَ حَرْبٍ. -\v 2 أَمَّا أَبْنَاءُ مَنَسَّى الْبَاقُونَ فَقَدْ وَرِثُوا (الأَرَاضِي الْوَاقِعَةَ غَرْبِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ) حَسَبَ عَشَائِرِهِمِ الَّتِي هِيَ أَبْنَاءُ أَبِيعَزَرَ وَأَبْنَاءُ حَالَقَ، وَأَبْنَاءُ أَسْرِيئِيلَ، وَأَبْنَاءُ شَكَمَ، وَأَبْنَاءُ حَافَرَ، وَأَبْنَاءُ شَمِيدَاعَ. هَؤُلاءِ هُمْ أَبْنَاءُ مَنَسَّى بْنِ يُوسُفَ الذُّكُورُ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. -\v 3 أَمَّا صَلُفْحَادُ بْنُ حَافَرَ بْنِ جِلْعَادَ بْنِ مَاكِيرَ فَلَمْ يُنْجِبْ بَنِينَ بَلْ بَنَاتٍ، وَهَذِهِ هِيَ أَسْمَاؤُهُنَّ: مَحْلَةُ وَنَوْعَةُ وَحُجْلَةُ وَمِلْكَةُ وَتِرْصَةُ. -\v 4 فَأَقْبَلْنَ عَلَى أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَيَشُوعَ بْنِ نُونٍ وَسَائِرِ الرُّؤَسَاءِ قَائِلاتٍ: «لَقَدْ أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى أَنْ يَهَبَنَا مِيرَاثاً بَيْنَ إِخْوَتِنَا». فَأَعْطَاهُنَّ نَصِيباً بَيْنَ أَعْمَامِهِنَّ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ. -\v 5 فَحَصَلَ سِبْطُ مَنَسَّى عَلَى عَشَرِ حِصَصٍ، فَضْلاً عَنْ أَرْضِ جِلْعَادَ وَبَاشَانَ الَّتِي فِي شَرْقِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ. -\v 6 لأَنَّ بَنَاتِ صَلُفْحَادَ مِنْ ذُرِّيَّةِ مَنَسَّى أَخَذْنَ نَصِيباً بَيْنَ أَبْنَاءِ مَنَسَّى، وَكَانَتْ أَرْضُ جِلْعَادَ لِبَنِي مَنَسَّى الْبَاقِينَ. -\v 7 وَامْتَدَّتْ حُدُودُ سِبْطِ مَنَسَّى مِنْ أَشِيرَ إِلَى الْمَكْمَتَةِ الْمُقَابِلَةِ لِشَكِيمَ، ثُمَّ اتَّجَهَتْ جَنُوباً لِتَشْمَلَ الأَهَالِي الْمُقِيمِينَ فِي عَيْنِ تَفُّوحَ. -\v 8 وَكَانَ لِسِبْطِ مَنَسَّى أَرْضُ تَفُّوحَ، غَيْرَ أَنَّ تَفُّوحَ نَفْسَهَا الْوَاقِعَةَ عَلَى حُدُودِ سِبْطِ مَنَسَّى، كَانَتْ مِنْ نَصِيبِ سِبْطِ أَفْرَايِمَ. -\v 9 وَانْحَدَرَ التُّخْمُ إِلَى جَنُوبِيِّ وَادِي قَانَةَ. وَكَانَتْ هُنَاكَ مُدُنٌ تَابِعَةٌ لأَفْرَايِمَ قَائِمَةٌ بَيْنَ مُدُنِ مَنَسَّى، إِلّا أَنَّ حُدُودَ سِبْطِ مَنَسَّى كَانَتْ تَبْلُغُ الْجَانِبَ الْجَنُوبِيَّ مِنَ الْوَادِي وَتَنْتَهِي بِالْبَحْرِ. -\v 10 فَكَانَ الْقِسْمُ الْجَنُوبِيُّ مِنْ نَصِيبِ سِبْطِ أَفْرَايِمَ وَالْقِسْمُ الشِّمَالِيُّ مِنْ نَصِيبِ سِبْطِ مَنَسَّى، يَحُدُّهُمَا مِنَ الْغَرْبِ الْبَحْرُ الْمُتَوَسِّطُ. وَبَلَغَتْ حُدُودُ سِبْطِ مَنَسَّى أَرْضَ سِبْطِ أَشِيرَ شِمَالاً وَأَرْضَ سِبْطِ يَسَّاكَرَ شَرْقاً. -\v 11 وَكَانَ لِسِبْطِ مَنَسَّى مُدُنٌ مُنْتَشِرَةٌ فِي أَرْضِ يَسَّاكَرَ، هِيَ بَيْتُ شَانَ وَقُرَاهَا، وَبَيْلَعَامُ وَقُرَاهَا، وَأَهْلُ دُوَرٍ وَقُرَاهَا، وَأَهْلُ عَيْنِ دُوَرٍ وَقُرَاهَا، وَأَهْلُ تَعْنَكَ وَقُرَاهَا، وَأَهْلُ مَجِدُّو وَقُرَاهَا الْقَائِمَةُ عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ الثَّلاثِ. -\v 12 وَلَمْ يَتَمَكَّنْ أَبْنَاءُ مَنَسَّى مِنِ امْتِلاكِ هَذِهِ الْمُدُنِ، فَعَوَّلَ الْكَنْعَانِيُّونَ عَلَى اسْتِيْطَانِهَا. -\v 13 وَعِنْدَمَا عَظُمَتْ قُوَّةُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ وَضَعُوا الْكَنْعَانِيِّينَ تَحْتَ الْجِزْيَةِ وَلَمْ يَنْفُوهُمْ مِنْهَا. -\p -\v 14 وَقَالَ أَبْنَاءُ يُوسُفَ لِيَشُوعَ: «لِمَاذَا وَهَبْتَنَا نَصِيباً وَاحِداً وَحِصَّةً وَاحِدَةً وَنَحْنُ شَعْبٌ وَافِرُ الْعَدَدِ، إِذْ إِنَّ الرَّبَّ قَدْ بَارَكَنَا حَتَّى الآنَ؟» -\v 15 فَأَجَابَهُمْ يَشُوعُ: «إِنْ كُنْتُمْ حَقّاً كَثِيرِي الْعَدَدِ وَقَدْ ضَاقَ بِكُمْ جَبَلُ أَفْرَايِمَ، فَاصْعَدُوا إِلَى الأَرَاضِي الْوَعْرَةِ حَيْثُ يُقِيمُ الْفِرِزِّيُّونَ وَالرَّفَائِيُّونَ وَاقْتَطِعُوا لَكُمْ مِنْ أَرْضِهِمْ مَا يَكْفِيكُمْ». -\v 16 فَقَالَ بَنُو يُوسُفَ: «إِنَّ الأَرَاضِي الْجَبَلِيَّةَ لَا تَكْفِينَا، وَالْكَنْعَانِيُّونَ الْقَاطِنُونَ فِي السُّهُولِ فِي بَيْتِ شَانَ وَقُرَاهَا، وَفِي وَادِي يِزْرَعِيلَ يَمْلِكُونَ مَرْكَبَاتٍ حَدِيدِيَّةً». -\v 17 فَأَجَابَهُمْ يَشُوعُ: «أَنْتُمْ حَقّاً كَثِيرُو الْعَدَدِ كَمَا أَنَّكُمْ مُحَارِبُونَ أَشِدَّاءُ، فَلْيَكُنْ لَكُمْ أَكْثَرُ مِنْ نَصِيبٍ وَاحِدٍ. -\v 18 لِيَكُنْ لَكُمُ الْجَبَلُ أَيْضاً لأَنَّهُ وَعْرٌ، فَاسْتَوْلُوا عَلَيْهِ حَتَّى آخِرِ حُدُودِهِ. وَيُمْكِنُكُمْ طَرْدُ الْكَنْعَانِيِّينَ مِنْهُ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ شِدَّةِ بَأْسِهِمْ وَمَرْكَبَاتِهِمِ الْحَدِيدِيَّةِ». -\c 18 -\s1 تقسيم باقي الأرض -\p -\v 1 وَبَعْدَ أَنْ تَمَّ اسْتِيلاءُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ عَلَى الأَرْضِ اجْتَمَعُوا فِي شِيلُوهَ، حَيْثُ نَصَبُوا خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ. -\v 2 وَكَانَ هُنَاكَ سَبْعةُ أَسْبَاطٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَتَسَلَّمُوا بَعْدُ نَصِيبَهُمْ مِنَ الْمِيرَاثِ. -\v 3 فَقَالَ يَشُوعُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «حَتَّى مَتَى أَنْتُمْ مُتَقَاعِسُونَ عَنِ الشُّرُوعِ فِي امْتِلاكِ الأَرْضِ الَّتِي وَهَبَهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ؟ -\v 4 انْتَخِبُوا ثَلاثَةَ رِجَالٍ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ، فَأُرْسِلَهُمْ لاِسْتِكْشَافِ الأَرْضِ وَتَخْطِيطِهَا بِمُوْجِبِ أَنْصِبَتِهِمْ، ثُمَّ يَرْجِعُوا إِلَيَّ. -\v 5 وَلْيَقْسِمُوهَا إِلَى سَبْعَةِ أَقْسَامٍ، فَيَمْكُثَ سِبْطُ يَهُوذَا ضِمْنَ حُدُودِهِ مِنَ الْجَنُوبِ، وَيُقِيمَ بَيْتُ يُوسُفَ فِي مَنَاطِقِهِمِ الْمُعَيَّنَةِ شِمَالاً. -\v 6 أَمَّا أَنْتُمْ فَتُخَطِّطُونَ الأَرْضَ وَتَقْسِمُونَهَا إِلَى سَبْعَةِ أَقْسَامٍ وَتُسَجِّلُونَهَا، ثُمَّ تَأْتُونَ إِلَيَّ فَأُلْقِي بَيْنَكُمُ الْقُرْعَةَ هَهُنَا أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِنَا. -\v 7 لأَنَّهُ لَنْ يَرِثَ اللّاوِيُّونَ نَصِيباً مَعَكُمْ إِذْ إِنَّ كَهَنُوتَ الرَّبِّ هُوَ نَصِيبُهُمْ. أَمَّا سِبْطَا جَادٍ وَرَأُوَبَيْنَ وَنِصْفُ سِبْطِ مَنَسَّى فَقَدْ تَسَلَّمُوا نَصِيبَهُمْ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، الَّذِي وَهَبَهُ لَهُمْ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ». -\v 8 فَانْطَلَقَ الرِّجَالُ لاِسْتِكْشَافِ الأَرْضِ وَتَخْطِيطِهَا وَتَسْجِيلِهَا عَمَلاً بِوَصِيَّةِ يَشُوعَ، ثُمَّ الْعَوْدَةِ إِلَيْهِ لِيُلْقِيَ عَلَيْهَا الْقُرْعَةَ فِي مَحْضَرِ الرَّبِّ فِي شِيلُوهَ. -\v 9 فَسَارَ الرِّجَالُ وَتَجَوَّلُوا فِي الأَرْضِ وَخَطَّطُوهَا وَسَجَّلُوهَا فِي كِتَابٍ حَسَبَ مَا فِيهَا مِنْ مُدُنٍ بَعْدَ أَنْ قَسَمُوهَا إِلَى سَبْعَةِ أَقْسَامٍ، ثُمَّ جَاءُوا إِلَى يَشُوعَ إِلَى الْمُخَيَّمِ فِي شِيلُوهَ. -\v 10 فَأَلْقَى يَشُوعُ بَيْنَهُمُ الْقُرْعَةَ فِي شِيلُوهَ فِي مَحْضَرِ الرَّبِّ، حَيْثُ قَسَمَ الأَرْضَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَفْقاً لأَسْبَاطِهِمْ. -\s1 أرض سبط بنيامين -\p -\v 11 وَهَذَا هُوَ مِيرَاثُ سِبْطِ بِنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. وَقَعَ نَصِيبُهُمْ بَيْنَ مِيرَاثِ سِبْطَيْ يَهُوذَا وَيُوسُفَ. -\v 12 فَامْتَدَّتْ حُدُودُهُمْ شِمَالاً مِنَ الأُرْدُنِّ، وَاسْتَمَرَّتْ صَاعِدَةً بِإِزَاءِ أَرِيحَا شِمَالاً بِاتِّجَاهِ الْجَبَلِ غَرْباً حَتَّى صَحْرَاءِ بَيْتِ آوِنَ. -\v 13 وَمِنْ هُنَاكَ سَارَتْ إِلَى جَانِبِ لُوزَ الْجَنُوبِيِّ، الَّتِي هِيَ بَيْتُ إِيلَ. ثُمَّ انْحَدَرَتِ الْحُدُودُ إِلَى عَطَارُوتَ إِدَّارَ عَلَى الْجَبَلِ الْقَائِمِ إِلَى جَنُوبِيِّ بَيْتِ حُورُونَ السُّفْلَى. -\v 14 وَامْتَدَّ التُّخْمُ مُلْتَفّاً نَاحِيَةَ الْغَرْبِ إِلَى جَنُوبِيِّ الْجَبَلِ الْمُقَابِلِ لِبَيْتِ حُورُونَ وَانْتِهَاءً بِقَرْيَةِ بَعْلٍ، الَّتِي هِيَ قَرْيَةُ يَعَارِيمَ، الْمَدِينَةُ التَّابِعَةُ لِيَهُوذَا. هَذِهِ هِيَ الْحُدُودُ الْغَرْبِيَّةُ. -\v 15 أَمَّا الْحُدُودُ الْجَنُوبِيَّةُ فَتَبْدَأُ مِنْ أَقْصَى قَرْيَةِ يَعَارِيمَ بِاتِّجَاهِ الْغَرْبِ حَتَّى تَصِلَ إِلَى مَنْبَعِ مِيَاهِ نَفْتُوحَ. -\v 16 ثُمَّ تَنْحَدِرُ حَتَّى سَفْحِ الْجَبَلِ الْمُطِلِّ عَلَى وَادِي ابْنِ هِنُّومَ، الْوَاقِعِ شِمَالِيَّ وَادِي الرَّفَائِيِّينَ مُخْتَرِقَةً وَادِي هِنُّومَ مُرُوراً بِجَنُوبِيِّ مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ (حَيْثُ يَسْكُنُ الْيَبُوسِيُّونَ) إِلَى أَنْ تَصِلَ إِلَى عَيْنِ رُوجَلَ. -\v 17 ثُمَّ تَمْتَدُّ شِمَالاً إِلَى عَيْنِ شَمْسٍ فَجَلِيلُوتَ مُقَابِلَ عَقَبَةِ أَدُمِّيمَ نُزُولاً إِلَى حَجَرِ بُوهَنَ بْنِ رَأُوبَيْنَ. -\v 18 حَيْثُ تَمُرُّ بِالسَّهْلِ الشِّمَالِيِّ لِبَيْتِ عَرَبَةَ، ثُمَّ تَنْحَدِرُ نَحْوَ الْعَرَبَةِ، -\v 19 وَتَتَّجِهُ شِمَالاً إِلَى بَيْتِ حُجْلَةَ وَتَنْتَهِي عِنْدَ اللِّسَانِ الشِّمَالِيِّ لِلْبَحْرِ الْمَيِّتِ حَيْثُ يَصُبُّ نَهْرُ الأُرْدُنِّ. هَذِهِ هِيَ الْحُدُودُ الْجَنُوبِيَّةُ. -\v 20 أَمَّا الْحَدُّ الشَّرْقِيُّ فَكَانَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ. هَذِهِ هِيَ أَرْضُ سِبْطِ بِنْيَامِينَ. -\p -\v 21 وَهَذِهِ هِيَ مُدُنُ سِبْطِ بِنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: أَرِيحَا وَبَيْتُ حُجْلَةَ وَوَادِي قَصِيصَ، -\v 22 وَبَيْتُ الْعَرَبَةِ وَصَمَارَايِمُ وَبَيْتُ إِيلَ، -\v 23 وَالْعَوِّيمُ وَالْفَارَةُ وَعَفْرَةُ، -\v 24 وَكَفْرُ الْعَمُّونِيِّ وَالْعُفْنِي وَجَبَعُ، وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا سِتَّ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. -\v 25 وَأَيْضاً جِبْعُونُ وَالرَّامَةُ وَبَئِيرُوتُ، -\v 26 وَالْمِصْفَاةُ وَالْكَفِيرَةُ وَالْمُوصَةُ، -\v 27 وَرَاقَمُ وَيَرَفْئِيلُ وَتَرَالَةُ، -\v 28 وَصَيْلَعُ وَآلَفُ وَالْيَبُوسِيُّ الَّتِي هِيَ أُورُشَلِيمُ وَجِبْعَةُ وَقِرْيَةُ. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعَ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. هَذَا هُوَ مِيرَاثُ سِبْطِ بِنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. -\c 19 -\s1 نصيب سبط شمعون -\p -\v 1 أَمَّا الْقُرْعَةُ الثَّانِيَةُ فَكَانَتْ لِسِبْطِ شِمْعُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ، فَكَانَ مِيرَاثُهُمْ ضِمْنَ مِنْطَقَةِ يَهُوذَا، -\v 2 وَهُوَ يَشْتَمِلُ عَلَى بِئْرِ سَبْعٍ وَشَبَعَ وَمُولادَةَ، -\v 3 وَحَصَرَ شُوعَالَ وَبَالَةَ وَعَاصَمَ، -\v 4 وَأَلْتُولَدَ وَبَتُولَ وَحُرْمَةَ، -\v 5 وَصِقْلَغَ وَبَيْتِ الْمَرْكَبُوتِ وَحَصَرَ سُوسَةَ، -\v 6 وَبَيْتِ لَبَاوُتَ وَشَارُوحَيْنَ. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا ثَلاثَ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. -\v 7 ثُمَّ عَيْنَ وَرِمُّونَ وَعَاتَرَ وَعَاشَانَ. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعُ مُدُنٍ مَعَ ضِيَاعِهَا. -\v 8 وَجَمِيعِ الضِّيَاعِ الْمُحِيطَةِ بِهَذِهِ الْمُدُنِ الَّتِي تَمْتَدُّ جَنُوباً حَتَّى بَعْلَةَ بِئْرَ الْمَعْرُوفَةِ بِرَامَةِ الْجَنُوبِ. هَذَا هُوَ مِيرَاثُ سِبْطِ شِمْعُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. -\v 9 وَهَكَذَا حَصَلَ الشِّمْعُونِيُّونَ عَلَى مِيرَاثِهِمْ مِنْ نَصِيبِ سِبْطِ يَهُوذَا لأَنَّ نَصِيبَ يَهُوذَا كَانَ أَكْثَرَ مِمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ. لِذَلِكَ وَرِثَ أَبْنَاءُ شِمْعُونَ مِلْكَهُمْ دَاخِلَ مِنْطَقَةِ يَهُوذَا. -\s1 نصيب سبط زبولون -\p -\v 10 وَجَاءَتِ الْقُرْعَةُ الثَّالِثَةُ لِسِبْطِ زَبُولُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ، فَكَانَتْ حُدُودُ مِلْكِهِمْ عِنْدَ سَارِيدَ، -\v 11 إِذِ اتَّجَهَتْ حُدُودُهُمْ غَرْباً إِلَى مَرْعَلَةَ وَوَصَلَتْ إِلَى دَبَّاشَةَ فَالْوَادِي الْمُقَابِلِ لِيَقْنَعَامَ. -\v 12 ثُمَّ دَارَتْ مِنْ سَارِيدَ شَرْقاً حَوْلَ تُخُومِ كِسْلُوتِ تَابُورَ وَعَبَرَتْ إِلَى الدَّبْرَةِ حَتَّى بَلَغَتْ صُعُداً إِلَى يَافِيعَ. -\v 13 وَمِنْ هُنَاكَ اتَّجَهَتْ شَرْقاً إِلَى جَتَّ حَافَرَ فَعِتِّ قَاصِينَ، وَاسْتَمَرَّتْ إِلَى رِمُّونَ وَنَيْعَةَ، -\v 14 الَّتِي الْتَفَّتْ حَوْلَهَا الْحُدُودُ نَحْوَ الشِّمَالِ إِلَى حَنَّاثُونَ حَتَّى انْتَهَتْ عِنْدَ وَادِي يَفْتَحْئِيلَ -\v 15 فَضْلاً عَنْ قَطَّةَ وَنَهْلالَ وَشِمْرُونَ وَيَدَالَةَ وَبَيْتِ لَحْمٍ. فَكَانَتْ فِي جُمْلَتِهَا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. -\v 16 هَذَا هُوَ نَصِيبُ سِبْطِ زَبُولُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ مِنَ الْمُدُنِ وَضِيَاعِهَا. -\s1 نصيب سبط يساكر -\p -\v 17 وَجَاءَتِ الْقُرْعَةُ الرَّابِعَةُ لِسِبْطِ يَسَّاكَرَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. -\v 18 فَامْتَدَّتْ حُدُودُهُمْ إِلَى يَزْرَعِيلَ وَالْكِسْلُوتِ وَشُونَمَ، -\v 19 وَحَفَارَايِمَ وَشِيئُونَ وَأَنَاحَرَةَ، -\v 20 وَرَبِّيتَ وَقِشْيُونَ وَآبَصَ، -\v 21 وَرَمَةَ وَعَيْنِ جَنِّيمَ وَعَيْنِ حِدَّةَ وَبَيْتِ فَصَّيْصَ. -\v 22 وَبَلَغَتِ الْحُدُودُ تَابُورَ وَشَحْصِيمَةَ وَبَيْتَ شَمْسٍ وَانْتَهَتْ عِنْدَ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، فَكَانَتْ فِي جُمْلَتِهَا سِتَّ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. -\v 23 هَذَا هُوَ مِيرَاثُ سِبْطِ يَسَّاكَرَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ مَعَ الْمُدُنِ وَضِيَاعِهَا. -\s1 نصيب سبط أشير -\p -\v 24 وَجَاءَتِ الْقُرْعَةُ الْخَامِسَةُ لِسِبْطِ أَشِيرَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. -\v 25 فَشَمَلَتْ حُدُودُهُمْ مُدُنَ حَلْقَةَ وَحَلِي وَبَاطَنَ وَأَكْشَافَ. -\v 26 وَأَلَّمَّلَكَ وَعَمْعَادَ وَمِشْآلَ، وَوَصَلَتْ غَرْباً إِلَى الْكَرْمَلِ وَشِيحُورِ لِبْنَةَ. -\v 27 أَمَّا شَرْقاً فَقَدِ امْتَدَّتْ إِلَى بَيْتِ دَاجُونَ، حَتَّى وَصَلَتْ إِلَى تُخُومِ زَبُولُونَ وَإِلَى وَادِي يَفْتَحْئِيلَ شِمَالِيَّ بَيْتِ الْعَامِقِ وَنَعِيئِيلَ، ثُمَّ اتَّجَهَتْ شِمَالاً نَحْوَ كَابُولَ -\v 28 وَعَبْرُونَ وَرَحُوبَ وَقَانَةَ إِلَى صِيدُونَ الْعَظِيمَةِ. -\v 29 ثُمَّ رَجَعَتِ الْحُدُودُ إِلَى الرَّامَةِ وَإِلَى الْمَدِينَةِ الْمُحَصَّنَةِ صُورٍ، ثُمَّ اسْتَدَارَتْ نَحْوَ حُوصَةَ وَانْتَهَتْ عِنْدَ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ فِي كُورَةِ أَكْزِيبَ -\v 30 وَعُمَّةَ وَأَفِيقَ وَرَحُوبَ. فَكَانَتْ فِي جُمْلَتِهَا اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. -\v 31 هَذَا هُوَ نَصِيبُ سِبْطِ أَشِيرَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ مَعَ الْمُدُنِ وَضِيَاعِهَا. -\s1 نصيب سبط نفتالي -\p -\v 32 وَجَاءَتِ الْقُرْعَةُ السَّادِسَةُ لِسِبْطِ نَفْتَالِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ، -\v 33 فَكَانَتْ حُدُودُهُمْ تَمْتَدُّ مِنْ حَالَفَ إِلَى شَجَرَةِ الْبَلُّوطِ فِي صَعَنَنِّيمَ إِلَى أَدَامِي النَّاقِبِ وَيَبْنِئِيلَ حَتَّى لَقُّومَ، وَانْتَهَتْ عِنْدَ نَهْرِ الأُرْدُنِّ. -\v 34 ثُمَّ ارْتَدَّتِ الْحُدُودُ غَرْباً إِلَى أَزْنُوتِ تَابُورَ وَاتَّجَهَتْ مِنْ هُنَاكَ إِلَى حُقُّوقَ حَتَّى بَلَغَتْ حُدُودَ زَبُولُونَ جَنُوباً، وَوَصَلَتْ إِلَى أَشِيرَ غَرْباً وَإِلَى حُدُودِ يَهُوذَا عِنْدَ نَهْرِ الأُرْدُنِّ شَرْقاً. -\v 35 وَضَمَّتْ حُدُودُهَا مُدُناً مُحَصَّنَةً هِيَ: الصِّدِّيمُ وَصَيْرُ وَحَمَّةُ وَرَقَّةُ وَكِنَّارَةُ، -\v 36 وَأَدَامَةُ وَالرَّامَةُ وَحَاصُورُ، -\v 37 وَقَادَشُ وَإِذْرَعِي وَعَيْنُ حَاصُورَ، -\v 38 وَيِرْأُونُ وَمَجْدَلُ إِيلَ وَحُورِيمُ وَبَيْتُ عَنَاةَ وَبَيْتُ شَمْسٍ، وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا تِسْعَ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. -\v 39 هَذَا هُوَ مِيرَاثُ سِبْطِ نَفْتَالِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ مَعَ الْمُدُنِ وَضِيَاعِهَا. -\s1 نصيب سبط دان -\p -\v 40 وَجَاءَتِ الْقُرْعَةُ السَّابِعَةُ لِسِبْطِ دَانٍ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. -\v 41 وَشَمَلَتْ حُدُودُهُمْ مُدُنَ صَرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ وَعِيرَ شَمْسٍ. -\v 42 وَشَعَلَبَّيْنَ وَأَيَّلُونَ وَيِتْلَةَ -\v 43 وَإِيلُونَ وَتِمْنَةَ وَعَقْرُونَ، -\v 44 وَإِلْتَقَيْهَ وَجِبَّثُونَ وَبَعْلَةَ، -\v 45 وَيَهُودَا وَبَنِي بَرَقَ وَجَتِّ رِمُّونَ، -\v 46 وَمِيَاهِ الْيَرْقُونَ وَالرَّقُونَ مَعَ الْحُدُودِ الْمُقَابِلَةِ لِيَافَا. -\v 47 غَيْرَ أَنَّ الدَّانِيِّينَ وَاجَهُوا مَصَاعِبَ فِي تَمَلُّكِ مِنْطَقَتِهِمْ، فَهَاجَمُوا مَدِينَةَ لَشَمَ وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا وَقَضَوْا عَلَيْهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، ثُمَّ أَقَامُوا فِيهَا وَدَعُوهَا دَاناً كَاسْمِ دَانٍ أَبِيهِمْ. -\v 48 هَذَا هُوَ نَصِيبُ سِبْطِ دَانٍ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ مَعَ الْمُدُنِ وَضِيَاعِهَا. -\s1 نصيب يشوع بن نون -\p -\v 49 وَلَمَّا تَمَّ تَوْزِيعُ الأَرْضِ بِمُوجِبِ تَخْطِيطِ حُدُودِهَا، أَعْطَى بَنُو إِسْرَائِيلَ يَشُوعَ بْنَ نُونٍ مِيرَاثاً بَيْنَهُمْ. -\v 50 عَمَلاً بِأَمْرِ الرَّبِّ، فَوَهَبُوهُ مَدِينَةَ تِمْنَةَ سَارَحَ الَّتِي فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ الَّتِي طَلَبَهَا، فَبَنَى الْمَدِينَةَ وَسَكَنَ فِيهَا. -\v 51 فَكَانَتْ هَذِهِ هِيَ الأَنْصِبَةُ الَّتِي قَسَمَهَا أَلِيعَازَارُ الْكَاهِنُ وَيَشُوعُ بْنُ نُونٍ وَرُؤَسَاءُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ بِالْقُرْعَةِ فِي شِيلُوهَ فِي مَحْضَرِ الرَّبِّ، عِنْدَ بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَانْتَهَوْا مِنْ قِسْمَةِ الارْضِ. -\c 20 -\s1 مدن الملجأ -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: -\v 2 «أَبْلِغْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُعَيِّنُوا لأَنْفُسِهِمْ مُدُنَ الْمَلْجَإِ كَمَا أَمَرْتُ مُوسَى، -\v 3 لِيَهْرُبَ إِلَيْهَا كُلُّ مَنْ قَتَلَ نَفْساً سَهْواً عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ، فَتَكُونَ لَكُمْ مَلْجَأً مِنْ طَالِبِ الدَّمِ. -\v 4 فَيَلُوذُ بِوَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمُدُنِ وَيَقِفُ عِنْدَ مَدْخَلِ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ، شَارِحاً قَضِيَّتَهُ لِشُيُوخِ الْمَدِينَةِ، فَيُدْخِلُونَهُ الْمَدِينَةَ وَيُوَفِّرُونَ لَهُ مَكَاناً لِلإِقَامَةِ فِيهَا. -\v 5 وَإذَا تَعَقَّبَهُ طَالِبُ الدَّمِ فَلا يَنْبَغِي أَنْ يُسَلِّمُوا الْمُتَّهَمَ لَهُ، لأَنَّهُ قَتَلَ جَارَهُ عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ وَمِنْ غَيْرِ سَابِقِ نِيَّةٍ حَاقِدَةٍ. -\v 6 وَيَظَلُّ مُقِيماً فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ حَتَّى يَمْثُلَ أَمَامَ الْقَضَاءِ لِيَلْقَى مُحَاكَمَةً عَادِلَةً، وَإِلَى أَنْ يَمُوتَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ الَّذِي يَكُونُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. عِنْدَئِذٍ يَرْجِعُ الْقَاتِلُ إِلَى مَدِينَتِهِ الَّتِي هَرَبَ مِنْهَا وَإِلَى بَيْتِهِ». -\v 7 فَخَصَّصَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مُدُنَ مَلْجَأٍ: قَادَشَ فِي الْجَلِيلِ فِي جَبَلِ نَفْتَالِي وَشَكِيمَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ، وَقَرْيَةَ أَرْبَعَ الَّتِي هِيَ حَبْرُونُ فِي جَبَلِ يَهُوذَا. -\v 8 أَمَّا فِي شَرْقِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ عِنْدَ أَرِيحَا فَقَدْ خَصَّصُوا بَاصِرَ فِي الصَّحْرَاءِ فِي سَهْلِ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ، وَرَامُوتَ فِي جِلْعَادَ فِي أَرْضِ سِبْطِ جَادٍ، وَجُولانَ فِي بَاشَانَ مِنْ أَرْضِ سِبْطِ مَنَسَّى. -\v 9 هَذِهِ هِيَ مُدُنُ الْمَلْجَإِ الَّتِي صَارَتْ مَلاذاً لِكُلِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلْغُرَبَاءِ الْمُقِيمِينَ بَيْنَهُمْ، لِكَيْ يَهْرُبَ إِلَيْهَا كُلُّ مَنْ يَقْتُلُ نَفْساً عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ، فَلا يَمُوتُ بَيدِ طَالِبِ الدَّمِ، وَلِكَيْ يَمْثُلَ لِلْمُحَاكَمَةِ أَمَامَ الْجَمَاعَةِ. -\c 21 -\s1 مدن اللاويين -\p -\v 1 وَأَقْبَلَ رُؤَسَاءُ عَائِلاتِ سِبْطِ لاوِي إِلَى أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَيَشُوعَ بْنِ نُونٍ وَزُعَمَاءِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ -\v 2 فِي شِيلُوهَ وَقَالُوا: «لَقَدْ أَمَرَ الرَّبُّ عَلَى لِسَانِ مُوسَى أَنْ نَرِثَ مُدُناً مَعَ مَرَاعِيهَا لِنُقِيمَ فِيهَا وَلِتَرْعَى بَهَائِمُنَا فِي حُقُولِهَا». -\v 3 فَأَعْطَى أَبْنَاءُ إِسْرَائِيلَ اللّاوِيِّينَ بِالْقُرْعَةِ هَذِهِ الْمُدُنَ وَمَرَاعِيهَا مِنْ أَنْصِبَتِهِمْ عَمَلاً بِأَمْرِ الرَّبِّ. -\p -\v 4 فَأَخَذَ أَبْنَاءُ هرُونَ الْكَاهِنِ اللّاوِيُّونَ الْمُنْتَمُونَ إِلَى عَشَائِرِ القَهَاتِيِّينَ ثَلاثَ عَشْرَةَ مَدِينَةً كَانَتْ مِنْ نَصِيبِ أَسْبَاطِ يَهُوذَا وَشِمْعُونَ وَبَنْيَامِينَ -\v 5 وَحَصَلَ بَنُو قَهَاتَ البَاقُونَ عَلَى عَشَرِ مُدُنٍ كَانَتْ مِنْ مِيرَاثِ عَشَائِرِ أَسْبَاطِ أَفْرَايِمَ وَدَانٍ وَنِصْفِ مَنَسَّى. -\v 6 وَأَخَذَتْ عَائِلَةُ جَرْشُونَ ثَلاثَ عَشْرَةَ مَدِينَةً فِي أَرْضِ بَاشَانَ كَانَتْ مِنْ نَصِيبِ أَسْبَاطِ يَسَّاكَرَ وَنَفْتَالِي وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى. -\v 7 وَوَرِثَ أَبْنَاءُ مَرَارِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَدِينَةً كَانَتْ مِلْكاً لأَسْبَاطِ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ وَزَبُولُونَ. -\v 8 وَهَكَذَا أَعْطَى الإِسْرَائِيلِيُّونَ اللّاوِيِّينَ بِالْقُرْعَةِ هَذِهِ الْمُدُنَ مَعَ مَرَاعِيهَا عَمَلاً بِأَمْرِ الرَّبِّ لِمُوسَى. -\v 9 أَمَّا أَسْمَاءُ الْمُدُنِ الَّتِي حَصَلَ عَلَيْهَا اللّاوِيُّونَ بِالْقُرْعَةِ مِنْ نَصِيبِ سِبْطَيْ يَهُوذَا وَشِمْعُونَ فَهِيَ: -\v 10 أَخَذَ أَبْنَاءُ هرُونَ مِنْ عَشَائِرِ الْقَهَاتِيِّينَ اللّاوِيِّينَ. -\v 11 قَرْيَةَ أَرْبَعَ أَبِي عَنَاقٍ الْمَعْرُوفَةَ بِحَبْرُونَ فِي جَبَلِ يَهُوذَا مَعَ مَرَاعِيهَا الْمُحِيطَةِ بِها -\v 12 أَمَّا حَقْلُ الْمَدِينَةِ وَضِيَاعُهَا فَقَدْ بَقِيَتْ مِلْكاً لِكَالَبَ بْنِ يَفُنَّةَ. -\p -\v 13 وَهَكَذَا أَصْبَحَتْ مَدِينَةُ الْمَلْجَإِ حَبْرُونُ مَعَ مَرَاعِيهَا وَلِبْنَةُ وَمَرَاعِيهَا مِيرَاثاً لأَبْنَاءِ هَرُونَ الْكَاهِنِ -\v 14 فَضْلاً عَنْ يَتِّيرَ وَمَرْعَاهَا، وَأَشْتَمُوعَ وَمَرْعَاهَا، -\v 15 وَحُولُونَ وَمَرْعَاهَا، وَدَبِيرَ وَمَرْعَاهَا، -\v 16 وَعَيْنَ وَمَرْعَاهَا، وَيُطَّةَ وَمَرْعَاهَا، وَبَيْتِ شَمْسٍ وَمَرْعَاهَا. فَكَانَتْ فِي جُمْلَتِهَا تِسْعَ مُدُنٍ وُهِبَتْ لَهُمْ مِنْ نَصِيبِ هَذَيْنِ السِّبْطَيْنِ. -\v 17 كَمَا أَخَذُوا مِنْ نَصِيبِ سِبْطِ بِنْيَامِينَ كُلًا مِنْ مَدِينَتَيْ جِبْعُونَ وَجِبْعَ مَعَ مَرَاعِيهِمَا، -\v 18 وَعَنَاثُوثَ وَعَلْمُونَ مَعَ الْمَرَاعِي الْمُحِيطَةِ بِهِمَا. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعُ مُدُنٍ. -\v 19 فَكَانَ مَجْمُوعُ مَا امْتَلَكَهُ أَبْنَاءُ هرُونَ الْكَهَنَةُ ثَلاثَ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ مَرَاعِيهَا. -\p -\v 20 أَمَّا بَقِيَّةُ عَشَائِرِ الْقَهَاتِيِّينَ فَكَانَتْ قُرْعَتُهُمْ مِنْ مُدُنِ سِبْطِ أَفْرَايِمَ هِيَ: -\v 21 شَكِيمُ وَمَرْعَاهَا فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ وَهِيَ مَدِينَةُ مَلْجَأٍ. وَجَازَرُ وَمَرْعَاهَا، -\v 22 وَقِبْصَايِمُ وَبَيْتُ حُورُونَ مَعَ مَرَاعِيهِمَا. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعُ مُدُنٍ. -\v 23 وَمِنْ سِبْطِ دَانٍ إِلْتَقَى وَمَرْعَاهَا، وَجِبَّثُونُ وَمَرْعَاهَا، -\v 24 وَأَيَّلُونُ وَمَرْعَاهَا، وَجَتُّ رِمُّونَ وَمَرْعَاهَا، وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعُ مُدُنٍ. -\v 25 وَمِنْ نِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى تَعْنَكُ وَمَرْعَاهَا، وَجَتُّ رِمُّونَ وَمَرْعَاهَا، وَهُمَا مَدِينَتَانِ. -\v 26 فَكَانَ مَجْمُوعُ مَا حَصَلَتْ عَلَيْهِ عَشَائِرُ الْقَهَاتِيِّينَ عَشْرَ مُدُنٍ مَعَ مَرَاعِيهَا. -\p -\v 27 وَمِنْ نَصِيبِ نِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى أَخَذَتْ عَشَائِرُ الْجَرْشُونِيِّينَ اللّاوِيِّينَ: جُولانَ فِي بَاشَانَ مَدِينَةَ مَلْجَإٍ وَمَرْعَاهَا، وَبَعَشْتَرَةَ وَمَرْعَاهَا، وَهُمَا مَدِينَتَانِ. -\v 28 وَمِنْ سِبْطِ يَسَّاكَرَ أَخَذُوا قِشْيُونَ وَمَرْعَاهَا وَدَبْرَةَ وَمَرْعَاهَا، -\v 29 وَيَرْمُوتَ وَمَرْعَاهَا وَعَيْنَ جِنِّيمَ وَمَرْعَاهَا. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعُ مُدُنٍ. -\v 30 وَمِنْ سِبْطِ أَشِيرَ مِشْآلَ وَمَرْعَاهَا وَعَبْدُونَ وَمَرْعَاهَا، -\v 31 وَحَلْقَةَ وَمَرْعَاهَا، وَرَحُوبَ وَمَرْعَاهَا. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعُ مُدُنٍ. -\v 32 وَمِنْ سِبْطِ نَفْتَالِي، أَخَذُوا: قَادَشَ فِي الْجَلِيلِ وَمَرْعَاهَا، وَهِيَ مَدِينَةُ مَلْجَإٍ، وَحَمُّوتَ دُورٍ وَمَرْعَاهَا وَقَرْتَانَ وَمَرْعَاهَا، وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا ثَلاثُ مُدُنٍ. -\v 33 فَكَانَ مَجْمُوعُ نَصِيبِ الْجَرْشُونِيِّينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ ثَلاثَ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ مَرَاعِيهَا. -\p -\v 34 أَمَّا بَقِيَّةُ سِبْطِ لاوِي، وَهُمْ عَائِلَةُ مَرَارِي، فَقَدْ أَخَذُوا مِنْ سِبْطِ زَبُولُونَ يَقْنَعَامَ وَمَرْعَاهَا وَقَرْتَةَ وَمَرْعَاهَا، -\v 35 وَدِمْنَةَ وَمَرْعَاهَا، وَنَحْلالَ وَمَرْعَاهَا. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعُ مُدُنٍ. -\v 36 وَأَخَذُوا مِنْ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ بَاصَرَ وَمَرْعَاهَا وَيَهْصَةَ وَمَرْعَاهَا، -\v 37 وَقَدِيمُوتَ وَمَرْعَاهَا، وَمَيْفَعَةَ وَمَرْعَاهَا. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعُ مُدُنٍ. -\v 38 وَأَخَذُوا مِنْ سِبْطِ جَادٍ مَدِينَةَ الْمَلْجَإِ رَامُوتَ فِي جِلْعَادَ وَمَرْعَاهَا، وَمَحَنَايِمَ وَمَرْعَاهَا، -\v 39 وَحَشْبُونَ وَمَرْعَاهَا، وَيَعْزِيرَ وَمَرْعَاهَا. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعُ مُدُنٍ. -\v 40 فَكَانَ مَجْمُوعُ مَا حَصَلَتْ عَلَيْهِ عَشَائِرُ الْمَرَارِيِّينَ بِمُقْتَضَى قُرْعَتِهِمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ مَرَاعِيهَا. -\v 41 فَكَانَتْ جُمْلَةُ مُدُنِ اللّاوِيِّينَ فِي وَسَطِ مِيرَاثِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ثَمَانِيَ وَأَرْبَعِينَ مَدِينَةً مَعَ مَرَاعِيهَا. -\v 42 وَكَانَ لِكُلِّ مَدِينَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمُدُنِ أَرَاضِي مَرَاعِيهَا الْمُحِيطَةِ بِها. -\p -\v 43 وَهَكَذَا وَهَبَ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ جَمِيعَ الأَرَاضِي الَّتِي حَلَفَ أَنْ يُعْطِيَهَا لِآبَائِهِمْ فَوَرِثُوهَا وَأَقَامُوا فِيهَا، -\v 44 فَأَرَاحَهُمُ الرَّبُّ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ كَمَا أَقْسَمَ لِآبَائِهِمْ، وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِمْ أَنْ يُقَاوِمَهُمْ، بَلْ أَسْلَمَهُمُ الرَّبُّ لَهُمْ جَمِيعاً -\v 45 فَتَحَقَّقَ كُلُّ مَا وَعَدَ الرَّبُّ بِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ وُعُودٍ صَالِحَةٍ. -\c 22 -\s1 رجوع الأسباط الشرقية إلى مواطنها -\p -\v 1 ثُمَّ اسْتَدْعَى يَشُوعُ الرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَالْجَادِيِّينَ وَنِصْفَ سِبْطِ مَنَسَّى، -\v 2 وَقَالَ لَهُمْ: «لَقَدْ وَفَيْتُمْ بِكُلِّ مَا أَوْصَاكُمْ بِهِ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ، وَأَطَعْتُمْ كَلامِي فِي كُلِّ مَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ. -\v 3 وَلَمْ تَتَخَلَّوْا عَنْ إِخْوَتِكُمْ طَوَالَ هَذِهِ الأَيَّامِ الْكَثِيرَةِ حَتَّى هَذِهِ اللَّحْظَةِ، بَلْ نَفَّذْتُمُ الْمُهِمَّةَ الَّتِي أَوْكَلَهَا إِلَيْكُمُ الرَّبُّ. -\v 4 وَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمُ الآنَ قَدْ أَرَاحَ إِخْوَتَكُمْ كَمَا وَعَدَهُمْ، فَانْصَرِفُوا إِلَى خِيَامِكُمْ وَإِلَى أَرْضِ مِلْكِكُمُ الَّتِي وَهَبَهَا لَكُمْ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي شَرْقِيِّ الأُرْدُنِّ. -\v 5 إِنَّمَا احْرِصُوا جِدّاً عَلَى مُمَارَسَةِ الْوَصِيَّةِ وَالشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَكُمْ بِها مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ، وَهِيَ أَنْ تُحِبُّوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ وَتَسْلُكُوا فِي كُلِّ سُبُلِهِ وَتُطِيعُوا وَصَايَاهُ وَتَتَمَسَّكُوا بِهِ وَتَعْبُدُوهُ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَنُفُوسِكُمْ». -\v 6 ثُمَّ بَارَكَهُمْ يَشُوعُ وَأَطْلَقَهُمْ، فَمَضَوْا إِلَى خِيَامِهِمْ. -\p -\v 7 وَكَانَ مُوسَى قَدْ وَهَبَ لِنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى مِلْكاً فِي بَاشَانَ، أَمَّا نِصْفُهُ الآخَرُ فَقَدْ أَعْطَاهُمْ يَشُوعُ مِيرَاثاً مَعَ إِخْوَتِهِمْ غَرْبِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ. وَعِنْدَمَا أَطْلَقَهُمْ يَشُوعُ أَيْضاً إِلَى خِيَامِهِمْ بَارَكَهُمْ -\v 8 وَقَالَ لَهُمْ: «ارْجِعُوا إِلَى خِيَامِكُمْ بِغَنَائِمَ كَثِيرَةٍ وَبِمَوَاشٍ وَفِيرَةٍ وَبِفِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَنُحَاسٍ وَحَدِيدٍ وَمَلابِسَ كَثِيرَةٍ جِدّاً، تَقَاسَمُوا غَنِيمَةَ أَعْدَائِكُمْ مَعَ إِخْوَتِكُمْ». -\v 9 فَرَجَعَ أَبْنَاءُ رَأُوبَيْنَ وَأَبْنَاءُ جَادٍ وَنِصْفُ سِبْطِ مَنَسَّى مِنْ عِنْدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ شِيلُوهَ الْوَاقِعَةِ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، إِلَى أَرْضِ جِلْعَادَ، أَرْضِ مِيرَاثِهِمِ الَّتِي امْتَلَكُوهَا حَسَبَ وَعْدِ الرَّبِّ عَلَى لِسَانِ مُوسَى. -\v 10 وَعِنْدَمَا وَصَلَ رِجَالُ سِبْطَيْ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى حَوْضَ الأُرْدُنِّ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، شَيَّدُوا عَلَى ضَفَّةِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مَذْبَحاً رَائِعَ الْمَنْظَرِ. -\v 11 فَقِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «هَا قَدْ بَنَى أَبْنَاءُ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ وَأَبْنَاءُ نِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى مَذْبَحاً فِي حَوْضِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُقَابِلَ جَانِبِنَا مِنَ النَّهْرِ». -\v 12 فَاحْتَشَدَ كُلُّ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ فِي شِيلُوهَ مُتَأَهِّبِينَ لِمُحَارَبَتِهِمْ. -\p -\v 13 وَأَرْسَلُوا فِينْحَاسَ بْنَ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنَ إِلَى أَبْنَاءِ رَأُوبَيْنَ وَأَبْنَاءِ جَادٍ وَأَبْنَاءِ نِصْفِ مَنَسَّى فِي أَرْضِ جِلْعَادَ -\v 14 عَلَى رَأْسِ وَفْدٍ مِنْ عَشْرَةِ زُعَمَاءَ يُمَثِّلُ كُلُّ زَعِيمٍ مِنْهُمْ سِبْطاً مِنْ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. -\v 15 وَعِنْدَمَا وَصَلُوا إِلَى جِلْعَادَ قَالُوا لَهُمْ: -\v 16 «هَذَا مَا تَقُولُهُ لَكُمْ كُلُّ جَمَاعَةِ الرَّبِّ: مَا هَذِهِ الْخِيَانَةُ الَّتِي ارْتَكَبْتُمُوهَا فِي حَقِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ فَارْتَدَدْتُمْ عَنِ الرَّبِّ وَبَنَيْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ مَذْبَحاً، مُتَمَرِّدِينَ بِذَلِكَ عَلَى الرَّبِّ؟ -\v 17 أَلَمْ يَكْفِنَا إِثْمُ فَغُورَ الَّذِي لَمْ نَتَطَهَّرْ مِنْهُ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ مُنْذُ أَنْ تَفَشَّى الْوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ، -\v 18 حَتَّى تَرْتَدُّوا أَنْتُمُ الْيَوْمَ عَنِ الرَّبِّ؟ إِذَا تَمَرَّدْتُمُ الْيَوْمَ عَلَى الرَّبِّ فَإِنَّهُ يَسْخَطُ غَداً عَلَى كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ. -\v 19 فَإِنْ كَانَتْ أَرْضُكُمْ نَجِسَةً فَتَعَالَوْا إِلَى أَرْضِ الرَّبِّ، الَّتِي نُصِبَ فِيهَا مَسْكَنُ الرَّبِّ، وَرِثُوا بَيْنَنَا، وَلَكِنْ لَا تَتَمَرَّدُوا عَلَى الرَّبِّ وَلا عَلَيْنَا بِتَشْيِيدِكُمْ لأَنْفُسِكُمْ مَذْبَحاً غَيْرَ مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلَهِنَا. -\v 20 أَلَمْ يَرْتَكِبْ عَخَانُ بْنُ زَارَحَ خِيَانَةً فَسَرَقَ مَا حَرَّمَهُ اللهُ، فَانْصَبَّ السَّخَطُ عَلَى كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ وَلَمْ يَكُنْ هُوَ وَحْدَهُ فَقَطْ الَّذِي هَلَكَ مِنْ جَرَّاءِ إِثْمِهِ؟» -\p -\v 21 فَأَجَابَهُمْ أَبْنَاءُ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى: -\v 22 «إِنَّ الرَّبَّ الْقَدِيرَ هُوَ إِلَهُ كُلِّ الآلِهَةِ؛ إِنَّ الرَّبَّ الْقَدِيرَ هُوَ إِلَهُ كُلِّ الْآلِهَةِ. هُوَ يَعْلَمُ، وَعَلَى شَعْبِ إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّنَا لَمْ نَبْنِ الْمَذْبَحَ تَمَرُّداً عَلَيْهِ أَوْ خِيَانَةً فِي حَقِّهِ وَإلَّا فَلْيُهْلِكْنَا هَذَا الْيَوْمَ، -\v 23 وَلْيُعَاقِبْنَا الرَّبُّ نَفْسُهُ إِنْ كُنَّا قَدْ شَيَّدْنَا هَذَا الْمَذْبَحَ لِلارْتِدَادِ عَنْهُ أَوْ لإِصْعَادِ مُحْرَقَةٍ أَوْ تَقْدِمَةٍ أَوْ تَقْرِيبِ ذَبَائِحِ سَلامٍ عَلَيْهِ. -\v 24 إِنَّمَا أَقَمْنَاهُ خَوْفاً مِنْ أَنْ يَقُولَ يَوْماً أَوْلادُكُمْ لأَوْلادِنَا: بِأَيِّ حَقٍّ تَعْبُدُونَ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ؟ -\v 25 لَقَدْ جَعَلَ الرَّبُّ نَهْرَ الأُرْدُنِّ حَدّاً فَاصِلاً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَنَا يَا أَبْنَاءَ سِبْطَيْ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ، فَلَيْسَ لَكُمْ نَصِيبٌ فِي الرَّبِّ، وَبِذَلِكَ يَثْنِي أَوْلادُكُمْ أَوْلادَنَا عَنْ تَقْوَى الرَّبِّ. -\v 26 وَذَلِكَ مَا جَعَلَنَا نَقُولُ: هَيَّا نَبْنِي مَذْبَحاً، لَا لِنُقَدِّمَ عَلَيْهِ مُحْرَقَةً أَوْ ذَبِيحَةً، -\v 27 إِنَّمَا لِيَكُونَ شَاهِداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أَجْيَالِنَا الْقَادِمَةِ بَعْدَنَا، بِأَنَّنَا نَعْبُدُ الرَّبَّ بِذَبَائِحِنَا وَمُحْرَقَاتِنَا وَتَقْدِمَاتِ سَلامِنَا، فَلا يَقُولُ أَبْنَاؤُكُمْ غَداً لأَبْنَائِنَا: لَيْسَ لَكُمْ نَصِيبٌ فِي الرَّبِّ. -\v 28 وَقُلْنَا: إِذَا حَدَثَ وَقَالُوا ذَلِكَ لأَجْيَالِنَا غَداً، أَنَّهُمْ يُجِيبُونَهُمْ: انْظُرُوا شِبْهَ مَذْبَحِ الرَّبِّ الَّذِي شَيَّدَهُ آبَاؤُنَا، لَا لِلْمُحْرَقَةِ وَلا لِلذَّبِيحَةِ، بَلْ لِيَكُونَ شَاهِداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ. -\v 29 فَحَاشَا لَنَا أَنْ نَتَمَرَّدَ عَلَى الرَّبِّ وَنَرْتَدَّ عَنْهُ بِبِنَاءِ مَذْبَحٍ لِلْمُحْرَقَةِ أَوِ التَّقْدِمَةِ أَوِ الذَّبِيحَةِ غَيْرَ مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلَهِنَا الْقَائِمِ أَمَامَ مَسْكَنِهِ». -\p -\v 30 فَلَمَّا سَمِعَ فِينْحَاسُ الْكَاهِنُ وَقَادَةُ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ الْمُرَافِقِينَ لَهُ مَا أَجَابَ بِهِ أَبْنَاءُ سِبْطَيْ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ وَأَبْنَاءُ نِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى، حَظِيَ ذَلِكَ بِرِضَاهُمْ. -\v 31 فَقَالَ فِينْحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنُ لَهُمْ: «الْيَوْمَ عَرَفْنَا أَنَّ الرَّبَّ بَيْنَنَا، لأَنَّكُمْ لَمْ تَرْتَكِبُوا هَذِهِ الْخِيَانَةَ بِحَقِّهِ، وَبِذَلِكَ أَنْقَذْتُمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عِقَابِ الرَّبِّ». -\v 32 وَرَجَعَ فِينْحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنُ وَالرُّؤَسَاءُ عَائِدِينَ مِنْ أَرْضِ جِلْعَادَ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ حَيْثُ يُقِيمُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ وَأَخْبَرُوهُمْ بِجَوَابِهِمْ. -\v 33 فَاغْتَبَطَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ وَبَارَكُوا الرَّبَّ وَتَخَلَّوْا عَنْ فِكْرَةِ مُحَارَبَةِ الرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَالْجَادِيِّينَ وَتَخْرِيبِ أَرْضِهِمْ. -\v 34 وَسَمَّى بَنُو رَأُوبَيْنَ وَبَنُو جَادٍ الْمَذْبَحَ «الشَّاهِدَ» لأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّهُ شَاهِدٌ بَيْنَنَا بِأَنَّ الرَّبَّ هُوَ إِلَهُنَا. -\c 23 -\s1 خطاب يشوع الوداعي -\p -\v 1 وَبَعْدَ انْقِضَاءِ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ أَرَاحَ فِيهَا الرَّبُّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ أَعْدَائِهِمِ الْمُحِيطِينَ بِهِمْ، شَاخَ يَشُوعُ وَطَعَنَ فِي السِّنِّ، -\v 2 فَاسْتَدْعَى إِلَيْهِ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ مِنْ شُيُوخٍ وَرُؤَسَاءَ وَقُضَاةٍ وَعُرَفَاءَ وَقَالَ لَهُمْ: «هَا أَنَا قَدْ شِخْتُ وَطَعَنْتُ فِي السِّنِّ، -\v 3 وَأَنْتُمْ قَدْ شَهِدْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ كُلَّ مَا صَنَعَهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِجَمِيعِ تِلْكَ الأُمَمِ مِنْ أَجْلِكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ كَانَ هُوَ الْمُحَارِبُ عَنْكُمْ. -\v 4 فَاذْكُرُوا كَيْفَ وَزَّعْتُ عَلَيْكُمْ بِالْقُرْعَةِ كُلَّ أَرَاضِي تِلْكَ الشُّعُوبِ الْبَاقِيَةِ، وَالشُّعُوبِ الَّتِي قَهَرْتُهَا، الَّتِي كَانَتْ مُقِيمَةً مَا بَيْنَ نَهْرِ الأُرْدُنِّ وَالْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ غَرْباً، لِتَكُونَ مِلْكاً لَكُمْ حَسَبَ أَسْبَاطِكُمْ. -\v 5 إِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ الَّذِي يَنْفِي الشُّعُوبَ الْبَاقِيَةَ وَيَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ، فَتَرِثُونَ أَرْضَهُمْ كَمَا وَعَدَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. -\v 6 فَتَشَجَّعُوا جِدّاً وَاحْرِصُوا عَلَى طَاعَةِ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى، وَعَلَى الْعَمَلِ بِهِ لِئَلّا تَحِيدُوا عَنْهَا شِمَالاً أَوْ يَمِيناً. -\v 7 لِكَيْ لَا تَخْتَلِطُوا بِهَؤُلاءِ الأُمَمِ الْبَاقِيَةِ مَعَكُمْ، وَلا تَذْكُرُوا اسْمَ آلِهَتِهَا وَلا تُقْسِمُوا بِها وَلا تَعْبُدُوهَا وَلا تَسْجُدُوا لَهَا. -\v 8 وَلَكِنْ تَمَسَّكُوا بِالرَّبِّ إِلَهِكُمْ كَمَا فَعَلْتُمْ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. -\v 9 قَدْ طَرَدَ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِكُمْ شُعُوباً عَظِيمَةً قَوِيَّةً، فَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يُقَاوِمَكُمْ حَتَّى الآنَ. -\v 10 فَالرَّجُلُ الْوَاحِدُ مِنْكُمْ يَطْرُدُ أَلْفاً، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ الْمُحَارِبُ عَنْكُمْ كَمَا وَعَدَكُمْ. -\v 11 فَاحْرِصُوا جِدّاً عَلَى مَحَبَّةِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. -\p -\v 12 وَلَكِنْ إِذَا ارْتَدَدْتُمْ وَالْتَصَقْتُمْ بِبَقِيَّةِ هَذِهِ الأُمَمِ الْمَاكِثِينَ مَعَكُمْ، وَصَاهَرْتُمُوهُمْ وَاخْتَلَطْتُمْ بِهِمْ وَهُمْ بِكُمْ، -\v 13 فَاعْلَمُوا يَقِيناً أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ لَا يَعُودُ يَطْرُدُ تِلْكَ الأُمَمَ مِنْ أَمَامِكُمْ، فَيُصْبِحُوا لَكُمْ شَرَكاً وَفَخّاً وَسَوْطاً يَنْهَالُ عَلَى ظُهُورِكُمْ، وَشَوْكاً فِي أَعْيُنِكُمْ حَتَّى تَنْقَرِضُوا مِنَ الأَرْضِ الصَّالِحَةِ الَّتِي وَهَبَهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. -\v 14 وَهَا أَنَا الْيَوْمَ مَاضٍ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي يَمْضِي إِلَيْهَا أَحْيَاءُ الأَرْضِ كُلُّهُمْ، وَلَكِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ حَقَّ الْعِلْمِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ نُفُوسِكُمْ أَنَّ جَمِيعَ وُعُودِ الرَّبِّ الصَّالِحَةِ الَّتِي وَعَدَكُمْ بِها قَدْ تَحَقَّقَتْ. الْكُلُّ صَارَ لَكُمْ. لَمْ تَسْقُطْ مِنْهُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ. -\v 15 وَكَمَا وَفَى الرَّبُّ بِوُعُودِهِ الصَّالِحَةِ الَّتِي وَعَدَكُمْ بِها، فَإِنَّهُ كَذَلِكَ يَجْلِبُ عَلَيْكُمْ كُلَّ وَعِيدٍ أَنْذَرَكُمْ بِهِ، حَتَّى يُفْنِيَكُمْ عَنْ هَذِهِ الأَرْضِ الْخَيِّرَةِ الَّتِي وَهَبَهَا لَكُمْ. -\v 16 حِينَ تَتَعَدَّوْنَ عَلَى عَهْدِ الرَّبِّ إِلَهِكُمُ الَّذِي أَمَرَكُمْ بِهِ فَتَعْبُدُونَ آلِهَةً أُخْرَى وَتَسْجُدُونَ لَهَا، عِنْدَئِذٍ يَحْتَدِمُ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ فَتَنْقَرِضُونَ سَرِيعاً مِنَ الأَرْضِ الْخَيِّرَةِ الَّتِي وَهَبَهَا لَكُمْ». -\c 24 -\s1 تجديد العهد في شكيم -\p -\v 1 ثُمَّ جَمَعَ يَشُوعُ كُلَّ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ فِي شَكِيمَ، وَدَعَا شُيُوخَهُمْ وَرُؤَسَاءَهُمْ وَقُضَاتَهُمْ وَعُرَفَاءَهُمْ فَمَثَلُوا فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ. -\v 2 وَقَالَ يَشُوعُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: لَقَدْ أَقَامَ أَجْدَادُكُمْ، وَمِنْ جُمْلَتِهِمْ تَارَحُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو نَاحُورَ مُنْذُ الْقِدَمِ فِي شَرْقِيِّ نَهْرِ الْفُرَاتِ حَيْثُ عَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى، -\v 3 فَأَخَذْتُ أَبَاكُمْ إِبْرَاهِيمَ مِنْ شَرْقِيِّ النَّهْرِ وَقُدْتُهُ عَبْرَ أَرْضِ كَنْعَانَ وَكَثَّرْتُ نَسْلَهُ، وَرَزَقْتُهُ بِإِسْحَاقَ، -\v 4 وَأَنْعَمْتُ عَلَى إِسْحَاقَ بِيَعْقُوبَ وَعِيسُو، فَوَهَبْتُ عِيسُو جَبَلَ سِعِيرَ مِيرَاثاً. وَأَمَّا يَعْقُوبُ وَأَبْنَاؤُهُ فَقَدِ انْحَدَرُوا إِلَى مِصْرَ. -\v 5 ثُمَّ أَرْسَلْتُ مُوسَى وَهرُونَ، وَأَنْزَلْتُ بِمِصْرَ الْبَلايَا بِسَبَبِ مَا صَنَعْتُهُ بِها، ثُمَّ أَخْرَجْتُكُمْ مِنْهَا. -\v 6 وَحَرَّرْتُ آبَاءَكُمْ مِنْ عُبُودِيَّةِ مِصْرَ. وَلَمَّا دَخَلُوا الْبَحْرَ الأَحْمَرَ وَلَحِقَ بِهِمِ الْمِصْرِيُّونَ بِمَرْكَبَاتٍ وَفُرْسَانٍ، -\v 7 اسْتَغَاثُوا بِي فَأَقَمْتُ حَاجِزاً مِنْ ظَلامٍ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمِصْرِيِّينَ، وَرَدَدْتُ الْبَحْرَ فَأَطْبَقَ عَلَيْهِمْ فَغَرِقُوا. وَشَهِدُوا بِأُمِّ أَعْيُنِهِمْ مَا صَنَعْتُهُ فِي مِصْرَ. وَأَقَامُوا فِي الصَّحْرَاءِ حِقْبَةً طَوِيلَةً. -\v 8 ثُمَّ أَتَيْتُ بِكُمْ إِلَى أَرْضِ الأَمُورِيِّينَ الْمُقِيمِينَ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ فَحَارَبُوكُمْ، غَيْرَ أَنِّي أَسْلَمْتُهُمْ إِلَيْكُمْ، فَامْتَلَكْتُمْ أَرْضَهُمْ، وَأَبَدْتُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ. -\v 9 وَهَبَّ بَالاقُ بْنُ صِفُّورَ مَلِكُ مُوآبَ لِمُحَارَبَتِكُمْ، وَاسْتَدْعَى إِلَيْهِ بَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ لِكَيْ يَلْعَنَكُمْ. -\v 10 فَلَمْ أُرِدْ أَنْ أَسْتَجِيبَ لِبَلْعَامَ، فَبَارَكَكُمْ بَرَكَةً بَعْدَ بَرَكَةٍ، وَأَنْقَذْتُكُمْ مِنْ يَدِهِ. -\v 11 ثُمَّ اجْتَزْتُمْ نَهْرَ الأُرْدُنِّ وَحَاصَرْتُمْ أَرِيحَا، فَتَصَدَّى لَكُمْ أَصْحَابُهَا الأَمُورِيُّونَ وَالْفِرِزِّيُّونَ وَالْكَنْعَانِيُّونَ وَالْحِثِّيُّونَ وَالْجِرْجَاشِيُّونَ وَالْحِوِّيُّونَ وَالْيَبُوسِيُّونَ، فَأَسْلَمْتُهُمْ إِلَيْكُمْ. -\v 12 وَأَرْسَلْتُ أَمَامَكُمْ أَسْرَابَ الزَّنَابِيرِ وَطَرَدْتُ مَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ مِنْ وَجْهِكُمْ، فَلَمْ تَكُنْ سُيُوفُكُمْ وَلا سِهَامُكُمْ هِيَ الَّتِي نَصَرَتْكُمْ. -\v 13 وَوَهَبْتُكُمْ أَرْضاً لَمْ تَتْعَبُوا فِيهَا وَمُدُناً لَمْ تَبْنُوهَا فَأَقَمْتُمْ فِيهَا، وَكُرُوماً وَزَيْتُوناً لَمْ تَغْرِسُوهَا وَأَكَلْتُمْ مِنْهَا. -\v 14 والآنَ اتَّقُوا الرَّبَّ وَاعْبُدُوهُ بِكُلِّ أَمَانَةٍ، وَانْزِعُوا الأَوْثَانَ الَّتِي عَبَدَهَا آبَاؤُكُمْ فِي شَرْقِيِّ نَهْرِ الْفُرَاتِ وَفِي مِصْرَ وَاعْبُدُوا الرَّبَّ. -\v 15 وَإِنْ سَاءَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ، فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ سَوَاءَ مِنَ الآلِهَةِ الَّتِي عَبَدَهَا آبَاؤُكُمُ الَّذِينَ اسْتَوْطَنُوا شَرْقِيَّ نَهْرِ الْفُرَاتِ أَمْ آلِهَةِ الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ أَنْتُمْ مُقِيمُونَ فِي أَرْضِهِمْ. أَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ». -\p -\v 16 فَأَجَابَ الشَّعْبُ: «حَاشَا لَنَا أَنْ نَنْبِذَ الرَّبَّ لِنَعْبُدَ آلِهَةً أُخْرَى، -\v 17 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَنَا هُوَ الَّذِي أَخْرَجَنَا وَأَخْرَجَ آبَاءَنَا مِنْ دِيَارِ مِصْرَ مِنْ تَحْتِ نِيرِ الْعُبُودِيَّةِ، وَهُوَ الَّذِي أَجْرَى عَلَى مَشْهَدٍ مِنَّا تِلْكَ الآيَاتِ الْعَظِيمَةَ، وَرَعَانَا فِي كُلِّ الطَّرِيقِ الَّتِي سِرْنَا فِيهَا، وَفِي وَسَطِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ مَرَرْنَا بِهِمْ، -\v 18 وَطَرَدَ الرَّبُّ مِنْ وَجْهِنَا جَمِيعَ الشُّعوُبِ، وَمِنْ جُمْلَتِهِمِ الأَمُورِيُّونَ الْمُقِيمُونَ فِي الأَرْضِ. فَنَحْنُ أَيْضاً نَعْبُدُ الرَّبَّ لأَنَّهُ هُوَ إِلَهُنَا». -\v 19 فَقَالَ لَهُمْ يَشُوعُ: «لَنْ تَقْدِرُوا أَنْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ حَقَّ الْعِبَادَةِ لأَنَّهُ إِلَهٌ قُدُّوسٌ وَغَيُورٌ وَلَنْ يَغْفِرَ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَذُنُوبَكُمْ. -\v 20 وَإذَا نَبَذْتُمُ الرَّبَّ وَعَبَدْتُمُ الأَوْثَانَ فَإِنَّهُ يَنْقَلِبُ عَلَيْكُمْ وَيَفْجَعُكُمْ وَيُفْنِيكُمْ بَعْدَ أَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكُمْ». -\v 21 فَقَالَ الشَّعْبُ لِيَشُوعَ: «لا، بَلِ الرَّبَّ نَعْبُدُ». -\v 22 فَقَالَ لَهُمْ يَشُوعُ: «أَنْتُمْ شُهُودٌ عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَقَدِ اخْتَرْتُمُ الرَّبَّ لأَنْفُسِكُمْ لِتَعْبُدُوهُ». فَأَجَابُوا: «نَحْنُ شُهُودٌ». -\v 23 فَقَالَ يَشُوعُ: «إِذَنْ انْزِعُوا الآنَ الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي مَعَكُمْ وَأَخْضِعُوا قُلُوبَكُمْ لِلرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ». -\v 24 فَأَجَابُوا: «الرَّبَّ إِلَهَنَا نَعْبُدُ، وَأَمْرَهُ نُطِيعُ». -\v 25 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ يَشُوعُ عَهْداً لِلشَّعْبِ وَسَنَّ لَهُمْ فِي شَكِيمَ شَرَائِعَ وَأَحْكَاماً. -\v 26 وَدَوَّنَ يَشُوعُ هَذَا الْكَلامَ فِي كِتَابِ شَرِيعَةِ اللهِ، وَتَنَاوَلَ حَجَراً كَبِيراً وَنَصَبَهُ هُنَاكَ تَحْتَ الْبَلُّوطَةِ الَّتِي عِنْدَ بَيْتِ الرَّبِّ. -\v 27 ثُمَّ قَالَ لِلشَّعْبِ جَمِيعِهِ: «إِنَّ هَذَا الْحَجَرَ شَاهِدٌ عَلَيْكُمْ لِئَلّا تَجْحَدُوا إِلَهَكُمْ». -\v 28 ثُمَّ صَرَفَ يَشُوعُ كُلَّ وَاحِدٍ إِلَى مَسْكَنِهِ. -\s1 دفن يشوع -\p -\v 29 وَمَا لَبِثَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ مَاتَ يَشُوعُ بْنُ نُونٍ عَبْدُ الرَّبِّ، وَقَدْ بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ مِئَةً وَعَشْرَ سَنَوَاتٍ، -\v 30 فَدَفَنُوهُ فِي أَرْضِ مِيرَاثِهِ فِي تِمْنَةَ سَارَحَ الَّتِي فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ شِمَالِيَّ جَبَلِ جَاعَشَ. -\v 31 وَعَبَدَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ الرَّبَّ طَوَالَ حَيَاةِ يَشُوعَ، وَفِي أَثْنَاءِ أَيَّامِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ عَمَّرُوا طَوِيلاً بَعْدَ يَشُوعَ، مِمَّنَ شَهِدُوا كُلَّ مُعَامَلاتِ الرَّبِّ الَّتِي أَجْرَاهَا مَعَ إِسْرَائِيلَ. -\p -\v 32 وَدَفَنَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِظَامَ يُوسُفَ الَّتِي نَقَلُوهَا مَعَهُمْ مِنْ مِصْرَ فِي شَكِيمَ، فِي قِطْعَةِ الأَرْضِ الَّتِي اشْتَرَاهَا يَعْقُوبُ مِنْ بَنِي حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ بِمِئَةِ قِطْعَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ، الَّتِي أَصْبَحَتْ جُزْءاً مِنْ مِيرَاثِ ذُرِّيَّةِ يُوسُفَ. -\v 33 وَمَاتَ أَيْضاً أَلِعَازَارُ بْنُ هرُونَ فَدَفَنُوهُ فِي جِبْعَةَ فِينْحَاسَ ابْنِهِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ. +\rem Copyright © ‎1988, 1997, 2012 by Biblica, Inc‎.®‎ +\h يشوع +\toc1 كِتَابُ يَشُوعَ +\toc2 يشوع +\toc3 jos +\mt1 كِتَابُ يَشُوعَ +\imt مقدمة +\ip بعد وفاة موسى تسلم يشوع زمام قيادة الأمة، وأصبح قائداً لبني إسرائيل طوال الحقبة التي تم فيها الاستيلاء على معظم أرض كنعان. لقد استطاع يشوع وهو مازال في سهل موآب، أن يجند قواته ويجهزها وينظمها لخوض المعارك التي اشتدت بعد أن اجتاز نهر الأردن؛ لقد نشبت ثلاث معارك: واحدة في المنطقة الشمالية، وأخرى في المنطقة الوسطى، وثالثة في المنطقة الجنوبية، أسفرت كلها عن انتصار الشعب، وقد ورد وصف هذه المعارك بصورة إجمالية. ومالبث يشوع بعد هذه المعارك الأولية أن قسم الأرض بين مختلف أسباط إِسرائيل، ثم ألقى كلمة فيهم حثهم فيها على المثابرة على طاعة الله. وحذرهم من الغواية والضلال. ثم مات بعد أن طعن في السن، ودفن في أرض كنعان. +\ip في هذا الكتاب أظهر يشوع، بوحي من الروح القدس، أن الله يفي بكل وعد يقطعه على نفسه. وفيه أيضاً نرى الشعب يدخل الأرض ليمتلكها بعد أن فسد أهلها وارتكبوا كل الموبقات والرجاسات، من عبادة أصنام وتقديم ذبائح بشرية لها، غير أن دخولهم إليها لم يكن تلقائياً إذ طلب إليهم الرب أن يخوضوا حروباً ضارية قبل أن يدخلوها، لأن الرب أراد أن يدين خطيئة الشعوب، ممالك أرض كنعان، فسخر شعب بني إسرائيل لتنفيذ قضائه. +\ie + + +\s5 +\c 1 +\s1 الرب يوصي يشوع +\p +\v 1 بَعْدَ مَوْتِ مُوسَى عَبْدِ الرَّبِّ، قَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ بْنِ نُونٍ، خَادِمِ مُوسَى: +\v 2 «وَالآنَ وَقَدْ مَاتَ مُوسَى عَبْدِي، قُمْ وَاعْبُرْ نَهْرَ الأُرْدُنِّ هَذَا، أَنْتَ وَهَذَا الشَّعْبُ كُلُّهُ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنَا وَاهِبُهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. +\v 3 كُلُّ مَوْضِعٍ تَطَؤُهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُمْ أَهَبُهُ لَكُمْ، كَمَا وَعَدْتُ مُوسَى، +\s5 +\v 4 فَتَمْتَدُّ حُدُودُكُمْ مِنْ صَحْرَاءِ النَّقَبِ فِي الْجَنُوبِ إِلَى جِبَالِ لُبْنَانَ فِي الشِّمَالِ، وَمِنَ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ فِي الْغَرْبِ إِلَى نَهْرِ الْفُرَاتِ فِي الشَّرْقِ، بِمَا فِي ذَلِكَ بِلادُ الْحِثِّيِّينَ. +\v 5 وَلَنْ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يُقَاوِمَكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ، لأَنِّي سَأَكُونُ مَعَكَ كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى. لَنْ أُهْمِلَكَ وَلَنْ أَتْرُكَكَ. +\s5 +\v 6 تَقَوَّ وَتَشَجَّعْ، لأَنَّكَ أَنْتَ الَّذِي سَتُوَزِّعُ عَلَى هَذَا الشَّعْبِ الأَرْضَ الَّتِي حَلَفْتُ لِآبَائِهِمْ أَنْ أَهَبَهَا لَهُمْ. +\v 7 كُنْ شَدِيدَ الْبَأْسِ ثَابِتَ الْقَلْبِ، وَلْتُطِعْ كُلَّ حَرْفٍ مِنْ حُرُوفِ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَكَ بِها مُوسَى عَبْدِي. لَا تَحِدْ عَنْهَا يَمِيناً أَوْ شِمَالاً، لِكَيْ تُفْلِحَ حَيْثُمَا تَتَوَجَّهُ. +\s5 +\v 8 وَاظِبْ عَلَى تَرْدِيدِ كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ، وَتَأَمَّلْ فِيهَا لَيْلَ نَهَارَ لِتُمَارِسَهَا بِحِرْصٍ بِمُوْجِبِ مَا وَرَدَ فِيهَا فَيُحَالِفَكَ النَّجَاحُ وَالتَّوْفِيقُ. +\v 9 أَلَمْ آمُرْكَ؟ إِذَنْ تَقَوَّ وَتَشَجَّعْ، لَا تَرْهَبْ ولا تَجْزَعْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا تَتَوَجَّهُ». +\s5 +\p +\v 10 فَأَمَرَ يَشُوعُ عُرَفَاءَ الشَّعْبِ أَنْ +\v 11 يَجُولُوا فِي وَسَطِ الْمُخَيَّمِ وَيَأْمُرُوا الشَّعْبَ أَنْ يُجَهِّزُوا لأَنْفُسِهِمْ طَعَاماً لأَنَّهُمْ بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ يَعْبُرُونَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ لِيَدْخُلُوا لاِمْتِلاكِ الأَرْضِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُهُمْ لَهُمْ لِيَرِثُوهَا. +\s5 +\v 12 ثُمَّ قَالَ يَشُوعُ لِلرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَالْجَادِيِّينَ وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى: +\v 13 «اُذْكُرُوا مَا أَوْصَاكُمْ بِهِ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ قَائِلاً: لَقَدْ أَرَاحَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ وَأَعْطَاكُمْ هَذِهِ الأَرْضَ. +\s5 +\v 14 فَلْتَمْكُثْ نِسَاؤُكُمْ وَأَطْفَالُكُمْ وَمَوَاشِيكُمْ فِي الأَرْضِ الَّتِي قَسَمَهَا لَكُمْ مُوسَى وَرَاءَ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، أَمَّا أَنْتُمْ، كُلُّ أَبْطَالِ الْحَرْبِ الأَقْوِيَاءِ، فَتَعْبُرُونَ مُدَجَّجِينَ بِالسِّلاحِ أَمَامَ إِخْوَتِكُمْ، لِتُعِينُوهُمْ، +\v 15 حَتَّى يُرِيحَ الرَّبُّ إِخْوَتَكُمْ مِثْلَكُمْ وَيَمْتَلِكُوا هُمْ أَيْضاً الأَرْضَ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَهُمْ ثُمَّ تَرْجِعُونَ إِلَى أَرْضِ مِيرَاثِكُمُ الَّتِي قَسَمَهَا لَكُمْ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي مَا وَرَاءَ نَهْرِ الأُرْدُنِّ شَرْقاً وَتَمْتَلِكُونَهَا». +\s5 +\v 16 فَأَجَابُوا يَشُوعَ: «كُلُّ مَا أَمَرْتَنَا بِهِ نُنَفِّذُهُ، وَحَيْثُمَا تُرْسِلْنَا نَذْهَبْ. +\v 17 وَكَمَا أَطَعْنَا مُوسَى نُطِيعُكَ، وَلْيَكُنِ الرَّبُّ إِلَهُكَ مَعَكَ كَمَا كَانَ مَعَ مُوسَى. +\v 18 وَكُلُّ مَنْ يَعْصَى أَمْرَكَ وَلا يُطِيعُ كَلامَكَ يَكُونُ الْقَتْلُ جَزَاءَهُ. إِنَّمَا تَقَوَّ وَتَشَجَّعْ». + +\s5 +\c 2 +\s1 راحاب والجاسوسان +\p +\v 1 فَأَرْسَلَ يَشُوعُ بْنُ نُونٍ سِرّاً مِنْ مُخَيَّمِ شِطِّيمَ جَاسُوسَيْنِ قَائِلاً: «اذْهَبَا وَاسْتَكْشِفَا الأَرْضَ وَأَرِيحَا». فانْطَلَقَا وَدَخَلا بَيْتَ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ اسْمُهَا رَاحَابُ وَبَاتَا هُنَاكَ. +\v 2 فَقِيلَ لِمَلِكِ أَرِيحَا: «لَقَدْ تَسَلَّلَ هُنَا رَجُلانِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِيَتَجَسَّسَا الأَرْضَ». +\v 3 فَوَجَّهَ مَلِكُ أَرِيحَا إِلَى رَاحَابَ أَمْراً قَائِلاً: «أَخْرِجِي الْجَاسُوسَيْنِ اللَّذَيْنِ قَدِمَا عَلَيْكِ وَدَخَلا بَيْتَكِ، لأَنَّهُمَا قَدْ جَاءَا لِيَسْتَكْشِفَا الأَرْضَ كُلَّهَا». +\s5 +\p +\v 4 فَأَخَذَتِ الْمَرْأَةُ الرَّجُلَيْنِ وَخَبَّأَتْهُمَا وَقَالَتْ: «نَعَمْ جَاءَ إِلَيَّ الرَّجُلانِ، وَلَمْ أَعْرِفْ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلا. +\v 5 وَقَدْ غَادَرَا الْمَنْزِلَ قَبْلَ إِغْلاقِ بَابِ الْمَدِينَةِ عِنْدَ حُلُولِ الظَّلامِ، وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ اتَّجَهَا، فَهَيَّا اسْعَوْا وَرَاءَهُمَا حَتَّى تَلْحَقُوا بِهِمَا». +\s5 +\v 6 أَمَّا هِيَ فَأَصْعَدَتْهُمَا إِلَى السَّطْحِ حَيْثُ وَارَتْهُمَا بَيْنَ عِيدَانِ الْكَتَّانِ الْمُكَوَّمَةِ عَلَيْهِ. +\v 7 فَاقْتَفَى الْقَوْمُ أَثَرَهُمَا فِي طَرِيقِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ الْمُفْضِيَةِ إِلَى الْمَخَاوِضِ، وَحَالَمَا انْطَلَقَ السَّاعُونَ وَرَاءَهُمَا، أُغْلِقَتْ بَوَّابَاتُ الْمَدِينَةِ. +\s5 +\v 8 ثُمَّ صَعِدَتْ رَاحَابُ إِلَيْهِمَا قَبْلَ أَنْ يَرْقُدَا، +\v 9 وَقَالَتْ لَهُمَا: «لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ وَهَبَكُمُ الأَرْضَ، وَأَنَّ الْخَشْيَةَ مِنْكُمْ قَدِ اعْتَرَتْنَا، فَذَابَتْ قُلُوبُ جَمِيعِ سُكَّانِ الأَرْضِ خَوْفاً مِنْكُمْ، +\s5 +\v 10 لأَنَّنَا سَمِعْنَا كَيْفَ شَقَّ الرَّبُّ لَكُمْ طَرِيقاً عَبْرَ مِيَاهِ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ لَدَى مُغَادَرَتِكُمْ دِيَارَ مِصْرَ، وَمَا صَنَعْتُمُوهُ بِمَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ سِيحُونَ وَعُوجَ اللَّذَيْنِ فِي شَرْقِيِّ الأُرْدُنِّ، وَكَيْفَ قَضَيْتُمْ عَلَيْهِمَا. +\v 11 لَقَدْ بَلَغَتْنَا هَذِهِ الأَخْبَارُ فَذَابَتْ قُلُوبُنَا مِنَ الْخَوْفِ وَلَمْ تَبْقَ بَعْدُ رُوحٌ فِي إِنْسَانٍ رُعْباً مِنْكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. +\s5 +\v 12 فَالآنَ احْلِفَا لِي بِالرَّبِّ وَأَعْطِيَانِي عَلامَةَ أَمَانٍ، فَقَدْ صَنَعْتُ مَعَكُمَا مَعْرُوفاً، فَاصْنَعَا أَنْتُمَا أَيْضاً مَعْرُوفاً مَعَ بَيْتِ أَبِي. +\v 13 وَاسْتَحْيِيَا أَبِي وَأُمِّي وَإِخْوَتِي وَأَخَوَاتِي وَكُلَّ مَالَهُمْ، وَأَنْقِذَا أَنْفُسَنَا مِنَ الْمَوْتِ». +\s5 +\v 14 فَأَجَابَهَا الرَّجُلانِ: «لِتَكُنْ أَنْفُسُنَا فِدَاءَ أَنْفُسِكُمْ، شَرْطَ أَلّا تُفْشُوا أَمْرَنَا هَذَا، وَإذَا وَهَبَنَا الرَّبُّ الأَرْضَ فَإِنَّنَا نَصْنَعُ مَعَكِ مَعْرُوفاً بِكُلِّ أَمَانَةٍ». +\s5 +\v 15 فَدَلَّتْهُمَا بِحَبْلٍ مِنَ الْكُوَّةِ إِذْ كَانَ بَيْتُهَا مُلاصِقاً لِسُورِ الْمَدِينَةِ حَيْثُ كَانَتْ تُقِيمُ. +\v 16 وَقَالَتْ لَهُمَا: «اِتَّجِهَا نَحْوَ الْجَبَلِ لِئَلّا يُصَادِفَكُمَا السُّعَاةُ، وَتَوَارَيَا هُنَاكَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى يَرْجِعُوا، ثُمَّ امْضِيَا فِي طَرِيقِكُمَا». +\v 17 فَقَالَ لَهَا الرَّجُلانِ: «سَنَكُونُ بَرِيئَيْنِ مِنَ الْيَمِينِ الَّذِي حَلَّفْتِنَا بِهِ، +\s5 +\v 18 إِلّا إِذَا رَبَطْتِ لَدَى دُخُولِنَا إِلَى الأَرْضِ، هَذَا الْحَبْلَ الْمَصْنُوعَ مِنْ خُيُوطِ الْقِرْمِزِ فِي الْكُوَّةِ الَّتِي دَلَّيْتِنَا مِنْهَا، وَجَمَعْتِ إِلَيْكِ فِي الْبَيْتِ أَبَاكِ وَأُمَّكِ وَإِخْوَتَكِ وَسَائِرَ بَيْتِ أَبِيكِ. +\v 19 وَكُلُّ مَنْ يُغَادِرُ مَنْزِلَكِ يَكُونُ دَمُهُ عَلَى رَأْسِهِ وَنَحْنُ نَكُونُ بَرِيئَيْنِ، وَأَمَّا كُلُّ مَنْ يَكُونُ مَعَكِ فِي الْبَيْتِ فَدَمُهُ عَلَى رَأْسِنَا إِنْ أَصَابَتْهُ يَدٌ بِأَذىً. +\s5 +\v 20 وَإِنْ أَفْشَيْتِ أَمْرَنَا فَإِنَّنَا نَكُونُ فِي حِلٍّ مِنْ يَمِينِنَا». +\v 21 فَأَجَابَتْ: «فَلْيَكُنْ حَسَبَ قَوْلِكُمَا». وَصَرَفَتْهُمَا فَانْطَلَقَا، أَمَّا هِيَ فَرَبَطَتْ حَبْلَ الْقِرْمِزِ فِي الْكُوَّةِ. +\s5 +\v 22 فَاتَّجَهَا نَحْوَ الْجَبَلِ حَيْثُ لَبِثَا هُنَاكَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، إِلَى أَنْ رَجَعَ السُّعَاةُ بَعْدَ أَنْ بَحَثُوا عَنْهُمَا فِي كُلِّ الطَّرِيقِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَعْثُرُوا لَهُمَا عَلَى أَثَرٍ. +\s5 +\v 23 ثُمَّ انْحَدَرَ الرَّجُلانِ مِنَ الْجَبَلِ وَجَاءَا إِلَى يَشُوعَ بْنِ نُونٍ، وَحَدَّثَاهُ بِكُلِّ مَا جَرَى مَعَهُمَا. +\v 24 وَقَالا لِيَشُوعَ: «إِنَّ الرَّبَّ قَدْ وَهَبَنَا الأَرْضَ، وَقَدْ خَارَتْ قُلُوبُ سُكَّانِهَا رُعْباً مِنَّا». + +\s5 +\c 3 +\s1 عبور الأردن +\p +\v 1 وَفِي الصَّبَاحِ التَّالِي ارْتَحَلَ يَشُوعُ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ شِطِّيمَ، وَأَتَوْا إِلَى نَهْرِ الأُرْدُنِّ حَيْثُ بَاتُوا هُنَاكَ قَبْلَ اجْتِيَازِهِ. +\s5 +\v 2 وَبَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ أَخَذَ الْقَادَةُ يَتَجَوَّلُونَ فِي وَسَطِ الْمُخَيَّمِ، +\v 3 آمِرِينَ الشَّعْبَ: «عِنْدَمَا تُشَاهِدُونَ تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ مَحْمُولاً عَلَى أَكْتَافِ الْكَهَنَةِ وَاللّاوِيِّينَ، ارْتَحِلُوا مِنْ أَمَاكِنِكُمْ وَاتْبَعُوهُ. +\v 4 لِكَيْ تَعْرِفُوا الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُونَهَا لأَنَّكُمْ لَمْ تَمُرُّوا بِها مِنْ قَبْلُ. وَلْيَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَسَافَةٌ نَحْوُ أَلْفَيْ ذِرَاعٍ (أَيْ نَحْوَ كِيلُومِتْرٍ) وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَقْرُبُوا مِنْهُ». +\s5 +\p +\v 5 وَقَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: «قَدِّسُوا أَنْفُسَكُمْ لأَنَّ الرَّبَّ يُجْرِي غَداً عَجَائِبَ فِي وَسَطِكُمْ». +\v 6 ثُمَّ قَالَ يَشُوعُ لِلْكَهَنَةِ: «احْمِلُوا تَابُوتَ الْعَهْدِ وَتَقَدَّمُوا أَمَامَ الشَّعْبِ». فَحَمَلُوا التَّابُوتَ وَسَارُوا فِي طَلِيعَةِ الشَّعْبِ. +\s5 +\p +\v 7 فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «الْيَوْمَ أَبْدَأُ فِي تَعْظِيمِكَ فِي عُيُونِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ جَمِيعاً، لِيُدْرِكُوا أَنَّنِي مَعَكَ كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى. +\v 8 أَمَّا أَنْتَ فَأْمُرِ الْكَهَنَةَ حَامِلِي تَابُوتِ الْعَهْدِ قَائِلاً: عِنْدَمَا تَبْلُغُونَ ضَفَّةَ مِيَاهِ الأُرْدُنِّ تَوَقَّفُوا فِيهَا». +\s5 +\p +\v 9 وَقَالَ يَشُوعُ لأَبْنَاءِ إِسْرَائِيلَ: «تَعَالَوْا إِلَى هُنَا وَاسْمَعُوا كَلامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. +\v 10 بِهَذَا تَعْرِفُونَ عَنْ يَقِينٍ أَنَّ اللهَ الْحَيَّ مَوْجُودٌ بَيْنَكُمْ، وَأَنَّهُ يَطْرُدُ مِنْ أَمَامِكُمُ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. +\v 11 فَهَا تَابُوتُ عَهْدِ سَيِّدِ كُلِّ الأَرْضِ يَجْتَازُ أَمَامَكُمْ فِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ. +\s5 +\v 12 فَاخْتَارُوا الآنَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً مِنْ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ، وَاحِداً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ. +\v 13 وَعِنْدَمَا تَسْتَقِرُّ بُطُونُ أَقْدَامِ الْكَهَنَةِ، حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ سَيِّدِ الأَرْضِ كُلِّهَا، فِي قَاعِ مَجْرَى نَهْرِ الأُرْدُنِّ، تَتَوَقَّفُ مِيَاهُهُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنَ الْمُرْتَفَعَاتِ، عَنِ الْجَرَيَانِ وَتَتَجَمَّعُ عَلَى نَفْسِهَا كَجِدَارٍ». +\s5 +\v 14 وَحِينَ ارْتَحَلَ الشَّعْبُ مِنْ خِيَامِهِمْ لِيَعْبُرُوا نَهْرَ الأُرْدُنِّ، وَفِي طَلِيعَتِهِمِ الْكَهَنَةُ حَامِلُو تَابُوتِ الْعَهْدِ، +\v 15 كَانَ نَهْرُ الأُرْدُنِّ يَفِيضُ عَلَى جَمِيعِ ضِفَافِهِ، لِحُلُولِ مَوْسِمِ الْحَصَادِ. وَمَا إِنْ أَقْبَلَ الْكَهَنَةُ حَامِلُو التَّابُوتِ عَلَى مِيَاهِ الأُرْدُنِّ وَغَسَلُوا أَرْجُلَهُمْ فِي ضَفَّةِ الْمِيَاهِ، +\v 16 حَتَّى تَوَقَّفَتِ الْمِيَاهُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنَ الْمُرْتَفَعَاتِ عَنِ الْجَرَيَانِ، وَأَخَذَتْ تَتَرَاكَمُ عَلَى نَفْسِهَا كَمَا لَوْ كَانَتْ مَحْجُوزَةً وَرَاءَ سَدٍّ، بَعِيداً جِدّاً عَنْ مَدِينَةِ أَدَامَ الْمُجَاوِرَةِ لِبَلْدَةِ صَرْتَانَ. أَمَّا الْمِيَاهُ الْمُنْصَبَّةُ فِي الْبَحْرِ الْمَيِّتِ فَقَدِ انْقَطَعَتْ تَمَاماً عَنْهُ. وَهَكَذَا عَبَرَ الشَّعْبُ قُبَالَةَ أَرِيحَا. +\s5 +\v 17 فَوَقَفَ الْكَهَنَةُ حَامِلُو تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ فِي وَسَطِ مَجْرَى نَهْرِ الأُرْدُنِّ رَيْثَمَا تَمَّ عُبُورُ جَمِيعِ الشَّعْبِ فَوْقَ أَرْضِهِ الْيَابِسَةِ نَحْوَ الضَّفَّةِ الأُخْرَى. + +\s5 +\c 4 +\p +\v 1 وَبَعْدَ أَنْ تَمَّ عُبُورُ جَمِيعِ الشَّعْبِ نَهْرَ الأُرْدُنِّ، قَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: +\v 2 «اخْتَارُوا مِنَ الشَّعْبِ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً، وَاحِداً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ. +\v 3 وَأْمُرُوهُمْ قَائِلِينَ: لِيَحْمِلْ كُلٌّ مِنْكُمْ حَجَراً مِنْ هُنَا مِنْ وَسَطِ مَجْرَى النَّهْرِ حَيْثُ يَقِفُ الْكَهَنَةُ بِأَقْدَامٍ ثَابِتَةٍ، وَعَبِّرُوهَا مَعَكُمْ، وَأَقِيمُوهَا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي تَبِيتُونَ فِيهِ اللَّيْلَةَ». +\s5 +\p +\v 4 فَاسْتَدْعَى يَشُوعُ الاثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً الَّذِينَ تَمَّ اخْتِيَارُهُمْ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، رَجُلاً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ. +\v 5 وَقَالَ لَهُمْ: «تَقَدَّمُوا إِلَى وَسَطِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، حَيْثُ يُوْجَدُ تَابُوتُ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، وَلْيَحْمِلْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ حَجَراً وَاحِداً عَلَى كَتِفِهِ، بِحَسَبِ عَدَدِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، +\s5 +\v 6 فَتَكُونَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ، بَعْدَ نَصْبِهَا، عَلامَةً فِي وَسَطِكُمْ، حَتَّى إِذَا سَأَلَكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ فِي الأَيَّامِ الْمُقْبِلَةِ: مَاذَا تَعْنِي لَكُمْ هَذِهِ الْحِجَارَةُ؟ +\v 7 تُجِيبُونَهُمْ: إِنَّ مِيَاهَ الأُرْدُنِّ تَوَقَّفَتْ عَنِ الْجَرَيَانِ، وَانْفَلَقَتْ عِنْدَ عُبُورِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ النَّهْرَ. وَهَكَذَا تُصْبِحُ هَذِهِ الْحِجَارَةُ نَصَباً تَذْكَارِيًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مَدَى الدَّهْرِ». +\s5 +\v 8 فَنَفَّذَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مَا أَمَرَ بِهِ يَشُوعُ، وَحَمَلُوا اثْنَيْ عَشَرَ حَجَراً مِنْ وَسَطِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ بِحَسَبِ عَدَدِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمَا أَوْصَى الرَّبُّ يَشُوعَ، وَأَجَازُوهَا مَعَهُمْ إِلَى حَيْثُ خَيَّمُوا لِلْمَبِيتِ وَوَضَعُوهَا هُنَاكَ. +\v 9 وَأَقَامَ يَشُوعُ أَيْضاً نَصَباً تَذْكَارِيًّا آخَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ حَجَراً فِي وَسَطِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ حَيْثُ اسْتَقَرَّتْ أَقْدَامُ الْكَهَنَةِ حَامِلِي تَابُوتِ الْعَهْدِ، وَهِيَ مَازَالَتْ هُنَاكَ حَتَّى الآنَ. +\s5 +\p +\v 10 وَظَلَّ الْكَهَنَةُ حَامِلُو التَّابُوتِ وَاقِفِينَ فِي وَسَطِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ حَتَّى أَتَمَّ الشَّعْبُ تَنْفِيذَ كُلِّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ يَشُوعَ تَمَاماً كَمَا أَصْدَرَ مُوسَى تَعْلِيمَاتِهِ لِيَشُوعَ. فَأَسْرَعَ الشَّعْبُ بِاجْتِيَازِ النَّهْرِ. +\v 11 وَعِنْدَمَا تَمَّ عُبُورُ الشَّعْبِ النَّهْرَ، تَقَدَّمَ تَابُوتُ عَهْدِ الرَّبِّ وَالْكَهَنَةُ مُجْتَازِينَ نَحْوَ الضَّفَّةِ الأُخْرَى فِي حُضُورِ الشَّعْبِ. +\s5 +\v 12 وَسَارَ جُنُودُ سِبْطَيْ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى فِي طَلِيعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُدَجَّجِينَ بِالسِّلاحِ، كَمَا أَمَرَهُمْ مُوسَى. +\v 13 فَكَانُوا نَحْوَ أَرْبَعِينَ أَلْفَ جُنْدِيٍّ مُتَجَرِّدِينَ لِلْقِتَالِ. عَبَرُوا أَمَامَ الرَّبِّ لِلْحَرْبِ إِلَى سُهُولِ أَرِيحَا. +\p +\v 14 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَظَّمَ الرَّبُّ مَقَامَ يَشُوعَ فِي عُيُونِ جَمِيعِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، فَهَابُوهُ كَمَا هَابُوا مُوسَى كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ. +\s5 +\p +\v 15 وَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: +\v 16 «مُرِ الْكَهَنَةَ حَامِلِي تَابُوتِ الشَّهَادَةِ أَنْ يَصْعَدُوا مِنْ نَهْرِ الأُرْدُنِّ». +\s5 +\v 17 فَأَمَرَ يَشُوعُ الْكَهَنَةَ قَائِلاً: «اصْعَدُوا مِنْ نَهْرِ الأُرْدُنِّ» +\v 18 فَمَا إِنْ صَعِدَ الْكَهَنَةُ حَامِلُو تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ مِنْ وَسَطِ الأُرْدُنِّ وَوَطِئَتْ بُطُونُ أَقْدَامِهِمِ الْيَابِسَةَ، حَتَّى رَجَعَتْ مِيَاهُ الأُرْدُنِّ تَتَدَفَّقُ ثَانِيَةً وَغَمَرَتْ شُطُوطَهُ كَمَا كَانَتْ مِنْ قَبْلُ. +\s5 +\v 19 وَتَمَّ اجْتِيَازُ الشَّعْبِ لِنَهْرِ الأُرْدُنِّ فِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ الْعِبْرِيِّ، وَخَيَّمُوا فِي الْجِلْجَالِ شَرْقِيَّ أَرِيحَا. +\v 20 وَنَصَبَ يَشُوعُ الاثْنَيْ عَشَرَ حَجَراً الَّتِي حَمَلُوهَا مِنْ نَهْرِ الأُرْدُنِّ فِي الْجِلْجَالِ. +\v 21 وَقَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «إِذَا سَأَلَ بَنُوكُمْ آبَاءَهُمْ فِي الأَجْيَالِ الْمُقْبِلَةِ: مَا هَذِهِ الْحِجَارَةُ؟ +\s5 +\v 22 يُجِيبُونَهُمْ: إِنَّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدْ عَبَرُوا نَهْرَ الأُرْدُنِّ فَوْقَ أَرْضٍ يَابِسَةٍ. +\v 23 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ شَقَّ مِيَاهَ الأُرْدُنِّ أَمَامَكُمْ، فَعَبَرْتُمُ النَّهْرَ فَوْقَ أَرْضٍ يَابِسَةٍ، كَمَا فَعَلَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِالْبَحْرِ الأَحْمَرِ الَّذِي شَقَّهُ أَمَامَنَا حَتَّى عَبَرْنَا. +\v 24 حَتَّى تُدْرِكَ جَمِيعُ الشُّعُوبِ أَنَّ يَدَ الرَّبِّ قَوِيَّةٌ، فَتَتَّقُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ إِلَى الأَبَدِ». + +\s5 +\c 5 +\s1 ختن الذكور في الجلجال +\p +\v 1 وَعِنْدَمَا سَمِعَ جَمِيعُ مُلُوكِ الأَمُورِيِّينَ الْمُقِيمِينَ فِي غَرْبِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، وَجَمِيعُ مُلُوكِ الْكَنْعَانِيِّينَ الْمُسْتَوْطِنِينَ عَلَى شَوَاطِئِ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ، أَنَّ الرَّبَّ قَدْ جَفَّفَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى عَبَرُوهُ، خَارَتْ قُلُوبُهُمْ وَتَلاشَتْ قُوَاهُمْ هَلَعاً مِنْهُمْ. +\s5 +\p +\v 2 وَقَالَ الرَّبُّ آنَئِذٍ لِيَشُوعَ: «اصْنَعْ لَكَ سَكَاكِينَ مِنْ حَجَرِ الصَّوَّانِ وَاخْتِنْ ذُكُورَ إِسْرَائِيلَ ثَانِيَةً». +\v 3 فَصَنَعَ سَكَاكِينَ مِنْ حَجَرِ صَوَّانٍ وَخَتَنَ ذُكُورَ إِسْرَائِيلَ فِي تَلِّ الْقُلْفِ. +\s5 +\v 4 أَمَّا مَا دَعَا يَشُوعَ لِخَتْنِ ذُكُورِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، فَهُوَ مَوْتُ جَمِيعِ الذُّكُورِ الْخَارِجِينَ مِنْ مِصْرَ مِنْ رِجَالِ الْقِتَالِ فِي الصَّحْرَاءِ فِي الطَّرِيقِ، بَعْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ. +\v 5 وَكَانَ جَمِيعُ هَؤُلاءِ الْخَارِجِينَ مَخْتُونِينَ، وَأَمَّا الذُّكُورُ الْمَوْلُودُونَ فِي الصَّحْرَاءِ فِي أَثْنَاءِ الرِّحْلَةِ مِنْ مِصْرَ فَلَمْ يَخْتَتِنُوا، +\s5 +\v 6 إِذْ ظَلَّ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَائِهِينَ فِي الصَّحْرَاءِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، حَتَّى هَلَكَ جَمِيعُ مَنْ كَانَ فِي سِنِّ الْجُنْدِيَّةِ مِنَ الْخَارِجِينَ مِنْ مِصْرَ، الَّذِينَ عَصَوْا أَمْرَ الرَّبِّ الَّذِي أَقْسَمَ أَنْ يَحْرِمَهُمْ مِنْ رُؤْيَةِ الأَرْضِ الَّتِي تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً الَّتِي حَلَفَ لِآبَائِهِمْ أَنْ يَهَبَهَا لَهُمْ. +\v 7 لِذَلِكَ أَحَلَّ أَبْنَاءَهُمْ مَحَلَّهُمْ، وَهُمُ الَّذِينَ خَتَنَهُمْ يَشُوعُ لأَنَّهُمْ كَانُوا قُلْفاً، إِذْ لَمْ يَخْتَتِنُوا فِي الطَّرِيقِ. +\s5 +\v 8 وَبَعْدَ أَنْ تَمَّ خِتَانُ جَمِيعِ الشَّعْبِ مَكَثُوا فِي أَمَاكِنِهِمْ فِي الْمُخَيَّمِ حَتَّى بَرِئَتْ جِرَاحُهُمْ. +\v 9 وَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «الْيَوْمَ قَدْ دَحْرَجْتُ عَنْكُمْ عَارَ مِصْرَ»، فَدُعِيَ اسْمُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ الْجِلْجَالَ (وَمَعْنَاهُ مُتَدَحْرِجٌ) إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. +\s5 +\p +\v 10 وَفِيمَا كَانَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مُخَيِّمِينَ فِي الْجِلْجَالِ، فِي سُهُولِ أَرِيحَا، احْتَفَلُوا بِالْفِصْحِ فِي مَسَاءِ الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ. +\v 11 وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي لِلْفِصْحِ أَكَلُوا مِنْ غَلَّةِ الأَرْضِ فَطِيراً وَفَرِيكاً. +\s5 +\v 12 فَانْقَطَعَ الْمَنُّ عَنِ النُّزُولِ. وَمُنْذُ ذَلِكَ الْوَقْتِ أَصْبَحُوا يَعْتَمِدُونَ فِي عَيْشِهِمْ عَلَى مَحَاصِيلِ أَرْضِ كَنْعَانَ. +\s1 سقوط أريحا +\s5 +\p +\v 13 وَفِيمَا كَانَ يَشُوعُ قَرِيباً مِنْ أَرِيحَا تَطَلَّعَ أَمَامَهُ وَإذَا بِهِ يُشَاهِدُ رَجُلاً يَنْتَصِبُ فِي مُوَاجَهَتِهِ، شَاهِراً سَيْفَهُ بِيَدِهِ، فَاتَّجَهَ إِلَيْهِ يَشُوعُ وَسَأَلَهُ: «هَلْ أَنْتَ مِنَّا أَوْ مِنْ أَعْدَائِنَا؟» +\s5 +\v 14 فَأَجَابَهُ: «لا، إِنَّمَا أَنَا رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ، وَقَدْ أَقْبَلْتُ الآنَ». فَأَكَبَّ يَشُوعُ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ سَاجِداً وَقَالَ: «أَيُّ رِسَالَةٍ يَحْمِلُهَا سَيِّدِي إِلَى عَبْدِهِ؟» +\v 15 فَقَالَ رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ لِيَشُوعَ: «اخْلَعْ نَعْلَيْكَ، لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ مُقَدَّسٌ». فَنَفَّذَ يَشُوعُ الأَمْرَ. + +\s5 +\c 6 +\p +\v 1 وَكَانَتْ أَرِيحَا قَدْ أَحْكَمَتْ إِغْلاقَ بَوَّابَاتِهَا خَوْفاً مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، فَلَمْ يَكُنْ يَخْرُجُ مِنْهَا أَوْ يَدْخُلُ إِلَيْهَا أَحَدٌ. +\v 2 فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «هَا أَنَا قَدْ أَخْضَعْتُ لَكَ أَرِيحَا وَمَلِكَهَا وَمُحَارِبِيهَا الأَشِدَّاءَ. +\s5 +\v 3 فَلْيَدُرْ مُحَارِبُوكُمْ دَوْرَةً وَاحِدَةً كُلَّ يَوْمٍ حَوْلَ الْمَدِينَةِ، مُدَّةَ سِتَّةِ أَيَّامٍ. +\v 4 وَلْيَحْمِلْ سَبْعَةُ كَهَنَةٍ أَبْوَاقَ الْهُتَافِ وَيَتَقَدَّمُوا أَمَامَ التَّابُوتِ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ تَدُورُونَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ بَيْنَمَا يَنْفُخُ الْكَهَنَةُ بِالأَبْوَاقِ. +\s5 +\v 5 وَمَا إِنْ يَسْمَعْ جَمِيعُ الشَّعْبِ صَوْتَ نَفْخِ بُوقٍ مُمْتَدّاً حَتَّى يُطْلِقُوا دَوِيَّ هُتَافٍ عَظِيمٍ، فَيَنْهَارُ سُورُ الْمَدِينَةِ فِي مَوْضِعِهِ، فَيَنْدَفِعُ الشَّعْبُ نَحْوَهَا، كُلُّ رَجُلٍ حَسَبَ وِجْهَتِهِ». +\s5 +\v 6 فَاسْتَدْعَى يَشُوعُ بْنُ نُونٍ الْكَهَنَةَ وَقَالَ لَهُمْ: «احْمِلُوا تَابُوتَ الْعَهْدِ، وَلْيَتَقَدَّمْهُ سَبْعَةُ كَهَنَةٍ حَامِلِينَ سَبْعَةَ أَبْوَاقِ هُتَافٍ». +\v 7 وَأَمَرَ الشَّعْبَ: «هَيَّا دُورُوا حَوْلَ الْمَدِينَةِ دَوْرَةً وَاحِدَةً، وَدَعُوا الْجُنُودَ الْمُسَلَّحِينَ يَمْشُونَ فِي الطَّلِيعَةِ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ». +\s5 +\v 8 فَسَارَ الشَّعْبُ بِمُقْتَضَى مَا أَمَرَ يَشُوعُ، إِذْ تَقَدَّمَ السَّبْعَةُ الْكَهَنَةُ حَامِلِينَ أَبْوَاقَ الْهُتَافِ السَّبْعَةَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَنَفَخُوا بِالأَبْوَاقِ، بَيْنَمَا كَانَ تَابُوتُ الرَّبِّ يَسِيرُ خَلْفَهُمْ. +\v 9 وَانْطَلَقَ الْمُحَارِبُونَ أَمَامَ الْكَهَنَةِ النَّافِخِينَ بِالأَبْوَاقِ. أَمَّا مُؤَخَّرَةُ الْجَيْشِ فَقَدْ سَارَتْ وَرَاءَ التَّابُوتِ، فَكَانُوا يَمْشُونَ وَالْكَهَنَةُ يَنْفُخُونَ بِالأَبْوَاقِ. +\s5 +\v 10 وَأَمَرَ يَشُوعُ الشَّعْبَ: «لا تَهْتِفُوا وَلا تَتَكَلَّمُوا، وَلا يَصْدُرْ عَنْ أَفْوَاهِكُمْ صَوْتٌ حَتَّى آمُرَكُمْ بِالْهُتَافِ، وَعِنْدَئِذٍ تَهْتِفُونَ». +\v 11 فَدَارَ تَابُوتُ الرَّبِّ حَوْلَ الْمَدِينَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى الْمُخَيَّمِ وَبَاتُوا فِيهِ. +\s5 +\p +\v 12 فَبَكَّرَ يَشُوعُ فِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي، وَحَمَلَ الْكَهَنَةُ تَابُوتَ الرَّبِّ. +\v 13 وَانْطَلَقَ الْمُحَارِبُونَ فِي الطَّلِيعَةِ يَتْبَعُهُمُ الْكَهَنَةُ النَّافِخُونَ فِي أَبْوَاقِ الْهُتَافِ، سَائِرِينَ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ، وَفِي أَعْقَابِهِ تَقَدَّمَتْ مُؤَخَّرَةُ الْجَيْشِ. وَكَانُوا يَسِيرُونَ وَيَنْفُخُونَ فِي الأَبْوَاقِ. +\v 14 وَدَارُوا حَوْلَ الْمَدِينَةِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي دَوْرَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى الْمُخَيَّمِ. وَظَلُّوا يَفْعَلُونَ هَكَذَا سِتَّةَ أَيَّامٍ. +\s5 +\v 15 وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ بَكَّرُوا عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَدَارُوا حَوْلَ الْمَدِينَةِ عَلَى هَذَا النَّمَطِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَهُوَ الْيَوْمُ الْوَحِيدُ الَّذِي دَارُوا فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. +\p +\v 16 وَعِنْدَمَا نَفَخَ الْكَهَنَةُ فِي الأَبْوَاقِ فِي المَرَّةِ السَّابِعَةِ قَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: «اهْتِفُوا، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ وَهَبَكُمُ الْمَدِينَةَ. +\s5 +\v 17 وَاجْعَلُوا الْمَدِينَةَ وَكُلَّ مَا فِيهَا مُحَرَّماً لِلرَّبِّ، بِاسْتِثْنَاءِ رَاحَابَ الزَّانِيَةِ وَكُلِّ مَنْ لاذَ بِبَيْتِهَا فَاسْتَحْيُوهُمْ، لأَنَّهَا خَبَّأَتِ الْجَاسُوسَيْنِ الْمُرْسَلَيْنِ لاِسْتِطْلاعِ أَحْوَالِ الْمَدِينَةِ. +\v 18 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَإِيَّاكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مَا هُوَ مُحَرَّمٌ لِئَلّا تَهْلِكُوا وَتَجْعَلُوا مُخَيَّمَ إِسْرَائِيلَ مُحَرَّماً وَتُسَبِّبُوا لَهُ الْكَوَارِثَ. +\v 19 أَمَّا كُلُّ غَنَائِمِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ وَآنِيَةِ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ، فَتُخَصَّصُ لِلرَّبِّ وَتُحْفَظُ فِى خِزَانَتِهِ». +\s5 +\v 20 فَهَتَفَ الشَّعْبُ، وَنَفَخَ الْكَهَنَةُ فِي الأَبْوَاقِ. وَكَانَ هُتَافُ الشَّعْبِ لَدَى سَمَاعِهِمْ صَوْتَ نَفْخِ الأَبْوَاقِ عَظِيماً، فَانْهَارَ السُّورُ فِي مَوْضِعِهِ. فَانْدَفَعَ الشَّعْبُ نَحْوَ الْمَدِينَةِ كُلٌّ إِلَى وِجْهَتِهِ، وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا. +\v 21 وَدَمَّرُوا الْمَدِينَةَ وَقَضَوْا بِحَدِّ السَّيْفِ عَلَى كُلِّ مَنْ فِيهَا مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ وَأَطْفَالٍ وَشُيُوخٍ حَتَّى الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْحَمِيرِ. +\s5 +\p +\v 22 وَقَالَ يَشُوعُ لِلرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَهَبَا لِاسْتِكْشَافِ الْمَدِينَةِ: «ادْخُلا بَيْتَ الْمَرْأَةِ الزَّانِيَةِ وَأَخْرِجَاهَا مَعَ كُلِّ مَا لَهَا مِنْ هُنَاكَ كَمَا حَلَفْتُمَا لَهَا». +\s5 +\v 23 فَمَضَى الْجَاسُوسَانِ إِلَى بَيْتِ رَاحَابَ، فَأَخْرَجَاهَا هِيَ وَأَبَاهَا وَأُمَّهَا وَإِخْوَتَهَا وَكُلَّ مَا لَهَا، وَأَقْرِبَاءَهَا، وَذَهَبَا بِهِمْ إِلَى مَكَانٍ آمِنٍ خَارِجَ مُخَيَّمِ إِسْرَائِيلَ. +\v 24 ثُمَّ أَحْرَقَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ بِكُلِّ مَا فِيهَا. أَمَّا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ فَقَدْ حَفِظُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ. +\s5 +\v 25 وَاسْتَحْيَا يَشُوعُ رَاحَابَ الزَّانِيَةَ وَبَيْتَ أَبِيهَا وَكُلَّ مَا لَهَا، فَأَقَامَتْ فِي وَسَطِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ (وَكَذَلِكَ ذُرِّيَّتُهَا) إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، لأَنَّهَا خَبَّأَتْ الْجَاسُوسَيْنِ اللَّذَيْنِ أَرْسَلَهُمَا يَشُوعُ لِكَيْ يَسْتَطْلِعَا أَحْوَالَ أَرِيحَا. +\s5 +\p +\v 26 فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَنْذَرَ يَشُوعُ الشَّعْبَ قَائِلاً: «مَلْعُونٌ أَمَامَ الرَّبِّ كُلُّ مَنْ يُحَاوِلُ أَنْ يُعِيدَ بِنَاءَ مَدِينَةِ أَرِيحَا، فَإِنَّ بِكْرَهُ يَمُوتُ وَهُوَ يَضَعُ أَسَاسَاتِهَا، وَصَغِيرَهُ يَهْلِكُ وَهُوَ يُقِيمُ بَوَّابَاتِهَا». +\v 27 وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يَشُوعَ فَشَاعَ صِيتُهُ فِي كُلِّ الأَرْضِ. + +\s5 +\c 7 +\s1 خطيئة عخان +\p +\v 1 وَلَكِنَّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ ارْتَكَبُوا خِيَانَةً، إِذْ أَخَذَ عَخَانُ بْنُ كَرْمِي بْنِ زَبْدِي بْنِ زَارَحَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا مِمَّا هُوَ مُخَصَّصٌ لِلرَّبِّ، فَاحْتَدَمَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\p +\v 2 وَبَعَثَ يَشُوعُ بَعْضَ رِجَالِهِ مِنْ أَرِيحَا إِلَى عَايَ الْوَاقِعَةِ شَرْقِيَّ بَيْتِ إِيلَ بِقُرْبِ بَيْتِ آوِنَ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَتَجَسَّسُوا الأَرْضَ. فَذَهَبُوا +\v 3 ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى يَشُوعَ قَائِلِينَ لَهُ: «إِنَّ أَهْلَ عَايَ قَلِيلُو الْعَدَدِ، فَلا تُوَجِّهْ كُلَّ الْجَيْشِ إِلَى هُنَاكَ، بَلْ أَرْسِلْ نَحْوَ أَلْفَيْ رَجُلٍ أَوْ ثَلاثَةِ آلافِ رَجُلٍ فَقَطْ». +\s5 +\v 4 فَصَعِدَ مِنَ الشَّعْبِ نَحْوُ ثَلاثَةِ آلافِ رَجُلٍ، إلّا أَنَّهُمْ هُزِمُوا أَمَامَ أَهْلِ عَايَ، +\v 5 وَقَتَلَ مِنْهُمْ أَهْلُ عَايَ نَحْوَ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ رَجُلاً، وَتَعَقَّبُوهُمْ مِنْ أَمَامِ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ حَتَّى شَبَارِيمَ وَكَسَرُوهُمْ عِنْدَ الْمُنْحَدَرِ. فَدَبَّ الرُّعْبُ فِي قُلُوبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\v 6 فَمَزَّقَ يَشُوعُ ثِيَابَهُ وَأَكَبَّ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ إِلَى الْمَسَاءِ، هُوَ وَشُيُوخُ إِسْرَائِيلَ، وَأَهَالُوا التُّرَابَ عَلَى رُؤُوسِهِمْ. +\v 7 وَقَالَ يَشُوعُ: «آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، لِمَاذَا جَعَلْتَ هَذَا الشَّعْبَ يَجْتَازُ نَهْرَ الأُرْدُنِّ لِكَيْ تَدْفَعَنَا إِلَى يَدِ الأَمُورِيِّينَ حَتَّى يُبِيدُونَا؟ لَيْتَنَا كُنَّا قَنَعْنَا وَأَقَمْنَا شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ. +\s5 +\v 8 آهِ يَا سَيِّدُ، مَاذَا أَقُولُ الآنَ بَعْدَ أَنْ وَلَّى الإِسْرَائِيلِيُّونَ الأَدْبَارَ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ. +\v 9 إِذْ يَبْلُغُ هَذَا الْخَبَرُ مَسَامِعَ الْكَنْعَانِيِّينَ وَسَائِرِ سُكَّانِ الأَرْضِ، فَيُحِيطُونَ بِنَا وَيُزِيلُونَنَا مِنَ الْوُجُودِ! وَمَاذَا تَصْنَعُ لاِسْمِكَ الْعَظِيمِ؟» +\s5 +\p +\v 10 فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «قُمْ، لِمَاذَا أَنْتَ سَاقِطٌ عَلَى وَجْهِكَ؟ +\v 11 لَقَدِ ارْتَكَبَ إِسْرَائِيلُ خَطِيئَةً، بَلْ تَعَدَّوْا عَلَى عَهْدِي الَّذِي أَمَرْتُهُمْ بِهِ، بَلْ أَخَذُوا مِمَّا حَرَّمْتُهُ عَلَيْهِمْ وَسَرَقُوا وَأَنْكَرُوا، بَلْ خَبَّأُوا فِي أَمْتِعَتِهِمْ. +\v 12 لِهَذَا عَجَزَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَنِ الثَّبَاتِ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ، فَوَلَّوْا أَمَامَهُمُ الأَدْبَارَ، لأَنَّهُمْ هَالِكُونَ إِذْ لَنْ أَعُودَ أَكُونُ مَعَكُمْ مَا لَمْ تَسْتَأْصِلُوا الْحَرَامَ مِنْ وَسَطِكُمْ، +\s5 +\v 13 قُمْ، وَاطْلُبْ مِنَ الشَّعْبِ أَنْ يَتَقَدَّسُوا لِيَوْمِ غَدٍ، لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: فِي وَسَطِكَ حَرَامٌ يَا إِسْرَائِيلُ، وَلَنْ تَتَمَكَّنُوا مِنْ هَزِيمَةِ أَعْدَائِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْصِلُوا الْحَرَامَ مِنْ بَيْنِكُمْ. +\s5 +\v 14 فَلْتَتَقَدَّمْ أَسْبَاطُكُمْ فِي يَوْمِ غَدٍ، سِبْطٌ تِلْوَ سِبْطٍ، وَالسِّبْطُ الَّذِي يُشِيرُ إِلَيْهِ الرَّبُّ يَمْثُلُ بِعَشَائِرِهِ وَالْعَشِيرَةُ الَّتِي يُعَيِّنُهَا الرَّبُّ تَتَقَدَّمُ بِبُيُوتِهَا، وَالْبَيْتُ الَّذِي يُحَدِّدُهُ الرَّبُّ يَتَقَدَّمُ بِرِجَالِهِ. +\v 15 وَالَّذِي تَثْبُتُ عَلَيْهِ جَرِيمَةُ السَّرِقَةِ مِمَّا هُوَ مُحَرَّمٌ، يُحْرَقُ بِالنَّارِ هُوَ وَكُلُّ مَالَهُ، لأَنَّهُ نَقَضَ عَهْدَ الرَّبِّ، وَارْتَكَبَ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ». +\s5 +\p +\v 16 فَبَكَّرَ يَشُوعُ فِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي، وَعَرَضَ أَمَامَ الرَّبِّ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ، فَأَشَارَ الرَّبُّ إِلَى سِبْطِ يَهُوذَا، +\v 17 ثُمَّ عَرَضَ سِبْطَ يَهُوذَا، فَعَيَّنَ الرَّبُّ عَشِيرَةَ الزَّارَحِيِّينَ، ثُمَّ قَدَّمَ عَشِيرَةَ الزَّارَحِيِّينَ بِرِجَالِهَا فَأَشَارَ الرَّبُّ إِلَى زَبْدِي، +\v 18 فَعَرَضَ بَيْتَهُ بِرِجَالِهِ، فَحَدَّدَ الرَّبُّ عَخَانَ بْنَ كَرْمِي بْنِ زَبْدِي بْنِ زَارَحَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا. +\s5 +\v 19 فَقَالَ يَشُوعُ لِعَخَانَ: «يَا ابْنِي، مَجِّدِ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ وَاعْتَرِفْ لَهُ، وَأَخْبِرْنِي الآنَ مَاذَا جَنَيْتَ؟ لَا تُخْفِ عَنِّي شَيْئاً». +\v 20 فَأَجَابَ عَخَانُ: «حَقّاً إِنِّي أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ وَجَنَيْتُ هَذَا الأَمْرَ. +\v 21 رَأَيْتُ بَيْنَ الْغَنَائِمِ رِدَاءً شِنْعَارِيًّا نَفِيساً، وَمِئَتَيْ شَاقِلِ فِضَّةٍ (نَحْوَ كِيلُو جِرَامَيْنِ وَنِصْفٍ)، وَسَبِيكَةً مِنْ ذَهَبٍ وَزْنُهَا خَمْسُونَ شَاقِلاً (نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ جِرَامٍ)، فَاشْتَهَيْتُهَا وَأَخَذْتُهَا. وَهَا هِيَ مَطْمُورَةٌ فِي الأَرْضِ فِي وَسَطِ خَيْمَتِي، وَالْفِضَّةُ تَحْتَهَا». +\s5 +\v 22 فَأَرْسَلَ يَشُوعُ رُسُلاً فَهُرِعُوا إِلَى الْخَيْمَةِ حَيْثُ عَثَرُوا عَلَيْهَا مَطْمُورَةً فِيهَا، وَالْفِضَّةُ تَحْتَهَا، +\v 23 فَأَخْرَجُوهَا مِنْ وَسَطِ الْخَيْمَةِ وَحَمَلُوهَا إِلَى يَشُوعَ وَإِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَعَرَضُوهَا أَمَامَ الرَّبِّ. +\s5 +\v 24 فَأَخَذَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَخَانَ بْنَ زَارَحَ وَالْفِضَّةَ وَالرِّدَاءَ وَسَبِيكَةَ الذَّهَبِ، وَأَبْنَاءَهُ وَبَنَاتِهِ وَبَقَرَهُ وَحَمِيرَهُ وَغَنَمَهُ وَخَيْمَتَهُ وَكُلَّ مَالَهُ، وَذَهَبُوا بِهِمْ إِلَى وَادِي عَخُورَ. +\s5 +\v 25 وَقَالَ يَشُوعُ: «لِمَاذَا جَلَبْتَ عَلَيْنَا هَذِهِ الْكَارِثَةَ؟ لِتَحِلَّ بِكَ الْيَوْمَ الْفَوَاجِعُ». فَرَجَمَهُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ بِالْحِجَارَةِ مَعَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَحْرَقُوهُمْ بِالنَّارِ، +\v 26 وَأَقَامُوا فَوْقَهُ كَوْمَةً كَبِيرَةً مِنَ الْحِجَارَةِ، مَا بَرِحَتْ بَاقِيَةً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. فَهَدَأَ غَضَبُ الرَّبِّ وَلِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَادِي عَخُورَ (وَمَعْنَاهُ: وَادِي الإِزْعَاجِ) إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. + +\s5 +\c 8 +\s1 تدمير عاي +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «لا تَجْزَعْ وَلا تَثْبُطْ هِمَّتُكَ. خُذْ جَيْشَكَ بِرُمَّتِهِ وَحَاصِرْ عَايَ لأَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُكَ مَلِكَ عَايَ وَشَعْبَهُ وَمَدِينَتَهُ وَأَرْضَهُ. +\v 2 فَتُجْرِي عَلَى عَايَ وَمَلِكِهَا مَا أَجْرَيْتَهُ عَلَى أَرِيحَا وَمَلِكِهَا، غَيْرَ أَنَّكُمْ تَنْهَبُونَ لأَنْفُسِكُمْ غَنِيمَتَهَا وَبَهَائِمَهَا. انْصُبْ كَمِيناً خَلْفَ الْمَدِينَةِ». +\s5 +\v 3 فَهَبَّ يَشُوعُ وَجَمِيعُ الْمُحَارِبِينَ وَتَوَجَّهُوا لِمُهَاجَمَةِ عَايَ. وَاخْتَارَ يَشُوعُ ثَلاثِينَ أَلْفَ رَجُلٍ مِنْ مُحَارِبِيهِ الأَشِدَّاءِ، وَأَرْسَلَهُمْ لَيْلاً، بَعْدَ أَنْ أَوْصَاهُمْ قَائِلاً: +\v 4 «اذْهَبُوا وَاكْمُنُوا خَلْفَ الْمَدِينَةِ. لَا تَبْتَعِدُوا عَنْهَا كَثِيراً وَتَأَهَّبُوا جَمِيعُكُمْ لِلْقِتَالِ. +\s5 +\v 5 أَمَّا أَنَا وَبَقِيَّةُ الْمُحَارِبِينَ الَّذِينَ مَعِي فَنَقْتَرِبُ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَمَا إِنْ يَخْرُجُوا لِلِقَائِنَا، كَمَا حَدَثَ سَابِقاً، حَتَّى نَتَظَاهَرَ بِالْهَرَبِ أَمَامَهُمْ، +\v 6 فَيَتَعَقَّبُونَا، وَبِذَلِكَ نَجْذِبُهُمْ بَعِيداً عَنِ الْمَدِينَةِ، ظَنّاً مِنْهُمْ أَنَّنَا هَارِبُونَ أَمَامَهُمْ كَمَا جَرَى فِي الْمَرَّةِ الْمَاضِيَةِ، +\v 7 فَتَنْقَضُّونَ أَنْتُمْ مِنَ الْمَكْمَنِ وَتَسْتَوْلُونَ عَلَى الْمَدِينَةِ الَّتِي يُخْضِعُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ. +\s5 +\v 8 وَلَدَى اسْتِيلائِكُمْ عَلَى الْمَدِينَةِ تُضْرِمُونَ فِيهَا النَّارَ كَأَمْرِ الرَّبِّ، فَافْعَلُوا وَنَفِّذُوا مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ». +\v 9 وَأَطْلَقَهُمْ يَشُوعُ فَتَوَجَّهُوا إِلَى الْمَكْمَنِ، حَيْثُ تَرَبَّصُوا بِالْمَدِينَةِ مَا بَيْنَ بَيْتِ إِيلَ وَغَرْبِيِّ عَايَ. وَقَضَى يَشُوعُ لَيْلَتَهُ تِلْكَ فِي وَسَطِ الشَّعْبِ. +\s5 +\p +\v 10 وَفِي الصَّبَاحِ التَّالِي نَهَضَ يَشُوعُ مُبَكِّراً، وَأَحْصَى الْجَيْشَ وَسَارَ هُوَ وَشُيُوخُ إِسْرَائِيلَ فِي طَلِيعَتِهِمْ نَحْوَ عَايَ. +\v 11 وَتَقَدَّمَتْ مَعَهُ قُوَّاتُهُ كُلُّهَا حَتَّى أَتَوْا إِلَى مُقَابِلِ الْمَدِينَةِ، حَيْثُ نَزَلُوا شِمَالِيَّهَا، لَا يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَايَ سِوَى الْوَادِي. +\v 12 وَأَرْسَلَ يَشُوعُ قُوَّةَ دَعْمٍ أُخْرَى مُؤَلَّفَةً مِنْ خَمْسَةِ آلافِ مُحَارِبٍ لِتَكْمُنَ بَيْنَ بَيْتِ إِيلَ وَعَايَ غَرْبِيَّ الْمَدِينَةِ. +\s5 +\v 13 وَتَمَرْكَزَ الْجَيْشُ الرَّئِيسِيُّ فِي شِمَالِيِّ الْمَدِينَةِ، فِي حِينِ تَرَبَّصَ الْكَمِينُ فِي غَرْبِيِّهَا، أَمَّا يَشُوعُ فَقَدْ قَضَى تِلْكَ اللَّيْلَةَ فِي وَسَطِ الْوَادِي. +\v 14 وَلَمَّا رَأَى مَلِكُ عَايَ مَا يَجْرِي، خَرَجَ بِجَيْشِهِ مُبَكِّراً لِلِقَاءِ إِسْرَائِيلَ وَمُحَارَبَتِهِ فِي السَّهْلِ، وَهُوَ لَا يَدْرِي أَنَّ هُنَاكَ كَمِيناً يَتَحَفَّزُ لِلْهُجُومِ عَلَيْهِمْ مِنْ خَلْفِ الْمَدِينَةِ. +\s5 +\v 15 فَتَظَاهَرَ يَشُوعُ وَبَقِيَّةُ الْجَيْشِ بِالانْكِسَارِ أَمَامَهُمْ، وَلاذُوا بِالْفِرَارِ فِي طَرِيقِ الصَّحْرَاءِ. +\v 16 فَتَنَادَى جَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِينَ فِي الْمَدِينَةِ لِتَعَقُّبِ يَشُوعَ، فَجَدُّوا وَرَاءَهُمْ مُبْتَعِدِينَ عَنِ الْمَدِينَةِ. +\v 17 وَلَمْ يَبْقَ فِي عَايَ أَوْ فِي بَيْتِ إِيلَ رَجُلٌ لَمْ يَسْعَ فِي مُطَارَدَةِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، تَارِكِينَ الْمَدِينَةَ مَفْتُوحَةً لِلْكَمِينِ. +\s5 +\p +\v 18 فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «مُدَّ رُمْحَكَ نَحْوَ عَايَ لأَنَّنِي وَهَبْتُكَ الْمَدِينَةَ». فَمَدَّ يَشُوعُ الْحَرْبَةَ الَّتِي بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ، +\v 19 فَانْدَفَعَ الْكَمِينُ مِنْ مَكَانِهِ بِسُرْعَةٍ عِنْدَمَا مَدَّ يَدَهُ بِالْحَرْبَةِ وَرَكَضُوا وَاقْتَحَمُوا الْمَدِينَةَ وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا وَأَحْرَقُوهَا بِالنَّارِ. +\s5 +\v 20 فَالْتَفَتَ رِجَالُ عَايَ وَرَاءَهُمْ وَإِذْ بِهِمْ يُشَاهِدُونَ دُخَانَ الْمَدِينَةِ يَتَصَاعَدُ إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ مَهْرَبٍ، فَانْقَلَبَ الْجَيْشُ الْهَارِبُ إِلَى الصَّحْرَاءِ عَلَى مُطَارِدِيهِ. +\v 21 وَلَمَّا رَأَى يَشُوعُ وَمُحَارِبُوهُ أَنَّ الْكَمِينَ قَدِ اسْتَوْلَى عَلَى الْمَدِينَةِ، وَأَنَّ دُخَانَهَا قَدْ مَلأَ الْفَضَاءَ، شَرَعُوا فِي مُهَاجَمَةِ رِجَالِ عَايَ وَالْقَضَاءِ عَلَيْهِمْ. +\s5 +\v 22 كَذَلِكَ خَرَجَ الْكَمِينُ مِنَ الْمَدِينَةِ لِقَطْعِ طَرِيقِ الْهَرَبِ عَلَيْهِمْ. فَوَجَدَ أَهْلُ عَايَ أَنْفُسَهُمْ مَحْصُورِينَ بَيْنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ الأَمَامِ وَمِنَ الْخَلْفِ، فَفَتَكَ بِهِمِ الإِسْرَائِيلِيُّونَ، فَلَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ أَحَدٌ. +\v 23 أَمَّا مَلِكُ عَايَ فَقَدْ وَقَعَ فِي الأَسْرِ فَتَسَلَّمَهُ يَشُوعُ. +\s5 +\v 24 وَعِنْدَمَا تَمَّ الْقَضَاءُ عَلَى جَيْشِ عَايَ فِي الصَّحْرَاءِ حَيْثُ تَعَقَّبُوا الإِسْرَائِيلِيِّينَ، وَفَنُوا جَمِيعُهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ، رَجَعَ الْمُحَارِبُونَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ إِلَى عَايَ وَقَتَلُوا كُلَّ مَنْ فِيهَا. +\v 25 فَكَانَ جَمِيعُ مَنْ قُتِلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً، وَهُمْ جَمِيعُ أَهْلِ عَايَ. +\v 26 وَظَلَّ يَشُوعُ مَادّاً يَدَهُ بِالْحَرْبَةِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ حَتَّى تَمَّ الْقَضَاءُ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ عَايَ. +\s5 +\v 27 أَمَّا الْبَهَائِمُ وَغَنَائِمُ الْمَدِينَةِ فَقَدْ نَهَبَهَا الإِسْرَائِيلِيُّونَ لأَنْفُسِهِمْ، بِمُقْتَضَى أَمْرِ الرَّبِّ الَّذِي أَصْدَرَهُ إِلَى يَشُوعَ. +\v 28 وَهَكَذَا أَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَحَوَّلَهَا إِلَى تَلِّ خَرَابٍ أَبَدِيٍّ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. +\s5 +\v 29 وَشَنَقَ مَلِكَ عَايَ عَلَى شَجَرَةٍ إِلَى وَقْتِ الْمَسَاءِ، وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوا جُثَّتَهُ عَنِ الشَّجَرَةِ وَطَرَحُوهَا عِنْدَ مَدْخَلِ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ وهَالُوا عَلَيْهَا كَوْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. +\s1 تجديد العهد على جبل عيبال +\s5 +\p +\v 30 حِينَئِذٍ بَنَى يَشُوعُ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ عِيبَالَ. +\v 31 كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، بِحَسَبِ مَا هُوَ مُدَوَّنٌ فِي كِتَابِ تَوْرَاةِ مُوسَى، فَكَانَ الْمَذْبَحُ مَبْنِيًّا مِنْ حِجَارَةٍ صَحِيحَةٍ لَمْ يَنْحَتْهَا أَحَدٌ بِآلَةٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَقَدَّمُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ، وَذَبَائِحَ سَلامٍ. +\v 32 وَعَلَى مَرْأَى مِنْ بَنِي إِسْرَائِيَل نَقَشَ يَشُوعُ عَلَى حِجَارَةِ الْمَذْبَحِ نُسْخَةً مِنْ شَرِيعَةِ مُوسَى الَّتِي كَانَ مُوسَى قَدْ أَمْلاهَا عَلَيْهِ +\s5 +\v 33 وَكَانَ جَمِيعُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، غُرَبَاءَ وَمُوَاطِنِينَ، مَعَ شُيُوخِهِمْ وَعُرَفَائِهِمْ وَقُضَاتِهِمْ يَقِفُونَ إِلَى جَانِبَيْ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ فِي مُوَاجَهَةِ الْكَهَنَةِ اللّاوِيِّينَ حَامِلِي التَّابُوتِ. وَقَفَ نِصْفُهُمْ أَمَامَ جَبَلِ جِرِزِّيمَ، وَوَقَفَ النِّصْفُ الآخَرُ أَمَامَ جَبَلِ عِيبَالَ تَنْفِيذاً لِتَعْلِيمَاتِ مُوسَى عَبْدِ الرَّبِّ السَّابِقَةِ الَّتِي أَصْدَرَهَا بِشَأْنِ بَرَكَةِ الشَّعْبِ. +\s5 +\v 34 ثُمَّ تَلا يَشُوعُ جَمِيعَ عِبَارَاتِ التَّوْرَاةِ الْمُخْتَصَّةِ بِالْبَرَكَةِ وَاللَّعْنَةِ، كَمَا وَرَدَتْ فِي كِتَابِ الشَّرِيعَةِ. +\v 35 لَمْ يَغْفَلْ يَشُوعُ كَلِمَةً مِنْ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى، بَلْ قَرَأَهَا كُلَّهَا أَمَامَ جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، حَتَّى أَمَامَ النِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ وَالْغُرَبَاءِ الْمُقِيمِينَ بَيْنَهُمْ. + +\s5 +\c 9 +\s1 خدعة الجبعونيين +\p +\v 1 وَعِنْدَمَا سَمِعَ جَمِيعُ مُلُوكِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ والْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ الْمُقِيمِينَ غَرْبِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، الْمُسْتَوْطِنِينَ فِي الْجِبَالِ وَفِي السُّهُولِ، وَعِنْدَ سَاحِلِ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ، حَتَّى حُدُودِ سَاحِلِ لُبْنَانَ، هَذِهِ الأُمُورَ +\v 2 سَارَعُوا بِتَوْحِيدِ جُيُوشِهِمْ لِمُحَارَبَةِ يَشُوعَ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\p +\v 3 وَحِينَ عَرَفَ أَهْلُ جِبْعُونَ بِمَا صَنَعَهُ يَشُوعُ بِأَرِيحَا وَعَايَ، +\v 4 لَجَأُوا إِلَى الْحِيلَةِ الْمَاكِرَةِ، فَأَقْبَلُوا كَوَفْدٍ مُحَمِّلِينَ حَمِيرَهُمْ بِعِدَالٍ رَثَّةٍ وَزِقَاقِ خَمْرٍ بَالِيَةٍ مَرْبُوطَةٍ، +\v 5 وَارْتَدَوْا نِعَالاً بَالِيَةً وَمُرَقَّعَةً فِي أَرْجُلِهِمْ، وَلَبِسُوا عَلَيْهِمْ ثِيَاباً مُهْتَرِئَةً، وَتَزَوَّدُوا بِخُبْزٍ يَابِسٍ فَقَطْ، تَحَوَّلَ إِلَى فُتَاتٍ، +\s5 +\v 6 وَقَدِمُوا عَلَى يَشُوعَ فِي مُخَيَّمِ الْجِلْجَالِ، وَقَالُوا لَهُ وَلِقَادَةِ إِسْرَائِيلَ: «هَا نَحْنُ قَدْ جِئْنَا مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ، فَاقْطَعُوا لَنَا عَهْداً». +\v 7 فَقَالَ قَادَةُ إِسْرَائِيلَ لِلْحِوِّيِّينَ: «كَيْفَ نَقْطَعُ لَكُمْ عَهْداً؟ رُبَّمَا أَنْتُمْ مِنْ سُكَّانِ هَذِهِ الْمِنْطَقَةِ». +\v 8 فَقَالُوا لِيَشُوعَ: «نَحْنُ عَبِيدٌ لَكَ» فَسَأَلَهُمْ يَشُوعُ: «مَنْ أَنْتُمْ، وَمِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمْ؟» +\s5 +\v 9 فَأَجَابُوهُ: «لَقَدْ جَاءَ عَبِيدُكَ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكَ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ جِدّاً، لأَنَّنَا قَدْ سَمِعْنَا بِقُدْرَتِهِ وَبِكُلِّ مَا أَجْرَاهُ عَلَى مِصْرَ، +\v 10 وَبِكُلِّ مَا صَنَعَهُ بِمَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ: سِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ وَعُوجَ مَلِكِ بَاشَانَ، الَّذِي فِي عَشْتَارُوثَ الْمُقِيمَيْنِ فِي شَرْقِيِّ الأُرْدُنِّ. +\s5 +\v 11 فَأَشَارَ عَلَيْنَا شُيُوخُنَا وَسَائِرُ سُكَّانِ أَرْضِنَا أَنْ نَتَزَوَّدَ لِهَذِهِ الرِّحْلَةِ الطَّوِيلَةِ، وَنَأْتِيَ لِلِقَائِكُمْ وَنُعْلِنَ لَكُمْ أَنَّ شَعْبَنَا صَارَ لَكُمْ عَبِيداً، فَتَعَالَوْا وَاقْطَعُوا لَنَا عَهْداً. +\v 12 هَذَا هُوَ خُبْزُنَا أَخَذْنَاهُ مِنْ بُيُوتِنَا سَاخِناً يَوْمَ بَدَأْنَا رِحْلَتَنَا إِلَيْكُمْ، وَصَارَ الآنَ يَابِساً فُتَاتاً. +\v 13 وَهَذِهِ هِيَ زِقَاقُ الْخَمْرِ الَّتِي كَانَتْ جَدِيدَةً يَوْمَ مَلأْنَاهَا، قَدْ أَصْبَحَتْ مُشَقَّقَةً، وَهَذِهِ ثِيَابُنَا وَنِعَالُنَا قَدْ بَلِيَتْ مِنْ طُولِ الْمَسِيرِ عَلَى الطَّرِيقِ». +\s5 +\v 14 فَأَخَذَ قَادَةُ إِسْرَائِيلَ مِنْ زَادِهِمْ مِنْ غَيْرِ اسْتِشَارَةِ الرَّبِّ. +\v 15 وَعَقَدَ يَشُوعُ لَهُمْ مُعَاهَدَةَ صُلْحٍ، وَأَبْرَمَ مَعَهُمْ مِيثَاقاً لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى حَيَاتِهِمْ، وَكَذَلِكَ حَلَفَ لَهُمْ قَادَةُ إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\v 16 وَفِي نِهَايَةِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، بَعْدَ أَنْ قَطَعُوا لَهُمْ عَهْداً، اكْتَشَفَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنَّهُمْ مِنَ الْحِوِّيِّينَ الْقَرِيبِينَ مِنْهُمْ وَالْمُقِيمِينَ فِي وَسَطِهِمْ. +\v 17 وَمَا لَبِثَ أَنِ ارْتَحَلَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَجَاءُوا إِلَى مُدُنِ الْحِوِّيِّينَ الَّتِي هِيَ جِبْعُونُ وَالْكَفِيرَةُ وَبَئِيرُوتُ وَقَرْيَةُ يَعَارِيمَ. +\s5 +\v 18 فَلَمْ يُهَاجِمْهُمُ الْمُحَارِبُونَ لأَنَّ قَادَةَ الْجَمَاعَةِ قَدْ أَبْرَمُوا مَعَهُمْ عَهْداً حَالِفِينَ بِالرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ. فَتَذَمَّرَ جَمِيعُ الشَّعْبِ عَلَى الْقَادَةِ. +\v 19 فَقَالَ الْقَادَةُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «إِنَّنَا قَدْ حَلَفْنَا لَهُمْ بِالرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ، وَلا يُمْكِنُنَا الآنَ أَنْ نَمَسَّهُمْ بِسُوءٍ. +\s5 +\v 20 وَلا يَسَعُنَا إلّا أَنْ نَسْتَحْيِيَهُمْ لِئَلّا يَحِلَّ عَلَيْنَا سَخَطُ الرَّبِّ مِنَ جَرَّاءِ الْيَمِينِ الَّتي حَلَفْنَا بِها لَهُمْ». +\v 21 وَأَضَافُوا: «لِيَحْيَوْا، وَلَكِنْ لِيَكُونُوا لِكُلِّ الْجَمَاعَةِ عَبِيداً، يَحْتَطِبُونَ حَطَباً وَيَسْتَقُونَ لَهُمْ مَاءً». وَهَكَذَا لَمْ يَنْكُثِ الْقَادَةُ عَهْدَهُمْ. +\s5 +\v 22 وَاسْتَدْعَاهُمْ يَشُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا خَدَعْتُمُونَا مُدَّعِينَ أَنَّكُمْ تُقِيمُونَ بَعِيداً جِدّاً، بَيْنَمَا أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِي وَسَطِنَا؟ +\v 23 فَلْتَكُونُوا مَلْعُونِينَ الآنَ، لَا يَنْقَطِعُ مِنْكُمُ الْعَبِيدُ وَمُحْتَطِبُو الْحَطَبِ وَمُسْتَقُو الْمَاءِ لِبَيْتِ إِلَهِي». +\s5 +\v 24 فَأَجَابُوا يَشُوعَ قَائِلِينَ: «لَقَدْ بَلَغَ عَبِيدَكَ أَخْبَارُ مَا وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ إِلَهُكَ مُوسَى عَبْدَهُ، أَنْ يَهَبَكُمْ كُلَّ الأَرْضِ وَيُهْلِكَ جَمِيعَ سُكَّانِهَا مِنْ أَمَامِكُمْ، فَخَشِينَا جِدّاً عَلَى أَنْفُسِنَا مِنْكُمْ، فَتَوَسَّلْنَا بِالْحِيلَةِ. +\v 25 وَالآنَ هَا نَحْنُ تَحْتَ رَحْمَتِكَ، فَافْعَلْ بِنَا مَا تَرَاهُ صَالِحاً وَحَقّاً». +\s5 +\v 26 وَهَكَذَا أَنْقَذَهُمْ يَشُوعُ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ فَلَمْ يَقْتُلُوهُمْ، +\v 27 وَلَكِنَّهُ اسْتَخْدَمَهُمْ مُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ فِي احْتِطَابِ الْحَطَبِ، وَاسْتِقَاءِ الْمَاءِ لِكُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، وَلِمَذْبَحِ الرَّبِّ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ. + +\s5 +\c 10 +\s1 ثبات الشمس +\p +\v 1 وَعِنْدَمَا سَمِعَ أَدُونِي صَادَقَ مَلِكُ أُورُشَلِيمَ أَنَّ يَشُوعَ اسْتَوْلَى عَلَى عَايَ وَدَمَّرَهَا وَقَتَلَ مَلِكَهَا كَمَا صَنَعَ بِأَرِيحَا وَمَلِكِهَا، وَأَنَّ أَهْلَ جِبْعُونَ قَدْ صَالَحُوا الإِسْرَائِيلِيِّينَ وَأَقَامُوا فِي وَسَطِهِمْ، +\v 2 اعْتَرَاهُ خَوْفٌ شَدِيدٌ، لأَنَّ جِبْعُونَ كَانَتْ مِدِينَةً عَظِيمَةً كَإِحْدَى الْمُدُنِ الَّتِي يُقِيمُ فِيهَا الْمُلُوكُ وَهِيَ أَعْظَمُ مِنْ عَايَ، وَكُلُّ رِجَالِهَا مُحَارِبُونَ جَبَابِرَةٌ. +\s5 +\v 3 فَبَعَثَ أَدُونِي صَادَقَ مَلِكُ أُورُشَلِيمَ إِلَى هُوهَامَ مَلِكِ حَبْرُونَ وَفِرْآمَ مَلِكِ يَرْمُوتَ وَيَافِيعَ مَلِكِ لَخِيشَ وَدَبِيرَ مَلِكِ عَجْلُونَ قَائِلاً: +\v 4 «أَقْبِلُوا إِلَيَّ وَأَعِينُونِي عَلَى تَدْمِيرِ جِبْعُونَ، لأَنَّهَا عَقَدَتْ صُلْحاً مَعَ يَشُوعَ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ». +\s5 +\v 5 فَوَحَّدَ مُلُوكُ الأَمُورِيِّينَ الْخَمْسَةُ جُيُوشَهُمْ لِلْقِيَامِ بِهُجُومٍ عَلَى جِبْعُونَ. +\s5 +\v 6 فَأَرْسَلَ أَهْلُ جِبْعُونَ إِلَى يَشُوعَ إِلَى الْمُخَيَّمِ فِي الْجِلْجَالِ قَائِلِينَ: «لا تَتَقَاعَسْ عَنْ إِعَانَةِ عَبِيدِكَ، بَلْ أَسْرِعْ إِلَيْنَا وَأَنْقِذْنَا وَأَعِنَّا، لأَنَّهُ قَدْ تَحَالَفَ ضِدَّنَا جَمِيعُ مُلُوكِ الأَمُورِيِّينَ الْمُسْتَوْطِنِينَ فِي الْجَبَلِ». +\v 7 فَانْطَلَقَ يَشُوعُ مِنَ الْجِلْجَالِ بِقُوَّاتِهِ وَجُنُودِهِ الأَشِدَّاءِ. +\s5 +\p +\v 8 فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «لا تَخَفْ مِنْهُمْ، لأَنَّنِي قَدْ أَسْلَمْتُهُمْ إِلَى يَدِكَ، وَلَنْ يَجْرُؤَ رَجُلٌ مِنْهُمْ عَلَى مُقَاوَمَتِكَ». +\s5 +\v 9 فَبَاغَتَهُمْ يَشُوعُ عَلَى حِينِ غِرَّةٍ إِذْ سَارَ طَوَالَ اللَّيْلِ كُلِّهِ مِنَ الْجِلْجَالِ. +\v 10 وَأَلْقَى الرَّبُّ فِيهِمِ الرُّعْبَ أَمَامَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ الَّذِينَ هَزَمُوهُمْ هَزِيمَةً نَكْرَاءَ فِي جِبْعُونَ، وَتَعَقَّبُوهُمْ فِي طَرِيقِ عَقَبَةِ بَيْتِ حُورُونَ حَتَّى بَلَغُوا عَزِيقَةَ وَمَقِّيدَةَ. +\s5 +\v 11 وَفِيمَا هُمْ لائِذُونَ بِالْفِرَارِ أَمَامَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ عِنْدَ مُنْحَدَرِ بَيْتِ حُورُونَ، قَذَفَهُمُ الرَّبُّ بِعَاصِفَةٍ مِنْ بَرَدٍ عَظِيمٍ انْهَمَرَتْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى أَشْرَفُوا عَلَى عَزِيقَةَ فَمَاتُوا. وَكَانَ الَّذِينَ قَضَى عَلَيْهِمِ الْبَرَدُ أَكْثَرَ مِنَ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ سَيْفُ بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\p +\v 12 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي هَزَمَ فِيهِ الرَّبُّ الأُمُورِيِّينَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، ابْتَهَلَ يَشُوعُ إِلَى الرَّبِّ عَلَى مَسْمَعٍ مِنَ الشَّعْبِ: «يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ، وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ». +\s5 +\v 13 فَثَبَتَتِ الشَّمْسُ، وَتَوَقَّفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الْجَيْشُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هَذَا مُدَوَّناً فِي كِتَابِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تُسْرِعْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِلٍ. +\v 14 وَلَمْ يَحْدُثْ نَظِيرُ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَا مِنْ قَبْلُ وَلا مِنْ بَعْدُ، فِيهِ اسْتَجَابَ الرَّبُّ دُعَاءَ إِنْسَانٍ، لأَنَّ الرَّبَّ حَارَبَ حَقّاً عَنْ إِسْرَائِيلَ. +\s1 قتل ملوك الأموريين الخمسة +\s5 +\p +\v 15 ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَجَيْشُهُ إِلَى الْمُخَيَّمِ فِي الْجِلْجَالِ. +\v 16 وَهَرَبَ المُلُوكُ الْخَمْسَةُ وَاخْتَبَأُوا فِي كَهْفٍ فِي مَقِّيدَةَ. +\v 17 وَعِنْدَمَا قِيلَ لِيَشُوعَ إِنَّ الْمُلُوكَ الْخَمْسَةَ مُخْتَبِئُونَ فِي الْكَهْفِ فِي مَقِّيدَةَ +\s5 +\v 18 قَالَ: «دَحْرِجُوا حِجَارَةً كَبِيرَةً عَلَى مَدْخَلِ الْكَهْفِ وَأَقِيمُوا عَلَيْهِمْ حُرَّاساً. +\v 19 أَمَّا أَنْتُمْ فَتَعَقَّبُوا جَيْشَ الْعَدُوِّ وَهَاجِمُوا مُؤَخَّرَتَهُ وَلا تَدَعُوا مُحَارِبِيهِ يَدْخُلُونَ مُدُنَهُمْ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَسْلَمَهُمْ إِلَيْكُمْ». +\s5 +\v 20 وَبَعْدَ أَنْ هَزَمَ يَشُوعُ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ الْمُلُوكَ الْخَمْسَةَ هَزِيمَةً فَادِحَةً، وَلَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ إِلا قِلَّةٌ مِنَ الشَّارِدِينَ الَّذِينَ لَجَأُوا إِلَى الْمُدُنِ الْحَصِينَةِ +\v 21 رَجَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمُخَيَّمِ فِي مَقِّيدَةَ بِسَلامٍ حَيْثُ كَانَ يَشُوعُ. وَلَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ عَلَى مُعَارَضَتِهِمْ. +\s5 +\v 22 ثُمَّ قَالَ يَشُوعُ: «افْتَحُوا مَدْخَلَ الْكَهْفِ وَأَخْرِجُوا إِلَيَّ الْمُلُوكَ الْخَمْسَةَ» +\v 23 فَنَفَّذُوا أَمْرَهُ وَأَخْرَجُوا الْمُلُوكَ الْخَمْسَةَ: مَلِكَ أُورُشَلِيمَ وَمَلِكَ حَبْرُونَ وَمَلِكَ يَرْمُوتَ وَمَلِكَ لَخِيشَ وَمَلِكَ عَجْلُونَ، +\s5 +\v 24 وَمَا إِنْ أَقْبَلُوا بِهِمْ إِلَيْهِ حَتَّى اسْتَدْعَى كُلَّ مَحَارِبِيهِ، وَقَالَ لِقَادَتِهِمِ الَّذِينَ سَارُوا مَعَهُ: «تَقَدَّمُوا وَطِئُوا بِأَرْجُلِكُمْ رِقَابَ هَؤُلاءِ الْمُلُوكِ». فَفَعَلُوا كَذَلِكَ. +\v 25 فَقَالَ لَهُمْ يَشُوعُ: «لا تَخَافُوا وَلا تَجْزَعُوا، بَلْ تَقَوَّوْا وَتَشَجَّعُوا، لأَنَّهُ هَكَذَا يَصْنَعُ الرَّبُّ بِجَمِيعِ أَعْدَائِكُمُ الَّذِينَ تُحَارِبُونَهُمْ». +\s5 +\v 26 ثُمَّ قَتَلَهُمْ يَشُوعُ بَعْدَ ذَلِكَ وَعَلَّقَ جُثَثَهُمْ عَلَى خَمْسَةِ أَشْجَارٍ، حَتَّى الْمَسَاءِ. +\v 27 وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوهُمْ عَنْهَا وَطَرَحُوهُمْ فِي الْكَهْفِ الَّذِي لَجَأُوا إِلَيْهِ وَسَدُّوا مَدْخَلَهُ بِحِجَارَةٍ كَبِيرَةٍ بَاقِيَةٍ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. +\s1 احتلال المدن الجنوبية +\s5 +\p +\v 28 وَاسْتَوْلَى يَشُوعُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَلَى مَقِّيدَةَ وَقَتَلَ بِالسَّيْفِ مَلِكَهَا وَكُلَّ نَفْسٍ فِيهَا. لَمْ يُفْلِتْ مِنْهَا نَاجٍ، وَصَنَعَ بِمَلِكِ مَقِّيدَةَ مَا صَنَعَهُ بِمَلِكِ أَرِيحَا. +\s5 +\v 29 ثُمَّ تَوَجَّهَ يَشُوعُ عَلَى رَأْسِ جَيْشِهِ مِنْ مَقِّيدَةَ إِلَى لِبْنَةَ وَحَارَبَهَا، +\v 30 فَأَسْلَمَهَا الرَّبُّ هِيَ أَيْضاً إِلَى يَدِ إِسْرَائِيلَ مَعَ مَلِكِهَا، فَدَمَّرَهَا وَقَتَلَ كُلَّ نَفْسٍ فِيهَا بِحَدِّ السَّيْفِ فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهَا نَاجٍ، وَصَنَعَ بِمَلِكِهَا مَا صَنَعَهُ بِمَلِكِ أَرِيحَا. +\s5 +\v 31 بَعْدَ ذَلِكَ تَقَدَّمَ يَشُوعُ مِنْ لِبْنَةَ إِلَى لَخِيشَ وَحَاصَرَهَا وَهَاجَمَهَا، +\v 32 فَأَسْلَمَ الرَّبُّ لَخِيشَ إِلَى يَدِ إِسْرَائِيلَ، فَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا فِي الْيَوْمِ التَّالِي وَدَمَّرُوهَا وَقَتَلُوا كُلَّ نَفْسٍ فِيهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، نَظِيرَ مَا صَنَعُوا بِلِبْنَةَ. +\s5 +\v 33 عِنْدَئِذٍ أَقْبَلَ هُورَامُ مَلِكُ جَازَرَ لِمَعُونَةِ لَخِيشَ، فَقَضَى يَشُوعُ عَلَيْهِ وَعَلَى جَيْشِهِ فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهُمْ نَاجٍ. +\s5 +\p +\v 34 ثُمَّ تَحَرَّكَ يَشُوعُ وَجَيْشُ إِسْرَائِيلَ مِنْ لَخِيشَ نَحْوَ عَجْلُونَ فَحَاصَرُوهَا وَحَارَبُوهَا، +\v 35 وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَدَمَّرُوهَا، وَقَضَوْا عَلَى كُلِّ نَفْسٍ فِيهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، عَلَى غِرَارِ مَا صَنَعُوا بِلَخِيشَ. +\s5 +\v 36 ثُمَّ اتَّجَهَ يَشُوعُ بِقُوَّاتِهِ مِنْ عَجْلُونَ إِلَى حَبْرُونَ وَهَاجَمُوهَا، +\v 37 وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا وَدَمَّرُوهَا مَعَ بَقِيَّةِ ضَوَاحِيهَا التَّابِعَةِ لَهَا، وَقَتَلُوا مَلِكَهَا وَكُلَّ نَفْسٍ فِيهَا بِحَدِّ السَّيْفِ فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهَا نَاجٍ، عَلَى غِرَارِ مَا صَنَعُوا بِعَجْلُونَ. وَهَكَذَا قَضَوْا عَلَى كُلِّ نَفْسٍ فِيهَا. +\s5 +\p +\v 38 ثُمَّ عَادَ يَشُوعُ إِلَى دَبِيرَ وَهَاجَمَهَا، +\v 39 وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا وَدَمَّرَهَا مَعَ ضَوَاحِيهَا وَقَتَلَ مَلِكَهَا وَكُلَّ نَفْسٍ فِيهَا بِحَدِّ السَّيْفِ فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهَا نَاجٍ، فَصَنَعَ بِدَبِيرَ وَمَلِكِهَا نَظِيرَ مَا صَنَعَ بِلِبْنَةَ وَمَلِكِهَا. +\s5 +\p +\v 40 وَهَكَذَا هَاجَمَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْمَنَاطِقِ السَّهْلِيَّةِ وَالسَّفْحِ وَدَمَّرَهَا وَقَتَلَ كُلَّ مُلُوكِهَا، وَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهَا نَاجٍ، بَلْ قَضَى عَلَى كُلِّ حَيٍّ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ. +\v 41 وَهَكَذَا أَخْضَعَ يَشُوعُ الْمِنْطَقَةَ بَدْءاً مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ إِلَى غَزَّةَ، بِمَا فِي ذَلِكَ مِنْطَقَةُ جُوشِنَ وَجِبْعُونَ. +\s5 +\v 42 وَظَفِرَ يَشُوعُ بِجَمِيعِ هَؤُلاءِ الْمُلُوكِ وَاسْتَوْلَى عَلَى أَرْضِهِمْ دَفْعَةً وَاحِدَةً، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ حَارَبَ عَنْهُمْ. +\v 43 ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ جَيْشِهِ مَعَهُ إِلَى الْمُخَيَّمِ، إِلَى الْجِلْجَالِ. + +\s5 +\c 11 +\s1 هزيمة ملوك الشمال +\p +\v 1 وَمَا إِنْ سَمِعَ يَابِينُ مَلِكُ حَاصُورَ بِانْتِصَارَاتِ يَشُوعَ حَتَّى بَعَثَ بِدَعْوَاتٍ إِلَى يُوبَابَ مَلِكِ مَادُونَ وَإِلَى مَلِكِ شِمْرُونَ وَإِلَى مَلِكِ أَكْشَافَ، +\v 2 وَإِلَى مُلُوكِ الْجَبَلِ شِمَالًا وَمُلُوكِ وَادِي الأُرْدُنِّ جَنُوبِيَّ بُحَيْرَةِ الْجَلِيلِ، وَمُلُوكِ السَّهْلِ وَمُلُوكِ مُرْتَفَعَاتِ دُورٍ غَرْباً، +\v 3 وَإِلَى مُلُوكِ الْكَنْعَانِيِّينَ فِي الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ، وَالأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ فِي إِقْلِيمِ الْجَبَلِ، وَالْحِوِّيِّينَ الْمُقِيمِينَ عَلَى سَفْحِ جَبَلِ حَرْمُونَ فِي أَرْضِ الْمِصْفَاةِ. +\s5 +\v 4 فَاحْتَشَدُوا هُمْ وَجُيُوشُهُمُ الْغَفِيرَةُ وَخُيُولُهُمْ وَمَرْكَبَاتُهُمْ فَكَانُوا فِي كَثْرَتِهِمْ كَرَمْلِ الْبَحْرِ. +\v 5 وَالْتَقَى جَمِيعُ هَؤُلاءِ الْمُلُوكِ فِي مَوْعِدٍ مُحَدَّدٍ حَيْثُ خَيَّمُوا مَعاً عِنْدَ مِيَاهِ مَيْرُومَ لِمُحَارَبَةِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ. +\s5 +\p +\v 6 فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «لا تَخْشَ مِنْهُمْ. غَداً فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ أُهْلِكُهُمْ أَمَامَ إِسْرَائِيلَ، فَتُعَرْقِبُ خُيُولَهُمْ وَتُحْرِقُ مَرْكَبَاتِهِمْ بِالنَّارِ». +\v 7 فَجَاءَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ جُنُودِهِ وَبَاغَتُوهُمْ عِنْدَ مِيَاهِ مَيْرُومَ وَهَجَمُوا عَلَيْهِمْ، +\s5 +\v 8 فَأَسْلَمَهُمُ الرَّبُّ إِلَى يَدِ إِسْرَائِيلَ، فَضَرَبُوهُمْ وَطَارَدُوهُمْ شِمَالاً حَتَّى صِيدُونَ الْعَظِيمَةِ وَإِلَى مِسْرَفُوتَ مَايِمَ وَإِلَى وَادِي مِصْفَاةَ شَرْقاً، وَقَضَوْا عَلَيْهِمْ بِحَيْثُ لَمْ يُفْلِتْ مِنْهُمْ نَاجٍ. +\v 9 وَفَعَلَ بِهِمْ يَشُوعُ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ، فَعَرْقَبَ خُيُولَهُمْ وَأَحْرَقَ مَرْكَبَاتِهِمْ بِالنَّارِ. +\s5 +\p +\v 10 ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَاسْتَوْلَى عَلَى حَاصُورَ وَقَتَلَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ، لأَنَّ حَاصُورَ كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ زَعِيمَةَ جَمِيعِ تِلْكَ الْمَمَالِكِ. +\v 11 وَقَضَوْا فِيهَا عَلَى كُلِّ نَسَمَةٍ بِحَدِّ السَّيْفِ، فَلَمْ يَبْقَ فِيهَا حَيٌّ، وَأَحْرَقُوهَا بِالنَّارِ. +\s5 +\v 12 وَاسْتَوْلَى يَشُوعُ عَلَى كُلِّ مُدُنِ أَعْدَائِهِ وَقَضَى عَلَى مُلُوكِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ. +\v 13 غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يُحْرِقِ الْمُدُنَ الْقَائِمَةَ عَلَى التِّلالِ، إِلّا حَاصُورَ وَحْدَهَا الَّتِي أَضْرَمَ فِيهَا النَّارَ +\s5 +\v 14 وَنَهَبَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ لأَنْفُسِهِمْ كُلَّ غَنَائِمِ تِلْكَ الْمُدُنِ. أَمَّا الرِّجَالُ فَقَتَلُوهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ حَيٌّ. +\v 15 كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى عَبْدَهُ هَكَذَا أَمَرَ مُوسَى يَشُوعَ، فَنَفَّذَ يَشُوعُ مَا عُهِدَ إِلَيْهِ بِهِ فَلَمْ يُغْفِلْ شَيْئاً مِنْ كُلِّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ مُوسَى. +\s5 +\v 16 وَاسْتَوْلَى يَشُوعُ عَلَى كُلِّ الأَرَاضِي: إِقْلِيمِ الْجَبَلِ وَكُلِّ مِنْطَقَةِ الْجَنُوبِ وَسَائِرِ أَرْضِ جُوشِنَ وَالسَّهْلِ وَوَادِي الأُرْدُنِّ وَجَبَلِ إِسْرَائِيلَ وَسَهْلِهِ. +\v 17 فَأَصْبَحَتْ أَرْضُ إِسْرَائِيلَ تَمْتَدُّ مِنَ الْجَبَلِ الأَقْرَعِ بِاتِّجَاهِ أَرْضِ أَدُومَ فِي الْجَنُوبِ، إِلَى بَعْلِ جَادٍ شِمَالاً فِي وَادِي لُبْنَانَ عِنْدَ سَفْحِ حَرْمُونَ، وَأَسَرَ جَمِيعَ مُلُوكِهَا وَقَتَلَهُمْ. +\s5 +\v 18 فَخَاضَ يَشُوعُ حَرْباً مَعَ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ أَيَّاماً كَثِيرَةً. +\v 19 وَلَمْ تَعْقِدْ مَدِينَةٌ وَاحِدَةٌ صُلْحاً مَعَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ إِلّا الْحِوِّيِّينَ سُكَّانَ جِبْعُونَ، إِنَّمَا اسْتَوْلَى الإِسْرَائِيلِيُّونَ عَلَى جَمِيعِ الْمُدُنِ بِالْحَرْبِ. +\v 20 لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ هُوَ الَّذِي قَسَّى قُلُوبَهُمْ لِخَوْضِ الْحَرْبِ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ، لِيُدَمِّرَهُمُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ وَيُفْنُوهُمْ مِنْ غَيْرِ رَأْفَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. +\s5 +\p +\v 21 وَهَاجَمَ يَشُوعُ الْعَنَاقِيِّينَ أَيْضاً وَأَبَادَهُمْ مِنَ الْجَبَلِ فِي حَبْرُونَ وَمِنْ دَبِيرَ وَمِنْ عَنَابَ وَمِنْ سَائِرِ جَبَلِ يَهُوذَا وَمِنْ جِبَالِ إِسْرَائِيلَ، فَقَضَى عَلَيْهِمْ وَدَمَّرَ مُدُنَهُمْ. +\v 22 فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي أَرْضِ بَنِي إِسْرَائِيلَ سِوَى قِلَّةٍ لَجَأَتْ إِلَى غَزَّةَ وَجَتَّ وَأَشْدُودَ، +\s5 +\v 23 فَاسْتَوْلَى يَشُوعُ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ كَمَا وَعَدَ الرَّبُّ مُوسَى، وَوَهَبَهَا يَشُوعُ مِيرَاثاً لإِسْرَائِيلَ وَفْقاً لِطَوَائِفِهِمْ وَأَسْبَاطِهِمْ. وَأَخِيراً اسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ مِنَ الْحَرْبِ. + +\s5 +\c 12 +\s1 الملوك الذين هزموا +\p +\v 1 وَهَذِهِ هِيَ أَسْمَاءُ الْمُلُوكِ الَّذِينَ قَضَى عَلَيْهِمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَامْتَلَكُوا أَرْضَهُمْ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، مِنْ وَادِي أَرْنُونَ حَتَّى جَبَلِ حَرْمُونَ بِمَا فِي ذَلِكَ الْمِنْطَقَةُ الشَّرْقِيَّةُ مِنَ الْعَرَبَةِ: +\v 2 سِيحُونُ مَلِكُ الأَمُورِيِّينَ الْمُقِيمُ فِي حَشْبُونَ، وَكَانَتْ مَمْلَكَتُهُ تَمْتَدُّ مِنْ عَرُوعِيرَ عَلَى أَطْرَافِ وَادِي أَرْنُونَ، وَمِنْ وَسَطِ وَادِي نَهْرِ أَرْنُونَ حَتَّى نَهْرِ يَبُّوقَ عَلَى حُدُودِ بَنِي عَمُّونَ بِمَا فِي ذَلِكَ نِصْفُ أَرَاضِي جِلْعَادَ. +\s5 +\v 3 وَكَذَلِكَ حَكَمَ الْمِنْطَقَةَ الشَّرْقِيَّةَ مِنْ وَادِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ بَدْءاً مِنْ بَحْرِ الْجَلِيلِ إِلَى الْبَحْرِ الْمَيِّتِ حَتَّى طَرِيقِ بَيْتِ يَشِيمُوتَ، وَشِمَالاً حَتَّى سُفُوحِ الْفِسْجَةِ. +\v 4 أَمَّا حُدُودُ مَمْلَكَةِ عُوجٍ مَلِكِ بَاشَانَ، آخِرِ بَقِيَّةِ الرَّفَائِيِّينَ الْمُقِيمِ فِي عَشْتَارُوثَ وَفِي إِذْرَعِي، +\v 5 فَكَانَتْ تَمْتَدُّ مِنْ جَبَلِ حَرْمُونَ وَسَلْخَةَ وَعَلَى كُلِّ بَاشَانَ حَتَّى تُخُومِ الْجَشُورِيِّينَ وَالْمَعْكِيِّينَ وَنِصْفِ جِلْعَادَ مِنْ حُدُودِ سِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ. +\s5 +\v 6 فَقَضَى مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى هَاتَيْنِ الْمَمْلَكَتَيْنِ، وَوَهَبَهُمَا مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ مِيرَاثاً لِلرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَالْجَادِيِّينَ وَلِنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى. +\s5 +\p +\v 7 وَهَذِهِ أَسْمَاءُ الْمُلُوكِ الَّذِينَ قَضَى عَلَيْهِمْ يَشُوعُ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ فِي غَرْبِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، مِنْ بَعْلِ جَادٍ فِي وَادِي لُبْنَانَ إِلَى الْجَبَلِ الأَقْرَعِ الْمُتَّجِهِ إِلَى أَدُومَ، الَّتِي وَهَبَهَا يَشُوعُ مِيرَاثاً لأَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ فِرَقِهِمْ: +\v 8 وَهَذِهِ الْبِلادُ هِيَ الأَقَالِيمُ الْجَبَلِيَّةُ وَسُفُوحُ التِّلالِ الْغَرْبِيَّةِ وَالْعَرَبَةُ وَالْمُنْحَدَرَاتُ الْجَبَلِيَّةُ وَالصَّحْرَاءُ وَالنَّقَبُ، وَبِلادُ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. +\s5 +\v 9 أَمَّا الْمُلُوكُ فَهُمْ: مَلِكُ أَرِيحَا وَاحِدٌ. مَلِكُ عَايَ الْمُجَاوِرَةِ لِبَيْتِ إِيلَ وَاحِدٌ. +\v 10 مَلِكُ أُورُشَلِيمَ وَاحِدٌ. مَلِكُ حَبْرُونَ وَاحِدٌ. +\v 11 مَلِكُ يَرْمُوتَ وَاحِدٌ. مَلِكُ لَخِيشَ وَاحِدٌ. +\v 12 مَلِكُ عَجْلُونَ وَاحِدٌ. مَلِكُ جَازَرَ وَاحِدٌ. +\s5 +\v 13 مَلِكُ دَبِيرَ وَاحِدٌ. مَلِكُ جَادَرَ وَاحِدٌ. +\v 14 مَلِكُ حُرْمَةَ وَاحِدٌ. مَلِكُ عِرَادَ وَاحِدٌ. +\v 15 مَلِكُ لِبْنَةَ وَاحِدٌ. مَلِكُ عَدُلَّامَ وَاحِدٌ. +\v 16 مَلِكُ مَقِّيدَةَ وَاحِدٌ. مَلِكُ بَيْتِ إِيلَ وَاحِدٌ. +\s5 +\v 17 مَلِكُ تَفُّوحَ وَاحِدٌ. مَلِكُ حَافَرَ وَاحِدٌ. +\v 18 مَلِكُ أَفِيقَ وَاحِدٌ. مَلِكُ لَشَّارُونَ وَاحِدٌ. +\v 19 مَلِكُ مَادُونَ وَاحِدٌ. مَلِكُ حَاصُورَ وَاحِدٌ. +\v 20 مَلِكُ شِمْرُونَ مَرَأُونَ وَاحِدٌ. مَلِكُ أَكْشَافَ وَاحِدٌ. +\s5 +\v 21 مَلِكُ تَعْنَكَ وَاحِدٌ. مَلِكُ مَجِدُّو وَاحِدٌ. +\v 22 مَلِكُ قَادَشَ وَاحِدٌ. مَلِكُ يَقْنَعَامَ فِي كَرْمَلَ وَاحِدٌ. +\v 23 مَلِكُ دُورٍ فِي مُرْتَفَعَاتِ دُورٍ وَاحِدٌ. مَلِكُ جُويِيمَ فِي الْجِلْجَالِ وَاحِدٌ. +\v 24 مَلِكُ تِرْصَةَ وَاحِدٌ. فَكَانَتْ جُمْلَةُ عَدَدِ الْمُلُوكِ وَاحِداً وَثَلاثِينَ مَلِكاً. + +\s5 +\c 13 +\s1 الأرض التي لم تمتلك بعد +\p +\v 1 وَشَاخَ يَشُوعُ وَطَعَنَ فِي الْعُمْرِ، فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «لَقَدْ شِخْتَ وَطَعَنْتَ فِي السِّنِّ، وَمَا بَرِحَتْ هُنَاكَ أَرْضٌ شَاسِعَةٌ لِلامْتِلاكِ. +\s5 +\v 2 وَهَذِهِ هِيَ الأَرْضُ الْمُتَبَقِّيَةُ: كُلُّ مَنَاطِقِ أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَالْجَشُورِيِّينَ، +\v 3 الْمُمْتَدَّةِ مِنْ نَهْرِ شِيحُورَ شَرْقِيَّ مِصْرَ حَتَّى إِقْلِيمِ عَقْرُونَ شِمَالاً، وَجَمِيعُهَا تُعْتَبَرُ مِلْكاً لِلْكَنْعَانِيِّينَ. وَهِيَ مَنَاطِقُ لِلْحُكَّامِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْخَمْسَةِ الْمُقِيمِينَ فِي غَزَّةَ وَأَشْدُودَ وَأَشْقَلُونَ وَجَتَّ وَعَقْرُونَ وَالْعَوِيِّينَ، +\s5 +\v 4 وَكَذَلِكَ كُلُّ أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ، وَالْمَغَارَةُ الَّتِي يَمْلِكُهَا الصِّيدُونِيُّونَ حَتَّى أَفِيقَ عِنْدَ حُدُودِ الأَمُورِيِّينَ جَنُوباً. +\v 5 وَأَرْضُ الْجِبْلِيِّينَ وَكُلُّ لُبْنَانَ شَرْقاً مِنْ بَعْلِ جَادٍ عِنْدَ سَفْحِ حَرْمُونَ حَتَّى مَدْخَلِ حَمَاةَ. +\s5 +\v 6 أَمَّا جَمِيعُ سُكَّانِ الْجَبَلِ فِي لُبْنَانَ حَتَّى مِسْرَفُوتَ مَايِمَ، أَيْ جَمِيعُ الصِّيدُونِيِّينَ، فَأَنَا أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ أَنْ تُوَزِّعَ هَذِهِ الأَرَاضِي بِالْقُرْعَةِ عَلَى الشَّعْبِ لِتَكُونَ مِلْكاً لَهُمْ كَمَا أَمَرْتُكَ. +\ms تقسيم الأرض شرق الأردن +\p +\v 7 وَقَسِّمْهَا لِتَكُونَ مِيرَاثاً لِلتِّسْعَةِ الأَسْبَاطِ وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى، +\s5 +\v 8 لأَنَّ نِصْفَ مَنَسَّى الآخَرَ وَالرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَالْجَادِيِّينَ قَدْ حَصَلُوا عَلَى مِيرَاثِهِمِ الَّذِي وَهَبَهُ لَهُمْ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي شَرْقِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ». +\v 9 وَهُوَ يَمْتَدُّ مِنْ عَرُوعِيرَ القَائِمَةِ عَلَى طَرَفِ وَادِي أَرْنُونَ، بِمَا فِي ذَلِكَ الْمَدِينَةُ الَّتِي فِي وَسَطِهِ، وَسَهْلُ مِيدَبَا إِلَى دِيبُونَ، +\s5 +\v 10 وَكُلِّ مُدُنِ سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ الَّذِي كَانَ يَحْكُمُ فِي حَشْبُونَ حَتَّى حُدُودِ بَنِي عَمُّونَ، +\v 11 وَجِلْعَادَ وَأَرَاضِي الْجَشُورِيِّينَ وَالْمَعْكِيِّينَ، وَجَبَلِ حَرْمُونَ كُلِّهِ، وَسَائِرِ بَاشَانَ إِلَى سَلْخَةَ، +\v 12 وَكُلِّ مَمْلَكَةِ عُوجٍ فِي بَاشَانَ الَّذِي يَحْكُمُ فِي عَشْتَارُوثَ وَفِي إِذْرَعِي، وَهُوَ آخِرُ مَنْ بَقِيَ مِنَ الرَّفَائِيِّينَ الَّذِينَ هَاجَمَهُمْ مُوسَى وَطَرَدَهُمْ. +\s5 +\v 13 وَلَمْ يَطْرُدِ الإِسْرَائِيلِيُّونَ الْجَشُورِيِّينَ وَالْمَعْكِيِّينَ، فَظَلُّوا يُقِيمُونَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. +\s5 +\v 14 وَلَكِنَّهُ لَمْ يُعْطِ سِبْطَ لاوِي مِيرَاثاً، لأَنَّ الْمُحْرَقَاتِ الْمُقَرَّبَةَ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ كَانَتْ نَصِيبَهُمْ، كَمَا وَعَدَهُمُ الرَّبُّ. +\s5 +\p +\v 15 وَهَذَا مَا وَهَبَهُ مُوسَى لِلرَّأُوبَيْنِيِّينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: +\v 16 كَانَتْ حُدُودُهُمْ تَمْتَدُّ مِنْ عَرُوعِيرَ الْقَائِمَةِ عَلَى طَرَفِ وَادِي أَرْنُونَ، بِمَا فِي ذَلِكَ الْمَدِينَةُ الَّتِي فِي وَسَطِ الْوَادِي وَكُلُّ سَهْلِ مِيدَبَا، +\s5 +\v 17 فَضْلاً عَنْ حَشْبُونَ وَسَائِرِ قُرَاهَا الْمُنْتَشِرَةِ فِي السَّهْلِ، وَدِيبُونَ وَبَامُوتَ بَعْلٍ، وَبَيْتِ بَعْلِ مَعُونَ، +\v 18 وَيَهْصَةَ وَقَدِيمُوتَ وَمَيْفَعَةَ +\v 19 وَقَرْيَتَايِمَ وَسِبْمَةَ وَصَارَثَ الشَّحْرِ فِي جَبَلِ الْوَادِي، +\s5 +\v 20 وَبَيْتِ فَغُورَ وَسُفُوحِ الْفِسْجَةِ وَبَيْتِ يَشِيمُوتَ، +\v 21 وَكُلِّ مُدُنِ السَّهْلِ، وَكَافَّةِ مَمْلَكَةِ سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ الَّذِي حَكَمَ فِي حَشْبُونَ، الَّذِي قَضَى عَلَيْهِ مُوسَى مَعَ بَقِيَّةِ رُؤَسَاءِ مِدْيَانَ: أُوِي وَرَاقَمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ أُمَرَاءِ سِيحُونَ. +\s5 +\v 22 وَبَلْعَامُ بْنُ بَعُورَ الْعَرَّافُ قَتَلَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالسَّيْفِ مَعَ جُمْلَةِ قَتْلاهُمْ. +\v 23 وَكَانَ نَهْرُ الأُرْدُنِّ هُوَ الْحَدُّ الْغَرْبِيُّ لأَرَاضِي سِبْطِ رَأُوبَيْنَ، فَكَانَتْ هَذِهِ الْمُدُنُ وَضِيَاعُهَا مِنْ نَصِيبِ الرَّأُوبَيْنِيِّينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. +\s5 +\p +\v 24 وَهَذَا مَا أَوْرَثَهُ مُوسَى لِسِبْطِ جَادٍ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: +\v 25 كَانَتْ حُدُودُهُمْ تَشْمَلُ يَعْزِيرَ وَكُلَّ مُدُنِ جِلْعَادَ وَنِصْفَ أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ إِلَى عَرُوعِيرَ الْقَائِمَةِ مُقَابِلَ رَبَّةَ. +\v 26 وَكَذَلِكَ مِنْ حَشْبُونَ إِلَى رَامَةِ الْمِصْفَاةِ وَبُطُونِيمَ، وَمِنْ مَحَنَايِمَ إِلَى حُدُودِ دَبِيرَ. +\s5 +\v 27 وَضَمَّتْ أَرْضُهُمْ فِي الْوَادِي بَيْتَ هَارَامَ وَبَيْتَ نِمْرَةَ وَسُكُّوتَ وَصَافُونَ، مَعَ بَقِيَّةِ مَمْلَكَةِ سِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ. وَامْتَدَّتْ تُخُومُ الْجَادِيِّينَ شِمَالًا حَتَّى طَرَفِ بُحَيْرَةِ الْجَلِيلِ. +\v 28 هَذَا نَصِيبُ بَنِي جَادٍ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ، وَمُدُنِهِمْ وَضِيَاعِهَا. +\s5 +\p +\v 29 وَهَذِهِ هِيَ الأَرَاضِي الَّتِي وَزَّعَهَا مُوسَى عَلَى نِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: +\v 30 كَانَتْ حُدُودُهُمْ تَمْتَدُّ مِنْ مَحَنَايِمَ لِتَشْمَلَ كُلَّ مَمْلَكَةِ بَاشَانَ الَّتِي كَانَ يَحْكُمُهَا عُوجٌ مَلِكُ بَاشَانَ، وَكُلَّ حَوُّوثِ يَائِيرَ بِمُدُنِهَا السِّتِّينَ فِي بَاشَانَ. +\v 31 وَنِصْفَ جِلْعَادَ وَعَشْتَارُوثَ وَإِذْرَعِي وَهِيَ مُدُنُ عُوجٍ الْمَلَكِيَّةُ فِي بَاشَانَ. وَقَد وُهِبَتْ هَذِهِ لِنِصْفِ ذُرِّيَّةِ مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمْ. +\s5 +\v 32 هَذِهِ هِيَ الأَرَاضِي الَّتِي وَزَّعَهَا مُوسَى فِي سُهُولِ مُوآبَ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ. +\v 33 أَمَّا سِبْطُ لاوِي فَلَمْ يُوَرِّثْهُ مُوسَى مِلْكاً، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ كَانَ نَصِيبَهُمْ بِمُقْتَضَى وَعْدِهِ. + +\s5 +\c 14 +\s1 تقسيم الأرض غرب الأردن +\p +\v 1 وَأَوْرَثَ أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ وَيَشُوعُ بْنُ نُونَ وَقَادَةُ الشَّعْبِ أَبْنَاءَ إِسْرَائِيلَ الأَرَاضِي الَّتِي اسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا فِي كَنْعَانَ +\s5 +\v 2 وَتَمَّ تَوْزِيعُهَا عَلَى التِّسْعَةِ الأَسْبَاطِ وَنِصْفِ السِّبْطِ بِالْقُرْعَةِ بِمُوْجِبِ مَا أَمَرَ الرَّبُّ بِهِ عَلَى لِسَانِ مُوسَى +\v 3 إِذْ إِنَّ مُوسَى كَانَ قَدْ وَهَبَ السِّبْطَيْنِ وَنِصْفَ السِّبْطِ مِيرَاثاً فِي شَرْقِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، وَأَمَّا اللّاوِيُّونَ فَلَمْ يُوَرِّثْهُمْ نَصِيباً بَيْنَهُمْ، +\v 4 لأَنَّ ذُرِّيَّةَ يُوسُفَ كَانَتْ تَنْتَمِي إِلَى سِبْطَيْ مَنَسَّى وَأَفْرَايِمَ، أَمَّا اللّاوِيُّونَ فَلَمْ يُوَزِّعْ مُوسَى عَلَيْهِمْ أَرْضاً وَلَمْ يُوَرِّثْهُمْ سِوَى مُدُنٍ يُقِيمُونَ فِيهَا وَمَرَاعٍ مُجَاوِرَةٍ لِرَعْيِ مَوَاشِيهِمْ وَبَهَائِمِهِمْ. +\v 5 وَهَكَذَا قَسَمَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الأَرْضَ طِبْقاً لأَمْرِ الرَّبِّ لِمُوسَى. +\s1 منح حبرون لكالب +\s5 +\p +\v 6 وَأَقْبَلَ وَفْدٌ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا عَلَى يَشُوعَ فِي الْجِلْجَالِ، وَقَالَ لَهُ كَالَبُ بْنُ يَفُنَّةَ الْقَنِزِّيُّ: «أَنْتَ تَذْكُرُ مَا خَاطَبَ بِهِ الرَّبُّ مُوسَى رَجُلَ اللهِ بِشَأْنِي وَشَأْنِكَ فِي قَادَشَ بَرْنِيعَ، +\v 7 فَقَدْ كُنْتُ فِي الأَرْبَعِينَ مِنْ عُمْرِي حِينَ أَرْسَلَنِي مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ، مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ لأَتَجَسَّسَ الأَرْضَ، فَعُدْتُ إِلَيْهِ وَأَنْبَأْتُهُ بِمَا كَانَ قَلْبِي مُقْتَنِعاً بِهِ. +\s5 +\v 8 أَمَّا إِخْوَتِي الَّذِينَ ذَهَبُوا مَعِي فَقَدْ مَلَأُوا قَلْبَ الشَّعْبِ رُعْباً بِأَخْبَارِهِمْ عَنْ أَهْلِ أَرْضِ الْمَوْعِدِ. لَكِنَّنِي اتَّبَعْتُ الرَّبَّ إِلَهِي مِنْ كُلِّ قَلْبِي. +\v 9 لِذَلِكَ حَلَفَ مُوسَى فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَائِلاً: إِنَّ الأَرْضَ الَّتِي وَطِئَتْهَا قَدَمَاكَ تَكُونُ لَكَ وَلأَوْلادِكَ نَصِيباً إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّكَ اتَّبَعْتَ الرَّبَّ إِلَهِي مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ. +\s5 +\v 10 وَهَا الرَّبُّ قَدْ أَبْقَانِي عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ، كَمَا وَعَدَ، خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً مُنْذُ أَنْ خَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى بِهَذَا الْكَلامِ حِينَ تَاهَ إِسْرَائِيلُ فِي الْقَفْرِ، فَأَصْبَحْتُ الآنَ فِي الْخَامِسَةِ وَالثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِي، +\v 11 وَلَمْ أَزَلْ مُتَمَتِّعاً بِالْقُوَّةِ كَالْعَهْدِ بِي عِنْدَمَا أَرْسَلَنِي لِتَجَسُّسِ الأَرْضِ، فَقُوَّتِي مَا بَرِحَتْ كَمَا هِيَ إِنْ لِلْحَرْبِ أَوْ لِلدُّخُولِ وَالْخُرُوجِ. +\s5 +\v 12 وَالآنَ، هَبْنِي إِقْلِيمَ الْجَبَلِ الَّذِي تَكَلَّمَ عَنْهُ الرَّبُّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّكَ أَنْتَ بِنَفْسِكَ سَمِعْتَ آنَئِذٍ أَنَّ الْعَنَاقِيِّينَ كَانُوا هُنَاكَ، وَأَنَّ مُدُنَهُمْ ضَخْمَةٌ وَحَصِينَةٌ، لَعَلِّي أَطْرُدُهُمْ بِمَعُونَةِ الرَّبِّ كَمَا وَعَدَ». +\s5 +\v 13 فَبَارَكَهُ يَشُوعُ وَأَعْطَاهُ حَبْرُونَ مِلْكاً لَهُ. +\v 14 وَهَكَذَا وَرِثَ كَالَبُ بْنُ يَفُنَّةَ الْقَنِزِّيُّ حَبْرُونَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، لأَنَّهُ اتَّبَعَ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ. +\v 15 وَكَانَتْ حَبْرُونُ تُدْعَى مِنْ قَبْلُ قَرْيَةَ أَرْبَعَ عَلَى اسْمِ بَطَلِ الْعَنَاقِيِّينَ الأَعْظَمِ. ثُمَّ اسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ مِنَ الْحَرْبِ. + +\s5 +\c 15 +\s1 نصيب يهوذا +\p +\v 1 وَهَذِهِ هِيَ قُرْعَةُ سِبْطِ يَهُوذَا بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمْ: امْتَدَّتْ حُدُودُهُمُ الْجَنُوبِيَّةُ إِلَى آخِرِ أَطْرَافِ صَحْرَاءِ صِينَ الْمُتَاخِمَةِ لِحُدُودِ أَدُومَ. +\v 2 كَمَا بَدَأَتْ حُدُودُهُمُ الْجَنُوبِيَّةُ مِنَ الْخَلِيجِ فِي أَقْصَى الطَّرَفِ الْجَنُوبِيِّ لِلْبَحْرِ الْمَيِّتِ. +\s5 +\v 3 مَارَّةً بِعَقَبَةِ عَقْرِبِّيمَ جَنُوباً، وَعَابِرَةً صَحْرَاءَ صِينَ، حَتَّى تَبْلُغَ جَنُوبِيَّ قَادَشَ بَرْنِيعَ، وَتَتَّجِهُ إِلَى حَصْرُونَ، وَمِنْهَا صُعُوداً إِلَى أَدَّارَ، ثُمَّ تَلْتَفُّ نَحْوَ قَرْقَعَ، +\v 4 وَمِنْهَا تَعْبُرُ إِلَى عَصْمُونَ حَتَّى تَصِلَ إِلَى وَادِي مِصْرَ، حَيْثُ تَنْتَهِي عِنْدَ الْبَحْرِ. هَذِهِ هِيَ حُدُودُهُمُ الْجَنُوبِيَّةُ. +\s5 +\v 5 أَمَّا الْحُدُودُ الشَّرْقِيَّةُ فَهِيَ الْبَحْرُ الْمَيِّتُ إِلَى طَرَفِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ. وتَبْدَأُ الْحُدُودُ الشِّمَالِيَّةُ مِنْ لِسَانِ الْبَحْرِ مِنْ أَقْصَى الأُرْدُنِّ، +\v 6 وَتَتَّجِهُ إِلَى بَيْتِ حُجْلَةَ عُبُوراً مِنْ شِمَالِيِّ بَيْتِ عَرَبَةَ، وَصُعُوداً إِلَى حَجَرِ بُوهَنَ بْنِ رَأُوبَيْنَ. +\s5 +\v 7 وَتُتَابِعُ امْتِدَادَهَا إِلَى دَبِيرَ مِنْ وَادِي عَخُورَ مُتَّجِهَةً شِمَالاً إِلَى الْجِلْجَالِ الَّتِي مُقَابِلَ عَقَبَةِ أَدُمِّيمَ جَنُوبِيَّ الْوَادِي، وَتَسْتَمِرُّ عَلَى طُولِ مِيَاهِ عَيْنِ شَمْسٍ حَتَّى تَنْتَهِيَ بِعَيْنِ رُوجَلَ. +\v 8 ثُمَّ تَصْعَدُ بِاتِّجَاهِ وَادِي ابْنِ هِنُّومَ عَلَى مُحَاذَاةِ الْمُنْحَدَرِ الْجَنُوبِيِّ لأُورُشَلِيمَ مَدِينَةِ الْيَبُوسِيِّينَ، وَتُتَابِعُ صُعُودَهَا إِلَى قِمَّةِ الْجَبَلِ قُبَالَةَ وَادِي هِنُّومَ غَرْباً، الْوَاقِعِ فِي طَرَفِ وَادِي الرَّفَائِيِّينَ شِمَالاً. +\s5 +\v 9 ثُمَّ تَمْتَدُّ هَذِهِ الْحُدُودُ مِنْ قِمَّةِ الْجَبَلِ إِلَى مَنْبَعِ مِيَاهِ نَفْتُوحَ حَتَّى تَصِلَ إِلَى مُدُنِ جَبَلِ عِفْرُونَ فَتَبْلُغَ بَعَلَةَ الَّتِي هِيَ قَرْيَةُ يَعَارِيمَ. +\v 10 وَتَتَّجِهُ مِنْ بَعَلَةَ غَرْباً إِلَى جَبَلِ سِعِيرَ عُبُوراً إِلَى جَانِبِ جَبَلِ يَعَارِيمَ شِمَالاً الَّتِي هِيَ كَسَالُونَ، ثُمَّ تَنْحَدِرُ نَحْوَ بَيْتِ شَمْسٍ مُرُوراً بِتِمْنَةَ، +\s5 +\v 11 وَمِنْهَا تَخْرُجُ إِلَى جَانِبِ عِقْرُونَ نَحْوَ الشِّمَالِ وَتَمْتَدُّ إِلَى شَكْرُونَ فَجَبَلِ الْبَعَلَةِ حَتَّى تَبْلُغَ يَبْنِئِيلَ وَتَنْتَهِيَ عِنْدَ الْبَحْرِ. +\v 12 أَمَّا الْحُدُودُ الْغَرْبِيَّةُ فَهِيَ شَوَاطِئُ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ. هَذِهِ هِيَ حُدُودُ أَرْضِ سِبْطِ يَهُوذَا مِنْ جَمِيعِ جِهَاتِهَا بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمْ. +\s5 +\p +\v 13 وَوَهَبَ يَشُوعُ بِمُقْتَضَى أَمْرِ الرَّبِّ كَالَبَ بْنَ يَفُنَّةَ مِلْكاً قَرْيَةَ أَرْبَعَ أَبِي عَنَاقَ وَهِيَ حَبْرُونُ الْوَاقِعَةُ فِي وَسَطِ أَبْنَاءِ يَهُوذَا. +\v 14 فَطَرَدَ كَالَبُ مِنْهَا الْعَنَاقِيِّينَ الثَّلاثَةَ: شِيشَايَ وَأَخِيمَانَ وَتَلْمَايَ مِنْ ذُرِّيَّةِ عَنَاقَ. +\v 15 وَتَقَدَّمَ مِنْ هُنَاكَ لِمُحَارَبَةِ أَهْلِ دَبِيرَ. وَكَانَتْ دَبِيرُ تُدْعَى قَبْلاً قَرْيَةَ سِفْرٍ. +\s5 +\v 16 فَقَالَ كَالَبُ: «مَنْ يُهَاجِمُ قَرْيَةَ سِفْرٍ وَيَسْتَوْلِي عَلَيْهَا، أُزَوِّجُهُ ابْنَتِي عَكْسَةَ» +\v 17 فَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا عُثْنِيئِيلُ بْنُ قَنَازَ أَخُو كَالَبَ، فَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ عَكْسَةَ. +\s5 +\v 18 وَعِنْدَمَا أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ حَثَّتْهُ عَلَى طَلَبِ حَقْلٍ مِنْ أَبِيهَا، فَتَرَجَّلَتْ عَنِ الْحِمَارِ، فَسَأَلَهَا كَالَبُ: «مَالَكِ؟» +\s5 +\v 19 فَأَجَابَتْهُ: «اصْنَعْ مَعِي مَعْرُوفاً، فَأَنْتَ قَدْ وَهَبْتَنِي أَرْضاً قَاحِلَةً، فَأَعْطِنِي أَيْضاً يَنَابِيعَ مَاءٍ». فَأَعْطَاهَا السَّوَاقِيَ الْعُلْيَا وَالسَّوَاقِيَ السُّفْلَى. +\s5 +\v 20 وَهَذِهِ هِيَ قُرْعَةُ سِبْطِ يَهُوذَا بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمْ: +\s5 +\p +\v 21 كَانَتِ الْمُدُنُ الْقَصِيَّةُ التَّابِعَةُ لِسِبْطِ يَهُوذَا جَنُوباً بِاتِّجَاهِ تُخُومِ أَدُومَ هِيَ: قَبْصِئِيلُ وَعِيدَرُ وَيَاجُورُ، +\v 22 وَقَيْنَةُ وَدِيمُونَةُ وَعَدْعَدَةُ، +\v 23 وَقَادَشُ وَحَاصُورُ وَيِثْنَانُ، +\v 24 وَزِيفُ وَطَالَمُ وَبَعْلُوتُ، +\s5 +\v 25 وَحَاصُورُ وَحَدَتَّةُ وَقَرْيُوتُ وَحَصْرُونُ الَّتِي هِيَ حَاصُورُ. +\v 26 وَأَمَامُ وَشَمَاعُ وَمُولادَةُ، +\v 27 وَحَصَرُ جَدَّةَ وَحَشْمُونُ وَبَيْتُ فَالَطَ، +\v 28 وَحَصَرُ شُوعَالَ وَبِئْرُ سَبْعٍ وَبِزْيُوتِيَةُ، +\s5 +\v 29 وَبَعَلَةُ وَعِيِّيمُ وَعَاصَمُ، +\v 30 وَأَلْتُولَدُ وَكِسِيلُ وَحُرْمَةُ، +\v 31 وَصِقْلَغُ وَمَدْمَنَّةُ وَسَنْسَنَّةُ، +\v 32 وَلَبَاوُتُ وَشِلْحِيمُ وَعَيْنُ وَرِمُّونُ. فَكَانَتْ فِي جُمْلَتِهَا تِسْعاً وَعِشْرِينَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. +\s5 +\p +\v 33 أَمَّا مُدُنُ السَّهْلِ الْغَرْبِيِّ فَكَانَتْ: أَشْتَأُولَ وَصَرْعَةَ وَأَشْنَةَ، +\v 34 وَزَانُوحَ وَعَيْنَ جَنِّيمَ وَتَفُّوحَ وَعَيْنَامَ +\v 35 وَيَرْمُوتَ وَعَدُلَّامَ وَسُوكُوهَ وَعَزِيقَةَ، +\v 36 وَشَعَرَايِمَ وَعَدِيتَايِمَ وَالْجُدَيْرَةَ وَجُدَيْرُوتَايِمَ. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعَ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. +\s5 +\p +\v 37 وَصَنَانَ وَحَدَاشَةَ وَمَجْدَلَ جَادٍ، +\v 38 وَدِلْعَانَ وَالْمِصْفَاةَ وَيَقْتِيئِيلَ، +\v 39 وَلَخِيشَ وَبَصْقَةَ وَعَجْلُونَ، +\s5 +\v 40 وَكَبُّونَ وَلَحْمَامَ وَكِتْلِيشَ. +\v 41 وَجُدَيْرُوتَ بَيْتَ دَاجُونَ وَنَعَمَةَ وَمَقِّيدَةَ. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا سِتَّ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. +\s5 +\v 42 وَلِبْنَةَ وعَاتَرَ وَعَاشَانَ، +\v 43 وَيَفْتَاحَ وَأَشْنَةَ وَنَصِيبَ، +\v 44 وَقَعِيلَةَ وَأَكْزِيبَ وَمَرِيشَةَ. وَهِي فِي جُمْلَتِهَا تِسْعُ مُدُنٍ مَعَ ضِيَاعِهَا. +\s5 +\p +\v 45 وَكَذَلِكَ عَقْرُونَ وَقُرَاهَا وَضِيَاعَهَا +\v 46 كَمَا اشْتَمَلَتْ حُدُودُ سِبْطِ يَهُوذَا مِنْ عَقْرُونَ غَرْباً، عَلَى كُلِّ الْمِنْطَقَةِ الْمُجَاوِرَةِ لأَشْدُودَ وَضِيَاعِهَا. +\v 47 فَكَانَتْ لَهُمْ أَشْدُودُ وَقُرَاهَا وَضِيَاعُهَا، وَغَزَّةُ وَقُرَاهَا وَضِيَاعُهَا، حَتَّى وَادِي مِصْرَ وَشَاطِئِ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ. +\s5 +\p +\v 48 أَمَّا مُدُنُ الْمِنْطَقَةِ الْجَبَلِيَّةِ فَهِيَ: شَامِيرُ وَيَتِّيرُ وَسُوكُوهُ، +\v 49 وَدَنَّةُ وَقَرْيَةُ سَنَّةَ الَّتِي هِيَ دَبِيرُ، +\v 50 وَعَنَابُ وَأَشْتِمُوهُ وَعَانِيمُ، +\v 51 وَجُوشَنُ وَحُولُونُ وَجِيلُوهُ. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا إِحْدَى عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. +\s5 +\v 52 وَأَيْضاً أَرَابُ وَدُومَةُ وَأَشْعَانُ، +\v 53 وَيَنُومُ وَبَيْتُ تَفُّوحَ وَأَفِيقَةُ، +\v 54 وَحُمْطَةُ وَقَرْيَةُ أَرْبَعَ وَهِيَ حَبْرُونُ، وَصِيعُورُ. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا تِسْعُ مُدُنٍ مَعَ ضِيَاعِهَا. +\s5 +\v 55 وَكَذَلِكَ مَعُونُ وَكَرْمَلُ وَزِيفُ وَيُوطَةُ، +\v 56 وَيَزْرَعِيلُ وَيَقْدَعَامُ وَزَانُوحُ، +\v 57 وَأَلْقَايِنُ وَجِبْعَةُ وَتِمْنَةُ. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا عَشْرُ مُدُنٍ مَعَ ضِيَاعِهَا. +\s5 +\v 58 ثُمَّ حَلْحُولُ وَبيْتُ صُورٍ وَجَدُورُ، +\v 59 وَمَعَارَةُ وَبَيْتُ عَنُوتَ وَأَلْتَقُونُ، وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا سِتُّ مُدُنٍ مَعَ ضِيَاعِهَا. +\s5 +\v 60 وَقَرْيَةُ بَعْلٍ الَّتِي هِيَ قَرْيَةُ يَعَارِيمَ، وَالرَّبَّةُ، وَهُمَا مَدِينَتَانِ مَعَ ضِيَاعِهِمَا. +\p +\v 61 أَمَّا مُدُنُ الصَّحْرَاءِ فَهِيَ: بَيْتُ الْعَرَبَةِ وَمِدِّينُ وَسَكَاكَةُ. +\v 62 وَالنِّبْشَانُ وَمَدِينَةُ الْمِلْحِ وَعَيْنُ جَدْيٍ. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا سِتُّ مُدُنٍ مَعَ ضِيَاعِهَا. +\s5 +\v 63 أَمَّا الْيَبُوسِيُّونَ الْمُقِيمُونَ فِي أُورُشَلِيمَ فَلَمْ يَتَمَكَّنْ أَبْنَاءُ يَهُوذَا مِنْ طَرْدِهِمْ، فَسَكَنَ الْيَبُوسِيُّونَ مَعَ بَنِي يَهُوذَا فِي أُورُشَلِيمَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. + +\s5 +\c 16 +\s1 نصيب أفرايم ومنسى +\p +\v 1 أَمَّا الأَرْضُ الَّتِي وَرِثَهَا أَبْنَاءُ يُوسُفَ فَقَدِ امْتَدَّتْ حُدُودُهَا مِنْ نَهْرِ الأُرْدُنِّ عِنْدَ أَرِيحَا حَتَّى مِيَاهِ أَرِيحَا شَرْقاً، عَبْرَ الصَّحْرَاءِ الصَّاعِدَةِ مِنْ أَرِيحَا فِي جَبَلِ بَيْتِ إِيلَ، +\v 2 وَتَسْتَمِرُّ مِنْ بَيْتِ إِيلَ حَتَّى تَصِلَ إِلَى لُوزَ، مُخْتَرِقَةً تُخْمَ الأَرَكِيِّينَ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ عَطَارُوتَ، +\s5 +\v 3 ثُمَّ تَتَّجِهُ غَرْباً إِلَى حُدُودِ الْيَفْلَطِيِّينَ حَتَّى بَيْتِ حُورُونَ السُّفْلَى فَجَازَرَ، وَتَنْتَهِي عِنْدَ شَوَاطِئِ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ. +\v 4 وَهَكَذَا تَسَلَّمَتْ ذُرِّيَّتَا مَنَسَّى وَأَفْرَايِمَ ابْنَيْ يُوسُفَ مِيرَاثَهُمَا. +\s5 +\p +\v 5 وَهَذِهِ هِيَ حُدُودُ أَرْضِ أَبْنَاءِ أَفْرَايِمَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: تَبْدَأُ حُدُودُهُمُ الشَّرْقِيَّةُ عِنْدَ عَطَارُوتَ أَدَّارَ، وَتَمْتَدُّ إِلَى بَيْتِ حُورُونَ الْعُلْيَا. +\v 6 وَتَسْتَمِرُّ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى الْبَحْرِ. وَتَبْدَأُ حُدُودُهُمُ الشِّمَالِيَّةُ مِنَ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ وَتَتَّجِهُ نَحْوَ الْمَكْمَتَةِ، ثُمَّ تَلْتَفُّ شَرْقاً إِلَى تَآنَةِ شِيلُوهَ فَتَعْبُرُهَا شَرْقاً إِلَى يَنُوحَةَ، +\v 7 وَتَنْحَدِرُ مِنْ يَنُوحَةَ إِلَى عَطَارُوتَ وَنَعَرَاتَ حَتَّى تَصِلَ إِلَى أَرِيحَا، اِنْتِهَاءً بِنَهْرِ الأُرْدُنِّ. +\s5 +\v 8 وَتَتَّجِهُ الْحُدُودُ مِنْ تَفُّوحَ غَرْباً إِلَى وَادِي قَانَةَ وَتَنْتَهِي عِنْدَ الْبَحْرِ. +\v 9 هَذَا هُوَ مِيرَاثُ سِبْطِ أَفْرَايِمَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ، مَعَ جَمِيعِ الْمُدُنِ وَالضِّيَاعِ الْمُخَصَّصَةِ لَهُمْ فِي وَسَطِ أَرْضِ مَنَسَّى: +\s5 +\v 10 وَلَمْ يَنْفُوا الْكَنْعَانِيِّينَ الْمُقِيمِينَ فِي جَازَرَ، فَظَلَّ الْكَنْعَانِيُّونَ سَاكِنِينَ فِي وَسَطِ سِبْطِ أَفْرَايِمَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ كَعَبِيدٍ يَدْفَعُونَ الْجِزْيَةَ. + +\s5 +\c 17 +\p +\v 1 وَهَذَا هُوَ مِيرَاثُ سِبْطِ مَنَسَّى، بِكْرِ يُوسُفَ. كَانَ مَاكِيرُ بِكْرُ مَنَسَّى، هُوَ أَبُو الْجِلْعَادِيِّينَ، وَقَدْ حَصَلُوا عَلَى جِلْعَادَ وَبَاشَانَ لأَنَّهُمْ كَانُوا رِجَالَ حَرْبٍ. +\v 2 أَمَّا أَبْنَاءُ مَنَسَّى الْبَاقُونَ فَقَدْ وَرِثُوا (الأَرَاضِي الْوَاقِعَةَ غَرْبِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ) حَسَبَ عَشَائِرِهِمِ الَّتِي هِيَ أَبْنَاءُ أَبِيعَزَرَ وَأَبْنَاءُ حَالَقَ، وَأَبْنَاءُ أَسْرِيئِيلَ، وَأَبْنَاءُ شَكَمَ، وَأَبْنَاءُ حَافَرَ، وَأَبْنَاءُ شَمِيدَاعَ. هَؤُلاءِ هُمْ أَبْنَاءُ مَنَسَّى بْنِ يُوسُفَ الذُّكُورُ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. +\s5 +\v 3 أَمَّا صَلُفْحَادُ بْنُ حَافَرَ بْنِ جِلْعَادَ بْنِ مَاكِيرَ فَلَمْ يُنْجِبْ بَنِينَ بَلْ بَنَاتٍ، وَهَذِهِ هِيَ أَسْمَاؤُهُنَّ: مَحْلَةُ وَنَوْعَةُ وَحُجْلَةُ وَمِلْكَةُ وَتِرْصَةُ. +\v 4 فَأَقْبَلْنَ عَلَى أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَيَشُوعَ بْنِ نُونٍ وَسَائِرِ الرُّؤَسَاءِ قَائِلاتٍ: «لَقَدْ أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى أَنْ يَهَبَنَا مِيرَاثاً بَيْنَ إِخْوَتِنَا». فَأَعْطَاهُنَّ نَصِيباً بَيْنَ أَعْمَامِهِنَّ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ. +\s5 +\v 5 فَحَصَلَ سِبْطُ مَنَسَّى عَلَى عَشَرِ حِصَصٍ، فَضْلاً عَنْ أَرْضِ جِلْعَادَ وَبَاشَانَ الَّتِي فِي شَرْقِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ. +\v 6 لأَنَّ بَنَاتِ صَلُفْحَادَ مِنْ ذُرِّيَّةِ مَنَسَّى أَخَذْنَ نَصِيباً بَيْنَ أَبْنَاءِ مَنَسَّى، وَكَانَتْ أَرْضُ جِلْعَادَ لِبَنِي مَنَسَّى الْبَاقِينَ. +\s5 +\v 7 وَامْتَدَّتْ حُدُودُ سِبْطِ مَنَسَّى مِنْ أَشِيرَ إِلَى الْمَكْمَتَةِ الْمُقَابِلَةِ لِشَكِيمَ، ثُمَّ اتَّجَهَتْ جَنُوباً لِتَشْمَلَ الأَهَالِي الْمُقِيمِينَ فِي عَيْنِ تَفُّوحَ. +\v 8 وَكَانَ لِسِبْطِ مَنَسَّى أَرْضُ تَفُّوحَ، غَيْرَ أَنَّ تَفُّوحَ نَفْسَهَا الْوَاقِعَةَ عَلَى حُدُودِ سِبْطِ مَنَسَّى، كَانَتْ مِنْ نَصِيبِ سِبْطِ أَفْرَايِمَ. +\s5 +\v 9 وَانْحَدَرَ التُّخْمُ إِلَى جَنُوبِيِّ وَادِي قَانَةَ. وَكَانَتْ هُنَاكَ مُدُنٌ تَابِعَةٌ لأَفْرَايِمَ قَائِمَةٌ بَيْنَ مُدُنِ مَنَسَّى، إِلّا أَنَّ حُدُودَ سِبْطِ مَنَسَّى كَانَتْ تَبْلُغُ الْجَانِبَ الْجَنُوبِيَّ مِنَ الْوَادِي وَتَنْتَهِي بِالْبَحْرِ. +\v 10 فَكَانَ الْقِسْمُ الْجَنُوبِيُّ مِنْ نَصِيبِ سِبْطِ أَفْرَايِمَ وَالْقِسْمُ الشِّمَالِيُّ مِنْ نَصِيبِ سِبْطِ مَنَسَّى، يَحُدُّهُمَا مِنَ الْغَرْبِ الْبَحْرُ الْمُتَوَسِّطُ. وَبَلَغَتْ حُدُودُ سِبْطِ مَنَسَّى أَرْضَ سِبْطِ أَشِيرَ شِمَالاً وَأَرْضَ سِبْطِ يَسَّاكَرَ شَرْقاً. +\s5 +\v 11 وَكَانَ لِسِبْطِ مَنَسَّى مُدُنٌ مُنْتَشِرَةٌ فِي أَرْضِ يَسَّاكَرَ، هِيَ بَيْتُ شَانَ وَقُرَاهَا، وَبَيْلَعَامُ وَقُرَاهَا، وَأَهْلُ دُوَرٍ وَقُرَاهَا، وَأَهْلُ عَيْنِ دُوَرٍ وَقُرَاهَا، وَأَهْلُ تَعْنَكَ وَقُرَاهَا، وَأَهْلُ مَجِدُّو وَقُرَاهَا الْقَائِمَةُ عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ الثَّلاثِ. +\v 12 وَلَمْ يَتَمَكَّنْ أَبْنَاءُ مَنَسَّى مِنِ امْتِلاكِ هَذِهِ الْمُدُنِ، فَعَوَّلَ الْكَنْعَانِيُّونَ عَلَى اسْتِيْطَانِهَا. +\s5 +\v 13 وَعِنْدَمَا عَظُمَتْ قُوَّةُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ وَضَعُوا الْكَنْعَانِيِّينَ تَحْتَ الْجِزْيَةِ وَلَمْ يَنْفُوهُمْ مِنْهَا. +\s5 +\p +\v 14 وَقَالَ أَبْنَاءُ يُوسُفَ لِيَشُوعَ: «لِمَاذَا وَهَبْتَنَا نَصِيباً وَاحِداً وَحِصَّةً وَاحِدَةً وَنَحْنُ شَعْبٌ وَافِرُ الْعَدَدِ، إِذْ إِنَّ الرَّبَّ قَدْ بَارَكَنَا حَتَّى الآنَ؟» +\v 15 فَأَجَابَهُمْ يَشُوعُ: «إِنْ كُنْتُمْ حَقّاً كَثِيرِي الْعَدَدِ وَقَدْ ضَاقَ بِكُمْ جَبَلُ أَفْرَايِمَ، فَاصْعَدُوا إِلَى الأَرَاضِي الْوَعْرَةِ حَيْثُ يُقِيمُ الْفِرِزِّيُّونَ وَالرَّفَائِيُّونَ وَاقْتَطِعُوا لَكُمْ مِنْ أَرْضِهِمْ مَا يَكْفِيكُمْ». +\s5 +\v 16 فَقَالَ بَنُو يُوسُفَ: «إِنَّ الأَرَاضِي الْجَبَلِيَّةَ لَا تَكْفِينَا، وَالْكَنْعَانِيُّونَ الْقَاطِنُونَ فِي السُّهُولِ فِي بَيْتِ شَانَ وَقُرَاهَا، وَفِي وَادِي يِزْرَعِيلَ يَمْلِكُونَ مَرْكَبَاتٍ حَدِيدِيَّةً». +\v 17 فَأَجَابَهُمْ يَشُوعُ: «أَنْتُمْ حَقّاً كَثِيرُو الْعَدَدِ كَمَا أَنَّكُمْ مُحَارِبُونَ أَشِدَّاءُ، فَلْيَكُنْ لَكُمْ أَكْثَرُ مِنْ نَصِيبٍ وَاحِدٍ. +\v 18 لِيَكُنْ لَكُمُ الْجَبَلُ أَيْضاً لأَنَّهُ وَعْرٌ، فَاسْتَوْلُوا عَلَيْهِ حَتَّى آخِرِ حُدُودِهِ. وَيُمْكِنُكُمْ طَرْدُ الْكَنْعَانِيِّينَ مِنْهُ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ شِدَّةِ بَأْسِهِمْ وَمَرْكَبَاتِهِمِ الْحَدِيدِيَّةِ». + +\s5 +\c 18 +\s1 تقسيم باقي الأرض +\p +\v 1 وَبَعْدَ أَنْ تَمَّ اسْتِيلاءُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ عَلَى الأَرْضِ اجْتَمَعُوا فِي شِيلُوهَ، حَيْثُ نَصَبُوا خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ. +\v 2 وَكَانَ هُنَاكَ سَبْعةُ أَسْبَاطٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَتَسَلَّمُوا بَعْدُ نَصِيبَهُمْ مِنَ الْمِيرَاثِ. +\s5 +\v 3 فَقَالَ يَشُوعُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «حَتَّى مَتَى أَنْتُمْ مُتَقَاعِسُونَ عَنِ الشُّرُوعِ فِي امْتِلاكِ الأَرْضِ الَّتِي وَهَبَهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ؟ +\v 4 انْتَخِبُوا ثَلاثَةَ رِجَالٍ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ، فَأُرْسِلَهُمْ لاِسْتِكْشَافِ الأَرْضِ وَتَخْطِيطِهَا بِمُوْجِبِ أَنْصِبَتِهِمْ، ثُمَّ يَرْجِعُوا إِلَيَّ. +\s5 +\v 5 وَلْيَقْسِمُوهَا إِلَى سَبْعَةِ أَقْسَامٍ، فَيَمْكُثَ سِبْطُ يَهُوذَا ضِمْنَ حُدُودِهِ مِنَ الْجَنُوبِ، وَيُقِيمَ بَيْتُ يُوسُفَ فِي مَنَاطِقِهِمِ الْمُعَيَّنَةِ شِمَالاً. +\v 6 أَمَّا أَنْتُمْ فَتُخَطِّطُونَ الأَرْضَ وَتَقْسِمُونَهَا إِلَى سَبْعَةِ أَقْسَامٍ وَتُسَجِّلُونَهَا، ثُمَّ تَأْتُونَ إِلَيَّ فَأُلْقِي بَيْنَكُمُ الْقُرْعَةَ هَهُنَا أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِنَا. +\s5 +\v 7 لأَنَّهُ لَنْ يَرِثَ اللّاوِيُّونَ نَصِيباً مَعَكُمْ إِذْ إِنَّ كَهَنُوتَ الرَّبِّ هُوَ نَصِيبُهُمْ. أَمَّا سِبْطَا جَادٍ وَرَأُوَبَيْنَ وَنِصْفُ سِبْطِ مَنَسَّى فَقَدْ تَسَلَّمُوا نَصِيبَهُمْ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، الَّذِي وَهَبَهُ لَهُمْ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ». +\s5 +\v 8 فَانْطَلَقَ الرِّجَالُ لاِسْتِكْشَافِ الأَرْضِ وَتَخْطِيطِهَا وَتَسْجِيلِهَا عَمَلاً بِوَصِيَّةِ يَشُوعَ، ثُمَّ الْعَوْدَةِ إِلَيْهِ لِيُلْقِيَ عَلَيْهَا الْقُرْعَةَ فِي مَحْضَرِ الرَّبِّ فِي شِيلُوهَ. +\v 9 فَسَارَ الرِّجَالُ وَتَجَوَّلُوا فِي الأَرْضِ وَخَطَّطُوهَا وَسَجَّلُوهَا فِي كِتَابٍ حَسَبَ مَا فِيهَا مِنْ مُدُنٍ بَعْدَ أَنْ قَسَمُوهَا إِلَى سَبْعَةِ أَقْسَامٍ، ثُمَّ جَاءُوا إِلَى يَشُوعَ إِلَى الْمُخَيَّمِ فِي شِيلُوهَ. +\s5 +\v 10 فَأَلْقَى يَشُوعُ بَيْنَهُمُ الْقُرْعَةَ فِي شِيلُوهَ فِي مَحْضَرِ الرَّبِّ، حَيْثُ قَسَمَ الأَرْضَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَفْقاً لأَسْبَاطِهِمْ. +\s1 أرض سبط بنيامين +\s5 +\p +\v 11 وَهَذَا هُوَ مِيرَاثُ سِبْطِ بِنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. وَقَعَ نَصِيبُهُمْ بَيْنَ مِيرَاثِ سِبْطَيْ يَهُوذَا وَيُوسُفَ. +\v 12 فَامْتَدَّتْ حُدُودُهُمْ شِمَالاً مِنَ الأُرْدُنِّ، وَاسْتَمَرَّتْ صَاعِدَةً بِإِزَاءِ أَرِيحَا شِمَالاً بِاتِّجَاهِ الْجَبَلِ غَرْباً حَتَّى صَحْرَاءِ بَيْتِ آوِنَ. +\s5 +\v 13 وَمِنْ هُنَاكَ سَارَتْ إِلَى جَانِبِ لُوزَ الْجَنُوبِيِّ، الَّتِي هِيَ بَيْتُ إِيلَ. ثُمَّ انْحَدَرَتِ الْحُدُودُ إِلَى عَطَارُوتَ إِدَّارَ عَلَى الْجَبَلِ الْقَائِمِ إِلَى جَنُوبِيِّ بَيْتِ حُورُونَ السُّفْلَى. +\v 14 وَامْتَدَّ التُّخْمُ مُلْتَفّاً نَاحِيَةَ الْغَرْبِ إِلَى جَنُوبِيِّ الْجَبَلِ الْمُقَابِلِ لِبَيْتِ حُورُونَ وَانْتِهَاءً بِقَرْيَةِ بَعْلٍ، الَّتِي هِيَ قَرْيَةُ يَعَارِيمَ، الْمَدِينَةُ التَّابِعَةُ لِيَهُوذَا. هَذِهِ هِيَ الْحُدُودُ الْغَرْبِيَّةُ. +\s5 +\v 15 أَمَّا الْحُدُودُ الْجَنُوبِيَّةُ فَتَبْدَأُ مِنْ أَقْصَى قَرْيَةِ يَعَارِيمَ بِاتِّجَاهِ الْغَرْبِ حَتَّى تَصِلَ إِلَى مَنْبَعِ مِيَاهِ نَفْتُوحَ. +\v 16 ثُمَّ تَنْحَدِرُ حَتَّى سَفْحِ الْجَبَلِ الْمُطِلِّ عَلَى وَادِي ابْنِ هِنُّومَ، الْوَاقِعِ شِمَالِيَّ وَادِي الرَّفَائِيِّينَ مُخْتَرِقَةً وَادِي هِنُّومَ مُرُوراً بِجَنُوبِيِّ مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ (حَيْثُ يَسْكُنُ الْيَبُوسِيُّونَ) إِلَى أَنْ تَصِلَ إِلَى عَيْنِ رُوجَلَ. +\s5 +\v 17 ثُمَّ تَمْتَدُّ شِمَالاً إِلَى عَيْنِ شَمْسٍ فَجَلِيلُوتَ مُقَابِلَ عَقَبَةِ أَدُمِّيمَ نُزُولاً إِلَى حَجَرِ بُوهَنَ بْنِ رَأُوبَيْنَ. +\v 18 حَيْثُ تَمُرُّ بِالسَّهْلِ الشِّمَالِيِّ لِبَيْتِ عَرَبَةَ، ثُمَّ تَنْحَدِرُ نَحْوَ الْعَرَبَةِ، +\s5 +\v 19 وَتَتَّجِهُ شِمَالاً إِلَى بَيْتِ حُجْلَةَ وَتَنْتَهِي عِنْدَ اللِّسَانِ الشِّمَالِيِّ لِلْبَحْرِ الْمَيِّتِ حَيْثُ يَصُبُّ نَهْرُ الأُرْدُنِّ. هَذِهِ هِيَ الْحُدُودُ الْجَنُوبِيَّةُ. +\v 20 أَمَّا الْحَدُّ الشَّرْقِيُّ فَكَانَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ. هَذِهِ هِيَ أَرْضُ سِبْطِ بِنْيَامِينَ. +\s5 +\p +\v 21 وَهَذِهِ هِيَ مُدُنُ سِبْطِ بِنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: أَرِيحَا وَبَيْتُ حُجْلَةَ وَوَادِي قَصِيصَ، +\v 22 وَبَيْتُ الْعَرَبَةِ وَصَمَارَايِمُ وَبَيْتُ إِيلَ، +\v 23 وَالْعَوِّيمُ وَالْفَارَةُ وَعَفْرَةُ، +\v 24 وَكَفْرُ الْعَمُّونِيِّ وَالْعُفْنِي وَجَبَعُ، وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا سِتَّ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. +\s5 +\v 25 وَأَيْضاً جِبْعُونُ وَالرَّامَةُ وَبَئِيرُوتُ، +\v 26 وَالْمِصْفَاةُ وَالْكَفِيرَةُ وَالْمُوصَةُ، +\v 27 وَرَاقَمُ وَيَرَفْئِيلُ وَتَرَالَةُ، +\v 28 وَصَيْلَعُ وَآلَفُ وَالْيَبُوسِيُّ الَّتِي هِيَ أُورُشَلِيمُ وَجِبْعَةُ وَقِرْيَةُ. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعَ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. هَذَا هُوَ مِيرَاثُ سِبْطِ بِنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. + +\s5 +\c 19 +\s1 نصيب سبط شمعون +\p +\v 1 أَمَّا الْقُرْعَةُ الثَّانِيَةُ فَكَانَتْ لِسِبْطِ شِمْعُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ، فَكَانَ مِيرَاثُهُمْ ضِمْنَ مِنْطَقَةِ يَهُوذَا، +\s5 +\v 2 وَهُوَ يَشْتَمِلُ عَلَى بِئْرِ سَبْعٍ وَشَبَعَ وَمُولادَةَ، +\v 3 وَحَصَرَ شُوعَالَ وَبَالَةَ وَعَاصَمَ، +\v 4 وَأَلْتُولَدَ وَبَتُولَ وَحُرْمَةَ، +\s5 +\v 5 وَصِقْلَغَ وَبَيْتِ الْمَرْكَبُوتِ وَحَصَرَ سُوسَةَ، +\v 6 وَبَيْتِ لَبَاوُتَ وَشَارُوحَيْنَ. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا ثَلاثَ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. +\v 7 ثُمَّ عَيْنَ وَرِمُّونَ وَعَاتَرَ وَعَاشَانَ. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعُ مُدُنٍ مَعَ ضِيَاعِهَا. +\s5 +\v 8 وَجَمِيعِ الضِّيَاعِ الْمُحِيطَةِ بِهَذِهِ الْمُدُنِ الَّتِي تَمْتَدُّ جَنُوباً حَتَّى بَعْلَةَ بِئْرَ الْمَعْرُوفَةِ بِرَامَةِ الْجَنُوبِ. هَذَا هُوَ مِيرَاثُ سِبْطِ شِمْعُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. +\v 9 وَهَكَذَا حَصَلَ الشِّمْعُونِيُّونَ عَلَى مِيرَاثِهِمْ مِنْ نَصِيبِ سِبْطِ يَهُوذَا لأَنَّ نَصِيبَ يَهُوذَا كَانَ أَكْثَرَ مِمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ. لِذَلِكَ وَرِثَ أَبْنَاءُ شِمْعُونَ مِلْكَهُمْ دَاخِلَ مِنْطَقَةِ يَهُوذَا. +\s1 نصيب سبط زبولون +\s5 +\p +\v 10 وَجَاءَتِ الْقُرْعَةُ الثَّالِثَةُ لِسِبْطِ زَبُولُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ، فَكَانَتْ حُدُودُ مِلْكِهِمْ عِنْدَ سَارِيدَ، +\v 11 إِذِ اتَّجَهَتْ حُدُودُهُمْ غَرْباً إِلَى مَرْعَلَةَ وَوَصَلَتْ إِلَى دَبَّاشَةَ فَالْوَادِي الْمُقَابِلِ لِيَقْنَعَامَ. +\s5 +\v 12 ثُمَّ دَارَتْ مِنْ سَارِيدَ شَرْقاً حَوْلَ تُخُومِ كِسْلُوتِ تَابُورَ وَعَبَرَتْ إِلَى الدَّبْرَةِ حَتَّى بَلَغَتْ صُعُداً إِلَى يَافِيعَ. +\v 13 وَمِنْ هُنَاكَ اتَّجَهَتْ شَرْقاً إِلَى جَتَّ حَافَرَ فَعِتِّ قَاصِينَ، وَاسْتَمَرَّتْ إِلَى رِمُّونَ وَنَيْعَةَ، +\s5 +\v 14 الَّتِي الْتَفَّتْ حَوْلَهَا الْحُدُودُ نَحْوَ الشِّمَالِ إِلَى حَنَّاثُونَ حَتَّى انْتَهَتْ عِنْدَ وَادِي يَفْتَحْئِيلَ +\v 15 فَضْلاً عَنْ قَطَّةَ وَنَهْلالَ وَشِمْرُونَ وَيَدَالَةَ وَبَيْتِ لَحْمٍ. فَكَانَتْ فِي جُمْلَتِهَا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. +\v 16 هَذَا هُوَ نَصِيبُ سِبْطِ زَبُولُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ مِنَ الْمُدُنِ وَضِيَاعِهَا. +\s1 نصيب سبط يساكر +\s5 +\p +\v 17 وَجَاءَتِ الْقُرْعَةُ الرَّابِعَةُ لِسِبْطِ يَسَّاكَرَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. +\v 18 فَامْتَدَّتْ حُدُودُهُمْ إِلَى يَزْرَعِيلَ وَالْكِسْلُوتِ وَشُونَمَ، +\v 19 وَحَفَارَايِمَ وَشِيئُونَ وَأَنَاحَرَةَ، +\s5 +\v 20 وَرَبِّيتَ وَقِشْيُونَ وَآبَصَ، +\v 21 وَرَمَةَ وَعَيْنِ جَنِّيمَ وَعَيْنِ حِدَّةَ وَبَيْتِ فَصَّيْصَ. +\v 22 وَبَلَغَتِ الْحُدُودُ تَابُورَ وَشَحْصِيمَةَ وَبَيْتَ شَمْسٍ وَانْتَهَتْ عِنْدَ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، فَكَانَتْ فِي جُمْلَتِهَا سِتَّ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. +\s5 +\v 23 هَذَا هُوَ مِيرَاثُ سِبْطِ يَسَّاكَرَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ مَعَ الْمُدُنِ وَضِيَاعِهَا. +\s1 نصيب سبط أشير +\s5 +\p +\v 24 وَجَاءَتِ الْقُرْعَةُ الْخَامِسَةُ لِسِبْطِ أَشِيرَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. +\v 25 فَشَمَلَتْ حُدُودُهُمْ مُدُنَ حَلْقَةَ وَحَلِي وَبَاطَنَ وَأَكْشَافَ. +\v 26 وَأَلَّمَّلَكَ وَعَمْعَادَ وَمِشْآلَ، وَوَصَلَتْ غَرْباً إِلَى الْكَرْمَلِ وَشِيحُورِ لِبْنَةَ. +\s5 +\v 27 أَمَّا شَرْقاً فَقَدِ امْتَدَّتْ إِلَى بَيْتِ دَاجُونَ، حَتَّى وَصَلَتْ إِلَى تُخُومِ زَبُولُونَ وَإِلَى وَادِي يَفْتَحْئِيلَ شِمَالِيَّ بَيْتِ الْعَامِقِ وَنَعِيئِيلَ، ثُمَّ اتَّجَهَتْ شِمَالاً نَحْوَ كَابُولَ +\v 28 وَعَبْرُونَ وَرَحُوبَ وَقَانَةَ إِلَى صِيدُونَ الْعَظِيمَةِ. +\s5 +\v 29 ثُمَّ رَجَعَتِ الْحُدُودُ إِلَى الرَّامَةِ وَإِلَى الْمَدِينَةِ الْمُحَصَّنَةِ صُورٍ، ثُمَّ اسْتَدَارَتْ نَحْوَ حُوصَةَ وَانْتَهَتْ عِنْدَ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ فِي كُورَةِ أَكْزِيبَ +\v 30 وَعُمَّةَ وَأَفِيقَ وَرَحُوبَ. فَكَانَتْ فِي جُمْلَتِهَا اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. +\s5 +\v 31 هَذَا هُوَ نَصِيبُ سِبْطِ أَشِيرَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ مَعَ الْمُدُنِ وَضِيَاعِهَا. +\s1 نصيب سبط نفتالي +\s5 +\p +\v 32 وَجَاءَتِ الْقُرْعَةُ السَّادِسَةُ لِسِبْطِ نَفْتَالِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ، +\v 33 فَكَانَتْ حُدُودُهُمْ تَمْتَدُّ مِنْ حَالَفَ إِلَى شَجَرَةِ الْبَلُّوطِ فِي صَعَنَنِّيمَ إِلَى أَدَامِي النَّاقِبِ وَيَبْنِئِيلَ حَتَّى لَقُّومَ، وَانْتَهَتْ عِنْدَ نَهْرِ الأُرْدُنِّ. +\v 34 ثُمَّ ارْتَدَّتِ الْحُدُودُ غَرْباً إِلَى أَزْنُوتِ تَابُورَ وَاتَّجَهَتْ مِنْ هُنَاكَ إِلَى حُقُّوقَ حَتَّى بَلَغَتْ حُدُودَ زَبُولُونَ جَنُوباً، وَوَصَلَتْ إِلَى أَشِيرَ غَرْباً وَإِلَى حُدُودِ يَهُوذَا عِنْدَ نَهْرِ الأُرْدُنِّ شَرْقاً. +\s5 +\v 35 وَضَمَّتْ حُدُودُهَا مُدُناً مُحَصَّنَةً هِيَ: الصِّدِّيمُ وَصَيْرُ وَحَمَّةُ وَرَقَّةُ وَكِنَّارَةُ، +\v 36 وَأَدَامَةُ وَالرَّامَةُ وَحَاصُورُ، +\v 37 وَقَادَشُ وَإِذْرَعِي وَعَيْنُ حَاصُورَ، +\s5 +\v 38 وَيِرْأُونُ وَمَجْدَلُ إِيلَ وَحُورِيمُ وَبَيْتُ عَنَاةَ وَبَيْتُ شَمْسٍ، وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا تِسْعَ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. +\v 39 هَذَا هُوَ مِيرَاثُ سِبْطِ نَفْتَالِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ مَعَ الْمُدُنِ وَضِيَاعِهَا. +\s1 نصيب سبط دان +\s5 +\p +\v 40 وَجَاءَتِ الْقُرْعَةُ السَّابِعَةُ لِسِبْطِ دَانٍ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. +\v 41 وَشَمَلَتْ حُدُودُهُمْ مُدُنَ صَرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ وَعِيرَ شَمْسٍ. +\v 42 وَشَعَلَبَّيْنَ وَأَيَّلُونَ وَيِتْلَةَ +\s5 +\v 43 وَإِيلُونَ وَتِمْنَةَ وَعَقْرُونَ، +\v 44 وَإِلْتَقَيْهَ وَجِبَّثُونَ وَبَعْلَةَ، +\v 45 وَيَهُودَا وَبَنِي بَرَقَ وَجَتِّ رِمُّونَ، +\v 46 وَمِيَاهِ الْيَرْقُونَ وَالرَّقُونَ مَعَ الْحُدُودِ الْمُقَابِلَةِ لِيَافَا. +\s5 +\v 47 غَيْرَ أَنَّ الدَّانِيِّينَ وَاجَهُوا مَصَاعِبَ فِي تَمَلُّكِ مِنْطَقَتِهِمْ، فَهَاجَمُوا مَدِينَةَ لَشَمَ وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا وَقَضَوْا عَلَيْهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، ثُمَّ أَقَامُوا فِيهَا وَدَعُوهَا دَاناً كَاسْمِ دَانٍ أَبِيهِمْ. +\v 48 هَذَا هُوَ نَصِيبُ سِبْطِ دَانٍ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ مَعَ الْمُدُنِ وَضِيَاعِهَا. +\s1 نصيب يشوع بن نون +\s5 +\p +\v 49 وَلَمَّا تَمَّ تَوْزِيعُ الأَرْضِ بِمُوجِبِ تَخْطِيطِ حُدُودِهَا، أَعْطَى بَنُو إِسْرَائِيلَ يَشُوعَ بْنَ نُونٍ مِيرَاثاً بَيْنَهُمْ. +\v 50 عَمَلاً بِأَمْرِ الرَّبِّ، فَوَهَبُوهُ مَدِينَةَ تِمْنَةَ سَارَحَ الَّتِي فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ الَّتِي طَلَبَهَا، فَبَنَى الْمَدِينَةَ وَسَكَنَ فِيهَا. +\s5 +\v 51 فَكَانَتْ هَذِهِ هِيَ الأَنْصِبَةُ الَّتِي قَسَمَهَا أَلِيعَازَارُ الْكَاهِنُ وَيَشُوعُ بْنُ نُونٍ وَرُؤَسَاءُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ بِالْقُرْعَةِ فِي شِيلُوهَ فِي مَحْضَرِ الرَّبِّ، عِنْدَ بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَانْتَهَوْا مِنْ قِسْمَةِ الارْضِ. + +\s5 +\c 20 +\s1 مدن الملجأ +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: +\v 2 «أَبْلِغْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُعَيِّنُوا لأَنْفُسِهِمْ مُدُنَ الْمَلْجَإِ كَمَا أَمَرْتُ مُوسَى، +\v 3 لِيَهْرُبَ إِلَيْهَا كُلُّ مَنْ قَتَلَ نَفْساً سَهْواً عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ، فَتَكُونَ لَكُمْ مَلْجَأً مِنْ طَالِبِ الدَّمِ. +\s5 +\v 4 فَيَلُوذُ بِوَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمُدُنِ وَيَقِفُ عِنْدَ مَدْخَلِ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ، شَارِحاً قَضِيَّتَهُ لِشُيُوخِ الْمَدِينَةِ، فَيُدْخِلُونَهُ الْمَدِينَةَ وَيُوَفِّرُونَ لَهُ مَكَاناً لِلإِقَامَةِ فِيهَا. +\s5 +\v 5 وَإذَا تَعَقَّبَهُ طَالِبُ الدَّمِ فَلا يَنْبَغِي أَنْ يُسَلِّمُوا الْمُتَّهَمَ لَهُ، لأَنَّهُ قَتَلَ جَارَهُ عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ وَمِنْ غَيْرِ سَابِقِ نِيَّةٍ حَاقِدَةٍ. +\v 6 وَيَظَلُّ مُقِيماً فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ حَتَّى يَمْثُلَ أَمَامَ الْقَضَاءِ لِيَلْقَى مُحَاكَمَةً عَادِلَةً، وَإِلَى أَنْ يَمُوتَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ الَّذِي يَكُونُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. عِنْدَئِذٍ يَرْجِعُ الْقَاتِلُ إِلَى مَدِينَتِهِ الَّتِي هَرَبَ مِنْهَا وَإِلَى بَيْتِهِ». +\s5 +\v 7 فَخَصَّصَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مُدُنَ مَلْجَأٍ: قَادَشَ فِي الْجَلِيلِ فِي جَبَلِ نَفْتَالِي وَشَكِيمَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ، وَقَرْيَةَ أَرْبَعَ الَّتِي هِيَ حَبْرُونُ فِي جَبَلِ يَهُوذَا. +\v 8 أَمَّا فِي شَرْقِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ عِنْدَ أَرِيحَا فَقَدْ خَصَّصُوا بَاصِرَ فِي الصَّحْرَاءِ فِي سَهْلِ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ، وَرَامُوتَ فِي جِلْعَادَ فِي أَرْضِ سِبْطِ جَادٍ، وَجُولانَ فِي بَاشَانَ مِنْ أَرْضِ سِبْطِ مَنَسَّى. +\s5 +\v 9 هَذِهِ هِيَ مُدُنُ الْمَلْجَإِ الَّتِي صَارَتْ مَلاذاً لِكُلِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلْغُرَبَاءِ الْمُقِيمِينَ بَيْنَهُمْ، لِكَيْ يَهْرُبَ إِلَيْهَا كُلُّ مَنْ يَقْتُلُ نَفْساً عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ، فَلا يَمُوتُ بَيدِ طَالِبِ الدَّمِ، وَلِكَيْ يَمْثُلَ لِلْمُحَاكَمَةِ أَمَامَ الْجَمَاعَةِ. + +\s5 +\c 21 +\s1 مدن اللاويين +\p +\v 1 وَأَقْبَلَ رُؤَسَاءُ عَائِلاتِ سِبْطِ لاوِي إِلَى أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَيَشُوعَ بْنِ نُونٍ وَزُعَمَاءِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ +\v 2 فِي شِيلُوهَ وَقَالُوا: «لَقَدْ أَمَرَ الرَّبُّ عَلَى لِسَانِ مُوسَى أَنْ نَرِثَ مُدُناً مَعَ مَرَاعِيهَا لِنُقِيمَ فِيهَا وَلِتَرْعَى بَهَائِمُنَا فِي حُقُولِهَا». +\s5 +\v 3 فَأَعْطَى أَبْنَاءُ إِسْرَائِيلَ اللّاوِيِّينَ بِالْقُرْعَةِ هَذِهِ الْمُدُنَ وَمَرَاعِيهَا مِنْ أَنْصِبَتِهِمْ عَمَلاً بِأَمْرِ الرَّبِّ. +\s5 +\p +\v 4 فَأَخَذَ أَبْنَاءُ هرُونَ الْكَاهِنِ اللّاوِيُّونَ الْمُنْتَمُونَ إِلَى عَشَائِرِ القَهَاتِيِّينَ ثَلاثَ عَشْرَةَ مَدِينَةً كَانَتْ مِنْ نَصِيبِ أَسْبَاطِ يَهُوذَا وَشِمْعُونَ وَبَنْيَامِينَ +\v 5 وَحَصَلَ بَنُو قَهَاتَ البَاقُونَ عَلَى عَشَرِ مُدُنٍ كَانَتْ مِنْ مِيرَاثِ عَشَائِرِ أَسْبَاطِ أَفْرَايِمَ وَدَانٍ وَنِصْفِ مَنَسَّى. +\s5 +\v 6 وَأَخَذَتْ عَائِلَةُ جَرْشُونَ ثَلاثَ عَشْرَةَ مَدِينَةً فِي أَرْضِ بَاشَانَ كَانَتْ مِنْ نَصِيبِ أَسْبَاطِ يَسَّاكَرَ وَنَفْتَالِي وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى. +\v 7 وَوَرِثَ أَبْنَاءُ مَرَارِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَدِينَةً كَانَتْ مِلْكاً لأَسْبَاطِ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ وَزَبُولُونَ. +\s5 +\v 8 وَهَكَذَا أَعْطَى الإِسْرَائِيلِيُّونَ اللّاوِيِّينَ بِالْقُرْعَةِ هَذِهِ الْمُدُنَ مَعَ مَرَاعِيهَا عَمَلاً بِأَمْرِ الرَّبِّ لِمُوسَى. +\v 9 أَمَّا أَسْمَاءُ الْمُدُنِ الَّتِي حَصَلَ عَلَيْهَا اللّاوِيُّونَ بِالْقُرْعَةِ مِنْ نَصِيبِ سِبْطَيْ يَهُوذَا وَشِمْعُونَ فَهِيَ: +\v 10 أَخَذَ أَبْنَاءُ هرُونَ مِنْ عَشَائِرِ الْقَهَاتِيِّينَ اللّاوِيِّينَ. +\s5 +\v 11 قَرْيَةَ أَرْبَعَ أَبِي عَنَاقٍ الْمَعْرُوفَةَ بِحَبْرُونَ فِي جَبَلِ يَهُوذَا مَعَ مَرَاعِيهَا الْمُحِيطَةِ بِها +\v 12 أَمَّا حَقْلُ الْمَدِينَةِ وَضِيَاعُهَا فَقَدْ بَقِيَتْ مِلْكاً لِكَالَبَ بْنِ يَفُنَّةَ. +\s5 +\p +\v 13 وَهَكَذَا أَصْبَحَتْ مَدِينَةُ الْمَلْجَإِ حَبْرُونُ مَعَ مَرَاعِيهَا وَلِبْنَةُ وَمَرَاعِيهَا مِيرَاثاً لأَبْنَاءِ هَرُونَ الْكَاهِنِ +\v 14 فَضْلاً عَنْ يَتِّيرَ وَمَرْعَاهَا، وَأَشْتَمُوعَ وَمَرْعَاهَا، +\v 15 وَحُولُونَ وَمَرْعَاهَا، وَدَبِيرَ وَمَرْعَاهَا، +\v 16 وَعَيْنَ وَمَرْعَاهَا، وَيُطَّةَ وَمَرْعَاهَا، وَبَيْتِ شَمْسٍ وَمَرْعَاهَا. فَكَانَتْ فِي جُمْلَتِهَا تِسْعَ مُدُنٍ وُهِبَتْ لَهُمْ مِنْ نَصِيبِ هَذَيْنِ السِّبْطَيْنِ. +\s5 +\v 17 كَمَا أَخَذُوا مِنْ نَصِيبِ سِبْطِ بِنْيَامِينَ كُلًا مِنْ مَدِينَتَيْ جِبْعُونَ وَجِبْعَ مَعَ مَرَاعِيهِمَا، +\v 18 وَعَنَاثُوثَ وَعَلْمُونَ مَعَ الْمَرَاعِي الْمُحِيطَةِ بِهِمَا. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعُ مُدُنٍ. +\v 19 فَكَانَ مَجْمُوعُ مَا امْتَلَكَهُ أَبْنَاءُ هرُونَ الْكَهَنَةُ ثَلاثَ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ مَرَاعِيهَا. +\s5 +\p +\v 20 أَمَّا بَقِيَّةُ عَشَائِرِ الْقَهَاتِيِّينَ فَكَانَتْ قُرْعَتُهُمْ مِنْ مُدُنِ سِبْطِ أَفْرَايِمَ هِيَ: +\v 21 شَكِيمُ وَمَرْعَاهَا فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ وَهِيَ مَدِينَةُ مَلْجَأٍ. وَجَازَرُ وَمَرْعَاهَا، +\v 22 وَقِبْصَايِمُ وَبَيْتُ حُورُونَ مَعَ مَرَاعِيهِمَا. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعُ مُدُنٍ. +\s5 +\v 23 وَمِنْ سِبْطِ دَانٍ إِلْتَقَى وَمَرْعَاهَا، وَجِبَّثُونُ وَمَرْعَاهَا، +\v 24 وَأَيَّلُونُ وَمَرْعَاهَا، وَجَتُّ رِمُّونَ وَمَرْعَاهَا، وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعُ مُدُنٍ. +\s5 +\v 25 وَمِنْ نِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى تَعْنَكُ وَمَرْعَاهَا، وَجَتُّ رِمُّونَ وَمَرْعَاهَا، وَهُمَا مَدِينَتَانِ. +\v 26 فَكَانَ مَجْمُوعُ مَا حَصَلَتْ عَلَيْهِ عَشَائِرُ الْقَهَاتِيِّينَ عَشْرَ مُدُنٍ مَعَ مَرَاعِيهَا. +\s5 +\p +\v 27 وَمِنْ نَصِيبِ نِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى أَخَذَتْ عَشَائِرُ الْجَرْشُونِيِّينَ اللّاوِيِّينَ: جُولانَ فِي بَاشَانَ مَدِينَةَ مَلْجَإٍ وَمَرْعَاهَا، وَبَعَشْتَرَةَ وَمَرْعَاهَا، وَهُمَا مَدِينَتَانِ. +\s5 +\v 28 وَمِنْ سِبْطِ يَسَّاكَرَ أَخَذُوا قِشْيُونَ وَمَرْعَاهَا وَدَبْرَةَ وَمَرْعَاهَا، +\v 29 وَيَرْمُوتَ وَمَرْعَاهَا وَعَيْنَ جِنِّيمَ وَمَرْعَاهَا. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعُ مُدُنٍ. +\v 30 وَمِنْ سِبْطِ أَشِيرَ مِشْآلَ وَمَرْعَاهَا وَعَبْدُونَ وَمَرْعَاهَا، +\v 31 وَحَلْقَةَ وَمَرْعَاهَا، وَرَحُوبَ وَمَرْعَاهَا. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعُ مُدُنٍ. +\s5 +\v 32 وَمِنْ سِبْطِ نَفْتَالِي، أَخَذُوا: قَادَشَ فِي الْجَلِيلِ وَمَرْعَاهَا، وَهِيَ مَدِينَةُ مَلْجَإٍ، وَحَمُّوتَ دُورٍ وَمَرْعَاهَا وَقَرْتَانَ وَمَرْعَاهَا، وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا ثَلاثُ مُدُنٍ. +\v 33 فَكَانَ مَجْمُوعُ نَصِيبِ الْجَرْشُونِيِّينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ ثَلاثَ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ مَرَاعِيهَا. +\s5 +\p +\v 34 أَمَّا بَقِيَّةُ سِبْطِ لاوِي، وَهُمْ عَائِلَةُ مَرَارِي، فَقَدْ أَخَذُوا مِنْ سِبْطِ زَبُولُونَ يَقْنَعَامَ وَمَرْعَاهَا وَقَرْتَةَ وَمَرْعَاهَا، +\v 35 وَدِمْنَةَ وَمَرْعَاهَا، وَنَحْلالَ وَمَرْعَاهَا. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعُ مُدُنٍ. +\s5 +\v 36 وَأَخَذُوا مِنْ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ بَاصَرَ وَمَرْعَاهَا وَيَهْصَةَ وَمَرْعَاهَا، +\v 37 وَقَدِيمُوتَ وَمَرْعَاهَا، وَمَيْفَعَةَ وَمَرْعَاهَا. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعُ مُدُنٍ. +\v 38 وَأَخَذُوا مِنْ سِبْطِ جَادٍ مَدِينَةَ الْمَلْجَإِ رَامُوتَ فِي جِلْعَادَ وَمَرْعَاهَا، وَمَحَنَايِمَ وَمَرْعَاهَا، +\s5 +\v 39 وَحَشْبُونَ وَمَرْعَاهَا، وَيَعْزِيرَ وَمَرْعَاهَا. وَهِيَ فِي جُمْلَتِهَا أَرْبَعُ مُدُنٍ. +\v 40 فَكَانَ مَجْمُوعُ مَا حَصَلَتْ عَلَيْهِ عَشَائِرُ الْمَرَارِيِّينَ بِمُقْتَضَى قُرْعَتِهِمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ مَرَاعِيهَا. +\s5 +\v 41 فَكَانَتْ جُمْلَةُ مُدُنِ اللّاوِيِّينَ فِي وَسَطِ مِيرَاثِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ثَمَانِيَ وَأَرْبَعِينَ مَدِينَةً مَعَ مَرَاعِيهَا. +\v 42 وَكَانَ لِكُلِّ مَدِينَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمُدُنِ أَرَاضِي مَرَاعِيهَا الْمُحِيطَةِ بِها. +\s5 +\p +\v 43 وَهَكَذَا وَهَبَ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ جَمِيعَ الأَرَاضِي الَّتِي حَلَفَ أَنْ يُعْطِيَهَا لِآبَائِهِمْ فَوَرِثُوهَا وَأَقَامُوا فِيهَا، +\v 44 فَأَرَاحَهُمُ الرَّبُّ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ كَمَا أَقْسَمَ لِآبَائِهِمْ، وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِمْ أَنْ يُقَاوِمَهُمْ، بَلْ أَسْلَمَهُمُ الرَّبُّ لَهُمْ جَمِيعاً +\v 45 فَتَحَقَّقَ كُلُّ مَا وَعَدَ الرَّبُّ بِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ وُعُودٍ صَالِحَةٍ. + +\s5 +\c 22 +\s1 رجوع الأسباط الشرقية إلى مواطنها +\p +\v 1 ثُمَّ اسْتَدْعَى يَشُوعُ الرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَالْجَادِيِّينَ وَنِصْفَ سِبْطِ مَنَسَّى، +\v 2 وَقَالَ لَهُمْ: «لَقَدْ وَفَيْتُمْ بِكُلِّ مَا أَوْصَاكُمْ بِهِ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ، وَأَطَعْتُمْ كَلامِي فِي كُلِّ مَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ. +\v 3 وَلَمْ تَتَخَلَّوْا عَنْ إِخْوَتِكُمْ طَوَالَ هَذِهِ الأَيَّامِ الْكَثِيرَةِ حَتَّى هَذِهِ اللَّحْظَةِ، بَلْ نَفَّذْتُمُ الْمُهِمَّةَ الَّتِي أَوْكَلَهَا إِلَيْكُمُ الرَّبُّ. +\s5 +\v 4 وَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمُ الآنَ قَدْ أَرَاحَ إِخْوَتَكُمْ كَمَا وَعَدَهُمْ، فَانْصَرِفُوا إِلَى خِيَامِكُمْ وَإِلَى أَرْضِ مِلْكِكُمُ الَّتِي وَهَبَهَا لَكُمْ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي شَرْقِيِّ الأُرْدُنِّ. +\v 5 إِنَّمَا احْرِصُوا جِدّاً عَلَى مُمَارَسَةِ الْوَصِيَّةِ وَالشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَكُمْ بِها مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ، وَهِيَ أَنْ تُحِبُّوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ وَتَسْلُكُوا فِي كُلِّ سُبُلِهِ وَتُطِيعُوا وَصَايَاهُ وَتَتَمَسَّكُوا بِهِ وَتَعْبُدُوهُ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَنُفُوسِكُمْ». +\v 6 ثُمَّ بَارَكَهُمْ يَشُوعُ وَأَطْلَقَهُمْ، فَمَضَوْا إِلَى خِيَامِهِمْ. +\s5 +\p +\v 7 وَكَانَ مُوسَى قَدْ وَهَبَ لِنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى مِلْكاً فِي بَاشَانَ، أَمَّا نِصْفُهُ الآخَرُ فَقَدْ أَعْطَاهُمْ يَشُوعُ مِيرَاثاً مَعَ إِخْوَتِهِمْ غَرْبِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ. وَعِنْدَمَا أَطْلَقَهُمْ يَشُوعُ أَيْضاً إِلَى خِيَامِهِمْ بَارَكَهُمْ +\v 8 وَقَالَ لَهُمْ: «ارْجِعُوا إِلَى خِيَامِكُمْ بِغَنَائِمَ كَثِيرَةٍ وَبِمَوَاشٍ وَفِيرَةٍ وَبِفِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَنُحَاسٍ وَحَدِيدٍ وَمَلابِسَ كَثِيرَةٍ جِدّاً، تَقَاسَمُوا غَنِيمَةَ أَعْدَائِكُمْ مَعَ إِخْوَتِكُمْ». +\s5 +\v 9 فَرَجَعَ أَبْنَاءُ رَأُوبَيْنَ وَأَبْنَاءُ جَادٍ وَنِصْفُ سِبْطِ مَنَسَّى مِنْ عِنْدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ شِيلُوهَ الْوَاقِعَةِ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، إِلَى أَرْضِ جِلْعَادَ، أَرْضِ مِيرَاثِهِمِ الَّتِي امْتَلَكُوهَا حَسَبَ وَعْدِ الرَّبِّ عَلَى لِسَانِ مُوسَى. +\s5 +\v 10 وَعِنْدَمَا وَصَلَ رِجَالُ سِبْطَيْ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى حَوْضَ الأُرْدُنِّ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، شَيَّدُوا عَلَى ضَفَّةِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مَذْبَحاً رَائِعَ الْمَنْظَرِ. +\v 11 فَقِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «هَا قَدْ بَنَى أَبْنَاءُ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ وَأَبْنَاءُ نِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى مَذْبَحاً فِي حَوْضِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُقَابِلَ جَانِبِنَا مِنَ النَّهْرِ». +\s5 +\v 12 فَاحْتَشَدَ كُلُّ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ فِي شِيلُوهَ مُتَأَهِّبِينَ لِمُحَارَبَتِهِمْ. +\s5 +\p +\v 13 وَأَرْسَلُوا فِينْحَاسَ بْنَ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنَ إِلَى أَبْنَاءِ رَأُوبَيْنَ وَأَبْنَاءِ جَادٍ وَأَبْنَاءِ نِصْفِ مَنَسَّى فِي أَرْضِ جِلْعَادَ +\v 14 عَلَى رَأْسِ وَفْدٍ مِنْ عَشْرَةِ زُعَمَاءَ يُمَثِّلُ كُلُّ زَعِيمٍ مِنْهُمْ سِبْطاً مِنْ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\v 15 وَعِنْدَمَا وَصَلُوا إِلَى جِلْعَادَ قَالُوا لَهُمْ: +\v 16 «هَذَا مَا تَقُولُهُ لَكُمْ كُلُّ جَمَاعَةِ الرَّبِّ: مَا هَذِهِ الْخِيَانَةُ الَّتِي ارْتَكَبْتُمُوهَا فِي حَقِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ فَارْتَدَدْتُمْ عَنِ الرَّبِّ وَبَنَيْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ مَذْبَحاً، مُتَمَرِّدِينَ بِذَلِكَ عَلَى الرَّبِّ؟ +\s5 +\v 17 أَلَمْ يَكْفِنَا إِثْمُ فَغُورَ الَّذِي لَمْ نَتَطَهَّرْ مِنْهُ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ مُنْذُ أَنْ تَفَشَّى الْوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ، +\v 18 حَتَّى تَرْتَدُّوا أَنْتُمُ الْيَوْمَ عَنِ الرَّبِّ؟ إِذَا تَمَرَّدْتُمُ الْيَوْمَ عَلَى الرَّبِّ فَإِنَّهُ يَسْخَطُ غَداً عَلَى كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\v 19 فَإِنْ كَانَتْ أَرْضُكُمْ نَجِسَةً فَتَعَالَوْا إِلَى أَرْضِ الرَّبِّ، الَّتِي نُصِبَ فِيهَا مَسْكَنُ الرَّبِّ، وَرِثُوا بَيْنَنَا، وَلَكِنْ لَا تَتَمَرَّدُوا عَلَى الرَّبِّ وَلا عَلَيْنَا بِتَشْيِيدِكُمْ لأَنْفُسِكُمْ مَذْبَحاً غَيْرَ مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلَهِنَا. +\v 20 أَلَمْ يَرْتَكِبْ عَخَانُ بْنُ زَارَحَ خِيَانَةً فَسَرَقَ مَا حَرَّمَهُ اللهُ، فَانْصَبَّ السَّخَطُ عَلَى كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ وَلَمْ يَكُنْ هُوَ وَحْدَهُ فَقَطْ الَّذِي هَلَكَ مِنْ جَرَّاءِ إِثْمِهِ؟» +\s5 +\p +\v 21 فَأَجَابَهُمْ أَبْنَاءُ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى: +\v 22 «إِنَّ الرَّبَّ الْقَدِيرَ هُوَ إِلَهُ كُلِّ الآلِهَةِ؛ إِنَّ الرَّبَّ الْقَدِيرَ هُوَ إِلَهُ كُلِّ الْآلِهَةِ. هُوَ يَعْلَمُ، وَعَلَى شَعْبِ إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّنَا لَمْ نَبْنِ الْمَذْبَحَ تَمَرُّداً عَلَيْهِ أَوْ خِيَانَةً فِي حَقِّهِ وَإلَّا فَلْيُهْلِكْنَا هَذَا الْيَوْمَ، +\v 23 وَلْيُعَاقِبْنَا الرَّبُّ نَفْسُهُ إِنْ كُنَّا قَدْ شَيَّدْنَا هَذَا الْمَذْبَحَ لِلارْتِدَادِ عَنْهُ أَوْ لإِصْعَادِ مُحْرَقَةٍ أَوْ تَقْدِمَةٍ أَوْ تَقْرِيبِ ذَبَائِحِ سَلامٍ عَلَيْهِ. +\s5 +\v 24 إِنَّمَا أَقَمْنَاهُ خَوْفاً مِنْ أَنْ يَقُولَ يَوْماً أَوْلادُكُمْ لأَوْلادِنَا: بِأَيِّ حَقٍّ تَعْبُدُونَ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ؟ +\s5 +\v 25 لَقَدْ جَعَلَ الرَّبُّ نَهْرَ الأُرْدُنِّ حَدّاً فَاصِلاً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَنَا يَا أَبْنَاءَ سِبْطَيْ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ، فَلَيْسَ لَكُمْ نَصِيبٌ فِي الرَّبِّ، وَبِذَلِكَ يَثْنِي أَوْلادُكُمْ أَوْلادَنَا عَنْ تَقْوَى الرَّبِّ. +\s5 +\v 26 وَذَلِكَ مَا جَعَلَنَا نَقُولُ: هَيَّا نَبْنِي مَذْبَحاً، لَا لِنُقَدِّمَ عَلَيْهِ مُحْرَقَةً أَوْ ذَبِيحَةً، +\v 27 إِنَّمَا لِيَكُونَ شَاهِداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أَجْيَالِنَا الْقَادِمَةِ بَعْدَنَا، بِأَنَّنَا نَعْبُدُ الرَّبَّ بِذَبَائِحِنَا وَمُحْرَقَاتِنَا وَتَقْدِمَاتِ سَلامِنَا، فَلا يَقُولُ أَبْنَاؤُكُمْ غَداً لأَبْنَائِنَا: لَيْسَ لَكُمْ نَصِيبٌ فِي الرَّبِّ. +\s5 +\v 28 وَقُلْنَا: إِذَا حَدَثَ وَقَالُوا ذَلِكَ لأَجْيَالِنَا غَداً، أَنَّهُمْ يُجِيبُونَهُمْ: انْظُرُوا شِبْهَ مَذْبَحِ الرَّبِّ الَّذِي شَيَّدَهُ آبَاؤُنَا، لَا لِلْمُحْرَقَةِ وَلا لِلذَّبِيحَةِ، بَلْ لِيَكُونَ شَاهِداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ. +\v 29 فَحَاشَا لَنَا أَنْ نَتَمَرَّدَ عَلَى الرَّبِّ وَنَرْتَدَّ عَنْهُ بِبِنَاءِ مَذْبَحٍ لِلْمُحْرَقَةِ أَوِ التَّقْدِمَةِ أَوِ الذَّبِيحَةِ غَيْرَ مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلَهِنَا الْقَائِمِ أَمَامَ مَسْكَنِهِ». +\s5 +\p +\v 30 فَلَمَّا سَمِعَ فِينْحَاسُ الْكَاهِنُ وَقَادَةُ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ الْمُرَافِقِينَ لَهُ مَا أَجَابَ بِهِ أَبْنَاءُ سِبْطَيْ رَأُوبَيْنَ وَجَادٍ وَأَبْنَاءُ نِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى، حَظِيَ ذَلِكَ بِرِضَاهُمْ. +\v 31 فَقَالَ فِينْحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنُ لَهُمْ: «الْيَوْمَ عَرَفْنَا أَنَّ الرَّبَّ بَيْنَنَا، لأَنَّكُمْ لَمْ تَرْتَكِبُوا هَذِهِ الْخِيَانَةَ بِحَقِّهِ، وَبِذَلِكَ أَنْقَذْتُمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عِقَابِ الرَّبِّ». +\s5 +\v 32 وَرَجَعَ فِينْحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنُ وَالرُّؤَسَاءُ عَائِدِينَ مِنْ أَرْضِ جِلْعَادَ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ حَيْثُ يُقِيمُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ وَأَخْبَرُوهُمْ بِجَوَابِهِمْ. +\v 33 فَاغْتَبَطَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ وَبَارَكُوا الرَّبَّ وَتَخَلَّوْا عَنْ فِكْرَةِ مُحَارَبَةِ الرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَالْجَادِيِّينَ وَتَخْرِيبِ أَرْضِهِمْ. +\s5 +\v 34 وَسَمَّى بَنُو رَأُوبَيْنَ وَبَنُو جَادٍ الْمَذْبَحَ «الشَّاهِدَ» لأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّهُ شَاهِدٌ بَيْنَنَا بِأَنَّ الرَّبَّ هُوَ إِلَهُنَا. + +\s5 +\c 23 +\s1 خطاب يشوع الوداعي +\p +\v 1 وَبَعْدَ انْقِضَاءِ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ أَرَاحَ فِيهَا الرَّبُّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ أَعْدَائِهِمِ الْمُحِيطِينَ بِهِمْ، شَاخَ يَشُوعُ وَطَعَنَ فِي السِّنِّ، +\v 2 فَاسْتَدْعَى إِلَيْهِ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ مِنْ شُيُوخٍ وَرُؤَسَاءَ وَقُضَاةٍ وَعُرَفَاءَ وَقَالَ لَهُمْ: «هَا أَنَا قَدْ شِخْتُ وَطَعَنْتُ فِي السِّنِّ، +\v 3 وَأَنْتُمْ قَدْ شَهِدْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ كُلَّ مَا صَنَعَهُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِجَمِيعِ تِلْكَ الأُمَمِ مِنْ أَجْلِكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ كَانَ هُوَ الْمُحَارِبُ عَنْكُمْ. +\s5 +\v 4 فَاذْكُرُوا كَيْفَ وَزَّعْتُ عَلَيْكُمْ بِالْقُرْعَةِ كُلَّ أَرَاضِي تِلْكَ الشُّعُوبِ الْبَاقِيَةِ، وَالشُّعُوبِ الَّتِي قَهَرْتُهَا، الَّتِي كَانَتْ مُقِيمَةً مَا بَيْنَ نَهْرِ الأُرْدُنِّ وَالْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ غَرْباً، لِتَكُونَ مِلْكاً لَكُمْ حَسَبَ أَسْبَاطِكُمْ. +\v 5 إِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ الَّذِي يَنْفِي الشُّعُوبَ الْبَاقِيَةَ وَيَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ، فَتَرِثُونَ أَرْضَهُمْ كَمَا وَعَدَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. +\s5 +\v 6 فَتَشَجَّعُوا جِدّاً وَاحْرِصُوا عَلَى طَاعَةِ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى، وَعَلَى الْعَمَلِ بِهِ لِئَلّا تَحِيدُوا عَنْهَا شِمَالاً أَوْ يَمِيناً. +\v 7 لِكَيْ لَا تَخْتَلِطُوا بِهَؤُلاءِ الأُمَمِ الْبَاقِيَةِ مَعَكُمْ، وَلا تَذْكُرُوا اسْمَ آلِهَتِهَا وَلا تُقْسِمُوا بِها وَلا تَعْبُدُوهَا وَلا تَسْجُدُوا لَهَا. +\v 8 وَلَكِنْ تَمَسَّكُوا بِالرَّبِّ إِلَهِكُمْ كَمَا فَعَلْتُمْ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. +\s5 +\v 9 قَدْ طَرَدَ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِكُمْ شُعُوباً عَظِيمَةً قَوِيَّةً، فَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يُقَاوِمَكُمْ حَتَّى الآنَ. +\v 10 فَالرَّجُلُ الْوَاحِدُ مِنْكُمْ يَطْرُدُ أَلْفاً، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ الْمُحَارِبُ عَنْكُمْ كَمَا وَعَدَكُمْ. +\v 11 فَاحْرِصُوا جِدّاً عَلَى مَحَبَّةِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ. +\s5 +\p +\v 12 وَلَكِنْ إِذَا ارْتَدَدْتُمْ وَالْتَصَقْتُمْ بِبَقِيَّةِ هَذِهِ الأُمَمِ الْمَاكِثِينَ مَعَكُمْ، وَصَاهَرْتُمُوهُمْ وَاخْتَلَطْتُمْ بِهِمْ وَهُمْ بِكُمْ، +\v 13 فَاعْلَمُوا يَقِيناً أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ لَا يَعُودُ يَطْرُدُ تِلْكَ الأُمَمَ مِنْ أَمَامِكُمْ، فَيُصْبِحُوا لَكُمْ شَرَكاً وَفَخّاً وَسَوْطاً يَنْهَالُ عَلَى ظُهُورِكُمْ، وَشَوْكاً فِي أَعْيُنِكُمْ حَتَّى تَنْقَرِضُوا مِنَ الأَرْضِ الصَّالِحَةِ الَّتِي وَهَبَهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. +\s5 +\v 14 وَهَا أَنَا الْيَوْمَ مَاضٍ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي يَمْضِي إِلَيْهَا أَحْيَاءُ الأَرْضِ كُلُّهُمْ، وَلَكِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ حَقَّ الْعِلْمِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ نُفُوسِكُمْ أَنَّ جَمِيعَ وُعُودِ الرَّبِّ الصَّالِحَةِ الَّتِي وَعَدَكُمْ بِها قَدْ تَحَقَّقَتْ. الْكُلُّ صَارَ لَكُمْ. لَمْ تَسْقُطْ مِنْهُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ. +\v 15 وَكَمَا وَفَى الرَّبُّ بِوُعُودِهِ الصَّالِحَةِ الَّتِي وَعَدَكُمْ بِها، فَإِنَّهُ كَذَلِكَ يَجْلِبُ عَلَيْكُمْ كُلَّ وَعِيدٍ أَنْذَرَكُمْ بِهِ، حَتَّى يُفْنِيَكُمْ عَنْ هَذِهِ الأَرْضِ الْخَيِّرَةِ الَّتِي وَهَبَهَا لَكُمْ. +\s5 +\v 16 حِينَ تَتَعَدَّوْنَ عَلَى عَهْدِ الرَّبِّ إِلَهِكُمُ الَّذِي أَمَرَكُمْ بِهِ فَتَعْبُدُونَ آلِهَةً أُخْرَى وَتَسْجُدُونَ لَهَا، عِنْدَئِذٍ يَحْتَدِمُ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ فَتَنْقَرِضُونَ سَرِيعاً مِنَ الأَرْضِ الْخَيِّرَةِ الَّتِي وَهَبَهَا لَكُمْ». + +\s5 +\c 24 +\s1 تجديد العهد في شكيم +\p +\v 1 ثُمَّ جَمَعَ يَشُوعُ كُلَّ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ فِي شَكِيمَ، وَدَعَا شُيُوخَهُمْ وَرُؤَسَاءَهُمْ وَقُضَاتَهُمْ وَعُرَفَاءَهُمْ فَمَثَلُوا فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ. +\v 2 وَقَالَ يَشُوعُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: لَقَدْ أَقَامَ أَجْدَادُكُمْ، وَمِنْ جُمْلَتِهِمْ تَارَحُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو نَاحُورَ مُنْذُ الْقِدَمِ فِي شَرْقِيِّ نَهْرِ الْفُرَاتِ حَيْثُ عَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى، +\s5 +\v 3 فَأَخَذْتُ أَبَاكُمْ إِبْرَاهِيمَ مِنْ شَرْقِيِّ النَّهْرِ وَقُدْتُهُ عَبْرَ أَرْضِ كَنْعَانَ وَكَثَّرْتُ نَسْلَهُ، وَرَزَقْتُهُ بِإِسْحَاقَ، +\v 4 وَأَنْعَمْتُ عَلَى إِسْحَاقَ بِيَعْقُوبَ وَعِيسُو، فَوَهَبْتُ عِيسُو جَبَلَ سِعِيرَ مِيرَاثاً. وَأَمَّا يَعْقُوبُ وَأَبْنَاؤُهُ فَقَدِ انْحَدَرُوا إِلَى مِصْرَ. +\s5 +\v 5 ثُمَّ أَرْسَلْتُ مُوسَى وَهرُونَ، وَأَنْزَلْتُ بِمِصْرَ الْبَلايَا بِسَبَبِ مَا صَنَعْتُهُ بِها، ثُمَّ أَخْرَجْتُكُمْ مِنْهَا. +\v 6 وَحَرَّرْتُ آبَاءَكُمْ مِنْ عُبُودِيَّةِ مِصْرَ. وَلَمَّا دَخَلُوا الْبَحْرَ الأَحْمَرَ وَلَحِقَ بِهِمِ الْمِصْرِيُّونَ بِمَرْكَبَاتٍ وَفُرْسَانٍ، +\s5 +\v 7 اسْتَغَاثُوا بِي فَأَقَمْتُ حَاجِزاً مِنْ ظَلامٍ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمِصْرِيِّينَ، وَرَدَدْتُ الْبَحْرَ فَأَطْبَقَ عَلَيْهِمْ فَغَرِقُوا. وَشَهِدُوا بِأُمِّ أَعْيُنِهِمْ مَا صَنَعْتُهُ فِي مِصْرَ. وَأَقَامُوا فِي الصَّحْرَاءِ حِقْبَةً طَوِيلَةً. +\s5 +\v 8 ثُمَّ أَتَيْتُ بِكُمْ إِلَى أَرْضِ الأَمُورِيِّينَ الْمُقِيمِينَ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ فَحَارَبُوكُمْ، غَيْرَ أَنِّي أَسْلَمْتُهُمْ إِلَيْكُمْ، فَامْتَلَكْتُمْ أَرْضَهُمْ، وَأَبَدْتُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ. +\s5 +\v 9 وَهَبَّ بَالاقُ بْنُ صِفُّورَ مَلِكُ مُوآبَ لِمُحَارَبَتِكُمْ، وَاسْتَدْعَى إِلَيْهِ بَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ لِكَيْ يَلْعَنَكُمْ. +\v 10 فَلَمْ أُرِدْ أَنْ أَسْتَجِيبَ لِبَلْعَامَ، فَبَارَكَكُمْ بَرَكَةً بَعْدَ بَرَكَةٍ، وَأَنْقَذْتُكُمْ مِنْ يَدِهِ. +\s5 +\v 11 ثُمَّ اجْتَزْتُمْ نَهْرَ الأُرْدُنِّ وَحَاصَرْتُمْ أَرِيحَا، فَتَصَدَّى لَكُمْ أَصْحَابُهَا الأَمُورِيُّونَ وَالْفِرِزِّيُّونَ وَالْكَنْعَانِيُّونَ وَالْحِثِّيُّونَ وَالْجِرْجَاشِيُّونَ وَالْحِوِّيُّونَ وَالْيَبُوسِيُّونَ، فَأَسْلَمْتُهُمْ إِلَيْكُمْ. +\v 12 وَأَرْسَلْتُ أَمَامَكُمْ أَسْرَابَ الزَّنَابِيرِ وَطَرَدْتُ مَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ مِنْ وَجْهِكُمْ، فَلَمْ تَكُنْ سُيُوفُكُمْ وَلا سِهَامُكُمْ هِيَ الَّتِي نَصَرَتْكُمْ. +\s5 +\v 13 وَوَهَبْتُكُمْ أَرْضاً لَمْ تَتْعَبُوا فِيهَا وَمُدُناً لَمْ تَبْنُوهَا فَأَقَمْتُمْ فِيهَا، وَكُرُوماً وَزَيْتُوناً لَمْ تَغْرِسُوهَا وَأَكَلْتُمْ مِنْهَا. +\s5 +\v 14 والآنَ اتَّقُوا الرَّبَّ وَاعْبُدُوهُ بِكُلِّ أَمَانَةٍ، وَانْزِعُوا الأَوْثَانَ الَّتِي عَبَدَهَا آبَاؤُكُمْ فِي شَرْقِيِّ نَهْرِ الْفُرَاتِ وَفِي مِصْرَ وَاعْبُدُوا الرَّبَّ. +\v 15 وَإِنْ سَاءَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ، فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ سَوَاءَ مِنَ الآلِهَةِ الَّتِي عَبَدَهَا آبَاؤُكُمُ الَّذِينَ اسْتَوْطَنُوا شَرْقِيَّ نَهْرِ الْفُرَاتِ أَمْ آلِهَةِ الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ أَنْتُمْ مُقِيمُونَ فِي أَرْضِهِمْ. أَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ». +\s5 +\p +\v 16 فَأَجَابَ الشَّعْبُ: «حَاشَا لَنَا أَنْ نَنْبِذَ الرَّبَّ لِنَعْبُدَ آلِهَةً أُخْرَى، +\v 17 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَنَا هُوَ الَّذِي أَخْرَجَنَا وَأَخْرَجَ آبَاءَنَا مِنْ دِيَارِ مِصْرَ مِنْ تَحْتِ نِيرِ الْعُبُودِيَّةِ، وَهُوَ الَّذِي أَجْرَى عَلَى مَشْهَدٍ مِنَّا تِلْكَ الآيَاتِ الْعَظِيمَةَ، وَرَعَانَا فِي كُلِّ الطَّرِيقِ الَّتِي سِرْنَا فِيهَا، وَفِي وَسَطِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ مَرَرْنَا بِهِمْ، +\v 18 وَطَرَدَ الرَّبُّ مِنْ وَجْهِنَا جَمِيعَ الشُّعوُبِ، وَمِنْ جُمْلَتِهِمِ الأَمُورِيُّونَ الْمُقِيمُونَ فِي الأَرْضِ. فَنَحْنُ أَيْضاً نَعْبُدُ الرَّبَّ لأَنَّهُ هُوَ إِلَهُنَا». +\s5 +\v 19 فَقَالَ لَهُمْ يَشُوعُ: «لَنْ تَقْدِرُوا أَنْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ حَقَّ الْعِبَادَةِ لأَنَّهُ إِلَهٌ قُدُّوسٌ وَغَيُورٌ وَلَنْ يَغْفِرَ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَذُنُوبَكُمْ. +\v 20 وَإذَا نَبَذْتُمُ الرَّبَّ وَعَبَدْتُمُ الأَوْثَانَ فَإِنَّهُ يَنْقَلِبُ عَلَيْكُمْ وَيَفْجَعُكُمْ وَيُفْنِيكُمْ بَعْدَ أَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكُمْ». +\s5 +\v 21 فَقَالَ الشَّعْبُ لِيَشُوعَ: «لا، بَلِ الرَّبَّ نَعْبُدُ». +\v 22 فَقَالَ لَهُمْ يَشُوعُ: «أَنْتُمْ شُهُودٌ عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَقَدِ اخْتَرْتُمُ الرَّبَّ لأَنْفُسِكُمْ لِتَعْبُدُوهُ». فَأَجَابُوا: «نَحْنُ شُهُودٌ». +\v 23 فَقَالَ يَشُوعُ: «إِذَنْ انْزِعُوا الآنَ الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي مَعَكُمْ وَأَخْضِعُوا قُلُوبَكُمْ لِلرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ». +\s5 +\v 24 فَأَجَابُوا: «الرَّبَّ إِلَهَنَا نَعْبُدُ، وَأَمْرَهُ نُطِيعُ». +\v 25 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ يَشُوعُ عَهْداً لِلشَّعْبِ وَسَنَّ لَهُمْ فِي شَكِيمَ شَرَائِعَ وَأَحْكَاماً. +\v 26 وَدَوَّنَ يَشُوعُ هَذَا الْكَلامَ فِي كِتَابِ شَرِيعَةِ اللهِ، وَتَنَاوَلَ حَجَراً كَبِيراً وَنَصَبَهُ هُنَاكَ تَحْتَ الْبَلُّوطَةِ الَّتِي عِنْدَ بَيْتِ الرَّبِّ. +\s5 +\v 27 ثُمَّ قَالَ لِلشَّعْبِ جَمِيعِهِ: «إِنَّ هَذَا الْحَجَرَ شَاهِدٌ عَلَيْكُمْ لِئَلّا تَجْحَدُوا إِلَهَكُمْ». +\v 28 ثُمَّ صَرَفَ يَشُوعُ كُلَّ وَاحِدٍ إِلَى مَسْكَنِهِ. +\s1 دفن يشوع +\s5 +\p +\v 29 وَمَا لَبِثَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ مَاتَ يَشُوعُ بْنُ نُونٍ عَبْدُ الرَّبِّ، وَقَدْ بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ مِئَةً وَعَشْرَ سَنَوَاتٍ، +\v 30 فَدَفَنُوهُ فِي أَرْضِ مِيرَاثِهِ فِي تِمْنَةَ سَارَحَ الَّتِي فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ شِمَالِيَّ جَبَلِ جَاعَشَ. +\s5 +\v 31 وَعَبَدَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ الرَّبَّ طَوَالَ حَيَاةِ يَشُوعَ، وَفِي أَثْنَاءِ أَيَّامِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ عَمَّرُوا طَوِيلاً بَعْدَ يَشُوعَ، مِمَّنَ شَهِدُوا كُلَّ مُعَامَلاتِ الرَّبِّ الَّتِي أَجْرَاهَا مَعَ إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\p +\v 32 وَدَفَنَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِظَامَ يُوسُفَ الَّتِي نَقَلُوهَا مَعَهُمْ مِنْ مِصْرَ فِي شَكِيمَ، فِي قِطْعَةِ الأَرْضِ الَّتِي اشْتَرَاهَا يَعْقُوبُ مِنْ بَنِي حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ بِمِئَةِ قِطْعَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ، الَّتِي أَصْبَحَتْ جُزْءاً مِنْ مِيرَاثِ ذُرِّيَّةِ يُوسُفَ. +\v 33 وَمَاتَ أَيْضاً أَلِعَازَارُ بْنُ هرُونَ فَدَفَنُوهُ فِي جِبْعَةَ فِينْحَاسَ ابْنِهِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ. diff --git a/07-JDG.usfm b/07-JDG.usfm index 184968f..9882d5b 100755 --- a/07-JDG.usfm +++ b/07-JDG.usfm @@ -1,795 +1,1123 @@ -\id JDG - New Arabic Version (Ketab El Hayat)‎ +\id JDG - New Arabic Version (Ketab El Hayat)‎ \ide UTF-8 -\rem Copyright © ‎1988, 1997, 2012 by Biblica, Inc‎.®‎ -\h القضاة -\toc1 كِتَابُ الْقُضَاةِ -\toc2 القضاة -\toc3 قض -\mt1 كِتَابُ الْقُضَاةِ -\imt مقدمة -\ip على أثر دخول بني إسرائيل إلى أرض كنعان، وبعد وفاة يشوع بن نون خليفة موسى، تولى قيادة الشعب طائفة من الرجال دعوا بالقضاة أو المخَلِّصين. كانت مهمتهم الأساس مهمة عسكرية تتلخص في الدفاع عن البلاد ضد هجوم الأعداء وطردهم من تخومهم وتحرير الشعب من سيطرتهم كلما تمكنوا من إخضاع الإسرائيليين وإذلالهم. وفي غضون هذه الحقبة التاريخية من حياة بني إسرائيل تعرضت البلاد إلى دورات متتالية من المآسي من جراء الغزوات الأجنبية، فكان الشعب الإسرائيلي يستغيث بالله لينقذهم من قبضة أعدائهم، فيصطفي الله قاضياً، ليخلصهم. وقد تكررت هذه الدورات مرات عديدة في سياق هذا الكتاب. ومن المؤسف حقاً أن الشعب، على الرغم مما تعرض له من ويلات وعقاب، لم يدرك أن التمرد على الله يفضي حتماً إلى مأساة. -\ip إن الدرس المؤلم الذي يلقنه هذا السفر هو: «إن أجرة الخطيئة هي موت» (الرسالة إلى مؤمني \rq روما 6:3‏\rq*). وتتخذ الخطيئة أشكالاً متعددة، وترتدي أثواباً مختلفة، بعضها براق كخطايا الملوك المصقولة وبعضها الآخر يتسم بالوحشية والعنف كالخطايا التي دونت في نهاية فصول الكتاب، غير أن النتيجة واحدة. فعندما يتصرف كل فرد على هواه يسود الدمار والفوضى (\rq القضاة 21:25‏\rq*). إلا أن الله بفضل أمانته، ينقذ المؤمنين به عندما يرجعون إليه تائبين توبة صادقة. -\ie -\c 1 -\s1 إسرائيل تحارب باقي الكنعانيين -\p -\v 1 بَعْدَ مَوْتِ يَشُوعَ سَأَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الرَّبَّ: «مَنْ مِنَّا يَذْهَبُ أَوَّلاً لِمُحَارَبَةِ الْكَنْعَانِيِّينَ؟» -\v 2 فَأَجَابَ الرَّبُّ: «يَهُوذَا يَذْهَبُ، فَقَدْ أَسْلَمْتُ الْأَرْضَ إِلَى يَدِهِ». -\v 3 فَقَالَ رِجَالُ يَهُوذَا لإِخْوَتِهِمْ رِجَالِ شِمْعُونَ: «اخْرُجُوا مَعَنَا إِلَى الْمِنْطَقَةِ الَّتِي صَارَتْ قُرْعَةً لَنَا لِنُحَارِبَ الْكَنْعَانِيِّينَ مَعاً، ثُمَّ نَخْرُجُ نَحْنُ مَعَكُمْ فِي حَرْبِكُمْ لِتَسْتَوْلُوا عَلَى قُرْعَتِكُمْ». فَذَهَبَ رِجَالُ شِمْعُونَ مَعَهُمْ. -\v 4 فَانْطَلَقَ رِجَالُ يَهُوذَا لِخَوْضِ الْحَرْبِ، فَأَظْفَرَهُمُ الرَّبُّ بِالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ، فَقَتَلُوا مِنْهُمْ فِي بَازَقَ عَشْرَةَ آلافِ رَجُلٍ. -\v 5 وَالْتَقَوْا بِمَلِكِهِمْ أَدُونِي بَازَقَ عِنْدَ بَازَقَ، فَحَارَبُوهُ وَقَهَرُوا الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ. -\v 6 فَهَرَبَ أَدُونِي بَازَقَ، غَيْرَ أَنَّهُمْ تَعَقَّبُوهُ وَقَبَضُوا عَلَيْهِ وَقَطَعُوا أَبَاهِمَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. -\v 7 فَقَالَ أَدُونِي بَازَقَ: «لَقَدْ قَطَعْتُ أَبَاهِمَ أَيْدِي وَأَرْجُلِ سَبْعِينَ مَلِكاً كَانُوا يَلْتَقِطُونَ الْفُتَاتَ تَحْتَ مَائِدَتِي، فَهَا الرَّبُّ قَدْ جَازَانِي بِمِثْلِ مَا فَعَلْتُ». وَأَتَوْا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ حَيْثُ مَاتَ. -\p -\v 8 وَكَانَ أَبْنَاءُ يَهُوذَا قَدْ هَاجَمُوا أُورُشَلِيمَ وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا، وَقَتَلُوا أَهْلَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَأَحْرَقُوهَا بِالنَّارِ. -\v 9 ثُمَّ انْحَدَرُوا لِمُحَارَبَةِ الْكَنْعَانِيِّينَ فِي الْمَنَاطِقِ الْجَبَلِيَّةِ وَالنَّقَبِ وَالسُّهُولِ الْغَرْبِيَّةِ. -\v 10 فَهَاجَمُوا الْكَنَعَانِيِّينَ الْمُقِيمِينَ فِي حَبْرُونَ الَّتِي كَانَتْ تُدْعَى قَبْلاً قَرْيَةَ أَرْبَعَ، وَقَضَوْا عَلَى شِيشَايَ وَأَخِيمَانَ وَتَلْمَايَ. -\v 11 وَتَوَجَّهُوا مِنْ هُنَاكَ وَانْقَضُّوا عَلَى أَهْلِ دَبِيرَ الَّتِي كَانَتْ تُدْعَى قَبْلاً قَرْيَةَ سَفَرٍ. -\v 12 فَقَالَ كَالَبُ: «الَّذِي يَقْهَرُ قَرْيَةَ سَفَرٍ وَيَسْتَوْلِي عَلَيْهَا، أُزَوِّجُهُ ابْنَتِي عَكْسَةَ». -\v 13 فَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا عُثْنِيئِيلُ بْنُ قَنَازَ، أَخُو كَالَبَ الأَصْغَرُ مِنْهُ، فَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ عَكْسَةَ. -\v 14 وَعِنْدَمَا زُفَّتْ إِلَيْهِ حَثَّهَا عَلَى طَلَبِ حَقْلٍ مِنْ أَبِيهَا، فَتَرَجَّلَتْ عَنِ الْحِمَارِ، فَسَأَلَهَا كَالَبُ: «مَالَكِ؟» -\v 15 فَقَالَتْ لَهُ: «أَنْعِمْ عَلَيَّ بِهِبَةٍ، فَأَنْتَ قَدْ أَعْطَيْتَنِي أَرْضاً فِي النَّقَبِ، فَأَعْطِنِي أَيْضاً يَنَابِيعَ مَاءٍ». فَوَهَبَهَا كَالَبُ الْيَنَابِيعَ الْعُلْيَا وَالْيَنَابِيعَ السُّفْلَى. -\p -\v 16 وَغَادَرَ أَبْنَاءُ الْقَيْنِيِّ حَمِي مُوسَى مَدِينَةَ النَّخْلِ (أَرِيحَا) وَذَهَبُوا مَعَ سِبْطِ يَهُوذَا إِلَى بَرِّيَّةِ يَهُوذَا الْوَاقِعَةِ فِي جَنُوبِيِّ عَرَادَ، وَسَكَنُوا مَعَ الشَّعْبِ. -\v 17 وَانْضَمَّ جَيْشُ يَهُوذَا إِلَى جَيْشِ شِمْعُونَ، وَحَارَبُوا الْكَنْعَانِيِّينَ أَهْلَ صَفَاةَ وَدَمَّرُوهَا وَدَعَوْا اسْمَ الْمَدِينَةِ حُرْمَةَ (بِمَعْنَى خَرَابٍ). -\v 18 وَاسْتَوْلَى رِجَالُ يَهُوذَا عَلَى غَزَّةَ وَتُخُومِهَا وَأَشْقَلُونَ وَتُخْومِهَا وَعَقْرُونَ وَتُخُومِهَا. -\v 19 وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ أَبْنَاءِ يَهُوذَا فَتَمَلَّكُوا الْجَبَلَ، وَلَكِنَّهُمْ أَخْفَقُوا فِي طَرْدِ سُكَّانِ الْوَادِي لأَنَّهُمْ كَانُوا يَمْلِكُونَ مَرْكَبَاتٍ حَدِيدِيَّةً. -\v 20 وَأَعْطَوْا حَبْرُونَ لِكَالَبَ كَمَا أَوْصَى مُوسَى، فَطَرَدَ مِنْهَا بَنِي عَنَاقَ الثَّلاثَةَ. -\v 21 وَأَخْفَقَ أَبْنَاءُ بِنْيَامِينَ فِي طَرْدِ الْيَبُوسِيِّينَ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ، فَظَلَّ الْيَبُوسِيُّونَ يُقِيمُونَ بَيْنَ ذُرِّيَّةِ بِنْيَامِينَ فِي أُورُشَلِيمَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. -\p -\v 22 وَهَاجَمَ أَبْنَاءُ سِبْطِ يُوسُفَ بَيْتَ إِيلَ، فَكَانَ الرَّبُّ مَعَهُمْ (وَنَصَرَهُمْ). -\v 23 وَبَيْنَمَا كَانَ فَرِيقُ الاسْتِكْشَافِ يُرَاقِبُ بَيْتَ إِيلَ، الَّتِي كَانَتْ تُدْعَى قَبْلاً لُوزَ، -\v 24 شَاهَدُوا رَجُلاً خَارِجاً مِنَ الْمَدِينَةِ وَقَالُوا لَهُ: «أَرْشِدْنَا إِلَى مَدْخَلِ الْمَدِينَةِ فَنَصْنَعَ مَعَكَ مَعْرُوفاً». -\v 25 فَأَرْشَدَهُمْ إِلَى مَدْخَلِ الْمَدِينَةِ، فَاقْتَحَمُوهَا وَقَضَوْا عَلَى أَهْلِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، أَمَّا الرَّجُلُ وَسَائِرُ عَشِيرَتِهِ فَأَطْلَقُوهُمْ. -\v 26 فَمَضَى الرَّجُلُ إِلَى دِيَارِ الْحِثِّيِّينَ وَبَنَى مَدِينَةً دَعَاهَا لُوزَ، وَهَذَا هُوَ اسْمُهَا حَتَّى الْآنَ. -\p -\v 27 وَأَخْفَقَ أَبْنَاءُ سِبْطِ مَنَسَّى فِي طَرْدِ أَهْلِ بَيْتِ شَانَ وَقُرَاهَا، وَأَهْلِ تَعْنَكَ وَقُرَاهَا، وَسُكَّانِ دُورٍ وَقُرَاهَا، وَسُكَّانِ يِبْلَعَامَ وَقُرَاهَا، وَسُكَّانِ مَجِدُّو وَقُرَاهَا. فَاسْتَمَرَّ الْكَنْعَانِيُّونَ يَسْكُنُونَ فِيهَا. -\v 28 وَلَمَّا قَوِيَتْ شَوْكَةُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ وَضَعُوا الْكَنْعَانِيِّينَ تَحْتَ الْجِزْيَةِ، وَلَمْ يَطْرُدُوهُمْ قَطُّ. -\v 29 وَكَذَلِكَ فَشَلَ سِبْطُ أَفْرَايِمَ فِي طَرْدِ الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي جَازَرَ، فَسَكَنَ الْكَنْعَانِيُّونَ مَعَهُمْ. -\p -\v 30 وَلَمْ يَطْرُدْ أَبْنَاءُ زَبُولُونَ الْكَنْعَانِيِّينَ الْمُسْتَوْطِنِينَ فِي قِطْرُونَ وَنَهْلُولَ، فَأَقَامَ الْكَنْعَانِيُّونَ بَيْنَهُمْ، وَفَرَضُوا عَلَيْهِمِ الْجِزْيَةَ. -\v 31 وَأَيْضاً لَمْ يَطْرُدْ أَبْنَاءُ سِبْطِ أَشِيرَ سُكَّانَ عَكُّو وَلا سُكَّانَ صِيدُونَ وَأَحْلَبَ وَأَكْزِيبَ وَحَلْبَةَ وَأَفِيقَ وَرَحُوبَ. -\v 32 فَسَكَنَ الأَشِيرِيُّونَ فِي وَسَطِ الْكَنْعَانِيِّينَ أَهْلِ الأَرْضِ لأَنَّهُمْ لَمْ يَطْرُدُوهُمْ. -\v 33 وَلَمْ يَطْرُدْ أَبْنَاءُ سِبْطِ نَفْتَالِي سُكَّانَ بَيْتِ شَمْسٍ وَبَيْتِ عَنَاةَ بَلْ أَقَامُوا فِي وَسَطِ الْكَنْعَانِيِّينَ أَهْلِ الأَرْضِ، وَفَرَضُوا عَلَيْهِمِ الْجِزْيَةَ. -\v 34 وَحَصَرَ الأَمُورِيُّونَ أَبْنَاءَ دَانٍ فِي الْجَبَلِ وَلَمْ يَسْمَحُوا لَهُمْ بِالنُّزُولِ إِلَى الْوَادِي. -\v 35 وَعَزَمَ الأَمُورِيُّونَ عَلَى الإِقَامَةِ فِي جَبَلِ حَارَسَ وَفِي أَيَّلُونَ وَفِي شَعَلُبِّيمَ. وَلَكِنْ عِنْدَمَا قَوِيَتْ شَوْكَةُ سِبْطِ يُوسُفَ فَرَضُوا عَلَيْهِمِ الْجِزْيَةَ. -\v 36 وَكَانَتْ حُدُودُ الأَمُورِيِّينَ تَمْتَدُّ مِنْ عَقَبَةِ عَقْرَبِّيمَ مِنْ سَالَعَ إِلَى مَا وَرَاءَهَا. -\c 2 -\s1 ملاك الرب في بوكيم -\p -\v 1 وَاجْتَازَ مَلاكُ الرَّبِّ مِنَ الْجِلْجَالِ إِلَى بُوكِيمَ وَقَالَ: -\p «لَقَدْ أَخْرَجْتُكُمْ مِنْ مِصْرَ وَجِئْتُ بِكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفْتُ أَنْ أَهَبَهَا لِآبَائِكُمْ، وَقُلْتُ: لَا أَنْقُضُ عَهْدِي مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، -\v 2 وَأَمَرْتُكُمْ أَنْ لَا تَقْطَعُوا عَهْداً مَعَ أَهْلِ هَذِهِ الأَرْضِ، وَأَنْ تَهْدِمُوا مَذَابِحَهُمْ. غَيْرَ أَنَّكُمْ لَمْ تُطِيعُوا صَوْتِي. فَلِمَاذَا فَعَلْتُمْ هَذَا؟ -\v 3 لِذَلِكَ قُلْتُ أَيْضاً: لَا أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ، فَيُصْبِحُوا شَوْكاً فِي جُنُوبِكُمْ، وَتَكُونُ آلِهَتُهُمْ لَكُمْ شَرَكاً». -\v 4 فَمَا إِنْ نَطَقَ مَلاكُ الرَّبِّ بِهَذَا الْكَلامِ أَمَامَ جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى رَفَعَ الشَّعْبُ صَوْتَهُ بِالْبُكَاءِ. -\v 5 وَدَعَوْا اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ بُوكِيمَ (وَمَعْنَاهُ: الْبَاكُونَ) وَقَدَّمُوا هُنَاكَ ذَبَائِحَ لِلرَّبِّ. -\s1 العصيان والهزيمة -\p -\v 6 وَصَرَفَ يَشُوعُ الشَّعْبَ، فَمَضَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لامْتِلاكِ مِيرَاثِهِ. -\v 7 وَظَلَّ الشَّعْبُ يَعْبُدُ الرَّبَّ طَوَالَ حَيَاةِ يَشُوعَ، وَكُلَّ أَيَّامِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ عَمَّرُوا طَوِيلاً بَعْدَ مَوْتِهِ، وَالَّذِينَ شَهِدُوا كُلَّ الْمُعْجِزَاتِ الْخَارِقَةِ الَّتِي أَجْرَاهَا الرَّبُّ مِنْ أَجْلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\v 8 وَمَاتَ يَشُوعُ بْنُ نُونَ عَبْدُ الرَّبِّ وَقَدْ بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ مِئَةً وَعَشْرَ سَنَوَاتٍ، -\v 9 فَدَفَنُوهُ فِي حُدُودِ أَمْلاكِهِ فِي تِمْنَةَ حَارَسَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ شِمَالِيَّ جَبَلِ جَاعَشَ. -\v 10 وَكَذَلِكَ مَاتَ أَيْضاً كُلُّ جِيلِ يَشُوعَ، وَأَعْقَبَهُمْ جِيلٌ آخَرُ لَمْ يَعْرِفِ الرَّبَّ وَلا كُلَّ أَعْمَالِهِ الَّتِي أَجْرَاهَا مِنْ أَجْلِ إِسْرَائِيلَ. -\p -\v 11 وَاقْتَرَفَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَعَبَدُوا الْبَعْلِيمَ، -\v 12 وَنَبَذُوا الرَّبَّ إِلَهَ آبَائِهِمِ الَّذِي أَخْرَجَهُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، وَغَوَوْا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى مِنْ أَوْثَانِ الشُّعُوبِ الْمُحِيطَةِ بِهِمْ، وَسَجَدُوا لَهَا، فَأَغَاظُوا الرَّبَّ. -\v 13 تَرَكُوا الرَّبَّ وَعَبَدُوا الْبَعْلَ وَعَشْتَارُوثَ. -\v 14 فَاحْتَدَمَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَتَرَكَهُمْ تَحْتَ رَحْمَةِ النَّاهِبِينَ الْغُزَاةِ. وَأَسْلَمَهُمْ إِلَى أَعْدَائِهِمِ الْمُحِيطِينَ بِهِمْ فَعَجَزُوا عَنْ مُقَاوَمَتِهِمْ. -\v 15 وَحَيْثُمَا خَرَجُوا لِخَوْضِ الْحَرْبِ كَانَ الرَّبُّ ضِدَّهُمْ فَيَنْكَسِرُونَ، تَمَاماً كَمَا سَبَقَ وَحَذَّرَهُمْ، فَاعْتَرَاهُمْ ضِيقٌ عَظِيمٌ جِدّاً. -\p -\v 16 وَأَقَامَ الرَّبُّ مِنْ بَيْنِهِمْ قُضَاةً فَأَنْقَذُوهُمْ مِنْ أَيْدِي غُزَاتِهِمْ. -\v 17 غَيْرَ أَنَّهُمْ عَصَوْا قُضَاتَهُمْ أَيْضاً، وَخَانُوا الرَّبَّ إِذْ عَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا، وَتَحَوَّلُوا سَرِيعاً عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي سَلَكَهَا آبَاؤُهُمْ إِطَاعَةً لِوَصَايَا الرَّبِّ. -\v 18 وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ كَانَ الرَّبُّ يُقِيمُ قَاضِياً كَانَ يُؤَيِّدُه بِقُوَّةٍ طَوَالَ حَيَاتِهِ فَيُخَلِّصُ الشَّعْبَ مِنْ عُبُودِيَّةِ أَعْدَائِهِ إِذْ يُشْفِقُ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ مِمَّا يُذِيقُهُمْ مُضَايِقُوهُمْ وَظَالِمُوهُمْ مِنْ عَذَابٍ؛ فَكَانَ الرَّبُّ يُنْقِذُهُمْ طَوَالَ حَيَاةِ الْقَاضِي. -\v 19 وَلَكِنْ مَا إِنْ يَمُوتُ الْقَاضِي حَتَّى يَرْتَدُّوا عَنِ الرَّبِّ وَيَتَفَاقَمَ فَسَادُهُمْ أَكْثَرَ مِنْ تَفَاقُمِ فَسَادِ آبَائِهِمْ بِالسَّعْيِ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لِيَعْبُدُوهَا وَيَسْجُدُوا لَهَا. لَمْ يَرْتَدِعُوا عَنْ أَفْعَالِهِمْ وَسُلُوكِهِمِ الْعَنِيدِ. -\v 20 فَاحْتَدَمَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَقَالَ: «مِنْ حَيْثُ إِنَّ هَذَا الشَّعْبَ قَدْ نَقَضَ عَهْدِي الَّذِي عَقَدْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ، وَعَصَوْنِي، -\v 21 فَإِنِّي لَنْ أَطْرُدَ مِنْ أَمَامِهِمْ أَيَّ إِنْسَانٍ مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ تَرَكَهُمْ يَشُوعُ عِنْدَ مَوْتِهِ. -\v 22 بَلْ سَأُبْقِي عَلَيْهِمْ لأَمْتَحِنَ بِهِمْ إِسْرَائِيلَ، لأَرَى أَيَحْفَظُونَ طَرِيقِي لِيَسْلُكُوا فِيهَا كَمَا حَفِظَهَا آبَاؤُهُمْ أَمْ لا». -\v 23 وَهَكَذَا تَرَكَ الرَّبُّ أُولَئِكَ الأُمَمَ وَلَمْ يَتَعَجَّلْ بِطَرْدِهِمْ وَلَمْ يُخْضِعْهُمْ لِيَشُوعَ. -\c 3 -\p -\v 1 وَهَؤُلاءِ هُمُ الأُمَمُ الَّذِينَ تَرَكَهُمُ الرَّبُّ لِيَخْتَبِرَ بِهِمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ لَمْ يَخُوضُوا أَيَّ حَرْبٍ مِنْ حُرُوبِ أَرْضِ كَنْعَانَ. -\v 2 وَقَدْ فَعَلَ هَذَا فَقَطْ لِيُدَرِّبَ ذُرِّيَّةَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ عَلَى الْحَرْبِ، مِمَّنْ لَمْ يُمَارِسُوهَا مِنْ قَبْلُ. -\v 3 وَهَؤُلاءِ الأُمَمُ هُمْ: أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْخَمْسَةُ، وَجَمِيعُ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالصِّيدُونِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ سُكَّانِ جَبَلِ لُبْنَانَ، مِنْ جَبَلِ بَعْلِ حَرْمُونَ إِلَى مَدْخَلِ حَمَاةَ. -\v 4 وَقَدْ أَبْقَاهُمُ الرَّبُّ لِيَمْتَحِنَ إِسْرَائِيلَ بِهِمْ لِيَرَى إِنْ كَانُوا يُطِيعُونَ أَوَامِرَهُ الَّتِي أَوْصَى بِها آبَاءَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُوسَى. -\p -\v 5 وَأَقَامَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بَيْنَ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. -\v 6 وَتَزَوَّجُوا مِنْ بَنَاتِهِمْ، وَزَوَّجُوا بَنَاتِهِمْ لأَبْنَائِهِمْ وَعَبَدُوا آلِهَتَهُمْ. -\s1 عثنيئيل -\p -\v 7 فَارْتَكَبَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَنَسُوا إِلَهَهُمْ وَعَبَدُوا الْبَعْلِيمَ وَالْعَشْتَارُوثَ. -\v 8 فَاحْتَدَمَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْهِمْ، فَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ كُوشَانَ رِشَعْتَايِمَ مَلِكَ أَرَامَ النَّهْرَيْنِ، فَاسْتَعْبَدَ كُوشَانُ رِشَعْتَايِمُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ثَمَانِيَ سَنَوَاتٍ. -\v 9 وَاسْتَغَاثَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالرَّبِّ، فَأَقَامَ لَهُمْ مُخَلِّصاً أَنْقَذَهُمْ هُوَ عُثْنِيئِيلُ بْنُ قَنَازَ أَخُو كَالَبَ الأَصْغَرُ. -\v 10 فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ وَصَارَ قَاضِياً لإِسْرَائِيلَ. وَحِينَ خَرَجَ لِمُحَارَبَةِ كُوشَانَ رِشَعْتَايِمَ مَلِكِ أَرَامَ، تَغَلَّبَ عَلَيْهِ، وَأَظْفَرَهُ الرَّبُّ بِهِ. -\v 11 وَعَمَّ السَّلامُ الْبِلادَ حِقْبَةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، إِلَى أَنْ مَاتَ عُثْنِيئِيْلُ بْنُ قَنَازَ. -\s1 إهود -\p -\v 12 فَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَقْتَرِفُونَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ فَسَلَّطَ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ عِجْلُونَ مَلِكَ مُوآبَ عِقَاباً لَهُمْ عَلَى شَرِّهِمْ. -\v 13 فَحَشَدَ ضِدَّهُمْ بَنِي عَمُّونَ وَعَمَالِيقَ، وَهَاجَمَهُمْ، وَاحْتَلَّ أَرِيحَا مَدِينَةَ النَّخْلِ. -\v 14 وَاسْتَعْبَدَ عِجْلُونُ مَلِكُ مُوآبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً. -\v 15 فَاسْتَغَاثَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالرَّبِّ، فَأَرْسَلَ لَهُمْ مُنْقِذاً إِهُودَ بْنَ جِيرَا الْبَنْيَامِينِيَّ وَكَانَ أَعْسَرَ، فَبَعَثَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مَعَهُ الْجِزْيَةَ لِعِجْلُونَ مَلِكِ مُوآبَ. -\v 16 فَصَنَعَ إِهُودُ لِنَفْسِهِ سَيْفاً ذَا حَدَّيْنِ طُولُهُ ذِرَاعٌ (نَحْوَ نِصْفِ مِتْرٍ)، تَقَلَّدَهُ تَحْتَ ثِيَابِهِ فَوْقَ فَخْذِهِ الْيُمْنَى، -\v 17 وَقَدَّمَ الْجِزْيَةَ لِعِجْلُونَ مَلِكِ مُوآبَ. وَكَانَ عِجْلُونُ بَدِيناً جِدّاً. -\v 18 وَبَعْدَ تَقْدِيمِ الْجِزْيَةِ صَرَفَ إِهُودُ حَامِلِيهَا مِنَ الْقَوْمِ، -\v 19 وَرَجَعَ هُوَ مِنْ عِنْدِ الْمَحَاجِرِ الْمُجَاوِرَةِ لِلْجِلْجَالِ، وَقَالَ لِلْمَلِكِ: -\v 20 «لَدَيَّ كَلامُ سِرٍّ لأُبَلِّغَكَ إِيَّاهُ أَيُّهَا الْمَلِكُ». فَصَرَفَ الْمَلِكُ كُلَّ الْمَوْجُودِينَ بِمَجْلِسِهِ لِيَنْفَرِدَ بِإِهُودَ -\v 21 فَاقْتَرَبَ آنَئِذٍ مِنْهُ إِهُودُ وَهُوَ جَالِسٌ فِي عُلِّيَّتِهِ الْخَاصَّةِ، وَقَالَ لَهُ: «لَدَيَّ لَكَ رِسَالَةٌ مِنَ اللهِ». فَنَهَضَ الْمَلِكُ عَنْ سَرِيرِهِ. فَمَدَّ عِنْدَئِذٍ إِهُودُ يَدَهُ الْيُسْرَى وَاسْتَلَّ سَيْفَهُ عَنْ فَخْذِهِ الْيُمْنَى وَأَغْمَدَهُ فِي بَطْنِهِ -\v 22 حَتَّى غَاصَ الْقَائِمُ وَرَاءَ النَّصْلِ فَأَطْبَقَ الشَّحْمُ عَلَى النَّصْلِ الَّذِي اخْتَرَقَ ظَهْرَ الْمَلِكِ لأَنَّ إِهُودَ لَمْ يَجْذُبِ السَّيْفَ مِنْ بَطْنِ الْمَلِكِ. -\v 23 وَغَادَرَ إِهُودُ الرِّوَاقَ وَأَغْلَقَ خَلْفَهُ أَبْوَابَ الْعُلِّيَّةِ وَأَقْفَلَهَا. -\v 24 وَمَا لَبِثَ أَنْ أَقْبَلَ خُدَّامُ الْمَلِكِ فَوَجَدُوا أَبْوَابَ الْعُلِّيَّةِ مُغْلَقَةً فَقَالُوا: «لَعَلَّهُ يَقْضِي حَاجَتَهُ فِي الْعُلِّيَّةِ الصَّيْفِيَّةِ». -\v 25 فَلَبِثُوا مُنْتَظِرِينَ حَتَّى اعْتَرَاهُمُ الْقَلَقُ لأَنَّهُ لَمْ يَفْتَحْ أَبْوَابَ الْمُخْدَعِ فَأَخَذُوا مِفْتَاحاً وَفَتَحُوا الْبَابَ. وَإذَا سَيِّدُهُمْ سَاقِطٌ عَلَى الأَرْضِ مَيْتاً. -\v 26 وَفِيمَا هُمْ مَبْهُوتُونَ فَرَّ إِهُودُ وَاجْتَازَ الْمَحَاجِرَ وَنَجَا إِلَى سَعِيرَةَ. -\v 27 وَمَا إِنْ وَصَلَ إِلَى جَبَلِ أَفْرَايِمَ حَتَّى نَفَخَ بِالْبُوقِ، فَاجْتَمَعَ خَلْفَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنَ الْجَبَلِ، فَسَارَ فِي طَلِيعَتِهِمْ. -\v 28 وَقَالَ لَهُمْ: «اتْبَعُونِي لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَفَعَ أَعْدَاءَكُمُ الْمُوآبِيِّينَ إِلَى أَيْدِيكُمْ» فَاحْتَشَدُوا وَرَاءَهُ وَاسْتَوْلَوْا عَلَى مَخَاوِضِ الأُرْدُنِّ الْمُفْضِيَةِ إِلَى مُوآبَ وَمَنَعُوا الأَعْدَاءَ مِنَ الْعُبُورِ. -\v 29 وَهَاجَمُوا الْمُوآبِيِّينَ وَقَتَلُوا مِنْهُمْ نَحْوَ عَشَرَةِ آلافٍ مِنَ الْمُحَارِبِينَ الأَشِدَّاءِ. -\v 30 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ خَضَعَ الْمُوآبِيُّونَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَعَمَّ السَّلامُ الْبِلادَ ثَمَانِينَ سَنَةً. -\s1 شمجر -\p -\v 31 وَتَوَلَّى شَمْجَرُ بْنُ عَنَاةَ قَضَاءَ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ إِهُودَ، فَقَتَلَ سِتَّ مِئَةِ رَجُلٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ بِمِهْمَازِ بَقَرٍ، وَأَنْقَذَ إِسْرَائِيلَ. -\c 4 -\s1 دبورة -\p -\v 1 وَبَعْدَ مَوْتِ إِهُودَ عَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَكِبُونَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، -\v 2 فَأَخْضَعَهُمُ الرَّبُّ لِيَابِينَ مَلِكِ كَنْعَانَ الْمُقِيمِ فِي حَاصُورَ. وَكَانَ سِيسَرَا رَئِيسُ جَيْشِهِ قَاطِناً فِي حَرُوشَةِ الأُمَمِ. -\v 3 فَاسْتَغَاثَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالرَّبِّ، لأَنَّهُ كَانَ تَحْتَ إِمْرَةِ سِيسَرَا تِسْعُ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ حَدِيدِيَّةٍ، وَقَدِ اشْتَدَّ فِي مُضَايَقَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِشْرِينَ سَنَةً. -\p -\v 4 وَكَانَتْ دَبُورَةُ زَوْجَةُ لَفِيدُوتَ امْرَأَةً نَبِيَّةً وَقَاضِيَةً لإِسْرَائِيلَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، -\v 5 وَكَانَتْ تَعْقِدُ مَجْلِسَ قَضَائِهَا تَحْتَ نَخْلَةِ دَبُورَةَ بَيْنَ الرَّامَةِ وَبَيْتِ إِيلَ. فَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَفِدُونَ إِلَيْهَا لِلْقَضَاءِ. -\v 6 فَأَرْسَلَتْ هَذِهِ وَاسْتَدْعَتْ بَارَاقَ بنَ أَبِينُوعَمَ مِنْ قَادَشِ نَفْتَالِي، وَقَالَتْ لَهُ: «هَذَا هُوَ أَمْرُ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ إِلَيْكَ: اذْهَبْ وَازْحَفْ إِلَى جَبَلِ تَابُورَ بَعْدَ أَنْ تُجَنِّدَ لَكَ عَشْرَةَ آلافِ رَجُلٍ مِنْ أَبْنَاءِ نَفْتَالِي وَزَبُولُونَ، -\v 7 فَأَجْتَذِبَ سِيسَرَا رَئِيسَ جَيْشِ يَابِينَ بِمَرْكَبَاتِهِ إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ وَأُظْفِرَكَ بِهِ». -\v 8 فَقَالَ لَهَا بَارَاقُ: «إِنْ ذَهَبْتِ مَعِي أَذْهَبْ، وَإِنْ لَمْ تَذْهَبِي لا أَذْهَبْ». -\v 9 فَأَجَابَتْ: «أَذْهَبُ مَعَكَ، غَيْرَ أَنَّهُ لَنْ يَكُونَ لَكَ فَخْرٌ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي أَنْتَ مَاضٍ فِيهَا، لأَنَّ الرَّبَّ يُسَلِّمُ سِيِسَرَا لاِمْرَأَةٍ». فَنَهَضَتْ دَبُورَةُ وَرَافَقَتْ بَارَاقَ إِلَى قَادَشَ. -\p -\v 10 وَاسْتَدْعَى بَارَاقُ رِجَالَ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِي إِلَى قَادَشَ، فَانْضَمَّ إِلَيْهِ عَشْرَةُ آلافِ رَجُلٍ. وَانْطَلَقَتْ دَبُورَةُ مَعَهُ أَيْضاً. -\p -\v 11 فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ كَانَ حَابِرُ الْقَيْنِيُّ مِنْ ذُرِّيَّةِ حُوبَابَ حَمِي مُوسَى، قَدِ انْفَرَدَ عَنْ بَقِيَّةِ عَشِيرَةِ الْقَيْنِيِّينَ وَضَرَبَ خِيَامَهُ إِلَى جُوَارِ شَجَرَةِ بَلُّوطٍ فِي صَعَنَايِمَ الْقَرِيبَةِ مِنْ قَادَشَ. -\v 12 وَأَبْلَغُوا سِيسَرَا أَنَّ بَارَاقَ بْنَ أَبِينُوعَمَ قَدْ صَعِدَ إِلَى جَبَلِ تَابُورَ. -\v 13 فَحَشَدَ سِيسَرَا مَرْكَبَاتِهِ الْحَدِيدِيَّةَ التِّسْعَ مِئَةٍ، وَجَمِيعَ جَيْشِهِ الَّذِي مَعَهُ مِنْ حَرُوشَةِ الأُمَمِ حَتَّى نَهْرِ قِيشُونَ. -\v 14 فَقَالَتْ دَبُورَةُ لِبَارَاقَ: «قُمْ، لأَنَّ هَذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي فِيهِ يُظْفِرُكَ الرَّبُّ بِسِيسَرَا. أَلَمْ يَتَقَدَّمْكَ الرَّبُّ؟» فَانْحَدَرَ بَارَاقُ مِنْ جَبَلِ تَابُورَ عَلَى رَأْسِ عَشْرَةِ آلافِ رَجُلٍ. -\v 15 فَأَرْعَبَ الرَّبُّ سِيسَرَا وَكُلَّ مَرْكَبَاتِهِ وَسَائِرَ جَيْشِهِ وَقَضَى عَلَيْهِمْ بِحَدِّ السَّيْفِ أَمَامَ بَارَاقَ. فَتَرَجَّلَ سِيسَرَا مِنْ مَرْكَبَتِهِ وَهَرَبَ عَلَى رِجْلَيْهِ. -\v 16 فَتَعَقَّبَ بَارَاقُ الْمَرْكَبَاتِ وَالْجَيْشَ إِلَى حَروُشَةِ الأُمَمِ، وَتَمَّ الْقَضَاءُ عَلَى كُلِّ جَيْشِ سِيسَرَا بِحَدِّ السَّيْفِ فَلَمْ يَسْلَمْ مِنْهُمْ حَيٌّ. -\p -\v 17 وَأَمَّا سِيسَرَا فَهَرَبَ مَاشِياً إِلَى خَيْمَةِ يَاعِيلَ امْرَأَةِ حَابِرَ الْقَيْنِيِّ الَّذِي كَانَ قَدْ عَقَدَ اتِّفَاقَ صُلْحٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَابِينَ مَلِكِ حَاصُورَ. -\v 18 فَخَرَجَتْ يَاعِيلُ لاِسْتِقْبَالِ سِيسَرَا قَائِلَةً: «تَعَالَ إِلَى خَيْمَتِي يَا سَيِّدِي وَلا تَخَفْ». فَمَالَ إِلَى خَيْمَتِهَا وَغَطَّتْهُ بِلِحَافٍ. -\v 19 ثُمَّ قَالَ لَهَا: «اسْقِينِي قَلِيلاً مِنَ الْمَاءِ لأَنِّي قَدْ عَطِشْتُ». فَفَتَحَتْ زِقَّ اللَّبَنِ وَأَسْقَتْهُ ثُمَّ غَطَّتْهُ. -\v 20 وَقَالَ لَهَا: «قِفِي بِبَابِ الْخَيْمَةِ، حَتَّى إِذَا أَقْبَلَ أَحَدُهُمْ وَسَأَلَكِ: أَهُنَا أَحَدٌ؟ تَقُولِينَ: لا». -\v 21 وَمَا لَبِثَ أَنْ غَطَّ فِي نَوْمٍ ثَقِيلٍ لِشِدَّةِ تَعَبِهِ. فَأَخَذَتْ يَاعِيلُ امْرَأَةُ حَابِرَ وَتَدَ الْخَيْمَةِ وَمِطْرَقَةً، وَتَسَلَّلَتْ إِلَيْهِ وَدَقَّتِ الْوَتَدَ فِي صُدْغِهِ فَنَفَذَ إِلَى الأَرْضِ وَمَاتَ. -\v 22 وَإذَا بِبَارَاقَ يُطَارِدُ سِيسَرَا، فَخَرَجَتْ يَاعِيلُ لاِسْتِقْبَالِهِ وَقَالَتْ لَهُ: «تَعَالَ لأُرِيَكَ الرَّجُلَ الَّذِي تَبْحَثُ عَنْهُ». فَدَخَلَ إِلَى خَيْمَتِهَا، وَإذَا بِسِيسَرَا طَرِيحٌ مَيْتاً وَالْوَتَدُ نَافِذٌ فِي صُدْغِهِ. -\v 23 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَخْضَعَ الرَّبُّ يَابِينَ مَلِكَ كَنْعَانَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، -\v 24 وَاشْتَدَّتْ وَطْأَةُ سَطْوَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَيْهِ وَازْدَادَتْ قُوَّةً حَتَّى تَمَّتْ إِبَادَتُهُ كُلِّيًّا. -\c 5 -\s1 نشيد دبورة -\p -\v 1 وَأَنْشَدَتْ دَبُورَةُ وَبَارَاقُ بْنُ أَبِينُوعَمَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَائِلَيْنِ: -\v 2 بَارِكُوا الرَّبَّ لأَنَّ الرُّؤَسَاءَ تَوَلَّوْا زِمَامَ الْقِيَادَةِ فِي إِسْرَائِيلَ وَلأَنَّ الشَّعْبَ انْتَدَبُوا أَنْفُسَهُمْ مُتَطَوِّعِينَ. -\v 3 فَاسْمَعُوا أَيُّهَا الْمُلُوكُ، وَأَصْغَوْا أَيُّهَا الأُمَرَاءُ، لأَنَّنِي أَنَا أَشْدُو لِلرَّبِّ، وَأُغَنِّي لإِلَهِ إِسْرَائِيلَ. -\v 4 يَا رَبُّ، عِنْدَمَا خَرَجْتَ مِنْ سَعِيرَ وَتَقَدَّمْتَ مِنْ صَحْرَاءِ أَدُومَ، ارْتَعَدَتِ الأَرْضُ، وَسَكَبَتِ السَّمَاءُ أَمْطَارَهَا، وَقَطَرَتِ السُّحُبُ مَاءً. -\v 5 تَزَلْزَلَتِ الأَرْضُ أَمَامَ الرَّبِّ وَارْتَعَدَ جَبَلُ سِينَاءَ هَذَا مِنْ حَضْرَةِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ. -\p -\v 6 فِي أَيَّامِ شَمْجَرَ بْنِ عَنَاةَ، وَفِيِ أَيَّامِ يَاعِيلَ هَجَرَ الْمُسَافِرُونَ الطُّرُقَ الْمَعْرُوفَةَ، وَلَجَأُوا إِلَى الْمَسَالِكِ الْمُلْتَوِيَةِ. -\v 7 وَتَضَاءَلَ عَدَدُ سُكَّانِ إِسْرَائِيلَ، إِلَى أَنْ صَارَتْ دَبُورَةُ أُمّاً لإِسْرَائِيلَ. -\v 8 عِنْدَمَا اخْتَارُوا آلِهَةً أُخْرَى نَشَبَتْ حَرْبٌ عِنْدَ بَوَّابَاتِ الْمَدِينَةِ، وَلَمْ يُشَاهَدْ تُرْسٌ أَوْ رُمْحٌ مَعَ أَيٍّ مِنَ الأَرْبَعِينَ أَلْفاً مِنْ إِسْرَائِيلَ. -\v 9 قَلْبِي مَعَ قُضَاةِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ ضَحَّوْا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ رِضًى مِنْ بَيْنِ الشَّعْبِ، فَبَارِكُوا الرَّبَّ. -\v 10 أَيُّهَا الرَّاكِبُونَ الأُتُنَ الشُّهْبَ، الْجَالِسُونَ عَلَى طَنَافِسِ سُرُجِكُمْ وَأَنْتُمْ أَيُّهَا السَّائِرُونَ فِي الطَّرِيقِ، تَجَاوَبُوا. -\v 11 بِأَصْوَاتِ الْمُنْشِدِينَ عِنْدَ سَواقِي الْمِيَاهِ يَتَغَنَّوْنَ بِانْتِصَارَاتِ الرَّبِّ وَشَعْبِهِ فِي إِسْرَائِيلَ، عِنْدَئِذٍ يَنْزِلُ شَعْبُ الرَّبِّ إِلَى بَوَّابَاتِ الْمَدِينَةِ. -\p -\v 12 اسْتَيْقِظِي يَا دَبُورَةُ، اسْتَيْقِظِي وَاهْتِفِي بِنَشِيدٍ. قُمْ يَا بَارَاقُ، وَخُذْ سَبْيَكَ إِلَى الأَسْرِ، يَا ابْنَ أَبِينُوعَمَ. -\v 13 عِنْدَئِذٍ أَقْبَلَ النَّاجُونَ إِلَى النُّبَلاءِ؛ انْحَدَرَ شَعْبُ الرَّبِّ وَالْتَفَّ حَوْلِي لِمُحَارَبَةِ الأَشِدَّاءِ. -\v 14 أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ مِنْ أَرْضِ أَفْرَايِمَ حَيْثُ أُصُولُهُمْ بَيْنَ عَمَالِيقَ، وَفِي أَعْقَابِهِمْ جَاءَ شَعْبُ بِنْيَامِينَ. مِنْ مَاكِيرَ تَقَدَّمَ قُضَاةٌ، وَمِنْ زَبُولُونَ أَقْبَلَ حَامِلُو عَصَا الْقِيَادَةِ. -\v 15 جَاءَ رُؤَسَاءُ يَسَّاكَرَ مَعَ دَبُورَةَ وَأَخْلَصُوا لِبَارَاقَ، فَاقْتَحَمُوا الْوَادِي فِي أَعْقَابِهِ. أَمَّا أَبْنَاءُ رَأُوبَيْنَ فَقَدِ اعْتَرَاهُمُ التَّخَاذُلُ وَالْحَيْرَةُ. -\v 16 لِمَاذَا تَخَلَّفْتُمْ فِي حَظَائِرِكُمْ؟ أَلِتَسْمَعُوا صَفِيرَ الرُّعَاةِ إِلَى الْقُطْعَانِ؟ لَشَدَّ مَا تُسَامُ عَشَائِرُ رَأُوبَيْنَ مِنْ عَذَابِ الضَّمِيرِ. -\v 17 أَقَامَ جِلْعَادُ شَرْقِيَّ الأُرْدُنِّ، وَأَنْتَ يَا دَانُ لِمَاذَا اسْتَوْطَنْتَ عِنْدَ السُّفُنِ؟ وَبَقِيَ أَشِيرُ قَابِعاً عِنْدَ سَاحِلِ الْبَحْرِ، وَانْطَوَى عِنْدَ خُلْجَانِهِ. -\v 18 أَمَّا زَبُولُونُ وَنَفْتَالِي فَقَدْ عَرَّضَا حَيَاتَهُمَا لِلْمَوْتِ عِنْدَ رَوَابِي الْحَقْلِ. -\p -\v 19 احْتَشَدَ مُلُوكٌ وَحَارَبُوا، حَارَبَ مُلُوكُ كَنْعَانَ فِي تَعْنَكَ بِجِوَارِ مِيَاهِ مَجِدُّو، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَغْنَمُوا قِطْعَةَ فِضَّةٍ وَاحِدَةً. -\v 20 مِنَ السَّمَاءِ حَارَبَتِ النُّجُومُ سِيسَرَا مِنْ مَسَارَاتِهَا. -\v 21 وَفَاضَتْ مِيَاهُ نَهْرِ قِيشُونَ الْقَدِيمِ وَجَرَفَتْ رِجَالَهُ؛ فَتَقَدَّمِي يَا نَفْسِي بِعِزٍّ. -\p -\v 22 ثُمَّ تَرَدَّدَ وَقْعُ حَوَافِرِ خَيْلِ الْعَدُوِّ، مِنْ عَدْوِ الْجِيَادِ الضَّخْمَةِ. -\v 23 غَيْرَ أَنَّ مَلاكَ الرَّبِّ قَالَ: «الْعَنُوا مِيرُوزَ. الْعَنُوا سَاكِنِيهَا بِمَرَارَةٍ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَأْتُوا لِلْمُحَارَبَةِ فِي صَفِّ الرَّبِّ ضِدَّ الْجَبَابِرَةِ». -\v 24 لِتَكُنْ يَاعِيلُ زَوْجَةُ حَابِرَ الْقَيْنِيِّ مُبَارَكَةً. لِتَكُنْ مُبَارَكَةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ النِّسَاءِ سَاكِنَاتِ الْخِيَامِ. -\v 25 فَقَدْ سَأَلَهَا سِيسَرَا مَاءً فَأَعْطَتْهُ لَبَناً، قَدَّمَتْ لَهُ زُبْدَةً فِي وِعَاءِ الْعُظَمَاءِ. -\v 26 ثُمَّ تَنَاوَلَتْ وَتَدَ الْخَيْمَةِ بِيَدٍ، وَمَدَّتْ يَمِينَهَا إِلَى الْمِطْرَقَةِ وَضَرَبَتْ سِيسَرَا فَسَحَقَتْ رَأْسَهُ وَشَدَخَتْ صُدْغَهُ وَخَرَقَتْهُ! -\v 27 فَانْطَرَحَ عِنْدَ قَدَمَيْهَا. سَقَطَ، وَظَلَّ مُلْقىً هُنَاكَ. انْطَرَحَ عِنْدَ قَدَمَيْهَا وَسَقَطَ. وَحَيْثُ انْطَرَحَ سَقَطَ قَتِيلاً. -\v 28 مِنَ الْكُوَّةِ أَشْرَفَتْ أُمُّ سِيسَرَا، وَمِنْ وَرَاءِ النَّافِذَةِ الْمُشَبَّكَةِ وَلْوَلَتْ: لِمَاذَا أَبْطَأَتْ مَرْكَبَاتُهُ عَنِ الْمَجِيءِ؟ لِمَاذَا تَأَخَّرَ صَرِيرُ وَقْعِ مَرْكَبَاتِهِ؟ -\v 29 فَأَجَابَتْهَا أَحْكَمُ نِسَائِهَا، بَلْ هِيَ أَجَابَتْ نَفْسَهَا: -\v 30 «أَلَمْ يَجِدُوا الْغَنِيمَةَ وَيَقْتَسِمُوهَا؟ فَتَاةً أَوْ فَتَاتَيْنِ لِكُلِّ رَجُلٍ، وَغَنِيمَةَ ثِيَابٍ مَصْبُوغَةٍ لِسِيسَرَا، وَأُخْرَى مَصْبُوغَةٍ وَمُطَرَّزَةِ الْوَجْهَيْنِ لِتَكُونَ غَنِيمَةً أَلُفُّ بِها عُنُقِي؟ -\v 31 هَكَذَا يَنْقَرِضُ جَمِيعُ أَعْدَائِكَ يَا رَبُّ، أَمَّا أَحِبَّاؤُكَ فَهُمْ كَالشَّمْسِ الْمُتَأَلِّقَةِ فِي جَبَرُوتِهَا». ثُمَّ خَيَّمَ السَّلامُ عَلَى الْبِلادِ فَتْرَةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. -\c 6 -\s1 جدعون -\p -\v 1 وَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَقْتَرِفُونَ الإِثْمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ فَسَلَّطَ عَلَيْهِمِ الْمِدْيَانِيِّينَ سَبْعَ سَنَوَاتٍ. -\v 2 وَاشْتَدَّتْ وَطْأَةُ الْمِدْيَانِيِّينَ عَلَى إِسْرَائِيلَ حَتَّى لَجَأَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ إِلَى الْجِبَالِ لِيَعِيشُوا فِي الْكُهُوفِ وَالْمَغَائِرِ. -\v 3 وَكُلَّمَا زَرَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ زَرْعاً جَاءَ النَّاهِبُونَ الْمِدْيَانِيُّونَ وَالْعَمَالِقَةُ وَسِوَاهُمْ مِنْ أَبْنَاءِ الْمَشْرِقِ لِيَنْهَبُوا مَحَاصِيلَهُمْ، -\v 4 فَيَغْزُونَهُمْ وَيُتْلِفُونَ غَلّاتِ أَرْضِهِمْ حَتَّى تُخُومِ غَزَّةَ وَلا يَتْرُكُونَ لِلإِسْرَائِيلِيِّينَ مَا يَقْتَاتُونَ بِهِ، وَيَسْتَوْلُونَ أَيْضاً عَلَى الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ. -\v 5 لأَنَّهُمْ كَانُوا يَغْزُونَ الْبِلادَ بِمَوَاشِيهِمْ وَخِيَامِهِمْ، فَكَانُوا فِي كَثْرَةِ الْجَرَادِ، لَا يُحْصَى لَهُمْ وَلا لِجِمَالِهِمْ عَدَدٌ، فَيَغْزُونَ الأَرْضَ وَيُتْلِفُونَهَا. -\v 6 فَأَذَلَّ الْمِدْيَانِيُّونَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ جِدّاً، فَاسْتَغَاثَ هَؤُلاءِ بِالرَّبِّ. -\p -\v 7 وَعِنْدَمَا اسْتَغَاثَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالرَّبِّ مِنْ ظُلْمِ الْمِدْيَانِيِّينَ، -\v 8 أَرْسَلَ الرَّبُّ نَبِيًّا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمْ: «هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: لَقَدْ أَخْرَجْتُكُمْ مِنْ مِصْرَ وَحَرَّرْتُكُمْ مِنْ نِيرِ الْعُبُودِيَّةِ. -\v 9 وَأَنْقَذْتُكُمْ مِنْ قَبْضَةِ الْمِصْرِيِّينَ وَمِنْ يَدِ جَمِيعِ مُضَايِقِيكُمْ، وَطَرَدْتُهُمْ مِنْ وَجْهِكُمْ وَوَهَبْتُكُمْ أَرْضَهُمْ. -\v 10 وَقُلْتُ لَكُمْ: أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. لَا تَخَافُوا آلِهَةَ الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ أَنْتُمْ مُقِيمُونَ فِي أَرْضِهِمْ، لَكِنَّكُمْ لَمْ تُطِيعُوا قَوْلِي». -\p -\v 11 ثُمَّ جَاءَ مَلاكُ الرَّبِّ إِلَى قَرْيَةِ عَفْرَةَ، وَجَلَسَ تَحْتَ شَجَرَةِ الْبَلُّوطِ الَّتِي يَمْلِكُهَا يُوآشُ الأَبِيعَزَرِيُّ. وَكَانَ ابْنُهُ جِدْعُونُ يَخْبِطُ حِنْطَةً فِي الْمِعْصَرَةِ لِكَيْ يُهَرِّبَهَا مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ. -\v 12 فَتَجَلَّى لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ وَقَالَ لَهُ: «الرَّبُّ مَعَكَ أَيُّهَا الْمُحَارِبُ الْجَبَّارُ». -\v 13 فَقَالَ لَهُ جِدْعُونُ: «دَعْنِي أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي: إِنْ كَانَ الرَّبُّ مَعَنَا، فَلِمَاذَا أَصَابَنَا كُلُّ هَذَا الْبَلاءِ؟ وَأَيْنَ كُلُّ عَجَائِبِهِ الَّتِي حَدَّثَنَا بِها آبَاؤُنَا قَائِلِينَ: أَلَمْ يُخْرِجْنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ؟ وَالآنَ قَدْ نَبَذَنَا الرَّبُّ وَجَعَلَنَا فِي قَبْضَةِ مِدْيَانَ». -\v 14 فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الرَّبُّ وَأَجَابَ: «اذْهَبْ بِمَا تَمْلِكُهُ مِنْ قُوَّةٍ وَأَنْقِذْ إِسْرَائِيلَ مِنْ قَبْضَةِ الْمِدْيَانِيِّينَ. أَلَسْتُ أَنَا الَّذِي أَرْسَلَكَ؟» -\v 15 فَأَجَابَ جِدْعُونُ: «دَعْنِي أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي: كَيْفَ أُنْقِذُ إِسْرَائِيلَ وَعَشِيرَتِي هِيَ أَضْعَفُ عَشَائِرِ سِبْطِ مَنَسَّى، وَأَنَا أَقَلُّ أَفْرَادِ عَائِلَتِي شَأْناً؟» -\v 16 فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «سَأَكُونُ مَعَكَ فَتَقْضِي عَلَى الْمِدْيَانِيِّينَ وَكَأَنَّكَ تَقْضِي عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ». -\v 17 فَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتُ حَقّاً قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ، فَأَعْطِنِي عَلامَةً أَنَّكَ أَنْتَ الَّذِي تُخَاطِبُنِي. -\v 18 أَرْجُوكَ أَلا تَمْضِيَ مِنْ هُنَا حَتَّى أَرْجِعَ وَأَضَعَ تَقْدِمَتِي أَمَامَكَ». فَأَجَابَهُ: «سَأَبْقَى حَتَّى تَرْجِعَ». -\p -\v 19 فَدَخَلَ جِدْعُونُ إِلَى بَيْتِهِ وَأَعَدَّ جَدْياً وَإِيفَةَ دَقِيقٍ فَطِيراً، وَوَضَعَ اللَّحْمَ فِي سَلٍّ وَالْحِسَاءَ فِي قِدْرٍ، وَحَمَلَهَا إِلَيْهِ تَحْتَ الْبَلُّوطَةِ وَقَدَّمَهَا لَهُ. -\v 20 فَقَالَ الْمَلاكُ لَهُ: «خُذِ اللَّحْمَ وَالْفَطِيرَ، وَضَعْهُمَا فَوْقَ تِلْكَ الصَّخْرَةِ وَاسْكُبِ الْحِسَاءَ» فَفَعَلَ جِدْعُونُ ذَلِكَ. -\v 21 فَمَدَّ مَلاكُ الرَّبِّ طَرَفَ الْعُكَّازِ الَّذِي بِيَدِهِ وَمَسَّ بِهِ اللَّحْمَ وَالْفَطِيرَ، فَانْدَلَعَتْ نَارٌ مِنَ الصَّخْرَةِ وَالْتَهَمَتْهُمَا. وَتَوَارَى مَلاكُ الرَّبِّ عَنْ عَيْنَيْهِ. -\v 22 وَعِنْدَمَا تَبَيَّنَ جِدْعُونُ أَنَّهُ مَلاكُ الرَّبِّ، هَتَفَ مُرْتَعِباً: «آهِ يَا سَيِّدِي الرَّبَّ! لَقَدْ رَأَيْتُ مَلاكَ الرَّبِّ وَجْهاً لِوَجْهٍ». -\v 23 فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «السَّلامُ لَكَ، لَا تَخَفْ، فَأَنْتَ لَنْ تَمُوتَ». -\v 24 فَبَنَى جِدْعُونُ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ سَمَّاهُ: يَهْوَهْ شَلُومَ (وَمَعْنَاهُ: الرَّبُّ سَلامٌ). وَمَازَالَ الْمَذْبَحُ قَائِماً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ فِي عَفْرَةِ الأَبِيعَزَرِيِّينَ. -\p -\v 25 وَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ: «خُذْ ثَوْراً كَامِلَ النُّضْجِ مِنْ قَطِيعِ أَبِيكَ: وَثَوْراً ثَانِياً عُمْرُهُ سَبْعُ سَنَوَاتٍ، وَاهْدِمْ مَذْبَحَ الْبَعْلِ الَّذِي يَعْبُدُهُ أَبُوكَ، وَاقْطَعْ نُصُبَ عَشْتَارُوثَ الَّذِي إِلَى جِوَارِهِ. -\v 26 وَابْنِ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ إِلَهِكَ عَلَى رَأْسِ تِلْكَ الصَّخْرَةِ، وَرَتِّبْ حِجَارَتَهُ فِي الْمَكَانِ الْمُعَدِّ، وَخُذِ الثَّوْرَ وَأَصْعِدْهُ مُحْرَقَةً عَلَى خَشَبِ النُّصُبِ الَّذِي قَطَّعْتَهُ». -\v 27 عِنْدَئِذٍ أَخَذَ جِدْعُونُ عَشَرَةَ رِجَالٍ مِنْ عَبِيدِهِ وَنَفَّذَ لَيْلاً مَا أَمَرَهُ الرَّبُّ بِهِ، لأَنَّهُ كَانَ يَخْشَى غَضَبَ بَيْتِ أَبِيهِ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَلَمْ يَجْرُؤْ عَلَى فِعْلِ ذَلِكَ نَهَاراً. -\p -\v 28 وَفِي فَجْرِ الْيَوْمِ التَّالِي اكْتَشَفَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ أَنَّ مَذْبَحَ الْبَعْلِ مُتَهَدِّمٌ وَالنُّصُبَ الَّذِي إِلَى جِوَارِهِ مَقْطُوعٌ، وَالثَّوْرَ الثَّانِي قَدْ أُصْعِدَ عَلَى الْمَذْبَحِ الْجَدِيدِ. -\v 29 فَسَأَلَ الْوَاحِدُ صَاحِبَهُ: «مَنْ صَنَعَ هَذَا الأَمْرَ؟» وَبَعْدَ بَحْثٍ وَتَحَرٍّ، اكْتَشَفُوا أَنَّ جِدْعُونَ بْنَ يُوآشَ هُوَ الْجَانِي. -\v 30 فَقَالَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لِيُوآشَ: «أَخْرِجِ ابْنَكَ. يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ لأَنَّهُ هَدَمَ مَذْبَحَ الْبَعْلِ وَقَطَعَ النُّصُبَ الَّذِي إِلَى جِوَارِهِ». -\v 31 فَقَالَ يُوآشُ لِجَمِيعِ الثَّائِرِينَ عَلَيْهِ: «أَعَازِمُونَ أَنْتُمْ عَلَى الدِّفَاعِ عَنِ الْبَعْلِ؟ أَمْ أَنْتُمْ تُحَاوِلُونَ إِنْقَاذَهُ؟ إِنَّ مَنْ يُقَاتِلُ دِفَاعاً عَنِ الْبَعْلِ حَتْماً يَمُوتُ فِي هَذَا الصَّبَاحِ (لأَنَّ ذَلِكَ إِهَانَةٌ لِلْبَعْلِ). إِنْ كَانَ الْبَعْلُ حَقّاً إِلَهاً فَلْيُقَاتِلْ عَنْ نَفْسِهِ لأَنَّ مَذْبَحَهُ قَدْ هُدِمَ». -\v 32 وَمُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ دُعِيَ جِدْعُونُ يَرُبَّعْلَ، لأَنَّ يُوآشَ قَالَ: «لِيُقَاتِلْهُ بَعْلٌ»؛ لأَنَّ جِدْعُونَ قَدْ هَدَمَ مَذْبَحَهُ. -\p -\v 33 وَتَحَالَفَتْ جُيُوشُ مِدْيَانَ وَعَمَالِيقَ وَسِوَاهُمْ مِنْ أَبْنَاءِ الْمَشْرِقِ وَعَسْكَرُوا فِي وَادِي يَزْرَعِيلَ. -\v 34 وَحَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى جِدْعُونَ فَنَفَخَ الْبُوقَ فَانْضَمَّ إِلَيْهِ رِجَالُ أَبِيعَزَرَ. -\v 35 وَأَرْسَلَ جِدْعُونُ مَبْعُوثِينَ إِلَى أَسْبَاطِ مَنَسَّى وَأَشِيرَ وَزَبُولُونَ وَنَفْتَالِي يَسْتَدْعِي قُوَّاتِهِمِ الْمُحَارِبَةَ، فَخَفُّوا إِلَيْهِ. -\p -\v 36 وَقَالَ جِدْعُونُ لِلهِ: «إِنْ كُنْتَ حَقّاً سَتُنْقِذُ إِسْرَائِيلَ عَلَى يَدَيَّ كَمَا وَعَدْتَ (فَأَعْطِنِي عَلامَةً عَلَى ذَلِكَ): -\v 37 سَأَضَعُ اللَّيْلَةَ جَزَّةَ صُوفٍ فِي الْبَيْدَرِ، فَإِنِ ابْتَلَّتِ الْجَزَّةُ وَحْدَهَا بِالنَّدَى، وَبَقِيَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا جَافَّةً، أُدْرِكُ أَنَّكَ تُنْقِذُ إِسْرَائِيلَ عَلَى يَدَيَّ كَمَا وَعَدْتَنِي». -\v 38 وَهَذَا مَا حَدَثَ: فَعِنْدَمَا بَكَّرَ جِدْعُونُ فِي الصَّبَاحِ التَّالِي أَخَذَ جَزَّةَ الصُّوفِ وَضَغَطَهَا وَعَصَرَهَا فَقَطَرَ مِنْهَا مِلْءُ قَصْعَةٍ مِنَ الْمَاءِ. -\v 39 فَقَالَ جِدْعُونُ للهِ: «لا يَحْتَدِمْ غَضَبُكَ عَلَيَّ وَدَعْنِي أَتَقَدَّمُ مَرَّةً أُخْرَى فَقَطْ بِطَلَبٍ وَاحِدٍ. اسْمَحْ لِي أَنْ أُجْرِيَ اخْتِبَاراً آخَرَ عَلَى هَذِهِ الْجَزَّةِ. لِتَبْقَ هَذِهِ الْجَزَّةُ وَحْدَهَا جَافَّةً، أَمَّا بَقِيَّةُ الأَرْضِ فَلْيُبَلِّلْهَا النَّدَى». -\v 40 فَصَنَعَ الرَّبُّ ذَلِكَ. فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ابْتَلَّتِ الأَرْضُ كُلُّهَا بِالنَّدَى وَبَقِيَتِ الْجَزَّةُ وَحْدَهَا جَافَّةً. -\c 7 -\s1 جدعون يهزم المديانيين -\p -\v 1 وَفِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ تَوَجَّهَ يَرُبَّعْلُ (جِدْعُونُ) وَجَيْشُهُ إِلَى عَيْنِ حَرُودَ وَخَيَّمُوا هُنَاكَ. وَكَانَ جَيْشُ الْمِدْيَانِيِّينَ مُعَسْكِراً إِلَى الشِّمَالِ مِنْهُمْ فِي الْوَادِي عِنْدَ تَلِّ مُورَةَ. -\v 2 وَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ: «إِنَّ الْقَوْمَ الَّذِينَ مَعَكَ كَثِيرُونَ عَلَيَّ لِطَرْدِ الْمِدْيَانِيِّينَ بِيَدِهِمْ، لِئَلّا يَتَبَاهَى عَلَيَّ الإِسْرَائِيلِيُّونَ قَائِلِينَ: إِنَّ قُوَّتَنَا أَنْقَذَتْنَا. -\v 3 وَالآنَ نَادِ فِي مَسَامِعِ الْقَوْمِ قَائِلاً: كُلُّ مَنْ هُوَ خَائِفٌ وَمُرْتَعِدٌ فَلْيَرْجِعْ مُنْصَرِفاً مِنْ جَبَلِ جِلْعَادَ». فَرَجَعَ مِنَ الْقَوْمِ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ أَلْفاً وَبَقِيَ عَشَرَةُ آلافٍ. -\v 4 وَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ: «لَمْ يَزَلْ عَدَدُ الْمُحَارِبِينَ كَبِيراً. انْزِلْ بِهِمْ إِلَى الْمَاءِ فَأُغَرْبِلَهُمْ لَكَ. فَيَذْهَبَ مَعَكَ مَنْ أَخْتَارُهُ لَكَ وَتَصْرِفُ عَنْكَ مَنْ أَرْفُضُهُ». -\v 5 فَنَزَلَ جِدْعُونُ بِالْجَيْشِ إِلَى الْمَاءِ. وَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ: «كُلُّ مَنْ يَلْعَقُ بِلِسَانِهِ مِنَ الْمَاءِ كَمَا يَلْعَقُ الْكَلْبُ أَوْقِفْهُ وَحْدَهُ، وَكُلُّ مَنْ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ لِلشُّرْبِ أَوْقِفْهُ وَحْدَهُ أَيْضاً». -\v 6 فَكَانَ عَدَدُ الَّذِينَ غَرَفُوا الْمَاءَ بِأَيْدِيهِمْ وَلَعَقُوهُ ثَلاثَ مِئَةِ رَجُلٍ. وَأَمَّا بَاقِي الْجَيْشِ فَجَثَوْا عَلَى رُكَبِهِمْ لِشُرْبِ الْمَاءِ. -\v 7 فَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ: «سَأُخَلِّصُكُمْ وَأُظْفِرُكَ بِالْمِدْيَانِيِّينَ بِالثَّلاثِ مِئَةِ رَجُلٍ الَّذِينَ لَعَقُوا الْمَاءَ. وَلْيَنْصَرِفْ سَائِرُ الْقَوْمِ إِلَى أَمَاكِنِ سُكْنَاهُمْ». -\v 8 فَصَرَفَ جِدْعُونُ بَقِيَّةَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ إِلَى خِيَامِهِمْ بَعْدَ أَنْ أَخَذَ مَؤُونَتَهُمْ وَأَبْوَاقَهُمْ، وَاحْتَفَظَ فَقَطْ بِالثَّلاثِ مِئَةِ رَجُلٍ. وَكَانَ مُخَيَّمُ الْمِدْيَانِيِّينَ تَحْتَهُمْ فِي الْوَادِي. -\p -\v 9 وَقَالَ الرَّبُّ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لِجِدْعُونَ: «قُمْ وَهَاجِمِ الْمُعَسْكَرَ، لأَنَّنِي مُزْمِعٌ أَنْ أُسَلِّمَهُ إِلَى يَدِكَ -\v 10 وَإِنْ كُنْتَ خَائِفاً مِنْ مُهَاجَمَةِ الْمُعَسْكَرِ فَتَسَلَّلْ أَنْتَ وَفُورَةُ غُلَامُكَ إِلَيْهِ، -\v 11 وَاسْتَمِعْ إِلَى حَدِيثِهِمْ، فَتَتَشَدَّدَ عَزِيمَتُكَ وَتَهْجُمَ عَلَى الْمُعَسْكَرِ». فَتَسَلَّلَ هُوَ وَفُورَةُ خَادِمُهُ وَكَمَنَ عِنْدَ طَرَفِ الْمُعَسْكَرِ قَرِيباً مِنْ مَقَرِّ آخِرِ الْمُتَجَنِّدِينَ. -\v 12 وَكَانَ الْمِدْيَانِيُّونَ وَالْعَمَالِقَةُ وَسَائِرُ بَنِي الْمَشْرِقِ مُخَيِّمِينَ فِي الْوَادِي، فِي كَثْرَةِ الْجَرَادِ، وَجِمَالُهُمْ لَا تُحْصَى كَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ. -\v 13 وَلَمَّا وَصَلَ جِدْعُونُ إِلَى مَكْمَنِهِ سَمِعَ رَجُلاً يُحَدِّثُ صَاحِبَهُ بِحُلْمٍ رَآهُ قَائِلا: «رَأَيْتُ فِي حُلْمِي وَإذَا رَغِيفُ خُبْزِ شَعِيرٍ يَتَدَحْرَجُ فِي مُعَسْكَرِ الْمِدْيَانِيِّينَ حَتَّى بَلَغَ الْخَيْمَةَ فَضَرَبَهَا فَسَقَطَتْ، وَقَلَبَهَا رَأْساً عَلَى عَقِبٍ». -\v 14 فَأَجَابَ صَاحِبُهُ: «لَيْسَ ذَلِكَ سِوَى سَيْفِ جِدْعُونَ بْنِ يُوآشَ قَائِدِ جَيْشِ إِسْرَائِيلَ، لَقَدْ أَظْفَرَهُ اللهُ عَلَى الْمِدْيَانِيِّينَ وَعَلَى كُلِّ الْجَيْشِ». -\p -\v 15 فَلَمَّا سَمِعَ جِدْعُونُ حَدِيثَ الْحُلْمِ وَتَفْسِيرَهُ سَجَدَ، وَرَجَعَ إِلَى مُخَيَّمِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ: «هُبُّوا، فَقَدْ نَصَرَكُمُ الرَّبُّ عَلَى جَيْشِ الْمِدْيَانِيِّينَ». -\v 16 وَقَسَمَ الثَّلاثَ مِئَةِ رَجُلٍ إِلَى ثَلاثِ فِرَقٍ، وَوَزَّعَ عَلَى كُلٍّ مِنْهُمْ بُوقاً وَجَرَّةً فَارِغَةً فِي وَسَطِهَا مِصْبَاحٌ. -\v 17 وَقَالَ لَهُمْ: «انْظُرُوا إِلَيَّ وَافْعَلُوا مِثْلِي. عِنْدَمَا أَبْلُغُ طَرَفَ الْمُعَسْكَرِ، افْعَلُوا تَمَاماً كَمَا أَفْعَلُ. -\v 18 وَمَتَى نَفَخْتُ أَنَا وَكُلُّ الَّذِينَ مَعِي بِالْبُوقِ، انْفُخُوا أَنْتُمْ أَيْضاً بِالأَبْوَاقِ حَوْلَ كُلِّ الْمُعَسْكَرِ وَقُولُوا: ’لِلرَّبِّ وَلِجِدْعُونَ‘.» -\p -\v 19 فَأَقْبَلَ جِدْعُونُ وَفِرْقَتُهُ إِلَى طَرَفِ الْمُعَسْكَرِ فِي مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ، بَعْدَ تَغْيِيرِ نَوْبَةِ الْحِرَاسَةِ، فَنَفَخُوا بِالأَبْوَاقِ وَحَطَّمُوا الْجِرَارَ الَّتِي بِأَيْدِيهِمْ. -\v 20 وَهَكَذَا نَفَخَتِ الْفِرَقُ الثَّلاثُ بِالأَبْوَاقِ وَحَطَّمُوا الْجِرَارَ وَأَمْسَكُوا الْمَصَابِيحَ بِأَيْدِيهِمِ الْيُسْرَى وَالأَبْوَاقَ بِأَيْدِيهِمِ الْيُمْنَى لِيَنْفُخُوا بِها صَارِخِينَ: «سَيْفٌ لِلرَّبِّ وَلِجِدْعُونَ». -\v 21 وَوَقَفَ كُلٌّ مِنْهُمْ فِي مَكَانِهِ حَوْلَ الْمُعَسْكَرِ، فَدَبَّ الذُّعْرُ فِي الْجَيْشِ وَتَرَاكَضُوا هَارِبِينَ صَارِخِينَ. -\v 22 وَعَادَتِ الْفِرَقُ الثَّلاثُ تَنْفُخُ فِي أَبْوَاقِهَا، فَجَعَلَ الرَّبُّ أَعْدَاءَهُمْ يُقَاتِلُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَأَغْمَدَ كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ فِي صَاحِبِهِ وَفَرُّوا إِلَى بَيْتِ شِطَّةَ بِاتِّجَاهِ صَرَدَةَ حَتَّى بَلَغُوا آبَلَ مَحُولَةَ بِالْقُرْبِ مِنْ طَبَّاةَ. -\v 23 فَاسْتَدْعَى جِدْعُونُ رِجَالَ إِسْرَائِيلَ مِنْ نَفْتَالِي وَمِنْ أَشِيرَ وَمِنْ كُلِّ مَنَسَّى وَتَعَقَّبُوا الْمِدْيَانِيِّينَ. -\p -\v 24 وَبَعَثَ جِدْعُونُ بِرُسُلٍ إِلَى كُلِّ جَبَلِ أَفْرَايِمَ قَائِلاً: «انْزِلُوا لِلِقَاءِ الْمِدْيَانِيِّينَ وَاسْتَوْلُوا عَلَى مَوَاقِعِ عُبُورِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ عِنْدَ بَيْتِ بَارَةَ». فَاحْتَشَدَ كُلُّ رِجَالِ أَفْرَايِمَ وَاسْتَوْلَوْا عَلَى مِيَاهِ الأُرْدُنِّ عِنْدَ بَيْتِ بَارَةَ، -\v 25 وَأَسَرُوا قَائِدَيِ الْمِدْيَانِيِّينَ غُرَاباً وَذِئْباً، فَقَتَلُوا غُرَاباً عَلَى صَخْرَةِ غُرَابٍ، وَأَمَّا ذِئْبٌ فَقَتَلُوهُ عِنْدَ مِعْصَرَةِ ذِئْبٍ. وَتَعَقَّبُوا الْمِدْيَانِيِّينَ ثُمَّ حَمَلُوا رَأْسَي غُرَابٍ وَذِئْبٍ إِلَى جِدْعُونَ عَبْرَ نَهْرِ الأُرْدُنِّ. -\c 8 -\s1 زبح وصلمناع -\p -\v 1 وَخَاصَمَ رِجَالُ أَفْرَايِمَ جِدْعُونَ خِصَاماً شَدِيداً قَائِلِينَ لَهُ: «لِمَاذَا عَامَلْتَنَا هَكَذَا؟ لِمَاذَا لَمْ تَدْعُنَا عِنْدَ ذِهَابِكَ لِمُحَارَبَةِ الْمِدْيَانِيِّينَ؟» -\v 2 فَأَجَابَهُمْ: «أَيُّ شَيْءٍ فَعَلْتُهُ أَنَا يُوَازِي مَا أَنْجَزْتُمُوهُ أَنْتُمْ؟ أَلَيْسَتْ لُقَاطَةُ عِنَبِ أَفْرَايِمَ خَيْراً مِنْ قِطَافِ أَبِيعَزَرَ؟ -\v 3 لَقَدْ أَوْقَعَ الرَّبُّ غُرَاباً وَذِئْباً قَائِدَيِ الْمِدْيَانِيِّينَ فِي أَيْدِيكُمْ. فَأَيُّ شَيْءٍ اسْتَطَعْتُ أَنْ أَفْعَلَهُ يُوَازِي عَمَلَكُمْ هَذَا؟» وَعِنْدَمَا سَمِعُوا حَدِيثَهُ هَدَأَتْ سَوْرَةُ غَضَبِهِمْ. -\p -\v 4 وَاجْتَازَ جِدْعُونُ وَرِجَالُهُ الثَّلاثُ مِئَةٍ نَهْرَ الأُرْدُنِّ وَقَدْ نَالَ مِنْهُمُ الإِعْيَاءُ مِنْ مُطَارَدَتِهِمْ لِلْعَدُوِّ. -\v 5 فَقَالَ لأَهْلِ سُكُّوتَ: «أَعْطُوا رِجَالِي طَعَاماً فَإِنَّهُمْ مُنْهَكُونَ، وَأَنَا مَازِلْتُ أُطَارِدُ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ مَلِكَيْ مِدْيَانَ». -\v 6 فَأَجَابَهُ رُؤَسَاءُ سُكُّوتَ: «أَلَعَلَّ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ قَدْ وَقَعَا أَسِيرَيْنِ فِي يَدِكَ الآنَ حَتَّى نُقَدِّمَ لِرِجَالِكَ خُبْزاً؟» -\v 7 فَقَالَ جِدْعُونُ: «حَسَناً! عِنْدَمَا يَنْصُرُنِي الرَّبُّ عَلَيْهِمَا سَأَدْرُسُ بالنَّوَارِجِ لَحْمَكُمْ مَعَ أَشْوَاكِ الْبَرِّيَّةِ». -\v 8 وَتَوَجَّهَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى فَنُوئِيلَ وَطَلَبَ مِنْ أَهْلِهَا طَعَاماً، فَأَجَابُوهُ بِمِثْلِ مَا أَجَابَ بِهِ أَهْلُ سُكُّوتَ. -\v 9 فَتَوَعَّدَهُمْ قَائِلاً: «عِنْدَ رُجُوعِي بِسَلامٍ سَأَهْدِمُ هَذَا الْبُرْجَ». -\p -\v 10 وَكَانَ زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ مُعَسْكِرَيْنِ فِي قَرْقَرَ عَلَى رَأْسِ جَيْشٍ مِنْ نَحْوِ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفاً هُمُ الْبَقِيَّةُ الْبَاقِيَةُ مِنْ جَمِيعِ جَيْشِ أَبْنَاءِ الْمَشْرِقِ بَعْدَ أَنْ سَقَطَ مِنْهُمْ مِئَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ رَجُلٍ مِنَ الْمُقَاتِلِينَ بِالسُّيُوفِ. -\v 11 وَسَلَكَ جِدْعُونُ طَرِيقَ سَاكِنِي الْخِيَامِ شَرْقِيَّ نُوبَحَ وَيُجْبَهَةَ وَهَاجَمَ الْجَيْشَ الْمِدْيَانِيَّ عَلَى حِينِ غِرَّةٍ -\v 12 فَهَرَبَ زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ فَتَعَقَّبَهُمَا وَقَبَضَ عَلَيْهِمَا وَشَتَّتَ الْجَيْشَ كُلَّهُ. -\p -\v 13 وَرَجَعَ جِدْعُونُ بْنُ يُوآشَ مِنَ الْحَرْبِ عَنْ طَرِيقِ عَقَبَةِ حَارَسَ. -\v 14 وَقَبَضَ عَلَى شَابٍّ مِنْ أَهْلِ سُكُّوتَ وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يُسَجِّلَ لَهُ أَسْمَاءَ رُؤَسَاءِ سُكُّوتَ وَشُيُوخِهَا. فَسَجَّلَ سَبْعَةً وَسَبْعِينَ اسْماً. -\v 15 ثُمَّ أَقْبَلَ جِدْعُونُ عَلَى أَهْلِ سُكُّوتَ قَائِلاً: «هُوَذا زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ اللَّذَانِ عَيَّرْتُمُونِي بِهِمَا قَائِلِينَ: أَلَعَلَّ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ قَدْ وَقَعَا أَسِيرَيْنِ لَدَيْكَ الآنَ حَتَّى نُقَدِّمَ لِرِجَالِكَ الْمُنْهَكِينَ خُبْزاً؟» -\v 16 وَقَبَضَ عَلَى شُيُوخِ الْمَدِينَةِ، وَأَخَذَ أَشْوَاكاً مِنَ الْبَرِّيَّةِ وَنَوَارِجَ وَعَاقَبَ بِها أَهْلَ سُكُّوتَ، فَكَانَ ذَلِكَ دَرْساً لَهُمْ. -\v 17 وَهَدَمَ بُرْجَ فَنُوئِيلَ وَقَتَلَ رِجَالَ الْمَدِينَةِ. -\p -\v 18 وَسَأَلَ جِدْعُونُ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ: «مَا هَيئَةُ الرِّجَالِ الَّذِينَ قَتَلْتُمَاهُمْ فِي تَابُورَ؟» فَأَجَابَا: «إِنَّهُمْ يُشْبِهُونَكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِثْلُ ابْنِ مَلِكٍ». -\v 19 فَقَالَ: «هُمْ إِخْوَتِي أَبْنَاءُ أُمِّي، حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، مَا كُنْتُ لأَقْتُلَكُمَا لَوْ أَبْقَيْتُمَاهُمْ أَحْيَاءَ». -\v 20 وَقَالَ لِيَثَرَ ابْنِهِ الْبِكْرِ: «قُمِ اقْتُلْهُمَا». وَلَكِنَّ هَذَا خَافَ أَنْ يَسْتَلَّ سَيْفَهُ لأَنَّهُ كَانَ صَغِيرَ السِّنِّ. -\v 21 فَقَالَ زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ: «قُمْ أَنْتَ وَاقْتُلْنَا، فَخَيْرٌ لَنَا أَنْ يَقْتُلَنَا رَجُلٌ» فَقَتَلَهُمَا جِدْعُونُ. وَأَخَذَ الْحُلِيَّ الَّتِي كَانَتْ تُزَيِّنُ أَعْنَاقَ جِمَالِهِمَا. -\s1 جدعون يرفض الملك -\p -\v 22 وَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِجِدْعُونَ: «تَسَلَّطْ عَلَيْنَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَحَفِيدُكَ، لأَنَّكَ قَدْ أَنْقَذْتَنَا مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ» -\v 23 فَأَجَابَهُمْ: «لا أَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمْ، لَا أَنَا وَلا ابْنِي، إِنَّمَا الرَّبُّ يَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمْ. -\v 24 وَلَكِنْ لِي لَدَيْكُمْ طِلْبَةٌ، وَهِيَ أَنْ يُعْطِيَنِي كُلُّ وَاحِدٍ أَقْرَاطَ غَنِيمَتِهِ، وَهِيَ أَقْرَاطُ الذَّهَبِ الَّتِي يَتَحَلَّى بِها عَادَةً الإِسْمَاعِيلِيُّونَ» (الَّذِينَ شَكَّلُوا جَيْشَ الْمِدْيَانِيِّينَ). -\v 25 فَأَجَابُوهُ: «يَسُرُّنَا أَنْ نُقَدِّمَهَا لَكَ». وَفَرَشُوا رِدَاءً أَلْقَى عَلَيْهِ كُلُّ وَاحِدٍ أَقْرَاطَ غَنِيمَتِهِ. -\v 26 فَكَانَ وَزْنُ أَقْرَاطِ الذَّهَبِ الَّتِي طَلَبَهَا أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةِ شَاقِلٍ (نَحْوَ عِشْرِينَ كِيلُو جِرَاماً)، مَاعَدَا الأَهِلَّةَ وَالْحَلَقَ وَالأَثْوَابَ الأُرْجُوَانِيَّةَ الَّتِي كَانَ يَرْتَدِيهَا مُلُوكُ مِدْيَانَ، وَالْقَلائِدَ الَّتِي كَانَتْ تُزَيِّنُ أَعْنَاقَ جِمَالِهِمْ. -\v 27 فَصَاغَ مِنْهَا جِدْعُونُ صَنَماً نَصَبَهُ فِي مَدِينَتِهِ عَفْرَةَ، فَغَوَى الإِسْرَائِيلِيُّونَ وَرَاءَهُ وَعَبَدُوهُ فَكَانَ هَذَا الصَّنَمُ شَرَكاً لِجِدْعُونَ وَعَائِلَتِهِ. -\v 28 وَذَلَّ الْمِدْيَانِيُّونَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ يَعُودُوا يَتَطَاوَلُونَ عَلَيْهِمْ. وَعَمَّ السَّلامُ الْبِلادَ أَرْبَعِينَ سَنَةً طَوَالَ حَيَاةِ جِدْعُونَ. -\s1 موت جدعون -\p -\v 29 وَرَجَعَ جِدْعُونُ بْنُ يُوآشَ إِلَى بَيْتِهِ حَيْثُ أَقَامَ فِيهِ. -\v 30 وَكَانَ لِجِدْعُونَ سَبْعُونَ وَلَداً جَمِيعُهُمْ مِنْ صُلْبِهِ لأَنَّهُ كَانَ مِزْوَاجاً. -\v 31 وَوَلَدَتْ لَهُ أَيْضاً سُرِّيَّتُهُ الَّتِي فِي شَكِيمَ ابْناً دَعَاهُ أَبِيمَالِكَ. -\v 32 وَمَاتَ جِدْعُونُ بْنُ يُوآشَ بَعْدَ عُمْرٍ طَوِيلٍ صَالِحٍ، وَدُفِنَ فِي قَبْرِ يُوآشَ أَبِيهِ فِي عَفْرَةَ، بَلْدَةِ الأَبِيعَزَرِيِّينَ. -\p -\v 33 وَرَجَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بَعْدَ مَوْتِ جِدْعُونَ وَغَوَوْا وَرَاءَ الْبَعْلِيمِ، وَاتَّخَذُوا بَعْلَ بَرِيثَ إِلَهاً لَهُمْ، -\v 34 وَنَسُوا الرَّبَّ إِلَهَهُمُ الَّذِي أَنْقَذَهُمْ مِنْ قَبْضَةِ جَمِيعِ أَعْدَائِهِمِ الْمُحِيطِينَ بِهِمْ. -\v 35 وَأَسَاءُوا إِلَى بَيْتِ يَرُبَّعَلَ (جِدْعُونَ) رَغْمَ كُلِّ الْخَيْرِ الَّذِي أَسْدَاهُ إِلَى إِسْرَائِيلَ. -\c 9 -\s1 أبيمالك -\p -\v 1 وَمَضَى أَبِيمَالِكُ بْنُ يَرُبَّعَلَ إِلَى شَكِيمَ لِزِيَارَةِ أَخْوَالِهِ وَقَالَ لِعَشِيرَةِ أُمِّهِ: -\v 2 «اسْأَلُوا جَمِيعَ أَهْلِ شَكِيمَ: أَيُّهُمَا أَفْضَلُ لَهُمْ: أَنْ يَحْكُمَهُمْ سَبْعُونَ رَجُلاً هُمْ أَبْنَاءُ يَرُبَّعَلَ، أَمْ أَنْ يَتَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ؟ وَتَذَكَّرُوا أَنَّنِي مِنْ لَحْمِكُمْ وَعَظْمِكُمْ». -\v 3 فَشَرَعَ أَخْوَالُهُ يَدْعُونَ لَهُ بَيْنَ أَهْلِ شَكِيمَ حَتَّى اسْتَمَالُوا قُلُوبَهُمْ وَرَاءَ أَبِيمَالِكَ قَائِلِينَ: «هُوَ أَخُونَا». -\v 4 وَأَعْطَوْهُ سَبْعِينَ شَاقِلَ فِضَّةٍ (نَحْوَ ثَمَانِيَةِ كِيلُو جِرَامَاتٍ وَنِصْفٍ) مِنْ مَعْبَدِ بَعْلِ بَرِيثَ اسْتَأْجَرَ بِها أَتْبَاعاً مِنَ الأَوْغَادِ الطَّائِشِينَ، -\v 5 وَاقْتَحَمَ بِهِمْ بَيْتَ أَبِيهِ فِي عَفْرَةَ، حَيْثُ ذَبَحَ إِخْوَتَهُ السَّبْعِينَ عَلَى حَجَرٍ وَاحِدٍ، وَلَمْ يَنْجُ إِلّا يُوثَامُ بْنُ يَرُبَّعَلَ الأَصْغَرُ الَّذِي تَمَكَّنَ مِنَ الاخْتِبَاءِ. -\v 6 فَاجْتَمَعَ أَهْلُ شَكِيمَ وَجَمِيعُ سُكَّانِ الْقَلْعَةِ وَنَصَبُوا أَبِيمَالِكَ مَلِكاً عِنْدَ بَلُّوطَةِ النَّصَبِ الَّذِي فِي شَكِيمَ. -\p -\v 7 وَبَلَغَ الْخَبَرُ يُوثَامَ فَذَهَبَ وَوَقَفَ عَلَى قِمَّةِ جَبَلِ جِرِزِّيمَ وَنَادَى بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ قَائِلاً لَهُمْ: «أَنْصِتُوا لِي يَا أَهْلَ شَكِيمَ حَتَّى يَسْتَمِعَ لَكُمُ اللهُ. -\v 8 ذَاتَ مَرَّةٍ ذَهَبَتِ الأَشْجَارُ لِتَنْصِبَ عَلَيْهَا مَلِكاً، فَقَالَتْ لِلزَّيْتُونَةِ: ’امْلِكِي عَلَيْنَا‘. -\v 9 فَأَجَابَتِ الزَّيْتُونَةُ: ’أَأَتَخَلَّى عَنْ زَيْتِي الَّذِي يُكَرِّمُونَ بِهِ اللهَ وَالنَّاسَ لِكَيْ أَمْلِكَ عَلَى الأَشْجَارِ؟‘. -\v 10 فَقَالَتِ الأَشْجَارُ لِلتِّينَةِ: ’تَعَالَيْ أَنْتِ وَامْلِكِي عَلَيْنَا‘. -\v 11 فَأَجَابَتِ التِّينَةُ: ’أَأَهْجُرُ حَلاوَتِي وَثَمَرِي الطَّيِّبَ لأَصِيرَ مَلِكَةً عَلَى الأَشْجَارِ؟‘. -\v 12 فَقَالَتِ الأَشْجَارُ لِلْكَرْمَةِ: ’تَعَالَيْ أَنْتِ وَامْلِكِي عَلَيْنَا‘. -\v 13 فَأَجَابَتْهُنَّ الْكَرْمَةُ: ’أَأَنْبِذُ خَمْرِي الَّذِي يُفَرِّحُ اللهَ وَالنَّاسَ لِكَيْ أَمْلِكَ عَلَى الأَشْجَارِ؟‘ -\v 14 ثُمَّ قَالَتْ جَمِيعُ الأَشْجَارِ لِلْعَوْسَجِ: ’تَعَالَ أَنْتَ وَصِرْ عَلَيْنَا مَلِكاً‘. -\v 15 فَقَالَ الْعَوْسَجُ: ’إِنْ كُنْتُمْ حَقّاً تَنْصِبُونَنَي عَلَيْكُمْ مَلِكاً، فَتَعَالَوْا وَاحْتَمُوا تَحْتَ ظِلِّي، وَإلَّا فَإِنَّ نَاراً تَنْدَلِعُ مِنَ الْعَوْسَجِ وَتَلْتَهِمُ أَرْزَ لُبْنَانَ‘. -\v 16 وَالآنَ، إِنْ كُنْتُمْ قَدْ تَصَرَّفْتُمْ بِحَقٍّ وَصَوَابٍ عِنْدَمَا مَلَّكْتُمْ عَلَيْكُمْ أَبْيمَالِكَ، وَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ أَحْسَنْتُمْ إِلَى يَرُبَّعَلَ وَإِلَى أَهْلِ بَيْتِهِ فَكَافَأْتُمُوهُ خَيْراً عَلَى عَمَلِ يَدَيْهِ. -\v 17 فَقَدْ حَارَبَ أَبِي عَنْكُمْ وَجَازَفَ بِحَيَاتِهِ وَأَنْقَذَكُمْ مِنْ قَبْضَةِ الْمِدْيَانِيِّينَ. -\v 18 أَمَّا أَنْتُمْ فَقَدْ ثُرْتُمُ الْيَوْمَ عَلَى بَيْتِ أَبِي وَذَبَحْتُمْ أَبْنَاءَهُ السَّبْعِينَ عَلَى حَجَرٍ وَاحِدٍ، وَمَلَّكْتُمْ أَبِيمَالِكَ ابْنَ جَارِيَتِهِ عَلَى أَهْلِ شَكِيمَ لأَنَّهُ أَخُوكُمْ. -\v 19 فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ تَصَرَّفْتُمْ بِحَقٍّ وَصَوَابٍ مَعَ يَرُبَّعَلَ وَأَهْلِ بَيْتِهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ، فَهَنِيئاً لَكُمْ بِأَبِيمَالِكَ وَهَنِيئاً لَهُ بِكُمْ. -\v 20 وَإلَّا فَلْتَنْدَلِعْ نَارٌ مِنْ أَبِيمَالِكَ وَتَلْتَهِمْ أَهْلَ شَكِيمَ وَسُكَّانَ الْقَلْعَةِ، وَلْتَنْدَلِعْ نَارٌ مِنْ أَهْلِ شَكِيمَ وَمِنْ سُكَّانِ الْقَلْعَةِ وَتَلْتَهِمْ أَبِيمَالِكَ». -\v 21 ثُمَّ هَرَبَ يُوثَامُ إِلَى مَدِينَةِ بِئْرَ خَوْفاً مِنْ أَخِيهِ، وَأَقَامَ هُنَاكَ. -\p -\v 22 وَتَسَلَّطَ أَبِيمَالِكُ عَلَى إِسْرَائِيلَ فَتْرَةَ ثَلاثِ سَنَوَاتٍ. -\v 23 وَمَا لَبِثَ الرَّبُّ أَنْ جَعَلَ الْعَلاقَةَ تَسُوءُ بَيْنَ أَبِيمَالِكَ وَأَهْلِ شَكِيمَ، فَخَانَ أَهْلُ شَكِيمَ أَبِيمَالِكَ، -\v 24 عِقَاباً لَهُ لِمَا جَنَاهُ مِنْ ظُلْمٍ بِحَقِّ أَبْنَاءِ يَرُبَّعَلَ السَّبْعِينَ الَّذِينَ سَفَكَ دِمَاءَهُمْ، وَانْتِقَاماً مِنْ أَهْلِ شَكِيمَ الَّذِينَ آزَرُوهُ عَلَى ذَبْحِ إِخْوَتِهِ. -\v 25 فَنَصَبَ أَهْلُ شَكِيمَ لأَبِيمَالِكَ كَمِيناً عَلَى قِمَمِ الْجِبَالِ وَرَاحُوا يَنْهَبُونَ كُلَّ عَابِرِي الطَّرِيقِ. فَأُبْلِغَ أَبِيمَالِكُ بِالأَمْرِ. -\p -\v 26 وَجَاءَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ مَعَ إِخْوَتِهِ إِلَى شَكِيمَ فَوَثِقَ بِهِ أَهْلُهَا. -\v 27 ثُمَّ خَرَجُوا إِلَى الْحُقُولِ وَجَنَوْا غَلّاتِ كُرُومِهِمْ وَصَنَعُوا مِنْهَا خَمْراً، وَاحْتَفَلُوا وَدَخَلُوا إِلَى مَعْبَدِ إِلَهِهِمْ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَلَعَنُوا أَبِيمَالِكَ. -\v 28 فَقَالَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ: «مَنْ هُوَ أَبِيمَالِكُ وَمَنْ هُوَ شَكِيمُ حَتَّى نَخْدُمَهُ؟ أَمَا هُوَ ابْنُ يَرُبَّعَلَ وَزَبُولُ هُوَ وَكِيلُهُ؟ اخْدِمُوا رِجَالَ حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ. لِمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَخْدُمَ أَبِيمَالِكَ؟ -\v 29 لَوْ صَارَ هَذَا الشَّعْبُ تَحْتَ إِمْرَتِي لَعَزَلْتُ أَبِيمَالِكَ، وَلَقُلْتُ لَهُ: جَهِّزْ جَيْشَكَ وَاخْرُجْ». -\v 30 وَعِنْدَمَا سَمِعَ زَبُولُ رَئِيسُ الْمَدِينَةِ كَلامَ جَعَلَ بْنِ عَابِدٍ، احْتَدَمَ غَضَبُهُ. -\v 31 وَبَعَثَ بِرُسُلٍ إِلَى أَبِيمَالِكَ فِي تُرْمَةَ قَائِلاً: «قَدْ وَفَدَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ وَإخْوَتُهُ إِلَى مَدِينَةِ شَكِيمَ، وَأَثَارُوا الْمَدِينَةَ ضِدَّكَ. -\v 32 فَالآنَ قُمْ لَيْلاً أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ مِنَ الْجَيْشِ وَاكْمُنْ فِي الْحَقْلِ، -\v 33 وَفِي الصَّبَاحِ عِنْدَ شُرُوقِ الشَّمْسِ تُبَكِّرُ بِاقْتِحَامِ الْمَدِينَةِ. وَعِنْدَمَا يَخْرُجُ جَعَلُ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُحَارِبِينَ لِقِتَالِكَ تَفْعَلُ بِهِ كَمَا تَشَاءُ». -\p -\v 34 فَجَدَّ أَبِيمَالِكُ وَجَيْشُهُ فِي السَّيْرِ لَيْلاً وَانْقَسَمُوا فِي فِرَقٍ أَرْبَعَ، وَكَمَنُوا لأَهْلِ شَكِيمَ. -\v 35 وَعِنْدَمَا خَرَجَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ وَوَقَفَ عِنْدَ مَدْخَلِ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ تَحَرَّكَ أَبِيمَالِكُ وَرِجَالُهُ مِنْ مَكَامِنِهِمْ. -\v 36 فَرَآهُمْ جَعَلُ، فَقَالَ لِزَبُولَ: «هُوَذَا رِجَالٌ مُنْحَدِرُونَ مِنْ قِمَمِ الْجِبَالِ». فَأَجَابَهُ زَبُولُ: «إِنَّكَ تَرَى ظِلالَ الْجِبَالِ وَكَأَنَّهَا رِجَالٌ». -\v 37 فَعَادَ جَعَلُ يَقُولُ أَيْضاً: «هُوَذَا رِجَالٌ مُنْحَدِرُونَ مِنَ الْمُرْتَفَعَاتِ، وَهَا هِيَ فِرْقَةٌ قَادِمَةٌ عَنْ طَرِيقِ بَلُّوطَةِ الْعَائِفِينَ». -\v 38 فَأَجَابَهُ زَبُولُ: «أَيْنَ هُوَ تَبَجُّحُكَ الآنَ حِينَ قُلْتَ: مَنْ هُوَ أَبِيمَالِكُ حَتَّى نَخْدُمَهُ؟ أَلَيْسَ هَؤُلاءِ هُمُ الرِّجَالُ الَّذِينَ سَخِرْتَ مِنْهُمْ؟ فَاخْرُجِ الآنَ وَحَارِبْهُ!». -\v 39 فَخَرَجَ جَعَلُ فِي طَلِيعَةِ أَهْلِ شَكِيمَ وَحَارَبَ أَبِيمَالِكَ. -\v 40 غَيْرَ أَنَّهُ انْهَزَمَ أَمَامَهُ وَسَقَطَ عَدَدٌ غَفِيرٌ مِنَ الْقَتْلَى عَلَى طُولِ الطَّرِيقِ إِلَى بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ. -\v 41 وَاسْتَقَرَّ أَبِيمَالِكُ فِي أَرُومَةَ، وَطَرَدَ زَبُولُ جَعَلا وَإِخْوَتَهُ مِنْ شَكِيمَ. -\p -\v 42 وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي خَرَجَ أَهْلُ شَكِيمَ إِلَى الْحَقْلِ لِلْحَرْبِ، فَأُبْلِغَ أَبِيمَالِكُ بِالأَمْرِ، -\v 43 فَقَسَمَ جَيْشَهُ إِلَى ثَلاثِ فِرَقٍ وَكَمَنَ فِي الْحَقْلِ، وَإذَا بِأَهْلِ شَكِيمَ قَدْ بَرَزُوا مِنَ الْمَدِينَةِ فَانْقَضَّ عَلَيْهِمْ وَكَسَرَهُمْ. -\v 44 وَاقْتَحَمَ أَبِيمَالِكُ وَفِرْقَتُهُ طَرِيقَهُ إِلَى مَدْخَلِ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ وَتَمَرْكَزَ هُنَاكَ. وَهَاجَمَتِ الفِرْقَتَانِ الأُخْرَيَانِ كُلُّ مَنْ كَانُوا فِي الْحَقْلِ وَأَبَادَتَاهُمْ. -\v 45 وَظَلَّتْ رَحَى الْحَرْبِ دَائِرَةً طَوَالَ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى اسْتَوْلَى أَبِيمَالِكُ عَلَى الْمَدِينَةِ وَقَضَى عَلَى أَهْلِهَا وَهَدَمَهَا وَزَرَعَهَا مِلْحاً. -\p -\v 46 وَحِينَ بَلَغَ الْخَبَرُ أَهْلَ بُرْجِ شَكِيمَ تَحَصَّنُوا فِي قَلْعَةِ مَعْبَدِ إِيلِ بَرِيثَ. -\v 47 فَعَلِمَ أَبِيمَالِكُ أَنَّ جَمِيعَ أَهْلِ بُرْجِ شَكِيمَ قَدْ تَحَصَّنُوا فِي الْقَلْعَةِ، -\v 48 فَارْتَقَى هُوَ وَجَيْشُهُ جَبَلَ صَلْمُونَ، وَأَخَذَ فَأْساً بِيَدِهِ وَقَطَعَ غُصْنَ شَجَرَةٍ وَرَفَعَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى كَتِفِهِ، وَقَالَ لِرِجَالِهِ: «كُلَّ مَا تَرَوْنَنِي أَفْعَلُهُ فَأَسْرِعُوا وَافْعَلُوا مِثْلِي». -\v 49 فَقَطَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْجَيْشِ غُصْناً وَسَارُوا خَلْفَ أَبِيمَالِكَ إِلَى الْقَلْعَةِ حَيْثُ كَوَّمُوا الأَغْصَانَ وَأَحْرَقُوا الْقَلْعَةَ بِمَنْ فِيهَا. فَمَاتَ جَمِيعُ أَهْلِ بُرْجِ شَكِيمَ وَكَانُوا نَحْوَ أَلْفِ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ. -\p -\v 50 ثُمَّ تَوَجَّهَ أَبِيمَالِكُ إِلَى تَابَاصَ وَهَاجَمَهَا وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا. -\v 51 فَلَجَأَ جَمِيعُ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَسَائِرُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِلَى بُرْجٍ حَصِينٍ قَائِمٍ فِي وَسَطِ الْمَدِينَةِ، وَأَغْلَقُوا أَبْوَابَهُ خَلْفَهُمْ، وَصَعِدُوا إِلَى سَطْحِ الْبُرْجِ. -\v 52 فَحَاصَرَ أَبِيمَالِكُ الْبُرْجَ وَحَارَبَهُ، وَاقْتَرَبَ مِنْ بَابِ الْبُرْجِ لِيُحْرِقَهُ بِالنَّارِ، -\v 53 فَأَلْقَتِ امْرَأَةٌ حَجَرَ رَحَى عَلَى رَأْسِهِ فَشَجَّتْ جُمْجُمَتَهُ. -\v 54 فَاسْتَدْعَى عَلَى التَّوِّ حَامِلَ سِلاحِهِ وَقَالَ لَهُ: «اخْتَرِطْ سَيْفَكَ وَاقْتُلْنِي لِئَلّا يَقُولُوا عَنِّي: قَتَلَتْهُ امْرَأَةٌ». فَطَعَنَهُ بِالسَّيْفِ فَمَاتَ. -\v 55 فَلَمَّا رَأَى رِجَالُ أَبِيمَالِكَ أَنَّ قَائِدَهُمْ قَدْ مَاتَ انْصَرَفَ كُلٌّ مِنْهُمْ إِلَى مَكَانِهِ. -\v 56 وَهَكَذَا عَاقَبَ اللهُ أَبِيمَالِكَ عَلَى جَرِيمَتِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا بِحَقِّ أَبِيهِ حِينَ قَتَلَ إِخْوَتَهُ السَّبْعِينَ. -\v 57 وَكَذِلكَ رَدَّ اللهُ شَرَّ أَهْلِ شَكِيمَ عَلَى رُؤُوسِهِمْ، وَبِذَلِكَ تَحَقَّقَتْ لَعْنَةُ يُوثَامَ بْنِ يَرُبَّعَلَ. -\c 10 -\s1 تولع -\p -\v 1 وَقَامَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيمَالِكَ تُولَعُ بْنُ فُوَاةَ بْنِ دُودُو مِنْ سِبْطِ يَسَّاكَرَ لإِنْقَاذِ إِسْرَائِيلَ، وَكَانَ هَذَا قَاطِناً فِي شَامِيرَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ، -\v 2 وَظَلَّ قَاضِياً لإِسْرَائِيلَ مُدَّةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، ثُمَّ مَاتَ وَدُفِنَ فِي شَامِيرَ. -\s1 يائير -\p -\v 3 ثُمَّ تَوَلَّى بَعْدَهُ قَضَاءَ إِسْرَائِيلَ يَائِيرُ الْجِلْعَادِيُّ طَوَالَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً. -\v 4 وَكَانَ لِيَائِيرَ ثَلاثُونَ ابْناً يَرْكَبُونَ عَلَى ثَلاثِينَ جَحْشاً وَيَمْلِكُونَ ثَلاثِينَ مَدِينَةً فِي أَرْضِ جِلْعَادَ، وَهِيَ تُدْعَى حَوُّوثَ يَائِيرَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. -\v 5 ثُمَّ مَاتَ يَائِيرُ وَدُفِنَ فِي قَامُونَ. -\s1 يفتاح -\p -\v 6 وَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَكِبُونَ الإِثْمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَعَبَدُوا الْبَعْلِيمَ وَعَشْتَارُوثَ وَآلِهَةَ أَرَامَ وَآلِهَةَ صِيدُونَ وَآلِهَةَ بَنِي عَمُّونَ وَآلِهَةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَتَرَكُوا الرَّبَّ وَلَمْ يَعْبُدُوهُ. -\v 7 وَاحْتَدَمَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَسَلَّطَ عَلَيْهِمِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَبَنِي عَمُّونَ، -\v 8 مُدَّةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً، فَأَذَاقُوا الإِسْرَائِيلِيِّينَ الْمُقِيمِينَ فِي أَرْضِ الأَمُورِيِّينَ فِي جِلْعَادَ. شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، سُوءَ الْعَذَابِ -\v 9 وَعَبَرَ الْعَمُّونِيُّونَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ لِمُحَارَبَةِ أَسْبَاطِ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ وَأَفْرَايِمَ، فَاعْتَرَى الإِسْرَائِيلِيِّينَ ضِيقٌ عَظِيمٌ. -\p -\v 10 فَاسْتَغَاثُوا بِالرَّبِّ قَائِلِينَ: «لَقَدْ أَخْطَأْنَا إِلَيْكَ لأَنَّنَا تَرَكْنَا إِلَهَنَا وَعَبَدْنَا الْبَعْلِيمَ». -\v 11 فَأَجَابَهُمُ الرَّبُّ: «أَلَمْ أُنْقِذْكُمْ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَبَنِي عَمُّونَ وَالْفِلِسْطِينِيِّينَ؟ -\v 12 وَعِنْدَمَا اسْتَغَثْتُمْ بِي مِنَ الصِّيدُونِيِّينَ وَالْعَمَالِقَةِ وَالْعَمُّونِيِّينَ الَّذِينَ ضَايَقُوكُمْ، أَلَمْ أُخَلِّصْكُمْ؟ -\v 13 أَمَّا أَنْتُمْ فَقَدْ تَرَكْتُمُونِي وَعَبَدْتُمْ آلِهَةً أُخْرَى، لِهَذَا لَا أَعُودُ أُنْقِذُكُمْ، -\v 14 فَهَيَّا اسْتَجِيرُوا بِالآلِهَةِ الَّتِي اخْتَرْتُمُوهَا لِتُخَلِّصَكُمْ فِي وَقْتِ ضِيْقِكُمْ». -\v 15 فَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِلرَّبِّ: «لَقَدْ أَخْطَأْنَا، فَافْعَلْ بِنَا مَا تَشَاءُ، وَلَكِنْ أَنْقِذْنَا فِي هَذَا الْيَوْمِ». -\v 16 وَأَزَالُوا الأَوْثَانَ الْغَرِيبَةَ مِنْ وَسَطِهِمْ وَعَبَدُوا الرَّبَّ، فَرَقَّ قَلْبُهُ لِمَشَقَّةِ إِسْرَائِيلَ. -\p -\v 17 فَاحْتَشَدَ الْعَمُّونِيُّونَ وَعَسْكَرُوا فِي جِلْعَادَ، وَتَجَمَّعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَخَيَّمُوا فِي الْمِصْفَاةِ. -\v 18 فَتَدَاوَلَ قَادَةُ إِسْرَائِيلَ فِي مَا بَيْنَهُمْ قَائِلِينَ: «مَنْ يَبْدَأْ فِي شَنِّ الْهُجُومِ عَلَى الْعَمُّونِيِّينَ، يُصْبِحْ رَئِيساً عَلَى جَمِيعِ سُكَّانِ جِلْعَادَ». -\c 11 -\p -\v 1 وَكَانَ يَفْتَاحُ الْجِلْعَادِيُّ مُحَارِباً شَدِيدَ الْبَأْسِ، أَنْجَبَهُ أَبُوهُ جِلْعَادُ مِنِ امْرَأَةٍ عَاهِرَةٍ. -\v 2 وَأَنْجَبَ جِلْعَادُ أَيْضاً عَدَداً مِنَ الأَبْنَاءِ مِنْ زَوْجَتِهِ، فَلَمَّا كَبُرُوا طَرَدُوا يَفْتَاحَ قَائِلِينَ لَهُ: «أَنْتَ ابْنُ عَاهِرَةٍ، وَلَنْ تَرِثَ شَيْئاً مِنْ بَيْتِ أَبِينَا». -\v 3 فَهَرَبَ يَفْتَاحُ مِنْ إِخْوَتِهِ وَأَقَامَ فِي أَرْضِ طُوبٍ، فاجْتَمَعَ إِلَيْهِ رِجَالٌ بَطَّالُونَ وَتَبِعُوهُ. -\p -\v 4 وَبَعْدَ زَمَنٍ، حَارَبَ بَنُو عَمُّونَ إِسْرَائِيلَ، -\v 5 فَمَضَى شُيُوخُ جِلْعَادَ لِيَأْتُوا بِيَفْتَاحَ مِنْ أَرْضِ طُوبٍ، -\v 6 وَقَالُوا لَهُ: «تَعَالَ وَكُنْ قَائِداً لَنَا فِي حَرْبِنَا مَعَ الْعَمُّونِيِّينَ». -\v 7 فَأَجَابَهُمْ يَفْتَاحُ: «أَلَمْ تُبْغِضُونِي وَتَطْرُدُونِي مِنْ بَيْتِ أَبِي؟ فَمَا بَالُكُمْ تَأْتُونَ إِلَيَّ فِي ضِيقَتِكُمْ؟» -\v 8 فَأَجَابُوهُ: «لأَنَّنَا فِي ضِيقٍ جِئْنَا إِلَيْكَ لِتَرْجِعَ مَعْنَا وَتُحَارِبَ بَنِي عَمُّونَ، وَتَكُونَ رَئِيساً عَلَى كُلِّ سُكَّانِ جِلْعَادَ». -\v 9 فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ أَرْجَعْتُمُونِي لِمُحَارَبَةِ بَنِي عَمُّونَ وَهَزَمَهُمُ الرَّبُّ أَمَامِي، فَهَلْ حَقّاً تَجْعَلُونَنِي رَئِيساً عَلَيْكُمْ؟» -\v 10 فَأَجَابُوهُ: «الرَّبُّ شَاهِدٌ بَيْنَنَا إِنْ كُنَّا لَا نَفْعَلُ حَسَبَ قَوْلِكَ». -\v 11 فَانْطَلَقَ يَفْتَاحُ مَعَ شُيُوخِ جِلْعَادَ فَنَصَبَهُ الشَّعْبُ عَلَيْهِمْ رَئِيساً وَقَائِداً، وَرَدَّدَ يَفْتَاحُ تَعَهُّدَاتِهِ أَمَامَ الرَّبِّ فِي الْمِصْفَاةِ. -\p -\v 12 ثُمَّ بَعَثَ يَفْتَاحُ رُسُلاً إِلَى مَلِكِ عَمُّونَ يَسْأَلُهُ: «مَاذَا تُضْمِرُ ضِدَّنَا حَتَّى أَتَيْتَ لِتُهَاجِمَنَا فِي بِلادِنَا؟» -\v 13 فَأَجَابَ مَلِكُ عَمُّونَ رُسُلَ يَفْتَاحَ: «لأَنَّ إِسْرَائِيلَ قَدِ اسْتَوْلَى عَلَى أَرْضِي عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ مِصْرَ مِنْ أَرْنُونَ إِلَى يَبُّوقَ حَتَّى نَهْرِ الأُرْدُنِّ. وَالآنَ رُدَّهَا مِنْ غَيْرِ حَرْبٍ». -\v 14 فَعَادَ يَفْتَاحُ فَبَعَثَ رُسُلاً إِلَى مَلِكِ بَنِي عَمُّونَ، -\v 15 قَائِلِينَ لَهُ: «هَذَا مَا يُجِيبُكَ بِهِ يَفْتَاحُ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَسْتَوْلُوا عَلَى أَرْضِ مُوآبَ وَلا عَلَى أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ، -\v 16 لأَنَّهُ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ سَارُوا فِي الصَّحْرَاءِ حَتَّى بَلَغُوا الْبَحْرَ الأَحْمَرَ وَأَتَوْا إِلَى قَادَشَ. -\v 17 ثُمَّ بَعَثَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ رُسُلاً إِلَى مَلِكِ أَدُومَ يَقُولُونَ لَهُ: دَعْنَا نَجْتَازُ فِي أَرْضِكَ. فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُمْ مَلِكُ أَدُومَ. ثُمَّ بَعَثُوا رُسُلاً أَيْضاً إِلَى مَلِكِ مُوآبَ فَرَفَضَ هُوَ الآخَرُ. فَمَكَثَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي قَادَشَ. -\v 18 ثُمَّ دَارُوا فِي الصَّحْرَاءِ مُلْتَفِّينَ حَوْلَ أَرْضِ أَدُومَ وَأَرْضِ مُوآبَ قَادِمِينَ مِنَ الشَّرْقِ إِلَى أَرْضِ مُوآبَ، وَخَيَّمُوا وَرَاءَ حُدُودِ أَرْنُونَ، وَلَمْ يَعْبُرُوا إِلَى تُخْمِ مُوآبَ لأَنَّ أَرْنُونَ هِيَ حَدُّ مُوآبَ. -\v 19 بَعْدَ ذَلِكَ بَعَثَ بَنُو إِسْرَائِيلَ رُسُلاً إِلَى سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ فِي عَاصِمَتِهِ حَشْبُونَ يَقُولُونَ: دَعْنَا نَعْبُرُ فِي أَرْضِكَ إِلَى حَيْثُ نَحْنُ مُتَوَجِّهُونَ. -\v 20 وَلَكِنَّ سِيحُونَ لَمْ يَأْمَنْ أَنْ يَعْبُرَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي أَرْضِهِ، بَلْ حَشَدَ كُلَّ جَيْشِهِ وَعَسْكَرَ فِي يَاهَصَ وَحَارَبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\v 21 فَنَصَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ شَعْبَهُ عَلَى سِيحُونَ وَجَيْشِهِ، فَهَزَمُوهُمْ وَاسْتَوْلَوْا عَلَى كُلِّ أَرْضِ الأَمُورِيِّينَ سُكَّانِ تِلْكَ الْبِلادِ. -\v 22 فَامْتَلَكُوا كُلَّ بِلادِ الأَمُورِيِّينَ مِنْ أَرْنُونَ فِي الْجَنُوبِ إِلَى الْيَبُّوقِ فِي الشِّمَالِ، وَمِنَ الصَّحْرَاءِ فِي الشَّرْقِ إِلَى نَهْرِ الأُرْدُنِّ فِي الْغَرْبِ. -\v 23 وَالآنَ وَقَدْ طَرَدَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الأَمُورِيِّينَ مِنْ أَمَامِ شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ، -\v 24 فَبِأَيِّ حَقٍّ تُرِيدُ أَنْتَ أَنْ تَسْتَرِدَّهَا؟ أَلَسْتَ تَحْتَفِظُ بِمَا أَعْطَاهُ لَكَ كَمُوشُ إِلَهُكَ؟ وَنَحْتَفِظُ نَحْنُ أَيْضاً بِمَا أَعْطَاهُ لَنَا الرَّبُّ إِلَهُنَا؟ -\v 25 ثُمَّ هَلْ أَنْتَ أَفْضَلُ مِنْ بَالاقَ بْنِ صِفُّورَ مَلِكِ مُوآبَ؟ هَلْ خَاصَمَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَوْ أَثَارَ عَلَيْهِمْ حَرْباً؟ -\v 26 لَقَدْ أَقَامَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي حَشْبُونَ وَقُرَاهَا، وَعَرُوعِيرَ وَقُرَاهَا وَكُلِّ الْمُدُنِ الَّتِي عَلَى مُحَاذَاةِ نَهْرِ أَرْنُونَ ثَلاثَ مِئَةِ سَنَةٍ، فَلِمَاذَا لَمْ تَسْتَرِدَّهَا طَوَالَ تِلْكَ الْحِقْبَةِ؟ -\v 27 إِنَّنِي لَمْ أُسِئْ إِلَيْكَ، أَمَّا أَنْتَ فَتَرْتَكِبُ شَرّاً فِي حَقِّي بِإِثَارَتِكَ الْحَرْبَ عَلَيَّ. فَلْيَكُنِ الرَّبُّ الْيَوْمَ قَاضِياً بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَيْنَ بَنِي عَمُّونَ». -\v 28 فَلَمْ يَأْبَهْ مَلِكُ بَنِي عَمُّونَ لِرِسَالَةِ يَفْتَاحَ. -\p -\v 29 فَحَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى يَفْتَاحَ، فَاجْتَازَ أَرَاضِي جِلْعَادَ وَمَنَسَّى وَمِصْفَاةَ جِلْعَادَ، وَمِنْهَا تَقَدَّمَ نَحْوَ بَنِي عَمُّونَ. -\v 30 وَنَذَرَ يَفْتَاحُ نَذْراً لِلرَّبِّ وَقَالَ: «إِنْ نَصَرْتَنِي عَلَى بَنِي عَمُّونَ، -\v 31 فَإِنَّنِي عِنْدَ رُجُوعِي سَالِماً مِنْ مُحَارَبَةِ بَنِي عَمُّونَ أُصْعِدُ لِلرَّبِّ مُحْرَقَةً: أَوَّلَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بَيْتِي لِلِقَائِي». -\v 32 ثُمَّ تَقَدَّمَ يَفْتَاحُ لِمُحَارَبَةِ بَنِي عَمُّونَ، فَأَظْفَرَهُ الرَّبُّ بِهِمْ، -\v 33 وَهَزَمَهُمْ هَزِيمَةً مُنْكَرَةً مِنْ عَرُوعِيرَ حَتَّى مِنِّيتَ عَلَى امْتِدَادِ عِشْرِينَ مَدِينَةً إِلَى آبَلِ الْكُرُومِ. وَهَكَذَا أَخْضَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْعَمُّونِيِّينَ. -\p -\v 34 ثُمَّ رَجَعَ يَفْتَاحُ إِلَى بَيْتِهِ فِي الْمِصْفَاةِ، فَخَرَجَتِ ابْنَتُهُ الْوَحِيدَةُ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ابْنٌ أَوِ ابْنَةٌ سِوَاهَا، لِلِقَائِهِ بِدُفُوفٍ وَرَقْصٍ. -\v 35 فَلَمَّا رَآهَا مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَوَلْوَلَ قَائِلاً: «آهِ يَا ابْنَتِي، لَقَدْ أَحْزَنْتِنِي وَحَطَّمْتِنِي، لأَنَّنِي نَذَرْتُ نَذْراً لِلرَّبِّ وَلا سَبِيلَ لِلرُّجُوعِ عَنْهُ». -\v 36 فَأَجَابَتْهُ: «لَقَدْ نَذَرْتَ نَذْرَكَ لِلرَّبِّ، فَافْعَلْ بِي كَمَا نَذَرْتَ، وَلاسِيَّمَا أَنَّ الرَّبَّ قَدِ انْتَقَمَ لَكَ مِنْ أَعْدَائِكَ بَنِي عَمُّونَ». -\v 37 ثُمَّ قَالَتْ لأَبِيهَا: «وَلَكِنْ حَقِّقْ لِي هَذَا الطَّلَبَ: أَمْهِلْنِي شَهْرَيْنِ أَتَجَوَّلُ فِيهِمَا فِي الْجِبَالِ وَأَنْدُبُ عَذْرَاوِيَّتِي مَعَ صَاحِبَاتِي». -\v 38 فَقَالَ لَهَا: «اذْهَبِي». وَأَمْهَلَهَا شَهْرَيْنِ قَضَتْهُمَا هِيَ وَصَاحِبَاتُهَا عَلَى الْجِبَالِ تَنْدُبُ عَذْرَاوِيَّتَهَا. -\v 39 ثُمَّ رَجَعَتْ فِي نِهَايَةِ الشَّهْرَيْنِ إِلَى أَبِيهَا، فَأَصْعَدَهَا مُحْرَقَةً وَفَاءً بِنَذْرِهِ، فَمَاتَتْ عَذْرَاءَ، -\v 40 فَصَارَ مِنْ عَادَةِ الإِسْرَائِيلِيَّاتِ أَنْ يَذْهَبْنَ إِلَى الْجِبَالِ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ فِي السَّنَةِ لِيَنُحْنَ عَلَى ابْنَةِ يَفْتَاحَ الْجِلْعَادِيِّ. -\c 12 -\s1 يفتاح وأفرايم -\p -\v 1 وَجَهَّزَ سِبْطُ أَفْرَايِمَ جَيْشاً، وَتَقَدَّمُوا شِمَالاً نَحْوَ زَفُونَ قَائِلِينَ لِيَفْتَاحَ: «لِمَاذَا انْطَلَقْتَ لِمُحَارَبَةِ الْعَمُّونِيِّينَ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَدْعُوَنَا لِلانْضِمَامِ إِلَيْكَ؟ لِنُحْرِقَنَّ عَلَيْكَ بَيْتَكَ بِالنَّارِ». -\v 2 فَأَجَابَهُمْ: «كُنْتُ أَنَا وَقَوْمِي فِي خِصَامٍ عَنِيفٍ مَعَ الْعَمُّونِيِّينَ، فَاسْتَنْجَدْتُ بِكُمْ فَلَمْ تُجِيرُونِي. -\v 3 وَعِنْدَمَا رَأَيْتُ تَقَاعُسَكُمْ عَنْ إِجَارَتِي جَازَفْتُ بِحَيَاتِي، وَحَارَبْتُ بَنِي عَمُّونَ، فَنَصَرَنِي الرَّبُّ عَلَيْهِمْ. فَلِمَاذَا اجْتَمَعْتُمْ عَلَيَّ الْيَوْمَ لِمُحَارَبَتِي؟» -\p -\v 4 وَحَشَدَ يَفْتَاحُ كُلَّ رِجَالِ جِلْعَادَ وَحَارَبَ سِبْطَ أَفْرَايِمَ وَهَزَمَهُمْ، لأَنَّ رِجَالَ أَفْرَايِمَ اسْتَخَفُّوا بِالْجِلْعَادِيِّينَ قَائِلِينَ: «إِنَّهُمْ مَنْبُوذُو أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى». -\v 5 فَاسْتَوْلَى الْجِلْعَادِيُّونَ عَلَى مَخَاوِضِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، وَكُلَّمَا قَالَ أَحَدُ رِجَالِ أَفْرَايِمَ الْهَارِبِينَ: «دَعُونِي أَعْبُرُ»، كَانَ رِجَالُ جِلْعَادَ يَسْأَلُونَهُ: «أَأَنْتَ أَفْرَايِمِيٌّ؟» فَإِنْ قَالَ: «لا» -\v 6 كَانُوا يَطْلُبُونَ مِنْهُ أَنْ يَقُولَ: «شِبُّولَتْ» فَيَقُولُ: «سِبُّولَتْ» مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَحَفَّظَ فِي لَفْظِهَا لَفْظاً صَحِيحاً، فَيَقْبِضُونَ عَلَيْهِ وَيَذْبَحُونَهُ عَلَى مَخَاوِضِ الأُرْدُنِّ. فَقُتِلَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مِنْ أَفْرَايِمَ إِثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً. -\s1 إبصان وإيلون وعبدون -\p -\v 7 وَظَلَّ يَفْتَاحُ قَاضِياً فِي إِسْرَائِيلَ سِتَّ سَنَواتٍ. وَعِنْدَمَا مَاتَ دُفِنَ فِي إِحْدَى مُدُنِ جِلْعَادَ. -\v 8 وَخَلَفَ إِبْصَانُ مِنْ بَيْتِ لَحْمٍ، يَفْتَاحَ قَاضِياً لإِسْرَائِيلَ. -\v 9 وَكَانَ لَهُ ثَلاثُونَ ابْناً وَثَلاثُونَ ابْنَةً فَزَوَّجَ بَنَاتِهِ مِنْ غَيْرِ أَبْنَاءِ عَشِيرَتِهِ، كَمَا زَوَّجَ أَبْنَاءَهُ مِنْ غَيْرِ بَنَاتِ عَشِيرَتِهِ، وَاسْتَمَرَّ قَاضِياً لإِسْرَائِيلَ سَبْعَ سَنَواتٍ. -\v 10 ثُمَّ مَاتَ إِبْصَانُ وَدُفِنَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ. -\p -\v 11 وَأَعْقَبَهُ فِي الْقَضَاءِ لإِسْرَائِيلَ إِيلُونُ الزَّبُولُونِيُّ، فَظَلَّ قَاضِياً مُدَّةَ عَشْرِ سَنَوَاتٍ. -\v 12 ثُمَّ مَاتَ إِيلُونُ الزَّبُولُونِيُّ فَدُفِنَ فِي إِيَّلُونَ فِي أَرْضِ سِبْطِ زَبُولُونَ. -\p -\v 13 وَجَاءَ بَعْدَهُ عَبْدُونُ بْنُ هِلِّيلَ الْفِرْعَتُونِيُّ. -\v 14 وَكَانَ لَهُ أَرْبَعُونَ ابْناً وَثَلاثُونَ حَفِيداً يَرْكَبُونَ عَلَى سَبْعِينَ حِمَاراً. هَذَا قَضَى لإِسْرَائِيلَ ثَمَانِيَ سَنَواتٍ. -\v 15 ثُمَّ مَاتَ عَبْدُونُ بْنُ هِلِّيلَ الْفِرْعَتُونِيُّ وَدُفِنَ فِي فِرْعَتُونَ فِي أَرْضِ أَفْرَايِمَ فِي جَبَلِ الْعَمَالِقَةِ. -\c 13 -\s1 مولد شمشون -\p -\v 1 ثُمَّ عَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَكِبُونَ الإِثْمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَأَسْلَمَهُمْ لِقَبْضَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. -\v 2 وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ مِنْ بَلْدَةِ صُرْعَةَ مِنْ عَشِيرَةِ الدَّانِيِّينَ يُدْعَى مَنُوحَ، وَامْرَأَتُهُ عَاقِرٌ لَمْ تُنْجِبْ. -\v 3 فَتَجَلَّى مَلاكُ الرَّبِّ لِلْمَرْأَةِ وَقَالَ لَهَا: «إِنَّكِ عَاقِرٌ لَمْ تُنْجِبِي، وَلَكِنَّكِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً. -\v 4 إِنَّمَا إِيَّاكِ أَنْ تَشْرَبِي خَمْراً أَوْ مُسْكِراً أَوْ تَأْكُلِي شَيْئاً مُحَرَّماً -\v 5 لأَنَّكِ سَتَحْمِليِنَ وَتُنْجِبِينَ ابْناً. فَلا تَحْلِقِي شَعْرَ رَأْسِهِ لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيراً لِلهِ مِنْ مَوْلِدِهِ، وَهُوَ يَشْرَعُ فِي إِنْقَاذِ إِسْرَائِيلَ مِنْ تَسَلُّطِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». -\v 6 فَأَسْرَعَتْ إِلَى زَوْجِهَا وَقَالَتْ: «ظَهَرَ لِي رَجُلٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَمَنْظَرُهُ كَهَيْئَةِ مَلاكِ الرَّبِّ مُجَلَّلٌ بِالرَّهْبَةِ. لَمْ أَسْأَلْهُ مِنْ أَيْنَ جَاءَ، وَلا هُوَ أَخْبَرَنِي عَنِ اسْمِهِ، -\v 7 وَقَالَ لِي: هَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً، فَإِيَّاكِ أَنْ تَشْرَبِي خَمْراً وَلا مُسْكِراً، وَلا تَأْكُلِي شَيْئاً مُحَرَّماً، لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيراً لِلرَّبِّ مُنْذُ مَوْلِدِهِ حَتَّى يَوْمِ وَفَاتِهِ». -\p -\v 8 فَتَضَرَّعَ مَنُوحُ إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً: «أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ يَا سَيِّدِي أَنْ تُرْسِلَ إِلَيْنَا رَجُلَ اللهِ الَّذِي بَعَثْتَهُ، لِيُعَلِّمَنَا كَيْفَ نُرَبِّي الصَّبِيَّ الَّذِي يُولَدُ». -\v 9 فَاسْتَجَابَ اللهُ صَلاةَ مَنُوحَ، فَتَجَلَّى مَلاكُ اللهِ أَيْضاً لِلْمَرْأَةِ وَهِيَ جَالِسَةٌ فِي الْحَقْلِ، وَلَمْ يَكُنْ زَوْجُهَا مَنُوحُ مَعَهَا. -\v 10 فَأَسْرَعَتْ وَأَخْبَرَتْ زَوْجَهَا قَائِلَةً: «تَرَاءَى لِيَ الرَّجُلُ الَّذِي ظَهَرَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ». -\v 11 فَهَبَّ مَنُوحُ فِي إِثْرِ زَوْجَتِهِ حَتَّى قَدِمَ عَلَى الرَّجُلِ وَسَأَلَهُ: «أَأَنْتَ الرَّجُلُ الَّذِي خَاطَبَ زَوْجَتِي مِنْ قَبْلُ؟» فَأَجَابَهُ: «أَنَا هُوَ». -\v 12 فَقَالَ مَنُوحُ: «عِنْدَمَا يَتَحَقَّقُ كَلامُكَ فَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَقُومَ بِتَرْبِيَةِ الصَّبِيِّ وَمُعَامَلَتِهِ؟» -\v 13 فَأَجَابَهُ الْمَلاكُ: «لِتَحْرِصِ الْمَرْأَةُ عَلَى طَاعَةِ كُلِّ مَا أَمَرْتُهَا بِهِ. -\v 14 وَإِيَّاهَا أَنْ تَأْكُلَ مِنْ كُلِّ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ أَوْ تَشْرَبَ خَمْراً أَوْ مُسْكِراً، أَوْ تَأْكُلَ طَعَاماً مُحَرَّماً. لِتَحْرِصْ عَلَى إِطَاعَةِ كُلِّ مَا أَوْصَيْتُهَا بِهِ». -\v 15 فَقَالَ لَهُ مَنُوحُ: «نَوَدُّ أَنْ تَمْكُثَ مَعَنَا رَيْثَمَا نُجَهِّزُ لَكَ جَدْياً». -\v 16 فَأَجَابَ مَلاكُ الرَّبِّ: «وَلَوْ أَعَقْتَنِي لَنْ آكُلَ مِنْ خُبْزِكَ، وَإِنْ قَرَّبْتَ مُحْرَقَةً فَلِلرَّبِّ قَدِّمْهَا». وَلَمْ يَكُنْ مَنُوحُ يُدْرِكُ أَنَّ الرَّجُلَ هُوَ مَلاكُ الرَّبِّ. -\v 17 فَسَأَلَ مَنُوحُ مَلاكَ الرَّبِّ: «مَا اسْمُكَ حَتَّى إِذَا تَحَقَّقَ كَلامُكَ نُكْرِمُكَ؟» -\v 18 فَأَجَابَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي وَهُوَ عَجِيبٌ؟» -\v 19 ثُمَّ أَخَذَ مَنُوحُ جَدْياً وَتَقْدِمَةَ حُبُوبٍ وَقَرَّبَهُمَا عَلَى الصَّخْرَةِ لِلرَّبِّ. فَقَامَ الْمَلاكُ بِعَمَلٍ عَجِيبٍ عَلَى مَشْهَدٍ مِنْ مَنُوحَ وَزَوْجَتِهِ -\v 20 فَقَدْ صَعِدَ فِي أَلْسِنَةِ اللهِيبِ الْمُرْتَفِعَةِ مِنَ الْمَذْبَحِ نَحْوَ السَّمَاءِ عَلَى مَشْهَدٍ مِنْهُمَا، فَخَرَّا عَلَى الأَرْضِ سَاجِدَيْنِ. -\p -\v 21 وَلَمْ يَتَجَلَّ مَلاكُ الرَّبِّ ثَانِيَةً لِمَنُوحَ وَزَوْجَتِهِ. عِنْدَئِذٍ أَدْرَكَ مَنُوحُ أَنَّهُ مَلاكُ الرَّبِّ. -\v 22 فَقَالَ مَنُوحُ لاِمْرَأَتِهِ: «إِنَّنَا لابُدَّ مَائِتَانِ لأَنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا اللهَ» -\v 23 فَأَجَابَتْهُ: «لَوْ أَرَادَ الرَّبُّ أَنْ يُمِيتَنَا لَمَا قَبِلَ مِنَّا مُحْرَقَةً وَتَقْدِمَةً، وَلَمَا أَرَانَا كُلَّ هَذِهِ الأُمُورِ وَأَخْبَرَنَا بِها فِي هَذَا الْوَقْتِ». -\v 24 فَأَنْجَبَتِ الْمَرْأَةُ ابْناً دَعَتْهُ شَمْشُونَ. وَكَبُرَ الصَّبِيُّ وَبَارَكَهُ الرَّبُّ. -\v 25 وَابْتَدَأَ رُوحُ الرَّبِّ يُحَرِّكُهُ فِي أَرْضِ سِبْطِ دَانَ بَيْنَ صُرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ. -\c 14 -\s1 زواج شمشون -\p -\v 1 وَذَهَبَ شَمْشُونُ إِلَى تِمْنَةَ حَيْثُ رَاقَتْهُ فَتَاةٌ مِنْ بَنَاتِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ -\v 2 فَرَجَعَ إِلَى وَالِدَيْهِ وَأَخْبَرَهُمَا قَائِلاً: «رَاقَتْنِي امْرَأَةٌ فِي تِمْنَةَ مِنْ بَنَاتِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ فَزَوِّجَانِي مِنْهَا». -\v 3 فَقَالَ لَهُ وَالِدَاهُ: «أَلَمْ تَجِدْ بَيْنَ بَنَاتِ أَقْرِبَائِكَ وَفِي قَوْمِنَا فَتَاةً، حَتَّى تَذْهَبَ وَتَتَزَوَّجَ مِنْ بَنَاتِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْغُلْفِ؟» فَأَجَابَ شَمْشُونُ أَبَاهُ: «هَذِهِ هِيَ الْفَتَاةُ الَّتِي رَاقَتْنِي فَزَوِّجْنِي إِيَّاهَا». -\v 4 وَلَمْ يُدْرِكْ وَالِدَاهُ أَنَّ ذَلِكَ الأَمْرَ كَانَ مِنَ الرَّبِّ، الَّذِي كَانَ يَلْتَمِسُ عِلَّةً ضِدَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الَّذِينَ كَانُوا آنَئِذٍ مُتَسَلِّطِينَ عَلَى إِسْرَائِيلَ. -\p -\v 5 فَانْحَدَرَ شَمْشُونُ وَوَالِدَاهُ إِلَى تِمْنَةَ حَتَّى بَلَغُوا كُرُومَهَا، وَإذَا بِشِبْلِ أَسَدٍ يَتَحَفَّزُ مُزَمْجِراً لِلانْقِضَاضِ عَلَيْهِ، -\v 6 فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ فَقَبَضَ عَلَى الأَسَدِ وَشَقَّهُ إِلَى نِصْفَيْنِ وَكَأَنَّهُ جَدْيٌ صَغِيرٌ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ سِلاحٌ. وَلَمْ يُنْبِئْ وَالِدَيْهِ بِمَا فَعَلَ. -\v 7 ثُمَّ مَضَى إِلَى الْفَتَاةِ وَخَاطَبَهَا فَازْدَادَ بِها إِعْجَاباً. -\v 8 وَعِنْدَمَا رَجَعَ شَمْشُونُ بَعْدَ أَيَّامٍ لِيَتَزَوَّجَ مِنْهَا مَالَ لِيُلْقِيَ نَظْرَةً عَلَى جُثَّةِ الأَسَدِ، فَوَجَدَ فِي جَوْفِهَا سَرْباً مِنَ النَّحْلِ وَبَعْضَ الْعَسَلِ، -\v 9 فَتَنَاوَلَ مِنْهُ قَدْراً عَلَى كَفِّهِ وَمَضَى وَهُوَ يَأْكُلُ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى وَالِدَيْهِ فَأَعْطَاهُمَا فَأَكَلا، وَلَمْ يُخْبِرْهُمَا أَنَّهُ اشْتَارَ الْعَسَلَ مِنْ جَوْفِ الأَسْدِ. -\p -\v 10 وَذَهَبَ وَالِدُهُ إِلَى بَيْتِ الْعَرُوسِ، فَأَقَامَ شَمْشُونُ هُنَاكَ وَلِيمَةً كَمَا تَقْتَضِي أَعْرَافُ الزَّوَاجِ. -\v 11 وَدَعَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ ثَلاثِينَ شَابّاً لِيُنَادِمُوهُ (فِي فَتْرَةِ الاحْتِفَالِ بِزَوَاجِهِ). -\v 12 فَقَالَ لَهُمْ شَمْشُونُ: «سَأُلْقِي عَلَيْكُمْ أُحْجِيَّةً، فَإِنْ وَجَدْتُمْ حَلَّهَا الصَّحِيحَ فِي سَبْعَةِ أَيَّامِ الْوَلِيمَةِ أُعْطِيكُمْ ثَلاثِينَ قَمِيصاً وَثَلاثِينَ حُلَّةَ ثِيَابٍ. -\v 13 أَمَّا إِنْ عَجَزْتُمْ عَنْهَا فَسَتُعْطُونِي أَنْتُمْ ثَلاثِينَ قَمِيصاً وَثَلاثِينَ حُلَّةَ ثِيَابٍ». فَقَالُوا لَهُ: «هَاتِ أُحْجِيَّتَكَ فَنَسْمَعَهَا». -\v 14 فَقَالَ لَهُمْ: «مِنَ الآكِلِ خَرَجَ أُكْلٌ، وَمِنَ الْقَوِيِّ خَرَجَتْ حَلاوَةٌ». وَانْقَضَتْ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَجِدُوا لَهَا حَلاً. -\p -\v 15 وَفِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ قَالُوا لِزَوْجَةِ شَمْشُونَ: «تَمَلَّقِي زَوْجَكِ لِيَكْشِفَ لَنَا عَنْ حَلِّ الأُحْجِيَّةِ، لِئَلّا نُضْرِمَ النَّارَ فِيكِ وَفِي بَيْتِ أَبِيكِ. أَدَعَوْتُمُونَا إِلَى الْوَلِيمَةِ لِتَسْلِبُونَا؟» -\v 16 فَبَكَتِ امْرَأَةُ شَمْشُونَ لَدَيْهِ قَائِلَةً: «أَنْتَ تَمْقُتُنِي وَلا تُحِبُّنِي حَقّاً. فَقَدْ طَرَحْتَ عَلَى بَنِي قَوْمِي أُحْجِيَّةً وَلَمْ تُطْلِعْنِي عَلَى حَلِّهَا». فَقَالَ لَهَا: «هُوَذَا أَبِي وَأُمِّي لَمْ أُطْلِعْهُمَا عَلَى حَلِّهَا، فَلِمَاذَا أُخْبِرُكِ أَنْتِ بِهِ؟» -\v 17 فَظَلَّتْ تَبْكِي لَدَيْهِ طَوَالَ سَبْعَةِ أَيَّامِ الْوَلِيمَةِ. وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ أَطْلَعَهَا عَلَى الْحَلِّ لِفَرْطِ مَا ضَايَقَتْهُ، فَأَسَرَّتْ بِهِ لِبَنِي قَوْمِهَا. -\v 18 وَقَبْلَ غُرُوبِ شَمْسِ الْيَوْمِ السَّابِعِ قَالَ لَهُ رِجَالُ الْمَدِينَةِ: «أَيُّ شَيْءٍ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَمَا هُوَ أَقْوَى مِنَ الأَسَدِ؟» فَقَالَ لَهُمْ شَمْشُونُ: «لَوْلا أَنَّكُمْ حَرَثْتُمْ عَلَى عِجْلَتِي لَمَا وَجَدْتُمْ حَلَّ أُحْجِيِّتِي». -\p -\v 19 وَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ فَانْحَدَرَ إِلَى مَدِينَةِ أَشْقَلُونَ وَقَتَلَ ثَلاثِينَ رَجُلاً مِنْهُمْ، وَأَخَذَ ثِيَابَهُمْ وَأَعْطَاهَا لِلرِّجَالِ الَّذِينَ حَلُّوا لُغْزَهُ. وَلَكِنْ، إِذِ احْتَدَمَ غَضَبُهُ مَضَى إِلَى بَيْتِ وَالِدَيْهِ. -\v 20 وَمَا لَبِثَتِ امْرَأَةُ شَمْشُونَ أَنْ أَصْبَحَتْ زَوْجَةً لِصَاحِبِهِ الَّذِي كَانَ نَدِيماً لَهُ. -\c 15 -\s1 انتقام شمشون -\p -\v 1 وَحَدَثَ بَعْدَ مُدَّةٍ فِي مَوْسِمِ حَصَادِ الْقَمْحِ، أَنَّ شَمْشُونَ أَخَذَ جَدْياً وَذَهَبَ لِيَزُورَ زَوْجَتَهُ، -\v 2 وَقَالَ لِحَمِيهِ: «أَنَا دَاخِلٌ إِلَى مُخْدَعِ زَوْجَتِي». وَلَكِنَّ أَبَاهَا مَنَعَهُ وَقَالَ: «لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ كَرِهْتَهَا فَزَوَّجْتُهَا لِنَدِيمِكَ. فَلِمَاذَا لَا تَتَزَوَّجُ أُخْتَهَا الأَصْغَرَ مِنْهَا عِوَضاً عَنْهَا؟ أَلَيْسَتْ هِيَ أَجْمَلَ مِنْهَا؟» -\v 3 فَأَجَابَهُ شَمْشُونُ: «لا لَوْمَ عَلَيَّ هَذِهِ الْمَرَّةَ إِذَا انْتَقَمْتُ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». -\v 4 وَانْطَلَقَ شَمْشُونُ وَاصْطَادَ ثَلاثَ مِئَةِ ثَعْلَبٍ وَرَبَطَ ذَيْلَيْ كُلِّ ثَعْلَبَيْنِ مَعاً وَوَضَعَ بَيْنَهُمَا مَشْعَلاً، -\v 5 ثُمَّ أَضْرَمَ الْمَشَاعِلَ بِالنَّارِ وَأَطْلَقَ الثَّعَالِبَ بَيْنَ زُرُوعِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَأَحْرَقَتْ حُقُولَ الْقَمْحِ وَأَكْدَاسَ الْحُبُوبِ وَأَشْجَارَ الزَّيْتُونِ. -\v 6 فَسَأَلَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ: «مَنِ الْجَانِي؟» فَقِيلَ لَهُمْ: «شَمْشُونُ صِهْرُ التِّمْنِيِّ، لأَنَّهُ أَخَذَ امْرَأَةَ شَمْشُونَ وَزَوَّجَهَا لِنَدِيمِه»، فَصَعِدَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَأَحْرَقُوهَا مَعَ أَبِيهَا بِالنَّارِ. -\v 7 فَقَالَ شَمْشُونُ: «لأَنَّكُمْ هَكَذَا تَتَصَرَّفُونَ فَإِنَّنِي لَنْ أَكُفَّ حَتَّى أَنْتَقِمَ مِنْكُمْ». -\v 8 وَهَجَمَ عَلَيْهِمْ بِضَرَاوَةٍ وَقَتَلَ مِنْهُمْ كَثِيرِينَ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى مَغَارَةِ صَخْرَةِ عِيطَمَ وَأَقَامَ فِيهَا. -\p -\v 9 فَتَقَدَّمَ جَيْشُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَاحْتَلُّوا أَرْضَ يَهُوذَا وَانْتَشَرُوا فِي لَحْيٍ -\v 10 فَسَأَلَهُمْ رِجَالُ يَهُوذَا: «لِمَاذَا جِئْتُمْ لِمُحَارَبَتِنَا؟» فَأَجَابُوهُمْ: «جِئْنَا لِكَيْ نَأْسِرَ شَمْشُونَ وَنَفْعَلَ بِهِ مِثْلَمَا فَعَلَ بِنَا». -\v 11 فَذَهَبَ ثَلاثَةُ آلافِ رَجُلٍ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا إِلَى مَغَارَةِ صَخْرَةِ عِيطَمَ وَقَالُوا لِشَمْشُونَ: «أَلا تَعْلَمُ أَنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مُتَسَلِّطُونَ عَلَيْنَا، فَمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا؟» فَأَجَابَهُمْ: «كَمَا فَعَلُوا بِي هَكَذَا فَعَلْتُ بِهِمْ». -\v 12 فَقَالُوا لَهُ: «لَقَدْ جِئْنَا لِنُوْثِقَكَ وَنُسَلِّمَكَ إِلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ». فَقَالَ لَهُمْ شَمْشُونُ: «احْلِفُوا لِي أَنْ لَا تَقْتُلُونِي بِأَنْفُسِكُمْ». -\v 13 فَأَجَابُوهُ: «لا، لَنْ نَقْتُلَكَ نَحْنُ، إِنَّمَا نُوْثِقُكَ وَنُسَلِّمُكَ إِلَيْهِمْ». فَأَوْثَقُوهُ بِحَبْلَيْنِ جَدِيدَيْنِ وَأَخْرَجُوهُ مِنَ الْمَغَارَةِ. -\v 14 فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى لَحْيٍ هَبَّ الْفِلِسْطِينِيُّونَ صَارِخِينَ لِلِقَائِهِ، فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، وَقَطَعَ الْحَبْلَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَى ذِرَاعَيْهِ وَكَأَنَّهُمَا خُيُوطُ كَتَّانٍ مُحْتَرِقَةٌ. -\v 15 وَعَثَرَ عَلَى فَكِّ حِمَارٍ طَرِيٍّ، تَنَاوَلَهُ وَقَتَلَ بِهِ أَلْفَ رَجُلٍ. -\v 16 ثُمَّ قَالَ شَمْشُونُ: «بِفَكِّ حِمَارٍ كَوَّمْتُ أَكْدَاساً فَوْقَ أَكْدَاسٍ، بِفَكِّ حِمَارٍ قَضَيْتُ عَلَى أَلْفِ رَجُلٍ». -\v 17 وَعِنْدَمَا كَفَّ عَنِ الْكَلامِ أَلْقَى فَكَّ الْحِمَارِ مِنْ يَدِهِ، وَدَعَا ذَلِكَ الْمَوْضِعَ رَمَتَ لَحْيٍ (وَمَعْنَاهُ تَلُّ عَظْمَةِ الْفَكِّ). -\p -\v 18 وَعَطِشَ شَمْشُونُ عَطَشاً شَدِيداً، فَاسْتَغَاثَ بِالرَّبِّ قَائِلاً: «لَقَدْ مَنَحْتَ هَذَا الْخَلاصَ الْعَظِيمَ عَلَى يَدِ عَبْدِكَ، فَهَلْ أَمُوتُ الآنَ مِنَ الْعَطَشِ وَأَقَعُ أَسِيراً فِي يَدِ الْغُلْفِ؟» -\v 19 فَفَجَّرَ اللهُ لَهُ يَنْبُوعَ مَاءٍ مِنْ فَتْحَةٍ فِي الأَرْضِ فِي لَحْيٍ، فَشَرِبَ مِنْهَا وَانْتَعَشَتْ نَفْسُهُ. لِذَلِكَ دَعَا اسْمَ الْمَوْضِعِ عَيْنَ هَقُّورِي (وَمَعْنَاهُ يَنْبُوعُ الَّذِي دَعَا). وَمَازَالَ الْيَنْبُوعُ فِي لَحْيٍ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا. -\v 20 وَظَلَّ شَمْشُونُ قَاضِياً لإِسْرَائِيلَ عِشْرِينَ سَنَةً فِي أَثْنَاءِ حُكْمِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. -\c 16 -\s1 شمشون ودليلة -\p -\v 1 وَذَاتَ يَوْمٍ ذَهَبَ شَمْشُونُ إِلَى غَزَّةَ حَيْثُ الْتَقَى بِامْرَأَةٍ عَاهِرَةٍ فَدَخَلَ إِلَيْهَا. -\v 2 فَقِيلَ لأَهْلِ غَزَّةَ: «قَدْ جَاءَ شَمْشُونُ إِلَى هُنَا». فَحَاصَرُوا الْمَنْزِلَ وَكَمَنُوا لَهُ اللَّيْلَ كُلَّهُ عِنْدَ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ، وَاعْتَصَمُوا بِالْهُدُوءِ فِي أَثْنَاءِ اللَّيْلِ قَائِلِينَ: «عِنْدَ بُزُوغِ الصَّبَاحِ نَقْتُلُهُ». -\v 3 وَظَلَّ شَمْشُونُ رَاقِداً حَتَّى مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ هَبَّ وَخَلَعَ مِصْرَاعَيْ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ بِقَائِمَتَيْهَا وَقُفْلِهَا، وَوَضَعَهَا عَلَى كَتِفَيْهِ وَصَعِدَ بِها إِلَى قِمَّةِ الْجَبَلِ مُقَابِلَ حَبْرُونَ. -\p -\v 4 وَبَعْدَ ذَلِكَ وَقَعَ شَمْشُونُ فِي حُبِّ امْرَأَةٍ فِي وَادِي سُورَقَ اسْمُهَا دَلِيلَةُ، -\v 5 فَجَاءَ إِلَيْهَا أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَقَالُوا لَهَا: «تَمَلَّقِي شَمْشُونَ إِلَى أَنْ تَكْتَشِفِي مِنْهُ سِرَّ قُوَّتِهِ الْعَظِيمَةِ، وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَيْهِ وَنُوْثِقَهُ فَنُذِلَّهُ فَيُكَافِئَكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا بِأَلْفٍ وَمِئَةِ شَاقِلٍ مِنَ الْفِضَّةِ (نَحْوَ مِئَةٍ وَاثْنَيْنِ وَثلاثِينَ كِيلُو جِرَاماً)». -\v 6 فَقَالَتْ دَلِيلَةُ لِشَمْشُونَ: «أَخْبِرْنِي مَا هُوَ سِرُّ قُوَّتِكَ الْعَظِيمَةِ وَكَيْفَ يَتَسَنَّى تَقْيِيدُكَ وَإِذْلالُكَ» -\v 7 فَأَجَابَهَا شَمْشُونُ: «إِذَا أَوْثَقُونِي بِسَبْعَةِ أَوْتَارٍ طَرِيَّةٍ لَمْ تَجِفَّ بَعْدُ، أُصْبِحُ ضَعِيفاً كَأَيِّ وَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ». -\v 8 فَأَحْضَرَ لَهَا أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سَبْعَةَ أَوْتَارٍ طَرِيَّةٍ لَمْ تَجِفَّ بَعْدُ، فَأَوْثَقَتْهُ بِها. -\v 9 وَكَانَ الْكَمِينُ مُتَرَبِّصاً بِهِ فِي حُجْرَتِهَا، فَقَالَتْ لَهُ: «الْفِلِسْطِينِيُّونَ قَادِمُونَ عَلَيْكَ يَا شَمْشُونُ». فَقَطَعَ الأَوْتَارَ وَكَأَنَّهَا خُيُوطٌ شَيَّطَتْهَا النَّارُ، وَلَمْ يُكْتَشَفْ سِرُّ قُوَّتِهِ. -\p -\v 10 فَقَالَتْ لَهُ دَلِيلَةُ: «لَقَدْ خَدَعْتَنِي وَكَذِبْتَ عَلَيَّ. فَأَخْبِرْنِي الآنَ كَيْفَ تُوْثَقُ؟» -\v 11 فَأَجَابَهَا: «إِذَا أَوْثَقُونِي بِحِبَالٍ جَدِيدَةٍ، أُصْبِحُ ضَعِيفاً كَأَيِّ وَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ». -\v 12 فَأَخَذَتْ دَلِيلَةُ حِبَالاً جَدِيدَةً وَأَوْثَقَتْهُ بِها، وَقَالَتْ لَهُ: «الْفِلِسْطِينِيُّونَ قَادِمُونَ عَلَيْكَ يَا شَمْشُونُ». وَكَانَ الْكَمِينُ يَتَرَبَّصُ بِهِ فِي الْحُجْرَةِ، فَقَطَعَ الْحِبَالَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ وَكَأَنَّهَا خُيُوطٌ. -\v 13 فَقَالَتْ دَلِيلَةُ لِشَمْشُونَ: «أَنْتَ مَازِلْتَ تَكْذِبُ عَلَيَّ وَتَخْدَعُنِي، فَأَخْبِرْنِي بِمَاذَا تُوْثَقُ؟» فَأَجَابَهَا: «إِنْ ضَفَرْتِ خُصْلاتِ شَعْرِي السَّبْعَ بِمِغْزَلٍ وَثَبَّتِّهَا بِوَتَدٍ، فَإِنَّنِي أُصْبِحُ ضَعِيفاً كَأَيِّ وَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ». وَبَيْنَمَا كَانَ يَغِطُّ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ ضَفَرَتْ دَلِيلَةُ خُصْلاتِ شَعْرِهِ السَّبْعَ بِمِغْزَلٍ. -\v 14 وَثَبَّتَتْهَا بِوَتَدٍ، وَنَادَتْهُ ثَانِيَةً: «الْفِلِسْطِينِيُّونَ قَادِمُونَ عَلَيْكَ يَا شَمْشُونُ» فَانْتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ وَخَلَعَ وَتَدَ النَّسِيجِ مَعَ الْمِغْزَلِ. -\p -\v 15 فَقَالَتْ لَهُ: «كَيْفَ تَدَّعِي أَنَّكَ تُحِبُّنِي وَقَلْبُكَ لَا يَثِقُ بِي؟ قَدْ خَدَعْتَنِي ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَلَمْ تُطْلِعْنِي عَلَى سِرِّ قُوَّتِكَ الْعَظِيمَةِ». -\v 16 وَظَلَّتْ تُلِحُّ عَلَيْهِ وَتُزْعِجُهُ كُلَّ يَوْمٍ بِمِثْلِ هَذَا الْكَلامِ حَتَّى ضَاقَتْ نَفْسُهُ إِلَى الْمَوْتِ. -\v 17 فَكَشَفَ لَهَا عَنْ مَكْنُونِ قَلْبِهِ، وَقَالَ لَهَا: «إِنَّنِي نَذِيرُ الرَّبِّ مُنْذُ مَوْلِدِي، لِهَذَا لَمْ أَحْلِقْ شَعْرِي. وَإِنْ حَلَقْتُهُ فَإِنَّ قُوَّتِي تُفَارِقُنِي وَأُصْبِحُ ضَعِيفاً كَأَيِّ وَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ». -\p -\v 18 وَلَمَّا أَدْرَكَتْ دَلِيلَةُ أَنَّهُ قَدْ أَسَرَّ لَهَا بِمَكْنُونِ قَلْبِهِ، اسْتَدْعَتْ أَقْطَابَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ قَائِلَةً: «تَعَالَوْا هَذِهِ الْمَرَّةَ، فَقَدْ أَطْلَعَنِي عَلَى سِرِّ قُوَّتِهِ». فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ حَامِلِينَ مَعَهُمُ الْفِضَّةَ. -\v 19 فَأَضْجَعَتْهُ عَلَى رُكْبَتَيْهَا وَاسْتَدْعَتْ رَجُلاً حَلَقَ لَهُ خُصْلاتِ شَعْرِهِ السَّبْعَ، وَشَرَعَتْ فِي إِذْلالِهِ بَعْدَ أَنْ فَارَقَتْهُ قُوَّتُهُ. -\v 20 وَقَالَتْ: «الْفِلِسْطِينِيُّونَ قَادِمُونَ عَلَيْكَ يَا شَمْشُونُ» فَاسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «أَقُومُ مِثْلَ كُلِّ مَرَّةٍ وَأَنْتَفِضُ». وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ فَارَقَهُ. -\v 21 فَقَبَضَ عَلَيْهِ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَقَلَعُوا عَيْنَيْهِ وَأَخَذُوهُ إِلَى غَزَّةَ حَيْثُ أَوْثَقُوهُ بِسَلاسِلَ نُحَاسِيَّةٍ، وَسَخَّرُوهُ لِيَطْحَنَ الْحُبُوبَ فِي السِّجْنِ. -\v 22 وَمَا لَبِثَ شَعْرُهُ أَنِ ابْتَدَأَ يَنْمُو بَعْدَ أَنْ حُلِقَ. -\s1 موت شمشون -\p -\v 23 وَاجْتَمَعَ أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِيَحْتَفِلُوا بِتَقْدِيمِ ذَبِيحَةٍ عَظِيمَةٍ لإِلَهِهِمْ دَاجُونَ قَائِلِينَ: «إِنَّ إِلَهَنَا قَدْ أَظْفَرَنَا بِشَمْشُونَ عَدُوِّنَا». -\v 24 وَلَمَّا شَاهَدَ الشَّعْبُ شَمْشُونَ فِي ذِلَّةٍ، مَجَّدُوا إِلَهَهُم قَائِلِينَ: «قَدْ أَظفَرَنَا إِلَهُنَا بِعَدُوِّنَا الَّذِي خَرَّبَ أَرْضَنَا، وَأَكْثَرَ مِنْ قَتْلانَا». -\v 25 وَإِذْ لَعِبَتْ بِهِمِ النَّشْوَةُ هَتَفُوا: «ادْعُوا شَمْشُونَ لِيُسَلِّيَنَا». فَجَاءُوا بِشَمْشُونَ مِنَ السِّجْنِ فَلَعِبَ أَمَامَهُمْ ثُمَّ أَوْقَفُوهُ بَيْنَ الأَعْمِدَةِ. -\v 26 فَقَالَ شَمْشُونُ لِلْغُلامِ الَّذِي يَقُودُهُ: «أَوْقِفْنِي حَيْثُ يُمْكِنُنِي أَنْ أَلْمِسَ الأَعْمِدَةَ الَّتِي يَقُومُ عَلَيْهَا الْمَعْبَدُ حَتَّى أَسْتَنِدَ إِلَيْهَا». -\v 27 وَكَانَ الْمَعْبَدُ يَكْتَظُّ بِالرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، فَضْلاً عَنْ أَقْطَابِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْخَمْسَةِ. وَكَانَ عَلَى السَّطْحِ نَحْوَ ثَلاثَةِ آلافِ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ يَتَفَرَّجُونَ عَلَى لَعِبِ شَمْشُونَ. -\v 28 فَصَلَّى شَمْشُونُ إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً: «يَا سَيِّدِي الرَّبُّ، اذْكُرْنِي وَقَوِّنِي هَذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ لأَنْتَقِمَ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ عَنْ قَلْعِ عَيْنَيَّ بِضَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ». -\v 29 وَقَبَضَ شَمْشُونُ عَلَى الْعَمُودَيْنِ الْمُتَوَسِّطَيْنِ اللَّذَيْنِ يَرْتَكِزُ عَلَيْهِمَا الْمَعْبَدُ وَضَغَطَ عَلَى أَحَدِهِمَا بِيَمِينِهِ وَعَلَى الآخَرِ بِيَسَارِهِ -\v 30 وَهُوَ يَقُولُ: «لأَمُتْ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». ثُمَّ دَفَعَهُمَا بِكُلِّ قُوَّتِهِ فَانْهَارَ الْمَعْبَدُ عَلَى الأَقْطَابِ وَعَلَى الشَّعْبِ الَّذِي فِيهِ. فَكَانَ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ شَمْشُونُ عِنْدَ مَوْتِهِ أَكْثَرَ مِنَ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ طَوَالَ حَيَاتِهِ. -\v 31 وَجَاءَ إِخْوَتُهُ وَكُلُّ أَقْرِبَاءِ أَبِيهِ وَحَمَلُوا جُثَّتَهُ حَيْثُ دَفَنُوهُ بَيْنَ صُرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ فِي قَبْرِ مَنُوحَ أَبِيهِ، وَكَانَ شَمْشُونُ قَدْ قَضَى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ عِشْرِينَ سَنَةً. -\c 17 -\s1 تمثال ميخا -\p -\v 1 وَكَانَ رَجُلٌ اسْمُهُ مِيخَا مُقِيماً فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ. -\v 2 قَالَ هَذَا لأُمِّهِ: «إِنَّ الأَلْفَ وَالْمِئَةَ شَاقِلٍ مِنَ الْفِضَّةِ (نَحْوَ مِئَةٍ وَاثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ كِيلُو جِرَاماً) الَّتِي سُرِقَتْ مِنْكِ، وَالَّتِي سَمِعْتُكِ تَلْعَنِينَ سَارِقَهَا، هِيَ مَعِي، وَأَنَا الَّذِي أَخَذْتُهَا». فَقَالَتْ أُمُّهُ: «لِيُبَارِكْكَ الرَّبُّ يَا وَلَدِي». -\v 3 فَرَدَّ لَهَا الأَلْفَ وَالْمِئَةَ شَاقِلٍ مِنَ الْفِضَّةِ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: «سَأَهَبُ هَذَا الْمَالَ بِاسْمِكَ لِلرَّبِّ، لِنَنْحَتَ تِمْثَالاً وَنَصُوغَ مِنْهَا صَنَماً، وَهَا أَنَا أَرُدُّ لَكَ الْمَالَ». -\v 4 وَأَعْطَتْ أُمُّهُ مِئَتَيْ قِطْعَةِ فِضَّةٍ لِلصَّائِغِ فَنَحَتَ وَصَاغَ لَهَا تِمْثَالَيْنِ، نُصِبَا فِي بَيْتِ مِيخَا. -\v 5 إِذْ كَانَ مِيخَا قَدْ خَصَّصَ مَوْضِعاً فِي بَيْتِهِ لِيَكُونَ مَعْبَداً لِلآلِهَةِ. ثُمَّ صَنَعَ أَفُوداً وَتَرَافِيمَ، وَكَرَّسَ وَاحِداً مِنْ بَنِيهِ كَاهِناً لَهُ. -\v 6 فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَمْ يَكُنْ لإِسْرَائِيلَ مَلِكٌ، فَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يَتَصَرَّفُ عَلَى هَوَاهُ. -\s1 الكاهن اللاوي -\p -\v 7 وَكَانَ هُنَاكَ شَابٌّ لاوِيٌّ مِنْ بَيْتِ لَحْمٍ مُقِيماً بَيْنَ سِبْطِ يَهُوذَا. -\v 8 هَذَا هَاجَرَ مِنْ مَدِينَةِ بَيْتِ لَحْمٍ لِيَتَغَرَّبَ فِي الأَرْضِ، فَأَتَى إِلَى جَبَلِ أَفْرَايِمَ وَمَرَّ فِي طَرِيقِهِ بِبَيْتِ مِيخَا. -\v 9 فَسَأَلَهُ مِيخَا: «مِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ؟» فَأَجَابَهُ: «أَنَا لاوِيٌّ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا، وَأَنَا ذَاهِبٌ لأَتَغَرَّبَ حَيْثُمَا اتَّفَقَ». -\v 10 فَقَالَ لَهُ مِيخَا: «أَقِمْ عِنْدِي وَكُنْ لِي مُرْشِداً وَكَاهِناً، وَأَنَا أُعْطِيكَ عَشْرَةَ شَوَاقِلِ فِضَّةٍ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) فِي السَّنَةِ وَحُلَّةَ ثِيَابٍ فَضْلاً عَنِ الْقُوتِ». فَوَافَقَ اللّاوِيُّ عَلَى عَرْضِهِ، -\v 11 وَرَضِيَ بِالإِقَامَةِ مَعَهُ. وَصَارَ اللّاوِيُّ أَثِيراً لَدَيْهِ كَأَحَدِ أَبْنَائِهِ. -\v 12 فَكَرَّسَ مِيخَا اللّاوِيَّ، فَأَصْبَحَ لَهُ كَاهِناً وَأَقَامَ فِي بَيْتِهِ. -\v 13 فَقَالَ مِيخَا: «الآنَ عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ رَاضٍ عَنِّي، لأَنَّ اللّاوِيَّ صَارَ لِي كَاهِناً». -\c 18 -\s1 سبط دان يستقر في لايش -\p -\v 1 وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ عِنْدَمَا لَمْ يَكُنْ عَلَى إِسْرَائِيلَ مَلِكٌ، شَرَعَ أَبْنَاءُ سِبْطِ دَانٍ يَبْحَثُونَ عَنْ مَكَانٍ يَسْتَوْطِنُونَ فِيهِ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا قَدْ وَرِثُوا نَصِيبَهُمْ مِنَ الأَرْضِ بَعْدُ وَسَطَ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. -\v 2 فَأَرْسَلَ الدَّانِيُّونَ خَمْسَةَ رِجَالٍ مِنْ سِبْطِهِمْ مِنْ ذَوِي الْبَأْسِ فِي مَدِينَتَيْ صُرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ، لِتَجَسُّسِ الأَرْضِ وَاسْتِكْشَافِهَا، وَقَالُوا لَهُمْ: «انْطَلِقُوا وَاسْتَطْلِعُوا لَنَا الأَرْضَ» فَجَاءُوا إِلَى جَبَلِ أَفْرَايِمَ إِلَى بَيْتِ مِيخَا وَقَضَوْا لَيْلَتَهُمْ هُنَاكَ. -\p -\v 3 وَعَرَفُوا مِنْ لَهْجَةِ كَاهِنِ مِيخَا أَنَّهُ مِنْ سِبْطِ لاوِي، فَانْتَحَوْا بِهِ جَانِباً وَسَأَلُوهُ: «مَنْ جَاءَ بِكَ إِلَى هُنَا، وَمَاذَا تَفْعَلُ فِي هَذَا الْمَكَانِ؟ وَلِمَاذَا أَنْتَ هُنَا؟» -\v 4 فَأَجَابَهُمْ: «كَذَا وَكَذَا صَنَعَ لِي مِيخَا، وَقَدِ اسْتَأْجَرَنِي فَأَصْبَحْتُ لَهُ كَاهِناً». -\p -\v 5 فَقَالُوا لَهُ: «اسْأَلْ إِذَنِ اللهَ لِنَعْلَمَ إِنْ كَانَتْ مُهِمَّتُنَا سَتُكَلَّلُ بِالنَّجَاحِ أَمْ لا». -\v 6 فَقَالَ لَهُمُ الْكَاهِنُ: «اذْهَبُوا بِسَلامٍ فَطَرِيقُكُمُ الَّتِي تَسْلُكُونَهَا تَنْعَمُ بِرِعَايَةِ الرَّبِّ». -\p -\v 7 فَمَضَى الرِّجَالُ الْخَمْسَةُ حَتَّى وَصَلُوا إِلَى لايِشَ، فَوَجَدُوا أَهْلَهَا الْصَّيْدُونِيِّينَ مُقِيمِينَ فِيهَا مُطْمَئِنِّينَ كَعَادَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ، آمِنِينَ، لَا يُؤْذِيهِمْ أَحَدٌ فِي أَرْضِهِمْ، أَثْرِيَاءَ وَيَتَمَتَّعُونَ بِالاكْتِفَاءِ الذَّاتِيِّ، وَكَانُوا بَعِيدِينَ عَنِ الصَّيْدُونِيِّينَ، وَلَمْ يَعْقِدُوا أَحْلافاً مَعَ أَحَدٍ. -\v 8 فَعَادَ الرِّجَالُ الْخَمْسَةُ إِلَى قَوْمِهِمْ فِي صُرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ، فَسَأَلُوهُمْ: «مَاذَا وَجَدْتُمْ؟» -\v 9 فَأَجَابُوهُمْ: «هَيَّا بِنَا نَهْجُمْ عَلَى أَهْلِ لايِشَ فَأَرْضُهُمْ خَصِيبَةٌ، فَمَا بَالُكُمْ مُتَقَاعِسُونَ؟ لَا تَتَكَاسَلُوا عَنِ الْهُجُومِ لامْتِلاكِ الأَرْضِ. -\v 10 فَأَنْتُمْ عِنْدَمَا تُقْدِمُونَ عَلَيْهَا سَتَجِدُونَ قَوْماً مُطْمَئِنِّينَ فِي أَرْضٍ شَاسِعَةٍ. إِنَّ الرَّبَّ قَدْ وَهَبَهَا لَكُمْ وَهِيَ أَرْضٌ خَصِيبَةٌ لَا تَفْتَقِرُ إِلَى شَيْءٍ». -\p -\v 11 فَارْتَحَلَ مِنْ صُرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ سِتُّ مِئَةِ رَجُلٍ مُدَجَّجِينَ بِالسِّلاحِ مِنْ سِبْطِ دَانٍ. -\v 12 وَعَسْكَرُوا فِي قَرْيَةِ يَعَارِيمَ فِي يَهُوذَا، فَدُعِيَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ مُخَيَّمَ دَانٍ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، وَهُوَ يَقَعُ وَرَاءَ قَرْيَةِ يَعَارِيمَ. -\v 13 وَاجْتَازُوا مِنْ هُنَاكَ إِلَى جَبَلِ أَفْرَايِمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ مِيخَا. -\p -\v 14 فَقَالَ الرِّجَالُ الْخَمْسَةُ الَّذِينَ ذَهَبُوا لاِسْتِكْشَافِ أَرْضِ لايِشَ لِقَوْمِهِمْ: «أَتَعْلَمُونَ أَنَّ فِي هَذِهِ الْبُيُوتِ أَفُوداً وَتَرَافِيمَ وَتِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَآخَرَ مَسْبُوكاً، فَانْظُرُوا مَاذَا تَفْعَلُونَ». -\v 15 فَاتَّجَهُوا نَحْوَ الْبُيُوتِ وَجَاءُوا إِلَى مَنْزِلِ الشَّابِّ اللّاوِيِّ فِي بَيْتِ مِيخَا وَسَلَّمُوا عَلَيْهِ. -\v 16 وَبَقِيَ الرِّجَالُ الدَّانِيُّونَ الْمُسَلَّحُونَ السِّتُّ مِئَةٍ وَاقِفِينَ عِنْدَ مَدْخَلِ الْبَابِ -\v 17 فَدَخَلَ الرِّجَالُ الْخَمْسَةُ الَّذِينَ ذَهَبُوا لاِسْتِكْشَافِ الأَرْضِ إِلَى مَوْضِعِ الْمَعْبَدِ، وَأَخَذُوا التِّمْثَالَيْنِ الْمَنْحُوتَ وَالْمَسْبُوكَ وَالأَفُودَ وَالتَّرَافِيمَ، بَيْنَمَا كَانَ الْكَاهِنُ وَاقِفاً عِنْدَ مَدْخَلِ الْبَابِ مَعَ السِّتِّ مِئَةِ رَجُلٍ الْمُدَجَّجِينَ بِالسِّلاحِ. -\v 18 وَإِذْ رَآهُمُ الْكَاهِنُ قَدْ دَخَلُوا بَيْتَ مِيخَا وَأَخَذُوا التِّمْثَالَيْنِ الْمَنْحُوتَ وَالْمَسْبُوكَ وَالأَفُودَ وَالتَّرَافِيمَ، سَأَلَهُمْ: «مَاذَا تَفْعَلُونَ؟» -\v 19 فَقَالُوا لَهُ: «اصْمُتْ. لَا تَنْطِقْ بِكَلِمَةٍ. تَعَالَ مَعَنَا وَكُنْ لَنَا مُرْشِداً وَكَاهِناً. أَيُّهُمَا خَيْرٌ لَكَ: أَنْ تَكُونَ كَاهِناً لِبَيْتِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، أَمْ تَكُونَ كَاهِناً لِسِبْطٍ وَعَشِيرَةٍ فِي إِسْرَائِيلَ؟» -\v 20 فَاغْتَبَطَ قَلْبُ الْكَاهِنِ لِلأَمْرِ، وَأَخَذَ الأَفُودَ وَالتَّرَافِيمَ وَالتِّمْثَالَ الْمَنْحُوتَ وَانْضَمَّ إِلَى الْقَوْمِ. -\v 21 ثُمَّ انْطَلَقُوا فِي طَرِيقِهِمْ بَعْدَ أَنْ جَعَلُوا أَطْفَالَهُمْ وَمَوَاشِيَهُمْ وَمَؤُونَتَهُمْ فِي الطَّلِيعَةِ. -\p -\v 22 وَلَمَّا ابْتَعَدُوا عَنْ بَيْتِ مِيخَا تَجَمَّعَ رِجَالُ الْحَيِّ الَّذِي فِيهِ بَيْتُ مِيخَا وَتَعَقَّبُوا أَبْنَاءَ دَانٍ حَتَّى أَدْرَكُوهُمْ. -\v 23 وَصَاحُوا بِهِمْ، فَسَأَلَ الدَّانِيُّونَ مِيخَا: «مَالَكَ تَصْرُخُ؟ وَمَاذَا يُزْعِجُكَ حَتَّى تَعَقَّبْتَنَا بِهَذِهِ الشِّرْذِمَةِ مِنَ الْمُحَارِبِينَ؟» -\v 24 فَأَجَابَ: «لَقَدْ أَخَذْتُمْ آلِهَتِي الَّتِي صَنَعْتُهَا، وَكَذَلِكَ الْكَاهِنَ، وَمَضَيْتُمْ. فَمَاذَا بَقِيَ لِي؟ فَكَيْفَ تَسْأَلُونَنِي: مَالَكَ؟» -\v 25 فَقَالَ لَهُ الدَّانِيُّونَ: «لا تَرْفَعْ صَوْتَكَ بَيْنَنَا لِئَلّا تُثِيرَ غَضَبَ رِجَالٍ أَفْظَاظِ الطِّبَاعِ فَيُهَاجِمُوكَ وَيَقْتُلُوكَ مَعَ أَهْلِ بَيْتِكَ». -\v 26 وَانْطَلَقَ الدَّانِيُّونَ فِي طَرِيقِهِمْ. وَلَمَّا رَأَى مِيخَا أَنَّهُمْ أَقْوَى مِنْ أَنْ يَتَغَلَّبَ عَلَيْهِمْ رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ. -\p -\v 27 أَمَّا الدَّانِيُّونَ فَقَدْ أَقْبَلُوا إِلَى لايِشَ وَمَعَهُمْ أَصْنَامُ مِيخَا وَالْكَاهِنُ، فَوَجَدُوا شَعْبَهَا آمِناً مُطْمَئِنّاً مُسَالِماً، فَهَاجَمُوهَا وَقَتَلُوا أَهْلَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَأَحْرَقُوهَا. -\v 28 وَلَمْ يَهُبَّ أَحَدٌ لِإِنْقَاذِهَا لأَنَّهَا كَانَتْ بَعِيدَةً عَنْ صِيدُونَ، وَلَمْ يَعْقِدْ أَهْلُهَا أَحْلافاً مَعَ أَحَدٍ. وَكَانَتِ الْمَدِينَةُ تَقَعُ فِي الْوَادِي الَّذِي فِيهِ بَيْتُ رَحُوبَ. وَأَعَادَ الدَّانِيُّونَ بِنَاءَ الْمَدِينَةِ وَأَقَامُوا فِيهَا، -\v 29 وَدَعَوْهَا دَاناً بِاسْمِ دَانٍ أَبِيهِمْ الَّذِي أَنْجَبَهُ إِسْرَائِيلُ، أَمَّا اسْمُهَا الْقَدِيمُ فَكَانَ لايِشَ. -\v 30 وَنَصَبَ أَبْنَاءُ دَانٍ لأَنْفُسِهِمِ التِّمْثَالَ الْمَنْحُوتَ، وَظَلَّ يَهُونَاثَانُ ابْنُ جَرْشُومَ بْنِ مَنَسَّى وَبَنُوهُ مِنْ بَعْدِهِ كَهَنَةً لِسِبْطِ الدَّانِيِّينَ إِلَى يَوْمِ سَبْيِ الْبِلادِ. -\v 31 وَنَصَبُوا تِمْثَالَ مِيخَا الْمَنْحُوتَ الَّذِي صَنَعَهُ، طَوَالَ الْحِقْبَةِ الَّتِي كَانَ فِيهَا بَيْتُ اللهِ فِي شِيلُوهَ. -\c 19 -\s1 اللاوي وسريته -\p -\v 1 وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ الَّتِي لَمْ يَكُنْ فِيهَا مَلِكٌ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، كَانَ رَجُلٌ لاوِيٌّ مُتَغَرِّباً فِي الْمِنْطَقَةِ النَّائِيَةِ مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ، فَاتَّخَذَ لَهُ مَحْظِيَّةً مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا. -\v 2 وَلَكِنَّهَا غَضِبَتْ مِنْهُ فَلَجَأَتْ إِلَى بَيْتِ أَبِيهَا فِي بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا حَيْثُ مَكَثَتْ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. -\v 3 ثُمَّ أَخَذَ زَوْجُهَا خَادِمَهُ وَحِمَارَيْنِ وَتَوَجَّهَ إِلَى بَيْتِ أَبِيهَا لِيَسْتَرْضِيَهَا، فَدَعَتْهُ لِلدُّخُولِ إِلَى بَيْتِ أَبِيهَا الَّذِي سُرَّ بِلِقَائِهِ. -\v 4 وَأَلَحَّ عَلَيْهِ وَالِدُ الْفَتَاةِ فِي الْبَقَاءِ، فَمَكَثَ مَعَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ حَيْثُ أَكَلُوا جَمِيعاً وَشَرِبُوا وَقَضَوْا لَيَالِيَهُمْ هُنَاكَ. -\v 5 وَفِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ قَامَ مُبَكِّراً لِلذِّهَابِ، فَقَالَ وَالِدُ الْفَتَاةِ لِصِهْرِهِ: «كُلْ لُقْمَةَ خُبْزٍ تَسْنِدُ بِها قَلْبَكَ وَمِنْ ثَمَّ تَمْضُونَ» -\v 6 فَجَلَسَا وَأَكَلا وَشَرِبَا مَعاً، ثُمَّ قَالَ لَهُ حَمُوهُ: «إِنْ رَاقَ لَكَ الأَمْرُ، بِتْ عِنْدَنَا وَلْتَطِبْ نَفْسُكَ». -\v 7 وَعِنْدَمَا هَمَّ الرَّجُلُ بِالذَّهَابِ أَلَحَّ عَلَيْهِ حَمُوهُ، فَرَضَخَ وَقَضَى لَيْلَتَهُ هُنَاكَ. -\v 8 ثُمَّ نَهَضَ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسِ مُبَكِّراً تَأَهُّباً لِلرَّحِيلِ، فَقَالَ أَبُو الْفَتَاةِ: «تَنَاوَلْ لُقْمَةً تَسْنِدُ بِها قَلْبَكَ، وَانْطَلِقُوا عِنْدَ الْغُرُوبِ». فَبَقِيَ الرَّجُلُ وَأَكَلا مَعاً. -\v 9 ثُمَّ هَبَّ الرَّجُلُ لِلارْتِحَالِ هُوَ وَمَحْظِيَّتُهُ وَغُلامُهُ. فَقَالَ لَهُ حَمُوهُ: «لَقَدْ مَالَتِ الشَّمْسُ إِلَى الْمَغِيبِ، فَبِيتُوا هُنَا وَلْيَطِبْ قَلْبُكَ، وَغَداً تَرْحَلُونَ مُبَكِّرِينَ نَحْوَ خَيْمَتِكَ». -\v 10 فَأَبَى الرَّجُلُ الْبَقَاءَ، وَانْطَلَقُوا جَمِيعاً حَتَّى جَاءُوا إِلَى مُقَابِلِ يَبُوسَ الَّتِي هِيَ أُورُشَلِيمُ وَمَعَهُ حِمَارَانِ مُسْرَجَانِ وَمَحْظِيَّتُهُ. -\p -\v 11 وَفِيمَا هُمْ بِجِوَارِ يَبُوسَ وَقَدْ كَادَ النَّهَارُ أَنْ يَغْرُبَ، قَالَ الْخَادِمُ لِسَيِّدِهِ: «تَعَالَ نَدْخُلُ إِلَى مَدِينَةِ الْيَبُوسِيِّينَ وَنَقْضِي لَيْلَتَنَا فِيهَا». -\v 12 فَأَجَابَهُ سَيِّدُهُ: «لا، لَنْ نَدْخُلَ مَدِينَةً غَرِيبَةً لَا يُقِيمُ فِيهَا إِسْرَائِيلِيٌّ وَاحِدٌ، بَلْ لِنَعْبُرْ إِلَى جِبْعَةَ. -\v 13 دَعْنَا نُتَابِعُ تَقَدُّمَنَا فَنَبِيتُ فِي جِبْعَةَ أَوِ الرَّامَةِ». -\v 14 وَوَاصَلُوا السَّيْرَ حَتَّى بَلَغُوا جِبْعَةَ بِنْيَامِينَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ. -\p -\v 15 فَدَخَلُوا إِلَيْهَا لِيَجِدُوا لَهُمْ مَأْوىً فِيهَا، وَجَلَسُوا فِي سَاحَةِ الْمَدِينَةِ فَلَمْ يَسْتَضِفْهُمْ أَحَدٌ فِي بَيْتِهِ. -\v 16 وَفِيمَا هُمْ كَذَلِكَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ عَجُوزٌ قَادِمٌ مِنَ الْعَمَلِ فِي حَقْلِهِ عِنْدَ الْمَسَاءِ. وَكَانَ الرَّجُلُ أَصْلاً مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ، مُتَغَرِّباً فِي جِبْعَةَ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ بِنْيَامِينِيِّينَ. -\v 17 هَذَا وَجَدَهُمْ جَالِسِينَ فِي سَاحَةِ الْمَدِينَةِ، فَسَأَلَهُمْ: «إِلَى أَيْنَ أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ، وَمِنْ أَيْنَ أَتَيْتُمْ؟» -\v 18 فَأَجَابَهُ الرَّجُلُ الْمُسَافِرُ: «نَحْنُ فِي طَرِيقِنَا مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا إِلَى الْجَانِبِ النَّائِي مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ حَيْثُ أُقِيمُ، وَقَدْ ذَهَبْتُ إِلَى بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا، وَأَنَا الآنَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يَسْتَضِيفُنِي فِي بَيْتِهِ، -\v 19 مَعَ أَنَّ لَدَيْنَا عَلَفاً وَتِبْناً لِحَمِيرِنَا، وَكَذَلِكَ خُبْزاً لِي وَلأَمَتِكَ وَلِلْغُلامِ، فَلَسْنَا فِي حَاجَةٍ إِلَى شَيْءٍ». -\v 20 فَقَالَ الشَّيْخُ: «أَهْلاً بِكَ فِي بَيْتِي. لَا تَبِتْ فِي السَّاحَةِ، وَأَنَا أُقَدِّمُ لَكَ كُلَّ مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ». -\v 21 وَاسْتَضَافَهُمْ فِي بَيْتِهِ وَعَلَفَ حَمِيرَهُمْ، فَغَسَلُوا أَرْجُلَهُمْ وَتَنَاوَلُوا طَعَاماً وَشَرَاباً. -\p -\v 22 وَفِيمَا هُمْ يَتَنَادَمُونَ إِذَا بِجَمَاعَةٍ مِنْ أَوْغَادِ الْمَدِينَةِ يُحَاصِرُونَ الْبَيْتَ طَارِقِينَ عَلَى الْبَابِ صَائِحِينَ بِالرَّجُلِ الشَّيْخِ صَاحِبِ الْمَنْزِلِ: «أَخْرِجْ إِلَيْنَا الرَّجُلَ الَّذِي اسْتَضَفْتَهُ لِنُعَاشِرَهُ» -\v 23 فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ صَاحِبُ الْبَيْتِ وَقَالَ لَهُمْ: «لا يَا إِخْوَتِي. لَا تَرْتَكِبُوا هَذَا الْعَمَلَ الْمُشِينَ، فَالرَّجُلُ ضَيْفِي وَقَدْ دَخَلَ بَيْتِي. -\v 24 هُوَذَا ابْنَتِي الْعَذْرَاءُ وَمَحْظِيَّتُهُ، فَدَعُونِي أُخْرِجُهُمَا لَكُمْ فَتَمَتَّعُوا بِهِمَا وَافْعَلُوا مَا يَحْلُو لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَرْتَكِبُوا هَذَا الْعَمَلَ الْقَبِيحَ بِهَذَا الرَّجُلِ». -\v 25 غَيْرَ أَنَّ الرِّجَالَ الأَوْغَادَ رَفَضُوا الاسْتِمَاعَ إِلَيْهِ. فَمَا كَانَ مِنَ الرَّجُلِ الضَّيْفِ إِلّا أَنْ أَخْرَجَ لَهُمْ مَحْظِيَّتَهُ، فَظَلُّوا يَتَنَاوَبُونَ عَلَى اغْتِصَابِهَا طَوَالَ اللَّيْلِ حَتَّى انْبِلاجِ الصَّبَاحِ، وَعِنْدَ بُزُوغِ الْفَجْرِ أَطْلَقُوهَا. -\v 26 وَأَقْبَلَتِ الْمَرْأَةُ عِنْدَ طُلُوعِ الصَّبَاحِ إِلَى بَيْتِ الرَّجُلِ الشَّيْخِ حَيْثُ سَيِّدُهَا مُقِيمٌ، وَتَهَالَكَتْ عِنْدَ الْبَابِ حَتَّى شُرُوقِ النَّهَارِ. -\v 27 فَنَهَضَ سَيِّدُهَا فِي الصَّبَاحِ، وَعِنْدَمَا فَتَحَ أَبْوَابَ الْبَيْتِ وَخَرَجَ لِمُتَابَعَةِ طَرِيقِهِ عَثَرَ عَلَى مَحْظِيَّتِهِ سَاقِطَةً عِنْدَ بَابِ الْبَيْتِ، وَيَدَاهَا عَلَى الْعَتَبَةِ. -\v 28 فَقَالَ لَهَا: «انْهَضِي لِنَذْهَبَ». فَلَمْ تُجِبْهُ (لأَنَّهَا كَانَتْ قَدْ فَارَقَتِ الْحَيَاةَ) فَحَمَلَهَا عَلَى الْحِمَارِ وَانْطَلَقَ إِلَى حَيْثُ يَقْطُنُ. -\p -\v 29 وَمَا إِنْ بَلَغَ بَيْتَهُ حَتَّى تَنَاوَلَ سِكِّيناً، وَشَرَعَ فِي تَقْطِيعِ مَحْظِيَّتِهِ إِلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قِطْعَةً مَعَ عِظَامِهَا، وَوَزَّعَهَا عَلَى جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ، -\v 30 فَقَالَ كُلُّ مَنْ شَاهَدَ إِحْدَى هَذِهِ الْقِطَعِ: «لَمْ يُشْهَدْ أَوْ يَحْدُثْ مِثْلُ هَذَا الأَمْرِ مُنْذُ صُعُودِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. فَتَبَصَّرُوا وَتَشَاوَرُوا وَاتَّخِذُوا قَرَاراً». -\c 20 -\s1 بنو إسرائيل يحاربون البنيامينيين -\p -\v 1 وَخَرَجَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جَمِيعُهُمْ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ قَادِمِينَ مِنْ دَانٍ فِي الشِّمَالِ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ فِي الْجَنُوبِ، وَمِنْ أَرْضِ جِلْعَادَ أَيْضاً، وَمَثَلُوا أَمَامَ الرَّبِّ فِي الْمِصْفَاةِ. -\v 2 وَاحْتَشَدَ زُعَمَاءُ الشَّعْبِ مَعَ أَرْبَعِ مِئَةِ أَلْفٍ مِنْ مُحَارِبِي أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. -\v 3 فَبَلَغَ النَّبَأُ سِبْطَ بِنْيَامِينَ أَنَّ الْمُحَارِبِينَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدْ تَجَمَّعُوا فِي الْمِصْفَاةِ. وَقَالَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ: «قُصُّوا عَلَيْنَا كَيْفَ حَدَثَتْ هَذِهِ الْقَبَاحَةُ؟» -\v 4 فَأَجَابَ زَوْجُ الْقَتِيلَةِ: «دَخَلْتُ أَنَا وَمَحْظِيَّتِي إِلَى جِبْعَةَ بِنْيَامِينَ لِنَقْضِيَ لَيْلَتَنَا، -\v 5 فَثَارَ عَلَيَّ رِجَالٌ مِنْ جِبْعَةَ وَحَاصَرُونِي بِالْبَيْتِ لَيْلاً، وَهَمُّوا بِقَتْلِي وَاغْتَصَبُوا مَحْظِيَّتِي حَتَّى مَاتَتْ. -\v 6 فَأَخَذْتُهَا وَقَطَّعْتُهَا وَوَزَّعْتُهَا فِي جَمِيعِ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُمُ ارْتَكَبُوا قَبَاحَةً وَفُجُوراً فِي إِسْرَائِيلَ. -\v 7 وَالآنَ تَبَصَّرُوا بِالأَمْرِ يَا أَبْنَاءَ إِسْرَائِيلَ وَاحْكُمُوا». -\v 8 فَهَبَّ الْمُحَارِبُونَ، كَرَجُلٍ وَاحِدٍ، وَهَتَفُوا: «لَنْ يَرْجِعَ أَحَدٌ مِنَّا إِلَى خَيْمَتِهِ أَوْ بَيْتِهِ، -\v 9 قَبْلَ أَنْ نُعَاقِبَ أَهْلَ جِبْعَةَ عَلَى مَا اقْتَرَفُوهُ. سَنُلْقِي قُرْعَةً -\v 10 لِنَخْتَارَ عَشَرَةَ رِجَالٍ مِنْ كُلِّ مِئَةٍ مِنْ مُحَارِبِي كُلِّ سِبْطٍ، وَمِئَةً مِنْ كُلِّ أَلْفٍ، وَأَلْفاً مِنْ كُلِّ عَشَرَةِ آلافٍ لِلإِشْرَافِ عَلَى تَمْوِينِ الْمُحَارِبِينَ بِالْمَؤُونَةِ، بَيْنَمَا يَقُومُ بَقِيَّةُ الْجَيْشِ بِمُعَاقَبَةِ جِبْعَةَ بِنْيَامِينَ عَلَى الْقَبَاحَةِ الَّتِي ارْتَكَبَتْهَا فِي إِسْرَائِيلَ». -\v 11 وَهَكَذَا احْتَشَدَ كُلُّ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ ضِدَّ الْمَدِينَةِ، وَاتَّحَدُوا كَأَنَّهُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ. -\v 12 وَبَعَثَ أَسْبَاطُ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى جَمِيعِ عَشَائِرِ بِنْيَامِينَ قَائِلِينَ: «مَا هَذَا الشَّرُّ الَّذِي تَفَشَّى بَيْنَكُمْ؟ -\v 13 لِذَلِكَ، سَلِّمُوا الأَوْغَادَ بَنِي بَلِيَّعَالَ الْمُقِيمِينَ فِي جِبْعَةَ لِكَي نَقْتُلَهُمْ وَنَسْتَأْصِلَ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيلَ». فَأَبَى الْبَنْيَامِينِيُّونَ الاسْتِجَابَةَ إِلَى طَلَبِ إِخْوَتِهِمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\p -\v 14 وَتَقَاطَرُوا مِنْ سَائِرِ الْمُدُنِ إِلَى جِبْعَةَ تَأَهُّباً لِمُحَارَبَةِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ. -\v 15 وَبَلَغَ عَدَدُ مُحَارِبِي بَنِي بِنْيَامِينَ الْوَافِدِينَ مِنَ الْمُدُنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ سِتَّةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ مُحَارِبٍ، فَضْلاً عَنْ أَهْلِ جِبْعَةَ الْبَالِغِينَ سَبْعَ مِئَةِ رَجُلٍ مِنْ خِيرَةِ الْمُحَارِبِينَ. -\v 16 وَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ جَيْشِ بِنْيَامِينَ سَبْعُ مِئَةِ رَجُلٍ أَعْسَرَ مُنْتَخَبُونَ لِرَمْيِ الْحَجَرِ بِالْمِقْلاعِ، لِمَهَارَتِهِمْ فِي إِصَابَةِ الْهَدَفِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخْطِئُوا وَلَوْ بِمِقْدَارِ شَعْرَةٍ. -\p -\v 17 أَمَّا جَيْشُ إِسْرَائِيلَ، بِاسْتِثْنَاءِ بِنْيَامِينَ، فَقَدْ بَلَغَ عَدَدُهُ أَرْبَعَ مِئَةِ أَلْفٍ، وَكُلُّهُمْ رِجَالُ حَرْبٍ. -\p -\v 18 فَانْطَلَقَ هَؤُلاءِ إِلَى بَيْتِ إِيلَ لِيَسْتَشِيروا اللهَ قَائِلِينَ: «مَنْ يَذْهَبُ أَوَّلاً لِمُحَارَبَةِ بِنْيَامِينَ؟» فَأَجَابَ الرَّبُّ: «يَهُوذَا أَوَّلاً». -\v 19 فَبَكَّرَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي الصَّبَاحِ وَأَحَاطُوا بِجِبْعَةَ. -\v 20 وَاصْطَفَّ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ مُتَأَهِّبِينَ لِمُحَارَبَةِ الْبَنْيَامِينِيِّيِنَ عِنْدَ جِبْعَةَ. -\v 21 فَانْدَفَعَ بَنُو بِنْيَامِينَ نَحْوَهُمْ، وَأَهْلَكُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلَفَ رَجُلٍ. -\v 22 وَتَشَجَّعَ جَيْشُ إِسْرَائِيلَ، وَعَادُوا فَاصْطَفُّوا فِي نَفْسِ الْمَوْضِعِ الَّذِي اصْطَفُّوا فِيهِ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ. -\v 23 وَبَكَوْا أَمَامَ الرَّبِّ إِلَى الْمَسَاءِ طَالِبِينَ مَشُورَتَهُ قَائِلِينَ: «هَلْ نَعُودُ لِمُحَارَبَةِ إِخْوَتِنَا بَنِي بِنْيَامِينَ؟» فَقَالَ الرَّبُّ: «اهْجُمُوا عَلَيْهِمْ». -\v 24 فَتَقَدَّمَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ لِمُحَارَبَةِ الْبَنْيَامِينِيِّينَ فِي الْيَوْمِ التَّالِي. -\v 25 فَانْدَفَعَ الْبَنْيَامِينِيُّونَ نَحْوَهُمْ وَقَتَلُوا مِنْهُمْ أَيْضاً ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ، وَكُلُّهُمْ مِنَ الْمُقَاتِلِينَ بِالسَّيْفِ. -\v 26 فَتَوَجَّهَ جَمِيعُ الشَّعْبِ مِنَ الْمُحَارِبِينَ إِلَى بَيْتِ إِيلَ وَبَكَوْا وَمَثَلُوا أَمَامَ الرَّبِّ صَائِمِينَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى الْمَسَاءِ، ثُمَّ أَصْعَدُوا لِلرَّبِّ مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلامٍ. -\v 27 وَاسْتَشَارَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الرَّبَّ. وَكَانَ تَابُوتُ عَهْدِ الرَّبِّ مَازَالَ آنَئِذٍ هُنَاكَ. -\v 28 وَفِينْحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ بْنِ هرُونَ هُوَ الْكَاهِنُ الْوَاقِفُ عَلَى خِدْمَتِهِ. وَسَأَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الرَّبَّ: «هَلْ نَعُودُ لِمُحَارَبَةِ إِخْوَتِنَا بَنِي بِنْيَامِينَ أَمْ نَكُفُّ عَنْ قِتَالِهِمْ؟» فَأَجَابَ الرَّبُّ: «قَاتِلُوهُمْ لأَنِّي غَداً أَنْصُرُكُمْ عَلَيْهِمْ». -\p -\v 29 وَنَصَبَ الإِسْرَائِيِليُّونَ كَمِيناً حَوْلَ جِبْعَةَ، -\v 30 وَتَقَدَّمُوا لِمُحَارَبَةِ بَنِي بِنْيَامِينَ وَاصْطَفُّوا عِنْدَ جِبْعَةَ كَالْمَرَّتَيْنِ الأُوْلَيَيْنِ -\v 31 فَانْدَفَعَ الْبَنْيَامِينِيُّونَ لِمُهَاجَمَتِهِمْ، وَابْتَعَدُوا عَنِ الْمَدِينَةِ وَرَاءَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي الطَّرِيقِ الْمُفْضِيَةِ إِلَى بَيْتِ إِيلَ، وَالطَّرِيقِ الأُخْرَى الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى جِبْعَةَ عَبْرَ الْحَقْلِ، وَشَرَعُوا يُهَاجِمُونَ الْجَيْشَ الإِسْرَائِيلِيَّ كَالْمَرَّتَيْنِ السَّابِقَتَيْنِ، فَقَتَلُوا مِنْهُمْ نَحْوَ ثَلاثِينَ رَجُلاً. -\v 32 وَاعْتَقَدَ بَنُو بِنْيَامِينَ أَنَّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ مُنْهَزِمُونَ أَمَامَهُمْ كَمَا حَدَثَ سَابِقاً، فِي حِينِ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَظَاهَرُوا بِالْهَرَبِ أَمَامَهُمْ قَائِلِينَ: «لِنَجْتَذِبْهُمْ بَعِيداً عَنِ الْمَدِينَةِ إِلَى الطُّرُقِ». -\v 33 وَهَبَّ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَمَاكِنِهِمْ وَاصْطَفُّوا فِي بَعْلِ تَامَارَ، وَوَثَبَ كَمِينُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مَرَاصِدِهِ مِنْ عَرَاءِ جِبْعَةَ. -\v 34 وَتَقَدَّمَ عَشْرَةُ آلافِ رَجُلٍ مِنْ خِيرَةِ مُحَارِبِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مُقَابِلِ جِبْعَةَ، فَاشْتَدَّتِ الْمَعْرَكَةُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُدْرِكَ الْبَنْيَامِينِيُّونَ أَنَّ الْكَارِثَةَ قَدْ أَحَاقَتْ بِهِمْ. -\p -\v 35 وَهَزَمَ الرَّبُّ بِنْيَامِينَ أَمَامَ إِسْرَائِيلَ فَأَهْلَكُوا مِنْهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَمِئَةَ رَجُلٍ، وَكُلُّهُمْ مِنْ رِجَالِ السَّيْفِ. -\v 36 عِنْدَئِذٍ أَدْرَكَ الْبَنْيَامِينِيُّونَ أَنَّهُمْ قَدْ هُزِمُوا. وَكَانَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ قَدْ تَظَاهَرُوا بِالتَّقَهْقُرِ اعْتِمَاداً عَلَى الْكَمِينِ الَّذِي نَصَبُوهُ حَوْلَ جِبْعَةَ. -\v 37 وَمَا لَبِثَ الْكَمِينُ أَنِ اقْتَحَمَ جِبْعَةَ وَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. -\v 38 وَكَانَ الاتِّفَاقُ بَيْنَ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ وَبَيْنَ الْكَمِينِ أَنْ يُصْعِدَ الْكَمِينُ حَالَ اقْتِحَامِهِ لِلْمَدِينَةِ عَمُوداً مُتَكَاثِفاً مِنَ الدُّخَانِ. -\v 39 فَلَمَّا تَقَهْقَرَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي الْحَرْبِ، شَرَعَ الْبَنْيَامِينِيُّونَ فِي مُطَارَدَتِهِمْ فَقَتَلُوا مِنْهُمْ نَحَوَ ثَلاثِينَ رَجُلاً، اعْتِقَاداً مِنْهُمْ أَنَّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ مُنْهَزِمُونَ أَمَامَهُمْ كَمَا حَدَثَ فِي الْمَعَارِكِ الأُولَى. -\v 40 وَلَكِنْ عِنْدَمَا ابْتَدَأَ عَمُودُ الدُّخَانِ يَتَصَاعَدُ مِنَ الْمَدِينَةِ الْتَفَتَ بَنُو بِنْيَامِينَ وَرَاءَهُمْ وَإذَا بِالدُّخَانِ يَرْتَفِعُ نَحْوَ عَنَانِ السَّمَاءِ مِنْ كُلِّ أَرْجَاءِ الْمَدِينَةِ. -\v 41 فَانْكَفَأَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ عَلَى الْبَنْيَامِينِيِّينَ الَّذِينَ فَرُّوا مَرْعُوبِينَ لأَنَّهُمْ أَدْرَكُوا أَنَّ الْكَارِثَةَ قَدْ أَحَاقَتْ بِهِمْ. -\v 42 وَتَقَهْقَرُوا أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي طَرِيقِ الصَّحْرَاءِ. وَلَكِنَّ الْحَرْبَ أَدْرَكَتْهُمْ، وَخَرَجَ رِجَالُ الْكَمِينِ مِنَ الْمُدُنِ وَقَطَعُوا عَلَيْهِمِ الطَّرِيقَ، فَهَلَكَ الْبَنْيَامِينِيُّونَ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ. -\v 43 وَهَكَذَا حَاصَرُوا بَنِي بِنْيَامِينَ وَتَعَقَّبُوهُمْ بِسُهُولَةٍ، وَأَدْرَكُوهُمْ مُقَابِلَ جِبْعَةَ شَرْقاً. -\v 44 فَقُتِلَ مِنْهُمْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ مِنْ جَبَابِرَةِ الْقِتَالِ. -\v 45 وَعِنْدَمَا وَلَّتْ فُلُولُهُمْ هَارِبَةً إِلَى الصَّحْرَاءِ إِلَى صَخْرَةِ رِمُّونَ، تَمَكَّنَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنَ الْقَضَاءِ عَلَى خَمْسَةِ آلافٍ مِنْهُمْ فِي الطَّرِيقِ، ثُمَّ جَدُّوا فِي تَعَقُّبِهِمْ إِلَى جِدْعُومَ فَقَتَلُوا مِنْهُمْ أَيْضاً أَلْفَيْ رَجُلٍ. -\v 46 فَكَانَتْ جُمْلَةُ الْمَقْتُولِينَ مِنَ الْبَنْيَامِينِيِّينَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُلٍ مِنَ الْمُحَارِبِينَ بِالسَّيْفِ، وَجَمِيعُهُمْ جَبَابِرَةُ قِتَالٍ. -\v 47 وَتَمَكَّنَ سِتُّ مِئَةِ رَجُلٍ مِنْهُمْ مِنَ الْهَرَبِ وَاللُّجُوءِ إِلَى صَخْرَةِ رِمُّونَ فَأَقَامُوا هُنَاكَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. -\v 48 وَارْتَدَّ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى مُدُنِ بِنْيَامِينَ وَقَضَوْا عَلَى أَهَالِيهَا قَاطِبَةً بِحَدِّ السَّيْفِ، وَذَبَحُوا الْبَهَائِمَ وَكُلَّ مَا وُجِدَ فِيهَا، وَأَحْرَقُوهَا بِالنَّارِ. -\c 21 -\s1 زوجات للبنيامينيين -\p -\v 1 وَأَقْسَمَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ فِي الْمِصْفَاةِ أَلّا يُزَوِّجَ أَحَدٌ مِنْهُمُ ابْنَتَهُ لأَيِّ رَجُلٍ مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ. -\p -\v 2 فَاجتَمَعُوا فِي بَيْتِ إِيلَ وَمَثَلُوا أَمَامَ الرَّبِّ بَاكِينَ بِمَرَارَةٍ حَتَّى الْمَسَاءِ، -\v 3 قَائِلِينَ: «لِمَاذَا يَا رَبُّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ حَدَثَتْ هَذِهِ الْكَارِثَةُ فِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَفْنَى أَحَدُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ؟» -\v 4 وَبَكَّرَ الْقَوْمُ فِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي وَبَنَوْا هُنَاكَ مَذْبَحاً قَدَّمُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلامٍ. -\v 5 وَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ: «هَلْ تَغَيَّبَ أَحَدٌ مِنْ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ عَنْ حُضُورِ اجْتِمَاعِنَا أَمَامَ الرَّبِّ فِي الْمِصْفَاةِ، لأَنَّنَا أَقْسَمْنَا يَمِيناً مُغْلَظَةً أَنْ نَقْتُلَ كُلَّ مَنْ تَغَيَّبَ عَنِ الْحُضُورِ؟» -\v 6 وَاعْتَرَى النَّدَمُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى إِخْوَتِهِمْ بَنِي بِنْيَامِينَ قَائِلِينَ: «قَدِ انْقَرَضَ الْيَوْمَ أَحَدُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ -\v 7 فَمَاذَا نَعْمَلُ لِلْبَقِيَّةِ الْبَاقِيَةِ مِنْهُمْ لِنُزَوِّجَهُمْ، وَقَدْ حَلَفْنَا نَحْنُ بِالرَّبِّ أَلّا نُعْطِيَهُمْ بَنَاتِنَا؟». -\p -\v 8 وَتَسَاءَلُوا: «أَيُّ سِبْطٍ مِنْ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَصْعَدْ لِلْمُثُولِ أَمَامَ الرَّبِّ فِي الْمِصْفَاةِ؟» وَتَبَيَّنُوا أَنَّ أَحَداً مِنْ يَابِيشَ جِلْعَادَ لَمْ يَحْضُرْ، -\v 9 لأَنَّهُمْ حِينَ أَحْصَوْا الشَّعْبَ وَجَدُوا أَنَّ أَهْلَ يَابِيشَ جِلْعَادَ جَمِيعَهُمْ قَدْ تَخَلَّفُوا عَنِ الْحُضُورِ. -\v 10 فَأَرْسَلَتِ الْجَمَاعَةُ حَمْلَةً مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ مِنْ جَبَابِرَةِ الْقِتَالِ وَأَوْصَوْهُمْ قَائِلِينَ: «انْطَلِقُوا وَاقْضُوا عَلَى أَهْلِ يَابِيشَ جِلْعَادَ بَحَدِّ السَّيْفِ رِجَالاً وَنِسَاءً وَأَطْفَالاً. -\v 11 اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَاشَرَتْ رَجُلاً». -\v 12 فَوَجَدُوا بَيْنَ أَهْلِ يَابِيشَ جِلْعَادَ أَرْبَعَ مِئَةِ فَتَاةٍ عَذْرَاءَ فَقَطْ لَمْ يُضَاجِعْنَ رَجُلاً، فَجَاءُوا بِهِنَّ إِلَى الْمُخَيَّمِ إِلَى شِيلُوهَ الَّتِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. -\p -\v 13 وَبَعَثَتِ الْجَمَاعَةُ كُلُّهَا بِوَفْدٍ وَخَاطَبَتْ أَبْنَاءَ بِنْيَامِينَ الْمُعْتَصِمِينَ فِي صَخْرَةِ رِمُّونَ وَاسْتَدْعَتْهُمْ لِلصُّلْحِ. -\v 14 فَرَجَعَ الْبَنْيَامِينِيُّونَ آنَئِذٍ، فَأَعْطَوْهُمُ الْفَتَيَاتِ اللَّوَاتِي اسْتَحْيَوْهُنَّ مِنْ بَنَاتِ يَابِيشَ جِلْعَادَ فَلَمْ يَكْفِينَهُمْ -\v 15 وَانْتَابَ النَّدَمُ الشَّعْبَ مِنْ أَجْلِ مَا جَرَى لِبَنْيَامِينَ، لأَنَّ الرَّبَّ جَعَلَ ثُغْرَةً فِي أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. -\p -\v 16 فَقَالَ شُيُوخُ الْجَمَاعَةِ: «كَيْفَ نَحْصُلُ عَلَى زَوْجَاتٍ لِرِجَالِ بِنْيَامِينَ الْبَاقِينَ بَعْدَ أَنِ انْقَرَضَتِ النِّسَاءُ مِنْ سِبْطِهِمْ، -\v 17 إِذْ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ وَرَثَةٌ لِلنَّاجِينَ مِنْ بَنِي بِنْيَامِينَ، فَلا يَنْقَرِضُ سِبْطٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ، -\v 18 لأَنَّنَا نَحْنُ لَا نَقْدِرُ أَنْ نُزَوِّجَهُمْ مِنْ بَنَاتِنَا بَعْدَ أَنْ أَقْسَمْنَا قَائِلِينَ: ’مَلْعُونٌ مَنْ يُزَوِّجُ امْرَأَةً لِرَجُلٍ بِنْيَامِينِيٍّ‘». -\p -\v 19 ثُمَّ قَالُوا: «هُنَاكَ احْتِفَالٌ سَنَوِيٌّ فِي شِيلُوهَ شِمَالِيَّ بَيْتِ إِيلَ شَرْقِيَّ الطَّرِيقِ الْمُتَّجِهَةِ مِنْ بَيْتِ إِيلَ إِلَى شَكِيمَ وَجَنُوبِيَّ لَبُونَةَ. -\v 20 فَأَوْصَوْا بَنِي بِنْيَامِينَ قَائِلِينَ: انْطَلِقُوا إِلَى الْكُرُومِ وَاكْمِنُوا فِيهَا. -\v 21 وَانْتَظِرُوا حَتَّى إِذَا خَرَجَتْ بَنَاتُ شِيلُوهَ لِلرَّقْصِ فَانْدَفِعُوا أَنْتُمْ نَحْوَهُنَّ، وَاخْطِفُوا لأَنْفُسِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَةً وَاهْرُبُوا بِهِنَّ إِلَى أَرْضِ بِنْيَامِينَ. -\v 22 فَإِذَا جَاءَ آبَاؤُهُنَّ أَوْ إِخْوَتُهُنَّ لِكَيْ يَشْكُوا إِلَيْنَا نُجِيبُهُمْ: تَعَطَّفُوا عَلَيْهِمْ مِنْ أَجْلِنَا، لأَنَّنَا لَمْ نَحْصُلْ عَلَى زَوْجَةٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي حَرْبِنَا مَعَ أَهْلِ يَابِيشَ جِلْعَادَ، وَأَنْتُمْ لَمْ تُزَوِّجُوهُمْ مِنْ بَنَاتِكُمْ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ فَتَأْثَمُوا». -\v 23 وَهَكَذَا صَنَعَ رِجَالُ بِنْيَامِينَ، فَقَدِ اخْتَطَفُوا الْعَدَدَ الْكَافِي مِنَ الرَّاقِصَاتِ وَتَزَوَّجُوا مِنْهُنَّ، وَرَجَعُوا إِلَى دِيَارِهِمْ وَعَمَّرُوا الْمُدُنَ وَأَقَامُوا فِيهَا. -\v 24 ثُمَّ انْطَلَقَ بَنُو إِسْرَائِيلَ، مُنْذُ ذَلِكَ الْوَقْتِ، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى سِبْطِهِ وَعَشِيرَتِهِ، عَائِدِينَ إِلَى أَرْضِ مِيرَاثِهِمْ. -\v 25 فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَمْ يَكُنْ مَلِكٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ مَا حَسُنَ فِي عَيْنَيْهِ. +\rem Copyright © ‎1988, 1997, 2012 by Biblica, Inc‎.®‎ +\h القضاة +\toc1 كِتَابُ الْقُضَاةِ +\toc2 القضاة +\toc3 jdg +\mt1 كِتَابُ الْقُضَاةِ +\imt مقدمة +\ip على أثر دخول بني إسرائيل إلى أرض كنعان، وبعد وفاة يشوع بن نون خليفة موسى، تولى قيادة الشعب طائفة من الرجال دعوا بالقضاة أو المخَلِّصين. كانت مهمتهم الأساس مهمة عسكرية تتلخص في الدفاع عن البلاد ضد هجوم الأعداء وطردهم من تخومهم وتحرير الشعب من سيطرتهم كلما تمكنوا من إخضاع الإسرائيليين وإذلالهم. وفي غضون هذه الحقبة التاريخية من حياة بني إسرائيل تعرضت البلاد إلى دورات متتالية من المآسي من جراء الغزوات الأجنبية، فكان الشعب الإسرائيلي يستغيث بالله لينقذهم من قبضة أعدائهم، فيصطفي الله قاضياً، ليخلصهم. وقد تكررت هذه الدورات مرات عديدة في سياق هذا الكتاب. ومن المؤسف حقاً أن الشعب، على الرغم مما تعرض له من ويلات وعقاب، لم يدرك أن التمرد على الله يفضي حتماً إلى مأساة. +\ip إن الدرس المؤلم الذي يلقنه هذا السفر هو: «إن أجرة الخطيئة هي موت» (الرسالة إلى مؤمني +\rq روما 6:3‏ +\rq* ). وتتخذ الخطيئة أشكالاً متعددة، وترتدي أثواباً مختلفة، بعضها براق كخطايا الملوك المصقولة وبعضها الآخر يتسم بالوحشية والعنف كالخطايا التي دونت في نهاية فصول الكتاب، غير أن النتيجة واحدة. فعندما يتصرف كل فرد على هواه يسود الدمار والفوضى ( +\rq القضاة 21:25‏ +\rq* ). إلا أن الله بفضل أمانته، ينقذ المؤمنين به عندما يرجعون إليه تائبين توبة صادقة. +\ie + + +\s5 +\c 1 +\s1 إسرائيل تحارب باقي الكنعانيين +\p +\v 1 بَعْدَ مَوْتِ يَشُوعَ سَأَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الرَّبَّ: «مَنْ مِنَّا يَذْهَبُ أَوَّلاً لِمُحَارَبَةِ الْكَنْعَانِيِّينَ؟» +\v 2 فَأَجَابَ الرَّبُّ: «يَهُوذَا يَذْهَبُ، فَقَدْ أَسْلَمْتُ الْأَرْضَ إِلَى يَدِهِ». +\v 3 فَقَالَ رِجَالُ يَهُوذَا لإِخْوَتِهِمْ رِجَالِ شِمْعُونَ: «اخْرُجُوا مَعَنَا إِلَى الْمِنْطَقَةِ الَّتِي صَارَتْ قُرْعَةً لَنَا لِنُحَارِبَ الْكَنْعَانِيِّينَ مَعاً، ثُمَّ نَخْرُجُ نَحْنُ مَعَكُمْ فِي حَرْبِكُمْ لِتَسْتَوْلُوا عَلَى قُرْعَتِكُمْ». فَذَهَبَ رِجَالُ شِمْعُونَ مَعَهُمْ. +\s5 +\v 4 فَانْطَلَقَ رِجَالُ يَهُوذَا لِخَوْضِ الْحَرْبِ، فَأَظْفَرَهُمُ الرَّبُّ بِالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ، فَقَتَلُوا مِنْهُمْ فِي بَازَقَ عَشْرَةَ آلافِ رَجُلٍ. +\v 5 وَالْتَقَوْا بِمَلِكِهِمْ أَدُونِي بَازَقَ عِنْدَ بَازَقَ، فَحَارَبُوهُ وَقَهَرُوا الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ. +\s5 +\v 6 فَهَرَبَ أَدُونِي بَازَقَ، غَيْرَ أَنَّهُمْ تَعَقَّبُوهُ وَقَبَضُوا عَلَيْهِ وَقَطَعُوا أَبَاهِمَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. +\v 7 فَقَالَ أَدُونِي بَازَقَ: «لَقَدْ قَطَعْتُ أَبَاهِمَ أَيْدِي وَأَرْجُلِ سَبْعِينَ مَلِكاً كَانُوا يَلْتَقِطُونَ الْفُتَاتَ تَحْتَ مَائِدَتِي، فَهَا الرَّبُّ قَدْ جَازَانِي بِمِثْلِ مَا فَعَلْتُ». وَأَتَوْا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ حَيْثُ مَاتَ. +\s5 +\p +\v 8 وَكَانَ أَبْنَاءُ يَهُوذَا قَدْ هَاجَمُوا أُورُشَلِيمَ وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا، وَقَتَلُوا أَهْلَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَأَحْرَقُوهَا بِالنَّارِ. +\v 9 ثُمَّ انْحَدَرُوا لِمُحَارَبَةِ الْكَنْعَانِيِّينَ فِي الْمَنَاطِقِ الْجَبَلِيَّةِ وَالنَّقَبِ وَالسُّهُولِ الْغَرْبِيَّةِ. +\v 10 فَهَاجَمُوا الْكَنَعَانِيِّينَ الْمُقِيمِينَ فِي حَبْرُونَ الَّتِي كَانَتْ تُدْعَى قَبْلاً قَرْيَةَ أَرْبَعَ، وَقَضَوْا عَلَى شِيشَايَ وَأَخِيمَانَ وَتَلْمَايَ. +\s5 +\v 11 وَتَوَجَّهُوا مِنْ هُنَاكَ وَانْقَضُّوا عَلَى أَهْلِ دَبِيرَ الَّتِي كَانَتْ تُدْعَى قَبْلاً قَرْيَةَ سَفَرٍ. +\v 12 فَقَالَ كَالَبُ: «الَّذِي يَقْهَرُ قَرْيَةَ سَفَرٍ وَيَسْتَوْلِي عَلَيْهَا، أُزَوِّجُهُ ابْنَتِي عَكْسَةَ». +\v 13 فَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا عُثْنِيئِيلُ بْنُ قَنَازَ، أَخُو كَالَبَ الأَصْغَرُ مِنْهُ، فَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ عَكْسَةَ. +\s5 +\v 14 وَعِنْدَمَا زُفَّتْ إِلَيْهِ حَثَّهَا عَلَى طَلَبِ حَقْلٍ مِنْ أَبِيهَا، فَتَرَجَّلَتْ عَنِ الْحِمَارِ، فَسَأَلَهَا كَالَبُ: «مَالَكِ؟» +\v 15 فَقَالَتْ لَهُ: «أَنْعِمْ عَلَيَّ بِهِبَةٍ، فَأَنْتَ قَدْ أَعْطَيْتَنِي أَرْضاً فِي النَّقَبِ، فَأَعْطِنِي أَيْضاً يَنَابِيعَ مَاءٍ». فَوَهَبَهَا كَالَبُ الْيَنَابِيعَ الْعُلْيَا وَالْيَنَابِيعَ السُّفْلَى. +\s5 +\p +\v 16 وَغَادَرَ أَبْنَاءُ الْقَيْنِيِّ حَمِي مُوسَى مَدِينَةَ النَّخْلِ (أَرِيحَا) وَذَهَبُوا مَعَ سِبْطِ يَهُوذَا إِلَى بَرِّيَّةِ يَهُوذَا الْوَاقِعَةِ فِي جَنُوبِيِّ عَرَادَ، وَسَكَنُوا مَعَ الشَّعْبِ. +\v 17 وَانْضَمَّ جَيْشُ يَهُوذَا إِلَى جَيْشِ شِمْعُونَ، وَحَارَبُوا الْكَنْعَانِيِّينَ أَهْلَ صَفَاةَ وَدَمَّرُوهَا وَدَعَوْا اسْمَ الْمَدِينَةِ حُرْمَةَ (بِمَعْنَى خَرَابٍ). +\s5 +\v 18 وَاسْتَوْلَى رِجَالُ يَهُوذَا عَلَى غَزَّةَ وَتُخُومِهَا وَأَشْقَلُونَ وَتُخْومِهَا وَعَقْرُونَ وَتُخُومِهَا. +\v 19 وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ أَبْنَاءِ يَهُوذَا فَتَمَلَّكُوا الْجَبَلَ، وَلَكِنَّهُمْ أَخْفَقُوا فِي طَرْدِ سُكَّانِ الْوَادِي لأَنَّهُمْ كَانُوا يَمْلِكُونَ مَرْكَبَاتٍ حَدِيدِيَّةً. +\s5 +\v 20 وَأَعْطَوْا حَبْرُونَ لِكَالَبَ كَمَا أَوْصَى مُوسَى، فَطَرَدَ مِنْهَا بَنِي عَنَاقَ الثَّلاثَةَ. +\v 21 وَأَخْفَقَ أَبْنَاءُ بِنْيَامِينَ فِي طَرْدِ الْيَبُوسِيِّينَ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ، فَظَلَّ الْيَبُوسِيُّونَ يُقِيمُونَ بَيْنَ ذُرِّيَّةِ بِنْيَامِينَ فِي أُورُشَلِيمَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. +\s5 +\p +\v 22 وَهَاجَمَ أَبْنَاءُ سِبْطِ يُوسُفَ بَيْتَ إِيلَ، فَكَانَ الرَّبُّ مَعَهُمْ (وَنَصَرَهُمْ). +\v 23 وَبَيْنَمَا كَانَ فَرِيقُ الاسْتِكْشَافِ يُرَاقِبُ بَيْتَ إِيلَ، الَّتِي كَانَتْ تُدْعَى قَبْلاً لُوزَ، +\v 24 شَاهَدُوا رَجُلاً خَارِجاً مِنَ الْمَدِينَةِ وَقَالُوا لَهُ: «أَرْشِدْنَا إِلَى مَدْخَلِ الْمَدِينَةِ فَنَصْنَعَ مَعَكَ مَعْرُوفاً». +\s5 +\v 25 فَأَرْشَدَهُمْ إِلَى مَدْخَلِ الْمَدِينَةِ، فَاقْتَحَمُوهَا وَقَضَوْا عَلَى أَهْلِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، أَمَّا الرَّجُلُ وَسَائِرُ عَشِيرَتِهِ فَأَطْلَقُوهُمْ. +\v 26 فَمَضَى الرَّجُلُ إِلَى دِيَارِ الْحِثِّيِّينَ وَبَنَى مَدِينَةً دَعَاهَا لُوزَ، وَهَذَا هُوَ اسْمُهَا حَتَّى الْآنَ. +\s5 +\p +\v 27 وَأَخْفَقَ أَبْنَاءُ سِبْطِ مَنَسَّى فِي طَرْدِ أَهْلِ بَيْتِ شَانَ وَقُرَاهَا، وَأَهْلِ تَعْنَكَ وَقُرَاهَا، وَسُكَّانِ دُورٍ وَقُرَاهَا، وَسُكَّانِ يِبْلَعَامَ وَقُرَاهَا، وَسُكَّانِ مَجِدُّو وَقُرَاهَا. فَاسْتَمَرَّ الْكَنْعَانِيُّونَ يَسْكُنُونَ فِيهَا. +\v 28 وَلَمَّا قَوِيَتْ شَوْكَةُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ وَضَعُوا الْكَنْعَانِيِّينَ تَحْتَ الْجِزْيَةِ، وَلَمْ يَطْرُدُوهُمْ قَطُّ. +\s5 +\v 29 وَكَذَلِكَ فَشَلَ سِبْطُ أَفْرَايِمَ فِي طَرْدِ الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي جَازَرَ، فَسَكَنَ الْكَنْعَانِيُّونَ مَعَهُمْ. +\s5 +\p +\v 30 وَلَمْ يَطْرُدْ أَبْنَاءُ زَبُولُونَ الْكَنْعَانِيِّينَ الْمُسْتَوْطِنِينَ فِي قِطْرُونَ وَنَهْلُولَ، فَأَقَامَ الْكَنْعَانِيُّونَ بَيْنَهُمْ، وَفَرَضُوا عَلَيْهِمِ الْجِزْيَةَ. +\s5 +\v 31 وَأَيْضاً لَمْ يَطْرُدْ أَبْنَاءُ سِبْطِ أَشِيرَ سُكَّانَ عَكُّو وَلا سُكَّانَ صِيدُونَ وَأَحْلَبَ وَأَكْزِيبَ وَحَلْبَةَ وَأَفِيقَ وَرَحُوبَ. +\v 32 فَسَكَنَ الأَشِيرِيُّونَ فِي وَسَطِ الْكَنْعَانِيِّينَ أَهْلِ الأَرْضِ لأَنَّهُمْ لَمْ يَطْرُدُوهُمْ. +\s5 +\v 33 وَلَمْ يَطْرُدْ أَبْنَاءُ سِبْطِ نَفْتَالِي سُكَّانَ بَيْتِ شَمْسٍ وَبَيْتِ عَنَاةَ بَلْ أَقَامُوا فِي وَسَطِ الْكَنْعَانِيِّينَ أَهْلِ الأَرْضِ، وَفَرَضُوا عَلَيْهِمِ الْجِزْيَةَ. +\s5 +\v 34 وَحَصَرَ الأَمُورِيُّونَ أَبْنَاءَ دَانٍ فِي الْجَبَلِ وَلَمْ يَسْمَحُوا لَهُمْ بِالنُّزُولِ إِلَى الْوَادِي. +\v 35 وَعَزَمَ الأَمُورِيُّونَ عَلَى الإِقَامَةِ فِي جَبَلِ حَارَسَ وَفِي أَيَّلُونَ وَفِي شَعَلُبِّيمَ. وَلَكِنْ عِنْدَمَا قَوِيَتْ شَوْكَةُ سِبْطِ يُوسُفَ فَرَضُوا عَلَيْهِمِ الْجِزْيَةَ. +\v 36 وَكَانَتْ حُدُودُ الأَمُورِيِّينَ تَمْتَدُّ مِنْ عَقَبَةِ عَقْرَبِّيمَ مِنْ سَالَعَ إِلَى مَا وَرَاءَهَا. + +\s5 +\c 2 +\s1 ملاك الرب في بوكيم +\p +\v 1 وَاجْتَازَ مَلاكُ الرَّبِّ مِنَ الْجِلْجَالِ إِلَى بُوكِيمَ وَقَالَ: +\p «لَقَدْ أَخْرَجْتُكُمْ مِنْ مِصْرَ وَجِئْتُ بِكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفْتُ أَنْ أَهَبَهَا لِآبَائِكُمْ، وَقُلْتُ: لَا أَنْقُضُ عَهْدِي مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، +\v 2 وَأَمَرْتُكُمْ أَنْ لَا تَقْطَعُوا عَهْداً مَعَ أَهْلِ هَذِهِ الأَرْضِ، وَأَنْ تَهْدِمُوا مَذَابِحَهُمْ. غَيْرَ أَنَّكُمْ لَمْ تُطِيعُوا صَوْتِي. فَلِمَاذَا فَعَلْتُمْ هَذَا؟ +\s5 +\v 3 لِذَلِكَ قُلْتُ أَيْضاً: لَا أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ، فَيُصْبِحُوا شَوْكاً فِي جُنُوبِكُمْ، وَتَكُونُ آلِهَتُهُمْ لَكُمْ شَرَكاً». +\v 4 فَمَا إِنْ نَطَقَ مَلاكُ الرَّبِّ بِهَذَا الْكَلامِ أَمَامَ جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى رَفَعَ الشَّعْبُ صَوْتَهُ بِالْبُكَاءِ. +\v 5 وَدَعَوْا اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ بُوكِيمَ (وَمَعْنَاهُ: الْبَاكُونَ) وَقَدَّمُوا هُنَاكَ ذَبَائِحَ لِلرَّبِّ. +\s1 العصيان والهزيمة +\s5 +\p +\v 6 وَصَرَفَ يَشُوعُ الشَّعْبَ، فَمَضَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لامْتِلاكِ مِيرَاثِهِ. +\v 7 وَظَلَّ الشَّعْبُ يَعْبُدُ الرَّبَّ طَوَالَ حَيَاةِ يَشُوعَ، وَكُلَّ أَيَّامِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ عَمَّرُوا طَوِيلاً بَعْدَ مَوْتِهِ، وَالَّذِينَ شَهِدُوا كُلَّ الْمُعْجِزَاتِ الْخَارِقَةِ الَّتِي أَجْرَاهَا الرَّبُّ مِنْ أَجْلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\v 8 وَمَاتَ يَشُوعُ بْنُ نُونَ عَبْدُ الرَّبِّ وَقَدْ بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ مِئَةً وَعَشْرَ سَنَوَاتٍ، +\s5 +\v 9 فَدَفَنُوهُ فِي حُدُودِ أَمْلاكِهِ فِي تِمْنَةَ حَارَسَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ شِمَالِيَّ جَبَلِ جَاعَشَ. +\v 10 وَكَذَلِكَ مَاتَ أَيْضاً كُلُّ جِيلِ يَشُوعَ، وَأَعْقَبَهُمْ جِيلٌ آخَرُ لَمْ يَعْرِفِ الرَّبَّ وَلا كُلَّ أَعْمَالِهِ الَّتِي أَجْرَاهَا مِنْ أَجْلِ إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\p +\v 11 وَاقْتَرَفَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَعَبَدُوا الْبَعْلِيمَ، +\v 12 وَنَبَذُوا الرَّبَّ إِلَهَ آبَائِهِمِ الَّذِي أَخْرَجَهُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، وَغَوَوْا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى مِنْ أَوْثَانِ الشُّعُوبِ الْمُحِيطَةِ بِهِمْ، وَسَجَدُوا لَهَا، فَأَغَاظُوا الرَّبَّ. +\v 13 تَرَكُوا الرَّبَّ وَعَبَدُوا الْبَعْلَ وَعَشْتَارُوثَ. +\s5 +\v 14 فَاحْتَدَمَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَتَرَكَهُمْ تَحْتَ رَحْمَةِ النَّاهِبِينَ الْغُزَاةِ. وَأَسْلَمَهُمْ إِلَى أَعْدَائِهِمِ الْمُحِيطِينَ بِهِمْ فَعَجَزُوا عَنْ مُقَاوَمَتِهِمْ. +\v 15 وَحَيْثُمَا خَرَجُوا لِخَوْضِ الْحَرْبِ كَانَ الرَّبُّ ضِدَّهُمْ فَيَنْكَسِرُونَ، تَمَاماً كَمَا سَبَقَ وَحَذَّرَهُمْ، فَاعْتَرَاهُمْ ضِيقٌ عَظِيمٌ جِدّاً. +\s5 +\p +\v 16 وَأَقَامَ الرَّبُّ مِنْ بَيْنِهِمْ قُضَاةً فَأَنْقَذُوهُمْ مِنْ أَيْدِي غُزَاتِهِمْ. +\v 17 غَيْرَ أَنَّهُمْ عَصَوْا قُضَاتَهُمْ أَيْضاً، وَخَانُوا الرَّبَّ إِذْ عَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا، وَتَحَوَّلُوا سَرِيعاً عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي سَلَكَهَا آبَاؤُهُمْ إِطَاعَةً لِوَصَايَا الرَّبِّ. +\s5 +\v 18 وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ كَانَ الرَّبُّ يُقِيمُ قَاضِياً كَانَ يُؤَيِّدُه بِقُوَّةٍ طَوَالَ حَيَاتِهِ فَيُخَلِّصُ الشَّعْبَ مِنْ عُبُودِيَّةِ أَعْدَائِهِ إِذْ يُشْفِقُ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ مِمَّا يُذِيقُهُمْ مُضَايِقُوهُمْ وَظَالِمُوهُمْ مِنْ عَذَابٍ؛ فَكَانَ الرَّبُّ يُنْقِذُهُمْ طَوَالَ حَيَاةِ الْقَاضِي. +\v 19 وَلَكِنْ مَا إِنْ يَمُوتُ الْقَاضِي حَتَّى يَرْتَدُّوا عَنِ الرَّبِّ وَيَتَفَاقَمَ فَسَادُهُمْ أَكْثَرَ مِنْ تَفَاقُمِ فَسَادِ آبَائِهِمْ بِالسَّعْيِ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لِيَعْبُدُوهَا وَيَسْجُدُوا لَهَا. لَمْ يَرْتَدِعُوا عَنْ أَفْعَالِهِمْ وَسُلُوكِهِمِ الْعَنِيدِ. +\s5 +\v 20 فَاحْتَدَمَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَقَالَ: «مِنْ حَيْثُ إِنَّ هَذَا الشَّعْبَ قَدْ نَقَضَ عَهْدِي الَّذِي عَقَدْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ، وَعَصَوْنِي، +\v 21 فَإِنِّي لَنْ أَطْرُدَ مِنْ أَمَامِهِمْ أَيَّ إِنْسَانٍ مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ تَرَكَهُمْ يَشُوعُ عِنْدَ مَوْتِهِ. +\v 22 بَلْ سَأُبْقِي عَلَيْهِمْ لأَمْتَحِنَ بِهِمْ إِسْرَائِيلَ، لأَرَى أَيَحْفَظُونَ طَرِيقِي لِيَسْلُكُوا فِيهَا كَمَا حَفِظَهَا آبَاؤُهُمْ أَمْ لا». +\v 23 وَهَكَذَا تَرَكَ الرَّبُّ أُولَئِكَ الأُمَمَ وَلَمْ يَتَعَجَّلْ بِطَرْدِهِمْ وَلَمْ يُخْضِعْهُمْ لِيَشُوعَ. + +\s5 +\c 3 +\p +\v 1 وَهَؤُلاءِ هُمُ الأُمَمُ الَّذِينَ تَرَكَهُمُ الرَّبُّ لِيَخْتَبِرَ بِهِمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ لَمْ يَخُوضُوا أَيَّ حَرْبٍ مِنْ حُرُوبِ أَرْضِ كَنْعَانَ. +\v 2 وَقَدْ فَعَلَ هَذَا فَقَطْ لِيُدَرِّبَ ذُرِّيَّةَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ عَلَى الْحَرْبِ، مِمَّنْ لَمْ يُمَارِسُوهَا مِنْ قَبْلُ. +\v 3 وَهَؤُلاءِ الأُمَمُ هُمْ: أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْخَمْسَةُ، وَجَمِيعُ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالصِّيدُونِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ سُكَّانِ جَبَلِ لُبْنَانَ، مِنْ جَبَلِ بَعْلِ حَرْمُونَ إِلَى مَدْخَلِ حَمَاةَ. +\s5 +\v 4 وَقَدْ أَبْقَاهُمُ الرَّبُّ لِيَمْتَحِنَ إِسْرَائِيلَ بِهِمْ لِيَرَى إِنْ كَانُوا يُطِيعُونَ أَوَامِرَهُ الَّتِي أَوْصَى بِها آبَاءَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُوسَى. +\p +\v 5 وَأَقَامَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بَيْنَ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. +\v 6 وَتَزَوَّجُوا مِنْ بَنَاتِهِمْ، وَزَوَّجُوا بَنَاتِهِمْ لأَبْنَائِهِمْ وَعَبَدُوا آلِهَتَهُمْ. +\s1 عثنيئيل +\s5 +\p +\v 7 فَارْتَكَبَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَنَسُوا إِلَهَهُمْ وَعَبَدُوا الْبَعْلِيمَ وَالْعَشْتَارُوثَ. +\v 8 فَاحْتَدَمَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْهِمْ، فَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ كُوشَانَ رِشَعْتَايِمَ مَلِكَ أَرَامَ النَّهْرَيْنِ، فَاسْتَعْبَدَ كُوشَانُ رِشَعْتَايِمُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ثَمَانِيَ سَنَوَاتٍ. +\s5 +\v 9 وَاسْتَغَاثَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالرَّبِّ، فَأَقَامَ لَهُمْ مُخَلِّصاً أَنْقَذَهُمْ هُوَ عُثْنِيئِيلُ بْنُ قَنَازَ أَخُو كَالَبَ الأَصْغَرُ. +\v 10 فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ وَصَارَ قَاضِياً لإِسْرَائِيلَ. وَحِينَ خَرَجَ لِمُحَارَبَةِ كُوشَانَ رِشَعْتَايِمَ مَلِكِ أَرَامَ، تَغَلَّبَ عَلَيْهِ، وَأَظْفَرَهُ الرَّبُّ بِهِ. +\v 11 وَعَمَّ السَّلامُ الْبِلادَ حِقْبَةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، إِلَى أَنْ مَاتَ عُثْنِيئِيْلُ بْنُ قَنَازَ. +\s1 إهود +\s5 +\p +\v 12 فَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَقْتَرِفُونَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ فَسَلَّطَ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ عِجْلُونَ مَلِكَ مُوآبَ عِقَاباً لَهُمْ عَلَى شَرِّهِمْ. +\v 13 فَحَشَدَ ضِدَّهُمْ بَنِي عَمُّونَ وَعَمَالِيقَ، وَهَاجَمَهُمْ، وَاحْتَلَّ أَرِيحَا مَدِينَةَ النَّخْلِ. +\v 14 وَاسْتَعْبَدَ عِجْلُونُ مَلِكُ مُوآبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً. +\s5 +\v 15 فَاسْتَغَاثَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالرَّبِّ، فَأَرْسَلَ لَهُمْ مُنْقِذاً إِهُودَ بْنَ جِيرَا الْبَنْيَامِينِيَّ وَكَانَ أَعْسَرَ، فَبَعَثَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مَعَهُ الْجِزْيَةَ لِعِجْلُونَ مَلِكِ مُوآبَ. +\s5 +\v 16 فَصَنَعَ إِهُودُ لِنَفْسِهِ سَيْفاً ذَا حَدَّيْنِ طُولُهُ ذِرَاعٌ (نَحْوَ نِصْفِ مِتْرٍ)، تَقَلَّدَهُ تَحْتَ ثِيَابِهِ فَوْقَ فَخْذِهِ الْيُمْنَى، +\v 17 وَقَدَّمَ الْجِزْيَةَ لِعِجْلُونَ مَلِكِ مُوآبَ. وَكَانَ عِجْلُونُ بَدِيناً جِدّاً. +\v 18 وَبَعْدَ تَقْدِيمِ الْجِزْيَةِ صَرَفَ إِهُودُ حَامِلِيهَا مِنَ الْقَوْمِ، +\s5 +\v 19 وَرَجَعَ هُوَ مِنْ عِنْدِ الْمَحَاجِرِ الْمُجَاوِرَةِ لِلْجِلْجَالِ، وَقَالَ لِلْمَلِكِ: +\v 20 «لَدَيَّ كَلامُ سِرٍّ لأُبَلِّغَكَ إِيَّاهُ أَيُّهَا الْمَلِكُ». فَصَرَفَ الْمَلِكُ كُلَّ الْمَوْجُودِينَ بِمَجْلِسِهِ لِيَنْفَرِدَ بِإِهُودَ +\s5 +\v 21 فَاقْتَرَبَ آنَئِذٍ مِنْهُ إِهُودُ وَهُوَ جَالِسٌ فِي عُلِّيَّتِهِ الْخَاصَّةِ، وَقَالَ لَهُ: «لَدَيَّ لَكَ رِسَالَةٌ مِنَ اللهِ». فَنَهَضَ الْمَلِكُ عَنْ سَرِيرِهِ. فَمَدَّ عِنْدَئِذٍ إِهُودُ يَدَهُ الْيُسْرَى وَاسْتَلَّ سَيْفَهُ عَنْ فَخْذِهِ الْيُمْنَى وَأَغْمَدَهُ فِي بَطْنِهِ +\v 22 حَتَّى غَاصَ الْقَائِمُ وَرَاءَ النَّصْلِ فَأَطْبَقَ الشَّحْمُ عَلَى النَّصْلِ الَّذِي اخْتَرَقَ ظَهْرَ الْمَلِكِ لأَنَّ إِهُودَ لَمْ يَجْذُبِ السَّيْفَ مِنْ بَطْنِ الْمَلِكِ. +\v 23 وَغَادَرَ إِهُودُ الرِّوَاقَ وَأَغْلَقَ خَلْفَهُ أَبْوَابَ الْعُلِّيَّةِ وَأَقْفَلَهَا. +\s5 +\v 24 وَمَا لَبِثَ أَنْ أَقْبَلَ خُدَّامُ الْمَلِكِ فَوَجَدُوا أَبْوَابَ الْعُلِّيَّةِ مُغْلَقَةً فَقَالُوا: «لَعَلَّهُ يَقْضِي حَاجَتَهُ فِي الْعُلِّيَّةِ الصَّيْفِيَّةِ». +\v 25 فَلَبِثُوا مُنْتَظِرِينَ حَتَّى اعْتَرَاهُمُ الْقَلَقُ لأَنَّهُ لَمْ يَفْتَحْ أَبْوَابَ الْمُخْدَعِ فَأَخَذُوا مِفْتَاحاً وَفَتَحُوا الْبَابَ. وَإذَا سَيِّدُهُمْ سَاقِطٌ عَلَى الأَرْضِ مَيْتاً. +\s5 +\v 26 وَفِيمَا هُمْ مَبْهُوتُونَ فَرَّ إِهُودُ وَاجْتَازَ الْمَحَاجِرَ وَنَجَا إِلَى سَعِيرَةَ. +\v 27 وَمَا إِنْ وَصَلَ إِلَى جَبَلِ أَفْرَايِمَ حَتَّى نَفَخَ بِالْبُوقِ، فَاجْتَمَعَ خَلْفَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنَ الْجَبَلِ، فَسَارَ فِي طَلِيعَتِهِمْ. +\s5 +\v 28 وَقَالَ لَهُمْ: «اتْبَعُونِي لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَفَعَ أَعْدَاءَكُمُ الْمُوآبِيِّينَ إِلَى أَيْدِيكُمْ» فَاحْتَشَدُوا وَرَاءَهُ وَاسْتَوْلَوْا عَلَى مَخَاوِضِ الأُرْدُنِّ الْمُفْضِيَةِ إِلَى مُوآبَ وَمَنَعُوا الأَعْدَاءَ مِنَ الْعُبُورِ. +\v 29 وَهَاجَمُوا الْمُوآبِيِّينَ وَقَتَلُوا مِنْهُمْ نَحْوَ عَشَرَةِ آلافٍ مِنَ الْمُحَارِبِينَ الأَشِدَّاءِ. +\v 30 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ خَضَعَ الْمُوآبِيُّونَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَعَمَّ السَّلامُ الْبِلادَ ثَمَانِينَ سَنَةً. +\s1 شمجر +\s5 +\p +\v 31 وَتَوَلَّى شَمْجَرُ بْنُ عَنَاةَ قَضَاءَ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ إِهُودَ، فَقَتَلَ سِتَّ مِئَةِ رَجُلٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ بِمِهْمَازِ بَقَرٍ، وَأَنْقَذَ إِسْرَائِيلَ. + +\s5 +\c 4 +\s1 دبورة +\p +\v 1 وَبَعْدَ مَوْتِ إِهُودَ عَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَكِبُونَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، +\v 2 فَأَخْضَعَهُمُ الرَّبُّ لِيَابِينَ مَلِكِ كَنْعَانَ الْمُقِيمِ فِي حَاصُورَ. وَكَانَ سِيسَرَا رَئِيسُ جَيْشِهِ قَاطِناً فِي حَرُوشَةِ الأُمَمِ. +\v 3 فَاسْتَغَاثَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالرَّبِّ، لأَنَّهُ كَانَ تَحْتَ إِمْرَةِ سِيسَرَا تِسْعُ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ حَدِيدِيَّةٍ، وَقَدِ اشْتَدَّ فِي مُضَايَقَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِشْرِينَ سَنَةً. +\s5 +\p +\v 4 وَكَانَتْ دَبُورَةُ زَوْجَةُ لَفِيدُوتَ امْرَأَةً نَبِيَّةً وَقَاضِيَةً لإِسْرَائِيلَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، +\v 5 وَكَانَتْ تَعْقِدُ مَجْلِسَ قَضَائِهَا تَحْتَ نَخْلَةِ دَبُورَةَ بَيْنَ الرَّامَةِ وَبَيْتِ إِيلَ. فَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَفِدُونَ إِلَيْهَا لِلْقَضَاءِ. +\s5 +\v 6 فَأَرْسَلَتْ هَذِهِ وَاسْتَدْعَتْ بَارَاقَ بنَ أَبِينُوعَمَ مِنْ قَادَشِ نَفْتَالِي، وَقَالَتْ لَهُ: «هَذَا هُوَ أَمْرُ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ إِلَيْكَ: اذْهَبْ وَازْحَفْ إِلَى جَبَلِ تَابُورَ بَعْدَ أَنْ تُجَنِّدَ لَكَ عَشْرَةَ آلافِ رَجُلٍ مِنْ أَبْنَاءِ نَفْتَالِي وَزَبُولُونَ، +\v 7 فَأَجْتَذِبَ سِيسَرَا رَئِيسَ جَيْشِ يَابِينَ بِمَرْكَبَاتِهِ إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ وَأُظْفِرَكَ بِهِ». +\s5 +\v 8 فَقَالَ لَهَا بَارَاقُ: «إِنْ ذَهَبْتِ مَعِي أَذْهَبْ، وَإِنْ لَمْ تَذْهَبِي لا أَذْهَبْ». +\v 9 فَأَجَابَتْ: «أَذْهَبُ مَعَكَ، غَيْرَ أَنَّهُ لَنْ يَكُونَ لَكَ فَخْرٌ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي أَنْتَ مَاضٍ فِيهَا، لأَنَّ الرَّبَّ يُسَلِّمُ سِيِسَرَا لاِمْرَأَةٍ». فَنَهَضَتْ دَبُورَةُ وَرَافَقَتْ بَارَاقَ إِلَى قَادَشَ. +\s5 +\p +\v 10 وَاسْتَدْعَى بَارَاقُ رِجَالَ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِي إِلَى قَادَشَ، فَانْضَمَّ إِلَيْهِ عَشْرَةُ آلافِ رَجُلٍ. وَانْطَلَقَتْ دَبُورَةُ مَعَهُ أَيْضاً. +\s5 +\p +\v 11 فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ كَانَ حَابِرُ الْقَيْنِيُّ مِنْ ذُرِّيَّةِ حُوبَابَ حَمِي مُوسَى، قَدِ انْفَرَدَ عَنْ بَقِيَّةِ عَشِيرَةِ الْقَيْنِيِّينَ وَضَرَبَ خِيَامَهُ إِلَى جُوَارِ شَجَرَةِ بَلُّوطٍ فِي صَعَنَايِمَ الْقَرِيبَةِ مِنْ قَادَشَ. +\s5 +\v 12 وَأَبْلَغُوا سِيسَرَا أَنَّ بَارَاقَ بْنَ أَبِينُوعَمَ قَدْ صَعِدَ إِلَى جَبَلِ تَابُورَ. +\v 13 فَحَشَدَ سِيسَرَا مَرْكَبَاتِهِ الْحَدِيدِيَّةَ التِّسْعَ مِئَةٍ، وَجَمِيعَ جَيْشِهِ الَّذِي مَعَهُ مِنْ حَرُوشَةِ الأُمَمِ حَتَّى نَهْرِ قِيشُونَ. +\s5 +\v 14 فَقَالَتْ دَبُورَةُ لِبَارَاقَ: «قُمْ، لأَنَّ هَذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي فِيهِ يُظْفِرُكَ الرَّبُّ بِسِيسَرَا. أَلَمْ يَتَقَدَّمْكَ الرَّبُّ؟» فَانْحَدَرَ بَارَاقُ مِنْ جَبَلِ تَابُورَ عَلَى رَأْسِ عَشْرَةِ آلافِ رَجُلٍ. +\s5 +\v 15 فَأَرْعَبَ الرَّبُّ سِيسَرَا وَكُلَّ مَرْكَبَاتِهِ وَسَائِرَ جَيْشِهِ وَقَضَى عَلَيْهِمْ بِحَدِّ السَّيْفِ أَمَامَ بَارَاقَ. فَتَرَجَّلَ سِيسَرَا مِنْ مَرْكَبَتِهِ وَهَرَبَ عَلَى رِجْلَيْهِ. +\v 16 فَتَعَقَّبَ بَارَاقُ الْمَرْكَبَاتِ وَالْجَيْشَ إِلَى حَروُشَةِ الأُمَمِ، وَتَمَّ الْقَضَاءُ عَلَى كُلِّ جَيْشِ سِيسَرَا بِحَدِّ السَّيْفِ فَلَمْ يَسْلَمْ مِنْهُمْ حَيٌّ. +\s5 +\p +\v 17 وَأَمَّا سِيسَرَا فَهَرَبَ مَاشِياً إِلَى خَيْمَةِ يَاعِيلَ امْرَأَةِ حَابِرَ الْقَيْنِيِّ الَّذِي كَانَ قَدْ عَقَدَ اتِّفَاقَ صُلْحٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَابِينَ مَلِكِ حَاصُورَ. +\v 18 فَخَرَجَتْ يَاعِيلُ لاِسْتِقْبَالِ سِيسَرَا قَائِلَةً: «تَعَالَ إِلَى خَيْمَتِي يَا سَيِّدِي وَلا تَخَفْ». فَمَالَ إِلَى خَيْمَتِهَا وَغَطَّتْهُ بِلِحَافٍ. +\s5 +\v 19 ثُمَّ قَالَ لَهَا: «اسْقِينِي قَلِيلاً مِنَ الْمَاءِ لأَنِّي قَدْ عَطِشْتُ». فَفَتَحَتْ زِقَّ اللَّبَنِ وَأَسْقَتْهُ ثُمَّ غَطَّتْهُ. +\v 20 وَقَالَ لَهَا: «قِفِي بِبَابِ الْخَيْمَةِ، حَتَّى إِذَا أَقْبَلَ أَحَدُهُمْ وَسَأَلَكِ: أَهُنَا أَحَدٌ؟ تَقُولِينَ: لا». +\s5 +\v 21 وَمَا لَبِثَ أَنْ غَطَّ فِي نَوْمٍ ثَقِيلٍ لِشِدَّةِ تَعَبِهِ. فَأَخَذَتْ يَاعِيلُ امْرَأَةُ حَابِرَ وَتَدَ الْخَيْمَةِ وَمِطْرَقَةً، وَتَسَلَّلَتْ إِلَيْهِ وَدَقَّتِ الْوَتَدَ فِي صُدْغِهِ فَنَفَذَ إِلَى الأَرْضِ وَمَاتَ. +\v 22 وَإذَا بِبَارَاقَ يُطَارِدُ سِيسَرَا، فَخَرَجَتْ يَاعِيلُ لاِسْتِقْبَالِهِ وَقَالَتْ لَهُ: «تَعَالَ لأُرِيَكَ الرَّجُلَ الَّذِي تَبْحَثُ عَنْهُ». فَدَخَلَ إِلَى خَيْمَتِهَا، وَإذَا بِسِيسَرَا طَرِيحٌ مَيْتاً وَالْوَتَدُ نَافِذٌ فِي صُدْغِهِ. +\s5 +\v 23 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَخْضَعَ الرَّبُّ يَابِينَ مَلِكَ كَنْعَانَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، +\v 24 وَاشْتَدَّتْ وَطْأَةُ سَطْوَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَيْهِ وَازْدَادَتْ قُوَّةً حَتَّى تَمَّتْ إِبَادَتُهُ كُلِّيًّا. + +\s5 +\c 5 +\s1 نشيد دبورة +\p +\v 1 وَأَنْشَدَتْ دَبُورَةُ وَبَارَاقُ بْنُ أَبِينُوعَمَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَائِلَيْنِ: +\v 2 بَارِكُوا الرَّبَّ لأَنَّ الرُّؤَسَاءَ تَوَلَّوْا زِمَامَ الْقِيَادَةِ فِي إِسْرَائِيلَ وَلأَنَّ الشَّعْبَ انْتَدَبُوا أَنْفُسَهُمْ مُتَطَوِّعِينَ. +\s5 +\v 3 فَاسْمَعُوا أَيُّهَا الْمُلُوكُ، وَأَصْغَوْا أَيُّهَا الأُمَرَاءُ، لأَنَّنِي أَنَا أَشْدُو لِلرَّبِّ، وَأُغَنِّي لإِلَهِ إِسْرَائِيلَ. +\v 4 يَا رَبُّ، عِنْدَمَا خَرَجْتَ مِنْ سَعِيرَ وَتَقَدَّمْتَ مِنْ صَحْرَاءِ أَدُومَ، ارْتَعَدَتِ الأَرْضُ، وَسَكَبَتِ السَّمَاءُ أَمْطَارَهَا، وَقَطَرَتِ السُّحُبُ مَاءً. +\s5 +\v 5 تَزَلْزَلَتِ الأَرْضُ أَمَامَ الرَّبِّ وَارْتَعَدَ جَبَلُ سِينَاءَ هَذَا مِنْ حَضْرَةِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ. +\p +\v 6 فِي أَيَّامِ شَمْجَرَ بْنِ عَنَاةَ، وَفِيِ أَيَّامِ يَاعِيلَ هَجَرَ الْمُسَافِرُونَ الطُّرُقَ الْمَعْرُوفَةَ، وَلَجَأُوا إِلَى الْمَسَالِكِ الْمُلْتَوِيَةِ. +\s5 +\v 7 وَتَضَاءَلَ عَدَدُ سُكَّانِ إِسْرَائِيلَ، إِلَى أَنْ صَارَتْ دَبُورَةُ أُمّاً لإِسْرَائِيلَ. +\v 8 عِنْدَمَا اخْتَارُوا آلِهَةً أُخْرَى نَشَبَتْ حَرْبٌ عِنْدَ بَوَّابَاتِ الْمَدِينَةِ، وَلَمْ يُشَاهَدْ تُرْسٌ أَوْ رُمْحٌ مَعَ أَيٍّ مِنَ الأَرْبَعِينَ أَلْفاً مِنْ إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\v 9 قَلْبِي مَعَ قُضَاةِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ ضَحَّوْا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ رِضًى مِنْ بَيْنِ الشَّعْبِ، فَبَارِكُوا الرَّبَّ. +\v 10 أَيُّهَا الرَّاكِبُونَ الأُتُنَ الشُّهْبَ، الْجَالِسُونَ عَلَى طَنَافِسِ سُرُجِكُمْ وَأَنْتُمْ أَيُّهَا السَّائِرُونَ فِي الطَّرِيقِ، تَجَاوَبُوا. +\s5 +\v 11 بِأَصْوَاتِ الْمُنْشِدِينَ عِنْدَ سَواقِي الْمِيَاهِ يَتَغَنَّوْنَ بِانْتِصَارَاتِ الرَّبِّ وَشَعْبِهِ فِي إِسْرَائِيلَ، عِنْدَئِذٍ يَنْزِلُ شَعْبُ الرَّبِّ إِلَى بَوَّابَاتِ الْمَدِينَةِ. +\s5 +\p +\v 12 اسْتَيْقِظِي يَا دَبُورَةُ، اسْتَيْقِظِي وَاهْتِفِي بِنَشِيدٍ. قُمْ يَا بَارَاقُ، وَخُذْ سَبْيَكَ إِلَى الأَسْرِ، يَا ابْنَ أَبِينُوعَمَ. +\v 13 عِنْدَئِذٍ أَقْبَلَ النَّاجُونَ إِلَى النُّبَلاءِ؛ انْحَدَرَ شَعْبُ الرَّبِّ وَالْتَفَّ حَوْلِي لِمُحَارَبَةِ الأَشِدَّاءِ. +\s5 +\v 14 أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ مِنْ أَرْضِ أَفْرَايِمَ حَيْثُ أُصُولُهُمْ بَيْنَ عَمَالِيقَ، وَفِي أَعْقَابِهِمْ جَاءَ شَعْبُ بِنْيَامِينَ. مِنْ مَاكِيرَ تَقَدَّمَ قُضَاةٌ، وَمِنْ زَبُولُونَ أَقْبَلَ حَامِلُو عَصَا الْقِيَادَةِ. +\s5 +\v 15 جَاءَ رُؤَسَاءُ يَسَّاكَرَ مَعَ دَبُورَةَ وَأَخْلَصُوا لِبَارَاقَ، فَاقْتَحَمُوا الْوَادِي فِي أَعْقَابِهِ. أَمَّا أَبْنَاءُ رَأُوبَيْنَ فَقَدِ اعْتَرَاهُمُ التَّخَاذُلُ وَالْحَيْرَةُ. +\s5 +\v 16 لِمَاذَا تَخَلَّفْتُمْ فِي حَظَائِرِكُمْ؟ أَلِتَسْمَعُوا صَفِيرَ الرُّعَاةِ إِلَى الْقُطْعَانِ؟ لَشَدَّ مَا تُسَامُ عَشَائِرُ رَأُوبَيْنَ مِنْ عَذَابِ الضَّمِيرِ. +\s5 +\v 17 أَقَامَ جِلْعَادُ شَرْقِيَّ الأُرْدُنِّ، وَأَنْتَ يَا دَانُ لِمَاذَا اسْتَوْطَنْتَ عِنْدَ السُّفُنِ؟ وَبَقِيَ أَشِيرُ قَابِعاً عِنْدَ سَاحِلِ الْبَحْرِ، وَانْطَوَى عِنْدَ خُلْجَانِهِ. +\v 18 أَمَّا زَبُولُونُ وَنَفْتَالِي فَقَدْ عَرَّضَا حَيَاتَهُمَا لِلْمَوْتِ عِنْدَ رَوَابِي الْحَقْلِ. +\s5 +\p +\v 19 احْتَشَدَ مُلُوكٌ وَحَارَبُوا، حَارَبَ مُلُوكُ كَنْعَانَ فِي تَعْنَكَ بِجِوَارِ مِيَاهِ مَجِدُّو، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَغْنَمُوا قِطْعَةَ فِضَّةٍ وَاحِدَةً. +\v 20 مِنَ السَّمَاءِ حَارَبَتِ النُّجُومُ سِيسَرَا مِنْ مَسَارَاتِهَا. +\s5 +\v 21 وَفَاضَتْ مِيَاهُ نَهْرِ قِيشُونَ الْقَدِيمِ وَجَرَفَتْ رِجَالَهُ؛ فَتَقَدَّمِي يَا نَفْسِي بِعِزٍّ. +\p +\v 22 ثُمَّ تَرَدَّدَ وَقْعُ حَوَافِرِ خَيْلِ الْعَدُوِّ، مِنْ عَدْوِ الْجِيَادِ الضَّخْمَةِ. +\s5 +\v 23 غَيْرَ أَنَّ مَلاكَ الرَّبِّ قَالَ: «الْعَنُوا مِيرُوزَ. الْعَنُوا سَاكِنِيهَا بِمَرَارَةٍ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَأْتُوا لِلْمُحَارَبَةِ فِي صَفِّ الرَّبِّ ضِدَّ الْجَبَابِرَةِ». +\s5 +\v 24 لِتَكُنْ يَاعِيلُ زَوْجَةُ حَابِرَ الْقَيْنِيِّ مُبَارَكَةً. لِتَكُنْ مُبَارَكَةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ النِّسَاءِ سَاكِنَاتِ الْخِيَامِ. +\v 25 فَقَدْ سَأَلَهَا سِيسَرَا مَاءً فَأَعْطَتْهُ لَبَناً، قَدَّمَتْ لَهُ زُبْدَةً فِي وِعَاءِ الْعُظَمَاءِ. +\s5 +\v 26 ثُمَّ تَنَاوَلَتْ وَتَدَ الْخَيْمَةِ بِيَدٍ، وَمَدَّتْ يَمِينَهَا إِلَى الْمِطْرَقَةِ وَضَرَبَتْ سِيسَرَا فَسَحَقَتْ رَأْسَهُ وَشَدَخَتْ صُدْغَهُ وَخَرَقَتْهُ! +\v 27 فَانْطَرَحَ عِنْدَ قَدَمَيْهَا. سَقَطَ، وَظَلَّ مُلْقىً هُنَاكَ. انْطَرَحَ عِنْدَ قَدَمَيْهَا وَسَقَطَ. وَحَيْثُ انْطَرَحَ سَقَطَ قَتِيلاً. +\s5 +\v 28 مِنَ الْكُوَّةِ أَشْرَفَتْ أُمُّ سِيسَرَا، وَمِنْ وَرَاءِ النَّافِذَةِ الْمُشَبَّكَةِ وَلْوَلَتْ: لِمَاذَا أَبْطَأَتْ مَرْكَبَاتُهُ عَنِ الْمَجِيءِ؟ لِمَاذَا تَأَخَّرَ صَرِيرُ وَقْعِ مَرْكَبَاتِهِ؟ +\s5 +\v 29 فَأَجَابَتْهَا أَحْكَمُ نِسَائِهَا، بَلْ هِيَ أَجَابَتْ نَفْسَهَا: +\v 30 «أَلَمْ يَجِدُوا الْغَنِيمَةَ وَيَقْتَسِمُوهَا؟ فَتَاةً أَوْ فَتَاتَيْنِ لِكُلِّ رَجُلٍ، وَغَنِيمَةَ ثِيَابٍ مَصْبُوغَةٍ لِسِيسَرَا، وَأُخْرَى مَصْبُوغَةٍ وَمُطَرَّزَةِ الْوَجْهَيْنِ لِتَكُونَ غَنِيمَةً أَلُفُّ بِها عُنُقِي؟ +\s5 +\v 31 هَكَذَا يَنْقَرِضُ جَمِيعُ أَعْدَائِكَ يَا رَبُّ، أَمَّا أَحِبَّاؤُكَ فَهُمْ كَالشَّمْسِ الْمُتَأَلِّقَةِ فِي جَبَرُوتِهَا». ثُمَّ خَيَّمَ السَّلامُ عَلَى الْبِلادِ فَتْرَةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. + +\s5 +\c 6 +\s1 جدعون +\p +\v 1 وَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَقْتَرِفُونَ الإِثْمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ فَسَلَّطَ عَلَيْهِمِ الْمِدْيَانِيِّينَ سَبْعَ سَنَوَاتٍ. +\v 2 وَاشْتَدَّتْ وَطْأَةُ الْمِدْيَانِيِّينَ عَلَى إِسْرَائِيلَ حَتَّى لَجَأَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ إِلَى الْجِبَالِ لِيَعِيشُوا فِي الْكُهُوفِ وَالْمَغَائِرِ. +\s5 +\v 3 وَكُلَّمَا زَرَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ زَرْعاً جَاءَ النَّاهِبُونَ الْمِدْيَانِيُّونَ وَالْعَمَالِقَةُ وَسِوَاهُمْ مِنْ أَبْنَاءِ الْمَشْرِقِ لِيَنْهَبُوا مَحَاصِيلَهُمْ، +\v 4 فَيَغْزُونَهُمْ وَيُتْلِفُونَ غَلّاتِ أَرْضِهِمْ حَتَّى تُخُومِ غَزَّةَ وَلا يَتْرُكُونَ لِلإِسْرَائِيلِيِّينَ مَا يَقْتَاتُونَ بِهِ، وَيَسْتَوْلُونَ أَيْضاً عَلَى الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ. +\s5 +\v 5 لأَنَّهُمْ كَانُوا يَغْزُونَ الْبِلادَ بِمَوَاشِيهِمْ وَخِيَامِهِمْ، فَكَانُوا فِي كَثْرَةِ الْجَرَادِ، لَا يُحْصَى لَهُمْ وَلا لِجِمَالِهِمْ عَدَدٌ، فَيَغْزُونَ الأَرْضَ وَيُتْلِفُونَهَا. +\v 6 فَأَذَلَّ الْمِدْيَانِيُّونَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ جِدّاً، فَاسْتَغَاثَ هَؤُلاءِ بِالرَّبِّ. +\s5 +\p +\v 7 وَعِنْدَمَا اسْتَغَاثَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالرَّبِّ مِنْ ظُلْمِ الْمِدْيَانِيِّينَ، +\v 8 أَرْسَلَ الرَّبُّ نَبِيًّا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمْ: «هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: لَقَدْ أَخْرَجْتُكُمْ مِنْ مِصْرَ وَحَرَّرْتُكُمْ مِنْ نِيرِ الْعُبُودِيَّةِ. +\s5 +\v 9 وَأَنْقَذْتُكُمْ مِنْ قَبْضَةِ الْمِصْرِيِّينَ وَمِنْ يَدِ جَمِيعِ مُضَايِقِيكُمْ، وَطَرَدْتُهُمْ مِنْ وَجْهِكُمْ وَوَهَبْتُكُمْ أَرْضَهُمْ. +\v 10 وَقُلْتُ لَكُمْ: أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. لَا تَخَافُوا آلِهَةَ الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ أَنْتُمْ مُقِيمُونَ فِي أَرْضِهِمْ، لَكِنَّكُمْ لَمْ تُطِيعُوا قَوْلِي». +\s5 +\p +\v 11 ثُمَّ جَاءَ مَلاكُ الرَّبِّ إِلَى قَرْيَةِ عَفْرَةَ، وَجَلَسَ تَحْتَ شَجَرَةِ الْبَلُّوطِ الَّتِي يَمْلِكُهَا يُوآشُ الأَبِيعَزَرِيُّ. وَكَانَ ابْنُهُ جِدْعُونُ يَخْبِطُ حِنْطَةً فِي الْمِعْصَرَةِ لِكَيْ يُهَرِّبَهَا مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ. +\v 12 فَتَجَلَّى لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ وَقَالَ لَهُ: «الرَّبُّ مَعَكَ أَيُّهَا الْمُحَارِبُ الْجَبَّارُ». +\s5 +\v 13 فَقَالَ لَهُ جِدْعُونُ: «دَعْنِي أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي: إِنْ كَانَ الرَّبُّ مَعَنَا، فَلِمَاذَا أَصَابَنَا كُلُّ هَذَا الْبَلاءِ؟ وَأَيْنَ كُلُّ عَجَائِبِهِ الَّتِي حَدَّثَنَا بِها آبَاؤُنَا قَائِلِينَ: أَلَمْ يُخْرِجْنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ؟ وَالآنَ قَدْ نَبَذَنَا الرَّبُّ وَجَعَلَنَا فِي قَبْضَةِ مِدْيَانَ». +\s5 +\v 14 فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الرَّبُّ وَأَجَابَ: «اذْهَبْ بِمَا تَمْلِكُهُ مِنْ قُوَّةٍ وَأَنْقِذْ إِسْرَائِيلَ مِنْ قَبْضَةِ الْمِدْيَانِيِّينَ. أَلَسْتُ أَنَا الَّذِي أَرْسَلَكَ؟» +\v 15 فَأَجَابَ جِدْعُونُ: «دَعْنِي أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي: كَيْفَ أُنْقِذُ إِسْرَائِيلَ وَعَشِيرَتِي هِيَ أَضْعَفُ عَشَائِرِ سِبْطِ مَنَسَّى، وَأَنَا أَقَلُّ أَفْرَادِ عَائِلَتِي شَأْناً؟» +\s5 +\v 16 فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «سَأَكُونُ مَعَكَ فَتَقْضِي عَلَى الْمِدْيَانِيِّينَ وَكَأَنَّكَ تَقْضِي عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ». +\v 17 فَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتُ حَقّاً قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ، فَأَعْطِنِي عَلامَةً أَنَّكَ أَنْتَ الَّذِي تُخَاطِبُنِي. +\v 18 أَرْجُوكَ أَلا تَمْضِيَ مِنْ هُنَا حَتَّى أَرْجِعَ وَأَضَعَ تَقْدِمَتِي أَمَامَكَ». فَأَجَابَهُ: «سَأَبْقَى حَتَّى تَرْجِعَ». +\s5 +\p +\v 19 فَدَخَلَ جِدْعُونُ إِلَى بَيْتِهِ وَأَعَدَّ جَدْياً وَإِيفَةَ دَقِيقٍ فَطِيراً، وَوَضَعَ اللَّحْمَ فِي سَلٍّ وَالْحِسَاءَ فِي قِدْرٍ، وَحَمَلَهَا إِلَيْهِ تَحْتَ الْبَلُّوطَةِ وَقَدَّمَهَا لَهُ. +\v 20 فَقَالَ الْمَلاكُ لَهُ: «خُذِ اللَّحْمَ وَالْفَطِيرَ، وَضَعْهُمَا فَوْقَ تِلْكَ الصَّخْرَةِ وَاسْكُبِ الْحِسَاءَ» فَفَعَلَ جِدْعُونُ ذَلِكَ. +\s5 +\v 21 فَمَدَّ مَلاكُ الرَّبِّ طَرَفَ الْعُكَّازِ الَّذِي بِيَدِهِ وَمَسَّ بِهِ اللَّحْمَ وَالْفَطِيرَ، فَانْدَلَعَتْ نَارٌ مِنَ الصَّخْرَةِ وَالْتَهَمَتْهُمَا. وَتَوَارَى مَلاكُ الرَّبِّ عَنْ عَيْنَيْهِ. +\s5 +\v 22 وَعِنْدَمَا تَبَيَّنَ جِدْعُونُ أَنَّهُ مَلاكُ الرَّبِّ، هَتَفَ مُرْتَعِباً: «آهِ يَا سَيِّدِي الرَّبَّ! لَقَدْ رَأَيْتُ مَلاكَ الرَّبِّ وَجْهاً لِوَجْهٍ». +\v 23 فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «السَّلامُ لَكَ، لَا تَخَفْ، فَأَنْتَ لَنْ تَمُوتَ». +\v 24 فَبَنَى جِدْعُونُ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ سَمَّاهُ: يَهْوَهْ شَلُومَ (وَمَعْنَاهُ: الرَّبُّ سَلامٌ). وَمَازَالَ الْمَذْبَحُ قَائِماً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ فِي عَفْرَةِ الأَبِيعَزَرِيِّينَ. +\s5 +\p +\v 25 وَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ: «خُذْ ثَوْراً كَامِلَ النُّضْجِ مِنْ قَطِيعِ أَبِيكَ: وَثَوْراً ثَانِياً عُمْرُهُ سَبْعُ سَنَوَاتٍ، وَاهْدِمْ مَذْبَحَ الْبَعْلِ الَّذِي يَعْبُدُهُ أَبُوكَ، وَاقْطَعْ نُصُبَ عَشْتَارُوثَ الَّذِي إِلَى جِوَارِهِ. +\v 26 وَابْنِ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ إِلَهِكَ عَلَى رَأْسِ تِلْكَ الصَّخْرَةِ، وَرَتِّبْ حِجَارَتَهُ فِي الْمَكَانِ الْمُعَدِّ، وَخُذِ الثَّوْرَ وَأَصْعِدْهُ مُحْرَقَةً عَلَى خَشَبِ النُّصُبِ الَّذِي قَطَّعْتَهُ». +\s5 +\v 27 عِنْدَئِذٍ أَخَذَ جِدْعُونُ عَشَرَةَ رِجَالٍ مِنْ عَبِيدِهِ وَنَفَّذَ لَيْلاً مَا أَمَرَهُ الرَّبُّ بِهِ، لأَنَّهُ كَانَ يَخْشَى غَضَبَ بَيْتِ أَبِيهِ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَلَمْ يَجْرُؤْ عَلَى فِعْلِ ذَلِكَ نَهَاراً. +\s5 +\p +\v 28 وَفِي فَجْرِ الْيَوْمِ التَّالِي اكْتَشَفَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ أَنَّ مَذْبَحَ الْبَعْلِ مُتَهَدِّمٌ وَالنُّصُبَ الَّذِي إِلَى جِوَارِهِ مَقْطُوعٌ، وَالثَّوْرَ الثَّانِي قَدْ أُصْعِدَ عَلَى الْمَذْبَحِ الْجَدِيدِ. +\v 29 فَسَأَلَ الْوَاحِدُ صَاحِبَهُ: «مَنْ صَنَعَ هَذَا الأَمْرَ؟» وَبَعْدَ بَحْثٍ وَتَحَرٍّ، اكْتَشَفُوا أَنَّ جِدْعُونَ بْنَ يُوآشَ هُوَ الْجَانِي. +\s5 +\v 30 فَقَالَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لِيُوآشَ: «أَخْرِجِ ابْنَكَ. يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ لأَنَّهُ هَدَمَ مَذْبَحَ الْبَعْلِ وَقَطَعَ النُّصُبَ الَّذِي إِلَى جِوَارِهِ». +\s5 +\v 31 فَقَالَ يُوآشُ لِجَمِيعِ الثَّائِرِينَ عَلَيْهِ: «أَعَازِمُونَ أَنْتُمْ عَلَى الدِّفَاعِ عَنِ الْبَعْلِ؟ أَمْ أَنْتُمْ تُحَاوِلُونَ إِنْقَاذَهُ؟ إِنَّ مَنْ يُقَاتِلُ دِفَاعاً عَنِ الْبَعْلِ حَتْماً يَمُوتُ فِي هَذَا الصَّبَاحِ (لأَنَّ ذَلِكَ إِهَانَةٌ لِلْبَعْلِ). إِنْ كَانَ الْبَعْلُ حَقّاً إِلَهاً فَلْيُقَاتِلْ عَنْ نَفْسِهِ لأَنَّ مَذْبَحَهُ قَدْ هُدِمَ». +\v 32 وَمُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ دُعِيَ جِدْعُونُ يَرُبَّعْلَ، لأَنَّ يُوآشَ قَالَ: «لِيُقَاتِلْهُ بَعْلٌ»؛ لأَنَّ جِدْعُونَ قَدْ هَدَمَ مَذْبَحَهُ. +\s5 +\p +\v 33 وَتَحَالَفَتْ جُيُوشُ مِدْيَانَ وَعَمَالِيقَ وَسِوَاهُمْ مِنْ أَبْنَاءِ الْمَشْرِقِ وَعَسْكَرُوا فِي وَادِي يَزْرَعِيلَ. +\s5 +\v 34 وَحَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى جِدْعُونَ فَنَفَخَ الْبُوقَ فَانْضَمَّ إِلَيْهِ رِجَالُ أَبِيعَزَرَ. +\v 35 وَأَرْسَلَ جِدْعُونُ مَبْعُوثِينَ إِلَى أَسْبَاطِ مَنَسَّى وَأَشِيرَ وَزَبُولُونَ وَنَفْتَالِي يَسْتَدْعِي قُوَّاتِهِمِ الْمُحَارِبَةَ، فَخَفُّوا إِلَيْهِ. +\s5 +\p +\v 36 وَقَالَ جِدْعُونُ لِلهِ: «إِنْ كُنْتَ حَقّاً سَتُنْقِذُ إِسْرَائِيلَ عَلَى يَدَيَّ كَمَا وَعَدْتَ (فَأَعْطِنِي عَلامَةً عَلَى ذَلِكَ): +\v 37 سَأَضَعُ اللَّيْلَةَ جَزَّةَ صُوفٍ فِي الْبَيْدَرِ، فَإِنِ ابْتَلَّتِ الْجَزَّةُ وَحْدَهَا بِالنَّدَى، وَبَقِيَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا جَافَّةً، أُدْرِكُ أَنَّكَ تُنْقِذُ إِسْرَائِيلَ عَلَى يَدَيَّ كَمَا وَعَدْتَنِي». +\s5 +\v 38 وَهَذَا مَا حَدَثَ: فَعِنْدَمَا بَكَّرَ جِدْعُونُ فِي الصَّبَاحِ التَّالِي أَخَذَ جَزَّةَ الصُّوفِ وَضَغَطَهَا وَعَصَرَهَا فَقَطَرَ مِنْهَا مِلْءُ قَصْعَةٍ مِنَ الْمَاءِ. +\s5 +\v 39 فَقَالَ جِدْعُونُ للهِ: «لا يَحْتَدِمْ غَضَبُكَ عَلَيَّ وَدَعْنِي أَتَقَدَّمُ مَرَّةً أُخْرَى فَقَطْ بِطَلَبٍ وَاحِدٍ. اسْمَحْ لِي أَنْ أُجْرِيَ اخْتِبَاراً آخَرَ عَلَى هَذِهِ الْجَزَّةِ. لِتَبْقَ هَذِهِ الْجَزَّةُ وَحْدَهَا جَافَّةً، أَمَّا بَقِيَّةُ الأَرْضِ فَلْيُبَلِّلْهَا النَّدَى». +\v 40 فَصَنَعَ الرَّبُّ ذَلِكَ. فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ابْتَلَّتِ الأَرْضُ كُلُّهَا بِالنَّدَى وَبَقِيَتِ الْجَزَّةُ وَحْدَهَا جَافَّةً. + +\s5 +\c 7 +\s1 جدعون يهزم المديانيين +\p +\v 1 وَفِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ تَوَجَّهَ يَرُبَّعْلُ (جِدْعُونُ) وَجَيْشُهُ إِلَى عَيْنِ حَرُودَ وَخَيَّمُوا هُنَاكَ. وَكَانَ جَيْشُ الْمِدْيَانِيِّينَ مُعَسْكِراً إِلَى الشِّمَالِ مِنْهُمْ فِي الْوَادِي عِنْدَ تَلِّ مُورَةَ. +\s5 +\v 2 وَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ: «إِنَّ الْقَوْمَ الَّذِينَ مَعَكَ كَثِيرُونَ عَلَيَّ لِطَرْدِ الْمِدْيَانِيِّينَ بِيَدِهِمْ، لِئَلّا يَتَبَاهَى عَلَيَّ الإِسْرَائِيلِيُّونَ قَائِلِينَ: إِنَّ قُوَّتَنَا أَنْقَذَتْنَا. +\v 3 وَالآنَ نَادِ فِي مَسَامِعِ الْقَوْمِ قَائِلاً: كُلُّ مَنْ هُوَ خَائِفٌ وَمُرْتَعِدٌ فَلْيَرْجِعْ مُنْصَرِفاً مِنْ جَبَلِ جِلْعَادَ». فَرَجَعَ مِنَ الْقَوْمِ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ أَلْفاً وَبَقِيَ عَشَرَةُ آلافٍ. +\s5 +\v 4 وَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ: «لَمْ يَزَلْ عَدَدُ الْمُحَارِبِينَ كَبِيراً. انْزِلْ بِهِمْ إِلَى الْمَاءِ فَأُغَرْبِلَهُمْ لَكَ. فَيَذْهَبَ مَعَكَ مَنْ أَخْتَارُهُ لَكَ وَتَصْرِفُ عَنْكَ مَنْ أَرْفُضُهُ». +\s5 +\v 5 فَنَزَلَ جِدْعُونُ بِالْجَيْشِ إِلَى الْمَاءِ. وَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ: «كُلُّ مَنْ يَلْعَقُ بِلِسَانِهِ مِنَ الْمَاءِ كَمَا يَلْعَقُ الْكَلْبُ أَوْقِفْهُ وَحْدَهُ، وَكُلُّ مَنْ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ لِلشُّرْبِ أَوْقِفْهُ وَحْدَهُ أَيْضاً». +\v 6 فَكَانَ عَدَدُ الَّذِينَ غَرَفُوا الْمَاءَ بِأَيْدِيهِمْ وَلَعَقُوهُ ثَلاثَ مِئَةِ رَجُلٍ. وَأَمَّا بَاقِي الْجَيْشِ فَجَثَوْا عَلَى رُكَبِهِمْ لِشُرْبِ الْمَاءِ. +\s5 +\v 7 فَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ: «سَأُخَلِّصُكُمْ وَأُظْفِرُكَ بِالْمِدْيَانِيِّينَ بِالثَّلاثِ مِئَةِ رَجُلٍ الَّذِينَ لَعَقُوا الْمَاءَ. وَلْيَنْصَرِفْ سَائِرُ الْقَوْمِ إِلَى أَمَاكِنِ سُكْنَاهُمْ». +\v 8 فَصَرَفَ جِدْعُونُ بَقِيَّةَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ إِلَى خِيَامِهِمْ بَعْدَ أَنْ أَخَذَ مَؤُونَتَهُمْ وَأَبْوَاقَهُمْ، وَاحْتَفَظَ فَقَطْ بِالثَّلاثِ مِئَةِ رَجُلٍ. وَكَانَ مُخَيَّمُ الْمِدْيَانِيِّينَ تَحْتَهُمْ فِي الْوَادِي. +\s5 +\p +\v 9 وَقَالَ الرَّبُّ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لِجِدْعُونَ: «قُمْ وَهَاجِمِ الْمُعَسْكَرَ، لأَنَّنِي مُزْمِعٌ أَنْ أُسَلِّمَهُ إِلَى يَدِكَ +\v 10 وَإِنْ كُنْتَ خَائِفاً مِنْ مُهَاجَمَةِ الْمُعَسْكَرِ فَتَسَلَّلْ أَنْتَ وَفُورَةُ غُلَامُكَ إِلَيْهِ، +\v 11 وَاسْتَمِعْ إِلَى حَدِيثِهِمْ، فَتَتَشَدَّدَ عَزِيمَتُكَ وَتَهْجُمَ عَلَى الْمُعَسْكَرِ». فَتَسَلَّلَ هُوَ وَفُورَةُ خَادِمُهُ وَكَمَنَ عِنْدَ طَرَفِ الْمُعَسْكَرِ قَرِيباً مِنْ مَقَرِّ آخِرِ الْمُتَجَنِّدِينَ. +\s5 +\v 12 وَكَانَ الْمِدْيَانِيُّونَ وَالْعَمَالِقَةُ وَسَائِرُ بَنِي الْمَشْرِقِ مُخَيِّمِينَ فِي الْوَادِي، فِي كَثْرَةِ الْجَرَادِ، وَجِمَالُهُمْ لَا تُحْصَى كَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ. +\s5 +\v 13 وَلَمَّا وَصَلَ جِدْعُونُ إِلَى مَكْمَنِهِ سَمِعَ رَجُلاً يُحَدِّثُ صَاحِبَهُ بِحُلْمٍ رَآهُ قَائِلا: «رَأَيْتُ فِي حُلْمِي وَإذَا رَغِيفُ خُبْزِ شَعِيرٍ يَتَدَحْرَجُ فِي مُعَسْكَرِ الْمِدْيَانِيِّينَ حَتَّى بَلَغَ الْخَيْمَةَ فَضَرَبَهَا فَسَقَطَتْ، وَقَلَبَهَا رَأْساً عَلَى عَقِبٍ». +\v 14 فَأَجَابَ صَاحِبُهُ: «لَيْسَ ذَلِكَ سِوَى سَيْفِ جِدْعُونَ بْنِ يُوآشَ قَائِدِ جَيْشِ إِسْرَائِيلَ، لَقَدْ أَظْفَرَهُ اللهُ عَلَى الْمِدْيَانِيِّينَ وَعَلَى كُلِّ الْجَيْشِ». +\s5 +\p +\v 15 فَلَمَّا سَمِعَ جِدْعُونُ حَدِيثَ الْحُلْمِ وَتَفْسِيرَهُ سَجَدَ، وَرَجَعَ إِلَى مُخَيَّمِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ: «هُبُّوا، فَقَدْ نَصَرَكُمُ الرَّبُّ عَلَى جَيْشِ الْمِدْيَانِيِّينَ». +\v 16 وَقَسَمَ الثَّلاثَ مِئَةِ رَجُلٍ إِلَى ثَلاثِ فِرَقٍ، وَوَزَّعَ عَلَى كُلٍّ مِنْهُمْ بُوقاً وَجَرَّةً فَارِغَةً فِي وَسَطِهَا مِصْبَاحٌ. +\s5 +\v 17 وَقَالَ لَهُمْ: «انْظُرُوا إِلَيَّ وَافْعَلُوا مِثْلِي. عِنْدَمَا أَبْلُغُ طَرَفَ الْمُعَسْكَرِ، افْعَلُوا تَمَاماً كَمَا أَفْعَلُ. +\v 18 وَمَتَى نَفَخْتُ أَنَا وَكُلُّ الَّذِينَ مَعِي بِالْبُوقِ، انْفُخُوا أَنْتُمْ أَيْضاً بِالأَبْوَاقِ حَوْلَ كُلِّ الْمُعَسْكَرِ وَقُولُوا: ’لِلرَّبِّ وَلِجِدْعُونَ‘.» +\s5 +\p +\v 19 فَأَقْبَلَ جِدْعُونُ وَفِرْقَتُهُ إِلَى طَرَفِ الْمُعَسْكَرِ فِي مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ، بَعْدَ تَغْيِيرِ نَوْبَةِ الْحِرَاسَةِ، فَنَفَخُوا بِالأَبْوَاقِ وَحَطَّمُوا الْجِرَارَ الَّتِي بِأَيْدِيهِمْ. +\s5 +\v 20 وَهَكَذَا نَفَخَتِ الْفِرَقُ الثَّلاثُ بِالأَبْوَاقِ وَحَطَّمُوا الْجِرَارَ وَأَمْسَكُوا الْمَصَابِيحَ بِأَيْدِيهِمِ الْيُسْرَى وَالأَبْوَاقَ بِأَيْدِيهِمِ الْيُمْنَى لِيَنْفُخُوا بِها صَارِخِينَ: «سَيْفٌ لِلرَّبِّ وَلِجِدْعُونَ». +\v 21 وَوَقَفَ كُلٌّ مِنْهُمْ فِي مَكَانِهِ حَوْلَ الْمُعَسْكَرِ، فَدَبَّ الذُّعْرُ فِي الْجَيْشِ وَتَرَاكَضُوا هَارِبِينَ صَارِخِينَ. +\s5 +\v 22 وَعَادَتِ الْفِرَقُ الثَّلاثُ تَنْفُخُ فِي أَبْوَاقِهَا، فَجَعَلَ الرَّبُّ أَعْدَاءَهُمْ يُقَاتِلُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَأَغْمَدَ كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ فِي صَاحِبِهِ وَفَرُّوا إِلَى بَيْتِ شِطَّةَ بِاتِّجَاهِ صَرَدَةَ حَتَّى بَلَغُوا آبَلَ مَحُولَةَ بِالْقُرْبِ مِنْ طَبَّاةَ. +\v 23 فَاسْتَدْعَى جِدْعُونُ رِجَالَ إِسْرَائِيلَ مِنْ نَفْتَالِي وَمِنْ أَشِيرَ وَمِنْ كُلِّ مَنَسَّى وَتَعَقَّبُوا الْمِدْيَانِيِّينَ. +\s5 +\p +\v 24 وَبَعَثَ جِدْعُونُ بِرُسُلٍ إِلَى كُلِّ جَبَلِ أَفْرَايِمَ قَائِلاً: «انْزِلُوا لِلِقَاءِ الْمِدْيَانِيِّينَ وَاسْتَوْلُوا عَلَى مَوَاقِعِ عُبُورِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ عِنْدَ بَيْتِ بَارَةَ». فَاحْتَشَدَ كُلُّ رِجَالِ أَفْرَايِمَ وَاسْتَوْلَوْا عَلَى مِيَاهِ الأُرْدُنِّ عِنْدَ بَيْتِ بَارَةَ، +\v 25 وَأَسَرُوا قَائِدَيِ الْمِدْيَانِيِّينَ غُرَاباً وَذِئْباً، فَقَتَلُوا غُرَاباً عَلَى صَخْرَةِ غُرَابٍ، وَأَمَّا ذِئْبٌ فَقَتَلُوهُ عِنْدَ مِعْصَرَةِ ذِئْبٍ. وَتَعَقَّبُوا الْمِدْيَانِيِّينَ ثُمَّ حَمَلُوا رَأْسَي غُرَابٍ وَذِئْبٍ إِلَى جِدْعُونَ عَبْرَ نَهْرِ الأُرْدُنِّ. + +\s5 +\c 8 +\s1 زبح وصلمناع +\p +\v 1 وَخَاصَمَ رِجَالُ أَفْرَايِمَ جِدْعُونَ خِصَاماً شَدِيداً قَائِلِينَ لَهُ: «لِمَاذَا عَامَلْتَنَا هَكَذَا؟ لِمَاذَا لَمْ تَدْعُنَا عِنْدَ ذِهَابِكَ لِمُحَارَبَةِ الْمِدْيَانِيِّينَ؟» +\s5 +\v 2 فَأَجَابَهُمْ: «أَيُّ شَيْءٍ فَعَلْتُهُ أَنَا يُوَازِي مَا أَنْجَزْتُمُوهُ أَنْتُمْ؟ أَلَيْسَتْ لُقَاطَةُ عِنَبِ أَفْرَايِمَ خَيْراً مِنْ قِطَافِ أَبِيعَزَرَ؟ +\v 3 لَقَدْ أَوْقَعَ الرَّبُّ غُرَاباً وَذِئْباً قَائِدَيِ الْمِدْيَانِيِّينَ فِي أَيْدِيكُمْ. فَأَيُّ شَيْءٍ اسْتَطَعْتُ أَنْ أَفْعَلَهُ يُوَازِي عَمَلَكُمْ هَذَا؟» وَعِنْدَمَا سَمِعُوا حَدِيثَهُ هَدَأَتْ سَوْرَةُ غَضَبِهِمْ. +\s5 +\p +\v 4 وَاجْتَازَ جِدْعُونُ وَرِجَالُهُ الثَّلاثُ مِئَةٍ نَهْرَ الأُرْدُنِّ وَقَدْ نَالَ مِنْهُمُ الإِعْيَاءُ مِنْ مُطَارَدَتِهِمْ لِلْعَدُوِّ. +\v 5 فَقَالَ لأَهْلِ سُكُّوتَ: «أَعْطُوا رِجَالِي طَعَاماً فَإِنَّهُمْ مُنْهَكُونَ، وَأَنَا مَازِلْتُ أُطَارِدُ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ مَلِكَيْ مِدْيَانَ». +\s5 +\v 6 فَأَجَابَهُ رُؤَسَاءُ سُكُّوتَ: «أَلَعَلَّ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ قَدْ وَقَعَا أَسِيرَيْنِ فِي يَدِكَ الآنَ حَتَّى نُقَدِّمَ لِرِجَالِكَ خُبْزاً؟» +\v 7 فَقَالَ جِدْعُونُ: «حَسَناً! عِنْدَمَا يَنْصُرُنِي الرَّبُّ عَلَيْهِمَا سَأَدْرُسُ بالنَّوَارِجِ لَحْمَكُمْ مَعَ أَشْوَاكِ الْبَرِّيَّةِ». +\s5 +\v 8 وَتَوَجَّهَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى فَنُوئِيلَ وَطَلَبَ مِنْ أَهْلِهَا طَعَاماً، فَأَجَابُوهُ بِمِثْلِ مَا أَجَابَ بِهِ أَهْلُ سُكُّوتَ. +\v 9 فَتَوَعَّدَهُمْ قَائِلاً: «عِنْدَ رُجُوعِي بِسَلامٍ سَأَهْدِمُ هَذَا الْبُرْجَ». +\s5 +\p +\v 10 وَكَانَ زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ مُعَسْكِرَيْنِ فِي قَرْقَرَ عَلَى رَأْسِ جَيْشٍ مِنْ نَحْوِ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفاً هُمُ الْبَقِيَّةُ الْبَاقِيَةُ مِنْ جَمِيعِ جَيْشِ أَبْنَاءِ الْمَشْرِقِ بَعْدَ أَنْ سَقَطَ مِنْهُمْ مِئَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ رَجُلٍ مِنَ الْمُقَاتِلِينَ بِالسُّيُوفِ. +\s5 +\v 11 وَسَلَكَ جِدْعُونُ طَرِيقَ سَاكِنِي الْخِيَامِ شَرْقِيَّ نُوبَحَ وَيُجْبَهَةَ وَهَاجَمَ الْجَيْشَ الْمِدْيَانِيَّ عَلَى حِينِ غِرَّةٍ +\v 12 فَهَرَبَ زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ فَتَعَقَّبَهُمَا وَقَبَضَ عَلَيْهِمَا وَشَتَّتَ الْجَيْشَ كُلَّهُ. +\s5 +\p +\v 13 وَرَجَعَ جِدْعُونُ بْنُ يُوآشَ مِنَ الْحَرْبِ عَنْ طَرِيقِ عَقَبَةِ حَارَسَ. +\v 14 وَقَبَضَ عَلَى شَابٍّ مِنْ أَهْلِ سُكُّوتَ وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يُسَجِّلَ لَهُ أَسْمَاءَ رُؤَسَاءِ سُكُّوتَ وَشُيُوخِهَا. فَسَجَّلَ سَبْعَةً وَسَبْعِينَ اسْماً. +\s5 +\v 15 ثُمَّ أَقْبَلَ جِدْعُونُ عَلَى أَهْلِ سُكُّوتَ قَائِلاً: «هُوَذا زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ اللَّذَانِ عَيَّرْتُمُونِي بِهِمَا قَائِلِينَ: أَلَعَلَّ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ قَدْ وَقَعَا أَسِيرَيْنِ لَدَيْكَ الآنَ حَتَّى نُقَدِّمَ لِرِجَالِكَ الْمُنْهَكِينَ خُبْزاً؟» +\v 16 وَقَبَضَ عَلَى شُيُوخِ الْمَدِينَةِ، وَأَخَذَ أَشْوَاكاً مِنَ الْبَرِّيَّةِ وَنَوَارِجَ وَعَاقَبَ بِها أَهْلَ سُكُّوتَ، فَكَانَ ذَلِكَ دَرْساً لَهُمْ. +\v 17 وَهَدَمَ بُرْجَ فَنُوئِيلَ وَقَتَلَ رِجَالَ الْمَدِينَةِ. +\s5 +\p +\v 18 وَسَأَلَ جِدْعُونُ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ: «مَا هَيئَةُ الرِّجَالِ الَّذِينَ قَتَلْتُمَاهُمْ فِي تَابُورَ؟» فَأَجَابَا: «إِنَّهُمْ يُشْبِهُونَكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِثْلُ ابْنِ مَلِكٍ». +\v 19 فَقَالَ: «هُمْ إِخْوَتِي أَبْنَاءُ أُمِّي، حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، مَا كُنْتُ لأَقْتُلَكُمَا لَوْ أَبْقَيْتُمَاهُمْ أَحْيَاءَ». +\s5 +\v 20 وَقَالَ لِيَثَرَ ابْنِهِ الْبِكْرِ: «قُمِ اقْتُلْهُمَا». وَلَكِنَّ هَذَا خَافَ أَنْ يَسْتَلَّ سَيْفَهُ لأَنَّهُ كَانَ صَغِيرَ السِّنِّ. +\v 21 فَقَالَ زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ: «قُمْ أَنْتَ وَاقْتُلْنَا، فَخَيْرٌ لَنَا أَنْ يَقْتُلَنَا رَجُلٌ» فَقَتَلَهُمَا جِدْعُونُ. وَأَخَذَ الْحُلِيَّ الَّتِي كَانَتْ تُزَيِّنُ أَعْنَاقَ جِمَالِهِمَا. +\s1 جدعون يرفض الملك +\s5 +\p +\v 22 وَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِجِدْعُونَ: «تَسَلَّطْ عَلَيْنَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَحَفِيدُكَ، لأَنَّكَ قَدْ أَنْقَذْتَنَا مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ» +\v 23 فَأَجَابَهُمْ: «لا أَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمْ، لَا أَنَا وَلا ابْنِي، إِنَّمَا الرَّبُّ يَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمْ. +\s5 +\v 24 وَلَكِنْ لِي لَدَيْكُمْ طِلْبَةٌ، وَهِيَ أَنْ يُعْطِيَنِي كُلُّ وَاحِدٍ أَقْرَاطَ غَنِيمَتِهِ، وَهِيَ أَقْرَاطُ الذَّهَبِ الَّتِي يَتَحَلَّى بِها عَادَةً الإِسْمَاعِيلِيُّونَ» (الَّذِينَ شَكَّلُوا جَيْشَ الْمِدْيَانِيِّينَ). +\v 25 فَأَجَابُوهُ: «يَسُرُّنَا أَنْ نُقَدِّمَهَا لَكَ». وَفَرَشُوا رِدَاءً أَلْقَى عَلَيْهِ كُلُّ وَاحِدٍ أَقْرَاطَ غَنِيمَتِهِ. +\s5 +\v 26 فَكَانَ وَزْنُ أَقْرَاطِ الذَّهَبِ الَّتِي طَلَبَهَا أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةِ شَاقِلٍ (نَحْوَ عِشْرِينَ كِيلُو جِرَاماً)، مَاعَدَا الأَهِلَّةَ وَالْحَلَقَ وَالأَثْوَابَ الأُرْجُوَانِيَّةَ الَّتِي كَانَ يَرْتَدِيهَا مُلُوكُ مِدْيَانَ، وَالْقَلائِدَ الَّتِي كَانَتْ تُزَيِّنُ أَعْنَاقَ جِمَالِهِمْ. +\s5 +\v 27 فَصَاغَ مِنْهَا جِدْعُونُ صَنَماً نَصَبَهُ فِي مَدِينَتِهِ عَفْرَةَ، فَغَوَى الإِسْرَائِيلِيُّونَ وَرَاءَهُ وَعَبَدُوهُ فَكَانَ هَذَا الصَّنَمُ شَرَكاً لِجِدْعُونَ وَعَائِلَتِهِ. +\v 28 وَذَلَّ الْمِدْيَانِيُّونَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ يَعُودُوا يَتَطَاوَلُونَ عَلَيْهِمْ. وَعَمَّ السَّلامُ الْبِلادَ أَرْبَعِينَ سَنَةً طَوَالَ حَيَاةِ جِدْعُونَ. +\s1 موت جدعون +\s5 +\p +\v 29 وَرَجَعَ جِدْعُونُ بْنُ يُوآشَ إِلَى بَيْتِهِ حَيْثُ أَقَامَ فِيهِ. +\v 30 وَكَانَ لِجِدْعُونَ سَبْعُونَ وَلَداً جَمِيعُهُمْ مِنْ صُلْبِهِ لأَنَّهُ كَانَ مِزْوَاجاً. +\v 31 وَوَلَدَتْ لَهُ أَيْضاً سُرِّيَّتُهُ الَّتِي فِي شَكِيمَ ابْناً دَعَاهُ أَبِيمَالِكَ. +\s5 +\v 32 وَمَاتَ جِدْعُونُ بْنُ يُوآشَ بَعْدَ عُمْرٍ طَوِيلٍ صَالِحٍ، وَدُفِنَ فِي قَبْرِ يُوآشَ أَبِيهِ فِي عَفْرَةَ، بَلْدَةِ الأَبِيعَزَرِيِّينَ. +\p +\v 33 وَرَجَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بَعْدَ مَوْتِ جِدْعُونَ وَغَوَوْا وَرَاءَ الْبَعْلِيمِ، وَاتَّخَذُوا بَعْلَ بَرِيثَ إِلَهاً لَهُمْ، +\s5 +\v 34 وَنَسُوا الرَّبَّ إِلَهَهُمُ الَّذِي أَنْقَذَهُمْ مِنْ قَبْضَةِ جَمِيعِ أَعْدَائِهِمِ الْمُحِيطِينَ بِهِمْ. +\v 35 وَأَسَاءُوا إِلَى بَيْتِ يَرُبَّعَلَ (جِدْعُونَ) رَغْمَ كُلِّ الْخَيْرِ الَّذِي أَسْدَاهُ إِلَى إِسْرَائِيلَ. + +\s5 +\c 9 +\s1 أبيمالك +\p +\v 1 وَمَضَى أَبِيمَالِكُ بْنُ يَرُبَّعَلَ إِلَى شَكِيمَ لِزِيَارَةِ أَخْوَالِهِ وَقَالَ لِعَشِيرَةِ أُمِّهِ: +\v 2 «اسْأَلُوا جَمِيعَ أَهْلِ شَكِيمَ: أَيُّهُمَا أَفْضَلُ لَهُمْ: أَنْ يَحْكُمَهُمْ سَبْعُونَ رَجُلاً هُمْ أَبْنَاءُ يَرُبَّعَلَ، أَمْ أَنْ يَتَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ؟ وَتَذَكَّرُوا أَنَّنِي مِنْ لَحْمِكُمْ وَعَظْمِكُمْ». +\s5 +\v 3 فَشَرَعَ أَخْوَالُهُ يَدْعُونَ لَهُ بَيْنَ أَهْلِ شَكِيمَ حَتَّى اسْتَمَالُوا قُلُوبَهُمْ وَرَاءَ أَبِيمَالِكَ قَائِلِينَ: «هُوَ أَخُونَا». +\v 4 وَأَعْطَوْهُ سَبْعِينَ شَاقِلَ فِضَّةٍ (نَحْوَ ثَمَانِيَةِ كِيلُو جِرَامَاتٍ وَنِصْفٍ) مِنْ مَعْبَدِ بَعْلِ بَرِيثَ اسْتَأْجَرَ بِها أَتْبَاعاً مِنَ الأَوْغَادِ الطَّائِشِينَ، +\s5 +\v 5 وَاقْتَحَمَ بِهِمْ بَيْتَ أَبِيهِ فِي عَفْرَةَ، حَيْثُ ذَبَحَ إِخْوَتَهُ السَّبْعِينَ عَلَى حَجَرٍ وَاحِدٍ، وَلَمْ يَنْجُ إِلّا يُوثَامُ بْنُ يَرُبَّعَلَ الأَصْغَرُ الَّذِي تَمَكَّنَ مِنَ الاخْتِبَاءِ. +\v 6 فَاجْتَمَعَ أَهْلُ شَكِيمَ وَجَمِيعُ سُكَّانِ الْقَلْعَةِ وَنَصَبُوا أَبِيمَالِكَ مَلِكاً عِنْدَ بَلُّوطَةِ النَّصَبِ الَّذِي فِي شَكِيمَ. +\s5 +\p +\v 7 وَبَلَغَ الْخَبَرُ يُوثَامَ فَذَهَبَ وَوَقَفَ عَلَى قِمَّةِ جَبَلِ جِرِزِّيمَ وَنَادَى بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ قَائِلاً لَهُمْ: «أَنْصِتُوا لِي يَا أَهْلَ شَكِيمَ حَتَّى يَسْتَمِعَ لَكُمُ اللهُ. +\v 8 ذَاتَ مَرَّةٍ ذَهَبَتِ الأَشْجَارُ لِتَنْصِبَ عَلَيْهَا مَلِكاً، فَقَالَتْ لِلزَّيْتُونَةِ: ’امْلِكِي عَلَيْنَا‘. +\s5 +\v 9 فَأَجَابَتِ الزَّيْتُونَةُ: ’أَأَتَخَلَّى عَنْ زَيْتِي الَّذِي يُكَرِّمُونَ بِهِ اللهَ وَالنَّاسَ لِكَيْ أَمْلِكَ عَلَى الأَشْجَارِ؟‘. +\v 10 فَقَالَتِ الأَشْجَارُ لِلتِّينَةِ: ’تَعَالَيْ أَنْتِ وَامْلِكِي عَلَيْنَا‘. +\v 11 فَأَجَابَتِ التِّينَةُ: ’أَأَهْجُرُ حَلاوَتِي وَثَمَرِي الطَّيِّبَ لأَصِيرَ مَلِكَةً عَلَى الأَشْجَارِ؟‘. +\s5 +\v 12 فَقَالَتِ الأَشْجَارُ لِلْكَرْمَةِ: ’تَعَالَيْ أَنْتِ وَامْلِكِي عَلَيْنَا‘. +\v 13 فَأَجَابَتْهُنَّ الْكَرْمَةُ: ’أَأَنْبِذُ خَمْرِي الَّذِي يُفَرِّحُ اللهَ وَالنَّاسَ لِكَيْ أَمْلِكَ عَلَى الأَشْجَارِ؟‘ +\v 14 ثُمَّ قَالَتْ جَمِيعُ الأَشْجَارِ لِلْعَوْسَجِ: ’تَعَالَ أَنْتَ وَصِرْ عَلَيْنَا مَلِكاً‘. +\s5 +\v 15 فَقَالَ الْعَوْسَجُ: ’إِنْ كُنْتُمْ حَقّاً تَنْصِبُونَنَي عَلَيْكُمْ مَلِكاً، فَتَعَالَوْا وَاحْتَمُوا تَحْتَ ظِلِّي، وَإلَّا فَإِنَّ نَاراً تَنْدَلِعُ مِنَ الْعَوْسَجِ وَتَلْتَهِمُ أَرْزَ لُبْنَانَ‘. +\v 16 وَالآنَ، إِنْ كُنْتُمْ قَدْ تَصَرَّفْتُمْ بِحَقٍّ وَصَوَابٍ عِنْدَمَا مَلَّكْتُمْ عَلَيْكُمْ أَبْيمَالِكَ، وَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ أَحْسَنْتُمْ إِلَى يَرُبَّعَلَ وَإِلَى أَهْلِ بَيْتِهِ فَكَافَأْتُمُوهُ خَيْراً عَلَى عَمَلِ يَدَيْهِ. +\s5 +\v 17 فَقَدْ حَارَبَ أَبِي عَنْكُمْ وَجَازَفَ بِحَيَاتِهِ وَأَنْقَذَكُمْ مِنْ قَبْضَةِ الْمِدْيَانِيِّينَ. +\v 18 أَمَّا أَنْتُمْ فَقَدْ ثُرْتُمُ الْيَوْمَ عَلَى بَيْتِ أَبِي وَذَبَحْتُمْ أَبْنَاءَهُ السَّبْعِينَ عَلَى حَجَرٍ وَاحِدٍ، وَمَلَّكْتُمْ أَبِيمَالِكَ ابْنَ جَارِيَتِهِ عَلَى أَهْلِ شَكِيمَ لأَنَّهُ أَخُوكُمْ. +\s5 +\v 19 فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ تَصَرَّفْتُمْ بِحَقٍّ وَصَوَابٍ مَعَ يَرُبَّعَلَ وَأَهْلِ بَيْتِهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ، فَهَنِيئاً لَكُمْ بِأَبِيمَالِكَ وَهَنِيئاً لَهُ بِكُمْ. +\v 20 وَإلَّا فَلْتَنْدَلِعْ نَارٌ مِنْ أَبِيمَالِكَ وَتَلْتَهِمْ أَهْلَ شَكِيمَ وَسُكَّانَ الْقَلْعَةِ، وَلْتَنْدَلِعْ نَارٌ مِنْ أَهْلِ شَكِيمَ وَمِنْ سُكَّانِ الْقَلْعَةِ وَتَلْتَهِمْ أَبِيمَالِكَ». +\v 21 ثُمَّ هَرَبَ يُوثَامُ إِلَى مَدِينَةِ بِئْرَ خَوْفاً مِنْ أَخِيهِ، وَأَقَامَ هُنَاكَ. +\s5 +\p +\v 22 وَتَسَلَّطَ أَبِيمَالِكُ عَلَى إِسْرَائِيلَ فَتْرَةَ ثَلاثِ سَنَوَاتٍ. +\v 23 وَمَا لَبِثَ الرَّبُّ أَنْ جَعَلَ الْعَلاقَةَ تَسُوءُ بَيْنَ أَبِيمَالِكَ وَأَهْلِ شَكِيمَ، فَخَانَ أَهْلُ شَكِيمَ أَبِيمَالِكَ، +\v 24 عِقَاباً لَهُ لِمَا جَنَاهُ مِنْ ظُلْمٍ بِحَقِّ أَبْنَاءِ يَرُبَّعَلَ السَّبْعِينَ الَّذِينَ سَفَكَ دِمَاءَهُمْ، وَانْتِقَاماً مِنْ أَهْلِ شَكِيمَ الَّذِينَ آزَرُوهُ عَلَى ذَبْحِ إِخْوَتِهِ. +\s5 +\v 25 فَنَصَبَ أَهْلُ شَكِيمَ لأَبِيمَالِكَ كَمِيناً عَلَى قِمَمِ الْجِبَالِ وَرَاحُوا يَنْهَبُونَ كُلَّ عَابِرِي الطَّرِيقِ. فَأُبْلِغَ أَبِيمَالِكُ بِالأَمْرِ. +\s5 +\p +\v 26 وَجَاءَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ مَعَ إِخْوَتِهِ إِلَى شَكِيمَ فَوَثِقَ بِهِ أَهْلُهَا. +\v 27 ثُمَّ خَرَجُوا إِلَى الْحُقُولِ وَجَنَوْا غَلّاتِ كُرُومِهِمْ وَصَنَعُوا مِنْهَا خَمْراً، وَاحْتَفَلُوا وَدَخَلُوا إِلَى مَعْبَدِ إِلَهِهِمْ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَلَعَنُوا أَبِيمَالِكَ. +\s5 +\v 28 فَقَالَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ: «مَنْ هُوَ أَبِيمَالِكُ وَمَنْ هُوَ شَكِيمُ حَتَّى نَخْدُمَهُ؟ أَمَا هُوَ ابْنُ يَرُبَّعَلَ وَزَبُولُ هُوَ وَكِيلُهُ؟ اخْدِمُوا رِجَالَ حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ. لِمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَخْدُمَ أَبِيمَالِكَ؟ +\v 29 لَوْ صَارَ هَذَا الشَّعْبُ تَحْتَ إِمْرَتِي لَعَزَلْتُ أَبِيمَالِكَ، وَلَقُلْتُ لَهُ: جَهِّزْ جَيْشَكَ وَاخْرُجْ». +\s5 +\v 30 وَعِنْدَمَا سَمِعَ زَبُولُ رَئِيسُ الْمَدِينَةِ كَلامَ جَعَلَ بْنِ عَابِدٍ، احْتَدَمَ غَضَبُهُ. +\v 31 وَبَعَثَ بِرُسُلٍ إِلَى أَبِيمَالِكَ فِي تُرْمَةَ قَائِلاً: «قَدْ وَفَدَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ وَإخْوَتُهُ إِلَى مَدِينَةِ شَكِيمَ، وَأَثَارُوا الْمَدِينَةَ ضِدَّكَ. +\s5 +\v 32 فَالآنَ قُمْ لَيْلاً أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ مِنَ الْجَيْشِ وَاكْمُنْ فِي الْحَقْلِ، +\v 33 وَفِي الصَّبَاحِ عِنْدَ شُرُوقِ الشَّمْسِ تُبَكِّرُ بِاقْتِحَامِ الْمَدِينَةِ. وَعِنْدَمَا يَخْرُجُ جَعَلُ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُحَارِبِينَ لِقِتَالِكَ تَفْعَلُ بِهِ كَمَا تَشَاءُ». +\s5 +\p +\v 34 فَجَدَّ أَبِيمَالِكُ وَجَيْشُهُ فِي السَّيْرِ لَيْلاً وَانْقَسَمُوا فِي فِرَقٍ أَرْبَعَ، وَكَمَنُوا لأَهْلِ شَكِيمَ. +\v 35 وَعِنْدَمَا خَرَجَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ وَوَقَفَ عِنْدَ مَدْخَلِ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ تَحَرَّكَ أَبِيمَالِكُ وَرِجَالُهُ مِنْ مَكَامِنِهِمْ. +\s5 +\v 36 فَرَآهُمْ جَعَلُ، فَقَالَ لِزَبُولَ: «هُوَذَا رِجَالٌ مُنْحَدِرُونَ مِنْ قِمَمِ الْجِبَالِ». فَأَجَابَهُ زَبُولُ: «إِنَّكَ تَرَى ظِلالَ الْجِبَالِ وَكَأَنَّهَا رِجَالٌ». +\v 37 فَعَادَ جَعَلُ يَقُولُ أَيْضاً: «هُوَذَا رِجَالٌ مُنْحَدِرُونَ مِنَ الْمُرْتَفَعَاتِ، وَهَا هِيَ فِرْقَةٌ قَادِمَةٌ عَنْ طَرِيقِ بَلُّوطَةِ الْعَائِفِينَ». +\s5 +\v 38 فَأَجَابَهُ زَبُولُ: «أَيْنَ هُوَ تَبَجُّحُكَ الآنَ حِينَ قُلْتَ: مَنْ هُوَ أَبِيمَالِكُ حَتَّى نَخْدُمَهُ؟ أَلَيْسَ هَؤُلاءِ هُمُ الرِّجَالُ الَّذِينَ سَخِرْتَ مِنْهُمْ؟ فَاخْرُجِ الآنَ وَحَارِبْهُ!». +\v 39 فَخَرَجَ جَعَلُ فِي طَلِيعَةِ أَهْلِ شَكِيمَ وَحَارَبَ أَبِيمَالِكَ. +\v 40 غَيْرَ أَنَّهُ انْهَزَمَ أَمَامَهُ وَسَقَطَ عَدَدٌ غَفِيرٌ مِنَ الْقَتْلَى عَلَى طُولِ الطَّرِيقِ إِلَى بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ. +\s5 +\v 41 وَاسْتَقَرَّ أَبِيمَالِكُ فِي أَرُومَةَ، وَطَرَدَ زَبُولُ جَعَلا وَإِخْوَتَهُ مِنْ شَكِيمَ. +\p +\v 42 وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي خَرَجَ أَهْلُ شَكِيمَ إِلَى الْحَقْلِ لِلْحَرْبِ، فَأُبْلِغَ أَبِيمَالِكُ بِالأَمْرِ، +\v 43 فَقَسَمَ جَيْشَهُ إِلَى ثَلاثِ فِرَقٍ وَكَمَنَ فِي الْحَقْلِ، وَإذَا بِأَهْلِ شَكِيمَ قَدْ بَرَزُوا مِنَ الْمَدِينَةِ فَانْقَضَّ عَلَيْهِمْ وَكَسَرَهُمْ. +\s5 +\v 44 وَاقْتَحَمَ أَبِيمَالِكُ وَفِرْقَتُهُ طَرِيقَهُ إِلَى مَدْخَلِ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ وَتَمَرْكَزَ هُنَاكَ. وَهَاجَمَتِ الفِرْقَتَانِ الأُخْرَيَانِ كُلُّ مَنْ كَانُوا فِي الْحَقْلِ وَأَبَادَتَاهُمْ. +\v 45 وَظَلَّتْ رَحَى الْحَرْبِ دَائِرَةً طَوَالَ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى اسْتَوْلَى أَبِيمَالِكُ عَلَى الْمَدِينَةِ وَقَضَى عَلَى أَهْلِهَا وَهَدَمَهَا وَزَرَعَهَا مِلْحاً. +\s5 +\p +\v 46 وَحِينَ بَلَغَ الْخَبَرُ أَهْلَ بُرْجِ شَكِيمَ تَحَصَّنُوا فِي قَلْعَةِ مَعْبَدِ إِيلِ بَرِيثَ. +\v 47 فَعَلِمَ أَبِيمَالِكُ أَنَّ جَمِيعَ أَهْلِ بُرْجِ شَكِيمَ قَدْ تَحَصَّنُوا فِي الْقَلْعَةِ، +\s5 +\v 48 فَارْتَقَى هُوَ وَجَيْشُهُ جَبَلَ صَلْمُونَ، وَأَخَذَ فَأْساً بِيَدِهِ وَقَطَعَ غُصْنَ شَجَرَةٍ وَرَفَعَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى كَتِفِهِ، وَقَالَ لِرِجَالِهِ: «كُلَّ مَا تَرَوْنَنِي أَفْعَلُهُ فَأَسْرِعُوا وَافْعَلُوا مِثْلِي». +\v 49 فَقَطَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْجَيْشِ غُصْناً وَسَارُوا خَلْفَ أَبِيمَالِكَ إِلَى الْقَلْعَةِ حَيْثُ كَوَّمُوا الأَغْصَانَ وَأَحْرَقُوا الْقَلْعَةَ بِمَنْ فِيهَا. فَمَاتَ جَمِيعُ أَهْلِ بُرْجِ شَكِيمَ وَكَانُوا نَحْوَ أَلْفِ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ. +\s5 +\p +\v 50 ثُمَّ تَوَجَّهَ أَبِيمَالِكُ إِلَى تَابَاصَ وَهَاجَمَهَا وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا. +\v 51 فَلَجَأَ جَمِيعُ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَسَائِرُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِلَى بُرْجٍ حَصِينٍ قَائِمٍ فِي وَسَطِ الْمَدِينَةِ، وَأَغْلَقُوا أَبْوَابَهُ خَلْفَهُمْ، وَصَعِدُوا إِلَى سَطْحِ الْبُرْجِ. +\s5 +\v 52 فَحَاصَرَ أَبِيمَالِكُ الْبُرْجَ وَحَارَبَهُ، وَاقْتَرَبَ مِنْ بَابِ الْبُرْجِ لِيُحْرِقَهُ بِالنَّارِ، +\v 53 فَأَلْقَتِ امْرَأَةٌ حَجَرَ رَحَى عَلَى رَأْسِهِ فَشَجَّتْ جُمْجُمَتَهُ. +\v 54 فَاسْتَدْعَى عَلَى التَّوِّ حَامِلَ سِلاحِهِ وَقَالَ لَهُ: «اخْتَرِطْ سَيْفَكَ وَاقْتُلْنِي لِئَلّا يَقُولُوا عَنِّي: قَتَلَتْهُ امْرَأَةٌ». فَطَعَنَهُ بِالسَّيْفِ فَمَاتَ. +\s5 +\v 55 فَلَمَّا رَأَى رِجَالُ أَبِيمَالِكَ أَنَّ قَائِدَهُمْ قَدْ مَاتَ انْصَرَفَ كُلٌّ مِنْهُمْ إِلَى مَكَانِهِ. +\v 56 وَهَكَذَا عَاقَبَ اللهُ أَبِيمَالِكَ عَلَى جَرِيمَتِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا بِحَقِّ أَبِيهِ حِينَ قَتَلَ إِخْوَتَهُ السَّبْعِينَ. +\v 57 وَكَذِلكَ رَدَّ اللهُ شَرَّ أَهْلِ شَكِيمَ عَلَى رُؤُوسِهِمْ، وَبِذَلِكَ تَحَقَّقَتْ لَعْنَةُ يُوثَامَ بْنِ يَرُبَّعَلَ. + +\s5 +\c 10 +\s1 تولع +\p +\v 1 وَقَامَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيمَالِكَ تُولَعُ بْنُ فُوَاةَ بْنِ دُودُو مِنْ سِبْطِ يَسَّاكَرَ لإِنْقَاذِ إِسْرَائِيلَ، وَكَانَ هَذَا قَاطِناً فِي شَامِيرَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ، +\v 2 وَظَلَّ قَاضِياً لإِسْرَائِيلَ مُدَّةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، ثُمَّ مَاتَ وَدُفِنَ فِي شَامِيرَ. +\s1 يائير +\s5 +\p +\v 3 ثُمَّ تَوَلَّى بَعْدَهُ قَضَاءَ إِسْرَائِيلَ يَائِيرُ الْجِلْعَادِيُّ طَوَالَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً. +\v 4 وَكَانَ لِيَائِيرَ ثَلاثُونَ ابْناً يَرْكَبُونَ عَلَى ثَلاثِينَ جَحْشاً وَيَمْلِكُونَ ثَلاثِينَ مَدِينَةً فِي أَرْضِ جِلْعَادَ، وَهِيَ تُدْعَى حَوُّوثَ يَائِيرَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. +\v 5 ثُمَّ مَاتَ يَائِيرُ وَدُفِنَ فِي قَامُونَ. +\s1 يفتاح +\s5 +\p +\v 6 وَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَكِبُونَ الإِثْمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَعَبَدُوا الْبَعْلِيمَ وَعَشْتَارُوثَ وَآلِهَةَ أَرَامَ وَآلِهَةَ صِيدُونَ وَآلِهَةَ بَنِي عَمُّونَ وَآلِهَةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَتَرَكُوا الرَّبَّ وَلَمْ يَعْبُدُوهُ. +\v 7 وَاحْتَدَمَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَسَلَّطَ عَلَيْهِمِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَبَنِي عَمُّونَ، +\s5 +\v 8 مُدَّةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً، فَأَذَاقُوا الإِسْرَائِيلِيِّينَ الْمُقِيمِينَ فِي أَرْضِ الأَمُورِيِّينَ فِي جِلْعَادَ. شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، سُوءَ الْعَذَابِ +\v 9 وَعَبَرَ الْعَمُّونِيُّونَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ لِمُحَارَبَةِ أَسْبَاطِ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ وَأَفْرَايِمَ، فَاعْتَرَى الإِسْرَائِيلِيِّينَ ضِيقٌ عَظِيمٌ. +\s5 +\p +\v 10 فَاسْتَغَاثُوا بِالرَّبِّ قَائِلِينَ: «لَقَدْ أَخْطَأْنَا إِلَيْكَ لأَنَّنَا تَرَكْنَا إِلَهَنَا وَعَبَدْنَا الْبَعْلِيمَ». +\v 11 فَأَجَابَهُمُ الرَّبُّ: «أَلَمْ أُنْقِذْكُمْ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَبَنِي عَمُّونَ وَالْفِلِسْطِينِيِّينَ؟ +\v 12 وَعِنْدَمَا اسْتَغَثْتُمْ بِي مِنَ الصِّيدُونِيِّينَ وَالْعَمَالِقَةِ وَالْعَمُّونِيِّينَ الَّذِينَ ضَايَقُوكُمْ، أَلَمْ أُخَلِّصْكُمْ؟ +\s5 +\v 13 أَمَّا أَنْتُمْ فَقَدْ تَرَكْتُمُونِي وَعَبَدْتُمْ آلِهَةً أُخْرَى، لِهَذَا لَا أَعُودُ أُنْقِذُكُمْ، +\v 14 فَهَيَّا اسْتَجِيرُوا بِالآلِهَةِ الَّتِي اخْتَرْتُمُوهَا لِتُخَلِّصَكُمْ فِي وَقْتِ ضِيْقِكُمْ». +\s5 +\v 15 فَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِلرَّبِّ: «لَقَدْ أَخْطَأْنَا، فَافْعَلْ بِنَا مَا تَشَاءُ، وَلَكِنْ أَنْقِذْنَا فِي هَذَا الْيَوْمِ». +\v 16 وَأَزَالُوا الأَوْثَانَ الْغَرِيبَةَ مِنْ وَسَطِهِمْ وَعَبَدُوا الرَّبَّ، فَرَقَّ قَلْبُهُ لِمَشَقَّةِ إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\p +\v 17 فَاحْتَشَدَ الْعَمُّونِيُّونَ وَعَسْكَرُوا فِي جِلْعَادَ، وَتَجَمَّعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَخَيَّمُوا فِي الْمِصْفَاةِ. +\v 18 فَتَدَاوَلَ قَادَةُ إِسْرَائِيلَ فِي مَا بَيْنَهُمْ قَائِلِينَ: «مَنْ يَبْدَأْ فِي شَنِّ الْهُجُومِ عَلَى الْعَمُّونِيِّينَ، يُصْبِحْ رَئِيساً عَلَى جَمِيعِ سُكَّانِ جِلْعَادَ». + +\s5 +\c 11 +\p +\v 1 وَكَانَ يَفْتَاحُ الْجِلْعَادِيُّ مُحَارِباً شَدِيدَ الْبَأْسِ، أَنْجَبَهُ أَبُوهُ جِلْعَادُ مِنِ امْرَأَةٍ عَاهِرَةٍ. +\v 2 وَأَنْجَبَ جِلْعَادُ أَيْضاً عَدَداً مِنَ الأَبْنَاءِ مِنْ زَوْجَتِهِ، فَلَمَّا كَبُرُوا طَرَدُوا يَفْتَاحَ قَائِلِينَ لَهُ: «أَنْتَ ابْنُ عَاهِرَةٍ، وَلَنْ تَرِثَ شَيْئاً مِنْ بَيْتِ أَبِينَا». +\v 3 فَهَرَبَ يَفْتَاحُ مِنْ إِخْوَتِهِ وَأَقَامَ فِي أَرْضِ طُوبٍ، فاجْتَمَعَ إِلَيْهِ رِجَالٌ بَطَّالُونَ وَتَبِعُوهُ. +\s5 +\p +\v 4 وَبَعْدَ زَمَنٍ، حَارَبَ بَنُو عَمُّونَ إِسْرَائِيلَ، +\v 5 فَمَضَى شُيُوخُ جِلْعَادَ لِيَأْتُوا بِيَفْتَاحَ مِنْ أَرْضِ طُوبٍ، +\v 6 وَقَالُوا لَهُ: «تَعَالَ وَكُنْ قَائِداً لَنَا فِي حَرْبِنَا مَعَ الْعَمُّونِيِّينَ». +\s5 +\v 7 فَأَجَابَهُمْ يَفْتَاحُ: «أَلَمْ تُبْغِضُونِي وَتَطْرُدُونِي مِنْ بَيْتِ أَبِي؟ فَمَا بَالُكُمْ تَأْتُونَ إِلَيَّ فِي ضِيقَتِكُمْ؟» +\v 8 فَأَجَابُوهُ: «لأَنَّنَا فِي ضِيقٍ جِئْنَا إِلَيْكَ لِتَرْجِعَ مَعْنَا وَتُحَارِبَ بَنِي عَمُّونَ، وَتَكُونَ رَئِيساً عَلَى كُلِّ سُكَّانِ جِلْعَادَ». +\s5 +\v 9 فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ أَرْجَعْتُمُونِي لِمُحَارَبَةِ بَنِي عَمُّونَ وَهَزَمَهُمُ الرَّبُّ أَمَامِي، فَهَلْ حَقّاً تَجْعَلُونَنِي رَئِيساً عَلَيْكُمْ؟» +\v 10 فَأَجَابُوهُ: «الرَّبُّ شَاهِدٌ بَيْنَنَا إِنْ كُنَّا لَا نَفْعَلُ حَسَبَ قَوْلِكَ». +\v 11 فَانْطَلَقَ يَفْتَاحُ مَعَ شُيُوخِ جِلْعَادَ فَنَصَبَهُ الشَّعْبُ عَلَيْهِمْ رَئِيساً وَقَائِداً، وَرَدَّدَ يَفْتَاحُ تَعَهُّدَاتِهِ أَمَامَ الرَّبِّ فِي الْمِصْفَاةِ. +\s5 +\p +\v 12 ثُمَّ بَعَثَ يَفْتَاحُ رُسُلاً إِلَى مَلِكِ عَمُّونَ يَسْأَلُهُ: «مَاذَا تُضْمِرُ ضِدَّنَا حَتَّى أَتَيْتَ لِتُهَاجِمَنَا فِي بِلادِنَا؟» +\v 13 فَأَجَابَ مَلِكُ عَمُّونَ رُسُلَ يَفْتَاحَ: «لأَنَّ إِسْرَائِيلَ قَدِ اسْتَوْلَى عَلَى أَرْضِي عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ مِصْرَ مِنْ أَرْنُونَ إِلَى يَبُّوقَ حَتَّى نَهْرِ الأُرْدُنِّ. وَالآنَ رُدَّهَا مِنْ غَيْرِ حَرْبٍ». +\s5 +\v 14 فَعَادَ يَفْتَاحُ فَبَعَثَ رُسُلاً إِلَى مَلِكِ بَنِي عَمُّونَ، +\v 15 قَائِلِينَ لَهُ: «هَذَا مَا يُجِيبُكَ بِهِ يَفْتَاحُ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَسْتَوْلُوا عَلَى أَرْضِ مُوآبَ وَلا عَلَى أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ، +\v 16 لأَنَّهُ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ سَارُوا فِي الصَّحْرَاءِ حَتَّى بَلَغُوا الْبَحْرَ الأَحْمَرَ وَأَتَوْا إِلَى قَادَشَ. +\s5 +\v 17 ثُمَّ بَعَثَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ رُسُلاً إِلَى مَلِكِ أَدُومَ يَقُولُونَ لَهُ: دَعْنَا نَجْتَازُ فِي أَرْضِكَ. فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُمْ مَلِكُ أَدُومَ. ثُمَّ بَعَثُوا رُسُلاً أَيْضاً إِلَى مَلِكِ مُوآبَ فَرَفَضَ هُوَ الآخَرُ. فَمَكَثَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي قَادَشَ. +\v 18 ثُمَّ دَارُوا فِي الصَّحْرَاءِ مُلْتَفِّينَ حَوْلَ أَرْضِ أَدُومَ وَأَرْضِ مُوآبَ قَادِمِينَ مِنَ الشَّرْقِ إِلَى أَرْضِ مُوآبَ، وَخَيَّمُوا وَرَاءَ حُدُودِ أَرْنُونَ، وَلَمْ يَعْبُرُوا إِلَى تُخْمِ مُوآبَ لأَنَّ أَرْنُونَ هِيَ حَدُّ مُوآبَ. +\s5 +\v 19 بَعْدَ ذَلِكَ بَعَثَ بَنُو إِسْرَائِيلَ رُسُلاً إِلَى سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ فِي عَاصِمَتِهِ حَشْبُونَ يَقُولُونَ: دَعْنَا نَعْبُرُ فِي أَرْضِكَ إِلَى حَيْثُ نَحْنُ مُتَوَجِّهُونَ. +\v 20 وَلَكِنَّ سِيحُونَ لَمْ يَأْمَنْ أَنْ يَعْبُرَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي أَرْضِهِ، بَلْ حَشَدَ كُلَّ جَيْشِهِ وَعَسْكَرَ فِي يَاهَصَ وَحَارَبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\v 21 فَنَصَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ شَعْبَهُ عَلَى سِيحُونَ وَجَيْشِهِ، فَهَزَمُوهُمْ وَاسْتَوْلَوْا عَلَى كُلِّ أَرْضِ الأَمُورِيِّينَ سُكَّانِ تِلْكَ الْبِلادِ. +\v 22 فَامْتَلَكُوا كُلَّ بِلادِ الأَمُورِيِّينَ مِنْ أَرْنُونَ فِي الْجَنُوبِ إِلَى الْيَبُّوقِ فِي الشِّمَالِ، وَمِنَ الصَّحْرَاءِ فِي الشَّرْقِ إِلَى نَهْرِ الأُرْدُنِّ فِي الْغَرْبِ. +\s5 +\v 23 وَالآنَ وَقَدْ طَرَدَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الأَمُورِيِّينَ مِنْ أَمَامِ شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ، +\v 24 فَبِأَيِّ حَقٍّ تُرِيدُ أَنْتَ أَنْ تَسْتَرِدَّهَا؟ أَلَسْتَ تَحْتَفِظُ بِمَا أَعْطَاهُ لَكَ كَمُوشُ إِلَهُكَ؟ وَنَحْتَفِظُ نَحْنُ أَيْضاً بِمَا أَعْطَاهُ لَنَا الرَّبُّ إِلَهُنَا؟ +\v 25 ثُمَّ هَلْ أَنْتَ أَفْضَلُ مِنْ بَالاقَ بْنِ صِفُّورَ مَلِكِ مُوآبَ؟ هَلْ خَاصَمَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَوْ أَثَارَ عَلَيْهِمْ حَرْباً؟ +\s5 +\v 26 لَقَدْ أَقَامَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي حَشْبُونَ وَقُرَاهَا، وَعَرُوعِيرَ وَقُرَاهَا وَكُلِّ الْمُدُنِ الَّتِي عَلَى مُحَاذَاةِ نَهْرِ أَرْنُونَ ثَلاثَ مِئَةِ سَنَةٍ، فَلِمَاذَا لَمْ تَسْتَرِدَّهَا طَوَالَ تِلْكَ الْحِقْبَةِ؟ +\v 27 إِنَّنِي لَمْ أُسِئْ إِلَيْكَ، أَمَّا أَنْتَ فَتَرْتَكِبُ شَرّاً فِي حَقِّي بِإِثَارَتِكَ الْحَرْبَ عَلَيَّ. فَلْيَكُنِ الرَّبُّ الْيَوْمَ قَاضِياً بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَيْنَ بَنِي عَمُّونَ». +\v 28 فَلَمْ يَأْبَهْ مَلِكُ بَنِي عَمُّونَ لِرِسَالَةِ يَفْتَاحَ. +\s5 +\p +\v 29 فَحَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى يَفْتَاحَ، فَاجْتَازَ أَرَاضِي جِلْعَادَ وَمَنَسَّى وَمِصْفَاةَ جِلْعَادَ، وَمِنْهَا تَقَدَّمَ نَحْوَ بَنِي عَمُّونَ. +\v 30 وَنَذَرَ يَفْتَاحُ نَذْراً لِلرَّبِّ وَقَالَ: «إِنْ نَصَرْتَنِي عَلَى بَنِي عَمُّونَ، +\v 31 فَإِنَّنِي عِنْدَ رُجُوعِي سَالِماً مِنْ مُحَارَبَةِ بَنِي عَمُّونَ أُصْعِدُ لِلرَّبِّ مُحْرَقَةً: أَوَّلَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بَيْتِي لِلِقَائِي». +\s5 +\v 32 ثُمَّ تَقَدَّمَ يَفْتَاحُ لِمُحَارَبَةِ بَنِي عَمُّونَ، فَأَظْفَرَهُ الرَّبُّ بِهِمْ، +\v 33 وَهَزَمَهُمْ هَزِيمَةً مُنْكَرَةً مِنْ عَرُوعِيرَ حَتَّى مِنِّيتَ عَلَى امْتِدَادِ عِشْرِينَ مَدِينَةً إِلَى آبَلِ الْكُرُومِ. وَهَكَذَا أَخْضَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْعَمُّونِيِّينَ. +\s5 +\p +\v 34 ثُمَّ رَجَعَ يَفْتَاحُ إِلَى بَيْتِهِ فِي الْمِصْفَاةِ، فَخَرَجَتِ ابْنَتُهُ الْوَحِيدَةُ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ابْنٌ أَوِ ابْنَةٌ سِوَاهَا، لِلِقَائِهِ بِدُفُوفٍ وَرَقْصٍ. +\v 35 فَلَمَّا رَآهَا مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَوَلْوَلَ قَائِلاً: «آهِ يَا ابْنَتِي، لَقَدْ أَحْزَنْتِنِي وَحَطَّمْتِنِي، لأَنَّنِي نَذَرْتُ نَذْراً لِلرَّبِّ وَلا سَبِيلَ لِلرُّجُوعِ عَنْهُ». +\s5 +\v 36 فَأَجَابَتْهُ: «لَقَدْ نَذَرْتَ نَذْرَكَ لِلرَّبِّ، فَافْعَلْ بِي كَمَا نَذَرْتَ، وَلاسِيَّمَا أَنَّ الرَّبَّ قَدِ انْتَقَمَ لَكَ مِنْ أَعْدَائِكَ بَنِي عَمُّونَ». +\v 37 ثُمَّ قَالَتْ لأَبِيهَا: «وَلَكِنْ حَقِّقْ لِي هَذَا الطَّلَبَ: أَمْهِلْنِي شَهْرَيْنِ أَتَجَوَّلُ فِيهِمَا فِي الْجِبَالِ وَأَنْدُبُ عَذْرَاوِيَّتِي مَعَ صَاحِبَاتِي». +\s5 +\v 38 فَقَالَ لَهَا: «اذْهَبِي». وَأَمْهَلَهَا شَهْرَيْنِ قَضَتْهُمَا هِيَ وَصَاحِبَاتُهَا عَلَى الْجِبَالِ تَنْدُبُ عَذْرَاوِيَّتَهَا. +\v 39 ثُمَّ رَجَعَتْ فِي نِهَايَةِ الشَّهْرَيْنِ إِلَى أَبِيهَا، فَأَصْعَدَهَا مُحْرَقَةً وَفَاءً بِنَذْرِهِ، فَمَاتَتْ عَذْرَاءَ، +\v 40 فَصَارَ مِنْ عَادَةِ الإِسْرَائِيلِيَّاتِ أَنْ يَذْهَبْنَ إِلَى الْجِبَالِ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ فِي السَّنَةِ لِيَنُحْنَ عَلَى ابْنَةِ يَفْتَاحَ الْجِلْعَادِيِّ. + +\s5 +\c 12 +\s1 يفتاح وأفرايم +\p +\v 1 وَجَهَّزَ سِبْطُ أَفْرَايِمَ جَيْشاً، وَتَقَدَّمُوا شِمَالاً نَحْوَ زَفُونَ قَائِلِينَ لِيَفْتَاحَ: «لِمَاذَا انْطَلَقْتَ لِمُحَارَبَةِ الْعَمُّونِيِّينَ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَدْعُوَنَا لِلانْضِمَامِ إِلَيْكَ؟ لِنُحْرِقَنَّ عَلَيْكَ بَيْتَكَ بِالنَّارِ». +\v 2 فَأَجَابَهُمْ: «كُنْتُ أَنَا وَقَوْمِي فِي خِصَامٍ عَنِيفٍ مَعَ الْعَمُّونِيِّينَ، فَاسْتَنْجَدْتُ بِكُمْ فَلَمْ تُجِيرُونِي. +\s5 +\v 3 وَعِنْدَمَا رَأَيْتُ تَقَاعُسَكُمْ عَنْ إِجَارَتِي جَازَفْتُ بِحَيَاتِي، وَحَارَبْتُ بَنِي عَمُّونَ، فَنَصَرَنِي الرَّبُّ عَلَيْهِمْ. فَلِمَاذَا اجْتَمَعْتُمْ عَلَيَّ الْيَوْمَ لِمُحَارَبَتِي؟» +\p +\v 4 وَحَشَدَ يَفْتَاحُ كُلَّ رِجَالِ جِلْعَادَ وَحَارَبَ سِبْطَ أَفْرَايِمَ وَهَزَمَهُمْ، لأَنَّ رِجَالَ أَفْرَايِمَ اسْتَخَفُّوا بِالْجِلْعَادِيِّينَ قَائِلِينَ: «إِنَّهُمْ مَنْبُوذُو أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى». +\s5 +\v 5 فَاسْتَوْلَى الْجِلْعَادِيُّونَ عَلَى مَخَاوِضِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، وَكُلَّمَا قَالَ أَحَدُ رِجَالِ أَفْرَايِمَ الْهَارِبِينَ: «دَعُونِي أَعْبُرُ»، كَانَ رِجَالُ جِلْعَادَ يَسْأَلُونَهُ: «أَأَنْتَ أَفْرَايِمِيٌّ؟» فَإِنْ قَالَ: «لا» +\v 6 كَانُوا يَطْلُبُونَ مِنْهُ أَنْ يَقُولَ: «شِبُّولَتْ» فَيَقُولُ: «سِبُّولَتْ» مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَحَفَّظَ فِي لَفْظِهَا لَفْظاً صَحِيحاً، فَيَقْبِضُونَ عَلَيْهِ وَيَذْبَحُونَهُ عَلَى مَخَاوِضِ الأُرْدُنِّ. فَقُتِلَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مِنْ أَفْرَايِمَ إِثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً. +\s1 إبصان وإيلون وعبدون +\s5 +\p +\v 7 وَظَلَّ يَفْتَاحُ قَاضِياً فِي إِسْرَائِيلَ سِتَّ سَنَواتٍ. وَعِنْدَمَا مَاتَ دُفِنَ فِي إِحْدَى مُدُنِ جِلْعَادَ. +\s5 +\v 8 وَخَلَفَ إِبْصَانُ مِنْ بَيْتِ لَحْمٍ، يَفْتَاحَ قَاضِياً لإِسْرَائِيلَ. +\v 9 وَكَانَ لَهُ ثَلاثُونَ ابْناً وَثَلاثُونَ ابْنَةً فَزَوَّجَ بَنَاتِهِ مِنْ غَيْرِ أَبْنَاءِ عَشِيرَتِهِ، كَمَا زَوَّجَ أَبْنَاءَهُ مِنْ غَيْرِ بَنَاتِ عَشِيرَتِهِ، وَاسْتَمَرَّ قَاضِياً لإِسْرَائِيلَ سَبْعَ سَنَواتٍ. +\s5 +\v 10 ثُمَّ مَاتَ إِبْصَانُ وَدُفِنَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ. +\p +\v 11 وَأَعْقَبَهُ فِي الْقَضَاءِ لإِسْرَائِيلَ إِيلُونُ الزَّبُولُونِيُّ، فَظَلَّ قَاضِياً مُدَّةَ عَشْرِ سَنَوَاتٍ. +\v 12 ثُمَّ مَاتَ إِيلُونُ الزَّبُولُونِيُّ فَدُفِنَ فِي إِيَّلُونَ فِي أَرْضِ سِبْطِ زَبُولُونَ. +\s5 +\p +\v 13 وَجَاءَ بَعْدَهُ عَبْدُونُ بْنُ هِلِّيلَ الْفِرْعَتُونِيُّ. +\v 14 وَكَانَ لَهُ أَرْبَعُونَ ابْناً وَثَلاثُونَ حَفِيداً يَرْكَبُونَ عَلَى سَبْعِينَ حِمَاراً. هَذَا قَضَى لإِسْرَائِيلَ ثَمَانِيَ سَنَواتٍ. +\v 15 ثُمَّ مَاتَ عَبْدُونُ بْنُ هِلِّيلَ الْفِرْعَتُونِيُّ وَدُفِنَ فِي فِرْعَتُونَ فِي أَرْضِ أَفْرَايِمَ فِي جَبَلِ الْعَمَالِقَةِ. + +\s5 +\c 13 +\s1 مولد شمشون +\p +\v 1 ثُمَّ عَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَكِبُونَ الإِثْمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَأَسْلَمَهُمْ لِقَبْضَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. +\v 2 وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ مِنْ بَلْدَةِ صُرْعَةَ مِنْ عَشِيرَةِ الدَّانِيِّينَ يُدْعَى مَنُوحَ، وَامْرَأَتُهُ عَاقِرٌ لَمْ تُنْجِبْ. +\s5 +\v 3 فَتَجَلَّى مَلاكُ الرَّبِّ لِلْمَرْأَةِ وَقَالَ لَهَا: «إِنَّكِ عَاقِرٌ لَمْ تُنْجِبِي، وَلَكِنَّكِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً. +\v 4 إِنَّمَا إِيَّاكِ أَنْ تَشْرَبِي خَمْراً أَوْ مُسْكِراً أَوْ تَأْكُلِي شَيْئاً مُحَرَّماً +\v 5 لأَنَّكِ سَتَحْمِليِنَ وَتُنْجِبِينَ ابْناً. فَلا تَحْلِقِي شَعْرَ رَأْسِهِ لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيراً لِلهِ مِنْ مَوْلِدِهِ، وَهُوَ يَشْرَعُ فِي إِنْقَاذِ إِسْرَائِيلَ مِنْ تَسَلُّطِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». +\s5 +\v 6 فَأَسْرَعَتْ إِلَى زَوْجِهَا وَقَالَتْ: «ظَهَرَ لِي رَجُلٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَمَنْظَرُهُ كَهَيْئَةِ مَلاكِ الرَّبِّ مُجَلَّلٌ بِالرَّهْبَةِ. لَمْ أَسْأَلْهُ مِنْ أَيْنَ جَاءَ، وَلا هُوَ أَخْبَرَنِي عَنِ اسْمِهِ، +\v 7 وَقَالَ لِي: هَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً، فَإِيَّاكِ أَنْ تَشْرَبِي خَمْراً وَلا مُسْكِراً، وَلا تَأْكُلِي شَيْئاً مُحَرَّماً، لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيراً لِلرَّبِّ مُنْذُ مَوْلِدِهِ حَتَّى يَوْمِ وَفَاتِهِ». +\s5 +\p +\v 8 فَتَضَرَّعَ مَنُوحُ إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً: «أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ يَا سَيِّدِي أَنْ تُرْسِلَ إِلَيْنَا رَجُلَ اللهِ الَّذِي بَعَثْتَهُ، لِيُعَلِّمَنَا كَيْفَ نُرَبِّي الصَّبِيَّ الَّذِي يُولَدُ». +\v 9 فَاسْتَجَابَ اللهُ صَلاةَ مَنُوحَ، فَتَجَلَّى مَلاكُ اللهِ أَيْضاً لِلْمَرْأَةِ وَهِيَ جَالِسَةٌ فِي الْحَقْلِ، وَلَمْ يَكُنْ زَوْجُهَا مَنُوحُ مَعَهَا. +\s5 +\v 10 فَأَسْرَعَتْ وَأَخْبَرَتْ زَوْجَهَا قَائِلَةً: «تَرَاءَى لِيَ الرَّجُلُ الَّذِي ظَهَرَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ». +\v 11 فَهَبَّ مَنُوحُ فِي إِثْرِ زَوْجَتِهِ حَتَّى قَدِمَ عَلَى الرَّجُلِ وَسَأَلَهُ: «أَأَنْتَ الرَّجُلُ الَّذِي خَاطَبَ زَوْجَتِي مِنْ قَبْلُ؟» فَأَجَابَهُ: «أَنَا هُوَ». +\s5 +\v 12 فَقَالَ مَنُوحُ: «عِنْدَمَا يَتَحَقَّقُ كَلامُكَ فَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَقُومَ بِتَرْبِيَةِ الصَّبِيِّ وَمُعَامَلَتِهِ؟» +\v 13 فَأَجَابَهُ الْمَلاكُ: «لِتَحْرِصِ الْمَرْأَةُ عَلَى طَاعَةِ كُلِّ مَا أَمَرْتُهَا بِهِ. +\v 14 وَإِيَّاهَا أَنْ تَأْكُلَ مِنْ كُلِّ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ أَوْ تَشْرَبَ خَمْراً أَوْ مُسْكِراً، أَوْ تَأْكُلَ طَعَاماً مُحَرَّماً. لِتَحْرِصْ عَلَى إِطَاعَةِ كُلِّ مَا أَوْصَيْتُهَا بِهِ». +\s5 +\v 15 فَقَالَ لَهُ مَنُوحُ: «نَوَدُّ أَنْ تَمْكُثَ مَعَنَا رَيْثَمَا نُجَهِّزُ لَكَ جَدْياً». +\v 16 فَأَجَابَ مَلاكُ الرَّبِّ: «وَلَوْ أَعَقْتَنِي لَنْ آكُلَ مِنْ خُبْزِكَ، وَإِنْ قَرَّبْتَ مُحْرَقَةً فَلِلرَّبِّ قَدِّمْهَا». وَلَمْ يَكُنْ مَنُوحُ يُدْرِكُ أَنَّ الرَّجُلَ هُوَ مَلاكُ الرَّبِّ. +\s5 +\v 17 فَسَأَلَ مَنُوحُ مَلاكَ الرَّبِّ: «مَا اسْمُكَ حَتَّى إِذَا تَحَقَّقَ كَلامُكَ نُكْرِمُكَ؟» +\v 18 فَأَجَابَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي وَهُوَ عَجِيبٌ؟» +\s5 +\v 19 ثُمَّ أَخَذَ مَنُوحُ جَدْياً وَتَقْدِمَةَ حُبُوبٍ وَقَرَّبَهُمَا عَلَى الصَّخْرَةِ لِلرَّبِّ. فَقَامَ الْمَلاكُ بِعَمَلٍ عَجِيبٍ عَلَى مَشْهَدٍ مِنْ مَنُوحَ وَزَوْجَتِهِ +\v 20 فَقَدْ صَعِدَ فِي أَلْسِنَةِ اللهِيبِ الْمُرْتَفِعَةِ مِنَ الْمَذْبَحِ نَحْوَ السَّمَاءِ عَلَى مَشْهَدٍ مِنْهُمَا، فَخَرَّا عَلَى الأَرْضِ سَاجِدَيْنِ. +\s5 +\p +\v 21 وَلَمْ يَتَجَلَّ مَلاكُ الرَّبِّ ثَانِيَةً لِمَنُوحَ وَزَوْجَتِهِ. عِنْدَئِذٍ أَدْرَكَ مَنُوحُ أَنَّهُ مَلاكُ الرَّبِّ. +\v 22 فَقَالَ مَنُوحُ لاِمْرَأَتِهِ: «إِنَّنَا لابُدَّ مَائِتَانِ لأَنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا اللهَ» +\s5 +\v 23 فَأَجَابَتْهُ: «لَوْ أَرَادَ الرَّبُّ أَنْ يُمِيتَنَا لَمَا قَبِلَ مِنَّا مُحْرَقَةً وَتَقْدِمَةً، وَلَمَا أَرَانَا كُلَّ هَذِهِ الأُمُورِ وَأَخْبَرَنَا بِها فِي هَذَا الْوَقْتِ». +\s5 +\v 24 فَأَنْجَبَتِ الْمَرْأَةُ ابْناً دَعَتْهُ شَمْشُونَ. وَكَبُرَ الصَّبِيُّ وَبَارَكَهُ الرَّبُّ. +\v 25 وَابْتَدَأَ رُوحُ الرَّبِّ يُحَرِّكُهُ فِي أَرْضِ سِبْطِ دَانَ بَيْنَ صُرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ. + +\s5 +\c 14 +\s1 زواج شمشون +\p +\v 1 وَذَهَبَ شَمْشُونُ إِلَى تِمْنَةَ حَيْثُ رَاقَتْهُ فَتَاةٌ مِنْ بَنَاتِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ +\v 2 فَرَجَعَ إِلَى وَالِدَيْهِ وَأَخْبَرَهُمَا قَائِلاً: «رَاقَتْنِي امْرَأَةٌ فِي تِمْنَةَ مِنْ بَنَاتِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ فَزَوِّجَانِي مِنْهَا». +\s5 +\v 3 فَقَالَ لَهُ وَالِدَاهُ: «أَلَمْ تَجِدْ بَيْنَ بَنَاتِ أَقْرِبَائِكَ وَفِي قَوْمِنَا فَتَاةً، حَتَّى تَذْهَبَ وَتَتَزَوَّجَ مِنْ بَنَاتِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْغُلْفِ؟» فَأَجَابَ شَمْشُونُ أَبَاهُ: «هَذِهِ هِيَ الْفَتَاةُ الَّتِي رَاقَتْنِي فَزَوِّجْنِي إِيَّاهَا». +\v 4 وَلَمْ يُدْرِكْ وَالِدَاهُ أَنَّ ذَلِكَ الأَمْرَ كَانَ مِنَ الرَّبِّ، الَّذِي كَانَ يَلْتَمِسُ عِلَّةً ضِدَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الَّذِينَ كَانُوا آنَئِذٍ مُتَسَلِّطِينَ عَلَى إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\p +\v 5 فَانْحَدَرَ شَمْشُونُ وَوَالِدَاهُ إِلَى تِمْنَةَ حَتَّى بَلَغُوا كُرُومَهَا، وَإذَا بِشِبْلِ أَسَدٍ يَتَحَفَّزُ مُزَمْجِراً لِلانْقِضَاضِ عَلَيْهِ، +\v 6 فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ فَقَبَضَ عَلَى الأَسَدِ وَشَقَّهُ إِلَى نِصْفَيْنِ وَكَأَنَّهُ جَدْيٌ صَغِيرٌ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ سِلاحٌ. وَلَمْ يُنْبِئْ وَالِدَيْهِ بِمَا فَعَلَ. +\s5 +\v 7 ثُمَّ مَضَى إِلَى الْفَتَاةِ وَخَاطَبَهَا فَازْدَادَ بِها إِعْجَاباً. +\v 8 وَعِنْدَمَا رَجَعَ شَمْشُونُ بَعْدَ أَيَّامٍ لِيَتَزَوَّجَ مِنْهَا مَالَ لِيُلْقِيَ نَظْرَةً عَلَى جُثَّةِ الأَسَدِ، فَوَجَدَ فِي جَوْفِهَا سَرْباً مِنَ النَّحْلِ وَبَعْضَ الْعَسَلِ، +\v 9 فَتَنَاوَلَ مِنْهُ قَدْراً عَلَى كَفِّهِ وَمَضَى وَهُوَ يَأْكُلُ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى وَالِدَيْهِ فَأَعْطَاهُمَا فَأَكَلا، وَلَمْ يُخْبِرْهُمَا أَنَّهُ اشْتَارَ الْعَسَلَ مِنْ جَوْفِ الأَسْدِ. +\s5 +\p +\v 10 وَذَهَبَ وَالِدُهُ إِلَى بَيْتِ الْعَرُوسِ، فَأَقَامَ شَمْشُونُ هُنَاكَ وَلِيمَةً كَمَا تَقْتَضِي أَعْرَافُ الزَّوَاجِ. +\v 11 وَدَعَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ ثَلاثِينَ شَابّاً لِيُنَادِمُوهُ (فِي فَتْرَةِ الاحْتِفَالِ بِزَوَاجِهِ). +\s5 +\v 12 فَقَالَ لَهُمْ شَمْشُونُ: «سَأُلْقِي عَلَيْكُمْ أُحْجِيَّةً، فَإِنْ وَجَدْتُمْ حَلَّهَا الصَّحِيحَ فِي سَبْعَةِ أَيَّامِ الْوَلِيمَةِ أُعْطِيكُمْ ثَلاثِينَ قَمِيصاً وَثَلاثِينَ حُلَّةَ ثِيَابٍ. +\v 13 أَمَّا إِنْ عَجَزْتُمْ عَنْهَا فَسَتُعْطُونِي أَنْتُمْ ثَلاثِينَ قَمِيصاً وَثَلاثِينَ حُلَّةَ ثِيَابٍ». فَقَالُوا لَهُ: «هَاتِ أُحْجِيَّتَكَ فَنَسْمَعَهَا». +\s5 +\v 14 فَقَالَ لَهُمْ: «مِنَ الآكِلِ خَرَجَ أُكْلٌ، وَمِنَ الْقَوِيِّ خَرَجَتْ حَلاوَةٌ». وَانْقَضَتْ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَجِدُوا لَهَا حَلاً. +\s5 +\p +\v 15 وَفِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ قَالُوا لِزَوْجَةِ شَمْشُونَ: «تَمَلَّقِي زَوْجَكِ لِيَكْشِفَ لَنَا عَنْ حَلِّ الأُحْجِيَّةِ، لِئَلّا نُضْرِمَ النَّارَ فِيكِ وَفِي بَيْتِ أَبِيكِ. أَدَعَوْتُمُونَا إِلَى الْوَلِيمَةِ لِتَسْلِبُونَا؟» +\s5 +\v 16 فَبَكَتِ امْرَأَةُ شَمْشُونَ لَدَيْهِ قَائِلَةً: «أَنْتَ تَمْقُتُنِي وَلا تُحِبُّنِي حَقّاً. فَقَدْ طَرَحْتَ عَلَى بَنِي قَوْمِي أُحْجِيَّةً وَلَمْ تُطْلِعْنِي عَلَى حَلِّهَا». فَقَالَ لَهَا: «هُوَذَا أَبِي وَأُمِّي لَمْ أُطْلِعْهُمَا عَلَى حَلِّهَا، فَلِمَاذَا أُخْبِرُكِ أَنْتِ بِهِ؟» +\v 17 فَظَلَّتْ تَبْكِي لَدَيْهِ طَوَالَ سَبْعَةِ أَيَّامِ الْوَلِيمَةِ. وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ أَطْلَعَهَا عَلَى الْحَلِّ لِفَرْطِ مَا ضَايَقَتْهُ، فَأَسَرَّتْ بِهِ لِبَنِي قَوْمِهَا. +\s5 +\v 18 وَقَبْلَ غُرُوبِ شَمْسِ الْيَوْمِ السَّابِعِ قَالَ لَهُ رِجَالُ الْمَدِينَةِ: «أَيُّ شَيْءٍ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَمَا هُوَ أَقْوَى مِنَ الأَسَدِ؟» فَقَالَ لَهُمْ شَمْشُونُ: «لَوْلا أَنَّكُمْ حَرَثْتُمْ عَلَى عِجْلَتِي لَمَا وَجَدْتُمْ حَلَّ أُحْجِيِّتِي». +\s5 +\p +\v 19 وَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ فَانْحَدَرَ إِلَى مَدِينَةِ أَشْقَلُونَ وَقَتَلَ ثَلاثِينَ رَجُلاً مِنْهُمْ، وَأَخَذَ ثِيَابَهُمْ وَأَعْطَاهَا لِلرِّجَالِ الَّذِينَ حَلُّوا لُغْزَهُ. وَلَكِنْ، إِذِ احْتَدَمَ غَضَبُهُ مَضَى إِلَى بَيْتِ وَالِدَيْهِ. +\v 20 وَمَا لَبِثَتِ امْرَأَةُ شَمْشُونَ أَنْ أَصْبَحَتْ زَوْجَةً لِصَاحِبِهِ الَّذِي كَانَ نَدِيماً لَهُ. + +\s5 +\c 15 +\s1 انتقام شمشون +\p +\v 1 وَحَدَثَ بَعْدَ مُدَّةٍ فِي مَوْسِمِ حَصَادِ الْقَمْحِ، أَنَّ شَمْشُونَ أَخَذَ جَدْياً وَذَهَبَ لِيَزُورَ زَوْجَتَهُ، +\v 2 وَقَالَ لِحَمِيهِ: «أَنَا دَاخِلٌ إِلَى مُخْدَعِ زَوْجَتِي». وَلَكِنَّ أَبَاهَا مَنَعَهُ وَقَالَ: «لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ كَرِهْتَهَا فَزَوَّجْتُهَا لِنَدِيمِكَ. فَلِمَاذَا لَا تَتَزَوَّجُ أُخْتَهَا الأَصْغَرَ مِنْهَا عِوَضاً عَنْهَا؟ أَلَيْسَتْ هِيَ أَجْمَلَ مِنْهَا؟» +\s5 +\v 3 فَأَجَابَهُ شَمْشُونُ: «لا لَوْمَ عَلَيَّ هَذِهِ الْمَرَّةَ إِذَا انْتَقَمْتُ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». +\v 4 وَانْطَلَقَ شَمْشُونُ وَاصْطَادَ ثَلاثَ مِئَةِ ثَعْلَبٍ وَرَبَطَ ذَيْلَيْ كُلِّ ثَعْلَبَيْنِ مَعاً وَوَضَعَ بَيْنَهُمَا مَشْعَلاً، +\s5 +\v 5 ثُمَّ أَضْرَمَ الْمَشَاعِلَ بِالنَّارِ وَأَطْلَقَ الثَّعَالِبَ بَيْنَ زُرُوعِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَأَحْرَقَتْ حُقُولَ الْقَمْحِ وَأَكْدَاسَ الْحُبُوبِ وَأَشْجَارَ الزَّيْتُونِ. +\v 6 فَسَأَلَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ: «مَنِ الْجَانِي؟» فَقِيلَ لَهُمْ: «شَمْشُونُ صِهْرُ التِّمْنِيِّ، لأَنَّهُ أَخَذَ امْرَأَةَ شَمْشُونَ وَزَوَّجَهَا لِنَدِيمِه»، فَصَعِدَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَأَحْرَقُوهَا مَعَ أَبِيهَا بِالنَّارِ. +\s5 +\v 7 فَقَالَ شَمْشُونُ: «لأَنَّكُمْ هَكَذَا تَتَصَرَّفُونَ فَإِنَّنِي لَنْ أَكُفَّ حَتَّى أَنْتَقِمَ مِنْكُمْ». +\v 8 وَهَجَمَ عَلَيْهِمْ بِضَرَاوَةٍ وَقَتَلَ مِنْهُمْ كَثِيرِينَ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى مَغَارَةِ صَخْرَةِ عِيطَمَ وَأَقَامَ فِيهَا. +\s5 +\p +\v 9 فَتَقَدَّمَ جَيْشُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَاحْتَلُّوا أَرْضَ يَهُوذَا وَانْتَشَرُوا فِي لَحْيٍ +\v 10 فَسَأَلَهُمْ رِجَالُ يَهُوذَا: «لِمَاذَا جِئْتُمْ لِمُحَارَبَتِنَا؟» فَأَجَابُوهُمْ: «جِئْنَا لِكَيْ نَأْسِرَ شَمْشُونَ وَنَفْعَلَ بِهِ مِثْلَمَا فَعَلَ بِنَا». +\s5 +\v 11 فَذَهَبَ ثَلاثَةُ آلافِ رَجُلٍ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا إِلَى مَغَارَةِ صَخْرَةِ عِيطَمَ وَقَالُوا لِشَمْشُونَ: «أَلا تَعْلَمُ أَنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مُتَسَلِّطُونَ عَلَيْنَا، فَمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا؟» فَأَجَابَهُمْ: «كَمَا فَعَلُوا بِي هَكَذَا فَعَلْتُ بِهِمْ». +\s5 +\v 12 فَقَالُوا لَهُ: «لَقَدْ جِئْنَا لِنُوْثِقَكَ وَنُسَلِّمَكَ إِلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ». فَقَالَ لَهُمْ شَمْشُونُ: «احْلِفُوا لِي أَنْ لَا تَقْتُلُونِي بِأَنْفُسِكُمْ». +\v 13 فَأَجَابُوهُ: «لا، لَنْ نَقْتُلَكَ نَحْنُ، إِنَّمَا نُوْثِقُكَ وَنُسَلِّمُكَ إِلَيْهِمْ». فَأَوْثَقُوهُ بِحَبْلَيْنِ جَدِيدَيْنِ وَأَخْرَجُوهُ مِنَ الْمَغَارَةِ. +\s5 +\v 14 فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى لَحْيٍ هَبَّ الْفِلِسْطِينِيُّونَ صَارِخِينَ لِلِقَائِهِ، فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، وَقَطَعَ الْحَبْلَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَى ذِرَاعَيْهِ وَكَأَنَّهُمَا خُيُوطُ كَتَّانٍ مُحْتَرِقَةٌ. +\s5 +\v 15 وَعَثَرَ عَلَى فَكِّ حِمَارٍ طَرِيٍّ، تَنَاوَلَهُ وَقَتَلَ بِهِ أَلْفَ رَجُلٍ. +\v 16 ثُمَّ قَالَ شَمْشُونُ: «بِفَكِّ حِمَارٍ كَوَّمْتُ أَكْدَاساً فَوْقَ أَكْدَاسٍ، بِفَكِّ حِمَارٍ قَضَيْتُ عَلَى أَلْفِ رَجُلٍ». +\s5 +\v 17 وَعِنْدَمَا كَفَّ عَنِ الْكَلامِ أَلْقَى فَكَّ الْحِمَارِ مِنْ يَدِهِ، وَدَعَا ذَلِكَ الْمَوْضِعَ رَمَتَ لَحْيٍ (وَمَعْنَاهُ تَلُّ عَظْمَةِ الْفَكِّ). +\p +\v 18 وَعَطِشَ شَمْشُونُ عَطَشاً شَدِيداً، فَاسْتَغَاثَ بِالرَّبِّ قَائِلاً: «لَقَدْ مَنَحْتَ هَذَا الْخَلاصَ الْعَظِيمَ عَلَى يَدِ عَبْدِكَ، فَهَلْ أَمُوتُ الآنَ مِنَ الْعَطَشِ وَأَقَعُ أَسِيراً فِي يَدِ الْغُلْفِ؟» +\s5 +\v 19 فَفَجَّرَ اللهُ لَهُ يَنْبُوعَ مَاءٍ مِنْ فَتْحَةٍ فِي الأَرْضِ فِي لَحْيٍ، فَشَرِبَ مِنْهَا وَانْتَعَشَتْ نَفْسُهُ. لِذَلِكَ دَعَا اسْمَ الْمَوْضِعِ عَيْنَ هَقُّورِي (وَمَعْنَاهُ يَنْبُوعُ الَّذِي دَعَا). وَمَازَالَ الْيَنْبُوعُ فِي لَحْيٍ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا. +\v 20 وَظَلَّ شَمْشُونُ قَاضِياً لإِسْرَائِيلَ عِشْرِينَ سَنَةً فِي أَثْنَاءِ حُكْمِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. + +\s5 +\c 16 +\s1 شمشون ودليلة +\p +\v 1 وَذَاتَ يَوْمٍ ذَهَبَ شَمْشُونُ إِلَى غَزَّةَ حَيْثُ الْتَقَى بِامْرَأَةٍ عَاهِرَةٍ فَدَخَلَ إِلَيْهَا. +\v 2 فَقِيلَ لأَهْلِ غَزَّةَ: «قَدْ جَاءَ شَمْشُونُ إِلَى هُنَا». فَحَاصَرُوا الْمَنْزِلَ وَكَمَنُوا لَهُ اللَّيْلَ كُلَّهُ عِنْدَ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ، وَاعْتَصَمُوا بِالْهُدُوءِ فِي أَثْنَاءِ اللَّيْلِ قَائِلِينَ: «عِنْدَ بُزُوغِ الصَّبَاحِ نَقْتُلُهُ». +\s5 +\v 3 وَظَلَّ شَمْشُونُ رَاقِداً حَتَّى مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ هَبَّ وَخَلَعَ مِصْرَاعَيْ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ بِقَائِمَتَيْهَا وَقُفْلِهَا، وَوَضَعَهَا عَلَى كَتِفَيْهِ وَصَعِدَ بِها إِلَى قِمَّةِ الْجَبَلِ مُقَابِلَ حَبْرُونَ. +\s5 +\p +\v 4 وَبَعْدَ ذَلِكَ وَقَعَ شَمْشُونُ فِي حُبِّ امْرَأَةٍ فِي وَادِي سُورَقَ اسْمُهَا دَلِيلَةُ، +\v 5 فَجَاءَ إِلَيْهَا أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَقَالُوا لَهَا: «تَمَلَّقِي شَمْشُونَ إِلَى أَنْ تَكْتَشِفِي مِنْهُ سِرَّ قُوَّتِهِ الْعَظِيمَةِ، وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَيْهِ وَنُوْثِقَهُ فَنُذِلَّهُ فَيُكَافِئَكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا بِأَلْفٍ وَمِئَةِ شَاقِلٍ مِنَ الْفِضَّةِ (نَحْوَ مِئَةٍ وَاثْنَيْنِ وَثلاثِينَ كِيلُو جِرَاماً)». +\s5 +\v 6 فَقَالَتْ دَلِيلَةُ لِشَمْشُونَ: «أَخْبِرْنِي مَا هُوَ سِرُّ قُوَّتِكَ الْعَظِيمَةِ وَكَيْفَ يَتَسَنَّى تَقْيِيدُكَ وَإِذْلالُكَ» +\v 7 فَأَجَابَهَا شَمْشُونُ: «إِذَا أَوْثَقُونِي بِسَبْعَةِ أَوْتَارٍ طَرِيَّةٍ لَمْ تَجِفَّ بَعْدُ، أُصْبِحُ ضَعِيفاً كَأَيِّ وَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ». +\s5 +\v 8 فَأَحْضَرَ لَهَا أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سَبْعَةَ أَوْتَارٍ طَرِيَّةٍ لَمْ تَجِفَّ بَعْدُ، فَأَوْثَقَتْهُ بِها. +\v 9 وَكَانَ الْكَمِينُ مُتَرَبِّصاً بِهِ فِي حُجْرَتِهَا، فَقَالَتْ لَهُ: «الْفِلِسْطِينِيُّونَ قَادِمُونَ عَلَيْكَ يَا شَمْشُونُ». فَقَطَعَ الأَوْتَارَ وَكَأَنَّهَا خُيُوطٌ شَيَّطَتْهَا النَّارُ، وَلَمْ يُكْتَشَفْ سِرُّ قُوَّتِهِ. +\s5 +\p +\v 10 فَقَالَتْ لَهُ دَلِيلَةُ: «لَقَدْ خَدَعْتَنِي وَكَذِبْتَ عَلَيَّ. فَأَخْبِرْنِي الآنَ كَيْفَ تُوْثَقُ؟» +\v 11 فَأَجَابَهَا: «إِذَا أَوْثَقُونِي بِحِبَالٍ جَدِيدَةٍ، أُصْبِحُ ضَعِيفاً كَأَيِّ وَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ». +\v 12 فَأَخَذَتْ دَلِيلَةُ حِبَالاً جَدِيدَةً وَأَوْثَقَتْهُ بِها، وَقَالَتْ لَهُ: «الْفِلِسْطِينِيُّونَ قَادِمُونَ عَلَيْكَ يَا شَمْشُونُ». وَكَانَ الْكَمِينُ يَتَرَبَّصُ بِهِ فِي الْحُجْرَةِ، فَقَطَعَ الْحِبَالَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ وَكَأَنَّهَا خُيُوطٌ. +\s5 +\v 13 فَقَالَتْ دَلِيلَةُ لِشَمْشُونَ: «أَنْتَ مَازِلْتَ تَكْذِبُ عَلَيَّ وَتَخْدَعُنِي، فَأَخْبِرْنِي بِمَاذَا تُوْثَقُ؟» فَأَجَابَهَا: «إِنْ ضَفَرْتِ خُصْلاتِ شَعْرِي السَّبْعَ بِمِغْزَلٍ وَثَبَّتِّهَا بِوَتَدٍ، فَإِنَّنِي أُصْبِحُ ضَعِيفاً كَأَيِّ وَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ». وَبَيْنَمَا كَانَ يَغِطُّ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ ضَفَرَتْ دَلِيلَةُ خُصْلاتِ شَعْرِهِ السَّبْعَ بِمِغْزَلٍ. +\v 14 وَثَبَّتَتْهَا بِوَتَدٍ، وَنَادَتْهُ ثَانِيَةً: «الْفِلِسْطِينِيُّونَ قَادِمُونَ عَلَيْكَ يَا شَمْشُونُ» فَانْتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ وَخَلَعَ وَتَدَ النَّسِيجِ مَعَ الْمِغْزَلِ. +\s5 +\p +\v 15 فَقَالَتْ لَهُ: «كَيْفَ تَدَّعِي أَنَّكَ تُحِبُّنِي وَقَلْبُكَ لَا يَثِقُ بِي؟ قَدْ خَدَعْتَنِي ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَلَمْ تُطْلِعْنِي عَلَى سِرِّ قُوَّتِكَ الْعَظِيمَةِ». +\v 16 وَظَلَّتْ تُلِحُّ عَلَيْهِ وَتُزْعِجُهُ كُلَّ يَوْمٍ بِمِثْلِ هَذَا الْكَلامِ حَتَّى ضَاقَتْ نَفْسُهُ إِلَى الْمَوْتِ. +\s5 +\v 17 فَكَشَفَ لَهَا عَنْ مَكْنُونِ قَلْبِهِ، وَقَالَ لَهَا: «إِنَّنِي نَذِيرُ الرَّبِّ مُنْذُ مَوْلِدِي، لِهَذَا لَمْ أَحْلِقْ شَعْرِي. وَإِنْ حَلَقْتُهُ فَإِنَّ قُوَّتِي تُفَارِقُنِي وَأُصْبِحُ ضَعِيفاً كَأَيِّ وَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ». +\s5 +\p +\v 18 وَلَمَّا أَدْرَكَتْ دَلِيلَةُ أَنَّهُ قَدْ أَسَرَّ لَهَا بِمَكْنُونِ قَلْبِهِ، اسْتَدْعَتْ أَقْطَابَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ قَائِلَةً: «تَعَالَوْا هَذِهِ الْمَرَّةَ، فَقَدْ أَطْلَعَنِي عَلَى سِرِّ قُوَّتِهِ». فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ حَامِلِينَ مَعَهُمُ الْفِضَّةَ. +\v 19 فَأَضْجَعَتْهُ عَلَى رُكْبَتَيْهَا وَاسْتَدْعَتْ رَجُلاً حَلَقَ لَهُ خُصْلاتِ شَعْرِهِ السَّبْعَ، وَشَرَعَتْ فِي إِذْلالِهِ بَعْدَ أَنْ فَارَقَتْهُ قُوَّتُهُ. +\s5 +\v 20 وَقَالَتْ: «الْفِلِسْطِينِيُّونَ قَادِمُونَ عَلَيْكَ يَا شَمْشُونُ» فَاسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «أَقُومُ مِثْلَ كُلِّ مَرَّةٍ وَأَنْتَفِضُ». وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ فَارَقَهُ. +\v 21 فَقَبَضَ عَلَيْهِ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَقَلَعُوا عَيْنَيْهِ وَأَخَذُوهُ إِلَى غَزَّةَ حَيْثُ أَوْثَقُوهُ بِسَلاسِلَ نُحَاسِيَّةٍ، وَسَخَّرُوهُ لِيَطْحَنَ الْحُبُوبَ فِي السِّجْنِ. +\v 22 وَمَا لَبِثَ شَعْرُهُ أَنِ ابْتَدَأَ يَنْمُو بَعْدَ أَنْ حُلِقَ. +\s1 موت شمشون +\s5 +\p +\v 23 وَاجْتَمَعَ أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِيَحْتَفِلُوا بِتَقْدِيمِ ذَبِيحَةٍ عَظِيمَةٍ لإِلَهِهِمْ دَاجُونَ قَائِلِينَ: «إِنَّ إِلَهَنَا قَدْ أَظْفَرَنَا بِشَمْشُونَ عَدُوِّنَا». +\v 24 وَلَمَّا شَاهَدَ الشَّعْبُ شَمْشُونَ فِي ذِلَّةٍ، مَجَّدُوا إِلَهَهُم قَائِلِينَ: «قَدْ أَظفَرَنَا إِلَهُنَا بِعَدُوِّنَا الَّذِي خَرَّبَ أَرْضَنَا، وَأَكْثَرَ مِنْ قَتْلانَا». +\s5 +\v 25 وَإِذْ لَعِبَتْ بِهِمِ النَّشْوَةُ هَتَفُوا: «ادْعُوا شَمْشُونَ لِيُسَلِّيَنَا». فَجَاءُوا بِشَمْشُونَ مِنَ السِّجْنِ فَلَعِبَ أَمَامَهُمْ ثُمَّ أَوْقَفُوهُ بَيْنَ الأَعْمِدَةِ. +\v 26 فَقَالَ شَمْشُونُ لِلْغُلامِ الَّذِي يَقُودُهُ: «أَوْقِفْنِي حَيْثُ يُمْكِنُنِي أَنْ أَلْمِسَ الأَعْمِدَةَ الَّتِي يَقُومُ عَلَيْهَا الْمَعْبَدُ حَتَّى أَسْتَنِدَ إِلَيْهَا». +\s5 +\v 27 وَكَانَ الْمَعْبَدُ يَكْتَظُّ بِالرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، فَضْلاً عَنْ أَقْطَابِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْخَمْسَةِ. وَكَانَ عَلَى السَّطْحِ نَحْوَ ثَلاثَةِ آلافِ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ يَتَفَرَّجُونَ عَلَى لَعِبِ شَمْشُونَ. +\s5 +\v 28 فَصَلَّى شَمْشُونُ إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً: «يَا سَيِّدِي الرَّبُّ، اذْكُرْنِي وَقَوِّنِي هَذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ لأَنْتَقِمَ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ عَنْ قَلْعِ عَيْنَيَّ بِضَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ». +\v 29 وَقَبَضَ شَمْشُونُ عَلَى الْعَمُودَيْنِ الْمُتَوَسِّطَيْنِ اللَّذَيْنِ يَرْتَكِزُ عَلَيْهِمَا الْمَعْبَدُ وَضَغَطَ عَلَى أَحَدِهِمَا بِيَمِينِهِ وَعَلَى الآخَرِ بِيَسَارِهِ +\s5 +\v 30 وَهُوَ يَقُولُ: «لأَمُتْ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». ثُمَّ دَفَعَهُمَا بِكُلِّ قُوَّتِهِ فَانْهَارَ الْمَعْبَدُ عَلَى الأَقْطَابِ وَعَلَى الشَّعْبِ الَّذِي فِيهِ. فَكَانَ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ شَمْشُونُ عِنْدَ مَوْتِهِ أَكْثَرَ مِنَ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ طَوَالَ حَيَاتِهِ. +\v 31 وَجَاءَ إِخْوَتُهُ وَكُلُّ أَقْرِبَاءِ أَبِيهِ وَحَمَلُوا جُثَّتَهُ حَيْثُ دَفَنُوهُ بَيْنَ صُرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ فِي قَبْرِ مَنُوحَ أَبِيهِ، وَكَانَ شَمْشُونُ قَدْ قَضَى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ عِشْرِينَ سَنَةً. + +\s5 +\c 17 +\s1 تمثال ميخا +\p +\v 1 وَكَانَ رَجُلٌ اسْمُهُ مِيخَا مُقِيماً فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ. +\v 2 قَالَ هَذَا لأُمِّهِ: «إِنَّ الأَلْفَ وَالْمِئَةَ شَاقِلٍ مِنَ الْفِضَّةِ (نَحْوَ مِئَةٍ وَاثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ كِيلُو جِرَاماً) الَّتِي سُرِقَتْ مِنْكِ، وَالَّتِي سَمِعْتُكِ تَلْعَنِينَ سَارِقَهَا، هِيَ مَعِي، وَأَنَا الَّذِي أَخَذْتُهَا». فَقَالَتْ أُمُّهُ: «لِيُبَارِكْكَ الرَّبُّ يَا وَلَدِي». +\s5 +\v 3 فَرَدَّ لَهَا الأَلْفَ وَالْمِئَةَ شَاقِلٍ مِنَ الْفِضَّةِ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: «سَأَهَبُ هَذَا الْمَالَ بِاسْمِكَ لِلرَّبِّ، لِنَنْحَتَ تِمْثَالاً وَنَصُوغَ مِنْهَا صَنَماً، وَهَا أَنَا أَرُدُّ لَكَ الْمَالَ». +\v 4 وَأَعْطَتْ أُمُّهُ مِئَتَيْ قِطْعَةِ فِضَّةٍ لِلصَّائِغِ فَنَحَتَ وَصَاغَ لَهَا تِمْثَالَيْنِ، نُصِبَا فِي بَيْتِ مِيخَا. +\s5 +\v 5 إِذْ كَانَ مِيخَا قَدْ خَصَّصَ مَوْضِعاً فِي بَيْتِهِ لِيَكُونَ مَعْبَداً لِلآلِهَةِ. ثُمَّ صَنَعَ أَفُوداً وَتَرَافِيمَ، وَكَرَّسَ وَاحِداً مِنْ بَنِيهِ كَاهِناً لَهُ. +\v 6 فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَمْ يَكُنْ لإِسْرَائِيلَ مَلِكٌ، فَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يَتَصَرَّفُ عَلَى هَوَاهُ. +\s1 الكاهن اللاوي +\s5 +\p +\v 7 وَكَانَ هُنَاكَ شَابٌّ لاوِيٌّ مِنْ بَيْتِ لَحْمٍ مُقِيماً بَيْنَ سِبْطِ يَهُوذَا. +\v 8 هَذَا هَاجَرَ مِنْ مَدِينَةِ بَيْتِ لَحْمٍ لِيَتَغَرَّبَ فِي الأَرْضِ، فَأَتَى إِلَى جَبَلِ أَفْرَايِمَ وَمَرَّ فِي طَرِيقِهِ بِبَيْتِ مِيخَا. +\v 9 فَسَأَلَهُ مِيخَا: «مِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ؟» فَأَجَابَهُ: «أَنَا لاوِيٌّ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا، وَأَنَا ذَاهِبٌ لأَتَغَرَّبَ حَيْثُمَا اتَّفَقَ». +\s5 +\v 10 فَقَالَ لَهُ مِيخَا: «أَقِمْ عِنْدِي وَكُنْ لِي مُرْشِداً وَكَاهِناً، وَأَنَا أُعْطِيكَ عَشْرَةَ شَوَاقِلِ فِضَّةٍ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً) فِي السَّنَةِ وَحُلَّةَ ثِيَابٍ فَضْلاً عَنِ الْقُوتِ». فَوَافَقَ اللّاوِيُّ عَلَى عَرْضِهِ، +\v 11 وَرَضِيَ بِالإِقَامَةِ مَعَهُ. وَصَارَ اللّاوِيُّ أَثِيراً لَدَيْهِ كَأَحَدِ أَبْنَائِهِ. +\s5 +\v 12 فَكَرَّسَ مِيخَا اللّاوِيَّ، فَأَصْبَحَ لَهُ كَاهِناً وَأَقَامَ فِي بَيْتِهِ. +\v 13 فَقَالَ مِيخَا: «الآنَ عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ رَاضٍ عَنِّي، لأَنَّ اللّاوِيَّ صَارَ لِي كَاهِناً». + +\s5 +\c 18 +\s1 سبط دان يستقر في لايش +\p +\v 1 وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ عِنْدَمَا لَمْ يَكُنْ عَلَى إِسْرَائِيلَ مَلِكٌ، شَرَعَ أَبْنَاءُ سِبْطِ دَانٍ يَبْحَثُونَ عَنْ مَكَانٍ يَسْتَوْطِنُونَ فِيهِ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا قَدْ وَرِثُوا نَصِيبَهُمْ مِنَ الأَرْضِ بَعْدُ وَسَطَ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. +\v 2 فَأَرْسَلَ الدَّانِيُّونَ خَمْسَةَ رِجَالٍ مِنْ سِبْطِهِمْ مِنْ ذَوِي الْبَأْسِ فِي مَدِينَتَيْ صُرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ، لِتَجَسُّسِ الأَرْضِ وَاسْتِكْشَافِهَا، وَقَالُوا لَهُمْ: «انْطَلِقُوا وَاسْتَطْلِعُوا لَنَا الأَرْضَ» فَجَاءُوا إِلَى جَبَلِ أَفْرَايِمَ إِلَى بَيْتِ مِيخَا وَقَضَوْا لَيْلَتَهُمْ هُنَاكَ. +\s5 +\p +\v 3 وَعَرَفُوا مِنْ لَهْجَةِ كَاهِنِ مِيخَا أَنَّهُ مِنْ سِبْطِ لاوِي، فَانْتَحَوْا بِهِ جَانِباً وَسَأَلُوهُ: «مَنْ جَاءَ بِكَ إِلَى هُنَا، وَمَاذَا تَفْعَلُ فِي هَذَا الْمَكَانِ؟ وَلِمَاذَا أَنْتَ هُنَا؟» +\v 4 فَأَجَابَهُمْ: «كَذَا وَكَذَا صَنَعَ لِي مِيخَا، وَقَدِ اسْتَأْجَرَنِي فَأَصْبَحْتُ لَهُ كَاهِناً». +\s5 +\p +\v 5 فَقَالُوا لَهُ: «اسْأَلْ إِذَنِ اللهَ لِنَعْلَمَ إِنْ كَانَتْ مُهِمَّتُنَا سَتُكَلَّلُ بِالنَّجَاحِ أَمْ لا». +\v 6 فَقَالَ لَهُمُ الْكَاهِنُ: «اذْهَبُوا بِسَلامٍ فَطَرِيقُكُمُ الَّتِي تَسْلُكُونَهَا تَنْعَمُ بِرِعَايَةِ الرَّبِّ». +\s5 +\p +\v 7 فَمَضَى الرِّجَالُ الْخَمْسَةُ حَتَّى وَصَلُوا إِلَى لايِشَ، فَوَجَدُوا أَهْلَهَا الْصَّيْدُونِيِّينَ مُقِيمِينَ فِيهَا مُطْمَئِنِّينَ كَعَادَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ، آمِنِينَ، لَا يُؤْذِيهِمْ أَحَدٌ فِي أَرْضِهِمْ، أَثْرِيَاءَ وَيَتَمَتَّعُونَ بِالاكْتِفَاءِ الذَّاتِيِّ، وَكَانُوا بَعِيدِينَ عَنِ الصَّيْدُونِيِّينَ، وَلَمْ يَعْقِدُوا أَحْلافاً مَعَ أَحَدٍ. +\v 8 فَعَادَ الرِّجَالُ الْخَمْسَةُ إِلَى قَوْمِهِمْ فِي صُرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ، فَسَأَلُوهُمْ: «مَاذَا وَجَدْتُمْ؟» +\s5 +\v 9 فَأَجَابُوهُمْ: «هَيَّا بِنَا نَهْجُمْ عَلَى أَهْلِ لايِشَ فَأَرْضُهُمْ خَصِيبَةٌ، فَمَا بَالُكُمْ مُتَقَاعِسُونَ؟ لَا تَتَكَاسَلُوا عَنِ الْهُجُومِ لامْتِلاكِ الأَرْضِ. +\v 10 فَأَنْتُمْ عِنْدَمَا تُقْدِمُونَ عَلَيْهَا سَتَجِدُونَ قَوْماً مُطْمَئِنِّينَ فِي أَرْضٍ شَاسِعَةٍ. إِنَّ الرَّبَّ قَدْ وَهَبَهَا لَكُمْ وَهِيَ أَرْضٌ خَصِيبَةٌ لَا تَفْتَقِرُ إِلَى شَيْءٍ». +\s5 +\p +\v 11 فَارْتَحَلَ مِنْ صُرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ سِتُّ مِئَةِ رَجُلٍ مُدَجَّجِينَ بِالسِّلاحِ مِنْ سِبْطِ دَانٍ. +\v 12 وَعَسْكَرُوا فِي قَرْيَةِ يَعَارِيمَ فِي يَهُوذَا، فَدُعِيَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ مُخَيَّمَ دَانٍ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، وَهُوَ يَقَعُ وَرَاءَ قَرْيَةِ يَعَارِيمَ. +\s5 +\v 13 وَاجْتَازُوا مِنْ هُنَاكَ إِلَى جَبَلِ أَفْرَايِمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ مِيخَا. +\p +\v 14 فَقَالَ الرِّجَالُ الْخَمْسَةُ الَّذِينَ ذَهَبُوا لاِسْتِكْشَافِ أَرْضِ لايِشَ لِقَوْمِهِمْ: «أَتَعْلَمُونَ أَنَّ فِي هَذِهِ الْبُيُوتِ أَفُوداً وَتَرَافِيمَ وَتِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَآخَرَ مَسْبُوكاً، فَانْظُرُوا مَاذَا تَفْعَلُونَ». +\s5 +\v 15 فَاتَّجَهُوا نَحْوَ الْبُيُوتِ وَجَاءُوا إِلَى مَنْزِلِ الشَّابِّ اللّاوِيِّ فِي بَيْتِ مِيخَا وَسَلَّمُوا عَلَيْهِ. +\v 16 وَبَقِيَ الرِّجَالُ الدَّانِيُّونَ الْمُسَلَّحُونَ السِّتُّ مِئَةٍ وَاقِفِينَ عِنْدَ مَدْخَلِ الْبَابِ +\s5 +\v 17 فَدَخَلَ الرِّجَالُ الْخَمْسَةُ الَّذِينَ ذَهَبُوا لاِسْتِكْشَافِ الأَرْضِ إِلَى مَوْضِعِ الْمَعْبَدِ، وَأَخَذُوا التِّمْثَالَيْنِ الْمَنْحُوتَ وَالْمَسْبُوكَ وَالأَفُودَ وَالتَّرَافِيمَ، بَيْنَمَا كَانَ الْكَاهِنُ وَاقِفاً عِنْدَ مَدْخَلِ الْبَابِ مَعَ السِّتِّ مِئَةِ رَجُلٍ الْمُدَجَّجِينَ بِالسِّلاحِ. +\v 18 وَإِذْ رَآهُمُ الْكَاهِنُ قَدْ دَخَلُوا بَيْتَ مِيخَا وَأَخَذُوا التِّمْثَالَيْنِ الْمَنْحُوتَ وَالْمَسْبُوكَ وَالأَفُودَ وَالتَّرَافِيمَ، سَأَلَهُمْ: «مَاذَا تَفْعَلُونَ؟» +\s5 +\v 19 فَقَالُوا لَهُ: «اصْمُتْ. لَا تَنْطِقْ بِكَلِمَةٍ. تَعَالَ مَعَنَا وَكُنْ لَنَا مُرْشِداً وَكَاهِناً. أَيُّهُمَا خَيْرٌ لَكَ: أَنْ تَكُونَ كَاهِناً لِبَيْتِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، أَمْ تَكُونَ كَاهِناً لِسِبْطٍ وَعَشِيرَةٍ فِي إِسْرَائِيلَ؟» +\v 20 فَاغْتَبَطَ قَلْبُ الْكَاهِنِ لِلأَمْرِ، وَأَخَذَ الأَفُودَ وَالتَّرَافِيمَ وَالتِّمْثَالَ الْمَنْحُوتَ وَانْضَمَّ إِلَى الْقَوْمِ. +\s5 +\v 21 ثُمَّ انْطَلَقُوا فِي طَرِيقِهِمْ بَعْدَ أَنْ جَعَلُوا أَطْفَالَهُمْ وَمَوَاشِيَهُمْ وَمَؤُونَتَهُمْ فِي الطَّلِيعَةِ. +\p +\v 22 وَلَمَّا ابْتَعَدُوا عَنْ بَيْتِ مِيخَا تَجَمَّعَ رِجَالُ الْحَيِّ الَّذِي فِيهِ بَيْتُ مِيخَا وَتَعَقَّبُوا أَبْنَاءَ دَانٍ حَتَّى أَدْرَكُوهُمْ. +\v 23 وَصَاحُوا بِهِمْ، فَسَأَلَ الدَّانِيُّونَ مِيخَا: «مَالَكَ تَصْرُخُ؟ وَمَاذَا يُزْعِجُكَ حَتَّى تَعَقَّبْتَنَا بِهَذِهِ الشِّرْذِمَةِ مِنَ الْمُحَارِبِينَ؟» +\s5 +\v 24 فَأَجَابَ: «لَقَدْ أَخَذْتُمْ آلِهَتِي الَّتِي صَنَعْتُهَا، وَكَذَلِكَ الْكَاهِنَ، وَمَضَيْتُمْ. فَمَاذَا بَقِيَ لِي؟ فَكَيْفَ تَسْأَلُونَنِي: مَالَكَ؟» +\v 25 فَقَالَ لَهُ الدَّانِيُّونَ: «لا تَرْفَعْ صَوْتَكَ بَيْنَنَا لِئَلّا تُثِيرَ غَضَبَ رِجَالٍ أَفْظَاظِ الطِّبَاعِ فَيُهَاجِمُوكَ وَيَقْتُلُوكَ مَعَ أَهْلِ بَيْتِكَ». +\v 26 وَانْطَلَقَ الدَّانِيُّونَ فِي طَرِيقِهِمْ. وَلَمَّا رَأَى مِيخَا أَنَّهُمْ أَقْوَى مِنْ أَنْ يَتَغَلَّبَ عَلَيْهِمْ رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ. +\s5 +\p +\v 27 أَمَّا الدَّانِيُّونَ فَقَدْ أَقْبَلُوا إِلَى لايِشَ وَمَعَهُمْ أَصْنَامُ مِيخَا وَالْكَاهِنُ، فَوَجَدُوا شَعْبَهَا آمِناً مُطْمَئِنّاً مُسَالِماً، فَهَاجَمُوهَا وَقَتَلُوا أَهْلَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَأَحْرَقُوهَا. +\v 28 وَلَمْ يَهُبَّ أَحَدٌ لِإِنْقَاذِهَا لأَنَّهَا كَانَتْ بَعِيدَةً عَنْ صِيدُونَ، وَلَمْ يَعْقِدْ أَهْلُهَا أَحْلافاً مَعَ أَحَدٍ. وَكَانَتِ الْمَدِينَةُ تَقَعُ فِي الْوَادِي الَّذِي فِيهِ بَيْتُ رَحُوبَ. وَأَعَادَ الدَّانِيُّونَ بِنَاءَ الْمَدِينَةِ وَأَقَامُوا فِيهَا، +\v 29 وَدَعَوْهَا دَاناً بِاسْمِ دَانٍ أَبِيهِمْ الَّذِي أَنْجَبَهُ إِسْرَائِيلُ، أَمَّا اسْمُهَا الْقَدِيمُ فَكَانَ لايِشَ. +\s5 +\v 30 وَنَصَبَ أَبْنَاءُ دَانٍ لأَنْفُسِهِمِ التِّمْثَالَ الْمَنْحُوتَ، وَظَلَّ يَهُونَاثَانُ ابْنُ جَرْشُومَ بْنِ مَنَسَّى وَبَنُوهُ مِنْ بَعْدِهِ كَهَنَةً لِسِبْطِ الدَّانِيِّينَ إِلَى يَوْمِ سَبْيِ الْبِلادِ. +\v 31 وَنَصَبُوا تِمْثَالَ مِيخَا الْمَنْحُوتَ الَّذِي صَنَعَهُ، طَوَالَ الْحِقْبَةِ الَّتِي كَانَ فِيهَا بَيْتُ اللهِ فِي شِيلُوهَ. + +\s5 +\c 19 +\s1 اللاوي وسريته +\p +\v 1 وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ الَّتِي لَمْ يَكُنْ فِيهَا مَلِكٌ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، كَانَ رَجُلٌ لاوِيٌّ مُتَغَرِّباً فِي الْمِنْطَقَةِ النَّائِيَةِ مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ، فَاتَّخَذَ لَهُ مَحْظِيَّةً مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا. +\v 2 وَلَكِنَّهَا غَضِبَتْ مِنْهُ فَلَجَأَتْ إِلَى بَيْتِ أَبِيهَا فِي بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا حَيْثُ مَكَثَتْ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. +\s5 +\v 3 ثُمَّ أَخَذَ زَوْجُهَا خَادِمَهُ وَحِمَارَيْنِ وَتَوَجَّهَ إِلَى بَيْتِ أَبِيهَا لِيَسْتَرْضِيَهَا، فَدَعَتْهُ لِلدُّخُولِ إِلَى بَيْتِ أَبِيهَا الَّذِي سُرَّ بِلِقَائِهِ. +\v 4 وَأَلَحَّ عَلَيْهِ وَالِدُ الْفَتَاةِ فِي الْبَقَاءِ، فَمَكَثَ مَعَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ حَيْثُ أَكَلُوا جَمِيعاً وَشَرِبُوا وَقَضَوْا لَيَالِيَهُمْ هُنَاكَ. +\s5 +\v 5 وَفِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ قَامَ مُبَكِّراً لِلذِّهَابِ، فَقَالَ وَالِدُ الْفَتَاةِ لِصِهْرِهِ: «كُلْ لُقْمَةَ خُبْزٍ تَسْنِدُ بِها قَلْبَكَ وَمِنْ ثَمَّ تَمْضُونَ» +\v 6 فَجَلَسَا وَأَكَلا وَشَرِبَا مَعاً، ثُمَّ قَالَ لَهُ حَمُوهُ: «إِنْ رَاقَ لَكَ الأَمْرُ، بِتْ عِنْدَنَا وَلْتَطِبْ نَفْسُكَ». +\s5 +\v 7 وَعِنْدَمَا هَمَّ الرَّجُلُ بِالذَّهَابِ أَلَحَّ عَلَيْهِ حَمُوهُ، فَرَضَخَ وَقَضَى لَيْلَتَهُ هُنَاكَ. +\v 8 ثُمَّ نَهَضَ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسِ مُبَكِّراً تَأَهُّباً لِلرَّحِيلِ، فَقَالَ أَبُو الْفَتَاةِ: «تَنَاوَلْ لُقْمَةً تَسْنِدُ بِها قَلْبَكَ، وَانْطَلِقُوا عِنْدَ الْغُرُوبِ». فَبَقِيَ الرَّجُلُ وَأَكَلا مَعاً. +\s5 +\v 9 ثُمَّ هَبَّ الرَّجُلُ لِلارْتِحَالِ هُوَ وَمَحْظِيَّتُهُ وَغُلامُهُ. فَقَالَ لَهُ حَمُوهُ: «لَقَدْ مَالَتِ الشَّمْسُ إِلَى الْمَغِيبِ، فَبِيتُوا هُنَا وَلْيَطِبْ قَلْبُكَ، وَغَداً تَرْحَلُونَ مُبَكِّرِينَ نَحْوَ خَيْمَتِكَ». +\s5 +\v 10 فَأَبَى الرَّجُلُ الْبَقَاءَ، وَانْطَلَقُوا جَمِيعاً حَتَّى جَاءُوا إِلَى مُقَابِلِ يَبُوسَ الَّتِي هِيَ أُورُشَلِيمُ وَمَعَهُ حِمَارَانِ مُسْرَجَانِ وَمَحْظِيَّتُهُ. +\p +\v 11 وَفِيمَا هُمْ بِجِوَارِ يَبُوسَ وَقَدْ كَادَ النَّهَارُ أَنْ يَغْرُبَ، قَالَ الْخَادِمُ لِسَيِّدِهِ: «تَعَالَ نَدْخُلُ إِلَى مَدِينَةِ الْيَبُوسِيِّينَ وَنَقْضِي لَيْلَتَنَا فِيهَا». +\s5 +\v 12 فَأَجَابَهُ سَيِّدُهُ: «لا، لَنْ نَدْخُلَ مَدِينَةً غَرِيبَةً لَا يُقِيمُ فِيهَا إِسْرَائِيلِيٌّ وَاحِدٌ، بَلْ لِنَعْبُرْ إِلَى جِبْعَةَ. +\v 13 دَعْنَا نُتَابِعُ تَقَدُّمَنَا فَنَبِيتُ فِي جِبْعَةَ أَوِ الرَّامَةِ». +\s5 +\v 14 وَوَاصَلُوا السَّيْرَ حَتَّى بَلَغُوا جِبْعَةَ بِنْيَامِينَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ. +\p +\v 15 فَدَخَلُوا إِلَيْهَا لِيَجِدُوا لَهُمْ مَأْوىً فِيهَا، وَجَلَسُوا فِي سَاحَةِ الْمَدِينَةِ فَلَمْ يَسْتَضِفْهُمْ أَحَدٌ فِي بَيْتِهِ. +\s5 +\v 16 وَفِيمَا هُمْ كَذَلِكَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ عَجُوزٌ قَادِمٌ مِنَ الْعَمَلِ فِي حَقْلِهِ عِنْدَ الْمَسَاءِ. وَكَانَ الرَّجُلُ أَصْلاً مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ، مُتَغَرِّباً فِي جِبْعَةَ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ بِنْيَامِينِيِّينَ. +\v 17 هَذَا وَجَدَهُمْ جَالِسِينَ فِي سَاحَةِ الْمَدِينَةِ، فَسَأَلَهُمْ: «إِلَى أَيْنَ أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ، وَمِنْ أَيْنَ أَتَيْتُمْ؟» +\s5 +\v 18 فَأَجَابَهُ الرَّجُلُ الْمُسَافِرُ: «نَحْنُ فِي طَرِيقِنَا مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا إِلَى الْجَانِبِ النَّائِي مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ حَيْثُ أُقِيمُ، وَقَدْ ذَهَبْتُ إِلَى بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا، وَأَنَا الآنَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يَسْتَضِيفُنِي فِي بَيْتِهِ، +\v 19 مَعَ أَنَّ لَدَيْنَا عَلَفاً وَتِبْناً لِحَمِيرِنَا، وَكَذَلِكَ خُبْزاً لِي وَلأَمَتِكَ وَلِلْغُلامِ، فَلَسْنَا فِي حَاجَةٍ إِلَى شَيْءٍ». +\s5 +\v 20 فَقَالَ الشَّيْخُ: «أَهْلاً بِكَ فِي بَيْتِي. لَا تَبِتْ فِي السَّاحَةِ، وَأَنَا أُقَدِّمُ لَكَ كُلَّ مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ». +\v 21 وَاسْتَضَافَهُمْ فِي بَيْتِهِ وَعَلَفَ حَمِيرَهُمْ، فَغَسَلُوا أَرْجُلَهُمْ وَتَنَاوَلُوا طَعَاماً وَشَرَاباً. +\s5 +\p +\v 22 وَفِيمَا هُمْ يَتَنَادَمُونَ إِذَا بِجَمَاعَةٍ مِنْ أَوْغَادِ الْمَدِينَةِ يُحَاصِرُونَ الْبَيْتَ طَارِقِينَ عَلَى الْبَابِ صَائِحِينَ بِالرَّجُلِ الشَّيْخِ صَاحِبِ الْمَنْزِلِ: «أَخْرِجْ إِلَيْنَا الرَّجُلَ الَّذِي اسْتَضَفْتَهُ لِنُعَاشِرَهُ» +\v 23 فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ صَاحِبُ الْبَيْتِ وَقَالَ لَهُمْ: «لا يَا إِخْوَتِي. لَا تَرْتَكِبُوا هَذَا الْعَمَلَ الْمُشِينَ، فَالرَّجُلُ ضَيْفِي وَقَدْ دَخَلَ بَيْتِي. +\s5 +\v 24 هُوَذَا ابْنَتِي الْعَذْرَاءُ وَمَحْظِيَّتُهُ، فَدَعُونِي أُخْرِجُهُمَا لَكُمْ فَتَمَتَّعُوا بِهِمَا وَافْعَلُوا مَا يَحْلُو لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَرْتَكِبُوا هَذَا الْعَمَلَ الْقَبِيحَ بِهَذَا الرَّجُلِ». +\v 25 غَيْرَ أَنَّ الرِّجَالَ الأَوْغَادَ رَفَضُوا الاسْتِمَاعَ إِلَيْهِ. فَمَا كَانَ مِنَ الرَّجُلِ الضَّيْفِ إِلّا أَنْ أَخْرَجَ لَهُمْ مَحْظِيَّتَهُ، فَظَلُّوا يَتَنَاوَبُونَ عَلَى اغْتِصَابِهَا طَوَالَ اللَّيْلِ حَتَّى انْبِلاجِ الصَّبَاحِ، وَعِنْدَ بُزُوغِ الْفَجْرِ أَطْلَقُوهَا. +\v 26 وَأَقْبَلَتِ الْمَرْأَةُ عِنْدَ طُلُوعِ الصَّبَاحِ إِلَى بَيْتِ الرَّجُلِ الشَّيْخِ حَيْثُ سَيِّدُهَا مُقِيمٌ، وَتَهَالَكَتْ عِنْدَ الْبَابِ حَتَّى شُرُوقِ النَّهَارِ. +\s5 +\v 27 فَنَهَضَ سَيِّدُهَا فِي الصَّبَاحِ، وَعِنْدَمَا فَتَحَ أَبْوَابَ الْبَيْتِ وَخَرَجَ لِمُتَابَعَةِ طَرِيقِهِ عَثَرَ عَلَى مَحْظِيَّتِهِ سَاقِطَةً عِنْدَ بَابِ الْبَيْتِ، وَيَدَاهَا عَلَى الْعَتَبَةِ. +\v 28 فَقَالَ لَهَا: «انْهَضِي لِنَذْهَبَ». فَلَمْ تُجِبْهُ (لأَنَّهَا كَانَتْ قَدْ فَارَقَتِ الْحَيَاةَ) فَحَمَلَهَا عَلَى الْحِمَارِ وَانْطَلَقَ إِلَى حَيْثُ يَقْطُنُ. +\s5 +\p +\v 29 وَمَا إِنْ بَلَغَ بَيْتَهُ حَتَّى تَنَاوَلَ سِكِّيناً، وَشَرَعَ فِي تَقْطِيعِ مَحْظِيَّتِهِ إِلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قِطْعَةً مَعَ عِظَامِهَا، وَوَزَّعَهَا عَلَى جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ، +\v 30 فَقَالَ كُلُّ مَنْ شَاهَدَ إِحْدَى هَذِهِ الْقِطَعِ: «لَمْ يُشْهَدْ أَوْ يَحْدُثْ مِثْلُ هَذَا الأَمْرِ مُنْذُ صُعُودِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. فَتَبَصَّرُوا وَتَشَاوَرُوا وَاتَّخِذُوا قَرَاراً». + +\s5 +\c 20 +\s1 بنو إسرائيل يحاربون البنيامينيين +\p +\v 1 وَخَرَجَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جَمِيعُهُمْ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ قَادِمِينَ مِنْ دَانٍ فِي الشِّمَالِ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ فِي الْجَنُوبِ، وَمِنْ أَرْضِ جِلْعَادَ أَيْضاً، وَمَثَلُوا أَمَامَ الرَّبِّ فِي الْمِصْفَاةِ. +\v 2 وَاحْتَشَدَ زُعَمَاءُ الشَّعْبِ مَعَ أَرْبَعِ مِئَةِ أَلْفٍ مِنْ مُحَارِبِي أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\v 3 فَبَلَغَ النَّبَأُ سِبْطَ بِنْيَامِينَ أَنَّ الْمُحَارِبِينَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدْ تَجَمَّعُوا فِي الْمِصْفَاةِ. وَقَالَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ: «قُصُّوا عَلَيْنَا كَيْفَ حَدَثَتْ هَذِهِ الْقَبَاحَةُ؟» +\v 4 فَأَجَابَ زَوْجُ الْقَتِيلَةِ: «دَخَلْتُ أَنَا وَمَحْظِيَّتِي إِلَى جِبْعَةَ بِنْيَامِينَ لِنَقْضِيَ لَيْلَتَنَا، +\s5 +\v 5 فَثَارَ عَلَيَّ رِجَالٌ مِنْ جِبْعَةَ وَحَاصَرُونِي بِالْبَيْتِ لَيْلاً، وَهَمُّوا بِقَتْلِي وَاغْتَصَبُوا مَحْظِيَّتِي حَتَّى مَاتَتْ. +\v 6 فَأَخَذْتُهَا وَقَطَّعْتُهَا وَوَزَّعْتُهَا فِي جَمِيعِ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُمُ ارْتَكَبُوا قَبَاحَةً وَفُجُوراً فِي إِسْرَائِيلَ. +\v 7 وَالآنَ تَبَصَّرُوا بِالأَمْرِ يَا أَبْنَاءَ إِسْرَائِيلَ وَاحْكُمُوا». +\s5 +\v 8 فَهَبَّ الْمُحَارِبُونَ، كَرَجُلٍ وَاحِدٍ، وَهَتَفُوا: «لَنْ يَرْجِعَ أَحَدٌ مِنَّا إِلَى خَيْمَتِهِ أَوْ بَيْتِهِ، +\v 9 قَبْلَ أَنْ نُعَاقِبَ أَهْلَ جِبْعَةَ عَلَى مَا اقْتَرَفُوهُ. سَنُلْقِي قُرْعَةً +\s5 +\v 10 لِنَخْتَارَ عَشَرَةَ رِجَالٍ مِنْ كُلِّ مِئَةٍ مِنْ مُحَارِبِي كُلِّ سِبْطٍ، وَمِئَةً مِنْ كُلِّ أَلْفٍ، وَأَلْفاً مِنْ كُلِّ عَشَرَةِ آلافٍ لِلإِشْرَافِ عَلَى تَمْوِينِ الْمُحَارِبِينَ بِالْمَؤُونَةِ، بَيْنَمَا يَقُومُ بَقِيَّةُ الْجَيْشِ بِمُعَاقَبَةِ جِبْعَةَ بِنْيَامِينَ عَلَى الْقَبَاحَةِ الَّتِي ارْتَكَبَتْهَا فِي إِسْرَائِيلَ». +\v 11 وَهَكَذَا احْتَشَدَ كُلُّ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ ضِدَّ الْمَدِينَةِ، وَاتَّحَدُوا كَأَنَّهُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ. +\s5 +\v 12 وَبَعَثَ أَسْبَاطُ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى جَمِيعِ عَشَائِرِ بِنْيَامِينَ قَائِلِينَ: «مَا هَذَا الشَّرُّ الَّذِي تَفَشَّى بَيْنَكُمْ؟ +\v 13 لِذَلِكَ، سَلِّمُوا الأَوْغَادَ بَنِي بَلِيَّعَالَ الْمُقِيمِينَ فِي جِبْعَةَ لِكَي نَقْتُلَهُمْ وَنَسْتَأْصِلَ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيلَ». فَأَبَى الْبَنْيَامِينِيُّونَ الاسْتِجَابَةَ إِلَى طَلَبِ إِخْوَتِهِمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\p +\v 14 وَتَقَاطَرُوا مِنْ سَائِرِ الْمُدُنِ إِلَى جِبْعَةَ تَأَهُّباً لِمُحَارَبَةِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ. +\s5 +\v 15 وَبَلَغَ عَدَدُ مُحَارِبِي بَنِي بِنْيَامِينَ الْوَافِدِينَ مِنَ الْمُدُنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ سِتَّةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ مُحَارِبٍ، فَضْلاً عَنْ أَهْلِ جِبْعَةَ الْبَالِغِينَ سَبْعَ مِئَةِ رَجُلٍ مِنْ خِيرَةِ الْمُحَارِبِينَ. +\v 16 وَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ جَيْشِ بِنْيَامِينَ سَبْعُ مِئَةِ رَجُلٍ أَعْسَرَ مُنْتَخَبُونَ لِرَمْيِ الْحَجَرِ بِالْمِقْلاعِ، لِمَهَارَتِهِمْ فِي إِصَابَةِ الْهَدَفِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخْطِئُوا وَلَوْ بِمِقْدَارِ شَعْرَةٍ. +\s5 +\p +\v 17 أَمَّا جَيْشُ إِسْرَائِيلَ، بِاسْتِثْنَاءِ بِنْيَامِينَ، فَقَدْ بَلَغَ عَدَدُهُ أَرْبَعَ مِئَةِ أَلْفٍ، وَكُلُّهُمْ رِجَالُ حَرْبٍ. +\p +\v 18 فَانْطَلَقَ هَؤُلاءِ إِلَى بَيْتِ إِيلَ لِيَسْتَشِيروا اللهَ قَائِلِينَ: «مَنْ يَذْهَبُ أَوَّلاً لِمُحَارَبَةِ بِنْيَامِينَ؟» فَأَجَابَ الرَّبُّ: «يَهُوذَا أَوَّلاً». +\s5 +\v 19 فَبَكَّرَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي الصَّبَاحِ وَأَحَاطُوا بِجِبْعَةَ. +\v 20 وَاصْطَفَّ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ مُتَأَهِّبِينَ لِمُحَارَبَةِ الْبَنْيَامِينِيِّيِنَ عِنْدَ جِبْعَةَ. +\v 21 فَانْدَفَعَ بَنُو بِنْيَامِينَ نَحْوَهُمْ، وَأَهْلَكُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلَفَ رَجُلٍ. +\s5 +\v 22 وَتَشَجَّعَ جَيْشُ إِسْرَائِيلَ، وَعَادُوا فَاصْطَفُّوا فِي نَفْسِ الْمَوْضِعِ الَّذِي اصْطَفُّوا فِيهِ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ. +\v 23 وَبَكَوْا أَمَامَ الرَّبِّ إِلَى الْمَسَاءِ طَالِبِينَ مَشُورَتَهُ قَائِلِينَ: «هَلْ نَعُودُ لِمُحَارَبَةِ إِخْوَتِنَا بَنِي بِنْيَامِينَ؟» فَقَالَ الرَّبُّ: «اهْجُمُوا عَلَيْهِمْ». +\s5 +\v 24 فَتَقَدَّمَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ لِمُحَارَبَةِ الْبَنْيَامِينِيِّينَ فِي الْيَوْمِ التَّالِي. +\v 25 فَانْدَفَعَ الْبَنْيَامِينِيُّونَ نَحْوَهُمْ وَقَتَلُوا مِنْهُمْ أَيْضاً ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ، وَكُلُّهُمْ مِنَ الْمُقَاتِلِينَ بِالسَّيْفِ. +\s5 +\v 26 فَتَوَجَّهَ جَمِيعُ الشَّعْبِ مِنَ الْمُحَارِبِينَ إِلَى بَيْتِ إِيلَ وَبَكَوْا وَمَثَلُوا أَمَامَ الرَّبِّ صَائِمِينَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى الْمَسَاءِ، ثُمَّ أَصْعَدُوا لِلرَّبِّ مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلامٍ. +\s5 +\v 27 وَاسْتَشَارَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الرَّبَّ. وَكَانَ تَابُوتُ عَهْدِ الرَّبِّ مَازَالَ آنَئِذٍ هُنَاكَ. +\v 28 وَفِينْحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ بْنِ هرُونَ هُوَ الْكَاهِنُ الْوَاقِفُ عَلَى خِدْمَتِهِ. وَسَأَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الرَّبَّ: «هَلْ نَعُودُ لِمُحَارَبَةِ إِخْوَتِنَا بَنِي بِنْيَامِينَ أَمْ نَكُفُّ عَنْ قِتَالِهِمْ؟» فَأَجَابَ الرَّبُّ: «قَاتِلُوهُمْ لأَنِّي غَداً أَنْصُرُكُمْ عَلَيْهِمْ». +\s5 +\p +\v 29 وَنَصَبَ الإِسْرَائِيِليُّونَ كَمِيناً حَوْلَ جِبْعَةَ، +\v 30 وَتَقَدَّمُوا لِمُحَارَبَةِ بَنِي بِنْيَامِينَ وَاصْطَفُّوا عِنْدَ جِبْعَةَ كَالْمَرَّتَيْنِ الأُوْلَيَيْنِ +\s5 +\v 31 فَانْدَفَعَ الْبَنْيَامِينِيُّونَ لِمُهَاجَمَتِهِمْ، وَابْتَعَدُوا عَنِ الْمَدِينَةِ وَرَاءَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي الطَّرِيقِ الْمُفْضِيَةِ إِلَى بَيْتِ إِيلَ، وَالطَّرِيقِ الأُخْرَى الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى جِبْعَةَ عَبْرَ الْحَقْلِ، وَشَرَعُوا يُهَاجِمُونَ الْجَيْشَ الإِسْرَائِيلِيَّ كَالْمَرَّتَيْنِ السَّابِقَتَيْنِ، فَقَتَلُوا مِنْهُمْ نَحْوَ ثَلاثِينَ رَجُلاً. +\s5 +\v 32 وَاعْتَقَدَ بَنُو بِنْيَامِينَ أَنَّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ مُنْهَزِمُونَ أَمَامَهُمْ كَمَا حَدَثَ سَابِقاً، فِي حِينِ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَظَاهَرُوا بِالْهَرَبِ أَمَامَهُمْ قَائِلِينَ: «لِنَجْتَذِبْهُمْ بَعِيداً عَنِ الْمَدِينَةِ إِلَى الطُّرُقِ». +\v 33 وَهَبَّ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَمَاكِنِهِمْ وَاصْطَفُّوا فِي بَعْلِ تَامَارَ، وَوَثَبَ كَمِينُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مَرَاصِدِهِ مِنْ عَرَاءِ جِبْعَةَ. +\s5 +\v 34 وَتَقَدَّمَ عَشْرَةُ آلافِ رَجُلٍ مِنْ خِيرَةِ مُحَارِبِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مُقَابِلِ جِبْعَةَ، فَاشْتَدَّتِ الْمَعْرَكَةُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُدْرِكَ الْبَنْيَامِينِيُّونَ أَنَّ الْكَارِثَةَ قَدْ أَحَاقَتْ بِهِمْ. +\p +\v 35 وَهَزَمَ الرَّبُّ بِنْيَامِينَ أَمَامَ إِسْرَائِيلَ فَأَهْلَكُوا مِنْهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَمِئَةَ رَجُلٍ، وَكُلُّهُمْ مِنْ رِجَالِ السَّيْفِ. +\s5 +\v 36 عِنْدَئِذٍ أَدْرَكَ الْبَنْيَامِينِيُّونَ أَنَّهُمْ قَدْ هُزِمُوا. وَكَانَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ قَدْ تَظَاهَرُوا بِالتَّقَهْقُرِ اعْتِمَاداً عَلَى الْكَمِينِ الَّذِي نَصَبُوهُ حَوْلَ جِبْعَةَ. +\v 37 وَمَا لَبِثَ الْكَمِينُ أَنِ اقْتَحَمَ جِبْعَةَ وَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. +\v 38 وَكَانَ الاتِّفَاقُ بَيْنَ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ وَبَيْنَ الْكَمِينِ أَنْ يُصْعِدَ الْكَمِينُ حَالَ اقْتِحَامِهِ لِلْمَدِينَةِ عَمُوداً مُتَكَاثِفاً مِنَ الدُّخَانِ. +\s5 +\v 39 فَلَمَّا تَقَهْقَرَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي الْحَرْبِ، شَرَعَ الْبَنْيَامِينِيُّونَ فِي مُطَارَدَتِهِمْ فَقَتَلُوا مِنْهُمْ نَحَوَ ثَلاثِينَ رَجُلاً، اعْتِقَاداً مِنْهُمْ أَنَّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ مُنْهَزِمُونَ أَمَامَهُمْ كَمَا حَدَثَ فِي الْمَعَارِكِ الأُولَى. +\s5 +\v 40 وَلَكِنْ عِنْدَمَا ابْتَدَأَ عَمُودُ الدُّخَانِ يَتَصَاعَدُ مِنَ الْمَدِينَةِ الْتَفَتَ بَنُو بِنْيَامِينَ وَرَاءَهُمْ وَإذَا بِالدُّخَانِ يَرْتَفِعُ نَحْوَ عَنَانِ السَّمَاءِ مِنْ كُلِّ أَرْجَاءِ الْمَدِينَةِ. +\v 41 فَانْكَفَأَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ عَلَى الْبَنْيَامِينِيِّينَ الَّذِينَ فَرُّوا مَرْعُوبِينَ لأَنَّهُمْ أَدْرَكُوا أَنَّ الْكَارِثَةَ قَدْ أَحَاقَتْ بِهِمْ. +\s5 +\v 42 وَتَقَهْقَرُوا أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي طَرِيقِ الصَّحْرَاءِ. وَلَكِنَّ الْحَرْبَ أَدْرَكَتْهُمْ، وَخَرَجَ رِجَالُ الْكَمِينِ مِنَ الْمُدُنِ وَقَطَعُوا عَلَيْهِمِ الطَّرِيقَ، فَهَلَكَ الْبَنْيَامِينِيُّونَ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ. +\s5 +\v 43 وَهَكَذَا حَاصَرُوا بَنِي بِنْيَامِينَ وَتَعَقَّبُوهُمْ بِسُهُولَةٍ، وَأَدْرَكُوهُمْ مُقَابِلَ جِبْعَةَ شَرْقاً. +\v 44 فَقُتِلَ مِنْهُمْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ مِنْ جَبَابِرَةِ الْقِتَالِ. +\s5 +\v 45 وَعِنْدَمَا وَلَّتْ فُلُولُهُمْ هَارِبَةً إِلَى الصَّحْرَاءِ إِلَى صَخْرَةِ رِمُّونَ، تَمَكَّنَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنَ الْقَضَاءِ عَلَى خَمْسَةِ آلافٍ مِنْهُمْ فِي الطَّرِيقِ، ثُمَّ جَدُّوا فِي تَعَقُّبِهِمْ إِلَى جِدْعُومَ فَقَتَلُوا مِنْهُمْ أَيْضاً أَلْفَيْ رَجُلٍ. +\v 46 فَكَانَتْ جُمْلَةُ الْمَقْتُولِينَ مِنَ الْبَنْيَامِينِيِّينَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُلٍ مِنَ الْمُحَارِبِينَ بِالسَّيْفِ، وَجَمِيعُهُمْ جَبَابِرَةُ قِتَالٍ. +\s5 +\v 47 وَتَمَكَّنَ سِتُّ مِئَةِ رَجُلٍ مِنْهُمْ مِنَ الْهَرَبِ وَاللُّجُوءِ إِلَى صَخْرَةِ رِمُّونَ فَأَقَامُوا هُنَاكَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. +\v 48 وَارْتَدَّ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى مُدُنِ بِنْيَامِينَ وَقَضَوْا عَلَى أَهَالِيهَا قَاطِبَةً بِحَدِّ السَّيْفِ، وَذَبَحُوا الْبَهَائِمَ وَكُلَّ مَا وُجِدَ فِيهَا، وَأَحْرَقُوهَا بِالنَّارِ. + +\s5 +\c 21 +\s1 زوجات للبنيامينيين +\p +\v 1 وَأَقْسَمَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ فِي الْمِصْفَاةِ أَلّا يُزَوِّجَ أَحَدٌ مِنْهُمُ ابْنَتَهُ لأَيِّ رَجُلٍ مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ. +\p +\v 2 فَاجتَمَعُوا فِي بَيْتِ إِيلَ وَمَثَلُوا أَمَامَ الرَّبِّ بَاكِينَ بِمَرَارَةٍ حَتَّى الْمَسَاءِ، +\v 3 قَائِلِينَ: «لِمَاذَا يَا رَبُّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ حَدَثَتْ هَذِهِ الْكَارِثَةُ فِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَفْنَى أَحَدُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ؟» +\s5 +\v 4 وَبَكَّرَ الْقَوْمُ فِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي وَبَنَوْا هُنَاكَ مَذْبَحاً قَدَّمُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلامٍ. +\v 5 وَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ: «هَلْ تَغَيَّبَ أَحَدٌ مِنْ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ عَنْ حُضُورِ اجْتِمَاعِنَا أَمَامَ الرَّبِّ فِي الْمِصْفَاةِ، لأَنَّنَا أَقْسَمْنَا يَمِيناً مُغْلَظَةً أَنْ نَقْتُلَ كُلَّ مَنْ تَغَيَّبَ عَنِ الْحُضُورِ؟» +\s5 +\v 6 وَاعْتَرَى النَّدَمُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى إِخْوَتِهِمْ بَنِي بِنْيَامِينَ قَائِلِينَ: «قَدِ انْقَرَضَ الْيَوْمَ أَحَدُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ +\v 7 فَمَاذَا نَعْمَلُ لِلْبَقِيَّةِ الْبَاقِيَةِ مِنْهُمْ لِنُزَوِّجَهُمْ، وَقَدْ حَلَفْنَا نَحْنُ بِالرَّبِّ أَلّا نُعْطِيَهُمْ بَنَاتِنَا؟». +\s5 +\p +\v 8 وَتَسَاءَلُوا: «أَيُّ سِبْطٍ مِنْ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَصْعَدْ لِلْمُثُولِ أَمَامَ الرَّبِّ فِي الْمِصْفَاةِ؟» وَتَبَيَّنُوا أَنَّ أَحَداً مِنْ يَابِيشَ جِلْعَادَ لَمْ يَحْضُرْ، +\v 9 لأَنَّهُمْ حِينَ أَحْصَوْا الشَّعْبَ وَجَدُوا أَنَّ أَهْلَ يَابِيشَ جِلْعَادَ جَمِيعَهُمْ قَدْ تَخَلَّفُوا عَنِ الْحُضُورِ. +\v 10 فَأَرْسَلَتِ الْجَمَاعَةُ حَمْلَةً مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ مِنْ جَبَابِرَةِ الْقِتَالِ وَأَوْصَوْهُمْ قَائِلِينَ: «انْطَلِقُوا وَاقْضُوا عَلَى أَهْلِ يَابِيشَ جِلْعَادَ بَحَدِّ السَّيْفِ رِجَالاً وَنِسَاءً وَأَطْفَالاً. +\s5 +\v 11 اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَاشَرَتْ رَجُلاً». +\v 12 فَوَجَدُوا بَيْنَ أَهْلِ يَابِيشَ جِلْعَادَ أَرْبَعَ مِئَةِ فَتَاةٍ عَذْرَاءَ فَقَطْ لَمْ يُضَاجِعْنَ رَجُلاً، فَجَاءُوا بِهِنَّ إِلَى الْمُخَيَّمِ إِلَى شِيلُوهَ الَّتِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. +\s5 +\p +\v 13 وَبَعَثَتِ الْجَمَاعَةُ كُلُّهَا بِوَفْدٍ وَخَاطَبَتْ أَبْنَاءَ بِنْيَامِينَ الْمُعْتَصِمِينَ فِي صَخْرَةِ رِمُّونَ وَاسْتَدْعَتْهُمْ لِلصُّلْحِ. +\v 14 فَرَجَعَ الْبَنْيَامِينِيُّونَ آنَئِذٍ، فَأَعْطَوْهُمُ الْفَتَيَاتِ اللَّوَاتِي اسْتَحْيَوْهُنَّ مِنْ بَنَاتِ يَابِيشَ جِلْعَادَ فَلَمْ يَكْفِينَهُمْ +\v 15 وَانْتَابَ النَّدَمُ الشَّعْبَ مِنْ أَجْلِ مَا جَرَى لِبَنْيَامِينَ، لأَنَّ الرَّبَّ جَعَلَ ثُغْرَةً فِي أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\p +\v 16 فَقَالَ شُيُوخُ الْجَمَاعَةِ: «كَيْفَ نَحْصُلُ عَلَى زَوْجَاتٍ لِرِجَالِ بِنْيَامِينَ الْبَاقِينَ بَعْدَ أَنِ انْقَرَضَتِ النِّسَاءُ مِنْ سِبْطِهِمْ، +\v 17 إِذْ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ وَرَثَةٌ لِلنَّاجِينَ مِنْ بَنِي بِنْيَامِينَ، فَلا يَنْقَرِضُ سِبْطٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ، +\s5 +\v 18 لأَنَّنَا نَحْنُ لَا نَقْدِرُ أَنْ نُزَوِّجَهُمْ مِنْ بَنَاتِنَا بَعْدَ أَنْ أَقْسَمْنَا قَائِلِينَ: ’مَلْعُونٌ مَنْ يُزَوِّجُ امْرَأَةً لِرَجُلٍ بِنْيَامِينِيٍّ‘». +\p +\v 19 ثُمَّ قَالُوا: «هُنَاكَ احْتِفَالٌ سَنَوِيٌّ فِي شِيلُوهَ شِمَالِيَّ بَيْتِ إِيلَ شَرْقِيَّ الطَّرِيقِ الْمُتَّجِهَةِ مِنْ بَيْتِ إِيلَ إِلَى شَكِيمَ وَجَنُوبِيَّ لَبُونَةَ. +\s5 +\v 20 فَأَوْصَوْا بَنِي بِنْيَامِينَ قَائِلِينَ: انْطَلِقُوا إِلَى الْكُرُومِ وَاكْمِنُوا فِيهَا. +\v 21 وَانْتَظِرُوا حَتَّى إِذَا خَرَجَتْ بَنَاتُ شِيلُوهَ لِلرَّقْصِ فَانْدَفِعُوا أَنْتُمْ نَحْوَهُنَّ، وَاخْطِفُوا لأَنْفُسِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَةً وَاهْرُبُوا بِهِنَّ إِلَى أَرْضِ بِنْيَامِينَ. +\s5 +\v 22 فَإِذَا جَاءَ آبَاؤُهُنَّ أَوْ إِخْوَتُهُنَّ لِكَيْ يَشْكُوا إِلَيْنَا نُجِيبُهُمْ: تَعَطَّفُوا عَلَيْهِمْ مِنْ أَجْلِنَا، لأَنَّنَا لَمْ نَحْصُلْ عَلَى زَوْجَةٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي حَرْبِنَا مَعَ أَهْلِ يَابِيشَ جِلْعَادَ، وَأَنْتُمْ لَمْ تُزَوِّجُوهُمْ مِنْ بَنَاتِكُمْ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ فَتَأْثَمُوا». +\s5 +\v 23 وَهَكَذَا صَنَعَ رِجَالُ بِنْيَامِينَ، فَقَدِ اخْتَطَفُوا الْعَدَدَ الْكَافِي مِنَ الرَّاقِصَاتِ وَتَزَوَّجُوا مِنْهُنَّ، وَرَجَعُوا إِلَى دِيَارِهِمْ وَعَمَّرُوا الْمُدُنَ وَأَقَامُوا فِيهَا. +\v 24 ثُمَّ انْطَلَقَ بَنُو إِسْرَائِيلَ، مُنْذُ ذَلِكَ الْوَقْتِ، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى سِبْطِهِ وَعَشِيرَتِهِ، عَائِدِينَ إِلَى أَرْضِ مِيرَاثِهِمْ. +\s5 +\v 25 فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَمْ يَكُنْ مَلِكٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ مَا حَسُنَ فِي عَيْنَيْهِ. diff --git a/08-RUT.usfm b/08-RUT.usfm index 755a293..4fc6a70 100755 --- a/08-RUT.usfm +++ b/08-RUT.usfm @@ -1,123 +1,166 @@ -\id RUT - New Arabic Version (Ketab El Hayat)‎ +\id RUT - New Arabic Version (Ketab El Hayat)‎ \ide UTF-8 -\rem Copyright © ‎1988, 1997, 2012 by Biblica, Inc‎.®‎ -\h راعوث -\toc1 كِتَابُ رَاعُوثَ -\toc2 راعوث -\toc3 را -\mt1 كِتَابُ رَاعُوثَ -\imt مقدمة -\ip تدور أحداث هذا الكتاب في فترة حكم القضاة وفيه ينعكس مظهر آخر من مظاهر الفوضى التي عمت البلاد، غير أن هذا الكتاب لا يصور الجانب المأساوي الذي تخضبت فيه الأرض بالدماء المسفوكة من جراء شر بني إسرائيل، إنما يعرض علينا قصة رائعة اندمجت فيها المشاعر الإنسانية بصفاء وصدق. هذه القصة هي قصة راعوث التي صممت على ملازمة حماتها نعمي بعد أن نزلت بتلك المرأة، فكافأ الرب راعوث في شخص بوعز الذي تزوجها فأنجبت له ابناً. كما أثاب الرب نعمي فرزقها أحفاداً، وقد تحدر من سلالة هذه الأسرة الملك داود. -\ip إن محور هذا الكتاب يدور حول غنى بركات الله التي يجزلها للذين يسلكون بمقتضى فرائضه حتى في أثناء الأزمات والضيقات. إن القيم الإنسانية الأساس من محبة وإيمان وثقة وصلاح هي من ثمر الروح القدس، فتسري من جيل إلى جيل كضوء متألق يستهدي به من يبحث عن المعنى الأصيل للحياة. -\ie -\c 1 -\s1 نعمي تفقد زوجها وابنيها -\p -\v 1 وَعَمَّتْ مَجَاعَةٌ فِي الْبِلادِ فِي أَيَّامِ حُكْمِ الْقُضَاةِ، فَتَغَرَّبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا فِي أَرْضِ مُوآبَ مَعَ امْرَأَتِهِ وَابْنَيْهِ. -\v 2 وَكَانَ اسْمُ الرَّجُلِ أَلِيمَالِكَ وَاسْمُ امْرَأَتِهِ نُعْمِي، وَاسْمَا وَلَدَيْهِ مَحْلُونَ وَكِلْيُونَ، وَهُمْ أَفْرَاتِيُّونَ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا، فَارْتَحَلُوا إِلَى بِلادِ مُوآبَ وَأَقَامُوا فِيهَا. -\v 3 وَمَاتَ أَلِيمَالِكُ زَوْجُ نُعْمِي تَارِكاً زَوْجَتَهُ وَوَلَدَيْهِ -\v 4 اللَّذَيْنِ تَزَوَّجَا مِنِ امْرَأَتَيْنِ مُوآبِيَّتَيْنِ، اسْمُ إِحْدَاهُمَا عُرْفَةُ وَالأُخْرَى رَاعُوثُ. وَأَقَامَا هُنَاكَ نَحْوَ عَشْرِ سَنَوَاتٍ. -\v 5 ثُمَّ مَاتَ مَحْلُونُ وَكِلْيُونُ، وَهَكَذَا فَقَدَتِ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا وَابْنَيْهَا وَأَصْبَحَتْ وَحِيدَةً. -\s1 نعمي وراعوث تعودان إلى بيت لحم -\p -\v 6 وَسَمِعَتْ نُعْمِي وَهِيَ مَازَالَتْ فِي أَرْضِ مُوآبَ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ بَارَكَ شَعْبَهُ وَأَخْصَبَ أَرْضَهُمْ، -\v 7 فَقَامَتْ هِيَ وَكَنَّتَاهَا وَانْطَلَقَتْ مِنْ مُوآبَ نَحْوَ بِلادِهَا، وَرَافَقَتْهَا كَنَّتَاهَا فِي طَرِيقِ الْعَوْدَةِ إِلَى أَرْضِ يَهُوذَا. -\v 8 فَقَالَتْ نُعْمِي لِكَنَّتَيْهَا: «هَيَّا لِتَرْجِعْ كُلٌّ مِنْكُمَا إِلَى بَيْتِ أُمِّهَا، وَلْيُبَارِكْكُمَا الرَّبُّ كَمَا أَحْسَنْتُمَا إِلَيَّ وَإِلَى زَوْجَيْكُمَا الْمُتَوَفَّيَيْنِ. -\v 9 وَلْيُنْعِمِ الرَّبُّ عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا بِزِيجَةٍ أُخْرَى سَعِيدَةٍ». وَقَبَّلَتْهُمَا وَانْخَرَطْنَ جَمِيعاً فِي الْبُكَاءِ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ. -\v 10 وَلَكِنَّهُمَا قَالَتَا لَهَا: «لا، سَنَمْضِي مَعَكِ إِلَى شَعْبِكِ». -\v 11 فَأَجَابَتْ نُعْمِي: «ارْجِعَا يَا ابْنَتَيَّ. لِمَاذَا تَأْتِيَانِ مَعِي؟ هَلْ أَنَا قَادِرَةٌ بَعْدُ عَلَى إِنْجَابِ بَنِينَ حَتَّى يَكْبُرُوا فَيَكُونُوا لَكُمَا زَوْجَيْنِ؟ -\v 12 عُودَا يَا ابْنَتَيَّ، وَاذْهَبَا، فَأَنَا قَدْ شِخْتُ، وَلَمْ أَعُدْ صَالِحَةً لأَكُونَ زَوْجَةَ رَجُلٍ. وَحَتَّى لَوْ أَمَّلْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ اللَّيْلَةَ وَأُنْجِبَ بَنِينَ أَيْضاً، -\v 13 فَهَلْ تَنْتَظِرَانِ حَتَّى يَكْبُرُوا؟ وَهَلْ تَمْتَنِعَانِ عَنِ الزَّوَاجِ مِنْ أَجْلِهِمْ؟ لَا يَا ابْنَتَيَّ، فَإِنَّنِي حَزِينَةٌ جِدّاً مِنْ أَجْلِكُمَا لأَنَّ يَدَ الرَّبِّ قَدْ عَاقَبَتْنِي فَأَصَابَكُمَا الضَّرَرُ أَيْضاً». -\v 14 ثُمَّ أَجْهَشْنَ ثَانِيَةً فِي الْبُكَاءِ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ. وَقَبَّلَتْ عُرْفَةُ حَمَاتَهَا وَفَارَقَتْهَا، أَمَّا رَاعُوثُ فَالْتَصَقَتْ بِها. -\p -\v 15 فَقَالَتْ نُعْمِي لَهَا: «هَا سِلْفَتُكِ قَدْ رَجَعَتْ إِلَى قَوْمِهَا وَآلِهَتِهَا، فَافْعَلِي أَنْتِ مِثْلَهَا». -\v 16 فَأَجَابَتْهَا رَاعُوثُ: «لا تُلِحِّي عَلَيَّ كَيْ أَتْرُكَكِ وَأُفَارِقَكِ، لأَنَّهُ حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبُ، وَحَيْثُمَا مَكَثْتِ أَمْكُثُ. شَعْبُكِ شَعْبِي، وَإِلَهُكِ إِلَهِي. -\v 17 حَيْثُمَا مُتِّ أَمُوتُ وَأُدْفَنُ. وَلْيُعَاقِبْنِي الرَّبُّ أَشَدَّ عِقَابٍ إِنْ تَخَلَّيْتُ عَنْكِ، وَلَنْ يُفَرِّقَنِي عَنْكِ سِوَى الْمَوْتِ». -\v 18 فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا مُصِرَّةٌ عَلَى الذَّهَابِ مَعَهَا، كَفَّتْ عَنْ مُحَاوَلَةِ إِقْنَاعِهَا بِالرُّجُوعِ. -\v 19 وَتَابَعَتَا سَيْرَهُمَا حَتَّى دَخَلَتَا بَيْتَ لَحْمٍ، وَمَا إِنْ بَلَغَتَا الْمَدِينَةَ حَتَّى أَثَارَ رُجُوعُهُمَا أَهْلَهَا وَتَسَاءَلُوا: «أَهَذِهِ هِيَ نُعْمِي؟» -\v 20 فَقَالَتْ لَهُمْ: «لا تَدْعُونِي نُعْمِي بَلْ مُرَّةَ، لأَنَّ اللهَ الْقَدِيرَ قَدْ مَرَّرَ حَيَاتِي. -\v 21 لَقَدْ خَرَجْتُ مُمْتَلِئَةً وَأَرْجَعَنِي الرَّبُّ فَارِغَةَ الْيَدَيْنِ. فَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي نُعْمِيَ وَالرَّبُّ قَدْ أَذَلَّنِي وَالْقَدِيرُ قَدْ فَجَعَنِي؟». -\v 22 وَهَكَذَا رَجَعَتْ نُعْمِي وَكَنَّتُهَا رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ مِنْ بِلادِ مُوآبَ، فَكَانَ وُصُولُهُمَا إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ فِي مُسْتَهَلِّ مَوْسِمِ حَصَادِ الشَّعِيرِ. -\c 2 -\s1 راعوث تقابل بوعز في الحقل -\p -\v 1 وَكَانَ لِنُعْمِي قَرِيبٌ وَاسِعُ الثَّرَاءِ وَالنُّفُوذِ، مِنْ عَشِيرَةِ أَلِيمَالِكَ زَوْجِهَا، اسْمُهُ بُوعَزُ. -\v 2 فَقَالَتْ رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ لِنُعْمِي: «دَعِينِي أَذْهَبُ إِلَى الْحَقْلِ وَأَلْتَقِطُ السَّنَابِلَ الْمُتَخَلِّفَةَ عَنْ أَيِّ وَاحِدٍ أَحْظَى بِرِضَاهُ». فَأَجَابَتْهَا: «اذْهَبِي يَا ابْنَتِي» -\v 3 فَمَضَتْ إِلَى حَقْلٍ وَشَرَعَتْ تَلْتَقِطُ السَّنَابِلَ وَرَاءَ الْحَصَّادِينَ. -\p -\v 4 وَاتَّفَقَ أَنَّ قِطْعَةَ الْحَقْلِ الَّتِي رَاحَتْ رَاعُوثُ تَلْتَقِطُ مِنْهَا السَّنَابِلَ، كَانَتْ مِلْكاً لِبُوعَزَ مِنْ عَشِيرَةِ أَلِيمَالِكَ. -\v 5 وَجَاءَ بُوعَزُ مِنْ بَيْتِ لَحْمٍ وَقَالَ لِلْحَصَّادِينَ: «الرَّبُّ مَعَكُمْ». فَأَجَابُوهُ «يُبَارِكُكَ الرَّبُّ». -\v 6 فَسَأَلَ بُوعَزُ غُلَامَهُ الْمُشْرِفَ عَلَى الْحَصَّادِينَ: «مَنْ هَذِهِ الْفَتَاةُ؟» فَأَجَابَهُ: «هِيَ فَتَاةٌ مُوآبِيَّةٌ، رَجَعَتْ مَعْ نُعْمِي مِنْ بِلادِ مُوآبَ. -\v 7 وَطَلَبَتْ قَائِلَةً: دَعُونِي أَلْتَقِطُ وَأَجْمَعُ السَّنَابِلَ الْمُتَسَاقِطَةَ بَيْنَ الْحُزَمِ وَرَاءَ الْحَصَّادِينَ، وَقَدْ ظَلَّتْ تَلْتَقِطُ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الآنَ، لَمْ تَسْتَرِحْ فِي الظِّلِّ إِلّا قَلِيلاً». -\p -\v 8 فَقَالَ بُوعَزُ لِرَاعُوثَ: «اسْتَمِعِي يَا ابْنَتِي، امْكُثِي هُنَا لِتَلْتَقِطِي السَّنَابِلَ وَلا تَذْهَبِي إِلَى حَقْلٍ آخَرَ، وَلازِمِي فَتَيَاتِي الْعَامِلاتِ فِيهِ. -\v 9 رَاقِبِي الْحَقْلَ الَّذِي يَحْصُدُهُ الْحَصَّادُونَ وَاذْهَبِي وَرَاءَهُمْ، فَقَدْ أَوْصَيْتُ الْغِلْمَانَ أَلّا يَمَسُّوكِ بِسُوءٍ. وَإذَا شَعَرْتِ بِالْعَطَشِ فَاذْهَبِي وَاشْرَبِي مِنَ الآنِيَةِ الَّتِي مَلأُوهَا». -\v 10 فَانْحَنَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى الأَرْضِ وَقَالَتْ لَهُ: «كَيْفَ لَقِيتُ حُظْوَةً لَدَيْكَ فَاهْتَمَمْتَ بِي أَنَا الْغَرِيبَةَ؟» -\v 11 فَأَجَابَهَا بُوعَزُ: «لَقَدْ بَلَغَنِي مَا أَحْسَنْتِ بِهِ إِلَى حَمَاتِكِ بَعْدَ مَوْتِ زَوْجِكِ، حَتَّى إِنَّكِ تَخَلَّيْتِ عَنْ أَبِيكِ وَأُمِّكِ وَأَرْضِ مَوْلِدِكِ، وَجِئْتِ إِلَى شَعْبٍ لَمْ تَعْرِفِيهِ مِنْ قَبْلُ. -\v 12 لِيُكَافِئْكِ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ، الَّذِي جِئْتِ لِتَحْتَمِيَ تَحْتَ جَنَاحَيْهِ، وَفْقاً لإِحْسَانِكِ. وَلْيَكُنْ أَجْرُكِ كَامِلاً مِنْ عِنْدِهِ». -\v 13 فَقَالَتْ: «لَيْتَنِي أَظَلُّ مُتَمَتِّعَةً بِرِضَى سَيِّدِي، فَقَدْ عَزَّيْتَنِي وَطَيَّبْتَ قَلْبَ جَارِيَتِكَ، مَعْ أَنَّنِي لَا أُسَاوِي وَاحِدَةً مِنْ جَوَارِيكَ». -\v 14 وَعِنْدَمَا حَلَّ مَوْعِدُ الأَكْلِ، قَالَ لَهَا بُوعَزُ: «تَقَدَّمِي وَكُلِي بَعْضَ الْخُبْزِ، وَاغْمِسِي لُقْمَتَكِ فِي الْخَمْرِ». فَجَلَسَتْ بِجَانِبِ الْحَصَّادِينَ، فَنَاوَلَهَا فَرِيكاً فَأَكَلَتْ وَشَبِعَتْ وَفَاضَ عَنْهَا. -\v 15 ثُمَّ قَامَتْ لِتَلْتَقِطَ سَنَابِلَ. فَأَمَرَ بُوعَزُ غِلْمَانَهُ قَائِلاً: «اتْرُكُوهَا تَلْتَقِطُ سَنَابِلَ بَيْنَ حُزَمِ الشَّعِيرِ أَيْضاً وَلا تَمَسُّوهَا بِأَذىً، -\v 16 بَلِ انْتَزِعُوا بَعْضَ السَّنَابِلِ مِنَ الْحُزَمِ وَاتْرُكُوهَا لَهَا لِتَلْتَقِطَهَا، وَلا تُضَايِقُوهَا». -\p -\v 17 وَظَلَّتْ رَاعُوثُ تَلْتَقِطُ إِلَى الْمَسَاءِ. ثُمَّ خَبَطَتِ السَّنَابِلَ الَّتِي الْتَقَطَتْهَا فَوَجَدَتْ أَنَّهَا نَحْوَ إِيْفَةِ شَعِيرٍ (أَيْ نَحْوَ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ لِتْرَ شَعِيرٍ)، -\v 18 فَحَمَلَتْهَا وَقَدُمَتْ بِها إِلَى الْمَدِينَةِ. فَرَأَتْ حَمَاتُهَا مَا الْتَقَطَتْهُ، ثُمَّ أَخْرَجَتْ مَا فَاضَ عَنْهَا مِنْ طَعَامٍ بَعْدَ شَبْعِهَا وَأَعْطَتْهُ لِحَمَاتِهَا -\v 19 الَّتِي سَأَلَتْهَا: «أَيْنَ الْتَقَطْتِ الْيَوْمَ، وَفِي أَيِّ حَقْلٍ عَمِلْتِ؟ لِيُبَارِكِ الرَّبُّ مَنْ كَانَ عَطُوفاً عَلَيْكِ». فَأَخْبَرَتْ رَاعُوثُ حَمَاتَهَا عَمَّنِ اشْتَغَلَتْ فِي حَقْلِهِ وَقَالَتْ: «اسْمُ الرَّجُلِ الَّذِي عَمِلْتُ فِي حَقْلِهِ الْيَوْمَ هُوَ بُوعَزُ». -\v 20 فَقَالَتْ نُعْمِي لِكَنَّتِهَا: «لِيَكُنِ الرَّبُّ مُبَارَكاً لأَنَّهُ لَمْ يَتَخَلَّ عَنِ الإِحْسَانِ إِلَى الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ». ثُمَّ اسْتَطْرَدَتْ: «إِنَّ الرَّجُلَ قَرِيبٌ لَنَا، وَهُوَ مِنْ أَوْلِيَائِنَا». -\v 21 فَقَالَتْ رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ: «لَقَدْ طَلَبَ مِنِّي أَنْ أُلازِمَ عُمَّالَهُ حَتَّى يَسْتَوْفُوا حَصَادَهُ». -\v 22 فَقَالَتْ نُعْمِي لِرَاعُوثَ كَنَّتِهَا: «خَيْرٌ لَكِ أَنْ تُلازِمِي فَتَيَاتِهِ لِئَلّا يَقَعَ بِكِ أَذىً لَوْ عَمِلْتِ فِي حَقْلِ آخَرَ». -\v 23 فَلازَمَتْ رَاعُوثُ فَتَيَاتِ بُوعَزَ اللّاقِطَاتِ السَّنَابِلَ، حَتَّى تَمَّ حَصَادُ الشَّعِيرِ وَالْقَمْحِ أَيْضاً وَأَقَامَتْ مَعْ حَمَاتِهَا. -\c 3 -\s1 راعوث وبوعز في البيدر -\p -\v 1 وَذَاتَ يَوْمٍ قَالَتْ نُعْمِي لِكَنَّتِهَا رَاعُوثَ: «هَلْ أُحَاوِلُ أَنْ أَجِدَ لَكِ زَوْجاً يَرْعَاكِ فَتَنْعَمِي بِالْخَيْرِ؟ -\v 2 أَلَيْسَ بُوعَزُ الَّذِي عَمِلْتِ مَعْ فَتَيَاتِهِ قَرِيباً لَنَا؟ هَا هُوَ يُذَرِّي بَيْدَرَ الشَّعِيرِ اللَّيْلَةَ، -\v 3 فَاغْتَسِلِي وَتَطَيَّبِي وَارْتَدِي أَجْمَلَ ثِيَابِكِ وَاذْهَبِي إِلَى الْبَيْدَرِ، وَلا تَدَعِي الرَّجُلَ يَكْتَشِفُ وُجُودَكِ حَتَّى يَفْرَغَ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ. -\v 4 وَعِنْدَمَا يَضْطَجِعُ عَايِنِي مَوْضِعَ اضْطِجَاعِهِ، ثُمَّ ادْخُلِي إِلَيْهِ وَارْفَعِي الْغِطَاءَ عِنْدَ قَدَمَيْهِ وَارْقُدِي هُنَاكَ، وَهُوَ يُطْلِعُكِ عَمَّا تَفْعَلِينَ». -\v 5 فَأَجَابَتْهَا: «سَأَفْعَلُ كُلَّ مَا تَقُولِينَ». -\p -\v 6 وَتَوَجَّهَتْ رَاعُوثُ إِلَى الْبَيْدَرِ وَنَفَّذَتْ مَا أَشَارَتْ بِهِ عَلَيْهَا حَمَاتُهَا. -\v 7 فَبَعْدَ أَنْ أَكَلَ بُوعَزُ وَشَرِبَ وَطَابَتْ نَفْسُهُ وَمَضَى لِيَرْقُدَ عِنْدَ الطَّرَفِ الْقَصِيِّ مِنْ كُومَةِ الشَّعِيرِ، تَسَلَّلَتْ رَاعُوثُ وَرَفَعَتِ الْغِطَاءَ عِنْدَ قَدَمَيْهِ وَنَامَتْ. -\v 8 وَعِنْدَ مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ تَقَلَّبَ الرَّجُلُ فِي نَوْمِهِ مُضْطَرِباً، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَالْتَفَتَ حَوْلَهُ وَإذَا بِهِ يَجِدُ امْرَأَةً رَاقِدَةً عِنْدَ قَدَمَيْهِ، -\v 9 فَتَسَاءَلَ: «مَنْ أَنْتِ؟» فَأَجَابَتْ: «أَنَا رَاعُوثُ أَمَتُكَ، فَابْسُطْ هُدْبَ ثَوْبِكَ عَلَى أَمَتِكَ لأَنَّكَ قَرِيبٌ وَوَلِيٌّ». -\v 10 فَقَالَ: «لِيُبَارِكْكِ الرَّبُّ يَا ابْنَتِي لأَنَّ مَا أَظْهَرْتِهِ مِنْ إِحْسَانٍ الآنَ هُوَ أَعْظَمُ مِمَّا أَظْهَرْتِهِ سَابِقاً، فَأَنْتِ لَمْ تَتَهَافَتِي عَلَى الشُّبَّانِ، فُقَرَاءَ كَانُوا أَوْ أَغْنِيَاءَ. -\v 11 وَالآنَ لَا تَخَافِي يَا ابْنَتِي، سَأَفْعَلُ كُلَّ مَا تَطْلُبِينَ، فَأَهْلُ مَدِينَتِي كُلُّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّكِ امْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ. -\v 12 صَحِيحٌ أَنَّنِي قَرِيبٌ وَلِيٌّ، وَلَكِنْ هُنَاكَ مَنْ هُوَ وَلِيٌّ أَقْرَبُ مِنِّي. -\v 13 نَامِي اللَّيْلَةَ، وَفِي الصَّبَاحِ إِنْ قَامَ ذَلِكَ الْقَرِيبُ الأَوْلَى بِحَقِّ الْوَلِيِّ وَتَزَوَّجَكِ، فَحَسَناً يَفْعَلُ. وَإِنْ أَبَى قَضَاءَ وَاجِبِ الْوَلِيِّ، فَأُقْسِمُ بِالرَّبِّ الْحَيِّ أَنْ أَتَزَوَّجَكِ، فَارْقُدِي الآنَ إِلَى الصَّبَاحِ». -\p -\v 14 فَنَامَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ حَتَّى الصَّبَاحِ، ثُمَّ نَهَضَتْ مُبَكِّرَةً جِدّاً فِي وَقْتٍ لَا يَتَمَكَّنُ الْمَرْءُ فِيهِ مِنْ تَمْيِيزِ صَاحِبِهِ، وَقَالَ لَهَا: «لا تُخْبِرِي أَحَداً أَنَّكِ جِئْتِ إِلَى الْبَيْدَرِ». -\v 15 ثُمَّ قَالَ لَهَا أَيْضاً: «هَاتِ الرِّدَاءَ الَّذِي عَلَيْكِ وَأَمْسِكِيهِ» فَفَعَلَتْ، فَكَالَ لَهَا سِتَّةَ أَكْيَالٍ مِنَ الشَّعِيرِ (نَحْوَ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ لِتْراً) وَحَمَّلَهَا إِيَّاهَا، ثُمَّ دَخَلَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ. -\v 16 فَأَقْبَلَتْ عَلَى حَمَاتِهَا، فَسَأَلَتْهَا: «مَاذَا حَدَثَ يَا ابْنَتِي؟» فَقَصَّتْ عَلَيْهَا كُلَّ مَا صَنَعَهُ الرَّجُلُ لَهَا. -\v 17 وَقَالَتْ: «وَقَدْ أَعْطَانِي سِتَّةَ أَكْيَالٍ مِنَ الشَّعِيرِ قَائِلاً: ’لا تَرْجِعِي فَارِغَةَ الْيَدَيْنِ إِلَى حَمَاتِكِ‘». -\v 18 فَقَالَتْ لَهَا نُعْمِي: «انْتَظِرِي يَا بِنْتِي رَيْثَمَا نَتَبَيَّنَ نَتِيجَةَ الأَمْرِ، لأَنَّ الرَّجُلَ لَنْ يَقِرَّ لَهُ قَرَارٌ حَتَّى يُنْهِيَ الأَمْرَ كُلَّهُ الْيَوْمَ». -\c 4 -\s1 بوعز يتزوج راعوث -\p -\v 1 فَانْطَلَقَ بُوعَزُ إِلَى سَاحَةِ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ وَجَلَسَ هُنَاكَ. فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَرَّ الْقَرِيبُ الْوَلِيُّ الَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ بُوعَزُ، فَقَالَ لَهُ: «تَعَالَ هُنَا يَا صَدِيقِي وَاجْلِسْ». فَمَالَ إِلَيْهِ وَجَلَسَ. -\v 2 وَاسْتَدْعَى بُوعَزُ عَشْرَةَ رِجَالٍ مِنْ شُيُوخِ المَدِينَةِ وَقَالَ لَهُمْ: «اجْلِسُوا مَعْنَا هُنَا». فَجَلَسُوا. -\v 3 ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْوَلِيِّ الأَقْرَبِ وَقَالَ: «إِنَّ نُعْمِي الَّتِي رَجَعَتْ مِنْ بِلادِ مُوآبَ مُزْمِعَةٌ عَلَى بَيْعِ قِطْعَةِ الْحَقْلِ الَّتِي لِقَرِيبِنَا أَلِيمَالِكَ. -\v 4 فَرَأَيْتُ أَنْ أُطْلِعَكَ عَلَى الأَمْرِ قَائِلاً: اشْتَرِ الْحَقْلَ أَمَامَ الْجَالِسِينَ، وَبِحُضُورِ شُيُوخِ قَوْمِي. فَإِنْ رَغِبْتَ فَفُكَّهُ وَإِنْ لَمْ تَرْغَبْ فَقُلْ لِي، فَأَنَا أَوْلَى بِالشِّرَاءِ مِنْ بَعْدِكَ». فَأَجَابَهُ الرَّجُلُ: «إِنِّي أَشْتَرِيهِ». -\v 5 فَقَالَ بُوعَزُ: «يَوْمَ تَشْتَرِي الْحَقْلَ مِنْ نُعْمِي، فَوَاجِبُكَ يَقْتَضِي أَنْ تَتَزَوَّجَ رَاعُوثَ الْمُوآبِيَّةَ لِتُحْيِيَ اسْمَ الْمَيْتِ عَلَى مِيرَاثِهِ». -\v 6 فَأَجَابَهُ الْوَلِيُّ الأَقْرَبُ: «لا يُمْكِنُنِي أَنْ أَشْتَرِيَ الْحَقْلَ لِئَلّا أُفْسِدَ مِيرَاثِي، فَاشْتَرِ أَنْتَ الْحَقْلَ عِوَضاً عَنِّي لأَنَّنِي لَا أَسْتَطِيعُ فِكَاكَهُ». -\p -\v 7 وَكَانَتِ الْعَادَةُ سَابِقاً فِي إِسْرَائِيلَ بِشَأْنِ الْفِكَاكِ وَالْمُبَادَلَةِ لأَجْلِ إِثْبَاتِ حَقِّ الأَمْرِ، أَنْ يَخْلَعَ الرَّجُلُ نَعْلَهُ وَيُعْطِيَهُ لِلشَّارِي، لإِضْفَاءِ صِفَةِ الشَّرْعِيَّةِ عَلَى عَقْدِ الْبَيْعِ أَوِ الْمُبَادَلَةِ. -\v 8 وَاسْتَطْرَدَ الْوَلِيُّ الأَقْرَبُ قَائِلاً لِبُوعَزَ: «اشْتَرِ لِنَفْسِكَ» وَخَلَعَ نَعْلَهُ. -\p -\v 9 فَقَالَ بُوعَزُ لِلشُّيُوخِ وَلِلْجَمْعِ الْمَاثِلِ حَوْلَهُ: «أَنْتُمْ شُهُودٌ الْيَوْمَ أَنِّي اشْتَرَيْتُ كُلَّ مَا لأَلِيمَالِكَ وَمَا لاِبْنَيْهِ كِلْيُونَ وَمَحْلُونَ مِنْ يَدِ نُعْمِي. -\v 10 وَكَذَلِكَ رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ امْرَأَةُ مَحْلُونَ قَدِ اشْتَرَيْتُهَا لِي زَوْجَةً، لأُحْيِيَ اسْمَ الْمَيْتِ عَلَى مِيرَاثِهِ، فَلا يَنْقَرِضَ اسْمُهُ مِنْ بَيْنِ إِخْوَتِهِ وَمِنْ سِجِلِّ الْمَدِينَةِ. وَأَنْتُمْ شُهُودٌ عَلَى ذَلِكَ الْيَوْمَ». -\v 11 فَقَالَ الْجَمْعُ الْمَاثِلُ عِنْدَ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ وَالشُّيُوخُ أَيْضاً: «نَحْنُ شُهُودٌ. فَلْيَجْعَلِ الرَّبُّ الْمَرْأَةَ الدَّاخِلَةَ إِلَى بَيْتِكَ نَظِيرَ رَاحِيلَ وَلَيْئَةَ اللَّتَيْنِ بَنَتَا بَيْتَ يَعْقُوبَ. فَلْيَتَّسِعْ نُفُوذُكَ فِي أَفْرَاتَةَ، وَلْيَذِعِ اسْمُكَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ. -\v 12 وَلْيَكُنْ نَسْلُكَ الَّذِي يُعْطِيكَ إِيَّاهُ الرَّبُّ مِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ كَنَسْلِ فَارَصَ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ ثَامَارُ لِيَهُوذَا». -\s1 نسب داود -\p -\v 13 فَتَزَوَّجَ بُوعَزُ مِنْ رَاعُوثَ وَعَاشَرَهَا فَحَمَلَتْ مِنْهُ وَأَنْجَبَتِ ابْناً. -\v 14 فَقَالَتِ النِّسَاءُ لِنُعْمِي: «لِيَكُنِ الرَّبُّ مُبَارَكاً الَّذِي لَمْ يَحْرِمْكِ الْيَوْمَ وَلِيًّا، وَلْيَذِعِ اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيلَ، -\v 15 لأَنَّ كَنَّتَكِ الَّتِي أَحَبَّتْكِ هِيَ أَكْثَرُ خَيْراً لَكِ مِنْ سَبْعَةِ أَبْنَاءٍ، وَقَدْ وَلَدَتْهُ لِيَكُونَ سَبَباً فِي إِحْيَاءِ نَفْسِكِ وَرِعَايَتِكِ فِي شَيْخُوخَتِكِ». -\v 16 فَأَخَذَتْ نُعْمِي الْوَلَدَ فِي حِضْنِهَا، وَقَامَتْ عَلَى تَرْبِيَتِهِ. -\v 17 وَقَالَتْ جَارَاتُهَا: «قَدْ وُلِدَ ابْنٌ لِنُعْمِي». وَدَعَوْنَهُ عُوبِيدَ، وَهُوَ أَبُو يَسَّى أَبِي الْمَلِكِ دَاوُدَ. -\s1 مولد عوبيد جد داود -\p -\v 18 وَهَذِهِ هِيَ مَوَالِيدُ فَارَصَ: أَنْجَبَ فَارَصُ حَصْرُونَ. -\v 19 وَأَنْجَبَ حَصْرُونُ رَامَ، وَأَنْجَبَ رَامُ عَمِّينَادَابَ. -\v 20 وَأَنْجَبَ عَمِّينَادَابُ نَحْشُونَ، وَأَنْجَبَ نَحْشُونُ سَلْمُونَ. -\v 21 وَأَنْجَبَ سَلْمُونُ بُوعَزَ، وَأَنْجَبَ بُوعَزُ عُوبِيدَ. -\v 22 وَأَنْجَبَ عُوبِيدُ يَسَّى، وَأَنْجَبَ يَسَّى دَاُودَ. +\rem Copyright © ‎1988, 1997, 2012 by Biblica, Inc‎.®‎ +\h راعوث +\toc1 كِتَابُ رَاعُوثَ +\toc2 راعوث +\toc3 rut +\mt1 كِتَابُ رَاعُوثَ +\imt مقدمة +\ip تدور أحداث هذا الكتاب في فترة حكم القضاة وفيه ينعكس مظهر آخر من مظاهر الفوضى التي عمت البلاد، غير أن هذا الكتاب لا يصور الجانب المأساوي الذي تخضبت فيه الأرض بالدماء المسفوكة من جراء شر بني إسرائيل، إنما يعرض علينا قصة رائعة اندمجت فيها المشاعر الإنسانية بصفاء وصدق. هذه القصة هي قصة راعوث التي صممت على ملازمة حماتها نعمي بعد أن نزلت بتلك المرأة، فكافأ الرب راعوث في شخص بوعز الذي تزوجها فأنجبت له ابناً. كما أثاب الرب نعمي فرزقها أحفاداً، وقد تحدر من سلالة هذه الأسرة الملك داود. +\ip إن محور هذا الكتاب يدور حول غنى بركات الله التي يجزلها للذين يسلكون بمقتضى فرائضه حتى في أثناء الأزمات والضيقات. إن القيم الإنسانية الأساس من محبة وإيمان وثقة وصلاح هي من ثمر الروح القدس، فتسري من جيل إلى جيل كضوء متألق يستهدي به من يبحث عن المعنى الأصيل للحياة. +\ie + + +\s5 +\c 1 +\s1 نعمي تفقد زوجها وابنيها +\p +\v 1 وَعَمَّتْ مَجَاعَةٌ فِي الْبِلادِ فِي أَيَّامِ حُكْمِ الْقُضَاةِ، فَتَغَرَّبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا فِي أَرْضِ مُوآبَ مَعَ امْرَأَتِهِ وَابْنَيْهِ. +\v 2 وَكَانَ اسْمُ الرَّجُلِ أَلِيمَالِكَ وَاسْمُ امْرَأَتِهِ نُعْمِي، وَاسْمَا وَلَدَيْهِ مَحْلُونَ وَكِلْيُونَ، وَهُمْ أَفْرَاتِيُّونَ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا، فَارْتَحَلُوا إِلَى بِلادِ مُوآبَ وَأَقَامُوا فِيهَا. +\s5 +\v 3 وَمَاتَ أَلِيمَالِكُ زَوْجُ نُعْمِي تَارِكاً زَوْجَتَهُ وَوَلَدَيْهِ +\v 4 اللَّذَيْنِ تَزَوَّجَا مِنِ امْرَأَتَيْنِ مُوآبِيَّتَيْنِ، اسْمُ إِحْدَاهُمَا عُرْفَةُ وَالأُخْرَى رَاعُوثُ. وَأَقَامَا هُنَاكَ نَحْوَ عَشْرِ سَنَوَاتٍ. +\v 5 ثُمَّ مَاتَ مَحْلُونُ وَكِلْيُونُ، وَهَكَذَا فَقَدَتِ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا وَابْنَيْهَا وَأَصْبَحَتْ وَحِيدَةً. +\s1 نعمي وراعوث تعودان إلى بيت لحم +\s5 +\p +\v 6 وَسَمِعَتْ نُعْمِي وَهِيَ مَازَالَتْ فِي أَرْضِ مُوآبَ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ بَارَكَ شَعْبَهُ وَأَخْصَبَ أَرْضَهُمْ، +\v 7 فَقَامَتْ هِيَ وَكَنَّتَاهَا وَانْطَلَقَتْ مِنْ مُوآبَ نَحْوَ بِلادِهَا، وَرَافَقَتْهَا كَنَّتَاهَا فِي طَرِيقِ الْعَوْدَةِ إِلَى أَرْضِ يَهُوذَا. +\s5 +\v 8 فَقَالَتْ نُعْمِي لِكَنَّتَيْهَا: «هَيَّا لِتَرْجِعْ كُلٌّ مِنْكُمَا إِلَى بَيْتِ أُمِّهَا، وَلْيُبَارِكْكُمَا الرَّبُّ كَمَا أَحْسَنْتُمَا إِلَيَّ وَإِلَى زَوْجَيْكُمَا الْمُتَوَفَّيَيْنِ. +\v 9 وَلْيُنْعِمِ الرَّبُّ عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا بِزِيجَةٍ أُخْرَى سَعِيدَةٍ». وَقَبَّلَتْهُمَا وَانْخَرَطْنَ جَمِيعاً فِي الْبُكَاءِ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ. +\v 10 وَلَكِنَّهُمَا قَالَتَا لَهَا: «لا، سَنَمْضِي مَعَكِ إِلَى شَعْبِكِ». +\s5 +\v 11 فَأَجَابَتْ نُعْمِي: «ارْجِعَا يَا ابْنَتَيَّ. لِمَاذَا تَأْتِيَانِ مَعِي؟ هَلْ أَنَا قَادِرَةٌ بَعْدُ عَلَى إِنْجَابِ بَنِينَ حَتَّى يَكْبُرُوا فَيَكُونُوا لَكُمَا زَوْجَيْنِ؟ +\v 12 عُودَا يَا ابْنَتَيَّ، وَاذْهَبَا، فَأَنَا قَدْ شِخْتُ، وَلَمْ أَعُدْ صَالِحَةً لأَكُونَ زَوْجَةَ رَجُلٍ. وَحَتَّى لَوْ أَمَّلْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ اللَّيْلَةَ وَأُنْجِبَ بَنِينَ أَيْضاً، +\v 13 فَهَلْ تَنْتَظِرَانِ حَتَّى يَكْبُرُوا؟ وَهَلْ تَمْتَنِعَانِ عَنِ الزَّوَاجِ مِنْ أَجْلِهِمْ؟ لَا يَا ابْنَتَيَّ، فَإِنَّنِي حَزِينَةٌ جِدّاً مِنْ أَجْلِكُمَا لأَنَّ يَدَ الرَّبِّ قَدْ عَاقَبَتْنِي فَأَصَابَكُمَا الضَّرَرُ أَيْضاً». +\s5 +\v 14 ثُمَّ أَجْهَشْنَ ثَانِيَةً فِي الْبُكَاءِ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ. وَقَبَّلَتْ عُرْفَةُ حَمَاتَهَا وَفَارَقَتْهَا، أَمَّا رَاعُوثُ فَالْتَصَقَتْ بِها. +\p +\v 15 فَقَالَتْ نُعْمِي لَهَا: «هَا سِلْفَتُكِ قَدْ رَجَعَتْ إِلَى قَوْمِهَا وَآلِهَتِهَا، فَافْعَلِي أَنْتِ مِثْلَهَا». +\s5 +\v 16 فَأَجَابَتْهَا رَاعُوثُ: «لا تُلِحِّي عَلَيَّ كَيْ أَتْرُكَكِ وَأُفَارِقَكِ، لأَنَّهُ حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبُ، وَحَيْثُمَا مَكَثْتِ أَمْكُثُ. شَعْبُكِ شَعْبِي، وَإِلَهُكِ إِلَهِي. +\v 17 حَيْثُمَا مُتِّ أَمُوتُ وَأُدْفَنُ. وَلْيُعَاقِبْنِي الرَّبُّ أَشَدَّ عِقَابٍ إِنْ تَخَلَّيْتُ عَنْكِ، وَلَنْ يُفَرِّقَنِي عَنْكِ سِوَى الْمَوْتِ». +\v 18 فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا مُصِرَّةٌ عَلَى الذَّهَابِ مَعَهَا، كَفَّتْ عَنْ مُحَاوَلَةِ إِقْنَاعِهَا بِالرُّجُوعِ. +\s5 +\v 19 وَتَابَعَتَا سَيْرَهُمَا حَتَّى دَخَلَتَا بَيْتَ لَحْمٍ، وَمَا إِنْ بَلَغَتَا الْمَدِينَةَ حَتَّى أَثَارَ رُجُوعُهُمَا أَهْلَهَا وَتَسَاءَلُوا: «أَهَذِهِ هِيَ نُعْمِي؟» +\v 20 فَقَالَتْ لَهُمْ: «لا تَدْعُونِي نُعْمِي بَلْ مُرَّةَ، لأَنَّ اللهَ الْقَدِيرَ قَدْ مَرَّرَ حَيَاتِي. +\v 21 لَقَدْ خَرَجْتُ مُمْتَلِئَةً وَأَرْجَعَنِي الرَّبُّ فَارِغَةَ الْيَدَيْنِ. فَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي نُعْمِيَ وَالرَّبُّ قَدْ أَذَلَّنِي وَالْقَدِيرُ قَدْ فَجَعَنِي؟». +\s5 +\v 22 وَهَكَذَا رَجَعَتْ نُعْمِي وَكَنَّتُهَا رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ مِنْ بِلادِ مُوآبَ، فَكَانَ وُصُولُهُمَا إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ فِي مُسْتَهَلِّ مَوْسِمِ حَصَادِ الشَّعِيرِ. + +\s5 +\c 2 +\s1 راعوث تقابل بوعز في الحقل +\p +\v 1 وَكَانَ لِنُعْمِي قَرِيبٌ وَاسِعُ الثَّرَاءِ وَالنُّفُوذِ، مِنْ عَشِيرَةِ أَلِيمَالِكَ زَوْجِهَا، اسْمُهُ بُوعَزُ. +\v 2 فَقَالَتْ رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ لِنُعْمِي: «دَعِينِي أَذْهَبُ إِلَى الْحَقْلِ وَأَلْتَقِطُ السَّنَابِلَ الْمُتَخَلِّفَةَ عَنْ أَيِّ وَاحِدٍ أَحْظَى بِرِضَاهُ». فَأَجَابَتْهَا: «اذْهَبِي يَا ابْنَتِي» +\s5 +\v 3 فَمَضَتْ إِلَى حَقْلٍ وَشَرَعَتْ تَلْتَقِطُ السَّنَابِلَ وَرَاءَ الْحَصَّادِينَ. +\p +\v 4 وَاتَّفَقَ أَنَّ قِطْعَةَ الْحَقْلِ الَّتِي رَاحَتْ رَاعُوثُ تَلْتَقِطُ مِنْهَا السَّنَابِلَ، كَانَتْ مِلْكاً لِبُوعَزَ مِنْ عَشِيرَةِ أَلِيمَالِكَ. +\s5 +\v 5 وَجَاءَ بُوعَزُ مِنْ بَيْتِ لَحْمٍ وَقَالَ لِلْحَصَّادِينَ: «الرَّبُّ مَعَكُمْ». فَأَجَابُوهُ «يُبَارِكُكَ الرَّبُّ». +\v 6 فَسَأَلَ بُوعَزُ غُلَامَهُ الْمُشْرِفَ عَلَى الْحَصَّادِينَ: «مَنْ هَذِهِ الْفَتَاةُ؟» فَأَجَابَهُ: «هِيَ فَتَاةٌ مُوآبِيَّةٌ، رَجَعَتْ مَعْ نُعْمِي مِنْ بِلادِ مُوآبَ. +\v 7 وَطَلَبَتْ قَائِلَةً: دَعُونِي أَلْتَقِطُ وَأَجْمَعُ السَّنَابِلَ الْمُتَسَاقِطَةَ بَيْنَ الْحُزَمِ وَرَاءَ الْحَصَّادِينَ، وَقَدْ ظَلَّتْ تَلْتَقِطُ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الآنَ، لَمْ تَسْتَرِحْ فِي الظِّلِّ إِلّا قَلِيلاً». +\s5 +\p +\v 8 فَقَالَ بُوعَزُ لِرَاعُوثَ: «اسْتَمِعِي يَا ابْنَتِي، امْكُثِي هُنَا لِتَلْتَقِطِي السَّنَابِلَ وَلا تَذْهَبِي إِلَى حَقْلٍ آخَرَ، وَلازِمِي فَتَيَاتِي الْعَامِلاتِ فِيهِ. +\v 9 رَاقِبِي الْحَقْلَ الَّذِي يَحْصُدُهُ الْحَصَّادُونَ وَاذْهَبِي وَرَاءَهُمْ، فَقَدْ أَوْصَيْتُ الْغِلْمَانَ أَلّا يَمَسُّوكِ بِسُوءٍ. وَإذَا شَعَرْتِ بِالْعَطَشِ فَاذْهَبِي وَاشْرَبِي مِنَ الآنِيَةِ الَّتِي مَلأُوهَا». +\s5 +\v 10 فَانْحَنَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى الأَرْضِ وَقَالَتْ لَهُ: «كَيْفَ لَقِيتُ حُظْوَةً لَدَيْكَ فَاهْتَمَمْتَ بِي أَنَا الْغَرِيبَةَ؟» +\v 11 فَأَجَابَهَا بُوعَزُ: «لَقَدْ بَلَغَنِي مَا أَحْسَنْتِ بِهِ إِلَى حَمَاتِكِ بَعْدَ مَوْتِ زَوْجِكِ، حَتَّى إِنَّكِ تَخَلَّيْتِ عَنْ أَبِيكِ وَأُمِّكِ وَأَرْضِ مَوْلِدِكِ، وَجِئْتِ إِلَى شَعْبٍ لَمْ تَعْرِفِيهِ مِنْ قَبْلُ. +\v 12 لِيُكَافِئْكِ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ، الَّذِي جِئْتِ لِتَحْتَمِيَ تَحْتَ جَنَاحَيْهِ، وَفْقاً لإِحْسَانِكِ. وَلْيَكُنْ أَجْرُكِ كَامِلاً مِنْ عِنْدِهِ». +\s5 +\v 13 فَقَالَتْ: «لَيْتَنِي أَظَلُّ مُتَمَتِّعَةً بِرِضَى سَيِّدِي، فَقَدْ عَزَّيْتَنِي وَطَيَّبْتَ قَلْبَ جَارِيَتِكَ، مَعْ أَنَّنِي لَا أُسَاوِي وَاحِدَةً مِنْ جَوَارِيكَ». +\s5 +\v 14 وَعِنْدَمَا حَلَّ مَوْعِدُ الأَكْلِ، قَالَ لَهَا بُوعَزُ: «تَقَدَّمِي وَكُلِي بَعْضَ الْخُبْزِ، وَاغْمِسِي لُقْمَتَكِ فِي الْخَمْرِ». فَجَلَسَتْ بِجَانِبِ الْحَصَّادِينَ، فَنَاوَلَهَا فَرِيكاً فَأَكَلَتْ وَشَبِعَتْ وَفَاضَ عَنْهَا. +\s5 +\v 15 ثُمَّ قَامَتْ لِتَلْتَقِطَ سَنَابِلَ. فَأَمَرَ بُوعَزُ غِلْمَانَهُ قَائِلاً: «اتْرُكُوهَا تَلْتَقِطُ سَنَابِلَ بَيْنَ حُزَمِ الشَّعِيرِ أَيْضاً وَلا تَمَسُّوهَا بِأَذىً، +\v 16 بَلِ انْتَزِعُوا بَعْضَ السَّنَابِلِ مِنَ الْحُزَمِ وَاتْرُكُوهَا لَهَا لِتَلْتَقِطَهَا، وَلا تُضَايِقُوهَا». +\s5 +\p +\v 17 وَظَلَّتْ رَاعُوثُ تَلْتَقِطُ إِلَى الْمَسَاءِ. ثُمَّ خَبَطَتِ السَّنَابِلَ الَّتِي الْتَقَطَتْهَا فَوَجَدَتْ أَنَّهَا نَحْوَ إِيْفَةِ شَعِيرٍ (أَيْ نَحْوَ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ لِتْرَ شَعِيرٍ)، +\v 18 فَحَمَلَتْهَا وَقَدُمَتْ بِها إِلَى الْمَدِينَةِ. فَرَأَتْ حَمَاتُهَا مَا الْتَقَطَتْهُ، ثُمَّ أَخْرَجَتْ مَا فَاضَ عَنْهَا مِنْ طَعَامٍ بَعْدَ شَبْعِهَا وَأَعْطَتْهُ لِحَمَاتِهَا +\s5 +\v 19 الَّتِي سَأَلَتْهَا: «أَيْنَ الْتَقَطْتِ الْيَوْمَ، وَفِي أَيِّ حَقْلٍ عَمِلْتِ؟ لِيُبَارِكِ الرَّبُّ مَنْ كَانَ عَطُوفاً عَلَيْكِ». فَأَخْبَرَتْ رَاعُوثُ حَمَاتَهَا عَمَّنِ اشْتَغَلَتْ فِي حَقْلِهِ وَقَالَتْ: «اسْمُ الرَّجُلِ الَّذِي عَمِلْتُ فِي حَقْلِهِ الْيَوْمَ هُوَ بُوعَزُ». +\v 20 فَقَالَتْ نُعْمِي لِكَنَّتِهَا: «لِيَكُنِ الرَّبُّ مُبَارَكاً لأَنَّهُ لَمْ يَتَخَلَّ عَنِ الإِحْسَانِ إِلَى الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ». ثُمَّ اسْتَطْرَدَتْ: «إِنَّ الرَّجُلَ قَرِيبٌ لَنَا، وَهُوَ مِنْ أَوْلِيَائِنَا». +\s5 +\v 21 فَقَالَتْ رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ: «لَقَدْ طَلَبَ مِنِّي أَنْ أُلازِمَ عُمَّالَهُ حَتَّى يَسْتَوْفُوا حَصَادَهُ». +\v 22 فَقَالَتْ نُعْمِي لِرَاعُوثَ كَنَّتِهَا: «خَيْرٌ لَكِ أَنْ تُلازِمِي فَتَيَاتِهِ لِئَلّا يَقَعَ بِكِ أَذىً لَوْ عَمِلْتِ فِي حَقْلِ آخَرَ». +\s5 +\v 23 فَلازَمَتْ رَاعُوثُ فَتَيَاتِ بُوعَزَ اللّاقِطَاتِ السَّنَابِلَ، حَتَّى تَمَّ حَصَادُ الشَّعِيرِ وَالْقَمْحِ أَيْضاً وَأَقَامَتْ مَعْ حَمَاتِهَا. + +\s5 +\c 3 +\s1 راعوث وبوعز في البيدر +\p +\v 1 وَذَاتَ يَوْمٍ قَالَتْ نُعْمِي لِكَنَّتِهَا رَاعُوثَ: «هَلْ أُحَاوِلُ أَنْ أَجِدَ لَكِ زَوْجاً يَرْعَاكِ فَتَنْعَمِي بِالْخَيْرِ؟ +\v 2 أَلَيْسَ بُوعَزُ الَّذِي عَمِلْتِ مَعْ فَتَيَاتِهِ قَرِيباً لَنَا؟ هَا هُوَ يُذَرِّي بَيْدَرَ الشَّعِيرِ اللَّيْلَةَ، +\s5 +\v 3 فَاغْتَسِلِي وَتَطَيَّبِي وَارْتَدِي أَجْمَلَ ثِيَابِكِ وَاذْهَبِي إِلَى الْبَيْدَرِ، وَلا تَدَعِي الرَّجُلَ يَكْتَشِفُ وُجُودَكِ حَتَّى يَفْرَغَ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ. +\v 4 وَعِنْدَمَا يَضْطَجِعُ عَايِنِي مَوْضِعَ اضْطِجَاعِهِ، ثُمَّ ادْخُلِي إِلَيْهِ وَارْفَعِي الْغِطَاءَ عِنْدَ قَدَمَيْهِ وَارْقُدِي هُنَاكَ، وَهُوَ يُطْلِعُكِ عَمَّا تَفْعَلِينَ». +\v 5 فَأَجَابَتْهَا: «سَأَفْعَلُ كُلَّ مَا تَقُولِينَ». +\s5 +\p +\v 6 وَتَوَجَّهَتْ رَاعُوثُ إِلَى الْبَيْدَرِ وَنَفَّذَتْ مَا أَشَارَتْ بِهِ عَلَيْهَا حَمَاتُهَا. +\v 7 فَبَعْدَ أَنْ أَكَلَ بُوعَزُ وَشَرِبَ وَطَابَتْ نَفْسُهُ وَمَضَى لِيَرْقُدَ عِنْدَ الطَّرَفِ الْقَصِيِّ مِنْ كُومَةِ الشَّعِيرِ، تَسَلَّلَتْ رَاعُوثُ وَرَفَعَتِ الْغِطَاءَ عِنْدَ قَدَمَيْهِ وَنَامَتْ. +\s5 +\v 8 وَعِنْدَ مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ تَقَلَّبَ الرَّجُلُ فِي نَوْمِهِ مُضْطَرِباً، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَالْتَفَتَ حَوْلَهُ وَإذَا بِهِ يَجِدُ امْرَأَةً رَاقِدَةً عِنْدَ قَدَمَيْهِ، +\v 9 فَتَسَاءَلَ: «مَنْ أَنْتِ؟» فَأَجَابَتْ: «أَنَا رَاعُوثُ أَمَتُكَ، فَابْسُطْ هُدْبَ ثَوْبِكَ عَلَى أَمَتِكَ لأَنَّكَ قَرِيبٌ وَوَلِيٌّ». +\s5 +\v 10 فَقَالَ: «لِيُبَارِكْكِ الرَّبُّ يَا ابْنَتِي لأَنَّ مَا أَظْهَرْتِهِ مِنْ إِحْسَانٍ الآنَ هُوَ أَعْظَمُ مِمَّا أَظْهَرْتِهِ سَابِقاً، فَأَنْتِ لَمْ تَتَهَافَتِي عَلَى الشُّبَّانِ، فُقَرَاءَ كَانُوا أَوْ أَغْنِيَاءَ. +\v 11 وَالآنَ لَا تَخَافِي يَا ابْنَتِي، سَأَفْعَلُ كُلَّ مَا تَطْلُبِينَ، فَأَهْلُ مَدِينَتِي كُلُّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّكِ امْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ. +\s5 +\v 12 صَحِيحٌ أَنَّنِي قَرِيبٌ وَلِيٌّ، وَلَكِنْ هُنَاكَ مَنْ هُوَ وَلِيٌّ أَقْرَبُ مِنِّي. +\v 13 نَامِي اللَّيْلَةَ، وَفِي الصَّبَاحِ إِنْ قَامَ ذَلِكَ الْقَرِيبُ الأَوْلَى بِحَقِّ الْوَلِيِّ وَتَزَوَّجَكِ، فَحَسَناً يَفْعَلُ. وَإِنْ أَبَى قَضَاءَ وَاجِبِ الْوَلِيِّ، فَأُقْسِمُ بِالرَّبِّ الْحَيِّ أَنْ أَتَزَوَّجَكِ، فَارْقُدِي الآنَ إِلَى الصَّبَاحِ». +\s5 +\p +\v 14 فَنَامَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ حَتَّى الصَّبَاحِ، ثُمَّ نَهَضَتْ مُبَكِّرَةً جِدّاً فِي وَقْتٍ لَا يَتَمَكَّنُ الْمَرْءُ فِيهِ مِنْ تَمْيِيزِ صَاحِبِهِ، وَقَالَ لَهَا: «لا تُخْبِرِي أَحَداً أَنَّكِ جِئْتِ إِلَى الْبَيْدَرِ». +\v 15 ثُمَّ قَالَ لَهَا أَيْضاً: «هَاتِ الرِّدَاءَ الَّذِي عَلَيْكِ وَأَمْسِكِيهِ» فَفَعَلَتْ، فَكَالَ لَهَا سِتَّةَ أَكْيَالٍ مِنَ الشَّعِيرِ (نَحْوَ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ لِتْراً) وَحَمَّلَهَا إِيَّاهَا، ثُمَّ دَخَلَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ. +\s5 +\v 16 فَأَقْبَلَتْ عَلَى حَمَاتِهَا، فَسَأَلَتْهَا: «مَاذَا حَدَثَ يَا ابْنَتِي؟» فَقَصَّتْ عَلَيْهَا كُلَّ مَا صَنَعَهُ الرَّجُلُ لَهَا. +\v 17 وَقَالَتْ: «وَقَدْ أَعْطَانِي سِتَّةَ أَكْيَالٍ مِنَ الشَّعِيرِ قَائِلاً: ’لا تَرْجِعِي فَارِغَةَ الْيَدَيْنِ إِلَى حَمَاتِكِ‘». +\v 18 فَقَالَتْ لَهَا نُعْمِي: «انْتَظِرِي يَا بِنْتِي رَيْثَمَا نَتَبَيَّنَ نَتِيجَةَ الأَمْرِ، لأَنَّ الرَّجُلَ لَنْ يَقِرَّ لَهُ قَرَارٌ حَتَّى يُنْهِيَ الأَمْرَ كُلَّهُ الْيَوْمَ». + +\s5 +\c 4 +\s1 بوعز يتزوج راعوث +\p +\v 1 فَانْطَلَقَ بُوعَزُ إِلَى سَاحَةِ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ وَجَلَسَ هُنَاكَ. فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَرَّ الْقَرِيبُ الْوَلِيُّ الَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ بُوعَزُ، فَقَالَ لَهُ: «تَعَالَ هُنَا يَا صَدِيقِي وَاجْلِسْ». فَمَالَ إِلَيْهِ وَجَلَسَ. +\v 2 وَاسْتَدْعَى بُوعَزُ عَشْرَةَ رِجَالٍ مِنْ شُيُوخِ المَدِينَةِ وَقَالَ لَهُمْ: «اجْلِسُوا مَعْنَا هُنَا». فَجَلَسُوا. +\s5 +\v 3 ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْوَلِيِّ الأَقْرَبِ وَقَالَ: «إِنَّ نُعْمِي الَّتِي رَجَعَتْ مِنْ بِلادِ مُوآبَ مُزْمِعَةٌ عَلَى بَيْعِ قِطْعَةِ الْحَقْلِ الَّتِي لِقَرِيبِنَا أَلِيمَالِكَ. +\v 4 فَرَأَيْتُ أَنْ أُطْلِعَكَ عَلَى الأَمْرِ قَائِلاً: اشْتَرِ الْحَقْلَ أَمَامَ الْجَالِسِينَ، وَبِحُضُورِ شُيُوخِ قَوْمِي. فَإِنْ رَغِبْتَ فَفُكَّهُ وَإِنْ لَمْ تَرْغَبْ فَقُلْ لِي، فَأَنَا أَوْلَى بِالشِّرَاءِ مِنْ بَعْدِكَ». فَأَجَابَهُ الرَّجُلُ: «إِنِّي أَشْتَرِيهِ». +\s5 +\v 5 فَقَالَ بُوعَزُ: «يَوْمَ تَشْتَرِي الْحَقْلَ مِنْ نُعْمِي، فَوَاجِبُكَ يَقْتَضِي أَنْ تَتَزَوَّجَ رَاعُوثَ الْمُوآبِيَّةَ لِتُحْيِيَ اسْمَ الْمَيْتِ عَلَى مِيرَاثِهِ». +\v 6 فَأَجَابَهُ الْوَلِيُّ الأَقْرَبُ: «لا يُمْكِنُنِي أَنْ أَشْتَرِيَ الْحَقْلَ لِئَلّا أُفْسِدَ مِيرَاثِي، فَاشْتَرِ أَنْتَ الْحَقْلَ عِوَضاً عَنِّي لأَنَّنِي لَا أَسْتَطِيعُ فِكَاكَهُ». +\s5 +\p +\v 7 وَكَانَتِ الْعَادَةُ سَابِقاً فِي إِسْرَائِيلَ بِشَأْنِ الْفِكَاكِ وَالْمُبَادَلَةِ لأَجْلِ إِثْبَاتِ حَقِّ الأَمْرِ، أَنْ يَخْلَعَ الرَّجُلُ نَعْلَهُ وَيُعْطِيَهُ لِلشَّارِي، لإِضْفَاءِ صِفَةِ الشَّرْعِيَّةِ عَلَى عَقْدِ الْبَيْعِ أَوِ الْمُبَادَلَةِ. +\v 8 وَاسْتَطْرَدَ الْوَلِيُّ الأَقْرَبُ قَائِلاً لِبُوعَزَ: «اشْتَرِ لِنَفْسِكَ» وَخَلَعَ نَعْلَهُ. +\s5 +\p +\v 9 فَقَالَ بُوعَزُ لِلشُّيُوخِ وَلِلْجَمْعِ الْمَاثِلِ حَوْلَهُ: «أَنْتُمْ شُهُودٌ الْيَوْمَ أَنِّي اشْتَرَيْتُ كُلَّ مَا لأَلِيمَالِكَ وَمَا لاِبْنَيْهِ كِلْيُونَ وَمَحْلُونَ مِنْ يَدِ نُعْمِي. +\v 10 وَكَذَلِكَ رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ امْرَأَةُ مَحْلُونَ قَدِ اشْتَرَيْتُهَا لِي زَوْجَةً، لأُحْيِيَ اسْمَ الْمَيْتِ عَلَى مِيرَاثِهِ، فَلا يَنْقَرِضَ اسْمُهُ مِنْ بَيْنِ إِخْوَتِهِ وَمِنْ سِجِلِّ الْمَدِينَةِ. وَأَنْتُمْ شُهُودٌ عَلَى ذَلِكَ الْيَوْمَ». +\s5 +\v 11 فَقَالَ الْجَمْعُ الْمَاثِلُ عِنْدَ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ وَالشُّيُوخُ أَيْضاً: «نَحْنُ شُهُودٌ. فَلْيَجْعَلِ الرَّبُّ الْمَرْأَةَ الدَّاخِلَةَ إِلَى بَيْتِكَ نَظِيرَ رَاحِيلَ وَلَيْئَةَ اللَّتَيْنِ بَنَتَا بَيْتَ يَعْقُوبَ. فَلْيَتَّسِعْ نُفُوذُكَ فِي أَفْرَاتَةَ، وَلْيَذِعِ اسْمُكَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ. +\v 12 وَلْيَكُنْ نَسْلُكَ الَّذِي يُعْطِيكَ إِيَّاهُ الرَّبُّ مِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ كَنَسْلِ فَارَصَ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ ثَامَارُ لِيَهُوذَا». +\s1 نسب داود +\s5 +\p +\v 13 فَتَزَوَّجَ بُوعَزُ مِنْ رَاعُوثَ وَعَاشَرَهَا فَحَمَلَتْ مِنْهُ وَأَنْجَبَتِ ابْناً. +\v 14 فَقَالَتِ النِّسَاءُ لِنُعْمِي: «لِيَكُنِ الرَّبُّ مُبَارَكاً الَّذِي لَمْ يَحْرِمْكِ الْيَوْمَ وَلِيًّا، وَلْيَذِعِ اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيلَ، +\v 15 لأَنَّ كَنَّتَكِ الَّتِي أَحَبَّتْكِ هِيَ أَكْثَرُ خَيْراً لَكِ مِنْ سَبْعَةِ أَبْنَاءٍ، وَقَدْ وَلَدَتْهُ لِيَكُونَ سَبَباً فِي إِحْيَاءِ نَفْسِكِ وَرِعَايَتِكِ فِي شَيْخُوخَتِكِ». +\s5 +\v 16 فَأَخَذَتْ نُعْمِي الْوَلَدَ فِي حِضْنِهَا، وَقَامَتْ عَلَى تَرْبِيَتِهِ. +\v 17 وَقَالَتْ جَارَاتُهَا: «قَدْ وُلِدَ ابْنٌ لِنُعْمِي». وَدَعَوْنَهُ عُوبِيدَ، وَهُوَ أَبُو يَسَّى أَبِي الْمَلِكِ دَاوُدَ. +\s1 مولد عوبيد جد داود +\s5 +\p +\v 18 وَهَذِهِ هِيَ مَوَالِيدُ فَارَصَ: أَنْجَبَ فَارَصُ حَصْرُونَ. +\v 19 وَأَنْجَبَ حَصْرُونُ رَامَ، وَأَنْجَبَ رَامُ عَمِّينَادَابَ. +\v 20 وَأَنْجَبَ عَمِّينَادَابُ نَحْشُونَ، وَأَنْجَبَ نَحْشُونُ سَلْمُونَ. +\v 21 وَأَنْجَبَ سَلْمُونُ بُوعَزَ، وَأَنْجَبَ بُوعَزُ عُوبِيدَ. +\v 22 وَأَنْجَبَ عُوبِيدُ يَسَّى، وَأَنْجَبَ يَسَّى دَاُودَ. diff --git a/09-1SA.usfm b/09-1SA.usfm index 9f2a396..5203e91 100755 --- a/09-1SA.usfm +++ b/09-1SA.usfm @@ -1,1058 +1,1486 @@ -\id 1SA - New Arabic Version (Ketab El Hayat)‎ +\id 1SA - New Arabic Version (Ketab El Hayat)‎ \ide UTF-8 -\rem Copyright © ‎1988, 1997, 2012 by Biblica, Inc‎.®‎ -\h صموئيل الأول -\toc1 كِتَابُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ -\toc2 صموئيل الأول -\toc3 1 صم -\mt1 كِتَابُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ -\imt مقدمة -\ip من المرجح أن هذا الكتاب قد تم تدوينه، بوحي من الروح القدس، في القرن العاشر قبل الميلاد. وقد اشتملت التوراة العبرانية على كتابي صموئِيل الأول وصموئِيل الثاني في كتاب واحد على اعتبار أنهما يكونان تاريخاً متصلاً يروي قصة حياة كل من النبي صموئِيل، والملك شاول والملك داود. أما تقسيمهما في الترجمات الأخرى فذلك لاعتبارات شكلية ليس إلا. -\ip يستعرض هذا الكتاب سجل المعارك التي دارت رحاها بين الفلسطينيين وجيش الملك شاول وهزيمته في المعركة الفاصلة الأخيرة. يستهل الكتاب تأريخه بوصف للحالة السياسية والعسكرية المهينة التي كان يعاني منها بنو إسرائِيل، ثم ظهور النبي صموئِيل وتتويج شاول كأول ملك على إسرائيل. كان صموئِيل الزعيم الروحي للأمة، أما شاول فقد تولى زمام الشؤون المدنية والإدارية والعسكرية، وقد تمكن في الفترة الأولى من حياته من هزيمة أعدائه، ولكنه بعد تدهور حياته الروحية والأخلاقية أصيب بكارثة رهيبة أودت بحياته وحياة أبنائه في المعركة الخاسرة الأخيرة. وفيما كان نجم شاول يميل للأفول كان نجم داود في صعود وإشراق على الرغم من صغر سنه. ومالبث داود، بعد مصرع شاول أن تسلم قيادة البلاد. -\ip إن الفكرة الأساس في هذا الكتاب هي أن الله لا يهب المؤمنين به مناعة تقيهم تقلبات الحياة الإنسانية إنما يسبغ عليهم نعمة لكي يدركوا معنى الاتكال على الله ويجتازوا في بوتقة المحن إلى أن يبلغوا ميناء الأمان برعاية الله وإرشاده. ففي خضم المحن والحروب وقيام ملوك وسقوط آخرين؛ في أثناء السلام والطمأنينة والخير، يظل الله قابضاً على زمام التاريخ يوجه الأحداث الإنسانية لصالح الذين يتكلون عليه فيجدون راحة وشجاعة لتحمل عوادي الدهر. -\ie -\c 1 -\s1 مولد صموئيل -\p -\v 1 كَانَ رَجُلٌ أَفْرَايِمِيٌّ اسْمُهُ أَلْقَانَةُ بْنُ يَرُوحَامَ بْنِ أَلِيهُوَ بْنِ تُوحُوَ بْنِ صُوفٍ، يُقِيمُ فِي رَامَتَايِمَ صُوفيِمَ مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ. -\v 2 وَكَانَ مُتَزَوِّجاً مِنِ امْرَأَتَيْنِ هُمَا حَنَّةُ وَفَنِنَّةُ. وَكَانَ لِفَنِنَّةَ أَوْلادٌ؛ أَمَّا حَنَّةُ فَكَانَتْ عَاقِراً. -\v 3 وَكَانَ مِنْ عَادَةِ أَلْقَانَةَ أَنْ يَذْهَبَ مِنْ مَدِينَتِهِ مَعَ عَائِلَتِهِ فِي كُلِّ عَامٍ ليَسْجُدَ وَيُقَدِّمَ ذَبَائِحَ لِلرَّبِّ الْقَدِيرِ فِي شِيلُوهَ، وَكَانَ حُفْنِي وَفِينْحَاسُ ابْنَا عَالِي كَاهِنَيْنِ لِلرَّبِّ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. -\v 4 وَحِينَ يَأْتِي وَقْتُ تَقْدِيمِ الذَّبِيحَةِ كَانَ أَلْقَانَةُ يُعْطِي فَنِنَّةَ امْرَأَتَهُ وَجَمِيعَ أَبْنَائِهَا وَبَنَاتِهَا نَصِيباً وَاحِداً لِكُلٍّ مِنْهُمْ. -\v 5 أَمَّا حَنَّةُ فَكَانَ يُعْطِيهَا نَصِيبَ اثْنَيْنِ لأَنَّهُ كَانَ يُحِبُّهَا. غَيْرَ أَنَّ الرَّبَّ جَعَلَهَا عَاقِراً. -\v 6 فَكَانَتْ ضَرَّتُهَا، حُبّاً فِي إِغَاظَتِهَا، تُعَيِّرُهَا لأَنَّ الرَّبَّ جَعَلَهَا عَاقِراً. -\v 7 وَثَابَرَتْ عَلَى إِثَارَةِ غَيْظِهَا سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ كُلَّمَا ذَهَبَتْ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. فَبَكَتْ حَنَّةُ وَامْتَنَعَتْ عَنِ الأَكْلِ. -\v 8 فَسَأَلَهَا أَلْقَانَةُ زَوْجُهَا: «يَا حَنَّةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ وَلِمَاذَا تَمْتَنِعِينَ عَنِ الأَكْلِ؟ وَلِمَاذَا يَكْتَئِبُ قَلْبُكِ؟ أَلَسْتُ أَنَا خَيْراً لَكِ مِنْ عَشَرَةِ بَنِينَ؟». -\p -\v 9 وَذَاتَ مَرَّةٍ بَعْدَ أَنْ فَرَغُوا مِنْ تَنَاوُلِ الطَّعَامِ فِي شِيلُوهَ، وَفِيمَا كَانَ عَالِي الْكَاهِنُ جَالِساً عَلَى الْكُرْسِيِّ عِنْدَ قَائِمَةِ خَيْمَةِ الرَّبِّ، قَامَتْ حَنَّةُ -\v 10 بِنَفْسٍ مُرَّةٍ وَصَلَّتْ إِلَى الرَّبِّ وَبَكَتْ بِحُرْقَةٍ، -\v 11 وَنَذَرَتْ نَذْراً لِلرَّبِّ قَائِلَةً: «يَا رَبَّ الْجُنُودِ، إِنْ عَطَفْتَ عَلَى مَذَلَّةِ أَمَتِكَ، وَذَكَرْتَنِي وَلَمْ تَنْسَنِي، بَلْ وَهَبْتَ أَمَتَكَ ذُرِّيَّةً، فَإِنَّنِي أُعْطِيهِ لِلرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، وَلَنْ أَحْلِقَ رَأْسَهُ». -\p -\v 12 وَأَطَالَتْ حَنَّةُ صَلاتَهَا أَمَامَ الرَّبِّ بَيْنَمَا كَانَ عَالِي يُرَاقِبُ حَرَكَةَ شَفَتَيْهَا. -\v 13 فَإِنَّ حَنَّةَ كَانَتْ تُصَلِّي فِي قَلْبِهَا وَلا يَتَحَرَّكُ مِنْهَا سِوَى شَفَتَيْهَا، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَصْدُرَ عَنْهُمَا صَوْتٌ، فَظَنَّ عَالِي أَنَّهَا سَكْرَى. -\v 14 فَقَالَ لَهَا عَالِي: «إِلَى مَتَى تَظَلِّينَ سَكْرَى؟ كُفِّي عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ» -\v 15 فَأَجَابَتْهُ: «لا يَا سَيِّدِي: إِنَّنِي امْرَأَةٌ حَزِينَةُ الرُّوحِ، لَمْ أَشْرَبْ خَمْراً وَلا مُسْكِراً، بَلْ أَسْكُبُ نَفْسِي أَمَامَ الرَّبِّ. -\v 16 لَا تَظُنَّ أَمَتَكَ ابْنَةَ بَلِيَّعَالَ، فَإِنَّنِي مِنْ فَرْطِ كُرْبَتِي وَغَيْظِي قَدْ أَطَلْتُ صَلاتِي إِلَى الآنَ». -\v 17 فَقَالَ لَهَا عَالِي: «اذْهَبِي بِسَلامٍ، وَلْيُعْطِكِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ مَا طَلَبْتِهِ مِنْ لَدُنْهِ». -\v 18 فَقَالَتْ: «لَيْتَ أَمَتَكَ تَحْظَى بِرِضَاكَ». ثُمَّ انْصَرَفَتْ فِي سَبِيلِهَا وَأَكَلَتْ، وَلَمْ تَعُدْ أَمَارَاتُ الْحُزْنِ تَكْسُو وَجْهَهَا. -\p -\v 19 وَفِي الصَّبَاحِ التَّالِي بَكَّرُوا بِالنُّهُوضِ وَسَجَدُوا أَمَامَ الرَّبِّ، ثُمَّ عَادُوا إِلَى بَيْتِهِمْ فِي الرَّامَةِ. وَعَاشَرَ أَلْقَانَةُ زَوْجَتَهُ حَنَّةَ، وَاسْتَجَابَ الرَّبُّ دُعَاءَهَا. -\v 20 وَفِي غُضُونِ سَنَةٍ حَبِلَتْ حَنَّةُ وَأَنْجَبَتِ ابْناً دَعَتْهُ صَمُوئِيلَ قَائِلَةً: «لأَنِّي سَأَلْتُهُ مِنَ الرَّبِّ». -\s1 حنة تكرس صموئيل -\p -\v 21 وَفِي مَوْعِدِ الذَّبِيحَةِ السَّنَوِيَّةِ مِنَ الْعَامِ التَّالِي، ذَهَبَ أَلْقَانَةُ وَأُسْرَتُهُ لِلْعِبَادَةِ. -\v 22 غَيْرَ أَنَّ حَنَّةَ تَخَلَّفَتْ عَنْهُمْ قَائِلَةً لِزَوْجِهَا: «سَأَنْتَظِرُ حَتَّى أَفْطِمَ الصَّبِيَّ، ثُمَّ آخُذُهُ لِيَمْثُلَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَأَتْرُكُهُ هُنَاكَ إِلَى الأَبَدِ». -\v 23 فَأَجَابَهَا أَلْقَانَةُ: «افْعَلِي مَا يَحْلُو لَكِ، وَامْكُثِي حَتَّى تَفْطِمِيهِ، وَيَكْفِينَا أَنَّ الرَّبَّ يَفِي بِمَا وَعَدَ بِهِ». فَمَكَثَتْ حَنَّةُ فِي بَيْتِهَا تُرْضِعُ ابْنَهَا إِلَى أَنْ فَطَمَتْهُ. -\p -\v 24 ثُمَّ انْطَلَقَتْ بِالصَّبِيِّ، عَلَى الرَّغْمِ مِنْ صِغَرِ سِنِّهِ، إِلَى الرَّبِّ فِي شِيلُوهَ، وَمَعَهَا ثَلاثَةُ ثِيرَانٍ وَإِيفَةُ دَقِيقٍ (نَحْوَ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ لِتْراً) وَزِقُّ خَمْرٍ. -\v 25 وَبَعْدَ أَنْ ذَبَحُوا الثَّوْرَ حَمَلُوا الصَّبِيَّ إِلَى عَالِي، -\v 26 وَقَالَتْ لَهُ: «لِتَحْيَ نَفْسُكَ يَا سَيِّدِي، أَنَا الْمَرْأَةُ الَّتِي مَثَلَتْ لَدَيْكَ هُنَا تُصَلِّي إِلَى الرَّبِّ، -\v 27 مُتَضَرِّعَةً إِلَيْهِ أَنْ يُعْطِيَنِي هَذَا الصَّبِيَّ، فاسْتَجَابَ الرَّبُّ دُعَائِي الَّذِي رَفَعْتُهُ إِلَيْهِ. -\v 28 لِذَلِكَ أَنَا أَهَبُهُ لِلرَّبِّ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِهِ». وَسَجَدُوا هُنَاكَ لِلرَّبِّ. -\c 2 -\s1 صلاة حنة -\p -\v 1 وَصَلَّتْ حَنَّةُ قَائِلَةً: «ابْتَهَجَ قَلْبِي بِالرَّبِّ وَسَمَتْ عِزَّتِي بِهِ. أَفْتَخِرُ عَلَى أَعْدَائِي لأَنِّي فَرِحْتُ بِخَلاصِكَ. -\v 2 إِذْ لَيْسَ قُدُّوسٌ نَظِيرَ الرَّبِّ، وَلا يُوْجَدُ مَنْ يُمَاثِلُكَ، وَلَيْسَ صَخْرَةٌ كَإِلَهِنَا. -\v 3 كُفُّوا عِنِ الْكِبْرِيَاءِ، وَكُمُّوا أَفْوَاهَكُمْ عَنِ الْغُرُورِ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهٌ عَلِيمٌ وَبِهِ تُوْزَنُ الأَعْمَالُ. -\v 4 لَقَدْ تَحَطَّمَتْ أَقْوَاسُ الْجَبَابِرَةِ وَتَنَطَّقَ الضُّعَفَاءُ بِالْقُوَّةِ. -\v 5 الَّذِينَ كَانُوا شَبَاعَى آجَرُوا أَنْفُسَهُمْ لِقَاءَ الطَّعَامِ، وَالَّذِينَ كَانُوا جِيَاعاً مَلأَهُمُ الشِّبَعُ. أَنْجَبَتِ الْعَاقِرُ سَبْعَةً، أَمَّا كَثِيرَةُ الأَبْنَاءِ فَقَدْ ذَبُلَتْ. -\v 6 الرَّبُّ يُمِيتُ وَيُحْيِي، يَطْرَحُ إِلَى الْهَاوِيَةِ وَيُصْعِدُ مِنْهَا. -\v 7 الرَّبُّ يُفْقِرُ وَيُغْنِي، يُذِلُّ وَيُعِزُّ. -\v 8 يُنْهِضُ الْمِسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ، وَيَرْفَعُ الْبَائِسَ مِنْ كَوْمَةِ الرَّمَادِ، لِيُجْلِسَهُ مَعَ النُّبَلاءِ، وَيُمَلِّكَهُ عَرْشَ الْمَجْدِ، لأَنَّ لِلرَّبِّ أَسَاسَاتِ الأَرْضِ الَّتِي أَرْسَى عَلَيْهَا الْمَسْكُونَةَ. -\v 9 هُوَ يَحْفَظُ أَقْدَامَ أَتْقِيَائِهِ، أَمَّا الأَشْرَارُ فَيَنْطَوُونَ فِي الظَّلامِ، لأَنَّهُ لَيْسَ بِالْقُوَّةِ يَتَغَلَّبُ الإِنْسَانُ. -\v 10 مُخَاصِمُو الرَّبِّ يَتَحَطَّمُونَ، وَمِنَ السَّمَاءِ يَقْذِفُ رُعُودَهُ عَلَيْهِمْ؛ يَدِينُ الرَّبُّ أَقَاصِيَ الأَرْضِ، وَيَمْنَحُ عِزَّةً لِمَنْ يَخْتَارُهُ مَلِكاً وَيُمَجِّدُ مَسِيحَهُ». -\p -\v 11 ثُمَّ رَجَعَ أَلْقَانَةُ إِلَى بَيْتِهِ فِي الرَّامَةِ، وَظَلَّ الصَّبِيُّ يَخْدُمُ الرَّبَّ لَدَى عَالِي الْكَاهِنِ. -\s1 تصرفات ابني عالي السّيئة -\p -\v 12 أَمَّا ابْنَا عَالِي فَكَانَا مُتَوَرِّطَيْنِ فِي الشَّرِّ لَا يَعْرِفَانِ الرَّبَّ -\v 13 وَلا حَقَّ الْكَهَنَةِ الْمَتَوَجِّبَ عَلَى الشَّعْبِ. فَكَانَ كُلَّمَا قَدَّمَ رَجُلٌ ذَبِيحَةً يَأْتِي غُلامُ الْكَاهِنِ عِنْدَ طَبْخِ اللَّحْمِ حَامِلاً بِيَدِهِ خُطَّافاً ذَا ثلاثِ شُعَبٍ. -\v 14 فَيَغْرِزُهُ فِي اللَّحْمِ الَّذِي في الْمَرْحَضَةِ أَوِ الْمِرْجَلِ أَوِ الْمِقْلَى أَوِ الْقِدْرِ، وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ كُلَّ مَا يَعْلَقُ بِشُعَبِ الْخُطَّافِ. هَكَذَا كَانَا يُعَامِلانِ جَمِيعَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ الْقَادِمِينَ إِلَى شِيلُوهَ. -\v 15 كَذَلِكَ كَانَ خَادِمُ الْكَاهِنِ يَأْتِي إِلَى ذَابِحِ الْقُرْبَانِ وَيَقُولُ لَهُ قَبْلَ إِحْرَاقِ الشَّحْمِ: «أَعْطِ لَحْماً لِلْكَاهِنِ حَتَّى يُشْوَى، فَإِنَّهُ لَا يَقْبَلُ مِنْكَ لَحْماً مَطْبُوخاً بَلْ نِيئاً». -\v 16 فَيُجِيبُهُ الرَّجُلُ: «لِيُحْرِقُوا أَوَّلاً شَحْمَ الذَّبِيحَةِ، ثُمَّ خُذْ مَا تَشْتَهِيهِ نَفْسُكَ». فَيَقُولُ الْخَادِمُ: «لا، بَلْ أَعْطِنِي الآنَ اللَّحْمَ وَإلَّا آخُذُهُ بِالرَّغْمِ عَنْكَ». -\v 17 فَعَظُمَتْ خَطِيئَةُ أَبْنَاءِ عَالِي أَمَامَ الرَّبِّ، لأَنَّ الشَّعْبَ اسْتَهَانَ بِذَبِيحَةِ الرَّبِّ مِنْ جَرَّاءِ تَصَرُّفَاتِهِمَا. -\s1 صموئيل يخدم أمام الرب -\p -\v 18 وَكَانَ صَمُوئِيلُ آنَئِذٍ يَخْدُمُ فِي مَحْضَرِ الرَّبِّ وَهُوَ مَا بَرِحَ صَبِيًّا، يَرْتَدِي أَفُوداً مِنْ كَتَّانٍ. -\v 19 وَكَانَتْ أُمُّهُ تَصْنَعُ لَهُ جُبَّةً صَغِيرَةً، تُحْضِرُهَا مَعَهَا كُلَّ سَنَةٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَجُلِهَا لِتَقْرِيبِ الذَّبِيحَةِ السَّنَوِيَّةِ، -\v 20 فَيُبَارِكُ عَالِي أَلْقَانَةَ وَزَوْجَتَهُ قَائِلاً: «لِيَرْزُقْكَ الرَّبُّ ذُرِّيَّةً مِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ عِوَضاً عَنِ الصَّبِيِّ الَّذِي وَهَبْتُمَاهُ لِلرَّبِّ». ثُمَّ يَرْجِعَانِ إِلَى حَيْثُ يُقِيمَانِ. -\v 21 وَعِنْدَمَا افْتَقَدَ الرَّبُّ حَنَّةَ، حَمَلَتْ وَأَنْجَبَتْ ثَلاثَةَ أَبْنَاءٍ وَبِنْتَيْنِ. أَمَّا صَمُوئِيلُ فَقَدْ تَرَعْرَعَ فِي خِدْمَةِ الرَّبِّ. -\p -\v 22 وَطَعَنَ عَالِي فِي السِّنِّ. وَبَلَغَهُ مَا ارْتَكَبَهُ بَنوهُ مَنْ مَسَاوِئَ بِحَقِّ جَمِيِع الإِسْرَائِيلِيِّينَ، وَأَنَّهُمْ كَانَوا يُضَاجِعَونِ النِّسَاءَ الْمُجْتَمِعَاتِ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. -\v 23 فَقَال لَهُمْ: «لِمَاذَا تَرْتَكِبُونَ هَذِهِ الْفَوَاحِشَ، فَقَدْ بَلَغَتْنِي أَخْبَارُ مَسَاوِئِكُمْ مِنْ جَمِيعِ هَذَا الشَّعْبِ؟ -\v 24 لا، يا بَنِيَّ، فَالأَخْبَارُ الَّتِي بَلَغَتْنِي مُشِينَةٌ، إِذْ إِنَّكُمْ تَجْعَلُونَ الشَّعْبَ يَتَعَدَّى عَلَى شَرِيعَةِ الرَّبِّ. -\v 25 فَإِنْ أَخْطَأَ إِنْسَانٌ نَحْوَ إِنْسَانٍ، فَاللهُ يَدِينُهُ، وَلَكِنْ إِنْ أَخْطَأَ إِلَى الرَّبِّ فَمَنْ يُصَلِّي مِنْ أَجْلِهِ؟» لَكِنَّهُمْ لَمْ يُعِيرَوا تَوْبِيخَ أَبِيهِمْ أَيَّ اهْتِمَامٍ لأَنَّ الرَّبَّ شَاءَ أَنْ يُمِيتَهُمْ. -\v 26 أَمَّا الصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ فَاسْتَمَرَّ يَنْمُو فِي الصَّلاحِ وَيَحْظَى بِرِضَى اللهِ وَالنَّاسِ. -\s1 نبوءة بهلاك أُسرة عالي -\p -\v 27 وَذَاتَ يَوْمٍ جَاءَ نَبِيٌّ إِلَى عَالِي بِرِسَالَةٍ مِنَ اللهِ، قَالَ: «أَلَمْ أَتَجَلَّ لِبَيْتِ أَبِيكَ وَهُمْ مَا بَرِحُوا فِي مِصْرَ فِي دِيَارِ فِرْعَوْنَ، -\v 28 وَانْتَخَبْتُ أَبَاكُمْ هرُونَ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ لِيَكُونَ لِي كَاهِناً يُصْعِدُ عَلَى مَذْبَحِي قَرَابِينَ وَيُوْقِدُ بَخُوراً، وَيَرْتَدِي أَمَامِي أَفُوداً، وَوَهَبْتُ لِبَيْتِ أَبِيكَ جَمِيعَ وَقائِدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\v 29 فَلِمَاذَا تَحْتَقِرُونَ ذَبِيحَتِي وَتَقْدِمَتِي الَّتِي أَمَرْتُ بِها لِلْمَسْكَنِ، وَتُفَضِّلُ ابْنَيْكَ عَنِّي لِتُكَدِّسُوا الشَّحْمَ عَلَى أَبْدَانِكُمْ، مِمَّا تَخَيَّرْتُمُوهُ مِنْ قَرَابِينِ شَعْبِي؟ -\v 30 لِذَلِكَ يَقُولُ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: لَقَدْ وَعَدْتُ أَنْ يَظَلَّ بَيْتُكَ وَبَيْتُ أَبِيكَ يَخْدُمُونَ فِي مَحْضَرِي إِلَى الأَبَدِ. أَمَّا الآنَ، يَقُولُ الرَّبُّ: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ، لأَنَّنِي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي، أَمَّا الَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي فَيَصْغُرُونَ. -\v 31 هَا هِي أَيَّامٌ مُقْبِلَةٌ يَخْطِفُ فِيهَا الْمَوْتُ رِجَالَكُمْ فَلا يَبْقَى شَيْخٌ فِي بَيْتِكَ. -\v 32 وَتَشْهَدُ ضِيقاً فِي مَسْكَنِي، بَيْنَمَا يَنْعَمُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ بِالرَّفَاهِيَةِ وَيَخْلُو بَيْتُكَ مِنَ الشُّيُوخِ كُلَّ الأَيَّامِ. -\v 33 وَيَكُونُ مَنْ أَسْتَحْيِيهِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ لِخِدْمَةِ مَذْبَحِي سَبَباً فِي إعْشَاءِ عَيْنَيْكَ بِالْدُّمُوعِ وَإِذَابَةِ قَلْبِكَ بِالْحُزْنِ، وَبَقِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ يَمُوتُونَ شُبَّاناً. -\v 34 وَتَصْدِيقاً لِقَوْلِي أُعْطِيكَ عَلامَةً تُصِيبُ ابْنَيْكَ حُفْنِي وَفِينْحَاسَ: إِنَّهُمَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ يَمُوتَانِ كِلاهُمَا. -\v 35 فَأَخْتَارُ لِنَفْسِي كَاهِناً مُخْلِصاً يَعْمَلُ بِمُقْتَضَى مَا بِقَلْبِي وَنَفْسِي فَأُقِيمُ لَهُ بَيْتاً أَمِيناً، وَيَصِيرُ كَاهِناً لِلْمَلِكِ الَّذِي أَخْتَارُهُ. -\v 36 وَكُلُّ مَنْ يَبْقَى مِنْ ذَرِّيَّتِكَ يَأْتِي إِلَيْهِ سَاجِداً مُتَوَسِّلاً مَنْ أَجْلِ قِطْعَةِ فِضَّةٍ وَرَغِيفِ خُبْزٍ، مُتَضَرِّعاً إِلَيْهِ قَائِلاً: هَبْنِي عَمَلاً بَيْنَ الْكَهَنَةِ لِآكُلَ كِسْرَةَ خُبْزٍ». -\c 3 -\s1 دعوة الله لصموئيل -\p -\v 1 وَخَدَمَ الصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ الرَّبَّ بِإِشْرَافِ عَالِي. وَكَانَتْ رَسَائِلُ الرَّبِّ نَادِرَةً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، وَالرُّؤَى عَزِيزَةً. -\v 2 وَحَدَثَ أَنَّ عَالِي كَانَ مُضْطَجِعاً فِي مَكَانِهِ الْمُعْتَادِ وَقَدْ كَلَّ بَصَرُهُ فَعَجَزَ عَنِ النَّظَرِ. -\v 3 وَبَيْنَمَا كَانَ صَمُوئِيلُ رَاقِداً فِي هَيْكَلِ الرَّبِّ الَّذِي فِيهِ تَابُوتُ اللهِ، وَلَمْ يَكُنْ سِرَاجُ اللهِ قَدِ انْطَفَأَ بَعْدُ، -\v 4 دَعَا الرَّبُّ صَمُوئِيلَ، فَأَجَابَ: «نَعَمْ». -\v 5 وَهَرْوَلَ نَحْوَ عَالِي قَائِلاً: «هَا أَنَا قَدْ جِئْتُ لأَنَّكَ اسْتَدْعَيْتَنِي». فَقَالَ عَالِي: «إِنَّنِي لَمْ أَدْعُكَ. عُدْ وَاضْطَجِعْ». فَرَجَعَ صَمُوئِيلُ وَرَقَدَ. -\v 6 ثُمَّ دَعَا الرَّبُّ صَمُوئِيلَ مَرَّةً ثَانِيَةً، فَنَهَضَ صَمُوئِيلُ وَمَضَى إِلَى عَالِي قَائِلاً: «هَا أَنَا جِئْتُ لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي». فَأَجَابَهُ: «إِنَّنِي لَمْ أَدْعُكَ يَا ابْنِي، عُدْ وَاضْطَجِعْ». -\v 7 وَلَمْ يَكُنْ صَمُوئِيلُ قَدَ عَرَفَ الرَّبَّ بَعْدُ، وَلا تَلَقَّى مِنْهُ أَيَّةَ رِسَالَةٍ. -\v 8 وَدَعَا الرَّبُّ صَمُوئِيلَ مَرَّةً ثَالِثَةً، فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى عَالِي قَائِلاً: «هَا أَنَا قَدْ جِئْتُ لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي». فَأَدْرَكَ عَالِي آنَئِذٍ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الَّذِي يَدْعُو الصَّبِيَّ، -\v 9 فَقَالَ عَالِي لِصَمُوئِيلَ: «اذْهَبْ وَارْقُدْ، وَإذَا دَعَاكَ الرَّبُّ فَقُلْ: تَكَلَّمْ يَا رَبُّ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ». فَذَهَبَ صَمُوئِيلُ وَرَقَدَ فِي مَكَانِهِ. -\p -\v 10 وَدَعَا الرَّبُّ كَمَا حَدَثَ فِي الْمَرَّاتِ السَّابِقَةِ: «صَمُوئِيلُ، صَمُوئِيلُ». فَأَجَابَ صَمُوئِيلُ: «تَكَلَّمْ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ» -\v 11 فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «هَا أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أُجْرِيَ أَمْراً فِي إِسْرَائِيلَ تَطِنُّ أُذُنَا كُلِّ مَنْ يَسْمَعُ بِهِ. -\v 12 إِذْ أُوْقِعُ بِعَالِي كُلَّ مَا تَوَعَّدْتُ بِهِ بَيْتَهُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ. -\v 13 وَقَدْ أَنْبَأْتُهُ بِأَنَّنِي سَأَدِينُ بَيْتَهُ إِلَى الْأَبَدِ، عَلَى الشَّرِّ الَّذِي يَعْلَمُ أَنَّ ابْنَيْهِ قَدْ أَوْجَبَا بِهِ اللَّعْنَةَ عَلَى نَفْسَيْهِمَا، فَلَمْ يَرْدَعْهُمَا. -\v 14 لِهَذَا أَقْسَمْتُ أَنْ لَا يُكَفَّرَ عَنْ إِثْمِ بَيْتِ عَالِي بِذَبِيحَةٍ أَوْ تَقْدِمَةٍ إِلَى الأَبَدِ». -\p -\v 15 وَنَامَ صَمُوئِيلُ إِلَى الصَّبَاحِ، ثُمَّ قَامَ وَفَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ الرَّبِّ. وَخَافَ أَنْ يُطْلِعَ عَالِي عَلَى الرُّؤْيَا. -\v 16 فَاسْتَدْعَى عَالِي إِلَيْهِ صَمُوئِيلَ. -\v 17 وَسَأَلَهُ: «بِمَاذَا خَاطَبَكَ الرَّبُّ؟ لَا تُخْفِ عَنِّي. لِيُضَاعِفِ الرَّبُّ عِقَابَكَ إِنْ أَخْفَيْتَ عَنِّي كَلِمَةً مِمَّا خَاطَبَكَ بِهِ الرَّبُّ». -\v 18 فَأَطْلَعَهُ صَمُوئِيلُ عَلَى جَمِيعِ الْكَلامِ، وَلَمْ يُخْفِ عَنْهُ شَيْئاً. فَقَالَ عَالِي: «إِنَّهُ الرَّبُّ، وَهُوَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ». -\p -\v 19 وَكَبُرَ الصَّبِيُّ. وَكَانَ الرَّبُّ مَعَهُ. لَمْ يَخْذُلْهُ قَطُّ. -\v 20 وَعَرَفَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ دَانٍ إِلَى بِئْرِ سَبْعَ أَنَّ الرَّبَّ قَدِ ائْتَمَنَ صَمُوئِيلَ ليَكُونَ لَهُ نَبِيًّا. -\v 21 وَظَلَّ الرَّبُّ يَتَجَلَّى فِي شِيلُوهَ حَيْثُ كَانَ يُعْلِنُ ذَاتَهُ لِصَمُوئِيلَ مِنْ خِلالِ رَسَائِلِهِ الَّتِي كَانَ صَمُوئِيلُ يُبَلِّغُهَا لِجَمِيعِ الشَّعْبِ. -\c 4 -\s1 الاستيلاء على تابوت العهد -\p -\v 1 وَاحْتَشَدَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ عِنْدَ حَجَرِ الْمَعُونَةِ لِمُحَارَبَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَتَجَمَّعَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ فِي أَفِيقَ. -\v 2 وَاصْطَفَّ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِلِقَاءِ إِسْرَائِيلَ وَمَا لَبِثَتْ أَنْ دَارَتْ رَحَى الْحَرْبِ، فَانْهَزَمَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَمَامَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الَّذِينَ قَتَلُوا مِنْهُمْ فِي مَيْدَانِ الْمَعْرَكَةِ نَحْوَ أَرْبَعَةِ آلافِ رَجُلٍ. -\v 3 وَرَجَعَ النَّاجُونَ إِلَى مُعَسْكَرِهِمْ، فَتَسَاءَلَ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ: «لِمَاذَا هَزَمَنَا الرَّبُّ الْيَوْمَ أَمَامَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟ لِنَأْتِ بِتَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ مِنْ شِيلُوهَ وَنُدْخِلْهُ فِي وَسَطِنَا فِيُنْقِذَنَا مِنْ قَبْضَةِ أَعْدَائِنَا». -\v 4 فَبَعَثَ الْجَيْشُ إِلَى شِيلُوهَ بِمَنْ حَمَلَ تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ الْقَدِيرِ الْجَالِسِ عَلَى الْكَرُوبِيمِ، وَرَافَقَهُ أَيْضاً ابْنَا عَالِي: حُفْنِي وَفِينْحَاسُ. -\p -\v 5 وَمَا إِنْ دَخَلَ تَابُوتُ عَهْدِ الرَّبِّ إِلَى الْمُعَسْكَرِ حَتَّى هَتَفَ جَمِيعُ الْجَيْشِ هُتَافاً عَظِيماً ارْتَجَّتْ لَهُ الأَرْضُ. -\v 6 فَسَمِعَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ ضَجِيجَ الْهُتَافِ فَتَسَاءَلُوا: «مَا ضَجِيجُ الْهُتَافِ هَذَا فِي مُعَسْكَرِ الْعِبْرَانِيِّينَ؟» وَلَمَّا عَرَفُوا أَنَّ تَابُوتَ الرَّبِّ قَدْ جِيءَ بِهِ إِلَى الْمُعَسْكَرِ، -\v 7 اعْتَرَاهُمُ الْخَوْفُ وَقَالُوا: «لَقَدْ جَاءَ اللهُ إِلَى الْمُعَسْكَرِ، فَالْوَيْلُ لَنَا لأَنَّهُ لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُ هَذَا مِنْ قَبْلُ. -\v 8 وَيْلٌ لَنَا! مَنْ يُنْقِذُنَا مِنْ يَدِ أُولَئِكَ الآلِهَةِ الْقَادِرِينَ، فَإِنَّهُمْ هُمُ الآلِهَةُ الَّذِينَ أَنْزَلُوا بِمِصْرَ كُلَّ صُنُوفِ الضَّرَبَاتِ فِي الْبَرِّيَّةِ. -\v 9 تَشَجَّعُوا، وَكُونُوا أَبْطَالاً أَيُّهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ، لِئَلّا يَسْتَعْبِدَكُمُ الْعِبْرَانِيُّونَ كَمَا اسْتَعْبَدْتُمُوهُمْ. كُونُوا رِجَالاً وَاسْتَبْسِلُوا فِي الْقِتَالِ». -\p -\v 10 فَحَارَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَانْهَزَمَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ، وَفَرَّ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَيْمَتِهِ. وَكَانَتِ الْمَجْزَرَةُ عَظِيمَةً جِدّاً، وَقُتِلَ مِنْ إِسْرَائِيلَ ثَلاثُونَ أَلْفَ رَجُلٍ. -\v 11 وَاسْتَوْلَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ عَلَى تَابُوتِ اللهِ، وَمَاتَ ابْنَا عَالِي حُفْنِي وَفِينْحَاسُ. -\s1 موت عالي -\p -\v 12 وَأَقْبَلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ رَجُلٌ مِنْ مَيْدَانِ الْمَعْرَكَةِ إِلَى شِيلُوهَ بِثِيَابٍ مُمَزَّقَةٍ وَرَأْسٍ مُعَفَّرٍ بِالتُّرَابِ. -\v 13 وَكَانَ عَالِي حِينَذَاكَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيٍّ إِلَى جِوَارِ الطَّريِقِ يُرَاقِبُ، لأَنَّ قَلْبَهُ كَانَ مُضْطَرِباً عَلَى مَصِيرِ تَابُوتِ اللهِ. وَمَا إِنْ دَخَلَ الرَّجُلُ الْمَدِينَةَ وَأَذَاعَ النَّبَأَ حَتَّى ضَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا بِالصُّرَاخِ. -\v 14 فَتَسَاءَلَ عَالِي: «مَا سِرُّ هَذَا الضَّجِيجِ؟» فَأَسْرَعَ الرَّجُلُ يُبَلِّغُهُ الْخَبَرَ. -\v 15 وَكَانَ عَالِي قَدْ بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَكَانَتْ عَيْنَاهُ قَدْ كَلَّتَا جِدّاً، فَلَمْ يَعُدْ قَادِراً عَلَى الإِبْصَارِ. -\v 16 فَقَالَ الرَّجُلُ: «لَقَدْ وَصَلْتُ لِتَوِّي مِنْ مَيْدَانِ الْقِتَالِ هَارِباً الْيَوْمَ مِنْ لَهِيبِ الْمَعْرَكَةِ». فَسَأَلَهُ: «مَاذَا جَرَى يَا بُنَيَّ؟» -\v 17 فَأَجَابَ: «انْهَزَمَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَمَامَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَقُتِلَ عَدَدٌ كَبِيرٌ جِدّاً مِنَ الْجَيْشِ، وَمَاتَ أَيْضاً هُنَاكَ ابْنَاكَ حُفْنِي وَفِينْحَاسُ، وَأُخِذَ تَابُوتُ اللهِ». -\v 18 وَمَا إِنْ ذَكَرَ الرَّجُلُ نَبَأَ تَابُوتِ اللهِ حَتَّى سَقَطَ عَالِي عَنِ الْكُرْسِيِّ إِلَى الْوَرَاءِ إِلَى جِوَارِ الْبَابِ، فَانْكَسَرَتْ رَقَبَتُهُ وَمَاتَ لأَنَّهُ كَانَ رَجُلاً شَيْخاً ثَقِيلَ الْجِسْمِ. وَقَدْ قَضَى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مُدَّةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. -\p -\v 19 وَكَانَتْ كَنَّتُهُ امْرَأَةُ فِينْحَاسَ حُبْلَى تُوْشِكُ عَلَى الْوِلادَةِ، فَلَمَّا بَلَغَهَا خَبَرُ الاسْتِيلاءِ عَلَى تَابُوتِ اللهِ وَوَفَاةِ حَمِيهَا وَمَقْتَلِ زَوْجِهَا، سَقَطَتْ وَوَلَدَتْ، لأَنَّ آلامَ الْمَخَاضِ هَاجَمَتْهَا. -\v 20 وَعِنْدَ احْتِضَارِهَا قَالَتْ لَهَا النِّسْوَةُ الْمُحِيطَاتُ بِها: «لا تَجْزَعِي، فَقَدْ رُزِقْتِ بِوَلَدٍ»؛ فَلَمْ تُجِبْ وَلَمْ يَأْبَهْ قَلْبُهَا لِلْبُشْرَى. -\v 21 وَدَعَتِ الصَّبِيَّ إِيخَابُودَ قَائِلَةً: «قَدْ زَالَ الْمَجْدُ مِنْ إِسْرَائِيلَ»؛ لأَنَّ تَابُوتَ اللهِ قَدْ أُخِذَ وَمَاتَ حَمُوها وَزَوْجُهَا -\v 22 وَهَذَا مَا دَعَاهَا لِلْقَوْلِ: «قَدْ زَالَ الْمَجْدُ مِنْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّ تَابُوتَ اللهِ قَدْ أُخِذَ». -\c 5 -\s1 تابوت العهد في أشدود وعقرون -\p -\v 1 وَأَخَذَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ تَابُوتَ اللهِ وَنَقَلُوهُ مِنْ حَجَرِ الْمَعُونَةِ إِلَى أَشْدُودَ، -\v 2 ثُمَّ أَدْخَلُوهُ إِلَى مَعْبَدِ دَاجُونَ إِلَهِهِمْ، وَوَضَعُوهُ إِلَى جِوَارِهِ. -\v 3 وَفِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي وَجَدَ أَهْلُ أَشْدُودَ صَنَمَ إِلَهِهِمْ دَاجُونَ مَطْرُوحاً عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ، فَرَفَعُوهُ وَأَقَامُوهُ فِي مَوْضِعِهِ. -\v 4 وَفِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي عَثَرُوا عَلَى صَنَمِ دَاجُونَ مَطْرُوحاً عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ، وَرَأْسُهُ وَيَدَاهُ مَقْطُوعَةٌ وَمُلْقَاةٌ عَلَى الْعَتَبَةِ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ سِوَى جِسْمِ السَّمَكَةِ. -\v 5 لِذَلِكَ لَا يَطَأُ كَهَنَةُ دَاجُونَ وَسَائِرُ الدَّاخِلِينَ إِلَى مَعْبَدِ دَاجُونَ عَلَى عَتَبَةِ الْمَعْبَدِ فِي أَشْدُودَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. -\s1 تابوت العهد في جت وعقرون -\p -\v 6 ثُمَّ ثَقُلَتْ وَطْأَةُ الرَّبِّ عَلَى الأَشْدُودِيِّينَ وَالْقُرَى الْمُحِيطَةِ بِهِمْ، فَأَصَابَهُمُ الْخَرَابُ، وَبَلاهُمْ بِالْبَوَاسِيرِ. -\v 7 وَعِنْدَمَا تَبَيَّنَ أَهْلُ أَشْدُودَ مَا يَجْرِي قَالُوا: «لا يَنْبَغِي أَنْ يَمْكُثَ تَابُوتُ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ عِنْدَنَا، لأَنَّ وَطْأَةَ يَدِهِ قَدْ قَسَتْ عَلَيْنَا وَعَلَى دَاجُونَ إِلَهِنَا». -\v 8 فَاسْتَدْعَوْا أَقْطَابَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ جَمِيعَهُمْ قَائِلِينَ: «مَاذَا نَصْنَعُ بِتَابُوتِ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ؟» فَأَجَابُوهُمْ: «انْقُلُوهُ إِلَى جَتَّ». وَعِنْدَمَا نَقَلُوا تَابُوتَ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ إِلَى جَتَّ، -\v 9 عَاقَبَتْ يَدُ الرَّبِّ الْمَدِينَةَ، فَأَصَابَ أَهْلَهَا اضْطِرَابٌ عَظِيمٌ جِدّاً، وَتَفَشَّى فِي صَغِيرِهِمْ وَكَبِيرِهِمْ دَاءُ الْبَوَاسِيرِ. -\v 10 فَأَرْسَلُوا تَابُوتَ اللهِ إِلَى عَقْرُونَ. وَمَا إِنْ دَخَلَ الْمَدِينَةَ حَتَّى صَرَخَ أَهْلُ عَقْرُونَ قَائِلِينَ: «قَدْ نَقَلُوا إِلَيْنَا تَابُوتَ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ لِكَيْ يَقْضُوا عَلَيْنَا وَعَلَى شَعْبِنَا». -\v 11 فَبَعَثُوا وَاسْتَدْعَوْا أَقْطَابَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَقَالُوا: «أَعِيدُوا تَابُوتَ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ فَيَرْجِعَ إِلَى مَوْضِعِهِ وَلا يُفْنِيَنَا نَحْنُ وَشَعْبَنَا»؛ لأَنَّ الْمَوْتَ قَدْ مَلأَ الْمَدِينَةَ بِالرُّعْبِ، إذْ صَارَتْ وَطْأَةُ يَدِ الرَّبِّ عَلَيْهِمْ ثَقِيلَةً جِدّاً، -\v 12 وَمَنْ لَمْ يَمُتْ مِنَ النَّاسِ تَفَشَّتْ فِيهِمُ الْبَوَاسِيرُ، فَارْتَفَعَ صُرَاخُ الْمَدِينَةِ إِلَى عَنَانِ السَّمَاءِ. -\c 6 -\s1 إعادة تابوت العهد -\p -\v 1 وَبَقِيَ تَابُوتُ اللهِ فِي بِلادِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ. -\v 2 ثُمَّ سَأَلَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ الْكَهَنَةَ وَالْعَرَّافِينَ: «مَاذَا نَفْعَلُ بِتَابُوتِ الرَّبِّ؟ أَخْبِرُونَا كَيْفَ نُعِيدُهُ إِلَى مَوْطِنِهِ». -\v 3 فَأَجَابُوهُمْ: «إِذَا أَعَدْتُمْ تَابُوتَ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ فَلا تُعِيِدُوهُ فَارِغاً بَلْ أَرْسِلُوا مَعَهُ قُرْبَانَ إِثْمٍ، حِينَئِذٍ تَبْرَأُونَ وَتُدْرِكُونَ عِلَّةَ مَا أَصَابَكُمْ مِنْ عِقَابٍ». -\v 4 فَسَأَلُوهُمْ: «وَمَا هُوَ قُرْبَانُ الإِثْمِ الَّذِي نُرْسِلُهُ؟» فَأَجَابُوا: «أَرْسِلُوا بِحَسَبِ عَدَدِ أَقْطَابِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ خَمْسَةَ نَمَاذِجَ ذَهَبِيَّةٍ لِلْبَوَاسِيرِ، وَخَمْسَةَ نَمَاذِجَ ذَهَبِيَّةٍ لِلْفِئْرَانِ، لأَنَّ الْكَارِثَةَ الَّتِي ابْتُلِيتُمْ بِها وَاحِدِةٌ عَلَيْكُمْ وَعَلى أَقْطَابِكُمْ. -\v 5 وَاسْبِكُوا نَمَاذِجَ بَوَاسِيرِكُمْ وَنَمَاذِجَ فِيرَانِكُمُ الَّتِي خَرَّبَتِ الأَرْضَ، وَمَجِّدُوا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ، لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ مِنْ وَطْأَةِ يَدِهِ عَنْكُمْ وَعَنْ آلِهَتِكُمْ وَعَنْ أَرْضِكُمْ. -\v 6 فَلِمَاذَا تُصَلِّبُونَ قُلُوبَكُمْ كَمَا صَلَّبَ الْمِصْرِيُّونَ وَفِرْعَوْنُ قُلُوبَهُمْ؟ أَلَمْ يُطْلِقُوهُمْ عَلَى أَثَرِ مَا أَوْقَعَ بِهِمْ مِنْ عِقَابٍ؟ -\v 7 وَالآنَ اصْنَعُوا عَرَبَةً وَاحِدَةً جَدِيدَةً وَارْبِطُوهَا إِلَى بَقَرَتَيْنِ مُرْضِعَتَيْنِ لَمْ يَعْلُهُمَا نِيرٌ، وَرُدُّوا عِجْلَيْهِمَا عَنْهُمَا إِلَى الْحَظِيرَةِ، -\v 8 ثُمَّ ضَعُوا تَابُوتَ الرَّبِّ عَلَى الْعَرَبَةِ مَعَ صُنْدُوقٍ فِيهِ أَمْتِعَةُ الذَّهَبِ الَّتِي تَرُدُّونَهَا لَهُ لِتَكُونَ قُرْبَانَ إِثْمٍ، وَأَطْلِقُوا الْعَرَبَةَ بِمَا عَلَيْهَا فَتَذْهَبَ. -\v 9 وَرَاقِبُوهَا، فَإِنِ اتَّجَهَتْ فِي طَرِيقِ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ إِلَى بَيْتِ شَمْسٍ تَعْلَمُونَ آنَئِذٍ أَنَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ بِنَا هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ، وَإِنْ مَضَتْ فِي غَيْرِ هَذَا الاتِّجَاهِ، نُدْرِكْ أَنَّ مَا أَصَابَنَا هُوَ صُدْفَةٌ، وَلَمْ يَكُنْ عِقَاباً مِنْ يَدِهِ». -\p -\v 10 فَنَفَّذَ الرِّجَاُل الأَمْرَ، وَأَخَذُوا بَقَرَتَيْنِ مُرْضِعَتَيْنِ رَبَطُوهُمَا إِلَى الْعَرَبَةِ وِحَبَسُوا عِجْلَيْهِمَا فِي الْحَظِيرَةِ، -\v 11 ثُمَّ وَضَعُوا تَابُوتَ الرَّبِّ عَلَى الْعَرَبَةِ مَعَ الصُّنْدُوقِ وَفِيرَانِ الذَّهَبِ وَنَمَاذِجِ بَوَاسِيرِهِمْ، -\v 12 فَاتَّجَهَتِ الْبَقَرَتَانِ وَهُمَا تَجْأَرَانِ، مُبَاشَرَةً فِي طَرِيقِ بَيْتِ شَمْسَ فِي خَطٍّ مُسْتَقِيمٍ، لَا تَحِيدَانِ يَمِيناً وَلا شِمَالاً. وَسَارَ أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ خَلْفَهُمَا حَتَّى حُدُودِ بَيْتِ شَمْسَ. -\v 13 وَكَانَ أَهْلُ بَيْتِ شَمْسَ يَقُومُونَ بِحَصَادِ الْقَمْحِ فِي الْوَادِي، وَمَا إِنْ رَأَوْا التَّابُوتَ حَتَّى غَمَرَتِ الْبَهْجَةُ قُلُوبَهُمْ -\v 14 وَتَوَجَّهَتِ الْعَرَبَةُ إِلَى حَقْلِ رَجُلٍ اسْمُهُ يَهُوشَعُ الْبَيْتِشَمْسِيُّ، وَوَقَفَتْ بِجِوَارِ حَجَرٍ كَبِيرٍ. فَشَقَّ أَهْلُ بَيْتِ شَمْسَ خَشَبَ الْعَرَبَةِ وَذَبَحُوا الْبَقَرَتَيْنِ وَقَدَّمُوهُمَا مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ. -\v 15 وَأَنْزَلَ بَعْضُ اللّاوِيِّينَ تَابُوتَ الرَّبِّ وَالصُّنْدُوقَ الَّذِي مَعَهُ، بِمَا فِيهِ مِنْ أَمْتِعَةِ الذَّهَبِ، وَأَقَامُوهُمَا عَلَى الْحَجَرِ الْكَبِيرِ. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَصْعَدَ أَهْلُ بَيْتِ شَمْسَ مُحْرَقَاتٍ وَقَرَّبُوا ذَبَائِحَ لِلرَّبِّ. -\v 16 وَبَعْدَ أَنْ شَاهَدَ أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْخَمْسَةُ مَا جَرَى رَجَعُوا إِلَى عَقْرُونَ فِي الْيَوْمِ نَفْسِهِ. -\p -\v 17 أَمَّا قَرَابِينُ الإِثْمِ لِلرَّبِّ الَّتِي رَدَّهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ مِنْ نَمَاذِجِ بَوَاسِيرِ الذَّهَبِ، فَكَانَتْ وَاحِداً عَنْ أَشْدُودَ، وَوَاحِداً عَنْ غَزَّةَ، وَوَاحِداً عَنْ أَشْقَلُونَ، وَوَاحِداً عَنْ جَتَّ، وَوَاحِداً عَنْ عَقْرُونَ. -\v 18 وَكَانَتْ نَمَاذِجُ فِيرَانِ الذَّهَبِ عَلَى عَدَدِ مُدُنِ أَقْطَابِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْخَمْسَةِ، سَوَاءٌ كَانَتْ مُدُناً مُحَصَّنَةً أَمْ قَرْيَةً فِي الصَّحْرَاءِ. وَلا يَزَالُ الْحَجَرُ الْكَبِيرُ الَّذِي وَضَعُوا تَابُوتَ الرَّبِّ عَلَيْهِ بَاقِياً حَتَّى الآنَ فِي حَقْلِ يَهُوشَعَ فِي بَيْتِ شَمْسَ، شَاهِداً عَلَى هَذَا. -\p -\v 19 وَعَاقَبَ الرَّبُّ أَهْلَ بَيْتِ شَمْسَ فَقَتَلَ مِنْهُمْ سَبْعِينَ رَجُلاً لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى مَا بِدَاخِلِ تَابُوتِ الرَّبِّ، فَنَاحَ الشَّعْبُ لأَنَّ الرَّبَّ أَوْقَعَ بِهِمْ كَارِثَةً عَظِيمَةً. -\v 20 وَقَالَ أَهْلُ بَيْتِ شَمْسَ: «مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُقَاوِمَ الرَّبَّ الإِلَهَ الْقُدُّوسَ هَذَا؟ وَإِلَى أَيْنَ نُرْسِلُ التَّابُوتَ مِنْ هُنَا؟» -\v 21 وَبَعَثُوا بِرُسُلٍ إِلَى أَهْلِ قَرْيَةِ يَعَارِيمَ قَائِلِينَ: «قَدْ أَعَادَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ تَابُوتَ الرَّبِّ، فَتَعَالَوْا وَخُذُوهُ». -\c 7 -\p -\v 1 وَجَاءَ أَهْلُ يَعَارِيمَ وَأَخَذُوا تَابُوتَ الرَّبِّ حَيْثُ وَضَعُوهُ فِي بَيْتِ أَبِينَادَابَ الْقَائِمِ عَلَى التَّلِّ، وَكَرَّسُوا أَلِعَازَارَ ابْنَهُ لِيَقُومَ عَلَى حِرَاسَةِ التَّابُوتِ. -\s1 صموئيل يهزم الفلسطينيين في المصفاة -\p -\v 2 وَطَالَتْ مُدَّةُ بَقَاءِ التَّابُوتِ فِي قَرْيَةِ يَعَارِيمَ، إِذِ انْقَضَتْ عِشْرُونَ سَنَةً عَلَيْهِ هُنَاكَ. تَابَ فِيهَا كُلُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ نَائِحِينَ. -\p -\v 3 فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِكُلِّ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ: «إِنْ كُنْتُمْ حَقّاً قَدْ تُبْتُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ إِلَى الرَّبِّ، فَانْزِعُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ وَأَصْنَامَ الْعَشْتَارُوثِ مِنْ وَسَطِكُمْ، وَهَيِّئُوا قُلُوبَكُمْ لِلرَّبِّ وَاعْبُدُوهُ وَحْدَهُ، فَيُنْقِذَكُمْ مَنْ قَبْضَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». -\v 4 فَتَخَلَّصَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنَ الْبَعْلِيمِ وَأَصْنامِ عَشْتَارُوثَ، وَعَبَدُوا الرَّبَّ وَحْدَهُ. -\p -\v 5 فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «ادْعُوا كُلَّ إِسْرَائِيلَ لِلاجْتِمَاعِ فِي الْمِصْفَاةِ فَأُصَلِّيَ لأَجْلِكُمْ إِلَى الرَّبِّ». -\v 6 فَاجْتَمَعُوا فِي الْمِصْفَاةِ حَيْثُ اسْتَقَوْا مَاءً وَسَكَبُوهُ أَمَامَ الرَّبِّ، وَصَامُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَائِلِينَ هُنَاكَ: «قَدْ أَخْطَأْنَا إِلَى الرَّبِّ». وَكَانَ صَمُوئِيلُ يَقْضِي لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْمِصْفَاةِ. -\v 7 وَإِذْ سَمِعَ أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ بِتَجَمُّعِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي الْمِصْفَاةِ، احْتَشَدُوا لِمُحَارَبَتِهِمْ. وَعِنْدَمَا بَلَغَ الْخَبَرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْتَرَاهُمُ الْخَوْفُ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، -\v 8 وَقَالُوا لِصَمُوئِيلَ: «لا تَكُفَّ عَنِ التَّضَرُّعِ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِنَا مِنْ أَجْلِنَا حَتَّى يُخَلِّصَنَا مِنْ قَبْضَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». -\v 9 فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ حَمَلاً رَضِيعاً، وَقَدَّمَهُ بِكَامِلِهِ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ، وَتَضَرَّعَ إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ إِنْقَاذِ إِسْرَائِيلَ، فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ. -\v 10 وَبَيْنَمَا كَانَ صَمُوئِيلُ يُقَدِّمُ الْمُحْرَقَةَ، أَقْبَلَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِمُحَارَبَةِ إِسْرَائِيلَ، فَأَطْلَقَ الرَّبُّ صَرْخَةً رَاعِدَةً عَظِيمَةً عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَلْقَتْ فِيهِمِ الرُّعْبَ فَانْهَزَمُوا أَمَامَ إِسْرَائِيلَ. -\v 11 فَانْدَفَعَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ مِنَ الْمِصْفَاةِ، وَتَعَقَّبُوهُمْ إِلَى مَا تَحْتَ بَيْتِ كَارٍ، وَقَضَوْا عَلَيْهِمْ. -\p -\v 12 فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ حَجَراً وَنَصَبَهُ بَيْنَ الْمِصْفَاةِ وَالسِّنِّ، وَدَعَاهُ «حَجَرَ الْمَعُونَةِ» وَقَالَ: «إِلَى هُنَا أَعَانَنَا الرَّبُّ» -\v 13 فَانْكَسَرَتْ شَوْكَةُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَلَمْ يَجْرُؤُوا عَلَى التَّعَدِّي عَلَى تُخُومِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّ يَدَ الرَّبِّ كَانَتْ ضِدَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ طَوَالَ حَيَاةِ صَمُوئِيلَ. -\v 14 وَاسْتَرَدَّ بَنُو إِسْرَائِيلَ كُلَّ الْمُدُنِ الَّتِي اقْتَطَعَهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ مِنْهُمْ مِنْ عَقْرُونَ إِلَى جَتَّ، وَاسْتَعَادُوا تُخُومَهُمْ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. كَمَا عَقَدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مُعَاهَدَةَ صُلْحٍ مَعَ الأَمُورِيِّينَ. -\p -\v 15 وَظَلَّ صَمُوئِيلُ قَاضِياً لإِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، -\v 16 فَكَانَ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَنْتَقِلُ بَيْنَ بَيْتِ إِيلَ وَالْجِلْجَالِ وَالْمِصْفَاةِ لِيَعْقِدَ مَجْلِسَ قَضَائِهِ فِيهَا، -\v 17 ثُمَّ يَرْجِعُ لِلرَّامَةِ حَيْثُ يُقِيمُ، وَهُنَاكَ يَقْضِي لإِسْرَائِيلَ، كَمَا بَنَى هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ. -\c 8 -\s1 مطالبة بني إسرائيل بملك -\p -\v 1 وَلَمَّا طَعَنَ صَمُوئِيلُ فِي السِّنِّ نَصَّبَ ابْنَيْهِ قَاضِيَيْنِ لإِسْرَائِيلَ. -\p -\v 2 وَكَان اسْمُ ابْنِهِ الْبِكْرِ يُوئِيلَ، وَاسْمُ الثَّانِي أَبِيَّا، وَكَانَ مَقَرُّ قَضَائِهِمَا فِي بِئْرِ سَبْعَ. -\v 3 غَيْرَ أَنَّهُمَا لَمْ يَسْلُكَا فِي طَرِيقِهِ، بَلْ غَوَيَا وَرَاءَ الْمَكْسَبِ وَقَبِلا الرِّشْوَةَ وَحَابَيَا فِي الْقَضَاءِ. -\v 4 فَاجْتَمَعَ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ وَجَاءُوا إِلَى صَمُوئِيلَ فِي الرَّامَةِ، -\v 5 وَقَالُوا لَهُ: «هَا أَنْتَ قَدْ شِخْتَ، وَلَمْ يَسْلُكِ ابْنَاكَ فِي طَرِيقِكَ، فَنَصِّبْ عَلَيْنَا مَلِكاً يَحْكُمُ عَلَيْنَا كَبَقِيَّةِ الشُّعُوبِ». -\v 6 فَاسْتَاءَ صَمُوئِيلُ مِنْ طَلَبِهِمْ تَنْصِيبَ مَلِكٍ عَلَيْهِمْ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ، وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ، -\v 7 فَقَالَ الرَّبُّ لَهُ: «لَبِّ لِلشَّعْبِ طَلَبَهُ وَانْزِلْ عِنْدَ رَغْبَتِهِمْ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَرْفُضُوكَ أَنْتَ بَلْ إِيَّايَ رَفَضُوا، لِكَيْ لَا أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ. -\v 8 وَهُمْ يُعَامِلُونَكَ الآنَ كَمَا عَامَلُونِي مُنْذُ أَنْ أَصْعَدْتُهُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، إِذْ تَرَكُونِي وَعَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى. -\v 9 وَالآنَ لَبِّ طَلَبَهُمْ، إِنَّمَا أَشْهِدْ عَلَيْهِمْ وَحَذِّرْهُمْ مِمَّا يُجْرِيهِ الْمَلِكُ الْمُتَسَلِّطُ عَلَيْهِمْ مِنْ قَضَاءٍ». -\p -\v 10 وَأَبْلَغَ صَمُوئِيلُ الشَّعْبَ بِكُلِّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ، -\v 11 وَقَالَ: «اسْمَعُوا، هَذَا مَا يَقْضِي بِهِ المَلِكُ الَّذِي سَيَحْكُمُ عَلَيْكُمْ: يُجَنِّدُ أَبْنَاءَكُمْ وَيَجْعَلُهُمْ فُرْسَاناً وَخُدَّاماً وَجُنُوداً يَرْكُضُونَ أَمَامَ مَرْكَبَاتِهِ -\v 12 وَيُعَيِّنُ بَعْضَهُمْ قَادَةَ أُلُوفٍ وَقَادَةَ خَمَاسِينَ، يَحْرُثُونَ حُقُولَهُ وَيَحْصُدُونَ غَلّاتِهِ، وَيَصْنَعُونَ أَسْلِحَتَهُ وَمَرْكَبَاتِهِ الْحَرْبِيَّةَ. -\v 13 وَيَأْخُذُ مِنْ بَنَاتِكُمْ لِيَجْعَلَ مِنْهُنَّ طَبَّاخَاتٍ وَخَبَّازَاتٍ وَصَانِعَاتِ عُطُورٍ، -\v 14 وَيَسْتَوْلِي عَلَى أَجْوَدِ حُقُولِكُمْ وَكُرُومِكُمْ وَزَيْتُونِكُمْ وَيَهَبُهَا لِعَبِيدِهِ. -\v 15 وَيَجْنِي عُشْرَ مَحَاصِيلِكُمْ لِيُوَزِّعَهَا عَلَى أَصْدِقَائِهِ وَحَاشِيَتِهِ -\v 16 وَيُسَخِّرُ عَبِيدَكُمْ وَجَوَارِيَكُمْ وَخِيرَةَ شُبَّانِكُمْ وَحَمِيرَكُمْ فِي أَعْمَالِهِ. -\v 17 وَيَسْتَوْلِي عَلَى عُشْرِ غَنَمِكُمْ وَيَسْتَعْبِدُكُمْ. -\v 18 فَتَسْتَغِيثُونَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ جَوْرِ مَلِكِكُمُ، الَّذِي اخْتَرْتُمُوهُ لأَنْفُسِكُمْ، فَلا يَسْتَجِيبُ لَكُمُ الرَّبُّ». -\p -\v 19 وَلَكِنَّ الشَّعْبَ أَبَى أَنْ يَسْتَمِعَ لِتَحْذِيرَاتِ صَمُوئِيلَ، وَأَصَرَّ قَائِلاً: «لا بَلْ نَصِّبْ عَلَيْنَا مَلِكاً، -\v 20 فَنَكُونَ كَسَائِرِ الشُّعُوبِ، لَنَا مَلِكٌ يَقْضِي بَيْنَنَا وَيقُودُنَا وَيُحَارِبُ مَعَارِكَنَا». -\v 21 فَسَمِعَ صَمُوئِيلُ لِكَلامِ الشَّعْبِ، وَرَدَّدَهُ أَمَامَ الرَّبِّ، -\v 22 فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «لَبِّ طَلَبَهُمْ وَنَصِّبْ عَلَيْهِمْ مَلِكاً». فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِرِجَالِ إِسْرَائِيلَ: «لِيَنْصَرِفْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ إِلَى مَدِينَتِهِ». -\c 9 -\s1 صموئيل يمسح شاول ملكاً -\p -\v 1 وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ مِنْ ذَوِي النُّفُوذِ يُدْعَى قَيْساً بْنَ أَبِيئِيلَ بْنِ صَرُورَ بْنِ بَكُورَةَ بْنِ أَفِيحَ، -\v 2 وَكَانَ لَهُ ابْنٌ اسْمُهُ شَاوُلُ مِنْ أَكْثَرِ شُبَّانِ إِسْرَائِيلَ وَسَامَةً وَأَكْثَرَهُمْ طُولاً، لَمْ يَزِدْ طُولُ قَامَةِ أَحَدٍ مِنَ الشَّعْبِ عَنِ ارْتِفَاعِ كَتِفَيْهِ. -\v 3 وَحَدَثَ أَنْ ضَلَّتْ حَمِيرُ قَيْسَ أَبِي شَاوُلَ، فَقَالَ لَهُ: «خُذْ مَعَكَ وَاحِداً مِنَ الْغِلْمَانِ وَامْضِ بَاحِثاً عَنِ الْحَمِيرِ». -\v 4 فَرَاحَ يَبْحَثُ عَنْهَا فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ وَفِي أَرْضِ شَلِيشَةَ، فَلَمْ يَعْثُرْ عَلَيْهَا. فَاجْتَازَ مَعَ غُلَامِهِ إِلَى أَرْضِ شَعَلِيمَ، ثُمَّ إِلَى أَرْضِ بِنْيَامِينَ فَلَمْ يَجِدَا لَهَا أَثَراً. -\v 5 وَعِنْدَمَا بَلَغَا أَرْضَ صُوفٍ قَالَ شَاوُلُ لِرَفِيقِهِ الْغُلامِ: «تَعَالَ نَرْجِعُ لِئَلّا يَقْلَقَ أَبِي عَلَيْنَا أَكْثَرَ مِنْ قَلَقِهِ عَلَى الْحَمِيرِ». -\v 6 فَأَجَابَهُ: «فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ يُقِيمُ نَبِيٌّ يَتَمَتَّعُ بِالإِكْرَامِ، وَكُلُّ مَا يُنْبِئُ بِهِ يَتَحَقَّقُ، فَلْنَذْهَبْ إِلَيْهِ لَعَلَّهُ يُخْبِرُنَا عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي عَلَيْنَا سُلُوكُهَا». -\v 7 فَقَالَ شَاوُلُ لِلْغُلامِ: «كَيْفَ نَذْهَبُ إِلَيْهِ وَنَحْنُ لَا نَحْمِلُ مَعَنَا هَدِيَّةً نُقَدِّمُهَا إِلَيْهِ حَتَّى الْخُبْزُ الَّذِي كَانَ مَعَنَا قَدْ نَفَدَ. إِنَّنَا لَا نَمْلِكُ شَيْئاً». -\v 8 فَقَالَ الْغُلامُ: «مَعِي رُبْعُ شَاقِلِ (أَيْ ثَلاثَةُ جِرَامَاتٍ) مِنَ الْفِضَّةِ، نُقَدِّمُهَا لَهُ فَيُخْبِرُنَا عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي نَتَّخِذُهَا». -\v 9 وَكَانَ النَّبِيُّ حِينَذَاكَ يُدْعَى الرَّائِيَ، فَكَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ عِنْدَ ذِهَابِهِ لِيَسْتَشِيرَ الرَّبَّ: «هَيَّا نَذْهَبْ إِلَى الرَّائِي» -\v 10 فَقَالَ شَاوُلُ لِغُلامِهِ: «حَسَناً مَا تَقُولُ. هَلُمَّ نَذْهَبُ». وَانْطَلَقَا إِلَى الْمَدِينَةِ الَّتِي فِيهَا رَجُلُ اللهِ. -\p -\v 11 وَعِنْدَمَا بَلَغَا مَشَارِفَ الْمَدِينَةِ صَادَفَا فَتَيَاتٍ خَارِجَاتٍ لاِسْتِقَاءِ الْمَاءِ، فَسَأَلاهُنَّ: «أَهُنَا الرَّائِي؟» -\v 12 فَأَجَبْنَهُمَا: «نَعَمْ. هَا هُوَ أَمَامَكُمَا. أَسْرِعَا الآنَ لأَنَّهُ قَدِمَ الْيَوْمَ إِلَى الْمَدِينَةِ لأَنَّ الشَّعْبَ يُقَرِّبُ الْيَوْمَ ذَبِيحَةً عَلَى التَّلِّ. -\v 13 فَإِنْ دَخَلْتُمَا الْمَدِينَةَ عَلَى التَّوِّ، تَلْحَقَانِ بِهِ قَبْلَ صُعُودِهِ إِلَى التَّلِّ لِيَأْكُلَ، لأَنَّ الشَّعْبَ لَا يَأْكُلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ حَتَّى يَأْتِيَ وَيُبَارِكَهَا. بَعْدَ ذَلِكَ يَتَنَاوَلُ الْمَدْعُوُّونَ مِنْهَا. فَأَسْرِعَا الآنَ خَلْفَهُ إِنْ شِئْتُمَا اليَوْمَ لِقَاءَهُ». -\v 14 فَتَوَجَّهَا نَحْوَ الْمَدِينَةِ. وَفِيمَا هُمَا يَجْتَازَانِ فِي وَسَطِهَا، إِذَا بِصَمُوئِيلَ مُقْبِلٌ لِلِقَائِهِمَا فِي طَرِيقِ صُعُودِهِ إِلَى التَّلِّ. -\p -\v 15 وَكَانَ الرَّبُّ قَدْ أَعْلَنَ لِصَمُوئِيلَ فِي الْيَوْمِ السَّابِقِ لِحُضُورِ شَاوُلَ: -\v 16 «غَداً فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ أَبْعَثُ إِلَيْكَ رَجُلاً مِنْ أَرْضِ بِنْيَامِينَ. فَامْسَحْهُ حَاكِماً عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، فَيُخَلِّصَهُمْ مِنْ قَبْضَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَقَدْ رَقَّ قَلْبِي لِشَعْبِي، لأَنَّ اسْتِغَاثَتَهُمْ قَدِ ارْتَفَعَتْ إِلَيَّ». -\v 17 فَمَا إِنْ شَاهَدَ صَمُوئِيلُ شَاوُلَ حَتَّى قَالَ لَهُ الرَّبُّ: «هَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي أَخْبَرْتُكَ عَنْهُ. هَذَا الَّذِي يَحْكُمُ شَعْبِي». -\v 18 وَتَقَدَّمَ شَاوُلُ إِلَى صَمُوئِيلَ وَقَالَ: «أَخْبِرْنِي، أَيْنَ بَيْتُ الرَّائِي؟» -\v 19 فَأَجَابَ صَمُوئِيلُ: «أَنَا هُوَ الرَّائِي. اصْعَدْ أَمَامِي إِلَى التَّلِّ حَيْثُ نَتَنَاوَلُ الطَّعَامَ مَعاً، ثُمَّ أُطْلِقُكَ صَبَاحاً بَعْدَ أَنْ أُخْبِرَكَ بِكُلِّ مَا تَوَدُّ مَعْرِفَتَهُ. -\v 20 أَمَّا الْحَمِيرُ الَّتِي ضَلَّتْ مُنْذُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فَلا تَقْلَقْ بِشَأْنِهَا، لأَنَّهُ قَدْ تَمَّ الْعُثُورُ عَلَيْهَا. أَلَيْسَ كُلُّ نَفِيسٍ فِي إِسْرَائِيلَ، هُوَ لَكَ وَلِكُلِّ بَيْتِ أَبِيكَ؟» -\v 21 فَأَجَابَ شَاوُلُ: «يَا سَيِّدِي، أَنَا أَنْتَمِي لِسِبْطِ بِنْيَامِينَ، أَصْغَرِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ، وَعَشِيرَتِي أَصْغَرُ عَشَائِرِ بِنْيَامِينَ شَأْناً، فَلِمَاذَا تُحَدِّثُنِي بِمِثْلِ هَذَا الْكَلامِ؟». -\p -\v 22 فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ شَاوُلَ وَغُلامَهُ وَأَدْخَلَهُمَا إِلَى قَاعَةِ الطَّعَامِ، وَأَجْلَسَهُمَا عَلَى رَأْسِ الْمَائِدَةِ الَّتِي الْتَفَّ حَوْلَهَا نَحْوَ ثلاثِينَ رَجُلاً، -\v 23 وَقَالَ لِلطَّبَّاخِ: «أَحْضِرْ قِطْعَةَ اللَّحْمِ الَّتِي أَعْطَيْتُكَ إِيَّاهَا وَطَلَبْتُ مِنْكَ أَنْ تَحْتَفِظَ بِها عِنْدَكَ». -\v 24 فَتَنَاوَلَ الطَّبَّاخُ السَّاقَ وَمَا عَلَيْهَا وَوَضَعَهَا أَمَامَ شَاوُلَ، وَقَالَ صَمُوئِيلُ: «هَذَا مَا احْتَفَظْتُ بِهِ لَكَ. كُلْ مِنْهُ لأَنَّهُ قَدِ احْتُفِظَ بِهِ خَصِيصاً لَكَ مُنْذُ أَنْ قُلْتُ: إِنَّنِي دَعَوْتُ ضُيُوفاً». فَأَكَلَ شَاوُلُ مَعَ صَمُوئِيلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ. -\p -\v 25 وَعِنْدَمَا انْحَدَرُوا مِنَ التَّلِّ إِلَى الْمَدِينَةِ تَحَادَثَ صَمُوئِيلُ وَشَاوُلُ عَلَى السَّطْحِ. -\v 26 وَفِي فَجْرِ الْيَوْمِ التَّالِي اسْتَدْعَى صَمُوئِيلُ شَاوُلَ لِيَصْعَدَ إِلَى سَطْحِ الْبَيْتِ قَائِلاً: «انْهَضْ لأَصْرِفَكَ». فَتَهَيَّأَ شَاوُلُ لِلانْصِرَافِ، وَشَيَّعَهُ صَمُوئِيلُ إِلَى الْخَارِجِ. -\v 27 وَعِنْدَمَا بَلَغَا طَرَفَ الْمَدِينَةِ قَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «قُلْ لِلْغُلامِ أَنْ يَسْبِقَنَا». وَعِنْدَمَا سَبَقَهُمَا قَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «قِفْ لأَتْلُوَ عَلَيْكَ رِسَالَةَ اللهِ لَكَ». -\c 10 -\p -\v 1 وَأَخَذَ صَمُوئِيلُ قِنِّينَةَ زَيْتٍ وَصَبَّ عَلَى رَأْسِ شَاوُلَ وَقَبَّلَهُ وَقَالَ: «لَقَدْ مَسَحَكَ الرَّبُّ رَئِيساً عَلَى مِيرَاثِهِ. -\v 2 حَالَمَا تَنْصَرِفُ مِنْ عِنْدِي الْيَوْمَ تُصَادِفُ رَجُلَيْنِ بِالْقُرْبِ مِنْ قَبْرِ رَاحِيلَ فِي صَلْصَحَ فِي أَرْضِ بِنْيَامِينَ، فَيَقُولانِ لَكَ: قَدْ تَمَّ الْعُثُورُ عَلَى الْحَمِيرِ الَّتِي ذَهَبْتَ تَبْحَثُ عَنْهَا، وَقَدْ تَبَدَّدَ قَلَقُ أَبِيكَ بِشَأْنِهَا. إِلّا أَنَّ الْقَلَقَ اسْتَبَدَّ بِهِ عَلَيْكُمَا قَائِلاً: كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ أَعْثُرَ عَلَى وَلَدِي؟ -\v 3 وَتُتَابِعُ سَيْرَكَ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تَصِلَ إِلَى بَلُّوطَةِ تَابُورَ، فَيَلْتَقِيَكَ هُنَاكَ ثَلاثَةُ رِجَالٍ فِي طَرِيقِهِمْ إِلَى بَيْتِ إِيلَ لِيُقَدِّمُوا قُرْبَاناً لِلهِ، يَحْمِلُ أَحَدُهُمْ ثَلاثَةَ جِدَاءٍ، وَيَحْمِلُ الثَّانِي ثَلاثَةَ أَرْغِفَةِ خُبْزٍ، وَيَحْمِلُ الثَّالِثُ زِقَّ خَمْرٍ، -\v 4 فَيُحَيُّونَكَ وَيُقَدِّمُونَ لَكَ رَغِيفَيْ خُبْزٍ، فَاقْبَلْهُمَا مِنْهُمْ. -\v 5 بَعْدَ ذَلِكَ تَصِلُ إِلَى تَلِّ اللهِ فِي جِبْعَةَ حَيْثُ تُعَسْكِرُ حَامِيَةٌ لِلْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَتُصَادِفُكَ عِنْدَ مَدْخَلِ جِبْعَةَ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ نَازِلِينَ مِنَ التَّلِّ يَعْزِفُونَ عَلَى الرَّبَابِ وَالدُّفِّ وَالنَّايِ وَالْعُودِ وَهُمْ يَتَنَبَّأُونَ، -\v 6 فَيَحِلُّ عَلَيْكَ رُوحُ الرَّبِّ فَتَتَنَبَّأُ مَعَهُمْ وَتَصِيرُ رَجُلاً آخَرَ. -\v 7 وَعِنْدَمَا تَتَحَقَّقُ هَذِهِ الْعَلامَاتُ لَكَ، فَافْعَلْ مَا تَرَاهُ مُوَافِقاً، لأَنَّ الرَّبَّ مَعَكَ. -\v 8 وَعَلَيْكَ أَنْ تَسْبِقَنِي إِلَى الْجِلْجَالِ لأَنَّنِي قَادِمٌ إِلَيْهَا لأُصْعِدَ لِلرَّبِّ مُحْرَقَاتٍ وَأُقَرِّبَ ذَبَائِحَ سَلامٍ، فَامْكُثْ هُنَاكَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ رَيْثَمَا آتِي إِلَيْكَ لأُطْلِعَكَ عَمَّا يَتَوَجَّبُ عَلَيْكَ عَمَلُهُ». -\s1 شاول يصبح ملكاً -\p -\v 9 وَمَا إِنِ انْصَرَفَ مِنْ عِنْدِ صَمُوئِيلَ، وَبَدَأَ رِحْلَةَ عَوْدَتِهِ حَتَّى أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ بِقَلْبٍ جَدِيدٍ وَتَحَقَّقَتْ لَهُ جَمِيعُ تِلْكَ الْعَلامَاتِ. -\v 10 وَعِنْدَمَا وَصَلَ جِبْعَةَ قَابَلَتْهُ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الأَنبِيَاءِ، فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ اللهِ وَتَنَبَّأَ فِي وَسَطِهِمْ. -\v 11 وَحِينَ شَاهَدَهُ الَّذِينَ كَانُوا يَعْرِفُونَهُ مِنْ قَبْلُ يَتَنَبَّأُ، تَسَاءَلُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَاذَا جَرَى لابنِ قَيْسٍ؟ أَشَاوُلُ أَيْضاً بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ؟» -\v 12 فَأَجَابَ رَجُلٌ مِنَ الْمُقِيمِينَ هُنَاكَ: «وَمَنْ هُوَ أَبُو الأَنْبِيَاءِ؟» وَهَكَذَا صَارَ الْقَوْلُ: «أَشَاوُلُ أَيْضاً بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ» مَثَلاً. -\v 13 وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ التَّنَبُّوءِ، صَعِدَ إِلَى الْمُرْتَفَعِ، -\v 14 فَرَآهُ عَمُّهُ، وَرَأَى غُلَامَهَ، فَسَأَلَهُمَا: «إِلَى أَيْنَ ذَهَبْتُمَا؟» فَأَجَابَهُ: «لِلْبَحْثِ عَنِ الْحَمِيرِ، وَلَمَّا أَخْفَقْنَا فِي الْعُثُورِ عَلَيْهَا قَدِمْنَا إِلَى صَمُوئِيلَ». -\v 15 فَقَالَ عَمُّ شَاوُلَ: «أَنْبِئْنِي مَاذَا قَالَ لَكُمَا صَمُوئِيلُ؟» -\v 16 فَأَجَابَ شَاوُلُ عَمَّهُ: «أَعْلَمَنَا أَنَّ الْحَمِيرَ قَدْ تَمَّ الْعُثُورُ عَلَيْهَا». وَلَكِنَّهُ كَتَمَ عَنْهُ أَمْرَ الْمَمْلَكَةِ الَّذِي حَدَّثَهُ بِهِ صَمُوئِيلُ. -\p -\v 17 وَاسْتَدْعَى صَمُوئِيلُ الشَّعْبَ لِلاجْتِمَاعِ إِلَى الرَّبِّ فِي الْمِصْفَاةِ. -\v 18 وَأَبْلَغَهُمْ رِسَالَةَ الرَّبِّ لَهُمُ، الَّتِي تَقُولُ: «إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ وَأَنْقَذْتُكُمْ مِنْ قَبْضَةِ الْمِصْرِيِّينَ وَمِنْ جَوْرِ الْمَمَالِكِ الأُخْرَى الَّتِي ضَايَقَتْكُمْ، -\v 19 وَلَكِنَّكُمُ الْيَوْمَ تَنَكَّرْتُمْ لإِلَهِكُمْ، مُخَلِّصِكُمْ مِنْ جَمِيعِ الْمُسِيئِينَ إِلَيْكُمْ وَمِنْ مُضَايِقِيكُمْ، وَقُلْتُمْ لَهُ: نَصِّبْ عَلَيْنَا مَلِكاً. وَالآنَ امْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ حَسَبَ أَسْبَاطِكُمْ وَعَشَائِرِكُمْ». -\v 20 وَطَلَبَ صَمُوئِيلُ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ أَنْ يَتَقَدَّمَ بِدَوْرِهِ لِلْمُثُولِ أَمَامَ الرَّبِّ، فَاخْتَارَ الرَّبُّ سِبْطَ بِنْيَامِينَ. -\v 21 ثُمَّ تَقَدَّمَتْ عَشَائِرُ سِبْطِ بِنْيَامِينَ، فَاخْتَارَ الرَّبُّ عَشِيرَةَ مَطْرِي، وَمِنْهَا وَقَعَ الاخْتِيَارُ عَلَى شَاوُلَ بْنِ قَيْسٍ. فَبَحَثُوا عَنْهُ فَلَمْ يَعْثُرُوا عَلَيْهِ. -\v 22 فَسَأَلُوا الرَّبَّ: «أَلَمْ يَأْتِ الرَّجُلُ إِلَى هُنَا بَعْدُ؟» فَأَجَابَ: «هُوَذَا قَدِ اخْتَبَأَ بَيْنَ الأَمْتِعَةِ». -\v 23 فَتَرَاكَضُوا وَأَحْضَرُوهُ مِنْ هُنَاكَ. فَوَقَفَ بَيْنَ الشَّعْبِ، فَكَانَ أَطْوَلَهُمْ قَامَةً مِنْ كَتِفَيْهِ فَمَا فَوْقُ. -\v 24 فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «أَشَاهَدْتُمْ مَنِ اخْتَارَهُ الرَّبُّ لِيَكُونَ مَلِكاً عَلَيْكُمْ؟ لَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ فِي كُلِّ الشَّعْبِ»؛ فَهَتَفُوا: «لِيَحْيَ الْمَلِكُ!» -\v 25 وَأَطْلَعَ صَمُوئِيلُ الشَّعْبَ عَلَى حُقُوقِ الْمَلِكِ وَوَاجِبَاتِهِ وَدَوَّنَهَا فِي كِتَابٍ وَوَضَعَهُ أَمَامَ الرَّبِّ. ثُمَّ صَرَفَ صَمُوئِيلُ جَمِيعَ الشَّعْبِ إِلَى بُيُوتِهِمْ. -\v 26 وَمَضَى شَاوُلُ أَيْضاً إِلَى بَيْتِهِ إِلَى جِبْعَةَ تُرَافِقُهُ الْجَمَاعَةُ الَّتِي مَسَّ اللهُ قَلْبَهَا. -\v 27 غَيْرَ أَنَّ فِئَةً مِنَ الغَوْغَاءِ قَالُوا: «كَيْفَ يُنْقِذُنَا هَذَا؟» فَاحْتَقَرُوهُ وَلَمْ يُقَدِّمُوا لَهُ هَدَايَا. أَمَّا شَاوُلُ فَاعْتَصَمَ بِالصَّمْتِ. -\c 11 -\s1 شاول ينقذ مدينة يابيش -\p -\v 1 وَزَحَفَ نَاحَاشُ الْعَمُّونِيُّ عَلَى يَابِيشَ جِلْعَادَ وَحَاصَرَهَا، فَقَالَ أَهْلُ يَابِيشَ لِنَاحَاشَ: «وَقِّعْ مَعْنَا مُعَاهَدَةً فَنُصْبِحَ عَبِيداً لَكَ» -\v 2 فَأَجَابَهُمْ: «حَسَناً، وَلَكِنْ بِشَرْطِ أَنْ أَقْلَعَ الْعَيْنَ الْيُمْنَى لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، فَيُصْبِحَ ذَلِكَ عَاراً عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ». -\v 3 فَقَالَ لَهُ زُعَمَاءُ يَابِيشَ: «أَمْهِلْنَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ، نَبْعَثُ فِيهَا رُسُلاً إِلَى جَمِيعِ أَرَاضِي إِسْرَائِيلَ طَالِبِينَ النَّجْدَةَ، فَإِنْ لَمْ يُغِثْنَا أَحَدٌ، نُذْعِنْ لِشَرْطِكَ». -\v 4 وَعِنْدَمَا وَصَلَ رُسُلُ يَابِيشَ إِلَى جِبْعَةِ شَاوُلَ، وَأَطْلَعُوا الشَّعْبَ عَلَى الأَمْرِ، عَلا بُكَاءُ الشَّعْبِ. -\p -\v 5 وَفِيمَا هُمْ كَذَلِكَ، أَقْبَلَ شَاوُلُ مِنَ الْحَقْلِ يَقُودُ أَمَامَهُ الْبَقَرَ، فَتَسَاءَلَ: «مَا بَالُ الشَّعْبِ يَبْكِي؟» فَرَوَوْا لَهُ خَبَرَ أَهْلِ يَابِيشَ، -\v 6 فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ اللهِ عِنْدَمَا سَمِعَ الْخَبَرَ وَثَارَ غَضَبُهُ. -\v 7 وَأَخَذَ ثَوْرَيْنِ قَطَّعَهُمَا إِلَى أَجْزَاءَ وَزَّعَهَا عَلَى كُلِّ أَرْجَاءِ إِسْرَائِيلَ بِيَدِ رُسُلٍ قَائِلاً: «هَكَذَا يَحْدُثُ لِبَقَرِ كُلِّ مَنْ يَتَخَلَّفُ عَنِ الْخُرُوجِ وَرَاءَ شَاوُلَ وَوَرَاءَ صَمُوئِيلَ». فَطَغَى رُعْبُ الرَّبِّ عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَالْتَفُّوا حَوْلَ شَاوُلَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ. -\v 8 وَأَحْصَاهُمْ شَاوُلُ فِي بَازَقَ فَبَلَغَ عَدَدُهُمْ ثَلاثَ مِئَةِ أَلْفٍ، فَضْلاً عَنْ ثَلاثِينَ أَلْفاً مِنْ رِجَالِ يَهُوذَا. -\v 9 وَقَالُوا لِلرُّسُلِ الْوَافِدِينَ: «أَخْبِرُوا أَهْلَ يَابِيشَ أَنَّ غَداً، عِنْدَ اشْتِدَادِ حَرِّ الشَّمْسِ، يَتِمُّ خَلاصُكُمْ». وَعِنْدَمَا عَادَ الرُّسُلُ وَأَخْبَرُوا أَهْلَ يَابِيشَ عَمَّهُمُ الْفَرَحُ. -\v 10 فَقَالَ أَهْلُ يَابِيشَ لِلْعَمُّونِيِّينَ: «غَداً نَخْرُجُ إِلَيْكُمْ مُسْتَسْلِمِينَ لِتَصْنَعُوا بِنَا مَا يَطِيبُ لَكُمْ». -\p -\v 11 وَفِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي قَسَمَ شَاوُلُ جَيْشَهُ إِلَى ثَلاثِ فِرَقٍ، وَهَجَمُوا عَلَى مُعَسْكَرِ الْعَمُّونِيِّينَ عِنْدَ الْفَجْرِ وَأَعْمَلُوا فِيهِمْ تَقْتِيلاً حَتَّى اشْتَدَّ حَرُّ النَّهَارِ. وَالَّذِينَ نَجَوْا مِنْهُمْ تَشَتَّتُوا حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمُ اثْنَانِ مَعاً. -\s1 تجديد عهد الملك -\p -\v 12 وَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ: «أَيْنَ هَؤُلاءِ الَّذِينَ تَسَاءَلُوا: أَيَمْلِكُ شَاوُلُ عَلَيْنَا؟ سَلِّمُوهُمْ لَنَا فَنَقْتُلَهُمْ». -\v 13 فَقَالَ شَاوُلُ: «لا يُقْتَلُ أَحَدٌ فِي هَذَا الْيَوْمِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ صَنَعَ الْيَوْمَ خَلاصاً فِي إِسْرَائِيلَ». -\p -\v 14 وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ: «هَيَّا نَذْهَبْ إِلَى الْجِلْجَالِ لِنُجَدِّدَ هُنَاكَ عَهْدَ الْمَلِكِ». -\v 15 فَتَوَجَّهَ الشَّعْبُ إِلَى الْجِلْجَالِ، وَمَلَّكُوا هُنَاكَ شَاوُلَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَقَرَّبُوا ذَبَائِحَ سَلامٍ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ. وَغَمَرَتِ الْفَرْحَةُ شَاوُلَ وَسَائِرَ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ. -\c 12 -\s1 خطاب صموئيل -\p -\v 1 وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِكُلِّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ: «هَا أَنَا قَدْ لَبَّيْتُ طَلَبَكُمْ وَحَقَّقْتُ لَكُمْ كُلَّ مَا سَأَلْتُمْ وَنَصَّبْتُ عَلَيْكُمْ مَلِكاً، -\v 2 وَقَدْ صَارَ لَكُمْ مَلِكٌ يَسِيرُ أَمَامَكُمْ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ شِخْتُ وَغَزَا الشَّيْبُ شَعْرَ رَأْسِي. وَهَا أَوْلادِي بَيْنَكُمْ، وَأَنَا قَدْ خَدَمْتُكُمْ مُنْذُ صِبَايَ. -\v 3 فَاشْهَدُوا عَلَيَّ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، وَأَمَامَ مَلِكِهِ الْمُخْتَارِ، إِنْ كُنْتُ قَدْ أَخَذْتُ ثَوْراً أَوْ حِمَاراً مِنْ أَحَدٍ، أَوْ ظَلَمْتُ أَوْ جُرْتُ عَلَى أَحَدٍ أَوْ قَبِلْتُ رِشْوَةً مِنْ أَحَدٍ لأُغْمِضَ عَيْنَيَّ عَنْهُ، فَأُعَوِّضَ ذَلِكَ عَلَيْكُمْ». -\v 4 فَأَجَابُوهُ: «لَمْ تَظْلِمْنَا وَلَمْ تَجُرْ عَلَيْنَا وَلا أَخَذْتَ شَيْئاً مِنْ أَحَدٍ». -\v 5 فَقَالَ لَهُمْ: «لِيَكُنِ الرَّبُّ وَمَلِكُهُ الْمُخْتَارُ شَاهِدَيْنِ فِي هَذَا الْيَوْمِ عَلَى بَرَاءَتِي الْكَامِلَةِ». فَقَالُوا: «يَشْهَدُ الرَّبُّ». -\p -\v 6 وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ: «إِنَّ الرَّبَّ هُوَ الَّذِي اخْتَارَ مُوسَى وَهروُنَ وَأَخْرَجَ آبَاءَكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ. -\v 7 وَالآنَ امْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ لأُذَكِّرَكُمْ بِجَمِيعِ مُعَامَلاتِهِ الَّتِي أَجْرَاهَا مَعَكُمْ وَمَعَ آبَائِكُمْ: -\v 8 بَعْدَ أَنْ نَزَلَ يَعْقُوبُ دِيَارَ مِصْرَ، وَاضْطَهَدَ الْمِصْرِيُّونَ ذُرِّيَّتَهُ، اسْتَغَاثَ آبَاؤُكُمْ بِالرَّبِّ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ مُوسَى وَهروُنَ فَأَخْرَجَاهُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ وَقَادَاهُمْ لِلإِقَامَةِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. -\v 9 وَعِنْدَمَا تَنَاسَوْا الرَّبَّ إِلَهَهُمْ سَلَّطَ عَلَيْهِمْ سِيسَرَا قَائِدَ جَيْشِ حَاصُورَ وَالْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَمَلِكَ مُوآبَ فَحَارَبُوهُمْ. -\p -\v 10 فَاسْتَغَاثُوا بِالرَّبِّ قَائِلِينَ: أَخْطَأْنَا إِذْ تَرَكْنَا الرَّبَّ وَعَبَدْنَا الْبَعْلِيمَ وَالْعَشْتَارُوثَ. فَالآنَ أَنْقِذْنَا مِنْ قَبْضَةِ أَعْدَائِنَا فَنُخْلِصَ لَكَ الْعِبَادَةَ. -\v 11 فَأَقَامَ الرَّبُّ جِدْعُونَ وَبَدَانَ وَيَفْتَاحَ وَصَمُوئِيلَ وَأَنْقَذَكُمْ مِنْ قَبْضَةِ أَعْدَائِكُمُ الْمُحِيطِينَ بِكُمْ، وَسَكَنْتُمْ مُطْمَئِنِّينَ. -\v 12 وَلَمَّا عَايَنْتُمْ نَاحَاشَ مَلِكَ عَمُّونَ زَاحِفاً عَلَيْكُمْ قُلْتُمْ لِي: نَصِّبْ عَلَيْنَا مَلِكاً، مَعَ أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ مَلِكُكُمْ. -\v 13 وَالآنَ هَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي اخْتَرْتُمْ وَطَلَبْتُمْ، قَدْ جَعَلَهُ الرَّبُّ عَلَيْكُمْ مَلِكاً. -\v 14 فَإِنِ اتَّقَيْتُمُ الرَّبَّ وَعَبَدْتُمُوهُ وَأَطَعْتُمْ وَصَايَاهُ وَلَمْ تَعْصَوْا أَمْرَهُ وَاتَّبَعْتُمُ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ أَنْتُمْ وَمَلِكُكُمُ الْمُتَسَلِّطُ عَلَيْكُمْ: فَلَنْ يُصِيبَكُمْ مَكْرُوهٌ. -\p -\v 15 وَلَكِنْ إِنْ عَصَيْتُمْ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَمْرَهُ، فَإِنَّ عِقَابَ الرَّبِّ يَنْزِلُ بِكُمْ كَمَا نَزَلَ بِآبَائِكُمْ. -\v 16 وَالآنَ قِفُوا وَانْظُرُوا مَا يُجْرِيهِ الرَّبُّ مِنْ آيَةٍ عَظِيمَةٍ أَمَامَكُمْ: -\v 17 أَلَيْسَ الْيَوْمُ هُوَ مَوْسِمُ حَصَادِ الْقَمْحِ؟ سَأُصَلِّي إِلَى الرَّبِّ حَتَّى يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ رُعُوداً وَمَطَراً، فَتُدْرِكُونَ عِظَمَ الشَّرِّ الَّذِي ارْتَكَبْتُمُوهُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حِينَ طَلَبْتُمْ أَنْ يُنَصِّبَ عَلَيْكُمْ مَلِكاً». -\v 18 وَصَلَّى صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّبِّ فَأَرْسَلَ رُعُوداً وَمَطَراً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَاسْتَوْلَى خَوْفٌ شَدِيدٌ عَلَى الشَّعْبِ مِنَ الرَّبِّ وَمِنْ صَمُوئِيلَ. -\p -\v 19 وَتَوَسَّلَ جَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَى صَمُوئِيلَ قَائِلِينَ: «صَلِّ مِنْ أَجْلِ عَبِيدِكَ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكَ لِكَي لَا نَمُوتَ، لأَنَّنَا قَدْ أَضَفْنَا إِلَى جَمِيعِ خَطَايَانَا شَرّاً جَدِيداً حِينَ طَلَبْنَا أَنْ يُنَصِّبَ عَلَيْنَا مَلِكاً». -\p -\v 20 فَقَال صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ: «لا تَخَافُوا، فَأَنْتُمْ حَقّاً قَدِ اقْتَرَفْتُمْ كُلَّ هَذَا الشَّرِّ، وَلَكِنْ إِيَّاكُمْ أَنْ تَحِيدُوا عَنِ الرَّبِّ، بَلِ اعْبُدُوهُ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ. -\v 21 وَلا تَضِلُّوا وَرَاءَ الأَصْنَامِ الْبَاطِلَةِ الَّتِي لَا تُفِيدُ وَلا تُنْقِذُ، لأَنَّهُ لَا طَائِلَ مِنْهَا. -\v 22 فَالرَّبُّ لَا يَتَخَلَّى عَنْ شَعْبِهِ إِكْرَاماً لاِسْمِهِ الْعَظِيمِ، لأَنَّهُ شَاءَ أَنْ يَجْعَلَكُمْ لَهُ شَعْباً. -\v 23 وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِىءَ إِلَى الرَّبِّ، فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، بَلْ أُوَاظِبُ عَلَى تَعْلِيمِكُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الْمُسْتَقِيمَ. -\v 24 وَعَلَيْكُمْ بِتَقْوَى الرَّبِّ وَعِبَادَتِهِ بِأَمَانَةٍ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ، مُتَأَمِّلِينَ الْعَظَائِمَ الَّتِي صَنَعَهَا مَعَكُمْ. -\v 25 وَأَمَّا إِنِ ارْتَكَبْتُمُ الشَّرَّ فَمَصِيرُكُمْ أَنْتُمْ وَمَلِكِكُمُ الْهَلاكُ». -\c 13 -\s1 صموئيل يوبخ شاول -\p -\v 1 كَانَ شَاوُلُ ابْنَ (ثَلاثِينَ) سَنَةٍ حِينَ مَلَكَ، وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ مُلْكِهِ، -\v 2 اخْتَارَ ثَلاثَةَ آلافِ رَجُلٍ مِنْ إِسْرَائِيلَ، احْتَفَظَ بِأَلْفَيْنِ مِنْهُمْ لِنَفْسِهِ فِي مِخْمَاسَ وَفِي جَبَلِ بَيْتِ إِيلَ، وَتَرَكَ أَلْفاً مَعَ يُونَاثَانَ ابْنِهِ فِي جِبْعَةِ بِنْيَامِينَ. وَأَمَّا بَقِيَّةُ الْجَيْشِ فَقَدْ سَرَّحَهُمْ لِيَعُودَ كُلٌّ إِلَى بَيْتِهِ. -\v 3 وَهَاجَمَ يُونَاثَانُ حَامِيَةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْمُعَسْكِرَةَ فِي جِبْعَ، فَبَلَغَ الْخَبَرُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَأَطْلَقَ شَاوُلُ البُوقَ فِي كُلِّ الأَرْضِ قَائِلاً: «لِيَسْمَعْ جَمِيعُ الْعِبْرَانِيِّينَ». -\v 4 فَذَاعَ نَبَأٌ أَنَّ شَاوُلَ هَاجَمَ حَامِيَةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَأَنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ عَازِمُونَ عَلَى الانْتِقَامِ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، فَتَحَرَّكَ جَيْشُ إِسْرَائِيلَ كُلُّهُ وَلَحِقَ بِشَاوُلَ فِي الْجِلْجَالِ. -\v 5 وَاحْتَشَدَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِمُحَارَبَةِ إِسْرَائِيلَ بِقُوَّةٍ تَتَأَلَّفُ مِنْ ثَلاثِينَ أَلْفَ مَرْكَبَةٍ حَرْبِيَّةٍ، وَسِتَّةِ آلافِ فَارِسٍ وَجَيْشٍ كَرَمْلِ شَاطِىءِ الْبَحْرِ فِي كَثْرَتِهِ، وَتَجَمَّعُوا فِي مِخْمَاسَ شَرْقِيَّ بَيْتِ آوِنَ. -\v 6 وَعِنْدَمَا رَأَى بَنُو إِسْرَائِيلَ حَرَجَ مَوْقِفِهِمِ اعْتَرَاهُمُ الضِّيقُ، فَاخْتَبَأُوا فِي الْمَغَاوِرِ وَالأَدْغَالِ وَبَيْنَ الصُّخُورِ وَالأَبْرَاجِ وَالآبَارِ. -\v 7 وَاجْتَازَ بَعْضُ الْعِبْرَانِيِّينَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ إِلَى أَرْضِ جَادٍ وَجِلْعَادَ. أَمَّا شَاوُلُ فَظَلَّ فِي الْجِلْجَالِ مَعَ بَقِيَّةٍ مِنَ الْجَيْشِ مَلأَ قُلُوبَهَا الذُّعْرُ. -\p -\v 8 وَمَكَثَ شَاوُلُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي الْجِلْجَالِ يَنْتَظِرُ مَجِيءَ صَمُوئِيلَ بِمُوْجِبِ اتِّفَاقٍ سَابِقٍ. وَعِنْدَمَا تَأَخَّرَ صَمُوئِيلُ عَنِ الْحُضُورِ وَتَفَرَّقَ الْجَيْشُ عَنْ شَاوُلَ، -\v 9 قَالَ شَاوُلُ: «قَدِّمُوا إِلَيَّ الْمُحْرَقَةَ وَذَبَائِحَ السَّلامِ». وَقَرَّبَ الْمُحْرَقَةَ. -\v 10 وَمَا إِنِ انْتَهَى مِنْ تَقْدِيمِهَا حَتَّى أَقْبَلَ صَمُوئِيلُ، فَخَرَجَ شَاوُلُ لِلِقَائِهِ لِيَتَلَقَّى بَرَكَتَهُ. -\v 11 فَسَأَلَ صَمُوئِيلُ: «مَاذَا فَعَلْتَ؟» فَأَجَابَهُ شَاوُلُ: «رَأَيْتُ أَنَّ الشَّعْبَ تَفَرَّقَ عَنِّي، وَأَنْتَ لَمْ تَحْضُرْ فِي مَوْعِدِكَ، وَالْفِلِسْطِينِيُّونَ مُحْتَشِدُونَ فِي مِخْمَاسَ، -\v 12 فَقُلْتُ إِنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مُتَأَهِّبُونَ الآنَ لِلْهُجُومِ عَلَيَّ فِي الْجِلْجَالِ وَأَنَا لَمْ أَتَضَرَّعْ إِلَى الرَّبِّ بَعْدُ طَلَباً لِعَوْنِهِ، فَوَجَدْتُ نَفْسِي مُرْغَماً عَلَى تَقْرِيبِ الْمُحْرَقَةِ». -\p -\v 13 فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «لَقَدْ تَصَرَّفْتَ بِحَمَاقَةٍ، فَأَنْتَ قَدْ عَصَيتَ وَصِيَّةَ الرَّبِّ إِلَهِكَ الَّتِي أَمَرَكَ بِها. وَلَوْ أَطَعْتَهُ لَثَبَّتَ مُلْكَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ. -\v 14 أَمَّا الآنَ، فَلأَنَّكَ لَمْ تُطِعْ مَا أَمَرَكَ الرَّبُّ بِهِ فَإِنَّ مُلْكَكَ لَنْ يَدُومَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدِ اخْتَارَ لِنَفْسِهِ رجُلاً حَسَبَ قَلْبِهِ وَأَمَرَهُ أَنْ يُصْبِحَ رَئِيساً عَلَى شَعْبِهِ». -\p -\v 15 وَانْطَلَقَ صَمُوئِيلُ مِنَ الْجِلْجَالِ إِلَى جِبْعَةِ بِنْيَامِينَ. وَأَحْصَى شَاوُلُ مَنْ بَقِيَ مَعَهُ مِنَ الْجَيْشِ وَإذَا بِهِمْ نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ رَجُلٍ. -\s1 بنو إسرائيل بلا أسلحة -\p -\v 16 وَكَانَ شَاوُلُ وَابْنُهُ يُونَاثَانُ وَمَنْ مَعَهُمَا مِنَ الْجَيْشِ مُعَسْكِرِينَ فِي جِبْعِ بِنْيَامِينَ، أَمَّا الْفِلِسْطِينِيُّونَ فَكَانُوا مُتَجَمِّعِينَ فِي مِخْمَاسَ. -\v 17 وَخَرَجَتْ ثَلاثُ فِرَقِ غُزَاةٍ مِنْ مُعَسْكَرِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ تَوَجَّهَتْ إِحْدَاهَا فِي طَرِيقِ عَفْرَةَ إِلَى أَرْضِ شُوعَالَ، -\v 18 وَانْطَلَقَتِ الْفِرْقَةُ الثَّانِيَةُ فِي طَرِيقِ بَيْتِ حُورُونَ. أَمَّا الْفِرْقَةُ الثَّالِثَةُ فَقَدِ اتَّجَهَتْ فِي طَرِيقِ الْحُدُودِ الْمُشْرِفَةِ عَلَى وَادِي صَبُوعِيمَ نَحْوَ الصَّحْرَاءِ. -\v 19 وَلَمْ يَسْمَحِ الْفِلِسْطِينِيُّونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ بِوُجُودِ حَدَّادِينَ فِي كُلِّ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لِئَلّا يَصْنَعَ الْعِبْرَانِيُّونَ سُيُوفاً وَرِمَاحاً. -\v 20 فَكَانَ عَلَى الإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَلْجَأُوا إِلَى أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِيَسُنُّوا رُؤُوسَ مَحَارِيثِهِمْ وَمَنَاجِلَهُمْ وَفُؤُوسَهُمْ وَمَعَاوِلَهُمْ. -\v 21 فَكَانَتْ أُجْرَةُ سَنِّ الْمِحْرَاثِ وَالْمِنْجَلِ ثُلْثَيْ شَاقِلٍ (نَحْوَ ثَمِانِيَةِ جِرَامَاتٍ مِنَ الْفِضَّةِ) وَلِكُلِّ مُثَلَّثَاتِ الأَسْنَانِ وَالْفُؤُوسِ وَالْمَنَاخِسِ ثُلْثَ شَاقِلٍ (أَيْ أَرْبَعَةَ جِرَامَاتٍ مِنَ الْفِضَّةِ). -\v 22 وَلَمْ يَكُنْ لَدَى جَمِيعِ الْجَيْشِ الْبَاقِي مَعَ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ فِي يَوْمِ الْحَرْبِ أَيُّ سَيْفٍ أَوْ رُمْحٍ، إلّا مَا كَانَ مَعَ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ ابْنِهِ. -\s1 يوناثان يهاجم الفلسطينيين -\p -\v 23 وَمَضَتْ قُوَّةٌ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِتُعَسْكِرَ فِي مَمَرِّ مِخْمَاسَ. -\c 14 -\p -\v 1 وَذَاتَ يَوْمٍ قَالَ يُونَاثَانُ بْنُ شَاوُلَ لِلْغُلامِ حَامِلِ سِلاحِهِ: «تَعَالَ نَمْضِ إِلَى حَامِيَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْمُعَسْكِرَةِ فِي ذَلِكَ الْمَمَرِّ». وَلَكِنَّهُ لَمْ يُخْبِرْ أَبَاهُ بِذَلِكَ. -\v 2 وَكَانَ شَاوُلُ وَرِجَالُهُ السِّتُّ مِئَةٍ مُقِيمِينَ فِي طَرَفِ جِبْعَةَ تَحْتَ شَجَرَةِ الرُّمَّانِ فِي مِغْرُونَ. -\v 3 وَمِنْ جُمْلَتِهِمْ كَانَ أَخِيَّا بْنُ أَخِيطُوبَ أَخِي إِيخَابُودَ بْنِ فِينْحَاسَ بْنِ عَالِي، كَاهِنُ الرَّبِّ فِي شِيلُوهَ، وَكَانَ لابِساً أَفُوداً، وَلَمْ يَعْلَمْ أَحَدٌ مِنَ الْجَيْشِ بِذَهَابِ يُونَاثَانَ. -\v 4 وَكَانَ مِنْ بَيْنِ الْمَمَرَّاتِ الَّتِي الْتَمَسَ يُونَاثَانُ عُبُورَهَا، لِكَيْ يَتَسَلَّلَ إِلَى حَامِيَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، مَمَرٌّ ضَيِّقٌ بَيْنَ صَخْرَتَيْنِ مَسْنُونَتَيْنِ، تُسَمَّى إِحْدَاهُمَا بُوصَيْصَ وَالأُخْرَى تُسَمَّى سِنَهَ، -\v 5 وَكَانَتْ إِحْدَاهُمَا تَنْتَصِبُ كَعَمُودٍ إِلَى الشِّمَالِ مُقَابِلَ مِخْمَاسَ، وَالأُخْرَى إِلَى الْجَنُوبِ مُقَابِلَ جِبْعَةَ. -\v 6 فَقَالَ يُونَاثَانُ لِلْغُلامِ حَامِلِ سِلاحِهِ: «نَذَهَبُ إِلَى خُطُوطِ هَؤُلاءِ الْغُلْفِ، لَعَلَّ اللهَ يُجْرِي مِنْ أَجْلِنَا أَمْراً عَظِيماً، إِذْ لَا يَمْتَنِعُ عَنِ الرَّبِّ أَنْ يُخَلِّصَ بِالْعَدَدِ الْكَثِيرِ أَوْ بِالْقَلِيلِ». -\v 7 فَأَجَابَهُ: «افْعَلْ مَا اسْتَقَرَّ عَلَيْهِ قَلْبُكَ. تَقَدَّمْ، وَهَا أَنَا مَعَكَ فِي كُلِّ مَا عَزَمْتَ عَلَيْهِ». -\v 8 فَقَالَ يُونَاثَانُ: «لِنَعْبُرْ صَوْبَ الْقَوْمِ وَنُظْهِرْ لَهُمْ أَنْفُسَنَا. -\v 9 فَإِنْ قَالُوا لَنَا: انْتَظِرُوا رَيْثَمَا نَأْتِي إِلَيْكُمْ. نَثْبُتُ فِي مَكَانِنَا وَلا نَتَقَدَّمُ نَحْوَهُمْ. -\v 10 وَلَكِنْ إِنْ قَالُوا لَنَا: تَقَدَّمُوا صَوْبَنَا، نَتَّجِهُ نَحْوَهُمْ، وَتَكُونُ هَذِهِ عَلامَةَ الرَّبِّ لَنَا أَنَّهُ يَنْصُرُنَا عَلَيْهِمْ». -\v 11 فَأَظْهَرَا نَفْسَيْهُمَا لِحَامِيَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ: «هَا الْعِبْرَانِيُّونَ يَبْرُزُونَ مِنَ الْجُحُورِ الَّتِي اخْتَبَأُوا فِيهَا». -\v 12 وَقَالَ رِجَالُ الْحَامِيَةِ لِيُونَاثَانَ وَحَامِلِ سِلاحِهِ: «تَقَدَّمُوا صَوْبَنَا لِنُلْقِيَ عَلَيْكُمَا دَرْساً». فَقَالَ يُونَاثَانُ لِحَامِلِ سِلاحِهِ: «اتْبَعْنِي لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَسْلَمَهُمْ لإِسْرَائِيلَ». -\v 13 وَتَسَلَّقَ يُونَاثَانُ وَحَامِلُ سِلاحِهِ عَلَى أَيْدِيهِمَا وَأَرْجُلِهِمَا، وَهَاجَمَهُمْ يُونَاثَانُ. فَكَانَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ يَسْقُطُونَ أَمَامَهُ، فَيُسْرِعُ حَامِلُ سِلاحِهِ وَرَاءَهُ وَيَقْضِي عَلَيْهِمْ. -\v 14 فَقُتِلَ عَلَى إِثْرِ هَذَا الْهُجُومِ الأَوَّلِ نَحْوَ عِشْرِينَ رَجُلاً تَبَعْثَرَتْ جُثَثُهُمْ فِي حَوَالَيْ نِصْفِ فَدَّانٍ مِنَ الأَرْضِ. -\s1 رعب الفلسطينيين -\p -\v 15 فَانْتَابَ الرُّعْبُ الْمُخَيَّمَ وَالْجَيْشَ الْمُنْتَشِرَ فِي الْحَقْلِ وَجَمِيعَ الشَّعْبِ، وَارْتَعَدَتِ الْحَامِيَةُ وَالْغُزَاةُ، وَحَدَثَتْ هَزَّةٌ رَجَفَتْ فِيهَا الأَرْضُ وَزَادَتْ مِنْ رِعْدَتِهِمِ الْعَظِيمَةِ. -\p -\v 16 وَشَاهَدَ مُرَاقِبُو جَيْشِ شَاوُلَ فِي جِبْعَةِ بِنْيَامِينَ مَا أَصَابَ جَيْشَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مِنْ تَبَدُّدٍ وَتَشَتُّتٍ. -\v 17 فَأَمَرَ شَاوُلُ رِجَالَهُ أَنْ يَقُومُوا بِإِحْصَاءِ الْمَوْجُودِينَ لِمَعْرِفَةِ الَّذِينَ انْطَلَقُوا لِمُهَاجَمَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ فَاكْتَشَفُوا غِيَابَ يُونَاثَانَ وَحَامِلِ سِلاحِهِ -\v 18 فَقَالَ شَاوُلُ لأَخِيَّا: «أَحْضِرْ تَابُوتَ اللهِ». لأَنَّ تَابُوتَ اللهِ كَانَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. -\v 19 وَبَيْنَمَا كَانَ شَاوُلُ يَتَحَدَّثُ مَعَ الْكَاهِنِ تَزَايَدَ ضَجِيجُ مُعَسْكَرِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَقَالَ شَاوُلُ لِلْكَاهِنِ: «كُفَّ يَدَكَ». -\v 20 وَهَتَفَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ الْقَوْمِ الَّذِينَ مَعَهُ وَأَقْبَلُوا عَلَى سَاحَةِ الْمَعْرَكَةِ، وَإذَا بِهِمْ يَشْهَدُونَ سَيْفَ كُلِّ فِلِسْطِينِيٍّ مُسَلَّطاً عَلَى صَاحِبِهِ، وَقَدْ فَشَا بَيْنَهُمُ اضْطِرَابٌ عَظِيمٌ. -\v 21 وَانْضَمَّ الْعِبْرَانِيُّونَ الَّذِينَ الْتَحَقُوا بِالْفِلِسْطِينِيِّينَ مِنْ قَبْلُ وَأَقَامُوا مَعَهُمْ فِي الْمُعَسْكَرِ وَمَا حَوْلَهُ إِلَى الإِسْرَائِيلِيِّينَ الَّذِينَ مَعَ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ. -\v 22 وَسَمِعَ جَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ اخْتَبَأُوا فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ أَنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ فَرُّوا، فَجَدُّوا هُمْ أَيْضاً فِي تَعَقُّبِهِمْ وَقَتْلِهِمْ. -\v 23 وَهَكَذَا أَنْقَذَ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَمَا لَبِثَتْ سَاحَةُ الْحَرْبِ أَنِ انْتَقَلَتْ إِلَى مَا وَرَاءِ حُدودِ بَيْتِ آوِنَ. -\s1 يوناثان يأكل عسلاً -\p -\v 24 وَأَعْيَا رِجَالُ إِسْرَائِيلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ شَاوُلَ حَلَّفَ الشَّعْبَ قَائِلاً: «مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَأْكُلُ طَعَاماً إِلَى الْمَسَاءِ حَتَّى أَنْتَقِمَ مِنْ أَعْدَائِي». فَلَمْ يَذُقْ جَمِيعُ الْقَوْمِ طَعَاماً. -\v 25 وَأَقْبَلَ كُلُّ الْجَيْشِ إِلَى الْغَابَةِ حَيْثُ كَانَ الْعَسَلُ يَتَقَاطَرُ، -\v 26 وَلَكِنْ لَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ أَنْ يَتَذَوَّقَ مِنْهُ خَوْفاً مِنْ لَعْنَةِ الْحَلْفِ. -\v 27 أَمَّا يُونَاثَانُ فَلَمْ يَكُنْ حَاضِراً عِنْدَمَا اسْتَحْلَفَ وَالِدُهُ الْقَوْمَ، فَمَدَّ طَرَفَ عَصَاهُ الَّتِي كَانَتْ بِيَدِهِ وَغَمَسَهُ فِي قَطْرِ الْعَسَلِ وَتَذَوَّقَ مِنْهُ فَانْتَعَشَتْ قُوَّتُهُ. -\v 28 فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْمُحَارِبِينَ: «قَدْ حَلَّفَ أَبُوكَ الْقَوْمَ قَائِلاً: مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَأْكُلُ الْيَوْمَ طَعَاماً»، فَأَصَابَ الشَّعْبَ الإِعْيَاءُ. -\v 29 فَقَالَ يُونَاثَانُ: «لَقَدْ أَضَرَّ أَبِي بِكُلِّ الْجَيْشِ. انْظُرُوا كَيْفَ انْتَعَشَتْ قُوَايَ لأَنِّي ذُقْتُ قَلِيلاً مِنَ الْعَسَلِ. -\v 30 فَكَيْفَ يَكُونُ حَالُ الْجَيْشِ لَوْ أَكَلَ الْيَوْمَ مِنْ غَنَائِمِ أَعْدَائِهِ الَّتِي أَحْرَزَهَا؟ أَلا تَكُونُ عِنْدَئِذٍ كَارِثَةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَدْهَى وَأَمَرَّ؟» -\v 31 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ظَلَّ الإِسْرَائِيلِيُّونَ يَتَعَقَّبُونَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَيَقْتُلُونَهُمْ مِنْ مِخْمَاسَ إِلَى أَيَّلُونَ. وَأَصَابَ الْجَيْشَ إِعْيَاءٌ شَدِيدٌ. -\p -\v 32 وَهَجَمَ الْجَيْشُ عَلَى الْغَنَائِمِ مِنَ الْمَاشِيَةِ وَأَخَذُوا غَنَماً وَبَقَراً وَعُجُولاً، وَذَبَحُوا عَلَى الأَرْضِ وَأَكَلُوا اللَّحْمَ بِدَمِهِ. -\v 33 فَأَخْبَرَ بَعْضُهُمْ شَاوُلَ قَائِلِينَ: «إِنَّ الْجَيْشَ يَرْتَكِبُ خَطِيئَةً بِحَقِّ الرَّبِّ، إِذْ يَأْكُلُونَ اللَّحْمَ مَعَ الدَّمِ». فَقَالَ شَاوُلُ: «لَقَدْ نَقَضْتُمْ عَهْدَكُمْ. دَحْرِجُوا إِلَيَّ حَجَراً كَبِيراً، -\v 34 وَتَفَرَّقُوا بَيْنَ الْجَيْشِ وَأْمُرُوهُمْ أَنْ يُحْضِرُوا بَقَرَهَمْ وَشِيَاهَهُمْ لِيَذْبَحُوهَا عِنْدَ الْحَجَرِ، وَيَتْرُكُوهَا لِتَسِيلَ دِمَاؤُهَا، فَلا يَرْتَكِبُونَ إِثْماً فِي حَقِّ الرَّبِّ بِأَكْلِ الدَّمِ». وَفَعَلَ الْجُنُودُ مَا أَمَرَ شَاوُلُ بِهِ فَأَحْضَرُوا بَقَرَهُمْ وَذَبَحُوهَا هُنَاكَ. -\v 35 وبَنَى شَاوُلُ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ. فَكَانَ أَوَّلَ مَذْبَحٍ يَشْرَعُ فِي بِنَائِهِ. -\p -\v 36 وَأَمَرَ شَاوُلُ: «لِنَتَعَقَّبِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لَيْلاً وَنَظَلَّ نَنْهَبُهُمْ إِلَى ضَوْءِ الصَّبَاحِ، وَلا نُبْقِ مِنْهُمْ أَحَداً». فَأَجَابُوهُ: «افْعَلْ كُلَّ مَا يَطِيبُ لَكَ». وَلَكِنَّ الْكَاهِنَ قَالَ: «لِنَسْتَشِرِ اللهَ هُنَا». -\p -\v 37 فَاسْتَشَارَ شَاوُلُ اللهَ سَائِلاً: «أَنَتَعَقَّبُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟ أَتَنْصُرُنَا عَلَيْهِمْ؟» فَلَمْ يَحْظَ بِجَوَابٍ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ. -\v 38 فَقَالَ شَاوُلُ: «اقْتَرِبُوا إِلَى هُنَا يَا جَمِيعَ وُجُوهِ إِسْرَائِيلَ، وَتَقَصَّوْا أَيَّةَ خَطِيئَةٍ ارْتُكِبَتِ الْيَوْمَ. -\v 39 لأَنَّهُ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ مُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ إِنَّ الْمَوْتَ هُوَ جَزَاءُ مُرْتَكِبِ الْخَطِيئَةِ حَتَّى لَوْ كَانَ جَانِيهَا ابْنِي يُونَاثَانَ». فَاعْتَصَمَ الْقَوْمُ بِالصَّمْتِ. -\v 40 فَقَالَ لِكُلِّ الْجَيْشِ: «قِفُوا أَنْتُمْ فِي جَانِبٍ، وَأَقِفُ أَنَا وَابْنِي يُونَاثَانُ فِي جَانِبٍ آخَرَ». فَأَجَابَ الشَّعْبُ: «اصْنَعْ مَا يَرُوقُ لَكَ». -\v 41 وَصَلَّى شَاوُلُ لِلرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: «اكْشِفْ لِيَ الْحَقَّ». فَوَقَعَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ، وَتَبَرَّأَ الْقَوْمُ. -\v 42 وَقَالَ شَاوُلُ: «أَلْقُوا الْقُرْعَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ يُونَاثَانَ ابْنِي». فَوَقَعَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى يُونَاثَانَ. -\v 43 فَقَالَ شَاوُلُ لِيُونَاثَانَ: «أَخْبِرْنِي مَاذَا جَنَيْتَ؟» فَقَالَ يُونَاثَانُ: «ذُقْتُ قَلِيلاً مِنَ الْعَسَلِ بِطَرَفِ عَصَايَ الَّتِي بِيَدِي. أَمِنْ أَجْلِ قَلِيلٍ مِنَ الْعَسَلِ يَنْبَغِي أَنْ أَمُوتَ؟» -\v 44 فَقَالَ شَاوُلُ: «لِيُضَاعِفِ الرَّبُّ عِقَابِي إِنْ لَمْ يُنَفَّذْ بِكَ حُكْمُ الْمَوْتِ». -\p -\v 45 فَهَتَفَ الْجَيْشُ فِي وَجْهِ شَاوُلَ: «أَيَمُوتُ يُونَاثَانُ الَّذِي صَنَعَ هَذَا الْخَلاصَ الْعَظِيمَ فِي إِسْرَائِيلَ؟ هَذَا لَا يُمْكِنُ! حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، لَا تَسْقُطُ شَعْرَةٌ مِنْ رَأْسِهِ إِلَى الأَرْضِ لأَنَّهُ صَنَعَ هَذَا الأَمْرَ بِمَعُونَةِ الرَّبِّ الْيَوْمَ». وَهَكَذَا افْتَدَى الشَّعْبُ يُونَاثَانَ فَلَمْ يَمُتْ. -\v 46 وَكَفَّ شَاوُلُ عَنْ تَعَقُّبِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَرَجَعَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ إِلَى أَرْضِهِمْ. -\p -\v 47 وَتَوَلَّى شَاوُلُ كُرْسِيَّ الْمُلْكِ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَحَارَبَ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ الْمُحِيطِينَ بِهِ، الْمُوآبِيِّينَ وَبَنِي عَمُّونَ وَالأَدُومِيِّينَ وَمُلُوكَ صُوبَةَ وَالْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَحَالَفَهُ النَّصْرُ حَيْثُمَا تَوَجَّهَ. -\v 48 وَخَاضَ مَعَارِكَ قَاسِيَةً، فَقَهَرَ عَمَالِيقَ وَأَنْقَذَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ يَدِ نَاهِبِيهِمْ. -\s1 أُسرة شاول -\p -\v 49 أَمَّا أَبْنَاءُ شَاوُلَ فَهُمْ يُونَاثَانُ وَيَشْوِي وَمَلْكِيشُوعُ، وَاسْمَا ابْنَتَيْهِ مَيْرَبُ وَهِيَ الْكُبْرَى، وَمِيكَالُ وَهِيَ الصُّغْرَى. -\v 50 وَكَانَتِ امْرَأَةُ شَاوُلَ تُدْعَى أَخِينُوعَمَ بِنْتَ أَخِيمَعَصَ، أَمَّا رَئِيسُ جَيْشِهِ فَكَانَ أَبْنَيْرَ بْنَ نَيْرَ عَمِّ شَاوُلَ، -\v 51 إِذْ إِنَّ قَيْسَ أَبَا شَاوُلَ وَنَيْرَ أَبَا أَبْنَيْرَ كَانَا شَقِيقَيْنِ، وَهُمَا ابْنَا أَبِيئِيلَ. -\v 52 وَتَعَرَّضَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِحَرْبٍ قَاسِيَةٍ طَوَالَ أَيَّامِ حَيَاةِ شَاوُلَ. وَكُلَّمَا رَأَى شَاوُلُ رَجُلاً شُجَاعاً وَذَا بَأْسٍ كَانَ يَضُمُّهُ إِلَيْهِ. -\c 15 -\s1 الرب يرفض شاول كملك -\p -\v 1 وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «أَنَا الَّذِي أَرْسَلَنِي الرَّبُّ لأُنَصِّبَكَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَاسْمَعِ الآنَ كَلامَ الرَّبِّ. -\v 2 هَذَا مَا يَقُولُهُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي مُزْمِعٌ أَنْ أُعَاقِبَ عَمَالِيقَ جَزَاءَ مَا ارْتَكَبَهُ فِي حَقِّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ حِينَ تَصَدَّى لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ. -\v 3 فَاذْهَبِ الآنَ وَهَاجِمْ عَمَالِيقَ وَاقْضِ عَلَى كُلِّ مَالَهُ. لَا تَعْفُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ بَلِ اقْتُلْهُمْ جَمِيعاً رِجَالاً وَنِسَاءً، وَأَطْفَالاً وَرُضَّعاً، بَقَراً وَغَنَماً، جِمَالاً وَحَمِيراً». -\p -\v 4 فَاسْتَدْعَى جَيْشَهُ وَأَحْصَاهُ فِي طَلايِمَ، فَبَلَغَ عَدَدُهُ مِئَتَيْ أَلْفِ رَاجِلٍ، فَضْلاً عَنْ عَشَرَةِ آلافِ رَجُلٍ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا. -\p -\v 5 وَتَوَجَّهَ شَاوُلُ إِلَى مَدِينَةِ عَمَالِيقَ وَكَمَنَ فِي الْوَادِي. -\v 6 وَبَعَثَ شَاوُلُ إِلَى الْقَيْنِيِّينَ قَائِلاً: «انْسَحِبُوا مِنْ بَيْنِ الْعَمَالِقَةِ لِئَلّا أُهْلِكَكُمْ مَعَهُمْ، فَأَنْتُمْ قَدْ أَحْسَنْتُمْ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ». فَانْسَحَبَ الْقَيْنِيُّونَ مِنْ وَسَطِ الْعَمَالِقَةِ. -\v 7 وَهَجَمَ شَاوُلُ عَلَى الْعَمَالِقَةِ عَلَى طُولِ الطَّرِيقِ مِنْ حَوِيلَةَ حَتَّى مَشَارِفِ شُورٍ مُقَابِلَ مِصْرَ. -\v 8 وَأَسَرَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيًّا، وَقَضَى عَلَى جَمِيعِ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. -\v 9 وَعَفَا شَاوُلُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْعُجُولِ وَالْخِرَافِ، وَعَنْ كُلِّ مَا هُوَ جَيِّدٌ، وَأَبَوْا أَنْ يَقْضُوا عَلَيْهَا، وَلَمْ يُدَمِّرُوا إِلّا الْأمْلاكَ وَالْغَنَائِمَ الَّتِي لَا قِيمَةَ لَهَا. -\p -\v 10 وَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: -\v 11 «لَقَدْ نَدِمْتُ لأَنِّي جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً، فَقَدِ ارْتَدَّ عَنِ اتِّبَاعِي وَلَمْ يُطِعْ أَمْرِي». فَحَزِنَ صَمُوئِيلُ وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ اللَّيْلَ كُلَّهُ. -\v 12 وَفِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي بَاكِراً مَضَى صَمُوئِيلُ لِلِقَاءِ شَاوُلَ، فَقِيلَ لَهُ: «لَقَدْ جَاءَ شَاوُلُ إِلَى الْكَرْمَلِ حَيْثُ أَقَامَ لِنَفْسِهِ نَصَباً تَذْكَارِيًّا، ثُمَّ الْتَفَّ وَانْحَدَرَ نَحْوَ الْجِلْجَالِ». -\v 13 وَعِنْدَمَا الْتَقَى صَمُوئِيلُ بِشَاوُلَ، قَالَ شَاوُلُ: «لِيُبَارِكْكَ الرَّبُّ. لَقَدْ نَفَّذْتُ أَمْرَ الرَّبِّ» -\v 14 فَسَأَلَ صَمُوئِيلُ: «وَمَاذَا تَقُولُ عَنْ ثُغَاءِ الْغَنَمِ وَصَوْتِ الثِّيرَانِ الَّتِي تَضِجُّ فِي مَسَامِعِي؟» -\v 15 فَأَجَابَ شَاوُلُ: «إِنَّهَا مِنْ غَنَائِمِ الْعَمَالِقَةِ، لأَنَّ الشَّعْبَ عَفَا عَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ لِيُقَدِّمَهَا ذَبَائِحَ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ، وَأَمَّا مَا تَبَقَّى فَقَدْ دَمَّرْنَاهُ». -\v 16 فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «اصْمُتْ لأُنْبِئَكَ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ إِلَيَّ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ». فَأَجَابَهُ: «تَكَلَّمْ». -\p -\v 17 فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «أَلَمْ تَكُنْ تَحْسَبُ نَفْسَكَ حَقِيراً، وَلَكِنَّ الرَّبَّ جَعَلَكَ عَلَى رَأْسِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ وَأَقَامَكَ مَلِكاً عَلَيْهِمْ، -\v 18 وَكَلَّفَكَ بِمُحَارَبَةِ عَمَالِيقَ وَالْقَضَاءِ عَلَيْهِ قَضَاءً مُبْرَماً؟ -\v 19 فَلِمَاذَا لَمْ تُطِعْ أَمْرَ الرَّبِّ، بَلْ تَهَافَتَّ عَلَى الْغَنِيمَةِ وَارْتَكَبْتَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ؟» -\v 20 فَأَجَابَ شَاوُلُ: «قَدْ أَطَعْتُ أَمْرَ الرَّبِّ وَنَفَّذْتُ مَا عَهِدَ إِلَيَّ بِهِ، وَأَسَرْتُ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ وَقَضَيْتُ عَلَى شَعْبِهِ. -\v 21 فَاخْتَارَ الْقَوْمُ مِنَ الْغَنِيمَةِ أَفْضَلَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ لِتَقْرِيبِهَا ذَبَائِحَ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ فِي الْجِلْجَالِ». -\v 22 فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «هَلْ يُسَرُّ الرَّبُّ بِالذَّبَائِحِ وَالْمُحْرَقَاتِ كَسُرُورِهِ بِالاسْتِمَاعِ إِلَى صَوْتِهِ؟ إِنَّ الاسْتِمَاعَ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ، وَالإِصْغَاءَ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ. -\v 23 فَالتَّمَرُّدُ مُمَاثِلٌ لِخَطِيئَةِ الْعِرَافَةِ، وَالْعِنَادُ شَبِيهٌ بِشَرِّ عِبَادَةِ الْوَثَنِ وَالإِثْمِ. ولأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلامَ الرَّبِّ فَقَدْ رَفَضَكَ الرَّبُّ مِنَ الْمُلْكِ». -\p -\v 24 فَقَالَ شَاوُلُ: «لَقَدْ أَخْطَأْتُ لأَنِّي عَصَيْتُ أَمْرَ الرَّبِّ وَوَصِيَّتَكَ، إِذْ خَشِيتُ الشَّعْبَ فَسَمِعْتُ لِقَوْلِهِمْ. -\v 25 فَاصْفَحِ الآنَ عَنْ خَطِيئَتِي وَارْجِعْ مَعِي لأَسْجُدَ لِلرَّبِّ» -\v 26 فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «لَنْ أَرْجِعَ مَعَكَ؛ لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلامَ الرَّبِّ رَفَضَكَ الرَّبُّ مِنْ أَنْ تَكُونَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ». -\v 27 وَاسْتَدَارَ صَمُوئِيلُ لِيَمْضِيَ، فَتَشَبَّثَ شَاوُلُ بِهُدْبِ جِبَّتِهِ، فَتَمَزَّقَ هُدْبُ الْجِبَّةِ. -\v 28 فَقَالَ لَهُ صَمُوئِيلُ: «يُمَزِّقُ الرَّبُّ مَمْلَكَةَ إِسْرَائِيلَ عَنْكَ وَيَهَبُهَا لِمَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ. -\v 29 فَإِنَّ قُوَّةَ إِسْرَائِيلَ (أَيِ اللهِ) لَا يَكْذِبُ وَلا يَنْدَمُ. لَيْسَ هُوَ إِنْسَاناً حَتَّى يُغَيِّرَ رَأْيَهُ». -\v 30 فَقَالَ شَاوُلُ: «لَقَدْ أَخْطَأْتُ، وَلَكِنْ أَكْرِمْنِي أَمَامَ شُيُوخِ شَعْبِي وَأَمَامَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، وَعُدْ مَعِي لأَسْجُدَ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ». -\v 31 فَانْطَلَقَ صَمُوئِيلُ مَعَ شَاوُلَ حَيْثُ سَجَدَ شَاوُلُ لِلرَّبِّ. -\p -\v 32 ثُمَّ قَالَ صَمُوئِيلُ: «قَدِّمُوا إِلَيَّ أَجَاجَ مَلِكَ الْعَمَالِقَةِ». فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ أَجَاجُ فَرِحاً قَائِلاً لِنَفْسِهِ: «حَقّاً قَدْ تَلاشَتْ مَرَارَةُ الْمَوْتِ». -\v 33 وَقَالَ لَهُ صَمُوئِيلُ: «كَمَا أَثْكَلَ سَيْفُكَ النِّسَاءَ لِتُثْكَلْ كَذَلِكَ أُمُّكَ بَيْنَ النِّسَاءِ». وَقَطَّعَ صَمُوئِيلُ أَجَاجَ إِرْباً أَمَامَ الرَّبِّ فِي الْجِلْجَالِ. -\v 34 ثُمَّ مَضَى صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّامَةِ، أَمَّا شَاوُلُ فَتَوجَّهَ إِلَى بَيْتِهِ فِي جِبْعَةِ شَاوُلَ. -\v 35 وَامْتَنَعَ صَمُوئِيلُ عَنْ رُؤْيَةِ شَاوُلَ إِلَى يَوْمِ وَفَاتِهِ، مَعَ أَنَّ قَلْبَهُ تَمَزَّقَ أَسىً عَلَيْهِ. أَمَّا الرَّبُّ فَقَدْ أَسِفَ لأَنَّهُ أَقَامَ شَاوُلَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ. -\c 16 -\s1 صموئيل يمسح داود -\p -\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «إِلَى مَتَى تَظَلُّ تَنُوحُ عَلَى شَاوُلَ وَأَنَا قَدْ رَفَضْتُهُ أَنْ يَكُونَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ؟ امْلأْ قَرْنَكَ بِالزَّيْتِ وَتَعَالَ أُرْسِلْكَ إِلَى يَسَّى الْمُقِيمِ فِي بَيْتِ لَحْمٍ، لأَنِّي قَدِ اخْتَرْتُ أَحَدَ أَبْنَائِهِ لِيَكُونَ مَلِكاً». -\v 2 فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «كَيْفَ أَذْهَبُ؟ إِنْ بَلَغَ شَاوُلَ الأَمْرُ يَقْتُلْنِي». فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «خُذْ مَعَكَ عِجْلَةً وَقُلْ قَدْ جِئْتُ لأَذْبَحَ لِلرَّبِّ. -\v 3 وَادْعُ يَسَّى لِحُضُورِ تَقْدِيمِ الذَّبِيحَةِ وَأَنَا أُلَقِّنُكَ مَاذَا تَصْنَعُ، فَتَمْسَحُ لِي مَنْ أَقُولُ لَكَ عَنْهُ». -\v 4 فَفَعَلَ صَمُوئِيلُ بِمُوْجِبِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ. وَذَهَبَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ. فَاضْطَرَبَ شُيُوخُ الْمَدِينَةِ لَدَى اسْتِقْبَالِهِ وَقَالُوا لَهُ: «هَلْ لِلسَّلامِ حَضَرْتَ؟» -\v 5 فَأَجَابَ: «نَعَمْ، لِلسَّلامِ. لَقَدْ حَضَرْتُ لأُقَرِّبَ لِلرَّبِّ. طَهِّرُوا أَنْفُسَكُمْ وَتَعَالَوْا مَعِي إِلَى الذَّبِيحَةِ». وَقَدَّسَ يَسَّى أَبْنَاءَهُ وَدَعَاهُمْ لِلذَّبِيحَةِ. -\p -\v 6 وَعِنْدَمَا أَقْبَلُوا وَشَاهَدَ صَمُوئِيلُ أَلِيآبَ بْنَ يَسَّى قَالَ: «إِنَّ هَذَا هُوَ مُخْتَارُ الرَّبِّ». -\v 7 فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «لا تُلْقِ بَالاً إِلَى وَسَامَتِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ إِذ لَيْسَ هَذَا مَنِ اخْتَرْتُهُ، فَنَظْرَةُ الرَّبِّ تَخْتَلِفُ عَنْ نَظْرَةِ الإِنْسَانِ، لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْمَظْهَرِ الْخَارِجِيِّ وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ». -\v 8 وَدَعَا يَسَّى ابْنَهُ أَبِينَادَابَ وَأَجَازَهُ أَمَامَ صَمُوئِيلَ، فَقَالَ: «وَهَذَا أَيْضاً لَمْ يَخْتَرْهُ الرَّبُّ». -\v 9 ثُمَّ قَدَّمَ يَسَّى شَمَّةَ، فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «وَهَذَا أَيْضاً لَمْ يَخْتَرْهُ الرَّبُّ». -\v 10 وَعِنْدَمَا انْتَهَى يَسَّى مِنْ تَقْدِيمِ أَبْنَائِهِ السَّبْعَةِ، قَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى: «إِنَّ الرَّبَّ لَمْ يَخْتَرْ وَاحِداً مِنْ هَؤُلاءِ». -\v 11 ثُمَّ اسْتَطْرَدَ: «هَلْ لَكَ أَبْنَاءٌ آخَرُونَ؟» فَأَجَابَ يَسَّى: «بَقِيَ بَعْدُ أَصْغَرُهُمْ وَهُوَ يَرْعَى الْغَنَمَ». فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى: «أَرْسِلْ مَنْ يَأْتِي بِهِ لأَنَّنَا لَنْ نَتَّكِئَ حَتَّى يَصِلَ إِلَى هُنَا». -\v 12 فَبَعَثَ يَسَّى مَنِ اسْتَدْعَاهُ، وَكَانَ فَتىً أَشْقَرَ، أَخَّاذَ الْعَيْنَيْنِ وَسِيمَ الطَّلْعَةِ. فَقَالَ الرَّبُّ: «قُمِ امْسَحْهُ، لأَنَّ هَذَا هُوَ مَنِ اخْتَرْتُهُ». -\v 13 فَتَنَاوَلَ صَمُوئِيلُ قَرْنَ الزَّيْتِ وَمَسَحَهُ أَمَامَ إِخْوَتِهِ. وَمُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِداً حَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى دَاوُدَ. ثُمَّ رَجَعَ صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّامَةِ. -\s1 داود في خدمة شاول -\p -\v 14 وَفَارَقَ رُوحُ الرَّبِّ شَاوُلَ وَهَاجَمَهُ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ رُوحٌ رَدِيءٌ يُعَذِّبُهُ. -\v 15 فَقَالَ لَهُ رِجَالُهُ: «إِنَّ رُوحاً رَدِيئاً يُعَذِّبُكَ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ. -\v 16 فَلْيَأْمُرْ سَيِّدُنَا خُدَّامَهُ الْمَاثِلِينَ أَمَامَهُ أَنْ يَبْحَثُوا لَهُ عَنْ رَجُلٍ مَاهِرٍ فِي الْعَزْفِ عَلَى الْعُودِ، فَيَعْزِفُ أَمَامَكَ كُلَّمَا هَاجَمَكَ الرُّوحُ الرَّدِيءُ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ فَتَطِيبُ نَفْسُكَ». -\v 17 فَطَلَبَ شَاوُلُ مِنْ خُدَّامِهِ أَنْ يَبْحَثُوا لَهُ عَنْ رَجُلٍ مَاهِرٍ فِي الْعَزْفِ وَيُحْضِرُوهُ إِلَيْهِ. -\v 18 فَقَالَ وَاحِدٌ مِنَ الْغِلْمَانِ: «لَقَدْ شَاهَدْتُ ابْناً لِيَسَّى البَيْتَلَحْمِيِّ مَاهِراً فِي الْعَزْفِ وَهُوَ بَطَلٌ جَبَّارٌ وَرَجُلُ حَرْبٍ، فَصِيحُ اللِّسَانِ وَبَهِيُّ الطَّلْعَةِ وَالرَّبُّ مَعَهُ». -\v 19 فَأَوْفَدَ شَاوُلُ رُسُلاً إِلَى يَسَّى قَائِلاً: «أَرْسِلْ إِلَيَّ دَاوُدَ ابْنَكَ الَّذِي يَرْعَى الْغَنَمَ». -\v 20 فَأَعَدَّ يَسَّى حِمَاراً حَمَّلَهُ خُبْزاً وَزِقَّ خَمْرٍ وَجَدْيَ مِعْزَى، وَأَرْسَلَهَا مَعَ دَاوُدَ إِلَى شَاوُلَ. -\v 21 فَمَثُلَ دَاوُدُ أَمَامَ شَاوُلَ فَأَحَبَّهُ وَجَعَلَهُ حَامِلَ سِلاحِهِ. -\v 22 وَأَرْسَلَ شَاوُلُ إِلَى يَسَّى يَقُولُ: «دَعْ دَاوُدَ يَبْقَى فِي خِدْمَتِي لأَنَّهُ قَدْ حَظِيَ بِإِعْجَابِي». -\v 23 وَحَدَثَ عِنْدَمَا هَاجَمَ الرُّوحُ الرَّدِيءُ الْمُرْسَلُ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ شَاوُلَ، أَنَّ دَاوُدَ تَنَاوَلَ الْعُودَ وَعَزَفَ عَلَيْهِ، فَكَانَ الْهُدُوءُ يَسْتَوْلِي عَلَى شَاوُلَ وَتَطِيبُ نَفْسُهُ وَيُفَارِقُهُ الرُّوحُ الرَّدِيءُ. -\c 17 -\s1 داود وجليات -\p -\v 1 وَحَشَدَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ جُيُوشَهُمْ لِلْحَرْبِ وَاجْتَمَعُوا فِي سُوكُوهَ التَّابِعَةِ لِسِبْطِ يَهُوذَا، وَعَسْكَرُوا مَا بَيْنَ سُوكُوهَ وَعَزِيقَةَ فِي أَفَسِ دَمِّيمَ. -\v 2 وَتَجَمَّعَ شَاوُلُ وَرِجَالُهُ وَنَزَلُوا فِي وَادِي الْبُطْمِ وَاصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. -\v 3 وَوَقَفَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ عَلَى جَبَلٍ مِنْ نَاحِيَةٍ، وَالإِسْرَائِيلِيُّونَ عَلَى جَبَلٍ آخَرَ مُقَابِلَهُمْ، يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ وَادٍ. -\v 4 فَخَرَجَ مِنْ بَيْنِ صُفُوفِ جُيُوشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ رَجُلٌ مُبَارِزٌ مِنْ جَتَّ يُدْعَى جُلْيَاتَ طُولُهُ سِتُّ أَذْرُعٍ وَشِبْرٌ (نَحْوَ ثَلاثَةِ أَمْتَارٍ)، -\v 5 يَضَعُ عَلَى رَأْسِهِ خُوذَةً مِنْ نُحَاسٍ، وَيَرْتَدِي دِرْعاً مُصَفَّحاً وَزْنُهُ خَمْسَةُ آلافِ شَاقِلٍ (نَحْوَ سَبْعَةٍ وَخَمْسِينَ كِيلُو جِرَاماً) مِنَ النُّحَاسِ -\v 6 وَقَدْ لَفَّ سَاقَيْهِ بِصَفَائِحَ مِنْ نُحَاسٍ، كَمَا تَدَلَّى رُمْحٌ نُحَاسِيٌّ مِنْ كَتِفَيْهِ. -\v 7 وَكَانَتْ قَنَاةُ رُمْحِهِ شَبِيهَةً بِنَوْلِ النِّسَّاجِينَ، وَسِنَانُهُ يَزِنُ سِتَّ مِئَةِ شَاقِلِ حَدِيدٍ (نَحْوَ سَبْعَةِ كِيلُو جِرَامَاتٍ)، وَكَانَ حَامِلُ تُرْسِهِ يَمْشِي أَمَامَهُ. -\v 8 فَوَقَفَ جُلْيَاتُ يُنَادِي جَيْشَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ: «مَا بَالُكُمْ خَرَجْتُمْ تَصْطَفُّونَ لِلْحَرْبِ؟ أَلَسْتُ أَنَا الْفِلِسْطِينِيَّ، وَأَنْتُمْ خُدَّامَ شَاوُلَ؟ انْتَخِبُوا مِنْ بَيْنِكُمْ رَجُلاً يُبَارِزُنِي. -\v 9 فَإِنِ اسْتَطَاعَ مُحَارَبَتِي وَقَتَلَنِي نُصْبِحُ لَكُمْ عَبِيداً، وَإِنْ قَهَرْتُهُ وَقَتَلْتُهُ تُصْبِحُونَ أَنْتُمْ لَنَا عَبِيداً وَتَخْدُمُونَنَا. -\v 10 إِنَّنِي أُعَيِّرُ وَأَتَحَدَّى الْيَوْمَ جَيْشَ إِسْرَائِيلَ! لِيَخْرُجْ مِنْ بَيْنِكُمْ رَجُلٌ يُبَارِزُنِي!». -\v 11 وَعِنْدَمَا سَمِعَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ تَحَدِّيَاتِ الْفِلِسْطِينِيِّ ارْتَعَبُوا وَجَزَعُوا جِدّاً. -\p -\v 12 وَكَانَ لِدَاوُدَ بْنِ يَسَّى الأَفْرَاتِيِّ الْمُقِيمِ فِي بَيْتِ لَحْمِ أَرْضِ يَهُوذَا، سَبْعَةُ إِخْوَةٍ أَكْبَرَ مِنْهُ. وَكَانَ يَسَّى قَدْ شَاخَ فِي زَمَنِ شَاوُلَ وَتَقَدَّمَ فِي الْعُمْرِ. -\v 13 وَكَانَ بَنُو يَسَّى الثَّلاثَةُ الْكِبَارُ قَدِ الْتَحَقُوا بِجَيْشِ شَاوُلَ وَهُمْ أَلِيآبُ الْبِكْرُ وَأَبِينَادَابُ وَشَمَّةُ. -\v 14 أَمَّا دَاوُدُ فَكَانَ أَصْغَرَ الأَبْنَاءِ جَمِيعاً. وَانْضَمَّ الثَّلاثَةُ الْكِبَارُ إِلَى صُفُوفِ شَاوُلَ. -\v 15 وَكَانَ دَاوُدُ يَتَرَدَّدُ عَلَى شَاوُلَ ثُمَّ يَرْجِعُ مِنْ عِنْدِهِ لِيَرْعَى غَنَمَ أَبِيهِ فِي بَيْتِ لَحْمٍ. -\p -\v 16 وَظَلَّ الْفِلِسْطِينِيُّ يَخْرُجُ مُتَحَدِّياً الإِسْرَائِيلِيِّينَ كُلَّ صَبَاحٍ وَمَسَاءٍ، مُدَّةَ أَرْبَعِينَ يَوْماً. -\v 17 وَذَاتَ يَوْمٍ قَالَ يَسَّى لِدَاوُدَ ابْنِهِ: «خُذْ لإِخْوَتِكَ إِيفَةً (أَيْ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ لِتْراً) مِنْ هَذَا الْفَرِيكِ، وَعَشْرَةَ أَرْغِفَةٍ مِنَ الْخُبْزِ وَارْكُضْ إِلَى الْمُعَسْكَرِ. -\v 18 وَقَدِّمْ عَشَرَ قِطَعٍ مِنَ الْجُبْنِ إِلَى قَائِدِ الأَلْفِ، وَاطْمَئِنَّ عَلَى سَلامَةِ إِخْوَتِكَ وَأَحْضِرْ لِي مِنْهُمْ مَا يَدُلُّ عَلَى سَلامَتِهِمْ». -\v 19 وَكَانَ شَاوُلُ آنَئِذٍ مَعَ جَيْشِهِ وَمِنْ جُمْلَتِهِمْ إِخْوَةُ دَاوُدَ، مُعَسْكِرِينَ فِي وَادِي الْبُطْمِ، تَأَهُّباً لِمُحَارَبَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. -\p -\v 20 فَانْطَلَقَ دَاوُدُ مُبَكِّراً فِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي، بَعْدَ أَنْ تَرَكَ الْغَنَمَ فِي عُهْدَةِ حَارِسٍ، مُحَمَّلاً بِمَا أَمَرَهُ بِهِ أَبُوهُ، وَبَلَغَ الْمُعَسْكَرَ فِيمَا كَانَ الْجَيْشُ خَارِجاً للاصْطِفَافِ وَالْهُتَافِ لِلْحَرْبِ. -\v 21 وَمَا لَبِثَتْ أَنْ تَوَاجَهَتْ صُفُوفُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ وَالْفِلِسْطِينِيِّينَ. -\v 22 فَتَرَكَ دَاوُدُ الطَّعَامَ الَّذِي يَحْمِلُهُ فِي رِعَايَةِ حَافِظِ الأَمْتِعَةِ، وَهَرْوَلَ نَحْوَ خَطِّ الْقِتَالِ يَبْحَثُ عَنْ إِخْوَتِهِ لِيَطْمَئِنَّ عَلَى سَلامَتِهِمْ. -\v 23 وَفِيمَا هُوَ يُحَادِثُهُمْ إِذَا بِجُلْيَاتَ الْفِلِسْطِينِيِّ الْمُبَارِزِ مِنْ جَتَّ، يَخْرُجُ مِنْ صُفُوفِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَيُوَجِّهُ تَحَدِّيَاتِهِ إِلَى الإِسْرَائِيلِيِّينَ. فَأَصْغَى دَاوُدُ إِلَى تَهْدِيدَاتِهِ. -\p -\v 24 وَعِنْدَمَا شَاهَدَ جَيْشُ إِسْرَائِيلَ الرَّجُلَ تَرَاجَعُوا أَمَامَهُ مَذْعُورِينَ جِدّاً. -\v 25 وَتَحَدَّثَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «أَرَأَيْتُمْ هَذَا الرَّجُلَ الْمُبَارِزَ مِنْ صُفُوفِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟ إِنَّهُ يَسْعَى لِتَحَدِّينَا وَتَعْيِيرِنَا. إِنَّ مَنْ يَقْتُلُهُ يُغْدِقُ عَلَيْهِ الْمَلِكُ ثَرْوَةً طَائِلَةً، وَيُزَوِّجُهُ مِنِ ابْنَتِهِ، وَيَعْفِي بَيْتَ أَبِيهِ مِنْ دَفْعِ الضَّرَائِبِ وَمِنَ التَّسْخِيرِ». -\p -\v 26 فَسَأَلَ دَاوُدُ الرِّجَالَ الْوَاقِفِينَ إِلَى جُوَارِهِ: «بِمَاذَا يُكَافَأُ الرَّجُلُ الَّذِي يَقْتُلُ ذَلِكَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَيَمْحُو الْعَارَ عَنْ إِسْرَائِيلَ؟ لأَنَّهُ مَنْ هُوَ هَذَا الْفِلِسْطِينِيُّ الأَغْلَفُ حَتَّى يُعَيِّرَ جَيْشَ اللهِ الْحَيِّ؟» -\v 27 فَتَلَقَّى دَاوُدُ مِنَ الْجُنُودِ جَوَاباً مُمَاثِلاً لِمَا سَمِعَهُ مِنْ قَبْلُ عَنِ الْمُكَافَأَةِ الَّتِي يَنَالُهَا الرَّجُلُ الَّذِي يَقْتُلُ جُلْيَاتَ. -\v 28 وَسَمِعَ أَخُوهُ الأَكْبَرُ حَدِيثَهُ مَعَ الرِّجَالِ، فَاحْتَدَمَ غَضَبُهُ عَلَى دَاوُدَ وَقَالَ: «لِمَاذَا جِئْتَ إِلَى هُنَا؟ وَعَلَى مَنْ تَرَكْتَ تِلْكَ الْغُنَيْمَاتِ الْقَلِيلَةَ فِي الْبَرِّيَّةِ؟ لَقَدْ عَرَفْتُ غُرُورَكَ وَشَرَّ قَلْبِكَ، فَأَنَتْ لَمْ تَحْضُرْ إِلَى هُنَا إِلّا لِتَشْهَدَ الْحَرْبَ». -\v 29 فَأَجَابَ دَاوُدُ: «أَيَّةُ جِنَايَةٍ ارْتَكَبْتُ الآنَ؟ أَلا يَحِقُّ لِي حَتَّى أَنْ أُوَجِّهَ سُؤَالاً؟» -\v 30 وَتَحَوَّلَ عَنْ أَخِيهِ نَحْوَ قَوْمٍ آخَرِينَ، أَثَارَ مَعَهُمْ نَفْسَ الْمَوْضُوعِ، فَأَجَابُوهُ بِمِثْلِ الْجَوَابِ السَّابِقِ. -\p -\v 31 وَبَلَغَ شَاوُلَ حَدِيثُ دَاوُدَ، فَاسْتَدْعَاهُ. -\v 32 وَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: «لا يَذُوبَنَّ قَلْبُ أَحَدٍ خَوْفاً مِنْ هَذَا الْفِلِسْطِينِيِّ، فَإِنَّ عَبْدَكَ يَذْهَبُ لِيُحَارِبَهُ» -\v 33 فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: «أَنْتَ لَا يُمْكِنُكَ الذَّهَابُ لِمُحَارَبَةِ هَذَا الْفِلِسْطِينِيِّ، لأَنَّكَ مَازِلْتَ فَتىً، وَهُوَ رَجُلُ حَرْبٍ مُنْذُ صِبَاهُ». -\v 34 فَقَالَ دَاوُدُ: «كَانَ عَبْدُكَ يَرْعَى ذَاتَ يَوْمٍ غَنَمَ أَبِيهِ، فَجَاءَ أَسَدٌ مَعَ دُبٍّ وَاخْتَطَفَ شَاةً مِنَ الْقَطِيعِ. -\v 35 فَسَعَيْتُ وَرَاءَهُ وَهَاجَمْتُهُ وَأَنْقَذْتُهَا مِنْ أَنْيَابِهِ. وَعِنْدَمَا انْقَضَّ عَلَيَّ قَبَضْتُ عَلَيْهِ مِنْ ذَقْنِهِ وَضَرَبْتُهُ فَقَتَلْتُهُ. -\v 36 وَهَكَذَا قَتَلَ عَبْدُكَ الأَسَدَ وَالدُّبَّ كِلَيهِمَا، فَلْيَكُنْ هَذَا الْفِلِسْطِينِيُّ الأَغْلَفُ كَوَاحِدٍ مِنْهُمَا لأَنَّهُ عَيَّرَ جَيْشَ اللهِ الْحَيِّ». -\v 37 وَاسْتَطْرَدَ دَاوُدُ: «إِنَّ الرَّبَّ الَّذِي أَنْقَذَنِي مِنْ مَخَالِبِ الأَسَدِ وَمِنْ مَخَالِبِ الدُّبِّ، يُنْقِذُنِي أَيْضاً مِنْ قَبْضَةِ هَذَا الْفِلِسْطِينِيِّ». فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: «امْضِ وَلْيَكُنِ الرَّبُّ مَعَكَ». -\v 38 وَأَلْبَسَ شَاوُلُ دَاوُدَ سُتْرَةَ حَرْبِهِ، وَوَضَعَ عَلَى رَأْسِهِ خُوذَةً مِنْ نُحَاسٍ وَمَنْطَقَهُ بِدِرْعٍ. -\v 39 وَتَقَلَّدَ دَاوُدُ سَيْفَ شَاوُلَ، وَهَمَّ أَنْ يَمْشِيَ، وَإِذْ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَعَوَّدَ عَلَيْهَا مِنْ قَبْلُ قَالَ لِشَاوُلَ: «لا أَقْدِرُ أَنْ أَمْشِيَ بِعُدَّةِ الْحَرْبِ هَذِهِ، لأَنَّنِي لَسْتُ مُعْتَاداً عَلَيْهَا». وَخَلَعَهَا عَنْهُ. -\v 40 وَتَنَاوَلَ عَصَاهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ الْتَقَطَ خَمْسَةَ حِجَارَةٍ مَلْسَاءَ مِنْ جَدْوَلِ الْوَادِي وَجَعَلَهَا فِي جِرَابِهِ، وَحَمَلَ مِقْلاعَهُ بِيَدِهِ وَاتَّجَهَ نَحْوَ جُلْيَاتَ. -\p -\v 41 وَتَقَدَّمَ الْفِلِسْطِينِيُّ نَحْوَ دَاوُدَ، وَحَامِلُ سِلاحِهِ يَمْشِي أَمَامَهُ. -\v 42 وَمَا إِنْ شَاهَدَ الْفِلِسْطِينِيُّ دَاوُدَ حَتَّى اسْتَخَفَّ بِهِ لأَنَّهُ كَانَ فَتىً أَشْقَرَ وَسِيمَ الطَّلْعَةِ. -\v 43 فَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ لِدَاوُدَ: «أَلَعَلِّي كَلْبٌ حَتَّى تَأْتِيَ لِمُحَارَبَتِي بِعِصِيٍّ؟» وَشَتَمَ الْفِلِسْطِينِيُّ آلِهَةَ دَاوُدَ. -\v 44 ثُمَّ قَالَ لِدَاوُدَ: «تَعَالَ لأَجْعَلَ لَحْمَكَ طَعَاماً لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَوُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ». -\v 45 فَأَجَابَهُ دَاوُدُ: «أَنْتَ تُبَارِزُنِي بِسَيْفٍ وَرُمْحٍ وَتُرْسٍ، أَمَّا أَنَا فَآتِيكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِ جَيْشِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَحَدَّيْتَهُ. -\v 46 الْيَوْمَ يُوْقِعُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي، فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ، وَأُقَدِّمُ جُثَثَ جَيْشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ هَذَا الْيَوْمَ لِتَكُونَ طَعَاماً لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَحَيَوَانَاتِ الأَرْضِ، فَتَعْلَمُ الْمَسْكُونَةُ كُلُّهَا أَنَّ هُنَاكَ إِلَهاً فِي إِسْرَائِيلَ. -\v 47 وَتُدْرِكُ الْجُمُوعُ الْمُحْتَشِدَةُ هُنَا أَنَّهُ لَيْسَ بِسَيْفٍ وَلا بِرُمْحٍ يُخَلِّصُ الرَّبُّ، لأَنَّ الْحَرْبَ لِلرَّبِّ وَهُوَ يَنْصُرُنَا عَلَيْكُمْ». -\v 48 وَعِنْدَمَا شَاهَدَ دَاوُدُ الْفِلِسْطِينِيَّ يَهُبُّ مُتَقَدِّماً نَحْوَهُ، أَسْرَعَ لِلِقَائِهِ. -\v 49 وَمَدَّ يَدَهُ إِلَى الْجِرَابِ، وَتَنَاوَلَ حَجَراً لَوَّحَ بِهِ بِمِقْلاعِهِ وَرَمَاهُ، فَأَصَابَ جَبْهَةَ الْفِلِسْطِينِيِّ، فَغَاصَ الْحَجَرُ فِي جَبْهَتِهِ وَسَقَطَ جُلْيَاتُ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. -\p -\v 50 وَهَكَذَا قَضَى دَاوُدُ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّ بِالْمِقْلاعِ وَالْحَجَرِ وَقَتَلَهُ. وَإِذْ لَمْ يَكُنْ بِيَدِهِ سَيْفٌ -\v 51 رَكَضَ نَحْوَ جُلْيَاتَ وَاخْتَرَطَ سَيْفَهُ مِنْ غِمْدِهِ وَقَتَلَهُ وَقَطَعَ بِهِ رَأْسَهُ. فَلَمَّا رَأَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ أَنَّ جَبَّارَهُمْ قَدْ قُتِلَ هَرَبُوا. -\v 52 فَأَطْلَقَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا صَيْحَاتِ الْحَرْبِ، وَتَعَقَّبُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ حَتَّى مَشَارِفِ الْوَادِي وَأَبْوَابِ مَدِينَةِ عَقْرُونَ. وَانْتَشَرَتْ جُثَثُ قَتْلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ عَلَى طُولِ طَرِيقِ شَعَرَايِمَ إِلَى جَتَّ وَإِلَى عَقْرُونَ. -\v 53 وَعِنْدَمَا رَجَعَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ مُطَارَدَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ هَجَمُوا عَلَى مُعَسْكَرِهِمْ وَنَهَبُوهُ. -\v 54 وَحَمَلَ دَاوُدُ رَأْسَ جُلْيَاتَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَلَكِنَّهُ احْتَفَظَ بِعُدَّةِ حَرْبِهِ فِي خَيْمَتِهِ. -\p -\v 55 وَكَانَ شَاوُلُ عِنْدَمَا رَأَى دَاوُدَ خَارِجاً لِمُحَارَبَةِ جُلْيَاتَ، قَدْ سَأَلَ أَبْنَيْرَ قَائِدَ جَيْشِهِ: «ابْنُ مَنْ هَذَا الْفَتَى يَا أَبْنَيْرُ؟» فَأَجَابَهُ: «وَحَيَاتِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ لَسْتُ أَعْلَمُ». -\v 56 فَقَالَ الْمَلِكُ: «اسْأَلْ ابْنُ مَنْ هَذَا الْفَتَى؟» -\v 57 وَحِينَ رَجَعَ دَاوُدُ بَعْدَ قَتْلِ الْفِلِسْطِينِيِّ أَخَذَهُ أَبْنَيْرُ وَأَحْضَرَهُ لِلْمُثُولِ أَمَامَ شَاوُلَ، وَرَأْسُ الْفِلِسْطِينِيِّ مَا بَرِحَ بِيَدِهِ. -\v 58 فَسَأَلَهُ شَاوُلُ: «ابْنُ مَنْ أَنْتَ يَا فَتَى؟» فَأَجَابَهُ دَاوُدُ: «ابْنُ عَبْدِكَ يَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ». -\c 18 -\s1 غيرة شاول من داود -\p -\v 1 وَعِنْدَمَا فَرَغَ دَاوُدُ مِنْ حَدِيثِهِ مَعَ شَاوُلَ، تَعَلَّقَتْ نَفْسُ يُونَاثَانَ بِدَاوُدَ وَأَحَبَّهُ كَنَفْسِهِ. -\v 2 وَاسْتَبْقَى شَاوُلُ دَاوُدَ، وَلَمْ يَدَعْهُ يَرْجِعُ إِلَى بَيْتِ أَبِيهِ. -\v 3 وَتَعَاهَدَ يُونَاثَانُ وَدَاوُدُ، لأَنَّ يُونَاثَانَ أَحَبَّهُ كَنَفْسِهِ. -\v 4 وَخَلَعَ يُونَاثَانُ جُبَّتَهُ وَوَهَبَهَا لِدَاوُدَ مَعَ ثِيَابِهِ وَسَيْفِهِ وَقَوْسِهِ وَحِزَامِهِ. -\v 5 وَكَانَ النَّجَاحُ حَلِيفَ دَاوُدَ فِي كُلِّ مُهِمَّةٍ كَلَّفَهُ بِها شَاوُلُ، لِذَلِكَ وَلّاهُ شَاوُلُ إِمْرَةَ رِجَالِ الْحَرْبِ، فَحَظِيَ ذَلِكَ بِاسْتِحْسَانِ الشَّعْبِ وَعَبِيدِ شَاوُلَ أَيْضاً. -\p -\v 6 وَعِنْدَ رُجُوعِ الْجَيْشِ بَعْدَ مَقْتَلِ جُلْيَاتَ، خَرَجَتِ النِّسَاءُ مِنْ جَمِيعِ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ بِالْغِنَاءِ وَالرَّقْصِ، وَبِدُفُوفِ الْفَرَحِ وَبِمُثَلَّثَاتٍ لاِسْتِقْبَالِ شَاوُلَ الْمَلِكِ. -\v 7 وَرَاحَتِ النِّسَاءُ الرَّاقِصَاتُ يُنْشِدْنَ: «قَتَلَ شَاوُلُ أُلُوفَهُ وَقَتَلَ دَاوُدُ رِبْوَاتِهِ (أَيْ عَشَرَاتِ الأُلُوفِ)». -\v 8 فَأَثَارَ هَذَا غَضَبَ شَاوُلَ، وَسَاءَ هَذَا الْغِنَاءُ فِي نَفْسِهِ وَقَالَ: «نَسَبْنَ لِدَاوُدَ قَتْلَ عَشَرَاتِ الأُلُوفِ، أَمَّا أَنَا فَنَسَبْنَ لِي قَتْلَ الأُلُوفِ فَقَطْ! لَمْ يَبْقَ سِوَى أَنْ يُنْعِمْنَ عَلَيْهِ بِالْمَمْلَكَةِ». -\v 9 وَشَرَعَ شَاوُلُ مُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِداً يُرَاقِبُ دَاوُدَ بِعَيْنٍ مُمْتَلِئَةٍ بِالْغَيْرَةِ. -\s1 شاول يحاول قتل داود -\p -\v 10 وَحَدَثَ فِي الْيَوْمِ التَّالِي أَنْ هَاجَمَ الرُّوحُ الرَّدِيءُ شَاوُلَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ، فَبَدَأَ يَهْذِي جُنُوناً فِي وَسَطِ الْبَيْتِ، بَيْنَمَا كَانَ دَاوُدُ يَعْزِفُ كَعَادَتِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ. وَكَانَ فِي يَدِ شَاوُلَ رُمْحٌ، -\v 11 فَأَشْرَعَ شَاوُلُ الرُّمْحَ وَقَالَ فِي نَفْسِهِ: «سَأُسَمِّرُ دَاوُدَ إِلَى الْحَائِطِ». فَرَاغَ دَاوُدُ مِنْ أَمَامِهِ مَرَّتَيْنِ. -\v 12 وَصَارَ شَاوُلُ يَخْشَى دَاوُدَ لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَهُ، وَقَدْ فَارَقَ شَاوُلَ. -\v 13 فَأَبْعَدَهُ مِنْ حَضْرَتِهِ وَعَيَّنَهُ قَائِدَ أَلْفٍ، فَكَانَ دَاوُدُ يَتَقَدَّمُ دَائِماً فِي طَلِيعَةِ فِرْقَتِهِ. -\v 14 وَحَالَفَهُ الْفَلاحُ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَهُ. -\v 15 وَعِنْدَمَا رَأَى شَاوُلُ مَا يَتَمَتَّعُ بِهِ دَاوُدُ مِنْ فِطْنَةٍ تَفَاقَمَ فَزَعُهُ مِنْهُ. -\v 16 أَمَّا جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا فَقَدِ ازْدَادُوا حُبّاً لَهُ، لأَنَّهُ كَانَ دَائِماً يَقُودُهُمْ فِي حَمْلاتِهِمِ الْعَسْكَرِيَّةِ الْمُوَفَّقَةِ. -\p -\v 17 وَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: «إِنَّنِي أَبْغِي أَنْ أُزَوِّجَكَ مِنِ ابْنَتِي الْكَبِيرَةِ مَيْرَبَ، شَرِيطَةَ أَنْ تَكُونَ بَطَلاً وَتُحَارِبَ حُرُوبَ الرَّبِّ» فَقَدْ حَدَّثَ شَاوُلُ نَفْسَهُ قَائِلاً: «لا أَحْمِلُ أَنَا جَرِيرَةَ قَتْلِهِ بَلْ يَقْتُلُهُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ». -\v 18 فَأَجَابَ دَاوُدُ: «مَنْ أَنَا وَمَا هِيَ حَيَاتِي؟ وَمَا هِيَ عَائِلَتِي وَمَا هِيَ مَكَانَةُ عَائِلَتِي فِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى أُصْبِحَ صِهْراً لِلْمَلِكِ؟» -\v 19 وَعِنْدَمَا اقْتَرَبَ مَوْعِدُ زِفَافِ مَيْرَبَ لِدَاوُدَ، زَوَّجَهَا شَاوُلُ مِنْ عَدْرِيئِيلَ الْمَحُولِيِّ. -\p -\v 20 لَكِنَّ مِيكَالَ ابْنَةَ شَاوُلَ الصُّغْرَى أَحَبَّتْ دَاوُدَ، فَعَلِمَ شَاوُلُ بِالأَمْرِ وَحَظِيَ ذَلِكَ بِرِضَاهُ. -\v 21 وَقَالَ شَاوُلُ فِي نَفْسِهِ: «أُزَوِّجُهُ مِنْهَا فَتَكُونُ لَهُ فَخّاً، وَكَذَلِكَ يَسْعَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ إِلَى قَتْلِهِ». وَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ مَرَّةً ثَانِيَةً: «يُمْكِنُكَ مُصَاهَرَتِي الْيَوْمَ». -\v 22 وَأَمَرَ شَاوُلُ رِجَالَهُ أَنْ يُسِرُّوا فِي أُذُنِ دَاوُدَ أَنَّ الْمَلِكَ يُحِبُّهُ، وَأَنَّهُ مَحَلُّ إِعْجَابِ الْحَاشِيَةِ، وَأَنْ يَنْصَحُوهُ بِمُصَاهَرَةِ الْمَلِكِ، -\v 23 فَرَاحَ عَبِيدُ شَاوُلَ يُسِرُّونَ بِهَذَا الْحَدِيثِ فِي مَسَامِعِ دَاوُدَ. فَأَجَابَ دَاوُدُ: «أَتَظُنُّونَ مُصَاهَرَةَ الْمَلِكِ أَمْراً تَافِهاً؟ أَنَا لَسْتُ سِوَى رَجُلٍ مِسْكِينٍ حَقِيرٍ». -\v 24 فَأَخْبَرَ عَبِيدُ شَاوُلَ سَيِّدَهُمْ بِحَدِيثِ دَاوُدَ. -\v 25 فَقَالَ شَاوُلُ لَهُمْ: «هَذَا مَا تَقُولُونَهُ لِدَاوُدَ: إِنَّ الْمَلِكَ لَا يَطْمَعُ فِي مَهْرٍ، بَلْ فِي مِئَةِ غُلْفَةٍ مِنْ غُلَفِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، انْتِقَاماً مِنْ أَعْدَاءِ الْمَلِكِ». قَالَ هَذَا ظَنّاً مِنْهُ أَنْ يُوْقِعَ دَاوُدَ فِي أَسْرِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. -\v 26 فَأَبْلَغَ عَبِيدُ شَاوُلَ دَاوُدَ بِمَطْلَبِ الْمَلِكِ، فَرَاقَهُ الأَمْرُ، وَلاسِيَّمَا فِكْرَةُ مُصَاهَرَةِ الْمَلِكِ. وَقَبْلَ أَنْ تَنْتَهِيَ الْمُهْلَةُ الْمُعْطَاةُ لَهُ، -\v 27 انْطَلَقَ مَعَ رِجَالِهِ وَقَتَلَ مِئَتَيْ رَجُلٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَأَتَى بِغُلَفِهِمْ وَقَدَّمَهَا كَامِلَةً لِتَكُونَ مَهْراً لِمُصَاهَرَةِ الْمَلِكِ. فَزَوَّجَهُ شَاوُلُ عِنْدَئِذٍ مِنِ ابْنَتِهِ مِيكَالَ. -\v 28 وَأَدْرَكَ شَاوُلُ يَقِيناً أَنَّ الرَّبَّ مَعَ دَاوُدَ، وَأَنَّ ابْنَتَهُ مِيكَالَ تُحِبُّهُ. -\v 29 فَتَزَايَدَ خَوْفُ شَاوُلَ مِنْ دَاوُدَ، وَأَصْبَحَ عَدُوَّهُ اللَّدُودَ طَوَالَ حَيَاتِهِ. -\p -\v 30 وَثَابَرَ أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ عَلَى مُحَارَبَةِ إِسْرَائِيلَ، فَكَانَ دَاوُدُ يَظْفَرُ بِهِمْ أَكْثَرَ مِنْ بَقِيَّةِ قُوَّادِ شَاوُلَ، وَأَصْبَحَ اسْمُهُ عَلَى كُلِّ شَفَةٍ وَلِسَانٍ. -\c 19 -\s1 شاول يحاول قتل داود -\p -\v 1 وَحَضَّ شَاوُلُ ابْنَهُ يُونَاثَانَ وَسَائِرَ حَاشِيَتِهِ عَلَى قَتْلِ دَاوُدَ، -\v 2 وَلَكِنَّ يُونَاثَانَ بْنَ شَاوُلَ، الَّذِي كَانَ مُعْجَباً جِدّاً بِدَاوُدَ، أَسَرَّ إِلَيْهِ قَائِلاً: «أَبِي يَلْتَمِسُ قَتْلَكَ، فَاحْتَرِسْ لِنَفْسِكَ فِي الْغَدِ وَاخْتَبِئْ، -\v 3 وَأَنَا أَخْرُجُ مَعَ أَبِي إِلَى الْحَقْلِ الَّذِي تَخْتَبِئُ فِيهِ، وَأُحَدِّثُهُ عَنْكَ ثُمَّ أُخْبِرُكَ بِمَا يَكُونُ». -\v 4 وَرَاحَ يُونَاثَانُ يُثْنِي عَلَى دَاوُدَ أَمَامَ أَبِيهِ وَتَسَاءَلَ: «لِمَاذَا يُسِيءُ الْمَلِكُ إِلَى عَبْدِهِ دَاوُدَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُخْطِئْ إِلَيْكَ، وَمَآثِرُهُ عَظِيمَةٌ جِدّاً؟ -\v 5 لَقَدْ عَرَّضَ حَيَاتَهُ لِلْخَطَرِ عِنْدَمَا قَتَلَ الْفِلِسْطِينِيَّ، فَأَجْرَى الرَّبُّ خَلاصاً عَظِيماً لِجَمِيعِ إِسْرَائِيلَ. وَقَدْ شَهِدْتَ ذَلِكَ وَابْتَهَجْتَ بِهِ. فَلِمَاذَا تَقْتُلُ دَاوُدَ مِنْ غَيْرِ دَاعٍ وَتُسِيءُ إِلَى دَمٍ بَرِيءٍ؟» -\v 6 فَاقْتَنَعَ شَاوُلُ بِكَلامِ يُونَاثَانَ، وَقَالَ: «أُقْسِمُ بِاللهِ الْحَيِّ، لَنْ يُقْتَلَ دَاوُدُ». -\v 7 فَاسْتَدْعَى يُونَاثَانُ دَاوُدَ وَأَطْلَعَهُ عَلَى مَا دَارَ مِنْ حَدِيثٍ، ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى شَاوُلَ، فَمَثُلَ فِي حَضْرَتِهِ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ مِنْ قَبْلُ. -\p -\v 8 وَعَادَتِ الْحَرْبُ تَنْشَبُ مِنْ جَدِيدٍ، فَخَرَجَ دَاوُدُ لِمُحَارَبَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَهَزَمَهُمْ هَزِيمَةً مُنْكَرَةً، فَلاذُوا بِالْفِرَارِ مِنْ أَمَامِهِ. -\v 9 وَذَاتَ يَوْمٍ كَانَ دَاوُدُ يَعْزِفُ لِشَاوُلَ، فَهَاجَمَ الرُّوحُ الرَّدِيءُ شَاوُلَ مِنْ لَدَى الرَّبِّ وَهُوَ جَالِسٌ فِي بَيْتِهِ، وَرُمْحُهُ بِيَدِهِ. -\v 10 فَصَوَّبَ الرُّمْحَ نَحْوَ دَاوُدَ وَرَمَاهُ بِهِ لِيَطْعَنَهُ وَيُسَمِّرَهُ إِلَى الْحَائِطِ، فَتَفَادَى دَاوُدُ الضَّرْبَةَ، وَهَرَبَ مِنْ أَمَامِ شَاوُلَ نَاجِياً بِحَيَاتِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، أَمَّا الرُّمْحُ فَغَاصَ فِي الْحَائِطِ. -\p -\v 11 فَأَرْسَلَ شَاوُلُ مُرَاقِبِينَ إِلَى بَيْتِ دَاوُدَ يَتَرَصَّدُونَهُ لِيَقْتُلُوهُ فِي الصَّبَاحِ. فَأَخْبَرَتْهُ امْرَأَتُهُ مِيكَالُ قَائِلَةً: «إِذَا لَمْ تَنْجُ بِنَفْسِكَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ فَإِنَّكَ لَا مَحَالَةَ تُقْتَلُ غَداً». -\v 12 وَدَلَّتْهُ مِيكَالُ مِنَ النَّافِذَةِ، فَانْطَلَقَ هَارِباً وَنَجَا. -\v 13 ثُمَّ أَخَذَتْ مِيكَالُ تِمْثَالاً وَوَضَعَتْهُ فِي فِرَاشِهِ، وَوَضَعَتْ تَحْتَ رَأْسِهِ لُبْدَةً مِنْ شَعْرِ الْمِعْزَى وَغَطَّتْهُ بِثَوْبٍ. -\v 14 وَعِنْدَمَا أَرْسَلَ شَاوُلُ جُنُودَهُ لِلْقَبْضِ عَلَى دَاوُدَ قَالَتْ لَهُمْ مِيكَالُ: «إِنَّهُ مَرِيضٌ». -\v 15 فَبَعَثَ شَاوُلُ الْجُنُودَ ثَانِيَةً لِيَرَوْا دَاوُدَ قَائِلاً: «ائْتُونِي بِهِ وَهُوَ فِي السَّرِيرِ لأَقْتُلَهُ». -\v 16 فَأَقْبَلَ الْجُنُودُ، وَإذَا فِي الْفِرَاشِ تِمْثَالٌ وَلُبْدَةٌ مِنْ شَعْرِ الْمِعْزَى تَحْتَ رَأْسِهِ. -\v 17 فَقَالَ شَاوُلُ لاِبْنَتِهِ مِيكَالَ: «لِمَاذَا خَدَعْتِنِي فَأَطْلَقْتِ عَدُوِّي حَتَّى نَجَا؟» فَأَجَابَتْ: «لَقَدْ تَوَعَّدَنِي قَائِلاً: أَطْلِقِينِي لِئَلّا أَقْتُلَكِ». -\p -\v 18 وَعِنْدَمَا هَرَبَ دَاوُدُ وَنَجَا بِحَيَاتِهِ جَاءَ إِلَى صَمُوئِيلَ فِي الرَّامَةِ وَأَطْلَعَهُ عَمَّا فَعَلَهُ بِهِ شَاوُلُ، وَصَحَبَهُ صَمُوئِيلُ وَمَضَيَا وَأَقَامَا مَعاً فِي نَايُوتَ. -\v 19 فَقِيلَ لِشَاوُلَ: «هُوَذَا دَاوُدُ فِي نَايُوتَ فِي الرَّامَةِ». -\v 20 فَبَعَثَ بِجُنُودٍ لِلْقَبْضِ عَلَيْهِ. وَلَكِنْ عِنْدَمَا شَاهَدُوا جَمَاعَةَ الرَّبِّ يَتَنَبَّأُونَ بِرِئَاسَةِ صَمُوئِيلَ، حَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى الْجُنُودِ فَتَنَبَّأُوا هُمْ أَيْضاً. -\v 21 فَأَخْبَرُوا شَاوُلَ بِالأَمْرِ، فَبَعَثَ بِجُنُودٍ آخَرِينَ فَتَنَبَّأُوا هُمْ أَيْضاً. ثُمَّ عَادَ شَاوُلُ فَأَرْسَلَ فِرْقَةً ثَالِثَةً فَتَنَبَّأُوا هُمْ أَيْضاً. -\v 22 وَأَخِيراً ذَهَبَ بِنَفْسِهِ إِلَى الرَّامَةِ، حَتَّى وَصَلَ إِلَى الْبِئْرِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي عِنْدَ سِيخُو وَسَأَلَ: «أَيْنَ صَمُوئِيلُ وَدَاوُدُ؟» فَقِيلَ لَهُ: «هُمَا فِي نَايُوتَ فِي الرَّامَةِ». -\v 23 فَمَضَى إِلَى هُنَاكَ وَلَكِنْ فِي أَثْنَاءِ الطَّرِيقِ حَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، فَشَرَعَ يَتَنَبَّأُ حَتَّى بَلَغَ نَايُوتَ فِي الرَّامَةِ. -\v 24 فَخَلَعَ هُوَ أَيْضاً ثِيَابَهُ وَرَاحَ يَتَنَبَّأُ أَمَامَ صَمُوئِيلَ، ثُمَّ انْطَرَحَ عَارِياً طُولَ ذَلِكَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، لِذَلِكَ قِيلَ: «أَشَاوُلُ أَيْضاً بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ؟». -\c 20 -\s1 داود ويوناثان -\p -\v 1 وَهَرَبَ دَاوُدُ مِنْ نَايُوتَ فِي الرَّامَةِ وَالْتَقَى بِيُونَاثَانَ وَسَأَلَهُ: «مَاذَا جَنَيْتُ، وَمَاذَا اقْتَرَفْتُ مِنْ إِثْمٍ فِي حَقِّ أَبِيكَ حَتَّى يُصِرَّ عَلَى قَتْلِي؟» -\v 2 فَأَجَابَهُ: «مَعَاذَ اللهِ أَنْ تَمُوتَ! فَإِنَّ أَبِي لَا يُقْدِمُ عَلَى أَمْرٍ كَبِيرٍ أَمْ صَغِيرٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُطْلِعَنِي عَلَيْهِ، فَلِمَاذَا يُخْفِي عَنِّي أَمْراً كَهَذَا؟ إِنَّ مَخَاوِفَكَ لَا أَسَاسَ لَهَا مِنَ الصِّحَّةِ». -\v 3 فَأَقْسَمَ دَاوُدُ قَائِلاً: «إِنَّ أَبَاكَ يُدْرِكُ أَنَّنِي حَظِيتُ بِرِضَاكَ، لِذَلِكَ قَالَ فِي نَفْسِهِ: لأَكْتُمَنَّ الأَمْرَ عَنْ يُونَاثَانَ لِئَلّا يَطْغَى عَلَيْهِ الْغَمُّ. وَلَكِنِّي أُقْسِمُ لَكَ بِاللهِ الْحَيِّ، كَمَا أُقْسِمُ بِحَيَاتِكَ، إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَوْتِ سِوَى خُطْوَةٍ». -\v 4 فَأَجَابَ يُونَاثَانُ: «مَهْمَا تَطْلُبْهُ نَفْسُكَ أَفْعَلْهُ لَكَ». -\v 5 فَقَالَ دَاوُدُ لِيُونَاثَانَ: «غَداً هُوَ الاحْتِفَالُ بِأَوَّلِ أَيَّامِ الشَّهْرِ، حَيْثُ مِنْ عَادَتِي أَنْ أَجْلِسَ مَعَ الْمَلِكِ حَوْلَ مَائِدَةِ الأَكْلِ وَلَكِنْ دَعْنِي أَذْهَبُ فَأَخْتَبِئَ فِي الْحَقْلِ إِلَى مَسَاءِ الْيَوْمِ الثَّالِثِ. -\v 6 فَإِذَا افْتَقَدَنِي أَبُوكَ، فَقُلْ لَهُ: قَدِ اسْتَأْذَنَ مِنِّي فِي الذَّهَابِ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ مَدِينَتِهِ لِلْمُشَارَكَةِ فِي الذَّبِيحَةِ السَّنَوِيَّةِ الَّتِي تُقَامُ لِكُلِّ الْعَشِيرَةِ. -\v 7 فَإِنْ قَالَ: حَسَناً، فَمَعْنَى ذَلِكَ أَنَّ خَادِمَكَ فِي أَمَانٍ. وَلَكِنْ إِنِ اشْتَعَلَ غَيْظاً فَاعْلَمْ أَنَّهُ يُضْمِرُ لِيَ الشَّرَّ. -\v 8 أَمَّا أَنْتَ فَتَكُونُ قَدْ صَنَعْتَ خَيْراً مَعَ خَادِمِكَ، وَفَاءً بِمَا قَطَعْتَ لَهُ مِنْ عَهْدٍ أَشْهَدْتَ عَلَيْهِ الرَّبَّ. وَإِنْ كَانَ فِيَّ إِثمٌ فَخَيْرٌ أَنْ تَقْتُلَنِي أَنْتَ مِنْ أَنْ تُسْلِمَنِي لأَبِيكَ». -\v 9 فَقَالَ يُونَاثَانُ: «مَعَاذَ اللهِ أَنْ يَحْدُثَ ذَلِكَ، لأَنَّهُ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ أَبِي يُضْمِرُ لَكَ شَرّاً، أَفَمَا كُنْتُ أُخْبِرُكَ؟» -\v 10 وَتَسَاءَلَ دَاوُدُ: «مَنْ يُخْبِرُنِي إِنْ رَدَّ عَلَيْكَ أَبُوكَ بِجَوَابٍ فَظٍّ؟» -\v 11 فَأَجَابَهُ يُونَاثَانُ: «تَعَالَ نَخْرُجُ إِلَى الْحَقْلِ». فَانْطَلَقَا مَعاً إِلَى الْحَقْلِ. -\p -\v 12 وَهُنَاكَ قَالَ يُونَاثَانُ لِدَاوُدَ: «لِيَكُنِ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ شَاهِداً أَنَّهُ إِنْ كَشَفْتُ عَنْ نِيَّةِ أَبِي مِنْ نَحْوِكَ غداً أَوْ بَعْدَ غَدٍ، فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ، فَوَجَدْتُ أَنَّهُ يَكُنُّ لَكَ الْخَيْرَ وَلَمْ أُرْسِلْ لأُطْلِعَكَ عَلَيْهِ، -\v 13 فَلْيُعَاقِبِ الرَّبُّ يُونَاثَانَ أَشَدَّ عُقُوبَةٍ وَيَزِدْ. وَإِنْ أَضْمَرَ لَكَ أَبِي سُوءاً فَإِنَّنِي أُخْبِرُكَ وَأُطْلِقُكَ، فَتَنْصَرِفُ بِسَلامٍ، وَلْيَكُنِ الرَّبُّ مَعَكَ كَمَا كَانَ مَعَ أَبِي. -\v 14 وَلا تَقْصُرُ خَيْرَ الرَّبِّ عَلَيَّ فِي أَثْنَاءِ حَيَاتِي. -\v 15 بَلِ احْفَظِ الْعَهْدَ نَفْسَهُ مَعَ عَائِلَتِي إِلَى الأَبَدِ، حَتَّى حِينَ يَقْضِي الرَّبُّ عَلَى جَمِيعِ أَعْدَائِكَ». -\v 16 وَهَكَذَا أَبْرَمَ يُونَاثَانُ عَهْداً مَعَ بَيْتِ دَاوُدَ قَائِلاً: «وَلْيُعَاقِبْكَ الرَّبُّ بِيَدِ أَعْدَائِكَ إِنْ خُنْتَ الْعَهْدَ». -\v 17 ثُمَّ عَادَ يُونَاثَانُ يَسْتَحْلِفُ دَاوُدَ بِمَحَبَّتِهِ لَهُ لأَنَّهُ أَحَبَّهُ كَمَحَبَّتِهِ لِنَفْسِهِ. -\p -\v 18 وَقَالَ لَهُ يُونَاثَانُ: «غَداً يَكُونُ الاحْتِفَالُ بِأَوَّلِ الشَّهْرِ فَيَفْتَقِدُونَكَ لأَنَّ مَوْضِعَكَ يَكُونُ خَالِياً. -\v 19 وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، عِنْدَ حُلُولِ الْمَسَاءِ، تَأْتِي مُسْرِعاً إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي اخْتَبَأْتَ فِيهِ عِنْدَمَا لَمْ يَكُنْ زِمَامُ الأَمْرِ قَدْ أَفْلَتَ بَعْدُ، وَتَجْلِسُ إِلَى جِوَارِ حَجَرِ الافْتِرَاقِ. -\v 20 فَأَرْمِي أَنَا ثَلاثَةَ سِهَامٍ إِلَى جَانِبِهِ وَكَأَنَّنِي أَسْتَهْدِفُ غَرَضاً. -\v 21 وَعِنْدَئِذٍ أُرْسِلُ الْغُلامَ قَائِلاً: ’اذْهَبْ وَالْتَقِطِ السِّهَامَ‘ فَإِنْ قُلْتُ لَهُ: ’هَا السِّهَامُ إِلَى جَانِبِكَ فَأَحْضِرْهَا‘ تَعَالَ، لأَنَّهُ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، أَنْتَ فِي أَمَانٍ وَلا خَطَرَ عَلَيْكَ. -\v 22 وَلَكِنْ إِنْ قُلْتُ لِلْغُلامِ: ’هَا السِّهَامُ أَمَامَكَ فَتَقَدَّمْ‘ فَامْضِ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَطْلَقَكَ. -\v 23 أَمَّا مَا جَرَى بَيْنَنَا مِنْ حَدِيثٍ فَلْيَكُنِ الرَّبُّ شَاهِداً عَلَيْهِ إِلَى الأَبَدِ». -\p -\v 24 فَاخْتَبَأَ دَاوُدُ فِي الْحَقْلِ. وَفِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الشَّهْرِ جَلَسَ الْمَلِكُ لِتَنَاوُلِ الطَّعَامِ -\v 25 فِي مَقْعَدِهِ الْمُعْتَادِ عِنْدَ الْحَائِطِ، وَجَلَسَ يُونَاثَانُ فِي مُوَاجَهَتِهِ. أَمَّا أَبْنَيْرُ فَقَدِ احْتَلَّ مَقْعَداً إِلَى جِوَارِ شَاوُلَ. -\v 26 وَلَمْ يُعَلِّقْ شَاوُلُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَلَى غِيَابِ دَاوُدَ، ظَنّاً مِنْهُ أَنَّ عَارِضاً قَدْ أَلَمَّ بِهِ وَأَنَّهُ غَيْرُ طَاهِرٍ طِبْقاً لِلشَّرِيعَةِ. -\v 27 وَلَكِنْ عِنْدَمَا خَلا مَوْضِعُ دَاوُدَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي مِنَ الشَّهْرِ، سَأَلَ شَاوُلُ يُونَاثَانَ ابْنَهُ: «لِمَاذَا تَغَيَّبَ ابْنُ يَسَّى عَنِ الطَّعَامِ أَمْسِ وَالْيَوْمَ؟» -\v 28 فَأَجَابَ يُونَاثَانُ: «لَقَدِ اسْتَأْذَنَ دَاوُدُ مِنِّي لِلذَّهَابِ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ، -\v 29 وَقَالَ: دَعْنِي أَذْهَبُ لأَنَّ عَشِيرَتِي تُقَدِّمُ ذَبِيحَةً فِي الْمَدِينَةِ، وَقَدْ أَوْصَانِي أَخِي بِالْحُضُورِ. فَإِنْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ فَدَعْنِي أَمْضِي لأَرَى إِخْوَتِي، لِذَلِكَ تَغَيَّبَ عَنْ مَائِدَةِ الْمَلِكِ». -\p -\v 30 فَاسْتَشَاطَ شَاوُلُ غَضَباً عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: «يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ، أَتَظُنُّ أَنَّنِي لَمْ أَعْلَمْ أَنَّ انْحِيَازَكَ لاِبْنِ يَسَّى يُفْضِي إِلَى خِزْيِكَ وَخِزْيِ أُمِّكَ الَّتِي أَنْجَبَتْكَ؟ -\v 31 فَمَادَامَ ابْنُ يَسَّى حَيًّا فَإِنَّكَ لَا تَسْتَقِرُّ أَنْتَ وَلا مَمْلَكَتُكَ. وَالآنَ أَرْسِلْ وَاقْبِضْ عَلَيْهِ، وَأْتِ بِهِ لأَنَّهُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ». -\v 32 فَأَجَابَ يُونَاثَانُ: «لِمَاذَا يُقْتَلُ، وَأَيُّ ذَنْبٍ جَنَاهُ؟» -\v 33 فَصَوَّبَ شَاوُلُ الرُّمْحَ نَحْوَهُ لِيَطْعَنَهُ، فَأَدْرَكَ يُونَاثَانُ عَلَى الْفَوْرِ أَنَّ وَالِدَهُ مُصِرٌّ عَلَى قَتْلِ دَاوُدَ. -\v 34 فَغَادَرَ الْمَائِدَةَ وَالْغَضَبُ الْجَامِحُ يَعْصِفُ بِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَقْرُبَ الطَّعَامَ إِذْ سَاءَهُ تَصَرُّفُ وَالِدِهِ الْمُخْزِي مِنْ نَحْوِ دَاوُدَ. وَكَانَ ذَلِكَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ. -\p -\v 35 وَخَرَجَ فِي صَبَاحِ الْيَوْمِ الثَّالِثِ إِلَى الْحَقْلِ كَمَا اتَّفَقَ مَعَ دَاوُدَ، يُرَافِقُهُ غُلامٌ صَغِيرٌ. -\v 36 فَقَالَ لِغُلامِهِ: «أَسْرِعْ وَالْتَقِطِ السِّهَامَ الَّتِي أَرْمِي بِها». وَبَيْنَمَا كَانَ الْغُلامُ رَاكِضاً رَمَى السَّهْمَ حَتَّى جَاوَزَ الْغُلامَ. -\v 37 وَعِنْدَمَا وَصَلَ الْغُلامُ إِلَى مَوْضِعِ السَّهْمِ الَّذِي رَمَاهُ نَادَى يُونَاثَانُ الْغُلامَ: «أَلَيْسَ السَّهْمُ أَمَامَكَ؟» -\v 38 ثُمَّ عَادَ يَهْتِفُ بِهِ: «عَجِّلْ أَسْرِعْ! لَا تَقِفْ». فَالْتَقَطَ الْغُلامُ السَّهْمَ وَجَاءَ بِهِ إِلَى سَيِّدِهِ. -\v 39 وَلَمْ يَعْلَمِ الْغُلامُ بِمَا يَجْرِي، أَمَّا يُونَاثَانُ وَدَاوُدُ فَهُمَا وَحْدَهُمَا اللَّذَانِ كَانَا مُطَّلِعَيْنِ عَلَى الأَمْرِ. -\v 40 فَعَهَدَ يُونَاثَانُ بِسِلاحِهِ إِلَى الْغُلامِ قَائِلاً لَهُ: «اذْهَبْ، وَادْخُلْ بِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ». -\v 41 وَمَا إِنْ تَوَارَى الْغُلامُ عَنِ الأَنْظَارِ حَتَّى بَرَزَ دَاوُدُ مِنَ الْجِهَةِ الْجَنُوبِيَّةِ وَسَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ سَاجِداً ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَقَبَّلَ كُلٌّ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، وَبَكَيَا مَعاً. وَكَانَ بُكَاءُ دَاوُدَ أَشَدَّ مَرَارَةً. -\v 42 وَقَالَ يُونَاثَانُ لِدَاوُدَ: «امْضِ بِسَلامٍ لأَنَّنَا كِلَيْنَا حَلَفْنَا عَلَى صَدَاقَتِنَا بِاسْمِ الرَّبِّ قَائِلَيْنِ: لِيَكُنِ الرَّبُّ شَاهِداً بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ نَسْلِي وَنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ». ثُمَّ افْتَرَقَا. فَذَهَبَ دَاوُدُ فِي طَرِيقِهِ، أَمَّا يُونَاثَانُ فَرَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ. -\c 21 -\s1 داود في نوب -\p -\v 1 وَقَدِمَ دَاوُدُ إِلَى أَخِيمَالِكَ الْكَاهِنِ فِي نُوبٍ، فَارْتَعَدَ أَخِيمَالِكُ عِنْدَ لِقَاءِ دَاوُدَ وَسَأَلَهُ: «مَالِي أَرَاكَ وَحْدَكَ وَلَيْسَ مَعَكَ أَحَدٌ؟». -\v 2 فَأَجَابَهُ دَاوُدُ: «كَلَّفَنِي الْمَلِكُ بِمُهِمَّةٍ وَأَمَرَنِي أَنْ أَكْتُمَ الأَمْرَ فَلا أُخْبِرَ بِهِ أَحَداً، وَأَمَّا رِجَالِي فَقَدِ اتَّفَقْتُ مَعَهُمْ عَلَى مُقَابَلَتِي فِي مَكَانٍ مُعَيَّنٍ. -\v 3 وَالآنَ مَاذَا عِنْدَكَ مِنَ الطَّعَامِ؟ أَعْطِنِي خَمْسَةَ أَرْغِفَةٍ أَوْ مَا يَتَوَافَرُ لَدَيْكَ». -\v 4 فَأَجَابَ الْكَاهِنُ: «لَيْسَ عِنْدِي خُبْزٌ عَادِيٌّ، وَإِنَّمَا خُبْزٌ مُقَدَّسٌ، يُمْكِنُ لِرِجَالِكَ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْهُ شَرِيطَةَ أَنْ يَكُونُوا قَدْ حَفِظُوا أَنْفُسَهُمْ طَاهِرِينَ وَلاسِيَّمَا مِنَ النِّسَاءِ». -\v 5 فَقَالَ دَاوُدُ لِلْكَاهِنِ: «إِنَّ النِّسَاءَ قَدْ مُنِعْنَ عَنَّا مُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلُ، كَمَا هِي الْعَادَةُ عِنْدَ خُرُوجِي فِي مُهِمَّةٍ، أَمَّا أَمْتِعَتُهُمْ فَهِيَ دَائِماً طَاهِرَةٌ، حَتَّى فِي أَثْنَاءِ تَنْفِيذِ الْمُهِمَّاتِ الْعَادِيَّةِ. فَكَمْ بِالْحَرِيِّ إِنْ كَانَتِ الْمُهِمَّةُ مُقَدَّسَةً؟» -\v 6 فَأَعْطَاهُ الْكَاهِنُ الْخُبْزَ الْمُقَدَّسَ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَدَيْهِ سِوَى خُبْزِ الْوُجُوهِ الْمَرْفُوعِ مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ لِكَي يُسْتَبْدَلَ بِخُبْزٍ سَاخِنٍ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يُرْفَعُ فِيهِ. -\v 7 وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ مِنْ خَدَمِ شَاوُلَ مُعْتَكِفاً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَمَامَ الرَّبِّ، يُدْعَى دُوَاغَ الأَدُومِيَّ، رَئِيسَ رُعَاةِ شَاوُلَ. -\p -\v 8 وَسَأَلَ دَاوُدُ أَخِيمَالِكَ: «أَلا يُوْجَدُ لَدَيْكَ رُمْحٌ أَوْ سَيْفٌ، لأَنَّنِي لَمْ أَتَقَلَّدْ سَيْفِي أَوْ أَحْمِلْ سِلاحِي، إِذْ إِنَّ أَمْرَ الْمَلِكِ كَانَ مُلِحّاً». -\v 9 فَأَجَابَ الْكَاهِنُ: «عِنْدِي سَيْفُ جُلْيَاتَ الْفِلِسْطِينِيِّ الَّذِي قَتَلْتَهُ فِي وَادِي الْبُطْمِ، وَهَا هُوَ مَلْفُوفٌ فِي ثَوْبٍ خَلْفَ الأَفُودِ. فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْخُذَهُ فَافْعَلْ، لأَنَّهُ لَيْسَ عِنْدِي سِوَاهُ هُنَا». فَقَالَ دَاوُدُ: «لَيْسَ لَهُ مَثِيلٌ، أَعْطِنِي إِيَّاهُ». -\s1 داود في جت -\p -\v 10 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ هَرَبَ دَاوُدُ مِنْ أَمَامِ شَاوُلَ وَلَجَأَ إِلَى أَخِيشَ مَلِكِ جَتَّ. -\v 11 فَقَالَ رِجَالُ حَاشِيَةِ أَخِيشَ لَهُ: «أَلَيْسَ هَذَا دَاوُدَ مَلِكَ بِلادِهِ؟ أَلَيْسَ هَذَا الَّذِي أَنْشَدَتْ لَهُ النِّسَاءُ رَاقِصَاتٍ قَائِلاتٍ: قَتَلَ شَاوُلُ أُلُوفاً وَقَتَلَ دَاوُدُ عَشَرَاتِ الأُلُوفِ؟» -\v 12 فَكَتَمَ دَاوُدُ هَذَا الْكَلامَ فِي نَفْسِهِ وَتَوَلّاهُ خَوْفٌ شَدِيدٌ مِنْ أَخِيشَ مَلِكِ جَتَّ، -\v 13 وَتَظَاهَرَ أَمَامَهُمْ أَنَّهُ مُصَابٌ بِعَقْلِهِ، وَرَاحَ يُخَرْبِشُ عَلَى الْبَابِ وَتَرَكَ لُعَابَهُ يَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ. -\v 14 فَقَالَ أَخِيشُ لِقَوْمِهِ: «أَلا تَرَوْنَ أَنَّ الرَّجُلَ مَجْنُونٌ، فَلِمَاذَا جِئْتُمْ بِهِ إِلَيَّ؟ -\v 15 أَلا يَكْفِينِي مَا عِنْدِي مِنْ مَجَانِينَ حَتَّى أَتَيْتُمْ بِهَذَا لِكَيْ يُظْهِرَ جُنُونَهُ عَلَيَّ؟ أَيَدْخُلُ هَذَا بَيْتِي؟». -\c 22 -\s1 داود في عدلام والمصفاة -\p -\v 1 وَهَرَبَ دَاوُدُ مِنْ جَتَّ وَلَجَأَ إِلَى مَغَارَةِ عَدُلَّامَ، فَلَمَّا سَمِعَ إِخْوَتُهُ وَسَائِرُ بَيْتِ أَبِيهِ بِوُجُودِهِ هُنَاكَ جَاءُوا إِلَيْهِ. -\v 2 وَانْضَمَّ إِلَيْهِ نَحْوَ أَرْبَعِ مِئَةِ رَجُلٍ مِنَ الْمُتَضَايِقِينَ وَالْمَدْيُونِينَ وَالثَّائِرِينَ، فَتَرَأَّسَ عَلَيْهِمْ. -\v 3 ثُمَّ انْتَقَلَ دَاوُدُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى مِصْفَاةِ مُوآبَ، وَقَالَ لِمَلِكِ مُوآبَ: «دَعْ أَبِي وَأُمِّي فِي عُهْدَتِكُمْ رَيْثَمَا أَعْلَمُ مَا يَصْنَعُ بِيَ اللهُ». -\v 4 فَأَوْدَعَهُمَا عِنْدَ مَلِكِ مُوآبَ، فَأَقَامَا عِنْدَهُ طَوَالَ مُدَّةِ إِقَامَةِ دَاوُدَ فِي الْحِصْنِ. -\v 5 فَقَالَ جَادٌ النَّبِيُّ لِدَاوُدَ «لا تُقِمْ فِي الْحِصْنِ، بَلِ امْضِ وَادْخُلْ أَرْضَ يَهُوذَا». فَانْتَقَلَ دَاوُدُ إِلَى غَابَةِ حَارِثٍ. -\s1 شاول يقتل كهنة نوب -\p -\v 6 وَبَلَغَ شَاوُلَ مَا أَصَابَ دَاوُدَ وَرِجَالَهُ مِنْ شُهْرَةٍ. وَكَانَ شَاوُلُ آنَئِذٍ مُقِيماً فِي جِبْعَةَ، يَجْلِسُ تَحْتَ الأَثْلَةِ فِي الرَّامَةِ مُحَاطاً بِأَفْرَادِ حَاشِيَتِهِ، وَرُمْحُهُ بِيَدِهِ. -\v 7 فَقَالَ شَاوُلُ لِرِجَالِهِ: «اسْتَمِعُوا يَا بِنْيَامِينِيُّونَ: أَلَعَلَّ ابْنَ يَسَّى يُعْطِيكُمْ جَمِيعاً حُقُولاً وَكُرُوماً أَوْ يَجْعَلُكُمْ جَمِيعاً رُؤَسَاءَ عَلَى أُلُوفِ الْجُنُودِ أَوْ عَلَى مِئَاتٍ مِنْهُمْ، -\v 8 حَتَّى تَحَالَفْتُمْ كُلُّكُمْ عَلَيَّ، فَلَمْ يُخْبِرْنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ بِالْعَهْدِ الَّذِي أَبْرَمَهُ ابْنِي مَعَ ابْنِ يَسَّى، وَلَيْسَ بَيْنَكُمْ مَنْ يَأْسَى لِي أَوْ يُنْبِئُنِي بِأَنَّ ابْنِي قَدْ أَثَارَ خَادِمِي لِيَكْمُنَ لِي كَمَا يَفْعَلُ الْيَوْمَ؟» -\v 9 فَأَجَابَ دُوَاغُ الأَدُومِيُّ الَّذِي كَانَ وَاقِفاً بَيْنَ حَاشِيَةِ شَاوُلَ: «لَقَدْ شَاهَدْتُ ابْنَ يَسَّى قَادِماً إِلَى نُوبٍ إِلَى أَخِيمَالِكَ بْنِ أَخِيطُوبَ -\v 10 فَاسْتَشَارَ لَهُ الرَّبَّ وَزَوَّدَهُ بِطَعَامٍ وَأَعْطَاهُ سَيْفَ جُلْيَاتَ». -\s1 مصرع أخيمالك والكهنة -\p -\v 11 فَاسْتَدْعَى الْمَلِكُ أَخِيمَالِكَ وَبَقِيَّةَ بَيْتِ أَبِيهِ مِنْ كَهَنَةِ نُوبٍ، فَأَقْبَلُوا جَمِيعاً إِلَى الْمَلِكِ. -\v 12 فَقَالَ شَاوُلُ: «اسْمَعْ يَا ابْنَ أَخِيطُوبَ». فَأَجَابَ: «نَعَمْ يَا سَيِّدِي». -\v 13 فَقَالَ لَهُ شَاوُلُ: «لِمَاذَا اتَّفَقْتُمْ عَلَيَّ أَنْتَ وَابْنُ يَسَّى بِتَزْوِيدِكَ إِيَّاهُ بِالْخُبْزِ وَبِإِعْطَائِهِ سَيْفاً، وَاسْتَشَرْتَ لَهُ اللهَ لِيَثُورَ عَلَيَّ وَيَكْمُنَ لِي كَمَا يَفْعَلُ هَذَا الْيَوْمَ؟» -\v 14 فَأَجَابَ أَخِيمَالِكُ: «أَيُّ وَاحِدٍ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ رِجَالِكَ مِثْلُ دَاوُدَ أَمِينٌ وَصِهْرُ الْمَلِكِ وَقَائِدُ حَرَسِهِ وَذُو مَكَانَةٍ رَفِيعَةٍ فِي بَيْتِكَ؟ -\v 15 فَهَلْ هَذِهِ هِيَ أَوَّلُ مَرَّةٍ أَسْتَشِيرُ لَهُ فِيهَا اللهَ؟ مَعَاذَ اللهِ أَنْ يَتَّهِمَنِي الْمَلِكُ أَوْ يَتَّهِمَ جَمِيعَ بَيْتِ أَبِي بِارْتِكَابِ شَيْءٍ». -\v 16 فَقَالَ الْمَلِكُ: «إِنَّكَ لَا مَحَالَةَ مَائِتٌ يَا أَخِيمَالِكُ، أَنْتَ وَجَمِيعُ بَيْتِ أَبِيكَ». -\v 17 وَأَمَرَ الْمَلِكُ حُرَّاسَهُ الْمَاثِلِينَ لَدَيْهِ: «هَيَّا أَحِيطُوا بِكَهَنَةِ الرَّبِّ وَاقْتُلُوهُمْ، لأَنَّهُمْ أَيْضاً قَدْ تَحَالَفُوا مَعَ دَاوُدَ، وَلأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ كَانَ هَارِباً فَلَمْ يُخْبِرُونِي». فَلَمْ يَرْضَ حُرَّاسُ الْمَلِكِ أَنْ يَقْتُلُوا كَهَنَةَ الرَّبِّ. -\v 18 فَأَمَرَ الْمَلِكُ دُوَاغَ قَائِلاً: «دُرْ أَنْتَ وَاقْتُلِ الْكَهَنَةَ». فَهَجَمَ دُوَاغُ الأَدُومِيُّ عَلَى الْكَهَنَةِ وَقَتَلَ مِنْهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ خَمْسَةً وَثَمَانِينَ رَجُلاً لابِسِي أَفُودِ كَتَّانٍ. -\v 19 ثُمَّ اقْتَحَمَ نُوبَ مَدِينَةَ الْكَهَنَةِ وَقَتَلَ بِحَدِّ السَّيْفِ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَالَ وَالرُّضَّعَ وَالثِّيرَانَ وَالْحَمِيرَ وَالْغَنَمَ. -\s1 نجاة أبياثار بن أخيمالك -\p -\v 20 وَلَمْ يَنْجُ سِوَى ابْنٍ وَاحِدٍ لأَخِيمَالِكَ بْنِ أَخِيطُوبَ يُدْعَى أَبِيَاثَارَ الَّذِي لَجَأَ إِلَى دَاوُدَ، -\v 21 وَأَخْبَرَهُ أَنَّ شَاوُلَ قَدْ قَتَلَ كَهَنَةَ الرَّبِّ. -\v 22 فَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيَاثَارَ: «عِنْدَمَا رَأَيْتُ دُوَاغَ هُنَاكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَدْرَكْتُ أَنَّهُ لابُدَّ أَنْ يُخْبِرَ شَاوُلَ. أَنَا هُوَ السَّبَبُ فِي مَوْتِ أَفْرَادِ بَيْتِ أَبِيكَ. -\v 23 امْكُثْ مَعِي، لَا تَخَفْ، فَالرَّجُلُ الَّذِي يَسْعَى لِقَتْلِكَ يَسْعَى لِقَتْلِي أَيْضاً، فَأَقِمْ عِنْدِي بِأَمَانٍ». -\c 23 -\s1 داود ينقذ قعيلة -\p -\v 1 وَقِيلَ لِدَاوُدَ: «هَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ يُهَاجِمُونَ قَعِيلَةَ وَيَنْهَبُونَ بَيَادِرَ قَمْحِهَا» -\v 2 فَسَأَلَ الرَّبَّ: «هَلْ أَمْضِي لِمُحَارَبَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟» فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «اذْهَبْ وَحَارِبْهُمْ وَأَنْقِذْ قَعِيلَةَ». -\v 3 وَلَكِنَّ رِجَالَ دَاوُدَ قَالُوا: «إِنْ كَانَ الْخَوْفُ يَسْتَبِدُّ بِنَا وَنَحْنُ هُنَا فِي يَهُوذَا، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ إِذَا انْطَلَقْنَا إِلَى قَعِيلَةَ لِمُحَارَبَةِ جُيُوشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟» -\v 4 فَعَادَ دَاوُدُ يَسْتَشِيرُ الرَّبَّ، فَأَجَابَهُ: «قُمِ انْزِلْ إِلَى قَعِيلَةَ، فَإِنَّنِي أُسَلِّمُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ إِلَى يَدِكَ». -\v 5 فَمَضَى دَاوُدُ وَرِجَالُهُ إِلَى قَعِيلَةَ حَيْثُ حَارَبَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَاسْتَوْلَى عَلَى مَوَاشِيهِمْ وَهَزَمَهُمْ هَزِيمَةً مُنْكَرَةً وَأَنْقَذَ أَهْلَ قَعِيلَةَ. -\v 6 وَكَانَ أَبِيَاثَارُ بْنُ أَخِيمَالِكَ قَدْ حَمَلَ مَعَهُ أَفُوداً عِنْدَ هُرُوبِهِ إِلَى دَاوُدَ. -\s1 شاول يتعقب داود -\p -\v 7 فَقِيلَ لِشَاوُلَ إِنَّ دَاوُدَ قَدْ قَدِمَ إِلَى قَعِيلَةَ، فَقَالَ شَاوُلُ: «قَدْ أَسْلَمَهُ اللهُ إِلَى يَدِي، لأَنَّهُ لَجَأَ إِلَى مَدِينَةٍ ذَاتِ بَوَّابَاتٍ وَأَرْتَاجٍ». -\v 8 وَاسْتَدْعَى شَاوُلُ قُوَّاتِهِ لِلإحَاطَةِ بِالْمَدِينَةِ وَمُحَاصَرَةِ دَاوُدَ وَرِجَالِهِ. -\v 9 وَلَمَّا أَدْرَكَ دَاوُدُ أَنَّ شَاوُلَ يَتَآمَرُ عَلَيْهِ، قَالَ لأَبِيَاثَارَ الْكَاهِنِ: «أَحْضِرِ الأَفُودَ». -\v 10 ثُمَّ صَلَّى دَاوُدُ: «يَا رَبُّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ، إِنَّ عَبْدَكَ قَدْ سَمِعَ أَنَّ شَاوُلَ يُحَاوِلُ أَنْ يُحَاصِرَ قَعِيلَةَ لِيُدَمِّرَهَا -\v 11 فَأَعْلِمْنِي هَلْ يُسَلِّمُنِي أَهْلُ قَعِيلَةَ لِشَاوُلَ؟ وَهَلْ شَاوُلُ حَقّاً قَادِمٌ إِلَى قَعِيلَةَ كَمَا قِيلَ لِعَبْدِكَ؟ يَا رَبُّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ أَخْبِرْ عَبْدَكَ». فَأَجَابَ الرَّبُّ: «إِنَّهُ قَادِمٌ». -\v 12 وَعَادَ دَاوُدُ يَسْأَلُ: «هَلْ يُسَلِّمُنِي أَهْلُ قَعِيلَةَ مَعَ رِجَالِي لِشَاوُلَ؟» فَأَجَابَ الرَّبُّ: «يُسَلِّمُونَ». -\v 13 فَغَادَرَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ السِّتُّ مِئَةٍ قَعِيلَةَ وَهَامُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ. فَأُخْبِرَ شَاوُلُ بِانْسِحَابِ دَاوُدَ مِنْ قَعِيلَةَ، فَعَدَلَ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلَيْهَا بِقُوَّاتِهِ. -\v 14 وَلَجَأَ دَاوُدُ إِلَى حُصُونِ بَرِّيَّةِ زِيفٍ وَمَكَثَ فِي جَبَلِهَا. وَظَلَّ شَاوُلُ يَتَعَقَّبُهُ طَوَالَ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، وَلَكِنَّ الرَّبَّ لَمْ يُسَلِّمْهُ لِيَدِهِ. -\p -\v 15 وَبَيْنَمَا كَانَ دَاوُدُ مُخْتَبِئاً فِي غَابَةٍ فِي بَرِّيَّةِ زِيفٍ عَلِمَ أَنَّ شَاوُلَ قَدْ خَرَجَ يَبْحَثُ عَنْهُ، -\v 16 فَأَقْبَلَ يُونَاثَانُ بْنُ شَاوُلَ إِلَى دَاوُدَ فِي الْغَابَةِ لِيُقَوِّيَ مِنْ ثِقَتِهِ بِاللهِ، -\v 17 وَقَالَ لَهُ: «لا تَخَفْ، لأَنَّ يَدَ شَاوُلَ أَبِي لَنْ تَطُولَكَ. وَأَنْتَ سَتَكُونُ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَأَنَا أَكُونُ الرَّجُلَ الثَّانِي فِي الْمَمْلَكَةِ. وَأَبِي أَيْضاً يَعْلَمُ هَذَا الأَمْرَ». -\v 18 وَجَدَّدَا عَهْدَهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ. وَمَضَى يُونَاثَانُ إِلَى بَيْتِهِ، أَمَّا دَاوُدُ فَمَكَثَ فِي الْغَابَةِ. -\p -\v 19 وَجَاءَ الزِّيفِيُّونَ إِلَى شَاوُلَ فِي جِبْعَةَ وَقَالُوا: «أَلَيْسَ دَاوُدُ مُخْتَبِئاً عِنْدَنَا فِي حُصُونِ الْغَابَةِ فِي حَخِيلَةَ جَنُوبِيَّ الصَّحْرَاءِ، -\v 20 فَتَعَالَ إِلَيْنَا أَيُّهَا الْمَلِكُ، فِي أَيِّ وَقْتٍ تَشَاءُ، وَنَحْنُ نَضْمَنُ أَنْ نُسَلِّمَهُ إِلَيْكَ». -\v 21 فَأَجَابَهُمْ شَاوُلُ: «لِيُبَارِكْكُمُ الرَّبُّ لِرَأْفَتِكُمْ بِي؛ -\v 22 فَاذْهَبُوا وَتَحَرَّوْا وَتَيَقَّنُوا مِنْ مَكَانِ وجُوُدِهِ وَإِقَامَتِهِ وَمَنْ رَآهُ هُنَاكَ، لأَنَّهُ قِيلَ لِي إِنَّ دَاوُدَ شَدِيدُ الْمَكْرِ. -\v 23 وَتَأَكَّدُوا لِي مِن جَمِيعِ الْمَوَاضِعِ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَخْتَبِئَ فِيهَا ثُمَّ ارْجِعُوا إِلَيَّ بِالْخَبَرِ الْيَقِينِ فَأَمْضِيَ مَعَكُمْ، إِنْ كَانَ حَقّاً مَوْجُوداً، فَأَبْحَثُ عَنْهُ بَيْنَ عَشَائِرِ يَهُوذَا». -\p -\v 24 فَانْطَلَقُوا إِلَى زِيفٍ مُتَقَدِّمِينَ أَمَامَ شَاوُلَ. وَكَانَ دَاوُدُ آنَئِذٍ فِي سَهْلِ بَرِّيَّةِ مَعُونٍ جَنُوبِيَّ الصَّحْرَاءِ. -\v 25 فَشَرَعَ رِجَالُ شَاوُلَ يَبْحَثُونَ عَنْهُ. فَبَلَغَ الْخَبَرُ دَاوُدَ فَتَوَغَّلَ فِي مِنْطَقَةِ الصُّخُورِ فِي بَرِّيَّةِ مَعُونٍ. وَعِنْدَمَا عَلِمَ شَاوُلُ بِذَلِكَ تَعَقَّبَهُ إِلَى هُنَاكَ. -\v 26 فَكَانَ شَاوُلُ يَسِيرُ بِمُحَاذَاةِ أَحَدِ جَانِبَيِ الْجَبَلِ، وَدَاوُدُ وَرِجَالُهُ يَسِيرُونَ بِمُحَاذَاةِ الْجَانِبِ الآخَرِ هَرَباً مِنْ شَاوُلَ، الَّذِي سَعَى مَعَ قُوَّاتِهِ لِمُحَاصَرَةِ دَاوُدَ وَرِجَالِهِ لِيَأْسِرَهُمْ. -\v 27 وَمَا لَبِثَ أَنْ وَفَدَ رَسُولٌ إِلَى شَاوُلَ قَائِلاً: «أَسْرِعْ! تَعَالَ، فَقَدِ اقْتَحَمَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ الْبِلادَ». -\v 28 فَرَجَعَ شَاوُلُ عَنْ مُطَارَدَةِ دَاوُدَ وَذَهَبَ لِمُحَارَبَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، لِذَلِكَ دُعِيَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ «تَلَّ الْمُفَارَقَةِ». -\v 29 وَتَوَجَّهَ دَاوُدُ مِنْ هُنَاكَ وَتَمَنَّعَ فِي حُصُونِ عَيْنِ جَدْيٍ. -\c 24 -\s1 داود يعفو عن شاول -\p -\v 1 وَبَعْدَ أَنْ رَجَعَ شَاوُلُ مِنْ مُطَارَدَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ قِيلَ لَهُ: «إِنَّ دَاوُدَ مُتَحَصِّنٌ فِي بَرِّيَّةِ عَيْنِ جَدْيٍ» -\v 2 فَحَشَدَ ثَلاثَةَ آلافِ رَجُلٍ مِنْ خِيرَةِ قُوَّاتِ إِسْرَائِيلَ وَسَعَى وَرَاءَ دَاوُدَ وَرِجَالِهِ فِي صُخُورِ الْوُعُولِ. -\v 3 وَدَخَلَ شَاوُلُ كَهْفاً عِنْدَ حَظِيرَةِ غَنَمٍ عَلَى الطَّرِيقِ لِيَقْضِيَ حَاجَتَهُ، وَكَانَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ مُخْتَبِئِينَ فِي أَغْوَارِ الْكَهْفِ. -\v 4 فَقَالَ لَهُ رِجَالُهُ: «هَذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي وَعَدَكَ الرَّبُّ أَنْ يُسَلِّمَ فِيهِ عَدُوَّكَ إِلَيْكَ فَتَصْنَعُ بِهِ مَا تَشَاءُ». فَانْسَلَّ دَاوُدُ إِلَيْهِ وَقَطَعَ طَرَفَ جُبَّتِهِ سِرّاً. -\v 5 وَلَكِنْ مَا لَبِثَ قَلْبُهُ أَنْ وَبَّخَهُ عَلَى قَطْعِهِ طَرَفَ جُبَّةِ شَاوُلَ. -\v 6 فَقَالَ لِرِجَالِهِ: «مَعَاذَ اللهِ أَنْ أَقْتَرِفَ هَذَا الإِثْمَ بِحَقِّ سَيِّدِي الْمُخْتَارِ مِنَ الرَّبِّ فَأَمُدَّ يَدِي وَأُسِيءَ إِلَيْهِ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ مَسَحَهُ مَلِكاً». -\v 7 وَهَكَذَا زَجَرَ دَاوُدُ رِجَالَهُ بِمِثْلِ هَذَا الْكَلامِ، وَلَمْ يَدَعْهُمْ يُهَاجِمُونَ شَاوُلَ. وَمَا لَبِثَ شَاوُلُ أَنْ خَرَجَ مِنَ الْكَهْفِ وَمَضَى فِي سَبِيلِهِ، -\v 8 فَتَبِعَهُ دَاوُدُ إِلَى خَارِجِ الْكَهْفِ وَنَادَى: «يَا سَيِّدِي الْمَلِكُ». فَالْتَفَتَ شَاوُلُ خَلْفَهُ، فَانْحَنَى دَاوُدُ إِلَى الأَرْضِ سَاجِداً -\v 9 وَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْتَمِعُ إِلَى أَقَاوِيلِ النَّاسِ: إِنَّ دَاوُدَ قَدْ وَطَّدَ الْعَزْمَ عَلَى إِيْذَائِكَ. -\v 10 هَا أَنْتَ قَدْ رَأَيْتَ الْيَوْمَ بِعَيْنَيْكَ كَيْفَ أَوْقَعَكَ الرَّبُّ فِي قَبْضَتِي عِنْدَمَا كُنْتَ فِي الْكَهْفِ، وَجَاءَ مَنْ يُحَرِّضُنِي عَلَى قَتْلِكَ، وَلَكِنِّي أَشْفَقْتُ عَلَيْكَ وَقُلْتُ: لا! لَنْ أَمُدَّ يَدِي بِالإِسَاءَةِ إِلَى سَيِّدِي، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ. -\v 11 فَانْظُرْ يَا أَبِي مَا بِيَدِي، إِنَّهُ طَرَفُ جُبَّتِكَ. إِنَّ قَطْعِي طَرَفَ جُبَّتِكَ وَعَدَمَ قَتْلِي إِيَّاكَ خَيْرُ دَلِيلٍ عَلَى أَنَّنِي لَمْ أَرْتَكِبْ شَرّاً أَوْ ذَنْباً، وَلَمْ أُخْطِئْ إِلَيْكَ، بَيْنَمَا أَنْتَ تَتَرَبَّصُ بِي لِتَقْتُلَنِي. -\v 12 فَلْيَقْضِ الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَيَنْتَقِمْ لِيَ الرَّبُّ مِنْكَ، أَمَّا أَنَا فَلَنْ أَمَسَّكَ بِسُوءٍ. -\v 13 وَكَمَا قِيلَ فِي مَثَلِ الْقُدَمَاءِ: عَنِ الأَشْرَارِ يَصْدُرُ شَرٌّ، لِذَلِكَ فَإِنَّ يَدِي لَنْ تَنَالَكَ بأَذىً. -\v 14 ثُمَّ وَرَاءَ مَنْ يَسْعَى مَلِكُ إِسْرَائِيلَ؟ مَنْ هُوَ الَّذِي تُطَارِدُهُ؟ أَتَسْعَى وَرَاءَ كَلْبٍ مَيْتٍ؟ وَرَاءَ بُرْغُوثٍ وَاحِدٍ؟ -\v 15 لِيَكُنِ الرَّبُّ هُوَ الدَّيَّانُ فَيَقْضِيَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَيَتَوَلَّى قَضِيَّتِي وَيُبْرِئَنِي وَيُنْقِذَنِي مِنْ قَبْضَتِكَ». -\p -\v 16 فَلَمَّا فَرَغَ دَاوُدُ مِنَ الْكَلامِ تَسَاءَلَ شَاوُلُ: «أَهَذَا صَوْتُكَ يَا ابْنِي دَاوُدُ؟» وَارْتَفَعَ صَوْتُ شَاوُلَ بِالْبُكَاءِ. -\v 17 ثُمَّ قَالَ لِدَاوُدَ: «إِنَّكَ حَقّاً أَبَرُّ مِنِّي لأَنَّكَ كَافَأْتَنِي خَيْراً وَأَنَا جَازَيْتُكَ شَرّاً. -\v 18 وَأَبْدَيْتَ نَحْوِي خَيْراً إِذْ إِنَّ الرَّبَّ قَدْ أَوْقَعَنِي فِي قَبْضَتِكَ وَلَكِنَّكَ عَفَوْتَ عَنِّي. -\v 19 أَيَعْفُو رَجُلٌ عَنْ عَدُوِّهِ وَيُطْلِقُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِمَ مِنْهُ بَعْدَ أَنْ يَقَعَ فِي قَبْضَتِهِ؟ فَلْيُكَافِئْكَ الرَّبُّ جَزَاءَ مَا صَنَعْتَ الْيَوْمَ مَعِي مِنْ خَيْرٍ. -\v 20 لَقَدْ عَلِمْتُ الآنَ أَنَّكَ تُصْبِحُ مَلِكاً وَبِيَدِكَ تَثْبُتُ مَمْلَكَةُ إِسْرَائِيلَ. -\v 21 فَاحْلِفْ لِيَ الآنَ بِالرَّبِّ أَنَّكَ لَا تُبِيدُ نَسْلِي مِنْ بَعْدِي وَلا تَقْضِي عَلَى اسْمِي مِنْ بَيْتِ أَبِي». -\v 22 فَحَلَفَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ ثُمَّ مَضَى شَاوُلُ إِلَى بَيْتِهِ، أَمَّا دَاوُدُ وَرِجَالُهُ فَالْتَجَأُوا إِلَى الْحِصْنِ. -\c 25 -\s1 داود ونابال وأبيجايل -\p -\v 1 وَمَاتَ صَمُوئِيلُ، فَاجْتَمَعَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَنَاحُوا عَلَيْهِ وَدَفَنُوهُ فِي بَيْتِهِ فِي الرَّامَةِ. فَانْتَقَلَ دَاوُدُ إِلَى صَحْرَاءِ فَارَانَ. -\p -\v 2 وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ ثَرِيٌّ مُقِيمٌ فِي مَدِينَةِ مَعُونَ ذُو أَمْلاكٍ فِي الْكَرْمَلِ حَيْثُ كَانَ يَجُزُّ غَنَمَهُ، وَكَانَتْ ثَرْوَتُهُ طَائِلَةً جِدّاً، إِذْ كَانَ يَمْتَلِكُ ثَلاثَةَ آلافِ رَأْسٍ مِنَ الْغَنَمِ وَأَلْفاً مِنَ الْمَعْزِ. -\v 3 وَكَانَ اسْمُ الرَّجُلِ نَابَالَ، وَاسْمُ امْرَأَتِهِ أَبِيجَايِلَ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ فَاتِنَةَ الْجَمَالِ رَاجِحَةَ الْعَقْلِ، أَمَّا الرَّجُلُ فَكَانَ قَاسِياً سَيِّئَ الأَعْمَالِ، وَهُوَ يَنْتَمِي إِلَى عَشِيرَةِ كَالَبَ. -\v 4 فَبَلَغَ دَاوُدَ، وَهُوَ لَا يَزَالُ فِي الصَّحْرَاءِ، أَنَّ نَابَالَ يَجُزُّ غَنَمَهُ. -\v 5 فَبَعَثَ دَاوُدُ بِعَشَرَةِ غِلْمَانٍ أَوْصَاهُمْ أَنْ يَنْطَلِقُوا إِلَى الْكَرْمَلِ وَيَدْخُلُوا بَيْتَ نَابَالَ وَيُبْلِغُوهُ تَمَنِّيَاتِ دَاوُدَ، وَيَقُولُوا لَهُ: -\v 6 «أَطَالَ اللهُ بَقَاءَكَ، وَجَعَلَكَ أَنْتَ وَبَيْتَكَ وَكُلَّ مَالَكَ سَالِماً. -\v 7 لَقَدْ سَمِعْتُ أَنَّ عِنْدَكَ جَزَّازِينَ. حِينَ كَانَ رُعَاتُكَ بَيْنَنَا لَمْ نُؤْذِهِمْ وَلَمْ يُفْقَدْ لَهُمْ شَيْءٌ طَوَالَ الأَيَّامِ الَّتِي كَانُوا فِيهَا فِي الْكَرْمَلِ. -\v 8 تَحَرَّ الأَمْرَ مِنْ غِلْمَانِكَ فَيُخْبِرُوكَ. لِذَلِكَ لِيَحْظَ غِلْمَانِي بِرِضَاكَ، فَقَدْ جِئْنَا إِلَيْكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَهَبْ عَبِيدَكَ وَابْنَكَ دَاوُدَ مَا تَجُودُ بِهِ نَفْسُكَ». -\v 9 فَقَدِمَ الْغِلْمَانُ إِلَى نَابَالَ وَأَبْلَغُوهُ هَذَا الْكَلامَ بِاسْمِ دَاوُدَ وَصَمَتُوا. -\v 10 فَأَجَابَهُمْ نَابَالُ: «مَنْ هُوَ دَاوُدُ؟ وَمَنْ هُوَ ابْنُ يَسَّى؟ قَدْ كَثُرَ الْيَوْمَ الْعَبِيدُ الْهَارِبُونَ مِنْ أَسْيَادِهِمْ. -\v 11 هَلْ آخُذُ خُبْزِي وَمَائِي وَذَبِيحَتِي الَّتِي جَهَّزْتُهَا لِجَازِّيَّ وَأُعْطِيهَا لِقَوْمٍ لَا أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُمْ؟» -\v 12 فَانْصَرَفَ غِلْمَانُ دَاوُدَ وَرَجَعُوا إِلَى دَاوُدَ فَأَخْبَرُوهُ بِكَلامِ نَابَالَ. -\v 13 فَقَالَ دَاوُدُ لِرِجَالِهِ: «لِيَتَقَلَّدْ كُلٌّ مِنْكُمْ سَيْفَهُ». فَتَقَلَّدُوا سُيُوفَهُمْ، وَكَذَلِكَ فَعَلَ دَاوُدُ، وَسَارَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِ مِئَةِ رَجُلٍ بَعْدَ أَنْ مَكَثَ مِئَتَانِ لِحِرَاسَةِ الأَمْتِعَةِ. -\p -\v 14 فَقَالَ أَحَدُ الْغِلْمَانِ لأَبِيجَايِلَ امْرَأَةِ نَابَالَ: «بَعَثَ دَاوُدُ مِنَ الصَّحْرَاءِ رُسُلاً بِتَحِيَّاتٍ إِلَى سَيِّدِنَا فَأَهَانَهُمْ، -\v 15 مَعَ أَنَّ الرِّجَالَ أَحْسَنُوا إِلَيْنَا جِدّاً فَلَمْ نُصَبْ بِأَذىً أَوْ يُفْقَدْ لَنَا شَيْءٌ طَوَالَ الْمُدَّةِ الَّتِي تَجَاوَرْنَا فِيهَا مَعَهُمْ وَنَحْنُ فِي الْمَرْعَى. -\v 16 كَانُوا سِيَاجَ أَمَانٍ لَنَا نَهَاراً وَلَيْلاً فِي كُلِّ الأَيَّامِ الَّتِي كُنَّا نَرْعَى فِيهَا الْغَنَمَ فِي جِوَارِهِمْ. -\v 17 فَفَكِّرِي بِالأَمْرِ وَانْظُرِي مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ تَصْنَعِي، لأَنَّ كَارِثَةً سَتَحُلُّ عَلَى سَيِّدِنَا وَعَلَى بَيْتِهِ، فَهُوَ رَجُلٌ شِرِّيرٌ لَا يُمْكِنُ التَّفَاهُمُ مَعَهُ». -\p -\v 18 فَأَسْرَعَتْ أَبِيجَايِلُ وَأَخَذَتْ مِئَتَيْ رَغِيفِ خُبْزٍ وَزِقَّيْ خَمْرٍ وَخَمْسَةَ خِرْفَانٍ مُجَهَّزَةٍ مُطَيَّبَةٍ وَخَمْسَ كَيْلاتٍ مِنَ الْفَرِيكِ وَمِئَتَيْ عُنْقُودِ زَبِيبٍ وَمِئَتَيْ قُرْصِ تِينٍ، وَحَمَّلَتْهَا عَلَى الْحَمِيرِ. -\v 19 وَقَالَتْ لِخُدَّامِهَا: «اسْبِقُونِي، هَا أَنَا قَادِمَةٌ وَرَاءَكُمْ». وَلَمْ تُخْبِرْ رَجُلَهَا نَابَالَ بِمَا فَعَلَتْ. -\v 20 وَبَيْنَمَا كَانَتْ رَاكِبَةً عَلَى حِمَارِهَا عِنْدَ مُنْعَطَفِ الْجَبَلِ صَادَفَتْ دَاوُدَ وَرِجَالَهُ قَادِمِينَ لِلِقَائِهَا. -\v 21 وَكَانَ دَاوُدُ آنَئِذٍ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ: «لَقَدْ حَافَظْتُ عَلَى كُلِّ قُطْعَانِ هَذَا الرَّجُلِ فِي الصَّحْرَاءِ، فَكَافَأَنِي شَرّاً بَدَلَ الْخَيْرِ. -\v 22 فَلْيُضَاعِفِ الرَّبُّ مِنْ عِقَابِ دَاوُدَ، إِنْ لَمْ أَقْضِ عَلَى كُلِّ رِجَالِهِ قَبْلَ طُلُوعِ ضَوْءِ الصَّبَاحِ». -\p -\v 23 وَعِنْدَمَا شَاهَدَتْ أَبِيجَايِلُ دَاوُدَ أَسْرَعَتْ وَتَرَجَّلَتْ عَنِ الْحِمَارِ وَخَرَّتْ أَمَامَهُ سَاجِدَةً، -\v 24 وَانْطَرَحَتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَائِلَةً: «ضَعِ اللَّوْمَ عَلَيَّ وَحْدِي يَا سَيِّدِي، وَدَعْ أَمَتَكَ تَتَكَلَّمُ فِي مَسَامِعِكَ وَأَصْغِ إِلَى حَدِيثِهَا. -\v 25 لَا يَضْغَنْ قَلْبُ سَيِّدِي عَلَى هَذَا الرَّجُلِ اللَّئِيمِ نَابَالَ، فَهُوَ فَظٌّ كَاسْمِهِ وَالْحَمَاقَةُ مَقْرُونَةٌ بِهِ، أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَرَ رِجَالَ سَيِّدِي حِينَ أَرْسَلْتَهُمْ. -\v 26 وَالآنَ أُقْسِمُ لَكَ بِالرَّبِّ الْحَيِّ وَبِحَيَاتِكَ، إِنَّ الرَّبَّ قَدْ جَنَّبَكَ سَفْكَ الدِّمَاءِ وَالثَّأْرَ لِنَفْسِكَ، وَلْيَكُنْ أَعْدَاؤُكَ وَمَنْ يَسْعَوْنَ فِي هَلاكِكَ، كَنَابَالَ. -\v 27 فَتَقَبَّلِ الآنَ هَذِهِ الْبَرَكَةَ الَّتِي أَحْضَرَتْهَا جَارِيَتُكَ يَا سَيِّدِي وَأَعْطِهَا لِرِجَالِكَ الْمُلْتَفِّينَ حَوْلَكَ. -\v 28 وَاعْفُ عَنْ ذَنْبِ أَمَتِكَ، لأَنَّ الرَّبَّ لابُدَّ أَنْ يُثَبِّتَ كُرْسِيَّ مُلْكِ سَيِّدِي إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّ سَيِّدِي يُحَارِبُ حُرُوبَ الرَّبِّ، فَلا يُوْجَدُ فِيكَ شَرٌّ كُلَّ أَيَّامِكَ. -\v 29 وَإِنْ قَامَ مَنْ يَتَعَقَّبُكَ لِيَقْتُلَكَ، فَلْتَكُنْ نَفْسُ سَيِّدِي مَحْزُومَةً فِي حُزْمَةِ الأَحْيَاءِ مَعَ الرَّبِّ إِلَهِكَ. وَأَمَّا نَفْسُ أَعْدَائِكَ فَلْيُقْذَفْ بِها كَمَا يُقْذَفُ حَجَرٌ مِنْ وَسَطِ كَفَّةِ مِقْلاعٍ. -\v 30 وَعِنْدَمَا يُحَقِّقُ الرَّبُّ لِسَيِّدِي كُلَّ هَذَا الْخَيْرِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ وَيُنَصِّبُكَ رَئِيساً عَلَى إِسْرَائِيلَ، -\v 31 فَلَنْ تُقَاسِيَ مِنْ عَذَابِ الضَّمِيرِ لأَنَّكَ سَفَكْتَ دِمَاءً اعْتِبَاطاً أَوِ انْتَقَمْتَ لِنَفْسِكَ. وَمَتَى حَقَّقَ لَكَ الرَّبُّ وَعْدَهُ فَاذْكُرْ أَمَتَكَ». -\p -\v 32 فَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيجَايِلَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي أَرْسَلَكِ الْيَوْمَ لِلِقَائِي، -\v 33 وَمُبَارَكَةٌ فِطْنَتُكِ، وَمُبَارَكَةٌ أَنْتِ لأَنَّكِ جَنَّبْتِنِي الْيَوْمَ سَفْكَ الدِّمَاءِ وَالانْتِقَامَ لِنَفْسِي. -\v 34 وَلَكِنْ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي مَنَعَنِي مِنَ الإِسَاءَةِ إِلَيْكِ، فَلَوْ لَمْ تُبَادِرِي وَتَأْتِي لاِسْتِقْبَالِي لَمَا بَقِيَ لِنَابَالَ رَجُلٌ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ عِنْدَ مَطْلَعِ ضَوْءِ الصَّبَاحِ». -\v 35 وَقَبِلَ دَاوُدُ مِنْهَا مَا حَمَلَتْهُ إِلَيْهِ قَائِلاً لَهَا: «امْضِي إِلَى بَيْتِكِ بِسَلامٍ، فَهَا أَنَا قَدِ اسْتَمَعْتُ لِتَوَسُّلِكِ وَاسْتَجَبْتُ طِلْبَتَكِ». -\p -\v 36 فَأَقْبَلَتْ أَبِيجَايِلُ إِلَى نَابَالَ، فَوَجَدَتْ أَنَّهُ قَدْ أَقَامَ مَأْدُبَةً فِي بَيْتِهِ كَمَأْدُبَةِ مَلِكٍ، وَقَدْ أَخَذَتْهُ النَّشْوَةُ بَعْدَ أَنْ أَكْثَرَ مِنِ احْتِسَاءِ الْخَمْرِ حَتَّى سَكِرَ، فَلَمْ تُخْبِرْهُ بِشَيْءٍ إِطْلاقاً حَتَّى صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي. -\v 37 وَفِي الصَّبَاحِ، بَعْدَ أَنْ صَحَا نَابَالُ مِنْ سَكْرَتِهِ، أَخْبَرَتْهُ بِمَا جَرَى، فَأَصَابَهُ الشَّلَلُ وَتَجَمَّدَ كَحَجَرٍ. -\v 38 وَبَعْدَ عَشَرَةِ أَيَّامٍ ضَرَبَهُ اللهُ فَمَاتَ. -\p -\v 39 فَلَمَّا سَمِعَ دَاوُدُ بِمَوْتِ نَابَالَ قَالَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي انْتَقَمَ لِي بِذَاتِهِ مِنْ إِهَانَةِ نَابَالَ، وَجَنَّبَنِي ارْتِكَابَ الشَّرِّ وَعَاقَبَ نَابَالَ عَلَى إِثْمِهِ». وَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى أَبِيجَايِلَ يَسْأَلُهَا الزَّوَاجَ مِنْهُ. -\v 40 فَوَفَدَ رُسُلُ دَاوُدَ إِلَى أَبِيجَايِلَ إِلَى الْكَرْمَلِ وَقَالُوا لَهَا: «أَرْسَلَنَا دَاوُدُ إِلَيْكِ لِنَسْأَلَكِ الزَّوَاجَ مِنْهُ». -\v 41 فَقَامَتْ وَسَجَدَتْ بِوَجْهِهَا إِلَى الأَرْضِ وَقَالَتْ: «أَنَا أَمَتُهُ الْمُسْتَعِدَّةُ لِخِدْمَتِهِ وَلِغَسْلِ أَرْجُلِ عَبِيدِ سَيِّدِي». -\v 42 ثُمَّ أَسْرَعَتْ أَبِيجَايِلُ وَرَكِبَتْ حِمَارَهَا بَعْدَ أَنْ صَحَبَتْ مَعَهَا خَمْسَ فَتَيَاتٍ مِنْ جَوَارِيهَا سِرْنَ وَرَاءَهَا، وَتَبِعَتْ رُسُلَ دَاوُدَ، وَصَارَتْ لَهُ زَوْجَةً. -\p -\v 43 ثُمَّ تَزَوَّجَ دَاوُدُ أَخِينُوعَمَ مِنْ يَزْرَعِيلَ فَكَانَتَا لَهُ زَوْجَتَيْنِ. -\v 44 عِنْدَئِذٍ زَوَّجَ شَاوُلُ مِيكَالَ ابْنَتَهُ امْرَأَةَ دَاوُدَ مِنْ فَلْطِي بْنِ لايِشَ الَّذِي مِنْ جَلِّيمَ. -\c 26 -\s1 داود يعفو ثانية عن شاول -\p -\v 1 وَتَوجَّهَ الزِّيفِيُّونَ إِلَى شَاوُلَ فِي جِبْعَةَ وَقَالُوا: «أَلَيْسَ دَاوُدُ مُخْتَبِئاً فِي تَلِّ حَخِيلَةَ تُجَاهَ الصَّحْرَاءِ؟» -\v 2 فَاخْتَارَ شَاوُلُ ثَلاثَةَ آلافِ رَجُلٍ مِنْ خِيرَةِ جُنُودِ إِسْرَائِيلَ وَانْطَلَقَ نَحْوَ صَحْرَاءِ زِيفٍ لِيَبْحَثَ فِيهَا عَنْ دَاوُدَ. -\v 3 وَعَسْكَرَ شَاوُلُ إِزَاءَ الطَّرِيقِ عِنْدَ سَفْحِ تَلِّ حَخِيلَةَ تُجَاهَ الصَّحْرَاءِ، وَكَانَ دَاوُدُ آنَئِذٍ مُقِيماً فِي الصَّحْرَاءِ. فَعِنْدَمَا سَمِعَ أَنَّ شَاوُلَ تَعَقَّبَهُ إِلَى الصَّحْرَاءِ -\v 4 أَرْسَلَ جَوَاسِيسَهُ لِيَتَيَقَّنَ مِنْ أَنَّ شَاوُلَ قَدْ تَعَقَّبَهُ حَقّاً. -\v 5 ثُمَّ قَامَ دَاوُدُ وَتَسَلَّلَ إِلَى الْمَوْضِعِ الْمُضْطَجِعِ فِيهِ شَاوُلُ، وَأَبْنَيْرُ بْنُ نَيْرٍ رَئِيسُ جَيْشِهِ. فَرَأَى شَاوُلَ رَاقِداً عِنْدَ الْمِتْرَاسِ مُحَاطاً بِجُنُودِهِ. -\p -\v 6 فَخَاطَبَ دَاوُدُ أَخِيمَالِكَ الْحِثِّيَّ وَأَبِيشَايَ ابْنَ صُرُوِيَّةَ (شَقِيقَ يُوآبَ): «مَنْ مِنْكُمَا يَنْزِلُ مَعِي إِلَى مُعَسْكَرِ شَاوُلَ؟» فَقَالَ أَبِيشَايُ: «أَنَا أَنْزِلُ مَعَكَ». -\v 7 فَتَسَلَّلَ دَاوُدُ وَأَبِيشَايُ لَيْلاً إِلَى مُعَسْكَرِ شَاوُلَ، وَإذَا بِشَاوُلَ رَاقِدٌ عِنْدَ الْمِتْرَاسِ وَرُمْحُهُ مَغْرُوسٌ فِي الأَرْضِ إِلَى جِوَارِ رَأْسِهِ، وَأَبْنَيْرُ وَالْجُنُودُ نَائِمُونَ حَوْلَهُ. -\v 8 فَقَالَ أَبِيشَايُ لِدَاوُدَ: «لَقَدْ أَوْقَعَ اللهُ الْيَوْمَ عَدُوَّكَ فِي قَبْضَةِ يَدِكَ، فَدَعْنِي الآنَ أَطْعَنُهُ بِرُمْحِهِ إِلَى الأَرْضِ، فَأُجْهِزَ عَلَيْهِ بِضَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ». -\v 9 فَأَجَابَ دَاوُدُ: «لا تَقْضِ عَلَيْهِ، إِذْ مَنْ يَمُدُّ يَدَهُ لِيُسِيءَ لِمَسِيحِ الرَّبِّ وَيَتَبَرَّأُ؟ -\v 10 إِنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ لابُدَّ أَنْ يُعَاقِبَ شَاوُلَ فَيُمِيتَهُ مِيتَةً طَبِيعِيَّةً، أَوْ يَقْتُلَهُ فِي مَعْرَكَةٍ حَرْبِيَّةٍ. -\v 11 وَلَكِنْ مَعَاذَ اللهِ أَنْ أَمُدَّ يَدِي لأُسِيءَ إِلَى مَسِيحِ الرَّبِّ. أَمَّا الآنَ فَخُذِ الرُّمْحَ الْمَغْرُوسَ عِنْدَ رَأْسِهِ وَكُوزَ الْمَاءِ وَهَلُمَّ بِنَا مِنْ هُنَا». -\v 12 وَهَكَذَا أَخَذَ دَاوُدُ الرُّمْحَ وَكُوزَ الْمَاءِ مِنْ عِنْدِ رَأْسِ شَاوُلَ وَتَسَلَّلا رَاجِعَيْنِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَاهُمَا أَوْ يَنْتَبِهَ لِوُجُودِهِمَا أَحَدٌ، لأَنَّهُمْ جَمِيعاً كَانُوا نِيَاماً إِذْ إِنَّ الرَّبَّ أَثْقَلَهُمْ بِالسُّبَاتِ الْعَمِيقِ. -\p -\v 13 وَاجْتَازَ دَاوُدُ الْوَادِي إِلَى الْجَبَلِ الْمُقَابِلِ وَارْتَقَى إِلَى قِمَّتِهِ حَيْثُ وَقَفَ عَنْ بُعْدٍ، تَفْصِلُهُ عَنْ شَاوُلَ مَسَافَةٌ كَبِيرَةٌ. -\v 14 وَنَادَى دَاوُدُ الْجُنُودَ وَأَبْنَيْرَ بْنَ نَيْرٍ قَائِلاً: «أَلا تُجِيبُنِي يَا أَبْنَيْرُ؟». فَأَجَابَ أَبْنَيْرُ: «مَنْ هَذَا الَّذِي يُنَادِي الْمَلِكَ؟» -\v 15 فَقَالَ دَاوُدُ لأَبْنَيْرَ: «أَلَسْتَ أَنْتَ رَجُلاً؟ وَمَنْ مِثْلُكَ فِي كُلِّ إِسْرَائِيلَ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تَحْرُسْ سَيِّدَكَ الْمَلِكَ؟ فَقَدْ جَاءَ مَنْ هَمَّ بِقَتْلِ سَيِّدِكَ الْمَلِكِ. -\v 16 إِنَّ مَا عَمِلْتَهُ لَا يَسْتَحِقُّ الثَّنَاءَ، فَحَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنَّكُمْ أَبْنَاءُ الْمَوْتِ، لأَنَّكُمْ لَمْ تَحْرُسُوا سَيِّدَكُمْ مَسِيحَ الرَّبِّ، فَانْظُرْ حَوْلَكَ الآنَ، أَيْنَ هُوَ رُمْحُ الْمَلِكِ وَكُوزُ الْمَاءِ اللَّذَانِ كَانَا عِنْدَ رَأَسِهِ؟». -\p -\v 17 وَتَبَيَّنَ شَاوُلُ صَوْتَ دَاوُدَ، فَقَالَ: «أَهَذَا صَوْتُكَ يَا ابْنِي دَاوُدَ؟» فَأَجَابَ دَاوُدُ: «إِنَّهُ صَوْتِي يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ». -\v 18 ثُمَّ تَابَعَ حَدِيثَهُ: «لِمَاذَا لايَزَالُ سَيِّدِي يَسْعَى وَرَاءَ عَبْدِهِ؟ أَيُّ ذَنْبٍ جَنَيْتُ، وَأَيُّ جُرْمٍ اقْتَرَفْتُ؟ -\v 19 فَلْيَسْمَعْ سَيِّدِي الْمَلِكُ كَلامَ عَبْدِهِ الآنَ: إِنْ كَانَ الرَّبُّ قَدْ أَثَارَكَ ضِدِّي فَلأُقَدِّمَنَّ لَهُ قُرْبَانَ رِضىً. وَإِنْ كَانَ النَّاسُ هُمُ الَّذِينَ أَوْغَرُوا صَدْرَكَ عَلَيَّ فَلْيَكُونُوا مَلْعُونِينَ أَمَامَ الرَّبِّ، لأَنَّهُمْ نَفَوْنِي مِنْ أَرْضِ مِيرَاثِ الرَّبِّ قَائِلِينَ: اذْهَبِ اعْبُدْ آلِهَةً أُخْرَى. -\v 20 وَالآنَ لَا تَدَعْ دَمِي يُهْدَرُ عَلَى أَرْضٍ غَرِيبَةً بَعِيداً عَنْ حَضْرَةِ الرَّبِّ، لأَنَّ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ قَدْ خَرَجَ لِيَبْحَثَ عَنْ بُرْغُوثٍ وَاحِدٍ وَيَتَعَقَّبَهُ كَمَا يُتَعَقَّبُ الْحَجَلُ فِي الْجِبَالِ؟». -\p -\v 21 فَقَالَ شَاوُلُ: «لَقَدْ أَخْطَأْتُ. ارْجِعْ يَا ابْنِي دَاوُدَ فَلَنْ أُسِيءَ إِلَيْكَ بَعْدَ الْيَوْمِ، لأَنَّ نَفْسِي كَانَتْ عَزِيزَةً فِي عَيْنَيْكَ. لَشَدَّ مَا أَخْطَأْتُ وَضَلَلْتُ!». -\v 22 فَأَجَابَ دَاوُدُ: «هُوَذَا رُمْحُ الْمَلِكِ. فَلْيَأْتِ أَحَدُ الرِّجَالِ وَيَأْخُذْهُ. -\v 23 وَلْيُكَافِئِ الرَّبُّ كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى اسِتْقَامَتِهِ وَأَمَانَتِهِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَوْقَعَكَ الْيَوْمَ فِى قَبْضَتِي، لَكِنِّي لَمْ أَشَأْ أَنْ أَمُدَّ يَدِي لأُسِيءَ إِلَى مُخْتَارِ الرَّبِّ. -\v 24 وَكَمَا كَانَتْ نَفْسُكَ عَزِيزَةً فِي عَيْنَيَّ الْيَوْمَ، لِتَكُنْ نَفْسِي أَيْضاً عَزِيزَةً فِي عَيْنَي الرَّبِّ، وَيُنْقِذْنِي مِنْ كُلِّ ضِيقٍ». -\v 25 فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: «لِتَكُنْ مُبَارَكاً يا ابْنِي دَاوُدَ، فَإِنَّكَ قَادِرٌ عَلَى الْقِيَامِ بِأُمُورٍ عَظِيمَةٍ وَتَنْجَحُ فِيهَا». ثُمَّ مَضَى دَاوُدُ فِي حَالِ سَبِيلِهِ وَرَجَعَ شَاوُلُ إِلَى بَيْتِهِ. -\c 27 -\s1 داود يقيم مع الفلسطينيين -\p -\v 1 وَحَدَّثَ دَاوُدُ نَفْسَهُ: «إِنْ بَقِيتُ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ فَإِنَّ شَاوُلَ لابُدَّ أَنْ يَقْتُلَنِي فِي يَوْمٍ مَا. فَلأَلْجَأَنَّ إِلَى أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ فَيَيْأَسَ شَاوُلُ مِنِّي وَيَكُفَّ عَنِ الْبَحْثِ عَنِّي فِي تُخُومِ إِسْرَائِيلَ فَأَنْجُوَ مِنْ يَدِهِ». -\v 2 فَارْتَحَلَ دَاوُدُ والسِّتُّ مِئَةِ رَجُلٍ الَّذِينَ مَعَهُ إِلَى أَخِيشَ بْنِ مَعُوكَ مَلِكِ جَتَّ. -\v 3 وَاسْتَقَرَّ بِهِمِ الْمَقَامُ هُنَاكَ، كُلُّ رَجُلٍ مَعَ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَكَذَلِكَ رَافَقَتْ دَاوُدَ زَوْجَتَاهُ أَخِينُوعَمُ الْيَزْرَعِيلِيَّةُ وَأَبِيجَايِلُ امْرَأَةُ نَابَالَ الْكَرْمَلِيَّةُ. -\v 4 وَلَمَّا بَلَغَ شَاوُلَ أَنَّ دَاوُدَ هَرَبَ إِلَى جَتَّ، كَفَّ عَنِ الْبَحْثِ عَنْهُ. -\p -\v 5 وَقَالَ دَاوُدُ لأَخِيشَ مَلِكِ جَتَّ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ فَلْيَتِمَّ تَحْدِيدُ قَرْيَةٍ لِي فِي الرِّيفِ أُقِيمُ فِيهَا. لِمَاذَا يُقِيمُ عَبْدُكَ فِي عَاصِمَةِ الْمُلْكِ مَعَكَ؟» -\v 6 فَوَهَبَهُ أَخِيشُ صِقْلَغَ. لِذَلِكَ صَارَتْ صِقْلَغُ مِلْكاً لِمُلُوكِ يَهُوذَا مُنْذُ ذَلِكَ الْحِينِ. -\v 7 وَأَقَامَ دَاوُدُ فِي بِلادِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سَنَةً وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. -\s1 غزوات داود -\p -\v 8 وَانْطَلَقَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ يَشُنُّونَ الْغَارَاتِ عَلَى الْجَشُورِيِّينَ وَالْجَرِزِّيِّينَ وَالْعَمَالِقَةِ الَّذِينَ اسْتَوْطَنُوا مِنْ قَدِيمٍ الأَرْضَ الْمُمْتَدَّةَ مِنْ حُدُودِ شُورٍ إِلَى تُخُومِ مِصْرَ. -\v 9 وَهَاجَمَ دَاوُدُ سُكَّانَ الأَرْضِ، فَلَمْ يَسْتَبْقِ نَفْساً وَاحِدَةً. وَاسْتَوْلَى عَلَى الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ وَالْجِمَالِ وَالثِّيَابِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَخِيشَ. -\v 10 وَعِنْدَمَا كَانَ أَخِيشُ يَسْأَلُ دَاوُدَ: «أَيْنَ أَغَرْتَ هَذِهِ الْمَرَّةَ؟» كَانَ يُجِيبُ: «عَلَى جَنُوبِيِّ يَهُوذَا وَعَلَى جَنُوبِيِّ أَرْضِ الْيَرْحَمْئِيلِيِّينَ وَجَنُوبِيِّ الْقَيْنِيِّينَ». -\v 11 وَلَمْ يَكُنْ دَاوُدُ يَسْتَبْقِي رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ لِئَلّا يَأْتِيَ إِلَى جَتَّ مَنْ يُبَلِّغُ أَخِيشَ عَمّا فَعَلَهُ دَاوُدُ. هَكَذَا كَانَ دَاوُدُ يَفْعَلُ طَوَالَ مُدَّةِ إِقَامَتِهِ فِي بِلادِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. -\v 12 فَصَدَّقَ أَخِيشُ أَخْبَارَ دَاوُدَ قَائِلاً فِي نَفْسِهِ: «لَقَدْ أَصْبَحَ دَاوُدُ مَكْرُوهاً لَدَى قَوْمِهِ إِسْرَائِيلَ، لِذَلِكَ سَيَظَلُّ مَاكِثاً عِنْدِي خَادِماً لِي إِلَى الأَبَدِ». -\c 28 -\s1 شاول وعرافة عين دور -\p -\v 1 فِي تِلْكَ الأَيَّامِ حَشَدَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ جُيُوشَهُمْ لِمُحَارَبَةِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، فَقَالَ أَخِيشُ لِدَاوُدَ: «لابُدَّ أَنْ تَنْضَمَّ إِلَى الْجَيْشِ أَنْتَ وَرِجَالُكَ لِخَوْضِ الْحَرْبِ». -\v 2 فَأَجَابَهُ دَاوُدُ: «سَتَرَى بِعَيْنَيْكَ مَا يَصْنَعُ عَبْدُكَ فِي الْحَرْبِ». فَقَالَ أَخِيشُ لِدَاوُدَ: «إِذَنْ أَجْعَلُكَ حَارِسِي الشَّخْصِيَّ كُلَّ الأَيَّامِ». -\p -\v 3 وَكَانَ صَمُوئِيلُ قَدْ مَاتَ وَنَاحَ عَلَيْهِ الإِسْرَائِيلِيُّونَ وَدَفَنُوهُ فِي الرَّامَةِ مَدِينَتِهِ، وَكَانَ شَاوُلُ قَدْ طَرَدَ الْعَرَّافِينَ وَوُسَطَاءَ الْجِنِّ مِنَ الأَرْضِ. -\v 4 وَعِنْدَمَا تَجَمَّعَتْ قُوَّاتُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ عَسْكَرُوا فِي شُونَمَ، أَمَّا شَاوُلُ فَقَدْ حَشَدَ جُيُوشَهُ وَخَيَّمَ فِي جِلْبُوعَ. -\v 5 وَحِينَ شَاهَدَ شَاوُلُ جَيْشَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مَلأَ قَلْبَهُ الْخَوْفُ وَالاضْطِرَابُ، -\v 6 فَاسْتَشَارَ الرَّبَّ فَلَمْ يُجِبْهُ لَا بِأَحْلامٍ وَلا بِالأُورِيمِ وَلا عَنْ طَرِيقِ الأَنْبِيَاءِ. -\v 7 فَقَالَ لِعَبِيدِهِ: «ابْحَثُوا لِي عَنِ امْرَأَةٍ عَرَّافَةٍ وَسِيطَةٍ، فَأَذْهَبَ إِلَيْهَا وَأَسْتَشِيرَهَا». فَأَجَابَهُ عَبِيدُهُ: «هُنَاكَ عَرَّافَةٌ تُقِيمُ فِي عَيْنِ دُورٍ». -\v 8 فَتَنَكَّرَ شَاوُلُ وَارْتَدَى ثِيَاباً أُخْرَى وَتَوَجَّهَ إِلَى بَيْتِ الْعَرَّافَةِ لَيْلاً بِصُحْبَةِ اثْنَيْنِ مِنْ رِجَالِهِ، وَقَالَ لَهَا: «اسْتَشِيرِي لِي رُوحاً، وَاسْتَدْعِي لِي مَنْ أُسَمِّيهِ لَكِ». -\v 9 فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «أَنْتَ تَعْلَمُ مَا فَعَلَهُ شَاوُلُ بِالْوُسَطَاءِ الرُّوحَانِيِّينَ وَالْعَرَّافِينَ، وَكَيْفَ قَتَلَهُمْ، فَلِمَاذَا تَنْصِبُ لِي فَخّاً وَتَقْتُلُنِي؟» -\v 10 فَأَقْسَمَ لَهَا شَاوُلُ قَائِلاً: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ لَنْ يَلْحَقَ بِكِ أَيُّ أَذىً مِنْ جَرَّاءِ هَذَا الأَمْرِ». -\v 11 فَسَأَلَتْهُ الْمَرْأَةُ: «مَنْ أَسْتَدْعِي لَكَ؟» فَأَجَابَهَا: «اسْتَدْعِي لِي صَمُوئِيلَ». -\v 12 وَعِنْدَمَا شَاهَدَتِ الْمَرْأَةُ صَمُوئِيلَ صَرَخَتْ صَرْخَةً هَائِلَةً وَقَالَتْ لِشَاوُلَ: «لِمَاذَا خَدَعْتَنِي وَأَنْتَ شَاوُلُ؟» -\v 13 فَقَالَ لَهَا: «لا تَخَافِي. مَاذَا رَأَيْتِ؟» فَأَجَابَتْ: «رَأَيْتُ طَيْفاً صَاعِداً مِنَ الأَرْضِ» -\v 14 فَسَأَلَهَا: «كَيْفَ هَيْئَتُهُ؟» فَقَالَتْ: «رَجُلٌ شَيْخٌ صَاعِدٌ وَهُوَ مُغَطَّى بِجُبَّةٍ». فَأَدْرَكَ شَاوُلُ أَنَّهُ صَمُوئِيلُ فَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ سَاجِداً. -\p -\v 15 فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «لِمَاذَا أَزْعَجْتَنِي بِإِصْعَادِكَ لِي؟». فَأَجَابَ: «إِنَّنِي فِي ضِيقٍ شَدِيدٍ. الْفِلِسْطِينِيُّونَ يُحَارِبُونَنِي وَالرَّبُّ قَدْ نَبَذَنِي وَلَمْ يَعُدْ يُجِيبُنِي لَا عَنْ طَرِيقِ الأَنْبِيَاءِ وَلا بِالأَحْلامِ. فَدَعَوْتُكَ لِتُرْشِدَنِي». -\v 16 فَسَأَلَهُ صَمُوئِيلُ: «لِمَاذَا تَسْأَلُنِي وَالرَّبُّ قَدْ نَبَذَكَ وَصَارَ لَكَ عَدُوّاً؟ -\v 17 وَقَدْ حَقَّقَ الرَّبُّ مَا وَعَدَ بِهِ عَلَى لِسَانِي، فَانْتَزَعَ مِنْكَ الْمُلْكَ وَأَعْطَاهُ لِقَرِيبِكَ دَاوُدَ. -\v 18 لأَنَّكَ لَمْ تُطِعْ أَمْرَ الرَّبِّ وَلَمْ تُنَفِّذْ قَضَاءَهُ فِي عَمَالِيقَ، لِذَلِكَ عَاقَبَكَ الرَّبُّ فِي هَذَا الْيَوْمِ، -\v 19 وَسَيَجْعَلُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ يَهْزِمُونَكَ أَنْتَ وَالإِسْرَائِيلِيِّينَ، وَيَقْضُونَ عَلَى جَيْشِكَ. أَمَّا أَنْتَ وَبَنُوكَ فَسَتَلْحَقُونَ غَداً بِي وَتَكُونُونَ مَعِي». -\p -\v 20 فَانْطَرَحَ شَاوُلُ بِطُولِهِ عَلَى الأَرْضِ مَرْعُوباً مِنْ كَلامِ صَمُوئِيلَ، كَمَا زَادَ الْجُوعُ مِنْ إِعْيَائِهِ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَنَاوَلَ طَعَاماً طَوَالَ يَوْمٍ بِكَامِلِهِ. -\p -\v 21 وَعِنْدَمَا رَأَتِ الْمَرْأَةُ مَا أَصَابَ شَاوُلَ مِنِ ارْتِيَاعٍ شَدِيدٍ، قَالَتْ لَهُ: «هَا قَدْ سَمِعَتْ جَارِيَتُكَ لِصَوْتِكَ، وَحَمَلْتُ رُوحِي فِي كَفِّي وَاسْتَجَبْتُ لِكُلِّ مَا طَلَبْتَهُ مِنِّي. -\v 22 فَالآنَ اسْتَمِعْ أَنْتَ أَيْضاً لِسُؤْلِ جَارِيَتِكَ، وَدَعْنِي أُقَدِّمُ لَكَ طَعَاماً لِتَأْكُلَ، فَتَسْتَرِدَّ قُوَّتَكَ عِنْدَمَا تَنْطَلِقُ فِي سَبِيلِكَ». -\v 23 فَأَبَى قَائِلاً: «لَنْ آكُلَ». وَلَكِنَّهَا أَلَحَّتْ عَلَيْهِ كَمَا أَلَحَّ عَلَيْهِ عَبْدَاهُ، فَأَذْعَنَ لَهُمْ وَقَامَ عَنِ الأَرْضِ وَجَلَسَ عَلَى السَّرِيرِ. -\v 24 وَكَانَ لَدَى الْمَرْأَةِ عِجْلٌ مُسَمَّنٌ فَبَادَرَتْ إِلَيْهِ وَذَبَحَتْهُ وَأَخَذَتْ دَقِيقاً وَعَجَنَتْهُ وَخَبَزَتْ فَطِيراً. -\v 25 ثُمَّ وَضَعَتْهُ أَمَامَ شَاوُلَ وَرَجُلَيْهِ فَأَكَلُوا، ثُمَّ انْصَرَفُوا مِنْ عِنْدِهَا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ. -\c 29 -\s1 أخيش يعيد داود إلى صقلغ -\p -\v 1 ثُمَّ حَشَدَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ جُيُوشَهُمْ فِي أَفِيقَ بَيْنَمَا تَجَمَّعَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ عِنْدَ الْعَيْنِ الَّتِي فِي يَزْرَعِيلَ. -\v 2 وَتَقَدَّمَ قَادَةُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ بِكَتَائِبِهِمْ وَسَرَايَاهُمْ، أَمَّا دَاوُدُ وَرِجَالُهُ فَكَانُوا يَسِيرُونَ فِي الْمُؤَخَّرَةِ مَعَ الْمَلِكِ أَخِيشَ. -\v 3 فَسَأَلَهُ قَادَةُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ: «مَاذَا يَفْعَلُ هَؤُلاءِ الْعِبْرَانِيُّونَ هُنَا؟» فَأَجَابَهُمْ أَخِيشُ: «أَلَيْسَ هَذَا دَاوُدَ الَّذِي كَانَ ضَابِطاً عِنْدَ شَاوُلَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، وَقَدْ مَكَثَ مَعِي طَوَالَ هَذِهِ الْمُدَّةِ، فَلَمْ أَجِدْ فِيهِ عِلَّةً مُنْذُ أَنْ قَدِمَ إِلَيَّ وَحَتَّى هَذَا الْيَوْمِ». -\v 4 غَيْرَ أَنَّ قَادَةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَبْدَوْا سُخْطَهُمْ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: «أَرْجِعِ الرَّجُلَ إِلَى مَوْضِعِهِ الَّذِي حَدَّدْتَهُ لَهُ، وَلا تَدَعْهُ يَشْتَرِكُ مَعَنَا فِي الْحَرْبِ لِئَلّا يَنْقَلِبَ عَلَيْنَا. إِذْ كَيْفَ يَسْتَرِدُّ هَذَا رِضَى سَيِّدِهِ؟ أَلَيْسَ بِقَطْعِ رُؤُوسِ رِجَالِنَا؟ -\v 5 أَلَيْسَ هَذَا هُوَ دَاوُدُ الَّذِي غَنَّتْ لَهُ النِّسَاءُ رَاقِصَاتٍ قَائِلاتٍ: قَتَلَ شَاوُلُ أُلُوفاً، وَقَتَلَ دَاوُدُ عَشَرَاتِ الأُلُوفِ؟» -\p -\v 6 فَاسْتَدْعَى أَخِيشُ دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: «أُقْسِمُ لَكَ بِالرَّبِّ الْحَيِّ إِنَّكَ مُسْتَقِيمٌ، وَيَسُرُّنِي انْضِمَامُكَ إِلَى جَيْشِي لأَنَّنِي لَمْ أَجِدْ فِيكَ عِلَّةً مُنْذُ أَنْ جِئْتَ إِلَيَّ حَتَّى هَذَا الْيَوْمِ، غَيْرَ أَنَّ قَادَةَ جَيْشِي سَاخِطُونَ عَلَيْكَ. -\v 7 فَامْضِ الآنَ بِسَلامٍ وَعُدْ إِلَى مَوْضِعِكَ وَلا تَقْتَرِفْ مَا يُسِيءُ إِلَى أَقْطَابِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». -\p -\v 8 فَقَالَ دَاوُدُ: «مَاذَا جَنَيْتُ، وَأَيُّ عِلَّةٍ وَجَدْتَ فِي عَبْدِكَ مُنْذُ أَنْ مَثُلْتُ أَمَامَكَ إِلَى الْيَوْمِ حَتَّى لَا أَشْتَرِكَ فِي مُحَارَبَةِ أَعْدَاءِ سَيِّدِي الْمَلِكِ؟» -\v 9 فَقَالَ أَخِيشُ: «إِنَّنِي وَاثِقٌ أَنَّكَ صَالِحٌ فِي عَيْنَيَّ، كَمَلاكِ اللهِ، غَيْرَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَصَرُّوا قَائِلِينَ: لَا يَصْعَدُ دَاوُدُ مَعَنَا لِخَوْضِ الْحَرْبِ. -\v 10 لِذَلِكَ بَكِّرْ صَبَاحاً مَعَ عَبِيدِ سَيِّدِكَ الَّذِينَ وَفَدُوا مَعَكَ وَارْجِعُوا عِنْدَ طُلُوعِ الصَّبَاحِ». -\v 11 فَاسْتَيْقَظَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ مُبَكِّرِينَ لِيَرْجِعُوا إِلَى بِلادِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَأَمَّا الْفِلِسْطِينِيُّونَ فَتَقَدَّمُوا نَحْوَ يَزْرَعِيلَ. -\c 30 -\s1 داود يهلك العمالقة -\p -\v 1 وَمَا إِنْ وَصَلَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ إِلَى صِقْلَغَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَتَّى وَجَدُوا أَنَّ الْعَمَالِقَةَ قَدْ أَغَارُوا عَلَى النَّقَبِ وَهَاجَمُوا صِقْلَغَ وَأَحْرَقُوهَا بِالنَّارِ، -\v 2 بَعْدَ أَنْ أَخَذُوا كُلَّ مَنْ فِيهَا مِنْ نِسَاءٍ وَأَطْفَالٍ أَسْرَى حَرْبٍ، وَلَمْ يَقْتُلُوا صَغِيراً وَلا كَبِيراً. -\v 3 وَعِنْدَمَا دَخَلَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَجَدُوهَا مَحْرُوقَةً، وَأُسِرَتْ نِسَاؤُهُمْ وَبَنَاتُهُمْ وَأَبْنَاؤُهُمْ. -\v 4 فَعَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ بِالْبُكَاءِ حَتَّى أَصَابَهُمُ الإِعْيَاءُ. -\v 5 وَكَانَتِ امْرَأَتَا دَاوُدَ أَخِينُوعَمُ الْيَزْرَعِيلِيَّةُ وَأَبِيجَايِلُ أَرْمَلَةُ نَابَالَ الْكَرْمَلِيِّ مِنْ جُمْلَةِ الْمَسْبِيَّاتِ. -\v 6 وَتَفَاقَمَ ضِيقُ دَاوُدَ لأَنَّ الرِّجَالَ، مِنْ فَرْطِ مَا حَلَّ بِهِمْ مِنْ مَرَارَةٍ وَأَسىً عَلَى أَبْنَائِهِمْ وَبَنَاتِهِمْ، طَالَبُوا بِرَجْمِهِ، غَيْرَ أَنَّ دَاوُدَ تَشَبَّثَ وَتَقَوَّى بِالرَّبِّ إِلَهِهِ. -\p -\v 7 ثُمَّ قَالَ دَاوُدُ لأَبِيَاثَارَ الْكَاهِنِ ابْنِ أَخِيمَالِكَ: «أَحْضِرْ إِلَيَّ الأَفُودَ». فَأَحْضَرَهُ. -\v 8 وَاسْتَشَارَ دَاوُدُ الرَّبَّ قَائِلاً: «إِذَا تَعَقَّبْتُ هَؤُلاءِ الْغُزَاةَ فَهَلْ أُدْرِكُهُمْ؟» فَقَالَ لَهُ: «الْحَقْهُمْ، فَإِنَّكَ تُدْرِكُهُمْ وَتُنْقِذُ الأَسْرَى». -\v 9 فَانْطَلَقَ دَاوُدُ وَالسِّتُّ مِئَةِ رَجُلٍ الَّذِينَ مَعَهُ حَتَّى بَلَغُوا وَادِي الْبَسُورِ، فَتَخَلَّفَ قَوْمٌ مِنْهُمْ هُنَاكَ. -\v 10 أَمَّا دَاوُدُ فَوَاصَلَ طَرِيقَهُ مَعَ أَرْبَعِ مِئَةِ رَجُلٍ، بَعْدَ أَنْ تَخَلَّفَ مِئَتَا رَجُلٍ إعْيَاءً عَنْ عُبُورِ وَادِي الْبَسُورِ. -\v 11 فَصَادَفُوا رَجُلاً مِصْرِيًّا مُلْقىً فِي الْحَقْلِ، فَأَحْضَرُوهُ إِلَى دَاوُدَ، فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ طَعَاماً وَمَاءً فَأَكَلَ وَشَرِبَ. -\v 12 ثُمَّ أَعْطَوْهُ قُرْصاً مِنْ تِينٍ وَعُنْقُودَيْنِ مِنْ زَبِيبٍ. وَبَعْدَ أَنْ أَكَلَهَا انْتَعَشَتْ رُوحُهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَكَلَ طَعَاماً وَلا شَرِبَ مَاءً مُنْذُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ وَثَلاثِ لَيَالٍ. -\v 13 فَسَأَلَهُ دَاوُدُ: «مَنْ هُوَ سَيِّدُكَ وَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «أَنَا رَجُلٌ مِصْرِيٌّ، عَبْدٌ لِرَجُلٍ عَمَالِيقِيٍّ، وَقَدْ تَخَلَّى سَيِّدِي عَنِّي مُنْذُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ لأَنِّي مَرِضْتُ. -\v 14 فَإِنَّنَا قَدْ أَغَرْنَا عَلَى جَنُوبِيِّ بِلادِ الْكَرِيتِيِّينَ وَعَلَى جَنُوبِيِّ أَرْضِ يَهُوذَا وَجَنَوبِيِّ كَالَبَ وَأَحْرَقْنَا صِقْلَغَ بِالنَّارِ» -\v 15 فَسَأَلَهُ دَاوُدُ: «هَلْ تَدُلُّنِي عَلَى مَكَانِ هَؤُلاءِ الْغُزَاةِ؟» فَأَجَابَهُ: «احْلِفْ لِي بِاللهِ أَنَّكَ لَا تَقْتُلُنِي وَلا تُسَلِّمُنِي إِلَى سَيِّدِي، فَأَدُلَّكَ عَلَى مَكَانِ هَؤُلاءِ الْغُزَاةِ». -\p -\v 16 وَقَادَهُمْ إِلَى مُعَسْكَرِ عَمَالِيقَ فَوَجَدُوهُمْ مُنْتَشِرِينَ فِي الْحُقُولِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَرْقُصُونَ مِنْ جَرَّاءِ مَا أَصَابُوهُ مِنْ غَنِيمَةٍ عَظِيمَةٍ نَهَبُوهَا مِنْ أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَمِنْ أَرْضِ يَهُوذَا. -\v 17 فَهَاجَمَهُمْ دَاوُدُ مِنَ الْغُرُوبِ حَتَّى مَسَاءِ الْيَوْمِ التَّالِي، وَلَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ أَحَدٌ سِوَى أَرْبَعِ مِئَةِ غُلَامٍ رَكِبُوا جِمَالاً وَهَرَبُوا. -\v 18 وَاسْتَرَدَّ دَاوُدُ مَا اسْتَوْلَى عَلَيْهِ الْعَمَالِقَةُ وَأَنْقَذَ زَوْجَتَيْهِ. -\v 19 وَلَمْ يُفْقَدْ لَهُمْ شَيْءٌ لَا صَغِيرٌ وَلا كَبِيرٌ، وَلا أَبْنَاءٌ وَلا بَنَاتٌ وَلا غَنِيمَةٌ وَلا أَيُّ شَيْءٍ مِمَّا اسْتَوْلَى عَلَيْهِ الْعَمَالِقَةُ، بَلِ اسْتَرَدَّهَا دَاوُدُ جَمِيعَهَا. -\v 20 وَأَخَذَ دَاوُدُ غَنَمَ الْعَمَالِقَةِ وَبَقَرَهُمْ فَسَاقَهَا رِجَالُهُ أَمَامَ الْمَاشِيَةِ الأُخْرَى الَّتِي اغْتَنَمَهَا الْغُزَاةُ قَائِلِينَ: «هَذِهِ غَنِيمَةُ دَاوُدَ». -\p -\v 21 وَعَادَ دَاوُدُ إِلَى الْمِئَتَيْ رَجُلٍ الَّذِينَ أَعْيَوْا عَنِ الْمَسِيرِ وَرَاءَهُ فَخَلَّفُوهُمْ عِنْدَ وَادِي الْبَسُورِ، فَخَرَجُوا لاِسْتِقْبَالِ دَاوُدَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الشَّعْبِ، فَتَقَدَّمَ دَاوُدُ إِلَيْهِمْ لِيَطْمَئِنَّ عَلَى سَلامَتِهِمْ. -\v 22 غَيْرَ أَنَّ فِئَةً مِنَ المُشَاغِبِينَ مِنْ رِجَالِ دَاوُدَ مِمَّنِ اشْتَرَكُوا مَعَهُ فِي الْحَرْبِ اعْتَرَضُوا قَائِلِينَ: «لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمُ امْرَأَتَهُ وَأَبْنَاءَهُ وَيَمْضِ، أَمَّا الْغَنِيمَةُ الَّتِي اسْتَرْدَدْنَاهَا، فَلا نُعْطِيهُمْ مِنْهَا لأَنَّهُمْ لَمْ يَذْهَبُوا مَعَنَا». -\v 23 فَقَالَ دَاوُدُ: «لا تَفْعَلُوا هَكَذَا يَا إِخْوَتِي، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَنْعَمَ عَلَيْنَا وَحَفِظَنَا وَنَصَرَنَا عَلَى الْغُزَاةِ الَّذِينَ أَغَارُوا عَلَيْنَا. -\v 24 وَمَنْ يُوَافِقُكُمْ عَلَى هَذَا الأَمْرِ؟ لأَنَّ نَصِيبَ الْمُقِيمِ عِنْدَ الأَمْتِعَةِ لِحِرَاسَتِهَا كَنَصِيبِ مَنْ خَاضَ الْحَرْبَ، إِذْ تُقْسَمُ الْغَنِيمَةُ بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ». -\v 25 وَمُنْذُ ذَلِكَ الْحِينِ جَعَلَ دَاوُدُ هَذِهِ الْفَرِيضَةَ سُنَّةً تَسْرِي عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. -\p -\v 26 وَعِنْدَمَا رَجَعَ دَاوُدُ إِلَى صِقْلَغَ أَرْسَلَ جُزْءاً مِنَ الْغَنِيمَةِ إِلَى أَصْحَابِهِ مِنْ شُيُوخِ يَهُوذَا قَائِلاً: «هَذِهِ لَكُمْ هَدِيَّةُ بَرَكَةٍ مِنْ غَنَائِمِ أَعْدَاءِ الرَّبِّ». -\v 27 وَقَدْ بَعَثَ بِها إِلَى الَّذِينَ فِي بَيْتِ إِيلٍ، وَفِي رَامُوتَ الْجَنُوبِ، وَفِي يَتِّيرَ. -\v 28 وَفِي عَرُوعِيرَ، وَفِي سِفْمُوثَ، وَفِي أَشْتِمُوعَ. -\v 29 وَفِي رَاخَالَ، وَفِي مُدُنِ الْيَرْحَمْئِيلِيِّينَ، وَفِي مُدُنِ الْقَيْنِيِّينَ، -\v 30 وَفِي حُرْمَةَ وَفِي كُورِ عَاشَانَ، وَفِي عَتَاكَ، -\v 31 وَفِي حَبْرُونَ، وَإِلَى سَائِرِ الأَمَاكِنِ الَّتِي تَرَدَّدَ عَلَيْهَا دَاوُدُ وَرِجَالُهُ. -\c 31 -\s1 شاول ينهي حياته -\p -\v 1 وَحَارَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى جَبَلِ جِلْبُوعَ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ جَمْعٌ غَفِيرٌ وَهَرَبَ الْبَاقُونَ. -\v 2 وَتَعَقَّبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ شَاوُلَ وَأَبْنَاءَهُ، فَقَتَلُوا مِنْهُمْ يُونَاثَانَ وَأَبِينَادَابَ وَمَلْكِيشُوعَ. -\v 3 وَاشْتَدَّتِ الْمَعْرَكَةُ حَوْلَ شَاوُلَ، وَأَثْخَنَ رُمَاةُ السِّهَامِ شَاوُلَ بِالْجِرَاحِ. -\v 4 فَقَالَ شَاوُلُ لِحَامِلِ سِلاحِهِ: «اسْتَلَّ سَيْفَكَ وَاقْتُلْنِي بِهِ، لِئَلّا يَأْتِيَ هَؤُلاءِ الْغُلْفُ وَيَطْعَنُونِي وَيُشَوِّهُونِي». فَأَبَى حَامِلُ سِلاحِهِ الانْصِيَاعَ لِطَلَبِ سَيِّدِهِ خَوْفاً، فَأَخَذَ شَاوُلُ السَّيْفَ وَوَقَعَ عَلَيْهِ. -\v 5 وَعِنْدَمَا شَاهَدَ حَامِلُ سِلاحِهِ أَنَّ شَاوُلَ قَدْ مَاتَ، وَقَعَ هُوَ أَيْضاً عَلَى سَيْفِهِ وَمَاتَ. -\v 6 وَهَكَذَا مَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ شَاوُلُ وَأَبْنَاؤُهُ الثَّلاثَةُ وَحَامِلُ سِلاحِهِ وَجَمِيعُ رِجَالِهِ مَعاً. -\v 7 وَحِينَ رَأَى رِجَالُ إِسْرَائِيلَ الْمُقِيمِينَ عَلَى مُحَاذَاةِ الْوَادِي وَعَبْرِ الأُرْدُنِّ أَنَّ جَيْشَ إِسْرَائِيلَ قَدْ هَرَبَ، وَأَنَّ شَاوُلَ وَأَبْنَاءَهُ قَدْ مَاتُوا، هَجَرُوا الْمُدُنَ وَفَرُّوا. فَأَتَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَسَكَنُوا فِيهَا. -\p -\v 8 وَعِنْدَمَا جَاءَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ فِي الْيَوْمِ التَّالِي لِيَسْلُبُوا الْقَتْلَى عَثَرُوا عَلَى شَاوُلَ وَعَلَى أَبْنَائِهِ الثَّلاثَةِ صَرْعَى فِي جَبَلِ جِلْبُوعَ، -\v 9 فَقَطَعُوا رَأْسَ شَاوُلَ وَنَزَعُوا سِلاحَهُ، وَبَعَثُوا يُبَشِّرُونَ فِي جَمِيعِ أَرْجَاءِ بِلادِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَفِي مَعَابِدِهِمْ وَبَيْنَ قَوْمِهِمْ. -\v 10 وَوَضَعُوا سِلاحَهُ فِي مَعْبَدِ عَشْتَارُوثَ، وَسَمَّرُوا جَسَدَهُ عَلَى سُورِ بَيْتِ شَانَ. -\v 11 وَحِينَ بَلَغَ أَهْلَ يَابِيشَ جِلْعَادَ مَا فَعَلَهُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ بِجُثَّةِ شَاوُلَ، -\v 12 هَبَّ كُلُّ الْمُحَارِبِينَ الصَّنَادِيدِ وَسَارُوا اللَّيْلَ كُلَّهُ، وَأَنْزَلُوا جُثَّةَ شَاوُلَ وَجُثَثَ أَبْنَائِهِ عَنْ سُورِ بَيْتِ شَانَ، وَنَقَلُوهَا إِلَى يَابِيشَ وَأَحْرَقُوهَا هُنَاكَ. -\v 13 ثُمَّ جَمَعُوا عِظَامَهُمْ وَدَفَنُوهَا تَحْتَ الأَثْلَةِ فِي يَابِيشَ، وَصَامُوا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. +\rem Copyright © ‎1988, 1997, 2012 by Biblica, Inc‎.®‎ +\h صموئيل الأول +\toc1 كِتَابُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ +\toc2 صموئيل الأول +\toc3 1sa +\mt1 كِتَابُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ +\imt مقدمة +\ip من المرجح أن هذا الكتاب قد تم تدوينه، بوحي من الروح القدس، في القرن العاشر قبل الميلاد. وقد اشتملت التوراة العبرانية على كتابي صموئِيل الأول وصموئِيل الثاني في كتاب واحد على اعتبار أنهما يكونان تاريخاً متصلاً يروي قصة حياة كل من النبي صموئِيل، والملك شاول والملك داود. أما تقسيمهما في الترجمات الأخرى فذلك لاعتبارات شكلية ليس إلا. +\ip يستعرض هذا الكتاب سجل المعارك التي دارت رحاها بين الفلسطينيين وجيش الملك شاول وهزيمته في المعركة الفاصلة الأخيرة. يستهل الكتاب تأريخه بوصف للحالة السياسية والعسكرية المهينة التي كان يعاني منها بنو إسرائِيل، ثم ظهور النبي صموئِيل وتتويج شاول كأول ملك على إسرائيل. كان صموئِيل الزعيم الروحي للأمة، أما شاول فقد تولى زمام الشؤون المدنية والإدارية والعسكرية، وقد تمكن في الفترة الأولى من حياته من هزيمة أعدائه، ولكنه بعد تدهور حياته الروحية والأخلاقية أصيب بكارثة رهيبة أودت بحياته وحياة أبنائه في المعركة الخاسرة الأخيرة. وفيما كان نجم شاول يميل للأفول كان نجم داود في صعود وإشراق على الرغم من صغر سنه. ومالبث داود، بعد مصرع شاول أن تسلم قيادة البلاد. +\ip إن الفكرة الأساس في هذا الكتاب هي أن الله لا يهب المؤمنين به مناعة تقيهم تقلبات الحياة الإنسانية إنما يسبغ عليهم نعمة لكي يدركوا معنى الاتكال على الله ويجتازوا في بوتقة المحن إلى أن يبلغوا ميناء الأمان برعاية الله وإرشاده. ففي خضم المحن والحروب وقيام ملوك وسقوط آخرين؛ في أثناء السلام والطمأنينة والخير، يظل الله قابضاً على زمام التاريخ يوجه الأحداث الإنسانية لصالح الذين يتكلون عليه فيجدون راحة وشجاعة لتحمل عوادي الدهر. +\ie + + +\s5 +\c 1 +\s1 مولد صموئيل +\p +\v 1 كَانَ رَجُلٌ أَفْرَايِمِيٌّ اسْمُهُ أَلْقَانَةُ بْنُ يَرُوحَامَ بْنِ أَلِيهُوَ بْنِ تُوحُوَ بْنِ صُوفٍ، يُقِيمُ فِي رَامَتَايِمَ صُوفيِمَ مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ. +\v 2 وَكَانَ مُتَزَوِّجاً مِنِ امْرَأَتَيْنِ هُمَا حَنَّةُ وَفَنِنَّةُ. وَكَانَ لِفَنِنَّةَ أَوْلادٌ؛ أَمَّا حَنَّةُ فَكَانَتْ عَاقِراً. +\s5 +\v 3 وَكَانَ مِنْ عَادَةِ أَلْقَانَةَ أَنْ يَذْهَبَ مِنْ مَدِينَتِهِ مَعَ عَائِلَتِهِ فِي كُلِّ عَامٍ ليَسْجُدَ وَيُقَدِّمَ ذَبَائِحَ لِلرَّبِّ الْقَدِيرِ فِي شِيلُوهَ، وَكَانَ حُفْنِي وَفِينْحَاسُ ابْنَا عَالِي كَاهِنَيْنِ لِلرَّبِّ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. +\v 4 وَحِينَ يَأْتِي وَقْتُ تَقْدِيمِ الذَّبِيحَةِ كَانَ أَلْقَانَةُ يُعْطِي فَنِنَّةَ امْرَأَتَهُ وَجَمِيعَ أَبْنَائِهَا وَبَنَاتِهَا نَصِيباً وَاحِداً لِكُلٍّ مِنْهُمْ. +\s5 +\v 5 أَمَّا حَنَّةُ فَكَانَ يُعْطِيهَا نَصِيبَ اثْنَيْنِ لأَنَّهُ كَانَ يُحِبُّهَا. غَيْرَ أَنَّ الرَّبَّ جَعَلَهَا عَاقِراً. +\v 6 فَكَانَتْ ضَرَّتُهَا، حُبّاً فِي إِغَاظَتِهَا، تُعَيِّرُهَا لأَنَّ الرَّبَّ جَعَلَهَا عَاقِراً. +\s5 +\v 7 وَثَابَرَتْ عَلَى إِثَارَةِ غَيْظِهَا سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ كُلَّمَا ذَهَبَتْ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. فَبَكَتْ حَنَّةُ وَامْتَنَعَتْ عَنِ الأَكْلِ. +\v 8 فَسَأَلَهَا أَلْقَانَةُ زَوْجُهَا: «يَا حَنَّةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ وَلِمَاذَا تَمْتَنِعِينَ عَنِ الأَكْلِ؟ وَلِمَاذَا يَكْتَئِبُ قَلْبُكِ؟ أَلَسْتُ أَنَا خَيْراً لَكِ مِنْ عَشَرَةِ بَنِينَ؟». +\s5 +\p +\v 9 وَذَاتَ مَرَّةٍ بَعْدَ أَنْ فَرَغُوا مِنْ تَنَاوُلِ الطَّعَامِ فِي شِيلُوهَ، وَفِيمَا كَانَ عَالِي الْكَاهِنُ جَالِساً عَلَى الْكُرْسِيِّ عِنْدَ قَائِمَةِ خَيْمَةِ الرَّبِّ، قَامَتْ حَنَّةُ +\v 10 بِنَفْسٍ مُرَّةٍ وَصَلَّتْ إِلَى الرَّبِّ وَبَكَتْ بِحُرْقَةٍ، +\s5 +\v 11 وَنَذَرَتْ نَذْراً لِلرَّبِّ قَائِلَةً: «يَا رَبَّ الْجُنُودِ، إِنْ عَطَفْتَ عَلَى مَذَلَّةِ أَمَتِكَ، وَذَكَرْتَنِي وَلَمْ تَنْسَنِي، بَلْ وَهَبْتَ أَمَتَكَ ذُرِّيَّةً، فَإِنَّنِي أُعْطِيهِ لِلرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، وَلَنْ أَحْلِقَ رَأْسَهُ». +\s5 +\p +\v 12 وَأَطَالَتْ حَنَّةُ صَلاتَهَا أَمَامَ الرَّبِّ بَيْنَمَا كَانَ عَالِي يُرَاقِبُ حَرَكَةَ شَفَتَيْهَا. +\v 13 فَإِنَّ حَنَّةَ كَانَتْ تُصَلِّي فِي قَلْبِهَا وَلا يَتَحَرَّكُ مِنْهَا سِوَى شَفَتَيْهَا، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَصْدُرَ عَنْهُمَا صَوْتٌ، فَظَنَّ عَالِي أَنَّهَا سَكْرَى. +\v 14 فَقَالَ لَهَا عَالِي: «إِلَى مَتَى تَظَلِّينَ سَكْرَى؟ كُفِّي عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ» +\s5 +\v 15 فَأَجَابَتْهُ: «لا يَا سَيِّدِي: إِنَّنِي امْرَأَةٌ حَزِينَةُ الرُّوحِ، لَمْ أَشْرَبْ خَمْراً وَلا مُسْكِراً، بَلْ أَسْكُبُ نَفْسِي أَمَامَ الرَّبِّ. +\v 16 لَا تَظُنَّ أَمَتَكَ ابْنَةَ بَلِيَّعَالَ، فَإِنَّنِي مِنْ فَرْطِ كُرْبَتِي وَغَيْظِي قَدْ أَطَلْتُ صَلاتِي إِلَى الآنَ». +\s5 +\v 17 فَقَالَ لَهَا عَالِي: «اذْهَبِي بِسَلامٍ، وَلْيُعْطِكِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ مَا طَلَبْتِهِ مِنْ لَدُنْهِ». +\v 18 فَقَالَتْ: «لَيْتَ أَمَتَكَ تَحْظَى بِرِضَاكَ». ثُمَّ انْصَرَفَتْ فِي سَبِيلِهَا وَأَكَلَتْ، وَلَمْ تَعُدْ أَمَارَاتُ الْحُزْنِ تَكْسُو وَجْهَهَا. +\s5 +\p +\v 19 وَفِي الصَّبَاحِ التَّالِي بَكَّرُوا بِالنُّهُوضِ وَسَجَدُوا أَمَامَ الرَّبِّ، ثُمَّ عَادُوا إِلَى بَيْتِهِمْ فِي الرَّامَةِ. وَعَاشَرَ أَلْقَانَةُ زَوْجَتَهُ حَنَّةَ، وَاسْتَجَابَ الرَّبُّ دُعَاءَهَا. +\v 20 وَفِي غُضُونِ سَنَةٍ حَبِلَتْ حَنَّةُ وَأَنْجَبَتِ ابْناً دَعَتْهُ صَمُوئِيلَ قَائِلَةً: «لأَنِّي سَأَلْتُهُ مِنَ الرَّبِّ». +\s1 حنة تكرس صموئيل +\s5 +\p +\v 21 وَفِي مَوْعِدِ الذَّبِيحَةِ السَّنَوِيَّةِ مِنَ الْعَامِ التَّالِي، ذَهَبَ أَلْقَانَةُ وَأُسْرَتُهُ لِلْعِبَادَةِ. +\v 22 غَيْرَ أَنَّ حَنَّةَ تَخَلَّفَتْ عَنْهُمْ قَائِلَةً لِزَوْجِهَا: «سَأَنْتَظِرُ حَتَّى أَفْطِمَ الصَّبِيَّ، ثُمَّ آخُذُهُ لِيَمْثُلَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَأَتْرُكُهُ هُنَاكَ إِلَى الأَبَدِ». +\v 23 فَأَجَابَهَا أَلْقَانَةُ: «افْعَلِي مَا يَحْلُو لَكِ، وَامْكُثِي حَتَّى تَفْطِمِيهِ، وَيَكْفِينَا أَنَّ الرَّبَّ يَفِي بِمَا وَعَدَ بِهِ». فَمَكَثَتْ حَنَّةُ فِي بَيْتِهَا تُرْضِعُ ابْنَهَا إِلَى أَنْ فَطَمَتْهُ. +\s5 +\p +\v 24 ثُمَّ انْطَلَقَتْ بِالصَّبِيِّ، عَلَى الرَّغْمِ مِنْ صِغَرِ سِنِّهِ، إِلَى الرَّبِّ فِي شِيلُوهَ، وَمَعَهَا ثَلاثَةُ ثِيرَانٍ وَإِيفَةُ دَقِيقٍ (نَحْوَ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ لِتْراً) وَزِقُّ خَمْرٍ. +\v 25 وَبَعْدَ أَنْ ذَبَحُوا الثَّوْرَ حَمَلُوا الصَّبِيَّ إِلَى عَالِي، +\s5 +\v 26 وَقَالَتْ لَهُ: «لِتَحْيَ نَفْسُكَ يَا سَيِّدِي، أَنَا الْمَرْأَةُ الَّتِي مَثَلَتْ لَدَيْكَ هُنَا تُصَلِّي إِلَى الرَّبِّ، +\v 27 مُتَضَرِّعَةً إِلَيْهِ أَنْ يُعْطِيَنِي هَذَا الصَّبِيَّ، فاسْتَجَابَ الرَّبُّ دُعَائِي الَّذِي رَفَعْتُهُ إِلَيْهِ. +\v 28 لِذَلِكَ أَنَا أَهَبُهُ لِلرَّبِّ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِهِ». وَسَجَدُوا هُنَاكَ لِلرَّبِّ. + +\s5 +\c 2 +\s1 صلاة حنة +\p +\v 1 وَصَلَّتْ حَنَّةُ قَائِلَةً: «ابْتَهَجَ قَلْبِي بِالرَّبِّ وَسَمَتْ عِزَّتِي بِهِ. أَفْتَخِرُ عَلَى أَعْدَائِي لأَنِّي فَرِحْتُ بِخَلاصِكَ. +\s5 +\v 2 إِذْ لَيْسَ قُدُّوسٌ نَظِيرَ الرَّبِّ، وَلا يُوْجَدُ مَنْ يُمَاثِلُكَ، وَلَيْسَ صَخْرَةٌ كَإِلَهِنَا. +\s5 +\v 3 كُفُّوا عِنِ الْكِبْرِيَاءِ، وَكُمُّوا أَفْوَاهَكُمْ عَنِ الْغُرُورِ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهٌ عَلِيمٌ وَبِهِ تُوْزَنُ الأَعْمَالُ. +\v 4 لَقَدْ تَحَطَّمَتْ أَقْوَاسُ الْجَبَابِرَةِ وَتَنَطَّقَ الضُّعَفَاءُ بِالْقُوَّةِ. +\s5 +\v 5 الَّذِينَ كَانُوا شَبَاعَى آجَرُوا أَنْفُسَهُمْ لِقَاءَ الطَّعَامِ، وَالَّذِينَ كَانُوا جِيَاعاً مَلأَهُمُ الشِّبَعُ. أَنْجَبَتِ الْعَاقِرُ سَبْعَةً، أَمَّا كَثِيرَةُ الأَبْنَاءِ فَقَدْ ذَبُلَتْ. +\s5 +\v 6 الرَّبُّ يُمِيتُ وَيُحْيِي، يَطْرَحُ إِلَى الْهَاوِيَةِ وَيُصْعِدُ مِنْهَا. +\v 7 الرَّبُّ يُفْقِرُ وَيُغْنِي، يُذِلُّ وَيُعِزُّ. +\s5 +\v 8 يُنْهِضُ الْمِسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ، وَيَرْفَعُ الْبَائِسَ مِنْ كَوْمَةِ الرَّمَادِ، لِيُجْلِسَهُ مَعَ النُّبَلاءِ، وَيُمَلِّكَهُ عَرْشَ الْمَجْدِ، لأَنَّ لِلرَّبِّ أَسَاسَاتِ الأَرْضِ الَّتِي أَرْسَى عَلَيْهَا الْمَسْكُونَةَ. +\s5 +\v 9 هُوَ يَحْفَظُ أَقْدَامَ أَتْقِيَائِهِ، أَمَّا الأَشْرَارُ فَيَنْطَوُونَ فِي الظَّلامِ، لأَنَّهُ لَيْسَ بِالْقُوَّةِ يَتَغَلَّبُ الإِنْسَانُ. +\s5 +\v 10 مُخَاصِمُو الرَّبِّ يَتَحَطَّمُونَ، وَمِنَ السَّمَاءِ يَقْذِفُ رُعُودَهُ عَلَيْهِمْ؛ يَدِينُ الرَّبُّ أَقَاصِيَ الأَرْضِ، وَيَمْنَحُ عِزَّةً لِمَنْ يَخْتَارُهُ مَلِكاً وَيُمَجِّدُ مَسِيحَهُ». +\s5 +\p +\v 11 ثُمَّ رَجَعَ أَلْقَانَةُ إِلَى بَيْتِهِ فِي الرَّامَةِ، وَظَلَّ الصَّبِيُّ يَخْدُمُ الرَّبَّ لَدَى عَالِي الْكَاهِنِ. +\s1 تصرفات ابني عالي السّيئة +\s5 +\p +\v 12 أَمَّا ابْنَا عَالِي فَكَانَا مُتَوَرِّطَيْنِ فِي الشَّرِّ لَا يَعْرِفَانِ الرَّبَّ +\v 13 وَلا حَقَّ الْكَهَنَةِ الْمَتَوَجِّبَ عَلَى الشَّعْبِ. فَكَانَ كُلَّمَا قَدَّمَ رَجُلٌ ذَبِيحَةً يَأْتِي غُلامُ الْكَاهِنِ عِنْدَ طَبْخِ اللَّحْمِ حَامِلاً بِيَدِهِ خُطَّافاً ذَا ثلاثِ شُعَبٍ. +\v 14 فَيَغْرِزُهُ فِي اللَّحْمِ الَّذِي في الْمَرْحَضَةِ أَوِ الْمِرْجَلِ أَوِ الْمِقْلَى أَوِ الْقِدْرِ، وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ كُلَّ مَا يَعْلَقُ بِشُعَبِ الْخُطَّافِ. هَكَذَا كَانَا يُعَامِلانِ جَمِيعَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ الْقَادِمِينَ إِلَى شِيلُوهَ. +\s5 +\v 15 كَذَلِكَ كَانَ خَادِمُ الْكَاهِنِ يَأْتِي إِلَى ذَابِحِ الْقُرْبَانِ وَيَقُولُ لَهُ قَبْلَ إِحْرَاقِ الشَّحْمِ: «أَعْطِ لَحْماً لِلْكَاهِنِ حَتَّى يُشْوَى، فَإِنَّهُ لَا يَقْبَلُ مِنْكَ لَحْماً مَطْبُوخاً بَلْ نِيئاً». +\v 16 فَيُجِيبُهُ الرَّجُلُ: «لِيُحْرِقُوا أَوَّلاً شَحْمَ الذَّبِيحَةِ، ثُمَّ خُذْ مَا تَشْتَهِيهِ نَفْسُكَ». فَيَقُولُ الْخَادِمُ: «لا، بَلْ أَعْطِنِي الآنَ اللَّحْمَ وَإلَّا آخُذُهُ بِالرَّغْمِ عَنْكَ». +\v 17 فَعَظُمَتْ خَطِيئَةُ أَبْنَاءِ عَالِي أَمَامَ الرَّبِّ، لأَنَّ الشَّعْبَ اسْتَهَانَ بِذَبِيحَةِ الرَّبِّ مِنْ جَرَّاءِ تَصَرُّفَاتِهِمَا. +\s1 صموئيل يخدم أمام الرب +\s5 +\p +\v 18 وَكَانَ صَمُوئِيلُ آنَئِذٍ يَخْدُمُ فِي مَحْضَرِ الرَّبِّ وَهُوَ مَا بَرِحَ صَبِيًّا، يَرْتَدِي أَفُوداً مِنْ كَتَّانٍ. +\v 19 وَكَانَتْ أُمُّهُ تَصْنَعُ لَهُ جُبَّةً صَغِيرَةً، تُحْضِرُهَا مَعَهَا كُلَّ سَنَةٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَجُلِهَا لِتَقْرِيبِ الذَّبِيحَةِ السَّنَوِيَّةِ، +\s5 +\v 20 فَيُبَارِكُ عَالِي أَلْقَانَةَ وَزَوْجَتَهُ قَائِلاً: «لِيَرْزُقْكَ الرَّبُّ ذُرِّيَّةً مِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ عِوَضاً عَنِ الصَّبِيِّ الَّذِي وَهَبْتُمَاهُ لِلرَّبِّ». ثُمَّ يَرْجِعَانِ إِلَى حَيْثُ يُقِيمَانِ. +\v 21 وَعِنْدَمَا افْتَقَدَ الرَّبُّ حَنَّةَ، حَمَلَتْ وَأَنْجَبَتْ ثَلاثَةَ أَبْنَاءٍ وَبِنْتَيْنِ. أَمَّا صَمُوئِيلُ فَقَدْ تَرَعْرَعَ فِي خِدْمَةِ الرَّبِّ. +\s5 +\p +\v 22 وَطَعَنَ عَالِي فِي السِّنِّ. وَبَلَغَهُ مَا ارْتَكَبَهُ بَنوهُ مَنْ مَسَاوِئَ بِحَقِّ جَمِيِع الإِسْرَائِيلِيِّينَ، وَأَنَّهُمْ كَانَوا يُضَاجِعَونِ النِّسَاءَ الْمُجْتَمِعَاتِ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. +\v 23 فَقَال لَهُمْ: «لِمَاذَا تَرْتَكِبُونَ هَذِهِ الْفَوَاحِشَ، فَقَدْ بَلَغَتْنِي أَخْبَارُ مَسَاوِئِكُمْ مِنْ جَمِيعِ هَذَا الشَّعْبِ؟ +\v 24 لا، يا بَنِيَّ، فَالأَخْبَارُ الَّتِي بَلَغَتْنِي مُشِينَةٌ، إِذْ إِنَّكُمْ تَجْعَلُونَ الشَّعْبَ يَتَعَدَّى عَلَى شَرِيعَةِ الرَّبِّ. +\s5 +\v 25 فَإِنْ أَخْطَأَ إِنْسَانٌ نَحْوَ إِنْسَانٍ، فَاللهُ يَدِينُهُ، وَلَكِنْ إِنْ أَخْطَأَ إِلَى الرَّبِّ فَمَنْ يُصَلِّي مِنْ أَجْلِهِ؟» لَكِنَّهُمْ لَمْ يُعِيرَوا تَوْبِيخَ أَبِيهِمْ أَيَّ اهْتِمَامٍ لأَنَّ الرَّبَّ شَاءَ أَنْ يُمِيتَهُمْ. +\v 26 أَمَّا الصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ فَاسْتَمَرَّ يَنْمُو فِي الصَّلاحِ وَيَحْظَى بِرِضَى اللهِ وَالنَّاسِ. +\s1 نبوءة بهلاك أُسرة عالي +\s5 +\p +\v 27 وَذَاتَ يَوْمٍ جَاءَ نَبِيٌّ إِلَى عَالِي بِرِسَالَةٍ مِنَ اللهِ، قَالَ: «أَلَمْ أَتَجَلَّ لِبَيْتِ أَبِيكَ وَهُمْ مَا بَرِحُوا فِي مِصْرَ فِي دِيَارِ فِرْعَوْنَ، +\v 28 وَانْتَخَبْتُ أَبَاكُمْ هرُونَ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ لِيَكُونَ لِي كَاهِناً يُصْعِدُ عَلَى مَذْبَحِي قَرَابِينَ وَيُوْقِدُ بَخُوراً، وَيَرْتَدِي أَمَامِي أَفُوداً، وَوَهَبْتُ لِبَيْتِ أَبِيكَ جَمِيعَ وَقائِدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\v 29 فَلِمَاذَا تَحْتَقِرُونَ ذَبِيحَتِي وَتَقْدِمَتِي الَّتِي أَمَرْتُ بِها لِلْمَسْكَنِ، وَتُفَضِّلُ ابْنَيْكَ عَنِّي لِتُكَدِّسُوا الشَّحْمَ عَلَى أَبْدَانِكُمْ، مِمَّا تَخَيَّرْتُمُوهُ مِنْ قَرَابِينِ شَعْبِي؟ +\v 30 لِذَلِكَ يَقُولُ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: لَقَدْ وَعَدْتُ أَنْ يَظَلَّ بَيْتُكَ وَبَيْتُ أَبِيكَ يَخْدُمُونَ فِي مَحْضَرِي إِلَى الأَبَدِ. أَمَّا الآنَ، يَقُولُ الرَّبُّ: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ، لأَنَّنِي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي، أَمَّا الَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي فَيَصْغُرُونَ. +\s5 +\v 31 هَا هِي أَيَّامٌ مُقْبِلَةٌ يَخْطِفُ فِيهَا الْمَوْتُ رِجَالَكُمْ فَلا يَبْقَى شَيْخٌ فِي بَيْتِكَ. +\v 32 وَتَشْهَدُ ضِيقاً فِي مَسْكَنِي، بَيْنَمَا يَنْعَمُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ بِالرَّفَاهِيَةِ وَيَخْلُو بَيْتُكَ مِنَ الشُّيُوخِ كُلَّ الأَيَّامِ. +\v 33 وَيَكُونُ مَنْ أَسْتَحْيِيهِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ لِخِدْمَةِ مَذْبَحِي سَبَباً فِي إعْشَاءِ عَيْنَيْكَ بِالْدُّمُوعِ وَإِذَابَةِ قَلْبِكَ بِالْحُزْنِ، وَبَقِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ يَمُوتُونَ شُبَّاناً. +\s5 +\v 34 وَتَصْدِيقاً لِقَوْلِي أُعْطِيكَ عَلامَةً تُصِيبُ ابْنَيْكَ حُفْنِي وَفِينْحَاسَ: إِنَّهُمَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ يَمُوتَانِ كِلاهُمَا. +\v 35 فَأَخْتَارُ لِنَفْسِي كَاهِناً مُخْلِصاً يَعْمَلُ بِمُقْتَضَى مَا بِقَلْبِي وَنَفْسِي فَأُقِيمُ لَهُ بَيْتاً أَمِيناً، وَيَصِيرُ كَاهِناً لِلْمَلِكِ الَّذِي أَخْتَارُهُ. +\s5 +\v 36 وَكُلُّ مَنْ يَبْقَى مِنْ ذَرِّيَّتِكَ يَأْتِي إِلَيْهِ سَاجِداً مُتَوَسِّلاً مَنْ أَجْلِ قِطْعَةِ فِضَّةٍ وَرَغِيفِ خُبْزٍ، مُتَضَرِّعاً إِلَيْهِ قَائِلاً: هَبْنِي عَمَلاً بَيْنَ الْكَهَنَةِ لِآكُلَ كِسْرَةَ خُبْزٍ». + +\s5 +\c 3 +\s1 دعوة الله لصموئيل +\p +\v 1 وَخَدَمَ الصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ الرَّبَّ بِإِشْرَافِ عَالِي. وَكَانَتْ رَسَائِلُ الرَّبِّ نَادِرَةً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، وَالرُّؤَى عَزِيزَةً. +\v 2 وَحَدَثَ أَنَّ عَالِي كَانَ مُضْطَجِعاً فِي مَكَانِهِ الْمُعْتَادِ وَقَدْ كَلَّ بَصَرُهُ فَعَجَزَ عَنِ النَّظَرِ. +\v 3 وَبَيْنَمَا كَانَ صَمُوئِيلُ رَاقِداً فِي هَيْكَلِ الرَّبِّ الَّذِي فِيهِ تَابُوتُ اللهِ، وَلَمْ يَكُنْ سِرَاجُ اللهِ قَدِ انْطَفَأَ بَعْدُ، +\v 4 دَعَا الرَّبُّ صَمُوئِيلَ، فَأَجَابَ: «نَعَمْ». +\s5 +\v 5 وَهَرْوَلَ نَحْوَ عَالِي قَائِلاً: «هَا أَنَا قَدْ جِئْتُ لأَنَّكَ اسْتَدْعَيْتَنِي». فَقَالَ عَالِي: «إِنَّنِي لَمْ أَدْعُكَ. عُدْ وَاضْطَجِعْ». فَرَجَعَ صَمُوئِيلُ وَرَقَدَ. +\v 6 ثُمَّ دَعَا الرَّبُّ صَمُوئِيلَ مَرَّةً ثَانِيَةً، فَنَهَضَ صَمُوئِيلُ وَمَضَى إِلَى عَالِي قَائِلاً: «هَا أَنَا جِئْتُ لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي». فَأَجَابَهُ: «إِنَّنِي لَمْ أَدْعُكَ يَا ابْنِي، عُدْ وَاضْطَجِعْ». +\s5 +\v 7 وَلَمْ يَكُنْ صَمُوئِيلُ قَدَ عَرَفَ الرَّبَّ بَعْدُ، وَلا تَلَقَّى مِنْهُ أَيَّةَ رِسَالَةٍ. +\v 8 وَدَعَا الرَّبُّ صَمُوئِيلَ مَرَّةً ثَالِثَةً، فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى عَالِي قَائِلاً: «هَا أَنَا قَدْ جِئْتُ لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي». فَأَدْرَكَ عَالِي آنَئِذٍ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الَّذِي يَدْعُو الصَّبِيَّ، +\s5 +\v 9 فَقَالَ عَالِي لِصَمُوئِيلَ: «اذْهَبْ وَارْقُدْ، وَإذَا دَعَاكَ الرَّبُّ فَقُلْ: تَكَلَّمْ يَا رَبُّ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ». فَذَهَبَ صَمُوئِيلُ وَرَقَدَ فِي مَكَانِهِ. +\s5 +\p +\v 10 وَدَعَا الرَّبُّ كَمَا حَدَثَ فِي الْمَرَّاتِ السَّابِقَةِ: «صَمُوئِيلُ، صَمُوئِيلُ». فَأَجَابَ صَمُوئِيلُ: «تَكَلَّمْ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ» +\v 11 فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «هَا أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أُجْرِيَ أَمْراً فِي إِسْرَائِيلَ تَطِنُّ أُذُنَا كُلِّ مَنْ يَسْمَعُ بِهِ. +\s5 +\v 12 إِذْ أُوْقِعُ بِعَالِي كُلَّ مَا تَوَعَّدْتُ بِهِ بَيْتَهُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ. +\v 13 وَقَدْ أَنْبَأْتُهُ بِأَنَّنِي سَأَدِينُ بَيْتَهُ إِلَى الْأَبَدِ، عَلَى الشَّرِّ الَّذِي يَعْلَمُ أَنَّ ابْنَيْهِ قَدْ أَوْجَبَا بِهِ اللَّعْنَةَ عَلَى نَفْسَيْهِمَا، فَلَمْ يَرْدَعْهُمَا. +\v 14 لِهَذَا أَقْسَمْتُ أَنْ لَا يُكَفَّرَ عَنْ إِثْمِ بَيْتِ عَالِي بِذَبِيحَةٍ أَوْ تَقْدِمَةٍ إِلَى الأَبَدِ». +\s5 +\p +\v 15 وَنَامَ صَمُوئِيلُ إِلَى الصَّبَاحِ، ثُمَّ قَامَ وَفَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ الرَّبِّ. وَخَافَ أَنْ يُطْلِعَ عَالِي عَلَى الرُّؤْيَا. +\v 16 فَاسْتَدْعَى عَالِي إِلَيْهِ صَمُوئِيلَ. +\s5 +\v 17 وَسَأَلَهُ: «بِمَاذَا خَاطَبَكَ الرَّبُّ؟ لَا تُخْفِ عَنِّي. لِيُضَاعِفِ الرَّبُّ عِقَابَكَ إِنْ أَخْفَيْتَ عَنِّي كَلِمَةً مِمَّا خَاطَبَكَ بِهِ الرَّبُّ». +\v 18 فَأَطْلَعَهُ صَمُوئِيلُ عَلَى جَمِيعِ الْكَلامِ، وَلَمْ يُخْفِ عَنْهُ شَيْئاً. فَقَالَ عَالِي: «إِنَّهُ الرَّبُّ، وَهُوَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ». +\s5 +\p +\v 19 وَكَبُرَ الصَّبِيُّ. وَكَانَ الرَّبُّ مَعَهُ. لَمْ يَخْذُلْهُ قَطُّ. +\v 20 وَعَرَفَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ دَانٍ إِلَى بِئْرِ سَبْعَ أَنَّ الرَّبَّ قَدِ ائْتَمَنَ صَمُوئِيلَ ليَكُونَ لَهُ نَبِيًّا. +\v 21 وَظَلَّ الرَّبُّ يَتَجَلَّى فِي شِيلُوهَ حَيْثُ كَانَ يُعْلِنُ ذَاتَهُ لِصَمُوئِيلَ مِنْ خِلالِ رَسَائِلِهِ الَّتِي كَانَ صَمُوئِيلُ يُبَلِّغُهَا لِجَمِيعِ الشَّعْبِ. + +\s5 +\c 4 +\s1 الاستيلاء على تابوت العهد +\p +\v 1 وَاحْتَشَدَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ عِنْدَ حَجَرِ الْمَعُونَةِ لِمُحَارَبَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَتَجَمَّعَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ فِي أَفِيقَ. +\v 2 وَاصْطَفَّ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِلِقَاءِ إِسْرَائِيلَ وَمَا لَبِثَتْ أَنْ دَارَتْ رَحَى الْحَرْبِ، فَانْهَزَمَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَمَامَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الَّذِينَ قَتَلُوا مِنْهُمْ فِي مَيْدَانِ الْمَعْرَكَةِ نَحْوَ أَرْبَعَةِ آلافِ رَجُلٍ. +\s5 +\v 3 وَرَجَعَ النَّاجُونَ إِلَى مُعَسْكَرِهِمْ، فَتَسَاءَلَ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ: «لِمَاذَا هَزَمَنَا الرَّبُّ الْيَوْمَ أَمَامَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟ لِنَأْتِ بِتَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ مِنْ شِيلُوهَ وَنُدْخِلْهُ فِي وَسَطِنَا فِيُنْقِذَنَا مِنْ قَبْضَةِ أَعْدَائِنَا». +\v 4 فَبَعَثَ الْجَيْشُ إِلَى شِيلُوهَ بِمَنْ حَمَلَ تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ الْقَدِيرِ الْجَالِسِ عَلَى الْكَرُوبِيمِ، وَرَافَقَهُ أَيْضاً ابْنَا عَالِي: حُفْنِي وَفِينْحَاسُ. +\s5 +\p +\v 5 وَمَا إِنْ دَخَلَ تَابُوتُ عَهْدِ الرَّبِّ إِلَى الْمُعَسْكَرِ حَتَّى هَتَفَ جَمِيعُ الْجَيْشِ هُتَافاً عَظِيماً ارْتَجَّتْ لَهُ الأَرْضُ. +\v 6 فَسَمِعَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ ضَجِيجَ الْهُتَافِ فَتَسَاءَلُوا: «مَا ضَجِيجُ الْهُتَافِ هَذَا فِي مُعَسْكَرِ الْعِبْرَانِيِّينَ؟» وَلَمَّا عَرَفُوا أَنَّ تَابُوتَ الرَّبِّ قَدْ جِيءَ بِهِ إِلَى الْمُعَسْكَرِ، +\s5 +\v 7 اعْتَرَاهُمُ الْخَوْفُ وَقَالُوا: «لَقَدْ جَاءَ اللهُ إِلَى الْمُعَسْكَرِ، فَالْوَيْلُ لَنَا لأَنَّهُ لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُ هَذَا مِنْ قَبْلُ. +\v 8 وَيْلٌ لَنَا! مَنْ يُنْقِذُنَا مِنْ يَدِ أُولَئِكَ الآلِهَةِ الْقَادِرِينَ، فَإِنَّهُمْ هُمُ الآلِهَةُ الَّذِينَ أَنْزَلُوا بِمِصْرَ كُلَّ صُنُوفِ الضَّرَبَاتِ فِي الْبَرِّيَّةِ. +\v 9 تَشَجَّعُوا، وَكُونُوا أَبْطَالاً أَيُّهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ، لِئَلّا يَسْتَعْبِدَكُمُ الْعِبْرَانِيُّونَ كَمَا اسْتَعْبَدْتُمُوهُمْ. كُونُوا رِجَالاً وَاسْتَبْسِلُوا فِي الْقِتَالِ». +\s5 +\p +\v 10 فَحَارَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَانْهَزَمَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ، وَفَرَّ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَيْمَتِهِ. وَكَانَتِ الْمَجْزَرَةُ عَظِيمَةً جِدّاً، وَقُتِلَ مِنْ إِسْرَائِيلَ ثَلاثُونَ أَلْفَ رَجُلٍ. +\v 11 وَاسْتَوْلَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ عَلَى تَابُوتِ اللهِ، وَمَاتَ ابْنَا عَالِي حُفْنِي وَفِينْحَاسُ. +\s1 موت عالي +\s5 +\p +\v 12 وَأَقْبَلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ رَجُلٌ مِنْ مَيْدَانِ الْمَعْرَكَةِ إِلَى شِيلُوهَ بِثِيَابٍ مُمَزَّقَةٍ وَرَأْسٍ مُعَفَّرٍ بِالتُّرَابِ. +\v 13 وَكَانَ عَالِي حِينَذَاكَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيٍّ إِلَى جِوَارِ الطَّريِقِ يُرَاقِبُ، لأَنَّ قَلْبَهُ كَانَ مُضْطَرِباً عَلَى مَصِيرِ تَابُوتِ اللهِ. وَمَا إِنْ دَخَلَ الرَّجُلُ الْمَدِينَةَ وَأَذَاعَ النَّبَأَ حَتَّى ضَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا بِالصُّرَاخِ. +\s5 +\v 14 فَتَسَاءَلَ عَالِي: «مَا سِرُّ هَذَا الضَّجِيجِ؟» فَأَسْرَعَ الرَّجُلُ يُبَلِّغُهُ الْخَبَرَ. +\v 15 وَكَانَ عَالِي قَدْ بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَكَانَتْ عَيْنَاهُ قَدْ كَلَّتَا جِدّاً، فَلَمْ يَعُدْ قَادِراً عَلَى الإِبْصَارِ. +\s5 +\v 16 فَقَالَ الرَّجُلُ: «لَقَدْ وَصَلْتُ لِتَوِّي مِنْ مَيْدَانِ الْقِتَالِ هَارِباً الْيَوْمَ مِنْ لَهِيبِ الْمَعْرَكَةِ». فَسَأَلَهُ: «مَاذَا جَرَى يَا بُنَيَّ؟» +\v 17 فَأَجَابَ: «انْهَزَمَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَمَامَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَقُتِلَ عَدَدٌ كَبِيرٌ جِدّاً مِنَ الْجَيْشِ، وَمَاتَ أَيْضاً هُنَاكَ ابْنَاكَ حُفْنِي وَفِينْحَاسُ، وَأُخِذَ تَابُوتُ اللهِ». +\s5 +\v 18 وَمَا إِنْ ذَكَرَ الرَّجُلُ نَبَأَ تَابُوتِ اللهِ حَتَّى سَقَطَ عَالِي عَنِ الْكُرْسِيِّ إِلَى الْوَرَاءِ إِلَى جِوَارِ الْبَابِ، فَانْكَسَرَتْ رَقَبَتُهُ وَمَاتَ لأَنَّهُ كَانَ رَجُلاً شَيْخاً ثَقِيلَ الْجِسْمِ. وَقَدْ قَضَى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مُدَّةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. +\s5 +\p +\v 19 وَكَانَتْ كَنَّتُهُ امْرَأَةُ فِينْحَاسَ حُبْلَى تُوْشِكُ عَلَى الْوِلادَةِ، فَلَمَّا بَلَغَهَا خَبَرُ الاسْتِيلاءِ عَلَى تَابُوتِ اللهِ وَوَفَاةِ حَمِيهَا وَمَقْتَلِ زَوْجِهَا، سَقَطَتْ وَوَلَدَتْ، لأَنَّ آلامَ الْمَخَاضِ هَاجَمَتْهَا. +\v 20 وَعِنْدَ احْتِضَارِهَا قَالَتْ لَهَا النِّسْوَةُ الْمُحِيطَاتُ بِها: «لا تَجْزَعِي، فَقَدْ رُزِقْتِ بِوَلَدٍ»؛ فَلَمْ تُجِبْ وَلَمْ يَأْبَهْ قَلْبُهَا لِلْبُشْرَى. +\s5 +\v 21 وَدَعَتِ الصَّبِيَّ إِيخَابُودَ قَائِلَةً: «قَدْ زَالَ الْمَجْدُ مِنْ إِسْرَائِيلَ»؛ لأَنَّ تَابُوتَ اللهِ قَدْ أُخِذَ وَمَاتَ حَمُوها وَزَوْجُهَا +\v 22 وَهَذَا مَا دَعَاهَا لِلْقَوْلِ: «قَدْ زَالَ الْمَجْدُ مِنْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّ تَابُوتَ اللهِ قَدْ أُخِذَ». + +\s5 +\c 5 +\s1 تابوت العهد في أشدود وعقرون +\p +\v 1 وَأَخَذَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ تَابُوتَ اللهِ وَنَقَلُوهُ مِنْ حَجَرِ الْمَعُونَةِ إِلَى أَشْدُودَ، +\v 2 ثُمَّ أَدْخَلُوهُ إِلَى مَعْبَدِ دَاجُونَ إِلَهِهِمْ، وَوَضَعُوهُ إِلَى جِوَارِهِ. +\v 3 وَفِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي وَجَدَ أَهْلُ أَشْدُودَ صَنَمَ إِلَهِهِمْ دَاجُونَ مَطْرُوحاً عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ، فَرَفَعُوهُ وَأَقَامُوهُ فِي مَوْضِعِهِ. +\s5 +\v 4 وَفِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي عَثَرُوا عَلَى صَنَمِ دَاجُونَ مَطْرُوحاً عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ، وَرَأْسُهُ وَيَدَاهُ مَقْطُوعَةٌ وَمُلْقَاةٌ عَلَى الْعَتَبَةِ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ سِوَى جِسْمِ السَّمَكَةِ. +\v 5 لِذَلِكَ لَا يَطَأُ كَهَنَةُ دَاجُونَ وَسَائِرُ الدَّاخِلِينَ إِلَى مَعْبَدِ دَاجُونَ عَلَى عَتَبَةِ الْمَعْبَدِ فِي أَشْدُودَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. +\s1 تابوت العهد في جت وعقرون +\s5 +\p +\v 6 ثُمَّ ثَقُلَتْ وَطْأَةُ الرَّبِّ عَلَى الأَشْدُودِيِّينَ وَالْقُرَى الْمُحِيطَةِ بِهِمْ، فَأَصَابَهُمُ الْخَرَابُ، وَبَلاهُمْ بِالْبَوَاسِيرِ. +\v 7 وَعِنْدَمَا تَبَيَّنَ أَهْلُ أَشْدُودَ مَا يَجْرِي قَالُوا: «لا يَنْبَغِي أَنْ يَمْكُثَ تَابُوتُ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ عِنْدَنَا، لأَنَّ وَطْأَةَ يَدِهِ قَدْ قَسَتْ عَلَيْنَا وَعَلَى دَاجُونَ إِلَهِنَا». +\s5 +\v 8 فَاسْتَدْعَوْا أَقْطَابَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ جَمِيعَهُمْ قَائِلِينَ: «مَاذَا نَصْنَعُ بِتَابُوتِ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ؟» فَأَجَابُوهُمْ: «انْقُلُوهُ إِلَى جَتَّ». وَعِنْدَمَا نَقَلُوا تَابُوتَ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ إِلَى جَتَّ، +\v 9 عَاقَبَتْ يَدُ الرَّبِّ الْمَدِينَةَ، فَأَصَابَ أَهْلَهَا اضْطِرَابٌ عَظِيمٌ جِدّاً، وَتَفَشَّى فِي صَغِيرِهِمْ وَكَبِيرِهِمْ دَاءُ الْبَوَاسِيرِ. +\s5 +\v 10 فَأَرْسَلُوا تَابُوتَ اللهِ إِلَى عَقْرُونَ. وَمَا إِنْ دَخَلَ الْمَدِينَةَ حَتَّى صَرَخَ أَهْلُ عَقْرُونَ قَائِلِينَ: «قَدْ نَقَلُوا إِلَيْنَا تَابُوتَ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ لِكَيْ يَقْضُوا عَلَيْنَا وَعَلَى شَعْبِنَا». +\s5 +\v 11 فَبَعَثُوا وَاسْتَدْعَوْا أَقْطَابَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَقَالُوا: «أَعِيدُوا تَابُوتَ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ فَيَرْجِعَ إِلَى مَوْضِعِهِ وَلا يُفْنِيَنَا نَحْنُ وَشَعْبَنَا»؛ لأَنَّ الْمَوْتَ قَدْ مَلأَ الْمَدِينَةَ بِالرُّعْبِ، إذْ صَارَتْ وَطْأَةُ يَدِ الرَّبِّ عَلَيْهِمْ ثَقِيلَةً جِدّاً، +\v 12 وَمَنْ لَمْ يَمُتْ مِنَ النَّاسِ تَفَشَّتْ فِيهِمُ الْبَوَاسِيرُ، فَارْتَفَعَ صُرَاخُ الْمَدِينَةِ إِلَى عَنَانِ السَّمَاءِ. + +\s5 +\c 6 +\s1 إعادة تابوت العهد +\p +\v 1 وَبَقِيَ تَابُوتُ اللهِ فِي بِلادِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ. +\v 2 ثُمَّ سَأَلَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ الْكَهَنَةَ وَالْعَرَّافِينَ: «مَاذَا نَفْعَلُ بِتَابُوتِ الرَّبِّ؟ أَخْبِرُونَا كَيْفَ نُعِيدُهُ إِلَى مَوْطِنِهِ». +\s5 +\v 3 فَأَجَابُوهُمْ: «إِذَا أَعَدْتُمْ تَابُوتَ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ فَلا تُعِيِدُوهُ فَارِغاً بَلْ أَرْسِلُوا مَعَهُ قُرْبَانَ إِثْمٍ، حِينَئِذٍ تَبْرَأُونَ وَتُدْرِكُونَ عِلَّةَ مَا أَصَابَكُمْ مِنْ عِقَابٍ». +\v 4 فَسَأَلُوهُمْ: «وَمَا هُوَ قُرْبَانُ الإِثْمِ الَّذِي نُرْسِلُهُ؟» فَأَجَابُوا: «أَرْسِلُوا بِحَسَبِ عَدَدِ أَقْطَابِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ خَمْسَةَ نَمَاذِجَ ذَهَبِيَّةٍ لِلْبَوَاسِيرِ، وَخَمْسَةَ نَمَاذِجَ ذَهَبِيَّةٍ لِلْفِئْرَانِ، لأَنَّ الْكَارِثَةَ الَّتِي ابْتُلِيتُمْ بِها وَاحِدِةٌ عَلَيْكُمْ وَعَلى أَقْطَابِكُمْ. +\s5 +\v 5 وَاسْبِكُوا نَمَاذِجَ بَوَاسِيرِكُمْ وَنَمَاذِجَ فِيرَانِكُمُ الَّتِي خَرَّبَتِ الأَرْضَ، وَمَجِّدُوا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ، لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ مِنْ وَطْأَةِ يَدِهِ عَنْكُمْ وَعَنْ آلِهَتِكُمْ وَعَنْ أَرْضِكُمْ. +\v 6 فَلِمَاذَا تُصَلِّبُونَ قُلُوبَكُمْ كَمَا صَلَّبَ الْمِصْرِيُّونَ وَفِرْعَوْنُ قُلُوبَهُمْ؟ أَلَمْ يُطْلِقُوهُمْ عَلَى أَثَرِ مَا أَوْقَعَ بِهِمْ مِنْ عِقَابٍ؟ +\s5 +\v 7 وَالآنَ اصْنَعُوا عَرَبَةً وَاحِدَةً جَدِيدَةً وَارْبِطُوهَا إِلَى بَقَرَتَيْنِ مُرْضِعَتَيْنِ لَمْ يَعْلُهُمَا نِيرٌ، وَرُدُّوا عِجْلَيْهِمَا عَنْهُمَا إِلَى الْحَظِيرَةِ، +\v 8 ثُمَّ ضَعُوا تَابُوتَ الرَّبِّ عَلَى الْعَرَبَةِ مَعَ صُنْدُوقٍ فِيهِ أَمْتِعَةُ الذَّهَبِ الَّتِي تَرُدُّونَهَا لَهُ لِتَكُونَ قُرْبَانَ إِثْمٍ، وَأَطْلِقُوا الْعَرَبَةَ بِمَا عَلَيْهَا فَتَذْهَبَ. +\v 9 وَرَاقِبُوهَا، فَإِنِ اتَّجَهَتْ فِي طَرِيقِ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ إِلَى بَيْتِ شَمْسٍ تَعْلَمُونَ آنَئِذٍ أَنَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ بِنَا هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ، وَإِنْ مَضَتْ فِي غَيْرِ هَذَا الاتِّجَاهِ، نُدْرِكْ أَنَّ مَا أَصَابَنَا هُوَ صُدْفَةٌ، وَلَمْ يَكُنْ عِقَاباً مِنْ يَدِهِ». +\s5 +\p +\v 10 فَنَفَّذَ الرِّجَاُل الأَمْرَ، وَأَخَذُوا بَقَرَتَيْنِ مُرْضِعَتَيْنِ رَبَطُوهُمَا إِلَى الْعَرَبَةِ وِحَبَسُوا عِجْلَيْهِمَا فِي الْحَظِيرَةِ، +\v 11 ثُمَّ وَضَعُوا تَابُوتَ الرَّبِّ عَلَى الْعَرَبَةِ مَعَ الصُّنْدُوقِ وَفِيرَانِ الذَّهَبِ وَنَمَاذِجِ بَوَاسِيرِهِمْ، +\v 12 فَاتَّجَهَتِ الْبَقَرَتَانِ وَهُمَا تَجْأَرَانِ، مُبَاشَرَةً فِي طَرِيقِ بَيْتِ شَمْسَ فِي خَطٍّ مُسْتَقِيمٍ، لَا تَحِيدَانِ يَمِيناً وَلا شِمَالاً. وَسَارَ أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ خَلْفَهُمَا حَتَّى حُدُودِ بَيْتِ شَمْسَ. +\s5 +\v 13 وَكَانَ أَهْلُ بَيْتِ شَمْسَ يَقُومُونَ بِحَصَادِ الْقَمْحِ فِي الْوَادِي، وَمَا إِنْ رَأَوْا التَّابُوتَ حَتَّى غَمَرَتِ الْبَهْجَةُ قُلُوبَهُمْ +\s5 +\v 14 وَتَوَجَّهَتِ الْعَرَبَةُ إِلَى حَقْلِ رَجُلٍ اسْمُهُ يَهُوشَعُ الْبَيْتِشَمْسِيُّ، وَوَقَفَتْ بِجِوَارِ حَجَرٍ كَبِيرٍ. فَشَقَّ أَهْلُ بَيْتِ شَمْسَ خَشَبَ الْعَرَبَةِ وَذَبَحُوا الْبَقَرَتَيْنِ وَقَدَّمُوهُمَا مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ. +\v 15 وَأَنْزَلَ بَعْضُ اللّاوِيِّينَ تَابُوتَ الرَّبِّ وَالصُّنْدُوقَ الَّذِي مَعَهُ، بِمَا فِيهِ مِنْ أَمْتِعَةِ الذَّهَبِ، وَأَقَامُوهُمَا عَلَى الْحَجَرِ الْكَبِيرِ. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَصْعَدَ أَهْلُ بَيْتِ شَمْسَ مُحْرَقَاتٍ وَقَرَّبُوا ذَبَائِحَ لِلرَّبِّ. +\s5 +\v 16 وَبَعْدَ أَنْ شَاهَدَ أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْخَمْسَةُ مَا جَرَى رَجَعُوا إِلَى عَقْرُونَ فِي الْيَوْمِ نَفْسِهِ. +\s5 +\p +\v 17 أَمَّا قَرَابِينُ الإِثْمِ لِلرَّبِّ الَّتِي رَدَّهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ مِنْ نَمَاذِجِ بَوَاسِيرِ الذَّهَبِ، فَكَانَتْ وَاحِداً عَنْ أَشْدُودَ، وَوَاحِداً عَنْ غَزَّةَ، وَوَاحِداً عَنْ أَشْقَلُونَ، وَوَاحِداً عَنْ جَتَّ، وَوَاحِداً عَنْ عَقْرُونَ. +\v 18 وَكَانَتْ نَمَاذِجُ فِيرَانِ الذَّهَبِ عَلَى عَدَدِ مُدُنِ أَقْطَابِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْخَمْسَةِ، سَوَاءٌ كَانَتْ مُدُناً مُحَصَّنَةً أَمْ قَرْيَةً فِي الصَّحْرَاءِ. وَلا يَزَالُ الْحَجَرُ الْكَبِيرُ الَّذِي وَضَعُوا تَابُوتَ الرَّبِّ عَلَيْهِ بَاقِياً حَتَّى الآنَ فِي حَقْلِ يَهُوشَعَ فِي بَيْتِ شَمْسَ، شَاهِداً عَلَى هَذَا. +\s5 +\p +\v 19 وَعَاقَبَ الرَّبُّ أَهْلَ بَيْتِ شَمْسَ فَقَتَلَ مِنْهُمْ سَبْعِينَ رَجُلاً لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى مَا بِدَاخِلِ تَابُوتِ الرَّبِّ، فَنَاحَ الشَّعْبُ لأَنَّ الرَّبَّ أَوْقَعَ بِهِمْ كَارِثَةً عَظِيمَةً. +\v 20 وَقَالَ أَهْلُ بَيْتِ شَمْسَ: «مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُقَاوِمَ الرَّبَّ الإِلَهَ الْقُدُّوسَ هَذَا؟ وَإِلَى أَيْنَ نُرْسِلُ التَّابُوتَ مِنْ هُنَا؟» +\s5 +\v 21 وَبَعَثُوا بِرُسُلٍ إِلَى أَهْلِ قَرْيَةِ يَعَارِيمَ قَائِلِينَ: «قَدْ أَعَادَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ تَابُوتَ الرَّبِّ، فَتَعَالَوْا وَخُذُوهُ». + +\s5 +\c 7 +\p +\v 1 وَجَاءَ أَهْلُ يَعَارِيمَ وَأَخَذُوا تَابُوتَ الرَّبِّ حَيْثُ وَضَعُوهُ فِي بَيْتِ أَبِينَادَابَ الْقَائِمِ عَلَى التَّلِّ، وَكَرَّسُوا أَلِعَازَارَ ابْنَهُ لِيَقُومَ عَلَى حِرَاسَةِ التَّابُوتِ. +\s1 صموئيل يهزم الفلسطينيين في المصفاة +\p +\v 2 وَطَالَتْ مُدَّةُ بَقَاءِ التَّابُوتِ فِي قَرْيَةِ يَعَارِيمَ، إِذِ انْقَضَتْ عِشْرُونَ سَنَةً عَلَيْهِ هُنَاكَ. تَابَ فِيهَا كُلُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ نَائِحِينَ. +\s5 +\p +\v 3 فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِكُلِّ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ: «إِنْ كُنْتُمْ حَقّاً قَدْ تُبْتُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ إِلَى الرَّبِّ، فَانْزِعُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ وَأَصْنَامَ الْعَشْتَارُوثِ مِنْ وَسَطِكُمْ، وَهَيِّئُوا قُلُوبَكُمْ لِلرَّبِّ وَاعْبُدُوهُ وَحْدَهُ، فَيُنْقِذَكُمْ مَنْ قَبْضَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». +\v 4 فَتَخَلَّصَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنَ الْبَعْلِيمِ وَأَصْنامِ عَشْتَارُوثَ، وَعَبَدُوا الرَّبَّ وَحْدَهُ. +\s5 +\p +\v 5 فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «ادْعُوا كُلَّ إِسْرَائِيلَ لِلاجْتِمَاعِ فِي الْمِصْفَاةِ فَأُصَلِّيَ لأَجْلِكُمْ إِلَى الرَّبِّ». +\v 6 فَاجْتَمَعُوا فِي الْمِصْفَاةِ حَيْثُ اسْتَقَوْا مَاءً وَسَكَبُوهُ أَمَامَ الرَّبِّ، وَصَامُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَائِلِينَ هُنَاكَ: «قَدْ أَخْطَأْنَا إِلَى الرَّبِّ». وَكَانَ صَمُوئِيلُ يَقْضِي لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْمِصْفَاةِ. +\s5 +\v 7 وَإِذْ سَمِعَ أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ بِتَجَمُّعِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي الْمِصْفَاةِ، احْتَشَدُوا لِمُحَارَبَتِهِمْ. وَعِنْدَمَا بَلَغَ الْخَبَرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْتَرَاهُمُ الْخَوْفُ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، +\v 8 وَقَالُوا لِصَمُوئِيلَ: «لا تَكُفَّ عَنِ التَّضَرُّعِ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِنَا مِنْ أَجْلِنَا حَتَّى يُخَلِّصَنَا مِنْ قَبْضَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». +\s5 +\v 9 فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ حَمَلاً رَضِيعاً، وَقَدَّمَهُ بِكَامِلِهِ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ، وَتَضَرَّعَ إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ إِنْقَاذِ إِسْرَائِيلَ، فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ. +\s5 +\v 10 وَبَيْنَمَا كَانَ صَمُوئِيلُ يُقَدِّمُ الْمُحْرَقَةَ، أَقْبَلَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِمُحَارَبَةِ إِسْرَائِيلَ، فَأَطْلَقَ الرَّبُّ صَرْخَةً رَاعِدَةً عَظِيمَةً عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَلْقَتْ فِيهِمِ الرُّعْبَ فَانْهَزَمُوا أَمَامَ إِسْرَائِيلَ. +\v 11 فَانْدَفَعَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ مِنَ الْمِصْفَاةِ، وَتَعَقَّبُوهُمْ إِلَى مَا تَحْتَ بَيْتِ كَارٍ، وَقَضَوْا عَلَيْهِمْ. +\s5 +\p +\v 12 فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ حَجَراً وَنَصَبَهُ بَيْنَ الْمِصْفَاةِ وَالسِّنِّ، وَدَعَاهُ «حَجَرَ الْمَعُونَةِ» وَقَالَ: «إِلَى هُنَا أَعَانَنَا الرَّبُّ» +\s5 +\v 13 فَانْكَسَرَتْ شَوْكَةُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَلَمْ يَجْرُؤُوا عَلَى التَّعَدِّي عَلَى تُخُومِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّ يَدَ الرَّبِّ كَانَتْ ضِدَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ طَوَالَ حَيَاةِ صَمُوئِيلَ. +\v 14 وَاسْتَرَدَّ بَنُو إِسْرَائِيلَ كُلَّ الْمُدُنِ الَّتِي اقْتَطَعَهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ مِنْهُمْ مِنْ عَقْرُونَ إِلَى جَتَّ، وَاسْتَعَادُوا تُخُومَهُمْ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. كَمَا عَقَدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مُعَاهَدَةَ صُلْحٍ مَعَ الأَمُورِيِّينَ. +\s5 +\p +\v 15 وَظَلَّ صَمُوئِيلُ قَاضِياً لإِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، +\v 16 فَكَانَ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَنْتَقِلُ بَيْنَ بَيْتِ إِيلَ وَالْجِلْجَالِ وَالْمِصْفَاةِ لِيَعْقِدَ مَجْلِسَ قَضَائِهِ فِيهَا، +\v 17 ثُمَّ يَرْجِعُ لِلرَّامَةِ حَيْثُ يُقِيمُ، وَهُنَاكَ يَقْضِي لإِسْرَائِيلَ، كَمَا بَنَى هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ. + +\s5 +\c 8 +\s1 مطالبة بني إسرائيل بملك +\p +\v 1 وَلَمَّا طَعَنَ صَمُوئِيلُ فِي السِّنِّ نَصَّبَ ابْنَيْهِ قَاضِيَيْنِ لإِسْرَائِيلَ. +\p +\v 2 وَكَان اسْمُ ابْنِهِ الْبِكْرِ يُوئِيلَ، وَاسْمُ الثَّانِي أَبِيَّا، وَكَانَ مَقَرُّ قَضَائِهِمَا فِي بِئْرِ سَبْعَ. +\v 3 غَيْرَ أَنَّهُمَا لَمْ يَسْلُكَا فِي طَرِيقِهِ، بَلْ غَوَيَا وَرَاءَ الْمَكْسَبِ وَقَبِلا الرِّشْوَةَ وَحَابَيَا فِي الْقَضَاءِ. +\s5 +\v 4 فَاجْتَمَعَ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ وَجَاءُوا إِلَى صَمُوئِيلَ فِي الرَّامَةِ، +\v 5 وَقَالُوا لَهُ: «هَا أَنْتَ قَدْ شِخْتَ، وَلَمْ يَسْلُكِ ابْنَاكَ فِي طَرِيقِكَ، فَنَصِّبْ عَلَيْنَا مَلِكاً يَحْكُمُ عَلَيْنَا كَبَقِيَّةِ الشُّعُوبِ». +\s5 +\v 6 فَاسْتَاءَ صَمُوئِيلُ مِنْ طَلَبِهِمْ تَنْصِيبَ مَلِكٍ عَلَيْهِمْ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ، وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ، +\v 7 فَقَالَ الرَّبُّ لَهُ: «لَبِّ لِلشَّعْبِ طَلَبَهُ وَانْزِلْ عِنْدَ رَغْبَتِهِمْ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَرْفُضُوكَ أَنْتَ بَلْ إِيَّايَ رَفَضُوا، لِكَيْ لَا أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ. +\s5 +\v 8 وَهُمْ يُعَامِلُونَكَ الآنَ كَمَا عَامَلُونِي مُنْذُ أَنْ أَصْعَدْتُهُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، إِذْ تَرَكُونِي وَعَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى. +\v 9 وَالآنَ لَبِّ طَلَبَهُمْ، إِنَّمَا أَشْهِدْ عَلَيْهِمْ وَحَذِّرْهُمْ مِمَّا يُجْرِيهِ الْمَلِكُ الْمُتَسَلِّطُ عَلَيْهِمْ مِنْ قَضَاءٍ». +\s5 +\p +\v 10 وَأَبْلَغَ صَمُوئِيلُ الشَّعْبَ بِكُلِّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ، +\v 11 وَقَالَ: «اسْمَعُوا، هَذَا مَا يَقْضِي بِهِ المَلِكُ الَّذِي سَيَحْكُمُ عَلَيْكُمْ: يُجَنِّدُ أَبْنَاءَكُمْ وَيَجْعَلُهُمْ فُرْسَاناً وَخُدَّاماً وَجُنُوداً يَرْكُضُونَ أَمَامَ مَرْكَبَاتِهِ +\v 12 وَيُعَيِّنُ بَعْضَهُمْ قَادَةَ أُلُوفٍ وَقَادَةَ خَمَاسِينَ، يَحْرُثُونَ حُقُولَهُ وَيَحْصُدُونَ غَلّاتِهِ، وَيَصْنَعُونَ أَسْلِحَتَهُ وَمَرْكَبَاتِهِ الْحَرْبِيَّةَ. +\s5 +\v 13 وَيَأْخُذُ مِنْ بَنَاتِكُمْ لِيَجْعَلَ مِنْهُنَّ طَبَّاخَاتٍ وَخَبَّازَاتٍ وَصَانِعَاتِ عُطُورٍ، +\v 14 وَيَسْتَوْلِي عَلَى أَجْوَدِ حُقُولِكُمْ وَكُرُومِكُمْ وَزَيْتُونِكُمْ وَيَهَبُهَا لِعَبِيدِهِ. +\v 15 وَيَجْنِي عُشْرَ مَحَاصِيلِكُمْ لِيُوَزِّعَهَا عَلَى أَصْدِقَائِهِ وَحَاشِيَتِهِ +\s5 +\v 16 وَيُسَخِّرُ عَبِيدَكُمْ وَجَوَارِيَكُمْ وَخِيرَةَ شُبَّانِكُمْ وَحَمِيرَكُمْ فِي أَعْمَالِهِ. +\v 17 وَيَسْتَوْلِي عَلَى عُشْرِ غَنَمِكُمْ وَيَسْتَعْبِدُكُمْ. +\v 18 فَتَسْتَغِيثُونَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ جَوْرِ مَلِكِكُمُ، الَّذِي اخْتَرْتُمُوهُ لأَنْفُسِكُمْ، فَلا يَسْتَجِيبُ لَكُمُ الرَّبُّ». +\s5 +\p +\v 19 وَلَكِنَّ الشَّعْبَ أَبَى أَنْ يَسْتَمِعَ لِتَحْذِيرَاتِ صَمُوئِيلَ، وَأَصَرَّ قَائِلاً: «لا بَلْ نَصِّبْ عَلَيْنَا مَلِكاً، +\v 20 فَنَكُونَ كَسَائِرِ الشُّعُوبِ، لَنَا مَلِكٌ يَقْضِي بَيْنَنَا وَيقُودُنَا وَيُحَارِبُ مَعَارِكَنَا». +\s5 +\v 21 فَسَمِعَ صَمُوئِيلُ لِكَلامِ الشَّعْبِ، وَرَدَّدَهُ أَمَامَ الرَّبِّ، +\v 22 فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «لَبِّ طَلَبَهُمْ وَنَصِّبْ عَلَيْهِمْ مَلِكاً». فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِرِجَالِ إِسْرَائِيلَ: «لِيَنْصَرِفْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ إِلَى مَدِينَتِهِ». + +\s5 +\c 9 +\s1 صموئيل يمسح شاول ملكاً +\p +\v 1 وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ مِنْ ذَوِي النُّفُوذِ يُدْعَى قَيْساً بْنَ أَبِيئِيلَ بْنِ صَرُورَ بْنِ بَكُورَةَ بْنِ أَفِيحَ، +\v 2 وَكَانَ لَهُ ابْنٌ اسْمُهُ شَاوُلُ مِنْ أَكْثَرِ شُبَّانِ إِسْرَائِيلَ وَسَامَةً وَأَكْثَرَهُمْ طُولاً، لَمْ يَزِدْ طُولُ قَامَةِ أَحَدٍ مِنَ الشَّعْبِ عَنِ ارْتِفَاعِ كَتِفَيْهِ. +\s5 +\v 3 وَحَدَثَ أَنْ ضَلَّتْ حَمِيرُ قَيْسَ أَبِي شَاوُلَ، فَقَالَ لَهُ: «خُذْ مَعَكَ وَاحِداً مِنَ الْغِلْمَانِ وَامْضِ بَاحِثاً عَنِ الْحَمِيرِ». +\v 4 فَرَاحَ يَبْحَثُ عَنْهَا فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ وَفِي أَرْضِ شَلِيشَةَ، فَلَمْ يَعْثُرْ عَلَيْهَا. فَاجْتَازَ مَعَ غُلَامِهِ إِلَى أَرْضِ شَعَلِيمَ، ثُمَّ إِلَى أَرْضِ بِنْيَامِينَ فَلَمْ يَجِدَا لَهَا أَثَراً. +\s5 +\v 5 وَعِنْدَمَا بَلَغَا أَرْضَ صُوفٍ قَالَ شَاوُلُ لِرَفِيقِهِ الْغُلامِ: «تَعَالَ نَرْجِعُ لِئَلّا يَقْلَقَ أَبِي عَلَيْنَا أَكْثَرَ مِنْ قَلَقِهِ عَلَى الْحَمِيرِ». +\v 6 فَأَجَابَهُ: «فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ يُقِيمُ نَبِيٌّ يَتَمَتَّعُ بِالإِكْرَامِ، وَكُلُّ مَا يُنْبِئُ بِهِ يَتَحَقَّقُ، فَلْنَذْهَبْ إِلَيْهِ لَعَلَّهُ يُخْبِرُنَا عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي عَلَيْنَا سُلُوكُهَا». +\s5 +\v 7 فَقَالَ شَاوُلُ لِلْغُلامِ: «كَيْفَ نَذْهَبُ إِلَيْهِ وَنَحْنُ لَا نَحْمِلُ مَعَنَا هَدِيَّةً نُقَدِّمُهَا إِلَيْهِ حَتَّى الْخُبْزُ الَّذِي كَانَ مَعَنَا قَدْ نَفَدَ. إِنَّنَا لَا نَمْلِكُ شَيْئاً». +\v 8 فَقَالَ الْغُلامُ: «مَعِي رُبْعُ شَاقِلِ (أَيْ ثَلاثَةُ جِرَامَاتٍ) مِنَ الْفِضَّةِ، نُقَدِّمُهَا لَهُ فَيُخْبِرُنَا عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي نَتَّخِذُهَا». +\s5 +\v 9 وَكَانَ النَّبِيُّ حِينَذَاكَ يُدْعَى الرَّائِيَ، فَكَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ عِنْدَ ذِهَابِهِ لِيَسْتَشِيرَ الرَّبَّ: «هَيَّا نَذْهَبْ إِلَى الرَّائِي» +\v 10 فَقَالَ شَاوُلُ لِغُلامِهِ: «حَسَناً مَا تَقُولُ. هَلُمَّ نَذْهَبُ». وَانْطَلَقَا إِلَى الْمَدِينَةِ الَّتِي فِيهَا رَجُلُ اللهِ. +\p +\v 11 وَعِنْدَمَا بَلَغَا مَشَارِفَ الْمَدِينَةِ صَادَفَا فَتَيَاتٍ خَارِجَاتٍ لاِسْتِقَاءِ الْمَاءِ، فَسَأَلاهُنَّ: «أَهُنَا الرَّائِي؟» +\s5 +\v 12 فَأَجَبْنَهُمَا: «نَعَمْ. هَا هُوَ أَمَامَكُمَا. أَسْرِعَا الآنَ لأَنَّهُ قَدِمَ الْيَوْمَ إِلَى الْمَدِينَةِ لأَنَّ الشَّعْبَ يُقَرِّبُ الْيَوْمَ ذَبِيحَةً عَلَى التَّلِّ. +\v 13 فَإِنْ دَخَلْتُمَا الْمَدِينَةَ عَلَى التَّوِّ، تَلْحَقَانِ بِهِ قَبْلَ صُعُودِهِ إِلَى التَّلِّ لِيَأْكُلَ، لأَنَّ الشَّعْبَ لَا يَأْكُلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ حَتَّى يَأْتِيَ وَيُبَارِكَهَا. بَعْدَ ذَلِكَ يَتَنَاوَلُ الْمَدْعُوُّونَ مِنْهَا. فَأَسْرِعَا الآنَ خَلْفَهُ إِنْ شِئْتُمَا اليَوْمَ لِقَاءَهُ». +\s5 +\v 14 فَتَوَجَّهَا نَحْوَ الْمَدِينَةِ. وَفِيمَا هُمَا يَجْتَازَانِ فِي وَسَطِهَا، إِذَا بِصَمُوئِيلَ مُقْبِلٌ لِلِقَائِهِمَا فِي طَرِيقِ صُعُودِهِ إِلَى التَّلِّ. +\s5 +\p +\v 15 وَكَانَ الرَّبُّ قَدْ أَعْلَنَ لِصَمُوئِيلَ فِي الْيَوْمِ السَّابِقِ لِحُضُورِ شَاوُلَ: +\v 16 «غَداً فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ أَبْعَثُ إِلَيْكَ رَجُلاً مِنْ أَرْضِ بِنْيَامِينَ. فَامْسَحْهُ حَاكِماً عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، فَيُخَلِّصَهُمْ مِنْ قَبْضَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَقَدْ رَقَّ قَلْبِي لِشَعْبِي، لأَنَّ اسْتِغَاثَتَهُمْ قَدِ ارْتَفَعَتْ إِلَيَّ». +\s5 +\v 17 فَمَا إِنْ شَاهَدَ صَمُوئِيلُ شَاوُلَ حَتَّى قَالَ لَهُ الرَّبُّ: «هَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي أَخْبَرْتُكَ عَنْهُ. هَذَا الَّذِي يَحْكُمُ شَعْبِي». +\v 18 وَتَقَدَّمَ شَاوُلُ إِلَى صَمُوئِيلَ وَقَالَ: «أَخْبِرْنِي، أَيْنَ بَيْتُ الرَّائِي؟» +\v 19 فَأَجَابَ صَمُوئِيلُ: «أَنَا هُوَ الرَّائِي. اصْعَدْ أَمَامِي إِلَى التَّلِّ حَيْثُ نَتَنَاوَلُ الطَّعَامَ مَعاً، ثُمَّ أُطْلِقُكَ صَبَاحاً بَعْدَ أَنْ أُخْبِرَكَ بِكُلِّ مَا تَوَدُّ مَعْرِفَتَهُ. +\s5 +\v 20 أَمَّا الْحَمِيرُ الَّتِي ضَلَّتْ مُنْذُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فَلا تَقْلَقْ بِشَأْنِهَا، لأَنَّهُ قَدْ تَمَّ الْعُثُورُ عَلَيْهَا. أَلَيْسَ كُلُّ نَفِيسٍ فِي إِسْرَائِيلَ، هُوَ لَكَ وَلِكُلِّ بَيْتِ أَبِيكَ؟» +\v 21 فَأَجَابَ شَاوُلُ: «يَا سَيِّدِي، أَنَا أَنْتَمِي لِسِبْطِ بِنْيَامِينَ، أَصْغَرِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ، وَعَشِيرَتِي أَصْغَرُ عَشَائِرِ بِنْيَامِينَ شَأْناً، فَلِمَاذَا تُحَدِّثُنِي بِمِثْلِ هَذَا الْكَلامِ؟». +\s5 +\p +\v 22 فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ شَاوُلَ وَغُلامَهُ وَأَدْخَلَهُمَا إِلَى قَاعَةِ الطَّعَامِ، وَأَجْلَسَهُمَا عَلَى رَأْسِ الْمَائِدَةِ الَّتِي الْتَفَّ حَوْلَهَا نَحْوَ ثلاثِينَ رَجُلاً، +\s5 +\v 23 وَقَالَ لِلطَّبَّاخِ: «أَحْضِرْ قِطْعَةَ اللَّحْمِ الَّتِي أَعْطَيْتُكَ إِيَّاهَا وَطَلَبْتُ مِنْكَ أَنْ تَحْتَفِظَ بِها عِنْدَكَ». +\v 24 فَتَنَاوَلَ الطَّبَّاخُ السَّاقَ وَمَا عَلَيْهَا وَوَضَعَهَا أَمَامَ شَاوُلَ، وَقَالَ صَمُوئِيلُ: «هَذَا مَا احْتَفَظْتُ بِهِ لَكَ. كُلْ مِنْهُ لأَنَّهُ قَدِ احْتُفِظَ بِهِ خَصِيصاً لَكَ مُنْذُ أَنْ قُلْتُ: إِنَّنِي دَعَوْتُ ضُيُوفاً». فَأَكَلَ شَاوُلُ مَعَ صَمُوئِيلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ. +\s5 +\p +\v 25 وَعِنْدَمَا انْحَدَرُوا مِنَ التَّلِّ إِلَى الْمَدِينَةِ تَحَادَثَ صَمُوئِيلُ وَشَاوُلُ عَلَى السَّطْحِ. +\v 26 وَفِي فَجْرِ الْيَوْمِ التَّالِي اسْتَدْعَى صَمُوئِيلُ شَاوُلَ لِيَصْعَدَ إِلَى سَطْحِ الْبَيْتِ قَائِلاً: «انْهَضْ لأَصْرِفَكَ». فَتَهَيَّأَ شَاوُلُ لِلانْصِرَافِ، وَشَيَّعَهُ صَمُوئِيلُ إِلَى الْخَارِجِ. +\s5 +\v 27 وَعِنْدَمَا بَلَغَا طَرَفَ الْمَدِينَةِ قَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «قُلْ لِلْغُلامِ أَنْ يَسْبِقَنَا». وَعِنْدَمَا سَبَقَهُمَا قَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «قِفْ لأَتْلُوَ عَلَيْكَ رِسَالَةَ اللهِ لَكَ». + +\s5 +\c 10 +\p +\v 1 وَأَخَذَ صَمُوئِيلُ قِنِّينَةَ زَيْتٍ وَصَبَّ عَلَى رَأْسِ شَاوُلَ وَقَبَّلَهُ وَقَالَ: «لَقَدْ مَسَحَكَ الرَّبُّ رَئِيساً عَلَى مِيرَاثِهِ. +\v 2 حَالَمَا تَنْصَرِفُ مِنْ عِنْدِي الْيَوْمَ تُصَادِفُ رَجُلَيْنِ بِالْقُرْبِ مِنْ قَبْرِ رَاحِيلَ فِي صَلْصَحَ فِي أَرْضِ بِنْيَامِينَ، فَيَقُولانِ لَكَ: قَدْ تَمَّ الْعُثُورُ عَلَى الْحَمِيرِ الَّتِي ذَهَبْتَ تَبْحَثُ عَنْهَا، وَقَدْ تَبَدَّدَ قَلَقُ أَبِيكَ بِشَأْنِهَا. إِلّا أَنَّ الْقَلَقَ اسْتَبَدَّ بِهِ عَلَيْكُمَا قَائِلاً: كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ أَعْثُرَ عَلَى وَلَدِي؟ +\s5 +\v 3 وَتُتَابِعُ سَيْرَكَ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تَصِلَ إِلَى بَلُّوطَةِ تَابُورَ، فَيَلْتَقِيَكَ هُنَاكَ ثَلاثَةُ رِجَالٍ فِي طَرِيقِهِمْ إِلَى بَيْتِ إِيلَ لِيُقَدِّمُوا قُرْبَاناً لِلهِ، يَحْمِلُ أَحَدُهُمْ ثَلاثَةَ جِدَاءٍ، وَيَحْمِلُ الثَّانِي ثَلاثَةَ أَرْغِفَةِ خُبْزٍ، وَيَحْمِلُ الثَّالِثُ زِقَّ خَمْرٍ، +\v 4 فَيُحَيُّونَكَ وَيُقَدِّمُونَ لَكَ رَغِيفَيْ خُبْزٍ، فَاقْبَلْهُمَا مِنْهُمْ. +\s5 +\v 5 بَعْدَ ذَلِكَ تَصِلُ إِلَى تَلِّ اللهِ فِي جِبْعَةَ حَيْثُ تُعَسْكِرُ حَامِيَةٌ لِلْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَتُصَادِفُكَ عِنْدَ مَدْخَلِ جِبْعَةَ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ نَازِلِينَ مِنَ التَّلِّ يَعْزِفُونَ عَلَى الرَّبَابِ وَالدُّفِّ وَالنَّايِ وَالْعُودِ وَهُمْ يَتَنَبَّأُونَ، +\v 6 فَيَحِلُّ عَلَيْكَ رُوحُ الرَّبِّ فَتَتَنَبَّأُ مَعَهُمْ وَتَصِيرُ رَجُلاً آخَرَ. +\s5 +\v 7 وَعِنْدَمَا تَتَحَقَّقُ هَذِهِ الْعَلامَاتُ لَكَ، فَافْعَلْ مَا تَرَاهُ مُوَافِقاً، لأَنَّ الرَّبَّ مَعَكَ. +\v 8 وَعَلَيْكَ أَنْ تَسْبِقَنِي إِلَى الْجِلْجَالِ لأَنَّنِي قَادِمٌ إِلَيْهَا لأُصْعِدَ لِلرَّبِّ مُحْرَقَاتٍ وَأُقَرِّبَ ذَبَائِحَ سَلامٍ، فَامْكُثْ هُنَاكَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ رَيْثَمَا آتِي إِلَيْكَ لأُطْلِعَكَ عَمَّا يَتَوَجَّبُ عَلَيْكَ عَمَلُهُ». +\s1 شاول يصبح ملكاً +\s5 +\p +\v 9 وَمَا إِنِ انْصَرَفَ مِنْ عِنْدِ صَمُوئِيلَ، وَبَدَأَ رِحْلَةَ عَوْدَتِهِ حَتَّى أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ بِقَلْبٍ جَدِيدٍ وَتَحَقَّقَتْ لَهُ جَمِيعُ تِلْكَ الْعَلامَاتِ. +\v 10 وَعِنْدَمَا وَصَلَ جِبْعَةَ قَابَلَتْهُ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الأَنبِيَاءِ، فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ اللهِ وَتَنَبَّأَ فِي وَسَطِهِمْ. +\s5 +\v 11 وَحِينَ شَاهَدَهُ الَّذِينَ كَانُوا يَعْرِفُونَهُ مِنْ قَبْلُ يَتَنَبَّأُ، تَسَاءَلُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَاذَا جَرَى لابنِ قَيْسٍ؟ أَشَاوُلُ أَيْضاً بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ؟» +\v 12 فَأَجَابَ رَجُلٌ مِنَ الْمُقِيمِينَ هُنَاكَ: «وَمَنْ هُوَ أَبُو الأَنْبِيَاءِ؟» وَهَكَذَا صَارَ الْقَوْلُ: «أَشَاوُلُ أَيْضاً بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ» مَثَلاً. +\v 13 وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ التَّنَبُّوءِ، صَعِدَ إِلَى الْمُرْتَفَعِ، +\s5 +\v 14 فَرَآهُ عَمُّهُ، وَرَأَى غُلَامَهَ، فَسَأَلَهُمَا: «إِلَى أَيْنَ ذَهَبْتُمَا؟» فَأَجَابَهُ: «لِلْبَحْثِ عَنِ الْحَمِيرِ، وَلَمَّا أَخْفَقْنَا فِي الْعُثُورِ عَلَيْهَا قَدِمْنَا إِلَى صَمُوئِيلَ». +\v 15 فَقَالَ عَمُّ شَاوُلَ: «أَنْبِئْنِي مَاذَا قَالَ لَكُمَا صَمُوئِيلُ؟» +\v 16 فَأَجَابَ شَاوُلُ عَمَّهُ: «أَعْلَمَنَا أَنَّ الْحَمِيرَ قَدْ تَمَّ الْعُثُورُ عَلَيْهَا». وَلَكِنَّهُ كَتَمَ عَنْهُ أَمْرَ الْمَمْلَكَةِ الَّذِي حَدَّثَهُ بِهِ صَمُوئِيلُ. +\s5 +\p +\v 17 وَاسْتَدْعَى صَمُوئِيلُ الشَّعْبَ لِلاجْتِمَاعِ إِلَى الرَّبِّ فِي الْمِصْفَاةِ. +\v 18 وَأَبْلَغَهُمْ رِسَالَةَ الرَّبِّ لَهُمُ، الَّتِي تَقُولُ: «إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ وَأَنْقَذْتُكُمْ مِنْ قَبْضَةِ الْمِصْرِيِّينَ وَمِنْ جَوْرِ الْمَمَالِكِ الأُخْرَى الَّتِي ضَايَقَتْكُمْ، +\v 19 وَلَكِنَّكُمُ الْيَوْمَ تَنَكَّرْتُمْ لإِلَهِكُمْ، مُخَلِّصِكُمْ مِنْ جَمِيعِ الْمُسِيئِينَ إِلَيْكُمْ وَمِنْ مُضَايِقِيكُمْ، وَقُلْتُمْ لَهُ: نَصِّبْ عَلَيْنَا مَلِكاً. وَالآنَ امْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ حَسَبَ أَسْبَاطِكُمْ وَعَشَائِرِكُمْ». +\s5 +\v 20 وَطَلَبَ صَمُوئِيلُ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ أَنْ يَتَقَدَّمَ بِدَوْرِهِ لِلْمُثُولِ أَمَامَ الرَّبِّ، فَاخْتَارَ الرَّبُّ سِبْطَ بِنْيَامِينَ. +\v 21 ثُمَّ تَقَدَّمَتْ عَشَائِرُ سِبْطِ بِنْيَامِينَ، فَاخْتَارَ الرَّبُّ عَشِيرَةَ مَطْرِي، وَمِنْهَا وَقَعَ الاخْتِيَارُ عَلَى شَاوُلَ بْنِ قَيْسٍ. فَبَحَثُوا عَنْهُ فَلَمْ يَعْثُرُوا عَلَيْهِ. +\s5 +\v 22 فَسَأَلُوا الرَّبَّ: «أَلَمْ يَأْتِ الرَّجُلُ إِلَى هُنَا بَعْدُ؟» فَأَجَابَ: «هُوَذَا قَدِ اخْتَبَأَ بَيْنَ الأَمْتِعَةِ». +\v 23 فَتَرَاكَضُوا وَأَحْضَرُوهُ مِنْ هُنَاكَ. فَوَقَفَ بَيْنَ الشَّعْبِ، فَكَانَ أَطْوَلَهُمْ قَامَةً مِنْ كَتِفَيْهِ فَمَا فَوْقُ. +\s5 +\v 24 فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «أَشَاهَدْتُمْ مَنِ اخْتَارَهُ الرَّبُّ لِيَكُونَ مَلِكاً عَلَيْكُمْ؟ لَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ فِي كُلِّ الشَّعْبِ»؛ فَهَتَفُوا: «لِيَحْيَ الْمَلِكُ!» +\s5 +\v 25 وَأَطْلَعَ صَمُوئِيلُ الشَّعْبَ عَلَى حُقُوقِ الْمَلِكِ وَوَاجِبَاتِهِ وَدَوَّنَهَا فِي كِتَابٍ وَوَضَعَهُ أَمَامَ الرَّبِّ. ثُمَّ صَرَفَ صَمُوئِيلُ جَمِيعَ الشَّعْبِ إِلَى بُيُوتِهِمْ. +\s5 +\v 26 وَمَضَى شَاوُلُ أَيْضاً إِلَى بَيْتِهِ إِلَى جِبْعَةَ تُرَافِقُهُ الْجَمَاعَةُ الَّتِي مَسَّ اللهُ قَلْبَهَا. +\v 27 غَيْرَ أَنَّ فِئَةً مِنَ الغَوْغَاءِ قَالُوا: «كَيْفَ يُنْقِذُنَا هَذَا؟» فَاحْتَقَرُوهُ وَلَمْ يُقَدِّمُوا لَهُ هَدَايَا. أَمَّا شَاوُلُ فَاعْتَصَمَ بِالصَّمْتِ. + +\s5 +\c 11 +\s1 شاول ينقذ مدينة يابيش +\p +\v 1 وَزَحَفَ نَاحَاشُ الْعَمُّونِيُّ عَلَى يَابِيشَ جِلْعَادَ وَحَاصَرَهَا، فَقَالَ أَهْلُ يَابِيشَ لِنَاحَاشَ: «وَقِّعْ مَعْنَا مُعَاهَدَةً فَنُصْبِحَ عَبِيداً لَكَ» +\v 2 فَأَجَابَهُمْ: «حَسَناً، وَلَكِنْ بِشَرْطِ أَنْ أَقْلَعَ الْعَيْنَ الْيُمْنَى لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، فَيُصْبِحَ ذَلِكَ عَاراً عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ». +\s5 +\v 3 فَقَالَ لَهُ زُعَمَاءُ يَابِيشَ: «أَمْهِلْنَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ، نَبْعَثُ فِيهَا رُسُلاً إِلَى جَمِيعِ أَرَاضِي إِسْرَائِيلَ طَالِبِينَ النَّجْدَةَ، فَإِنْ لَمْ يُغِثْنَا أَحَدٌ، نُذْعِنْ لِشَرْطِكَ». +\s5 +\v 4 وَعِنْدَمَا وَصَلَ رُسُلُ يَابِيشَ إِلَى جِبْعَةِ شَاوُلَ، وَأَطْلَعُوا الشَّعْبَ عَلَى الأَمْرِ، عَلا بُكَاءُ الشَّعْبِ. +\p +\v 5 وَفِيمَا هُمْ كَذَلِكَ، أَقْبَلَ شَاوُلُ مِنَ الْحَقْلِ يَقُودُ أَمَامَهُ الْبَقَرَ، فَتَسَاءَلَ: «مَا بَالُ الشَّعْبِ يَبْكِي؟» فَرَوَوْا لَهُ خَبَرَ أَهْلِ يَابِيشَ، +\s5 +\v 6 فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ اللهِ عِنْدَمَا سَمِعَ الْخَبَرَ وَثَارَ غَضَبُهُ. +\v 7 وَأَخَذَ ثَوْرَيْنِ قَطَّعَهُمَا إِلَى أَجْزَاءَ وَزَّعَهَا عَلَى كُلِّ أَرْجَاءِ إِسْرَائِيلَ بِيَدِ رُسُلٍ قَائِلاً: «هَكَذَا يَحْدُثُ لِبَقَرِ كُلِّ مَنْ يَتَخَلَّفُ عَنِ الْخُرُوجِ وَرَاءَ شَاوُلَ وَوَرَاءَ صَمُوئِيلَ». فَطَغَى رُعْبُ الرَّبِّ عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَالْتَفُّوا حَوْلَ شَاوُلَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ. +\v 8 وَأَحْصَاهُمْ شَاوُلُ فِي بَازَقَ فَبَلَغَ عَدَدُهُمْ ثَلاثَ مِئَةِ أَلْفٍ، فَضْلاً عَنْ ثَلاثِينَ أَلْفاً مِنْ رِجَالِ يَهُوذَا. +\s5 +\v 9 وَقَالُوا لِلرُّسُلِ الْوَافِدِينَ: «أَخْبِرُوا أَهْلَ يَابِيشَ أَنَّ غَداً، عِنْدَ اشْتِدَادِ حَرِّ الشَّمْسِ، يَتِمُّ خَلاصُكُمْ». وَعِنْدَمَا عَادَ الرُّسُلُ وَأَخْبَرُوا أَهْلَ يَابِيشَ عَمَّهُمُ الْفَرَحُ. +\v 10 فَقَالَ أَهْلُ يَابِيشَ لِلْعَمُّونِيِّينَ: «غَداً نَخْرُجُ إِلَيْكُمْ مُسْتَسْلِمِينَ لِتَصْنَعُوا بِنَا مَا يَطِيبُ لَكُمْ». +\s5 +\p +\v 11 وَفِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي قَسَمَ شَاوُلُ جَيْشَهُ إِلَى ثَلاثِ فِرَقٍ، وَهَجَمُوا عَلَى مُعَسْكَرِ الْعَمُّونِيِّينَ عِنْدَ الْفَجْرِ وَأَعْمَلُوا فِيهِمْ تَقْتِيلاً حَتَّى اشْتَدَّ حَرُّ النَّهَارِ. وَالَّذِينَ نَجَوْا مِنْهُمْ تَشَتَّتُوا حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمُ اثْنَانِ مَعاً. +\s1 تجديد عهد الملك +\s5 +\p +\v 12 وَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ: «أَيْنَ هَؤُلاءِ الَّذِينَ تَسَاءَلُوا: أَيَمْلِكُ شَاوُلُ عَلَيْنَا؟ سَلِّمُوهُمْ لَنَا فَنَقْتُلَهُمْ». +\v 13 فَقَالَ شَاوُلُ: «لا يُقْتَلُ أَحَدٌ فِي هَذَا الْيَوْمِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ صَنَعَ الْيَوْمَ خَلاصاً فِي إِسْرَائِيلَ». +\s5 +\p +\v 14 وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ: «هَيَّا نَذْهَبْ إِلَى الْجِلْجَالِ لِنُجَدِّدَ هُنَاكَ عَهْدَ الْمَلِكِ». +\v 15 فَتَوَجَّهَ الشَّعْبُ إِلَى الْجِلْجَالِ، وَمَلَّكُوا هُنَاكَ شَاوُلَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَقَرَّبُوا ذَبَائِحَ سَلامٍ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ. وَغَمَرَتِ الْفَرْحَةُ شَاوُلَ وَسَائِرَ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ. + +\s5 +\c 12 +\s1 خطاب صموئيل +\p +\v 1 وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِكُلِّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ: «هَا أَنَا قَدْ لَبَّيْتُ طَلَبَكُمْ وَحَقَّقْتُ لَكُمْ كُلَّ مَا سَأَلْتُمْ وَنَصَّبْتُ عَلَيْكُمْ مَلِكاً، +\v 2 وَقَدْ صَارَ لَكُمْ مَلِكٌ يَسِيرُ أَمَامَكُمْ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ شِخْتُ وَغَزَا الشَّيْبُ شَعْرَ رَأْسِي. وَهَا أَوْلادِي بَيْنَكُمْ، وَأَنَا قَدْ خَدَمْتُكُمْ مُنْذُ صِبَايَ. +\s5 +\v 3 فَاشْهَدُوا عَلَيَّ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، وَأَمَامَ مَلِكِهِ الْمُخْتَارِ، إِنْ كُنْتُ قَدْ أَخَذْتُ ثَوْراً أَوْ حِمَاراً مِنْ أَحَدٍ، أَوْ ظَلَمْتُ أَوْ جُرْتُ عَلَى أَحَدٍ أَوْ قَبِلْتُ رِشْوَةً مِنْ أَحَدٍ لأُغْمِضَ عَيْنَيَّ عَنْهُ، فَأُعَوِّضَ ذَلِكَ عَلَيْكُمْ». +\s5 +\v 4 فَأَجَابُوهُ: «لَمْ تَظْلِمْنَا وَلَمْ تَجُرْ عَلَيْنَا وَلا أَخَذْتَ شَيْئاً مِنْ أَحَدٍ». +\v 5 فَقَالَ لَهُمْ: «لِيَكُنِ الرَّبُّ وَمَلِكُهُ الْمُخْتَارُ شَاهِدَيْنِ فِي هَذَا الْيَوْمِ عَلَى بَرَاءَتِي الْكَامِلَةِ». فَقَالُوا: «يَشْهَدُ الرَّبُّ». +\s5 +\p +\v 6 وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ: «إِنَّ الرَّبَّ هُوَ الَّذِي اخْتَارَ مُوسَى وَهروُنَ وَأَخْرَجَ آبَاءَكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ. +\v 7 وَالآنَ امْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ لأُذَكِّرَكُمْ بِجَمِيعِ مُعَامَلاتِهِ الَّتِي أَجْرَاهَا مَعَكُمْ وَمَعَ آبَائِكُمْ: +\s5 +\v 8 بَعْدَ أَنْ نَزَلَ يَعْقُوبُ دِيَارَ مِصْرَ، وَاضْطَهَدَ الْمِصْرِيُّونَ ذُرِّيَّتَهُ، اسْتَغَاثَ آبَاؤُكُمْ بِالرَّبِّ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ مُوسَى وَهروُنَ فَأَخْرَجَاهُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ وَقَادَاهُمْ لِلإِقَامَةِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. +\v 9 وَعِنْدَمَا تَنَاسَوْا الرَّبَّ إِلَهَهُمْ سَلَّطَ عَلَيْهِمْ سِيسَرَا قَائِدَ جَيْشِ حَاصُورَ وَالْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَمَلِكَ مُوآبَ فَحَارَبُوهُمْ. +\s5 +\p +\v 10 فَاسْتَغَاثُوا بِالرَّبِّ قَائِلِينَ: أَخْطَأْنَا إِذْ تَرَكْنَا الرَّبَّ وَعَبَدْنَا الْبَعْلِيمَ وَالْعَشْتَارُوثَ. فَالآنَ أَنْقِذْنَا مِنْ قَبْضَةِ أَعْدَائِنَا فَنُخْلِصَ لَكَ الْعِبَادَةَ. +\v 11 فَأَقَامَ الرَّبُّ جِدْعُونَ وَبَدَانَ وَيَفْتَاحَ وَصَمُوئِيلَ وَأَنْقَذَكُمْ مِنْ قَبْضَةِ أَعْدَائِكُمُ الْمُحِيطِينَ بِكُمْ، وَسَكَنْتُمْ مُطْمَئِنِّينَ. +\s5 +\v 12 وَلَمَّا عَايَنْتُمْ نَاحَاشَ مَلِكَ عَمُّونَ زَاحِفاً عَلَيْكُمْ قُلْتُمْ لِي: نَصِّبْ عَلَيْنَا مَلِكاً، مَعَ أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ مَلِكُكُمْ. +\v 13 وَالآنَ هَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي اخْتَرْتُمْ وَطَلَبْتُمْ، قَدْ جَعَلَهُ الرَّبُّ عَلَيْكُمْ مَلِكاً. +\s5 +\v 14 فَإِنِ اتَّقَيْتُمُ الرَّبَّ وَعَبَدْتُمُوهُ وَأَطَعْتُمْ وَصَايَاهُ وَلَمْ تَعْصَوْا أَمْرَهُ وَاتَّبَعْتُمُ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ أَنْتُمْ وَمَلِكُكُمُ الْمُتَسَلِّطُ عَلَيْكُمْ: فَلَنْ يُصِيبَكُمْ مَكْرُوهٌ. +\p +\v 15 وَلَكِنْ إِنْ عَصَيْتُمْ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَمْرَهُ، فَإِنَّ عِقَابَ الرَّبِّ يَنْزِلُ بِكُمْ كَمَا نَزَلَ بِآبَائِكُمْ. +\s5 +\v 16 وَالآنَ قِفُوا وَانْظُرُوا مَا يُجْرِيهِ الرَّبُّ مِنْ آيَةٍ عَظِيمَةٍ أَمَامَكُمْ: +\v 17 أَلَيْسَ الْيَوْمُ هُوَ مَوْسِمُ حَصَادِ الْقَمْحِ؟ سَأُصَلِّي إِلَى الرَّبِّ حَتَّى يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ رُعُوداً وَمَطَراً، فَتُدْرِكُونَ عِظَمَ الشَّرِّ الَّذِي ارْتَكَبْتُمُوهُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حِينَ طَلَبْتُمْ أَنْ يُنَصِّبَ عَلَيْكُمْ مَلِكاً». +\v 18 وَصَلَّى صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّبِّ فَأَرْسَلَ رُعُوداً وَمَطَراً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَاسْتَوْلَى خَوْفٌ شَدِيدٌ عَلَى الشَّعْبِ مِنَ الرَّبِّ وَمِنْ صَمُوئِيلَ. +\s5 +\p +\v 19 وَتَوَسَّلَ جَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَى صَمُوئِيلَ قَائِلِينَ: «صَلِّ مِنْ أَجْلِ عَبِيدِكَ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكَ لِكَي لَا نَمُوتَ، لأَنَّنَا قَدْ أَضَفْنَا إِلَى جَمِيعِ خَطَايَانَا شَرّاً جَدِيداً حِينَ طَلَبْنَا أَنْ يُنَصِّبَ عَلَيْنَا مَلِكاً». +\p +\v 20 فَقَال صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ: «لا تَخَافُوا، فَأَنْتُمْ حَقّاً قَدِ اقْتَرَفْتُمْ كُلَّ هَذَا الشَّرِّ، وَلَكِنْ إِيَّاكُمْ أَنْ تَحِيدُوا عَنِ الرَّبِّ، بَلِ اعْبُدُوهُ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ. +\v 21 وَلا تَضِلُّوا وَرَاءَ الأَصْنَامِ الْبَاطِلَةِ الَّتِي لَا تُفِيدُ وَلا تُنْقِذُ، لأَنَّهُ لَا طَائِلَ مِنْهَا. +\s5 +\v 22 فَالرَّبُّ لَا يَتَخَلَّى عَنْ شَعْبِهِ إِكْرَاماً لاِسْمِهِ الْعَظِيمِ، لأَنَّهُ شَاءَ أَنْ يَجْعَلَكُمْ لَهُ شَعْباً. +\v 23 وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِىءَ إِلَى الرَّبِّ، فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، بَلْ أُوَاظِبُ عَلَى تَعْلِيمِكُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الْمُسْتَقِيمَ. +\s5 +\v 24 وَعَلَيْكُمْ بِتَقْوَى الرَّبِّ وَعِبَادَتِهِ بِأَمَانَةٍ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ، مُتَأَمِّلِينَ الْعَظَائِمَ الَّتِي صَنَعَهَا مَعَكُمْ. +\v 25 وَأَمَّا إِنِ ارْتَكَبْتُمُ الشَّرَّ فَمَصِيرُكُمْ أَنْتُمْ وَمَلِكِكُمُ الْهَلاكُ». + +\s5 +\c 13 +\s1 صموئيل يوبخ شاول +\p +\v 1 كَانَ شَاوُلُ ابْنَ (ثَلاثِينَ) سَنَةٍ حِينَ مَلَكَ، وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ مُلْكِهِ، +\v 2 اخْتَارَ ثَلاثَةَ آلافِ رَجُلٍ مِنْ إِسْرَائِيلَ، احْتَفَظَ بِأَلْفَيْنِ مِنْهُمْ لِنَفْسِهِ فِي مِخْمَاسَ وَفِي جَبَلِ بَيْتِ إِيلَ، وَتَرَكَ أَلْفاً مَعَ يُونَاثَانَ ابْنِهِ فِي جِبْعَةِ بِنْيَامِينَ. وَأَمَّا بَقِيَّةُ الْجَيْشِ فَقَدْ سَرَّحَهُمْ لِيَعُودَ كُلٌّ إِلَى بَيْتِهِ. +\s5 +\v 3 وَهَاجَمَ يُونَاثَانُ حَامِيَةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْمُعَسْكِرَةَ فِي جِبْعَ، فَبَلَغَ الْخَبَرُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَأَطْلَقَ شَاوُلُ البُوقَ فِي كُلِّ الأَرْضِ قَائِلاً: «لِيَسْمَعْ جَمِيعُ الْعِبْرَانِيِّينَ». +\v 4 فَذَاعَ نَبَأٌ أَنَّ شَاوُلَ هَاجَمَ حَامِيَةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَأَنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ عَازِمُونَ عَلَى الانْتِقَامِ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، فَتَحَرَّكَ جَيْشُ إِسْرَائِيلَ كُلُّهُ وَلَحِقَ بِشَاوُلَ فِي الْجِلْجَالِ. +\s5 +\v 5 وَاحْتَشَدَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِمُحَارَبَةِ إِسْرَائِيلَ بِقُوَّةٍ تَتَأَلَّفُ مِنْ ثَلاثِينَ أَلْفَ مَرْكَبَةٍ حَرْبِيَّةٍ، وَسِتَّةِ آلافِ فَارِسٍ وَجَيْشٍ كَرَمْلِ شَاطِىءِ الْبَحْرِ فِي كَثْرَتِهِ، وَتَجَمَّعُوا فِي مِخْمَاسَ شَرْقِيَّ بَيْتِ آوِنَ. +\s5 +\v 6 وَعِنْدَمَا رَأَى بَنُو إِسْرَائِيلَ حَرَجَ مَوْقِفِهِمِ اعْتَرَاهُمُ الضِّيقُ، فَاخْتَبَأُوا فِي الْمَغَاوِرِ وَالأَدْغَالِ وَبَيْنَ الصُّخُورِ وَالأَبْرَاجِ وَالآبَارِ. +\v 7 وَاجْتَازَ بَعْضُ الْعِبْرَانِيِّينَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ إِلَى أَرْضِ جَادٍ وَجِلْعَادَ. أَمَّا شَاوُلُ فَظَلَّ فِي الْجِلْجَالِ مَعَ بَقِيَّةٍ مِنَ الْجَيْشِ مَلأَ قُلُوبَهَا الذُّعْرُ. +\s5 +\p +\v 8 وَمَكَثَ شَاوُلُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي الْجِلْجَالِ يَنْتَظِرُ مَجِيءَ صَمُوئِيلَ بِمُوْجِبِ اتِّفَاقٍ سَابِقٍ. وَعِنْدَمَا تَأَخَّرَ صَمُوئِيلُ عَنِ الْحُضُورِ وَتَفَرَّقَ الْجَيْشُ عَنْ شَاوُلَ، +\v 9 قَالَ شَاوُلُ: «قَدِّمُوا إِلَيَّ الْمُحْرَقَةَ وَذَبَائِحَ السَّلامِ». وَقَرَّبَ الْمُحْرَقَةَ. +\v 10 وَمَا إِنِ انْتَهَى مِنْ تَقْدِيمِهَا حَتَّى أَقْبَلَ صَمُوئِيلُ، فَخَرَجَ شَاوُلُ لِلِقَائِهِ لِيَتَلَقَّى بَرَكَتَهُ. +\s5 +\v 11 فَسَأَلَ صَمُوئِيلُ: «مَاذَا فَعَلْتَ؟» فَأَجَابَهُ شَاوُلُ: «رَأَيْتُ أَنَّ الشَّعْبَ تَفَرَّقَ عَنِّي، وَأَنْتَ لَمْ تَحْضُرْ فِي مَوْعِدِكَ، وَالْفِلِسْطِينِيُّونَ مُحْتَشِدُونَ فِي مِخْمَاسَ، +\v 12 فَقُلْتُ إِنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مُتَأَهِّبُونَ الآنَ لِلْهُجُومِ عَلَيَّ فِي الْجِلْجَالِ وَأَنَا لَمْ أَتَضَرَّعْ إِلَى الرَّبِّ بَعْدُ طَلَباً لِعَوْنِهِ، فَوَجَدْتُ نَفْسِي مُرْغَماً عَلَى تَقْرِيبِ الْمُحْرَقَةِ». +\s5 +\p +\v 13 فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «لَقَدْ تَصَرَّفْتَ بِحَمَاقَةٍ، فَأَنْتَ قَدْ عَصَيتَ وَصِيَّةَ الرَّبِّ إِلَهِكَ الَّتِي أَمَرَكَ بِها. وَلَوْ أَطَعْتَهُ لَثَبَّتَ مُلْكَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ. +\v 14 أَمَّا الآنَ، فَلأَنَّكَ لَمْ تُطِعْ مَا أَمَرَكَ الرَّبُّ بِهِ فَإِنَّ مُلْكَكَ لَنْ يَدُومَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدِ اخْتَارَ لِنَفْسِهِ رجُلاً حَسَبَ قَلْبِهِ وَأَمَرَهُ أَنْ يُصْبِحَ رَئِيساً عَلَى شَعْبِهِ». +\s5 +\p +\v 15 وَانْطَلَقَ صَمُوئِيلُ مِنَ الْجِلْجَالِ إِلَى جِبْعَةِ بِنْيَامِينَ. وَأَحْصَى شَاوُلُ مَنْ بَقِيَ مَعَهُ مِنَ الْجَيْشِ وَإذَا بِهِمْ نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ رَجُلٍ. +\s1 بنو إسرائيل بلا أسلحة +\p +\v 16 وَكَانَ شَاوُلُ وَابْنُهُ يُونَاثَانُ وَمَنْ مَعَهُمَا مِنَ الْجَيْشِ مُعَسْكِرِينَ فِي جِبْعِ بِنْيَامِينَ، أَمَّا الْفِلِسْطِينِيُّونَ فَكَانُوا مُتَجَمِّعِينَ فِي مِخْمَاسَ. +\s5 +\v 17 وَخَرَجَتْ ثَلاثُ فِرَقِ غُزَاةٍ مِنْ مُعَسْكَرِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ تَوَجَّهَتْ إِحْدَاهَا فِي طَرِيقِ عَفْرَةَ إِلَى أَرْضِ شُوعَالَ، +\v 18 وَانْطَلَقَتِ الْفِرْقَةُ الثَّانِيَةُ فِي طَرِيقِ بَيْتِ حُورُونَ. أَمَّا الْفِرْقَةُ الثَّالِثَةُ فَقَدِ اتَّجَهَتْ فِي طَرِيقِ الْحُدُودِ الْمُشْرِفَةِ عَلَى وَادِي صَبُوعِيمَ نَحْوَ الصَّحْرَاءِ. +\s5 +\v 19 وَلَمْ يَسْمَحِ الْفِلِسْطِينِيُّونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ بِوُجُودِ حَدَّادِينَ فِي كُلِّ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لِئَلّا يَصْنَعَ الْعِبْرَانِيُّونَ سُيُوفاً وَرِمَاحاً. +\v 20 فَكَانَ عَلَى الإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَلْجَأُوا إِلَى أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِيَسُنُّوا رُؤُوسَ مَحَارِيثِهِمْ وَمَنَاجِلَهُمْ وَفُؤُوسَهُمْ وَمَعَاوِلَهُمْ. +\v 21 فَكَانَتْ أُجْرَةُ سَنِّ الْمِحْرَاثِ وَالْمِنْجَلِ ثُلْثَيْ شَاقِلٍ (نَحْوَ ثَمِانِيَةِ جِرَامَاتٍ مِنَ الْفِضَّةِ) وَلِكُلِّ مُثَلَّثَاتِ الأَسْنَانِ وَالْفُؤُوسِ وَالْمَنَاخِسِ ثُلْثَ شَاقِلٍ (أَيْ أَرْبَعَةَ جِرَامَاتٍ مِنَ الْفِضَّةِ). +\s5 +\v 22 وَلَمْ يَكُنْ لَدَى جَمِيعِ الْجَيْشِ الْبَاقِي مَعَ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ فِي يَوْمِ الْحَرْبِ أَيُّ سَيْفٍ أَوْ رُمْحٍ، إلّا مَا كَانَ مَعَ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ ابْنِهِ. +\s1 يوناثان يهاجم الفلسطينيين +\p +\v 23 وَمَضَتْ قُوَّةٌ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِتُعَسْكِرَ فِي مَمَرِّ مِخْمَاسَ. + +\s5 +\c 14 +\p +\v 1 وَذَاتَ يَوْمٍ قَالَ يُونَاثَانُ بْنُ شَاوُلَ لِلْغُلامِ حَامِلِ سِلاحِهِ: «تَعَالَ نَمْضِ إِلَى حَامِيَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْمُعَسْكِرَةِ فِي ذَلِكَ الْمَمَرِّ». وَلَكِنَّهُ لَمْ يُخْبِرْ أَبَاهُ بِذَلِكَ. +\s5 +\v 2 وَكَانَ شَاوُلُ وَرِجَالُهُ السِّتُّ مِئَةٍ مُقِيمِينَ فِي طَرَفِ جِبْعَةَ تَحْتَ شَجَرَةِ الرُّمَّانِ فِي مِغْرُونَ. +\v 3 وَمِنْ جُمْلَتِهِمْ كَانَ أَخِيَّا بْنُ أَخِيطُوبَ أَخِي إِيخَابُودَ بْنِ فِينْحَاسَ بْنِ عَالِي، كَاهِنُ الرَّبِّ فِي شِيلُوهَ، وَكَانَ لابِساً أَفُوداً، وَلَمْ يَعْلَمْ أَحَدٌ مِنَ الْجَيْشِ بِذَهَابِ يُونَاثَانَ. +\s5 +\v 4 وَكَانَ مِنْ بَيْنِ الْمَمَرَّاتِ الَّتِي الْتَمَسَ يُونَاثَانُ عُبُورَهَا، لِكَيْ يَتَسَلَّلَ إِلَى حَامِيَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، مَمَرٌّ ضَيِّقٌ بَيْنَ صَخْرَتَيْنِ مَسْنُونَتَيْنِ، تُسَمَّى إِحْدَاهُمَا بُوصَيْصَ وَالأُخْرَى تُسَمَّى سِنَهَ، +\v 5 وَكَانَتْ إِحْدَاهُمَا تَنْتَصِبُ كَعَمُودٍ إِلَى الشِّمَالِ مُقَابِلَ مِخْمَاسَ، وَالأُخْرَى إِلَى الْجَنُوبِ مُقَابِلَ جِبْعَةَ. +\s5 +\v 6 فَقَالَ يُونَاثَانُ لِلْغُلامِ حَامِلِ سِلاحِهِ: «نَذَهَبُ إِلَى خُطُوطِ هَؤُلاءِ الْغُلْفِ، لَعَلَّ اللهَ يُجْرِي مِنْ أَجْلِنَا أَمْراً عَظِيماً، إِذْ لَا يَمْتَنِعُ عَنِ الرَّبِّ أَنْ يُخَلِّصَ بِالْعَدَدِ الْكَثِيرِ أَوْ بِالْقَلِيلِ». +\v 7 فَأَجَابَهُ: «افْعَلْ مَا اسْتَقَرَّ عَلَيْهِ قَلْبُكَ. تَقَدَّمْ، وَهَا أَنَا مَعَكَ فِي كُلِّ مَا عَزَمْتَ عَلَيْهِ». +\s5 +\v 8 فَقَالَ يُونَاثَانُ: «لِنَعْبُرْ صَوْبَ الْقَوْمِ وَنُظْهِرْ لَهُمْ أَنْفُسَنَا. +\v 9 فَإِنْ قَالُوا لَنَا: انْتَظِرُوا رَيْثَمَا نَأْتِي إِلَيْكُمْ. نَثْبُتُ فِي مَكَانِنَا وَلا نَتَقَدَّمُ نَحْوَهُمْ. +\v 10 وَلَكِنْ إِنْ قَالُوا لَنَا: تَقَدَّمُوا صَوْبَنَا، نَتَّجِهُ نَحْوَهُمْ، وَتَكُونُ هَذِهِ عَلامَةَ الرَّبِّ لَنَا أَنَّهُ يَنْصُرُنَا عَلَيْهِمْ». +\s5 +\v 11 فَأَظْهَرَا نَفْسَيْهُمَا لِحَامِيَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ: «هَا الْعِبْرَانِيُّونَ يَبْرُزُونَ مِنَ الْجُحُورِ الَّتِي اخْتَبَأُوا فِيهَا». +\v 12 وَقَالَ رِجَالُ الْحَامِيَةِ لِيُونَاثَانَ وَحَامِلِ سِلاحِهِ: «تَقَدَّمُوا صَوْبَنَا لِنُلْقِيَ عَلَيْكُمَا دَرْساً». فَقَالَ يُونَاثَانُ لِحَامِلِ سِلاحِهِ: «اتْبَعْنِي لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَسْلَمَهُمْ لإِسْرَائِيلَ». +\s5 +\v 13 وَتَسَلَّقَ يُونَاثَانُ وَحَامِلُ سِلاحِهِ عَلَى أَيْدِيهِمَا وَأَرْجُلِهِمَا، وَهَاجَمَهُمْ يُونَاثَانُ. فَكَانَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ يَسْقُطُونَ أَمَامَهُ، فَيُسْرِعُ حَامِلُ سِلاحِهِ وَرَاءَهُ وَيَقْضِي عَلَيْهِمْ. +\v 14 فَقُتِلَ عَلَى إِثْرِ هَذَا الْهُجُومِ الأَوَّلِ نَحْوَ عِشْرِينَ رَجُلاً تَبَعْثَرَتْ جُثَثُهُمْ فِي حَوَالَيْ نِصْفِ فَدَّانٍ مِنَ الأَرْضِ. +\s1 رعب الفلسطينيين +\s5 +\p +\v 15 فَانْتَابَ الرُّعْبُ الْمُخَيَّمَ وَالْجَيْشَ الْمُنْتَشِرَ فِي الْحَقْلِ وَجَمِيعَ الشَّعْبِ، وَارْتَعَدَتِ الْحَامِيَةُ وَالْغُزَاةُ، وَحَدَثَتْ هَزَّةٌ رَجَفَتْ فِيهَا الأَرْضُ وَزَادَتْ مِنْ رِعْدَتِهِمِ الْعَظِيمَةِ. +\s5 +\p +\v 16 وَشَاهَدَ مُرَاقِبُو جَيْشِ شَاوُلَ فِي جِبْعَةِ بِنْيَامِينَ مَا أَصَابَ جَيْشَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مِنْ تَبَدُّدٍ وَتَشَتُّتٍ. +\v 17 فَأَمَرَ شَاوُلُ رِجَالَهُ أَنْ يَقُومُوا بِإِحْصَاءِ الْمَوْجُودِينَ لِمَعْرِفَةِ الَّذِينَ انْطَلَقُوا لِمُهَاجَمَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ فَاكْتَشَفُوا غِيَابَ يُونَاثَانَ وَحَامِلِ سِلاحِهِ +\s5 +\v 18 فَقَالَ شَاوُلُ لأَخِيَّا: «أَحْضِرْ تَابُوتَ اللهِ». لأَنَّ تَابُوتَ اللهِ كَانَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. +\v 19 وَبَيْنَمَا كَانَ شَاوُلُ يَتَحَدَّثُ مَعَ الْكَاهِنِ تَزَايَدَ ضَجِيجُ مُعَسْكَرِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَقَالَ شَاوُلُ لِلْكَاهِنِ: «كُفَّ يَدَكَ». +\s5 +\v 20 وَهَتَفَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ الْقَوْمِ الَّذِينَ مَعَهُ وَأَقْبَلُوا عَلَى سَاحَةِ الْمَعْرَكَةِ، وَإذَا بِهِمْ يَشْهَدُونَ سَيْفَ كُلِّ فِلِسْطِينِيٍّ مُسَلَّطاً عَلَى صَاحِبِهِ، وَقَدْ فَشَا بَيْنَهُمُ اضْطِرَابٌ عَظِيمٌ. +\v 21 وَانْضَمَّ الْعِبْرَانِيُّونَ الَّذِينَ الْتَحَقُوا بِالْفِلِسْطِينِيِّينَ مِنْ قَبْلُ وَأَقَامُوا مَعَهُمْ فِي الْمُعَسْكَرِ وَمَا حَوْلَهُ إِلَى الإِسْرَائِيلِيِّينَ الَّذِينَ مَعَ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ. +\s5 +\v 22 وَسَمِعَ جَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ اخْتَبَأُوا فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ أَنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ فَرُّوا، فَجَدُّوا هُمْ أَيْضاً فِي تَعَقُّبِهِمْ وَقَتْلِهِمْ. +\v 23 وَهَكَذَا أَنْقَذَ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَمَا لَبِثَتْ سَاحَةُ الْحَرْبِ أَنِ انْتَقَلَتْ إِلَى مَا وَرَاءِ حُدودِ بَيْتِ آوِنَ. +\s1 يوناثان يأكل عسلاً +\s5 +\p +\v 24 وَأَعْيَا رِجَالُ إِسْرَائِيلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ شَاوُلَ حَلَّفَ الشَّعْبَ قَائِلاً: «مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَأْكُلُ طَعَاماً إِلَى الْمَسَاءِ حَتَّى أَنْتَقِمَ مِنْ أَعْدَائِي». فَلَمْ يَذُقْ جَمِيعُ الْقَوْمِ طَعَاماً. +\v 25 وَأَقْبَلَ كُلُّ الْجَيْشِ إِلَى الْغَابَةِ حَيْثُ كَانَ الْعَسَلُ يَتَقَاطَرُ، +\v 26 وَلَكِنْ لَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ أَنْ يَتَذَوَّقَ مِنْهُ خَوْفاً مِنْ لَعْنَةِ الْحَلْفِ. +\s5 +\v 27 أَمَّا يُونَاثَانُ فَلَمْ يَكُنْ حَاضِراً عِنْدَمَا اسْتَحْلَفَ وَالِدُهُ الْقَوْمَ، فَمَدَّ طَرَفَ عَصَاهُ الَّتِي كَانَتْ بِيَدِهِ وَغَمَسَهُ فِي قَطْرِ الْعَسَلِ وَتَذَوَّقَ مِنْهُ فَانْتَعَشَتْ قُوَّتُهُ. +\v 28 فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْمُحَارِبِينَ: «قَدْ حَلَّفَ أَبُوكَ الْقَوْمَ قَائِلاً: مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَأْكُلُ الْيَوْمَ طَعَاماً»، فَأَصَابَ الشَّعْبَ الإِعْيَاءُ. +\s5 +\v 29 فَقَالَ يُونَاثَانُ: «لَقَدْ أَضَرَّ أَبِي بِكُلِّ الْجَيْشِ. انْظُرُوا كَيْفَ انْتَعَشَتْ قُوَايَ لأَنِّي ذُقْتُ قَلِيلاً مِنَ الْعَسَلِ. +\v 30 فَكَيْفَ يَكُونُ حَالُ الْجَيْشِ لَوْ أَكَلَ الْيَوْمَ مِنْ غَنَائِمِ أَعْدَائِهِ الَّتِي أَحْرَزَهَا؟ أَلا تَكُونُ عِنْدَئِذٍ كَارِثَةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَدْهَى وَأَمَرَّ؟» +\s5 +\v 31 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ظَلَّ الإِسْرَائِيلِيُّونَ يَتَعَقَّبُونَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَيَقْتُلُونَهُمْ مِنْ مِخْمَاسَ إِلَى أَيَّلُونَ. وَأَصَابَ الْجَيْشَ إِعْيَاءٌ شَدِيدٌ. +\p +\v 32 وَهَجَمَ الْجَيْشُ عَلَى الْغَنَائِمِ مِنَ الْمَاشِيَةِ وَأَخَذُوا غَنَماً وَبَقَراً وَعُجُولاً، وَذَبَحُوا عَلَى الأَرْضِ وَأَكَلُوا اللَّحْمَ بِدَمِهِ. +\s5 +\v 33 فَأَخْبَرَ بَعْضُهُمْ شَاوُلَ قَائِلِينَ: «إِنَّ الْجَيْشَ يَرْتَكِبُ خَطِيئَةً بِحَقِّ الرَّبِّ، إِذْ يَأْكُلُونَ اللَّحْمَ مَعَ الدَّمِ». فَقَالَ شَاوُلُ: «لَقَدْ نَقَضْتُمْ عَهْدَكُمْ. دَحْرِجُوا إِلَيَّ حَجَراً كَبِيراً، +\v 34 وَتَفَرَّقُوا بَيْنَ الْجَيْشِ وَأْمُرُوهُمْ أَنْ يُحْضِرُوا بَقَرَهَمْ وَشِيَاهَهُمْ لِيَذْبَحُوهَا عِنْدَ الْحَجَرِ، وَيَتْرُكُوهَا لِتَسِيلَ دِمَاؤُهَا، فَلا يَرْتَكِبُونَ إِثْماً فِي حَقِّ الرَّبِّ بِأَكْلِ الدَّمِ». وَفَعَلَ الْجُنُودُ مَا أَمَرَ شَاوُلُ بِهِ فَأَحْضَرُوا بَقَرَهُمْ وَذَبَحُوهَا هُنَاكَ. +\s5 +\v 35 وبَنَى شَاوُلُ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ. فَكَانَ أَوَّلَ مَذْبَحٍ يَشْرَعُ فِي بِنَائِهِ. +\s5 +\p +\v 36 وَأَمَرَ شَاوُلُ: «لِنَتَعَقَّبِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لَيْلاً وَنَظَلَّ نَنْهَبُهُمْ إِلَى ضَوْءِ الصَّبَاحِ، وَلا نُبْقِ مِنْهُمْ أَحَداً». فَأَجَابُوهُ: «افْعَلْ كُلَّ مَا يَطِيبُ لَكَ». وَلَكِنَّ الْكَاهِنَ قَالَ: «لِنَسْتَشِرِ اللهَ هُنَا». +\p +\v 37 فَاسْتَشَارَ شَاوُلُ اللهَ سَائِلاً: «أَنَتَعَقَّبُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟ أَتَنْصُرُنَا عَلَيْهِمْ؟» فَلَمْ يَحْظَ بِجَوَابٍ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ. +\s5 +\v 38 فَقَالَ شَاوُلُ: «اقْتَرِبُوا إِلَى هُنَا يَا جَمِيعَ وُجُوهِ إِسْرَائِيلَ، وَتَقَصَّوْا أَيَّةَ خَطِيئَةٍ ارْتُكِبَتِ الْيَوْمَ. +\v 39 لأَنَّهُ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ مُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ إِنَّ الْمَوْتَ هُوَ جَزَاءُ مُرْتَكِبِ الْخَطِيئَةِ حَتَّى لَوْ كَانَ جَانِيهَا ابْنِي يُونَاثَانَ». فَاعْتَصَمَ الْقَوْمُ بِالصَّمْتِ. +\s5 +\v 40 فَقَالَ لِكُلِّ الْجَيْشِ: «قِفُوا أَنْتُمْ فِي جَانِبٍ، وَأَقِفُ أَنَا وَابْنِي يُونَاثَانُ فِي جَانِبٍ آخَرَ». فَأَجَابَ الشَّعْبُ: «اصْنَعْ مَا يَرُوقُ لَكَ». +\v 41 وَصَلَّى شَاوُلُ لِلرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: «اكْشِفْ لِيَ الْحَقَّ». فَوَقَعَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ، وَتَبَرَّأَ الْقَوْمُ. +\v 42 وَقَالَ شَاوُلُ: «أَلْقُوا الْقُرْعَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ يُونَاثَانَ ابْنِي». فَوَقَعَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى يُونَاثَانَ. +\s5 +\v 43 فَقَالَ شَاوُلُ لِيُونَاثَانَ: «أَخْبِرْنِي مَاذَا جَنَيْتَ؟» فَقَالَ يُونَاثَانُ: «ذُقْتُ قَلِيلاً مِنَ الْعَسَلِ بِطَرَفِ عَصَايَ الَّتِي بِيَدِي. أَمِنْ أَجْلِ قَلِيلٍ مِنَ الْعَسَلِ يَنْبَغِي أَنْ أَمُوتَ؟» +\v 44 فَقَالَ شَاوُلُ: «لِيُضَاعِفِ الرَّبُّ عِقَابِي إِنْ لَمْ يُنَفَّذْ بِكَ حُكْمُ الْمَوْتِ». +\s5 +\p +\v 45 فَهَتَفَ الْجَيْشُ فِي وَجْهِ شَاوُلَ: «أَيَمُوتُ يُونَاثَانُ الَّذِي صَنَعَ هَذَا الْخَلاصَ الْعَظِيمَ فِي إِسْرَائِيلَ؟ هَذَا لَا يُمْكِنُ! حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، لَا تَسْقُطُ شَعْرَةٌ مِنْ رَأْسِهِ إِلَى الأَرْضِ لأَنَّهُ صَنَعَ هَذَا الأَمْرَ بِمَعُونَةِ الرَّبِّ الْيَوْمَ». وَهَكَذَا افْتَدَى الشَّعْبُ يُونَاثَانَ فَلَمْ يَمُتْ. +\v 46 وَكَفَّ شَاوُلُ عَنْ تَعَقُّبِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَرَجَعَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ إِلَى أَرْضِهِمْ. +\s5 +\p +\v 47 وَتَوَلَّى شَاوُلُ كُرْسِيَّ الْمُلْكِ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَحَارَبَ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ الْمُحِيطِينَ بِهِ، الْمُوآبِيِّينَ وَبَنِي عَمُّونَ وَالأَدُومِيِّينَ وَمُلُوكَ صُوبَةَ وَالْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَحَالَفَهُ النَّصْرُ حَيْثُمَا تَوَجَّهَ. +\v 48 وَخَاضَ مَعَارِكَ قَاسِيَةً، فَقَهَرَ عَمَالِيقَ وَأَنْقَذَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ يَدِ نَاهِبِيهِمْ. +\s1 أُسرة شاول +\s5 +\p +\v 49 أَمَّا أَبْنَاءُ شَاوُلَ فَهُمْ يُونَاثَانُ وَيَشْوِي وَمَلْكِيشُوعُ، وَاسْمَا ابْنَتَيْهِ مَيْرَبُ وَهِيَ الْكُبْرَى، وَمِيكَالُ وَهِيَ الصُّغْرَى. +\v 50 وَكَانَتِ امْرَأَةُ شَاوُلَ تُدْعَى أَخِينُوعَمَ بِنْتَ أَخِيمَعَصَ، أَمَّا رَئِيسُ جَيْشِهِ فَكَانَ أَبْنَيْرَ بْنَ نَيْرَ عَمِّ شَاوُلَ، +\v 51 إِذْ إِنَّ قَيْسَ أَبَا شَاوُلَ وَنَيْرَ أَبَا أَبْنَيْرَ كَانَا شَقِيقَيْنِ، وَهُمَا ابْنَا أَبِيئِيلَ. +\s5 +\v 52 وَتَعَرَّضَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِحَرْبٍ قَاسِيَةٍ طَوَالَ أَيَّامِ حَيَاةِ شَاوُلَ. وَكُلَّمَا رَأَى شَاوُلُ رَجُلاً شُجَاعاً وَذَا بَأْسٍ كَانَ يَضُمُّهُ إِلَيْهِ. + +\s5 +\c 15 +\s1 الرب يرفض شاول كملك +\p +\v 1 وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «أَنَا الَّذِي أَرْسَلَنِي الرَّبُّ لأُنَصِّبَكَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَاسْمَعِ الآنَ كَلامَ الرَّبِّ. +\v 2 هَذَا مَا يَقُولُهُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي مُزْمِعٌ أَنْ أُعَاقِبَ عَمَالِيقَ جَزَاءَ مَا ارْتَكَبَهُ فِي حَقِّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ حِينَ تَصَدَّى لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ. +\v 3 فَاذْهَبِ الآنَ وَهَاجِمْ عَمَالِيقَ وَاقْضِ عَلَى كُلِّ مَالَهُ. لَا تَعْفُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ بَلِ اقْتُلْهُمْ جَمِيعاً رِجَالاً وَنِسَاءً، وَأَطْفَالاً وَرُضَّعاً، بَقَراً وَغَنَماً، جِمَالاً وَحَمِيراً». +\s5 +\p +\v 4 فَاسْتَدْعَى جَيْشَهُ وَأَحْصَاهُ فِي طَلايِمَ، فَبَلَغَ عَدَدُهُ مِئَتَيْ أَلْفِ رَاجِلٍ، فَضْلاً عَنْ عَشَرَةِ آلافِ رَجُلٍ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا. +\p +\v 5 وَتَوَجَّهَ شَاوُلُ إِلَى مَدِينَةِ عَمَالِيقَ وَكَمَنَ فِي الْوَادِي. +\s5 +\v 6 وَبَعَثَ شَاوُلُ إِلَى الْقَيْنِيِّينَ قَائِلاً: «انْسَحِبُوا مِنْ بَيْنِ الْعَمَالِقَةِ لِئَلّا أُهْلِكَكُمْ مَعَهُمْ، فَأَنْتُمْ قَدْ أَحْسَنْتُمْ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ». فَانْسَحَبَ الْقَيْنِيُّونَ مِنْ وَسَطِ الْعَمَالِقَةِ. +\v 7 وَهَجَمَ شَاوُلُ عَلَى الْعَمَالِقَةِ عَلَى طُولِ الطَّرِيقِ مِنْ حَوِيلَةَ حَتَّى مَشَارِفِ شُورٍ مُقَابِلَ مِصْرَ. +\s5 +\v 8 وَأَسَرَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيًّا، وَقَضَى عَلَى جَمِيعِ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. +\v 9 وَعَفَا شَاوُلُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْعُجُولِ وَالْخِرَافِ، وَعَنْ كُلِّ مَا هُوَ جَيِّدٌ، وَأَبَوْا أَنْ يَقْضُوا عَلَيْهَا، وَلَمْ يُدَمِّرُوا إِلّا الْأمْلاكَ وَالْغَنَائِمَ الَّتِي لَا قِيمَةَ لَهَا. +\s5 +\p +\v 10 وَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: +\v 11 «لَقَدْ نَدِمْتُ لأَنِّي جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً، فَقَدِ ارْتَدَّ عَنِ اتِّبَاعِي وَلَمْ يُطِعْ أَمْرِي». فَحَزِنَ صَمُوئِيلُ وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ اللَّيْلَ كُلَّهُ. +\s5 +\v 12 وَفِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي بَاكِراً مَضَى صَمُوئِيلُ لِلِقَاءِ شَاوُلَ، فَقِيلَ لَهُ: «لَقَدْ جَاءَ شَاوُلُ إِلَى الْكَرْمَلِ حَيْثُ أَقَامَ لِنَفْسِهِ نَصَباً تَذْكَارِيًّا، ثُمَّ الْتَفَّ وَانْحَدَرَ نَحْوَ الْجِلْجَالِ». +\v 13 وَعِنْدَمَا الْتَقَى صَمُوئِيلُ بِشَاوُلَ، قَالَ شَاوُلُ: «لِيُبَارِكْكَ الرَّبُّ. لَقَدْ نَفَّذْتُ أَمْرَ الرَّبِّ» +\s5 +\v 14 فَسَأَلَ صَمُوئِيلُ: «وَمَاذَا تَقُولُ عَنْ ثُغَاءِ الْغَنَمِ وَصَوْتِ الثِّيرَانِ الَّتِي تَضِجُّ فِي مَسَامِعِي؟» +\v 15 فَأَجَابَ شَاوُلُ: «إِنَّهَا مِنْ غَنَائِمِ الْعَمَالِقَةِ، لأَنَّ الشَّعْبَ عَفَا عَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ لِيُقَدِّمَهَا ذَبَائِحَ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ، وَأَمَّا مَا تَبَقَّى فَقَدْ دَمَّرْنَاهُ». +\v 16 فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «اصْمُتْ لأُنْبِئَكَ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ إِلَيَّ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ». فَأَجَابَهُ: «تَكَلَّمْ». +\s5 +\p +\v 17 فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «أَلَمْ تَكُنْ تَحْسَبُ نَفْسَكَ حَقِيراً، وَلَكِنَّ الرَّبَّ جَعَلَكَ عَلَى رَأْسِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ وَأَقَامَكَ مَلِكاً عَلَيْهِمْ، +\v 18 وَكَلَّفَكَ بِمُحَارَبَةِ عَمَالِيقَ وَالْقَضَاءِ عَلَيْهِ قَضَاءً مُبْرَماً؟ +\v 19 فَلِمَاذَا لَمْ تُطِعْ أَمْرَ الرَّبِّ، بَلْ تَهَافَتَّ عَلَى الْغَنِيمَةِ وَارْتَكَبْتَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ؟» +\s5 +\v 20 فَأَجَابَ شَاوُلُ: «قَدْ أَطَعْتُ أَمْرَ الرَّبِّ وَنَفَّذْتُ مَا عَهِدَ إِلَيَّ بِهِ، وَأَسَرْتُ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ وَقَضَيْتُ عَلَى شَعْبِهِ. +\v 21 فَاخْتَارَ الْقَوْمُ مِنَ الْغَنِيمَةِ أَفْضَلَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ لِتَقْرِيبِهَا ذَبَائِحَ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ فِي الْجِلْجَالِ». +\s5 +\v 22 فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «هَلْ يُسَرُّ الرَّبُّ بِالذَّبَائِحِ وَالْمُحْرَقَاتِ كَسُرُورِهِ بِالاسْتِمَاعِ إِلَى صَوْتِهِ؟ إِنَّ الاسْتِمَاعَ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ، وَالإِصْغَاءَ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ. +\v 23 فَالتَّمَرُّدُ مُمَاثِلٌ لِخَطِيئَةِ الْعِرَافَةِ، وَالْعِنَادُ شَبِيهٌ بِشَرِّ عِبَادَةِ الْوَثَنِ وَالإِثْمِ. ولأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلامَ الرَّبِّ فَقَدْ رَفَضَكَ الرَّبُّ مِنَ الْمُلْكِ». +\s5 +\p +\v 24 فَقَالَ شَاوُلُ: «لَقَدْ أَخْطَأْتُ لأَنِّي عَصَيْتُ أَمْرَ الرَّبِّ وَوَصِيَّتَكَ، إِذْ خَشِيتُ الشَّعْبَ فَسَمِعْتُ لِقَوْلِهِمْ. +\v 25 فَاصْفَحِ الآنَ عَنْ خَطِيئَتِي وَارْجِعْ مَعِي لأَسْجُدَ لِلرَّبِّ» +\s5 +\v 26 فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «لَنْ أَرْجِعَ مَعَكَ؛ لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلامَ الرَّبِّ رَفَضَكَ الرَّبُّ مِنْ أَنْ تَكُونَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ». +\v 27 وَاسْتَدَارَ صَمُوئِيلُ لِيَمْضِيَ، فَتَشَبَّثَ شَاوُلُ بِهُدْبِ جِبَّتِهِ، فَتَمَزَّقَ هُدْبُ الْجِبَّةِ. +\s5 +\v 28 فَقَالَ لَهُ صَمُوئِيلُ: «يُمَزِّقُ الرَّبُّ مَمْلَكَةَ إِسْرَائِيلَ عَنْكَ وَيَهَبُهَا لِمَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ. +\v 29 فَإِنَّ قُوَّةَ إِسْرَائِيلَ (أَيِ اللهِ) لَا يَكْذِبُ وَلا يَنْدَمُ. لَيْسَ هُوَ إِنْسَاناً حَتَّى يُغَيِّرَ رَأْيَهُ». +\s5 +\v 30 فَقَالَ شَاوُلُ: «لَقَدْ أَخْطَأْتُ، وَلَكِنْ أَكْرِمْنِي أَمَامَ شُيُوخِ شَعْبِي وَأَمَامَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، وَعُدْ مَعِي لأَسْجُدَ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ». +\v 31 فَانْطَلَقَ صَمُوئِيلُ مَعَ شَاوُلَ حَيْثُ سَجَدَ شَاوُلُ لِلرَّبِّ. +\s5 +\p +\v 32 ثُمَّ قَالَ صَمُوئِيلُ: «قَدِّمُوا إِلَيَّ أَجَاجَ مَلِكَ الْعَمَالِقَةِ». فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ أَجَاجُ فَرِحاً قَائِلاً لِنَفْسِهِ: «حَقّاً قَدْ تَلاشَتْ مَرَارَةُ الْمَوْتِ». +\v 33 وَقَالَ لَهُ صَمُوئِيلُ: «كَمَا أَثْكَلَ سَيْفُكَ النِّسَاءَ لِتُثْكَلْ كَذَلِكَ أُمُّكَ بَيْنَ النِّسَاءِ». وَقَطَّعَ صَمُوئِيلُ أَجَاجَ إِرْباً أَمَامَ الرَّبِّ فِي الْجِلْجَالِ. +\s5 +\v 34 ثُمَّ مَضَى صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّامَةِ، أَمَّا شَاوُلُ فَتَوجَّهَ إِلَى بَيْتِهِ فِي جِبْعَةِ شَاوُلَ. +\v 35 وَامْتَنَعَ صَمُوئِيلُ عَنْ رُؤْيَةِ شَاوُلَ إِلَى يَوْمِ وَفَاتِهِ، مَعَ أَنَّ قَلْبَهُ تَمَزَّقَ أَسىً عَلَيْهِ. أَمَّا الرَّبُّ فَقَدْ أَسِفَ لأَنَّهُ أَقَامَ شَاوُلَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ. + +\s5 +\c 16 +\s1 صموئيل يمسح داود +\p +\v 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «إِلَى مَتَى تَظَلُّ تَنُوحُ عَلَى شَاوُلَ وَأَنَا قَدْ رَفَضْتُهُ أَنْ يَكُونَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ؟ امْلأْ قَرْنَكَ بِالزَّيْتِ وَتَعَالَ أُرْسِلْكَ إِلَى يَسَّى الْمُقِيمِ فِي بَيْتِ لَحْمٍ، لأَنِّي قَدِ اخْتَرْتُ أَحَدَ أَبْنَائِهِ لِيَكُونَ مَلِكاً». +\s5 +\v 2 فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «كَيْفَ أَذْهَبُ؟ إِنْ بَلَغَ شَاوُلَ الأَمْرُ يَقْتُلْنِي». فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «خُذْ مَعَكَ عِجْلَةً وَقُلْ قَدْ جِئْتُ لأَذْبَحَ لِلرَّبِّ. +\v 3 وَادْعُ يَسَّى لِحُضُورِ تَقْدِيمِ الذَّبِيحَةِ وَأَنَا أُلَقِّنُكَ مَاذَا تَصْنَعُ، فَتَمْسَحُ لِي مَنْ أَقُولُ لَكَ عَنْهُ». +\s5 +\v 4 فَفَعَلَ صَمُوئِيلُ بِمُوْجِبِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ. وَذَهَبَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ. فَاضْطَرَبَ شُيُوخُ الْمَدِينَةِ لَدَى اسْتِقْبَالِهِ وَقَالُوا لَهُ: «هَلْ لِلسَّلامِ حَضَرْتَ؟» +\v 5 فَأَجَابَ: «نَعَمْ، لِلسَّلامِ. لَقَدْ حَضَرْتُ لأُقَرِّبَ لِلرَّبِّ. طَهِّرُوا أَنْفُسَكُمْ وَتَعَالَوْا مَعِي إِلَى الذَّبِيحَةِ». وَقَدَّسَ يَسَّى أَبْنَاءَهُ وَدَعَاهُمْ لِلذَّبِيحَةِ. +\s5 +\p +\v 6 وَعِنْدَمَا أَقْبَلُوا وَشَاهَدَ صَمُوئِيلُ أَلِيآبَ بْنَ يَسَّى قَالَ: «إِنَّ هَذَا هُوَ مُخْتَارُ الرَّبِّ». +\v 7 فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «لا تُلْقِ بَالاً إِلَى وَسَامَتِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ إِذ لَيْسَ هَذَا مَنِ اخْتَرْتُهُ، فَنَظْرَةُ الرَّبِّ تَخْتَلِفُ عَنْ نَظْرَةِ الإِنْسَانِ، لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْمَظْهَرِ الْخَارِجِيِّ وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ». +\s5 +\v 8 وَدَعَا يَسَّى ابْنَهُ أَبِينَادَابَ وَأَجَازَهُ أَمَامَ صَمُوئِيلَ، فَقَالَ: «وَهَذَا أَيْضاً لَمْ يَخْتَرْهُ الرَّبُّ». +\v 9 ثُمَّ قَدَّمَ يَسَّى شَمَّةَ، فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «وَهَذَا أَيْضاً لَمْ يَخْتَرْهُ الرَّبُّ». +\v 10 وَعِنْدَمَا انْتَهَى يَسَّى مِنْ تَقْدِيمِ أَبْنَائِهِ السَّبْعَةِ، قَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى: «إِنَّ الرَّبَّ لَمْ يَخْتَرْ وَاحِداً مِنْ هَؤُلاءِ». +\s5 +\v 11 ثُمَّ اسْتَطْرَدَ: «هَلْ لَكَ أَبْنَاءٌ آخَرُونَ؟» فَأَجَابَ يَسَّى: «بَقِيَ بَعْدُ أَصْغَرُهُمْ وَهُوَ يَرْعَى الْغَنَمَ». فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى: «أَرْسِلْ مَنْ يَأْتِي بِهِ لأَنَّنَا لَنْ نَتَّكِئَ حَتَّى يَصِلَ إِلَى هُنَا». +\v 12 فَبَعَثَ يَسَّى مَنِ اسْتَدْعَاهُ، وَكَانَ فَتىً أَشْقَرَ، أَخَّاذَ الْعَيْنَيْنِ وَسِيمَ الطَّلْعَةِ. فَقَالَ الرَّبُّ: «قُمِ امْسَحْهُ، لأَنَّ هَذَا هُوَ مَنِ اخْتَرْتُهُ». +\s5 +\v 13 فَتَنَاوَلَ صَمُوئِيلُ قَرْنَ الزَّيْتِ وَمَسَحَهُ أَمَامَ إِخْوَتِهِ. وَمُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِداً حَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى دَاوُدَ. ثُمَّ رَجَعَ صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّامَةِ. +\s1 داود في خدمة شاول +\s5 +\p +\v 14 وَفَارَقَ رُوحُ الرَّبِّ شَاوُلَ وَهَاجَمَهُ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ رُوحٌ رَدِيءٌ يُعَذِّبُهُ. +\v 15 فَقَالَ لَهُ رِجَالُهُ: «إِنَّ رُوحاً رَدِيئاً يُعَذِّبُكَ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ. +\v 16 فَلْيَأْمُرْ سَيِّدُنَا خُدَّامَهُ الْمَاثِلِينَ أَمَامَهُ أَنْ يَبْحَثُوا لَهُ عَنْ رَجُلٍ مَاهِرٍ فِي الْعَزْفِ عَلَى الْعُودِ، فَيَعْزِفُ أَمَامَكَ كُلَّمَا هَاجَمَكَ الرُّوحُ الرَّدِيءُ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ فَتَطِيبُ نَفْسُكَ». +\s5 +\v 17 فَطَلَبَ شَاوُلُ مِنْ خُدَّامِهِ أَنْ يَبْحَثُوا لَهُ عَنْ رَجُلٍ مَاهِرٍ فِي الْعَزْفِ وَيُحْضِرُوهُ إِلَيْهِ. +\v 18 فَقَالَ وَاحِدٌ مِنَ الْغِلْمَانِ: «لَقَدْ شَاهَدْتُ ابْناً لِيَسَّى البَيْتَلَحْمِيِّ مَاهِراً فِي الْعَزْفِ وَهُوَ بَطَلٌ جَبَّارٌ وَرَجُلُ حَرْبٍ، فَصِيحُ اللِّسَانِ وَبَهِيُّ الطَّلْعَةِ وَالرَّبُّ مَعَهُ». +\v 19 فَأَوْفَدَ شَاوُلُ رُسُلاً إِلَى يَسَّى قَائِلاً: «أَرْسِلْ إِلَيَّ دَاوُدَ ابْنَكَ الَّذِي يَرْعَى الْغَنَمَ». +\s5 +\v 20 فَأَعَدَّ يَسَّى حِمَاراً حَمَّلَهُ خُبْزاً وَزِقَّ خَمْرٍ وَجَدْيَ مِعْزَى، وَأَرْسَلَهَا مَعَ دَاوُدَ إِلَى شَاوُلَ. +\v 21 فَمَثُلَ دَاوُدُ أَمَامَ شَاوُلَ فَأَحَبَّهُ وَجَعَلَهُ حَامِلَ سِلاحِهِ. +\s5 +\v 22 وَأَرْسَلَ شَاوُلُ إِلَى يَسَّى يَقُولُ: «دَعْ دَاوُدَ يَبْقَى فِي خِدْمَتِي لأَنَّهُ قَدْ حَظِيَ بِإِعْجَابِي». +\v 23 وَحَدَثَ عِنْدَمَا هَاجَمَ الرُّوحُ الرَّدِيءُ الْمُرْسَلُ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ شَاوُلَ، أَنَّ دَاوُدَ تَنَاوَلَ الْعُودَ وَعَزَفَ عَلَيْهِ، فَكَانَ الْهُدُوءُ يَسْتَوْلِي عَلَى شَاوُلَ وَتَطِيبُ نَفْسُهُ وَيُفَارِقُهُ الرُّوحُ الرَّدِيءُ. + +\s5 +\c 17 +\s1 داود وجليات +\p +\v 1 وَحَشَدَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ جُيُوشَهُمْ لِلْحَرْبِ وَاجْتَمَعُوا فِي سُوكُوهَ التَّابِعَةِ لِسِبْطِ يَهُوذَا، وَعَسْكَرُوا مَا بَيْنَ سُوكُوهَ وَعَزِيقَةَ فِي أَفَسِ دَمِّيمَ. +\s5 +\v 2 وَتَجَمَّعَ شَاوُلُ وَرِجَالُهُ وَنَزَلُوا فِي وَادِي الْبُطْمِ وَاصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. +\v 3 وَوَقَفَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ عَلَى جَبَلٍ مِنْ نَاحِيَةٍ، وَالإِسْرَائِيلِيُّونَ عَلَى جَبَلٍ آخَرَ مُقَابِلَهُمْ، يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ وَادٍ. +\s5 +\v 4 فَخَرَجَ مِنْ بَيْنِ صُفُوفِ جُيُوشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ رَجُلٌ مُبَارِزٌ مِنْ جَتَّ يُدْعَى جُلْيَاتَ طُولُهُ سِتُّ أَذْرُعٍ وَشِبْرٌ (نَحْوَ ثَلاثَةِ أَمْتَارٍ)، +\v 5 يَضَعُ عَلَى رَأْسِهِ خُوذَةً مِنْ نُحَاسٍ، وَيَرْتَدِي دِرْعاً مُصَفَّحاً وَزْنُهُ خَمْسَةُ آلافِ شَاقِلٍ (نَحْوَ سَبْعَةٍ وَخَمْسِينَ كِيلُو جِرَاماً) مِنَ النُّحَاسِ +\s5 +\v 6 وَقَدْ لَفَّ سَاقَيْهِ بِصَفَائِحَ مِنْ نُحَاسٍ، كَمَا تَدَلَّى رُمْحٌ نُحَاسِيٌّ مِنْ كَتِفَيْهِ. +\v 7 وَكَانَتْ قَنَاةُ رُمْحِهِ شَبِيهَةً بِنَوْلِ النِّسَّاجِينَ، وَسِنَانُهُ يَزِنُ سِتَّ مِئَةِ شَاقِلِ حَدِيدٍ (نَحْوَ سَبْعَةِ كِيلُو جِرَامَاتٍ)، وَكَانَ حَامِلُ تُرْسِهِ يَمْشِي أَمَامَهُ. +\s5 +\v 8 فَوَقَفَ جُلْيَاتُ يُنَادِي جَيْشَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ: «مَا بَالُكُمْ خَرَجْتُمْ تَصْطَفُّونَ لِلْحَرْبِ؟ أَلَسْتُ أَنَا الْفِلِسْطِينِيَّ، وَأَنْتُمْ خُدَّامَ شَاوُلَ؟ انْتَخِبُوا مِنْ بَيْنِكُمْ رَجُلاً يُبَارِزُنِي. +\v 9 فَإِنِ اسْتَطَاعَ مُحَارَبَتِي وَقَتَلَنِي نُصْبِحُ لَكُمْ عَبِيداً، وَإِنْ قَهَرْتُهُ وَقَتَلْتُهُ تُصْبِحُونَ أَنْتُمْ لَنَا عَبِيداً وَتَخْدُمُونَنَا. +\s5 +\v 10 إِنَّنِي أُعَيِّرُ وَأَتَحَدَّى الْيَوْمَ جَيْشَ إِسْرَائِيلَ! لِيَخْرُجْ مِنْ بَيْنِكُمْ رَجُلٌ يُبَارِزُنِي!». +\v 11 وَعِنْدَمَا سَمِعَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ تَحَدِّيَاتِ الْفِلِسْطِينِيِّ ارْتَعَبُوا وَجَزَعُوا جِدّاً. +\s5 +\p +\v 12 وَكَانَ لِدَاوُدَ بْنِ يَسَّى الأَفْرَاتِيِّ الْمُقِيمِ فِي بَيْتِ لَحْمِ أَرْضِ يَهُوذَا، سَبْعَةُ إِخْوَةٍ أَكْبَرَ مِنْهُ. وَكَانَ يَسَّى قَدْ شَاخَ فِي زَمَنِ شَاوُلَ وَتَقَدَّمَ فِي الْعُمْرِ. +\v 13 وَكَانَ بَنُو يَسَّى الثَّلاثَةُ الْكِبَارُ قَدِ الْتَحَقُوا بِجَيْشِ شَاوُلَ وَهُمْ أَلِيآبُ الْبِكْرُ وَأَبِينَادَابُ وَشَمَّةُ. +\s5 +\v 14 أَمَّا دَاوُدُ فَكَانَ أَصْغَرَ الأَبْنَاءِ جَمِيعاً. وَانْضَمَّ الثَّلاثَةُ الْكِبَارُ إِلَى صُفُوفِ شَاوُلَ. +\v 15 وَكَانَ دَاوُدُ يَتَرَدَّدُ عَلَى شَاوُلَ ثُمَّ يَرْجِعُ مِنْ عِنْدِهِ لِيَرْعَى غَنَمَ أَبِيهِ فِي بَيْتِ لَحْمٍ. +\p +\v 16 وَظَلَّ الْفِلِسْطِينِيُّ يَخْرُجُ مُتَحَدِّياً الإِسْرَائِيلِيِّينَ كُلَّ صَبَاحٍ وَمَسَاءٍ، مُدَّةَ أَرْبَعِينَ يَوْماً. +\s5 +\v 17 وَذَاتَ يَوْمٍ قَالَ يَسَّى لِدَاوُدَ ابْنِهِ: «خُذْ لإِخْوَتِكَ إِيفَةً (أَيْ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ لِتْراً) مِنْ هَذَا الْفَرِيكِ، وَعَشْرَةَ أَرْغِفَةٍ مِنَ الْخُبْزِ وَارْكُضْ إِلَى الْمُعَسْكَرِ. +\v 18 وَقَدِّمْ عَشَرَ قِطَعٍ مِنَ الْجُبْنِ إِلَى قَائِدِ الأَلْفِ، وَاطْمَئِنَّ عَلَى سَلامَةِ إِخْوَتِكَ وَأَحْضِرْ لِي مِنْهُمْ مَا يَدُلُّ عَلَى سَلامَتِهِمْ». +\s5 +\v 19 وَكَانَ شَاوُلُ آنَئِذٍ مَعَ جَيْشِهِ وَمِنْ جُمْلَتِهِمْ إِخْوَةُ دَاوُدَ، مُعَسْكِرِينَ فِي وَادِي الْبُطْمِ، تَأَهُّباً لِمُحَارَبَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. +\p +\v 20 فَانْطَلَقَ دَاوُدُ مُبَكِّراً فِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي، بَعْدَ أَنْ تَرَكَ الْغَنَمَ فِي عُهْدَةِ حَارِسٍ، مُحَمَّلاً بِمَا أَمَرَهُ بِهِ أَبُوهُ، وَبَلَغَ الْمُعَسْكَرَ فِيمَا كَانَ الْجَيْشُ خَارِجاً للاصْطِفَافِ وَالْهُتَافِ لِلْحَرْبِ. +\v 21 وَمَا لَبِثَتْ أَنْ تَوَاجَهَتْ صُفُوفُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ وَالْفِلِسْطِينِيِّينَ. +\s5 +\v 22 فَتَرَكَ دَاوُدُ الطَّعَامَ الَّذِي يَحْمِلُهُ فِي رِعَايَةِ حَافِظِ الأَمْتِعَةِ، وَهَرْوَلَ نَحْوَ خَطِّ الْقِتَالِ يَبْحَثُ عَنْ إِخْوَتِهِ لِيَطْمَئِنَّ عَلَى سَلامَتِهِمْ. +\v 23 وَفِيمَا هُوَ يُحَادِثُهُمْ إِذَا بِجُلْيَاتَ الْفِلِسْطِينِيِّ الْمُبَارِزِ مِنْ جَتَّ، يَخْرُجُ مِنْ صُفُوفِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَيُوَجِّهُ تَحَدِّيَاتِهِ إِلَى الإِسْرَائِيلِيِّينَ. فَأَصْغَى دَاوُدُ إِلَى تَهْدِيدَاتِهِ. +\p +\v 24 وَعِنْدَمَا شَاهَدَ جَيْشُ إِسْرَائِيلَ الرَّجُلَ تَرَاجَعُوا أَمَامَهُ مَذْعُورِينَ جِدّاً. +\s5 +\v 25 وَتَحَدَّثَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «أَرَأَيْتُمْ هَذَا الرَّجُلَ الْمُبَارِزَ مِنْ صُفُوفِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟ إِنَّهُ يَسْعَى لِتَحَدِّينَا وَتَعْيِيرِنَا. إِنَّ مَنْ يَقْتُلُهُ يُغْدِقُ عَلَيْهِ الْمَلِكُ ثَرْوَةً طَائِلَةً، وَيُزَوِّجُهُ مِنِ ابْنَتِهِ، وَيَعْفِي بَيْتَ أَبِيهِ مِنْ دَفْعِ الضَّرَائِبِ وَمِنَ التَّسْخِيرِ». +\s5 +\p +\v 26 فَسَأَلَ دَاوُدُ الرِّجَالَ الْوَاقِفِينَ إِلَى جُوَارِهِ: «بِمَاذَا يُكَافَأُ الرَّجُلُ الَّذِي يَقْتُلُ ذَلِكَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَيَمْحُو الْعَارَ عَنْ إِسْرَائِيلَ؟ لأَنَّهُ مَنْ هُوَ هَذَا الْفِلِسْطِينِيُّ الأَغْلَفُ حَتَّى يُعَيِّرَ جَيْشَ اللهِ الْحَيِّ؟» +\v 27 فَتَلَقَّى دَاوُدُ مِنَ الْجُنُودِ جَوَاباً مُمَاثِلاً لِمَا سَمِعَهُ مِنْ قَبْلُ عَنِ الْمُكَافَأَةِ الَّتِي يَنَالُهَا الرَّجُلُ الَّذِي يَقْتُلُ جُلْيَاتَ. +\s5 +\v 28 وَسَمِعَ أَخُوهُ الأَكْبَرُ حَدِيثَهُ مَعَ الرِّجَالِ، فَاحْتَدَمَ غَضَبُهُ عَلَى دَاوُدَ وَقَالَ: «لِمَاذَا جِئْتَ إِلَى هُنَا؟ وَعَلَى مَنْ تَرَكْتَ تِلْكَ الْغُنَيْمَاتِ الْقَلِيلَةَ فِي الْبَرِّيَّةِ؟ لَقَدْ عَرَفْتُ غُرُورَكَ وَشَرَّ قَلْبِكَ، فَأَنَتْ لَمْ تَحْضُرْ إِلَى هُنَا إِلّا لِتَشْهَدَ الْحَرْبَ». +\v 29 فَأَجَابَ دَاوُدُ: «أَيَّةُ جِنَايَةٍ ارْتَكَبْتُ الآنَ؟ أَلا يَحِقُّ لِي حَتَّى أَنْ أُوَجِّهَ سُؤَالاً؟» +\v 30 وَتَحَوَّلَ عَنْ أَخِيهِ نَحْوَ قَوْمٍ آخَرِينَ، أَثَارَ مَعَهُمْ نَفْسَ الْمَوْضُوعِ، فَأَجَابُوهُ بِمِثْلِ الْجَوَابِ السَّابِقِ. +\s5 +\p +\v 31 وَبَلَغَ شَاوُلَ حَدِيثُ دَاوُدَ، فَاسْتَدْعَاهُ. +\v 32 وَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: «لا يَذُوبَنَّ قَلْبُ أَحَدٍ خَوْفاً مِنْ هَذَا الْفِلِسْطِينِيِّ، فَإِنَّ عَبْدَكَ يَذْهَبُ لِيُحَارِبَهُ» +\v 33 فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: «أَنْتَ لَا يُمْكِنُكَ الذَّهَابُ لِمُحَارَبَةِ هَذَا الْفِلِسْطِينِيِّ، لأَنَّكَ مَازِلْتَ فَتىً، وَهُوَ رَجُلُ حَرْبٍ مُنْذُ صِبَاهُ». +\s5 +\v 34 فَقَالَ دَاوُدُ: «كَانَ عَبْدُكَ يَرْعَى ذَاتَ يَوْمٍ غَنَمَ أَبِيهِ، فَجَاءَ أَسَدٌ مَعَ دُبٍّ وَاخْتَطَفَ شَاةً مِنَ الْقَطِيعِ. +\v 35 فَسَعَيْتُ وَرَاءَهُ وَهَاجَمْتُهُ وَأَنْقَذْتُهَا مِنْ أَنْيَابِهِ. وَعِنْدَمَا انْقَضَّ عَلَيَّ قَبَضْتُ عَلَيْهِ مِنْ ذَقْنِهِ وَضَرَبْتُهُ فَقَتَلْتُهُ. +\s5 +\v 36 وَهَكَذَا قَتَلَ عَبْدُكَ الأَسَدَ وَالدُّبَّ كِلَيهِمَا، فَلْيَكُنْ هَذَا الْفِلِسْطِينِيُّ الأَغْلَفُ كَوَاحِدٍ مِنْهُمَا لأَنَّهُ عَيَّرَ جَيْشَ اللهِ الْحَيِّ». +\s5 +\v 37 وَاسْتَطْرَدَ دَاوُدُ: «إِنَّ الرَّبَّ الَّذِي أَنْقَذَنِي مِنْ مَخَالِبِ الأَسَدِ وَمِنْ مَخَالِبِ الدُّبِّ، يُنْقِذُنِي أَيْضاً مِنْ قَبْضَةِ هَذَا الْفِلِسْطِينِيِّ». فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: «امْضِ وَلْيَكُنِ الرَّبُّ مَعَكَ». +\v 38 وَأَلْبَسَ شَاوُلُ دَاوُدَ سُتْرَةَ حَرْبِهِ، وَوَضَعَ عَلَى رَأْسِهِ خُوذَةً مِنْ نُحَاسٍ وَمَنْطَقَهُ بِدِرْعٍ. +\s5 +\v 39 وَتَقَلَّدَ دَاوُدُ سَيْفَ شَاوُلَ، وَهَمَّ أَنْ يَمْشِيَ، وَإِذْ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَعَوَّدَ عَلَيْهَا مِنْ قَبْلُ قَالَ لِشَاوُلَ: «لا أَقْدِرُ أَنْ أَمْشِيَ بِعُدَّةِ الْحَرْبِ هَذِهِ، لأَنَّنِي لَسْتُ مُعْتَاداً عَلَيْهَا». وَخَلَعَهَا عَنْهُ. +\v 40 وَتَنَاوَلَ عَصَاهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ الْتَقَطَ خَمْسَةَ حِجَارَةٍ مَلْسَاءَ مِنْ جَدْوَلِ الْوَادِي وَجَعَلَهَا فِي جِرَابِهِ، وَحَمَلَ مِقْلاعَهُ بِيَدِهِ وَاتَّجَهَ نَحْوَ جُلْيَاتَ. +\s5 +\p +\v 41 وَتَقَدَّمَ الْفِلِسْطِينِيُّ نَحْوَ دَاوُدَ، وَحَامِلُ سِلاحِهِ يَمْشِي أَمَامَهُ. +\v 42 وَمَا إِنْ شَاهَدَ الْفِلِسْطِينِيُّ دَاوُدَ حَتَّى اسْتَخَفَّ بِهِ لأَنَّهُ كَانَ فَتىً أَشْقَرَ وَسِيمَ الطَّلْعَةِ. +\v 43 فَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ لِدَاوُدَ: «أَلَعَلِّي كَلْبٌ حَتَّى تَأْتِيَ لِمُحَارَبَتِي بِعِصِيٍّ؟» وَشَتَمَ الْفِلِسْطِينِيُّ آلِهَةَ دَاوُدَ. +\s5 +\v 44 ثُمَّ قَالَ لِدَاوُدَ: «تَعَالَ لأَجْعَلَ لَحْمَكَ طَعَاماً لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَوُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ». +\v 45 فَأَجَابَهُ دَاوُدُ: «أَنْتَ تُبَارِزُنِي بِسَيْفٍ وَرُمْحٍ وَتُرْسٍ، أَمَّا أَنَا فَآتِيكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِ جَيْشِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَحَدَّيْتَهُ. +\s5 +\v 46 الْيَوْمَ يُوْقِعُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي، فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ، وَأُقَدِّمُ جُثَثَ جَيْشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ هَذَا الْيَوْمَ لِتَكُونَ طَعَاماً لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَحَيَوَانَاتِ الأَرْضِ، فَتَعْلَمُ الْمَسْكُونَةُ كُلُّهَا أَنَّ هُنَاكَ إِلَهاً فِي إِسْرَائِيلَ. +\v 47 وَتُدْرِكُ الْجُمُوعُ الْمُحْتَشِدَةُ هُنَا أَنَّهُ لَيْسَ بِسَيْفٍ وَلا بِرُمْحٍ يُخَلِّصُ الرَّبُّ، لأَنَّ الْحَرْبَ لِلرَّبِّ وَهُوَ يَنْصُرُنَا عَلَيْكُمْ». +\s5 +\v 48 وَعِنْدَمَا شَاهَدَ دَاوُدُ الْفِلِسْطِينِيَّ يَهُبُّ مُتَقَدِّماً نَحْوَهُ، أَسْرَعَ لِلِقَائِهِ. +\v 49 وَمَدَّ يَدَهُ إِلَى الْجِرَابِ، وَتَنَاوَلَ حَجَراً لَوَّحَ بِهِ بِمِقْلاعِهِ وَرَمَاهُ، فَأَصَابَ جَبْهَةَ الْفِلِسْطِينِيِّ، فَغَاصَ الْحَجَرُ فِي جَبْهَتِهِ وَسَقَطَ جُلْيَاتُ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. +\s5 +\p +\v 50 وَهَكَذَا قَضَى دَاوُدُ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّ بِالْمِقْلاعِ وَالْحَجَرِ وَقَتَلَهُ. وَإِذْ لَمْ يَكُنْ بِيَدِهِ سَيْفٌ +\v 51 رَكَضَ نَحْوَ جُلْيَاتَ وَاخْتَرَطَ سَيْفَهُ مِنْ غِمْدِهِ وَقَتَلَهُ وَقَطَعَ بِهِ رَأْسَهُ. فَلَمَّا رَأَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ أَنَّ جَبَّارَهُمْ قَدْ قُتِلَ هَرَبُوا. +\s5 +\v 52 فَأَطْلَقَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا صَيْحَاتِ الْحَرْبِ، وَتَعَقَّبُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ حَتَّى مَشَارِفِ الْوَادِي وَأَبْوَابِ مَدِينَةِ عَقْرُونَ. وَانْتَشَرَتْ جُثَثُ قَتْلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ عَلَى طُولِ طَرِيقِ شَعَرَايِمَ إِلَى جَتَّ وَإِلَى عَقْرُونَ. +\v 53 وَعِنْدَمَا رَجَعَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ مُطَارَدَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ هَجَمُوا عَلَى مُعَسْكَرِهِمْ وَنَهَبُوهُ. +\v 54 وَحَمَلَ دَاوُدُ رَأْسَ جُلْيَاتَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَلَكِنَّهُ احْتَفَظَ بِعُدَّةِ حَرْبِهِ فِي خَيْمَتِهِ. +\s5 +\p +\v 55 وَكَانَ شَاوُلُ عِنْدَمَا رَأَى دَاوُدَ خَارِجاً لِمُحَارَبَةِ جُلْيَاتَ، قَدْ سَأَلَ أَبْنَيْرَ قَائِدَ جَيْشِهِ: «ابْنُ مَنْ هَذَا الْفَتَى يَا أَبْنَيْرُ؟» فَأَجَابَهُ: «وَحَيَاتِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ لَسْتُ أَعْلَمُ». +\v 56 فَقَالَ الْمَلِكُ: «اسْأَلْ ابْنُ مَنْ هَذَا الْفَتَى؟» +\s5 +\v 57 وَحِينَ رَجَعَ دَاوُدُ بَعْدَ قَتْلِ الْفِلِسْطِينِيِّ أَخَذَهُ أَبْنَيْرُ وَأَحْضَرَهُ لِلْمُثُولِ أَمَامَ شَاوُلَ، وَرَأْسُ الْفِلِسْطِينِيِّ مَا بَرِحَ بِيَدِهِ. +\v 58 فَسَأَلَهُ شَاوُلُ: «ابْنُ مَنْ أَنْتَ يَا فَتَى؟» فَأَجَابَهُ دَاوُدُ: «ابْنُ عَبْدِكَ يَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ». + +\s5 +\c 18 +\s1 غيرة شاول من داود +\p +\v 1 وَعِنْدَمَا فَرَغَ دَاوُدُ مِنْ حَدِيثِهِ مَعَ شَاوُلَ، تَعَلَّقَتْ نَفْسُ يُونَاثَانَ بِدَاوُدَ وَأَحَبَّهُ كَنَفْسِهِ. +\v 2 وَاسْتَبْقَى شَاوُلُ دَاوُدَ، وَلَمْ يَدَعْهُ يَرْجِعُ إِلَى بَيْتِ أَبِيهِ. +\s5 +\v 3 وَتَعَاهَدَ يُونَاثَانُ وَدَاوُدُ، لأَنَّ يُونَاثَانَ أَحَبَّهُ كَنَفْسِهِ. +\v 4 وَخَلَعَ يُونَاثَانُ جُبَّتَهُ وَوَهَبَهَا لِدَاوُدَ مَعَ ثِيَابِهِ وَسَيْفِهِ وَقَوْسِهِ وَحِزَامِهِ. +\s5 +\v 5 وَكَانَ النَّجَاحُ حَلِيفَ دَاوُدَ فِي كُلِّ مُهِمَّةٍ كَلَّفَهُ بِها شَاوُلُ، لِذَلِكَ وَلّاهُ شَاوُلُ إِمْرَةَ رِجَالِ الْحَرْبِ، فَحَظِيَ ذَلِكَ بِاسْتِحْسَانِ الشَّعْبِ وَعَبِيدِ شَاوُلَ أَيْضاً. +\s5 +\p +\v 6 وَعِنْدَ رُجُوعِ الْجَيْشِ بَعْدَ مَقْتَلِ جُلْيَاتَ، خَرَجَتِ النِّسَاءُ مِنْ جَمِيعِ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ بِالْغِنَاءِ وَالرَّقْصِ، وَبِدُفُوفِ الْفَرَحِ وَبِمُثَلَّثَاتٍ لاِسْتِقْبَالِ شَاوُلَ الْمَلِكِ. +\v 7 وَرَاحَتِ النِّسَاءُ الرَّاقِصَاتُ يُنْشِدْنَ: «قَتَلَ شَاوُلُ أُلُوفَهُ وَقَتَلَ دَاوُدُ رِبْوَاتِهِ (أَيْ عَشَرَاتِ الأُلُوفِ)». +\s5 +\v 8 فَأَثَارَ هَذَا غَضَبَ شَاوُلَ، وَسَاءَ هَذَا الْغِنَاءُ فِي نَفْسِهِ وَقَالَ: «نَسَبْنَ لِدَاوُدَ قَتْلَ عَشَرَاتِ الأُلُوفِ، أَمَّا أَنَا فَنَسَبْنَ لِي قَتْلَ الأُلُوفِ فَقَطْ! لَمْ يَبْقَ سِوَى أَنْ يُنْعِمْنَ عَلَيْهِ بِالْمَمْلَكَةِ». +\v 9 وَشَرَعَ شَاوُلُ مُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِداً يُرَاقِبُ دَاوُدَ بِعَيْنٍ مُمْتَلِئَةٍ بِالْغَيْرَةِ. +\s1 شاول يحاول قتل داود +\s5 +\p +\v 10 وَحَدَثَ فِي الْيَوْمِ التَّالِي أَنْ هَاجَمَ الرُّوحُ الرَّدِيءُ شَاوُلَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ، فَبَدَأَ يَهْذِي جُنُوناً فِي وَسَطِ الْبَيْتِ، بَيْنَمَا كَانَ دَاوُدُ يَعْزِفُ كَعَادَتِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ. وَكَانَ فِي يَدِ شَاوُلَ رُمْحٌ، +\v 11 فَأَشْرَعَ شَاوُلُ الرُّمْحَ وَقَالَ فِي نَفْسِهِ: «سَأُسَمِّرُ دَاوُدَ إِلَى الْحَائِطِ». فَرَاغَ دَاوُدُ مِنْ أَمَامِهِ مَرَّتَيْنِ. +\v 12 وَصَارَ شَاوُلُ يَخْشَى دَاوُدَ لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَهُ، وَقَدْ فَارَقَ شَاوُلَ. +\s5 +\v 13 فَأَبْعَدَهُ مِنْ حَضْرَتِهِ وَعَيَّنَهُ قَائِدَ أَلْفٍ، فَكَانَ دَاوُدُ يَتَقَدَّمُ دَائِماً فِي طَلِيعَةِ فِرْقَتِهِ. +\v 14 وَحَالَفَهُ الْفَلاحُ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَهُ. +\s5 +\v 15 وَعِنْدَمَا رَأَى شَاوُلُ مَا يَتَمَتَّعُ بِهِ دَاوُدُ مِنْ فِطْنَةٍ تَفَاقَمَ فَزَعُهُ مِنْهُ. +\v 16 أَمَّا جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا فَقَدِ ازْدَادُوا حُبّاً لَهُ، لأَنَّهُ كَانَ دَائِماً يَقُودُهُمْ فِي حَمْلاتِهِمِ الْعَسْكَرِيَّةِ الْمُوَفَّقَةِ. +\s5 +\p +\v 17 وَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: «إِنَّنِي أَبْغِي أَنْ أُزَوِّجَكَ مِنِ ابْنَتِي الْكَبِيرَةِ مَيْرَبَ، شَرِيطَةَ أَنْ تَكُونَ بَطَلاً وَتُحَارِبَ حُرُوبَ الرَّبِّ» فَقَدْ حَدَّثَ شَاوُلُ نَفْسَهُ قَائِلاً: «لا أَحْمِلُ أَنَا جَرِيرَةَ قَتْلِهِ بَلْ يَقْتُلُهُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ». +\v 18 فَأَجَابَ دَاوُدُ: «مَنْ أَنَا وَمَا هِيَ حَيَاتِي؟ وَمَا هِيَ عَائِلَتِي وَمَا هِيَ مَكَانَةُ عَائِلَتِي فِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى أُصْبِحَ صِهْراً لِلْمَلِكِ؟» +\s5 +\v 19 وَعِنْدَمَا اقْتَرَبَ مَوْعِدُ زِفَافِ مَيْرَبَ لِدَاوُدَ، زَوَّجَهَا شَاوُلُ مِنْ عَدْرِيئِيلَ الْمَحُولِيِّ. +\s5 +\p +\v 20 لَكِنَّ مِيكَالَ ابْنَةَ شَاوُلَ الصُّغْرَى أَحَبَّتْ دَاوُدَ، فَعَلِمَ شَاوُلُ بِالأَمْرِ وَحَظِيَ ذَلِكَ بِرِضَاهُ. +\v 21 وَقَالَ شَاوُلُ فِي نَفْسِهِ: «أُزَوِّجُهُ مِنْهَا فَتَكُونُ لَهُ فَخّاً، وَكَذَلِكَ يَسْعَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ إِلَى قَتْلِهِ». وَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ مَرَّةً ثَانِيَةً: «يُمْكِنُكَ مُصَاهَرَتِي الْيَوْمَ». +\s5 +\v 22 وَأَمَرَ شَاوُلُ رِجَالَهُ أَنْ يُسِرُّوا فِي أُذُنِ دَاوُدَ أَنَّ الْمَلِكَ يُحِبُّهُ، وَأَنَّهُ مَحَلُّ إِعْجَابِ الْحَاشِيَةِ، وَأَنْ يَنْصَحُوهُ بِمُصَاهَرَةِ الْمَلِكِ، +\s5 +\v 23 فَرَاحَ عَبِيدُ شَاوُلَ يُسِرُّونَ بِهَذَا الْحَدِيثِ فِي مَسَامِعِ دَاوُدَ. فَأَجَابَ دَاوُدُ: «أَتَظُنُّونَ مُصَاهَرَةَ الْمَلِكِ أَمْراً تَافِهاً؟ أَنَا لَسْتُ سِوَى رَجُلٍ مِسْكِينٍ حَقِيرٍ». +\v 24 فَأَخْبَرَ عَبِيدُ شَاوُلَ سَيِّدَهُمْ بِحَدِيثِ دَاوُدَ. +\s5 +\v 25 فَقَالَ شَاوُلُ لَهُمْ: «هَذَا مَا تَقُولُونَهُ لِدَاوُدَ: إِنَّ الْمَلِكَ لَا يَطْمَعُ فِي مَهْرٍ، بَلْ فِي مِئَةِ غُلْفَةٍ مِنْ غُلَفِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، انْتِقَاماً مِنْ أَعْدَاءِ الْمَلِكِ». قَالَ هَذَا ظَنّاً مِنْهُ أَنْ يُوْقِعَ دَاوُدَ فِي أَسْرِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. +\v 26 فَأَبْلَغَ عَبِيدُ شَاوُلَ دَاوُدَ بِمَطْلَبِ الْمَلِكِ، فَرَاقَهُ الأَمْرُ، وَلاسِيَّمَا فِكْرَةُ مُصَاهَرَةِ الْمَلِكِ. وَقَبْلَ أَنْ تَنْتَهِيَ الْمُهْلَةُ الْمُعْطَاةُ لَهُ، +\s5 +\v 27 انْطَلَقَ مَعَ رِجَالِهِ وَقَتَلَ مِئَتَيْ رَجُلٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَأَتَى بِغُلَفِهِمْ وَقَدَّمَهَا كَامِلَةً لِتَكُونَ مَهْراً لِمُصَاهَرَةِ الْمَلِكِ. فَزَوَّجَهُ شَاوُلُ عِنْدَئِذٍ مِنِ ابْنَتِهِ مِيكَالَ. +\v 28 وَأَدْرَكَ شَاوُلُ يَقِيناً أَنَّ الرَّبَّ مَعَ دَاوُدَ، وَأَنَّ ابْنَتَهُ مِيكَالَ تُحِبُّهُ. +\v 29 فَتَزَايَدَ خَوْفُ شَاوُلَ مِنْ دَاوُدَ، وَأَصْبَحَ عَدُوَّهُ اللَّدُودَ طَوَالَ حَيَاتِهِ. +\s5 +\p +\v 30 وَثَابَرَ أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ عَلَى مُحَارَبَةِ إِسْرَائِيلَ، فَكَانَ دَاوُدُ يَظْفَرُ بِهِمْ أَكْثَرَ مِنْ بَقِيَّةِ قُوَّادِ شَاوُلَ، وَأَصْبَحَ اسْمُهُ عَلَى كُلِّ شَفَةٍ وَلِسَانٍ. + +\s5 +\c 19 +\s1 شاول يحاول قتل داود +\p +\v 1 وَحَضَّ شَاوُلُ ابْنَهُ يُونَاثَانَ وَسَائِرَ حَاشِيَتِهِ عَلَى قَتْلِ دَاوُدَ، +\v 2 وَلَكِنَّ يُونَاثَانَ بْنَ شَاوُلَ، الَّذِي كَانَ مُعْجَباً جِدّاً بِدَاوُدَ، أَسَرَّ إِلَيْهِ قَائِلاً: «أَبِي يَلْتَمِسُ قَتْلَكَ، فَاحْتَرِسْ لِنَفْسِكَ فِي الْغَدِ وَاخْتَبِئْ، +\v 3 وَأَنَا أَخْرُجُ مَعَ أَبِي إِلَى الْحَقْلِ الَّذِي تَخْتَبِئُ فِيهِ، وَأُحَدِّثُهُ عَنْكَ ثُمَّ أُخْبِرُكَ بِمَا يَكُونُ». +\s5 +\v 4 وَرَاحَ يُونَاثَانُ يُثْنِي عَلَى دَاوُدَ أَمَامَ أَبِيهِ وَتَسَاءَلَ: «لِمَاذَا يُسِيءُ الْمَلِكُ إِلَى عَبْدِهِ دَاوُدَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُخْطِئْ إِلَيْكَ، وَمَآثِرُهُ عَظِيمَةٌ جِدّاً؟ +\v 5 لَقَدْ عَرَّضَ حَيَاتَهُ لِلْخَطَرِ عِنْدَمَا قَتَلَ الْفِلِسْطِينِيَّ، فَأَجْرَى الرَّبُّ خَلاصاً عَظِيماً لِجَمِيعِ إِسْرَائِيلَ. وَقَدْ شَهِدْتَ ذَلِكَ وَابْتَهَجْتَ بِهِ. فَلِمَاذَا تَقْتُلُ دَاوُدَ مِنْ غَيْرِ دَاعٍ وَتُسِيءُ إِلَى دَمٍ بَرِيءٍ؟» +\s5 +\v 6 فَاقْتَنَعَ شَاوُلُ بِكَلامِ يُونَاثَانَ، وَقَالَ: «أُقْسِمُ بِاللهِ الْحَيِّ، لَنْ يُقْتَلَ دَاوُدُ». +\v 7 فَاسْتَدْعَى يُونَاثَانُ دَاوُدَ وَأَطْلَعَهُ عَلَى مَا دَارَ مِنْ حَدِيثٍ، ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى شَاوُلَ، فَمَثُلَ فِي حَضْرَتِهِ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ مِنْ قَبْلُ. +\s5 +\p +\v 8 وَعَادَتِ الْحَرْبُ تَنْشَبُ مِنْ جَدِيدٍ، فَخَرَجَ دَاوُدُ لِمُحَارَبَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَهَزَمَهُمْ هَزِيمَةً مُنْكَرَةً، فَلاذُوا بِالْفِرَارِ مِنْ أَمَامِهِ. +\v 9 وَذَاتَ يَوْمٍ كَانَ دَاوُدُ يَعْزِفُ لِشَاوُلَ، فَهَاجَمَ الرُّوحُ الرَّدِيءُ شَاوُلَ مِنْ لَدَى الرَّبِّ وَهُوَ جَالِسٌ فِي بَيْتِهِ، وَرُمْحُهُ بِيَدِهِ. +\s5 +\v 10 فَصَوَّبَ الرُّمْحَ نَحْوَ دَاوُدَ وَرَمَاهُ بِهِ لِيَطْعَنَهُ وَيُسَمِّرَهُ إِلَى الْحَائِطِ، فَتَفَادَى دَاوُدُ الضَّرْبَةَ، وَهَرَبَ مِنْ أَمَامِ شَاوُلَ نَاجِياً بِحَيَاتِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، أَمَّا الرُّمْحُ فَغَاصَ فِي الْحَائِطِ. +\p +\v 11 فَأَرْسَلَ شَاوُلُ مُرَاقِبِينَ إِلَى بَيْتِ دَاوُدَ يَتَرَصَّدُونَهُ لِيَقْتُلُوهُ فِي الصَّبَاحِ. فَأَخْبَرَتْهُ امْرَأَتُهُ مِيكَالُ قَائِلَةً: «إِذَا لَمْ تَنْجُ بِنَفْسِكَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ فَإِنَّكَ لَا مَحَالَةَ تُقْتَلُ غَداً». +\s5 +\v 12 وَدَلَّتْهُ مِيكَالُ مِنَ النَّافِذَةِ، فَانْطَلَقَ هَارِباً وَنَجَا. +\v 13 ثُمَّ أَخَذَتْ مِيكَالُ تِمْثَالاً وَوَضَعَتْهُ فِي فِرَاشِهِ، وَوَضَعَتْ تَحْتَ رَأْسِهِ لُبْدَةً مِنْ شَعْرِ الْمِعْزَى وَغَطَّتْهُ بِثَوْبٍ. +\s5 +\v 14 وَعِنْدَمَا أَرْسَلَ شَاوُلُ جُنُودَهُ لِلْقَبْضِ عَلَى دَاوُدَ قَالَتْ لَهُمْ مِيكَالُ: «إِنَّهُ مَرِيضٌ». +\v 15 فَبَعَثَ شَاوُلُ الْجُنُودَ ثَانِيَةً لِيَرَوْا دَاوُدَ قَائِلاً: «ائْتُونِي بِهِ وَهُوَ فِي السَّرِيرِ لأَقْتُلَهُ». +\s5 +\v 16 فَأَقْبَلَ الْجُنُودُ، وَإذَا فِي الْفِرَاشِ تِمْثَالٌ وَلُبْدَةٌ مِنْ شَعْرِ الْمِعْزَى تَحْتَ رَأْسِهِ. +\v 17 فَقَالَ شَاوُلُ لاِبْنَتِهِ مِيكَالَ: «لِمَاذَا خَدَعْتِنِي فَأَطْلَقْتِ عَدُوِّي حَتَّى نَجَا؟» فَأَجَابَتْ: «لَقَدْ تَوَعَّدَنِي قَائِلاً: أَطْلِقِينِي لِئَلّا أَقْتُلَكِ». +\s5 +\p +\v 18 وَعِنْدَمَا هَرَبَ دَاوُدُ وَنَجَا بِحَيَاتِهِ جَاءَ إِلَى صَمُوئِيلَ فِي الرَّامَةِ وَأَطْلَعَهُ عَمَّا فَعَلَهُ بِهِ شَاوُلُ، وَصَحَبَهُ صَمُوئِيلُ وَمَضَيَا وَأَقَامَا مَعاً فِي نَايُوتَ. +\v 19 فَقِيلَ لِشَاوُلَ: «هُوَذَا دَاوُدُ فِي نَايُوتَ فِي الرَّامَةِ». +\v 20 فَبَعَثَ بِجُنُودٍ لِلْقَبْضِ عَلَيْهِ. وَلَكِنْ عِنْدَمَا شَاهَدُوا جَمَاعَةَ الرَّبِّ يَتَنَبَّأُونَ بِرِئَاسَةِ صَمُوئِيلَ، حَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى الْجُنُودِ فَتَنَبَّأُوا هُمْ أَيْضاً. +\s5 +\v 21 فَأَخْبَرُوا شَاوُلَ بِالأَمْرِ، فَبَعَثَ بِجُنُودٍ آخَرِينَ فَتَنَبَّأُوا هُمْ أَيْضاً. ثُمَّ عَادَ شَاوُلُ فَأَرْسَلَ فِرْقَةً ثَالِثَةً فَتَنَبَّأُوا هُمْ أَيْضاً. +\v 22 وَأَخِيراً ذَهَبَ بِنَفْسِهِ إِلَى الرَّامَةِ، حَتَّى وَصَلَ إِلَى الْبِئْرِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي عِنْدَ سِيخُو وَسَأَلَ: «أَيْنَ صَمُوئِيلُ وَدَاوُدُ؟» فَقِيلَ لَهُ: «هُمَا فِي نَايُوتَ فِي الرَّامَةِ». +\s5 +\v 23 فَمَضَى إِلَى هُنَاكَ وَلَكِنْ فِي أَثْنَاءِ الطَّرِيقِ حَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، فَشَرَعَ يَتَنَبَّأُ حَتَّى بَلَغَ نَايُوتَ فِي الرَّامَةِ. +\v 24 فَخَلَعَ هُوَ أَيْضاً ثِيَابَهُ وَرَاحَ يَتَنَبَّأُ أَمَامَ صَمُوئِيلَ، ثُمَّ انْطَرَحَ عَارِياً طُولَ ذَلِكَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، لِذَلِكَ قِيلَ: «أَشَاوُلُ أَيْضاً بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ؟». + +\s5 +\c 20 +\s1 داود ويوناثان +\p +\v 1 وَهَرَبَ دَاوُدُ مِنْ نَايُوتَ فِي الرَّامَةِ وَالْتَقَى بِيُونَاثَانَ وَسَأَلَهُ: «مَاذَا جَنَيْتُ، وَمَاذَا اقْتَرَفْتُ مِنْ إِثْمٍ فِي حَقِّ أَبِيكَ حَتَّى يُصِرَّ عَلَى قَتْلِي؟» +\v 2 فَأَجَابَهُ: «مَعَاذَ اللهِ أَنْ تَمُوتَ! فَإِنَّ أَبِي لَا يُقْدِمُ عَلَى أَمْرٍ كَبِيرٍ أَمْ صَغِيرٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُطْلِعَنِي عَلَيْهِ، فَلِمَاذَا يُخْفِي عَنِّي أَمْراً كَهَذَا؟ إِنَّ مَخَاوِفَكَ لَا أَسَاسَ لَهَا مِنَ الصِّحَّةِ». +\s5 +\v 3 فَأَقْسَمَ دَاوُدُ قَائِلاً: «إِنَّ أَبَاكَ يُدْرِكُ أَنَّنِي حَظِيتُ بِرِضَاكَ، لِذَلِكَ قَالَ فِي نَفْسِهِ: لأَكْتُمَنَّ الأَمْرَ عَنْ يُونَاثَانَ لِئَلّا يَطْغَى عَلَيْهِ الْغَمُّ. وَلَكِنِّي أُقْسِمُ لَكَ بِاللهِ الْحَيِّ، كَمَا أُقْسِمُ بِحَيَاتِكَ، إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَوْتِ سِوَى خُطْوَةٍ». +\s5 +\v 4 فَأَجَابَ يُونَاثَانُ: «مَهْمَا تَطْلُبْهُ نَفْسُكَ أَفْعَلْهُ لَكَ». +\v 5 فَقَالَ دَاوُدُ لِيُونَاثَانَ: «غَداً هُوَ الاحْتِفَالُ بِأَوَّلِ أَيَّامِ الشَّهْرِ، حَيْثُ مِنْ عَادَتِي أَنْ أَجْلِسَ مَعَ الْمَلِكِ حَوْلَ مَائِدَةِ الأَكْلِ وَلَكِنْ دَعْنِي أَذْهَبُ فَأَخْتَبِئَ فِي الْحَقْلِ إِلَى مَسَاءِ الْيَوْمِ الثَّالِثِ. +\s5 +\v 6 فَإِذَا افْتَقَدَنِي أَبُوكَ، فَقُلْ لَهُ: قَدِ اسْتَأْذَنَ مِنِّي فِي الذَّهَابِ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ مَدِينَتِهِ لِلْمُشَارَكَةِ فِي الذَّبِيحَةِ السَّنَوِيَّةِ الَّتِي تُقَامُ لِكُلِّ الْعَشِيرَةِ. +\v 7 فَإِنْ قَالَ: حَسَناً، فَمَعْنَى ذَلِكَ أَنَّ خَادِمَكَ فِي أَمَانٍ. وَلَكِنْ إِنِ اشْتَعَلَ غَيْظاً فَاعْلَمْ أَنَّهُ يُضْمِرُ لِيَ الشَّرَّ. +\s5 +\v 8 أَمَّا أَنْتَ فَتَكُونُ قَدْ صَنَعْتَ خَيْراً مَعَ خَادِمِكَ، وَفَاءً بِمَا قَطَعْتَ لَهُ مِنْ عَهْدٍ أَشْهَدْتَ عَلَيْهِ الرَّبَّ. وَإِنْ كَانَ فِيَّ إِثمٌ فَخَيْرٌ أَنْ تَقْتُلَنِي أَنْتَ مِنْ أَنْ تُسْلِمَنِي لأَبِيكَ». +\v 9 فَقَالَ يُونَاثَانُ: «مَعَاذَ اللهِ أَنْ يَحْدُثَ ذَلِكَ، لأَنَّهُ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ أَبِي يُضْمِرُ لَكَ شَرّاً، أَفَمَا كُنْتُ أُخْبِرُكَ؟» +\s5 +\v 10 وَتَسَاءَلَ دَاوُدُ: «مَنْ يُخْبِرُنِي إِنْ رَدَّ عَلَيْكَ أَبُوكَ بِجَوَابٍ فَظٍّ؟» +\v 11 فَأَجَابَهُ يُونَاثَانُ: «تَعَالَ نَخْرُجُ إِلَى الْحَقْلِ». فَانْطَلَقَا مَعاً إِلَى الْحَقْلِ. +\s5 +\p +\v 12 وَهُنَاكَ قَالَ يُونَاثَانُ لِدَاوُدَ: «لِيَكُنِ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ شَاهِداً أَنَّهُ إِنْ كَشَفْتُ عَنْ نِيَّةِ أَبِي مِنْ نَحْوِكَ غداً أَوْ بَعْدَ غَدٍ، فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ، فَوَجَدْتُ أَنَّهُ يَكُنُّ لَكَ الْخَيْرَ وَلَمْ أُرْسِلْ لأُطْلِعَكَ عَلَيْهِ، +\v 13 فَلْيُعَاقِبِ الرَّبُّ يُونَاثَانَ أَشَدَّ عُقُوبَةٍ وَيَزِدْ. وَإِنْ أَضْمَرَ لَكَ أَبِي سُوءاً فَإِنَّنِي أُخْبِرُكَ وَأُطْلِقُكَ، فَتَنْصَرِفُ بِسَلامٍ، وَلْيَكُنِ الرَّبُّ مَعَكَ كَمَا كَانَ مَعَ أَبِي. +\s5 +\v 14 وَلا تَقْصُرُ خَيْرَ الرَّبِّ عَلَيَّ فِي أَثْنَاءِ حَيَاتِي. +\v 15 بَلِ احْفَظِ الْعَهْدَ نَفْسَهُ مَعَ عَائِلَتِي إِلَى الأَبَدِ، حَتَّى حِينَ يَقْضِي الرَّبُّ عَلَى جَمِيعِ أَعْدَائِكَ». +\v 16 وَهَكَذَا أَبْرَمَ يُونَاثَانُ عَهْداً مَعَ بَيْتِ دَاوُدَ قَائِلاً: «وَلْيُعَاقِبْكَ الرَّبُّ بِيَدِ أَعْدَائِكَ إِنْ خُنْتَ الْعَهْدَ». +\s5 +\v 17 ثُمَّ عَادَ يُونَاثَانُ يَسْتَحْلِفُ دَاوُدَ بِمَحَبَّتِهِ لَهُ لأَنَّهُ أَحَبَّهُ كَمَحَبَّتِهِ لِنَفْسِهِ. +\p +\v 18 وَقَالَ لَهُ يُونَاثَانُ: «غَداً يَكُونُ الاحْتِفَالُ بِأَوَّلِ الشَّهْرِ فَيَفْتَقِدُونَكَ لأَنَّ مَوْضِعَكَ يَكُونُ خَالِياً. +\v 19 وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، عِنْدَ حُلُولِ الْمَسَاءِ، تَأْتِي مُسْرِعاً إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي اخْتَبَأْتَ فِيهِ عِنْدَمَا لَمْ يَكُنْ زِمَامُ الأَمْرِ قَدْ أَفْلَتَ بَعْدُ، وَتَجْلِسُ إِلَى جِوَارِ حَجَرِ الافْتِرَاقِ. +\s5 +\v 20 فَأَرْمِي أَنَا ثَلاثَةَ سِهَامٍ إِلَى جَانِبِهِ وَكَأَنَّنِي أَسْتَهْدِفُ غَرَضاً. +\v 21 وَعِنْدَئِذٍ أُرْسِلُ الْغُلامَ قَائِلاً: ’اذْهَبْ وَالْتَقِطِ السِّهَامَ‘ فَإِنْ قُلْتُ لَهُ: ’هَا السِّهَامُ إِلَى جَانِبِكَ فَأَحْضِرْهَا‘ تَعَالَ، لأَنَّهُ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، أَنْتَ فِي أَمَانٍ وَلا خَطَرَ عَلَيْكَ. +\s5 +\v 22 وَلَكِنْ إِنْ قُلْتُ لِلْغُلامِ: ’هَا السِّهَامُ أَمَامَكَ فَتَقَدَّمْ‘ فَامْضِ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَطْلَقَكَ. +\v 23 أَمَّا مَا جَرَى بَيْنَنَا مِنْ حَدِيثٍ فَلْيَكُنِ الرَّبُّ شَاهِداً عَلَيْهِ إِلَى الأَبَدِ». +\s5 +\p +\v 24 فَاخْتَبَأَ دَاوُدُ فِي الْحَقْلِ. وَفِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الشَّهْرِ جَلَسَ الْمَلِكُ لِتَنَاوُلِ الطَّعَامِ +\v 25 فِي مَقْعَدِهِ الْمُعْتَادِ عِنْدَ الْحَائِطِ، وَجَلَسَ يُونَاثَانُ فِي مُوَاجَهَتِهِ. أَمَّا أَبْنَيْرُ فَقَدِ احْتَلَّ مَقْعَداً إِلَى جِوَارِ شَاوُلَ. +\s5 +\v 26 وَلَمْ يُعَلِّقْ شَاوُلُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَلَى غِيَابِ دَاوُدَ، ظَنّاً مِنْهُ أَنَّ عَارِضاً قَدْ أَلَمَّ بِهِ وَأَنَّهُ غَيْرُ طَاهِرٍ طِبْقاً لِلشَّرِيعَةِ. +\v 27 وَلَكِنْ عِنْدَمَا خَلا مَوْضِعُ دَاوُدَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي مِنَ الشَّهْرِ، سَأَلَ شَاوُلُ يُونَاثَانَ ابْنَهُ: «لِمَاذَا تَغَيَّبَ ابْنُ يَسَّى عَنِ الطَّعَامِ أَمْسِ وَالْيَوْمَ؟» +\s5 +\v 28 فَأَجَابَ يُونَاثَانُ: «لَقَدِ اسْتَأْذَنَ دَاوُدُ مِنِّي لِلذَّهَابِ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ، +\v 29 وَقَالَ: دَعْنِي أَذْهَبُ لأَنَّ عَشِيرَتِي تُقَدِّمُ ذَبِيحَةً فِي الْمَدِينَةِ، وَقَدْ أَوْصَانِي أَخِي بِالْحُضُورِ. فَإِنْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ فَدَعْنِي أَمْضِي لأَرَى إِخْوَتِي، لِذَلِكَ تَغَيَّبَ عَنْ مَائِدَةِ الْمَلِكِ». +\s5 +\p +\v 30 فَاسْتَشَاطَ شَاوُلُ غَضَباً عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: «يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ، أَتَظُنُّ أَنَّنِي لَمْ أَعْلَمْ أَنَّ انْحِيَازَكَ لاِبْنِ يَسَّى يُفْضِي إِلَى خِزْيِكَ وَخِزْيِ أُمِّكَ الَّتِي أَنْجَبَتْكَ؟ +\v 31 فَمَادَامَ ابْنُ يَسَّى حَيًّا فَإِنَّكَ لَا تَسْتَقِرُّ أَنْتَ وَلا مَمْلَكَتُكَ. وَالآنَ أَرْسِلْ وَاقْبِضْ عَلَيْهِ، وَأْتِ بِهِ لأَنَّهُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ». +\s5 +\v 32 فَأَجَابَ يُونَاثَانُ: «لِمَاذَا يُقْتَلُ، وَأَيُّ ذَنْبٍ جَنَاهُ؟» +\v 33 فَصَوَّبَ شَاوُلُ الرُّمْحَ نَحْوَهُ لِيَطْعَنَهُ، فَأَدْرَكَ يُونَاثَانُ عَلَى الْفَوْرِ أَنَّ وَالِدَهُ مُصِرٌّ عَلَى قَتْلِ دَاوُدَ. +\v 34 فَغَادَرَ الْمَائِدَةَ وَالْغَضَبُ الْجَامِحُ يَعْصِفُ بِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَقْرُبَ الطَّعَامَ إِذْ سَاءَهُ تَصَرُّفُ وَالِدِهِ الْمُخْزِي مِنْ نَحْوِ دَاوُدَ. وَكَانَ ذَلِكَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ. +\s5 +\p +\v 35 وَخَرَجَ فِي صَبَاحِ الْيَوْمِ الثَّالِثِ إِلَى الْحَقْلِ كَمَا اتَّفَقَ مَعَ دَاوُدَ، يُرَافِقُهُ غُلامٌ صَغِيرٌ. +\v 36 فَقَالَ لِغُلامِهِ: «أَسْرِعْ وَالْتَقِطِ السِّهَامَ الَّتِي أَرْمِي بِها». وَبَيْنَمَا كَانَ الْغُلامُ رَاكِضاً رَمَى السَّهْمَ حَتَّى جَاوَزَ الْغُلامَ. +\v 37 وَعِنْدَمَا وَصَلَ الْغُلامُ إِلَى مَوْضِعِ السَّهْمِ الَّذِي رَمَاهُ نَادَى يُونَاثَانُ الْغُلامَ: «أَلَيْسَ السَّهْمُ أَمَامَكَ؟» +\s5 +\v 38 ثُمَّ عَادَ يَهْتِفُ بِهِ: «عَجِّلْ أَسْرِعْ! لَا تَقِفْ». فَالْتَقَطَ الْغُلامُ السَّهْمَ وَجَاءَ بِهِ إِلَى سَيِّدِهِ. +\v 39 وَلَمْ يَعْلَمِ الْغُلامُ بِمَا يَجْرِي، أَمَّا يُونَاثَانُ وَدَاوُدُ فَهُمَا وَحْدَهُمَا اللَّذَانِ كَانَا مُطَّلِعَيْنِ عَلَى الأَمْرِ. +\v 40 فَعَهَدَ يُونَاثَانُ بِسِلاحِهِ إِلَى الْغُلامِ قَائِلاً لَهُ: «اذْهَبْ، وَادْخُلْ بِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ». +\s5 +\v 41 وَمَا إِنْ تَوَارَى الْغُلامُ عَنِ الأَنْظَارِ حَتَّى بَرَزَ دَاوُدُ مِنَ الْجِهَةِ الْجَنُوبِيَّةِ وَسَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ سَاجِداً ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَقَبَّلَ كُلٌّ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، وَبَكَيَا مَعاً. وَكَانَ بُكَاءُ دَاوُدَ أَشَدَّ مَرَارَةً. +\v 42 وَقَالَ يُونَاثَانُ لِدَاوُدَ: «امْضِ بِسَلامٍ لأَنَّنَا كِلَيْنَا حَلَفْنَا عَلَى صَدَاقَتِنَا بِاسْمِ الرَّبِّ قَائِلَيْنِ: لِيَكُنِ الرَّبُّ شَاهِداً بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ نَسْلِي وَنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ». ثُمَّ افْتَرَقَا. فَذَهَبَ دَاوُدُ فِي طَرِيقِهِ، أَمَّا يُونَاثَانُ فَرَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ. + +\s5 +\c 21 +\s1 داود في نوب +\p +\v 1 وَقَدِمَ دَاوُدُ إِلَى أَخِيمَالِكَ الْكَاهِنِ فِي نُوبٍ، فَارْتَعَدَ أَخِيمَالِكُ عِنْدَ لِقَاءِ دَاوُدَ وَسَأَلَهُ: «مَالِي أَرَاكَ وَحْدَكَ وَلَيْسَ مَعَكَ أَحَدٌ؟». +\v 2 فَأَجَابَهُ دَاوُدُ: «كَلَّفَنِي الْمَلِكُ بِمُهِمَّةٍ وَأَمَرَنِي أَنْ أَكْتُمَ الأَمْرَ فَلا أُخْبِرَ بِهِ أَحَداً، وَأَمَّا رِجَالِي فَقَدِ اتَّفَقْتُ مَعَهُمْ عَلَى مُقَابَلَتِي فِي مَكَانٍ مُعَيَّنٍ. +\s5 +\v 3 وَالآنَ مَاذَا عِنْدَكَ مِنَ الطَّعَامِ؟ أَعْطِنِي خَمْسَةَ أَرْغِفَةٍ أَوْ مَا يَتَوَافَرُ لَدَيْكَ». +\v 4 فَأَجَابَ الْكَاهِنُ: «لَيْسَ عِنْدِي خُبْزٌ عَادِيٌّ، وَإِنَّمَا خُبْزٌ مُقَدَّسٌ، يُمْكِنُ لِرِجَالِكَ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْهُ شَرِيطَةَ أَنْ يَكُونُوا قَدْ حَفِظُوا أَنْفُسَهُمْ طَاهِرِينَ وَلاسِيَّمَا مِنَ النِّسَاءِ». +\s5 +\v 5 فَقَالَ دَاوُدُ لِلْكَاهِنِ: «إِنَّ النِّسَاءَ قَدْ مُنِعْنَ عَنَّا مُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلُ، كَمَا هِي الْعَادَةُ عِنْدَ خُرُوجِي فِي مُهِمَّةٍ، أَمَّا أَمْتِعَتُهُمْ فَهِيَ دَائِماً طَاهِرَةٌ، حَتَّى فِي أَثْنَاءِ تَنْفِيذِ الْمُهِمَّاتِ الْعَادِيَّةِ. فَكَمْ بِالْحَرِيِّ إِنْ كَانَتِ الْمُهِمَّةُ مُقَدَّسَةً؟» +\v 6 فَأَعْطَاهُ الْكَاهِنُ الْخُبْزَ الْمُقَدَّسَ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَدَيْهِ سِوَى خُبْزِ الْوُجُوهِ الْمَرْفُوعِ مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ لِكَي يُسْتَبْدَلَ بِخُبْزٍ سَاخِنٍ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يُرْفَعُ فِيهِ. +\s5 +\v 7 وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ مِنْ خَدَمِ شَاوُلَ مُعْتَكِفاً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَمَامَ الرَّبِّ، يُدْعَى دُوَاغَ الأَدُومِيَّ، رَئِيسَ رُعَاةِ شَاوُلَ. +\s5 +\p +\v 8 وَسَأَلَ دَاوُدُ أَخِيمَالِكَ: «أَلا يُوْجَدُ لَدَيْكَ رُمْحٌ أَوْ سَيْفٌ، لأَنَّنِي لَمْ أَتَقَلَّدْ سَيْفِي أَوْ أَحْمِلْ سِلاحِي، إِذْ إِنَّ أَمْرَ الْمَلِكِ كَانَ مُلِحّاً». +\v 9 فَأَجَابَ الْكَاهِنُ: «عِنْدِي سَيْفُ جُلْيَاتَ الْفِلِسْطِينِيِّ الَّذِي قَتَلْتَهُ فِي وَادِي الْبُطْمِ، وَهَا هُوَ مَلْفُوفٌ فِي ثَوْبٍ خَلْفَ الأَفُودِ. فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْخُذَهُ فَافْعَلْ، لأَنَّهُ لَيْسَ عِنْدِي سِوَاهُ هُنَا». فَقَالَ دَاوُدُ: «لَيْسَ لَهُ مَثِيلٌ، أَعْطِنِي إِيَّاهُ». +\s1 داود في جت +\s5 +\p +\v 10 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ هَرَبَ دَاوُدُ مِنْ أَمَامِ شَاوُلَ وَلَجَأَ إِلَى أَخِيشَ مَلِكِ جَتَّ. +\v 11 فَقَالَ رِجَالُ حَاشِيَةِ أَخِيشَ لَهُ: «أَلَيْسَ هَذَا دَاوُدَ مَلِكَ بِلادِهِ؟ أَلَيْسَ هَذَا الَّذِي أَنْشَدَتْ لَهُ النِّسَاءُ رَاقِصَاتٍ قَائِلاتٍ: قَتَلَ شَاوُلُ أُلُوفاً وَقَتَلَ دَاوُدُ عَشَرَاتِ الأُلُوفِ؟» +\s5 +\v 12 فَكَتَمَ دَاوُدُ هَذَا الْكَلامَ فِي نَفْسِهِ وَتَوَلّاهُ خَوْفٌ شَدِيدٌ مِنْ أَخِيشَ مَلِكِ جَتَّ، +\v 13 وَتَظَاهَرَ أَمَامَهُمْ أَنَّهُ مُصَابٌ بِعَقْلِهِ، وَرَاحَ يُخَرْبِشُ عَلَى الْبَابِ وَتَرَكَ لُعَابَهُ يَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ. +\s5 +\v 14 فَقَالَ أَخِيشُ لِقَوْمِهِ: «أَلا تَرَوْنَ أَنَّ الرَّجُلَ مَجْنُونٌ، فَلِمَاذَا جِئْتُمْ بِهِ إِلَيَّ؟ +\v 15 أَلا يَكْفِينِي مَا عِنْدِي مِنْ مَجَانِينَ حَتَّى أَتَيْتُمْ بِهَذَا لِكَيْ يُظْهِرَ جُنُونَهُ عَلَيَّ؟ أَيَدْخُلُ هَذَا بَيْتِي؟». + +\s5 +\c 22 +\s1 داود في عدلام والمصفاة +\p +\v 1 وَهَرَبَ دَاوُدُ مِنْ جَتَّ وَلَجَأَ إِلَى مَغَارَةِ عَدُلَّامَ، فَلَمَّا سَمِعَ إِخْوَتُهُ وَسَائِرُ بَيْتِ أَبِيهِ بِوُجُودِهِ هُنَاكَ جَاءُوا إِلَيْهِ. +\v 2 وَانْضَمَّ إِلَيْهِ نَحْوَ أَرْبَعِ مِئَةِ رَجُلٍ مِنَ الْمُتَضَايِقِينَ وَالْمَدْيُونِينَ وَالثَّائِرِينَ، فَتَرَأَّسَ عَلَيْهِمْ. +\s5 +\v 3 ثُمَّ انْتَقَلَ دَاوُدُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى مِصْفَاةِ مُوآبَ، وَقَالَ لِمَلِكِ مُوآبَ: «دَعْ أَبِي وَأُمِّي فِي عُهْدَتِكُمْ رَيْثَمَا أَعْلَمُ مَا يَصْنَعُ بِيَ اللهُ». +\v 4 فَأَوْدَعَهُمَا عِنْدَ مَلِكِ مُوآبَ، فَأَقَامَا عِنْدَهُ طَوَالَ مُدَّةِ إِقَامَةِ دَاوُدَ فِي الْحِصْنِ. +\v 5 فَقَالَ جَادٌ النَّبِيُّ لِدَاوُدَ «لا تُقِمْ فِي الْحِصْنِ، بَلِ امْضِ وَادْخُلْ أَرْضَ يَهُوذَا». فَانْتَقَلَ دَاوُدُ إِلَى غَابَةِ حَارِثٍ. +\s1 شاول يقتل كهنة نوب +\s5 +\p +\v 6 وَبَلَغَ شَاوُلَ مَا أَصَابَ دَاوُدَ وَرِجَالَهُ مِنْ شُهْرَةٍ. وَكَانَ شَاوُلُ آنَئِذٍ مُقِيماً فِي جِبْعَةَ، يَجْلِسُ تَحْتَ الأَثْلَةِ فِي الرَّامَةِ مُحَاطاً بِأَفْرَادِ حَاشِيَتِهِ، وَرُمْحُهُ بِيَدِهِ. +\s5 +\v 7 فَقَالَ شَاوُلُ لِرِجَالِهِ: «اسْتَمِعُوا يَا بِنْيَامِينِيُّونَ: أَلَعَلَّ ابْنَ يَسَّى يُعْطِيكُمْ جَمِيعاً حُقُولاً وَكُرُوماً أَوْ يَجْعَلُكُمْ جَمِيعاً رُؤَسَاءَ عَلَى أُلُوفِ الْجُنُودِ أَوْ عَلَى مِئَاتٍ مِنْهُمْ، +\v 8 حَتَّى تَحَالَفْتُمْ كُلُّكُمْ عَلَيَّ، فَلَمْ يُخْبِرْنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ بِالْعَهْدِ الَّذِي أَبْرَمَهُ ابْنِي مَعَ ابْنِ يَسَّى، وَلَيْسَ بَيْنَكُمْ مَنْ يَأْسَى لِي أَوْ يُنْبِئُنِي بِأَنَّ ابْنِي قَدْ أَثَارَ خَادِمِي لِيَكْمُنَ لِي كَمَا يَفْعَلُ الْيَوْمَ؟» +\s5 +\v 9 فَأَجَابَ دُوَاغُ الأَدُومِيُّ الَّذِي كَانَ وَاقِفاً بَيْنَ حَاشِيَةِ شَاوُلَ: «لَقَدْ شَاهَدْتُ ابْنَ يَسَّى قَادِماً إِلَى نُوبٍ إِلَى أَخِيمَالِكَ بْنِ أَخِيطُوبَ +\v 10 فَاسْتَشَارَ لَهُ الرَّبَّ وَزَوَّدَهُ بِطَعَامٍ وَأَعْطَاهُ سَيْفَ جُلْيَاتَ». +\s1 مصرع أخيمالك والكهنة +\s5 +\p +\v 11 فَاسْتَدْعَى الْمَلِكُ أَخِيمَالِكَ وَبَقِيَّةَ بَيْتِ أَبِيهِ مِنْ كَهَنَةِ نُوبٍ، فَأَقْبَلُوا جَمِيعاً إِلَى الْمَلِكِ. +\v 12 فَقَالَ شَاوُلُ: «اسْمَعْ يَا ابْنَ أَخِيطُوبَ». فَأَجَابَ: «نَعَمْ يَا سَيِّدِي». +\v 13 فَقَالَ لَهُ شَاوُلُ: «لِمَاذَا اتَّفَقْتُمْ عَلَيَّ أَنْتَ وَابْنُ يَسَّى بِتَزْوِيدِكَ إِيَّاهُ بِالْخُبْزِ وَبِإِعْطَائِهِ سَيْفاً، وَاسْتَشَرْتَ لَهُ اللهَ لِيَثُورَ عَلَيَّ وَيَكْمُنَ لِي كَمَا يَفْعَلُ هَذَا الْيَوْمَ؟» +\s5 +\v 14 فَأَجَابَ أَخِيمَالِكُ: «أَيُّ وَاحِدٍ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ رِجَالِكَ مِثْلُ دَاوُدَ أَمِينٌ وَصِهْرُ الْمَلِكِ وَقَائِدُ حَرَسِهِ وَذُو مَكَانَةٍ رَفِيعَةٍ فِي بَيْتِكَ؟ +\v 15 فَهَلْ هَذِهِ هِيَ أَوَّلُ مَرَّةٍ أَسْتَشِيرُ لَهُ فِيهَا اللهَ؟ مَعَاذَ اللهِ أَنْ يَتَّهِمَنِي الْمَلِكُ أَوْ يَتَّهِمَ جَمِيعَ بَيْتِ أَبِي بِارْتِكَابِ شَيْءٍ». +\s5 +\v 16 فَقَالَ الْمَلِكُ: «إِنَّكَ لَا مَحَالَةَ مَائِتٌ يَا أَخِيمَالِكُ، أَنْتَ وَجَمِيعُ بَيْتِ أَبِيكَ». +\v 17 وَأَمَرَ الْمَلِكُ حُرَّاسَهُ الْمَاثِلِينَ لَدَيْهِ: «هَيَّا أَحِيطُوا بِكَهَنَةِ الرَّبِّ وَاقْتُلُوهُمْ، لأَنَّهُمْ أَيْضاً قَدْ تَحَالَفُوا مَعَ دَاوُدَ، وَلأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ كَانَ هَارِباً فَلَمْ يُخْبِرُونِي». فَلَمْ يَرْضَ حُرَّاسُ الْمَلِكِ أَنْ يَقْتُلُوا كَهَنَةَ الرَّبِّ. +\s5 +\v 18 فَأَمَرَ الْمَلِكُ دُوَاغَ قَائِلاً: «دُرْ أَنْتَ وَاقْتُلِ الْكَهَنَةَ». فَهَجَمَ دُوَاغُ الأَدُومِيُّ عَلَى الْكَهَنَةِ وَقَتَلَ مِنْهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ خَمْسَةً وَثَمَانِينَ رَجُلاً لابِسِي أَفُودِ كَتَّانٍ. +\v 19 ثُمَّ اقْتَحَمَ نُوبَ مَدِينَةَ الْكَهَنَةِ وَقَتَلَ بِحَدِّ السَّيْفِ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَالَ وَالرُّضَّعَ وَالثِّيرَانَ وَالْحَمِيرَ وَالْغَنَمَ. +\s1 نجاة أبياثار بن أخيمالك +\s5 +\p +\v 20 وَلَمْ يَنْجُ سِوَى ابْنٍ وَاحِدٍ لأَخِيمَالِكَ بْنِ أَخِيطُوبَ يُدْعَى أَبِيَاثَارَ الَّذِي لَجَأَ إِلَى دَاوُدَ، +\v 21 وَأَخْبَرَهُ أَنَّ شَاوُلَ قَدْ قَتَلَ كَهَنَةَ الرَّبِّ. +\s5 +\v 22 فَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيَاثَارَ: «عِنْدَمَا رَأَيْتُ دُوَاغَ هُنَاكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَدْرَكْتُ أَنَّهُ لابُدَّ أَنْ يُخْبِرَ شَاوُلَ. أَنَا هُوَ السَّبَبُ فِي مَوْتِ أَفْرَادِ بَيْتِ أَبِيكَ. +\v 23 امْكُثْ مَعِي، لَا تَخَفْ، فَالرَّجُلُ الَّذِي يَسْعَى لِقَتْلِكَ يَسْعَى لِقَتْلِي أَيْضاً، فَأَقِمْ عِنْدِي بِأَمَانٍ». + +\s5 +\c 23 +\s1 داود ينقذ قعيلة +\p +\v 1 وَقِيلَ لِدَاوُدَ: «هَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ يُهَاجِمُونَ قَعِيلَةَ وَيَنْهَبُونَ بَيَادِرَ قَمْحِهَا» +\v 2 فَسَأَلَ الرَّبَّ: «هَلْ أَمْضِي لِمُحَارَبَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟» فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «اذْهَبْ وَحَارِبْهُمْ وَأَنْقِذْ قَعِيلَةَ». +\s5 +\v 3 وَلَكِنَّ رِجَالَ دَاوُدَ قَالُوا: «إِنْ كَانَ الْخَوْفُ يَسْتَبِدُّ بِنَا وَنَحْنُ هُنَا فِي يَهُوذَا، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ إِذَا انْطَلَقْنَا إِلَى قَعِيلَةَ لِمُحَارَبَةِ جُيُوشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟» +\v 4 فَعَادَ دَاوُدُ يَسْتَشِيرُ الرَّبَّ، فَأَجَابَهُ: «قُمِ انْزِلْ إِلَى قَعِيلَةَ، فَإِنَّنِي أُسَلِّمُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ إِلَى يَدِكَ». +\s5 +\v 5 فَمَضَى دَاوُدُ وَرِجَالُهُ إِلَى قَعِيلَةَ حَيْثُ حَارَبَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَاسْتَوْلَى عَلَى مَوَاشِيهِمْ وَهَزَمَهُمْ هَزِيمَةً مُنْكَرَةً وَأَنْقَذَ أَهْلَ قَعِيلَةَ. +\v 6 وَكَانَ أَبِيَاثَارُ بْنُ أَخِيمَالِكَ قَدْ حَمَلَ مَعَهُ أَفُوداً عِنْدَ هُرُوبِهِ إِلَى دَاوُدَ. +\s1 شاول يتعقب داود +\s5 +\p +\v 7 فَقِيلَ لِشَاوُلَ إِنَّ دَاوُدَ قَدْ قَدِمَ إِلَى قَعِيلَةَ، فَقَالَ شَاوُلُ: «قَدْ أَسْلَمَهُ اللهُ إِلَى يَدِي، لأَنَّهُ لَجَأَ إِلَى مَدِينَةٍ ذَاتِ بَوَّابَاتٍ وَأَرْتَاجٍ». +\v 8 وَاسْتَدْعَى شَاوُلُ قُوَّاتِهِ لِلإحَاطَةِ بِالْمَدِينَةِ وَمُحَاصَرَةِ دَاوُدَ وَرِجَالِهِ. +\v 9 وَلَمَّا أَدْرَكَ دَاوُدُ أَنَّ شَاوُلَ يَتَآمَرُ عَلَيْهِ، قَالَ لأَبِيَاثَارَ الْكَاهِنِ: «أَحْضِرِ الأَفُودَ». +\s5 +\v 10 ثُمَّ صَلَّى دَاوُدُ: «يَا رَبُّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ، إِنَّ عَبْدَكَ قَدْ سَمِعَ أَنَّ شَاوُلَ يُحَاوِلُ أَنْ يُحَاصِرَ قَعِيلَةَ لِيُدَمِّرَهَا +\v 11 فَأَعْلِمْنِي هَلْ يُسَلِّمُنِي أَهْلُ قَعِيلَةَ لِشَاوُلَ؟ وَهَلْ شَاوُلُ حَقّاً قَادِمٌ إِلَى قَعِيلَةَ كَمَا قِيلَ لِعَبْدِكَ؟ يَا رَبُّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ أَخْبِرْ عَبْدَكَ». فَأَجَابَ الرَّبُّ: «إِنَّهُ قَادِمٌ». +\s5 +\v 12 وَعَادَ دَاوُدُ يَسْأَلُ: «هَلْ يُسَلِّمُنِي أَهْلُ قَعِيلَةَ مَعَ رِجَالِي لِشَاوُلَ؟» فَأَجَابَ الرَّبُّ: «يُسَلِّمُونَ». +\s5 +\v 13 فَغَادَرَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ السِّتُّ مِئَةٍ قَعِيلَةَ وَهَامُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ. فَأُخْبِرَ شَاوُلُ بِانْسِحَابِ دَاوُدَ مِنْ قَعِيلَةَ، فَعَدَلَ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلَيْهَا بِقُوَّاتِهِ. +\v 14 وَلَجَأَ دَاوُدُ إِلَى حُصُونِ بَرِّيَّةِ زِيفٍ وَمَكَثَ فِي جَبَلِهَا. وَظَلَّ شَاوُلُ يَتَعَقَّبُهُ طَوَالَ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، وَلَكِنَّ الرَّبَّ لَمْ يُسَلِّمْهُ لِيَدِهِ. +\s5 +\p +\v 15 وَبَيْنَمَا كَانَ دَاوُدُ مُخْتَبِئاً فِي غَابَةٍ فِي بَرِّيَّةِ زِيفٍ عَلِمَ أَنَّ شَاوُلَ قَدْ خَرَجَ يَبْحَثُ عَنْهُ، +\v 16 فَأَقْبَلَ يُونَاثَانُ بْنُ شَاوُلَ إِلَى دَاوُدَ فِي الْغَابَةِ لِيُقَوِّيَ مِنْ ثِقَتِهِ بِاللهِ، +\s5 +\v 17 وَقَالَ لَهُ: «لا تَخَفْ، لأَنَّ يَدَ شَاوُلَ أَبِي لَنْ تَطُولَكَ. وَأَنْتَ سَتَكُونُ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَأَنَا أَكُونُ الرَّجُلَ الثَّانِي فِي الْمَمْلَكَةِ. وَأَبِي أَيْضاً يَعْلَمُ هَذَا الأَمْرَ». +\v 18 وَجَدَّدَا عَهْدَهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ. وَمَضَى يُونَاثَانُ إِلَى بَيْتِهِ، أَمَّا دَاوُدُ فَمَكَثَ فِي الْغَابَةِ. +\s5 +\p +\v 19 وَجَاءَ الزِّيفِيُّونَ إِلَى شَاوُلَ فِي جِبْعَةَ وَقَالُوا: «أَلَيْسَ دَاوُدُ مُخْتَبِئاً عِنْدَنَا فِي حُصُونِ الْغَابَةِ فِي حَخِيلَةَ جَنُوبِيَّ الصَّحْرَاءِ، +\v 20 فَتَعَالَ إِلَيْنَا أَيُّهَا الْمَلِكُ، فِي أَيِّ وَقْتٍ تَشَاءُ، وَنَحْنُ نَضْمَنُ أَنْ نُسَلِّمَهُ إِلَيْكَ». +\s5 +\v 21 فَأَجَابَهُمْ شَاوُلُ: «لِيُبَارِكْكُمُ الرَّبُّ لِرَأْفَتِكُمْ بِي؛ +\v 22 فَاذْهَبُوا وَتَحَرَّوْا وَتَيَقَّنُوا مِنْ مَكَانِ وجُوُدِهِ وَإِقَامَتِهِ وَمَنْ رَآهُ هُنَاكَ، لأَنَّهُ قِيلَ لِي إِنَّ دَاوُدَ شَدِيدُ الْمَكْرِ. +\v 23 وَتَأَكَّدُوا لِي مِن جَمِيعِ الْمَوَاضِعِ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَخْتَبِئَ فِيهَا ثُمَّ ارْجِعُوا إِلَيَّ بِالْخَبَرِ الْيَقِينِ فَأَمْضِيَ مَعَكُمْ، إِنْ كَانَ حَقّاً مَوْجُوداً، فَأَبْحَثُ عَنْهُ بَيْنَ عَشَائِرِ يَهُوذَا». +\s5 +\p +\v 24 فَانْطَلَقُوا إِلَى زِيفٍ مُتَقَدِّمِينَ أَمَامَ شَاوُلَ. وَكَانَ دَاوُدُ آنَئِذٍ فِي سَهْلِ بَرِّيَّةِ مَعُونٍ جَنُوبِيَّ الصَّحْرَاءِ. +\v 25 فَشَرَعَ رِجَالُ شَاوُلَ يَبْحَثُونَ عَنْهُ. فَبَلَغَ الْخَبَرُ دَاوُدَ فَتَوَغَّلَ فِي مِنْطَقَةِ الصُّخُورِ فِي بَرِّيَّةِ مَعُونٍ. وَعِنْدَمَا عَلِمَ شَاوُلُ بِذَلِكَ تَعَقَّبَهُ إِلَى هُنَاكَ. +\s5 +\v 26 فَكَانَ شَاوُلُ يَسِيرُ بِمُحَاذَاةِ أَحَدِ جَانِبَيِ الْجَبَلِ، وَدَاوُدُ وَرِجَالُهُ يَسِيرُونَ بِمُحَاذَاةِ الْجَانِبِ الآخَرِ هَرَباً مِنْ شَاوُلَ، الَّذِي سَعَى مَعَ قُوَّاتِهِ لِمُحَاصَرَةِ دَاوُدَ وَرِجَالِهِ لِيَأْسِرَهُمْ. +\v 27 وَمَا لَبِثَ أَنْ وَفَدَ رَسُولٌ إِلَى شَاوُلَ قَائِلاً: «أَسْرِعْ! تَعَالَ، فَقَدِ اقْتَحَمَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ الْبِلادَ». +\s5 +\v 28 فَرَجَعَ شَاوُلُ عَنْ مُطَارَدَةِ دَاوُدَ وَذَهَبَ لِمُحَارَبَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، لِذَلِكَ دُعِيَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ «تَلَّ الْمُفَارَقَةِ». +\v 29 وَتَوَجَّهَ دَاوُدُ مِنْ هُنَاكَ وَتَمَنَّعَ فِي حُصُونِ عَيْنِ جَدْيٍ. + +\s5 +\c 24 +\s1 داود يعفو عن شاول +\p +\v 1 وَبَعْدَ أَنْ رَجَعَ شَاوُلُ مِنْ مُطَارَدَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ قِيلَ لَهُ: «إِنَّ دَاوُدَ مُتَحَصِّنٌ فِي بَرِّيَّةِ عَيْنِ جَدْيٍ» +\v 2 فَحَشَدَ ثَلاثَةَ آلافِ رَجُلٍ مِنْ خِيرَةِ قُوَّاتِ إِسْرَائِيلَ وَسَعَى وَرَاءَ دَاوُدَ وَرِجَالِهِ فِي صُخُورِ الْوُعُولِ. +\s5 +\v 3 وَدَخَلَ شَاوُلُ كَهْفاً عِنْدَ حَظِيرَةِ غَنَمٍ عَلَى الطَّرِيقِ لِيَقْضِيَ حَاجَتَهُ، وَكَانَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ مُخْتَبِئِينَ فِي أَغْوَارِ الْكَهْفِ. +\v 4 فَقَالَ لَهُ رِجَالُهُ: «هَذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي وَعَدَكَ الرَّبُّ أَنْ يُسَلِّمَ فِيهِ عَدُوَّكَ إِلَيْكَ فَتَصْنَعُ بِهِ مَا تَشَاءُ». فَانْسَلَّ دَاوُدُ إِلَيْهِ وَقَطَعَ طَرَفَ جُبَّتِهِ سِرّاً. +\s5 +\v 5 وَلَكِنْ مَا لَبِثَ قَلْبُهُ أَنْ وَبَّخَهُ عَلَى قَطْعِهِ طَرَفَ جُبَّةِ شَاوُلَ. +\v 6 فَقَالَ لِرِجَالِهِ: «مَعَاذَ اللهِ أَنْ أَقْتَرِفَ هَذَا الإِثْمَ بِحَقِّ سَيِّدِي الْمُخْتَارِ مِنَ الرَّبِّ فَأَمُدَّ يَدِي وَأُسِيءَ إِلَيْهِ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ مَسَحَهُ مَلِكاً». +\v 7 وَهَكَذَا زَجَرَ دَاوُدُ رِجَالَهُ بِمِثْلِ هَذَا الْكَلامِ، وَلَمْ يَدَعْهُمْ يُهَاجِمُونَ شَاوُلَ. وَمَا لَبِثَ شَاوُلُ أَنْ خَرَجَ مِنَ الْكَهْفِ وَمَضَى فِي سَبِيلِهِ، +\s5 +\v 8 فَتَبِعَهُ دَاوُدُ إِلَى خَارِجِ الْكَهْفِ وَنَادَى: «يَا سَيِّدِي الْمَلِكُ». فَالْتَفَتَ شَاوُلُ خَلْفَهُ، فَانْحَنَى دَاوُدُ إِلَى الأَرْضِ سَاجِداً +\v 9 وَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْتَمِعُ إِلَى أَقَاوِيلِ النَّاسِ: إِنَّ دَاوُدَ قَدْ وَطَّدَ الْعَزْمَ عَلَى إِيْذَائِكَ. +\s5 +\v 10 هَا أَنْتَ قَدْ رَأَيْتَ الْيَوْمَ بِعَيْنَيْكَ كَيْفَ أَوْقَعَكَ الرَّبُّ فِي قَبْضَتِي عِنْدَمَا كُنْتَ فِي الْكَهْفِ، وَجَاءَ مَنْ يُحَرِّضُنِي عَلَى قَتْلِكَ، وَلَكِنِّي أَشْفَقْتُ عَلَيْكَ وَقُلْتُ: لا! لَنْ أَمُدَّ يَدِي بِالإِسَاءَةِ إِلَى سَيِّدِي، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ. +\v 11 فَانْظُرْ يَا أَبِي مَا بِيَدِي، إِنَّهُ طَرَفُ جُبَّتِكَ. إِنَّ قَطْعِي طَرَفَ جُبَّتِكَ وَعَدَمَ قَتْلِي إِيَّاكَ خَيْرُ دَلِيلٍ عَلَى أَنَّنِي لَمْ أَرْتَكِبْ شَرّاً أَوْ ذَنْباً، وَلَمْ أُخْطِئْ إِلَيْكَ، بَيْنَمَا أَنْتَ تَتَرَبَّصُ بِي لِتَقْتُلَنِي. +\s5 +\v 12 فَلْيَقْضِ الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَيَنْتَقِمْ لِيَ الرَّبُّ مِنْكَ، أَمَّا أَنَا فَلَنْ أَمَسَّكَ بِسُوءٍ. +\v 13 وَكَمَا قِيلَ فِي مَثَلِ الْقُدَمَاءِ: عَنِ الأَشْرَارِ يَصْدُرُ شَرٌّ، لِذَلِكَ فَإِنَّ يَدِي لَنْ تَنَالَكَ بأَذىً. +\s5 +\v 14 ثُمَّ وَرَاءَ مَنْ يَسْعَى مَلِكُ إِسْرَائِيلَ؟ مَنْ هُوَ الَّذِي تُطَارِدُهُ؟ أَتَسْعَى وَرَاءَ كَلْبٍ مَيْتٍ؟ وَرَاءَ بُرْغُوثٍ وَاحِدٍ؟ +\v 15 لِيَكُنِ الرَّبُّ هُوَ الدَّيَّانُ فَيَقْضِيَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَيَتَوَلَّى قَضِيَّتِي وَيُبْرِئَنِي وَيُنْقِذَنِي مِنْ قَبْضَتِكَ». +\s5 +\p +\v 16 فَلَمَّا فَرَغَ دَاوُدُ مِنَ الْكَلامِ تَسَاءَلَ شَاوُلُ: «أَهَذَا صَوْتُكَ يَا ابْنِي دَاوُدُ؟» وَارْتَفَعَ صَوْتُ شَاوُلَ بِالْبُكَاءِ. +\s5 +\v 17 ثُمَّ قَالَ لِدَاوُدَ: «إِنَّكَ حَقّاً أَبَرُّ مِنِّي لأَنَّكَ كَافَأْتَنِي خَيْراً وَأَنَا جَازَيْتُكَ شَرّاً. +\v 18 وَأَبْدَيْتَ نَحْوِي خَيْراً إِذْ إِنَّ الرَّبَّ قَدْ أَوْقَعَنِي فِي قَبْضَتِكَ وَلَكِنَّكَ عَفَوْتَ عَنِّي. +\s5 +\v 19 أَيَعْفُو رَجُلٌ عَنْ عَدُوِّهِ وَيُطْلِقُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِمَ مِنْهُ بَعْدَ أَنْ يَقَعَ فِي قَبْضَتِهِ؟ فَلْيُكَافِئْكَ الرَّبُّ جَزَاءَ مَا صَنَعْتَ الْيَوْمَ مَعِي مِنْ خَيْرٍ. +\v 20 لَقَدْ عَلِمْتُ الآنَ أَنَّكَ تُصْبِحُ مَلِكاً وَبِيَدِكَ تَثْبُتُ مَمْلَكَةُ إِسْرَائِيلَ. +\s5 +\v 21 فَاحْلِفْ لِيَ الآنَ بِالرَّبِّ أَنَّكَ لَا تُبِيدُ نَسْلِي مِنْ بَعْدِي وَلا تَقْضِي عَلَى اسْمِي مِنْ بَيْتِ أَبِي». +\v 22 فَحَلَفَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ ثُمَّ مَضَى شَاوُلُ إِلَى بَيْتِهِ، أَمَّا دَاوُدُ وَرِجَالُهُ فَالْتَجَأُوا إِلَى الْحِصْنِ. + +\s5 +\c 25 +\s1 داود ونابال وأبيجايل +\p +\v 1 وَمَاتَ صَمُوئِيلُ، فَاجْتَمَعَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَنَاحُوا عَلَيْهِ وَدَفَنُوهُ فِي بَيْتِهِ فِي الرَّامَةِ. فَانْتَقَلَ دَاوُدُ إِلَى صَحْرَاءِ فَارَانَ. +\s5 +\p +\v 2 وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ ثَرِيٌّ مُقِيمٌ فِي مَدِينَةِ مَعُونَ ذُو أَمْلاكٍ فِي الْكَرْمَلِ حَيْثُ كَانَ يَجُزُّ غَنَمَهُ، وَكَانَتْ ثَرْوَتُهُ طَائِلَةً جِدّاً، إِذْ كَانَ يَمْتَلِكُ ثَلاثَةَ آلافِ رَأْسٍ مِنَ الْغَنَمِ وَأَلْفاً مِنَ الْمَعْزِ. +\v 3 وَكَانَ اسْمُ الرَّجُلِ نَابَالَ، وَاسْمُ امْرَأَتِهِ أَبِيجَايِلَ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ فَاتِنَةَ الْجَمَالِ رَاجِحَةَ الْعَقْلِ، أَمَّا الرَّجُلُ فَكَانَ قَاسِياً سَيِّئَ الأَعْمَالِ، وَهُوَ يَنْتَمِي إِلَى عَشِيرَةِ كَالَبَ. +\s5 +\v 4 فَبَلَغَ دَاوُدَ، وَهُوَ لَا يَزَالُ فِي الصَّحْرَاءِ، أَنَّ نَابَالَ يَجُزُّ غَنَمَهُ. +\v 5 فَبَعَثَ دَاوُدُ بِعَشَرَةِ غِلْمَانٍ أَوْصَاهُمْ أَنْ يَنْطَلِقُوا إِلَى الْكَرْمَلِ وَيَدْخُلُوا بَيْتَ نَابَالَ وَيُبْلِغُوهُ تَمَنِّيَاتِ دَاوُدَ، وَيَقُولُوا لَهُ: +\v 6 «أَطَالَ اللهُ بَقَاءَكَ، وَجَعَلَكَ أَنْتَ وَبَيْتَكَ وَكُلَّ مَالَكَ سَالِماً. +\s5 +\v 7 لَقَدْ سَمِعْتُ أَنَّ عِنْدَكَ جَزَّازِينَ. حِينَ كَانَ رُعَاتُكَ بَيْنَنَا لَمْ نُؤْذِهِمْ وَلَمْ يُفْقَدْ لَهُمْ شَيْءٌ طَوَالَ الأَيَّامِ الَّتِي كَانُوا فِيهَا فِي الْكَرْمَلِ. +\v 8 تَحَرَّ الأَمْرَ مِنْ غِلْمَانِكَ فَيُخْبِرُوكَ. لِذَلِكَ لِيَحْظَ غِلْمَانِي بِرِضَاكَ، فَقَدْ جِئْنَا إِلَيْكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَهَبْ عَبِيدَكَ وَابْنَكَ دَاوُدَ مَا تَجُودُ بِهِ نَفْسُكَ». +\s5 +\v 9 فَقَدِمَ الْغِلْمَانُ إِلَى نَابَالَ وَأَبْلَغُوهُ هَذَا الْكَلامَ بِاسْمِ دَاوُدَ وَصَمَتُوا. +\v 10 فَأَجَابَهُمْ نَابَالُ: «مَنْ هُوَ دَاوُدُ؟ وَمَنْ هُوَ ابْنُ يَسَّى؟ قَدْ كَثُرَ الْيَوْمَ الْعَبِيدُ الْهَارِبُونَ مِنْ أَسْيَادِهِمْ. +\v 11 هَلْ آخُذُ خُبْزِي وَمَائِي وَذَبِيحَتِي الَّتِي جَهَّزْتُهَا لِجَازِّيَّ وَأُعْطِيهَا لِقَوْمٍ لَا أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُمْ؟» +\s5 +\v 12 فَانْصَرَفَ غِلْمَانُ دَاوُدَ وَرَجَعُوا إِلَى دَاوُدَ فَأَخْبَرُوهُ بِكَلامِ نَابَالَ. +\v 13 فَقَالَ دَاوُدُ لِرِجَالِهِ: «لِيَتَقَلَّدْ كُلٌّ مِنْكُمْ سَيْفَهُ». فَتَقَلَّدُوا سُيُوفَهُمْ، وَكَذَلِكَ فَعَلَ دَاوُدُ، وَسَارَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِ مِئَةِ رَجُلٍ بَعْدَ أَنْ مَكَثَ مِئَتَانِ لِحِرَاسَةِ الأَمْتِعَةِ. +\s5 +\p +\v 14 فَقَالَ أَحَدُ الْغِلْمَانِ لأَبِيجَايِلَ امْرَأَةِ نَابَالَ: «بَعَثَ دَاوُدُ مِنَ الصَّحْرَاءِ رُسُلاً بِتَحِيَّاتٍ إِلَى سَيِّدِنَا فَأَهَانَهُمْ، +\v 15 مَعَ أَنَّ الرِّجَالَ أَحْسَنُوا إِلَيْنَا جِدّاً فَلَمْ نُصَبْ بِأَذىً أَوْ يُفْقَدْ لَنَا شَيْءٌ طَوَالَ الْمُدَّةِ الَّتِي تَجَاوَرْنَا فِيهَا مَعَهُمْ وَنَحْنُ فِي الْمَرْعَى. +\s5 +\v 16 كَانُوا سِيَاجَ أَمَانٍ لَنَا نَهَاراً وَلَيْلاً فِي كُلِّ الأَيَّامِ الَّتِي كُنَّا نَرْعَى فِيهَا الْغَنَمَ فِي جِوَارِهِمْ. +\v 17 فَفَكِّرِي بِالأَمْرِ وَانْظُرِي مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ تَصْنَعِي، لأَنَّ كَارِثَةً سَتَحُلُّ عَلَى سَيِّدِنَا وَعَلَى بَيْتِهِ، فَهُوَ رَجُلٌ شِرِّيرٌ لَا يُمْكِنُ التَّفَاهُمُ مَعَهُ». +\s5 +\p +\v 18 فَأَسْرَعَتْ أَبِيجَايِلُ وَأَخَذَتْ مِئَتَيْ رَغِيفِ خُبْزٍ وَزِقَّيْ خَمْرٍ وَخَمْسَةَ خِرْفَانٍ مُجَهَّزَةٍ مُطَيَّبَةٍ وَخَمْسَ كَيْلاتٍ مِنَ الْفَرِيكِ وَمِئَتَيْ عُنْقُودِ زَبِيبٍ وَمِئَتَيْ قُرْصِ تِينٍ، وَحَمَّلَتْهَا عَلَى الْحَمِيرِ. +\v 19 وَقَالَتْ لِخُدَّامِهَا: «اسْبِقُونِي، هَا أَنَا قَادِمَةٌ وَرَاءَكُمْ». وَلَمْ تُخْبِرْ رَجُلَهَا نَابَالَ بِمَا فَعَلَتْ. +\s5 +\v 20 وَبَيْنَمَا كَانَتْ رَاكِبَةً عَلَى حِمَارِهَا عِنْدَ مُنْعَطَفِ الْجَبَلِ صَادَفَتْ دَاوُدَ وَرِجَالَهُ قَادِمِينَ لِلِقَائِهَا. +\s5 +\v 21 وَكَانَ دَاوُدُ آنَئِذٍ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ: «لَقَدْ حَافَظْتُ عَلَى كُلِّ قُطْعَانِ هَذَا الرَّجُلِ فِي الصَّحْرَاءِ، فَكَافَأَنِي شَرّاً بَدَلَ الْخَيْرِ. +\v 22 فَلْيُضَاعِفِ الرَّبُّ مِنْ عِقَابِ دَاوُدَ، إِنْ لَمْ أَقْضِ عَلَى كُلِّ رِجَالِهِ قَبْلَ طُلُوعِ ضَوْءِ الصَّبَاحِ». +\s5 +\p +\v 23 وَعِنْدَمَا شَاهَدَتْ أَبِيجَايِلُ دَاوُدَ أَسْرَعَتْ وَتَرَجَّلَتْ عَنِ الْحِمَارِ وَخَرَّتْ أَمَامَهُ سَاجِدَةً، +\v 24 وَانْطَرَحَتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَائِلَةً: «ضَعِ اللَّوْمَ عَلَيَّ وَحْدِي يَا سَيِّدِي، وَدَعْ أَمَتَكَ تَتَكَلَّمُ فِي مَسَامِعِكَ وَأَصْغِ إِلَى حَدِيثِهَا. +\s5 +\v 25 لَا يَضْغَنْ قَلْبُ سَيِّدِي عَلَى هَذَا الرَّجُلِ اللَّئِيمِ نَابَالَ، فَهُوَ فَظٌّ كَاسْمِهِ وَالْحَمَاقَةُ مَقْرُونَةٌ بِهِ، أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَرَ رِجَالَ سَيِّدِي حِينَ أَرْسَلْتَهُمْ. +\v 26 وَالآنَ أُقْسِمُ لَكَ بِالرَّبِّ الْحَيِّ وَبِحَيَاتِكَ، إِنَّ الرَّبَّ قَدْ جَنَّبَكَ سَفْكَ الدِّمَاءِ وَالثَّأْرَ لِنَفْسِكَ، وَلْيَكُنْ أَعْدَاؤُكَ وَمَنْ يَسْعَوْنَ فِي هَلاكِكَ، كَنَابَالَ. +\s5 +\v 27 فَتَقَبَّلِ الآنَ هَذِهِ الْبَرَكَةَ الَّتِي أَحْضَرَتْهَا جَارِيَتُكَ يَا سَيِّدِي وَأَعْطِهَا لِرِجَالِكَ الْمُلْتَفِّينَ حَوْلَكَ. +\v 28 وَاعْفُ عَنْ ذَنْبِ أَمَتِكَ، لأَنَّ الرَّبَّ لابُدَّ أَنْ يُثَبِّتَ كُرْسِيَّ مُلْكِ سَيِّدِي إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّ سَيِّدِي يُحَارِبُ حُرُوبَ الرَّبِّ، فَلا يُوْجَدُ فِيكَ شَرٌّ كُلَّ أَيَّامِكَ. +\s5 +\v 29 وَإِنْ قَامَ مَنْ يَتَعَقَّبُكَ لِيَقْتُلَكَ، فَلْتَكُنْ نَفْسُ سَيِّدِي مَحْزُومَةً فِي حُزْمَةِ الأَحْيَاءِ مَعَ الرَّبِّ إِلَهِكَ. وَأَمَّا نَفْسُ أَعْدَائِكَ فَلْيُقْذَفْ بِها كَمَا يُقْذَفُ حَجَرٌ مِنْ وَسَطِ كَفَّةِ مِقْلاعٍ. +\s5 +\v 30 وَعِنْدَمَا يُحَقِّقُ الرَّبُّ لِسَيِّدِي كُلَّ هَذَا الْخَيْرِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ وَيُنَصِّبُكَ رَئِيساً عَلَى إِسْرَائِيلَ، +\v 31 فَلَنْ تُقَاسِيَ مِنْ عَذَابِ الضَّمِيرِ لأَنَّكَ سَفَكْتَ دِمَاءً اعْتِبَاطاً أَوِ انْتَقَمْتَ لِنَفْسِكَ. وَمَتَى حَقَّقَ لَكَ الرَّبُّ وَعْدَهُ فَاذْكُرْ أَمَتَكَ». +\s5 +\p +\v 32 فَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيجَايِلَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي أَرْسَلَكِ الْيَوْمَ لِلِقَائِي، +\v 33 وَمُبَارَكَةٌ فِطْنَتُكِ، وَمُبَارَكَةٌ أَنْتِ لأَنَّكِ جَنَّبْتِنِي الْيَوْمَ سَفْكَ الدِّمَاءِ وَالانْتِقَامَ لِنَفْسِي. +\s5 +\v 34 وَلَكِنْ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي مَنَعَنِي مِنَ الإِسَاءَةِ إِلَيْكِ، فَلَوْ لَمْ تُبَادِرِي وَتَأْتِي لاِسْتِقْبَالِي لَمَا بَقِيَ لِنَابَالَ رَجُلٌ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ عِنْدَ مَطْلَعِ ضَوْءِ الصَّبَاحِ». +\v 35 وَقَبِلَ دَاوُدُ مِنْهَا مَا حَمَلَتْهُ إِلَيْهِ قَائِلاً لَهَا: «امْضِي إِلَى بَيْتِكِ بِسَلامٍ، فَهَا أَنَا قَدِ اسْتَمَعْتُ لِتَوَسُّلِكِ وَاسْتَجَبْتُ طِلْبَتَكِ». +\s5 +\p +\v 36 فَأَقْبَلَتْ أَبِيجَايِلُ إِلَى نَابَالَ، فَوَجَدَتْ أَنَّهُ قَدْ أَقَامَ مَأْدُبَةً فِي بَيْتِهِ كَمَأْدُبَةِ مَلِكٍ، وَقَدْ أَخَذَتْهُ النَّشْوَةُ بَعْدَ أَنْ أَكْثَرَ مِنِ احْتِسَاءِ الْخَمْرِ حَتَّى سَكِرَ، فَلَمْ تُخْبِرْهُ بِشَيْءٍ إِطْلاقاً حَتَّى صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي. +\s5 +\v 37 وَفِي الصَّبَاحِ، بَعْدَ أَنْ صَحَا نَابَالُ مِنْ سَكْرَتِهِ، أَخْبَرَتْهُ بِمَا جَرَى، فَأَصَابَهُ الشَّلَلُ وَتَجَمَّدَ كَحَجَرٍ. +\v 38 وَبَعْدَ عَشَرَةِ أَيَّامٍ ضَرَبَهُ اللهُ فَمَاتَ. +\s5 +\p +\v 39 فَلَمَّا سَمِعَ دَاوُدُ بِمَوْتِ نَابَالَ قَالَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي انْتَقَمَ لِي بِذَاتِهِ مِنْ إِهَانَةِ نَابَالَ، وَجَنَّبَنِي ارْتِكَابَ الشَّرِّ وَعَاقَبَ نَابَالَ عَلَى إِثْمِهِ». وَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى أَبِيجَايِلَ يَسْأَلُهَا الزَّوَاجَ مِنْهُ. +\v 40 فَوَفَدَ رُسُلُ دَاوُدَ إِلَى أَبِيجَايِلَ إِلَى الْكَرْمَلِ وَقَالُوا لَهَا: «أَرْسَلَنَا دَاوُدُ إِلَيْكِ لِنَسْأَلَكِ الزَّوَاجَ مِنْهُ». +\s5 +\v 41 فَقَامَتْ وَسَجَدَتْ بِوَجْهِهَا إِلَى الأَرْضِ وَقَالَتْ: «أَنَا أَمَتُهُ الْمُسْتَعِدَّةُ لِخِدْمَتِهِ وَلِغَسْلِ أَرْجُلِ عَبِيدِ سَيِّدِي». +\v 42 ثُمَّ أَسْرَعَتْ أَبِيجَايِلُ وَرَكِبَتْ حِمَارَهَا بَعْدَ أَنْ صَحَبَتْ مَعَهَا خَمْسَ فَتَيَاتٍ مِنْ جَوَارِيهَا سِرْنَ وَرَاءَهَا، وَتَبِعَتْ رُسُلَ دَاوُدَ، وَصَارَتْ لَهُ زَوْجَةً. +\s5 +\p +\v 43 ثُمَّ تَزَوَّجَ دَاوُدُ أَخِينُوعَمَ مِنْ يَزْرَعِيلَ فَكَانَتَا لَهُ زَوْجَتَيْنِ. +\v 44 عِنْدَئِذٍ زَوَّجَ شَاوُلُ مِيكَالَ ابْنَتَهُ امْرَأَةَ دَاوُدَ مِنْ فَلْطِي بْنِ لايِشَ الَّذِي مِنْ جَلِّيمَ. + +\s5 +\c 26 +\s1 داود يعفو ثانية عن شاول +\p +\v 1 وَتَوجَّهَ الزِّيفِيُّونَ إِلَى شَاوُلَ فِي جِبْعَةَ وَقَالُوا: «أَلَيْسَ دَاوُدُ مُخْتَبِئاً فِي تَلِّ حَخِيلَةَ تُجَاهَ الصَّحْرَاءِ؟» +\v 2 فَاخْتَارَ شَاوُلُ ثَلاثَةَ آلافِ رَجُلٍ مِنْ خِيرَةِ جُنُودِ إِسْرَائِيلَ وَانْطَلَقَ نَحْوَ صَحْرَاءِ زِيفٍ لِيَبْحَثَ فِيهَا عَنْ دَاوُدَ. +\s5 +\v 3 وَعَسْكَرَ شَاوُلُ إِزَاءَ الطَّرِيقِ عِنْدَ سَفْحِ تَلِّ حَخِيلَةَ تُجَاهَ الصَّحْرَاءِ، وَكَانَ دَاوُدُ آنَئِذٍ مُقِيماً فِي الصَّحْرَاءِ. فَعِنْدَمَا سَمِعَ أَنَّ شَاوُلَ تَعَقَّبَهُ إِلَى الصَّحْرَاءِ +\v 4 أَرْسَلَ جَوَاسِيسَهُ لِيَتَيَقَّنَ مِنْ أَنَّ شَاوُلَ قَدْ تَعَقَّبَهُ حَقّاً. +\s5 +\v 5 ثُمَّ قَامَ دَاوُدُ وَتَسَلَّلَ إِلَى الْمَوْضِعِ الْمُضْطَجِعِ فِيهِ شَاوُلُ، وَأَبْنَيْرُ بْنُ نَيْرٍ رَئِيسُ جَيْشِهِ. فَرَأَى شَاوُلَ رَاقِداً عِنْدَ الْمِتْرَاسِ مُحَاطاً بِجُنُودِهِ. +\s5 +\p +\v 6 فَخَاطَبَ دَاوُدُ أَخِيمَالِكَ الْحِثِّيَّ وَأَبِيشَايَ ابْنَ صُرُوِيَّةَ (شَقِيقَ يُوآبَ): «مَنْ مِنْكُمَا يَنْزِلُ مَعِي إِلَى مُعَسْكَرِ شَاوُلَ؟» فَقَالَ أَبِيشَايُ: «أَنَا أَنْزِلُ مَعَكَ». +\v 7 فَتَسَلَّلَ دَاوُدُ وَأَبِيشَايُ لَيْلاً إِلَى مُعَسْكَرِ شَاوُلَ، وَإذَا بِشَاوُلَ رَاقِدٌ عِنْدَ الْمِتْرَاسِ وَرُمْحُهُ مَغْرُوسٌ فِي الأَرْضِ إِلَى جِوَارِ رَأْسِهِ، وَأَبْنَيْرُ وَالْجُنُودُ نَائِمُونَ حَوْلَهُ. +\v 8 فَقَالَ أَبِيشَايُ لِدَاوُدَ: «لَقَدْ أَوْقَعَ اللهُ الْيَوْمَ عَدُوَّكَ فِي قَبْضَةِ يَدِكَ، فَدَعْنِي الآنَ أَطْعَنُهُ بِرُمْحِهِ إِلَى الأَرْضِ، فَأُجْهِزَ عَلَيْهِ بِضَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ». +\s5 +\v 9 فَأَجَابَ دَاوُدُ: «لا تَقْضِ عَلَيْهِ، إِذْ مَنْ يَمُدُّ يَدَهُ لِيُسِيءَ لِمَسِيحِ الرَّبِّ وَيَتَبَرَّأُ؟ +\v 10 إِنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ لابُدَّ أَنْ يُعَاقِبَ شَاوُلَ فَيُمِيتَهُ مِيتَةً طَبِيعِيَّةً، أَوْ يَقْتُلَهُ فِي مَعْرَكَةٍ حَرْبِيَّةٍ. +\s5 +\v 11 وَلَكِنْ مَعَاذَ اللهِ أَنْ أَمُدَّ يَدِي لأُسِيءَ إِلَى مَسِيحِ الرَّبِّ. أَمَّا الآنَ فَخُذِ الرُّمْحَ الْمَغْرُوسَ عِنْدَ رَأْسِهِ وَكُوزَ الْمَاءِ وَهَلُمَّ بِنَا مِنْ هُنَا». +\v 12 وَهَكَذَا أَخَذَ دَاوُدُ الرُّمْحَ وَكُوزَ الْمَاءِ مِنْ عِنْدِ رَأْسِ شَاوُلَ وَتَسَلَّلا رَاجِعَيْنِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَاهُمَا أَوْ يَنْتَبِهَ لِوُجُودِهِمَا أَحَدٌ، لأَنَّهُمْ جَمِيعاً كَانُوا نِيَاماً إِذْ إِنَّ الرَّبَّ أَثْقَلَهُمْ بِالسُّبَاتِ الْعَمِيقِ. +\s5 +\p +\v 13 وَاجْتَازَ دَاوُدُ الْوَادِي إِلَى الْجَبَلِ الْمُقَابِلِ وَارْتَقَى إِلَى قِمَّتِهِ حَيْثُ وَقَفَ عَنْ بُعْدٍ، تَفْصِلُهُ عَنْ شَاوُلَ مَسَافَةٌ كَبِيرَةٌ. +\v 14 وَنَادَى دَاوُدُ الْجُنُودَ وَأَبْنَيْرَ بْنَ نَيْرٍ قَائِلاً: «أَلا تُجِيبُنِي يَا أَبْنَيْرُ؟». فَأَجَابَ أَبْنَيْرُ: «مَنْ هَذَا الَّذِي يُنَادِي الْمَلِكَ؟» +\s5 +\v 15 فَقَالَ دَاوُدُ لأَبْنَيْرَ: «أَلَسْتَ أَنْتَ رَجُلاً؟ وَمَنْ مِثْلُكَ فِي كُلِّ إِسْرَائِيلَ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تَحْرُسْ سَيِّدَكَ الْمَلِكَ؟ فَقَدْ جَاءَ مَنْ هَمَّ بِقَتْلِ سَيِّدِكَ الْمَلِكِ. +\v 16 إِنَّ مَا عَمِلْتَهُ لَا يَسْتَحِقُّ الثَّنَاءَ، فَحَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنَّكُمْ أَبْنَاءُ الْمَوْتِ، لأَنَّكُمْ لَمْ تَحْرُسُوا سَيِّدَكُمْ مَسِيحَ الرَّبِّ، فَانْظُرْ حَوْلَكَ الآنَ، أَيْنَ هُوَ رُمْحُ الْمَلِكِ وَكُوزُ الْمَاءِ اللَّذَانِ كَانَا عِنْدَ رَأَسِهِ؟». +\s5 +\p +\v 17 وَتَبَيَّنَ شَاوُلُ صَوْتَ دَاوُدَ، فَقَالَ: «أَهَذَا صَوْتُكَ يَا ابْنِي دَاوُدَ؟» فَأَجَابَ دَاوُدُ: «إِنَّهُ صَوْتِي يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ». +\v 18 ثُمَّ تَابَعَ حَدِيثَهُ: «لِمَاذَا لايَزَالُ سَيِّدِي يَسْعَى وَرَاءَ عَبْدِهِ؟ أَيُّ ذَنْبٍ جَنَيْتُ، وَأَيُّ جُرْمٍ اقْتَرَفْتُ؟ +\s5 +\v 19 فَلْيَسْمَعْ سَيِّدِي الْمَلِكُ كَلامَ عَبْدِهِ الآنَ: إِنْ كَانَ الرَّبُّ قَدْ أَثَارَكَ ضِدِّي فَلأُقَدِّمَنَّ لَهُ قُرْبَانَ رِضىً. وَإِنْ كَانَ النَّاسُ هُمُ الَّذِينَ أَوْغَرُوا صَدْرَكَ عَلَيَّ فَلْيَكُونُوا مَلْعُونِينَ أَمَامَ الرَّبِّ، لأَنَّهُمْ نَفَوْنِي مِنْ أَرْضِ مِيرَاثِ الرَّبِّ قَائِلِينَ: اذْهَبِ اعْبُدْ آلِهَةً أُخْرَى. +\v 20 وَالآنَ لَا تَدَعْ دَمِي يُهْدَرُ عَلَى أَرْضٍ غَرِيبَةً بَعِيداً عَنْ حَضْرَةِ الرَّبِّ، لأَنَّ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ قَدْ خَرَجَ لِيَبْحَثَ عَنْ بُرْغُوثٍ وَاحِدٍ وَيَتَعَقَّبَهُ كَمَا يُتَعَقَّبُ الْحَجَلُ فِي الْجِبَالِ؟». +\s5 +\p +\v 21 فَقَالَ شَاوُلُ: «لَقَدْ أَخْطَأْتُ. ارْجِعْ يَا ابْنِي دَاوُدَ فَلَنْ أُسِيءَ إِلَيْكَ بَعْدَ الْيَوْمِ، لأَنَّ نَفْسِي كَانَتْ عَزِيزَةً فِي عَيْنَيْكَ. لَشَدَّ مَا أَخْطَأْتُ وَضَلَلْتُ!». +\s5 +\v 22 فَأَجَابَ دَاوُدُ: «هُوَذَا رُمْحُ الْمَلِكِ. فَلْيَأْتِ أَحَدُ الرِّجَالِ وَيَأْخُذْهُ. +\v 23 وَلْيُكَافِئِ الرَّبُّ كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى اسِتْقَامَتِهِ وَأَمَانَتِهِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَوْقَعَكَ الْيَوْمَ فِى قَبْضَتِي، لَكِنِّي لَمْ أَشَأْ أَنْ أَمُدَّ يَدِي لأُسِيءَ إِلَى مُخْتَارِ الرَّبِّ. +\s5 +\v 24 وَكَمَا كَانَتْ نَفْسُكَ عَزِيزَةً فِي عَيْنَيَّ الْيَوْمَ، لِتَكُنْ نَفْسِي أَيْضاً عَزِيزَةً فِي عَيْنَي الرَّبِّ، وَيُنْقِذْنِي مِنْ كُلِّ ضِيقٍ». +\v 25 فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: «لِتَكُنْ مُبَارَكاً يا ابْنِي دَاوُدَ، فَإِنَّكَ قَادِرٌ عَلَى الْقِيَامِ بِأُمُورٍ عَظِيمَةٍ وَتَنْجَحُ فِيهَا». ثُمَّ مَضَى دَاوُدُ فِي حَالِ سَبِيلِهِ وَرَجَعَ شَاوُلُ إِلَى بَيْتِهِ. + +\s5 +\c 27 +\s1 داود يقيم مع الفلسطينيين +\p +\v 1 وَحَدَّثَ دَاوُدُ نَفْسَهُ: «إِنْ بَقِيتُ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ فَإِنَّ شَاوُلَ لابُدَّ أَنْ يَقْتُلَنِي فِي يَوْمٍ مَا. فَلأَلْجَأَنَّ إِلَى أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ فَيَيْأَسَ شَاوُلُ مِنِّي وَيَكُفَّ عَنِ الْبَحْثِ عَنِّي فِي تُخُومِ إِسْرَائِيلَ فَأَنْجُوَ مِنْ يَدِهِ». +\s5 +\v 2 فَارْتَحَلَ دَاوُدُ والسِّتُّ مِئَةِ رَجُلٍ الَّذِينَ مَعَهُ إِلَى أَخِيشَ بْنِ مَعُوكَ مَلِكِ جَتَّ. +\v 3 وَاسْتَقَرَّ بِهِمِ الْمَقَامُ هُنَاكَ، كُلُّ رَجُلٍ مَعَ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَكَذَلِكَ رَافَقَتْ دَاوُدَ زَوْجَتَاهُ أَخِينُوعَمُ الْيَزْرَعِيلِيَّةُ وَأَبِيجَايِلُ امْرَأَةُ نَابَالَ الْكَرْمَلِيَّةُ. +\v 4 وَلَمَّا بَلَغَ شَاوُلَ أَنَّ دَاوُدَ هَرَبَ إِلَى جَتَّ، كَفَّ عَنِ الْبَحْثِ عَنْهُ. +\s5 +\p +\v 5 وَقَالَ دَاوُدُ لأَخِيشَ مَلِكِ جَتَّ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ فَلْيَتِمَّ تَحْدِيدُ قَرْيَةٍ لِي فِي الرِّيفِ أُقِيمُ فِيهَا. لِمَاذَا يُقِيمُ عَبْدُكَ فِي عَاصِمَةِ الْمُلْكِ مَعَكَ؟» +\v 6 فَوَهَبَهُ أَخِيشُ صِقْلَغَ. لِذَلِكَ صَارَتْ صِقْلَغُ مِلْكاً لِمُلُوكِ يَهُوذَا مُنْذُ ذَلِكَ الْحِينِ. +\v 7 وَأَقَامَ دَاوُدُ فِي بِلادِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سَنَةً وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. +\s1 غزوات داود +\s5 +\p +\v 8 وَانْطَلَقَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ يَشُنُّونَ الْغَارَاتِ عَلَى الْجَشُورِيِّينَ وَالْجَرِزِّيِّينَ وَالْعَمَالِقَةِ الَّذِينَ اسْتَوْطَنُوا مِنْ قَدِيمٍ الأَرْضَ الْمُمْتَدَّةَ مِنْ حُدُودِ شُورٍ إِلَى تُخُومِ مِصْرَ. +\v 9 وَهَاجَمَ دَاوُدُ سُكَّانَ الأَرْضِ، فَلَمْ يَسْتَبْقِ نَفْساً وَاحِدَةً. وَاسْتَوْلَى عَلَى الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ وَالْجِمَالِ وَالثِّيَابِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَخِيشَ. +\s5 +\v 10 وَعِنْدَمَا كَانَ أَخِيشُ يَسْأَلُ دَاوُدَ: «أَيْنَ أَغَرْتَ هَذِهِ الْمَرَّةَ؟» كَانَ يُجِيبُ: «عَلَى جَنُوبِيِّ يَهُوذَا وَعَلَى جَنُوبِيِّ أَرْضِ الْيَرْحَمْئِيلِيِّينَ وَجَنُوبِيِّ الْقَيْنِيِّينَ». +\s5 +\v 11 وَلَمْ يَكُنْ دَاوُدُ يَسْتَبْقِي رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ لِئَلّا يَأْتِيَ إِلَى جَتَّ مَنْ يُبَلِّغُ أَخِيشَ عَمّا فَعَلَهُ دَاوُدُ. هَكَذَا كَانَ دَاوُدُ يَفْعَلُ طَوَالَ مُدَّةِ إِقَامَتِهِ فِي بِلادِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. +\v 12 فَصَدَّقَ أَخِيشُ أَخْبَارَ دَاوُدَ قَائِلاً فِي نَفْسِهِ: «لَقَدْ أَصْبَحَ دَاوُدُ مَكْرُوهاً لَدَى قَوْمِهِ إِسْرَائِيلَ، لِذَلِكَ سَيَظَلُّ مَاكِثاً عِنْدِي خَادِماً لِي إِلَى الأَبَدِ». + +\s5 +\c 28 +\s1 شاول وعرافة عين دور +\p +\v 1 فِي تِلْكَ الأَيَّامِ حَشَدَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ جُيُوشَهُمْ لِمُحَارَبَةِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، فَقَالَ أَخِيشُ لِدَاوُدَ: «لابُدَّ أَنْ تَنْضَمَّ إِلَى الْجَيْشِ أَنْتَ وَرِجَالُكَ لِخَوْضِ الْحَرْبِ». +\v 2 فَأَجَابَهُ دَاوُدُ: «سَتَرَى بِعَيْنَيْكَ مَا يَصْنَعُ عَبْدُكَ فِي الْحَرْبِ». فَقَالَ أَخِيشُ لِدَاوُدَ: «إِذَنْ أَجْعَلُكَ حَارِسِي الشَّخْصِيَّ كُلَّ الأَيَّامِ». +\s5 +\p +\v 3 وَكَانَ صَمُوئِيلُ قَدْ مَاتَ وَنَاحَ عَلَيْهِ الإِسْرَائِيلِيُّونَ وَدَفَنُوهُ فِي الرَّامَةِ مَدِينَتِهِ، وَكَانَ شَاوُلُ قَدْ طَرَدَ الْعَرَّافِينَ وَوُسَطَاءَ الْجِنِّ مِنَ الأَرْضِ. +\v 4 وَعِنْدَمَا تَجَمَّعَتْ قُوَّاتُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ عَسْكَرُوا فِي شُونَمَ، أَمَّا شَاوُلُ فَقَدْ حَشَدَ جُيُوشَهُ وَخَيَّمَ فِي جِلْبُوعَ. +\s5 +\v 5 وَحِينَ شَاهَدَ شَاوُلُ جَيْشَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مَلأَ قَلْبَهُ الْخَوْفُ وَالاضْطِرَابُ، +\v 6 فَاسْتَشَارَ الرَّبَّ فَلَمْ يُجِبْهُ لَا بِأَحْلامٍ وَلا بِالأُورِيمِ وَلا عَنْ طَرِيقِ الأَنْبِيَاءِ. +\v 7 فَقَالَ لِعَبِيدِهِ: «ابْحَثُوا لِي عَنِ امْرَأَةٍ عَرَّافَةٍ وَسِيطَةٍ، فَأَذْهَبَ إِلَيْهَا وَأَسْتَشِيرَهَا». فَأَجَابَهُ عَبِيدُهُ: «هُنَاكَ عَرَّافَةٌ تُقِيمُ فِي عَيْنِ دُورٍ». +\s5 +\v 8 فَتَنَكَّرَ شَاوُلُ وَارْتَدَى ثِيَاباً أُخْرَى وَتَوَجَّهَ إِلَى بَيْتِ الْعَرَّافَةِ لَيْلاً بِصُحْبَةِ اثْنَيْنِ مِنْ رِجَالِهِ، وَقَالَ لَهَا: «اسْتَشِيرِي لِي رُوحاً، وَاسْتَدْعِي لِي مَنْ أُسَمِّيهِ لَكِ». +\v 9 فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «أَنْتَ تَعْلَمُ مَا فَعَلَهُ شَاوُلُ بِالْوُسَطَاءِ الرُّوحَانِيِّينَ وَالْعَرَّافِينَ، وَكَيْفَ قَتَلَهُمْ، فَلِمَاذَا تَنْصِبُ لِي فَخّاً وَتَقْتُلُنِي؟» +\v 10 فَأَقْسَمَ لَهَا شَاوُلُ قَائِلاً: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ لَنْ يَلْحَقَ بِكِ أَيُّ أَذىً مِنْ جَرَّاءِ هَذَا الأَمْرِ». +\s5 +\v 11 فَسَأَلَتْهُ الْمَرْأَةُ: «مَنْ أَسْتَدْعِي لَكَ؟» فَأَجَابَهَا: «اسْتَدْعِي لِي صَمُوئِيلَ». +\v 12 وَعِنْدَمَا شَاهَدَتِ الْمَرْأَةُ صَمُوئِيلَ صَرَخَتْ صَرْخَةً هَائِلَةً وَقَالَتْ لِشَاوُلَ: «لِمَاذَا خَدَعْتَنِي وَأَنْتَ شَاوُلُ؟» +\s5 +\v 13 فَقَالَ لَهَا: «لا تَخَافِي. مَاذَا رَأَيْتِ؟» فَأَجَابَتْ: «رَأَيْتُ طَيْفاً صَاعِداً مِنَ الأَرْضِ» +\v 14 فَسَأَلَهَا: «كَيْفَ هَيْئَتُهُ؟» فَقَالَتْ: «رَجُلٌ شَيْخٌ صَاعِدٌ وَهُوَ مُغَطَّى بِجُبَّةٍ». فَأَدْرَكَ شَاوُلُ أَنَّهُ صَمُوئِيلُ فَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ سَاجِداً. +\s5 +\p +\v 15 فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «لِمَاذَا أَزْعَجْتَنِي بِإِصْعَادِكَ لِي؟». فَأَجَابَ: «إِنَّنِي فِي ضِيقٍ شَدِيدٍ. الْفِلِسْطِينِيُّونَ يُحَارِبُونَنِي وَالرَّبُّ قَدْ نَبَذَنِي وَلَمْ يَعُدْ يُجِيبُنِي لَا عَنْ طَرِيقِ الأَنْبِيَاءِ وَلا بِالأَحْلامِ. فَدَعَوْتُكَ لِتُرْشِدَنِي». +\s5 +\v 16 فَسَأَلَهُ صَمُوئِيلُ: «لِمَاذَا تَسْأَلُنِي وَالرَّبُّ قَدْ نَبَذَكَ وَصَارَ لَكَ عَدُوّاً؟ +\v 17 وَقَدْ حَقَّقَ الرَّبُّ مَا وَعَدَ بِهِ عَلَى لِسَانِي، فَانْتَزَعَ مِنْكَ الْمُلْكَ وَأَعْطَاهُ لِقَرِيبِكَ دَاوُدَ. +\s5 +\v 18 لأَنَّكَ لَمْ تُطِعْ أَمْرَ الرَّبِّ وَلَمْ تُنَفِّذْ قَضَاءَهُ فِي عَمَالِيقَ، لِذَلِكَ عَاقَبَكَ الرَّبُّ فِي هَذَا الْيَوْمِ، +\v 19 وَسَيَجْعَلُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ يَهْزِمُونَكَ أَنْتَ وَالإِسْرَائِيلِيِّينَ، وَيَقْضُونَ عَلَى جَيْشِكَ. أَمَّا أَنْتَ وَبَنُوكَ فَسَتَلْحَقُونَ غَداً بِي وَتَكُونُونَ مَعِي». +\s5 +\p +\v 20 فَانْطَرَحَ شَاوُلُ بِطُولِهِ عَلَى الأَرْضِ مَرْعُوباً مِنْ كَلامِ صَمُوئِيلَ، كَمَا زَادَ الْجُوعُ مِنْ إِعْيَائِهِ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَنَاوَلَ طَعَاماً طَوَالَ يَوْمٍ بِكَامِلِهِ. +\p +\v 21 وَعِنْدَمَا رَأَتِ الْمَرْأَةُ مَا أَصَابَ شَاوُلَ مِنِ ارْتِيَاعٍ شَدِيدٍ، قَالَتْ لَهُ: «هَا قَدْ سَمِعَتْ جَارِيَتُكَ لِصَوْتِكَ، وَحَمَلْتُ رُوحِي فِي كَفِّي وَاسْتَجَبْتُ لِكُلِّ مَا طَلَبْتَهُ مِنِّي. +\s5 +\v 22 فَالآنَ اسْتَمِعْ أَنْتَ أَيْضاً لِسُؤْلِ جَارِيَتِكَ، وَدَعْنِي أُقَدِّمُ لَكَ طَعَاماً لِتَأْكُلَ، فَتَسْتَرِدَّ قُوَّتَكَ عِنْدَمَا تَنْطَلِقُ فِي سَبِيلِكَ». +\v 23 فَأَبَى قَائِلاً: «لَنْ آكُلَ». وَلَكِنَّهَا أَلَحَّتْ عَلَيْهِ كَمَا أَلَحَّ عَلَيْهِ عَبْدَاهُ، فَأَذْعَنَ لَهُمْ وَقَامَ عَنِ الأَرْضِ وَجَلَسَ عَلَى السَّرِيرِ. +\s5 +\v 24 وَكَانَ لَدَى الْمَرْأَةِ عِجْلٌ مُسَمَّنٌ فَبَادَرَتْ إِلَيْهِ وَذَبَحَتْهُ وَأَخَذَتْ دَقِيقاً وَعَجَنَتْهُ وَخَبَزَتْ فَطِيراً. +\v 25 ثُمَّ وَضَعَتْهُ أَمَامَ شَاوُلَ وَرَجُلَيْهِ فَأَكَلُوا، ثُمَّ انْصَرَفُوا مِنْ عِنْدِهَا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ. + +\s5 +\c 29 +\s1 أخيش يعيد داود إلى صقلغ +\p +\v 1 ثُمَّ حَشَدَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ جُيُوشَهُمْ فِي أَفِيقَ بَيْنَمَا تَجَمَّعَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ عِنْدَ الْعَيْنِ الَّتِي فِي يَزْرَعِيلَ. +\v 2 وَتَقَدَّمَ قَادَةُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ بِكَتَائِبِهِمْ وَسَرَايَاهُمْ، أَمَّا دَاوُدُ وَرِجَالُهُ فَكَانُوا يَسِيرُونَ فِي الْمُؤَخَّرَةِ مَعَ الْمَلِكِ أَخِيشَ. +\s5 +\v 3 فَسَأَلَهُ قَادَةُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ: «مَاذَا يَفْعَلُ هَؤُلاءِ الْعِبْرَانِيُّونَ هُنَا؟» فَأَجَابَهُمْ أَخِيشُ: «أَلَيْسَ هَذَا دَاوُدَ الَّذِي كَانَ ضَابِطاً عِنْدَ شَاوُلَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، وَقَدْ مَكَثَ مَعِي طَوَالَ هَذِهِ الْمُدَّةِ، فَلَمْ أَجِدْ فِيهِ عِلَّةً مُنْذُ أَنْ قَدِمَ إِلَيَّ وَحَتَّى هَذَا الْيَوْمِ». +\s5 +\v 4 غَيْرَ أَنَّ قَادَةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَبْدَوْا سُخْطَهُمْ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: «أَرْجِعِ الرَّجُلَ إِلَى مَوْضِعِهِ الَّذِي حَدَّدْتَهُ لَهُ، وَلا تَدَعْهُ يَشْتَرِكُ مَعَنَا فِي الْحَرْبِ لِئَلّا يَنْقَلِبَ عَلَيْنَا. إِذْ كَيْفَ يَسْتَرِدُّ هَذَا رِضَى سَيِّدِهِ؟ أَلَيْسَ بِقَطْعِ رُؤُوسِ رِجَالِنَا؟ +\s5 +\v 5 أَلَيْسَ هَذَا هُوَ دَاوُدُ الَّذِي غَنَّتْ لَهُ النِّسَاءُ رَاقِصَاتٍ قَائِلاتٍ: قَتَلَ شَاوُلُ أُلُوفاً، وَقَتَلَ دَاوُدُ عَشَرَاتِ الأُلُوفِ؟» +\s5 +\p +\v 6 فَاسْتَدْعَى أَخِيشُ دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: «أُقْسِمُ لَكَ بِالرَّبِّ الْحَيِّ إِنَّكَ مُسْتَقِيمٌ، وَيَسُرُّنِي انْضِمَامُكَ إِلَى جَيْشِي لأَنَّنِي لَمْ أَجِدْ فِيكَ عِلَّةً مُنْذُ أَنْ جِئْتَ إِلَيَّ حَتَّى هَذَا الْيَوْمِ، غَيْرَ أَنَّ قَادَةَ جَيْشِي سَاخِطُونَ عَلَيْكَ. +\v 7 فَامْضِ الآنَ بِسَلامٍ وَعُدْ إِلَى مَوْضِعِكَ وَلا تَقْتَرِفْ مَا يُسِيءُ إِلَى أَقْطَابِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». +\s5 +\p +\v 8 فَقَالَ دَاوُدُ: «مَاذَا جَنَيْتُ، وَأَيُّ عِلَّةٍ وَجَدْتَ فِي عَبْدِكَ مُنْذُ أَنْ مَثُلْتُ أَمَامَكَ إِلَى الْيَوْمِ حَتَّى لَا أَشْتَرِكَ فِي مُحَارَبَةِ أَعْدَاءِ سَيِّدِي الْمَلِكِ؟» +\v 9 فَقَالَ أَخِيشُ: «إِنَّنِي وَاثِقٌ أَنَّكَ صَالِحٌ فِي عَيْنَيَّ، كَمَلاكِ اللهِ، غَيْرَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَصَرُّوا قَائِلِينَ: لَا يَصْعَدُ دَاوُدُ مَعَنَا لِخَوْضِ الْحَرْبِ. +\s5 +\v 10 لِذَلِكَ بَكِّرْ صَبَاحاً مَعَ عَبِيدِ سَيِّدِكَ الَّذِينَ وَفَدُوا مَعَكَ وَارْجِعُوا عِنْدَ طُلُوعِ الصَّبَاحِ». +\v 11 فَاسْتَيْقَظَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ مُبَكِّرِينَ لِيَرْجِعُوا إِلَى بِلادِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَأَمَّا الْفِلِسْطِينِيُّونَ فَتَقَدَّمُوا نَحْوَ يَزْرَعِيلَ. + +\s5 +\c 30 +\s1 داود يهلك العمالقة +\p +\v 1 وَمَا إِنْ وَصَلَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ إِلَى صِقْلَغَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَتَّى وَجَدُوا أَنَّ الْعَمَالِقَةَ قَدْ أَغَارُوا عَلَى النَّقَبِ وَهَاجَمُوا صِقْلَغَ وَأَحْرَقُوهَا بِالنَّارِ، +\v 2 بَعْدَ أَنْ أَخَذُوا كُلَّ مَنْ فِيهَا مِنْ نِسَاءٍ وَأَطْفَالٍ أَسْرَى حَرْبٍ، وَلَمْ يَقْتُلُوا صَغِيراً وَلا كَبِيراً. +\s5 +\v 3 وَعِنْدَمَا دَخَلَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَجَدُوهَا مَحْرُوقَةً، وَأُسِرَتْ نِسَاؤُهُمْ وَبَنَاتُهُمْ وَأَبْنَاؤُهُمْ. +\v 4 فَعَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ بِالْبُكَاءِ حَتَّى أَصَابَهُمُ الإِعْيَاءُ. +\s5 +\v 5 وَكَانَتِ امْرَأَتَا دَاوُدَ أَخِينُوعَمُ الْيَزْرَعِيلِيَّةُ وَأَبِيجَايِلُ أَرْمَلَةُ نَابَالَ الْكَرْمَلِيِّ مِنْ جُمْلَةِ الْمَسْبِيَّاتِ. +\v 6 وَتَفَاقَمَ ضِيقُ دَاوُدَ لأَنَّ الرِّجَالَ، مِنْ فَرْطِ مَا حَلَّ بِهِمْ مِنْ مَرَارَةٍ وَأَسىً عَلَى أَبْنَائِهِمْ وَبَنَاتِهِمْ، طَالَبُوا بِرَجْمِهِ، غَيْرَ أَنَّ دَاوُدَ تَشَبَّثَ وَتَقَوَّى بِالرَّبِّ إِلَهِهِ. +\s5 +\p +\v 7 ثُمَّ قَالَ دَاوُدُ لأَبِيَاثَارَ الْكَاهِنِ ابْنِ أَخِيمَالِكَ: «أَحْضِرْ إِلَيَّ الأَفُودَ». فَأَحْضَرَهُ. +\v 8 وَاسْتَشَارَ دَاوُدُ الرَّبَّ قَائِلاً: «إِذَا تَعَقَّبْتُ هَؤُلاءِ الْغُزَاةَ فَهَلْ أُدْرِكُهُمْ؟» فَقَالَ لَهُ: «الْحَقْهُمْ، فَإِنَّكَ تُدْرِكُهُمْ وَتُنْقِذُ الأَسْرَى». +\s5 +\v 9 فَانْطَلَقَ دَاوُدُ وَالسِّتُّ مِئَةِ رَجُلٍ الَّذِينَ مَعَهُ حَتَّى بَلَغُوا وَادِي الْبَسُورِ، فَتَخَلَّفَ قَوْمٌ مِنْهُمْ هُنَاكَ. +\v 10 أَمَّا دَاوُدُ فَوَاصَلَ طَرِيقَهُ مَعَ أَرْبَعِ مِئَةِ رَجُلٍ، بَعْدَ أَنْ تَخَلَّفَ مِئَتَا رَجُلٍ إعْيَاءً عَنْ عُبُورِ وَادِي الْبَسُورِ. +\s5 +\v 11 فَصَادَفُوا رَجُلاً مِصْرِيًّا مُلْقىً فِي الْحَقْلِ، فَأَحْضَرُوهُ إِلَى دَاوُدَ، فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ طَعَاماً وَمَاءً فَأَكَلَ وَشَرِبَ. +\v 12 ثُمَّ أَعْطَوْهُ قُرْصاً مِنْ تِينٍ وَعُنْقُودَيْنِ مِنْ زَبِيبٍ. وَبَعْدَ أَنْ أَكَلَهَا انْتَعَشَتْ رُوحُهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَكَلَ طَعَاماً وَلا شَرِبَ مَاءً مُنْذُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ وَثَلاثِ لَيَالٍ. +\s5 +\v 13 فَسَأَلَهُ دَاوُدُ: «مَنْ هُوَ سَيِّدُكَ وَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «أَنَا رَجُلٌ مِصْرِيٌّ، عَبْدٌ لِرَجُلٍ عَمَالِيقِيٍّ، وَقَدْ تَخَلَّى سَيِّدِي عَنِّي مُنْذُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ لأَنِّي مَرِضْتُ. +\v 14 فَإِنَّنَا قَدْ أَغَرْنَا عَلَى جَنُوبِيِّ بِلادِ الْكَرِيتِيِّينَ وَعَلَى جَنُوبِيِّ أَرْضِ يَهُوذَا وَجَنَوبِيِّ كَالَبَ وَأَحْرَقْنَا صِقْلَغَ بِالنَّارِ» +\s5 +\v 15 فَسَأَلَهُ دَاوُدُ: «هَلْ تَدُلُّنِي عَلَى مَكَانِ هَؤُلاءِ الْغُزَاةِ؟» فَأَجَابَهُ: «احْلِفْ لِي بِاللهِ أَنَّكَ لَا تَقْتُلُنِي وَلا تُسَلِّمُنِي إِلَى سَيِّدِي، فَأَدُلَّكَ عَلَى مَكَانِ هَؤُلاءِ الْغُزَاةِ». +\s5 +\p +\v 16 وَقَادَهُمْ إِلَى مُعَسْكَرِ عَمَالِيقَ فَوَجَدُوهُمْ مُنْتَشِرِينَ فِي الْحُقُولِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَرْقُصُونَ مِنْ جَرَّاءِ مَا أَصَابُوهُ مِنْ غَنِيمَةٍ عَظِيمَةٍ نَهَبُوهَا مِنْ أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَمِنْ أَرْضِ يَهُوذَا. +\v 17 فَهَاجَمَهُمْ دَاوُدُ مِنَ الْغُرُوبِ حَتَّى مَسَاءِ الْيَوْمِ التَّالِي، وَلَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ أَحَدٌ سِوَى أَرْبَعِ مِئَةِ غُلَامٍ رَكِبُوا جِمَالاً وَهَرَبُوا. +\s5 +\v 18 وَاسْتَرَدَّ دَاوُدُ مَا اسْتَوْلَى عَلَيْهِ الْعَمَالِقَةُ وَأَنْقَذَ زَوْجَتَيْهِ. +\v 19 وَلَمْ يُفْقَدْ لَهُمْ شَيْءٌ لَا صَغِيرٌ وَلا كَبِيرٌ، وَلا أَبْنَاءٌ وَلا بَنَاتٌ وَلا غَنِيمَةٌ وَلا أَيُّ شَيْءٍ مِمَّا اسْتَوْلَى عَلَيْهِ الْعَمَالِقَةُ، بَلِ اسْتَرَدَّهَا دَاوُدُ جَمِيعَهَا. +\v 20 وَأَخَذَ دَاوُدُ غَنَمَ الْعَمَالِقَةِ وَبَقَرَهُمْ فَسَاقَهَا رِجَالُهُ أَمَامَ الْمَاشِيَةِ الأُخْرَى الَّتِي اغْتَنَمَهَا الْغُزَاةُ قَائِلِينَ: «هَذِهِ غَنِيمَةُ دَاوُدَ». +\s5 +\p +\v 21 وَعَادَ دَاوُدُ إِلَى الْمِئَتَيْ رَجُلٍ الَّذِينَ أَعْيَوْا عَنِ الْمَسِيرِ وَرَاءَهُ فَخَلَّفُوهُمْ عِنْدَ وَادِي الْبَسُورِ، فَخَرَجُوا لاِسْتِقْبَالِ دَاوُدَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الشَّعْبِ، فَتَقَدَّمَ دَاوُدُ إِلَيْهِمْ لِيَطْمَئِنَّ عَلَى سَلامَتِهِمْ. +\v 22 غَيْرَ أَنَّ فِئَةً مِنَ المُشَاغِبِينَ مِنْ رِجَالِ دَاوُدَ مِمَّنِ اشْتَرَكُوا مَعَهُ فِي الْحَرْبِ اعْتَرَضُوا قَائِلِينَ: «لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمُ امْرَأَتَهُ وَأَبْنَاءَهُ وَيَمْضِ، أَمَّا الْغَنِيمَةُ الَّتِي اسْتَرْدَدْنَاهَا، فَلا نُعْطِيهُمْ مِنْهَا لأَنَّهُمْ لَمْ يَذْهَبُوا مَعَنَا». +\s5 +\v 23 فَقَالَ دَاوُدُ: «لا تَفْعَلُوا هَكَذَا يَا إِخْوَتِي، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَنْعَمَ عَلَيْنَا وَحَفِظَنَا وَنَصَرَنَا عَلَى الْغُزَاةِ الَّذِينَ أَغَارُوا عَلَيْنَا. +\v 24 وَمَنْ يُوَافِقُكُمْ عَلَى هَذَا الأَمْرِ؟ لأَنَّ نَصِيبَ الْمُقِيمِ عِنْدَ الأَمْتِعَةِ لِحِرَاسَتِهَا كَنَصِيبِ مَنْ خَاضَ الْحَرْبَ، إِذْ تُقْسَمُ الْغَنِيمَةُ بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ». +\v 25 وَمُنْذُ ذَلِكَ الْحِينِ جَعَلَ دَاوُدُ هَذِهِ الْفَرِيضَةَ سُنَّةً تَسْرِي عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. +\s5 +\p +\v 26 وَعِنْدَمَا رَجَعَ دَاوُدُ إِلَى صِقْلَغَ أَرْسَلَ جُزْءاً مِنَ الْغَنِيمَةِ إِلَى أَصْحَابِهِ مِنْ شُيُوخِ يَهُوذَا قَائِلاً: «هَذِهِ لَكُمْ هَدِيَّةُ بَرَكَةٍ مِنْ غَنَائِمِ أَعْدَاءِ الرَّبِّ». +\v 27 وَقَدْ بَعَثَ بِها إِلَى الَّذِينَ فِي بَيْتِ إِيلٍ، وَفِي رَامُوتَ الْجَنُوبِ، وَفِي يَتِّيرَ. +\v 28 وَفِي عَرُوعِيرَ، وَفِي سِفْمُوثَ، وَفِي أَشْتِمُوعَ. +\s5 +\v 29 وَفِي رَاخَالَ، وَفِي مُدُنِ الْيَرْحَمْئِيلِيِّينَ، وَفِي مُدُنِ الْقَيْنِيِّينَ، +\v 30 وَفِي حُرْمَةَ وَفِي كُورِ عَاشَانَ، وَفِي عَتَاكَ، +\v 31 وَفِي حَبْرُونَ، وَإِلَى سَائِرِ الأَمَاكِنِ الَّتِي تَرَدَّدَ عَلَيْهَا دَاوُدُ وَرِجَالُهُ. + +\s5 +\c 31 +\s1 شاول ينهي حياته +\p +\v 1 وَحَارَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى جَبَلِ جِلْبُوعَ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ جَمْعٌ غَفِيرٌ وَهَرَبَ الْبَاقُونَ. +\v 2 وَتَعَقَّبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ شَاوُلَ وَأَبْنَاءَهُ، فَقَتَلُوا مِنْهُمْ يُونَاثَانَ وَأَبِينَادَابَ وَمَلْكِيشُوعَ. +\v 3 وَاشْتَدَّتِ الْمَعْرَكَةُ حَوْلَ شَاوُلَ، وَأَثْخَنَ رُمَاةُ السِّهَامِ شَاوُلَ بِالْجِرَاحِ. +\s5 +\v 4 فَقَالَ شَاوُلُ لِحَامِلِ سِلاحِهِ: «اسْتَلَّ سَيْفَكَ وَاقْتُلْنِي بِهِ، لِئَلّا يَأْتِيَ هَؤُلاءِ الْغُلْفُ وَيَطْعَنُونِي وَيُشَوِّهُونِي». فَأَبَى حَامِلُ سِلاحِهِ الانْصِيَاعَ لِطَلَبِ سَيِّدِهِ خَوْفاً، فَأَخَذَ شَاوُلُ السَّيْفَ وَوَقَعَ عَلَيْهِ. +\v 5 وَعِنْدَمَا شَاهَدَ حَامِلُ سِلاحِهِ أَنَّ شَاوُلَ قَدْ مَاتَ، وَقَعَ هُوَ أَيْضاً عَلَى سَيْفِهِ وَمَاتَ. +\v 6 وَهَكَذَا مَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ شَاوُلُ وَأَبْنَاؤُهُ الثَّلاثَةُ وَحَامِلُ سِلاحِهِ وَجَمِيعُ رِجَالِهِ مَعاً. +\s5 +\v 7 وَحِينَ رَأَى رِجَالُ إِسْرَائِيلَ الْمُقِيمِينَ عَلَى مُحَاذَاةِ الْوَادِي وَعَبْرِ الأُرْدُنِّ أَنَّ جَيْشَ إِسْرَائِيلَ قَدْ هَرَبَ، وَأَنَّ شَاوُلَ وَأَبْنَاءَهُ قَدْ مَاتُوا، هَجَرُوا الْمُدُنَ وَفَرُّوا. فَأَتَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَسَكَنُوا فِيهَا. +\p +\v 8 وَعِنْدَمَا جَاءَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ فِي الْيَوْمِ التَّالِي لِيَسْلُبُوا الْقَتْلَى عَثَرُوا عَلَى شَاوُلَ وَعَلَى أَبْنَائِهِ الثَّلاثَةِ صَرْعَى فِي جَبَلِ جِلْبُوعَ، +\s5 +\v 9 فَقَطَعُوا رَأْسَ شَاوُلَ وَنَزَعُوا سِلاحَهُ، وَبَعَثُوا يُبَشِّرُونَ فِي جَمِيعِ أَرْجَاءِ بِلادِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَفِي مَعَابِدِهِمْ وَبَيْنَ قَوْمِهِمْ. +\v 10 وَوَضَعُوا سِلاحَهُ فِي مَعْبَدِ عَشْتَارُوثَ، وَسَمَّرُوا جَسَدَهُ عَلَى سُورِ بَيْتِ شَانَ. +\s5 +\v 11 وَحِينَ بَلَغَ أَهْلَ يَابِيشَ جِلْعَادَ مَا فَعَلَهُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ بِجُثَّةِ شَاوُلَ، +\v 12 هَبَّ كُلُّ الْمُحَارِبِينَ الصَّنَادِيدِ وَسَارُوا اللَّيْلَ كُلَّهُ، وَأَنْزَلُوا جُثَّةَ شَاوُلَ وَجُثَثَ أَبْنَائِهِ عَنْ سُورِ بَيْتِ شَانَ، وَنَقَلُوهَا إِلَى يَابِيشَ وَأَحْرَقُوهَا هُنَاكَ. +\v 13 ثُمَّ جَمَعُوا عِظَامَهُمْ وَدَفَنُوهَا تَحْتَ الأَثْلَةِ فِي يَابِيشَ، وَصَامُوا سَبْعَةَ أَيَّامٍ.